Professional Documents
Culture Documents
شغلت المؤسسة االقتصادية حيزا كبيرا في كتابات وأعمال االقتصاديين بمختلف اتجاهاتهم األيديولوجية
باعتبارها كتلة من األنشطة الديناميكية المتفاعلة فيما بينها والوحدة األساسية ألي اقتصاد ،وبالتالي فإن تطور
االقتصاد الوطني مرتبط بالفعالية االقتصادية للمؤسسة ،كما أن نمو المؤسسة مرهون بعدة عوامل تختلف الحاجة إليها
باختالف البيئة التي تنشط فيها كتوفر رؤوس أموال ،اليد العاملة المؤهلة والمواد األولية...وغيرها ،باإلضافة إلي تلك
العوامل هناك عامل رئيسي يتوقف عليه ذلك النمو أال وهو التسيير المحكم للمؤسسة ذاتها وخاصة فيما يتعلق بالجانب
المالي الذي يعتبر محركها الحيوي والمسؤول عن كافة األنشطة الرئيسية بطريقة تمكن من بلوغ اهداف المؤسسة ذلك
ان التسيير المالي يتغلغل في جميع اوجه نشاط المؤسسة ،يجب ان نتطرق الى الوظيفة المسؤولة عن الجانب المالي
بالمؤسسة.
-1المؤسسة والوظيفة المالية :واكبت الوظيفة المالية بالمؤسسة التطور الفكري في المجال المالي ،ولقد كان هذا
التطور من المستلزمات الضرورية للتغلب على التحديات المتزايدة التي تواجهها هذه المؤسسات ،بازدياد شدة
المنافسة ،وازدياد حدة التضخم ،و التدخل الحكومي في النشاط االقتصادي والتقدم التكنولوجي...وغيرها ،فتغيرت من
مجرد وظيفة تختص بتدبير الموارد المالية الالزمة إلى وظيفة تختص باتخاذ القرارات المالية بعد أن أدركت
المؤسسات أن تحقيق النجاح واالستمرار يرتبط إضافة إلى الموارد بالقدرة على اتخاذ قرارات مالية سليمة.
مفهوم المؤسسة :يصعب اعطاء تعريف شامل ودقيق للمؤسسة بسبب: أ-
تعدد االشكال القانونية للمؤسسات؛ -
اتساع وتنوع انشطة المؤسسات؛ -
اختالف االديولوجيات والمدارس الفكرية؛ -
-وحدة اقتصادية؛ -وحدة لتوزيع المداخيل؛ -خلية اجتماعية؛ -مركز التخاذ القرارات؛ -نظام مفتوح يتكون
من انظمة فرعية منها :التمويني ،االنتاجي ،التسويقي ،المالي ...هذا االخير هو الوظيفة المالية.
-2تعريـف اإلدارة المـالية :إن التباين الحاصل في دور الوظيفة المالية بالمؤسسة عبر الزمن جعل من عملية تعريفها
أمرا معقدا ،فكان كل تعريف يتوافق مع المهام المنوطة بها حسب الفترة ،فنجد من يعرفها على أنها:
" -تلك اإلدارة التي تقوم بنشاطات مالية متنوعة وذلك من خالل تنفيذها لوظائف فنية متخصصة كالتحليل
المالي ،تقييم المشروعات ،إعداد وتفسير التقارير المالية ،الموازنات التقديرية ،االندمـاج ،إعادة التنظيم وغيرها ،ومن
خالل تنفيذها لوظائف إدارية ،كالتخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة ولكن بصيغة مالية.
غير أنه في الوقت الحاضر تطورت النظرة الوظيفة المالية بالمؤسسة بسبب الظروف المتسارعة والمتأثرة
بشكل األدوات التحليلية والكمية المستخدمة في حل المشاكل المالية في ظل التطور التكنولوجي الهائل وكذا عولمة
األنشطة المالية ،فإننا نعرفها على النحو اآلتي:
1
" ذلك النشاط اإلداري الذي يهتم بحركـة األموال من وإلى المؤسسة من خالل القرارات الماليـة المتفاعلة فيما
بينها والمتأثرة بشكل األدوات التحليلية والتي تتخذ بـموجب الموازنة بين العائد والمخاطرة لتحـقيق مستوى مقبول من
لقيمة المؤسسة ".
-3موقـع الوظيفة المالية داخل المؤسسة :تتحكم في عملية تنظيم الوظيفة المالية وموقعها في الهيكل التنظيمي
للمؤسسة العديد من العوامل ،خاصة :الحجم ،الشكل القانوني ،نوعية النشاط ...ويعد عامل الحجم المعيار األكثر أهمية
في تحديد تنظيم الوظيفة المالية وتوزيع السلطة والمسؤولية بما يضمن اتخاذ القرارات على أحسن وجه ،ونحاول
استعراض موقعها في كل من المؤسسات الصغيرة ،المتوسطة والكبيرة.
المؤسسات الصغيـرة :يأخذ مسؤول المؤسسة الصغيرة على عاتقه غالبا مهمة اإلشراف على الوظيفة المالية
ويساعده في ذلك المحاسب ،إلى جانب ذلك اللجوء في بعض األحيان إلى المستشارين الخارجيين كالخبراء المحاسبين
و الخبراء المعتمدين لدى البنوك ،وهذا لالستفادة من خدماتهم في حل المشاكل المالية التي قد تتعرض لها المؤسسة،
ومن خالل هذا فإننا ال نسجل ظهورا للوظيفة المالية داخل الهيكل التنظيمي للمؤسسات الصغيرة ،وذلك بالرغم من
ممارسة المهام المالية و لكن ليس تحت إشراف هيئة مختصة.
المؤسسات المتوسطة :يصعب على مسير المؤسسة المتوسطة اإلطالع واإلشراف المباشر على مختلف
وظائف المؤسسة بما في ذلك الوظيفة المالية ،األمر الذي يستدعي إنشاء إدارة مختصة توكل لها مهمة اإلشراف على
األنشطة المالية ،وفي بض الحاالت توكل إليها كذلك المسائل اإلدارية.
وإذا افترضنا اعتماد التنظيم الوظيفي (التنظيم الوظيفي يتم فيه التنظيم على أساس الوظائف الفعلية للمؤسسة
بحيث تظهر كل وظيفة واضحة منفصلة) في عرض الهيكل التنظيمي بالمؤسسات المتوسطة فإن ظهور الوظيفة
المالية داخل هذا الهيكل التنظيمي يكون على الشكل اآلتي:
المديرية العامة
المحاسبة العامة
المحاسبة التحليلية
اإلعالم اآللي
مراقبة التسيير
الخزينة
جباية -منازعات
2
إشرافها على الجانب اإلداري ،بل إن تعدد وتعقد أنشطة هذه المؤسسات يستدعي الفصل بين مختلف األنشطة الموكلة
لإلدارة المالية ،ونجد حينئذ قسمين من األنشطة يخص األول منها أنشطة اإلدارة المالية ،أما القسم الثاني فيتعلق
بمراقبة هذه األنشطة .ويأتي هذا التمييز بين القسمين من خالل اهتمام أنشطة القسم األول بتقديم حصيلة مالية لكل ما
تقوم به المؤسسة سواء على المدى القصير أو الطويل ،في حين تعنى أنشطة المراقبة المالية بالتحليل المستمر لمجمل
األنشطة المالية للمؤسسة.
