You are on page 1of 13

‫الجمهوريـة الجزائـريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬


‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة الجزائر ‪-03-‬‬


‫كلية‪ :‬العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫تخصص‪ :‬محاسبة و جباية معمقة‬

‫مقياس ‪ :‬حوكمة الشركات‬

‫بحث حول ‪:‬‬

‫حوكمة الشركات من املنظور اإلسالمي‬

‫األستاذ(ة)‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫بوطيان ندى‬ ‫‪-‬‬


‫حماز سارة‬ ‫‪-‬‬
‫مختاري هاجر‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2024 :‬‬


‫خــــــــــــــــطــــــــــــــــــة الــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــحــــــــــــــــــث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬حوكمة الشركات‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف حوكمة الشركات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع حوكمة الشركات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حوكمة الشركات من منظور إسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬المنظور اإلسالمي نحو المؤسسة المالية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات بنظر اإلسالم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف حوكمة الشركات بنظر اإلسالم‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مجال الحوكمة‬

‫المطلب األول‪ :‬مجال الحوكمة بنظر الشريعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه الاتفاق بين المؤسسة المالية التقليدية ونظيرتها اإلسالمية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أوجه االختالف بين المؤسسة المالية التقليدية ونظيرتها اإلسالمية‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬

‫تعد حوكمة المؤسسات منظوًر ا حيوًي ا يستند إلى القيم اإلسالمية‪ ،‬حيث تتمثل في تنظيم وإ دارة‬
‫المؤسسات بشفافية ومسؤولية‪ .‬يعتبر اإلسالم مصدًر ا رئيسًي ا للمبادئ التوجيهية‪ ،‬حيث تتسم الحوكمة‬
‫بقيم العدالة والشورى والمساواة‬
‫تبرز قيم العدالة في إدارة الشؤون الحوكمية‪ ،‬مع التركيز على تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫كما تشكل مفاهيم الشورى أساًس ا التخاذ القرارات بطريقة مستشارة‪ ،‬مع تعزيز المشاركة الشعبية‬
‫وتعزيز الشفافية‬
‫تسعى حوكمة المؤسسات اإلسالمية لتعزيز المساواة وتوفير خدمات بشكل عادل‪ .‬يتم تطبيق هذه القيم‬
‫في بناء هياكل الحوكمة لتعزيز االستقرار وتحفيز التنمية المستدامة‪ُ .‬يظهر هذا االستعراض كيف تلعب‬
‫القيم اإلسالمية دوًر ا رئيسًي ا في توجيه حوكمة المؤسسات نحو بناء مجتمع يسوده التوازن والتقدم‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حوكمة الشركات‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف حوكمة الشركات‬

‫مفهوم حوكمة الشركات‪:‬‬

‫حوكمة الشركات هي إطار من القوانين و الممارسات التي تدير و تنظم إدارة الشركات‪ .‬يهدف مفهوم‬
‫حوكمة الشركات إلى تعزيز الشفافية‪ ،‬و المساءلة و العدالة في اتخاذ القرارات داخل الشركة‪ .‬يشمل‬
‫ذلك تحديد األدوار و المسؤوليات و توجيه الشركة نحو تحقيق أهدافها بطريقة تلتزم بالمعايير األخالقية‬
‫و تحقيق المصلحة العامة و الخاصة لجميع األطراف المعنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع حوكمة الشركات‬


‫أنواع حوكمة الشركات‪:‬‬

‫هناك عدة أنواع من حوكمة الشركات‪ ،‬و منها‪:‬‬

‫الحوكمة الشرعية‪ :‬ترتكب الشركات التباع المبادئ اإلسالمية في إدارة أعمالها‪ ،‬و تتبنى مبادئ مثل‬
‫العدالة و الشفافية‪.‬‬

‫الحوكمة التقليدية‪ :‬تركز على توزيع السلطات و المسؤوليات بين مجلس اإلدارة و اإلدارة التنفيذية‬
‫لتحقيق التوازن في اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫حوكمة الشركات العائلية‪ :‬تتعامل مع التحديات الفريدة للشركات التي تديرها عائالت مع التركيز على‬
‫استمرارية األعمال و التنظيم الجينيروسي‪.‬‬

‫حوكمة الشركات الخيرية‪ :‬تتناول قضايا الشفافية و المساءلة في الهيئات الخيرية و المؤسسات الغير‬
‫الربحية‪.‬‬

