You are on page 1of 16

‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.

‬‬

‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫تعتبر اإلدارة المالية وظيفة متكاملة للقرارات المالية في المؤسسة‪ ،‬وقد تغيرت هذه الوظيفة‬
‫خالل الزمن مثل غيرها من الوظائف المتخصصة في مؤسسات األعمال حتى وصلت إلى منهج‬
‫أكاديمي شامل ومتعارف عليه غايته تحقيق هدف استراتيجي متمثل في تعظيم ثروة المالك أو‬
‫تعظيم القيمة السوقية للسهم العادي‪.‬‬

‫وفي هذا الفصل سوف يتم استعراض عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة عن طريق‬
‫تقسيمه إلى ثالثة مباحث وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مفاهيم اإلدارة المالية وتطورها التاريخي‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي وعالقته بالعلوم األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬وظائف اإلدارة المالية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم اإلدارة المالية وتطورها التاريخي‪.‬‬

‫تعددت تعاريف اإلدارة المالية بتعدد الكتابات في هذا الموضوع‪ ،‬إال أن هذه التعاريف ضلت‬
‫مستمدة من مهام ومسؤوليات المدير المالي‪ ،‬ورغم وجود بعض االختالفات في مهام ومسؤوليات‬
‫رجال اإلدارة المالية والتي تختلف من مشروع آلخر باختالف قطاع النشاط وطبيعته وكذا حجمه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫لكن بعض المهام تبقى أساسية بغض النظر عن هذا االختالف‪ ،‬خاصة مهام البحث عن مصادر‬
‫التمويل واستخدامها وإ دارتها‪.‬‬
‫سيتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب هي‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬تطور مفهوم اإلدارة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬أهمية اإلدارة المالية وأهدافها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلدارة المالية‪.‬‬

‫من بين التعاريف الخاصة باإلدارة المالية نجد‪:‬‬


‫‪ -‬اإلدارة المالية هي تلك اإلدارة التي تقوم بنشاطات مالية متنوعة من خالل تنفيذها لوظائف‬
‫فنية متخصصة كالتحليل المالي‪ ،‬تقييم المشروعات‪ ،‬إعداد وتفسير التقارير المالية‪ ،‬الميزانيات‬
‫التقديرية‪ ،‬االندماج‪ ،‬إعادة التنظيم المالي وغيرها‪ ،‬ومن خالل تنفيذها لوظائف إدارية كالتخطيط‪،‬‬
‫التنظيم‪ ،‬التوجيه‪ ،‬الرقابة ولكن بصيغة مالية‪ ،‬وبانجاز الوظائف بكفاءة تستطيع تحقيق األهداف‬
‫المحددة لها‪ ،‬وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف المنشأة‪.1‬‬
‫‪ -‬تنطوي اإلدارة المالية على كل ما يتعلق باألموال في المنشأة من تخطيطها والحصول عليها‬
‫واالستخدام األمثل لها‪ ،‬وهذا النشاط المالي يبدأ في المنشأة من وقت التفكير في إنشائها إلى آخر‬
‫لحظة من حياتها‪ ،‬كما أنه نشاط له نفس األهمية للمنشأة سواء في حالة توسع أو انكماش أو ثبات‪،‬‬
‫تبنى فوق جميع الحاالت‪ ،‬وتوجد بصفة دائمة الحتياجات مالية ينبغي إشباعها بطريقة مناسبة‪.2‬‬
‫‪ -‬حسب الدكتور سيد الهواري‪ << :‬تعتبر كل وظيفة من وظائف اإلدارة العليا مسؤولة عن‬
‫عملية الحصول على األموال الالزمة والتخطيط ومتابعة ذلك‪ ،‬فاإلدارة المالية هي إدارة أي‬
‫مشروع من منظور مالي>>‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطور مفهوم اإلدارة المالية‪.‬‬

