You are on page 1of 20

‫"حوكمة الشركات في المشروعات الصغيرة والمتوسطة"‬

‫‪‬‬
‫د‪ .‬خالد بشير الوكيل‬
‫‪‬‬
‫د‪ .‬عماد على السويح‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يلعب القط اع الع ام دورًا هام ًا في تهيئ ة بيئ ة االعم ال لمش روعات القط اع الخ اص وايج اد المن اخ‬
‫االس تثماري المناس ب الق ادر على توف ير مص ادر التموي ل المناس بة في اط ار نظ ام م الي واداري‬
‫سليمين‪ ،‬وفي ظل تحرير االقتصاد يأخذ هذا الدور اشكاًال غير تقليدية‪ ،‬فبدًال من التدخل المباشر‬
‫متمثل في اجراءات الحماية والدعم لالنشطة االقتصادية‪ ،‬تحول هذا الدور الى مساندة غير مباش رة‬
‫متمثل ة في تهئي ة بيئ ة االعم ال وال تي تش جع اقام ة المش روعات في االس واق المحلي ة وتب ني الدول ة‬
‫الفضل الممارسات في مجال السياسات االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫في العقود االخيرة اصبحت حوكمة الشركات من المواضيع الهامة المرتبطة بتهيئة بيئة االعمال‬
‫على الص عيد ال دولي بالنس بة للش ركات المدرج ة باالس واق المالي ة خصوص ا في ال دول المتقدم ة‪،‬‬
‫وازدادت اهمي ة ه ذا المفهوم مع ح االت افالس كبرى الش ركات واالزمات المالي ة التي مرت به ا‬
‫بعض ال دول‪ ،‬وعلي ه فق د ارتب ط ظه ور مفه وم حوكم ة الش ركات بالش ركات المس اهمة المدرج ة‬
‫باالسواق المالية كعالج وقائي ضد المشاكل المترتبة عن مشكلة الوكالة‪ ،‬ووكوسيلة لعالج الفساد‬
‫االداري والم الي الل ذين ق د ينش أ تبع ا له ا‪ ،‬اض افة الى كون ه عنص رًا اساس يًا في اط ار تهئي ة بيئ ة‬
‫االعمال لهذه الشركات لضمان حقوق كل االطراف ذوي المصالح بالشركة مما يعزز ثقة المجتمع‬
‫االستثماري بها ويضمن حصولها على الموارد المالية والبشرية والمادية االخرى الالزمة‪.‬‬

‫في الس نوات االخ يرة ظه رت اص وات مطالب ة بض رورة تط بيق مفه وم حوكم ة الش ركات على‬
‫المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪ ،‬وال تي ال ت برز به ا مش كلة تض ارب المص الح بين االدارة‬
‫والمالك بسب عدم الفصل بين االدارة والملكية‪ ،‬غير ان هذه الشركات قد تستفيد من هذا المفهوم‬
‫من خالل تعزي ز االل تزام ب القوانين والعم ل بمهني ة عالي ة مم ا يع زز ثق ة المجتم ع االس تثماري به ا‬
‫ويمكنه ا من الحص ول على الم وارد المالي ة الالزم ة للتط ور والنم و‪ ،‬اض افة الى ايج اد ارض ية‬
‫للحوار بين الشركة واصحاب المصالح بها وضمان حقوقهم‪ ،‬وضمان حقوق االقلية من المالك‪.‬‬

‫‪‬‬
‫عضو هيئة تدريس بكلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ /‬فرع الجفارة‬
‫‪‬‬
‫عضو هيئة تدريس بكلية االقتصاد والعلوم السياسية‬

‫‪0‬‬
‫عليه يتناول الباحثان في هذه الدراسة مفهوم حوكمة الشركات واهدافه ومبادئ الحوكمة الصادرة‬
‫عن منظمة التنمية والتعاون االقتصادي‪ ،‬اضافة الى مدى اهمية تطبيق نظام حوكمة الشركات في‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫اهداف الدراسة‪:‬‬

‫ته دف ه ذه الدراس ة بي ان اهمي ة تط بيق نظ ام حوكم ة الش ركات في المش روعات الص غيرة‬
‫والمتوس طة‪ ،‬كوس يلة لحماي ة حق وق االط راف ذوي المص الح‪ ،‬وتعزي ز ثق ة المس تثمرين به ا بم ا‬
‫يمكنها من الحصول على الموارد المالية الالزمة‪ ،‬اضافة الى تحقيق االمن الوظيفي للعاملين بها‪،‬‬
‫وتحسين مستوى االفصاح والشفافية‪ ،‬وتعزيز تنافسية واداء االقتصاد الوطني‪ ،‬وذل ك رغم اختالف‬
‫طبيعة هيكل الملكية لهذه الشركات (هيكل مالي مركز)‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫نظ را الهمي ة مفه وم حوكم ة الش ركات كعنص ر ه ام في اط ار تهئي ة بيئ ة االعم ال المناس بة‬
‫للمش روعات االقتص ادية‪ ،‬كنظ ام وق ائي يحمي حق وق اص حاب المص الح ويعكس مس توى الش فافية‬
‫واالفص اح والمس ائلة ليس على مس توى المش روع فحس ب وانم ا على مس توى االقتص اد كك ل‪ ،‬فق د‬
‫اهتمت الدول المتقدمة اقتصاديا (اضافة الى بعض المنظمات الدولية) بهذا المفهوم من خالل ايج اد‬
‫االط ر التش ريعية والمؤسس ية ايج اد اط ر تش ريعية ومؤسس ية محكم ة لحوكم ة الش ركات المدرج ة‬
‫باالس واق المالي ة (ش ركات كب يرة الحجم)‪ ،‬وال تي تش هد فص ال بين االدارة والملكي ة مم ا ق د ي ترتب‬
‫عليه تضارب في المصالح بين المالك وبين من يخولون باالدارة‪ ،‬ويدفع باالدارة للعمل لمصلحتها‬
‫على حس اب ب اقي االط راف خصوص ا المالك‪ .‬فق د ول د مفه وم الحوكم ة وترع رع في بيئ ة عم ل‬
‫الشركات المدرجة في االسواق المالية‪ ،‬وزاد االهتمام بهذا المفهوم بسبب االزمات المالي ة وح االت‬
‫انهيار الشركات الكبرى الذي شهدها العالم‪.‬‬

‫في المقاب ل ظه رت اص وات متعالي ة خالل الس نوات االخ يرة ت دعو الى تط بيق نظ ام حوكم ة‬
‫الشركات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي لها هيكل ملكية مركز (المالك هم المديريون)‪،‬‬
‫وبالت الي غي اب مش كلة تع ارض المص الح بين المالك واالدارة‪ .‬علي ه يمكن تلخيص مش كلة ه ذه‬
‫الدراسة في التساؤل التالي‪:‬‬

‫"هل هناك حاجة الى تطبيق نظام حوكمة الشركات في المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟"‬

‫‪1‬‬
‫مفهوم حوكمة الشركات‪:‬‬

‫رغم ان مصطلح حوكمة الشركات بات معروف ًا في األوساط االقتصادية والقانونية دولي ًا‪ ،‬إال انه‬
‫م ازال غامض ًا ل دى الكث ير ح تى من المختص ين في البيئ ة العربي ة‪ .‬ه ذا المص طلح ه و الترجم ة‬
‫المتفق عليها عربيًا للمصطلح االنجليزي "‪."Corporate Governance‬‬

‫ونظ رًا ألهمي ة ه ذا المفه وم في تنمي ة وتط وير الش ركات والحف اظ عليه ا‪ ،‬وم ا يمثل ه من حماي ة‬
‫لمص الح المس اهمين وأص حاب المص الح في الش ركات (‪ ،)stakeholders‬ف إن كث ير من ال دول‬
‫الص ناعية المتقدم ة اقتص اديا اص بح ل ديها اآلن ق وانين وأدل ة خاص ة بحوكم ة الش ركات‪ ،‬وق د لح ق‬
‫بهذا الركب عدد قليل من الدول النامية منها بعض الدول العربية التي لها أسواق مالية ذات حجم‬
‫هام نسبيًا على راسها مصر واالردن‪.‬‬

