You are on page 1of 16

‫خطـــــة البحـــــــث‪:‬‬

‫المقــــــــــــــــدمــــة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عرض عام حول الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأهمية الوظيفة المالية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف وأهداف المدير المالي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الوظيفة المالية وبعض مجاالت المعرفة األخرى‬
‫المطلب الرابع‪ :‬األهداف األساسية للوظيفة المالية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التخطيط المالي والرقابة‬


‫المطلب األول‪ :‬تخطيط األرباح والوظيفة المالية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التنبؤ المالي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الموازنات‬

‫الخاتمــــــــــــــــــة‬
‫المقــــــــــــــــدمــــة‪:‬‬

‫إن الهدف األساسي من الوجود الوظيفي للمؤسسة االقتصادية هو البقاء في طريق‬


‫الربح والنمو‪ ،‬ولتجسيد ذلك البد من إيجاد قالب تنظيمي يضمن التوزيع المتناسق بين‬
‫األدوار والوظائف داخل المؤسسة بصفة تكاملية وكذا يجب تبني نمط تسيير إستراتيجي‬
‫يتصف بالفعالية والكفاءة‪.‬‬
‫وفي هذا المجال يأتي دور الوظيفة المالية داخل المؤسسة االقتصادية وهي وظيفة غاية‬
‫في األهمية والحساسية كونها تمثل العصب األساسي في المؤسسة حيث يعود إليها الدور‬
‫األساسي في مواجهة المنافسة آو التصدي ألي مستجدات جراء تأثير المحيط الخارجي‪.‬‬
‫وهذا من خالل عملياتها األساسية التي تتركز على البحث في االحتياجات المالية اليومية‬
‫للمؤسسة والبحث في المصادر التمويلية بالكمية المناسبة والتكلفة المالئمة والسهر على‬
‫إنفاقها بالطريقة األحسن وكذا مشاركة اإلدارة العليا في قراراتها الخاصة منها قرارات‬
‫اختيار االستثمارات وتمويلها وفيما يخص لجوئها على القروض وذلك باستخدام جل‬
‫الطرق واألدوات المتاحة لها من التحليل‪ ،‬والتنبؤات‪ B‬والتخطيط‪...‬الخ‪B‬‬
‫واآلن بعد ما تم عرض موضوع البحث يمكن أن نبلور اإلشكالية في صيغة األسئلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫• ما أهمية الوظيفة المالية ؟ وما مدى مساهمتها في العملية التخطيطية بالمؤسسة‬
‫االقتصادية ؟‬
‫ولإلجابة على هذه األسئلة قمنا بصياغة مجموعة من الفرضيات نرى أنها تمثل‬
‫اإلجابات األكثر احتماال وهي‪:‬‬
‫تلعب الوظيفة المالية دورا أساسيا في المؤسسة االقتصادية وهذا من خالل استعمالها‬ ‫‪‬‬
‫أدوات التحليل وكذا التخطيط والرقابة المالية في عملية اتخاذ القرار وكذا التسيير‬
‫الحسن واالستغالل األمثل لموارد المؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عرض عام حول الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية‬

