Professional Documents
Culture Documents
المالي والمحاسبي
دراسة تحليلية لإلطار القانوني والرقابي الذي ينظم أعمال
الشركات المساهمة في العراق
لقد كشفت األزمات المالية واالنهيارات األخ يرة ال تي تعرض ت له ا الكث ير من الش ركات
العالمية في الوالي ات المتح دة األمريكي ة والمملك ة المتح دة ,وك ذلك ال دول األوربي ة ,عن
الكثير من حاالت الفساد ,والسيما الفساد المالي والمحاس بي ,األم ر ال ذي ك ان ل ه األث ر
السيئ في الكثير من المجاالت ,أبرزه ا المج االت االقتص ادية حيث أتس مت عملي ة ج ذب
المستويات الكافية لرؤوس األموال في تل ك الش ركات بق در كب ير من الص عوبات نظ را لتكب د
حملة األسهم فيها خسائر مالية فادحة انعكست سلبا على مصداقية الش ركات المس تثمر
فيها وأسواق رأس المال من خالل توجه المستثمرين الحاليين والمرتقبين للبحث عن مناف ذ
استثمارية بديلة ,األمر الذي دفع بالجه ات ذات الص لة وعلى المس تويين الوط ني وال دولي
إلى إجراء الدراسات والفحوصات المعمقة بهدف تحدي د األس باب الرئيس ية ال تي ك انت وراء
حدوث األزمات المالية واالنهيارات المشار إليه ا في أعاله ,واق تراح الس بل الكفيل ة لحماي ة
حق وق حمل ة األس هم واآلخ رين من أص حاب المص لحة ,ه ذا وق د كش فت الدراس ات
والفحوصات التي أجراها المختصون في ه ذا المج ال ,ب أن غالبي ة تل ك األس باب ك انت في
حقيقتها أسبابا مالية ومحاسبية ,األم ر ال ذي دع ا الجه ات المعني ة بإع داد تل ك الدراس ات
والفحوصات إلى التوصية بأهمية مناقشة وتحليل اتجاه ات التط ور في الكث ير من المج االت
ذات الص لة ,من بينه ا الش فافية واإلفص اح عن المعلوم ات المالي ة وغ ير المالي ة ,وتب ني
مجموعة من المعايير المحاسبية رفيعة المستوى وبما ينس جم م ع مص الح حمل ة األس هم
واآلخ رين من أص حاب المص لحة ,وتعزي ز ق ابليتهم على اتخ اذ الق رارات االقتص ادية الص ائبة
بشأن مستقبل استثماراتهم واستمرار نشاطاتهم في الشركات ,وذلك ضمن إطار لحوكم ة
الش ركات Corporate Governanceيس تند إلى مجموع ة مح ددة من المب ادئ العام ة ,
ويهدف إلى حماية حقوق حملة األسهم واآلخرين من أصحاب المصلحة .
ويعد تبني مفهوم حوكمة الشركات في العراق ,أمرا ضروريا لمواجه ة ح االت الفس اد
المالي والمحاسبي الذي تعاني منه معظم الشركات المساهمة ,والسيما ما يتصل بإعداد
التق ارير المالي ة الش فافة وإتب اع مع ايير ذات ج ودة عالي ة في مج ال القي اس واإلفص اح
المحاسبي ,وكذلك التحديد الواضح لحقوق حملة األس هم في الش ركات العراقي ة وحق وق
اآلخ رين من أص حاب المص لحة ,والمس ؤوليات الملق اة على ع اتق مجلس اإلدارة وكب ار
التنفي ذيين فيه ا ,فض ال عن تخفيض عملي ات الت داول ال داخلي في المعلوم ات ودعم
استقاللية مراقبي الحسابات وتعزيز مستوى انسجام المعالجات المحاسبية المطلوب ة وفق ا
للنظام المحاسبي الموحد مع المعايير المحاسبية الدولية ,إضافة إلى أهمي ة الحوكم ة في
تلبية متطلبات المرحلة الراهنة وما يمكن أن يقبل عليه العراق من فرص وتحديات مستقبلية
بشأن العديد من المجاالت ,وال سيما المجاالت االقتصادية .
وتنبع مشكلة البحث من ضعف الوعي العام بأهمية حوكمة الشركات في مواجهة حاالت
الفساد ,والسيما الفساد المالي والمحاسبي الذي تعاني منه غالبية الشركات المساهمة
العراقية من جهة ,وقصور اإلط ار الق انوني والرق ابي ال ذي ينظم أعم ال تل ك الش ركات في
إرساء المبادئ العامة للحوكمة من جهة أخرى .
ويهدف البحث إلى تسليط الضوء على مفهوم حوكم ة الش ركات وأهميت ه في مواجه ة
حاالت الفساد ,والسيما ح االت الفس اد الم الي والمحاس بي ,إض افة إلى تق ييم مس توى
مساهمة اإلطار القانوني والرقابي الذي ينظم أعمال الشركات العراقية ,والسيما الش ركات
المساهمة في إرساء المبادئ العامة للحوكمة ,واق تراح الس بل الكفيل ة لمعالج ة مج االت
القصور وبما ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة وما يمكن أن يقبل علية الع راق من ف رص
وتحديات مستقبلية .
لقد كشفت العديد من الدراسات والتقارير المعدة في أعقاب االنهيارات واألزم ات المالي ة
الناتجة عن حاالت الفساد المالي واإلداري التي تعرض ت له ا الكث ير من الش ركات العالمي ة
خالل الس نوات الماض ية ,عن فش ل تل ك الش ركات في عملي ة إع داد التق ارير ,والس يما
التقارير المالية ,ويشير Spiveyفي هذا الصدد إلى أن هناك العدي د من القض ايا ال تي تث ير
االهتمام وتستحق النقاش ,ربما يمثل أبرزها على ح د تعب يره ,مس توى المص داقية ال تي
تتمتع بها شركات المحاسبة والت دقيق وج ودة المع ايير المهني ة ال تي تس تند إليه ا وك ذلك
جودة التقارير التي تعدها الشركات المعنية ,والسيما التقارير المالية )1(.
وتعد فترة الثمانين ات والتس عينيات أمثل ة على ح االت الفس اد الم ذكورة وال تي ارتبطت
بأسماء كبريات الشركات العالمية أمثال ش ركة Maxwellوش ركة Bcciوش ركة Polly peck
في المملكة المتحدة وشركة Credit Lyonnaisفي فرنس ا وش ركة & Metalgesellshaft
Schneiderفي ألماني ا فض ال عن فش ل البن ك التج اري الكن دي Canadian Commercial
Bankفي حين تمثلت حص ة الياب ان في فش ل ش ركة Yamaichiثم أزم ة الق روض
والمدخرات Saving & Loansفي الواليات المتحدة األمريكي ة ,وح االت أخ رى لش ركات
مماثلة عبر أالزم ات المالي ة ال تي اجت احت غ رب أس يا في النص ف الث اني من س نة 1997
والتي أثارت الشكوك حول إمكانية االعتماد على الكشوفات المالي ة للش ركات ,ودور ك برى
شركات المحاسبة والتدقيق الدولية في إعداد التقارير بشان ذلك , ) 2 ( .ولعل أحدث قضايا
الفساد الناشئ عن تواطؤ كبرى الشركات العالمية الخاصة بالمحاسبة والتدقيق والذي ك ان
وراء انهيار العديد من الشركات في الوالي ات المتح دة األمريكي ة بين أواخ ر سنــــــــة 2001
والنصف األول من سنــــــة 2002أمثال ش ركة Enronللطاق ة وشركــــــــة WorldCom
لالتص االت وش ركة Zeroxالمتخصص ة في اآلالت النس يج ,تمثلت في مص ادقة الم دققين
الذين يعملون في شركة Arther Andersonعلى كشوفات مالية لم تكن تعبر عن حقيقة ما
كان يجري في تلك الشركات آنذاك) 3 ( .
إن كارثة شركة Enronوغيرها من الش ركات لم ت ؤثر على الش ركات ب ذاتها والش ركات
األخرى وعموم اقتصاديات بلدانها حس ب ,ب ل إنه ا أث ارت الش كوك ح ول مص داقية ش ركات
المحاس بة والت دقيق وأهلي ة أعض ائها وكفاي ة المع ايير المهني ة (المحاس بية والتدقيقي ة )
ومستوى االلتزام بتطبيقها ,وق د أش ار البعض في ه ذا المج ال إلى فش ل بعض الم دققين
في اإليفاء بمسؤولياتهم المهنية ومي ل البعض األخ ر منهم إلى اف تراض النواي ا الحس نة من
ج انب المس ؤولين في الش ركات الخاض عة للت دقيق إلى ج انب ض عف عملي ات الض بط
واإلشراف على المهنة وفهم حقيقة التهديد الناشئ من ارتب اط أج ور الم دققين وخ دماتهم
االستشارية برضا زبائنهم ) 4 (.
