Professional Documents
Culture Documents
تعتبر اإلدارة المالية وظيفة متكاملة للقرارات المالية في المؤسسة ،وقد تغيرت هذه الوظيفة
خالل الزمن مثل غيرها من الوظائف المتخصصة في مؤسسات األعمال حتى وصلت إلى منهج
أكاديمي شامل ومتعارف عليه غايته تحقيق هدف استراتيجي متمثل في تعظيم ثروة المالك أو
تعظيم القيمة السوقية للسهم العادي.
وفي هذا الفصل سوف يتم استعراض عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة عن طريق
تقسيمه إلى ثالثة مباحث وهي كما يلي:
تعددت تعاريف اإلدارة المالية بتعدد الكتابات في هذا الموضوع ،إال أن هذه التعاريف ضلت
مستمدة من مهام ومسؤوليات المدير المالي ،ورغم وجود بعض االختالفات في مهام ومسؤوليات
رجال اإلدارة المالية والتي تختلف من مشروع آلخر باختالف قطاع النشاط وطبيعته وكذا حجمه.
1
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
لكن بعض المهام تبقى أساسية بغض النظر عن هذا االختالف ،خاصة مهام البحث عن مصادر
التمويل واستخدامها وإ دارتها.
سيتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب هي:
-المطلب األول :مفهوم اإلدارة المالية.
-المطلب الثاني :تطور مفهوم اإلدارة المالية.
-المطلب الثالث :أهمية اإلدارة المالية وأهدافها.
في مستهل القرن الماضي كانت عملية اإلنتاج وإ نشاء المؤسسات الجديدة وإ جراءات تدبير
األموال الالزمة للمشروعات هي محور اهتمام المفكرين ،وفي العشرينات أصبح االهتمام مركزا
تقريبا على طرق وإ جراءات تدبير الموارد المالية لتمويل االستثمارات.
) بين 1933-1929أصبحت (THE GREAT DEPRESSION وبحلول الكساد العظيم
إجراءات اإلفالس التجاري وإ دارة السيولة وتجنب المشكالت المالية من أهم الموضوعات التي
- 1كام المغربي وآخرون ،أساسيات في اإلدارة ،دار الفكر ،عمان ،الطبعة األولى ،1995ص.317
- 2جميل أحمد توفيق ،إدارة األعمال مدخل وظيفي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1999ص .523
- 3سيد الهواري ،االستثمار والتمويل الطويل األجل ،عين شمس ،1982ص.3
2
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
حازت على االهتمام ،ولقد صاحب هذه الفترة ازدياد التدخل الحكومي في النشاط االقتصادي.
وصدرت التشريعات التي تقضي بضرورة نشر البيانات المالية ،ولقد فتحت تلك التشريعات
مجاالت جديدة لالهتمام ،تمثلت في التحليل المالي وتقييم كفاءة األداء ،غير أن هذه المجاالت لم
تتبلور إلى قبيل نهاية الخمسينات ،وهكذا أدى الكساد العظيم إلى تراجع التوسع والنمو من مقدمة
إلى ذيل قائمة االهتمامات ،بينما أصبح استمرار المنشأة في السوق هو المشكلة التي تتصدر هذه
القائمة.
وفي األربعينات والخمسينات تركز االهتمام على معالجة آثار الكساد العظيم ،حيث أصبحت
موضوعات اإلفالس واالندماج ،وإ عادة تنظيم المنشآت ،وتوفير األموال الالزمة للتوسع،
موضوعات ذات أهمية خاصة ،وقبيل نهاية الخمسينات حدث تطور جوهري تمثل في البعد عن
المسائل الوصفية التي صاحبت اإلدارة المالية منذ نشأتها ،وبدأ التركيز على المسائل الكمية
كالتحليل المالي ،والتخطيط الستخدام الموارد المالية بما فيها عملية التخطيط لالستثمارات
) ،ومن الجدير بالذكر أن هذا التطور حمل في طياته أمرا (CAPITAL BUDGETING الرأسمالية
ذا مغزى ،وهو التحول عن معالجة اإلدارة المالية من وجهة النظر الخارجية إلى معالجتها من
وجهة نظر إدارة المشروع.
