You are on page 1of 24

2022 ‫أكتوبر‬

‫كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬- ‫مجلة الدراسات االقتصادية‬ October
Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4) 2022

‫امللخص‬

‫ من خالل حتديد‬،‫تتناول هذه الورقة البحثية العالقات التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي ودورها يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‬
‫ وكذلك حتديد‬،‫مفهوم النظام الرقابي الشرعي بشكل عام والرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي بشكل خاص ومعرفة أشكال وأهداف هيئات الرقابة الشرعية‬
‫ بغية الوصول إىل واقع هيئات الرقابة الشرعية فى ليبيا وحتديد نوع العالقات‬،‫ واستعراض مبادئ وأهداف احلوكمة الشرعية‬،‫أهمية ومهام التدقيق الشرعي‬
،‫التعاقدية بني هيئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي واملراجع الشرعي اخلارجي وجمالس اإلدار ة باملصارف لغرض تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‬
‫ولتحقيق أهداف الدراسة مت اتباع املنهج الوصفي واالستقرائي الستنباط النتائج وقد توصلت الدراسة إىل العديد من النتائج والتوصيات باإلضافة إىل وضع‬
.‫تصور رقابي شرعي مستقبلي حيدد العالقات التعاقدية ويدعم نظام احلوكمة الشرعية داخل مصارفنا‬

.‫ احلوكمة الشرعية‬،‫ التدقيق الشرعي‬،‫ الرقابة الشرعية‬،‫ النظام الرقابي الشرعي‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract
This research paper deals with the contractual relations of Shariah supervisory boards, and Sharia
audit departments and their role in enhancing the Shariah governance environment, by defining
the concept of Sharia supervisory system in general and Sharia control and Sharia audit in
particular and knowing the forms and objectives of Sharia supervisory boards, as well as defining
the importance and tasks of Sharia audit, and reviewing the principles And the objectives of Sharia
governance, in order to reach the reality of Sharia, supervisory bodies in Libya, and determine the
type of contractual relationships between Sharia supervisory bodies, Sharia audit departments,
external Sharia auditors and boards of directors in banks for the purpose of strengthening the Sharia
governance environment. The study reached to many findings and recommendations. In addition,
lay developing a future Shariah supervisory vision that defines contractual relationships and
supports the Sharia governance system within our banks
Keywords: Sharia supervisory system, Sharia supervision, Sharia audit, Sharia
governance

173
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .1‬املقدمة‪:‬‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده اهلل فال مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل فلن جتد له وليًا مرشداً‪ ،‬والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني سيدنا حممد وعلى آله وأصحابه أمجعني‪.‬‬
‫ميكن القول إن احلوكمة هي املعنية بتنظيم العالقة بني مكونات املؤسسة للوصول إىل حتقيق أفضل مستوي من التوازن بني مصاحل‬
‫اإلدارة واملساهمني فيها مع مراعاة مصاحلهم‪.‬‬
‫وتعترب الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي ركيزة من ركائز العمل املصريف اإلسالمي ورافد مهم لقيادة املؤسسات املالية اإلسالمية‬
‫جبدارة‪ ،‬واليت من خالهلا يتم العبور من مرحلة التأسيس إىل مرحلة التوسع واالنتشار‪ ،‬خصوصاً يف ظل تواجد بيئة مصرفية تقليدية‬
‫من جهة‪ ،‬وما يشهده العمل املصريف اإلسالمي من معوقات وصعوبات داخلية وخارجية من جهة أخري‪.‬‬
‫إن املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية إذ تنص يف نظمها األساسية على االلتزام التام بتطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية يف مجيع‬
‫أعماهلا وعملياتها ‪ ،‬وهذا االلتزام الشرعي والقانوني يستدعي وجود مرجعية فقهية ترشد وتوجه وتضفي الشرعية على املنتجات‬
‫الصادرة عن املؤسسات املالية اإلس المية‪ .‬وحيث تتمثل هذه املرجعية يف وجود هيئات للرقابة الشرعية وإدارات التدقيق واملراجعة‬
‫الشرعية فإن عالقاتها الوظيفية والتعاقدية حتتاج لوضع أطر حمددة لتنفيذ بيئة احلوكمة الشرعية‪ ،‬اليت متكن من الوصول إىل أفضل‬
‫النتائج املمكنة‪.‬‬
‫وقد حاولنا من خالل هذا الورقة البحثية تسليط الضوء على موضوع العالقات التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق‬
‫الشرعي ودورها يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية داخل املؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تتلخص املشكلة البحثية يف أنَّ الدولة الليبية بدأت يف االجتاه حنو الصريفة اإلسالمية ونظمت األطر القانونية والشرعية الالزمة لذلك‪،‬‬
‫وبعد مضي أكثر من عشر سنوات من عمر التجربة الليبية حنو املصرفية اإلسالمية‪ ،‬أصبح من الضروري الوقوف على واقع الرقابة‬
‫الشرعية وحتديد العالقات التعاقدية للنظام الرقابي الشرعي وسُبل تفعيله لتعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‪ ،‬وميكن صياغة املشكلة البحثية‬
‫الرئيسية يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما مدى مساهمة النظام الرقابي الشرعي يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية وينبثق من املشكلة الرئيسية األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬ما هي طبيعة العالقة التعاقدية بني هيئة الرقابة الشرعية وإدارة التدقيق الشرعي؟‬
‫ب‪ .‬هل يوجد دور هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية؟‬
‫ج‪ .‬هل يساهم تفعيل هيئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية الليبية؟‬
‫د‪ .‬هل تساهم العالقات التعاقدية بني الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي يف تعزيز احلوكمة الشرعية؟‬
‫‪ .1.2‬اهلدف من الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الورقة البحثية بشكل رئيس إىل التعرف على مدى الدور الذي متارسه هيئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي‬
‫يف تعزيز بيئة احلوكمة ا لشرعية داخل املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬مع حتديد العالقة التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق‬

‫‪174‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫الشرعي يف ليبيا‪ ،‬وتقديم منوذج رقابي مستقبلي مقرتح ميكن أن يُعزز احلوكمة الشرعية داخل مصارفنا‪ ،‬كما أن هناك عدة أهداف‬
‫أخرى يتطلع الباحثون إىل حتقيقها من خالل هذه الورقة البحثية تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الوقوف على حقيقة احلوكمة الشرعية وأهميتها ومبادئها‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف بالرقابة الشرعية وأهميتها وأشكاهلا وأهدافها‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف بالتدقيق الشرعي أهدافه ومهامه‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد طبيعة العالقة التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وعلم التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬وضع تصور رقابي مستقبلي متكامل يُعزز احلوكمة الشرعية يف ليبيا‪.‬‬
‫‪ .1.3‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تستمد هذه الدراسة أهميتها من تزايد االهتمام بدور الرقابة الشرعية وأهمية تطويرها‪ ،‬واحلوكمة كون آلياتها ومبادئها واسسها تُعد‬
‫من املفاهيم احلديثة على املستوى العاملي بصفة عامة‪ ،‬وعلى املستوى احمللي بصفة خاصة‪ ،‬وأن الوعي بهذه املفاهيم وتطبيقاتها يؤدي‬
‫إىل حتقيق قدر كبري من العدالة والشفافية والتقيد بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .1.4‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫أ‪ .‬عطية (‪6102‬م)‪ 1‬بعنوان‪ " :‬مفاهيم الرقابة والتدقيق الشرعي واملراجعة واالمتثال الشرعي بني النظرية والتطبيق"‪ .‬هدفت دراسة‬
‫الباحث إلي توضيح مفاهيم (الرقابة‪ ،‬التدقيق الشرعي‪ ،‬واملراجعة‪ ،‬واالمتثال) وأثر تداخلها يف إجراءات الضبط الشرعي يف املؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية لتساعد هذه املؤسسات على بناء اهليكل التنظيمي والوظيفي للوصول اىل بيئة ضبط شرعي سليمة وتُعزز احلوكمة‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إىل العديد من النتائج والتوصيات من أهمها‪ :‬أن حوكمة هياكل النشاطات الشرعية متثل السياسات واإلجراءات‬
‫واملعايري اليت تنظم تشابك العالقات بني أصحاب املصاحل لتحقيق أهداف املصرف‪ ،‬مبا يتوافق مع اإلرشادات الصادرة عن بعض‬
‫املؤسسات املالية االسالمية املختصة‪.‬‬

‫ويوصى الباحث بتبين معايري جديدة خاصة بالرقابة الشرعية تشمل‪ :‬نظام الرقابة الشرعية‪ ،‬التدقيق الشرعي الداخلي‪ ،‬الرقابة الشرعية‬
‫الداخلية‪ ،‬االمتثال الشرعي‪ ،‬املراجعة الشرعية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الله عطية‪ ،‬مفاهيم الرقابة والتدقيق الشرعي والمراجعة واالمتثال الشرعي بين النظرية والتطبيق‪ُ ،‬مقدم إلي المؤتمر السادس للتدقيق الشرعي‪،‬‬
‫إسطنبول‪ -‬تركيا‪ 7 ،‬نيسان ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ .‬دراسة الشاعر(‪6102‬م)‪ 2‬بعنوان‪ " :‬أثر التدقيق الشرعي يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية"‪.‬‬
‫هدفت دراسة الباحث إلي التعرف على أهمية التدقيق الشرعي وأهمية احلوكمة واهليكلية املطلوبة لتحقيق احلوكمة وحتديد أهدافها‬
‫النهائية‪ ،‬ومقومات نظام الرقابة الداخلية وحتديد أهدافها‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل العديد من النتائج والتوصيات من أهمها‪ :‬أن احلوكمة‬
‫متحققة بتحقق التدقيق الشرعي يف كثري من جوانبها‪ ،‬وعليه فبيئتها تتكامل أكثر فأكثر كلما دعمها التدقيق الشرعي‪.‬‬
‫ويوصى الباحث بالعمل على تثقيف الكادر البشري عموما باحلوكمة ومتطلباتها والتدقيق الشرعي وأدواره والعمل على ترسيخ‬
‫املصرفية‬ ‫الصناعة‬ ‫وخيدم‬ ‫احلوكمة‬ ‫حيقق‬ ‫اإلسالمية‬ ‫بالشريعة‬ ‫االلتزام‬ ‫أن‬ ‫مفاهيم‬
‫ج‪ .‬دراسة أبو هربيد(‪6102‬م)‪3‬‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬
‫بعنوان‪ " :‬احلوكمة يف املؤسسات املالية اإلسالمية ودور هيئات الرقابة الشرعية يف تعزيزها"‪ ،‬هدفت دراسة الباحث إلي الوقوف‬
‫على حقيقة احلوكمة ومبادئها وبيان التأصيل الشرعي للحوكمة‪ ،‬واألهمية اليت تتميز بها‪ ،‬ودور هيئات الرقابة الشرعية يف تعزيز‬
‫احلوكمة داخل املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬توصلت الدراسة إىل العديد من النتائج والتوصيات من أهمها‪ :‬إن وجود هيئة الرقابة‬
‫الشرعية يف مؤسسة مالية يساهم بدرجة كبرية يف تعزيز مبادئ احلوكمة القائمة على‪ :‬إتقان العمل‪ ،‬واملسؤولية والشفافية واحملاسبة‬
‫وغريها‪ ،‬ويوصى الباحث بوضع لوائح تنظيمية لطرق وقواعد تشكيل هيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬وضبط العالقة القائمة بينها وبني‬
‫إدارات املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .1.5‬منهجية الدراسة وخطتها‪:‬‬
‫اتبع الباحثون يف إعداد هذه الدراسة املناهج العلمية املناسبة لطبيعة املوضوع‪ ،‬ولعدم وجود بيانات مالية فيها حتتاج إىل اتباع مناهج‬
‫حبثية رياضية أو احصائية‪ ،‬مما فرض على الباحثني اتباع املنهج الوصفي واالستقرائي الستنباط النتائج‪ ،‬وتناولت الورقة البحثية املباحث‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ :1‬مدخل إىل الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي‪.‬‬
‫‪ :2‬اإلطار املفاهيمي للحوكمة الشرعية‪.‬‬
‫‪ :3‬العالقات التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي ودورها يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية (منوذج رقابي‬
‫شرعي مُقرتح)‪.‬‬