‫إن الوظيفة المالية من بين الوظائف األساسية في المؤسسة االقتصادية وذلك لما لها من‬
‫أهمية بالغة في تحديد الوضعية المالية لها وهذا ما سنحاول التطرق إليه في هذا المبحث‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأهمية الوظيفة المالية‪.‬‬
‫الوظيف‪BB B‬ة المالي‪BB B‬ة في تعريفه‪BB B‬ا البس‪BB B‬يط هي مجموع‪BB B‬ة المه‪BB B‬ام والعملي‪BB B‬ات ال‪BB B‬تي تس‪BB B‬عى في‬
‫مجموعه ‪BB B‬ا إلى البحث عن األم ‪BB B‬وال في مص ‪BB B‬ادرها الممكن ‪BB B‬ة بالنس ‪BB B‬بة للمؤسس ‪BB B‬ة وفي إط ‪BB B‬ار‬
‫محيطها المالي‪ ،‬بعد تحديد الحاج‪BB‬ات ال‪BB‬تي تري‪BB‬دها من األم‪BB‬وال من خالل برامجه‪BB‬ا وخططه‪BB‬ا‬
‫االس ‪BB B‬تثمارية وك ‪BB B‬ذا ب ‪BB B‬رامج تمويله ‪BB B‬ا وحاجاته ‪BB B‬ا اليومي ‪BB B‬ة وعن ‪BB B‬د تحدي ‪BB B‬د الحاج ‪BB B‬ات ودراس ‪BB B‬ة‬
‫اإلمكاني ‪BB B‬ات للحص ‪BB B‬ول على األم ‪BB B‬وال‪ ،‬ت ‪BB B‬أتي العملي ‪BB B‬ة الثالث ‪BB B‬ة وهي الق ‪BB B‬رار باختي ‪BB B‬ار أحس ‪BB B‬ن‬
‫الحاج‪BB B‬ات ودراس‪BB B‬ة اإلمكاني‪BB B‬ات ال‪BB B‬تي تس‪BB B‬مح له‪BB B‬ا بتحقي‪BB B‬ق خططه‪BB B‬ا ونش‪BB B‬اطها بش‪BB B‬كل ع‪BB B‬ادي‬
‫والوص‪BB‬ول إلى أه‪BB‬دافها في ج‪B‬وانب اإلنت‪BB‬اج والتوزي‪BB‬ع والنت‪BB‬ائج أو األرب‪BB‬اح حس‪BB‬ب الض‪BB‬ر وف‬
‫المحيط ‪BB‬ة به ‪BB‬ا‪ ،‬وعالقته ‪BB‬ا م ‪BB‬ع المتع ‪BB‬املين م ‪BB‬ع األخ ‪BB‬ذ بعين االعتب ‪BB‬ار عام ‪BB‬ل ال ‪BB‬زمن ودوره في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وتظه‪BB‬ر أهمي‪BB‬ة الوظيف‪BB‬ة المالي‪BB‬ة بالنس‪BB‬بة للمؤسس‪BB‬ة في تغطي‪BB‬ة احتياجاته‪BB‬ا المالي‪BB‬ة‪ ،‬فالوظيف‪BB‬ة‬
‫المالية تسهر على اختيار المزيج المالي‪ ،‬من أموال خاصة‪ ،‬أو تمويل ذاتي وديون بمختلف‬
‫استحقاقاتها‪ ،‬والذي يحق لها أحسن م‪BB‬ردود بتك‪BB‬اليف أق‪BB‬ل م‪BB‬ا يمكن وتظه‪BB‬ر أهميته‪BB‬ا ك‪BB‬ذلك في‬
‫عملي‪BB B‬ة تنفي‪BB B‬ذ ال‪BB B‬برامج المالي‪BB B‬ة‪ ،‬حيث تق‪BB B‬وم الوظيف‪BB B‬ة المالي‪BB B‬ة بمتابعته‪BB B‬ا‪ ،‬بع‪BB B‬د تحدي‪BB B‬د وتوزي‪BB B‬ع‬
‫مس ‪BB B‬ؤولية اس ‪BB B‬تعمال األم ‪BB B‬وال‪ ،‬وتوجيهه ‪BB B‬ا والح ‪BB B‬رص على أن تتم العملي ‪BB B‬ات المالي ‪BB B‬ة ض ‪BB B‬من‬
‫الخطوط المرسومة لها سابقا في الخطة العملية وفي البرنامج ال‪B‬ذي ي‪B‬وزع ف‪B‬ترات الس‪B‬نة في‬
‫ش‪BB B‬كل موازن‪BB B‬ات لتغطي‪BB B‬ة مختل‪BB B‬ف الحاج‪BB B‬ات من األم‪BB B‬وال وفي نهاي‪BB B‬ة ك‪BB B‬ل ف‪BB B‬ترة تتم مراقب‪BB B‬ة‬
‫البرامج المنفذة للمقارنة بين ما نفذ مع ما كان مبرمجا ومخططا مسبقا‪.‬‬
‫وباختصار فإن مهمة الوظيفة المالي‪BB‬ة تنحص‪BB‬ر في‪" :‬البحث عن األموال بالكمية المناس بة‬
‫وبالتكلف ة المالئم ة وفي ال وقت المناس ب وإ نفاقه ا بالطريق ة المثلي لتحقي ق أغ راض‬
‫المؤسسة"‪.‬‬
‫• هيكـل الوظيـفة الماليـة‪ :‬إن المهام الخاصة بالوظيفة المالية كان في السابق يقوم بها‬
‫المنظم صاحب المؤسسة والذي يمثل المدير في نفس الوقت‪ ،‬وهو اليوم في المؤسسات‬
‫الفردية الصغيرة أو الحرفية أيضا‪ ،‬حيث يستعين في ذلك بمقارنات تقنية ضمن المحيط‬
‫المالي الذي ينشط فيه‪ ،‬إال أن هذه المهام بعد أن كانت بسيطة في المعامالت مع البنوك‬
‫األولى في القرن السابع والثامن عشر زادت اليوم تعقيدا واتساعا بتعقيد واتساع األنشطة‬
‫وإ مكانيات المؤسسة والتكنولوجيات‪ ،‬اتساع السوق‪ ،‬تطور التقنيات المستعملة في اإلدارة‬
‫المالية‪ ،‬وهو ما جعل هذه المهام توزع على عدد من المختصين داخل المؤسسة في إطار‬
‫هيكل الوظيفة المالية‪.‬‬
‫حيث الوظيفة المالية تجم‪BB‬ع ع‪BB‬ددا من الف‪BB‬روع المتعلق‪BB‬ة بك‪BB‬ل من التموي‪BB‬ل ومتابعت‪BB‬ه‪ ،‬المحاس‪BB‬بة‬
‫وأنواعها‪ ،‬اإلحصائيات والمؤشرات المالية والمراقبة الداخلية وقسم تسيير الخزينة‪.‬‬
‫وتق‪BB‬ع ه‪BB‬ذه الف‪BB‬روع ع‪BB‬ادة ض‪BB‬من ش‪BB‬بكة من المص‪BB‬الح التابع‪BB‬ة لم‪BB‬دير المؤسس‪BB‬ة نفس‪BB‬ه حس‪BB‬ب‬
‫(‪)1‬‬
‫حجم ودرجة تفرع هيكل المؤسسة وعلى رأس كل مصلحة مسئول فرعي‬
‫ويظهر الشكل الموالي موقع الوظيفة واإلدارة المالية في المؤسس‪BB‬ة وفي ه‪BB‬ذا اإلط‪BB‬ار يق‪BB‬وم‬
‫كل من المراقب المالي وأمين الخزانة برفع التقارير إلى نائب الرئيس للتمويل‪.‬‬
‫ويقع على عاتق أمين الخزانة مسؤولية إدارة النفقات النقدية واتخاذ قرارات اإلنفاق‬
‫‪ .‬االستثماري ووضع الخطط المالية‪ ،‬ويتولى المراقب المالي مسؤولية الوظيفة المحاسبية‬ ‫)‪2‬‬