وشهدت الستينات اهتماما كبيرا بدراسة تكلفة رأس المال نتيجة لألعمال الرائدة لقطبي اإلدارة
المالية فرانكو مدكلياني و مارتن ميلر .كما شهدت تلك الحقبة أيضا اهتماما باالستثمار ،وذلك
بفضل نظرية المحفظة التي وضع أساسها هاري ماركونز في بداية الخمسينات ،والتي قام على
صرحها في منتصف الستينات نموذج تسعير األصول الرأسمالية ( CAPM :( Capital Asset
Pricing Modelالذي ساهم فيه كل من شارب ،لثنر ،فاما ومورنس.
وفي السبعينات استمر االهتمام باالستثمار ،وتعرض نموذج تسعير األصول الرأسمالية
(ARBITRAGE PRICING لتحديات نتيجة لظهور نموذج منافس هو نموذج تسعير المراجعة
،)MODELكما ظهر في السبعينات أيضا نموذج لتقييم األصول المالية والقى قبوال من األكاديميين
) ،والذي OPTION PRICING MODEL والممارسين على السواء ،وهو نموذج تسعير االختيار(
كان له الفضل فيه فيشر بالك ،ومايرون شولز.
وفي الثمانينات ازداد االهتمام بالتضخم وتأثيره على أسعار الفائدة وعلى قرارات االستثمار
بالتبعية ،كما حظي باالهتمام أيضا تأثير كل من الضرائب الشخصية على الدخل وتكلفة الوكالة
واإلفالس على هيكل رأس المال .يضاف إلى ذلك االهتمام بظاهرة تحول شركات المساهمة إلى
شركات يملكها عدد محدود من األفراد ،من خالل قيام إدارة المنشأة باستهالك األسهم وإ حاللها
) ،أو من خالل إجراء توزيعات نقدية على TAKEOVER OR LEVERAGED BUYOUT بسندات (
3
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
المساهمين في مقابل حصول أعضاء مجلس اإلدارة ( من المساهمين ) على نصيبهم من التوزيعات
).1 LEVERAGED CASHOUT على شكل أسهم (
وفي مرحلة ما بعد الثمانينات ،وبعد نجاح الجهود في بناء نماذج رياضية كمية ،والتي ساعدت
في إعطاء حلول صحيحة ودقيقة لكثير من المشاكل المالية المعقدة في ضوء نظرية اتخاذ
القرارات ،فقد وصلت إلى نظرية كاملة وشاملة رغم حدة التغيرات التي حدثت مثل:
-زيادة حدة التضخم وانعكاسات آثاره بشكل واسع على قرارات عموم األعمال ،ومنها قرارات
اإلدارة المالية.
-الزيادة الضخمة في استعمال الحاسبات االلكترونية في التحليل المالي والنقل االلكتروني
للمعلومات.
-اتجاه الكثير من الدول إلى خصخصة مشروعاتها االقتصادية ،بحيث أصبحت الخصخصة منهج
اقتصادي وإ طار إصالحي جديد.
-بروز عالمية المنشآت وعالمية األسواق وفقا ما يعرف بالعولمة والتي تنظر إلى العالم من
الناحية االقتصادية ككوكب واحد.
-تقليل حدة التشريعات والقواعد المنظمة للمؤسسات المالية والتوجه نحو المؤسسات المالية
الكبيرة ذات الخدمات واألنشطة المتنوعة.2
يبدو من هذا العرض المختصر أن التطور الفكري في مجال اإلدارة المالية قد سار بخطى
واسعة تتماشى مع سرعة وطبيعة األحداث المحيطة بمنشآت األعمال ،ووفقا لهذه األحداث
والتغيرات الجذرية فقد نشطت اإلدارة المالية كتخصص لتستوعب في نشاطها كل هذه التغيرات.