‫سمير الشاعر‪ ،‬أثر التدقيق الشرعي في تعزيز بيئة الحوكمة الشرعية‪ ،‬بحث ُمقدم إلي مؤتمر التدقيق الشرعي‪ ،‬تعقده شركة شورى لالستشارات‬ ‫‪2‬‬

‫الشرعية‪ ،‬في البحرين في ‪6102/10/60/61‬م‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عاطف محمد أبو هربيد‪ " ،‬الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية ودور هيئات الرقابة الشرعية في تعزيزها"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثالث للعلوم‬
‫المالية والمصرفية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬إربد‪ ،‬االردن‪ ،‬من ‪ 07‬إلي ‪ 01‬إبريل ‪6102‬م‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .1‬مدخل إىل النظام الرقابي الشرعي (الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي)‬


‫‪ :1.1‬مفهوم نظام الرقابة الشرعية‬
‫إنّ ما مييز العمل املصريف اإلسالمي(‪ ،)4‬هو مدى التقيد بأحكام الشريعة االسالمية يف املعامالت‪ ،‬الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية‬
‫يف املصرف‪ ،‬والذي يُسمى بنظام الضوابط الشرعية‪ .‬والنظام يف اللغة هو اخليط ينظم فيه اللؤلؤ وغريه‪ ،‬وهو الرتتيب واالتساق‪.‬‬
‫وتناظمت األشياء‪ :‬تضامت وتالصقت‪ .‬يقال‪ :‬تالصقت الصخور‪ .‬وتنظم الشيء‪ :‬انتظم‪ .‬ويقال نظام األمر‪ :‬قوامه وعماده(‪.)5‬‬
‫وجاء مفهوم النظام يف علم االجتماع‪ :‬بأنه التقيد بالقوانني‪ ،‬أما يف األخالق فالنظام‪ :‬هو العمل وفق القيم‪ ،‬ولذلك كان حب النظام‬
‫عند البعض من الفضائل(‪.)6‬‬
‫أما النظام يف االصطالح‪ :‬يطلق على أمرين وهما‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من الناحية املوضوعية‪ ،‬فالنظام من هذه الناحية يعين جمموعة من األحكام اليت تتعلق مبوضوع حمدد‪ ،‬وتعرض يف صورة مواد‬
‫متتالية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬من الناحية الشكلية‪ ،‬وهنا النظام يعين وثيقة مكتوبة تصدر عمن ميلك حق إصدارها‪ ،‬تهدف إىل تنظيم سلوك األفراد يف‬
‫جمتمعهم‪ ،‬وإدراك مصاحلهم (‪.)7‬‬
‫ويتبني من التعريفات السابقة لغويةً كانت أو ما جاء يف االصطالح أن النظام يتمثل يف جمموعة من األحكام الصادرة عمن ميلك حق‬
‫إصدارها‪ ،‬وأن هذه األحكام تأتي يف شكل موثق برتاتبيه واتساقه‪ ،‬وأنه قوام األمر وعماده‪.‬‬
‫أما الرقابة الشرعية فمفهومها كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مفهوم الرقابة بصفة عامة‪ ":‬هي إحدى وظائف اإلدارة‪ ،‬وتهدف إىل مساعدة اإلدارة يف التأكد من إجناز األهداف املعتمدة‪،‬‬
‫واحلاجة إليها قائمة مادام احتمال اخلطأ يف التنفيذ قائم"(‪.)8‬‬
‫والرقابة تعين اإلجراءات اليت تتخذها املؤسسة سواء كانت مصرفية أو جتارية لتأكد من أن األهداف واخلطط والربامج تتم حسب‬
‫املعايري احملددة‪ ،‬وأن االحنراف عن املعايري والضوابط يتم اكتشافه وحتديد املسؤول عنه‪ ،‬وتتخذ اإلجراءات الالزمة لتصحيحه‪.‬‬

‫المصرف اإلسالمي‪ " :‬هو منظمة مالية استثمارية‪ ،‬تقدم الخدمات المصرفية بما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالتها المالية؛ لجذب‬ ‫‪4‬‬

‫المدخرات من وحدات الفائض إلى وحدات العجز وتوظيفها بالطرق الشرعية في المشاريع االقتصادية واالجتماعية والتنموية من أجل تحقيق التكافل‬
‫االجتماعي بين أفراد المجتمع"‪( .‬الصهبي‪0202،‬م)‪.‬‬

‫إبراهيم مصطفى‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪.399 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد المنعم الحفني‪ ،‬المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة‪ ،‬ط‪( ،9‬القاهرة‪ :‬مطبعة مدبولي‪.973 ،)0222 ،‬‬ ‫‪6‬‬

‫عبد الله العتيبي‪ ،‬النظام العام للدولة المسلمة‪ ،‬ط‪( ،1‬الرياض‪ :‬دار كنوز اشبيليا‪.01-02 ،)0223 ،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 8‬عبدالباري مشعل‪ ،‬تقنيات الرقابة والتدقيق الشرعي‪ ،‬المادة العلمية لشهادة األخصائي اإلسالمي المعتمد في التدقيق‪ ،‬ص‪0211 ،11‬م‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫والشرعية‪ :‬تنسب إىل الشريعة‪ ،‬والشريعة يف االصطالح الشرعي‪ :‬ما شرع اهلل لعباده من الدين (‪ ،)9‬ومنه قوله تعاىل‪[ :‬لِكُلّ جَعَلْنَا‬
‫مِْن ُكمْ شِ ْرعَةً وَمِْنهَاجًا] املائدة‪.84 :‬‬
‫وعند اجلمع بني املفهومني نستخلص إن الرقابة الشرعية تعنى‪ :‬عملية حتقق وفحص مدى تقيد والتزام ومطابقة مجيع أنشطة املصارف‬
‫اإلسالمية واملصارف العاملة يف نشاط الصريفة اإلسالمية ملبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية الغراء‪.‬‬
‫ومن ذلك نستنتج أن نظام الرقابة الشرعية‪ :‬هو جمموعة التشريعات واهلياكل والوحدات اإلدارية اليت تنظم العمل املصريف داخل‬
‫املؤسسات املصرفية اإلسالمية باآللية اليت تكفل تقيد هذه املؤسسات بأحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أن مصرف ليبيا املركزي متمثل يف جملس إدارته وضع جمموعة من اختصاصات هيئة الرقابة الشرعية املركزية‬
‫التالية‪)10(:‬‬ ‫وبينها يف جمموعة النقاط‬

‫‪ ‬القيام بالدور اإلشرايف والرقابي من الناحية الشرعية لكافة أنشطة مصرف ليبيا املركزي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشراف واملتابعة للمصارف التجارية املقبلة على الصريفة اإلسالمية‪ ،‬وذلك بهدف ضمان صحة تطبيقها للمنتجات اإلسالمية‬
‫وسالمة إجراءاتها‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد أعضاء هيئات الرقابة الشرعية الفرعية باملصارف التجارية اليت أنشئت فروع ونوافذ للصريفة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشراف على اعتماد املعايري الشرعية احلاكمة لنشاط الصريفة اإلسالمية اليت تصممها اللجان االستشارية مبصرف ليبيا املركزي‪،‬‬
‫وكذلك اعتماد أدلة املنتجات املصرفية اإلسالمية ومن ثم تقدميها للمصارف التجارية لتوظيفها‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة العمليات املصرفية والتأكد من مطابقتها للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫الرقابة الشرعية ذات أهمية بالغة للمصارف اإلسالمية ألسباب كثرية‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬

‫‪ ‬ال ميكن التأكد من هوية املصرف اإلسالمي‪ ،‬وتطبيقه ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وابتعاده عن الشبهات‪ ،‬إال من خالل وجود‬
‫جهة شرعية تضبط أعماله‪ ،‬وتصححها باستمرار‪.‬‬
‫‪ ‬إن وجود الرقابة الشرعية يف املصرف يُعطي املصرف الصبغة الشرعية‪ ،‬كما يُعطي وجود الرقابة ارتياحاً لدى مجهور املتعاملني‬
‫مع املصرف (توفري الطمأنينة)‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة الشرعية هي احلاكمة ملعامالت املصارف اإلسالمية‪ ،‬والقادرة على اكتشاف األخطاء الشرعية‪.‬‬

‫‪ 9‬تفسير القرطبي ‪.163/16‬‬

‫موقع صندوق ضمان أموال المودعين على شبكة األنترنت – األخبار – ‪WWW.DIF.GOV.LY‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪178‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ ‬عدم إحاطة معظم موظفي املصارف العاملة يف نشاط املصرفية اإلسالمية بأحكام ومبادئ املعامالت املالية الشرعية‪ ،‬مما يعين‬
‫عدم استغناء هذه املصارف عن اهليئات الشرعية بأي حال‬
‫املالية (‪.)11‬‬ ‫‪ ‬من األحوال‪ ،‬السيما يف وقتنا احلالي اليت تتعدد فيها صور التعامالت‬
‫ثالثاً‪ :‬أهداف الرقابة الشرعية‪:‬‬