فضال عن فشل التقارير المالية للشركات المذكورة في معالجة العديد من القضايا واإلفصاح
عنها مثل ) 5 ( :
وتعد األساليب المستخدمة في إدارة شؤون الش ركات والمع ايير ال تي تحكم س لوكيات
األفراد العاملين فيها ضمن المستويات اإلدارية كافة ومستوى تنفيذهم للمسؤوليات المناطة
بهم من األسباب األخرى التي كانت وراء األزمات المالية وانهيار الش ركات ,فق د ك ان ال والء
غير الموجه إلى المكان والشخص المناسبين يقع في قلب أالزمات األخيرة التي تعرضت لها
الش ركات ف الموظفون والم دراء الع املون فيه ا ك انوا ق د منح وا ثقتهم إلى أش خاص غ ير
مؤتمنين على واجباتهم داخل الشركات تجاه حمل ة األس هم وإطاع ة الق وانين ,في ال وقت
الذي كان بإمكان هؤالء الموظفين والمدراء إثارة التساؤالت ح ول مختل ف القض ايا المش كوك
في مصداقيتها وانسجامها مع مصالح حملة األسهم واآلخرين من أصحاب المصلحة) 6 ( .
هذا من جهة ,ومن جهة أخرى كشفت بعض المسوحات المعدة في هذا المجال عن إن
العدي د من الم دراء في الش ركات المعني ة ال يمتلك ون األهلي ة الكافي ة لممارس ة واجب اتهم
وتحمل مسؤولياتهم المهنية ,وإنهم متواج دون في مناص بهم تل ك بس بب تع يينهم ب الطرق
المعروفة للوص ول إلى العض وية وال تي ال ت رقى إلى ال دور المه ني ال ذي يجب أن يمارس ه
أولئ ك الم دراء في الش ركات,األم ر ال ذي ق اد إلى انخف اض مس تويات الثق ة العام ة وأمان ة
واستقامة المدراء ,وكم ا يش ير Gellibrandفي ه ذا المج ال إلى إن األزم ة في حقيقته ا,
أزمة ثقة في قادة كبرى الشركات العالمية ) 7 ( .
وتعد الشفافية ونشر المعلومات المالية وغير المالية ,كما يؤكد البشير ,من بين األس باب
التي قادت إلى حصول أزمة الثقة في أعاله ,والتي طالت مجالس اإلدارة واإلدارات التنفيذية
والم دققين في الش ركات ,ه ذا وق د أظه رت دراس ة إحص ائية أنج زت م ؤخرا في الوالي ات
المتحدة األمريكية ,أن اثنين من كل خمسة مستثمرين في األسواق المالي ة يعتق دون ب أن
المشكلة األولى في أزمة الثقة تلك ,تتمثل في انعدم النزاهة فضال عن انعدم كفاءة اإلدارة
وضعف الرقابة مقارنة بالمشاكل الناشئة من تقلبات األسواق المالية ) 8 ( .
وربما كان فشل مجالس اإلدارة واللجان التابعة له في تحم ل المس ؤوليات الملق اة على
عاتقهم وتجاوز العالمات التحذيرية الواض حة في الش ركات المعني ة فض ال عن ض عف أنظم ة
الرقابة واإلشراف وسوء استخدام أنظمة تحديد مكافآت التنفيذيين وتعويضاتهم سببا أخر وراء
حدوث و تزايد أخفاق ات الش ركات في اآلون ة األخ يرة ,فق د أش ار البعض إلى إن ق وة ال دفع
األساسية وراء فضائح شركة Enronوغيره ا تمثلت في الح وافز اإلداري ة الممنوح ة لكب ار
التنفي ذيين هن اك ,فق د يك ون ت أثير التع ويض باألس هم أو خي ارات األس هم Stock Options
لكبار التنفيذيين وغيرهم قد أدى إلى أن تكون األسس الخاطئة في منح الحوافز ,فضال عن
إس اءة اس تخدامها من قب ل المعن يين وراء فض ائح الش ركات إلى ج انب تراج ع األخالقي ات
المهنية للقائمين على إدارتها ) 9 (.
لقد ترتب على حاالت الفس اد الس ابقة للش ركات الكث ير من اآلث ار المالي ة واالقتص ادية
واالجتماعية من بينها انخف اض األس عار الس وقية ألس هم الش ركات في البورص ات المالي ة
والخس ائر المالي ة الفادح ة ال تي أض رت بمص الح حمل ة األس هم واآلخ رين من أص حاب
المصلحة ,والسيما العاملين في تلك الشركات ال ذين تعرض وا إلى فق دان وظ ائفهم وض ياع
حقوقهم في صناديق االدخار ,واالهم مما سبق انخف اض المس توى الع ام للثق ة في مهن ة
المحاسبة والتدقيق وجودة المعايير التي تستند إليه ا ,األم ر ال ذي أث ار انتب اه المتخصص ين
وأص حاب العالق ة ,ودف ع إلى الس احة بتس اؤالت عدي دة ح ول أهمي ة إع ادة النظ ر ب األطر
التنظيمية والمالية والمحاس بية والرقابي ة الكفيل ة بحماي ة حق وق حمل ة األس هم وأص حاب
المصلحة اآلخرين في الشركات ,وذلك من خالل تنظيم الممارسات السليمة للقائمين على
إدارتها وفي مختلف المجاالت التي تنطوي ضـــمن مفهوم حوكمة الشركات والدور ال ذي من
الممكن أن تؤديه الحوكمة الجيدة في هذا الشأن من خالل إرساء أسس العالقات الشفافة
بين األطراف المعنية في تلك الشركات وتحديد واجبات ومس ؤوليات ك ل منه ا وك ذلك تعزي ز
جودة الممارس ات المحاس بية والتدقيقي ة وإع داد التق ارير المالي ة في ش كل مجموع ة من
المبادئ والمعايير ذات الص لة بحوكم ة الش ركات والص ادرة عن مختل ف الهيئ ات والمنظم ات
والمجالس المهنية المتخصصة.
ه ذا وق د ق دمت العدي د من التع اريف لحوكم ة الش ركات في الس نوات األخ يرة نظ را
لشمولية هذا المفهوم وارتباطه بالعديد من المجاالت من جه ة واختالف االتجاه ات الثقافي ة
والخلفيات الفكرية للمهتمين به من جهة أخرى وعليه تعتقد الباحثة انه من المفي د تص نيف
التعاريف المذكورة فــــي شكل محاور ,يركز كل منها على جانب من الجوانب ال تي تغطيه ا
حوكمة الشركات وكما يلي :
المحور األول :توجي ه أداء الش ركات ورقابته ا ,وال ذي يرك ز على ارتب اط حوكم ة الش ركات
بقضايا الشركات المتمثلة بتوجيه ورقابة األداء ,وربما يعد التعريف األسهل واألكثر شيوعا في
هذا المجال هو التعريف المقدم من قبل لجنة Cadburyفي تقريرها الصادر سنة 1992في
المملكة المتحدة بشأن المظ اهر المالي ة لحوكم ة الش ركات ,حيث ع رفت اللجن ة حوكم ة
الشركات بأنها " النظام الذي يتم بوساطة توجيه ورقابة الشركات " .
المحور الثاني :تحديد األطراف ذات الصلة بحوكمة الشركات وتوضيح الواجبات والمس ؤوليات
والس لطات الممنوح ة لهم وفق ا لمف اهيم مح ددة ,وال ذي يرك ز على األط راف ذات الص لة
بحوكمة الشركات ,ويسلط الضوء على بعض المفاهيم ال تي تس تند إليه ا ,إذ تع د حوكم ة
الش ركات وفق ا ل ذلك الطري ق ال تي يمكن لمجلس اإلدارة والم دراء وك ذلك الم دققين في
الشركة من خالله تحمل مسؤولياتهم بكل عدالة وشفافية ومواجهة مسائلة حملة األس هم
وأصحاب المصلحة اآلخرين بشأن ذلك .
المحور الثالث :أهداف حوكمة الشركات وأهميتها لحملة األسهم وأصحاب المصلحة اآلخرين
,والذي يركز على أهداف حوكمة الشركات وأهميته ا كمص در قيم ة لحمل ة األس هم ض من
النطاق المحدود لها ومصدر قيمة ألصحاب المصلحة اآلخرين ضمن النطاق األوسع للحوكمة .
هذا ويوضح الجدول رقم ( ) 1في أدناه أهم المضامين ذات الصلة بالتعاريف الواردة بشأن
حوكمة الشركات ,وبحسب المحاور الثالثة التي أشارت إليها الباحثة مسبقا .
النظام الذي يتم بوساطته توجيه ورقابة أداء 1992 لجنة Cadbury
الشركات ) 11( .
لجنة Cardon
مجموع ة من القواع د ذات القابلي ة على 1998
التط بيق في مج ال توجي ه ورقاب ة أداء
الشركات ) 13( .
لجنة Predo
نت اج للمع ايير والتع امالت ونم اذج الس لوك 1999
المط ور بوس اطة النظ امين الق انوني
واالقتصادي ) 14( .
