Professional Documents
Culture Documents
net/publication/328102993
CITATIONS READS
0 4,195
1 author:
Fakher Buferna
University of Benghazi
10 PUBLICATIONS 99 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Fakher Buferna on 05 October 2018.
خالصة الدراسة:
بالرغم من الجدل القائم حول التطور المالى والتطور االقتصادى من حيث اسبقية حدوث اي منهما قبل حدوث االخر،
اال ان االدب المالى يظهر ان تطور النظام المالى له تأثير ايجابى كبيرعلى النمو والتطور االقتصادى ،وان الخدمات
المتعددة التى يوفرها النظام المالي مثل إعادة تخصيص رأس المال لالستخدامات االقتصادية ذات العوائد المرتفعة لها
الدور األبرزفي التطور والنمو االقتصادى للدولة.
تحاول هذه الورقة أن تسلط الضوء على واقع النظام المالي في ليبيا والمتطلبات الرئيسية إلعادة هيكلة هذا النظام،
استنادا ً إلى تجارب الدول األخرى والقوانين الليبية السارية ،من اجل الخروج بتصور لقانون خاص بإعادة هيكلة
النظام المالي في ليبيا .كما تحاول هذه الورقة أن تسلط الضوء على أهم القوانين المنظمة للنظام المالي من اجل اقتراح
بعض التعديالت واإلضافات التي تمكن من إعادة هيكلة النظام المالي في الدولة وتحديدا ً قطاع الشركات والمصارف.
بينت نتائج هذه الدراسة أن النظام المالي في ليبيا يحتاج إلي عدة إصالحات هيكلية وتنظيمية وتشريعية منها ما هو
متعلق بإعادة هيكلة قطاع المصارف والشركات ومنها ما هو متعلق بتطوير وتعديل بعض القوانين السارية .لقد بينت
النتائج أن قانون مؤقت إلعادة هيكلة قطاع الشركات والمصارف قد يكون مطلوبا ً ومفيداً في هذه المرحلة التي تعاني
فيها المصارف والشركات بشكل مترابط من ارتفاع نسب الديون المتعثرة في ميزانياتها العمومية .بينت النتائج أن
قانون إعادة الهيكلة قد يتضمن تأسيس بعض الهيئات التي تعمل على تنفيذ إعادة الهيكلة وكذلك تقديم بعض الحوافز
الضريبية للشركات التي تلتزم بإعادة الهيكلة وإعفاء عمليات االندماج المتوقعة من الضرائب التي قد تتولد عنها.
أظهرت نتائج الدراسة كذلك أن هناك حاجة إلي إعادة التوازن للنظام المالي وتخفيف االعتماد على النظام المصرفي
في توفير التمويل لألنشطة االقتصادية وذلك من خالل اقتراح بعض التعديالت على التشريعات المنظمة لعمل السوق
المالي والهيئات الرقابية واإلشرافية المتعلقة بنشاط تداول األوراق المالية.
1
النظام المالي في ليبيا :الواقع ومقترحات اإلصالح
0-1مقدمة
تعاني األنظمة المالية في الدول النامية عموما ً من هيمنة القطاع المصرفي والتمويل عن طريق الديون على أسواق
رأس المال التي توفر التمويل عن طريق الملكية وذلك ،كما يقول ) ،Caprio and Honohan (2005بسبب عدم
تطور البني ة التحتية للنظام المالي والتي تتضمن عدم توفر البيانات المناسبة عن الفرص االستثمارية وتخلف نظم
وإجراءات المحاسبة والمراجعة وكذلك ضعف وتخلف البيئة التشريعية للنظام المالي .ويضيف Caprio and
) Honohan (2005أن ضعف البنى التحتية المعلوماتية للنظام المالي يصب في صالح التمويل المصرفي حيث
تلعب العالقات الشخصية الدور االبرز فى الحصول على الديون.
تحاول هذه الورقة دراسة واقع النظام المالي في ليبيا ومصادر التمويل التي يوفرها هذا النظام لألنشطة االقتصادية
المختلفة .كما تحاول هذه الورقة التعرف على أهم النواقص الهيكلية والتشريعية التي يعاني منها النظام المالي في ليبيا
من خالل مقارنة ما تحتويه التشريعات المالية في ليبيا مع تشريعات دول أخرى قامت بادخال اصالحات على أنظمتها
المالية عقب معاناتها من أزمات مالية.
وبشكل أكثر تفصيالً ،تتناول هذه الورقة أيضا ً النظام المالي وعالقته بالتطور االقتصادي في الجزء الثاني منها ،بينما
تناول الجزء الثالث دوافع ومبررات الدراسة .واقع النظام المالي والقانوني فى ليبيا والحاجة الى تطويرهما خصص
لهما الجزئين الر ابع والخامس على التوالي .مقترحات تطوير النظام المالي في ليبيا تم مناقشتها في الجزء السادس،
أما الجزء السابع فكان خالصة هذه الورقة.
يعرف النظام المالي بأنه ذلك النظام الذى يتكون من مجموعة من االسواق واالفراد والمؤسسات التى تتعامل فى تلك
االسواق مع وجود مجموعة من الهيئات االشرافية والرقابية لتنظيم التعامل والتداول ،والمستخدم النهائى للنظام المالى
هم االفراد والشركات الذين يرغبون فى االقراض أو االقتراض (.)Howells and Bain, 2004
يقول ) Dritsaki et al, (2005أن السؤال حول ما ا ذا كان تطور النظام المالى هو الذى يقود التطور االقتصادى أم
العكس ،أصبح مثار العديد من االبحاث والدراسات .حيث يقول ) King and Levine (1993أن االدلة العملية
تؤكد أن مستوى المؤسسات المالية الوسيطة يعبر بشكل جيد عن توقعات النمو االقتصادى فى المدى الطويل وتجمع
رأس الما ل واالنتاجية ،وأن االسواق المالية المتطورة تقود بسهولة التطور االقتصادى من خالل تعزيز السيولة
وتنويع المخاطر وتشكيل المحافظ االستثمارية ذات العوائد المرتفعة .يؤكد ) Levine and Zervos (1993على
وجود عالقة وثيقة بين تطور أسواق األسهم ومعدل نمو الدخل الفردي في الدولة ،كما أنهما وصال إلى نتيجة مفادها
2
أن سيولة سوق األسهم ومعدل تطور النظام المصرفي يمكنان من توقع معدل النمو المستقبلي في االقتصاد عندما
وضع الباحثان هذه المتغيرات في معادلة انحدار واحدة.