‫حوكمة الشركات الصغيرة و المتوسطة‪ :‬تتناول قضايا التنظيم و اتخاذ القرارات في الشركات ذات‬
‫الحجم األصغر‪.‬‬

‫و كل نوع من هذه الحوكمات يهدف إلى تحقيق مستويات مختلفة من الشفافية و المساءلة‪ ،‬و االستدامة‬
‫في إدارة الشركات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حوكمة الشركات من منظور إسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬المنظور اإلسالمي نحو المؤسسة المالية‬


‫حوكمة الشركات من المنظور االسالمي تركز على مفهوم العدالة و الشفافية في إدارة الشركات‪ ،‬مع‬
‫التأكيد على اإلمتثال للقيم اإلسالمية‪ .‬يشمل ذلك تعزيز المسؤولية االجتماعية و ضمان العدالة في‬
‫توزيع األرباح و اتخاذ القرارات بشكل شفاف و واع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ حوكمة الشركات بنظر اإلسالم‬

‫مبادئ حوكمة الشركات‪ :‬تتضمن‬

‫الشفافية‪ :‬ضرورة توفير معلومات دقيقة ووافية لجميع األطراف المعنية‪.‬‬

‫المساءلة‪ :‬تحديد و توزيع المسؤوليات بشكل واضح لضمان المساءلة عند الحاجة‪.‬‬

‫العدالة و المساواة‪ :‬ضمان المعاملة العادلة لجميع المساهمين و المعنيين في الشركة‪.‬‬

‫حقوق المساهمين‪ :‬إحترام حقوق المساهمين و تشجيع المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫تقوية مجلس اإلدارة‪ :‬تأكيد دور مجلس اإلدارة في توجيه الشركة و مراقبة أدائها‪.‬‬

‫النزاهة و مكافحة الفساد‪ :‬تعزيز الممارسات األخالقية و مكافحة الفساد داخل الشركة‪.‬‬

‫احترام حقوق الموظفين‪ :‬ضمان حقوق و رفاهية الموظفين و تشجيع الممارسات العادلة في العمل‪.‬‬
‫االستدامة‪ :‬اتخاذ قرارات تأخذ باعتبارها التأثير البيئي و االجتماعي للشركة‪.‬‬

‫تلك المبادئ تهدف إلى تعزيز فعالية و نزاهة اإلدارة و ضمان استدامة األعمال لمصلحة جميع‬
‫األطراف المعنية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف حوكمة الشركات بنظر اإلسالم‬

‫أهداف حوكمة الشركات من منظور إسالمي‪ :‬تتالحم أهداف حوكمة الشركات مع المبادئ و القيم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬و بعض األهداف الرئيسية كالتالي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تحقيق العدالة الشفافية‪ :‬ضمان أن جميع القرارات و االفعال داخل الشركة تتسم بالعدالة و الشفافية‪،‬‬
‫مع التركيز على تقديم المعلومات بطريقة واضحة و صافية‪.‬‬

‫تعزيز األمانة و المسؤولية‪ :‬تحفيز القيادات و الموظفين على أداء واجباتهم بأمانة و مسؤولية‪ ،‬مع‬
‫التركيز على خدمة المصلحة العامة‪.‬‬

‫إحترام الشريعة‪ :‬التأكد من جميع االنشطة و العمليات تتم وفق القوانين و القيم االسالمية‪ ،‬االمتناع‬
‫عن أي نشاط يتعارض مع الشريعة‪.‬‬

‫تعزيز حقوق المساهمين‪ :‬ضمان حقوق المساهمين و المسؤولين من خالل التواصل الفعال و تشجيع‬
‫المشاركة في صنع القرارات‪.‬‬

‫تحقيق االستدامة االجتماعية‪ :‬تعزيز الدور االجتماعي للشركة و توجيه جهودها نحو دعم المجتمع و‬
‫المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬

‫تجنب المحرمات‪ :‬االمتناع عن المشركة في أي نشاط محرم شرعا مثل الربا و المضاربات غير‬
‫المشروعة‪ .‬تحقيق الربح بطرق مشروعة و مباركة و االمتناع عن االستفادة من أي نشاط يتعارض‬
‫مع المبادئ اإلسالمية‪ .‬تلك األهداف تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة و اإلزدهار الشامل وفقا‬
‫المبادئ اإلسالمية في سياق حوكمة الشركات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مجال الحوكمة‬