المحور الثاني :
ينظر إلى حوكمة الش ركات من وجه ة نظ ر لة راف ذات الص د األط تحدي
مؤيدي هذا المحور على أنها : بحوكم ة الش ركات وتوض يح
ؤوليات لجنة Peters ات والمس الواجب
ق انون إلدارة وتوجي ه أولئ ك الم رتبطين م ع 1997 والس لطات الممنوح ة لهم وفق ا
الشركة ,وهو يشمل مجموعة من القواع د لمفاهيم محددة
الالزم ة لإلدارة واإلش راف المناس بين ,
وتقسيم الواجبات والمسؤوليات والس لطات
الم ؤثرة في الت وازن المطل وب لنف وذ كاف ة
أصحاب المصلحة ) 15( .
شيء م ا يتعل ق بالقي ادة من أج ل الكف اءة Armestrong المحور الثالث :
دون واألمان ة واالس تقامة وتحم ل المس ؤولية , ب
نة تل ك القي ادة يجب أن تك ون ش فافة وقابل ة س أه داف حوكم ة الش ركات
للمسائلة ) 18( . نشر وأهميته ا لحمل ة األس هم
وأصحاب المصلحة اآلخرين
ويتبين من خالل التطرق إلى تعاريف حوكمة الشركات في أعاله ,تعدد وجه ات النظ ر إليه ا
من قبل مختلف الباحثين والمهتمين وك ذلك من قب ل المج الس واللج ان ذات الص لة ,األم ر
الذي قد ينتج عنه تعدد وجهات النظر إلى أهدافها وكيفي ة تحدي د تل ك األه داف ,وفي ه ذا
السياق تشير Sarraإلى أن أهداف حوكمة الشركات تختلف باختالف نماذج الحوكم ة ذاته ا
والتي تعكس في حقيقتها األهداف الضمنية لنش اطات الش ركات وتن وع األط راف المرتبط ة
معها في مختلف دول العالم ،ففي بلدان مثل الواليات المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة
,ينصب هدف أو أهداف حوكمة الشركات على حماية حقوق حملة األسهم وتعظيم القيم ة
في األمد الطويل ,وفي المقابل تهدف حوكمة الش ركات العامل ة في بل دان الق ارة األوربي ة
مثل المانيا ,إلــى حماية حقوق اآلخرين مــــــن أصحاب المصلحة ( إلى جانب حقوق حملة
األسهم ) ,والسيما العاملين والدائنين والتي تعد في األقل أطرافا ال تقل أهمي ة عن حمل ة
األسهم ,وعليه تهدف حوكمة الشركات في تلك الدول إلى تش جيع مج الس اإلدارة لرقاب ة
اإلدارة واإلشراف عليها من اجل تعزيز رفاهية اقتصاد تلك الش ركات بم ا فيه ا رفاهي ة حمل ة
األسهم والعاملين ورفاهية العامة) 23( .
ومع ذلك فان نطاق حوكم ة الش ركات ق د يتس ع ألك ثر مم ا س بق ذك ره لتمت د أهداف ه
وأهميت ه خ ارج ح دود مص لحة الش ركة ذاته ا ومص لحة حمل ة األس هم وأص حاب المص لحة
اآلخرين ,وفي هذا المجال ترى الباحثة ,انه من األهمية تناول هذا الجانب بمزيد من البحث
والتحليل وذلك من خالل إبراز أهمية حوكمة الشركات في المج االت االقتص ادية ,فض ال عن
أهميتها في المجاالت القانونية وكما يلي :
أوال -األهمية االقتصادية لحوكمة الش ركات ,وتش مل ,أهمي ة الحوكم ة للش ركات ذاته ا ,
حيث ال تعد حوكمة الشركات هدفا في حد ذاته ا ,فهي ال ترتب ط بعملي ات رقابي ة إجرائي ة أو
شكلية وال تمث ل التزام ا دقيق ا بإرش ادات مح دودة أو بمالحظ ة أو مراع اة س لوكيات إداري ة
معينة ,بل إن ما تهدف إلي ه في حقيق ة األم ر ه و تحس ين أداء الش ركات وض مان حص ولها
على األموال وبتكلفة معقولة ,حيث أن هناك عالقة طرديه بين نوعية الحوكمة ودرج ة األداء
االقتصادي للشركة ,فالشركات التي تتمت ع بحوكم ة جي دة تمل ك م دراء بمس تويات عالي ة
الجودة وتتعامل بصورة أكثر شفافية بشكل يوحي لحملة األسهم والمتعاملين اآلخرين معه ا
بالثقة ,ويعمل على تخفيض مخاطر االستثمار وبالنتيج ة تخفيض تكلف ة رأس الم ال ,وتع د
جودة حوكمة الشركات والقابلية على فهم حقوق حملة األسهم ,واحدة من أنظم ة الض بط
ذات األهمية لنجاح االستثمارات في الشركات )24 ( .
و تع د حوكم ة الش ركات ذات أهمي ة أيض ا بالنس بة لحمل ة األس هم والمس تثمرين
المرتق بين ,إذ ت وفر حوكم ة الش ركات ض مان ق در مالئم من الطمأنين ة لحمل ة األس هم
والمستثمرين المرتقبين في تحقيق عائد مناسب على استثماراتهم مع تعظيم قيمة حمل ة
األسهم والمحافظة على حقوقهم والسيما حاملي أقلية األس هم في ظ ل مش كلة الوكال ة
الناشئة عن فصل ملكية الش ركة عن إدارته ا ,إذ ت أتي أهمي ة حوكم ة الش ركات في س د
(مال ك الش ركة ) والوكي ل ( الم دير ) من الفجوة التي يمكن أن تحصل بين األصيل
ج راء رغب ة األخ ير في تب ني الممارس ات ال تي من الممكن أن تحق ق رفاهيت ه الشخص ية
وليس رفاهية حملة األسهم ) 25 ( .
وتمتد أهمية حوكمة الشركات لتشمل أسواق رأس المال ,حيث أن تبني معايير جي دة
لحوكمة الشركات يمكن أن تمتد فوائده إلى أسواق رأس المال ,إذ أن تط بيق تل ك المع ايير
سوف يعزز من كفاءة األسواق ,ويقدم المعلومات المالئمة للمستثمرين لمعرف ة المزي د عن
الشركات وعن أداءها ويدركون في ذات الوقت مستوى تنفيذ إستراتيجيات الشركات وط رق
تحديد المخاطر وكذلك السبل الكفيلة بإدارتها ,وعند ذلك تستطيع أسوق الم ال أن تخص ص
أموال أولئك المستثمرين إلى الشركات الواعدة والتي يتم أدارتها بشكل أفضل ) 26 ( .
وأخيرا تعد حوكمة الشركات ذات أهمية بالنسبة لالقتصاد كله ,إذ إن هناك ارتباطا وثيقا
بين حوكمة الشركات ونظ ام االقتص اد في أي بل د ,فالمش اكل الناجم ة عن ض عف حوكم ة
الشركات ال تعزى فقط إلى فشل االستثمارات ,وإنم ا تمت د إلى ابع د من ذل ك متمثل ة في
ضعف مستويات الثقة العامة في األعمال كلها ,حيث أن المسالة ال تعد مجرد انهيار سمعة
القليل من الشركات أو ضعف االحترام للبعض من مدرائها بل إن المس ألة تش ير إلى فق دان
مصداقية النظام االقتصادي كل ه ,وعلي ه يجب النظ ر إلى تحس ين حوكم ة الش ركات وكأن ه
يمثل كس بًا لكاف ة األط راف ذات الص لة ,فه و يع د كس با للش ركة من خالل تحس ين األداء
وتخفيض تك اليف الحص ول على رأس الم ال ,ويع د كس با لحمل ة األس هم من خالل تعظيم
القيم ة وفي الم دى الطوي ل ,وأخ يرا فه و يع د كس با لالقتص اد الق ومي من خالل النش اط
المستقر والمستمر واألكثر كفاءة للشركات التي تعمل في ظله ) 27 ( .
ثانيًا -األهمية القانوني ة لحوكم ة الش ركات ,وتتمث ل في ق درة المع ايير ال تي تس تند إليه ا
حوكمة الش ركات على الوف اء بحق وق كاف ة األط راف المس تفيدة في الش ركة مث ل حمل ة
األسهم والمقرضين والعاملين وغيرهم ,وتعد الق وانين والمع ايير المنظم ة لعم ل الش ركات
( مثل قوانين الشركات وقوانين األس واق المالي ة والمع ايير المحاس بية والتدقيقي ة) العم ود
الفق ري إلط ار حوكم ة الش ركات ,إذ تنظم تل ك الق وانين و المع ايير العالق ة بين األط راف
المهتمة بالشركة والمعنية باالقتصاد كله ,ويشير Zingalesفي هذا الصدد إلى إن األشكال
المختلفة للعق ود بين كاف ة األط راف المعني ة في الش ركة تمث ل حج ر األس اس في تنظيم
العالقات التعاقدية بينهم بالشكل الذي يعمل على ضمان حقوق كل طرف منهم هذا وت أتي
أهمية حوكمة الشركات من الناحية القانوني ة للتغلب على س لبيات تنفي ذ التعاق دات ال تي
يمكن أن تنتج عن الممارس ات الس لبية ال تي تنته ك ص يغ العق ود المبرم ة أو الق وانين
والقرارات والنظم األساسية المنظمة للشركة ) 28 ( .