3
: -1أهمية اإلدارة المالية.
تأتي أهمية اإلدارة المالية أو الوظيفة المالية من كون أن القرارات المالية عظيمة التأثير على
حياة المنظمة ،وليس هذا فحسب ،ولكن جميع القرارات اإلستراتيجية بالمنظمة سواء كانت مالية أو
غير مالية ،يترتب عليها العديد من التكاليف أو اإليرادات المؤثرة على نتائج المنظمة.
ولذلك وجب على المدير المالي أن يحسن تقدير األمور وعرض القضايا على مجلس اإلدارة،
مع إعداد تقارير وافية ،تعطي رؤية واضحة مؤيدة بالدراسات والتقارير بمختلف األمور ذات
التأثير المالي ،ويساعد المدير المالي على كل ما سبق إلمامه بالجوانب المحاسبية.
- 1منير إبراهيم هندي ،اإلدارة المالية مدخل تحليلي معاصر ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،الطبعة الرابعة ،1999ص .7 -6 -5
- 2همال سمية ،سديرة حرية ،دور اإلدارة المالية في اتخاذ القرارات المالية ،مذكرة لنيل شهادة ليسانس ،2005/2006جامعة الجزائر.
- 3نظير رياض محمد ،اإلدارة المالية والعولمة ،المكتبة العصرية مصر المنصورة ،2001ص .19
4
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
ويتطلب هذا األمر العديد من العالقات والمعارف بميادين المعرفة األخرى بالمنظمة،
كالجوانب االقتصادية والمحاسبية واإلحصائية والكمية ،التي تساعد المدير المالي في فهم العالقات
والربط بين المتغيرات واستخراج المؤشرات والنتائج.
1
-2أهداف اإلدارة المالية.
يمكن القول أن ما ترمي إليه اإلدارة المالية من خالل قراراتها المالية هو تحقيق هدفين
رئيسيين هما:
-هدف تعظيم األرباح أو تحقيق أقصى العوائد الممكنة للمؤسسة.
-هدف تعظيم ثروة المالك أو تعظيم القيمة السوقية للسهم الواحد.
إلى جانب تحقيق هدف آخر ال تقل أهميته عن الهدفين المذكورين سابقا وهو:
-هدف السيولة أو تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة.
5
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
يعتبر هدف تعلية القيمة السوقية للسهم كأحد األهداف الرئيسية التي يجب على اإلدارة المالية
تحقيقها ،والذي برز في السنوات األخيرة ،والهدف منه إيجاد قيمة أعلى للمؤسسة ،وتكوين هاته
القيمة اإلجمالية ،كما يمكن االستفادة منها ألغراض متعددة منها :حالة البيع والشراء ،التصفية،
االنفصال أو التأمين ...الخ.
ومن األمور التي تستلزم معرفة قيمة المؤسسة أمران أساسيان:
) المتوقع الحصول عليها في المستقبل ،وتتحدد EXPECTED RETURNS -مقدار العوائد (
هذه العوائد بالعائد السنوي الممكن تحقيقه.
-درجة المخاطرة :وتقاس من خالل الفائدة السائدة في السوق المالية ،أو معدل عائد
االستثمار المرغوب أو المنسوب أي نسبة الرسملة.
وعليه فإن قيمة المؤسسة تتحدد من خالل العاملين السابقين والتي يمكن إيجادها عن طريق
العالقة التالية:
العوائد المتوقعة
قيمة المؤسسة =
نسبة الرسملة (درجة المخاطرة)
وعليه فكلما سعت اإلدارة المالية إلى تعلية الفوائد السنوية المتوقعة ،صاحب ذلك االرتفاع نسبة
الرسملة التي تعبر عنها درجة المخاطرة ،ومن ثم يؤدي إلى انخفاض قيمة المؤسسة التي تسعى
اإلدارة المالية إلى تعليتها.