‫وردت ع دة مف اهيم لحوكم ة الش ركات فقد عرفه ا ويتم ان (‪" )Weetman, 2003‬بأنه ا مص طلح‬
‫يستخدم ليصف األسلوب الذي تتم به ادارة الشركات و مراقبته ا"‪ .‬بينم ا يعرفه ا ك اديبري‪Cadb( 1‬‬
‫‪ )ury, 2000‬بانه ا "تتعل ق بحف ظ الت وازن بين األه داف اإلقتص ادية واإلجتماعي ة وبين األه داف‬
‫الفردي ة والعام ة أو المش تركة‪ ،‬وهي اإلط ار الموج ود لتحف يز اإلس تخدام الكفء للم وارد وبنفس‬
‫الدرجة يتطلب المسؤولية عن التعهد بهذه الموارد‪ ،‬بهدف التنسيق قدر اإلمكان بين مص الح األف راد‬
‫والمؤسسات والمجتمع"‪.‬‬

‫ام ا االتح اد ال دولي للمحاس بين فيعرفه ا بانه ا "النظ ام ال ذي يمكن مجلس ادارة الش ركة من تحقي ق‬
‫اه داف الش ركة" في حين عرفته ا منظم ة التنمي ة والتع اون االقتص ادي "بانه ا النظ ام ال ذي يتم من‬
‫خالله ادارة وتنظيم ومراقبة المؤسسات"‬

‫في المقاب ل تع ددت التفس يرات المتعلق ة بموض وع حوكم ة الش ركات حيث ان البعض يأخ ذ المع نى‬
‫اللغ وي والبعض االخ ر يأخ ذها من الج انب االقتص ادي واالداري‪ ،‬ولكن بش كل ع ام اتف ق الجمي ع‬
‫على ان الحوكمة "نظام" يحكم العالقات بين االطراف االساسية التي تؤثر على االداء‪.‬‬

‫اهداف نظام حوكمة الشركات‪:‬‬

‫من خالل استعراض المفهوم اعاله يمكن تلخيص اهم االهداف التي يحققها نظام حوكمة الشركات‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫) الس يد إدري ان ك اديبري رئيس لجن ة ك اديبري ال تي ك انت حج ر األس اس في تط وير حوكم ة الش ركات في بريطاني ا‬ ‫‪1‬‬

‫ومناطق أخرى من العالم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫حماية حقوق اصحاب المصالح بشكل مستمر وعلى المدى الطويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تزوي د اص حاب المص الح بالمعلوم ات الالزم ة المتعلق ة بالش ركة‪ ،‬ك ل حس ب عالقت ه به ا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعدالة وشفافية‪.‬‬
‫التأكد من وجود هيكل اداري جيد داخل الشركة‪ ،‬مع وضع الشخص المناسب في المكان‬ ‫‪-‬‬
‫المناسب وتحديد واضح للسلطات والمسئوليات‪.‬‬
‫تحسين االداء والوضع المالي للشركة وتقليص فرص تعثرها ماليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحافظة على السمعة االقتصادية للشركة امام كافة االطراف لزيادة الثقة بالشركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز اداء االقتصاد الوطني ورفع الثقة في المناخ االستثماري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مبادئ حوكمة الشركات‪:‬‬

‫اص درت منظم ة التنمي ة والتع اون االقتص ادي مجموع ة من المب ادئ ال تي تتعل ق بوض ع اط ار‬
‫تش ريعي ومؤسس ي لحوكم ة الش ركات‪ ،‬وال تي اكتس بت فيم ا بع د الص بغة الدولي ة كنتيج ة لطبيع ة‬
‫المنظم ة واهمي ة ال دول االعض اء المؤسس ين له ذه المنظم ة‪ .2‬ومن ذ ذل ك ال وقت اس تخدمت ه ذه‬
‫المب ادئ من قب ل المش رعين وواض عي السياس ات والمس تثمرين واص حاب المص الح كمرش د لنظم‬
‫حوكمة الشركات في الدول االعضاء وغير االعضاء على حد سواء‪ ،‬وتشمل هذه المبادئ ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التأكيد على وجود االسس الالزمة لفاعلية نظام حوكمة الشركات‪.‬‬


‫‪ .2‬حقوق حملة االسهم والمهام االساسية المرتبطة بالملكية‪.‬‬
‫‪ .3‬المعاملة المتساوية لحملة االسهم‪.‬‬
‫‪ .4‬دور اصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ .5‬االفصاح والشفافية‪.‬‬
‫‪ .6‬مسئوليات مجلس االدارة‪.‬‬
‫وفيما يلي شرحا مختصرا لهذه المبادئ‪:‬‬

‫‪ .1‬التأكيد على االسس الالزمة لفاعلية نظام حوكمة الشركات‪:‬‬

‫يقض ي ه ذا المب دأ بض رورة وج ود اط ار الفع ال لحوكم ة الش ركات يرف ع مس توى الش فافية‪،‬‬
‫ويعزز كفاءة السوق‪ ،‬وان يتوافق مع القواعد العامة للقانون‪ ،‬وان ينصح بوضوح على تقسيم‬

‫) النمسا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬والدانمارك‪ ،‬وفرسا‪ ،‬والمانيا‪ ،‬واليونان‪ ،‬وايس لندا‪ ،‬وايرلن دا‪ ،‬وايطالي ا‪ ،‬ولوكس مبورج‪ ،‬وتركي ا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وبريطانيا‪ ،‬وامريكا‪ ،‬وهولن دا‪ ،‬والبرتغ ال‪ ،‬واس بانيا‪ ،‬وال نرويج‪ ،‬والس ويد‪ ،‬وسويس را‪ ،‬والتحقت مجموع ة اخ رى من‬
‫الدول بعضوية هذه المنظمة وهي اليابان‪ ،‬واستراليا‪ ،‬ونيوزيلن دا‪ ،‬وجمهوري ة التش يك‪ ،‬والمج ر‪ ،‬وس لوفاكيا‪ ،‬وفنلن دا‪،‬‬
‫وبولندا‪ ،‬وكوريا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المسئوليات بين مختلف المؤسسات الرقابية واالشرافية والتنفيذية مع ضمان خدمة المصلحة‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪ .2‬حقوق حملة االسهم والمهام االساسية المرتبطة بالملكية‪:‬‬

‫ويتض من ه ذا المب دأ ان اط ار حوكم ة الش ركات يجب ان يحمي وي دعم ممارس ة حمل ة االس هم‬
‫لحقوقهم المرتبطة بملكية االسهم‪ ،‬ومن بين الحقوق االساسية لحملة االسهم ما يلي‪:‬‬

‫وجود اساليب واجراءات امنه لتسجيل الملكية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫امكانية نقل وتداول االسهم وتحويل الملكية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على المعلومات المتعلقة بالشركة في الوقت المناسب وبشكل منتظم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة والتصويت في اجتماعات الجمعية العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في انتخاب وعزل اعضاء مجلس االدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في ارباح الشركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .3‬المعاملة المتساوية لحملة االسهم‪:‬‬

‫يقضي هذا المبدأ بان يضمن اطار حوكمة الشركات معاملة متساوية لكل حملة االسهم ضمن كل‬
‫فئة‪ ،‬بما فيهم االقلية واالجانب‪ ،‬كما يجب ان يحصل حملة االسهم على تعويضات مناسبة في حالة‬
‫انتهاك حقوقهم‪.‬‬

‫‪ .4‬دور اصحاب المصالح في حوكمة الشركات‪:‬‬

‫طبقا لهذا المبدأ؛ يجب ان يقر اطار حوكمة الشركات بحقوق اصحاب المصالح التي يحددها‬
‫الق انون‪ ،‬ويش جع التع اون الفع ال بين الش ركات واص حاب المص الح في تولي د ال ثروة‪ ،‬وايج اد‬
‫فرص العمل‪ ،‬والحفاظ على مشروعات سليمة ماليا‪ .‬ويندرج تحت هذا المبدأ مجموعة القواعد‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ .1.4‬يجب ان ينص اطار حوكمة الشركات على ضرورة احترام حقوق اصحاب المصالح سواء‬
‫من خالل القواعد القانونية او من خالل العقود المبرمة بين الشركة واصحاب المصالح‪.‬‬