وفي المقابل تعد القوانين واألنظمة ص مام األم ان ال رئيس ال ذي يض من حوكم ة جي دة
للشركات كما إن كال من معايير اإلفص اح والش فافية والمع ايير المحاس بية األخ رى يجب إن
تشكل عصب مبادئ حوكمة الشركات ,هذا وق د اق ترحت مؤسس ة التموي ل الدولي ة ()IIF
س نة 2002ب ان يتم إص دار قواع د أو دس اتير لحوكم ة الش ركات Codes Of Corporate
Governanceيمكن أن يتم تضمينها بكل من قوانين أسواق رأس المال والشركات مع ضمان
كفاءة المناخ التنظيمي والرق ابي ,حيث يتع اظم دور أجه زة اإلش راف في متابع ة األس واق
وذلك باالستناد إلى دعامتين هامتين هما اإلفصاح والشفافية والمعايير المحاسبية السليمة
) 29 ( .
يشتمل اإلطار القانوني والرقابي على كافة القوانين واألنظمة والتعليمات وكذلك المعايير
التي تنظم أعمال الشركات المساهمة في العراق فضال عن الهيئات الرقابي ة ال تي تم ارس
إلزاميا أو طوعيا مهام المتابعة واإلش راف عليه ا ( , ) 30ه ذا ويتض من اإلط ار الق انوني أهم
الق وانين واألنظم ة والتعليم ات ذات الص لة ,مث ل ق انون الش ركات رقم ( )21لس نة 1997
المّع دل فض ال عن تعليم ات النظ ام المحاس بي الموح د رقم ( ) 1لس نة , 1985ونظ ام
ممارس ة مهن ة مراقب ة وت دقيق الحس ابات رقم ( )3لس نة ,1999والمع ايير المحاس بية
والتدقيقية الصادرة عن مجلس المعايير المحاسبية والرقابي ة في الع راق ,والق انون الم ؤقت
ألسواق األوراق المالية رقم ( )74لسنة 2004والتعليمات الملحق ة ب ه ,في حين يتض من
اإلط ار الرق ابي مجموع ة التعليم ات واإلج راءات الص ادرة من قب ل هيئ ة األوراق المالي ة في
العراق والجمعية العراقية للمتعاملين باألوراق المالية وكذلك نقاب ة المحاس بين والم دققين
وجمعية مراقبي الحسابات في العراق .
تشرع الكثير من القوانين وأنظمة الشركات المساهمة حقوق حملة األس هم ,والس يما
ما يتصل بالحقوق األساسية لحملة األسهم والمتمثلة بحق حملة األسهم في نقل ملكيتها
إلى مساهمين آخرين أو إلى الغير ,وكذلك ح ق حمل ة األس هم في المش اركة باجتماع ات
الهيئة العامة للشركة المساهمة ومناقشة التقارير المالية وتقرير مراقب الحسابات ,وأخ يرا
ح ق حمل ة األس هم في الحص ول على نص يب من األرب اح المق ّرر توزيعه ا ونص يبهم من
موجودات الشركة عند تصفيتها وقد نصت المادة رقم ( ) 64من قانون الشركات رقم ( ) 21
لسنة 1997المّع دل على حق حملة األسهم في الشركات المساهمة بنقل ملكية األسهم
إلى مساهمين آخرين أو إلى الغير مع مراعاة ما يلي :
* استندت الباحثة في تقييم مستوى مساهمة اإلطار القانوني والرقابي الذي ينظم أعمال
الشركات المساهمة في العراق في إرساء المبادئ العام?ة لحوكم?ة الش?ركات على المب??ادئ
الصادرة عن منظمة التعاون االقتصادي والتنمية في سنة . 2004
ال يجوز للمؤسسين في الش ركات المس اهمة نق ل ملكي ة أس همهم إلى الغ ير إال بع د
مرور سنة واحدة على األقل من تاريخ تأسيس الش ركة ,وتوزي ع أرب اح ال تق ل عن % 5
من رأس المال االسمي المدفوع .
ال يج وز لحمل ة األس هم من القط اع الخ اص نق ل ملكي ة أس همهم إذا ك انت مرهون ة أو
محجوزة بقرار قضائي ,أو إذا كان للشركة دين على األسهم الم راد ملكيته ا ,أو إذا ك ان
من تنتقل إليه ملكية األسهم ممنوعا من تمل ك أس هم الش ركات بم وجب ق انون أو ق رار
صادر من جهة مختصة .
كذلك نصت المادة ( , ) 86والمادة ( ) 88من الق انون نفس ه على ح ق حمل ة األس هم
في المشاركة باجتماعات الهيئ ة العام ة للش ركة ومناقش ة التق ارير المالي ة وتقري ر م راقب
الحس ابات وكاف ة القض ايا األخ رى المدرج ة في ج داول االجتماع ات ,مث ل تع يين م راقب
الحسابات وتحديد أجوره وإقرار نسبة األرباح الواجب توزيعه ا على األعض اء ,وك ذلك تحدي د
مكافآت رئيس وأعضاء مجلس اإلدارة وبما يتناسب والجهد المبذول في إنجاز المهام وتحقيق
الخطط واألرباح ,على أن تعق د اجتماع ات الهيئ ة العام ة م رة واح دة على األق ل ك ل س نة
وتكون دعوة حملة األسهم لحضور تلك االجتماعات عن طريق نشر إعالن ب ذلك في النش رة
وفي صحيفتين يومي تين وفي س وق الع راق لألوراق المالي ة ,وأن يح دد في ال دعوة مك ان
االجتماع وموع ده وأن ال تق ل الم دة بين ت اريخ ال دعوة وموع د االجتم اع عن خمس ة عش ر
يوما ,هذا ويعد التالعب في إعالن اجتماعات الهيئة العامة أو نشر معلومات تتعلق ب ه بغي ة
التأثير على قرارات أعضاء الهيئة عمال مخالفا للقانون .
وم ع أن نص وص الم ادتين أعاله ق د أش ارت ض منيا إلى وج وب تزوي د حمل ة األس هم
بملخصات التقارير المالية وتقري ري اإلدارة وم راقب الحس ابات قب ل ف ترة مناس بة من ت اريخ
انعقاد اجتماع الهيئة العامة ( خمسة عشر يوما ) ,ليتسنى لهم مراجعتها وتوجيه األس ئلة
إلى رئيس وأعضاء مجلس اإلدارة وكذلك م راقب الحس ابات ح ول القض ايا المش كوك فيه ا ,
تعتقد الباحثة عمليا بأن غالبية حملة األسهم ال يحصلون على تلك الملخصات والتقارير التي
تسلم إليهم عادة في مقر الشركة إال قبل أيام قليلة أن لم يكن ذلك في نفس موعد انعق اد
اجتم اع الهيئ ة العام ة ,وبالش كل ال ذي ال ي تيح لهم الفرص ة في المش اركة الفعال ة في
اجتماعات الهيئة العامة ومناقشة القرارات الصادرة في تلك القرارات والموافقة عليها ,وربم ا
يعزى ما سبق إلى ع دم رغب ة الش ركة في إرس ال تل ك المعلوم ات أو ض عف ال وعي ل دى
حملة األسهم بأهمية ذلك .
هذا وتنعقد اجتماعات الهيئة العامة للشركة المساهمة برئاسة رئيس مجلس اإلدارة أو
رئيس لجنة المؤسسين (كم ا ج اء في الم ادة رقم " " 95من ق انون الش ركات رقم " " 21
لسنة 1997المّع دل) وبحضور األعضاء الذين يمتلكون أكثرية األسهم المكتتب بها والمس ددة
أقساطها المستحقة ,وال يحق تجاوز جدول أعمال االجتماعات المذكورة ( كما نص ت الم ادة
" " 89من نفس الق انون ) إال بن اًء على اق تراح ممثلي م ا ال يق ل عن % 10من رأس م ال
الشركة وموافقة غالبية األصوات الممثلة في تلك االجتماع ات ,وللعض و توكي ل الغ ير ( كم ا
نصت الم ادة " " 91من نفس الق انون ) بوكال ة مص دقة للحض ور والمناقش ة والتص ويت في
اجتماعات الهيئة العامة كما يجوز له إنابة غيره من األعضاء لهذا الغرض .