‫المطلب األول‪ :‬مجال الحوكمة بنظر الشريعة‬

‫مجال الحكومة بنظر الشريعة‪ :‬إن مجال الحوكمة ال يقتصر على االطراف ذات العالقة والذين تربطهم‬
‫عالقات تعاقدية بل إن أثر الحوكمة يمتد إلى أولئك الذين يتأثرون باألنشطة االستثمارية أو االئتمانية‬
‫للمنشاة االقتصادية‪ ،‬وبناء على ذلك فإن مجال الحوكمة ينتظم‪:‬‬

‫المؤسسات المالية‪ :‬تعد المؤسسات الماليه سواء أكانت مصارف أو صناديق استثمارية او محافظ‬
‫استثمارية أو مؤسسات تمويل غير المصرفية وكذلك شركة الوساطة المالية من أبرز الجهات المحتاجة‬
‫إلى الدخول تحت مظلة الحوكمة وأعمال مبادئها ومعاييرها‪ ،‬وفي ذلك يقول الدكتور جمعة محمد‬
‫الرقيبي "الحوكمة السليمة تعتبر مهمة أكثر من المؤسسات المالية عن غيرها من المؤسسات االخرى‬

‫‪6‬‬
‫ألنها مؤسسة تعتمد على أموال الغير في تحقيق أرباح للمالك وهذا الغير يعتمد على الطبيعة االئتمانية‬
‫لهذه المؤسسات‪.‬‬

‫ومن هنا تبرز أهمية الحكومة وتطبيقاتها في المؤسسات المصرفية من الطبيعة االئتمانية لهذه‬
‫المؤسسات‪ .‬أي بمعنى المؤسسة المالية مؤسسة ائتمانية توفر األمان وهي مستأمنة على أصول كل‬
‫المستثمرين‪ ،‬وهي بذلك ملزمة بأن تعمل لمصلحتهم عندما تحتفظ او تستثمر او تتصرف بممتلكاتهم وال‬
‫تعمل لمصلحة المساهمين فقط‪ ،‬إن هذا مهم خصوصا في المؤسسات المصرفية حيث يكون حجم عدم‬
‫تماثل المعلومات اكبر من المؤسسات االخرى‪ .‬إنه لمن الصعوبة بمكان على األطراف الخارجية أن‬
‫تراقب أو تقييم مدراء المصارف‪ ،‬باإلضافة إلى قدرتهم على التأثير على مجلس اإلدارة‪ ،‬وتعديل‬
‫تركيبة مخاطر األصول أو إخفاء معلومات عن جودة األصول‪ ".‬والمؤسسات المالية والتي تعتبر أكثر‬
‫المنشآت االقتصادية حاجة إلى الحوكمة تنقسم إلى‪:‬‬

‫مؤسسات مالية تقليدية‪ :‬وهي تلك المؤسسات التي ال تحتكم إلى أحكام الشريعة وال تتعاطى بصيغ‬
‫التمويل االسالمي وإ نما تحتكم إلى الفوائد الربوية‪ ،‬وبعض الخدمات األخرى التي يدخلها الربا بصورة‬
‫أو بأخرى‪ ،‬وهذه المؤسسات محتاجة إلى الحكومة وإ لى قدر كبير من الشفافية واإلفصاح‪ ،‬وهي أكثر‬
‫المؤسسات المالية حاجة إلى الحوكمة نظرا لغياب الوازع الديني في الغالب والذي يمكن أن يكون‬
‫بمثابة الكابح لشهوة االستشراف للمال والتطلع للكسب السريع على حساب األمانة واإلنصاف ولعل ما‬
‫عانته بعض أكبر هذه المؤسسات المالية من إنهيارات وإ ختالسات كثيرة يوضح مدى حاجة تلك‬
‫المؤسسات الحوكمة بمبادئها ومعاييرها المختلفة‪.‬‬