المدير
-4تعريف التسيير المالي :هو ذلك المجال من العلوم االدارية يهتم بالجوانب المالية للمؤسسة ،يسعى الى تحقيق
اهدافها من خالل تنفيذ وتطبيق مختلف المخططات المالية باستخدام مجموعة من الطرق واالدوات.
-5التطور التاريخـي لإلدارة المـالية :مر التسيير المالي بتغيرات جوهرية منذ بداية القرن الماضي حتى اآلن،
وتميزت كل حقبة بتعدد االهتمامات واالكتشافات المالية التي ساهمت في رفع فعاليته كما يلي:
أ -بدايـة القرن العشريـن :بدأت التسيير المالي كمجال متخصص من مجاالت العلوم اإلدارية في بداية القرن
العشرين ،حيث تميزت هذه الفترة بتوسع كبير ونمو في النشاط االقتصادي العالمي بسبب ظهور الشركات النفطية
العمالقة وشركات السيارات الضخمة واندمـاجها ،ناهيك عن التحول إلى الصناعات كبيرة الحجم بفضل االبتكارات
التكنولوجية ،ما أدى إلى زيادة الطلب على رؤوس األموال لتمويل أنشطة المؤسسات ،فكان تركيز التسيير المالي في
هذه الفترة على ما يلي:
ب -فتـرة الكسـاد العظيـم :بحلول الكساد العظيم في الفترة الممتدة بين 1933-1929تغيرت اهتمامات المفكرين
والمحللين الماليين بمشاكل التوسع والنمو ،وأصبحت مشكلة بقاء واستمرار المؤسسة في السوق هي المتصدرة ،ولقد
صاحب هذه الفترة ازدياد التدخل الحكومي في النشاط االقتصادي ،وصدور التشريعات التي تقضي بضرورة نشر
البيانات المالية ،وبذلك فتح المجال على اهتمامات تمثلت في:
المالحظ أن التسيير المالي خالل هذه الفترة أصبح يهتم بالجانب المؤسسي أي معالجة المشاكل التي تواجها
من وجهة نظر إدارة المؤسسة بعد أن كانت تعالج من وجهة نظر خارجية ،مثال في تركيزها على تدبير األموال كان
ينظر إليها من منظور خارجي أي منظور المقرضين والمساهمين دون االهتمام بعملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة
ومدى أثر قرار االقتراض على المؤسسة نفسها.
د -الستينـات والسبعينـات :انتقل التركيز في بداية الستينات إلى عملية اتخاذ القرارات المرتبطة باالختيار بين
األصول والخصوم بصورة تعظم من قيمة المؤسسة ،حيث شهدت هذه الحقبة تطورات عديدة بفضل االكتشافات
المالية والتي تمثلت فيما يلي:
االهتمام الكبير بدراسة تكلفة األموال نتيجة أعمال قطبي التسيير المالي "موديغلياني وميلر" (& F.Modigliani
)M.Millerمن خالل محاولتهما وضع نظرية للهيكل المالي وقيمة المؤسسة عبر أطروحتين متتابعتين؛
االهتمام باالستثمار في األصول المالية وغير المالية ،بفضل نظرية المحفظة التي أسسها "ماركويتز"
( )H.Markowitzفي الخمسينات ،والتي تقوم على فكرة حتمية هي قيام المستثمر بتنويع محفظة أوراقه المالية
للتخلص من المخاطر غير المنتظمة التي ال تشمل االقتصاد الوطني ككل ،والتي طبقت فيما بعد على استثمار
المؤسسات ألصولها؛
االهتمام بالحد األدنى للعائد المطلوب لتعويض المستثمر عن المخاطر التي ال يمكنه تجنبها بنفسه وهي المخاطر
المنتظمة أو ما يعرف بمخاطر السوق نتيجة نموذج تسعير األصول الرأسمالية ( )*()CAPMالذي ساهم في تطويره
كل من" :شارب"( )W.Sharpeو" لينتر" ( )Linterو"فاما" ( )E.Famaو "موس" ()Mossin؛
االهتمام بالمتغيرات المؤثرة على العائد المتوقع لالستثمار في األصول الرأسمالية ،نتيجة نظرية التسعير
بالمراجحة ( )**()APTالذي قدمها "روس" ( )S.Rossكتحدي لنموذج تسعير األصول الرأسمالية؛
االهتمام بتقييم األصول المالية ،نتيجة نموذج تسعير االختيار ( )*( )OPMالذي قدمه "شول" ( )Schallو
"بالك" ( ) F.Blackالقى قبوال بين األكاديميين والممارسين على حد سواء.
ه -الثمانينـات والتسعينـات :في هذه المرحلة أستمر االهتمام بقيمة المؤسسة ،ولكن التحليل أخذ صورة أعمق
واتسع نطاقه ،ليستمر التركيز على عملية اتخاذ القرارات المالية لعدة اعتبارات أهمها:
االهتمام بأساليب القياس الكمي لتكلفة األموال بسبب االعتقاد المتزايد بأن األساليب السليمة إلعداد الموازنات
الرأسمالية تتطلب قياسات دقيقة لرأس المال؛
تقييم هذه القرارات المالية والمساعدة في اتخاذها بسبب استمرار عمليات االندماج بين الشركات وكذلك
عمليات الشراء؛
االهتمام بقضايا التمويل واالستثمار الدوليين بسبب التقدم الهائل في تكنولوجيات االتصال وتحرير التجارة،
االهتمام بتزايد األعباء المالية الناتجة عن مشكلة التضخم والحاجة إلى مواجهة نتائج االرتفاع المضطرد في
األجور والفوائد واالنخفاض النسبي في أسعار األسهم؛
االهتمام بالمسؤولية االجتماعية للمؤسسات من خالل قضايا البيئة.