أما في الدول النامية ،يقول ) Montes et al (2005إن المصارف تهيمن على النظم المالية في غالبية هذه الدول ،مع
وجود استثناءات قليلة لبعض الدول التي استطاعت تطوير شكل من أشكال أسواق رأس المال المبنية على المؤسسات
) Caprio and Honohan (2005بقولهم أنه على الرغم من أن البيئة المالية الوسيطة.وهذا ما أكده أيضا ً
االقتصادية في معظم الدول النامية هي بيئة خطرة وتستلزم أن يقوم النظام المالي بها على التمويل بالملكية Equity-
،based financeإال أنها تتبنى التمويل عن طريق الديون Debt-based financeالمستمد في الغالب من
المصارف التجارية.
يجادل ) Caprio and Honohan (2005بأن هناك تحيز للتمويل عن طريق الديون فى الدول النامية بسبب ضعف
البنية التحتية للنظام المالى فى تلك الدول ،وأن التركيز يجب أن ينصب على تطوير البنية التحتية للنظام المالى والتى
تتلخص فى تطوير مهنة المحاسبة والمراجعة والنظم واالجراءات القانونية .ويضيف Caprio and Honohan
) (2005أن تطوير المعلومات المحاسبية وأجراءات المراجعة وتوفير حماية لحقوق االقلية فى الشركات من أهم
االمور التى يجب التركيز عليها إلزالة التحيز الموجود للتمويل عن طريق الديون على حساب التمويل بالملكية.
تشير عملية اعادة الهيكلة Restructuringالى االجراءات التى تهدف الى تمييز الشركات القابلة لالستمرار من
الشركات غير القابلة لالستمرار ومن ثم اصالح الهياكل التمويلية للشركات القابلة لالستمرار لخلق وضع مالى
وتشغيلى جيد ودائم لها ،وتصفية او اعادة هيكلة الشركات او اجزاءها غير القابلة لالستمرار .يعرف Claessens
) (2005اجراءات اعادة الهيكلة بانها جملة من االجراءات التى تهدف الى :اعادة تخصيص وتنظيم الخسائر المالية،
اعادة هيكلة المطالبات المالية للمؤسسات المالية والشركات ،االعتراف بالخسائر واعادة توزيع الثروة والرقابة على
مالكي هذه الشركات.
يجادل ) Claessens (2005بأن الخسائر الناتجة عن الفوارق بين القيم السوقية ألصول الشركات والمؤسسات
المالية وبين القيم االسمية اللتزاماتها يمكن أن يزال بعدة طرق منها :أوال :تخفيض حصص الملكية للمساهمين
الحاليين عن طريق إدخال مساهمين جدد .ثانياً :بتخفيض مطالبات الدائنيين او المودعين بتنازلهم عن بعض حقوقهم.
ثالثاً :تخفيض مرتبات العاملين وتخفيض اسعار الموردين .واخيراً :يمكن ان تتحمل الحكومة والشعب هذه الخسائر
عن طريق رفع الضرائب وتخفيض االنفاق العام و ارتفاع معدالت التضخم .ويضيف ) Claessens (2005ان
عملية اعادة الهيكلة يمكن تنفيذها ايضا ً بعدة اجراءات منها :أعادة جدولة الديون ،تخفيض أسعار الفائدة ،استبدال
الديون باالسهم ، Debt-to-Equity Swapsوالتنازل عن الديون.
3
لقد أدت األزمة المالية الناتجة عن االحداث التى وقعت في ليبيا منذ فبراير 2011إلى عجز بعض الشركات الليبية
عن خدمة الديون التى تحصلت عليها فى الغالب من المصارف التجارية الليبية وبعض المؤسسات المالية االخرى.
ومن الناحية األخرى ،تحولت هذه الديون إلى ديون غير عاملة Non- performing Loansفي ميزانيات هذه
المصارف والمؤسسات المالية .هذه الديون غير العاملة تثقل كاهل المصارف التجارية والمؤسسات المالية المانحة لها
وتشوه ميزانياتها العمومية وتشغلها عن االهتمام باستثماراتها الجيدة وديونها العاملة االخرى Performing
، Loansكما ان جزء كبير من الديون غيرالعاملة سوف يتحول الى ديون معدومة مما يؤثر على ارباح هذه
المصارف والمؤسسات المالية السنوية واالرباح المحتجزة وقد يمتد االمر الى حدوث تخفيض كبير في رؤوس
أموالها.
إن مقررات لجنة بازل بخصوص مالءة رأس المال تحتم على المصارف التجارية االحتفاظ بقدر معين من راس
المال المتصاص الخسائر المتوقعة وضمان عدم وصولها إلى أموال المودعين ،لقد أصبح حجم رأس المال للمصرف
هو خط الدفاع األساسي عن اإليداعات وأصبح كذلك معيارا ً دوليا ً تتعامل المصارف مع بعضها البعض على
المستوى الدولى وفقا ً له ،وبالتالى فان تحول الديون غير العاملة إلى ديون معدومة ويتم إقفالها في رأس المال أو
حقوق الملكية بشكل عام قد يقود الى عدم تحقيق المصرف لمتطلبات لجنة بازل والى تأثر عالقات هذا المصرف
بغيره من المصارف على المستوى الدولى .وفى هذا الصدد يقول ) Resti and Sironi (2007ان أكثر من مائة
دولة تبنت مقررات لجنة بازل بخصوص رأس المال المصرفي ،وطبقتها على مصارفها التى تشتغل على المستوى
الدولي وعلى المستوى المحلى كذلك.