-2.3تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة أو هدف السيولة:
يعتبر هذا الهدف من األهداف التقليدية التي رفضت من غالبية علماء اإلدارة المالية ،وذلك ألن
هدف تجميع أكبر رصيد نقدي للمؤسسة يمكن تحقيقه على حساب أهداف أخرى تسعى المؤسسة
لتحقيقها ،فالسؤال الذي يمكن طرحه هو :كيف يتم تجميع أكبر رصيد نقدي طالما تسعى الشركة أو
المؤسسة لالستمرار في حياتها وتوزيع أرباح المساهمين فيها؟
يتحقق هذا الهدف بواحدة من الطريقتين هما:
أ -أن تتخلى المؤسسة عن بعض أصولها أو موجوداتها من خالل التصرف بها بالبيع حتى
تتمكن من الحصول على األموال.
ب -أن تحجز كامل األرباح لديها دون توزيعها على المساهمين ،وفي هذه الحالة يؤدي ذلك
إلى اإلضرار بمصالح المساهمين.
وفي كلتا الحالتين فان ذلك يؤدي إلى تجميع أموال لدى المؤسسة ،ومن ثم إعادة استثمارها،
لكنه يتعين على الوظيفة المالية كأداة من أدوات اإلدارة العليا للمؤسسة أن تخلق حالة من التوازن
بين التدفقات النقدية الداخلة إليها ،والتدفقات النقدية الخارجة منها ،وفي هذه الحالة يتعين عليها أن
تجعل من الصندوق حالة موجبة أو تنشئ حالة توازن فيه.
6
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
ويقصد بحالة التوازن :جعل الصندوق موجبا في لحظة معينة من خالل تعامله مع األطراف
األخرى ،ولذلك فان خلق هذه الحالة عادة ما تنبع من العالقة بين الدورات المالية الثالث في
المؤسسة وهي:
دورة االستثمار. -
دورة التشغيل. -
الدورة المالية. -
المبحث الثاني :مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي وعالقته بالعلوم األخرى.
تحتل اإلدارة المالية مكانة هامة في الهيكل التنظيمي للمؤسسات ومن خالل هذا البحث سنحاول
التطرق لمكانتها وعالقتها بالعلوم األخرى اعتمادا على ثالثة مطالب هي:
-المطلب األول :مكانة اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي.
-المطلب الثاني :العوامل المؤثرة في اإلدارة المالية
-المطلب الثالث :عالقة اإلدارة المالية بالعلوم األخرى.
عند تحديد موقع اإلدارة المالية في الهيكل التنظيمي نجد اختالفا كبيرا في تنظيم الوظيفة
المالية ،وعلى رأس األسباب وراء هذا االختالف نجد حجم المنظمة ،فمثال في المشروعات الفردية
الصغيرة نجد أن صاحب المشروع يجمع بين الملكية واإلدارة ،فنجده يتولى المسؤولية عن اإلنتاج
والتسويق والتمويل ،على عكس الحال في المشروعات متوسطة وكبيرة الحجم ،حيث توجد إدارة
مستقلة على مستوى اإلدارات الرئيسية األخرى (اإلنتاج ،التسويق ،)...حيث تتولى المهام المالية
7
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
باسم اإلدارة المالية ،أو إدارة الشؤون المالية والذي يرأسها المدير المالي ،والذي عادة ما يكون
مسؤول مباشر أمام المدير العام ورئيس مجلس اإلدارة ،ويحدث في المنظمات الكبيرة في بعض
الدول تقسيم الشؤون والمهام المالية إلى جزأين :األول إعداد التنبؤات المالية وإ عداد الموازنات
التخطيطية وتقويم كفاءة استخدام األموال ،ويتولى ذلك المراقب المالي إلى جوار عمله األصلي
( اإلشراف على الحسابات ) والثاني والمهام األخرى توكل للمدير المالي الذي عادة ما يرأس
1
المراقب المالي.