‫‪ .2.4‬يجب ان يضمن اطار حوكمة الشركات حصول اصحاب المصالح على التعويض المناسب‬
‫في حالة انتهاك حقوقهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .3.4‬يجب العم ل على تط وير الي ات لمش اركة الع املين في تحس ين االداء؛ مث ل وج ود ممث ل‬
‫للع املين في مجلس االدارة‪ ،‬والنقاب ات العمالي ة‪ ،‬وخط ط تمل ك اس هم للع املين والتعه دات‬
‫الضمانية والتقاعدية‪.‬‬

‫‪ .4.4‬يجب ان يحصل اصحاب المصالح على المعلومات المالئمة والموثوقة في الوقت المناسب‬
‫وبشكل دوري‪.‬‬

‫‪ .5.4‬يجب ان يس مح الص حاب المص الح‪ ،‬بم ا فيهم الع املين من االف راد والجه ات ال تي تمثلهم‪،‬‬
‫باالتص ال بمجلس االدارة للتعب ير عن ومناقش ة مخ اوفهم من التص رفات غ ير القانوني ة‬
‫والالخالقية العضاء مجلس االدارة‪ ،‬وبما اليؤدي بالمساس بحقوق اصحاب المصالح‪.‬‬

‫‪ .6.4‬يجب ان يتضمن اطار حوكمة الشركات قواعد منظمة لعملية التصفية‪ ،‬وتطبيق فعال لحقوق‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫‪ .5‬االفصاح والشفافية‪:‬‬

‫يش ير ه ذا المب دأ الى ان اط ار حوكم ة الش ركات يجب ان يؤك د على ض رورة االفص اح بدق ة وفي‬
‫ال وقت المناس ب عن البيان ات الهام ة المتعلق ة بالش ركة؛ بم ا في ذل ك الوض ع الم الي‪ ،‬واألداء‪،‬‬
‫والملكي ة‪ ،‬والرقاب ة على الش ركة‪ .‬ويتض من ه ذا المب دأ االفص اح عن المعلوم ات المتعلق ة بالنت ائج‬
‫المالي ة والتش غيلية للش ركة (الميزاني ة العمومي ة وحس ابات النتيج ة وقائم ة الت دفقات النقدي ة‬
‫والمالحظ ات الملحق ة كح د ادنى)‪ ،‬واه داف الش ركة (بم ا في ذل ك التزام ات الش ركة البيئي ة‬
‫واالجتماعي ة)‪ ،‬وملكي ة اس هم االغلبي ة وحقوق التص ويت (بم ا في ذلك حمل ة االس هم ال ذين تتج اوز‬
‫نسب ملكيتهم حد معين‪ ،‬والمالك المستفيد اذا ما تملك االسهم بشكل غير مباشر)‪ ،‬واالفصاح عن‬
‫سياس ة مكاف آت اعض اء مجلس االدارة والم ديرين التنفي ذيين وم ؤهالتهم وطريق ة اختي ارهم‪،‬‬
‫واالفص اح عن المع امالت المالي ة لالط راف ذوي العالق ة‪ ،‬واالفص اح عن المخ اطر المتوقع ة؛‬
‫وتشمل المخاطر التشغيلية والمخاطر المالية‪ ،‬واالفصاح عن القضايا واالمور المرتبطة بالعاملين‬
‫وبعض اص حاب المص الح االخ رين (مث ل العالق ة بين الم ديرين وال دائنين)‪ ،‬واالفص اح عن‬
‫المعلوم ات المتعلق ة ب ادارة الم وارد البش رية‪ ،‬وح وافز الع املين‪ ،‬واالفص اح عن هيك ل الحوكم ة‬
‫المعتمد بالشركة والسياسات المرتبطة به‪.‬‬

‫كما يجب ان يتم اعداد المعلومات واالفصاح عنها طبقا لمعايير ذات جودة عالية تخص المحاسبة‬
‫واالفصاح المالي وغير المالي‪ ،3‬و ان تتم مراجعة حسابات الشركة من قب ل مراج ع مس تقل ويتمت ع‬
‫) لم تحدد مبادئ الحوكمة اتباع معايير محاسبية محددة‪ ،‬ولكنها تشجع على اتباع معايير تتوافق مع معايير متعارف‬ ‫‪3‬‬

‫عليها دوليا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بالكفاءة المهنية الالزمة‪ ،‬ولضمان االستقاللية يفضل ترشيح المراجع من قبل لجنة المراجعة (او‬
‫ما يعادلها) ويعين من قبل الجمعية العمومية‪ ،‬وعلى ان يلتزم مراجع الحسابات ببذل العناية المهني ة‬
‫تجاه حملة االسهم‪.‬‬

‫ويجب ان تضمن قنوات توصيل المعلومات وصول المعلومات الى مستخديها بشكل عادل (تماثل‬
‫المعلومات) وفي وقت مناسب وبتكلفة مناسبة‪.‬‬

‫‪ .6‬مسئوليات مجلس االدارة‪:‬‬

‫يجب ان يؤكد اطار حوكمة الشركات على التوجيه االستراتيجي للشركة‪ ،‬والرقابة الفعالة لمجلس‬
‫االدارة على ادارة الش ركة‪ ،‬ومس ئولية مجلس االدارة تج اه الش ركة وحمل ة االس هم‪ ،‬وعلى المجلس‬
‫تبني معايير اخالقية رفيعة‪ ،‬وان ياخذ في الحسبان مصالح اصحاب المصالح‪.‬‬

‫من خالل الع رض الس ابق لمب ادئ الحوكم ة يتض ح ارتب اط ه ذا المفه وم بش كل كب ير بالش ركات‬
‫المس اهمة العام ة المدرج ة باالس واق المالي ة ال تي تنفص ل فيه ا االدارة عن الملكي ة (الهيك ل الم الي‬
‫المشتت)‪ ،‬والتي تبرز فيها وبشكل واضح مشكلة تعارض مصالح االدارة مع المالك كاهم نموذج‬
‫من مش كلة الوكال ة‪ .‬غ ير ان ذل ك اليع ني ع دم اس تفادة الش ركات غ ير المدرج ة باالس واق المالي ة‬
‫وال تي تش مل الش ركات ص غيرة ومتوس طة الحجم من ه ذه المب ادئ خصوص ا فيم ا يتعل ق بض مان‬
‫المعاملة المتساوية لكافة المالك (العالقة بين حقوق االغلبية وحقوق االقلية من المالك)‪ ،‬والعالقة‬
‫بين الش ركة (ادارة ومالك لع دم الفص ل في الغ الب) وبين اص حاب المص الح من دائ نين وعم ال‬
‫واطراف اخرى‪ ،‬وما يرتبط بتحسين مستوى االفصاح والشفافية‪.‬‬

‫المحددات االساسية لنظام حوكمة الشركات‪:‬‬

‫ان تطبيق مفهوم حوكمة الشركات يرتبط بالبيئة الخارجية والبيئة الداخلية لعمل الشركة‪ ،‬وعليه‬
‫فان تبني نظام لحوكمة الشركة يعتمد على المحددات التالية‪:‬‬

‫اوال‪ :‬مح ددات خارجي ة‪ :‬وه ذه المح ددات خ ارج نط اق الش ركة وترتب ط بالبيئ ة الخارجي ة لعم ل‬
‫الشركة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬

‫القوانين واللوائح والتشريعات النافذة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫وجود نظام مالي جيد يضمن توفر مصادر التمويل ويشجع على النمو والمنافسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كفاءة الهيئات والمنظمات الرقابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫دور المؤسس ات غ ير الحكومي ة (ذات العالق ة) في ض مان ال تزام اعض ائها ب النواحي‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكية واالخالقية (مثل نقابة المحاسبين ونقابة المحامين ونقابة محرري العقد)‪.‬‬

‫ه ذه المح ددات ترتب ط بش كل مباش ر بتهيئ ة بيئ ة العم ل س واء على ص عيد الن واحي التش ريعية او‬
‫المؤسسية والتي تعمل على نشر وتطبيق هذا المفهوم واالشراف والرقابة والتطوير في الجوانب‬
‫ذات العالقة‪.‬‬