‫في مستهل القرن الماضي كانت عملية اإلنتاج وإ نشاء المؤسسات الجديدة وإ جراءات تدبير‬
‫األموال الالزمة للمشروعات هي محور اهتمام المفكرين‪ ،‬وفي العشرينات أصبح االهتمام مركزا‬
‫تقريبا على طرق وإ جراءات تدبير الموارد المالية لتمويل االستثمارات‪.‬‬
‫) بين ‪ 1933-1929‬أصبحت‬ ‫(‪THE GREAT DEPRESSION‬‬ ‫وبحلول الكساد العظيم‬
‫إجراءات اإلفالس التجاري وإ دارة السيولة وتجنب المشكالت المالية من أهم الموضوعات التي‬
‫‪ - 1‬كام المغربي وآخرون‪ ،‬أساسيات في اإلدارة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1995‬ص‪.317‬‬
‫‪ - 2‬جميل أحمد توفيق‪ ،‬إدارة األعمال مدخل وظيفي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1999‬ص ‪.523‬‬
‫‪ - 3‬سيد الهواري‪ ،‬االستثمار والتمويل الطويل األجل‪ ،‬عين شمس ‪ ،1982‬ص‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫حازت على االهتمام‪ ،‬ولقد صاحب هذه الفترة ازدياد التدخل الحكومي في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وصدرت التشريعات التي تقضي بضرورة نشر البيانات المالية‪ ،‬ولقد فتحت تلك التشريعات‬
‫مجاالت جديدة لالهتمام‪ ،‬تمثلت في التحليل المالي وتقييم كفاءة األداء‪ ،‬غير أن هذه المجاالت لم‬
‫تتبلور إلى قبيل نهاية الخمسينات‪ ،‬وهكذا أدى الكساد العظيم إلى تراجع التوسع والنمو من مقدمة‬
‫إلى ذيل قائمة االهتمامات‪ ،‬بينما أصبح استمرار المنشأة في السوق هو المشكلة التي تتصدر هذه‬
‫القائمة‪.‬‬
‫وفي األربعينات والخمسينات تركز االهتمام على معالجة آثار الكساد العظيم‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫موضوعات اإلفالس واالندماج‪ ،‬وإ عادة تنظيم المنشآت‪ ،‬وتوفير األموال الالزمة للتوسع‪،‬‬
‫موضوعات ذات أهمية خاصة‪ ،‬وقبيل نهاية الخمسينات حدث تطور جوهري تمثل في البعد عن‬
‫المسائل الوصفية التي صاحبت اإلدارة المالية منذ نشأتها‪ ،‬وبدأ التركيز على المسائل الكمية‬
‫كالتحليل المالي‪ ،‬والتخطيط الستخدام الموارد المالية بما فيها عملية التخطيط لالستثمارات‬
‫)‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن هذا التطور حمل في طياته أمرا‬ ‫(‪CAPITAL BUDGETING‬‬ ‫الرأسمالية‬
‫ذا مغزى‪ ،‬وهو التحول عن معالجة اإلدارة المالية من وجهة النظر الخارجية إلى معالجتها من‬
‫وجهة نظر إدارة المشروع‪.‬‬
‫وشهدت الستينات اهتماما كبيرا بدراسة تكلفة رأس المال نتيجة لألعمال الرائدة لقطبي اإلدارة‬
‫المالية فرانكو مدكلياني و مارتن ميلر‪ .‬كما شهدت تلك الحقبة أيضا اهتماما باالستثمار‪ ،‬وذلك‬
‫بفضل نظرية المحفظة التي وضع أساسها هاري ماركونز في بداية الخمسينات‪ ،‬والتي قام على‬
‫صرحها في منتصف الستينات نموذج تسعير األصول الرأسمالية ( ‪CAPM :( Capital Asset‬‬
‫‪ Pricing Model‬الذي ساهم فيه كل من شارب‪ ،‬لثنر‪ ،‬فاما ومورنس‪.‬‬
‫وفي السبعينات استمر االهتمام باالستثمار‪ ،‬وتعرض نموذج تسعير األصول الرأسمالية‬
‫(‪ARBITRAGE PRICING‬‬ ‫لتحديات نتيجة لظهور نموذج منافس هو نموذج تسعير المراجعة‬
‫‪ ،)MODEL‬كما ظهر في السبعينات أيضا نموذج لتقييم األصول المالية والقى قبوال من األكاديميين‬
‫)‪ ،‬والذي‬ ‫‪OPTION PRICING MODEL‬‬ ‫والممارسين على السواء‪ ،‬وهو نموذج تسعير االختيار(‬
‫كان له الفضل فيه فيشر بالك‪ ،‬ومايرون شولز‪.‬‬
‫وفي الثمانينات ازداد االهتمام بالتضخم وتأثيره على أسعار الفائدة وعلى قرارات االستثمار‬
‫بالتبعية‪ ،‬كما حظي باالهتمام أيضا تأثير كل من الضرائب الشخصية على الدخل وتكلفة الوكالة‬
‫واإلفالس على هيكل رأس المال‪ .‬يضاف إلى ذلك االهتمام بظاهرة تحول شركات المساهمة إلى‬
‫شركات يملكها عدد محدود من األفراد‪ ،‬من خالل قيام إدارة المنشأة باستهالك األسهم وإ حاللها‬
‫)‪ ،‬أو من خالل إجراء توزيعات نقدية على‬ ‫‪TAKEOVER OR LEVERAGED BUYOUT‬‬ ‫بسندات (‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫المساهمين في مقابل حصول أعضاء مجلس اإلدارة ( من المساهمين ) على نصيبهم من التوزيعات‬
‫)‪.1‬‬ ‫‪LEVERAGED CASHOUT‬‬ ‫على شكل أسهم (‬
‫وفي مرحلة ما بعد الثمانينات‪ ،‬وبعد نجاح الجهود في بناء نماذج رياضية كمية‪ ،‬والتي ساعدت‬
‫في إعطاء حلول صحيحة ودقيقة لكثير من المشاكل المالية المعقدة في ضوء نظرية اتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬فقد وصلت إلى نظرية كاملة وشاملة رغم حدة التغيرات التي حدثت مثل‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة حدة التضخم وانعكاسات آثاره بشكل واسع على قرارات عموم األعمال‪ ،‬ومنها قرارات‬
‫اإلدارة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة الضخمة في استعمال الحاسبات االلكترونية في التحليل المالي والنقل االلكتروني‬
‫للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه الكثير من الدول إلى خصخصة مشروعاتها االقتصادية‪ ،‬بحيث أصبحت الخصخصة منهج‬
‫اقتصادي وإ طار إصالحي جديد‪.‬‬
‫‪ -‬بروز عالمية المنشآت وعالمية األسواق وفقا ما يعرف بالعولمة والتي تنظر إلى العالم من‬
‫الناحية االقتصادية ككوكب واحد‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل حدة التشريعات والقواعد المنظمة للمؤسسات المالية والتوجه نحو المؤسسات المالية‬
‫الكبيرة ذات الخدمات واألنشطة المتنوعة‪.2‬‬

‫يبدو من هذا العرض المختصر أن التطور الفكري في مجال اإلدارة المالية قد سار بخطى‬
‫واسعة تتماشى مع سرعة وطبيعة األحداث المحيطة بمنشآت األعمال‪ ،‬ووفقا لهذه األحداث‬
‫والتغيرات الجذرية فقد نشطت اإلدارة المالية كتخصص لتستوعب في نشاطها كل هذه التغيرات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية اإلدارة المالية وأهدافها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ : -1‬أهمية اإلدارة المالية‪.‬‬
‫تأتي أهمية اإلدارة المالية أو الوظيفة المالية من كون أن القرارات المالية عظيمة التأثير على‬
‫حياة المنظمة‪ ،‬وليس هذا فحسب‪ ،‬ولكن جميع القرارات اإلستراتيجية بالمنظمة سواء كانت مالية أو‬
‫غير مالية‪ ،‬يترتب عليها العديد من التكاليف أو اإليرادات المؤثرة على نتائج المنظمة‪.‬‬
‫ولذلك وجب على المدير المالي أن يحسن تقدير األمور وعرض القضايا على مجلس اإلدارة‪،‬‬
‫مع إعداد تقارير وافية‪ ،‬تعطي رؤية واضحة مؤيدة بالدراسات والتقارير بمختلف األمور ذات‬
‫التأثير المالي‪ ،‬ويساعد المدير المالي على كل ما سبق إلمامه بالجوانب المحاسبية‪.‬‬