‫المؤسسات المالية االسالمية‪ :‬وهي تلك المؤسسات التي تحتكم إلى أحكام الشريعة وتتعاطى بصيغه‬
‫التمويل االسالمي المختلفة‪ ،‬وهذه المؤسسات ليست مستغنية عن الحوكمة بل هي بحاجة إليها وإ ن‬
‫كانت داخلة تحت مظلة التمويل االسالمي ومتعاطية بصيغه المختلفة‪ ،‬خالفا لالعتقاد السائد المتمثل في‬
‫عدم او قلة حاجة تلك المؤسسات الحوكمة لما تحتكم إليه من قواعد اخالقية‪ ،‬وهذا ما يؤكده الدكتور‬
‫جمعة الرقيبي حيث يقول "ويعتقد بعض المفكرين المسلمين أن المؤسسات التي تقدم خدمات مالية‬
‫اسالمية محصنة من نقائص مشكلة الوكالة بما يصاحبها من حب المصلحه الشخصية على حساب‬
‫مصلحة األطراف األخرى ذات العالقة‪ ،‬إذ يدعون أن هذه المؤسسات لديها أحكام أفضل بسبب الوازع‬
‫الديني واألدبي الذي يدفع اإلدارة والمالك بأن يتصرف بشكل أخالقي‪ ،‬إال أن االلتزام الديني للمديرين‬
‫والمالك ال يمكن أن يعتبر وحده دون وجود الضوابط المناسبة ضمان كاف لحماية مصالح األطراف‬
‫‪7‬‬
‫األخرى‪ ....‬والمؤسسات المالية التي تقدم خدمة مالية اسالمية ليست استثناءا من هذا في المؤسسات‬
‫المالية االسالمية هي األخرى عرضة ألن تعاني من إختراق المسؤوليات االستثمانية وعرضة لعدم‬
‫تماثل المعلومات‪ .‬الشركات األخرى ذات األغراض االستثمارية المختلفة‪ :‬وهذه الشركات أيضا‬
‫محتاجة إلى الحوكمة وإ ن بدرجة أقل من المؤسسات المالية ذات األغراض االئتمانيه والتي تقوم‬
‫فكرتها على استقطاب المدخرات من قبل مدخرين والمديعين وإ عادة ضخها في المجتمع من قبل‬
‫الممولين سواءا كان ذلك ألغراض االستهالكية أو االستثمارية‪ .‬إن شركات المساهمة العامة هي أكثر‬
‫شركات ذات األغراض االستثمارية المختلفة حاجة للحوكمة‪ ،‬ألن فكرة تلك الشركات قائمة هي‬
‫األخرى على استقطاب للمدخرات عبر طرح األسهم لإلكتتاب العام و معظم الشرائح التي يستهدفها هذا‬
‫اإلستكتاب وألن المساهمين يأتمنون مجالس اإلدارة والمدراء التنفيذيين وكافة الهياكل االدارية لتلك‬
‫الشركات على تثمير أموالهم وتنميتها تطلعا إلى الوصول إلى عوائد مجزية تبرر حجم المخاطر التي‬
‫ينطوي عليها االستثمار عبر اإلكتتاب في شركة المساهمة العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه االتفاق بين المؤسسة المالية التقليدية ونظيرتها اإلسالمية‬
‫مقارنة بين الحوكمة في المؤسسات الماليه التقليدية ونظيرتها االسالمية‪:‬‬

‫ثمة جملة أوجه لإلتفاق بين الحوكمة في المؤسسات المالية التقليدية والحوكمة في المؤسسات المالية‬
‫االسالمية‪ ،‬وأوجه اإلتفاق هذه تنتظم المجاالت االدارية والفنية والمهنية‪ ،‬وذلك ألوجه الشبه في بعض‬
‫األنشطة التي تمارسها المؤسسات المالية التقليدية وتلك التي تمارسها المؤسسات االسالمية‬

‫أوجه اإلتفاق بين الحوكمة في المؤسسات المالية التقليدية والمؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫إن الحوكمة في المؤسسات المالية عموما سواء أكان تقليدية أو اسالمية غالبا ما يركز فيها على‬
‫الجوانب االئتمانية‪ ،‬والحوكمة في تلك المؤسسات بنوعيها التقليدي واالسالمي تختلف بذلك عن سائر‬
‫المنشات االقتصادية كالشركات وغيرها في تركيز االخيرة على الجوانب االدارية والعملياتها‪.‬‬