‫ثانيا المحددات الداخلية‪ :‬وهي محددات ترتبط بالبيئة الداخلية للشركة ذاتها فتشمل‪:‬‬

‫قواعد العمل والسياسات واالجراءات المتبعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الهيكل االداري المعتمد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطوط السلطة والمسؤولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وفيم ا يتعل ق بالمح ددات الداخلي ة ف ان كف اءة نظ ام حوكم ة الش ركة يتطلب م ا يلي (على مس توى‬
‫الشركة)‪:‬‬

‫فهم واض ح لوظ ائف ومس ئوليات ادارة الش ركة وادارته ا التنفيذي ة‪ ،‬ووض وح عالقتهم ا‬ ‫‪-‬‬
‫باالطراف االخرى من حملة اسهم‪ ،‬وموظفين‪ ،‬ودائنين‪ ،‬وقطاعات الدولة‪.‬‬
‫وضع خطة تساعد في اتخاذ القرارات‪ ،‬على ان تتفق هذه الخطة مع اهداف المجموعات‬ ‫‪-‬‬
‫االداري ة في المس تويات المختلف ة‪ ،‬وان تتض من التوجه ات االس تراتيجية للش ركة وتحدي د‬
‫اولوياتها بشكل واضح‪.‬‬
‫اختي ار لجن ة لحوكم ة الش ركة من بين اعض اء مجلس االدارة‪ ،‬تختص بتحدي د الفئ ات‬ ‫‪-‬‬
‫المخدومة داخليا وخارجيا‪ ،‬مع تحديد اهداف هذه الفئات وربطها باهداف الشركة‪.‬‬
‫وض ع وثيق ة (دلي ل) لحوكم ة الش ركة تح دد المه ام والعملي ات والمس ئوليات المناط ة بك ل‬ ‫‪-‬‬
‫عضو في الشركة‪ ،‬واسس اختيار هؤالء االعضاء‪ ،‬كما تبين اولوية تنفيذ المشاريع وكيفية‬
‫توزيع الموارد وزيادتها‪ ،‬كما تشجع على تقديم التوصيات المتعلقة بالسياسات والمعايير‬
‫التي تعمل على تطوير الجهود لتحسين الجودة‪.‬‬
‫تحديد عمليات حوكمة الشركة‪ ،‬ويقصد بها العمليات المتعلقة باالتصاالت واالجتماعات‬ ‫‪-‬‬
‫بين مجلس االدارة واالدارة التنفيذية‪ ،‬اضافة الى اجتماعات لجنة حوكمة الشركة باالدارة‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫هيكل الملكية وتطبيق نظام حوكمة الشركات‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫ان شكل هيكل الملكية ينعكس مباشرة على نظام حوكمة الشركات المناسب للشركة ومدى الحاجة‬
‫اليه‪ ،‬فبشكل عام هنالك نموذجان لهيكل الملكية‪ ،‬هما‪:‬‬

‫هيك ل الملكي ة المرك ز‪ :‬وفق ا له ذا النم وذج ت تركز الملكي ة في ي د ع دد مح دود من المالك‬ ‫‪-‬‬
‫يس يطرون على ق رارات الش ركة س واء من خالل ت وليهم ادارة الش ركة فعال او من خالل‬
‫تحالفهم مع االدارة الفعلية‪ ،‬وهنا قد تتخذ قرارات في مصلحة هؤالء على حساب حقوق االقلية‬
‫فمثال قد تتخذ قرارات باستيالء المسيطرين على اصول الشركة على حساب االقلية‪ .‬وفي هذا‬
‫النم وذج تظه ر اهمي ة تط بيق مفه وم حوكم ة الش ركة لحماي ة اص ول الش ركة وحماي ة حق وق‬
‫االقلية اضافة الى حماية مصالح االطراف االخرى‪.‬‬
‫هيكل الملكية المشتت‪ :‬وفقا لهذا النموذج يكون هناك عدد كبير من المساهمين يملك كل واحد‬ ‫‪-‬‬
‫منهم عدد صغير من اسهم الشركة‪ ،‬وهنا ال يكون لدى هؤالء حافزا لمراقبة نشاط الشركة عن‬
‫قرب كما انهم ال يميلون الى المشاركة في اتخاذ القرارات او رسم السياسات االدارية‪ .‬وهنا‬
‫يتم االعتم اد على االعض اء المس تقلين في مجلس االدارة لمراقب ة الس لوك االداري لالعض اء‬
‫التنفيذيين‪ .‬وعليه تظهر اهمية تطبيق نظام حوكمة الشركة لحماية حقوق المالك اوال ثم حماية‬
‫حقوق االطراف ذوي المصالح‪.‬‬

‫الشركات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫تلعب ه ذه الش ركات دورًا هام ًا في اقتص اديات ال دول على اختالف نظمه ا االقتص ادية من حيث‬
‫مس اهمتها في الن اتج المحلي او من حيث توف ير ف رص العم ل‪ ،‬اض افة لكونه ا المص در االساس ي‬
‫للخ برات واالب داع‪ ،‬ففي دول االتح اد االوربي (‪ 25‬دول ة) يبل غ تع داد ه ذه الش ركات ‪ 23‬ملي ون‬
‫مشروع توفر ‪ 75‬مليون فرصة عمل حتى انه هناك من يسمي هذه الشركات بمحرك االقتصاد في‬
‫االتحاد االوربي‪ ،‬وفي الهند تساهم هذه الشركات في قطاع الصناعة بمعدل ‪ %39‬من ناتج القطاع‬
‫و‪ %33‬من صادرات القطاع‪.‬‬

‫ومن الج وانب الهام ة المرتبط ة ب البحث فيم ا يتعل ق به ذه الش ركات ه و تحدي د المعي ار ال ذي يتم‬
‫بموجب ه تص نيفها الى شركات كبيرة وشركات ص غيرة ومتوسطة‪ .‬ولعل اكثر المعايير اس تخداما‬
‫في ه ذا المج ال عدد العمال ة‪ ،‬وحجم االي رادات الس نوي اض افة الى اجمالي االص ول‪ .‬وباس تطالع‬
‫االس س المس تخدمة في ع دد من دول الع الم في ه ذا الش أن نالح ظ ان المعي ار االك ثر اس تخداما ه و‬
‫ع دد الع املين بالمش روع‪ ،‬غ ير ان ال رقم المح دد لك ل تص نيف يختل ف من دول ة الى اخ رى حس ب‬
‫طبيعة االقتصاد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫فوفقا لمعايير االتحاد االوربي تصنف الشركات وفقا لما يلي‪:‬‬

‫اجمالي االصول‬ ‫االيراد السنوي‬ ‫عدد العاملين‬ ‫تصنيف المشروع‬


‫‪ 43‬مليون يورو فاقل‬ ‫اقل من ‪ 250‬مستخدم ‪ 50‬مليون يورو فاقل‬ ‫مشروع متوسط‬
‫‪ 10‬مليون يورو فاقل‬ ‫‪ 10‬مليون يورو فاقل‬ ‫اقل من ‪ 50‬مستخدم‬ ‫مشروع صغير‬
‫‪ 2‬مليون يورو فاقل‬ ‫ل من ‪ 2 10‬مليون يورو فاقل‬ ‫اق‬ ‫مشروع صغير جدا‬
‫مستخدمين‬
‫المص در‪European Commission, the new SME definition: user guide and :‬‬
‫‪model declaration‬‬

‫اما في الواليات المتحدة االمريكية فتصنف الشركة كشركة صغيرة اذا كان عدد العاملين بها اقل‬
‫من ‪ 100‬مستخدم وكشركة متوسطة اذا كان عدد مستخدميها اقل من ‪.500‬‬

‫ونظرا الهمية هذا التصنيف سواء بالنسبة لتطبيق المقاييس والبرامج المختلفة للدعم والتطوير او‬
‫على مستوى البحث االكاديمي‪ ،‬فقد حددت اللجنة الشعبية العامة بقرارها رقم ‪ 109‬لسنة ‪1374‬‬
‫و‪.‬ر (‪ )2006‬بش ان انش اء ص ندوق التش غيل تص نيف الش ركات الص غرى والمتوس طة على النحو‬
‫االتي‪:‬‬