تشير المعاملة المتوازنة لحملة األسهم في الشركات المساهمة إلى تحقيق المساواة
بينهم من حيث حق وق التص ويت على الق رارات األساس ية في اجتماع ات الهيئ ة العام ة
للشركة وحمايتهم من النتائج المترتبة على عملية التداول في المعلومات الداخلي ة أو أب رام
الصفقات غير االعتيادية مع األطراف ذوي العالقة ,وتمكين حاملي أقلية األس هم من ال دفاع
عن انتهاك حقوقهم من قبل المسؤولين في الشركة أو حملة غالبية األسهم .
وفي مجال ممارس ة حق وق التص ويت لكاف ة حمل ة األس هم على الق رارات األساس ية في
اجتماعات الهيئة العامة للشركة ,نصت المادة " " 97من قانون الشركات رقم " " 21لس نة
1997المّع دل على أن يك ون لك ل مس اهم في الش ركة ع دد من األص وات يس اوي ع دد
األسهم التي يمتلكها كما نصت المادة رقم " " 98في نفس الصدد على ما يلي :
يكون التصويت من قبل حملة األسهم في اجتماعات الهيئة العامة علنيا إال في المسائل
الخاصة بانتخاب وإقالة رئيس مجلس اإلدارة أو أي عضو من أعضائه ,وكذلك إذا طلب ذلك
عدد من األعضاء يحملون ما ال يقل عن % 10من األسهم الممثلة في االجتماع أيا كان
الموضوع المراد التصويت بشأنه فيكون التصويت عندئذ سريا .
ال يتخذ قرار تعديل عقد الشركة المساهمة أو قرار زيادة أو تخفيض رأسمالها أو ق رار بي ع
أك ثر من نص ف موجوداته ا في ص فقة تخ رج عن إط ار أعماله ا االعتيادي ة أو ق رار ب دمج
الش ركة أو تحويله ا أو تص فيتها إال على أس اس أص وات األغلبي ة من حمل ة األس هم
المكتتب بها والتي تم تس ديد أقس اطها المس تحقة م ا لم يتطلب عق د الش ركة نس بة
أعلى من ذلك .
يحق لحملة % 5من أسهم الشركة ( حسب ما جاء في نص الم ادة " " 100من ق انون
الش ركات الم ذكور ) االع تراض على الق رارات الص ادرة في اجتم اع الهيئ ة العام ة ل دى
مسجل الشركات خالل سبعة أيام من تاريخ اتخاذها في االجتماع المذكور .
هذا ويلزم اإلطار القانوني في العراق وبهدف حماية حمل ة األس هم من تض ارب المص الح
ومن س وء تص رف مس ؤولي الش ركات وم الكي غالبي ة األس هم فيه ا والمس يطرين على
شؤونها فعليا ,كال من أعضاء مجلس اإلدارة والم دراء التنفي ذيين في الش ركات المس اهمة
باإلفص اح عن المع امالت أو الص فقات أو األم ور األخ رى ال تي يتم إبرامه ا م ع األط راف ذوي
العالقة في التقرير السنوي لمجلس اإلدارة ,حيث نصت الفق رة أوال من الم ادة " " 134من
قانون الشركات رقم " " 21لسنة 1997المّعدل على تضمين تقري ر مجلس اإلدارة بالبيان ات
التفصيلية حول نشاط الشركة باألخص العقود المهمة التي أبرمتها الش ركة واألعم ال ال تي
حققت مصالح من يملكون % 1oأو أكثر من أس هم الش ركة وأعض اء مجلس اإلدارة والم دير
المفوض للشركة ,وحققت كذلك مصالح عوائلهم ومصالح الكيانات ال تي تخض ع لس يطرتهم
وأية مصالح أخرى تجعل من أي معاملة صفقة مع طرف صاحب عالقة ,وذلك بموجب مع ايير
المحاسبة الدولية وبالقدر المسموح به لتطبيق تلك المعايير في العراق .
ك ذلك أوص ت القاع دة المحاس بية المحلي ة رقم " " 6بش أن اإلفص اح عن المعلوم ات
المتعلقة بالبيانات المالية والسياسات المحاسبية ب أن يتم تض مين التق ارير الس نوية إلدارة
الش ركة بالمعلوم ات ذات الص لة بالمن افع أو المص الح ال تي تحققت ألعض اء مجلس اإلدارة
والتنفيذيين في الشركة أو لذويهم إلى حد الدرجة الثانية من كافة أنواع التعامل والتعاقد بما
في ه ال بيع والش راء وتق ديم الخ دمات من وإلى الش ركة أو وج ود أي ة ترتيب ات موض وعة
لمس اعدتهم أو ل ذويهم للحص ول على األس هم ,ك ذلك يجب اإلفص اح عن أس ماء حمل ة
األسهم الذين يملكون % 5أو أكثر من رأسمال الش ركة ,كم ا اعت برت الفق رة ثالث ا ال واردة
في القسم العاشر من القانون المؤقت لسوق األوراق المالية رقم " " 74لسنة , 2004أنه
من غير الق انوني لش خص م ا أو مجموع ة متحالف ة من األش خاص إذا م ا حص لوا أو ح اولوا
الحص ول على نس بة أك ثر من % 30من األس هم ألي ة ش ركة مس اهمة لغ رض ممارس ة
السيطرة العملية على شؤون تلك الشركة م ا لم يل تزم ه ذا الش خص أو أولئ ك األش خاص
بتعريف أنفسهم وكشف ما بحيازتهم إلى السوق أو إلى الهيئة المش رفة علي ه ,فض ال عن
ض رورة اإلفص اح عن م ا يملك ه الح ائزين على األس هم وبم ا يتج اوز % 10من األس هم
المطروحة للتداول .
ه ذا ولم يتن اول ق انون الش ركات رقم " " 21لس نة 1997المّع دل موض وع الت داول في
المعلومات الداخلية بشكل محدد ,كما لم تتضمن قواعد إدراج أسهم الش ركات المس اهمة
للتداول في سوق العراق لألوراق المالية أية إجراءات بشأن اإلفصاح عن معلوم ات المطلعين
على المعلوم ات واألس رار الداخلي ة لتل ك الش ركات واآللي ات ال تي يمكن تطبيقه ا من قب ل
حاملي أقلية األسهم للتعويض عن انتهاك حقوقهم فيه ا ,األم ر ال ذي يؤك د حس ب اعتق اد
الباحثة أن ال وجود لمؤشرات تضمن المعامل ة المنص فة والعادل ة لص غار حمل ة األس هم في
الشركات المساهمة .
.3حقوق أصحاب المصلحة اآلخرين في الشركة
لم يتناول اإلطار الق انوني والرق ابي في الع راق حق وق أص حاب المص لحة اآلخ رين في
الشركة والمدى الذي يسمح لهم بتملك جزء من األسهم أو الحصول على نسبة معين ة من
األرباح ,وكذلك االطالع على العمليات األساسية في الشركة أو المشاركة في إدارتها ,عدا
ما أشارت إليه الفقرة ثالث ا من الم ادة الرابع ة من ق انون الش ركات رقم " " 21لس نة 1997
المّعدل بشأن حق وق ال دائنين في الش ركة حيث أك دت على ع دم ج واز ممارس ة س لطة
التصويت أو أية سلطات أخرى من قبل مالكي رأس مال الشركة وبالش كل ال ذي ي ؤدي إلى
قيام تلك الشركة بأعمال أو موافقتها على أعمال من شأنها تعريض حق وق ال دائنين للخط ر
نتيجة سحب رأس مال الشركة أو نقل موجوداتها عندما يكون إعسار الشركة وشيك الوق وع
أو عندما يحظر القانون ذلك ,فض ال عم ا ج اءت ب ه القاع دة المحاس بية المحلي ة رقم " " 6
بش أن اإلفص اح عن المعلوم ات المتعلق ة بالبيان ات المالي ة والسياس ات المحاس بية ,حيث
أشارت إلى أهمية اإلفصاح في التقرير السنوي لإلدارة عن أثر نشاطات الش ركة على حي اة
المجتمع واالقتصاد الوطني ومدى مساهمتها في توف ير وتحس ين ظ روف أس اليب العم ل ,
وكذلك التدابير واإلجراءات المتخذة من قبل الشركة للحفاظ على سالمة البيئة .
تناول اإلط ار الق انوني والرق ابي في الع راق جانب ا من المتطلب ات األساس ية لإلفص اح
والش فافية ال واجب االل تزام به ا أو مراعاته ا من قب ل الش ركات المس اهمة ,كم ا ج اء في
تعليم ات النظ ام المحاس بي للش ركات رقم " " 1لس نة 1985وال تي أك دت على أهمي ة
اإلفصاح في التقارير المالية للشركات ومنها الشركات المساهمة وألزمتها بما يلي :
إعداد الكش وفات التحليلي ة المرافق ة للتق ارير المالي ة األساس ية ,وإب راز أهمي ة التقري ر
السنوي لإلدارة وما يتضمنه من معلومات مكملة للمعلومات الواردة في التق ارير المالي ة ,
ومن بينها نبذة مختصرة عن الش ركة وعن أه دافها األساس ية وبي ان طبيع ة النش اطات
ال تي أنجزته ا الش ركة خالل الس نة وأي ة مص لحة فيه ا ل رئيس أو أعض اء مجلس اإلدارة
والهيئات التنفيذية .