‫ناصر دادي عدون اقتصاد المؤسسة – دار المحمدية العامة‪ 1998 -‬ص ‪286 :‬‬ ‫‪(( 1‬‬

‫‪ -‬محمد صالح الحناوي‪ -‬رسمية قريضة‪ -‬أساسيات اإلدارة المالية والتمويل – الدار الجامعية اإلسكندرية ‪ 1997‬ص ‪14-13‬‬ ‫‪)( 2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف وأهداف المدير المالي‬
‫بالرجوع إلى القوائم المالية األساسية للمشروع يمكن استخالص ثالث وظائف للمدير‬
‫المالي وهي ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬

‫دراسة وتحليل البيانات المالية ‪ :‬تختص هذه الوظيفة بتحويل البيانات المالية إلى‬ ‫‪)1‬‬

‫شكل أو نمط بحيث يمكن استخالصها لمعرفة جوانب القوة والضعف في المركز‬
‫المالي للمشروع‪ ،‬وتخطيط عمليات التمويل في المستقبل وتقدير مدى الحاجة لزيادة‬
‫الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي تقدير حجم التمويل اإلضافي المطلوب‪ ،‬لذلك‬
‫فإن األداء الجيد لهذه الوظيفة ضروري ألداء الوظائف األخرى الخاصة بتحديد‬
‫هيكل األصول والمركز المالي للمؤسسة‪.‬‬
‫تحديد هيكل أصول المؤسسة‪ :‬يحدد المدير المالي نمط هيكل األصول وأنواعها‬ ‫‪)2‬‬

‫كما تظهر بقائمة المركز المالي ويعني ذلك تحديد كمية النقود المستثمرة في‬
‫األصول الثابتة واألصول المتداولة‪ ،‬وبعد تحديد هيكل األصول يحدد بقدر اإلمكان‬
‫الحجم األمثل االستثماري في كل نوع من أنواع األصول المتداولة وأن يحدد أيضا‬
‫ماهي األصول الثابتة التي ينبغي استخدامها‪ ،‬ومتى تصبح هذه األخيرة متقادمة فنيا‬
‫ومن ثم يتم استبدالها أو تطويرها‪ ،‬وبذلك يتضح أن مسألة هيكل األصول ليس‬
‫باألمر السهل حيث يتطلب ذلك التعرف على العمليات الماضية وتفهم األهداف‬
‫طويلة األجل‪.‬‬
‫تحديد الهيكل المالي للمؤسسة‪ :‬يوجد نوعين من القرارات الخاصة المالي‪ ،‬يتصل‬ ‫‪)3‬‬

‫النوع األول من القرارات بتحديد المزيج المالئم للتمويل القصير والطويل األجل‪،‬‬
‫ويعتبر ذلك من أهم القرارات المالية ألثره على الربحية والسيولة العامة‪ ،‬أما النوع‬
‫الثاني من القرارات‪ B‬ذات أهمية أيضا‪ ،‬حيث يدور حول تحديد أيهما أكثر منفعة‬
‫للمؤسسة‪ ،‬القروض طويلة األجل أو قصيرة األجل في وقت معين‪ ،‬فقد تفرض‬
‫الظروف أنواع معينة من القرارات‪ B‬وقد يتطلب البعض منها تحليال مستفيضا‬
‫ودراسة معمقة للبدائل المتاحة والتكاليف واآلثار المترتبة على كل منها في األجل‬
‫الطويل‪.‬‬

‫عبد الغفار حنفي اإلدارة المالية المعاصرة – ص ‪23‬‬ ‫‪(( 3‬‬


‫يتضح مما سبق أن الوظائف األساسية للمدير المالي ذات عالقة بالمركز المالي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬فقيام الدير المالي بتحليل وتقييم الميزانية فهو يحلل ويدرس الوضع المالي‬
‫للمؤسسة ككل ويمكنه ذلك من ضبط أو تنظيم العمليات المالية للمؤسسة والبحث عن‬
‫المراكز التي تعتبر بؤرة للمشاكل وتقويمها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمواجهتها‪ ،‬ففي‬
‫تحليله لهيكل األصول فهو يحدد الجانب األيمن من الميزانية وبإقراره الهيكل المالي‬
‫والتمويلي فهو يشكل الجانب األيسر من الميزانية‬
‫أهداف المدير المالي‪ :‬يهدف المدير المالي إلى تحقيق أهداف المالك‪ ،‬فلو نظرنا إلى‬
‫شركات المساهمة نجد المديرين من غير المالك ال يهدفون إلى تحقيق أهدافهم الشخصية‬
‫كزيادة المرتبات‬
‫لكن األصح هو تعظيم ثروة المالك وإ ذا تحقق هذا الهدف فإنه من المفروض ضمنيا تحقق‬
‫مصالحهم الشخصية‪ ،‬وكمالحظة يعتقد البعض أن هدف المالك هو تعظيم الربح بينما‬
‫يعتقد البعض اآلخر أن الهدف هو تعظيم الثروة‪ ،‬وبصفة عامة يوجه إلى تعظيم الربح‬
‫ثالث انتقادات هي ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬

‫انه هدف قصير األجل يمثل ذلك وجهة النظر المحدودة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫انه ال يأخذ في الحسبان المخاطرة المترتبة عن ذلك‬ ‫‪)2‬‬

‫يترتب عليه تدهور قيمة السهم السوقية وهو ما يتعارض مع هدف المساهم‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الوظيفة المالية وبعض مجاالت المعرفة األخرى‬


‫ترتبط الوظيفة المالية بعدة مجاالت معرفية أخرى وهذا نظرا لألهمية التي تكتسيها‬
‫الوظيفة المالية في المؤسسة ونجد ‪:‬‬
‫الوظيفة المالية واالقتصاد التجميعي واالقتصاد الجزئي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫من الضروري المعرفة بالعلوم االقتصادية لتفهم البيئة المالية ونظريات اتخاذ القرار وهما‬
‫يشكالن جوهر اإلدارة المالية المعاصرة‪.‬‬

‫الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية – مذكرة تخرج في الليسانس مالية – بوعبد اهلل عيسى وآخرون البليدة ‪2003‬‬ ‫‪(( 4‬‬
‫فاالقتصاد التجميعي يزود المدير المالي برؤية واضحة عن السياسات الخاصة بالمنظمات‬
‫الحكومية والمالية وغيرها والتي من خاللها تتدفق األموال واالئتمان وتعمل على ضبط‬
‫النشاط االقتصادي العام وبالتالي تقدير مصادر األموال المحتملة بالمؤسسة‪.‬‬
‫وللعمل في إطار هذه البيئة التي تشكلها المؤسسات فالبد من اإللمام باالقتصاد الجزئي‬
‫كأساس لرسم وتخطيط العمليات وتعظيم األرباح ألن نظرية االقتصاد الجزئي تهتم باألداء‬
‫االقتصادي الفعال للمشروع أي أنها توفر هذه األخيرة المدخالت الرئيسية والتصرفات‬
‫التي تحقق األداء المالي الجيد لذلك فهي تهتم بالعالقات بين الطلب والعرض وإ ستراتجية‬
‫تعظيم الربح والقرارات‪ B‬المتعلقة بتحديد التشكيل األمثل لعوامل اإلنتاج والمستويات المثلى‬
‫(‪)5‬‬
‫للمبيعات وإ ستراتيجيات التسعير للمنتجات ومحددات القيمة ( الثمن )‬

‫الوظيفة المالية والمحاسبة‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫هناك عالقة وثيقة بين اإلدارة المالية والمحاسبة حيث توفر هذه األخيرة المدخالت‬
‫الرئيسية لوظيفة اإلدارة المالية باإلضافة إلى أن المحاسبة تخضع للمراقب المالي الذي‬
‫يتبع بدوره نائب رئيس التمويل‪.‬‬
‫إال أن كل هذا ال ينفي وجود اختالفات واضحة تتعلق بمعالجة أسلوب تدفق األموال‬
‫وأيضا فيما يتعلق بعملية اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬

‫أسلوب معالجة األموال‪ :‬يكمن الخالف بين المدير المالي والمحاسبة في معالجة اإليراد‬
‫والنفقة حيث أن الوظيفة األساسية للمحاسب هي إعطاء البيانات التي تساعد في قياس أداء‬
‫المشروع والدخل الخاضع للضريبة وذلك في ظل افتراض أن اإليرادات تتحقق لحظة‬
‫البيع وكذلك يسجل النفقة لحظة استحقاقها بصرف النظر عن حدوث اإلنفاق النقدي أم ال‬
‫أو تمت المبيعات نقدا أو باألجل‪.‬‬
‫أما المدير المالي فإنه يهتم بالمحافظة على قدرة المشروع في أداء التزاماته وذلك‬
‫بالمحافظة على السيولة في المؤسسة عن طريق توفير النفقات النقدية الضرورية‪ B‬ألداء‬
‫هذه االلتزامات والحصول على األصول المتداولة والثابتة والمطلوبة لتحقيق أهداف‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫نفس المرجع السابق ص ‪35‬‬ ‫‪(( 5‬‬

‫محمد صالح الحناوي – االدارة المالية والتمويل – ص ‪17‬‬ ‫((‬ ‫‪6‬‬


‫ومن هنا فإن المدير المالي يهتم بتسجيل اإليرادات والنفقات لحظة حدوث التدفقات‬
‫الداخلة والخارجة‪.‬‬
‫اتخاذ القرار‪ :‬تختلف مهام المدير المالي عن المحاسب فاألخير يخصص معظم وقته‬
‫لتجميع‬
‫وعرض البيانات المالية وتفسيره لألداء وما يتعلق بالوضع الحالي قد يتطرق للمستقبل إذا‬
‫كان ذلك باإلمكان‪.‬‬
‫بينما يقوم المدير المالي بتحليل القوائم المالية والتقارير التي أعدها المحاسب والبحث‬
‫عن المعلومات اإلضافية التي تساعده في أداء وظائفه وبهذا الشكل يتمكن من اتخاذ‬
‫القرارات على ضوء ما تم تحليله واستخالصه ‪.‬‬
‫(‪)7‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬األهداف األساسية للوظيفة المالية‬