‫المشروعات الصغرى‪ :‬هي المشروعات التي ال يزيد عدد مستخدميها عن ‪ 25‬مستخدم‬ ‫‪-‬‬
‫وال يتجاوز راس مالها مبلغ ‪ 2.5‬مليون دينار‪.‬‬
‫المشروعات المتوسطة‪ :‬هي المشروعات التي ال يزيد عدد مستخدميها عن ‪ 50‬مستخدم‬ ‫‪-‬‬
‫وال يتجاوز راس مالها مبلغ ‪ 50‬مليون دينار‪.‬‬

‫كما ترك القرار المشار اليه اعاله الحق للقطاعات المختلفة في تبني معايير مختلفة للتصنيف‬
‫حسب الحاجة‪.‬‬

‫وفي الع ام ‪ 2007‬مس يحي تم انش اء "البرن امج الوط ني للمش روعات الص غرى والمتوس طة‬
‫بم وجب ق رار اللجن ة الش عبية العام ة رقم ‪ 845‬لس نة ‪ 1375‬و‪.‬ر (‪ )2007‬وال ذي يس عى الى‬
‫ايجاد بيئة اعمال مناسبة ومشروعات ناجحة وقادرة على المنافسة‪ ،‬من خالل رعاية ومساندة‬
‫ه ذه المش روعات ال تي تمث ل اهم االنش طة االقتص ادية وال تي تلقى اهتمام ا كب يرا في مختل ف‬
‫انحاء العالم في العقود االخيرة لدورها المحوري في تحسين التنافسية لالقتصاد‪ ،‬وانعاش النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬والزيادة المتنامية لمساهمتها في الناتج المحلي‪ ،‬وايجاد فرص العمل‪ ،‬فضال عن‬

‫‪9‬‬
‫مزايا اخرى تتمثل في قدرتها على االبتكار التكنولوجي وبناء االقتصاد المعرفي واستخدامها‬
‫للمواد الخام المحلية وحاجتها المحدودة للموارد المالية مقارنة بالمشروعات الكبيرة‪.‬‬

‫حوكمة الشركات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫في السنوات القليلة الماضية ظهرت أصوات مطالبة بتطبيق حوكمة الشركات على المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وهناك من يجادل بامكانية تطبيق قواعد وإ رشادات الحوكمة المطبقة على‬
‫الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية (الشركات الكبرى) على المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ .‬ونظرا الهمية هذا الموضوع فقد كان ضمن جدول أعمال اجتماع مجموعة من‬
‫خبراء اللجنة األوروبية باألمم المتحدة في عام ‪ 2004‬مسيحي (‪.)UNECE, 2004‬‬

‫ترتبط حوكمة الشركات بشكل كبير بالشركات الكبيرة وبمشكلة الوكالة‪ ،‬والتي تظهر نتيجة وجود‬
‫تعارض في المصالح في الشركة الواحدة والفصل بين الملكية واإلدارة‪ ،‬ومن هنا يبدو وللوهلة‬
‫األولى أن مفهوم حوكمة الشركات ال ينطبق على الشركات الصغرى والمتوسطة لعدم وجود‬
‫مشكلة الوكالة فيها لكون المالك هو المدير في الغالب‪ ،‬كما ان هذه المشروعات لديها عدد صغير‬
‫من العاملين والذين قد يكونوا على عالقة خاصة بصاحب العمل‪ ،‬اضافة الى ان هذه المشروعات‬
‫غير مسئولة مباشرة أمام الجمهور وذلك لعدم استفادتها من أموالهم مما يطرح التساؤل حول‬
‫الحاجة إلى اإلفصاح والشفافية المقترنين بموضوع الحوكمة‪.‬‬

‫وتزداد الحاجة الى حوكمة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تكون في حالة النمو والتي لديها‬
‫الرغبة في التوسع ألكثر من مجرد البقاء‪ ،‬هذه الشركات المتنامية بحاجة للحصول على موارد‬
‫خارجية لمساعدتها في تحقيق هذا النمو‪ ،‬وهذا ما تفترضه نظرية االعتماد على الموارد ((‬
‫‪ ،Resource Dependence Theory‬والتي قدمت من قبل (‪ )Pfeffer and Salancik‬عام‬
‫‪ 1978‬مسيحي‪ ،‬والتي تفترض أن الحصول على موارد خارجية يستلزم وجود هيكل تنظيمي‬
‫جيد‪ ،‬وقاعدة عمالية‪ ،‬ومجلس إدارة‪ ،‬واستراتيجيات إنتاجية‪ ،‬وعالقات خارجية وغير ذلك مما‬
‫تتطلبه اإلستراتيجية التنظيمية‪ .‬ومن أهم العوامل التي تساعد في تحقيق مثل هذه المتطلبات وجود‬
‫أعضاء مجلس إدارة خارجيين‪.‬‬

‫كذلك حاجة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى النمو تستدعي استخدام مديرين مختصين ذوي‬
‫خبرة‪ ،‬ووجود المديرين من غير المالك يعني وجود مشكلة الوكالة ويعني ضرورة وجود نظام‬
‫للحوافز‪ ،‬وبالتالي البد أيضا من وجود الضوابط لإلدارة وتعزيز إجراءات الرقابة والمراجعة‬
‫داخلية‪ .‬ففي دراسة أجرتها إحدى الشركات المتخصصة على الشركات المتوسطة الحجم في الهند‬

‫‪10‬‬
‫وجد أن ‪ 71%‬منها قد اتخذت إجراءات لتشديد الرقابة الداخلية‪ %25 ،‬منها قاموا بتعيين مديرين‬
‫غير تنفيذيين و‪ %46‬منها قامت بتعيين مراجعين خارجيين (‪.)Mahmood, 2008‬‬

‫ومن األدل ة ال تي يمكن أن يس تند إليه ا بالخص وص ه و أن الش ركات الص غيرة ذات مع دالت النم و‬
‫العالي ة في الياب ان تس تخدم م ديرين غ ير تنفي ذيين بمع دل ق د يف وق اس تخدام الش ركات الك برى (‬
‫‪ ،Mahmood, 2008‬كما أشارت دراسة بريطانية (‪ )Berry & Perren, 2000‬إلى أن معظم‬
‫الش ركات الص غيرة والمتوس طة المش اركة في اس تبيان الدراس ة تفك ر في تع يين م ديرين غ ير‬
‫تنفيذيين‪.‬‬

‫من مدخل أصحاب المصالح الشركة ليست مسؤولة تجاه مالكها فقط ولكن تجاه مجموعة أصحاب‬
‫المصالح فيها‪ ،‬والتي تشمل العاملين‪ ،‬والموردين‪ ،‬وأفراد المجتمع‪ ،‬والبيئة‪ .‬إن التقييم الشامل‬
‫والجيد للشركات ال يكون بتقييم أداءها المالي فقط ولكن أيضا بتقييم دورها في استيعاب االيدي‬
‫العاملة‪ ،‬وتنامي عالقاتها في السوق مع الموردين والزبائن‪ ،‬وكذلك مساهمتها في المجتمع والبيئة‪.‬‬
‫ونجد أن كل ما عرض اعاله ال يتنافى مع طبيعة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب‬
‫في التطور بالتالي يحبذ لها تبني ضوابط الحوكمة‪ ،‬وتحسين صورتها في المجتمع‪.‬‬

‫فإذا نظرنا إلى فرص التمويل اإلسالمي مثًال‪ ،‬ونقصد هنا المضاربة والمشاركة‪ ،‬نجد أنها متاحة‬
‫أكثر للشركات ذات السمعة الجيدة وأن الحاجة إلى االستفادة من هذه الصيغة التمويلية تدفع‬
‫بأصحاب المشروعات إلى تحسين سلوكياتهم وأخالقهم‪ ،‬في المقابل فإن مشكلة صعوبة الحصول‬
‫على تمويل بالنسبة لهذه المشروعات ترجع بشكل أساسي إلى أنها غير كفؤة للتعامل مع‬
‫المصارف (‪ .)non-bankable‬هذا يجب أن يدفع بالمشروعات الصغرى والمتوسطة أيضا إلى‬
‫تحسين نظم إعداد تقاريرها المالية وتحسين شفافيتها ومعدل إفصاحها (‪.)Ahmed, 2008‬‬