التأكيد على أهمية دور مراقب الحسابات في أبداء رأيه بشأن عدالة وصحة م ا تع بر عن ه
التقارير المالية للشركات وذلك في تقريره الذي حددت مضامينه بموجب ه ذه التعليم ات
فضال عن تصوير نموذج لما يجب أن يكون عليه هذا التقرير بما يكفل التأكي د على أهمي ة
اإلفصاح والش فافية والكش ف عن أي ة معلوم ات من ش أنها أن ت ؤثر على نت ائج األعم ال
والمركز المالي للشركات المعنية .
فضال عما جاءت به القاعدة المحاسبية رقم " " 6بشأن اإلفصاح عن المعلومات المتعلقة
بالبيانات والسياس ات المحاس بية وال تي تض منت إط ارا عام ا لم ا ينبغي اإلفص اح عن ه في
التق ارير المالي ة ومكمل ة في ذات ال وقت لمتطلب ات اإلفص اح األخ رى ال واردة في القواع د
المحاس بية ال تي أص درها أو سيص درها مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة في الع راق
مس تقبال ,حيث ق دمت القاع دة المحاس بية رقم " " 6مجموع ة من المب ادئ واألحك ام
األساسية التي ينبغي للش ركات مراعاته ا عن د تلبي ة متطلب ات اإلفص اح ال واردة فيه ا ,من
بينه ا أهمي ة أن تكش ف التق ارير المالي ة للش ركات والمعلوم ات الملحق ة به ا كاف ة األم ور
والقضايا المادية والمؤثرة في قناعات وتقييمات وقرارات مستخدميها ,وأن تعد بطريق ة يمكن
بوساطتها إزالة أي لبس أو سوء فهم أو غموض لدى أولئك المستخدمين بم ا يع زز وبش كل
ض مني متطلب ات اإلفص اح والش فافية ال واجب توفيره ا في التق ارير المالي ة للش ركات
والمعلوم ات األخ رى ذات الص لة .ه ذا وق د ش ملت متطلب ات اإلفص اح ال واردة في القاع دة
المحاسبية رقم " " 6على ما يلي :
وتعد متطلبات اإلفصاح الواردة ضمن قواعد إدراج أسهم الشركات المساهمة للتداول في
سوق العراق لألوراق المالية الواردة ضمن نصوص الق انون الم ؤقت ألس واق األوراق المالي ة
رقم ( )74لسنة 2004والتعليمات الملحقة به ,خطوة أولية باتجاه تعزيز اإلفصاح والش فافية
في السوق المالية والشركات المساهمة المدرجة فيه ا فض ال عن اإلج راءات ال تي تتخ ذها
هيئ ة األوراق المالي ة في الع راق بح ق الش ركات المس اهمة المدرج ة في الس وق وغ ير
الملتزمة بمتطلبات اإلفصاح والشفافية والتي قد تصل أحيانا إلى حد فرض العقوبات الجزائي ة
بحق المسؤولين في تلك الشركات ,وبالرغم من ذلك تعتقد الباحثة ب أن متطلب ات اإلفص اح
والش فافية ال ت رقى إلى المس توى المطل وب ,إذ أن هن اك الكث ير من المعلوم ات األخ رى
الواجب اإلفصاح عنها من قبل الشركات المساهمة والسيما تلك المدرجة في سوق الع راق
لألوراق المالية ( ) ISXومنها :
وتالفي ا للقص ور الن اتج عن ع دم االتف اق ح ول ماهي ة المع ايير المحاس بية والتدقيقي ة
المالئمة ,فقد تن اول اإلط ار الق انوني والرق ابي في الع راق المقوم ات الموض وعية والذاتي ة
لمهن ة الت دقيق ,وال تي تتطلب المحافظ ة على مس توى علمي معين يجب أن يص ل إلي ه
المدقق قبل السماح له بمزاولة المهنة ,فضال عن توف ير مس توى مه ني ناض ج يتمث ل في
الكف اءة والخ برة المتم يزة إلى ج انب المس توى العلمي ,ويمث ل م ا س بق المقوم ات
الموضوعية التي تحددها القوانين واألنظمة التي تصدرها الجه ات ذات العالق ة ,مث ل ق انون
الشركات رقم " " 21لسنة 1997المّعدل الذي أقر بتعيين مراقب الحس ابات وتحدي د أج وره
من قبل الهيئة العامة في الشركات المساهمة ( حسب ما جاء في نص المادة " " 133من
القانون المذكور ) ومسائلته عن صحة البيانات الواردة في تقري ره بوص فه وكيال عن الش ركة
في المراقب ة وت دقيق حس اباتها ( حسـب م ا ج اء في نـص المـادة " " 137من ق انون
الشركات أعاله ) ,وكذلك نظام ممارسة مهن ة مراقب ة وت دقيق الحس ابات رقم ( ) 3لس نة
, 1999والذي أكد على أهمية توافر المؤهالت العلمية والخبرات المهنية لمراقبي الحسابات
قبل السماح لهم بممارس ة مه امهم في الش ركات الخاض عة للت دقيق ( كم ا ج اء في نص
الم ادة الس ابعة من ه ذا النظ ام ) ,فض ال عن أهمي ة ال تزام مراق بي الحس ابات بقواع د
السلوك المه ني والمع ايير الرقابي ة الص ادرة عن مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة في
العراق ,وحظر تق ديم الخ دمات غ ير التدقيقي ة كم ا ج اء في الم ادة الثاني ة عش ر من ه ذا
النظ ام ) ,وك ذلك االل تزام بالض وابط الموض وعة من قب ل مجلس المهن ة وذات الص لة بن وع
وحجم األعمال التي يمارسونها واألتعاب التي يتقاضونها لقاء الخدمات التدقيقي ة ( كم ا ج اء
في المادة عاشرا من هذا النظام ) .
فض ال عن أدل ة الت دقيق الص ادرة عن مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة الع راقي ,
والس يما دلي ل الت دقيق رقم " " 3بش أن المع ايير األساس ية للت دقيق وال ذي يع د وص فا
للمعايير األساسية ال تي يجب على م راقب الحس ابات أن يل تزم به ا لض مان تحقي ق أعلى
مستويات األداء المهني المطلوبة وتحديد مسؤولياته المهنية ,ومن بين المع ايير ذات الص لة
ما يرتبط بالمعايير العامة التي تؤك د على أن يك ون م راقب الحس ابات م ؤهال علمي ا ومهني ا
لكي يتمكن من أداء واجبه المهني وفقا لما متوقع من ه فض ال عن وج وب اس تقالل م راقب
الحسابات وتجنب وجود المنفعة بينه وبين الجه ات ال تي يق وم بت دقيقها ,كم ا أن إج راءات
التدقيق التي ينبغي عليه أتباعها تستلزم اتخاذ موقف مستقل في تفك يره ال ذهني وبعي دا
عن أية مؤشرات قد تنعكس سلبا في نوعية عمله وأحكامه الشخصية .
أما المقومات الذاتية لمهنة التدقيق في الع راق وال تي تض من المحافظ ة على مس توى
خلقي راق يح دد للم دقق نوع ا من االل تزام في س لوكياته المهني ة تج اه الغ ير من ذوي
العالق ة ,فق د تمثلت في ال تزام الم دققين بقواع د الس لوك المه ني ال تي أص درتها نقاب ة
المحاسبين والمدققين مسترشدة في ذلك بقواعد السلوك المه ني المطبق ة في المعاه د
البريطانية واألمريكية ,فضال عن التزام أولئك المدققين بمض امين المع ايير األخالقي ة ال واردة
ضمن المعايير األساسية للتدقيق الصادرة من قبل مجلس المعايير المحاسبية والرقابي ة في
الع راق بم وجب دلي ل الت دقيق رقم " " 3وال ذي يس تلزم من م راقب الحس ابات أن يك ون
مستقيما ونزيه ا ومخلص ا في أداء عمل ه المه ني وأن يت وخى العدال ة ويك ون محاي دا عن د
تكوين انطباعاته وإعطاء الرأي ,وأن يكون استقالله حقيقة ومظهرا وغير مرتبطا بأي ة مص لحة
أو ضغوط تن ال من تج رده ,فض ال عن أهمي ة أن يك ون م راقب الحس ابات أمين ا على أس رار
مهنته ومحافظا على المعلومات التي تتوفر لديه خالل عمله وأن ال يب وح به ا إلى أي ة جه ة
إال في الحاالت التي تستدعيها مقتضيات القانون أو متطلبات اإلفصاح المهنية .