باالضافة الى ذلك ،فان حدوث االزمات بشكل عام واالزمات المالية بشكل خاص قد يؤدى إلى وجود إرادة سياسية
كبيرة لخلق واقع قانونى وسياسى واقتصادى جديد ما كان يمكن ان يوجد لوال وقوع األزمات.ومن ناحية أخرى،
الحاجة الى اجراء مراجعة عامة لبعض القوانين المنظمة للقطاع المالى الليبى بعد تغير النظام السياسى فى ليبيا وما
يستلزمه من تغيير فى النظام المالى واالقتصادى قد تكون من الدوافع والمبررات الهامة لهذه الدراسة.
تشير االدبيات المالية ان النظام المالى يتكون ،فى الغالب ،من ثالث عناصر رئيسية هى :المقترضون والمقرضون
والمؤسسات المالية ،والتى بدورها تنقسم الى المؤسسات المالية الوسيطة مثل مؤسسات االيداع ومؤسسات االدخار
ومؤسسات االستثمار ,ومؤسسات مالية منظمة مثل سوق رأس المال والوسطاء وأخيرا ً هيئات لإلشراف
والرقابة( . )Howells and Bain, 2004وبالنظر الى المؤسسات المالية الوسيطة و المؤسسات المالية المنظمة
وهيئات االشراف والرقابة فى ليبيا ،يمكن تلخيص ذلك فيما يلي:
4
1-4المؤسسات المالية الوسيطة:
وهى المؤسسات المالية التي تقوم بدور الوساطة المالية Finance intermediariesوتنقسم المؤسسات المالية
الوسيطة في ليبيا إلى المصارف التجارية (مؤسسات إيداع) ،والمصارف المتخصصة ،وشركات التأمين ،وصناديق
التقاعد (مؤسسات ادخار) ،بينما لم تؤسس مؤسسات استثمارية مثل مصارف االستثمار أو صناديق االستثمار ،بالرغم
من النص عليها في القانون رقم 11لسنة 2010بشأن سوق المال وكذلك قانون رقم 23لسنة 2010بشأن النشاط
التجاري.وفيما يلي أهم المؤسسات المالية الوسيطة في ليبيا:
-1مؤسسات اإليداع :تتلخص مؤسسات اإليداع في المصارف التجارية ،وقد حدد قانون المصارف رقم 1لسنة 2005
فى المادة 65أنشطة المصارف التجارية فى عمليات قبول الودائع ومنح االئتمان وكل االنشطة المتعلقة باالعمال
المعتادة للمصرف التجارى ،كما اضافت الفقرة ثانيا ً من المادة 65انشطة أخرى يمكن ان تقوم بها المصارف
التجارية من اهمها التعامل مع ادوات سوق النقد وادوات سوق رأس المال بيعا ً وشرا ًء لحساب المصرف او لحساب
عمالءه وكذلك شراء الديون والتمويل التأجيرى وادارة المحافظ االستثمارية وخدمات الحافظ األمين وإدارة إصدار
األوراق المالية وتصريفها والتعهد بتغطيتها .أن المهام التى وردت فى الفقرة ثانيا ً من المادة 65تعبر بوضوح عن
المهام االستثمارية التى تخرج عن العمليات التقليدية للمصارف التجارية.
-2مؤسسات االدخار :تعتبر المصارف المتخصصة وشركات التأمين وصناديق التقاعد من أهم مؤسسات االدخار فى
ليبيا .وتتكون المصارف المتخصصة في ليبيا من مصرف االدخار واالستثمار العقاري الذي يختص باالستثمار في
المجال العقاري ومصرف التنمية الذي يختص باالستثمار في قطاع الصناعة والمصرف الزراعي الذي يختص
باالستثمار في قطاع الزراعة .وقد انشئت المصارف المتخصصة بقوانين خاصة فيما اجاز قانون المصارف رقم 1
لسنة 2005للمصارف المتخصصة ممارسة وتقديم بعض أنشطة المصارف التجارية للمستفيدين من خدماتها فقط.أما
قطاع التأمين ،كما يقول فياض ( ،)2003كان يحتوى على شركة واحدة تسمى شركة ليبيا للتأمين حتى عام ،1996
ثم بدأ القطاع الخاص فى دخول هذا المجال عن طريق امتالكه لنسبة %35من رأس مال الشركة المتحدة للتأمين
وبعد ذلك تأسست بعض الشركات األخرى .قطاع صناديق التقاعد يتمثل فى صندوقين للتقاعد احدهما يسمى صندوق
الضمان االجتماعى ويختص بجباية وتحصيل اقساط الضمان االجتماعى من المواطنيين مقابل تعهده بصرف معاشات
تقاعدية لهم عند بلوغهم سن التقاعد او عجزهم عن العمل .والصندوق االخر يسمى صندوق التضامن االجتماعي
ويختص بالصرف على أصحاب المعاشات األساسية.
-1سوق رأس المال :هو السوق الذي ينظم عملية تداول االوراق المالية طويلة االجل مثل االسهم والسندات .كما يمكن
لهذا السوق ان ينظم عمليات تداول ادوات سوق النقد قصيرة االجل مثل سندات الخزانة وشهادات االيداع وغيرها.