‫أخيرا من المهم للشركات الصغيرة والمتوسطة المقبلة على أسواق رأس المال أن تعتمد جميع‬
‫التغيرات التي أشرنا إليها إعاله والتي تصب جميعها في إطار تبني الحوكمة (‪.)Ahmed,2008‬‬

‫حوكمة الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم في الدول النامية‪:‬‬

‫من ذ مطل ع عق د التس عينيات من الق رن الماض ي ومفه وم حوكم ة الش ركات يحظى باهتم ام كب ير في‬
‫الدول المتقدمة‪ ،‬وزاد من هذا االهتمام االزمات المالية وحاالت االفالس التي تعرضت لها عدد من‬
‫الشركات في امريكا وفي دول شرق اسيا‪ ،‬اصبح االهتمام بانشاء المؤسسات والتشريعات السياسية‬
‫واالقتصادية التي تعنى بنشر الوعي وتبني نظم جيدة لحوكمة الشركات هو االجراء الوقائي لمنع‬
‫الفساد االداري والمالي في تلك الشركات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫لهذا السبب قام مركز المشروعات الدولية الخاصة بانشاء مجموعة عمل لحوكمة الشركات كي‬
‫تق وم بتق ييم االط ار المؤسس ي في اقتص اديات ال دول النامي ة‪ ،‬اض افة الى االرش ادات الص ادرة من‬
‫منظم ة التنمي ة والتع اون االقتص ادي بالخص وص‪ ،‬وتش جيع البحث العلمي في ه ذا المج ال‪ .‬بعض‬
‫الدول النامية تجاوبت بشكل متسارع مع هذه الجهود منها على سبيل المثال عربي ًا االردن ومصر‪،‬‬
‫ودوليا البرازيل ولعل من اهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع في الدول النامية ما يلي‪:‬‬

‫دراس ة (‪ )Benjelloun, 2005‬بعن وان‪" :‬اط‪00‬ار السياس‪00‬ات العام‪00‬ة" حيث رك زت الدراس ة على‬
‫االطار النظري لحوكمة الشركات في المغرب والتي اشارت الى هذا االطار يتضمن المؤسسات‬
‫والقواعد واالليات التي تحكم العالقة بين ادارة الشركة والمستثمرين بها‪.‬‬

‫كما اشارت الدراسة الى اعتبار حوكمة الشركات شيء هام بالنسبة للشركات المدرجة في االسواق‬
‫المالية‪ ،‬غير انه وفي الدول النامية عموما‪ ،‬بما في ذلك المغرب‪ ،‬في االقتصاد يعتمد على الشركات‬
‫الص غيرة والمتوس طة‪ .‬ه ذه الش ركات تمث ل ‪ %95‬من القاع دة االنتاجي ة في االقتص اد‪ ،‬كم ا تظه ر‬
‫هذه الشركات تركزًا قويًا في هيكل ملكيتها اضافة الى عدم الفصل بين الملكية واالدارة‪.‬‬

‫وبينت الدراسة الى ان حوكمة الشركة عنصر ضروري لنجاح جهود تطوير االقتصاد ككل اضافة‬
‫الى كونه ا ع امًال من عوام ل نج اح الش ركات على ح د س واء ح تى تل ك ال تي تص نف كش ركات‬
‫صغيرة ومتوسطة‪ ،‬فهذه االخيرة يمكنها ان تجني ثمار الحوكمة في الحصول على مصادر تمويل‬
‫منخفضة التكلفة اضافة الى قدرتها على جذب االيدي العاملة ذات الكفاءة العالية‪.‬‬

‫كم ا تش ير الدراس ة الى ان العولم ة دفعت ب ان تك ون الش ركات قوي ة لمواجه ة التح ديات الخارج ة‬
‫ايضا‪ ،‬فالشركات الدولية ال يمكنها ان تحقق نموا مستمرًا في ارباحها دون ان تكسب ثقة االسواق‬
‫المحلية والدولية‪.‬‬

‫ومن المزايا التي تحققها الحوكمة ايض ًا ايجاد مناخ للثقة بين المساهمين‪ ،‬وايجاد مناخ للحوار بين‬
‫االط راف ذوي المص الح بالش ركة‪ ،‬واخ يرًا يمكن للحوكم ة ان تع زز المرك ز التنافس ي للش ركة‬
‫وتساعدها في تحقيق مستويات نمو اعلى‪ .‬كما خلصت الدراسة االى ضرورة تطوير نظام لحوكم ة‬
‫الشركات الصغيرة والمتوسطة حتى يمنها ان تجني ثمار هذا النظام‪.‬‬

‫دراس ة (‪ )Zmokhol, 2005‬بعن وان‪" :‬كي‪00‬ف تتم مراقب‪00‬ة االدارة المحترف‪00‬ة" وال تي رك زت على‬
‫تطبيق مفهوم حوكمة الشركات في االقتصاد اللبناني بالنسبة للشركات غير المدرجة في االسواق‬
‫المالي ة‪ ،‬وق د بينت الدراس ة ان على القط اع الع ام ان ي وفر البني ة االساس ية ويه يئ بيئ ة االعم ال‬

‫‪12‬‬
‫والمناخ االستثماري حتى تحقق المشاريع الخاصة النجاح والنمو‪ .‬كما بينت الدراسة وجود فجوة‬
‫بين القطاعين العام والخاص بالخصوص‪.‬‬

‫وتش ير الدارس ة الى ان مفه وم الحوكم ة غ ير مطب ق في لبن ان خصوص ا في الش ركات ص غيرة‬
‫ومتوسطة الحجم بسبب غياب الوعي‪ ،‬واختالف هيكل الملكية‪ ،‬اضافة الى ان تكلفة تبني نظام جيد‬
‫للحوكمة قد ينعكس سلبا على ارباح الشركة في المدى القصير‪ .‬في المقابل هناك مديرون يؤيدون‬
‫نظ ام الحوكم ة لكنهم ينتظ رون الغ ير ليأخ ذ الخط وة االولى‪ .‬وق د خلص ت الدراس ة الى ان قواع د‬
‫حوكمة الشركات يمكن ان تساعد على‪:‬‬

‫‪ -‬وضع نظام جيد لالدارة واالشراف ويعزز نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬


‫‪ -‬الفصل الواضح بين دور رئيس مجلس االدارة والمدير التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بين مهام المراجع الخارجي واالعمال االستشارية‪.‬‬
‫‪ -‬التاكيد على اهمية راس المال غير المادي مثل راس المال البشري واالجتماعي والثقافي‪.‬‬

‫كما تساعد قواعد حوكمة الشركات على الحصول على مصادر تمويل ذات تكلفة منخفضة وتعزز‬
‫المركز التنافسي للشركة وتحقق االمن الوظيفي للعاملين‪.‬‬

‫دراسة (‪ )Viegas, 2005‬بعنوان‪" :‬حوكمة الشركات – التحديات والفرص" والتي تناولت نطاق‬
‫تطبيق حوكمة الشركات بالنسبة للشركات غير المدرجة في االقتصاد البرازيلي‪ ،‬وبينت الدراسة‬
‫ان ه تم تأس يس معه د حوكم ة الش ركات في البرازي ل ع ام ‪ 1995‬من قب ل مجموع ة من رج ال‬
‫االعمال الذين ادركوا ان حوكمة الشركات تؤدي الى زيادة قيمة الشركة واالقتصاد ككل‪.‬‬

‫وفي ع ام ‪ 1999‬ق ام المعه د باص دار اول دلي ل تحت مس مى " ‪Brazilian Code of Best‬‬
‫‪ "Bractices‬رغم ان هذا الدليل استخدم االدلة الصادرة في الدولة المختلفة كمرجعية اال انه تميز‬
‫بكون ه لم يهتم بالش ركات المدرج ة باالس واق المالي ة فق ط ب ل اهتم ح تى بالش ركات غ ير المدرج ة‬
‫ب اختالف احجامه ا‪ .‬كم ا بينت الدراس ة ض رورة االهتم ام بالت دريب ودعم البحث العلمي في‬
‫الموضوع كوسيلتان من وسائل تطوير ممارسات حوكمة الشركات‪.‬‬