و -األلفيـة الثـالثـة :إن دور التسيير المالي في المؤسسة هو دور دائم التطور ،يتالءم مع ما يستجد من أفكار وأساليب
حديثة في العديد من المجاالت ،فاهتماماته تختلف في هذه األيام عما كان قبل سنوات ،وال شك في أن ما سيكون في
(*)
Capital Asset Pricing Model
(**)
Arbitrage Pricing Theory
4
المستقبل سيختلف عما هو عليه اآلن ،لذا فقد بات لزاما أن يواكب هذه التغيرات على نحو جاد ،لتتضمن اهتمامات
التسيير المالي خالل سنوات األلفية الثالثة القضايا التالية:
أ -تعـظيـم قيـمة المؤسسة :يعتقد العديد من رواد التسيير المالي وعلى رأسهم كل من "هاالي" (،)Haley
"شول" (" ،)Schallبوغ" (" ،)Pogueالل" ( )Lallو "فان هورن" ( ،)Van Horneإن تعظيم قيمة المؤسسة أو ما يعبر
عنه أحيانا بالقيمة السوقية لألسهم العادية أو تعظيم ثروة المالك يمكن أن يكون مقبوال من وجهة نظرهم كهدف
للتسيير المالي ،على اعتبار أن هدف تعظيم قيمة المؤسسة يمكن أن:
يعكس الكثير من المتغيرات التي تهم المستثمر مثل :مقدار العائد المحقق ،وتوقيت حدوثه ومدى استمراره
ومدى التأكد من إمكانية تحقيقه؛
يعتبر معيارا لتقييم كفاءة االدارة من خالل قراراتها المالية خصوصا بعد انفصال الملكية عن اإلدارة وتعدد
األشكال القانونية للمؤسسات؛
يعكس االستخدام الفعال للموارد االقتصادية الوطنية من خالل الكفاءة في تخصيص مدخرات المستثمرين عبر
الزمن بإحداث أفضل توليفة بين العائد والمخاطرة؛
ويتجاوز العديد من االنتقادات التي وجهت لهدف تعظيم الربح كهدف للتسيير المالي بالمؤسسة نذكر منها:
كلمة الربح تبدو غـامضة :فقد يكون المقصود تعظيم الربح في األجل الطويل حتى ولو تعارض مع تحقيقه في
األجل القصير ،أو يقصد به معدل العائد على السهم أم على رأس المال ،أم يقصد به العائد على المبيعات أو على
إجمالي أصول المؤسسة؛
يمكن أن يكـون هدف غير إنسـاني :حيث ينطوي عليه استغالل اإلنسان أسوء استغالل ،والرفع من األسعار
كلما أمكن ذلك حتى يتم الوصول بقيمة األرباح إلى أقصى حد ممكن؛
يتجـاهل المخـاطر :وهذا بشأن التدفقات النقدية المستقبلية ،فالمؤسسة تفضل التدفقات النقدية المؤكدة على
التدفقات النقدية غير الم ؤكدة في حالة تساوي تلك التدفقات في المشاريع االستثمارية ،ففي حالة االعتماد على الربح
فاالنحياز يكون تجاه المشروعات األكثر ربحا بغض النظر عن المخاطر ،في حين أن المساهمين ال يقبلون بالمشاريع
ذات المخاطر المرتفعة؛
هدف قصيـر األجل :ويمثل وجهة نظر محدودة ،فيمكن للمؤسسة أن تحقق أرباح في المدى القصير و هذا ال
يعني استمرار نشاطها في المستقبل إذا كانت هذه األرباح ضئيلة مقارنة بحجم الموارد المستخدمة من طرف
المؤسسة ،أو أن هذه األرباح غير متوافقة مع نتائج المؤسسات المماثلة في نفس القطاع؛
الربح المطلق ال يأخذ بالقيـمة الزمنية للنقـود :فلو حقق مشروعان ربحا مقداره 10000دينار أحدهما حققه في
السنة األولى ،والثاني حققه في السنة الثانية ،فالربح بالمفهوم المطلق متساو في الحالتين ،ولكن إذا أخذ عنصر الزمن
5
بعين االعتبار فلن يتساويا أبدا إال إذا كان سعر الفائدة أو الخصم يساوي صفرا ،ومثل هذا اإلشكال ال يثار إال عند
استعمال فكرة صافي القيمة الحالية ) 1 (Vanفي عملية االختيار بين المشروعين؛
اعتمـاد الربح على المعطيـات التي توفرها المحـاسبة العـامة :في الوقت الذي تمتثل فيه المحاسبة العامة
لقواعد قانونية وضريبية تؤثر كثيرا على المعنى الذي تؤديه مختلف المقادير المحاسبية والتي من بينها الربح،
وبالتالي تقلل من مصداقية التحليل؛
ال يعد معيـارا لألداء :تعتبر المردودية معيارا أفضل من الربح للحكم على األداء فالربح عبارة عن رقم مطلق
ال يشير إلى حجم رأس المال أو االستثمارات التي حققته ،بينما المردودية تربط بين الطرفين ،األمر الذي يسهل
إجراء مقارنات مع معدالت المردودية للسنوات السابقة ودراسة تطورها وإجراء مقارنات مع مؤسسات تنتمي إلى
نفس القطاع.
-8المتغيرات المؤثرة في عمليات التسيير المالي :مما ال شك فيه أن المحيط قد أصبح أكثر خطرا وتهديدا مما كان
عليه في الوقت الماضي وذلك نتيجة للتطور التكنولوجي وبروز دور نظم المعلومات وتحرير األسواق وما صاحبه
من اتجاه إلى عولمة نشاط المؤسسات ،جعلت من عملية التأقلم معه أمرا صعبا ومعقدا من جهة ،وضروريا وحتميا
من جهة أخرى .ويمكن لمكونات المحيط المالي أن تعيق بلوغ التسيير المالي هدفه لذا يجب التعرف على المتغيرات
ذات التأثير.
األسواق المـالية :تلعب األسواق المالية دورا أساسيا في النشاط االقتصادي ،إذ إن وجود أسواق مالية تتميز
بالكفاءة له مزايا عديدة سواء في تخفيض تكاليف التمويل ،وتسهيل خلق األدوات المالية التي تتجه إليها المؤسسات،
كما تعمل على تحفيز المؤسسات على تحسين مستوى األداء والرفع من معدالت نمو قيمتها عبر الزمن ،حيث نجد أن
السوق المالية تؤثر على أداء التسيير المالي من خالل ما توفره من أدوات ومعلومات مالية حسب طبيعة السوق سواء
كانت أولية أو ثانوية.
المؤسسات المـالية :إن وجود المؤسسات المالية في االقتصاد اليوم يعد ضرورة حيوية ليس فقط لكونها
متعامل اقتصادي مهم ،ولكن لكونها سمحت بإيجاد الحلول للعديد من المشكالت المرتبطة بالتمويل ،وفي الحقيقة يمكن
تسجيل أهمية وجود المؤسسات المالية لكل طرف من أطراف عالقة التمويل من خالل تحويل الموارد المالية من
الوحدات ذات الفائض إلى الوحدات ذات العجز ،و يمكن تقسيم المؤسسات المالية إلى نوعين هما:
المؤسسات المـالية النقدية :وهي مؤسسات مالية وسيطة تتمثل مهمتها األساسية في تلقي الودائع من األفراد
والمؤسسات وتقدم قروضا لطالبيها .ويتيح لها ذلك القدرة على إنشاء نقود الودائع فتؤثر بسلوكها في مقدار العرض
النقدي ،فتساهم بصفة فعالة في تمويل األنشطة االقتصادية ،والقيام بتقديم االستشارات المالية أثناء عملية االندماج
والسيطرة وإعادة التنظيم وإنشاء الشركات.
المؤسسات المـالية غير النقدية :تشتمل تلك المؤسسات على شركات التأمين وصناديق المعاشات ،وهي
مؤسسات مالية وسيطة تجمع مواردها على فترات دورية وعلى أساس تعاقدي ،حيث نجد أن الجزء األكبر من
مواردها يتشكل من األموال الناتجة عن بيع أوراق تجارية وإصدار أسهم وسندات ،وهذه المؤسسات ال يمكنها إنشاء
نقود الودائع في المقابل فقد حققت المؤسسات المالية مزايا عديدة للشركات نذكر منها:
مصداقية المؤسسات المالية مضمونة نظرا للقوانين والتنظيمات المعدة خصيصا لحماية المودعين؛
إمكانية الحصول على السيولة في أي وقت؛
تجنب خطر عدم التسديد الذي يكون كبيرا في حالة اإلقراض المباشر؛
تشير إلى الفرق بين القيمة الحالية للتدفقات النقدية الداخلية والقيمة الحالية للتدفقات النقدية الخارجية القتراح استثماري معين وهي تحسب كما يلي: 1
n
CFt
VAN I
t 1 (1 K) t
6
توفر الجهد و الوقت ،فالمؤسسات المالية وبحكم طبيعة نشاطها تتيح إمكانية مستمرة لقبول األموال في أي
وقت وإقراضها.