مجلس اإلدارة
المدير العام
الضرائب
المراجعة الداخلية
محاسبة التكاليف
التنبؤ اإلحصائي
المحاسبة العامة
محاسبة عامة و
محاسبة تكاليف
الضرائب
8
التكاليف األجور
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
9
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
تضخما ماليا بمعدالت مرتفعة ،ويؤثر التضخم تأثيرا كبيرا على السياسات والبنوك ومؤسسات
التمويل ،ومن أهم جوانب التأثير:
-صعوبة التخطيط ( .)PLANING DIFFICULTIES
). DEMAND OF CAPITAL -الطلب على رأس المال (
). INTEREST RATES -معدالت الفائدة (
). REPORTS – ACCOUNTING PROBLEMES -التقارير والمشاكل المحاسبية (
-3تأثير الضرائب على اإلدارة المالية:
تتعرض االستثمارات للعديد من الضرائب ،منها الضرائب المباشرة والغير مباشرة ،فمن
المعروف أن لكل دولة نظامها الضريبي الخاص بها ،وعادة ما يختلف هذا النظام من دولة ألخرى
تحقيقا للعديد من األهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها من وضع هذا النظام.
والنظام الضريبي قد يتشدد مع الشركات بإخضاع كافة معامالت هذه الشركات للضرائب،
سواء داخل الدولة أو خارجها ،األمر الذي يعد أحد أهم المعوقات المالية لالستثمار والتنمية ،وقد
يتساهل هذا النظام لتخفيف األعباء الضريبية على المعامالت التي تمت داخل الدولة فقط ،مع إعفاء
كامل للمعامالت التي تمت خارج حدود الدولة ،وذلك تشجيعا ودعما لالستثمار والتنمية ،وأهم ما
ننوه له في هذا الصدد هو االهتمام بمبادئ ومعايير التحاسب الضريبي ،لما لذلك من آثار كبيرة
على االستثمار وعلى إعداد القوائم المالية المختلفة.
-4دور البنك المركزي في السياسة المالية:
يتربع البنك المركزي على قمة الجهاز المصرفي في أية دولة ،مع اختالف هذا االسم من دولة
ألخرى ،ويلعب هذا البنك دور محوري في التأثير على حجم النقود وتكاليفها في األسواق المالية،
وذلك من خالل تأثيره على عمليات اإلقراض واالستثمار بمختلف الطرق مباشرة وغير مباشرة
ومن أهم هذه الطرق:
). DISCOUNT RATE -تغير معدل الخصم (
). OPEN MARCKET OPERATION -عمليات السوق المفتوحة (
). REQUIRED RESERVE RATIO -تغير نسبة االحتياطي القانوني (
10
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
االقتصادي وارتفاع الدخل القومي الحقيقي يزيد دخل الحكومة و تقل نفقاتها ،وغالبا ما يحدث
فائض في الموازنة العامة للدولة.