‫‪ - 1‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،1999‬ص ‪.7 -6 -5‬‬
‫‪ - 2‬همال سمية‪ ،‬سديرة حرية‪ ،‬دور اإلدارة المالية في اتخاذ القرارات المالية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس ‪ ،2005/2006‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ - 3‬نظير رياض محمد‪ ،‬اإلدارة المالية والعولمة‪ ،‬المكتبة العصرية مصر المنصورة ‪ ،2001‬ص ‪.19‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫ويتطلب هذا األمر العديد من العالقات والمعارف بميادين المعرفة األخرى بالمنظمة‪،‬‬
‫كالجوانب االقتصادية والمحاسبية واإلحصائية والكمية‪ ،‬التي تساعد المدير المالي في فهم العالقات‬
‫والربط بين المتغيرات واستخراج المؤشرات والنتائج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أهداف اإلدارة المالية‪.‬‬
‫يمكن القول أن ما ترمي إليه اإلدارة المالية من خالل قراراتها المالية هو تحقيق هدفين‬
‫رئيسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬هدف تعظيم األرباح أو تحقيق أقصى العوائد الممكنة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬هدف تعظيم ثروة المالك أو تعظيم القيمة السوقية للسهم الواحد‪.‬‬
‫إلى جانب تحقيق هدف آخر ال تقل أهميته عن الهدفين المذكورين سابقا وهو‪:‬‬
‫‪ -‬هدف السيولة أو تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -2.1‬هدف تعظيم األرباح ( تحقيق أقصى العوائد الممكنة للمؤسسة)‪:‬‬


‫يعتبر محور تحقيق األهداف محور قرارات اإلدارة المالية في المؤسسات الخاصة‪ ،‬وفي‬
‫اقتصاديات السوق عموما‪ ،‬حيث تنشأ أهمية هذا الهدف من كون تحقيق الربح والرغبة في تعظيمه‬
‫يمثل التبرير االقتصادي الستمرارية المؤسسة في الحياة االقتصادية‪ ،‬كما أنه يمثل المؤشر المهم‬
‫لتقييم األداء االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى اعتباره مصدرا من مصادر التمويل الداخلة‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫)‪ ،‬كما يمثل هدف تعظيم األرباح الهدف األول للمؤسسات‬ ‫(‪SELF FINANCING‬‬ ‫التمويل الذاتي‬
‫االقتصادية‪ ،‬فهو من األهداف اإلستراتيجية لهذه المؤسسات‪ ،‬ولهذا فقد ارتبط هذا الهدف مع المالك‬
‫ارتباطا وثيقا مما يساعد في اعتباره محورا لجملة قراراتها سواء المتعلقة باالستثمار أو قرارات‬
‫التمويل‪ ،‬إذ تكون الغاية دائما في تكييف القرارات بما يتالءم والرغبة في تعظيم األرباح داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬فقدرة اإلدارة المالية في تعظيم الربح سوف تتعزز أكثر عندما يكون الربح واضح‬
‫التحديد من ناحية المعنى والقياس‪ ،‬وأن جميع العوامل المساهمة فيه معروفة ويجب أخذها‬
‫بالحسبان‪.‬‬
‫فالسياسات االقتصادية الحديثة قد عززت مسعى هذه الشركات نحو ضرورة تحقيق األرباح‪،‬‬
‫ومحاسبتها عند عدم تحقيق ما هو مخطط له‪ ،‬وانطالقا من أن الربح ال يؤول إلى األفراد‪ ،‬وإ نما‬
‫يحول إلى الدولة كمصدر مهم من مصادر تمويل الخزينة العامة‪ ،‬الستخدامه في مشروعات‬
‫استثمارية جديدة‪ ،‬أو ألجل تعويض خسائر مشروعات مخطط لها‪ ،‬ولهذا يعتبر الربح تعويضا عن‬
‫المخاطر التي يتعرض لها االستثمار الحكومي الموجه داخل االقتصاد بشكله العام‪.‬‬
‫‪ -2.2‬هدف تعظيم ثروة المالك أو تعظيم القيمة السوقية للسهم الواحد‪:‬‬

‫‪ - 1‬همال سمية‪ ،‬سديرة حرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫يعتبر هدف تعلية القيمة السوقية للسهم كأحد األهداف الرئيسية التي يجب على اإلدارة المالية‬
‫تحقيقها‪ ،‬والذي برز في السنوات األخيرة‪ ،‬والهدف منه إيجاد قيمة أعلى للمؤسسة‪ ،‬وتكوين هاته‬
‫القيمة اإلجمالية‪ ،‬كما يمكن االستفادة منها ألغراض متعددة منها‪ :‬حالة البيع والشراء‪ ،‬التصفية‪،‬‬
‫االنفصال أو التأمين ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ومن األمور التي تستلزم معرفة قيمة المؤسسة أمران أساسيان‪:‬‬
‫) المتوقع الحصول عليها في المستقبل‪ ،‬وتتحدد‬ ‫‪EXPECTED RETURNS‬‬ ‫‪ -‬مقدار العوائد (‬
‫هذه العوائد بالعائد السنوي الممكن تحقيقه‪.‬‬
‫‪ -‬درجة المخاطرة‪ :‬وتقاس من خالل الفائدة السائدة في السوق المالية‪ ،‬أو معدل عائد‬
‫االستثمار المرغوب أو المنسوب أي نسبة الرسملة‪.‬‬
‫وعليه فإن قيمة المؤسسة تتحدد من خالل العاملين السابقين والتي يمكن إيجادها عن طريق‬
‫العالقة التالية‪:‬‬
‫العوائد المتوقعة‬
‫قيمة المؤسسة =‬
‫نسبة الرسملة (درجة المخاطرة)‬
‫وعليه فكلما سعت اإلدارة المالية إلى تعلية الفوائد السنوية المتوقعة‪ ،‬صاحب ذلك االرتفاع نسبة‬
‫الرسملة التي تعبر عنها درجة المخاطرة‪ ،‬ومن ثم يؤدي إلى انخفاض قيمة المؤسسة التي تسعى‬
‫اإلدارة المالية إلى تعليتها‪.‬‬
‫‪ -2.3‬تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة أو هدف السيولة‪:‬‬
‫يعتبر هذا الهدف من األهداف التقليدية التي رفضت من غالبية علماء اإلدارة المالية‪ ،‬وذلك ألن‬
‫هدف تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة يمكن تحقيقه على حساب أهداف أخرى تسعى المؤسسة‬
‫لتحقيقها‪ ،‬فالسؤال الذي يمكن طرحه هو‪ :‬كيف يتم تجميع أكبر رصيد نقدي طالما تسعى الشركة أو‬
‫المؤسسة لالستمرار في حياتها وتوزيع أرباح المساهمين فيها؟‬
‫يتحقق هذا الهدف بواحدة من الطريقتين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تتخلى المؤسسة عن بعض أصولها أو موجوداتها من خالل التصرف بها بالبيع حتى‬
‫تتمكن من الحصول على األموال‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تحجز كامل األرباح لديها دون توزيعها على المساهمين‪ ،‬وفي هذه الحالة يؤدي ذلك‬
‫إلى اإلضرار بمصالح المساهمين‪.‬‬
‫وفي كلتا الحالتين فان ذلك يؤدي إلى تجميع أموال لدى المؤسسة‪ ،‬ومن ثم إعادة استثمارها‪،‬‬
‫لكنه يتعين على الوظيفة المالية كأداة من أدوات اإلدارة العليا للمؤسسة أن تخلق حالة من التوازن‬
‫بين التدفقات النقدية الداخلة إليها‪ ،‬والتدفقات النقدية الخارجة منها‪ ،‬وفي هذه الحالة يتعين عليها أن‬
‫تجعل من الصندوق حالة موجبة أو تنشئ حالة توازن فيه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫ويقصد بحالة التوازن‪ :‬جعل الصندوق موجبا في لحظة معينة من خالل تعامله مع األطراف‬
‫األخرى‪ ،‬ولذلك فان خلق هذه الحالة عادة ما تنبع من العالقة بين الدورات المالية الثالث في‬
‫المؤسسة وهي‪:‬‬
‫دورة االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دورة التشغيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدورة المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي وعالقته بالعلوم األخرى‪.‬‬