وقد اسس سوق رأس المال فى ليبيا بوجب القرار رقم 134لسنة 2006ثم نظم بالقانون رقم 11لسنة .2010
5
والجدير بالذكر ان سوق االوراق المالية قد تحول من مؤسسة عامة تتبع لوزارة االقتصاد والتجارة الى شركة مساهمة
خاصة بعد اقل من سنتين عن بداية العمل فى سوق االوراق المالية الليبي.
-2الوسطاء :تتلخص أهم وظائفهم في الجمع بين طرفين او اكثر البرام عقد او صفقة ،حيث ال يستطيع المستثمر ان
يتعامل مباشرةً مع االسواق المالية بيعا ً او شرا ًء اال عن طريق وسيط .وقد حدد الباب الرابع من قانون سوق المال رقم
11لسنة 2010بشكل عام الجهات العاملة فى مجال االوراق المالية وذكر من بينها النشاطات المتعلقة بالوساطة فى
مجال تداول االوراق المالية .ولكن القانون لم يحدد بشكل دقيق انواع الوسطاء ومهامهم التى يقومون بها ومن أهمها
وظيفة صناعة السوق .ويوجد فى ليبيا حاليا ً حوالى 14شركة مالية مرخص لها بمزاولة انشطة الوساطة المالية.
-3مراكز ايداع وحفظ االوراق المالية :وهى المؤسسات التى تتولى مهمة الحفظ المركزى لالوراق المالية للشركات
ومسك سجالت المساهمين لها واجراء المقاصة المالية ونقل الملكية بين المتعاملين باالوراق المالية وكذلك متابعة
نسب الملكية واجراءات الرهن وتوزيع التركات واالرباح لالوراق المالية .وتكون هذه المؤسسات -فى الغالب-
مستقلة ماليا ً واداريا ً ولكن قانون سوق المال الليبي رقم 11لسنة ،2010خول سوق المال الليبي بمهام مركز االيداع
وحفظ االوراق المالية مما ادى الى عدم استفادة الشركات التى الترغب فى االدراج فى سوق المال من الخدمات التى
يمكن ان يقدمها مركز ايداع وحفظ االوراق المالية.
3-4هيئات اإلشراف والرقابة:
يمكن تقسيم المؤسسات المالية الى قسمين رئيسيين هما :المؤسسات المالية االيداعية والمؤسسات المالية غير
االيداعية ،وبالتالى يمكن التفريق بين هيئات االشراف والرقابة على هذين النوعين من المؤسسات المالية كما يلي:
-1االشراف والرقابة على المؤسسات المالية االيداعية :تتولى المصارف المركزية عملية االشراف والرقابة على هذا
النوع من المؤسسات ،وهذا ما يقوم به مصرف ليبيا المركزى وفقا ً لقانون المصارف رقم 1لسنة 2005تجاه
المصارف التجارية .كما ان المادة رقم 55من القانون المذكور اخضعت المصارف المتخصصة التى يكون من بين
اغراضها التمويل ومنح االئتمان ألغراض محددة لرقابة المصرف المركزي.
-2االشراف والرقابة على المؤسسات المالية غير االيداعية :تعرف المؤسسات المالية غير االيداعية بأنها تلك المؤسسات
التي تتحصل على األموال من مصادر أخرى غير اإليداعات او الحسابات الجارية .ومن أمثلتها :المصارف
المتخصصة ،سوق المال ،شركات الوساطة ،شركات التأمين ،صناديق التقاعد وغيرها من المؤسسات المالية التى
ال تقبل الودائع الجارية .يشير ) Howells and Bain (2004إلى أن هذه المؤسسات ال تحظى عادةً باإلشراف
والرقابة الصارمة النها ال تؤثر بشكل مباشر على معيشة المواطن العادى اذا ما حدثت بها بعض المشاكل ،ولكن مع
حدوث االزمات المالية أصبح هناك اتجاة قوى باخضاع هذا النوع من المؤسسات المالية لالشراف والرقابة ،وعادةً ما
تناط بهيئات سوق المال مهام االشراف عليها.
لقد حاول قانون النشاط التجارى رقم 23لسنة 2010فى المادة رقم 394تنظيم االشراف على المؤسسات المالية غير
المصرفية حيث اناط ذلك الى هيئة تسمى الهيئة العامة للرقابة واالشراف على االسواق واالدوات المالية غير
المصرفية ولكن القانون رقم 23لسنة 2010اشار الى القانون رقم 11لسنة 2010بشأن سوق المال فى تحديد مهام
6
وصالحيات هذه الهيئة وهذا القانون األخير لم يشير بدوره الى اشرافها على المؤسسات المالية غير االيداعية اال فيما
تسنده اليها اللجنة الشعبية العامة (سابقاً) من مهام تتعلق بمراقبة عمل االدوات المالية غير المصرفية.
ومن ناحية اخرى ،فقد اشارت المادة 2من قانون سوق المال رقم 11لسنة 2010الى تبعية الهيئة العامة للرقابة
واالشراف على االسواق واالدوات المالية غير المصرفية الى وزارة االقتصاد على أن يصدر بتشكيلها قرار من
مجلس الوزراء (اللجنة الشعبية العامة سابقاً) وهذا يجعل من هذه الهيئة غير مستقلة عن السلطة التنفيذية وال يضعها
فى موضع الهيئات الرقابية االخرى مثل المصرف المركزى وديوان المحاسبة ،التى تتبع للسلطة التشريعية او على
االقل يصدر بتكليفها او الموافقة على تكليفها قرار من السلطة التشريعية او السلطة العليا بالدولة.