بسبب مكانتها المهمة في إدارة المؤسسات تتكون لإلدارة المالية عالقات بعلوم أخرى منها:
-1المحاسبة واإلدارة المالية:
يخلط الكثيرون بين المحاسبة واإلدارة المالية ،فهم يالحظون أنه يتم استخدام نفس المصطلحات
ونفس القوائم المالية حين التعرض للموضوعين ،وبالتالي فهم ال يجدون فرقا بينهما ،ولكن
الصحيح هو أن المحاسبة تهتم أساسا بجمع البيانات ،في حين تهتم اإلدارة المالية بتحليل هذه
البيانات بغرض اتخاذ القرارات ،وعلى الرغم من ازدياد أهمية المحاسبة في اآلونة األخيرة كوسيلة
لتزويد المعلومات الضرورية التخاذ القرارات الرشيدة ،فان رجال اإلدارة المالية تقع عليهم
المسؤولية الكاملة في التحليل والتخطيط والرقابة.1
11
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
) ،حيث تستند على هذه األخيرة في (PROFIT MAXIMIZATION وإ ستراتيجيات تعظيم األرباح
رسمها لكل النظريات االقتصادية الجزئية ،خاصة القرارات المتعلقة بتحديد التشكيل األمثل لعوامل
اإلنتاج والمنتجات والمستويات المثلى للمبيعات ،واستراتيجيات التسعير للمنتجات ،حيث تتأثر هذه
الجوانب بالنظريات االقتصادية الجزئية ،فتوجد نظريات تساعد في قياس مستوى المنفعة والخطر
) ،ومحددات القيمة أو الثمن ،وإ ذا لم يستطع المدير المالي تطبيق هذه النظريات فإنه على RISK (
األقل يعمل من خالل مجموعة المبادئ العامة في هذه النظريات ،وباختصار من الضروري
) ،ونظريات FINANCING ENVIRONMENT المعرفة بالعلوم االقتصادية لتفهم البيئة المالية (
) ،وهما يشكالن جوهر اإلدارة المالية المعاصرة، THE DECISION THEORIES اتخاذ القرار (
فاالقتصاد الكلي يزود المدير المالي برؤية واضحة عن السياسات الخاصة بالمنظمات الحكومية
والمالية وغيرها ،التي من خاللها تتدفق األموال واالئتمان ،وتعمل على ضبط النشاط االقتصادي
العام ،وللعمل داخل هذه البيئة التي تشكلها هاته المؤسسات فالبد من اإللمام باالقتصاد الجزئي
كأساس لرسم تخطيط العمليات وتعظيم األرباح ،فال يواجه المدير المالي المنافسين فقط داخل
الصناعة ،وإ نما عليه أن يتصدى للظروف االقتصادية المرتقبة سواء كانت مالئمة أو غير ذلك.1
لقد تطورت وظائف اإلدارة المالية ،حيث لم تعد تسعى إلى توفير األموال الالزمة لتلبية
احتياجات المؤسسة ونشاطها االقتصادي وحسب ،وإ نما اتسع هدفها ليشمل مجرى األموال،
والتخطيط لها ،والرقابة عليها ،ووضع القرارات المالية.
ومن وظائف اإلدارة المالية نذكر:
-وظيفة اتخاذ القرارات المالية.
-وظيفة التخطيط المالي.
-وظيفة الرقابة المالية.
-وظيفة التنظيم المالي.
-وظيفة الحصول على األموال ( التمويل ).
-وظيفة استثمار األموال ( إدارة األموال ).
-وظيفة مقابلة المشاكل الخاصة.
وفي سياق بحثنا هذا سنحاول استعراض بعض هذه الوظائف كما سيأتي.
12
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
اهتمت اإلدارة المالية بشكل خاص ،وإ دارة الشركة بشكل عام بوظيفة التخطيط المالي ويرجع
ذلك إلى كون أن المفهوم المعاصر لإلدارة المالية قائم على التخطيط المالي السليم لكل جوانب
العمل داخل المؤسسة ،وقد برز هذا االهتمام في السنوات األخيرة بشكل واضح بسبب المعاناة التي
تتعرض لها المؤسسة من أجل ضمان االستمرار في السوق ،وتحقيق األرباح ،وبسبب كثرة وتعقد
العالقات المالية فيما بين المؤسسة ومحيطها الخارجي ،وبسبب ندرة األموال المتاحة لالستثمار،
مما جعل اإلدارة المالية تهتم بالتخطيط المالي ،والتهيؤ واالستعداد له ،أي االستعداد لتصور مجموع
العالقات المالية فيما بين اإلدارات التنفيذية داخل المؤسسة من جهة ،وبين المؤسسة والمحيط
االقتصادي من جهة أخرى ،ومنه فان هذا االستعداد سيضمن التوازن بين حاجة المؤسسة لألموال
وبين قدرتها على تحقيق هذه األموال سواء من حيث ناحية المقدار أو من ناحية الوقت ،وباستعمال
هذين المتغيرين ( المقدار والوقت ) سوف تتمكن من اختيار الفرص االستثمارية ،أضف إلى ذلك
اهتمام اإلدارة المالية بنوع مصادر األموال التي يمكن االعتماد عليها لتمويل حاجات المؤسسة في
حالة العجز المالي ،والناتج من قلة مصادر أموالها واستخداماتها المتوقعة ،حيث يجب أن تكون هذه
المصادر مالئمة من ناحية الكلفة ومن ناحية التسديد.