عالوة على م ا س بق تق وم جمعي ة مراق بي الحس ابات العراق يين بمه ام تط وير مهن ة
الت دقيق في الع راق واالرتق اء به ا بم ا يض من توض يح مس ؤوليات الم دققين في الع راق
وتفهمهم لل دور ال ذي يجب ممارس ته في مج ال تط وير المهن ة ووض ع وتط وير معاييره ا
مس تمدة ذل ك من األه داف المعتم دة في تأسيس ها وال تي تتمث ل برف ع مس توى األداء
العلمي والمهني لمراقبي الحسابات في العراق عن طريق عقد المؤتمرات والندوات العلمية
وإصدار النشرات والمطبوعات ذات الصلة فضال عن مراقب ة حس ن تنفي ذ األعض اء ألعم الهم
بالمستوى العلمي الالئق ووضع الضوابط الالزمة لذلك ,وكذلك وضع الضوابط واإلشراف على
تدريب مراقبي الحسابات تحت التمرين .
وبالرغم مما ج اء في أعاله ,تعتق د الباحث ة إن التس اؤالت م ا زالت قائم ة بش أن كفاي ة
المعايير المحاسبية وأدلة التدقيق المحلية ومستوى التزام الشركات المس اهمة بمتطلب ات
اإلفصاح والشفافية ,فضال عن كفاية اإلجراءات الالزمة لضمان استقاللية مراق بي الحس ابات
في العراق ومستوى التزامهم بالمعايير المهنية الصادرة عن الجه ات ذات الص لة ,ومس توى
اإلفصاح عن أتعابهم عن األعمال التدقيقية وغير التدقيقية في التقارير السنوية لإلدارة .
تشرع قوانين وأنظمة الشركات المساهمة الكثير من القضايا ذات الصلة بمجلس اإلدارة ,
والس يما م ا يرتب ط بهيك ل وتش كيلة مجلس اإلدارة والكيفي ة ال تي يتم بوس اطتها اختي ار
األعض اء والمه ام األساس ية ال تي تن اط بهم ,فض ال عن دور المجلس في اإلش راف على
اإلدارة التنفيذية لتلك الشركات ,وعلى الرغم مما تضمنته نصوص وأحكام المواد ال واردة في
قانون الشركات رقم ( ) 21لسنة 1997المعدل بشأن تشكيل مجلس اإلدارة في الشركات
المساهمة العراقية وتحديد المسؤوليات والمهام التي يجب أن تناط بأعضائه ,تعتقد الباحث ة
بان هناك الكثير من القضايا ذات الصلة التي لم يتطرق إليها القانون المذكور منها :
الفص ل بين مهم ة اإلش راف ومهم ة اإلدارة ض من هيك ل مح دد لمجلس اإلدارة يض من
التحدي د الواض ح لمه ام ومس ؤوليات ك ل من األعض اء التنفي ذيين وغ ير التنفي ذيين في
المجلس س واء تم ذل ك وفق ا لهيك ل مرك زي ذي مس توى واح د لمجلس اإلدارة يض من
الفص ل الحقيقي بين مجلس اإلدارة واإلدارة التنفيذي ة ,أو وفق ا لهيك ل ثن ائي ذي
مس تويين لمجلس اإلدارة يمث ل المس توى األول المجلس اإلش رافي في حين يمث ل
المستوى الثاني المجلس التنفيذي .
التحدي د الواض ح لمفه وم ومتطلب ات وش روط اس تقاللية أعض اء مجلس اإلدارة أو البعض
منهم وكذلك اس تقاللية أعض اء اللج ان التابع ة لمجلس اإلدارة ( لجن ة الرقاب ة والت دقيق
الم الي ,ولجن ة األج ور ) ع دا م ا أش ارت إلي ه الم ادة " " 119من الق انون بش أن ع دم
الس ماح ل رئيس وأعض اء مجلس اإلدارة باالنتف اع من أي ة مص الح لهم مباش رة أو غ ير
مباشرة في صفقات أو عقود تبرم مع الشركة إال بعد الحصول على موافقة الهيئة العام ة
في الشركة والكشف عن طبيعة هذه المصالح ومداها ,كم ا ال يس مح ل رئيس أو أعض اء
مجلس اإلدارة اإلدالء بأصواتهم أو المشاركة في أبرام ما تكون لهم في ه مص لحة مباش رة
أو غير مباشرة من دون الكشف عن ذلك والتصريح بطبيعته ومدى هذه المصلحة لألعضاء
اآلخرين غير المس تفيدين والحص ول على موافق ة أغل بيتهم ,فض ال عن م ا أش ارت إلي ه
الفقرة ثامن ا ( ب ) من الم ادة " " 117من الق انون بش أن ع دم الس ماح ألي من أعض اء
اللجان التابعة لمجلس اإلدارة ( الرقابة والتدقيق المالي ولجنة األجور ) ب أن يك ون موظف ا
رسميا أو مساهما في الشركة تتجاوز أسهمه فيها % 10من إجمالي أسهم الش ركة ,
كما يجب أن ال يكون مرتبطا بأي منهم بصلة القرابة المباش رة أو عن طري ق ال زواج أو من
خالل مصلحة شخصية أو اقتصادية لدرجة قد تؤدي إلى التأثير على حياد قراراته .
تحدي د أعض اء مجلس اإلدارة من غ ير التنفي ذيين والق ادرين على ممارس ة األحك ام
المس تقلة للمه ام ال تي يوج د فيه ا احتمالي ة لتع ارض المص الح ,وك ذلك تحدي د ع دد
ومؤهالت أعضاء اللجان التابعة لمجلس اإلدارة وخبراتهم ,والسيما في المج االت المالي ة
والمحاسبية ,فضال عن التحديد الواض ح لمه ام وواجب ات تل ك اللج ان ومض امين التق ارير
التي تقدمها دوري ا إلى مجلس اإلدارة ,وي ذكر ب أن الق انون أعاله لم يل زم مجلس اإلدارة
بتشكيل لجنة للتعيين ات والحوكم ة وال تي تع د مس ؤولة عن ترش يح الم ؤهلين للتق دم
النتخابات المجلس ورقابة جميع القضايا ذات الصلة بالحوكمة .
الوصف الش امل والمح دد لمه ام وواجب ات رئيس وأعض اء مجلس اإلدارة بم ا فيه ا رقاب ة
ومعالج ة ح االت التع ارض المحتمل ة لإلدارة وأعض اء مجلس اإلدارة وحمل ة األس هم
والمتض منة س وء اس تخدام الموج ودات والص فقات التجاري ة م ع األط راف ذوي العالق ة ,
وضمان نزاهة األنظمة المحاسبية وأنظم ة إع داد التق ارير المالي ة والتدقيقي ة المس تقلة
ومالئمة أنظمة الرقابة الداخلية والسيما أنظمة إدارة المخاطر والرقابة المالية والتشغيلية
ومدى االنسجام مع الق وانين والمع ايير ذات الص لة ,فض ال عن مه ام التق ييم المس تقل
ألداء أعض اء مجلس اإلدارة واللج ان التابع ة ل ه واإلش راف على فعالي ة إج راءات حوكم ة
الشركة واتخاذ التعديالت إذا تطلب األمر .
الخالصة والمقترحات
يعد تبني مفهوم حوكمة الشركات المساهمة في العراق ,أمرا ضروريا لمواجهة حاالت
الفساد المالي والمحاسبي ,والسيما ما يتصل بإعداد التقارير المالية الشفافة وإتباع معايير
ذات جودة عالية في مجال القياس واإلفص اح المحاس بي ,وك ذلك التحدي د الواض ح لحق وق
حملة األسهم في الشركات العراقية وحقوق اآلخرين من أص حاب المص لحة ,والمس ؤوليات
الملقاة على عاتق مجلس اإلدارة وكبار التنفيذيين فيها ,فضال عن تخفيض عملي ات الت داول
ال داخلي في المعلوم ات ودعم اس تقاللية مراق بي الحس ابات وتعزي ز مس توى انس جام
المعالجات المحاسبية المطلوبة وفق ا للنظ ام المحاس بي الموح د م ع المع ايير المحاس بية
الدولية .