المتغيـرات االقتصـاديـة :تتمثل في مجموعة عوامل النظام االقتصادي الذي تتواجد فيه المؤسسة ،فالنظام
االقتصادي قد يتيح عناصر إيجابية أو سلبية للمؤسسة ،وأهم المتغيرات االقتصادية معدالت :الفائدة ،التضخم،
الصرف.
oمعـدالت الفـائـدة :عادة ما تقترن معدالت الفائدة بمصادر التمويل سواء كانت هذه المصادر طويلةة أم
قصيرة ،وتتفاوت هذه المعدالت حسب تفاوت آجال االقتةراض ،فمعةدالت الفائةدة علةى القةروض قصةيرة األجةل تكةون
أ قل منه في حالة القروض طويلة األجل ،كما يمكةن لمعةدالت الفائةدة أن ترتفةع نتيجةة الزيةادة فةي الطلةب علةى رؤوس
األموال الحاصل عن الرواج االقتصادي وهذا االرتفاع يؤثر على أداء التسةيير المةالي بالمؤسسةات التةي تقةوم بتمويةل
أصولها عن طريق القروض
تعتبر معدالت التضخم من أهم المتغيرات التي تعيق عمل التسيير المالي في oمعـدالت التـضـخم:
المؤسسة ،حيث أن معدالت التضخم تؤثر على التكاليف اإلنتاج نتيجة الزيادة في مستوى أجور العاملين الحاصةلة فةي
حالة االقتصاديات ذات التضخم المرتفع ،كما تؤثر معدالت التضخم على كل من:
أقساط االهتالك المجمع المحتسبة على أساس القيمة التاريخية التي تقل عن القيمة اإلحاللية بالنسبة لألصول
بسبب ارتفاع في مستوى األسعار المصاحبة لظاهرة التضخم؛
النسب المالية التي تكون األصول الثابتة طرفا فيها للحكم على كفاءة التسيير المالي طالما أنها تظهر بقيمة تقل
عن القيمة اإلحاللية؛
من بين الصفات التي تميز المحيط الدولي للمؤسسة عدم االستقرار في oمعـدالت الصـرف:
معدالت صرف العمالت ،والتي تفرض على المؤسسة االقتصادية أثناء ممارستها ألنشطتها على المستوى الدولي
التعامل بعمالت تختلف عن العملة الوطنية ،وعليها اتخاذ قرارات مالئمة لمواجهة هذه التقلبات في معدالت الصرف،
فالتسيير المالي معني باالهتمام بحركة العمالت وهذا ما يتطلب تحديد مختلف المخاطر المتعلقة بصرف العمالت
حتى تتمكن من تغطيتها ،ومن بين هذه المخاطر:
خطر الصرف االقتصـادي :هو ذلك الخطر الذي تالحظه المؤسسة من خالل التطور غير المتوقع لمعدالت
الصرف والذي ينتج عنه أثار على الجانب التنافسي للمؤسسة.
خطر الصرف التحويـلي :ينجم هذا الخطر عن تحويل وترجمة الوضعيات والقوائم المالية بين المؤسسات
وفروعها في الخارج ،أو من خالل إعادة تقييم لممتلكات المؤسسة بعملة أخرى من طرف البنوك والمؤسسات المالية.
خطر المعـامالت أو الصفقـات :هذا الخطر ينشأ نتيجة تقلبات في معدل الصرف خالل فترة انجاز الصفقة
أو التسوية.
د -المتغيـرات السيـاسية والتشريـعية :تعتبر هذه المتغيرات من المحددات المهمة للقرارات التي يتخذها
التسيير المالي كونها ال تؤثر فقط على النتائج التي تحققها المؤسسات ،بل يتعداها ليشمل حتى رؤوس األموال
المستثمرة على مستوى الدولة ،لذا يولي المسؤول المالي أهمية بالغة لهذه المتغيرات لما تتيحه من فرص وتحديات،
ويمكن تقسيمها إلى:
المتغيرات التشريـعية :تحدد المتغيرات التشريعية الحقوق والواجبات على التسيير المالي بالمؤسسة ولمختلف
المتعاملين االقتصاديين معها ،إذ أن االتصاف بالمرونة مع التغيرات الظرفية للقوانيـن يعطي أكثر كفاءة وفعالية
لإلدارة المالية ويساعدها كثيرا على تحقيق أهدافها ،كما قد تفسر هذه المتغيرات جزءا مهما من فشل أو نجاح اإلدارة،
وتبين األطر القانونية الشروط التي يجب أن تتوفر داخل القطاع وقواعد العمل فيه مثل :القوانين الضريبية ،القوانين
المتعلقة بالبيئة ،قوانين االستثمار وحركة رؤوس األموال وكذلك بالنسبة لالحتياطي اإلجباري ...الخ.
المتغيرات السيـاسية :يعبّر عن مجموع المتغيرات السياسية بالمناخ السياسي السائد في المجتمع ،ويعتبر هذا
المناخ محددا مهما لقرار االستثمار لكونه ال يؤثر فقط على النتائج المحققة من قبل المؤسسة ،بل يتعداها ليشمل حتى
7
رؤوس األموال المستثمرة بها ،لهذا تولي التسيير المالي بالمؤسسة أهمية بالغة لطبيعة المتغيرات السياسية بما تحدثه
من مخاطر تؤثر على درجة العائد.
وبصفة عامة فإن المتغيرات السياسية تؤثر في البيئة المالية للتسيير المالي بالمؤسسة بصفة مباشرة أو غير
مباشرة من خالل ما تفرضه من قيود أو ما توفره له من امتيـازات مثل :النظم االقتصادية ،الشراكة ،التكتالت
اإلقليمية...الخ.
التحليل المـالي
-1مفهـوم التحليـل المـالي:
8
-4االطراف المستفيـدة من التحليـل المـالي:
المستثمرون :يهتمون بالمعلومات التي يوفرها التحلل المالي التي تخص: -1
9
10
-5التطور التاريـخي للتحليـل المـالي:
ما بعد الكساد العظيم (مخاطر الحقوق) :االدوات المستخدمة في هذه المرحلة:
الميزانية المالية ؛
النسب المالية ؛
راس المال العامل الصافي.
بداية السبعينات (تحليل المخاطر الصناعية) :االدوات المستخدمة في هذه المرحلة:
الميزانية الوظيفية ؛
11
االحتياج في راس المال العامل.
نهاية الثمانينات ( التحليل ضمن اقتصاد السوق) :االدوات المستخدمة في هذه المرحلة:
المردودية االقتصادية ؛
اثر الرافعة المالية ؛
اثر المقص والنقطة الميتة.
بداية التسعينات حتى اآلن (تحليل القيمة) :االدوات المستخدمة في هذه المرحلة:
جدول تدفقات الخزينة ؛
فائض الخزينة لالستغالل ،وفائض الخزينة المتاح.
-6منهجية التحليـل المـالي:
-7دور القوائم المـالية في التحليـل المـالي :تعتبر بيانات القوائم المالية بمثابة المدخالت الرئيسية في عملية
التحليل المالي ،لذا وجب ان تتوفر فيها مجموعة من الخصائص اهمها:
-الداللة :يجب ان تظهر القوائم المالية كل البيانات الهامة والتي قد تؤثر في قرار مستخدميها ؛
-القابلية للفهم :اي انه بامكان المطلع الذي لديه مبادىء اولية فهم محتوى هذه القوائم ؛
-المصداقية :ان ال تظهر اال البيانات التي يراها المسير صحيحة وتعبر بصدق عن وضعية المؤسسة ؛
-القابلية للمقارنة :اي انها توفر للقدرة على مقارنتها زمنيا ومع قوائم اخرى من خالل تطبيق نفس
االساليب وطرق التقييم ؛
-اسبقية الواقع االقتصادي على المنطق المالي :ان تظهر كل االصول المراقبة من قبل المؤسسة حتى وان
لم تكن مالكتها قانونا.
