Professional Documents
Culture Documents
مقدمة.
الخاتمة.
مقدمة:
لقد ظهرت الحاجة إلى الحوكمة كأحد الوسائل الحديثة الهامة التي تهدف إلى الحفاظ
وضمان االستقرار في العديد من االقتصاديات المتقدمة والناشئة خالل العقود القليلة الماضية،
وخاصة في أعقاب االنهيارات المالية واالقتصادية التي شهدتها دول شرق آسيا وأمريكا
وروسيل في التسعينات من القرن العشرين ،وكذلك ما شهده االقتصاد األمريكي من تداعيات
االنهيارات المالية لعدد من أقطاب الشركات األمريكية خالل سنة ،2002وما يشهده العالم
حاليا من تداعيات األزمة المالية العالمية والتي انطلقت شرارتها األزلى في الواليات
المتحدة ،وطالت تداعياتها معظم دول العالم الناتجة عن غياب روح المساءلة والشفافية وعدم
وجود نظام إلدارة المخاطر يتميز بفعالية.
باعتبار أن مفهوم إدارة المخاطر والتحكم فيها للحد من آثارها السلبية كأحد أهم ركائز
الحوكمة ،والتي تهدف في الحقيقة إلى حماية حقوق المودعين باإلضافة إلى المحافظة على
استقرار النظام المصرفي وعلى درجة التنافسية ،واإلدارة السليمة للمخاطر تستلزم تحديد
الجهات التي يمكن أن تتولى هذه المهمة وواجبات كل جهة وأساليب التنسيق فيما بينها،
وحتى تحقق البنوك أهدافها واستراتجيتها يتطلب هذا الزيادة في الوعي بالمخاطر المرتبطة
بتحقيق هذه األهداف وبتبني اآلليات الرقابية الفعالة بتحديد الوضع الذي تتجاوز في حدود
المخاطر وتحسين فاعلية إدارة المخاطر فيها .ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية :فيما يكمن
دور الحوكمة في إدارة الخطر المالي؟
المبحث األول :اإلطار النضري لحوكمة الشركات
وقد تعددت التعريفات المقدمة لهذا المصطلح ،بحيث يدل كل مصطلح عن وجهة النظر التي
يتبناها مقدم هذا التعريف .حوكمة الشركات (باإلنجليزية )Corporate Governance :هي
بشكل عام ،القوانين والقواعد والمعايير التي تحدد العالقة بين إدارة الشركة من ناحية،
وحملة األسهم وأصحاب المصالح أو األطراف المرتبطة بالشركة (حملة السندات العمال،
الموردين الدائنين المستهلكين من ناحية أخرى ،وتشمل حوكمة الشركات العالقات
وهناك من يعرفها بأنها " :مجموع قواعد اللعبة التي تستخدم إلدارة الشركة من الداخل،
ولقيام مجلس اإلدارة باإلشراف عليها لحماية المصالح والحقوق المالية للمساهمين "
النظم والمعايير :مجموعة النظم التي توظفها الشركة لممارسة عملها وتحقيق أهدافها مثل
العمليات مجموعة العمليات التي تمارسها الشركة مثل تفويض السلطات واتخاذ نظم القياس
ومعايير األداء وغير ذلك.
ونالحظ أن التعريف الشمولي للحاكمية اإلدارية يعنى بجميع العمليات القرارات وتسلسل
التقارير وتوزيع المسئوليات .والنظم المتعلقة بإدارة الشركة والتحكم فيها إضافة إلى االهتمام
بالتزام الشركات بالمعايير واألنظمة واإلجراءات التي تحكم العمل وأخيرًا األدوار التي
1
تمارسها األطراف ذات المصلحة بالشركة والعالقات بينها.