يقول ) Madura (2005ان االسواق المالية تتصف بعدم الكمال من ناحية المعلومات المتاحة للمتعاملين فيها ،لذلك
فان البائعين والمشترين لالوراق المالية ال يعرفون تماما ً الحجم المناسب من االوراق المالية التى يرغبون بيعها او
شرائها وبالتالى فان المؤسسات المالية الوسيطة تقوم بحل المشاكل التى تنشأ من عدم كمال السوق وذلك بالعمل
كوسيط بين اصحاب االموال واصحاب االفكار االقتصادية وتخفيض تكلفة المعلومات والمعامالت بينهما .وحيث أن
المصارف التجارية الليبية تستحوذ على حوالى %90من حصة السوق من اجمالى الودائع من خالل فروعها
ووكالتها المنتشرة على كامل التراب الليبي والبالغ عددها حوالى 300فرع ووكالة مصرفية (المصارف العربية،
،)2006يمكن القول بأن النظام المالى فى ليبيا يعتمد بشكل اساسى على المصارف فى توفير التمويل الالزم لالنشطة
االقتصادية المختلفة وبالتالى فان اصالح واعادة هيكلة المصارف التجارية الليبية قد يقود الى اصالح النظام المالى
فى ليبيا.
يجادل عبد القادر ( )2010بأن هناك أزمة مصرفية اذا تحققت بعض الشروط منها :اوالً :اذا تجاوزت نسبة الديون
المعدومة بالمصارف .%10ثانياً :اذا كان هناك سحب كبير من قبل المودعين يستدعى تدخل الدولة بتجميد الودائع او
اغالق البنوك .ثالثاً :إذا تجاوزت تكاليف عملية اإلصالح المالي %2من الناتج المحلى االجمالى للدولة .وفى هذا
الصدد يقول ) Caprio (2003أن تكاليف أعادة هيكلة القطاع المصرفى خالل االزمة المالية االسيوية التى بدأت عام
1997بلغت حوالى %28من الناتج المحلى االجمالى فى ماليزيا وأكثر من %55من الناتج المحلى االجمالى فى
اندونيسيا.ويضيف عبد القادر ( )2010بان االزمة المصرفية يمكن أن تكون أزمة سيولة اذا تخطت طلبات السحب
اليومى النسبة المحتفظ بها من الودائع (نسبة االحتياطى االلزامى) ،أو أزمة ائتمان إذا توافرت ودائع لدى المصارف
ولكن المصارف تمتنع عن اعطاء القروض خوفا ً من عدم وفاء المقترضين بالتزاماتهم عند استحقاقها .ويمكن كذلك
أن تحصل أزمة السيولة وأزمة االئتمان وأزمة العملة في وقت واحد.
لقد شهد قطاع المصارف فى ليبيا منذ فبراير 2011ضغوطا ً شديدة ،حيث عانى القطاع من نقص حاد فى السيولة
وامتناع عن منح قروض وائتمانات واستمر هذا الوضع خالل سنة 2011والنصف االول من سنة 2012بسبب
الزيادة الكبيرة فى عمليات سحب الودائع ابان فترة التحرير ،ولكن القطاع المصرفى استطاع تجاوز أزمة السيولة
7
بتبني عدة تدابير منها طباعة كميات كبيرة من العملة و سحب بعض فئات العملة من التداول (فئة الخمسين دينار)
وكذلك استخدام احتياطي العمالت األجنبية .إال أن هناك اعتقادا ً بأن أزمة االئتمان التزال قائمة ولم تحظى باالهتمام
الذى حظيت به أزمة السيولة اعالميا ً ومهنيا ً.حيث تشير بيانات ادارة الرقابة على المصارف بمصرف ليبيا المركزى
الى ان اجمالى الودائع المصرفية فى 1يوليو 2012بلغ حوالى 50مليار دينار ليبي ،منها حوالى 45.5مليار دينار
ودائع تحت الطلب ،وحوالى 4مليار دينار ودائع الجل وحوالى 0.5مليار دينار ودائع ادخار (توفير) ،اال ان هذا
الحجم من الودائع لم يواكبه زيادة فى حجم االئتمان المصرفى ( جمعية المصارف الليبية.)2012 ،
يقول ) Hanson (2005ان السياسات التى اتبعت فى مواجهة االزمات المالية التى حصلت فى تسعينيات القرن
الماضى والعشر سنوات االولى من العقد الحالى كانت تقريبا ً متشابهة ،حيث كانت ابرز هذه السياسات تتلخص فى
قيام الحكومات باعتماد خطة انقاذ للمصارف وذلك بتخليصها من الديون المتعثرة وتحويل هذه الديون الى شركة
منفصلة تسمى شركة ادارة االصول.
قد يجادل البعض بالقول أن المصارف الليبية قد تجاوزت ازماتها المختلفة التى حدتث بعد 17فبراير ،2011سواء
بالنسبة الزمة السيولة أو بالنسبة ألزمة االئتمان ،ولكن أثار هذه األزمات على المصارف التجارية وعلى الشركات قد
تكون قائمة ومتجسدة فى عدة مظاهر منها ماهو متعلق بالمصارف التجارية مثل أرتفاع مستوى الديون المتعثرة لديها
و أحتساب عوائد غير محققة على هذه الديون ،ومنها ما هو متعلق بقطاع الشركات مثل تعثر الكثير منها وعدم الوفاء
بااللتزامات نحو المصارف التجارية وتوقف الكثير منها عن العمل.
لقد عانت المصارف الليبية من أثار االزمات المالية عليها خالل فترات العقود الثالثة االخيرة من القرن الماضى
وكان ابرز هذه االثار هو ظهور حجم كبير من الديون المتعثرة ،مما حدا بالمصرف المركزى خالل العقد االول من
هذا القرن الى تبنى سياسة لتنظيف المصارف التجارية من الديون المتعثرة .1اال ان االزمة التى تعرضت لها
المصارف بعد فبراير 2011ربما تكون اشد االزمات التى تعرضت لها هذه المصارف ،مما يولد انطباعا ً بان االثار
المترتبة عنها اشد وطأة ً من أثار االزمات السابقة ويحتم اجراءات معالجة أكثر قوة وتأثيراً من تلك التى تبناها
مصرف ليبيا المركزى خالل السنوات القليلة الماضية.