هذا ويستوجب تبني مفهوم حوكمة الشركات في العراق وتطبيق مجموعة من المبادئ
ذات الص لة ,إج راء مراجع ة تحليلي ة لإلط ار الق انوني والرق ابي ال ذي يحكم نش اطات تل ك
الشركات ,لتحديد مستوى مساهمته في إرساء تلك المبادئ والكشف عن مجاالت القص ور
ذات الصلة ,هذا وقد كشفت الدراسة التحليلية ال تي أجرته ا الباحث ة في ه ذا المج ال عن
البعض من أوجه القصور في مجاالت عدي دة من بينه ا حق وق حمل ة األس هم في الش ركات
المس اهمة ,فيم ا يتص ل بمس توى حض ورهم إلى االجتماع ات الس نوية للهيئ ة العام ة
وتزويدهم بالمعلومات الضرورية التي ترتبط بجداول إعمال تلك االجتماعات وملخصات التقارير
المالية وتقريري مراقب الحسابات وإدارة الش ركة ,وأي ة معلوم ات أخ رى ق د يك ون له ا أث را
مهما فيما يتخذونه من قرارات بشأن مستقبل اس تثماراتهم في تل ك الش ركات ,فض ال عن
قص ور مس توى مس اهمة اإلط ار الق انوني والرق ابي في إرس اء أس س المعامل ة المتوازن ة
لحمل ة األس هم ومنهم على وج ه الخص وص ح املي أقلي ة األس هم ,وال س يما م ا يتص ل
باألحكام ذات الصلة بتجنب حاالت التعارض في المص الح وحظ ر عملي ات الت داول ال داخلي ,
عالوة على أوجه القص ور األخ رى والمرتبط ة بمتطلب ات اإلفص اح والش فافية وإتب اع المع ايير
المحاس بية والتدقيقي ة المالئم ة لمواجه ة التغي يرات الجدي دة في البيئ ة المحيط ة بتل ك
الشركات ,والحاجة إلى التحديد الواض ح لمفه وم ومتطلب ات وش روط االس تقاللية لك ل من
أعضاء مجلس اإلدارة فيها وكذلك أعضاء اللج ان التابع ة إلى المجلس ,واس تقاللية مراق بي
الحسابات وحظر تأدية األعمال والخدمات غير التدقيقية إلى الشركات الخاضعة للتدقيق .
وفي ضوء ما سبق تقترح الباحثة تشكيل لجنة عم ل مس تقلة في حوكم ة الش ركات ,
تتك ون من الخ براء والمختص ين من األك اديميين والمهن يين وممثلين عن القط اعين الع ام
و الخاص في العراق ,بهدف زيادة الفهم بقضايا حوكمة الشركات وإنج از التغي يرات المطلوب ة
في مختلف المجاالت ووفقا لما يلي :
أوال :المجاالت المحاس بية والتدقيقي ة :حيث يتم تكلي ف لجن ة فرعي ة في ه ذه المج االت
تأخذ على عاتقها إنجاز مجموعة من المهام وبالشكل الذي يعزز القضايا ذات الص لة بحوكم ة
الشركات من المنظور المحاسبي والتدقيقي وذلك من خالل :
مراجعة القوانين واألنظمة والتعليمات ذات الصلة واقتراح التغييرات الالزمة بما ينسجم مع
المبادئ العامة لحوكمة الش ركات مث ل ق انون الش ركات رقم ( )21لس نة 1997المع ّذ ل
والق انون الم ؤقت لألس واق المالي ة رقم 74لس نة 2004والنظ ام المحاس بي الموح د
والتعليمات الملحقة به .
إج راء تق ييم ش امل ألداء مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة في الع راق لتحدي د
المجاالت التي تستوجب التغيير مثل جه ة ارتب اط المجلس والجه ات الممثل ة حالي ا في
عض ويته ومس توى مس اهمتها في إنج از أعم ال المجلس ونجاحه ا ,فض ال عن
المستلزمات األساسية المالية وغير المالية ال تي يجب أن تت وافر ل دى المجلس لض مان
وتعزيز استقالليته .
التوصية باعتماد المعايير المحاسبية والتدقيقية الدولية بصفة إلزامية أو اختياري ة اس تنادا
إلى نتائج المراجعة التي من المف ترض أن تق وم به ا اللجن ة لك ل من الق وانين واألنظم ة
والتعليمات كما في أعاله وكذلك نت ائج تق ييم أداء مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة
العراقي .
ثاني ا :المج االت القانوني ة والتنظيمي ة ,وذل ك من خالل تش كيل لجن ة فرعي ة في ه ذه
المجاالت تأخذ على عاتقها ما يلي :
اقتراح التعديالت على ق انون الش ركات رقم ( ) 21لس نة 1997ليش تمل على الفق رات
اإلض افية ذات الص لة بتقوي ة حق وق حمل ة األس هم العراق يين ,والس يما ح املو أقلي ة
األسهم ,فضال عن تحديد حقوق حملة األسهم األجانب بما ينسجم مع متطلب ات ق انون
االستثمار العراقي الصادر سنة . 2006
دراس ة التوص يات والمقترح ات ال تي تق دمها لجن ة المحاس بة والت دقيق بش أن إج راء
التع ديالت ذات الص لة على الق وانين واألنظم ة والتعليم ات وتب ني المع ايير الدولي ة
للمحاسبة والتدقيق ,فضال عن اقتراح القوانين األخرى ذات الصلة باإلفالس ونزع الملكية
وغيرها من القوانين ,وعرضها على الجهات المعنية والتوصية بالمص ادقة عليه ا من قب ل
تلك الجهات .
هوامش البحث
Spivey, Stephen ," Corporate Governance & The Role of Government " , ) 1 (
. International Journal of Disclosure & Governance , Vol.1 , No. 4 , Seb . , 2004 , p.310
المؤتمر العلمي المه ني," " أين يقف األردن من التحكم المؤسسي, نعيم, ) خوري5 (
.10 -7 , 2003 , جمعية المحاسبين القانونين األردنيين, الخامس
Gillibrand , Michael ," New Frontiers for Corporate Governance in 2004 & ) 7 (
. Beyond " , Corporate Governance Journal , Vol. 4 , Issue No. 1, Jan. , 2004 , p. 7-8
جمعي ة- كلمة افتتاحية لفعاليات المؤتـمر العلمي المه ني الخامـس, محمد, ) البشير8 (
مجل ة," " التحكم المؤسس ي واس تمرارية المنش أة,المحاس بين الق انونيين األردن يين
. 6 , , 2003 56-57 العدد, المدقق
حوكمة الشركـات " المفـاهيـم – المبـادئ – التجـارب, طـارق عبد العال, ) حماد9 (
. 9 , 2005 , مصر, الدار الجامعية, " تطبيقات الحوكمة في المصارف
Committee for Corporate Governance of listed Companies " , Report & ) 14(
Code of Conduct " , ( Preda Report ) Oct ., 1999, par. 1.2 . < www . borsaitalia . it
>
Turnbull , Shann ,"Corporate Governance : lt's Scope , Concerns & Theories " , ) 16(
Corporate Governance : An International Review Black Wood , Oxford , Vol. 5 ,
.No. 4 , 1997 , p. 184
Armstrong , Philip ,"In The Corporate Social Responsibility Forum" , www . Csr )18(
. forum . com
Demb , A & Neubauer , F. F. ," The Corporate Board :Confronting the Paradoxes )19(
.", Long Range Planning , Vol. 25 , No. 3 , 1992 , p. 10
Shleifer , Andrei & Vishny , Robert , " Asurvey of Corporate Governance ", ) 20 (
. The Journal of Finance ,Vol. LII, No. 2 , June , 1997 , p. 37
" معايـير اإلفص اح في الق وائم المـالـية الخاص ة بالبـنوك بين, عصام فهد, ) العربيد21 (
, المؤتـمر العلـمي المهـني الخ امس, " الـتحكم المـؤسسي ورقاب ة البنـك المـركزي
. 10 , 2003 , جمعية المحاسبين القانونيين األردنيين
Organization for Economic Cooperation & Development (OECD) Ad Hoc Task ) 22(
Force on Corporate Governance ," OECD Principles Corporate Governance ". 2004 ,
> p. 10 < www . oecd org / daf / governance / principles . htm
Wheelen , Thomas L . & Hunger , David J., Strategic Management & Business ) 25(
. Policy Concepts , Pearson Education , Inc. , 2004 , p. 30
(Stein , Bob , " Effective Governance : Are We There Yet " ? Cross Currenst ,The ) 26
Magazine for Financial Services Executives , Issue No. 17 , Spring , 2004 , p. 4-5 .
. Ernst & young LLP , www. ey - com
( ) 27ميللستاين ,ابرام " ,دور مجالـس اإلدارة والمسـاهـمين في حوكمة الشركـات " ,
من كتـاب حوكم ة الش ركات في الق رن الح ادي والعش رين ,مرك ز المش روعات الدولي ة
الخاصة ,واشنطن ,الطبعة الثالثة. 32 , , 2003
( Institute of International Finance ( IIF ) , Equity Advisory Group , " Policies of ) 29
Corporate Governance & Transparency in Emerging Markets " , Feb ., 2002 , p. 3-
.4
( ) 30قانون الشركات رقم ( ) 21لسنة 1997المعّد ل ,و الق انون الم ؤقت ألس واق األوراق
المالية رقم ( ) 74لسنة , 2004و نظام ممارسة مهنة مراقبة وتدقيق الحسابات رقم ( ) 3
لسنة , 1999و تعليمات النظام المحاسبي رقم ( ) 1لس نة , 1985والمع ايير المحاس بية
وأدل ة الت دقيق الص ادرة عن مجلس المع ايير المحاس بية والرقابي ة في الع راق ,والنظ ام
الداخلي لجمعية مراقبي الحسابات في العراق لسنة . 1992