الدكتور مصطفى كافي" الحوكمة المؤسسية" الناشر ألفا للوثائق ،طبعة ،2018قسنطينة الجزائر ،صفحة -38-37-39 1
.89
المطلب التاني :أهداف الحوكمة
تسعى المؤسسة التي تتبنى نظام الحوكمة إلى تحقيق مجموعة من األهداف سواء على
المستوى الكلي للمؤسسة أو على مستوى األطراف التي لها عالقة بها ،ومن هنا تظهر أهمية
الحكومة بالنسبة لكل طرف من األطراف ذات المصلحة مع
تلعب حوكمة الشركات دورا مهما في تحقيق مجموعة من األهداف التي يمكنإيجازها كاآلتي:
تدعيم عنصر الشفافية في كافة معامالت الشركات وعملياتها ،وإ جراءات المحاسبة والتدقيق
المالي على النحو الذي يمكن من ضبط عناصر الفساد في أيةمرحلة.
تحسين إدارة الشركة وتطويرها ،ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على بناء إستراتيجية
سليمة ،وضمان اتخاذ قرارات الدمج أو السيطرة بناء على أسس سليمة ،بما يؤدي إلى رفع
كفاءة األداء.
.تجنب حدوث أزمات مصرفية نظرا ألثرها الكبير على االقتصاد المحلي.
تحسين عملية صنع القرار في الشركات بزيادة إحساس المديرين بالمسؤولية وإ مكانية
محاسبتهم من خالل الجمعيات العامة تحقيق العدالة أي االعتراف بحقوق جميع األطراف
ذات المصالح بالشركة أو خارج الشركة .بالشكل الذي يضمن تحقيق العدالة والمساواة بين
المساهمين سواء كانوا داخل أو خارج الشركة
زيادة الثقة في االقتصاد القومي ،وتعميق دور سوق المال وزيادة قدرته علىتنمية المداخالت
ورفع معدالت االستثمار ودعم القدرة التنافسية.
تحقيق إمكانية المنافسة في األجل الطويل وهذا يؤدي إلى خلق حوافز للتطوير وتبني
التكنولوجيا الحديثة ،وزيادة درجة الوعي عند المستثمرين لتتمكن الشركة من الصمود أمام
المنافسة القوية.
اإلشراف على المسؤولية االجتماعية للشركة عن طريق إجراءات مناسبة لنشاطاتها من
خالل خدمة البيئة والمجتمع
وضع األنظمة الكفيلة بتجنب أو تقليل الغش وتضارب المصالح والتصرفاتغير المقبولة ماديًا
وإ داريًا وأخالقيًا.
وضع أنظمة يتم بموجبها إدارة الشركة وفقًا لهيكل يحدد توزيع كل الحقوق والمسؤوليات فيما
بين المشاركين مجلس اإلدارة والمساهمين
وضع القواعد واإلجراءات المتعلقة بسير العمل داخل الشركة والتي تتضمن تحقيق أهداف
الحاكمية.
تحقيق الشفافية والعدالة وحماية حقوق المساهمين في الشركة وهذا يتم من خالل إيجاد قواعد
وأنظمة وضوابط تهدف إلى تحقيق الشفافية والعدالة.
-إيجاد ضوابط وقواعد وهياكل إدارية تمنح حق مساءلة إدارة الشركة أمام الجمعية العامة
وتضمن حقوق المساهمين في الشركة.
تنمية االستثمارات وتدفقها من خالل تعميق ثقة المستثمرين في أسواق المال .العمل على
تنمية المدخرات وتعظيم الربحية وإ يجاد فرص عمل جديدة.
العمل على األداء المالي الجيد من خالل محاسبة اإلدارة أمام المساهمين.
فرض الرقابة الجيدة والفاعلة على أداء الوحدات االقتصادية لتطوير وتحسين القدرة التنافسية
للوحدات االقتصادية جذب االستثمارات سواء األجنبية أم المحلية والحد من هروب رؤوس
األموااللوطنية للخارج.
-تطوير وتحسين ومساعدة أصحاب القرار مثل المديرين ومجالس اإلدارة على بناء
إستراتيجية متطورة تخدم الكفاءة اإلدارية والمالية للشركة.