وفى ظل عدم وجود احصاءات وارقام رسمية تبين مقدار الديون المتعثرة لدى المصارف ومقدار الديون المعدومة
ومدي تأثير ذلك على مالءة رؤوس أموال هذه المصارف من ناحية ،ومدى تأثر الشركات باالزمة الناتجة عن توقف
نشاطاتها وعدم قدرتها على الحصول على قروض جديدة ،فضالً عن ارجاع أصل وفوائد القروض السابقة من
1لقد شرع المصرف المركزي الليبي خالل العشر سنوات الماضية فى سياسة تخليص ميزانيات المصارف التجارية من الديون المتعثرة عن
طريق تبنى اسس ومعايير معينة تهدف الى تحقيق هذا الهدف وهى كاالتى :اوالً :يتم تحصيل الديون المتعثرة التى تضمنها الخزانة العامة
من صافى ناتج اعادة التقييم للمصارف التجارية .ثانياً :الديون المتعثرة من القطاع العام التى التضمنها الخزانة العامة تعالج بوضع
مخصصات كافية لها .ثالث ًا :يستخدم ناتج اعادة التقييم فى سداد ديون القطاع الخاص المزحوف عليه .رابعاً :تكوين مخصصات كافية لديون
القطاع الخاص الحديثة والمتعثرة ومتابعة االجراءات القانونية لتحصيلها.
8
ناحية أخرى ،فانه يصبح لزاما ً تبنى منهجية معينة لدراسة هذه المشكلة بشكل مالئم .هذه المنهجية تعتمد على تجميع
البيانات من المصادر الثانوية لها والتى من أهمها الدراسات السابقة و القوانين والمنشورات الحكومية وتحليل
مضمونها ومحاولة مقارنة مضمون هذه التشريعات مع ما هو موجود في االدب المالي بشكل يمكن من خالله اقتراح
تعديالت لهذه التشريعات وكذلك اقتراح بعض التشريعات الجديدة.
توصف القوانين االقتصادية التي صدرت في ليبيا خالل العقد الماضي بأنها قوانين لإلصالح االقتصادي ،إال أن
األدب المالي يفرق بين قوانين اإلصالح االقتصادي وقوانين أعادة الهيكلة المالية .حيث تعرف قوانين اعادة الهيكلة
بأنها قوانين مؤقتة بينما قوانين اإلصالح االقتصادي هي قوانين عادية وليست مؤقتة.
يشير ( Caprio (2003إلى أن التجربة الماليزية إلعادة هيكلة قطاع الشركات والمصارف التي حصلت بعد األزمة
المالية األسيوية عام ،1997تضمنت إصدار قانون خاص مؤقت إلعادة الهيكلة يوفر الشروط القانونية لهذه المهمة.
هذا القانون ،كما يشير (، Caprio (2003يجب أن يتضمن ما يلي:
تأسيس هيئة أو وكالة تعمل كشركة الدارة االصول تكون مهمتها شراء الديون من المصارف. -1
-2تأسيس هيئة او وكالة تكون مهمتها أعادة رسملة المصارف التي قد تحدث بسبب نقص رأس المال المصرفي
الناتج عن شراء الديون بأقل من قيمتها الحقيقية او الدفترية ،و رفع رأس مال المصارف الى النسبة التى
تتطلبها مقررات لجنة بازل ،سواء عن طريق المساهمين الحاليين أو عن طريق االندماج المصرفى أو عن
طريق الحكومة.
تأسيس لجنة توفيق وتحكيم تعمل كوسيط خارج المحاكم لتسريع عمليات هيكلة الديون الضخمة وتسرع -3
اإلجراءات القانونية بين الدائنين والمدينين.
-1االعفاءات الضريبية :يجب أن يتضمن قانون اعادة هيكلة الشركات والمصارف بعض االعفاءات الضريبية
ومنها :اعطاء حوافز للمصارف والشركات التى تلتزم بخطط اعادة الهيكلة ،السماح للمدينون الذين يتخلون
عن ديونهم من الحصول على الوفورات الضريبية منها ،اعفاء عمليات االندماج النقدى وغير النقدى من
الضرائب المتولدة عن هذه االندماجات.
9
-2ارساء قواعد جديدة لحوكمة الشركات :يجب أن يتضمن القانون بعض القواعد التي تضمن المعاملة العادلة
لمختلف األطراف وخاصةً أصحاب حصة األقلية في المشاركة في اإلدارة ،تعزيز الشفافية واإلفصاح عن
كل المعلومات الهامة بالشركات.
قواعد التوفيق والتحكيم خارج المحاكم :يجب أن يتضمن القانون هيئة تختص باعمال التوفيق والتحكيم بين -3
االطراف الدائنة واالطراف المدينة بدون اللجؤ للمحاكم واجراءتها المعقدة والطويلة.
هناك بعض القوانين االقتصادية التى ينبغى تعديلها لمواكبة التطورات السياسية واالجتماعية التى حدثت فى المجتمع
الليبي ،وكذلك لتالفى بعض النواقص التى يمكن ان توجد في هذه القوانين كما يلي:
10
مباشرة ادارة اصدارات االوراق المالية والتعهد بتغطيتها ولكن المادة رقم 77حظرت على
المصارف امتالك أكثر من %10من رأس مال الشركة الواحدة ،وهذا يتناقض مع نشاط تغطية
اصدار االوراق المالية.
تعديل قانون سوق المال رقم 11لسنة 2010فيما يتعلق بهيئة سوق المال (الهيئة العامة للرقابة
واالش راف على االسواق واالدوات المالية غير المصرفية) ،وذلك بالنص على اشرافها على
المؤسسات المالية غير المصرفية وليس باشرافها فقط على ما تكلفها به اللجنة الشعبية العامة
(سابقاً).