‫تحتل اإلدارة المالية مكانة هامة في الهيكل التنظيمي للمؤسسات ومن خالل هذا البحث سنحاول‬
‫التطرق لمكانتها وعالقتها بالعلوم األخرى اعتمادا على ثالثة مطالب هي‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في اإلدارة المالية‬
‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬عالقة اإلدارة المالية بالعلوم األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي‪.‬‬

‫عند تحديد موقع اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي نجد اختالفا كبيرا في تنظيم الوظيفة‬
‫المالية‪ ،‬وعلى رأس األسباب وراء هذا االختالف نجد حجم المنظمة‪ ،‬فمثال في المشروعات الفردية‬
‫الصغيرة نجد أن صاحب المشروع يجمع بين الملكية واإلدارة‪ ،‬فنجده يتولى المسؤولية عن اإلنتاج‬
‫والتسويق والتمويل‪ ،‬على عكس الحال في المشروعات متوسطة وكبيرة الحجم‪ ،‬حيث توجد إدارة‬
‫مستقلة على مستوى اإلدارات الرئيسية األخرى (اإلنتاج‪ ،‬التسويق‪ ،)...‬حيث تتولى المهام المالية‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫باسم اإلدارة المالية‪ ،‬أو إدارة الشؤون المالية والذي يرأسها المدير المالي‪ ،‬والذي عادة ما يكون‬
‫مسؤول مباشر أمام المدير العام ورئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬ويحدث في المنظمات الكبيرة في بعض‬
‫الدول تقسيم الشؤون والمهام المالية إلى جزأين‪ :‬األول إعداد التنبؤات المالية وإ عداد الموازنات‬
‫التخطيطية وتقويم كفاءة استخدام األموال‪ ،‬ويتولى ذلك المراقب المالي إلى جوار عمله األصلي‬
‫( اإلشراف على الحسابات ) والثاني والمهام األخرى توكل للمدير المالي الذي عادة ما يرأس‬
‫‪1‬‬
‫المراقب المالي‪.‬‬

‫شكل رقم (‪)01‬‬


‫عنوان الشكل‪ :‬موقع اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي‪.2‬‬

‫مجلس اإلدارة‬

‫المدير العام‬

‫مدير قسم‬ ‫مدير قسم‬ ‫مدير القسم‬ ‫مدير قسم إدارة‬


‫اإلنتاج‬ ‫التسويق‬ ‫المالي‬ ‫األفراد‬

‫مراقب الميزانيات‬ ‫المراقب المالي‬ ‫مراقب الخزينة‬


‫المراجعة الداخلية‬
‫التحليل اإلحصائي‬

‫الضرائب‬
‫المراجعة الداخلية‬

‫محاسبة التكاليف‬
‫التنبؤ اإلحصائي‬

‫المحاسبة العامة‬

‫محاسبة عامة و‬
‫محاسبة تكاليف‬
‫الضرائب‬

‫‪ - 1‬نظير رياض مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ - 2‬موسوس سارة‪ ،‬حوت نسيمة‪ ،‬اإلدارة المالية والتمويل دراسة حالة بدر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس ‪.2005/2006‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫التكاليف‬ ‫األجور‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في اإلدارة المالية‪.1‬‬

‫تتأثر اإلدارة المالية بعدة عوامل نذكر منها‪:‬‬


‫‪ -1‬الكيانات العمالقة وتأثيرها على اإلدارة المالية‪:‬‬
‫إن التطور االقتصادي الملموس خالل القرن الحالي وعلى األخص في النصف الثاني منه‪،‬‬
‫أدى إلى انتشار العديد من الشركات العابرة القارات‪ ،‬أو الشركات متعددة الجنسيات ذات األعمال‬
‫الضخمة‪ ،‬وأمام هذا التطور الكبير‪ ،‬كان البد من وجود صدى مناسب في العلوم ذات العالقة ومن‬
‫أهمها اإلدارة المالية‪ ،‬والمحاسبة المالية‪ ،‬لظهور العديد من المشاكل التي لم تكن معروفة من قبل‪،‬‬
‫كان من الضروري عالجها‪ ،‬وكيفية التعامل معها لمسايرة التطور االقتصادي‪.‬‬
‫إن تزايد نزعة الشركات والمستثمرين األفراد وغيرهم إلى عبور الحدود نحو آفاق استثمارية‬
‫جديدة لتحقيق العديد من األهداف السياسية والمالية والتشريعية‪ ،‬أضاف أعباء جديدة إلى الوظيفة‬
‫المالية ونقل بها من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي‪ ،‬لتدخل في إطار جديد يعرف بالعولمة‬
‫( ‪.) GLOBAL‬‬
‫وقد انعكس ذلك على التمويل العالمي‪ ،‬فمثال نجد أن أسواق المال تفتح وتزداد‪ ،‬ويتزايد اتصالها‬
‫وارتباطها ببعضها البعض عن طريق االتصاالت السريعة‪ ،‬والحاسبات الفائقة السرعة‪ ،‬وتكنولوجيا‬
‫االتصاالت تمكن من إنتاج أكثر العمليات التمويل األجنبي المتعدد األطراف والعمالت في أيام‬
‫معدودات‪ ،‬سعيا وراء التمويل المناسب والذي يكون عادة أقل تكلفة‪ ،‬وكذلك إذا انعكس ذلك على‬
‫أسعار السلع والمواد الخام والطاقة‪ ،‬وأصبحت هي األخرى سريعة التقلب‪.‬‬
‫وخالصة القول أن العولمة حملت معها العديد من المشاكل التي تحتاج إلى التطوير الدائم‬
‫والمستمر للوظيفة المالية‪ ،‬ومن أهم هذه المشاكل نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬توحيد أسس إعداد القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ -‬ترجمة القوائم المالية للشركات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬المعالجة المحاسبية للمعامالت الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬المعالجة الضريبية ( التحاسب الضريبي الدولي )‪.‬‬
‫‪ -2‬التضخم وتأثيره على اإلدارة المالية‪:‬‬
‫زاد التضخم بصورة ملحوظة وعلى األخص في السبعينات وأوائل الثمانينات من هذا القرن‪،‬‬
‫واجتاح الكثير من دول العالم‪ ،‬مع اختالف نسبته من دولة إلى أخرى‪ ،‬وال تزال بعض الدول تواجه‬