وفي نهاية األمر ال بد من اإلشارة إلى أن من أهم أهداف حوكمة الشركات العمل على
مساءلة ومحاسبة ومحاربة الفساد اإلداري والمالي في الشركة بكل صوره وكذلك العمل بكل
الوسائل المتاحة لجذب االستثمارات المحلية واألجنبية سواء بالتشريعات أو القوانين
واالمتيازات الممنوحة للمستثمرين ،باإلضافة إلى تطبيق مبدأ األخالق الحميدة الجيدة
2
والمعامالت اإلنسانية واالقتصادية بين المتعاملين مع مالئمة لدعم الحاكميةالجيدة والناجحة.
لفترة ليست بعيدة كان األكاديميون هم السباقين إلى الخوض في موضوع الحاكمية المؤسسية
وجوانبها المتعددة ،إلى أن برزت قضية شركة (انرون) وبعض القضايا المماثلة ،فكانت
بمثابة ناقوس الخطر لجميع االقتصاديات العالمية ليصبح بعد ذلك موضوع الحاكمية
المؤسسية من األمور المهمة ألي منشأة تتطلع ألن تثبت وجودها وتحافظ على استمراريتها.
وتساعد الحاكمية المؤسسية السليمة على خفض المخاطر في الشركة ،وربما تحسن أسعار
أسهمها في السوق كما تحسن الحاكمية المؤسسية من نوعية وكفاءة القيادة في الشركة ومن
إن المكانة التي حظيت بها حوكمة الشركات في العديد من المؤسسات في مختلف دول العالم
جعلها ذات أهمية كبيرة من شأنها أن تحد من الفساد الذي طالها ألنها تعتبر أساسا جيدا
لالستقامة.
والبد من اإلشارة هنا إلى أن أهمية الحاكمية المؤسسية ال ينظر إليها بشكل فردي على
مستوى المنشأة فقط وإ نما هى نظرة شمولية لتحتوي الدولة ككل ،فالمنشأة هي وحدة واحدة
من وحدات يقوم عليها اقتصاد الدولة فإن كانت قوية جذبت مستثمرين وشجعت منشآت
أخرى لها فانهيار شركة انرون العمالقة لم يكن أثرها على األطراف ذات العالقة بشركة
(انرون وحدهم إنما وصل أثرها على االقتصاداألمريكي ككل.
ترتبط حوكمة الشركات بمبادئ الشركات مثل الموضوعية ،وقياس األداء للكفاءة ،الجودة في
العمل ،وذلك من أجل إيجاد توازن بين متطلبات القوانين واألنظمة التي تعمل بموجبها من
جهة ،وبين تحقيق األهداف من جهة أخرى .وفي التطور التاريخي للحوكمة ومنذ البداية
كانت توضع أهداف الحوكمة في شكل مجموعة قواعد ومعايير اختيارية ليس لها صفة
القانون .ولكن التطور الذي شهده االقتصاد العالمي بشكل عام واألسواق المالية بشكل خاص
جعل كل الدول والمساهمون وإ دارات الشركات المساهمة والممولين لها تهتم بأسس وقواعد
الحوكمة وصياغتها على شكل قواعد قانونية وتشريعية لتصبح ملزمة في معظم جوانبها،
لتتماشى مع التشريعات السائدة في دول العالم على اختالف البيئة التي تعمل فيها .
تعد الحوكمة الشركات من أهم العمليات الضرورية و الالزمة لحسن عماللشركات وتأكيد
3
نزاهة اإلدارة فيها.