‫ترتبط أهداف الوظيفة المالية بأهداف المؤسسة عامة فالنهايات التي تسعى إلى تحقيقها من‬
‫خالل إستراتجيتها العامة والتي تتفرع إلى استراتجيات فرعية منها اإلستراتجية‬
‫المالية‪.‬‬
‫فمن أهداف المؤسسة يأتي الربح في أول الرتب ألنه المفتاح الذي يدخل إلى العديد من‬
‫األهداف‬
‫األخرى مثل استمرار المؤسسة في النشاط وإ لى غير ذلك‪.‬‬
‫ويعتبر تعظيم الثروة كهدف استراتيجي بالمقارنة بهدف تعظيم الربح‪ ،‬ذلك أن المساهم‬
‫يفظل تعظيم الثروة في األجل الطويل بدال من زيادة األرباح في األجل القصير‪ ،‬وقد يكون‬
‫تعظيم الربح جزءا من إستراتجية تعظيم الثروة وقد يتم الجمع بينهما ولكن ال يحدث‬
‫العكس ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬

‫كما تهدف القرارات المالية بصفة عامة إلى تعظيم القيمة الحالية لثروة المالك في‬
‫المشروع أي كان الشكل القانوني أي تعظيم القيمة البيعية لحصة المالك أو صافي الثروة‪،‬‬
‫ويمكن أن نذكر باختصار أهداف الوظيفة المالية ‪:‬‬

‫‪(( 7‬‬
‫عبد الغفار حنفي – كمرجع سبق ذكره – ص ‪22‬‬
‫رجع سبق ذكره – ص‪28 -27‬‬ ‫‪)(8‬‬
‫دراسة الحاجة المالية المرتبطة بنشاط المؤسسة طبقا لخطتها اإلستراتجية وذلك‬ ‫‪)1‬‬

‫لتحديد الوسائل الحالية الضرورية لتغطية هذا النشاط والوقت المناسب للحصول‬
‫عليها مع مراعاة مختلف األنشطة التي سوف ينفق عنها وزمن تنفيذها‪.‬‬
‫دراسة اإلمكانيات المتوفرة أمام المؤسسة للحصول على األموال المطلوبة بحيث‬ ‫‪)2‬‬

‫تعمل على المقارنة بين االختيارات الممكنة واقترح أحسنها مردو دية وأقلها تكلفة‪.‬‬
‫اختيار أحسن طرق التمويل حيث تكون عادة في شكل مزيج بين مختلف المصادر‬ ‫‪)3‬‬

‫وتحقيق أحسن مردو دية مالية‬


‫تتم دراسة اإلمكانيات المقترحة فيما يتعلق بوسائل اإلنتاج الضرورية لذلك حيث‬ ‫‪)4‬‬

‫عادة ما تقترح عدة مشاريع يتم المفاضلة بينها واقتراح أحسنها وفقا لعدة معايير‬
‫مالية‪.‬‬
‫يعتبر تسيير خزينة المؤسسة وسيولتها المالية من أهم المهام وأعقدها حيث تلتقي‬ ‫‪)5‬‬

‫فيها مختلف العوامل والجوانب المتعلقة بالوظيفة المالية‪ ،‬ونظرا لهذه التعقيدات فإن‬
‫تسيير الخزينة يمثل حرجا حتى ألحسن المسيرين الماليين‪.‬‬
‫إذن نالحظ أن الوظيفة المالية تسهر على االستعمال الجيد إلمكانيات المؤسسة ليس أثناء‬
‫تنفيذ الخطط والبرامج فقط بل حتى عند إعدادها من جهة ومن جهة ُأخرى فإن هذه‬
‫الوظيفة بتوفيرها هذا الجانب من المراقبة لمختلف وظائف المؤسسة األخرى تعمل‬
‫في األخير على تحقيق المر دودية المالية لمدى قدرتها على التحكم في الجانب‬
‫المالي مع التنسيق مع لوظائف األخرى مثل كل من‪ :‬الشراء‪ ،‬التخزين‪ ،‬اإلنتاج‪،‬‬
‫الموارد البشرية‪...‬وغيرها‪ ،‬وكذا تحديد المسؤوليات على المصاريف واإليرادات‬
‫فيها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التخطيط المالي والرقابة‬

‫إن التخطيط هو أساس نجاح المدير المالي وتتخذ الخطة المالية صورا عديدة لكن الخطة‬
‫الجيدة هي التي تحدد نقاط القوة ونقاط الضعف في المشروع كما أننا اليمكن أن نهمل‬
‫دور التحليل المالي في هذا النجاح‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تخطيط األرباح والوظيفة المالية‬
‫تعتبر وظيفتا التخطيط والرقابة من المهام الرئيسية للمدير المالي في المشروع‬
‫وتتضمن وظيفة التخطيط عدة خطوات أساسية ومنها‪:‬‬
‫تحديد المشكلة أو الفرصة المتاحة‬ ‫‪)1‬‬