نقل تبعية هيئة سوق المال الى البرلمان الليبي أسوة ً بالمصرف المركزى ،أو على األقل ضرورة
مصادقة البرلمان على تعيين وعزل رئيس وأعضاء الهيئة.
فصل مركز ايداع وحفظ االوراق المالية عن سوق المال وذلك لضمان استقاللية كل منهما
واالستفادة من خدمات كل منهما بصورة منفصلة.
تعديالت تتعلق بحماية المستثمرين: -2
تعتبر عملية حماية المستثمرين وصيانة حقوقهم من أهم االمور التى تؤدى الى ازدهار وأستقرار النظام المالى.
وفى هذا السياق يمكن اقتراح ما يلي:
حماية الدائنين:
يقول ) La porta, et al, (1998أن هناك مدرستين قانونيتين رئيسيتين تستند اليهما أغلب القوانين التجارية فى
العالم هما :مدرسة القانون العام االنجليزى ومدرسة القانون المدنى الفرنسي ،وأن القوانين التجارية التى تستند
على القانون العام االنجليزى هى التى توفرحماية أكبر للدائنيين .يضيف ) Laporta, et al, (1998أن أبرز
مظاهر الحماية للدائنيين هى حقهم فى االستحواذ على قيمة الضمانات المقدمة مقابل القروض عند تقاعس المدين
عن السداد بسرعة وبدون تعقيد .يشير ) Buferna (2005إلى ان القانون التجارى الليبي مبنى على فلسفة
القوانين الفرنسية المدنية والتي تشير إلى أن االحتياطي القانوني هو أهم األدوات التي تكفل حقوق الدائنين عند
تصفية الشركات.
يشير ) Mahmud (1997أن وجود احتياطي قانوني ،وليس سرعة االستحواذ على الضمانات المقدمة مقابل
هذه القروض ،هى الضمانات التى يقدمها القانون التجارى الليبي للدائنين ،كما أن على الشركات الليبية احتجاز
نسبة من األرباح كاحتياطي قانوني .حيث يشير قانون األعمال التجارية رقم 23لسنة 2010إلي ان نسبة
االحتياطي القانوني هى %5من صافي الربح السنوي قبل الضرائب إلى ان يصل هذا االحتياطي القانوني إلى
ربع رأس مال الشركة علي االقل ،بينما أشار القانون التجارى السابق الصادر عام 1953الى وصول هذا
االحتياطى الي خمس رأس المال فقط .وفى هذا الصدد ،نادى المصرف المركزي الليبي بضرورة تأسيس نيابة
مصرفية خاصة مع وجود كوادر مؤهلة تكفل تسريع اعمال التحقيق والتقاضي وتنفيذ األحكام.يؤكد Reynolds
11
)and Flores (1989إن الشركات في الدول التي تبنى قوانينها التجارية على القانون العام االنجليزي توفر نوع
أخر من الحماية للدائنين مثل االستحواذ التلقائي على األصول و األولوية في الدفع والحق في إقالة اإلدارة وإعادة
التنظيم.
حماية المساهمين:
يجادل ) La Porta et al (1998بان الدول التي تبنى قوانينها التجارية على القوانين المدنية الفرنسية توفر اقل
حماية قانونية لحقوق المساهمين وأن أهم حقوقهم هي الحق في التصويت وفقا ً لمبدأ صوت واحد لكل سهم One
،vote- one share principleكما أن القوانين التجارية المستمدة من القوانين الفرنسية ال تضع قواعد جيده
لحوكمة الشركات مقارنةً بالدول التي تبنى قوانينها التجارية على القانون العام االنجليزي .ويضيف La Porta et al
) (1998ان فاعلية ونزاهة النظام القضائي واستقالليته تعتبر العالج الرئيسي لمشاكل الوكالة التي قد تنشأ بين
األطراف المختلفة ذات العالقة بالشركات .يشير) Caprio and Honohan (2005الى أن التمويل عن طريق
االسهم يتطلب الكثير من المعلومات مقارنةً بالتمويل عن طريق المصارف الذى ال يعتمد كثيراً على المعلومات بل
يعتمد أكثر على العالقات الشخصية وخاصة فى المراحل االولى من التعامل.
لقد وفر القانون التجاري رقم 23لسنة 2010بعض الحماية للمساهمين ومنها حقهم فى تعيين مراجع خارجي للرقابة
على أعمال مجلس االدارة وحقهم فى التصويت المتساوي فى الجمعية العمومية للشركة .كما نص القانون المذكور
على حق حملة االسهم الممتازة فى التصويت اذا لم يتلقوا أرباحا ً خالل ثالث سنوات متتالية وكذلك حقهم فى التصويت
على القرارات التى من شأنها المساس بحقوقهم .إال أن القانون لم يوفر اجراءات واضحة بخصوص حوكمة الشركات
وطرق التصويت وتركز الملكية ومعايير اإلفصاح والشفافية للمعلومات المحاسبية.
يقول ) Saunders and Cornett (2009أن أحد أهم المكونات التنظيمية للمصارف التجارية هى ضمان أموال
المودعين بهذه المصارف .يؤكد ) Laeven (2000بأن الدول النامية ال توفر حماية كافية ألموال المودعين وذلك
بسبب تقليدها لما هومعمول به في الدول المتقدمة فقط بدون مراعاة للخطر األكبرفي الدول األقل دخالً ،ويضيف
)Laeven (2000أن على الدول النامية أن تقوم برفع نسب التأمين على الودائع التي تدفعها المصارف التجارية أو
أن تخفض مقدار التغطية والتأمين على الودائع .لقد أشارت المادة 91من قانون المصارف رقم 1لسنة 2005إلى
وجوب تأسيس صندوق لضمان أموال المودعين ،وقد صدر قرار اللجنة الشعبية العامة (سابقاً) رقم 513لسنة
2009بتأسيسه ومباشرته ألعماله منذ بداية سنة .2010اال أن هذا االمر يحتاج الى صدور قانون خاص لتنظيمه
وضمان حقوق المودعين وبيان كيفية التصفية ورد الودائع اسوة بماهو متبع في الدول األخرى.