تعريف الخطر :هو احتمال وقوع حدث قد يكون له تأثير على تحقيق األهداف. -1
ويعرف كذلك "اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ التعرض إلى ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻏير ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ وﻏير مخطط لها ،أو ﺗﺬﺑﺬب اﻟﻌﺎﺋﺪ
المتوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻌين ،مما ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ أﺛﺎر ﺳﻠﺒﻴﺔ ،لها ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛير ﻋﻠﻰ تحقيق
4
األﻫﺪاف المرﺟﻮة ،وﺗﻨﻔﻴﺬ اﺳتراﺗﻴﺠﻴﺎت ﺑﻨﺠﺎح"
أوال .نشأة إدارة المخاطر :نشأت إدارة المخاطر من اندماج تطبيقات الهندسية في البرامج
العسكرية و الفضائية و النظرية المالية و التأمين في القطاع المالي و كان التحول من
االعتماد على إدارة التأمين إلى فكر إدارة المخاطر المعتمدة على علم اإلدارة في تحليل
التكلفة العائد القيمة المتوقعة والمنهج العلمي التخاذ القرار في ظل ظروف عدم التأكد ،حيث
كان أول ظهور لمصطلح إدارة المخاطر في مجلة ( هارفرد بيسنزريفو) ،1956حيث طرح
المؤلف آنذاك فكرة مختلفة تماما وهي أن شخصا ما بداخل المنظمة ينبغي أن يكون مسؤوال
عن إدارة مخاطر المنظمة ،من بين أولى المؤسسات التي قامت بإدارة مخاطرها و ممارسة
إدارة المخاطر هي البنوك التي ركزت عن إدارة األصول والخصوم وتبين أن هناك طرح
أنجح للتعامل مع المخاطرة يمنع حدوث الخسائر والحد من نتائجها عند استحالة تفاديها.
الدكتور عطا اهلل وارد خليل" أساسيات إدارة المخاطر المالية" مكتب الحرية للنشر والتوزيع ،جامعة دمشق صفحة .20 4
ثانيا .مفهوم إدارة المخاطر:إدارة المخاطر عدة تعاريف أبرزها ما يلي :إدارة المخاطر هي
منهج أو مدخل علمي للتعامل مع المخاطر البحتة عن طريق توقع الخسائر العارضة
المحتملة وتصميم إجراءات وتنفيذها حتى تقلل إمكانية حدوث الخسائر أو األثر المالي
للخسائر التي تقع إلى الحد األدنى.
عرفتها لجنة التنظيم المصرفي وإ دارة المخاطر المنبثقة عن هيئة قطاع المصارف في
الواليات المتحدة األمريكية بأنها " تلك العملية التي من خاللها رصد المخاطر ،تحديدها،
قياسها ،مراقبتها ،الرقابة عليها وذلك بهدف ضمان فهم كامل لها واالطمئنان بأنها ضمن
الحدود المقبولة واإلطار الموافق عليه من قبل مجلس إدارة البنك للمخاطر ،يالحظ أن
تعريف إدارة المخاطر يركز على اإلجراءات التي تتخذها اإلدارة لفهم ،تعريف وتحليل
المخاطر لتستطيع تجنبها أو محاولة تخفيضها إلى أدنى حد ممكن .هي الترتيبات اإلدارية
التي تهدف إلى حماية أصول وأرباح البنك من خالل تقليل فرص الخسائر المتوقعة إلى أقل
حد ممكن سواء تلك الناجمة عن الطبيعة أو األخطار البشرية أو األحكام الفضائية.
تقوم عملية إدارة المخاطر بعمل فحص وتحليل شامل ومفصل لكل أنواع المخاطر التي قد
يتعرض لها موضوع دراسة المخاطر ويتم ذلك بتطبيق خمس خطوات أساسية على النحو
التالي:
تعريف المخاطر وهي الخطوة األساسية األولى للتعرف على المخاطر المحيطة
األصلية .تحليل المخاطر ويتم بها تصنيف الخطر والوقوف على مصادره األصلية.
تقييم المخاطر وهو تحديد عنصري الخطر المتمثلين في اآلثار التي يحدثها كل خطر
واحتمال حدوث كل خطر.
التحكم في المخاطر وبها يتم تحديد أي الطرق تستخدم لتقليل احتمال الخطر وأثاره.
مفهوم إدارة المخاطر المالية :هناك مجموعة من التعرف المختلفة حسب بيئة كل باحث
نذكر منها :الخطر هو رائي البعض هو احتمال وقوع الخسارة في المستقبل .یریWilliam's
"smithyounبأن إدارة المخاطر المالية تتضمن القيام باألنشطة الخاصة بتحديد المخاطر
التي تتعرض لها المؤسسة قياسها التعامل مع مسبباتها ،اآلثار المترتبة عليها وأن الغرض
الرئيسي إلدارة المخاطر يتمثل في تمكين المؤسسة من التطور وتحقيق أهدافها بشكل أكثر
فعالية وكفاءة
.ويرى Cummins, J.أن مفهوم إدارة المخاطر المالية يشير الى تلك القرارات التي
تستهدف تغيير شكل العالقة الخاصة بالعائد والخطر المرتبطين بالتدفقات النقدية المستقبلية.