‫تحديد أفضل البدائل للتعامل مع المشكلة أو الفرصة‬ ‫‪)2‬‬

‫تحليل كل بديل والتنبؤ بنتائج إتباع كل بديل‬ ‫‪)3‬‬

‫اختيار كل البدائل ووضع الخطة في صورتها النهائية‬ ‫‪)4‬‬

‫والغرض من الخطة التي يضعها المدير هو تحقيق أهداف محددة‪ ،‬ويتم على هذا األساس‬
‫مقارنة نتائج عمليات التشغيل بهذه األهداف وبالتالي فإن عملية الرقابة هي‪:‬‬
‫قياس األداء‬ ‫‪)1‬‬

‫مقارنة الخطط بالنتائج‬ ‫‪)2‬‬

‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتحسين األداء‬ ‫‪)3‬‬

‫وتلعب اإلدارة المالية دورا أساسيا في عملية الرقابة وبالذات في جوانبها الكمية كما تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن إجراء التحليل على البيانات الماضية يعتبر نقطة البداية الطبيعية ألي‬
‫عملية تخطيط‪ ،‬فنجد أن النسب المالية تدخل في نطاق األساليب الكمية للتخطيط والرقابة‪،‬‬
‫وذلك أن مثل هذا النوع من التحليل يظهر مركز المؤسسة المالي وإ مكانياتها‪ ،‬ويتم‬
‫التخطيط في ضوء اإلمكانيات الجديدة التي يتم الحصول عليها بغرض تحقيق أهداف‬
‫محددة كما يعتبر تحليل التعادل أداة أساسية لتخطيط األرباح‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التنبؤ المالي‬


‫يعتبر التنبؤ المالي إحدى المسؤوليات الرئيسية للمدير المالي بالشروع‪ ،‬حيث أنه يزود‬
‫المشروع باإلطار الذي تستند عليه عمليات التخطيط والرقابة بالمروع‪ ،‬وينقسم التنبؤ إلى‬
‫قسمين هما‪:‬‬
‫• التنبؤ طويل األجل‬
‫• التنبؤ قصير األجل‬
‫صمم بغرض تقدير االحتياجات العامة للمشروع من األموال‬
‫أما التنبؤ الطويل األجل فهو ُي ّ‬
‫أ) أساليب التنبؤ طويل األجل‪:‬‬
‫أسلوب النسبة المئوية من المبيعات ‪ :‬حيث يعتبر أبسط األساليب وفيه يتم التعبير عن‬ ‫‪)1‬‬

‫احتياجات المشروع المالية على أساس النسبة المئوية من المبيعات السنوية المستثمرة في‬
‫كل بند من بنود الميزانية العمومية‪.‬‬
‫ويتوقع أن‬
‫حيث نجد الخطوة األولى في هذا األسلوب هي فصل بنود الميزانية العمومية ُ‬
‫تختلف باختالف المبيعات‪ ،‬وتطبق هذه الخطوة على جميع بنود األصول بالميزانية‬
‫العمومية‪ ،‬ويمكن التعبير عن هذه الخطوة في شكل معادلة كما يلي‪:‬‬
‫ص‬ ‫س‬
‫‪−‬‬
‫م ( ‪ Δ‬م) م ( ‪ Δ‬م) – رم‪ 1(2‬ت)‬ ‫االحتياجات المالية الخارجية =‬
‫(‪)9‬‬

‫س‬
‫األصول كنسبة مئوية من المبيعات‬ ‫م‬ ‫حيث‪:‬‬
‫ص‬
‫م الخصوم كنسبة مئوية من المبيعات‬ ‫‪‬‬

‫‪ Δ‬م التغير في المبيعات‬


‫ر ‪ :‬هامش الربح ( صافي الربح بعد الضريبة على المبيعات )‬
‫م ‪ :‬المبيعات المتوقعة للسنة القادمة‬ ‫‪2‬‬

‫ت ‪ :‬النسبة المؤوية للتوزيعات من صافي الربح بعد الضريبة‬


‫والجدير بالذكر أن هذا األسلوب اليتم بطريقة آلية وهو يتطلب الخبرة الطويلة‪.‬‬
‫أسلوب تحليل االنحدار‪ :‬يعتبر هذا األسلوب بديال ألسلوب النسبة المؤوية من المبيعات‬ ‫‪)2‬‬

‫في تقدير االحتياجات المالية ويسمى بأسلوب االنحدار البسيط أو خريطة التشتت‪ ،‬وبدون‬
‫الدخول في تفاصيل كثيرة يمكن القول أن هناك أربعة أساليب باالحتياجات المالية وهي‪:‬‬
‫• النسبة المؤوية من المبيعات‬

‫‪)( 9‬‬
‫الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية – مذكرة تخرج في الليسانس مالية – بوعبد اهلل عيسى وآخرون البليدة ‪ 2003‬ص ‪42‬‬
‫• االنحدار الخطي البسيط‬
‫• االنحدار غير الخطي البسيط‬
‫• االنحدار المعدد‪ :‬وهو األسلوب األكثر تقدما وذلك أنه يقوم على افتراض أن المبيعات‬
‫تعتمد على عدد من المتغيرات‪ ،‬ويتوقف استخدام أسلوب دون اآلخر على الدقة والعوائد‬
‫الناتجة عنه‪.‬‬