-8القوائم المـالية المستخدمة في التحليـل المـالي :نذكر منها:
أ -الميزانية :طبقا للنظام المحاسبي المالي قان الميزانية تظهر بصفة مستقلة عناصر االصول
والخصوم التي تصنف على اساس خاص ،حيث تصنف االصول والخصوم الى:
االصول غير الجارية :وهي االصول الموجهة لخدمة المؤسسة بصفة دائمة لفترة طويلة ،وتشمل:
التثبيتات المعنوية :برمجيات المعلوماتية ،العالمات التجارية..
12
التثبيتات المالية :سندات الفروع ،سندات مساهمة اخرى..
االصول الجارية :هي االصول التي تتوقع المؤسسة بيعها او استهالكها خالل دورة االستغالل العادية،
اضافة الى العمالء والنقديات.
الخصوم غير الجارية :هي عبارة عن االلتزامات الراهنة التي يتوقع تسديدها بعد 12شهرا الموالية لنهاية
الدورة المحاسبية منها :القروض ،ديون مالية..
الخصوم الجارية :هي عبارة عن االلتزامات الراهنة التي يتوقع تسديدها خالل 12شهرا الموافقة للدورة
المحاسبية منها :موردون ،ديون اجتماعية..
االموال الخاصة :هي الفرق بين اصول المؤسسة وخصومها منها :راس المال ،عالوات ،احتياطات..
ب -جدول حسابات النتائج :حسب النظام المحاسبي المالي فإن جدول حسابات النتائج هو بيان ملخص
لألعباء والمنتوجات المنجزة من الكيان (المؤسسة) خالل السنة المالية وال يأخذ في الحساب تاريخ التحصيل أو
تاريخ السحب ويبرز بالتمييز (وضوح) النتيجة الصافية للسنة المالية (الربح أو الخسارة).
-9االرصدة الوسيطية للتسيير (الدراسة التفصيلية لعناصر حساب النتائج) :اعتمادا على االرصدة الوسيطية
للتسيير يمكن تحليل كيفية تشكل نتيجة الدورة ،وذلك بتحليل الهوامش وتحديد النتائج كما يلي:
إنتاج السنة المالية :يتمثل في اجمالي المنتجات المصنعة من طرف المؤسسة وااليرادات المتولدة عن
النشاط االستغاللي ،وهو مؤشر مرجعي للحكم عن القدرة االنتاجية للمؤسسة ،ويدخل في حسابه أربع حسابات
وهي:
إنتاج السنة المالية= رقم االعمال (حـ ±)70التغير في المخزونات (حـ +)72اإلنتاج المثبت (حـ +)73إعانات
االستغالل (حـ)74
حـ :70المبيعات من البضائع والمنتجات المصنعة والخدمات المقدمة والمنتوجات الملحقة. -
حـ :72اإلنتاج المخزن أو المنتقص من المخزون ،أي أن هذا الحساب يمكن أن يكون موجبا أو سالبا -
وذلك حسب التغير في المخزون بالزيادة أو النقصان.
حـ :73اإلنتاج المثبت ،اي إنتاج المؤسسة لحاجتها الخاصة. -
حـ :74إعانات االستغالل. -
حـ :60المشتريات المستهلكة :من البضائع المبيعة والمواد األولية والتموينات األخرى...
حـ :61الخدمات الخارجية ،أي الخدمات المستلمة من الغير.
حـ :62االستهالكات الخارجية األخرى.
القيمة المضافة :تعبر عن االضافة التي قدمتها المؤسسة من خالل نشاطها االساسي ،تساعد في تحليل الوضع
المالي للمؤسسة من خالل:
-قياس معدل نمو المؤسسة ،باالعتماد على العالقة التاليةCn = VAn – VAn-1 / VAn :
13
-قياس الوزن االقتصادي للمؤسسة ،باالعتماد على العالقة التاليةPi = VAi / PIB = VAi / ∑ VAi :
وهي عبارة عن الفرق بين إنتاج السنة المالية واستهالك السنة المالية = إنتاج السنة المالية -استهالك السنة المالية
إجمالي فائض االستغالل :هو رصيد التدفقات الحقيقية لالستغالل اي مقياس للثروة المالية المحققة من
النشاط االستغاللي للمؤسسة ،وهو القيمة المضافة لالستغالل مطروح منها أعباء المستخدمين والضرائب
والرسوم والمدفوعات المماثلة ،أي:
إجمالي فائض االستغالل = القيمة المضافة لالستغالل – أعباء المستخدمين (حـ –)63والضرائب والرسوم
والمدفوعات المماثلة (حـ)64
النتيجة العملياتية :عبارة عن رصيد دورة االستغالل ،عبارة عن إجمالي فائض االستغالل مضافا إليه
المنتجات العملياتية األخرى ومطروحا منه األعباء العملياتية األخرى وكذا مخصصات االهتالكات والمؤونات
وخسارة القيمة ومضافا إليه استرجاع على خسائر القيمة والمؤونات ،أي أن:
النتيجة العملياتية = إجمالي فائض االستغالل+المنتجات العملياتية األخرى(حـ –)75األعباء العملياتية األخرى
(حـ –)65مخصصات االهتالكات والمؤونات وخسارة القيمة(حـ+)68استرجاع على خسائر القيمة والمؤونات
(حـ.)78
النتيجة المالية :وهي النتيجة التي تم تحقيقها من خالل العمليات المالية التي تم القيام بها حيث تمثل الفرق
بين المنتوجات المالية الناتجة عن عمليات االقراض واألعباء المالية الناتجة عن عمليات االقتراض:
النتيجة العادية قبل الضرائب :وهي مجموع كل من النتيجة العملياتية والنتيجة المالية:
النتيجة الصافية لألنشطة العادية :وذلك بعد طرح الضرائب الواجب دفعها عن النتائج العادية والضرائب
المؤجلة عن النتائج العادية:
النتيجة الصافية لألنشطة العادية = النتيجة العادية قبل الضرائب – حـ( 695و – )698حـ( 692و)693
النتيجة غير العادية (االستثنائية) :وهي عبارة عن الفرق بين العناصر غير العادية (المنتجات) والعناصر
غير العادية (األعباء):
النتيجة غير العادية = غير العادية (المنتجات) (حـ – )77والعناصر غير العادية (األعباء) (حـ.)67
النتيجة الصافية اللسنة المالية :وهي عبارة عن جمع أو طرح (حسب الحالة) النتيجة الصافية لألنشطة
العادية والنتيجة غير العادية.
صافي نتيجة السنة المالية = النتيجة الصافية لألنشطة العادية ±النتيجة غير العادية.
14
أساليب التحليل المالي
-1أسلوب النسب المالية :تعتبر النسب المالية إحدى أهم وأقدم وسائل التحليل التي يعتمد عليها في تشخيص وتقييم
الوضعية المالية للمؤسسة ورغم ظهورها و استعمالها منذ بداية القرن 19إال أنها ال تزال تمثل إحدى أهم أدوات
التحليل المالي.