ويشير Pennyالى أن إدارة المخاطر المالية أصبحت امثل مجاال متخصصا يتضمن
المقاييس واإلجراءات التي تربط بين كل من العائد والخطر المرتبط به ويؤكد أن الخطر في
حد ذاته ال يمكن تخفيضه بالعمليات الحسابية وأن المعلومات وبعد النظر تمثل عناصر
جوهرية ذات أهمية بالغة في عملية إدارة المخاطر المالية يعرف pennyإدارة المخاطر
المالية على أنه استخدام أساليب التحليل المالية وكذلك األدوات المالية المختلفة من أجل
السيطرة على مخاطر معينة وتدنيه غير المرغوبة على المؤسسة وبرى أنه يمكن تسمية هذه
العملية إدارة الخسائر المحتملةStewar .
أن إدارة المخاطر المالية ال يعني التخلص منه ،ألن التخلص من الخطر يعني التخلص من
العائد المتوقع ،أما إدارة المخاطر المالية فإنها تعني استخدام األدوات المناسبة لتدنيه الخسائر
المحتملة وهي تستهدف تعظيم القيمة السوقية للعوائد المتوقعة في ضوء درجة المخاطر التي
يمكن تحملها أو المصاحبة لهذه العوائد المتوقعة من خالل التعارف يمكن القول إن إدارة
المخاطر هي عبارة عن إجراءات أو عملية يتم من خاللها التقليل من المخاطر أو الحد منها
من اجل تحقيق أهداف المؤسسة بصفة عامة.
ومن التعاريف نستخلص أن -إدارة المخاطر المالية على أنها تحديد المخاطر والحد منها،
ومعالجتها بهدف تحقيق أهداف المؤسسة بفعالية وكفاءة.
-إدارة المخاطر تشير إلى العالقة بين التغيير بين العائد والمخاطرة بالتدفقات النقدية
المستقبلية.
-إدارة المخاطر المالية هي مجموعة أساليب واألدوات المالية للسيطرة على المخاطر غير
مرغوب فيها
5
- .إدارة المخاطر المالية استخدام األدوات للتدنية الخسائر المحتملة.
مخاطر اإلئتمان :وهي من المخاطر التقليدية الناجمة عن عجز أطراف أداة مالية -1
عن الوفاء بالتزامه مما يؤدي إلى تكبد طرف آخر لخسارة مالية .إن عملية االقراض
تكتنفها أخطار متعددة ،وتتفاوت هذه األخطار تبعا لكل عملية ،ومن ثم يجب على
المصرف المقرض أن يحاول كل ما في وسعه منع هذه األخطار من أن تصبح حقيقية
واقعة ألنه إن لم يفعل فلن يحقق العائد الذي يرجوه ،وقد تقود هذه األخطار إلى
خسارة األموال المقرضة أيضا ،لذا فإن المصرف المقرض يقدر خطر منح أحد
األفراد قرضا.
دور الحوكمة في إدارة المخاطر المالية ،مذكرة الستكمال متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي ،تخصص مالية المؤسسة، 5
إدارة المخاطر المالية لها أهداف مهمة يمكن تصنيفها إلى أهداف تسبق الخسارة ،أهداف تلي
الخسارة وأهداف أخرى كما يلي
الكتور عثماني أحسين"،دور الحوكمة المصرفية في الحد من المخاطر وتحقيق االستقرار المالي "،مجلة العلوم االنسانية- 6
ب -تقليل القلق :ويقصد به تقليل التوتر ،القلق وراحة البال التي تأتي من معرفة أن تدابير
مناسبة قد تم اتخاذها للتصدي للظروف المعاكسة وعندما يظل دون حماية ،فإن عدم التأكد
والقلق يبقى قائما.