‫أما التنبؤ المالي قصير األجل‪ :‬والذي يركز أساسا على الميزانية النقدية التقديرية والتي‬
‫تعت‪BB‬بر ج‪BB‬زء من نظ‪BB‬ام الميزاني‪BB‬ات التقديري‪BB‬ة داخ‪BB‬ل المش‪BB‬روع ونك‪BB‬رر ب‪BB‬ان المبيع‪BB‬ات هي نقط‪BB‬ة‬
‫البداية األساسية ألي عمل تنبؤ‪.‬‬
‫أساليب التنبؤ قصير األجل‬ ‫أ)‬

‫الميزانية التقديرية‪ :‬ت‪B‬ؤثر الخط‪B‬ط ال‪B‬تي تع‪B‬دها اإلدارة عن ف‪B‬ترة مقبل‪B‬ة من الناحي‪B‬ة المالي‪B‬ة‬ ‫‪)1‬‬

‫للمؤسسة من ناجيتين ‪:‬‬


‫(‪)10‬‬

‫تؤثر على النفقات الداخلية والخارجية‬


‫تؤثر على ربحية المؤسسة‪.‬‬
‫والميزاني‪BB‬ة التقديري‪BB‬ة م‪BB‬اهي إال خط‪BB‬ة مالي‪BB‬ة للمؤسس‪BB‬ة تتض‪BB‬من كيفي‪BB‬ة الحص‪BB‬ول على األم‪BB‬وال‬
‫وإ نفاقها كما أنها أداة تخطيط ورقابة‪.‬‬
‫والهدف من الميزانية التقديرية هو تحسين األداء للمؤسسة حيث تمكنها من توقع التغيرات‬
‫الميزاني ة التقديري ة النقدي ة‪ :‬هي تس‪BB B‬اعد في تخطي‪BB B‬ط االحتياج‪BB B‬ات النقدي‪BB B‬ة في األج‪BB B‬ل‬ ‫‪)2‬‬

‫القصير‬
‫ويمكن تلخيص خطوات إعداد الميزانية النقدية في‪ :‬يعد االنتهاء من إع‪B‬داد قائم‪B‬ة العم‪BB‬ل‬
‫نب‪BB‬دأ بإع‪BB‬داد الميزاني‪BB‬ة التقديري‪BB‬ة النقدي‪BB‬ة ‪ :‬حيث تظه‪BB‬ر المتحص‪BB‬الت النقدي‪BB‬ة من أول ص‪BB‬نف‬
‫من الميزاني‪BB B B‬ة وبع‪BB B B‬د ذل‪BB B B‬ك يتم تلخيص الم‪BB B B‬دفوعات النقدي‪BB B B‬ة خالل ك‪BB B B‬ل ش‪BB B B‬هر والف‪BB B B‬رق بين‬
‫التحصيالت والمدفوعات يتمث‪B‬ل المكس‪B‬ب النق‪B‬دي والخس‪B‬ارة خالل الش‪B‬هر‪ ،‬وعلى أس‪B‬اس ذل‪B‬ك‬
‫ُيقدر حجم التمويل المطلوب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الموازنات‬


‫نفس المرجع السابق عن كتاب أساسيات اإلدارة المالية والتمويل – محمد صالح الحناوي ص ‪227‬‬ ‫‪)( 10‬‬
‫إن الموازنة ماهي إالّ خطة مالية للمؤسسة تتضمن تفصيالت خاصة بكيفية إنفاق‬
‫األموال على العمالة والخامات والسلع الرأسمالية وغيرها كما أنها تتضمن كيفية الحصول‬
‫على هذه األموال‪ ،‬ويمكن استخدام هذه الموازنة كأداة لوضع خطط المؤسسة والرقابة على‬
‫إداراتها المختلفة وعلى هذا األساس فالموازنة تتوقف على طبيعة المؤسسة حيث أنها قد‬
‫تعد لعدة شهور قادمة أو لعدة سنوات في المستقبل فمثال مؤسسة مقاوالت تقوم بصفة‬
‫مستمرة بالتقدم بمناقصات للقيام بمشروعات مختلفة لن تستطيع أن تخطط لفترة طويلة في‬
‫المستقبل‪ ،‬بعكس الحال في مؤسسة كهرباء‪ ،‬فمؤسسة الكهرباء يمكنها أن تبني تنبوءاتها‬
‫على معدل نمو السكان كما أنها تستطيع أن تخطط للحصول على ُأصولها الرأسمالية لفترة‬
‫طويلة في المستقبل والواقع أن الموازنة التقديرية هي عملية الغرض منها تحسين الطريقة‬
‫التي تؤدي بها المؤسسة عملها‪ ،‬كما أنها عبارة عن جهود مستمرة للقيام بالعمل بأفضل‬
‫طريقة ممكنة ويجب ااّل ُينظر إلى الموازنة التقديرية على أنها أداة لوضع قيود على عملية‬
‫اإلنفاق بل هي أداة تهدف إلى استخدام أصول المؤسسة بكفاءة عالية وربحية مرتفعة‬
‫وتتطلب الموازنة إعداد مجموعة من أنماط أو مستويات األداء والتي يمكن مقارنتها‬
‫بالنتائج المتحصل عليها ويطلق على هذه العملية األخيرة عملية الرقابة والتي تتضمن‬
‫مراجعة وتقييم األداء على أساس المستويات التي سبق تحديدها وتحق الموازنات التقديرية‬
‫مزايا كثيرة لرجال اإلدارة العليا ورجال اإلدارة الوسطى‪.‬‬
‫المعدة إعدادا سليما تُقنع المساعدين بأن رؤساءهم‬
‫فمن ناحية ُيالحظ أن الموازنات ُ‬
‫(‪)11‬‬