-2تعريف النسب المالية :تعرف النسبة المالية على أنها أداة من أدوات التحليل المالي تقوم على دراسة مكونات
القوائم المالية بعضها بعض في شكل نسب ،على هذا األساس نجد أن النسبة المالية تعبر عن العالقة بين عنصرين
متجانسين ومرتبطين بمعنى اقتصادي وهذا بهدف استخالص عناصر ظاهرة معينة و تؤخذ العناصر المذكورة عادة
من الميزانية المالية أو جدول حسابات النتائج أو كالهما معا.
مالحظات - :النسبة المالية التي ليس لها معنى واضح يمكن ان يدل على الوضعية المالية ال قيمة لها؛
-النسبة المالية يكون لها معنى إذا تم مقارنتها مع مثيالتها في السنوات السابقة؛ أو مقارنتها مع النسب
الخاصة بالقطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة أو مقارنتها مع النسب المعيارية.
جرت العادة بين المحللين والمنظرين على تقسيم النسب إلى مجموعات كما يلي:
أوال :نسب السيولة :يهدف هذا الصنف من النسب إلى قياس وتقييم القدرة المالية للمؤسسة على المدى القصير ويتم
ذلك من خالل قياس قدرة المؤسسة على مقابلة التزاماتها قصيرة األجل قبل استحقاقها من خالل التدفقات النقدية
الناتجة عن دورة االستغالل.
وتحسب هذه القدرة من خالل المقارنة بين مجموع األصول الجارية ومجموع الخصوم الجارية ومن أهم النسب
المستخدمة في ذلك نذكر:
-1نسبة السيولة العامة (:نسبة التداول ) :تقيس هذه النسبة قدرة المؤسسة على تغطية التزاماتها قصيرة األجل
وذلك باالعتماد على األصول الجارية ،هذه النسبة يجب أن ال تقل عن " "1وكل نسبة تزيد عن ذلك تعتبر هامش أمان
بالنسبة للمؤسسة.
-2نسبة السيولة السريعة :يؤخذ على النسبة السابقة (نسبة التداول ) أنها تعامل األصول المتداولة بالتماثل في
حين وجب التدقيق في مكوناتها و ربطها مع الموجودات الثابتة لذلك وجدت نسبة السيولة السريعة التي تقيس قدرة
المؤسسة على تسديد التزاماتها باستخدام األصول الجارية سهلة التحويل إلى نقدية واستبعاد عنصر المخزونات نظرا
لمشاكلها المختلفة ( فقدان القيمة ،طول فترة التسويق ،التلف ) ...وتحسب هذه النسبة :
-3نسبة السيولة الجاهزة ( نسبة النقد ) :يهتم المحللون بهذه النسبة الن موجودات المؤسسة من النقد هي موجودات
سائلة وجاهزة حيث يمكن االعتماد عليها في الوفاء بااللتزامات خاصة إذا كانت المؤسسة تعاني من صعوبة في
التحكم في التدفقات النقدية المتأتية من المخزون و العمالء ،فهي تعبر عن قدرة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها
قصيرة االجل متى استحقت الدفع ،تحسب هذه النسبة كما يلي :
-1معدل دوران ( العائد ) على األصول الثابتة :يعتبر هذا المعدل بمثابة مؤشر على مدى كفاءة المؤسسة في استغالل
أصولها الثابتة (غير الجارية ) لتوليد حجم معين من المبيعات يحسب كما يلي:
معدل الدوران األصول الثابتة = رقم األعمال خارج الرسم /إجمالي األصول غير الجارية
-2معدل دوران األصول المتداولة ( الجارية ) :تعبر هذه النسبة عن مدى مساهمة كل دينار مستثمر في األصول
المتداولة في توليد مبيعات المؤسسة وعلى أساس هذه المساهمة يمكن تفسير قدرة إدارة هذه المؤسسة على تنشيط
دورة االستغالل كما يمكن من خاللها الحكم على حجم االستثمار في دورة االستغالل ،تحسب كما يلي:
معدل دوران األصول المتداولة = رقم األعمال خارج الرسم /األصول الجارية
تعكس المعدالت السابقة السرعة التي تتمكن فيها المؤسسة من تحصيل حساباتها المدينة وتصريف مخزونات ويمكن
تحليل وتفسير النسبة السابقة بشكل اكثر دقة من خالل :
-1-2معدل دوران المخزون :تعبر هذه النسبة على عدد المرات التي يتحول فيها المخزون السلعي إلى مبيعات
وكلما انخفض هذا المعدل دل على أن المؤسسة تعاني من بطىء في تصريف مخزوناتها وهو ما يؤدي إلى تجميد
جزء من األموال على شكل مخزون ومن جهة أخرى فان زيادة هذا المعدل قد تعني زيادة نشاط المؤسسة ويحسب
كما يلي:
تستعمل النسب السابقة عادة من طرف المحلل الخارجي ألنه يجد صعوبة في الحصول على معلومات دقيقة تبين
حركة المخزون في المؤسسة بشكل مفصل إما إذا استطاع المحلل الحصول على تلك المعلومات فانه يصبح من
المناسب حساب مختلف معدالت المخزون كما يلي :
معدل دوران البضاعة = تكلفة شراء البضاعة /متوسط المخزون من البضاعة
معدل دوران المواد األولية = تكلفة شراء المواد األولية /متوسط المخزون من المواد األولية
معدل دوران منتجات المصنعة = تكلفة إنتاج المنتجات المصنعة /متوسط المخزون المنتجات المصنعة
معدل دوران المدينون ( العمالء و الحسابات الملحقة ) :يتوقف نجاح المرحلة السابقة (مرحلة تصريف -2-2
المخزونات) من نجاح هذه المرحلة حيث تبدأ من تاريخ البيع للعمالء وتستمر إلى غاية تحويلهم إلى سيولة
وتعبر النسبة التالية عن ذلك:
معدل دوران المدينون = صافي المبيعات اآلجلة السنوية داخل الرسم /رصيد الحسابات المدينة ( رصيد
نهاية المدة )
متوسط فترة التحصيل من العمالء = /360معدل دوران المدينون
-2-3معدل دوران الدائنون ( الموردون والحسابات الملحقة ) :تعبر هذه النسبة عن اآلجال الممنوحة من طرف
الموردين بالنسبة للمؤسسة وهي بمثابة مصدر تمويل قصير األجل و تحسب كاآلتي:
معدل دوران الدائنون = المشتريات السنوية اآلجلة السنوية داخل الرسم /رصيد الحسابات الدائنة ( رصيد
نهاية المدة )
متوسط فترة التسديد = / 360معدل دوران الدائنون
ثالثا :نسب المديونية :تقيس هذه الفئة من النسب مدى اعتماد المؤسسة على الديون في تمويل أصولها وذلك مقارنة
مع التمويل الداخلي ( االموال الخاصة ) ومن أهم هذه النسب نذكر:
-1نسبة المديونية ( المالئمة العامة ) :تقيس هذه النسبة حجم الديون التي ساهم بها الغير الى اجمالي أصول
المؤسسة حيث كلما تدنت هذه النسبة دل على أن المؤسسة تعتمد في تمويل أصولها على أموالها الخاصة وتحسب
بالعالقة :
-2نسبة االستقاللية المالية :تقيس هذه النسبة نسبة الديون الى االموال الخاصة ومن ثم تحديد درجة اعتماد
المؤسسة على التمويل الخارجي مقارنة بالمصادر الداخلية وتحسب بالعالقة :
17
-3نسبة التمويل الدائم :تقيس هذه النسبة التوازن الموجود بين االموال الدائمة واالصول الثابتة وتحسب
بالعالقة :