.2أهداف تلي الخسارة :تتضمن األهداف المهمة التي تلي الخسارة :
أ .هدف استمرارية النمو :فالنمو هدف تنظيمي هام ،فالوقاية من التهديدات التي تواجهه
المؤسسة أحد أهداف إدارة المخاطر واستراتيجيات هذه األخيرة ،يمكن أن تسهل استمرارية
النمو في حالة حدوث خسارة كان من الممكن أن تهدد ذلك النمو.
ب .هدف استقرار األرباح أو المكاسب حيث ينبع من هدف التأثير الذي تحدثه التغيرات
الواسعة في المكاسب ،يفضل المساهمون األرباح المستقرة عن المكاسب التي تتقلب بشكل
واسع ،ألن المستثمرين يفضلون عموما التدفق المستمر للدخل ،فإن إدارة المخاطر يمكن أن
تسهم بخفض التباينات في الدخل التي تنتج من الخسائر ،فإن خفض التباين في الدخل يمكن
أيضا أن يساعد في تعظيم االقتطاعات الضريبية عن الخسائر وتقليل الضرائب.
ج المسؤولية االجتماعية حيث يقلل هذا الهدف من التأثيرات التي سوف تحدثها الخسارة
على األشخاص فتدابير منع الخسارة تعتبر جزءا ال يتجزأ من عملية إدارة المخاطر ألنه
عندما تشهر المؤسسة إفالسها يتضرر الموظفون والمالك ،أما عندما تحمي استراتيجيات
إدارة المخاطر المعتمدة من طرف المؤسسة من تكبد خسائر فادحة يتم تفادي اإلفالس
وتداعياته.
د .تقييم البيئة بوضع قاعدة لكيفية النظر للخطر وكيفية التعامل معه من قبل العاملين في
المؤسسة حيث يضمن ذلك تحديد فلسفة إدارة المخاطر ،كما أن تحديد األهداف من قبل
اإلدارة يمكنها من تمييز األحداث المحتملة التي تؤثر على إنجازها.
.3أهداف أخرى :كما يمكن أن يكون هناك أهداف أخرى متعددة منها :
ضمان كفاية الموارد عند حدوث الخسارة .تقليل تكلفة التعامل مع الخطر الى أدنى حد وذلك
حتى تخفف تأثيرات الخطر .المحافظة على الفاعلية التشغيلية للمؤسسة وتفادي الوصول
اإلفالس.
تمثل المبالغة في قيمة الضمانات التي تطلبها المؤسسات المالية أو البنوك التقاسيم التمويل
الالزم للمستثمرين أحد العوائق التي تحول دون تنفيذ المشروعات وخاصة للمستثمرين غير
القادرين على تقديم مثل تلك الضمانات .وفي هذه الحالة يلجئ المستثمرين إلى البحث عن
شركاء لتمويل مشروعاتهم،إال أن صعوبة الوصول إلى هؤالء الشركاء تمثل عائقا آخر أمام
إقامة المشروع ،كما أن الشركاء عادة ما يتخوفون من استيالء المستثمرين على أموالهم
ومن هنا تنشا الحاجة الملحة إلى إدخال أساليب اإلدارة السليمة في الشركات (حوكمة
الشركات) وتعني الشفافية واإلفصاح عن البيانات والمعلومات التي من شانها تقديم الحوافز
للمستثمرين للحصول على التمويل الالزم للمشاريع دون الحاجة إلى ممارسة الرقابة
والمتابعة اليومية لعمليات تلك المشاريع،األمر الذي يعني ضرورة توفير حماية قانونية لكبار
وصغار المستثمرين عن طريق إلزام الشركات بضرورة اإلفصاح عن المعلومات وبيانات
الملكية واألداء المالي وطبيعة النشاط والمعامالت،
إن اإلفصاح عن الملكية يعكس من بيده سلطة تعيين المديرين وتحديد إستراتيجية نشاط
األعمال ،ففي حالة سيطرة مستثمر واحد أو مجموعة قليلة من المستثمرين على نشاط
األعمال فيما يستولي على عوائد استثمارات صغار المستثمرين في ظل تمتعهم بسلطة
التصويت القانوني على ممارسة المعامالت على حساب صغار المستثمرين تعود عليهم
بمنافع شخصية ،بغرض الحد من ممارسة مثل هذه األساليب التي تؤدي إلى تجاوزات ينتج
عنها اإلستيالء على حقوق الغير يجب إلزام بممارسة الشفافية واإلفصاح وهذا ما تدعو إليه
مبادئ الحوكمة.