‫إن الحوكمة في المؤسسات المالية عموما توجه جانبا كبيرا من إهتمامها إلحداث التوازن في المصالح‬
‫بين األطراف ذات العالقة باألنشطة تلك المؤسسات وإ ن كان التفاوت يبدو واضحا بين التقليدية‬
‫واالسالمية في توسيع مظلة الحوكمة لتشمل أكبر قدر ممكن من مصالح األطراف كما سيأتي قريبا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إن الحوكمة في المؤسسات المالية عموما تفترض وجود مبادئ عامة وكليات أساسية ال تختلف فيها‬
‫الحوكمة في المؤسسات المالية التقليدية عنها في المؤسسات المالية االسالمية وذلك عندما يتعلق األمر‬
‫بالجوانب الفنية واالدارية والمهنية حيث إن هذه الجوانب غالبا ما تنبثق عن اعتبارات علمية تتسم‬
‫بالحيادة والموضوعية‪ ،‬وهذه االعتبارات ال لون لها وبالتالي فإنه يصعب وصفها بالتقليدية أو اإلسالمية‬
‫نظرا لحيادتها وعدم قابليتها لتأثر باالئتمانات الفكرية واإليديولوجية لكونها مبنية على الخبرات‬
‫التجريبية والتراكمات العلمية مما يبعدها عن دائرة االستقطاب الفكري والمذهبي‪.‬‬

‫تحتل الرقابة في جانبيها المالي واالداري باإلضافة إلى جانبها الفني مكانا بارزا في أدبيات الحوكمة‬
‫في المؤسسات المالية عموما تقليدية كانت أو اسالمية‪ ،‬كما أن الجهود التي تبذل لتطوير الرقابة في تلك‬
‫الجوانب هي في الغالب جهود ال يظهر فيها فرق بين المؤسسات المالية التقليدية ونظيراتها االسالمية‬
‫ألنها تعتمد في المقام األول على التجربة والخبرة الفنية التي تكتسبها المؤسسات المالية عبر تاريخ‬
‫طويل التطبيق للمبادئ القانونية واالدارية يتم من خالل ذلك التطبيق المستبصر رصد األخطاء‬
‫الثغرات‪ ،‬ومحاولة تجنبها وتالقيها من خالل رسم الخطط واآلليات من خالل التعديل المستمر في‬
‫اللوائح واألنظمة وصوال إلى بيئه قانونية وإ دارية قادرة على تصحيح مسار تلك المؤسسات عبر‬
‫اإلستفادة من التجارب الذاتية أو القطرية او اإلقليمية‪ ،‬وهذا كله يولد بدوره أعرافا قانونية وإ دارية‬
‫ومهنية وفنية يتم اإلحتكام إليها عندما ال تسعف اللوائح واألنظمة والقوانين في إيجاد الحلول المناسبة‬
‫لإلشكاالت وتحديات التي يفرضها العمل وطبيعته والتي تكتشف عند ممارسة االنشطة المصرفية‬
‫بتشعباتها وتعقيداتها والتي تعجز اللوائح واألنظمة والقوانين عن إفتراض وقوعها ومن ثم إيجاد الحلول‬
‫المناسبة لها‪.‬‬

‫تحتل الشفافية والنزاهة واإلفصاح مكانها البارز أيضا في أدبيات حوكمة المؤسسات المالية بقسميها‬
‫تقليدي واالسالمي ألن النزاهة وشفافية واإلفصاح هي بمثابة غايات للحوكمة الرشيدة ووسائل لتحقيقها‪،‬‬
‫حيث أن الحوكمة الرشيدة غايتها الوصول إلى قدر كبير من الشفافية والنزاهة واالفصاح كما أن هذه‬
‫الثالثة هي من أهم الوسائل للوصول إلى الحوكمة الرشيدة المستبصرة مستنيرة‪ ،‬نظرا ألن الحوكمة‬
‫ليست غاية بحد ذاتها وإ نما هي وسيلة لرفع سوية األداء للمؤسسة المالية واألحداث التوازن المطلوب‬
‫بين مصالح األطراف المشتركة في عملية تلك المؤسسة وأنشطتها وممارستها‪.‬‬

‫إن تفعيل األداء المالي واالداري والفني والمهني للمؤسسة المالية هو من الثمار المرجوة والمتوخات‬
‫لمبادئ الحوكمة وآلياتها ووسائلها‪ ،‬ألن هذا التفعيل ينعكس على سمعة المؤسسة المالية ويكون قادرا‬