‫دراسة ‪ 5)Bernal, 2005(4‬بعن وان "حوكمة الشركاتالكولومبية ك‪00‬اداة للتنافس‪00‬ية "‪ ،‬وال تي ه دفت‬
‫الي بي ان مس اهمةحوكم ة الش ركاتفي تط وير الش ركاتذاتهيك لالملكي ة المرك ز وال تي تش مل‬
‫الشركاتصغيرة ومتوسطة الحجم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪) Chairman of the Education Committee; IBGC –Brazilian Institute of Corporate‬‬
‫‪Governance (IBGC).‬‬
‫‪5‬‬
‫‪( Programme Manager of Corporate Governance in Colombia.‬‬

‫‪13‬‬
‫ق د بينت الدراس ة ان لحوكم ة الش ركات ص غيرة ومتوس طة الحجم مفه وم يختل ف عم ا ه و الح ال‬
‫بالنس بة للش ركات المس اهمة العام ة‪ ،‬كم ا ان تط بيق الحوكم ة به ذه الش ركات يس مح له ا بتوس يع‬
‫مصادر التمويل والحصول عليها بتكلفة اقل‪ ،‬اضافة انه يعزز مدى التزامها بالقوانين والتشريعات‬
‫والعمل بمهنية عالية مما يؤدي الى زيادة ثقة مجتمع المستثمرين ويعمل الى تحويل الفرص التي‬
‫تمنحها العولمة الى منافع اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫مشكلة التمويل لدى المشروعات الصغيرة والمتوسطة وآثار األزمة المالية‪:‬‬

‫من المتعارف عليه ان من اهم المشاكل المرتبطة ببيئة عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫هو عدم قدرتها على الحصول على مصادر التمويل الالزمة‪ ،‬وقد تفاقمت هذه المشكلة بعدما القت‬
‫االزمة االقتصادية الحالية بظاللها على اغلب اقتصاديات دول العالم‪.‬‬

‫بالخصوص عقدت ندوة في نهاية شهر الربيع ‪ 2009‬في مدينة تورينو بإيطاليا برعاية فريق‬
‫العمل على المشروعات الصغرى والمتوسطة التابع لمنظمة التنمية والتعاون االقتصادي أتاحت‬
‫الفرصة لتبادل وجهات النظر بين الحكومات وممثلي المشروعات الصغرى والمتوسطة‬
‫والمؤسسات الدولية والمالية حول أثر األزمة المالية الحالية على المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وباألخص على تمويلها؛ وقد اتفق معظم الحاضرين على أن هذا النوع من المؤسسات‬
‫قد تأذى بقوة من هذه األزمة‪ ،‬وقد خلصت الندوة (‪)OECD, 2009‬إلى مجموعة من المالحظات‬
‫نورد منها هنا مايلي‪:‬‬

‫إن النهوض بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة من ضرر األزمة المالية والكساد‪ ،‬يستلزم‬ ‫‪.1‬‬
‫وسائل عالج قصيرة األجل باإلضافة إلى تحسينات هيكلية طويلة األجل في البيئة المالية‬
‫للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫وجود عجز في إقراض هذه المشروعات مع ارتفاع معدالت الفائدة نسبيًا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحاجة إلى وجود إطار أوسع‪ ،‬يشمل مجموعة األطر الموثوق بها من نظام الحوكمة‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والضرائب‪ ،‬والتشريعات االخرى‪.‬‬
‫وجود مشكلة عدم كفاية رأس المال العامل بشكل يهدد وجود المشروعات الصغيرة‬ ‫‪.4‬‬
‫والمتوسطة‪ .‬وان هذه المشكلة ازدادت سوءا مع نهاية سنة ‪ 2008‬والربع األول من سنة‬
‫‪ 2009‬وأنه يجب حل مشكلة السيولة حتى ال تؤدي الى خروج هذه المشاريع من السوق‪.‬‬
‫في المقابل عرضت الندوة مجموعة سبل المعالجة المقترحة لعالج المشاكل المعروضة أعاله‬
‫والتي ال يتسع المجال هنا لعرضها بالتفصيل وألهميتها نعرض هنا الخطوط العريضة لهذه‬
‫المعالجات‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .1‬تفعيل برنامج القروض والتمويل ومن السياسات الداعمة في هذا المجال ايجاد وسطاء ائتمان‪،‬‬
‫ومراقبة اقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة من قبل المصارف من خالل تقارير مالية‬
‫وقتية‪ ،‬وايجاد قانون ائتمان خاص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ .2‬التعامل مع مشاكل التدفقات النقدية وذلك من خالل بعض السياسات مثل تأجيل أو تخفيض‬
‫الضرائب والغاء الضرائب غير المرتبطة باألرباح (كضريبة المرتبات)‪ ،‬وتوجيه جزء من‬
‫االنفاق الحكومي للشراء من المشروعات الصغرى والمتوسطة‪ ،‬ومعالجة مشاكل التأخير في‬
‫سداد مدينو المشروعات الصغرى والمتوسطة‪ ،‬ومعالجة القوانين ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ .3‬تشجيع تأسيس المشروعات الجديدة ذات معدالت النمو السريعة من خالل التأكيد على‬
‫حصولها على التمويل المناسب‪ ،‬بما في المشاركات الحكومية للقطاع الخاص واستبعاد‬
‫الضرائب على المكاسب الرأسمالية لهذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ .4‬تحسين البيئة المالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المدى الطويل؛ ومما يمكن فعله في‬
‫هذا الصدد تحسين نظام التقييم الذاتي للوضع االئتماني لهذه المشروعات من خالل اعطاءها‬
‫فرصة أكبر للتواصل الشخصي مع أصحاب القرارات االئتمانية في المصارف؛ تقييم أثر‬
‫بازل ‪ 2‬على هذه النوع من المشروعات وأخذ هذا األثر في االعتبار في حالة تطوير المعيار‬
‫بعد األزمة المالية؛ االهتمام بتمويل بالمشروعات الصغيرة جدا والذي قد يكون عن طريق‬
‫وجود مؤسسات مختصة بذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬اعتماد مجموعة من السياسات األخرى والتي تعمل على تحسين القدرات اإلدارية لمديرو‬
‫المشروعات الصغرى والمتوسطة‪ ،‬وضمان وصول المعلومات عن السياسات المالية للدولة‬
‫إليهم‪ ،‬وتطوير الحوار واالستشارات بين الحكومة والمشروعات الصغرى والمؤسسات‬
‫المالية؛ وتأسيس قاعدة بيانات عن الوضع التمويلي للمشروعات الصغرى والكبرى لتوفير‬
‫معلومات متجددة ووضع السياسات بناءا عليها‪.‬‬
‫مجموعة المعايير الدولية إلعداد التقارير المالية للمشروعات الصغرى والمتوسطة‪:‬‬

‫تطورت المحاسبة عموما في ظل التركيز على المستثمرين بصفتهم المستخدم الرئيسي للقوائم‬
‫المالية وفي ظل انفصال بين الملكية واإلدارة‪ ،‬وكخطوة لترسيخ مفهوم الحوكمة في الشركات‬
‫الصغرى والمتوسطة ظهر اإلهتمام الدولي بضرورة ايجاد مجموعة من المعايير المحاسبية‬
‫المالءمة للمشروعات الصغرى والمتوسطة وذلك من أجل تحسين مستوى افصاحها وزيادة‬
‫شفافيتها‪ ،‬وتعزيز امكانية اإلعتماد على البيانات المالية الصادرة عنها‪ .‬ويأتي ذلك خدمة ألصحاب‬
‫المصالح األخرى أو ربما حتى المستثمرين المستقبليين متى ما كانت هذه المشروعات تهدف إلى‬
‫التوسع في مصادر تمويلها سواء من المصارف أو أسواق األوراق المالية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫في بيان صادر عن مجلس المعايير الدولية للمحاسبة ورد أن مجموعة المعايير الدولية إلعداد‬
‫التقارير المالية مصممة ومعدة لمقابلة احتياجات الشركات المستفيدة من المستثمرين في اإلسهم‬
‫عن طريق سوق األوراق المالية‪ .‬وتهتم هذه المعايير بمجموعة من القضايا والمشاكل التي تخص‬
‫الشركات الكبيرة المدرجة في االسواق المالية وتحتوي على كم كبير من ارشادات التطبيق‬
‫وجوانب اإلفصاح والتي ال تتناسب مع احتياجات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي يكون‬
‫التركيز أكبر على تقييم التدفقات النقدية القصيرة األجل‪ ،‬والسيولة‪ ،‬والقدرة على سداد الديون‪.‬‬