بما أن عملية توفير االئتمان ملقاة على عاتق البنوك فإنها مطالبة بأن تكون على قدر من
الكفاءة التي تمكنها من االضطالع بمهمة توفير االئتمان ومنحه وفق اعتبارات اقتصادية،
يمكن أن يلعب تطبيق الحوكمة في البنوك دورا مهما في هذا المجال من خالل :يمكن أن
يلعب
زيادة كفاءة البنوك في تعبئة المدخرات وفي توجيه منح االئتمان. أ-
زيادة قدرة البنوك في استقطاب الودائع :حيث أصبحت درجة التزام أحد المعايير التي
يضعها المستثمرون والمتعاملون في اعتباراتهم باتخاذ قرارات التوظيف واالستثمار ومن ثم
فإن البنوك التي تقدم على تطبيق الحوكمة الجيدة تتمتع بميزة تنافسية لجذب رؤوس األموال
عن البنوك التي ال تطبقها وتزداد قدرتها على التنافس في المدى الطويل.
زيادة قدرة البنك على تخصيص الموارد المجمعة وفق أفضل الصيغ الممكنة:
قدرحيث أن تطبيق الحوكمة في البنوك تمكن من تقوية اإلدارة السليمة للمخاطر وتحسن
فعالية توزيع الموارد.
يعد الفساد المالي واإلداري من أخطر المشكل التي تعاني منها المؤسسات والبنوك والتي
تؤدي الى إضعاف مقدرتها اإلقتصادية ويتمثل الفساد المالي واإلداري في المكاسب
واإلمتيازات
التي يتم الحصول عليها بشكل غير مشروع وعادة ما يقترن بانتشار الرشوة في المعامالت
7
البنكية مما يترتب عنه تحميل تكاليف إضافية للشركات عند التقدم بطلب التمويل.
دور الحوكمة في إدارة المخاطر المصرفية دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة خنشلة ،مذكرة مقدمة كجزء 88
من متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية ،من إعداد حامي إيمان ،تخصص مالية وحاكمية المؤسسة.
الخاتمة:
أن تطبيق الحوكمة ال يختلف عنه في الشركات إال أنها تتمتع بخصائص منفردة كون
أن البنوك بشكل عام غير شفافة نسبة إلى باقي المؤسسات المالية وهي ذات كثافة
عالية من المخاطر ،إضافة أنها تكون معرضة إلى قوانين جد صارمة ألن وجود
نظام بنكي سليم يعتبر أحد الركائز األساسية لسالمة النظام المالي ككل والقطاع
اإلقتصادي بصفة عامة وتتوقف قدرة البنوك على مواجهة األزمات على مقدرة
اإلجراءات والتدابير االحترازية الموضوعة من قبل السلطات النقدية للوقاية من
األزمات ،غير أن نجاح الحوكمة ال يرتبط فقط بوضع القواعد الرقابية ،ولكن أيضا
بأهمية تطبيقها بشكل سليم وهذا يعتمد بالدرجة األولى على البنك المركزي ورقابته
من جهة ،وعلى البنك المعني وإ دارته من جهة أخرى.
قائمة المراجع:
الدكتور مصطفى كافي" الحوكمة المؤسسية" الناشر ألفا للوثائق ،طبعة -1
،2018قسنطينة الجزائر ،صفحة .89-38-37-39
الدكتور عطا اهلل وارد خليل" أساسيات إدارة المخاطر المالية" مكتب -2
الحرية للنشر والتوزيع ،جامعة دمشق صفحة .20
دور الحوكمة في إدارة المخاطر المصرفية دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية -4
الريفية وكالة خنشلة ،مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماستر
في العلوم االقتصادية ،من إعداد حامي إيمان ،تخصص مالية وحاكمية
المؤسسة