‫‪ - 1‬نظير رياض محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ 28 ،‬إلى ‪.34‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫تضخما ماليا بمعدالت مرتفعة‪ ،‬ويؤثر التضخم تأثيرا كبيرا على السياسات والبنوك ومؤسسات‬
‫التمويل‪ ،‬ومن أهم جوانب التأثير‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة التخطيط ( ‪.)PLANING DIFFICULTIES‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪DEMAND OF CAPITAL‬‬ ‫‪ -‬الطلب على رأس المال (‬
‫)‪.‬‬ ‫‪INTEREST RATES‬‬ ‫‪ -‬معدالت الفائدة (‬
‫)‪.‬‬ ‫‪REPORTS – ACCOUNTING PROBLEMES‬‬ ‫‪ -‬التقارير والمشاكل المحاسبية (‬
‫‪ -3‬تأثير الضرائب على اإلدارة المالية‪:‬‬
‫تتعرض االستثمارات للعديد من الضرائب‪ ،‬منها الضرائب المباشرة والغير مباشرة‪ ،‬فمن‬
‫المعروف أن لكل دولة نظامها الضريبي الخاص بها‪ ،‬وعادة ما يختلف هذا النظام من دولة ألخرى‬
‫تحقيقا للعديد من األهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها من وضع هذا النظام‪.‬‬
‫والنظام الضريبي قد يتشدد مع الشركات بإخضاع كافة معامالت هذه الشركات للضرائب‪،‬‬
‫سواء داخل الدولة أو خارجها‪ ،‬األمر الذي يعد أحد أهم المعوقات المالية لالستثمار والتنمية‪ ،‬وقد‬
‫يتساهل هذا النظام لتخفيف األعباء الضريبية على المعامالت التي تمت داخل الدولة فقط‪ ،‬مع إعفاء‬
‫كامل للمعامالت التي تمت خارج حدود الدولة‪ ،‬وذلك تشجيعا ودعما لالستثمار والتنمية‪ ،‬وأهم ما‬
‫ننوه له في هذا الصدد هو االهتمام بمبادئ ومعايير التحاسب الضريبي‪ ،‬لما لذلك من آثار كبيرة‬
‫على االستثمار وعلى إعداد القوائم المالية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬دور البنك المركزي في السياسة المالية‪:‬‬
‫يتربع البنك المركزي على قمة الجهاز المصرفي في أية دولة‪ ،‬مع اختالف هذا االسم من دولة‬
‫ألخرى‪ ،‬ويلعب هذا البنك دور محوري في التأثير على حجم النقود وتكاليفها في األسواق المالية‪،‬‬
‫وذلك من خالل تأثيره على عمليات اإلقراض واالستثمار بمختلف الطرق مباشرة وغير مباشرة‬
‫ومن أهم هذه الطرق‪:‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪DISCOUNT RATE‬‬ ‫‪ -‬تغير معدل الخصم (‬
‫)‪.‬‬ ‫‪OPEN MARCKET OPERATION‬‬ ‫‪ -‬عمليات السوق المفتوحة (‬
‫)‪.‬‬ ‫‪REQUIRED RESERVE RATIO‬‬ ‫‪ -‬تغير نسبة االحتياطي القانوني (‬

‫‪ -5‬السياسات المالية للدولة‪:‬‬


‫تلعب السياسة المالية التي تتبعها الحكومة من خالل موازنتها‪ ،‬بدور هام وحيوي في التأثير‬
‫على معدالت الفائدة في األسواق المالية‪ ،‬فخالل فترات الكساد تميل الدولة إلى زيادة نفقاتها‬
‫وتخفيض معدالت الضرائب مما يؤدي إلى زيادة عرض النقود واالزدهار االقتصادي‪ ،‬رغم أن هذا‬
‫الوضع قد يؤدي في الغالب إلى تحقيق عجز في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وخالل فترات االزدهار‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫االقتصادي وارتفاع الدخل القومي الحقيقي يزيد دخل الحكومة و تقل نفقاتها‪ ،‬وغالبا ما يحدث‬
‫فائض في الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة اإلدارة المالية بالعلوم األخرى‪.‬‬

‫بسبب مكانتها المهمة في إدارة المؤسسات تتكون لإلدارة المالية عالقات بعلوم أخرى منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المحاسبة واإلدارة المالية‪:‬‬
‫يخلط الكثيرون بين المحاسبة واإلدارة المالية‪ ،‬فهم يالحظون أنه يتم استخدام نفس المصطلحات‬
‫ونفس القوائم المالية حين التعرض للموضوعين‪ ،‬وبالتالي فهم ال يجدون فرقا بينهما‪ ،‬ولكن‬
‫الصحيح هو أن المحاسبة تهتم أساسا بجمع البيانات‪ ،‬في حين تهتم اإلدارة المالية بتحليل هذه‬
‫البيانات بغرض اتخاذ القرارات‪ ،‬وعلى الرغم من ازدياد أهمية المحاسبة في اآلونة األخيرة كوسيلة‬
‫لتزويد المعلومات الضرورية التخاذ القرارات الرشيدة‪ ،‬فان رجال اإلدارة المالية تقع عليهم‬
‫المسؤولية الكاملة في التحليل والتخطيط والرقابة‪.1‬‬