‫متفهمون لعمليات المؤسسة ومن ناحية ُأخرى فإن هذه الموازنات تعتبر أداة اتصال فعالة‬
‫بين رجال اإلدارة العليا ورؤساء الوحدات التابعين لهم‪.‬‬
‫• نظام الموازنات التقديرية‪:‬‬
‫الموازنات التقديرية تمكن المؤسسة من توقع التغيرات وتطويع عملياتها لمقابلة هذه‬
‫التغيرات‪.‬‬
‫والشك أن هذه النقطة في غاية في األهمية وخاصة في ظل ظروف اقتصادية دائمة‬
‫التغير والتقلب وهي الظروف التي يعيشها العالم اليوم‪ ،‬وباختصار يترتب على الموازنات‬
‫التقديرية تحسين التنسيق الداخلي بين عمليات ووحدات المؤسسة‪ ،‬والشك أن القرارات‪B‬‬

‫محمد صالح الحناوي ‪ ،‬جالل ابرلهيم العيد – اإلدارة المالية – الدار الجامعية مصر ص‪92 :‬‬ ‫‪)( 11‬‬
‫المتعلقة بالسلعة عند أي مرحلة ( البحوث‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬األفراد‪ ،‬التمويل) لها تأثير على ربحية‬
‫المؤسسة‪ ،‬كما أن التخطيط والرقابة التي يوفرها نظام الموازنات التقديرية هما أساس‬
‫تخطيط األرباح حيث أن هذا النظام يوفر صورة متكاملة عن أعمال المؤسسة وعلى هذا‬
‫األساس فإن نظام الموازنات التقديرية يمكن أي رئيس وحدة إدارية أن يرى عالقة وحدته‬
‫بالوحدات األخرى داخل المؤسسة‪.‬‬
‫تعتبر الموازنات التقديرية جزءا أساسيا من النشاط التخطيطي في أي مشروع فتعتبر‬
‫التنبؤات طويلة األجل بالمبيعات هي إحدى قطاعات هذه الخطة وتتطلب هذه التنبؤات‬
‫تحديد عدد وأنواع السلع التي يتم إنتاجها حاليا وفي السنوات المقبلة التي تتضمنها الخطة‬
‫طويلة األجل‪.‬‬
‫ويتم إعداد التنبؤات قصيرة األجل وكذلك الموازنات التقديرية من خالل اإلطار العام‬
‫للخطة طويلة األجل‪.‬‬
‫وبصورة مشابهة فإن السياسات التي يتم تحديدها والخاصة بالتصنيع والتسويق والبحوث‬
‫واإلدارة العامة تظهر الحاجة على مجموعة من الموازنات التقديرية فعلى سبيل المثال فإن‬
‫موازنة اإلنتاج تعكس استخدام الخامات واألجراء والعمال‪ ،‬وكل عنصر أساسي من‬
‫عناصر موازنة اإلنتاج يمكن أن يعد له موازنة مستقلة‪.‬‬
‫الخاتمــــــة‬

‫إذن يتضح من خالل هذا البحث أن الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية تتطلب‬
‫مهارات وكفاءات خاصة وتعاون وثيق بين اإلدارة المالية واإلدارات األخرى‪ ،‬كما يمكن‬
‫تصور مدى الصعوبات التي تواجهها اإلدارة المالية في القيام بوظيفتها علي أكمل وجه‪.‬‬
‫وأخيرا على اإلدارة المالية أن تعمل وتحرص على أن تقوم بوظيفتها على أحسن وجه‬
‫باستخدام أقصى طاقاتها‪ ،‬إضافة إلى ضرورة وجوب تحقيق التالؤم والتناسق بين‬
‫االستثمارات ووسائل التمويل وهذا بإعداد مراجع االستثمارات ووسائل التمويل‪.‬‬
‫كما على اإلدارة المالية أن ال تتردد في الرجوع إلى اإلدارة العليا باعتبارها صاحبة‬
‫القرار النهائي خاصة في شؤون ربحية االستثمارات في حالة الضرورة أو الخطر‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫• ناصر دادي عدون اقتصاد المؤسسة – دار المحمدية العامة‪1998 -‬‬
‫• محمد صالح الحناوي‪ -‬رسمية قريضة‪ -‬أساسيات اإلدارة المالية والتمويل‬
‫– الدار الجامعية اإلسكندرية ‪1997‬‬
‫• عبد الغفار حنفي اإلدارة المالية المعاصرة‬
‫• محمد صالح الحناوي ‪ ،‬جالل ابراهيم العيد – اإلدارة المالية – الدار‬
‫مصر‪.‬‬ ‫الجامعية‬
‫المذكرات‪:‬‬
‫• الوظيفة المالية في المؤسسة االقتصادية – مذكرة تخرج في الليسانس مالية‬
‫– بوعبد اهلل عيسى وآخرون البليدة ‪2003‬‬

You might also like