‫‪9‬‬
‫على إستقطاب مدخرات الجمهور‪ ،‬سواءا كان ذلك في شكل أسهم أو في شكل ودائع مصرفية على‬
‫إختالف أنواعها‪ ،‬وهذا األمر ال تختلف فيه المؤسسات التقليدية عن نظيراتها االسالمية حيث تتفق في‬
‫قصدها إلى إستدراج السيولة المصرفية التي تمكنها من القيام بأنشطتها التمويلية واالستثمارية‬
‫واالئتمانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أوجه االختالف بين المؤسسة المالية التقليدية ونظيرتها اإلسالمية‬
‫مؤسسة المالية إنما تم عرضه من أوجه اإلتفاق بين المؤسسات المالية اإلسالمية ونظراتها التقليدية في‬
‫مجال الحوكمة ال يمكن أن يخفي أوجه االفتراق بين تلك المؤسسات لكونها تتبنى للباحث جملة فروق‬
‫يمكن رصدها بين الحوكمة في المؤسسة المالية التقليدية ونظيراتها االسالمية تلك الفروق التي يمكن‬
‫تصديرها تصير أبرزها في ما يلي االختالف في المنطلقات الفكرية والفلسفية واإليديولوجية الموجهة‬
‫للحوكمة والضابطة اليقاعها ومسارها فإن التوسع االئتماني والتمويلي واالقتراضي وتعظيم العوائد‬
‫وتضخيمها هو الموجه االكبر للحوكمة في المؤسسات المالية التقليدية‪ ،‬وهو المولد األهم ألفكارها‬
‫وآلياتها بينما تمثل المنظومة القيمية االسالمية بامتداداتها العقائدية والفكرية والفقهية والسلوكية المكان‬
‫األبرز واألهم في توجيه الحوكمة في المؤسسات المالية االسالمية وضبط مسارها آلياتها وأفكارها ألن‬
‫الحوكمة في المؤسسات المالية االسالميه منبثقه عن الرؤى والتصورات االسالمية في المجاالت‬
‫االقتصادية حيث ان هذه الحوكمة تعتبر بابا للفكر االقتصادي االسالمي الذي هو اقتصاد عقيدي فكري‬
‫اخالقي وسلوكي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫حوكمة المؤسسات من منظور إسالمي ُتعتبر ركيزة أساسية في بناء أنظمة حكومية مستدامة‪ .‬تعكس‬
‫هذه الحوكمة قيًم ا إسالمية مثل العدالة والشورى والمساواة‪ ،‬مما يعزز الشفافية والمسؤولية في إدارة‬
‫الشؤون الحكومية‪.‬‬
‫باستخدام القيم اإلسالمية كدليل‪ ،‬تسعى حوكمة المؤسسات إلى تعزيز المشاركة الشعبية وتحقيق التوازن‬
‫في صنع القرارات‪ .‬تعتبر هذه القيم األساس لتحقيق العدالة االجتماعية وتعزيز المساواة بين أفراد‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬حوكمة المؤسسات من النظرة اإلسالمية تعمل على تطبيق القيم اإلسالمية في بناء مجتمع‬
‫مستقر ومتوازن‪ُ ،‬يَعِّم ق العدالة وُيعِّز ز التقدم للجميع ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫**" ‪.Islamic Perspectives on Management and Organization"** 1‬بقلم عبد اهلل العلي‬
‫يستعرض هذا الكتاب القيم اإلسالمية وتطبيقها في إدارة وتنظيم المؤسسات والشركات‪.‬‬

‫**" ‪.Governance in Islam"** 2‬بقلم هيش ‪rr‬ام دين ب ‪rr‬راون‪ .‬يق ‪rr‬دم ه ‪rr‬ذا الكت ‪rr‬اب رؤي ‪rr‬ة ش ‪rr‬املة ح ‪rr‬ول‬
‫مفهوم الحكم والحوكمة من منظور إسالمي وتطبيقاتها العملية‪.‬‬

‫**" ‪ .The Islamic Governance Model: An Essential Perspective"** 3‬بقلم محمد عبد‬
‫الرحمن الطيب يناقش هذا الكتاب نماذج الحوكمة والحكم في اإلسالم وكيفية تطبيقها في الحكم السياسي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬

‫**"‪.Islamic Political Thought: An Introduction"** 4‬بقلم محمد أمين‪ .‬يقدم هذا الكتاب‬
‫لمحة عامة عن الفكر السياسي اإلسالمي ومفاهيمه وتطبيقاتها على الحكم والحوكمة‪.‬‬

‫**"‪.The Principles of Islamic Governance"** 5‬بقلم عبد اهلل العريفي يستعرض هذا‬
‫الكتاب مبادئ الحكم والحوكمة في اإلسالم وكيفية تطبيقها عملًي ا في المجتمع‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like