‫‪ ‬أن اهلدف من الرقابة الشرعية هو توجيه املصارف اليت تعمل فيها حنو دائرة احلالل (املعامالت واألنشطة املباحة شرعا)‪ ،‬مع‬
‫بيان املعامالت واألنشطة غري املباحة واحملرمة بشكل واضح وصريح أو اليت بها شبهة التحريم‪ ،‬وذلك للتحذير منها قبل الوقوع‬
‫فيها أو الدعوة الجتنابها واالنتهاء منها إن كانت قائمة‪ ،‬وإجياد البديل الشرعي هلا‪ ،‬وقد نص معيار الضبط للمؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية رقم (‪ )6‬الرقابة الشرعية يف الفقرة رقم (‪ )8‬أن اهلدف من الرقابة الشرعية ما يلي‪ " :‬تهدف الرقابة الشرعية إىل‬
‫التأكد من أن األنشطة اليت تقوم بها املؤسسة املالية اإلسالمية ال ختالف أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية" (‪ .)12‬وميكن حتديد‬
‫التالي‪)13( :‬‬ ‫جممل تلك األهداف يف‬
‫‪ ‬جتنب أي عقد او معاملة مبا نص الشارع على حرمته ونهى عنه‪.‬‬
‫‪ ‬االبتعاد التام عن الربا وأشكاله املتنوعة‪ ،‬واملقامرة بكافة أشكاهلا وصورها‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن النماذج املعدة إلبرام العقود واألوراق املالية والسجالت األخرى‪ ،‬مطابقة للتكييف الشرعي هلا‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة األنشطة اليت ميارسها املصرف والعقود اليت يربمها لضمان تنفيذها وفقا للفتاوى والتوجيهات الصادرة عنها‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أشكال أنظمة الرقابة الشرعية‪:‬‬

‫تتعدد أشكال الرقابة الشرعية وختتلف من بلد آلخــر‪ ،‬بل من مصــرف آلخـر‪ ،‬وذلــك بســبب حداثــة جتربــة املصــارف اإلسالمية‬
‫والرقابــة الشــرعية‪ ،‬وكذلك تبعــاً لدرجــة قناعــة اإلدارات واملســؤولني فــي املصارف بأهميتها وبدورها‪ ،‬ولذلك جند أن منهم‬
‫من اكتفى مبراقب شرعي يعول عليه بكل النواحي الشــرعية أو مستشار شرعي يكتفي بتقديم االستشارة حول منتج معني‪ ،‬ومنهــم‬

‫عبد الرزاق رحيم الهتيتي‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية على التزام المصارف اإلسالمية باألحكام الشرعية‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع‬ ‫‪11‬‬

‫والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري بدبي‪ 91 ،‬مايو ‪9-‬يونيو‪0223‬م‪.‬‬

‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬معايير المحاسبة والمراجعة والضـوابط للمؤسسـات الماليـة ‪ 0‬اإلسالمية‪ .‬البحرين ‪-1101‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪1101‬هـ‪0221-0229/‬م‪ .‬الضوابط ص‪.11‬‬

‫‪13‬‬
‫عبد الرزاق رحيم الهتيتي‪ ،‬بتصرف‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية على التزام المصارف اإلسالمية باألحكام الشرعية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪179‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫من يصرح حباجته إلـى جهـاز شـرعي متكامل للقيام بهـذا الغــرض‪ .‬وبشــكل عــام فهــي ال ختــرج عــن أحــد األشــكال التالية‪،‬‬
‫وميكن إيضاح ذلك من خالل اجلدول التالي‪:‬‬

‫اجلدول‪ :‬رقم (‪ :)1‬بيان أشكال الرقابة الشرعية‬

‫التبعية ومكان عملها وظيفتها‬ ‫الشكل‬ ‫ت‬


‫توجد داخل البنك املركزي‪ ،‬وتكون مسؤولة عن كل ما يتعلق باملصارف اإلسالمية‪ ،‬وهلا سلطة‬ ‫هيئة رقابة شرعية‬ ‫‪.1‬‬
‫الرقابة املستمرة على عمليات هيئات الرقابة الشرعية يف املصارف‪ ،‬ومثل ذلك (جملس اإلشراف‬
‫الشرعي يف البنك املاليزي)‪.‬‬
‫هي هي ئة أو جهاز رقابة شرعية مستقل غري تابع ألي من املصارف اإلسالمية‪ ،‬منفصل عن البنوك‬ ‫هيئة أو جهاز رقابة شرعية‬ ‫‪.2‬‬
‫املركزية‪ ،‬وتكون وظيفتها متابعة كل مايتعلق باملصارف اإلسالمية‪ ،‬ومثل ذلك (قيام اهليئة العليا للفتوى‬
‫والرقابة الشرعية يف االحتاد الدولي للبنوك اإلسالمية)‪.‬‬
‫منفصل عن البنك املركزي‪ -‬تابع جملموعة من املصارف اإلسالمية‪ ،‬كاهليئة الشرعية املوحدة جملموعة‬ ‫جهاز رقابة شرعية مستقل‬ ‫‪.3‬‬
‫دله الربكة‪.‬‬
‫توجد داخل املصرف املركزي أوخارجه‪ ،‬تفيت يف املسائل املعروضة عليها فقط وال صلة هلا مبراجعة‬ ‫جهة استشارية مركزية‬ ‫‪.4‬‬
‫األعمال املنفذة‪ ،‬كإدارة الفتوى بوزارة األوقاف الكويتية‪.‬‬
‫توجد داخل املصرف تابعة للجمعية العمومية للمساهمني ومتارس الدور املتكامل للرقابة واإلفتاء‪.‬‬ ‫هيئة رقابية شرعية مستقلة‬ ‫‪.5‬‬
‫جهاز ال يتبع اجلمعية العمومية للمساهمني‪ ،‬حيوي أعضاء لإلفتاء‪ ،‬وآخرين كمستشارين وغريهم‬ ‫جهاز رقابي شرعي متكامل‬ ‫‪.6‬‬
‫للتدقيق واملراجعة وآخرين للرقابة واملتابعة‪ ،‬باإلضافة إىل رئيس اهليئة ومقررها والدعاة‪ ،‬مثل ذلك هيئة‬
‫الفتوى والرقابة الشرعية يف بيت التمويل الكوييت‪ ،‬إال أنها مل ختصص من يقوم بعمليات التدقيق‬
‫واملراجعة‪.‬‬
‫غالباً ما تكون تابعة إلدارة املراجعة الداخلية‪ ،‬أو كإدارة مستقلة تسمى إدارة املراجعة الشرعية الداخلية‪.‬‬ ‫إدارة للرقابة الشرعية “جزء من أحد‬ ‫‪.7‬‬
‫اإلدارات"‬
‫يستشار يف بعض املعامالت وال عالقة له بالتنفيذ وال بكيفيته‪ .‬ومثل ذلك نظام املصارف اإلسالمية يف‬ ‫مستشار شرعي‬ ‫‪.8‬‬
‫ماليزيا‪.‬‬
‫يتم تعينه يف كل إدارة وقسم من إدارات وأقسام املصرف اإلسالمي‪ ،‬ومثل ذلك بنك التضامن‬ ‫عضو رقابة شرعية‬ ‫‪.9‬‬
‫السوداني‪.‬‬
‫يكتفي املصرف بتعني مراقب شرعي واحد للمصرف ككل مثل ذلك بنك التمويل املصري السعودي‪.‬‬ ‫مراقب شرعي واحد للمصرف‬ ‫‪.11‬‬
‫من إعداد الباحثون بتصرف‪ ،‬باالستناد إىل عبد الرزاق رحيم اهلتييت‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية على التزام املصارف اإلسالمية باألحكام الشرعية‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .2.1‬مفهوم التدقيق الشرعي أهدافه ومهامه‬


‫أوالً‪ :‬مفهوم التدقيق الشرعي‪:‬‬
‫الدقة هي‪ :‬عمليات الضبط واإلحكام‪ )14(،‬أما التدقيق فهو عملية مراجعة جلمع وتقييم األدلة عن املعلومات لتحديد مدى التوافق‬
‫مع املعايري املقررة سلفاً والتقرير عن ذلك‪ ،‬وجيب أداء املراجعة من طرف شخص كفء ومستقل(‪.)15‬‬
‫أما هيئة التدقيق الشرعي كإدارة أو وحدة إدارية فعرفت بعدة تعريفات ومن أبرزها اآلتي‪ ":‬هي جهاز تابع هليئة الرقابة الشرعية يقوم‬
‫بتدقيق ومتابعة وفحص وحتليل كافة األعمال املصرفية والتصرفات والسلوكيات اليت يقوم بها األفراد والوحدات وغريها للتأكد من‬
‫أنها تتم وفقا لقرارات وتوصيات هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬وذلك باستخدام الوسائل واألساليب املالئمة‪ ،‬وبيان املخالفات واألخطاء‬
‫وتصويبها فوراً‪ ،‬وتقديم التقارير الشرعية املتضمنة املالحظات واألخطاء"‪)16( .‬‬
‫أيضاً مت تداول التدقيق الشرعي ويعين‪" :‬وحدة إدارية أو فريق من العاملني املعنيني بالتحقق من فاعلية نظام الرقابة يف حتقيق أهدافه‪،‬‬
‫وذلك من خالل الفحص الالحق‪ ،‬فهو األداة اليت يعتمد عليها املعنيون بنظام الرقابة يف إجراء الفحص‪)17( .‬‬
‫وخيلص الباحثان هنا إىل أن التدقيق الشرعي‪ :‬هو عملية فحص وتقييم موضوعي ملدى التزام املؤسسة املالية املصرفية مببادئ الشريعة‬
‫وأحكامها ومقررات هيئة الرقابة الشرعية يف ممارسة مجيع أنشطتها‪ .‬كما ميكننا القول إن التدقيق الشرعي كلفظ مطلق يعين ثالثة‬
‫أطراف وهم‪ :‬هيئة الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي اخلارجي والتدقيق الشرعي الداخلي (األكثر شهرة اليوم بلفظ التدقيق الشرعي)‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهداف التدقيق الشرعي ومهامه‪:‬‬
‫أ‪ .‬أهدافه‪:‬‬
‫تهدف عملية املراجعة والتدقيق الشرعي ألعمال املصرف التحقق من أمرين‪)18( :‬‬
‫أوالً‪ :‬أن ما قامت به إدارة املصرف من أعمال مل يسبق عرضها على الرقابة الشرعية يوافق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أن ما قامت به إدارة املصرف من أعمال مل يسبق عرضها على اهليئة قد مت تنفيذها خالفا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المنجد في اللغة واألعالم‪ ،‬الطبعة التاسعة والعشرون‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بيروت‪ ،1397،‬ص‪.013‬‬ ‫‪14‬‬