‫‪ -2‬العالقة بين االقتصاد التجميعي ( الكلي ) واإلدارة المالية‪:‬‬


‫يهتم االقتصاد التجميعي بالبيئة التي تمارس فيها وظائف التمويل‪ ،‬لذلك تفيد النظريات‬
‫االقتصادية في تفهم المتغيرات ذات العالقة بهذه البيئة‪ ،‬فهو يهتم بالنظام المصرفي ككل‪ ،‬والوسائط‬
‫الماليين‪ ،‬وكذلك السياسات المالية الحكومية‪ ،‬ومتابعة النشاط االقتصادي داخل المجتمع‪ ،‬وكيفية‬
‫السيطرة عليه‪ ،‬لكن هذه النظريات ال تعترف بالحدود الجغرافية لذلك فهي تتطرق إلى المنظمات‬
‫والمؤسسات المالية للدولة حيث تتدفق األموال فيما بينها‪.‬‬
‫وطالما أن المشروع جزء من هذه البيئة‪ ،‬فمن الضروري أن يلم المدير المالي باإلطار‬
‫التنظيمي لهذه المنظمات‪ ،‬واآلثار المترتبة على السياسة االقتصادية‪ ،‬وأثرها على بيئة القرار‪ ،‬أي‬
‫أنه يمكن القول أن بأن المدير المالي ال يستطيع القيام بوظائفه بطريقة مرضية إذا لم يكن متفهما‬
‫لهذه العالقات‪ ،‬وعليه أيضا تتبع أثر التغير في السياسة المالية على مقدرة الشركة في الحصول‬
‫على األموال‪ ،‬وتحقيق األرباح وكذلك اإللمام بمختلف المنظمات المالية‪ ،‬وشروطها ونظام العمل‬
‫بها‪ ،‬وتقدير مصادر األموال المحتملة والمناسبة للشركة‪.2‬‬

‫‪ -3‬االقتصاد الجزئي واإلدارة المالية‪:‬‬


‫تهتم نظرية االقتصاد الجزئي باألداء االقتصادي الفعال للمشروع‪ ،‬أي أنها تؤثر على‬
‫اإلجراءات والتصرفات التي تحقق األداء المالي الجيد‪ ،‬لذلك فهي تهتم بالعالقة بين الطلب والعرض‬

‫‪ - 1‬موسوس سارة‪ ،‬حوت نسيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.09‬‬


‫‪ - 2‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل اتخاذ القرارات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2002‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر اإلسكندرية ص‪16‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫)‪ ،‬حيث تستند على هذه األخيرة في‬ ‫(‪PROFIT MAXIMIZATION‬‬ ‫وإ ستراتيجيات تعظيم األرباح‬
‫رسمها لكل النظريات االقتصادية الجزئية‪ ،‬خاصة القرارات المتعلقة بتحديد التشكيل األمثل لعوامل‬
‫اإلنتاج والمنتجات والمستويات المثلى للمبيعات‪ ،‬واستراتيجيات التسعير للمنتجات‪ ،‬حيث تتأثر هذه‬
‫الجوانب بالنظريات االقتصادية الجزئية‪ ،‬فتوجد نظريات تساعد في قياس مستوى المنفعة والخطر‬
‫)‪ ،‬ومحددات القيمة أو الثمن‪ ،‬وإ ذا لم يستطع المدير المالي تطبيق هذه النظريات فإنه على‬ ‫‪RISK‬‬ ‫(‬
‫األقل يعمل من خالل مجموعة المبادئ العامة في هذه النظريات‪ ،‬وباختصار من الضروري‬
‫)‪ ،‬ونظريات‬ ‫‪FINANCING ENVIRONMENT‬‬ ‫المعرفة بالعلوم االقتصادية لتفهم البيئة المالية (‬
‫)‪ ،‬وهما يشكالن جوهر اإلدارة المالية المعاصرة‪،‬‬ ‫‪THE DECISION THEORIES‬‬ ‫اتخاذ القرار (‬
‫فاالقتصاد الكلي يزود المدير المالي برؤية واضحة عن السياسات الخاصة بالمنظمات الحكومية‬
‫والمالية وغيرها‪ ،‬التي من خاللها تتدفق األموال واالئتمان‪ ،‬وتعمل على ضبط النشاط االقتصادي‬
‫العام‪ ،‬وللعمل داخل هذه البيئة التي تشكلها هاته المؤسسات فالبد من اإللمام باالقتصاد الجزئي‬
‫كأساس لرسم تخطيط العمليات وتعظيم األرباح‪ ،‬فال يواجه المدير المالي المنافسين فقط داخل‬
‫الصناعة‪ ،‬وإ نما عليه أن يتصدى للظروف االقتصادية المرتقبة سواء كانت مالئمة أو غير ذلك‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وظائف اإلدارة المالية‪.‬‬

‫لقد تطورت وظائف اإلدارة المالية‪ ،‬حيث لم تعد تسعى إلى توفير األموال الالزمة لتلبية‬
‫احتياجات المؤسسة ونشاطها االقتصادي وحسب‪ ،‬وإ نما اتسع هدفها ليشمل مجرى األموال‪،‬‬
‫والتخطيط لها‪ ،‬والرقابة عليها‪ ،‬ووضع القرارات المالية‪.‬‬
‫ومن وظائف اإلدارة المالية نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬وظيفة اتخاذ القرارات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة التخطيط المالي‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة الرقابة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة التنظيم المالي‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة الحصول على األموال ( التمويل )‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة استثمار األموال ( إدارة األموال )‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة مقابلة المشاكل الخاصة‪.‬‬
‫وفي سياق بحثنا هذا سنحاول استعراض بعض هذه الوظائف كما سيأتي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وظيفة التخطيط المالي‪.‬‬