‫تشكل المجموعة المتكاملة للمعايير الدولية العداد التقارير المالية بالنسبة للشركات الصغيرة‬
‫والمتوسطة عبئًا زاد في التنامي مع زيادة تفاصيل المعايير ومشاكل تطبيقها مع تزايد عدد البلدان‬
‫المقبلة على تبنيها‪.‬‬

‫عليه فقد قام مجلس المعايير الدولية للمحاسبة باصدار مجموعة المعايير الدولية للمحاسبة والتي‬
‫تخص المش روعات الص غيرة والمتوس طة وال تي بل غ ع ددها ح تى ناص ر ‪ 2009‬مس يحي ‪34‬‬
‫معي ار‪ .‬وهي من اظرة لمع ايير الش ركات الكب يرة إال أنه ا أبس ط م ع وج ود العدي د من االس تثناءات‬
‫لجع ل المع ايير تتناس ب م ع ه ذا القط اع من المش روعات‪ .‬وذل ك من خالل ح ذف الخي ارات في‬
‫المعالج ات المحاس بية‪ ،‬وتبس يط ط رق االع تراف والقي اس‪ ،‬تماش يًا م ع ه دف مقابل ة احتياج ات‬
‫المستخدمين مع الموازنة بين التكلفة والمنفعة‪.‬‬

‫وقد قامت شركة ‪ PricewaterhouseCoopers‬بنشر دراسة مقارنة بين المجموعتين من‬


‫المعاييرتبين اوجه التشابه ونقاط االختالف بينهما‪ .‬كما نشر مجلس المعايير الدولية للمحاسبة في‬
‫‪ 2007‬شرح للمسودة الصادرة للمعايير (قبل اعتمادها ) بينت ان مستوى التخفيض في متطلبات‬
‫القياس واالفصاح في نسخة معايير الشركات الصغيرة والمتوسطة يبلغ ‪ %85‬من متطلبات‬
‫النسخة االصلية (‪.)IASB,2007‬‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫رغم غياب مشكلة تعارض المصالح بين االدارة والمالك في الشركات الصغيرة والمتوسطة كما‬
‫هو الحال في الشركات كبيرة الحجم‪ ،‬فان تبني نظام الحوكمة في بيئة اعمال هذه الشركات يمكن‬
‫ان يحقق المزايا التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬عمل ادارة هذه الشركات بمستوى عاٍل من المهنية وااللتزام بالقوانين والتشريعات وايجاد‬
‫المن اخ المالئم للح وار بين االط راف المختلف ة مم ا يع زز ثق ة المس تثمرين به ذه الش ركات‬

‫‪16‬‬
‫ويمكنه ا من الحص ول على مص ادر تموي ل وبتكلف ة منخفض ة‪ ،‬خصوص ا للش ركات ذات‬
‫معدالت النمو وتلك التي تستهدف دخول االسواق المالية‪.‬‬
‫‪ )2‬ضمان حقوق االطراف ذوي المصالح بالشركة فيضمن حقوق اصحاب الدين اضافة الى‬
‫تحقيق االمن الوظيفي للعاملين بالشركة‪.‬‬
‫‪ )3‬حماية حقوق االقلية من المالك وايجاد ارضية مناسبة للحوار مع من يملكون اغلبية راس‬
‫المال‪.‬‬
‫‪ )4‬جذب راس المال االجنبي‪.‬‬
‫‪ )5‬تعزيز مستوى تنافسية االقتصاد وانعكاش االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫كم ا تج در االش ارة الى امكاني ة االس تفادة من بعض مب ادئ حوكم ة الش ركات الص ادرة عن‬
‫منظم ة التنمي ة والتع اون االقتص ادي في اع داد االط ار الع ام ل دليل حوكم ة المش روعات‬
‫الص غرى والمتوس طة‪ ،‬خصوص ا فيم ا يتعل ق ب دور اص حاب المص الح‪ ،‬والمعامل ة العادل ة‬
‫للمالك‪ ،‬واالفص اح والش فافية في ظ ل المع ايير الدولي ة الع داد التق ارير المالي ة الخاص ة‬
‫بالمشروعات االصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مع مراعاة قدرة هذه المشروعات على تكلفة تبني نظام‬
‫الحوكمة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫من خالل م ا تق دم اعاله ومن اج ل ايج اد نظ ام جي د لحوكم ة المش روعات الص غيرة والمتوس طة‪،‬‬
‫يوصي الباحثان بما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬العم ل على ايج اد دلي ل لحوكم ة الش ركات اليقتص ر على الش ركات المدرج ة في الس وق‬
‫المالي فقط بل يكون قابل للتطبيق في المشروعات الصغيرة والمتوسطة اخذا في االعتبار‬
‫طبيعة وقدرات هذه المشروعات‪.‬‬
‫‪ )2‬ايج اد المؤسس ات المتخصص ة وال تي تحف ز وتس اعد المش روعات على تب ني نظم جي دة‬
‫لحوكمتها‪ ،‬ودعمها بالموارد المادية والبشرية الالزمة‪.‬‬
‫‪ )3‬العمل على تبني المعايير الدولية العداد التقارير المالية بما في ذلك تلك التي تخص‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز مستوى االفصاح والشفافية‪.‬‬
‫‪ )4‬التواص ل م ع المنظم ات الدولي ة ال تي تع نى بموض وع الحوكم ة لالس تفادة من خبرته ا‬
‫وتجارب الدول االخرى في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ )5‬تشجيع البحث العلمي في المواضيع ذات العالقة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قائمة المراجع‬

1) Ahmed, G. A. (2008). Islamic Microfinance Practices with a


Particular Reference to Financing Entrepreneurs through Equity
Participation Contracts in Sudanese Banks. In: Obaidullah, M and
Lattif, H. S, eds. Islamic Finance for Micro and Medium
Enterprises. 1st ed. Islamic Research & Training Institute Islamic
Development Bank and Centre for Islamic Banking, Finance and
Management Universiti Brunei Darussalam
2) Benal, Andres, (2005), "Colombia Corporate Governance as an
Instrument of Competitiveness",OECD (corporate Governance
of Non-Listed Companies in Emerging Markets).
3) Benjelloun, Amina, (2005), "Public Policy Framework", OECD
(corporate Governance of Non-Listed Companies in Emerging
Markets).
4) Cadbury, A. (2000), ‘The Corporate Governance Agenda’,
Corporate Governance, Vol.8 (1).
5) IASB. (2009). IASB publishes IFRS for SMEs. International
Accounting Standards Board. Retrieved: September, 3, 2009, from:
http://www.iasb.org/News/Press+Releases/
IASB+publishes+IFRS+for+SMEs.htm
6) OECD (Organisation for Economic Co-operation and
Development)(2004), Principles of Corporate Governance.
7) Mahmood, S. (2008).Corporate Governance and Business Ethics
for SMEs in Developing Countries. ISBEE Newsletter. Retrived:
August, 22, 2009, from: http://www.isbee.org/index.php.
8) PricewaterhouseCoopers (2009). A comparison of IFRS for SMEs
and 'full IFRS'. Retrieved: September, 3, 2009, from:
18
http://www.pwc.com/gx/en/ifrs-reporting/Comparison-IFRS-for-
SMEs.jhtml
9) Viegas, Leonardo (2005), "Brazil: corporate governance-
challenges and opportunities", OECD (corporate Governance of
Non-Listed Companies in Emerging Markets).
10)Weetman, P. (2003). Financial Accounting: An introduction. 3rd
ed. New Jersey: Prentice Hall.
11)Zmokhol, Fouad, (2005), "How is Professional Management
Monitored?", OECD (corporate Governance of Non-Listed
Companies in Emerging Markets).

19

You might also like