‫ألفين ارينز و جيمس لوبك ‪ ،‬المراجعة مدخل متكامل‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪15‬‬

‫داود حسن يوسف‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬ص‪1331 ،91‬م‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫عبدالباري مشعل‪ ،‬الرقابة الشرعية للمصرف المركزي على المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم إلى مؤتمر المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪17‬‬

‫اإلمارات‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬ص‪0221 ،7‬م‪.‬‬

‫حمزة عبد الكريم حماد‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬ص‪01‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪0221،‬م‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫ب‪ .‬مهام إدارة التدقيق الشرعي‪:‬‬

‫ميكن أمجال أهم مهام إدارة التدقيق الشرعي يف التالي‪:‬‬

‫‪ ‬فحص ومراجعة املستندات والسجالت والعقود واالتفاقيات والسياسة املتبعة فى حصر نتائج أعمال السنة املالية وتوزيع األرباح‬
‫وحتديد املخصصات وسياسة إعدام الديون ووضع أساليب وإجراءات العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬وكيفية تنفيذ عقود البيوع‬
‫والصيغ االستثمارية‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية يف جمال االستثمار وذلك عن طريق حتليل البيانات لالستثمارات املختلفة وتنويع‬
‫اإلسالمي‪)19( .‬‬ ‫القطاعات‪ ،‬ونسبة كل إداة من أدوات االستثمار‬
‫‪ .3.1‬واقع العالقة التعاقدية بني هيئات الرقابة الشرعية الفرعية باملصارف وإدارات املراجعة والتدقيق الشرعي يف ليبيا‪:‬‬

‫قضت املادة (املائة مكررة‪ )-8-‬من القانون رقم (‪ )46‬لسنة ‪2012‬م بأن يكون يف كل مصرف ميارس أنشطة الصريفة اإلسالمية‬
‫إدارة للمراجعة والتدقيق الشرعي‪ ،‬وبصدد تكييف العالقة بني هذه اإلدارات وهيئات الرقابة الشرعية باملصارف ميكن القول‪ ،‬بأنه إذا‬
‫كان من اختصاص هيئات الرقابة الشرعية باملصارف مراجعة ميزانيات املصارف وحساباتها اخلتامية‪ ،‬ونسب توزيع األرباح‪ ،‬والتحقق‬
‫من سالمة أدائها وفقاً للمعايري اليت تعتمدها اهليئة املركزية للرقابة الشرعية‪ ،‬فإن إدارات املراجعة والتدقيق الشرعي ختتص باملراجعة‬
‫والتدقيق الشرعي لألعمال اليومية باملصرف‪ ،‬وفقاً للمعايري املقررة يف شأن تدقيق العمليات املصرفية اإلسالمية‪.‬‬

‫وإن كانت هيئة الرقابة الشرعية باملصرف يتم تعيينها من قبل اجلمعية العمومية للمصرف‪ ،‬فإن تبعية إدارة املراجعة والتدقيق الشرعي‬
‫جمللس اإلدارة باملصرف‪ ،‬وختضع للرقابة واإلشراف املباشر هلذا األخري‪ ،‬يف حني أن هيئة الرقابة الشرعية باملصرف ختضع من حيث‬
‫اإلشراف الفين للهيئة املركزية مبصرف ليبيا املركزي‪.‬‬

‫إال أنه ميكن تبيان العالقة التكاملية اليت تربط إدارة املراجعة والتدقيق الشرعي باملصرف بهيئة الرقابة الشرعية بذات املصرف من‬
‫خالل ما ألزم به املشرع إدارة املراجعة والتدقيق الشرعي من إحالة نسخة من تقريرها الدوري الربع السنوي إىل هيئة الرقابة الشرعية‬

‫عبداﷲ علي الصيفي‪ ،‬سهيل أحمد حوامدﻩ‪ ،‬تطوير عمل هيئة التدقيق الشرعي في البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬د ارسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬ج‪،11‬‬ ‫‪19‬‬

‫ملحق ‪ 0211، ،0‬م‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫الفرعية بذات املصرف‪ ،‬باإلضافة إىل اختصاصها بالتنسيق بني إدارة املصرف وكل من هيئة الرقابة الشرعية واملراجعني اخلارجني‬
‫(‪.)20‬‬

‫وللمزيد من اإليضاح ميكن بيان العالقة الفنية التكاملية من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫حيث يبني الشكل التالي رقم‪ ،)6.0( :‬العالقة التعاقدية التكاملية بني هيئات الرقابة الشرعية باملصارف وإدارات التدقيق الشرعي‪،‬‬
‫حبيث أحلقت إدارات التدقيق الشرعي باهليئات الشرعية مع إبقاء صالحيتها يف رفع تقاريرها لكل من اهليئة الشرعية وجملس اإلدارة‬
‫وهي الصورة اليت نص عليها القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪6106‬م وتعديالته‪ ،‬وهي الصور اليت تتناسب مع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪،‬‬
‫ويعكس هذه الصورة الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل‪ :‬رقم (‪ :)2‬بيان واقع العالقة التعاقدية للنموذج الرقابي املتبع داخل املصارف العاملة يف نشاط املصرفية اإلسالمية يف ليبيا‪:‬‬

‫الجمعية العمومية‬
‫هيئة الرقابة الشرعية الفرعية‬

‫مجلس اإلدارة‬
‫المدير العام‬
‫إدارة المراجعة والتدقيق‬

‫الشرعي‬
‫اإلدارة التنفيذية‬

‫فخرالدين الصهبي‪ ،‬تجربة الصيرفة اإلسالمية" الواقع والمعوقات"(دراسة تطبيقية على المصارف العاملة في ليبيا)‪ ،‬تركيا‪ ،‬جامعة إسطنبول صباح الدين‬ ‫‪20‬‬

‫زعيم‪ ،‬رسالة دكتوراﻩ غير منشورة‪ ،‬ص‪0202 ،111-111‬م‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫يف الواقع جند أن هناك عالقة تكاملية بني هيئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي‪ ،‬حيث تقوم إدارات التدقيق الشرعي على‬
‫مراقبة صحة وسالمة التطبيق‪ ،‬وترفع التقارير الدورية إىل هيئة الرقابة الشرعية الفرعية‪ ،‬حبيث يكمن دور اإلدارة التنفيذية يف توفري‬
‫العدد الالزم من املراقبني الشرعيني العاملني يف جمال التدقيق الشرعي‪ ،‬مع متتعهم باستقاللية عن جملس إدارة املصرف‪.‬‬

‫‪ ‬واقع النظام الرقابي الشرعي اللييب‪ :‬يشري الواقع العملي للمصارف العاملة يف نشاط الصريفة اإلسالمية لتدخل إدارة املصرف يف‬
‫عمل إدارة املراجعة والتدقيق الشرعي‪ ،‬من حيث التعيني والعزل وكذلك التدخل يف إقرار بعض الصيغ التمويلية دون العرض‬
‫على اهليئة الشرعية‪ ،‬وهذا الوضع غري مثالي وال حيقق املوضوعية واحلياد واالستقاللية‪ ،‬مما ترتب عنه تغيب اهليئة الشرعية عن‬
‫إداء عملها يف بعض املصارف وتسبب ذلك يف تعطيل ومنح الكثري من العقود التمويلية للعمالء‪ ،‬وإن هليئة الرقابة الشرعية أهمية‬
‫كبرية للمصرف حيث تقوم بضبط وتصحيح العقود واملنتجات اإلسالمية‪ ،‬وتُقدم احللول والبدائل الشرعية جلميع املسائل‬
‫واألعمال املخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ناهيك عن نقص الكادر البشري املؤهل شرعياً ومهنياً‪ ،‬وإن وجد العدد الكايف من املدققني الشرعيني فيكونوا بني أمرين‪ :‬إملام شرعي‪،‬‬
‫أو إملام مصريف‪ ،‬أو قانوني‪ ،‬فاألصل يف املراقب واملدقق الشرعي أن جيمع بني العلم الشرعي واملالي اإلداري‪ ،‬أي أن يكون لديه إملام‬
‫يف اجلوانب املهنية والشرعية‪ ،‬لكي يستطيع أن يقوم بوظيفة الرقابة والتدقيق بالشكل الصحيح واملطلوب‪.‬‬

‫يرى الباحثون إن القطاع املصريف اإلسالمي يف ليبيا‪ ،‬يعاني من نقص كفاءة الكوادر البشرية يف جمال الرقابة والتدقيق الشرعي‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك بسبب قلة اجلامعات واملعاهد اليت خترج طالب متخصصني يف عمل املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬وهذا األمر يعيق من تطور‬
‫مهنة الرقابة والتدقيق الشرعي‪.‬‬

‫كما تعاني إدارات التدقيق الشرعي من قلة التطوير املستمر للمدققني الشرعيني مهنيا ًوشرعياً‪ ،‬ويرجع سبب ذلك لعدم استجابة‬
‫إدارة املصارف ملتطلباتهم يف حضور الدورات التدريبية والندوات واملؤمترات الدولية‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .2‬اإلطار املفاهيمي للحوكمة الشرعية‬