وتظهر أهمية التخطيط المالي من كونه أداة فعالة لتحسين استخدام اإلمكانيات المادية،
والوسائل المالية بأقصى درجة من اإلنتاجية ،لذلك فإننا نلجأ إلى التخطيط المالي حتى نطبق مبادئ
التوفير وعدم الهدر والتبذير ،أي من أجل زيادة إنتاجية العمل وتخفيض التكاليف ،وتوسيع حجم
مصادر التراكم ،واستخدام الحسابات المالية والعينية بصورة عقالنية.
وبشكل عام فإننا نعتمد على التخطيط المالي لتحقيق جملة من األهداف منها:
-1رسم السياسات والقواعد الموجهة لتفكير األفراد في الشؤون المالية ومن أهمها:
-سياسات مصادر التمويل.
-المفاضلة بين سياسة شراء الموجودات أو استئجارها.
-سياسة االستثمار الخارجي.
-2وضع اإلجراءات المالية المنظمة للعمليات التنفيذية.
-3التنبؤ المالي.
-4تحديد نوعية المصادر التي يتطلب توفرها لتنفيذ الخطط المختلفة.
-5تحديد مصادر األموال التي يمكن خلقها أو توفيرها ذاتيا داخل الشركة.
-6تحديد أفضل الوسائل الستعمال كل مصدر من المصادر لغرض تنفيذ الخطط المسطرة.
كما أن نجاح التخطيط المالي يتطلب أن يمر بالمراحل التالية:
-تحديد الهدف أو مجموعة األهداف المالية التي تسعى الشركة إلى تحقيقه.
13
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
مما تقدم يمكن القول أن التخطيط المالي يأخذ شكل الموازنة التقديرية في رسم الخطة ،وبرمجة
األهداف المالية المتوقعة وتحويلها إلى قيم رقمية ،وفي ضوئها يتم اإلشراف على عملية التوازن
بين التدفقات المالية الداخلة والخارجة من وإ لى الشركة ،حتى ال تكون في وضع العجز أو الفائض
المالي ،ولكن الموازنة التقديرية ال تقف عند هذا الحد ،وإ نما تدخل في البحث عن المصادر المالية
المناسبة التي يمكن من خاللها سد العجز أو البحث عن فرص استثمارية مربحة التي تستثمر
الشركة فيها فائضها المالي المحقق.
وبشكل عام فان التخطيط المالي في المؤسسة يأخذ شكل موازنة مالية ،والتي يدخل في إطارها
ثالثة أنواع أساسية:
-1موازنة نقدية :وهي وسيلة لمعرفة حركة التغير النقدي الذي سيحصل في المؤسسة في
الفترة الزمنية القادمة.
-2موازنة كشف الدخل :وهي تصوير لمختلف العالقات التي تؤثر على ربح الشركة من
ممارسة النشاط ،فهي تدخل في تصور كافة اإليرادات وكافة النفقات المتوقع حصولها في
الفترة القادمة.
-3الموازنة العمومية أو موازنة الوضع المالي :وهي تصور الحركة المالية المتوقع حصولها
في المؤسسة من خالل تحديد المصادر المالية المتوقع حصولها وما يقابلها من استخدامات.