‫‪ - 1‬موسوس سارة‪ ،‬حوت نسيمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫اهتمت اإلدارة المالية بشكل خاص‪ ،‬وإ دارة الشركة بشكل عام بوظيفة التخطيط المالي ويرجع‬
‫ذلك إلى كون أن المفهوم المعاصر لإلدارة المالية قائم على التخطيط المالي السليم لكل جوانب‬
‫العمل داخل المؤسسة‪ ،‬وقد برز هذا االهتمام في السنوات األخيرة بشكل واضح بسبب المعاناة التي‬
‫تتعرض لها المؤسسة من أجل ضمان االستمرار في السوق‪ ،‬وتحقيق األرباح‪ ،‬وبسبب كثرة وتعقد‬
‫العالقات المالية فيما بين المؤسسة ومحيطها الخارجي‪ ،‬وبسبب ندرة األموال المتاحة لالستثمار‪،‬‬
‫مما جعل اإلدارة المالية تهتم بالتخطيط المالي‪ ،‬والتهيؤ واالستعداد له‪ ،‬أي االستعداد لتصور مجموع‬
‫العالقات المالية فيما بين اإلدارات التنفيذية داخل المؤسسة من جهة‪ ،‬وبين المؤسسة والمحيط‬
‫االقتصادي من جهة أخرى‪ ،‬ومنه فان هذا االستعداد سيضمن التوازن بين حاجة المؤسسة لألموال‬
‫وبين قدرتها على تحقيق هذه األموال سواء من حيث ناحية المقدار أو من ناحية الوقت‪ ،‬وباستعمال‬
‫هذين المتغيرين ( المقدار والوقت ) سوف تتمكن من اختيار الفرص االستثمارية‪ ،‬أضف إلى ذلك‬
‫اهتمام اإلدارة المالية بنوع مصادر األموال التي يمكن االعتماد عليها لتمويل حاجات المؤسسة في‬
‫حالة العجز المالي‪ ،‬والناتج من قلة مصادر أموالها واستخداماتها المتوقعة‪ ،‬حيث يجب أن تكون هذه‬
‫المصادر مالئمة من ناحية الكلفة ومن ناحية التسديد‪.‬‬
‫وتظهر أهمية التخطيط المالي من كونه أداة فعالة لتحسين استخدام اإلمكانيات المادية‪،‬‬
‫والوسائل المالية بأقصى درجة من اإلنتاجية‪ ،‬لذلك فإننا نلجأ إلى التخطيط المالي حتى نطبق مبادئ‬
‫التوفير وعدم الهدر والتبذير‪ ،‬أي من أجل زيادة إنتاجية العمل وتخفيض التكاليف‪ ،‬وتوسيع حجم‬
‫مصادر التراكم‪ ،‬واستخدام الحسابات المالية والعينية بصورة عقالنية‪.‬‬
‫وبشكل عام فإننا نعتمد على التخطيط المالي لتحقيق جملة من األهداف منها‪:‬‬
‫‪ -1‬رسم السياسات والقواعد الموجهة لتفكير األفراد في الشؤون المالية ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬سياسات مصادر التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬المفاضلة بين سياسة شراء الموجودات أو استئجارها‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة االستثمار الخارجي‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع اإلجراءات المالية المنظمة للعمليات التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -3‬التنبؤ المالي‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد نوعية المصادر التي يتطلب توفرها لتنفيذ الخطط المختلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد مصادر األموال التي يمكن خلقها أو توفيرها ذاتيا داخل الشركة‪.‬‬
‫‪ -6‬تحديد أفضل الوسائل الستعمال كل مصدر من المصادر لغرض تنفيذ الخطط المسطرة‪.‬‬
‫كما أن نجاح التخطيط المالي يتطلب أن يمر بالمراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الهدف أو مجموعة األهداف المالية التي تسعى الشركة إلى تحقيقه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬جمع المعلومات والبيانات ( الداخلية والخارجية ) واإلحصائية واالقتصادية والتي لها‬


‫ارتباط مباشر أو غير مباشر بتلك األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬ترجمة األهداف المحددة والمعلومات والبيانات المتوفرة إلى قيم رقمية بشكل موازنة‬
‫تقديرية‪ ،‬لكي تسهل عملية التنفيذ والمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ القرار المناسب بشأن عملية التنفيذ‪.‬‬

‫مما تقدم يمكن القول أن التخطيط المالي يأخذ شكل الموازنة التقديرية في رسم الخطة‪ ،‬وبرمجة‬
‫األهداف المالية المتوقعة وتحويلها إلى قيم رقمية‪ ،‬وفي ضوئها يتم اإلشراف على عملية التوازن‬
‫بين التدفقات المالية الداخلة والخارجة من وإ لى الشركة‪ ،‬حتى ال تكون في وضع العجز أو الفائض‬
‫المالي‪ ،‬ولكن الموازنة التقديرية ال تقف عند هذا الحد‪ ،‬وإ نما تدخل في البحث عن المصادر المالية‬
‫المناسبة التي يمكن من خاللها سد العجز أو البحث عن فرص استثمارية مربحة التي تستثمر‬
‫الشركة فيها فائضها المالي المحقق‪.‬‬

‫وبشكل عام فان التخطيط المالي في المؤسسة يأخذ شكل موازنة مالية‪ ،‬والتي يدخل في إطارها‬
‫ثالثة أنواع أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬موازنة نقدية‪ :‬وهي وسيلة لمعرفة حركة التغير النقدي الذي سيحصل في المؤسسة في‬
‫الفترة الزمنية القادمة‪.‬‬
‫‪ -2‬موازنة كشف الدخل‪ :‬وهي تصوير لمختلف العالقات التي تؤثر على ربح الشركة من‬
‫ممارسة النشاط‪ ،‬فهي تدخل في تصور كافة اإليرادات وكافة النفقات المتوقع حصولها في‬
‫الفترة القادمة‪.‬‬
‫‪ -3‬الموازنة العمومية أو موازنة الوضع المالي‪ :‬وهي تصور الحركة المالية المتوقع حصولها‬
‫في المؤسسة من خالل تحديد المصادر المالية المتوقع حصولها وما يقابلها من استخدامات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وظيفة الرقابة المالية‪.‬‬

‫تعتبر الرقابة المالية من الوظائف الرئيسية للمدير المالي‪ ،‬ويقصد بالرقابة المالية تقييم‬
‫القرارات التي اتخذت بشأن التخطيط بعد تحديد نوعية المعايير التي يمكن استخدامها للمقارنة‪ ،‬لذلك‬
‫فهي تعتبر جزءا مكمال للتخطيط المالي‪.‬‬
‫وال تقف الرقابة عند حد كشف االنحرافات بين نتائج الخطة المالية والتنفيذ الفعلي لها‪ ،‬وإ نما‬
‫تدخل في إطار تصحيح االنحرافات بعد تحديد أسبابها والجهات المسؤولة عنها‪ ،‬ونوعية القرارات‬
‫التي يجب اتخاذها وإ تباعها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫ولكي تكون الرقابة المالية فعالة يتطلب وجود‪:‬‬