‫يعترب مصطلح احلوكمة مصطلحاً حديث االستعمال يف اللغة العربية‪ ،‬حيث كانت بداية استعماله يف أوائل القرن احلادي والعشرين‪،‬‬
‫من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مما ساهم يف بروز هذا املصطلح على املستوى الدولي‪ ،‬ثم انتقل استعماله على مستوى‬
‫املؤسسات والشركات واملنشآت (‪.)21‬‬
‫‪ .1.2‬تعريف احلوكمة الشرعية وأهميتها‬
‫تعددت تعريفات احلوكمة حيث جاء أبرز التعريفات على لسان مركز املشروعات الدولية ‪ CIPE‬وعرفها بأنها" جمموعة القواعد‬
‫والنظم واإلجراءات اليت حتقق أفضل محاية وتوازن بني مصاحل إدارة املؤسسة من ناحية ومحلة األسهم وأصحاب املصاحل من ناحية‬
‫أخري"(‪.)22‬‬
‫وميكن القول إن احلوكمة هي الضوابط والقواعد التنظيمية اليت تنظم العالقة بني مكونات املؤسسة بغية الوصول إىل حتقيق مستوى‬
‫أفضل من التوازن بني مصاحل اإلدارة واملساهمني فيها مع مراعاة مصاحلهم‪.‬‬
‫‪ ‬تعريف احلوكمة (الشرعية) من املنظور اإلسالمي هي‪ :‬جمموع مبادئ الشريعة اإلسالمية اليت تضبط وتنظم العالقات بني املساهمني‬
‫وبني إدارة املؤسسة مبا حيقق كفاءة األداء‪ ،‬وحفظ احلقوق‪ ،‬وتسمح للمساهمني بالرقابة وتقييم األداء‪.‬‬
‫أما حوكمة هيئة الرقابة الشرعية فمعناها‪" :‬النظم اليت تبني عالقة هيئة الرقابة الشرعية باملؤسسة املالية بكل من (جملس اإلدارة‪ ،‬اجلمعية‬
‫العمومية للمؤسسة‪ ،‬واإلدارة التنفيذية هلا) من حيث أسس التعيني وضبط الفتوى ومدى التزام املؤسسة بالفتوى اليت تصدرها اهليئة‬
‫ومسؤولية اهليئة الشرعية عن سالمة تطبيق املؤسسة للفتوى واإلجراءات الالزمة لسالمة التطبيق"(‪.)23‬‬
‫مفهوم حوكمة املؤسسات‪ :‬يقصد بها عملية تنظيم وضبط العالقات بني أطراف املؤسسة الواحدة‪ ،‬وإن التزام املؤسسة بالضوابط‬
‫والقواعد التنظيمية للحوكمة‪ ،‬يرفع من درجة جناح املؤسسة‪.‬‬
‫مفهوم حوكمة املؤسسات املالية اإلسالمية‪ :‬احلوكمة يف املؤسسات املالية اإلسالمية ال ختتلف عن نظرياتها التقليدية إال يف البعد‬
‫الشرعي الذي مييز املؤسسات اإلسالمية عن غريها‪ ،‬وميكن تبيان مفهومها بأنها‪ :‬النظام الذي يتم بواسطته توجيه املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية والرقابة عليها حبيث يتم فيها حتديد املسؤوليات جلميع األطراف املشاركة ومبا فيها اهليئات الشرعية‪ ،‬وصوالً لتحقيق العدالة‬

‫شوقي بورقبة‪ ،‬الحوكمة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬بحث على شبكة االنترنت على الرابط‪،‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪http://www.kantakji.com/fiqh/files/companies/yu1.pdf‬‬

‫مركز المشروعات الدولية‪ : CIPE‬دليل قواعد ومعايير حوكمة الشركات بمصر‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪22‬‬

‫محمود على السرطاوي‪ ،‬حوكمة هيئات الرقاية الشرعية في المؤسسات المالية‪ ،‬دارسة مقدمة إلى ندوة "الهيئات الشرعية يين المركزية والتبعية" التي‬ ‫‪23‬‬

‫نظمتها شركة دارية‪ ،‬لالستشارات المالية اإلسالمية عمان‪ -‬المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬يتاريخ ‪ 00/01‬ربيع الثاني‪1199‬ه‪ ،‬آيار ‪0210‬م‪ ،‬ص‪.0‬‬

‫‪185‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫والنزاهة والشفافية واالستقاللية بني اإلدارة واملساهمني والعاملني فيها‪ ،‬وذوي العالقات واملصاحل‪ ،‬باإلضافة إىل وجود قنوات واضحة‬
‫‪24‬‬
‫لتحقيق أهداف املؤسسة وحتقيق الرقابة على األداء وتوفري نظام جزاءات واضح متفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئها‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية احلوكمة املصرفية‪:‬‬
‫تعترب احلوكمة املصرفية ذات أهمية كبرية مستمدة من أهمية املصارف‪ ،‬حيث إن تعرض مصرف واحد إىل اإلفالس يهدد استقرار‬
‫وسالمة النظام املصريف ككل‪ ،‬وبالتالي يؤثر على االقتصاد‪ ،‬لذلك يتحتم وجود نظام حوكمة واضح وجيد يسهم يف توضيح حقوق‬
‫وواجبات مجيع األطراف العاملة باملؤسسة‪.‬‬
‫وبالتالي تتمثل أهمية احلوكمة املصرفية يف التالي‪:‬‬
‫‪ ‬ﺭﻓﻊ ﻤﺴﺘﻭى اإلداء املصريف ﻭالذي بدوره يتيح فرص ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺭﻑ‪ ،‬واليت من شأنها ﺘﻤﻜين ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ القرار‪.‬‬
‫‪ ‬ﺘﻌﻅﻴﻡ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺴﻬﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻑ ﻭدعم ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺴﻭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎل العاملية‪.‬‬
‫‪ ‬ﺤﻤﺎﻴﺔ كافة ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ سواء كانوا ﻤﻥ كبار ﺃﻭ ﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﺃﻭأغلبية وتعظيم عائداتهم‪.‬‬
‫‪ ‬ﺘﺸﻜﻴل ﻤﺠﻠﺱ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻗﻭﻱ‪ُ ،‬ﻴﻤﻜنه ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﺩﻴﺭﻴﻥ ﻗﺎﺩﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻤﻬﺎﻡ املصرف بكفاءة‪.‬‬
‫‪ ‬ﺘﻌﻜﺱ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷداء ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺼﺭﻑ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻷﺴﻬﻡ ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻭﺩﺍﺌﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﻡ‪ ،‬ﻀﻤﻥ ﺇﻁﺎﺭ ﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻤﺤﺩﺩ ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺭﻗﺎﺒﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ(‪.)25‬‬
‫‪ .2.2‬مبادئ وأهداف احلوكمة الشرعية للمؤسسات املالية‬
‫أوالً‪ :‬املبادئ األساسية للحوكمة الشرعية‪:‬‬
‫أصدر جملس اخلدمات املالية اإلسالمية (‪ ) IFSB‬معياراً ملبادئ احلوكمة الشرعية للمؤسسات املالية‪ ،‬ولقد حدد املعيار مخسة مبادئ‬
‫أساسية للحوكمة الشرعية وهي (األطار العام للحوكمة الشرعية‪ ،‬الكفاءة‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬السرية‪ ،‬التناسق)‪ ،‬مع أضافة مبدأين أساسيني‬
‫ال يقالن أهمية عن املعايري اخلمسة السابقة وهما مبدأي املسؤولية والشفافية ليصبح العدد سبعة مبادئ‪ ،‬وميكن توضحيها(‪:)26‬‬
‫‪ ‬اإلطار العام للحوكمة الشرعية‪ :‬وهو مبدأ يهدف إىل ضمان وجودة إطار عام وفعال للحوكمة الشرعية لدى املؤسسة‪ ،‬ويعتمد‬
‫هذا املبدأ على قاعدة‪ :‬ال يوجد منوذج موحد وال قياس واحد يناسب اجلميع‪ ،‬وعليه فالبد للمؤسسة من تبين واعتماد هيكل‬

‫‪ 24‬خولة النوباني‪ ،‬عبدالله صديقي‪ ،‬حوكمة المؤسسات المالية ‪ ،‬الرياض‪ :‬منشورات جامعة اإلمام محمد بن سعود‪.17 .2016 ،‬‬

‫سعد بن على الوابل‪ ،‬الحوكمة المؤسسية والشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة الدراسات التجارية المعاصرة‪ ،‬ع‪ ،0211 ،1‬ص‪.1‬‬ ‫‪25‬‬

‫مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪ :‬هو هيئة دولية واضعة للمعايير تهدف إلى تطوير وتعزيز متانة صناعة الخدمات المالية اإلسالمية واستقرارها‪ ،‬وذلك‬ ‫‪26‬‬