12
0-7خالصة
ناقشت هذه الورقة تطور النظام المالى وعالقته بالتطور االقتصادي ،وكذلك واقع النظام المالي والقوانين المنظمة له
في لي بيا وتبين أن هناك بعض النواحي التى يجب أن يتم تطويرها وأصالحها في الجانب التنظيمي والهيكلي والجانب
القانوني.
أظهرت النتائج أن النظام المصرفي يهيمن على بقية مكونات النظام المالي في ليبيا من حيث توفير التمويل الالزم
لالنشطة االقتصادية ،وقد ساعد على هذه الهيمنة ضعف البنية التحتية والتشريعية للنظام المالي والتي من أهم
عناصرها توفر البيانات والمعلومات وتطور مهنة المحاسبة والمراجعة وحماية المستثمرين من المخاطر غير
التجارية.
توصلت الدراسة الي أن عملية اعادة هيكلة قطاع الشركات والمصارف تستلزم اصدار قانون خاص ومؤقت يتضمن
تأسيس بعض الهيئات التي تقوم على هذه العملية ومنح بعض االعفاءات واالمتيازات الضريبية للملتزمين بهذه
العملية .أما فيما يتعلق بعملية اإلصالح النظام المالي فقد توصلت الدراسة الى اقتراح مجموعة من التعديالت على
بعض القوانين السارية منها ماهو متعلق بالنواحي التنظيمية والهيكلية للنظام المالي ومنها ما يتعلق بحماية الدائنين
والمالك وأصحاب الودائع المصرفية.
13
المراجع
Bryman, A., (2001) Social Research Methods, Oxford University Press, New York.
Caprio, G., (2003), “Episodes of Systemic and Borderline Financial Crises, Year(s) 1970-
2002.”, Washington, D.C. World Bank.
Caprio, G., and Honohan, P., (2005) Starting over Safety: Rebuilding Banking Systems,
In Caprio, Hanson and Litan (Eds.), Financial Crises: Lessons from the Past,
Preparation for the Future, pp 217- 255.
Claessens, S., (2005) Policy Approaches to Corporate Restructuring around the World:
What Worked, What Failed?, In Pomerleano and Show, (Eds.) Corporate
Restructuring: Lessons from Experience., PP 11-58.
Dritsaki, C., and Dritsaki-Bargiota, M., (2005) The Casual Relationship between Stock,
Credit Market and Economic Development: Empirical Evidence for Greece, In
Sevic (Eds.), Accounting and Finance in Transition, Vol 2, pp133- 147.
Hanson., James., (2005) “Postcrises Challenges and Risks in East Asia and Latin
America: What Do They Go from here?., In Caprio, Hanson and Litan (Eds.),
Financial Crises: Lessons from the Past, Preparation for the Future, PP 15- 61.
Howells, P., and Bain, K., (2004) “Financial Markets and Institutions”, Prentice Hall,
Essex, England.
King, R., and Levine, R., (1993) “Finance and Growth: Schumpeter might be right”,
Quarterly Journal of Economics, Vol 118, pp 717 – 737.
La Porta, R., Lopez-de-Silanes, F., Shleifer, A., and Vishny, R., (1998) “Law and
Finance”, The Journal of Political Economy, Vol 106, Issue 6, pp1113-1155
Laeven, L., (2000) “Pricing of Deposit Insurance “, Policy Research Working Paper
2871, Washington D.C, World Bank.
Levine, R., and Zervos, S., (1993) “What we have learned about policy and growth from
cross-country regressions?”, American Economics Review, pp 426-430.
Madura, J., (2005) "Financial Markets and Institutions", Thomson.7th Edition.
Mahmud, M., (1997) “Accounting and the Economic Development of the Oil and Gas
Sector in Libya: Historical review, Theoretical analysis and Empirical
investigation”, unpublished PhD thesis. Dundee University.
Montes-Negret, F., and Muller, T., (2005) Banking System Crises Recovery in the
Transition Economies of Europe and Central Asia”, In Caprio, Hanson and
14
Litan (Eds.), Financial Crises: Lessons from the Past, Preparation for the Future,
pp 63-86.
Resti, A., and Sironi. A., (2007) “Risk Management and Shareholder’s Value in
Banking”,John Wiley & Sons, West Sussex, England.
Reynolds, T., and Flores, A., (1989) Foreign Law: Current Sources of Codes and Basic
Legislation in Jurisdictions of the World. Littleton, Colo, Rothman.
Saunders, A., and Cornett, M., (2009) Financial Markets and Institutions, McGraw Hill,
Singapore.
اتحاد المصارف العربية ( ، )2006ليبيا :تحول جوهرى وواعد للقطاع المصرفى ،اتحاد المصارف العربية ،العدد
،313كانون اول(ديسمبر).
جمعية المصارف الليبية (" )2012القوائم التحليلية ألبرز المؤشرات المالية لدى المصارف التجارية عن الربع االول
لسنة 2012م".
عبد القادر ،السيد متولى )2010( ،.االسواق المالية والنقدية فى عالم متغير ،دار الفكر،عمان ،االردن.
فياض ،محمد " )2003( ،.دور المصارف التجارية فى تمويل االستثمارات الخاصة فى ليبيا" ،مؤتمر االستثمار فى
االقتصاد الليبى ،جامعة بنغازى ،ليبيا ،الفترة من 10-8يونيو .2003
15