نسبة التمويل الدائم = االموال الدائمة (االموال الخاصة +الديون الطويلة االجل ) /االصول الثابتة
-4القدرة على السداد :تساعد هذه النسبة في قياس وتحديد قدرة المؤسسة على تسديد ديونها المالية وتحسب
بالعالقة :
القدرة على السداد = الديون المالية ( ديون طويلة االجل ) /القدرة على التمويل الذاتي
القدرة على التمويل الذاتي :قدرة المؤسسة على التمويل من داخل المؤسسة بمجموع المصادر المالية
الداخلية المستخرجة من نشاط المؤسسة خالل دورة االستغالل والمعدة من اجل مقابلة االحتياجات المالية
للدورة ،يحسب هذا الرصيد من جدول حسابات النتائج بمجموعة من الطرق نذكر منها :
القدرة على التمويل الذاتي = النتيجة الصافية +مخصصات االهتالكات والمؤونات – المسترجعات عن
خسائر القيمة والمؤونات – القيمة المحاسبية لعناصر االصول المتنازل عنها – فائض القيمة الناتج عن
التنازل عن التثبيتات غير المالية – اقساط االعانات االستثمارية
-5التمويل الذاتي :ويقصد به الباقي من القدرة على التمويل الذاتي بعد توزيع االرباح
التمويل الذاتي = القدرة على التمويل الذاتي – االرباح الموزعة خالل الدورة
رابعا :نسب الربحية والمردودية :تعتبر هذه المجموعة واحدة من االتجاهات صعبة التحديد والقياس ذلك لعدم وجود
وسيلة متكاملة تحدد متى تكون الشركة ربحت ،إذ أن الكثير من الفرص االستثمارية تتضمن التضحية بالربح الحالي
مقابل ارباح مستقبلية باالضافة الى ان الربحية محاسبيا تتجاهل حجم المخاطر المصاحبة لذلك ومن اهم المؤشرات :
-1المردودية التجارية :تقيم هذه النسبة السياسة التسعيرية المنتهجة من طرف المؤسسة لمدى تحكم هذه
االخيرة في تكاليف منتجاتها ،تحسب بالعالقة :
االعمالالرسم
خارج الرسم رقم خارج
االعمال رقم
غالل / العادية /
االست لالنشطة
االجمالي الصافية
الفائض المردودية النتيجة
التجارية = =
-2هامش الربح :يدل هذا المؤشر على مدى كفاءة المؤسسة في ادارة ومراقبة التكاليف بجميع اصنافها.
االيرادات
المحقق لكل دينار مستثمر نسبةاجمالي
االيراد الكلي المالية / الصافية للسنة
االصول اي النتيجةانتاجية الربح =
المؤشر على هامشهاذا
-3منفعة االصول :يعبر
في االصول وتحسب بالعالقة :
18
معدل العائد على االصول = النتيجة الصافية للسنة المالية /مجموع االصول
الرافعة المالية ترتبط بقدرة المؤسسة على تشغيل أموال الغير ذات التكلفة الثابتة سواء كان في شكل قروض طويلة
األجل أو عبارة عن أسهم ممتازة بشكل يمكنها من زيادة العائد.
ومن بين دالئل ومؤشرات ارتفاع درجة الرفع المالي في المؤسسة ما يلي:
الزيادة في الدخل المتحقق ألصحاب المؤسسة أو مساهميها نتيجة المتاجرة بأموال الغير؛
زيادة العائد المتحقق عن استخدام أموال الغير(االقتراض) عن فائدة ذلك االقتراض؛
زيادة معدل العائد على حقوق المساهمين عن معدل الفائدة المدفوعة؛
زيادة معدل العائد على اإلستثمار عن الواحد الصحيح.
ويسمح أثر الرفع المالي بمعرفة األثر اإليجابي أو السلبي لديون المؤسسة على مردوديتها المالية ،ويمكن
إبراز هذه العالقة كما يلي:
يمكن إدخال المتغيرات التالية في التحليل وهي:
:CPاألموال الخاصة؛
:Dالديون؛
:Kاألصول االقتصادية؛
:iمعدل الفائدة على القروض؛
19
:tمعدل الضريبة
:Rnصافي الربح بعد الفائدة والضريبة= ( صافي ربح العمليات -الفوائد)( -1معدل الضريبة)
) Rn (Re iD ).(1 t
Rcp
Rn
(Re .K iD )(1 t )
CP CP
D
Rcp Re(1 t ) ) (Re i )(1 t
CP
D
Rcp (1 t ) Re (Re i )
CP
D
والذي يعبر عن أثر الرفع إذن المردودية المالية تساوي إلى المردودية االقتصادية مضافا إليها المقدار (Re i ) :
CP
المالي ،ويمكن أن يلعب أثر الرفع المالي ثالثة أدوار هي:
-حالة المردودية االقتصادية أقل من معدل الفائدة ( :)i ˂ Reفي هذه الحالة يكون الرفع المالي في غير صالح
المؤسسة ،أي بزيادة االعتماد على القروض تنخفض المردودية المالية.
-حالة المردودية االقتصادية يساوي معدل الفائدة ( :)i = Reفي هذه الحالة يكون الرفع المالي بدون أثر على
المردودية المالية.
-حالة المردودية االقتصادية أكبر من معدل الفائدة ( :)i > Reفي هذه الحالة يكون الرفع المالي في صالح المؤسسة،
فالمؤسسات تلجأ إلى الديـون كمصدر تمويـل رغم توفرها على بدائل أخرى نظرا للتأثير اإليجابي للديون على
المردودية المالية نظرا ألن المردودية االقتصادية تغطي أعباء االقتراض.
خامسا :نسب السوق :يتمثل دور هذه المجموعة من النسب في الوقوف على تقييم السوق المالي الداء المؤسسة ،اي
تقييم اداء اسهم المؤسسة في سوق االوراق المالية ،ذلك ان االوضاع المالية والنتائج الي مؤسسة تنعكس على اسعار
اسهمها وبالتالي فان هذه المجموعة تعتمد على بعض البيانات المالية واالقتصادية ،نذكر منها:
-1نسبة الدفع :هذه النسبة مؤشر على حجم االرباح الموزعة على حملة االسهم العادية من اجمالي المحققة
والمتاحة للتوزيع ،كما يلي:
نسبة الدفع = االرباح الموزعة على حملة االسهم العادية /النتيجة الصافية للسنة المالية
ان انخفاض هذه النسبة قد يعني وجود ضغوط من طرف بعض الدائنين وبالتالي ترغب المؤسسة في االحتفاظ
بجزء من السيولة لمواجهة االلتزامات ،اما ارتفاعها يدل على وصول المؤسسة الى مرحلة التشبع ،ما يغني عدم
وجود فرص استثمارية او قد يعني المحافظة على مستوى معين من التوزيع.
-2العائد على السهم :يمكن اعتبار هذه النسبة احد مؤشرات الربحية النها تقيس كمية االرباح التي تخص كل
سهم ،كما يلي:
سعر السهم الى عائده = القيمة السوقية للسهم /العائد المحقق للسهم
.1انتاجية العمال :تبين هذه النسبة مدى مساهمة كل عامل في القيمة المضافة التي حققتها المؤسسة ،تعطى
بالعالقة التالية:
.2نسبة مصاريف المستخدمين الى القيمة المضافة :تبين لنا هذه النسبة السياسة التشغيلية داخل المؤسسة من
خالل العالقة التالية:
21
التحليل المالي الوظيفي
يحاول هذا التحليل تجاوز القصور الذي ظهر في التحليل الكالسيكي (سيولة-استحقاق) وذلك بتقديم معيار
جديد لتصنيف عناصر األصول والخصوم يتناسب مع المفهوم الجديد للمؤسسة الذي يعتبرها وحدة اقتصادية تتضمن
ثالث وظائف أساسية :االستغالل ،االستثمار ،التمويل.