‫بإصدار معايير احت ارزية ومباد ئ إرشادية لهذﻩ الصناعة التي تضم بصفة عامة قطاعات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وأسواق المال‪ ،‬والتكافل (التأمين اإلسالمي)‪.‬‬
‫كما يقوم مجلس الخدمات المالية اإلسالمية بأنشطة بحثية‪ ،‬وتنسيق مبادرات حول القضايا المتعلقة بهذﻩ الصناعة‪ ،‬فضالً عن تنظيم حلقات نقاشية وندوات‬
‫عن ‪https://www.ifsb.org‬‬ ‫ومؤتمرات علمية للسلطات الرقابية وأصحاب المصالح المهتمين بهذﻩ الصناعة‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫للحوكمة الشرعية يتناسب مع حجم وتعقيد وطبيعة أعماهلا‪ ،‬ويغطي مجيع املراحل واإلجراءات السابقة والالحقة لتقديم‬
‫املنتجات وإمتام املعامالت مع العمالء‪.‬‬
‫‪ ‬املسؤولية‪ :‬وتهدف إىل حتديد املسؤوليات بدقة من أجل األداء الفعال وعدم اختالط الوظائف‪ .‬حيث يهدف هذا املبدأ إىل‬
‫حتديد مسؤوليات وواجبات كل األطراف ذات العالقة بإطار احلوكمة الشرعية لدى املؤسسة مبا يضمن حتمل املسؤولية‬
‫واملساءلة‪.‬‬
‫‪ ‬الكفاءة‪ :‬وتشمل املؤهالت األكادميية‪ ،‬واخلربات العملية‪ ،‬والسمعة احلسنة ألعضاء اهليئة الشرعية واجلهاز الشرعي لدى املؤسسة‪.‬‬
‫حيث يهدف هذا املبدأ إىل التأكد من توافر جمموعة من اخلربات واملهارات املعقولة لدى اهليئات الشرعية واجلهاز الشرعي لدى‬
‫املؤسسة‪ ،‬مع السعي الدائم لتطوير وأدائهم املهين‪.‬‬
‫‪ ‬االستقاللية‪ :‬ويقصد بها إفساح اجملال أمام اهليئة الشرعية لدى املؤسسة إلصدار الفتاوى واألحكام الشرعية وفق ما تقتضيه‬
‫ضوابط االجتهاد وشروط اإلفتاء دون مؤثرات على أعضاء اهليئة الشرعية‪ ،‬ومبا يكفل تعزيز الثقة لدى أصحاب املصلحة حول‬
‫سالمة املعامالت من الناحية الشرعية‪ .‬وذلك من قدراتهم خالل تقليل حاالت تعارض املصاحل احملتملة ما أمكن‪.‬‬
‫‪ ‬السرية‪ :‬ومعناها احلفاظ على املعلومات اليت حيصل عليها اجلهاز الشرعي للمؤسسة غري املتاحة للجمهور وغري املسموح باإلعالن‬
‫عنها‪ .‬ولتحقيق ذلك جيب على أعضاء اجلهاز الشرعي لدى املؤسسة التأكد من أن املعلومات الداخلية اليت حيصلون عليها طوال‬
‫أداء واجباتهم تظل سرية‪.‬‬
‫‪ ‬التناسق‪ :‬وهو توافق أعضاء اهليئة الشرعية يف تقديم اآلراء والفتاوى املقدمة للمؤسسة واحلرص قدر اإلمكان للوصول إىل إمجاع‬
‫فيما يتعلق بالقرارات الشرعية‪ ،‬وال يلجأ إىل اختاذ القرار باألغلبية إال إذا مل يتمكن الوصول إىل اإلمجاع يف مدة زمنية معقولة‪،‬‬
‫ويف نفس الوقت جيب على األعضاء أن يكونوا متوافقني يف الرأي الذي يقدمونه يف اهليئات الشرعية للمؤسسات املالية األخرى‪.‬‬
‫ومن شأنه أن يساهم يف تعزيز مصداقيتهم والتأكد من نزاهتهم‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية‪ :‬وتعين وضوح العالقة بني األطراف املكونة للمؤسسة من حيث احلقوق والواجبات واملسؤوليات‪ ،‬مع الكشف‬
‫‪.‬‬
‫واإلفصاح عن مجيع البيانات املطلوبة ورفعها للجهات ذات العالقة‬
‫ثانياً‪ :‬أهداف احلوكمة الشرعية‪ :‬تسعى احلوكمة إىل حتقيق مكاسب ذات أهمية بالغة‪ ،‬وذلك لعظم تلك األهداف ومشروعيتها‪،‬‬
‫وحيث تتمثل أهداف احلوكمة الشرعية يف التالي‪:‬‬
‫‪ ‬حتقق الشفافية املطلوبة إلدامة املؤسسات املالية ومتكينها من القيام بأنشطتها االستثمارية يف إطار النزاهة واملوضوعية‪ ،‬وتضفي‬
‫احلوكمة منطاً من ثقافة الشفافية والوضوح حبيث يصبح ذلك النمط مهيمناً على السلوك اإلداري والوظيفي ملوظفي تلك‬
‫املؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل على زيادة الثقة يف الشركات واملؤسسات اليت تطبق معايري احلوكمة وحتتكم إىل قواعدها ومبادئها وآلياتها‪ ،‬ألن االحتكام‬
‫إىل تلك القواعد واملبادئ واآلليات يشيع جواً من الثقة يف الشركة ولوائحها وأنشطتها‪.‬‬
‫‪ ‬تضبط احلوكمة العالقات اإلدارية بني األطراف ذات العالقة يف الشركات واملؤسسات‪ ،‬واملتمثلة يف جمالس اإلدارة واملساهمني‬
‫واألقسام واهلياكل اإلدارية املتفرعة عن جسم الشركة الرئيس‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ ‬زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة اليت تطبق معايري احلوكمة ومتكينها من االستحواذ على أكرب قدر ممكن من السوق يف جمال‬
‫أنشطتها‪ ،‬وبالتالي زيادة قدرتها على املنافسة‪ ،‬األمر الذي يستتبع يف الغالب زيادة حصتها يف السوق (‪.)27‬‬
‫‪ .3‬العالقات التعاقدية هليئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي ودورها يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‬
‫‪ .1.3‬قواعد تشكيل هيئة الرقابة الشرعية‪:‬‬
‫لكي يكون هناك دوراً هليئات الرقابة الشرعية؛ ينبغي أن ختضع جملموعة من القواعد والضوابط‪ ،‬حبيث يستطيع أعضاؤها القيام مبهمتهم‬
‫مبوضوعية وحياد‪ ،‬وبدون قيود‪ ،‬وهذه القواعد تساعد يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‪ ،‬ومن هذه القواعد ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬االستقاللية‪ :‬ويقصد باالستقاللية أن يكون هليئة الرقابة الشرعية للمؤسسة قدرة على اإلفتاء دون الوقوع حتت ضغوط التبعية أو‬
‫احملاباة؛ وتتحقق االستقاللية مبايلي‪:‬‬
‫‪ ‬من حيث التعيني أوعزل أعضائها‪ :‬يكون من صالحيات اجلمعية العمومية للمساهمني وليس جمللس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث املكافأت املالية ألعضائها‪ :‬تقررها اجلمعية العمومية للمساهمني‪ ،‬وليس جملس إدارة املصرف‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث األسهم يف املؤسسة‪ :‬أال يكون لعضو هيئة الرقابة الشرعية أسهم فيها‪ ،‬حتى ال يتهم باحملاباة‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث مرجعية التدقيق الشرعي‪ :‬املرجعية تكون هليئة الرقابة الشرعية‪ ،‬وهو املكمل هلا‪ ،‬وهي التى تعتمد تقاريره‪ ،‬وعالقته‬
‫فقط (‪.)28‬‬ ‫مبجلس اإلدارة إدارياً‬
‫‪ -2‬التأهيل االكادميي واملهين‪ :‬وحتى يكون عضو اهليئة الشرعية قادراً على بيان احلكم الشرعي يف القضايا املالية اليت تواجه املؤسسة‬
‫املالية ينبغي أن يكون أهالً لذلك‪ ،‬والقاعدة االساسية يف ذلك املؤهالت العلمية واخلربة العملية‪ ،‬مبعنى أن يكون حاصالً على درجة‬
‫أكادميية عليا يف ختصص فقه املعامالت اإلسالمية‪ ،‬أما بالنسبة للمدقق الشرعي فالبد إىل جانب اإلملام بأصول املعامالت املالية الشرعية‬
‫الشرعي (‪.)29‬‬ ‫وضوابطها‪ ،‬أن يكون لديه املمارسة العملية واخلربة املناسبة للعمل يف جمال التدقيق‬

‫‪27‬‬
‫السيد شحاته‪ ،‬مراجعة الحسابات وحوكمة الشركات في بيئة األعمال العربية والدولية‪ ،‬ط‪ ،0‬الناشر الدار الجامعية‪ ،‬جمهورية مصر العربية‪ ،‬ص‪،62‬‬
‫‪6117‬م‪.‬‬

‫‪ 28‬مجمع الفقه اإلسالمي في قراره رقم ‪)3/71(711‬؛ عبدالباري مشعل‪ ،‬الهيئات الشرعية وتدريب الكوادر‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫الشبيلى‪ ،‬الرقابة الشرعية على المصارف ضوابطها وأحكامها ودورها في ضبط عمل المصارف‪ ،‬بحث مقدم لمجموعة الفقه اإلسالمي في دورته‬ ‫‪29‬‬

‫التاسعة عشرة في إمارة الشارقة دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪188‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -3‬إلزامية الفتاوى‪ :‬إن عنصر اإللزام يف فتاوى هيئة الرقابة الشرعية جزءٌ ال يتجزأ منها‪ ،‬ألن الفتوى إذا جتردت عن اإللزام فال يصح‬
‫أخري (‪.)30‬‬ ‫وصف اهليئة بأنها هيئة رقابة شرعية‪ ،‬وإمنا توصف بأنها هيئة استشارية شأنها كشأن أي جهة إفتاء‬