تعتبر الرقابة المالية من الوظائف الرئيسية للمدير المالي ،ويقصد بالرقابة المالية تقييم
القرارات التي اتخذت بشأن التخطيط بعد تحديد نوعية المعايير التي يمكن استخدامها للمقارنة ،لذلك
فهي تعتبر جزءا مكمال للتخطيط المالي.
وال تقف الرقابة عند حد كشف االنحرافات بين نتائج الخطة المالية والتنفيذ الفعلي لها ،وإ نما
تدخل في إطار تصحيح االنحرافات بعد تحديد أسبابها والجهات المسؤولة عنها ،ونوعية القرارات
التي يجب اتخاذها وإ تباعها.
14
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
إن االنحرافات التي تكشفها الرقابة المالية بشكل عام يمكن أن ترجع إلى ثالثة أسباب:
-عدم دقة التخطيط :أي عدم توخي الدقة الكافية في رسم الخطة المالية ،أو في حصر الظروف
المحيطة ،أو عدم القدرة على التكيف مع هذه الظروف.
-عدم كفاءة التنفيذ :أي عدم كفاءة جهاز التنفيذ المسؤول عن تنفيذ الخطط الموضوعة لتوجيه
نشاط الشركة ،والذي ينشأ عن أسباب منها :ضعف القرارات المتخذة ،ضعف كفاءة األشخاص
المسؤولين عن اتخاذ هذه القرارات أو عدم األخذ بمرونة الخطة بشكل يمكن من مواجهة التغيرات.
-عدم الدقة في التخطيط وعدم كفاءة التنفيذ :هذا االنحراف هو أخطر االنحرافات التي
تتعرض لها اإلدارة المالية ،ألن معالجته تحتاج إلى محورين مهمين في العملية التخطيطية ككل،
وهو وضع الخطة وتحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذها ،حيث ينشأ هذا االنحراف نتيجة ضعف
الدقة في الخطة الموضوعة ،باإلضافة إلى عدم وجود الجهاز التنفيذي الكفء الذي يتحمل
المسؤولية في التنفيذ.
ولعالج وتصحيح االنحرافات عند حدوثها وتسجيلها تلجأ اإلدارة المالية إلى أحد الشكلين التاليين:
أو تعديل -تعديل الخطة المالية األصلية في ضوء تغير المعايير الموضوعة والمحددة،
نوعية األهداف.
-القيام باإلجراءات العالجية إلعادة األداء الفعلي إلى الطريق السليم حتى يمكن تحقيق
األهداف الموضوعة في األصل.
15
الفصل األول :عموميات حول اإلدارة المالية للمؤسسة.
المالية وفق تسلسل السلم التنظيمي لإلدارة المالية ،لهذا وجب أن تكون الصالحيات والمسؤوليات
محددة وواضحة ومتناسبة مع حجم الشركة ،ومع طبيعة األعمال ،والمهام والمسؤوليات المنوطة
بها.
باإلضافة إلى ذلك فان وظيفة التنظيم المالي تشمل مسؤولية إعداد التنبؤات المالية ،وتقييم
فاعلية استخدام األموال في المجاالت المختلفة ،وبصورة عامة فان تنظيم الوظيفة المالية يجب أن
يكون على مستوى اإلدارة األولى ،وسبب ذلك يعود إلى أهمية وخطورة العمليات المالية في
الشركة.
وألن االعتبارات المالية الموجودة في جميع المؤسسات مهما كان حجمها وطبيعة نشاطها
متشابهة تقريبا في نواحيها األساسية ،فقد تختلف تفاصيل الوظيفة المالية من حيث موقعها في
الهيكل التنظيمي اختالفا كبيرا من مؤسسة ألخرى ،وذلك الختالف المؤسسات سواء من حيث
الحجم ،أو الشكل القانوني ،أو تنوع أنشطتها وسياساتها ،وطبيعة أنظمتها وتطورها التاريخي،
واختصاص العاملين في كل منها.
16