‫‪ -‬معيار للمقارنة‪ :‬يتم من خالله الكشف عن االنحرافات عند مقارنة األداء الفعلي مع األداء‬
‫المخطط له‪.‬‬
‫‪ -‬نظام اتصاالت فعال وجيد يؤمن وصول المعلومات بأسلوب التغذية العكسية‪.‬‬
‫كما يشترط أيضا في الرقابة المالية أن تكون مرنة بحيث تسمح بالتعديل حسب تبدل الخطط‬
‫وواقع التنفيذ‪ ،‬كما يفترض أن تكون اقتصادية بمفهوم الكلفة‪.‬‬

‫إن االنحرافات التي تكشفها الرقابة المالية بشكل عام يمكن أن ترجع إلى ثالثة أسباب‪:‬‬
‫‪ -‬عدم دقة التخطيط‪ :‬أي عدم توخي الدقة الكافية في رسم الخطة المالية‪ ،‬أو في حصر الظروف‬
‫المحيطة‪ ،‬أو عدم القدرة على التكيف مع هذه الظروف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم كفاءة التنفيذ‪ :‬أي عدم كفاءة جهاز التنفيذ المسؤول عن تنفيذ الخطط الموضوعة لتوجيه‬
‫نشاط الشركة‪ ،‬والذي ينشأ عن أسباب منها‪ :‬ضعف القرارات المتخذة‪ ،‬ضعف كفاءة األشخاص‬
‫المسؤولين عن اتخاذ هذه القرارات أو عدم األخذ بمرونة الخطة بشكل يمكن من مواجهة التغيرات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الدقة في التخطيط وعدم كفاءة التنفيذ‪ :‬هذا االنحراف هو أخطر االنحرافات التي‬
‫تتعرض لها اإلدارة المالية‪ ،‬ألن معالجته تحتاج إلى محورين مهمين في العملية التخطيطية ككل‪،‬‬
‫وهو وضع الخطة وتحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذها‪ ،‬حيث ينشأ هذا االنحراف نتيجة ضعف‬
‫الدقة في الخطة الموضوعة‪ ،‬باإلضافة إلى عدم وجود الجهاز التنفيذي الكفء الذي يتحمل‬
‫المسؤولية في التنفيذ‪.‬‬
‫ولعالج وتصحيح االنحرافات عند حدوثها وتسجيلها تلجأ اإلدارة المالية إلى أحد الشكلين التاليين‪:‬‬
‫أو تعديل‬ ‫‪ -‬تعديل الخطة المالية األصلية في ضوء تغير المعايير الموضوعة والمحددة‪،‬‬
‫نوعية األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باإلجراءات العالجية إلعادة األداء الفعلي إلى الطريق السليم حتى يمكن تحقيق‬
‫األهداف الموضوعة في األصل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وظيفة التنظيم المالي ووظيفة اتخاذ القرارات المالية‪.‬‬

‫‪ -1‬وظيفة التنظيم المالي‪.‬‬


‫تعتمد اإلدارة المالية على التنظيم المالي كوظيفة منظمة للعملية المالية‪ ،‬ويقصد بالتنظيم المالي‬
‫جميع الفعاليات التي تمارسها اإلدارة لتحقيق أهدافها المالية‪ ،‬ومن خالل توزيع الوظائف وتجميعها‬
‫وفق أسس معينة‪ ،‬تضمن تحديد المسؤوليات وتحويل الصالحيات‪ ،‬ويأتي االنجاز الجيد للعملية‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة‪.‬‬

‫المالية وفق تسلسل السلم التنظيمي لإلدارة المالية‪ ،‬لهذا وجب أن تكون الصالحيات والمسؤوليات‬
‫محددة وواضحة ومتناسبة مع حجم الشركة‪ ،‬ومع طبيعة األعمال‪ ،‬والمهام والمسؤوليات المنوطة‬
‫بها‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فان وظيفة التنظيم المالي تشمل مسؤولية إعداد التنبؤات المالية‪ ،‬وتقييم‬
‫فاعلية استخدام األموال في المجاالت المختلفة‪ ،‬وبصورة عامة فان تنظيم الوظيفة المالية يجب أن‬
‫يكون على مستوى اإلدارة األولى‪ ،‬وسبب ذلك يعود إلى أهمية وخطورة العمليات المالية في‬
‫الشركة‪.‬‬
‫وألن االعتبارات المالية الموجودة في جميع المؤسسات مهما كان حجمها وطبيعة نشاطها‬
‫متشابهة تقريبا في نواحيها األساسية‪ ،‬فقد تختلف تفاصيل الوظيفة المالية من حيث موقعها في‬
‫الهيكل التنظيمي اختالفا كبيرا من مؤسسة ألخرى‪ ،‬وذلك الختالف المؤسسات سواء من حيث‬
‫الحجم‪ ،‬أو الشكل القانوني‪ ،‬أو تنوع أنشطتها وسياساتها‪ ،‬وطبيعة أنظمتها وتطورها التاريخي‪،‬‬
‫واختصاص العاملين في كل منها‪.‬‬

‫‪ -2‬وظيفة اتخاذ القرارات المالية‪.‬‬


‫إن اتخاذ القرار يعد أساس العملية اإلدارية ألي تخصص وظيفي في المنظمة‪ ،‬ويعد اتخاذ‬
‫القرارات المالية أساس العملية اإلدارية في اإلدارة المالية‪ ،‬وتهدف هذه القرارات إلى تحقيق هدف‬
‫استراتيجي يتمثل في تعظيم ثروة المالك وتعظيم القيمة السوقية للسهم الواحد‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق‬
‫أقصى العوائد الممكنة للمؤسسة‪ ،‬مع الحفاظ على السيولة وتتمثل هذه القرارات في‪:‬‬
‫‪ -‬قرارات االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬قرارات التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬قرارات توزيع األرباح‪.‬‬
‫ولقد أصفحنا عن شرح هذه القرارات بالتفصيل ألنه سيتم التطرق إليها في الفصل الثالث إن شاء اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬

‫‪16‬‬

You might also like