‫ويرى الباحثان ضرورة التزام جملس اإلدارة بالفتاوى والقرارات الصادرة من هيئة الرقابة الشرعية؛ إلن فقدان هذا املبدأ يضعف‬
‫دورها ومكانتها وثقة مجهور املتعاملني بها‪ ،‬خاصة أنها ستتحمل جريرة أية خمالفات إذا ما احنرفت املؤسسة املالية اإلسالمية يف‬
‫تطبيقاتها للعقود واملعامالت‪ ،‬ظناً من اجلمهور أن ذلك التطبيق جاء وفقاً لفتاوى هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫لذا يتحتم أن تتضمن احلوكمة ما ينظم عالقة جملس اإلدارة بهيئة الرقابة الشرعية؛ حبيث يكون جملس اإلدارة خاضاً لقرارات وفتاوى‬
‫هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬دور هيئات الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي يف تعزيز احلوكمة الشرعية‪:‬‬
‫فيما سبق ذكرنا بأن احلوكمة يف املؤسسات املالية اإلسالمية وإن كانت الغاية منها تنظيم وضبط العالقة بني املكونات املختلفة‬
‫للمؤسسة‪ ،‬إال أن االلتزام مببادئها يرفع إلي درجة كبرية من نسبة جناح تلك املؤسسة‪ ،‬ومما الشك فيه أن وجود هيئة رقابة شرعية‬
‫وإدارة للتدقيق الشرعي فاعلة داخل املؤسسة املالية اإلسالمية‪ ،‬ومتتعها جبميع الصالحيات واالستقاللية ميكن أن يسهم بصورة كبرية‬
‫يف تعزيز بيئة احلوكمة يف املؤسسة‪ ،‬وبالتالي جناحها‪ ،‬ويتمثل دور هيئة الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي يف تعزيز بيئة‬
‫احلوكمة الشرعية‪ ،‬من خالل أهدافها ووظائفها املناطة بها‪ ،‬حيث إن دور هيئة الرقابة يكون مبثابة حلقة الوصل بني جملس اإلدارة يف‬
‫املؤسسة وبني اجلمهور سواء أكانوا مستثمرين أم متعاملني مع املصرف اإلسالمي‪.‬‬
‫ناهيك أن هيئة الرقابة تعمل على بث وتعزيز الثقة والطمأنينة لدى مجهور املتعاملني مع املؤسسة املالية اإلسالمية‪ ،‬وكذلك التحقق‬
‫والتدقيق الشرعي الذي يقوم به املدقق الشرعي ملدي التزام املؤسسة وعامليها بأحكام الشريعة اإلسالمية وبتطبيق اإلجراءات العملية‬
‫وفق الضوابط الشرعية يعزز مفهوم احملاسبة والشفافية‪ ،‬بل يساعد اإلدارة والعاملني على تقبل ذلك كسلوك داخل املؤسسة (‪.)31‬‬
‫كل ما سبق يساهم بصورة كبرية يف تعزيز بيئة احلوكمة داخل مصارفنا اإلسالمية‪ ،‬بل يعطيها البعد اإلمياني؛ فيندفع مجيع أطراف‬
‫املصرف إىل العمل مببادئها ليس باعتبارها قواعد جامدة تنظم العالقات بينها‪ ،‬وإمنا باعتبارها حكم شرعي وسلوك أخالقي يتطلبه‬
‫العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬لتكون النتيجة جناح املؤسسة‪ ،‬وحفظ حقوق اجلمهور واملؤسسة وينجح منوذج االقتصاد اإلسالمي بالنهوض‬
‫باقتصاد األمة‪.‬‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪31‬‬
‫عاطف محمد أبو هربيد‪ " ،‬الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية ودور هيئات الرقابة الشرعية في تعزيزها"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الثالث للعلوم‬
‫المالية والمصرفية‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪189‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ .3.3‬حتديد العالقات التعاقدية والتصور الرقابي املقرتح املتكامل لتعزيز احلوكمة الشرعية للجهاز املصريف اللييب‪:‬‬
‫‪-1‬هيئة عليا مركزية للرقابة الشرعية باملصرف املركزي (اهليئة املركزية العليا لإلفتاء والرقابة الشرعية)‪:‬‬
‫ختتص اهليئة بالتؤامة بني االفتاء والرقابة الشرعية‪ ،‬ومتثل املرجعية الشرعية املوحدة للبالد ككل‪ ،‬ويتم من خالهلا إعداد الفتاوى‬
‫والتعليمات الرقابية الشرعية وما تتضمنه من دليل سياسات وإجراءات ومعايري الرقابة والتدقيق الشرعي‪ ،‬ومن ثم تعميمها على هيئات‬
‫الرقابة الفرعية باملصارف‪ ،‬مع وضع قواعد حمددة للمسؤولية واجلزاء يف حالة املخالفات‪.‬‬
‫إن عمل املصارف اإلسالمية يف غياب هذه اهليئة يعين أن كل مصرف سيتبنى معايرياً قد ختتلف مع ما يتبناه مصرف آخر مما سوف‬
‫يؤدي إىل انتهاء ثقة اجلمهور يف كون هذه املصارف هي متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واألمر الذي خيل بهدف أساسي من‬
‫أهداف املصرف املركزي أال وهو استقرار النظام النقدي يف ليبيا‪ ،‬وميكن تكييف العالقة بني اهليئة املركزية العليا لإلفتاء والرقابة‬
‫ومصرف ليبيا املركزي بأنها عالقة تكاملية فنية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة العامة للرقابة والتفتيش الشرعي باملصرف املركزي‪ :‬ختتص اإلدارة باملتابعة الدورية لبيانات املصارف اإلسالمية والفروع‬
‫والنوافذ اإلسالمية واملؤسسات غري املصرفية والتفتيش الشرعي الدوري عليها‪ ،‬وميكن تكييف العالقة بني اهليئة املركزية العليا لإلفتاء‬
‫والرقابة الشرعية واإلدارة العامة للتفتيش الشرعي بأنها عالقة تبعية فنية تكاملية‪ ،‬فيها تعمل على تزويد اهليئة العليا املركزية بالتقارير‬
‫والبيانات الالزمة‪ ،‬ويكون هلا قسمني‪:‬‬
‫أ‪ .‬القسم األول‪ /‬تفتيش ميداني‪ :‬خيتص بالتفتيش الشرعي امليداني على مجيع البيانات املتعلقة باملصارف (رؤيه املصارف الشاملة اجتاه‬
‫العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬حتديد املخاطر الشرعية املرتفعة)‪ ،‬حتديد احتياجات الرقابة والتفتيش امليداني عليها وإحالتها لإلدارة املختصة‪.‬‬
‫ب‪ .‬القسم الثاني‪ /‬التفتيش املكتيب‪ :‬فحص أنشطة املصارف من عقود وغريها‪.‬‬
‫‪ -3‬هيئة الرقابة الشرعية الفرعية باملصارف‪ :‬ختتص بضبط معامالت املصارف حبيث تلتزم بأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واملساهمة يف‬
‫ابتكار صيغ متويلية واستثمارية جديدة‪ ،‬وإبداء الرأي واملشورة الشرعية إلدارات املصارف‪ ،‬وتقديم احللول والبدائل الشرعية عن‬
‫املعامالت اليت يتكرر وقوع املخالفات فيها‪ ،‬وميكن تكييف العالقة بني اإلدارة العامة للرقابة والتفتيش الشرعي وهيئة الرقابة الشرعية‬
‫باملصارف بأنها عالقة فنية تكاملية‪ ،‬يف حني التبعية تكون للجمعية العمومية للمصارف‪.‬‬
‫‪-4‬إدارات التدقيق واملراجعة الشرعية(الداخلية) باملصارف‪ :‬تكون متواجدة يف كل مصرف ميارس نشاط الصريفة والتمويل اإلسالمي‪،‬‬
‫وختتص بفحص مدى التزام املصرف يف مجيع أنشطته بأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتطبيق اإلجراءات العملية وفق الضوابط الشرعية‪،‬‬
‫وتكون عيناً هليئة الرقابة الشرعية الفرعية‪ ،‬وميكن تكييف العالقة بأنها عالقة فنية تكاملية‪.‬‬

‫‪ -5‬مؤسسات التدقيق والرقابة الشرعية(اخلارجية) باملصارف‪ :‬هي مؤسسات مستأجرة لتقديم خدمات التدقيق الشرعي املستقل‪،‬‬
‫يتم تعيينها من قبل اجلمعية العمومية للمصرف‪ ،‬وتكون حتت أشراف هيئات الرقابة الشرعية الفرعية باملصارف واليت بدورها ترفع‬
‫التقارير للجمعية العمومية كون اهليئة ال متارس العمل على أرض الواقع وحتتاج من ينقل هلا مبهنية وأمانة‪ ،‬لذلك تستطيع االعتماد‬
‫عليها يف أصدار تقاريرها الشرعية عن واقع املمارسة‪ ،‬وتكون عالقتها بإدارات التدقيق الشرعي الداخلي عالقة تكاملية‪ ،‬والعالقة‬

‫‪190‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫باهليئات الفرعية للرقابة عالقة تبعية فنية تكاملية‪ ،‬ومن فوائد االستعانة بهذه املؤسسات تعزيز بيئة احلوكمة وحفظ املعامالت املالية‬
‫اإلسالمية من الوقوع يف املخالفات وزيادة الرتاكم املعريف بالتدقيق واملراجعة الشرعية لدى العاملني بها واملتعاملني معها‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫الشكل‪ :‬رقم(‪ :)3‬تصور نظام رقابي مستقبلي متكامل يُعزز احلوكمة الشرعية يف ليبيا‬

‫مصرف ليبيا المركزي‬


‫الهيئة المركزية العليا لإلفتاء‬
‫والرقابة الشرعية‬ ‫المحافظ‬

‫المصارف العاملة في نشاط‬


‫اإلدارة العامة للرقابة والتفتيش‬ ‫الصيرفة والتمويل اإلسالمي‬
‫الشرعي بالمصرف المركزي‬

‫هيئة الرقابة الشرعية الفرعية‬ ‫الجمعية العمومية للمصارف‬


‫مؤسسة التدقيق والرقابة‬
‫الشرعية الخارجية‬ ‫بالمصارف‬

‫إدارات التدقيق والمراجعة‬


‫الشرعية(الداخلية) بالمصارف‬ ‫مجالس اإلدارة بالمصارف‬

‫المدير العام‬

‫تعزيز بيئة‬
‫الحوكمة‬ ‫اإلدارة التنفيذية للمصارف‬

‫الشرعية‬

‫‪192‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫إعداد الباحثون‪ :‬د‪ .‬فخرالدين الصهيب‪ ،‬د‪ .‬عماد عبدا لسالم‪ & ،‬د‪ .‬اميان احلصادي‪ ،‬مقرتح اهليكل التنظيمي للنظام الرقابي الشرعي لتعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‬

‫اخلامتة‬

‫من خالل هذه الورقة البحثية ميكن إمجال أهم النتائج والتوصيات اليت توصلت إليها الورقة البحثية كما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫‪ -0‬توصلت الورقة البحثية إىل وضع العديد من املفاهيم اخلاصة بالنظام الشرعي‪ ،‬الرقابة الشرعية‪ ،‬التدقيق الشرعي‪ ،‬احلوكمة‬
‫الشرعية‪ ،‬واحلوكمة املصرفية‪.‬‬

‫‪ -6‬توصلت الورقة البحثية إىل أن النظام الشرعي املُتكامل قادر على تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‪.‬‬

‫‪ -2‬توصلت الدراسة إىل أن العالقات التعاقدية بني هيئات الرقابة الشرعية وإدارات التدقيق الشرعي عالقة فنية تكاملية تعزز من بيئة‬
‫احلوكمة الشرعية‪.‬‬

‫‪ -8‬أظهرت الورقة البحثية‪ ،‬أن واقع النظام املصريف اإلسالمي يف ليبيا يعاني من نقص الكفاءات يف الكوادر البشرية املتخصصة يف‬
‫الرق ابة والتدقيق الشرعي‪ ،‬ويرجع ذلك لقلة اجلامعات واملعاهد املتخصصة بتدريس املصرفية االسالمية‪ ،‬والتدقيق الشرعي‪ ،‬الشريعة‪،‬‬
‫وهذا األمر من اهم املعوقات اليت حتد من تطور مهنة الرقابة الشرعية والتدقيق الشرعي‪.‬‬

‫‪ -2‬تبني من خالل الورقة البحثية‪ ،‬ضرورة أن تتضمن احلوكمة ما ينظم عالقة جملس اإلدارة بهيئة الرقابة الشرعية؛ حبيث يكون‬
‫جملس اإلدارة خاضعاً لقرارات وفتاوى هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن احلوكمة يف جل ما تدعو له ليست ببعيدة عموما عما تطالبنا به الشريعة من أمانة وإتقان يف العمل وغريها‪.‬‬

‫‪ -7‬أظهرت الورقة البحثية أن احلوكمة الشرعية فعالة بتحقق النظام الرقابي املتكامل يف كثري من جوانبها‪ ،‬وعليه فبيئتها تتكامل أكثر‬
‫فأكثر كلما دعمتها هيئات الرقابة الشرعية وإدارة التدقيق الشرعي (الداخلي واخلارجي)‪.‬‬

‫‪ -4‬توصلت الورقة البحثية اىل مقرتح لتصور مستقبلي لضرورة تأسيس هيئة عليا مركزية للرقابة باملصرف املركزي‪ ،‬وإدارة عامة‬
‫للرقابة والتفتيش الشرعي باملصرف املركزي‪ ،‬ومؤسسات التدقيق والرقابة الشرعية اخلارجية‪ ،‬وذلك لتعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‬
‫داخل املؤسسات املالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -9‬أظهرت الورقة البحثية‪ ،‬أنه لكي يكون هناك دوراً هليئات الرقابة الشرعية يف تعزيز احلوكمة الشرعية؛ ينبغي أن ختضع جملموعة‬
‫من القواعد والضوابط‪ ،‬من بينها (االستقاللية‪ ،‬التأهيل األكادميي واملهين‪ ،‬إلزامية الفتاوى) حبيث يستطيع أعضاؤها القيام مبهمتهم‬
‫مبوضوعية وحياد‪ ،‬وبدون قيود‪ ،‬وهذه القواعد تساعد يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫من أهم التوصيات اليت توصلت إليها الورقة البحثية‪:‬‬
‫‪ -0‬ضرورة وضع إطار عام‪ ،‬لتطبيق احلوكمة الشرعية للمصارف الليبية‪ ،‬والذي من شأنه نشر ثقافة واضحة وجيدة تسهم يف توفري‬
‫مرجع لتطبيق آليات حوكمة املصارف اإلسالمية يف ليبيا‪.‬‬
‫‪-6‬العمل على تثقيف الكادر البشري عموماً باحلوكمة ومتطلباتها والتدقيق الشرعي وأدواره والعمل على ترسيخ مفاهيم أن التزام‬
‫الشريعة حيقق احلوكمة وخيدم الصناعة املصرفية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬يوصي الباحثان بتشكيل هيئة شرعية عليا مركزية للرقابة باملصرف املركزي ذات مرجعية موحدة يف ليبيا‪ ،‬ﻭﺗﻜﻠﻴﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﻋﻠﻰ رسم ﻣﻌﺎﻳﲑ وضوابط شرعية تضمن عدم اخلروج عنها‪.‬‬
‫‪ -8‬يوصي الباحثون على التأكيد على تعيني التدقيق اخلارجي من قبل اجلمعية العمومية‪ ،‬لتطبيق مبدأ احليادية والشفافية وااللتزام‬
‫الشرعي‪ ،‬وتكون عالقته مبجلس اإلدارة إدارياً‪ ،‬اجلمعية العمومية للمساهمني عند اختيارها ألعضاء هيئة الرقابة الشرعية جيب أن‬
‫تراعي حتقق الشروط املطلوبة يف كل عضو‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة العمل على إعداد الربامج التدريبية املالئمة ملتطلبات العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬واستقطاب املدربني لتولي مهمة تنفيذ‬
‫الربامج التدريبية من خالل التعاون بني كليات الشريعة وكليات االقتصاد والتجارة يف اجلامعات املختلفة بعقد الدورات املتخصصة‬
‫يف جمال االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬والعلوم الشرعية وطرق االستثمار والرقابة الشرعية‪ ،‬وحتضري لوازم التدريب من وسائل تعليمية‬
‫وكتب ونشرات وأجهزة وما إىل ذلك من متطلبات تنفيذ الربامج التدريبية لتخريج الكوادر القيادية والتنفيذية املؤمنة بفكرة العمل‬
‫املصريف اإلسالمي‪ ،‬واملدربة فنياً على تطبيقه‪.‬‬
‫‪ -2‬توفري دليل ارشادي شامل هليئة الرقابة الشرعية وجملس اإلدارة وإدارة املؤسسات املالية اإلسالمية بالكامل لبيان كيفية تأدية‬
‫واجباتها املتعلقة بالقضايا الشرعية‪ ،‬وتوصيف الوظائف املتعلقة باملرجعية الشرعية والتدقيق الشرعي وإدارة املخاطر الشرعية والبحث‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫‪ -7‬جيب على املصرف ان يقوم بأنشاء قنوات اتصال إلبالغ التقارير الشرعية بشكل فعال وخالل فرتة زمنية مناسبة‪ ،‬ويف هذا‬
‫الصدد جيب على هيئة الرقابة الشرعية ان ترفع تقريرها اىل اجلمعية العمومية للتأكد من تطبيق القرارات‪ ،‬كما جيب على إدارة التدقيق‬
‫الشرعي الداخلي واخلارجي تقديم تقاريرها اىل هيئة الرقابة الشرعية يف املصرف‪.‬‬
‫‪ -4‬ضرورة التأكيد التام على تواجد هيئات الرقابة الشرعية الفرعية داخل املصارف بهدف إضفاء الشرعية على املنتجات وخدمات‬
‫املصرفية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ -0‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -6‬عطية عبد اهلل‪ ،‬مفاهيم الرقابة والتدقيق الشرعي واملراجعة واالمتثال الشرعي بني النظرية والتطبيق‪ ،‬مُقدم إلي املؤمتر السادس‬
‫للتدقيق الشرعي‪ ،‬إسطنبول‪ -‬تركيا‪ 7 ،‬نيسان ‪6102‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬الشاعر مسري‪ ،‬أثر التدقيق الشرعي يف تعزيز بيئة احلوكمة الشرعية‪ ،‬حبث مُقدم إلي مؤمتر التدقيق الشرعي‪ ،‬تعقده شركة شورى‬
‫لالستشارات الشرعية‪ ،‬البحرين‪6102،‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬أبوهربيد عاطف حممد‪ ،‬احلوكمة يف املؤسسات املالية اإلسالمية ودور هيئات الرقابة الشرعية يف تعزيزها‪ ،‬حبث مقدم للمؤمتر‬
‫الثالث للعلوم املالية واملصرفية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪ ،‬االردن‪ ،‬من ‪ 07‬إىل ‪ 04‬إبريل ‪6102‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬عبدالباري مشعل‪ ،‬تقنيات وتطبيقات الرقابة والتدقيق الشرعي‪ ،‬املادة العلمية لشهادة األخصائي اإلسالمي املعتمد يف التدقيق‪،‬‬
‫‪6100‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬القرطيب‪ ،‬أبوعبداهلل حممد بن أمحد‪ :‬تفسري القرطيب‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪ :‬دار الشعب‪0276 ،‬ه‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد العليم الربدوني‪.‬‬
‫‪ -7‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ .‬معايري احملاسبة واملراجعة والضـوابط للمؤسسـات املاليـة ‪ 6‬اإلسالمية‪.‬‬
‫البحرين ‪0862-0868‬هـ‪6118-6112/‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬اهلتييت عبد الرزاق رحيم‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية على التزام املصارف اإلسالمية باألحكام الشرعية‪ ،‬حبث مقدم ملؤمتر املصارف‬
‫اإلسالمية بني الواقع واملأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخلريي بدبي‪ 20 ،‬مايو ‪2-‬يونيو‪6119‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬داود حسن يوسف‪ ،‬الرقابة الشرعية يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،0‬القاهرة‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪0992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬مشعل عبدالباري‪ ،‬الرقابة الشرعية للمصرف املركزي على املؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬حبث مقدم إىل مؤمتر املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة اإلمارات‪ ،‬كلية الشريعة‪6112 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -00‬محاد محزة عبد الكريم‪ ،‬الرقابة الشرعية يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬قسم الفقه وأصوله‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪6118،‬م‪.‬‬
‫‪ -06‬اﻟﺻﻳﻔﻲ‪ ،‬ﺣواﻣدﻩ‪ ،‬ﺗطوﻳر ﻋﻣﻝ ﻫﻳﺋﺔ اﻟﺗدﻗﻳق اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷردﻧﻲ‪ ،‬دراﺳﺎت‪ ،‬ﻋﻠوم اﻟﺷرﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون‪،‬‬
‫ج ‪ ،80‬ﻣﻠﺣق ‪ 6108، ،6‬م‪.‬‬
‫‪ -02‬الصهيب فخرالدين‪ ،‬جتربة الصريفة اإلسالمية" الواقع واملعوقات"(دراسة تطبيقية على املصارف العاملة يف ليبيا)‪ ،‬تركيا‪ ،‬جامعة‬
‫إسطنبول صباح الدين زعيم‪ ،‬رسالة دكتوراه غري منشورة‪6161 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -08‬شوقي بورقبة‪ ،‬احلوكمة يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬حبث على شبكة االنرتنت على الرابط‪،‬‬
‫‪http://www.kantakji.com/fiqh/files/companies/yu1.pdf‬‬
‫‪ -02‬مركز املشروعات الدولية‪ : CIPE‬دليل قواعد ومعايري حوكمة الشركات مبصر‪ ،‬أكتوبر ‪6112‬م‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫أكتوبر ‪2022‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية ‪-‬كلية االقتصاد – جامعة سرت المجلد الخامس – العدد الرابع‬ ‫‪October‬‬
‫)‪Economic Studies Journal (ESJ), Faculty of Economics, Sirte University (Vol.5 , No.4‬‬ ‫‪2022‬‬

‫‪ -02‬السرطاوي حممود على‪ ،‬حوكمة هيئات الرقابة الشرعية يف املؤسسات املالية‪ ،‬دارسة مقدمة إىل ندوة "اهليئات الشرعية يني‬
‫املركزية والتبعية" اليت نظمتها شركة دارية لالستشارات املالية اإلسالمية عمان‪ -‬اململكة األردنية اهلامشية‪ ،‬بتاريخ ‪ 66/60‬آيار‬
‫‪6106‬م‪ ،‬ربيع الثاني ‪0822‬ه‪.‬‬
‫‪ -07‬الوابل سعد بن على‪ ،‬احلوكمة املؤسسية والشرعية يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬جملة الدراسات التجارية املعاصرة‪ ،‬ع‪.6102 ،0‬‬
‫‪ -04‬جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‪ :‬املوقع االلكرتوني‪https://www.ifsb.org :‬‬
‫‪ -09‬السيد شحاته‪ ،‬مراجعة احلسابات وحوكمة الشركات يف بيئة األعمال العربية والدولية‪ ،‬الناشر الدار اجلامعية‪ ،‬مجهورية مصر‬
‫العربية‪6117 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -61‬جممع الفقه اإلسالمي الدولي املنبثق عن منظمة املؤمتر اإلسالمي‪ :‬قرار رقم ‪ ،)2/09(077‬الصادر عن دورته التاسعة عشرة‬
‫املنعقدة يف إمارة الشارقة (دولة اإلمارات العربية املتحدة) من‪ 0‬إىل ‪ 2‬مجادي األول ‪0821‬ه‪ 21-62 ،‬نيسان‪( /‬إبريل)‬
‫‪6119‬م‪.‬‬
‫‪ -60‬الشبيلى‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل‪ ،‬الرقابة الشرعية على املصارف ضوابطها وأحكامها ودورها يف ضبط عمل املصارف‪ ،‬حبث مقدم‬
‫جملموعة الفقه اإلسالمي يف دورته التاسعة عشرة يف إمارة الشارقة دولة اإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬

‫‪196‬‬

You might also like