وظيفة االستغالل :تعتبر الركيزة األساسية لهذا التحليل تكتسب أهمية بالغة في تحليل الوضعية المالية
للمؤسسة حيث تعبر عن النشاط الرئيسي الذي أنشئت من أجله المؤسسة يتم من خاللها تحديد طبيعة نشاط
المؤسسة(إنتاجية ،تجارية )...تشمل المراحل التالية :التموين ،التخزين ،التصنيع ،البيع.
وظيفة االستثمار :يتمثل دورها في تزويد المؤسسة بمختلف المنشات و التجهيزات الضرورية لممارسة
النشاط ،تشمل العمليتين التاليتين:
وظيفة التمويل :يتمثل دور هذه الوظيفة في تغطية االحتياجات المالية للنشاط سواء تعلق األمر بوظيفة
االستغالل أو االستثمار وذلك من خالل المصادر التالية:
-مصادر داخلية :تتمثل في التمويل الذاتي الذي يتشكل من األرباح المحققة في السابق مضافا إليها
اإلهتالكات والمؤونات.
-مصادر خارجية :تتمثل في عمليات االقتراض من البنوك والمؤسسات المالية وكذلك عمليات الرفع
في رأس المال
-1بناء الميزانية الوظيفية :يتم بناء الميزانية الوظيفية من خالل إعادة ترتيب عناصر األصول والخصوم من
الميزانية المحاسبية كما يلي:
-1-1إعادة ترتيب عناصر األصول :يتم إعادة ترتيب عناصر األصول حسب المؤشر الوظيفي كما يلي:
22
عبارة عن حقوق خاصة بدورة استخدامات اإلستغالل -الزبائن
اإلستغالل -تسبيقات للموردين
-الزبائن والسندات المطلوب تحصيلها
-تسبيقات للمستخدمين
-مدينون آخرون لالستغالل
-أعباء تمثل تسبيقات لالستغالل
23
موارد خارج اإلستغالل Rhex استخدامات خارج اإلستغالل Ehex
موارد الخزينة RT استخدامات الخزينة ET
-2أدوات التحليل المالي الوظيفي (المعادلة األساسية للخزينة) :الهدف من خالل بناء الميزانية الوظيفية إلى
استخراج المؤشرات المالية التي تقيس التوازن المالي للمؤسسة من خالل مقارنة المصادر واإلستخدامات كما يلي:
R=E
-1-2رأس المال العامل الصافي اإلجمالي :هو ذلك الجزء من الموارد الدائمة المستخدم في تمويل دورة اإلستغالل
يعطى بالعالقة التالية ، FRNG=RD-Es :يمكن أن يأخذ الحاالت التالية:
( : 0 > FRNG -سياسة محافظة) :يتحقق ذلك عندما تكون Es > RDوبالتالي فان المسير المالي يجعل
المؤسسة تبتعد عن خطر العسر المالي ،وفي المقابل فان هذه السياسة يمكن ان تؤثر سلبا على ارباح
المؤسسة وذلك بسبب استخدام موارد طويلة االجل ذات التكلفة المرتفعة في تمويل استخدامات الدورة التي
يجب ان تمول بموارد قصيرة االجل ذات التكلفة المنخفضة او المنعدمة.
( : 0 < FRNG -سياسة جريئة) :يتحقق ذلك عندما تكون Es < RDوبالتالي فان المسير المالي يجعل
المؤسسة تقترب من خطر العسر المالي بسبب ان المؤسسة قامت بتمويل االستخدامات المستقرة ذات العمر
االقتصادي الطويل بموارد الدورة القصيرة االجل ،وفي المقابل فان هذه السياسة يمكن ان ترفع من ارباح
المؤسسة وذلك بسبب استخدام موارد قصيرة االجل ذات التكلفة التكلفة المنخفضة او المنعدمة في تمويل
استخدامات المستقرة التي يجب ان تمول بموارد طويلة االجل ذات التكلفة المرتفعة.
( : 0 = FRNG -سياسة مثالية) :او تسمى بمبدا التغطية تتحقق عندما تكون Es = RDوبالتالي فان المسير
المالي يجعل المؤسسة تبتعد من خطر العسر المالي وال تؤثر على ارباح المؤسسة.
-2-2اإلحتياج في رأس المال العامل :ينتج عن األنشطة العادية للمؤسسة مجموعة من اإلحتياجات بسبب تفاعل
مجموع عناصر األصول والخصوم الخاصة بدورة اإلستغالل فيتولد االحتياج المالي لإلستغالل عندما ال تستطيع
المؤسسة تغطية ديونها لإلستغالل بواسطة حقوقها ومخزوناتها ،هذا العجز يستطلع عليه باالحتياج في رأسمال العامل
وعلى هذا األساس فإن = BFR :احتياجات الدورة -موارد الدورة ،ينقسم الى:
24
: 0 > BFRاذا كانت قيمة BFRكبيرة وموجبة يعاب على المسير في هذه الحالة انه لم يبحث عن -
موارد قصيرة األجل والتي تكون غالبا تكلفتها منخفضة أو معدومة احيانا
: 0 < BFRفي هذه الحالة تكون احتياجات الدورة أقل من موارد الدورة يعاب على المسير في هذه -
الحالة أنه لم يستخدم تلك الموارد في توسيع دورة االستغالل وبالتالي زيادة نشاط المؤسسة
: 0 ₌ BFR -موارد الدورة ₌ احتياجات الدورة
3-2الخزينة :تتشكل الخزينة عندما تستخدم المؤسسة رأسمال العامل الصافي االجمالي في تمويل احتياجات رأسمال
العامل ( لالستغالل أو خارج االستغالل) فاذا تمكنت من تغطية هذا االحتياج يكون رصيد الخزينة موجب وهي حالة
Tng=ET-RT فائض وفي العكس تكون الخزينة سالبة وهي حالة عجز تعطى بالعالقة التالية :
وبالتالي فان رأس مال العامل الصافي عبارة عن تمويل طويل األجل.
المبالغ
BFR
عجز فائض
T>0
T<0 T=0
الزمن
BFR
FRng
FRng Tng
BFR FRng BFR
Tng
-3شروط التوازن المالي :حتى يتحقق التوازن المالي حسب التحليل الوظيفي يجب:
: 0> FRng يتحقق ذلك عندما تتمكن المؤسسة من تغطية االحتياجات المستقرة بموارد دائمة أيRD > ES:
:FRng > BFR أي أن FRngيغطي BFRبشقيه االستغالل والخارج االستغالل ( ( BFRhex+BFRex
: Tng > 0 ليتحقق ذلك يتحقق الشرطين السابقين وبالتالي تتمكن المؤسسة من تغطية موارد الخزينة المتمثلة
في االعتمادات البنكية الجارية بواسطة استخدامات الخزينة المتمثلة في المتاحات اي ET>RT
-4حاالت عجز الخزينة :وهي عبارة عن السيناريوهات المسببة للعجز في الخزينة حسب المنظور الوظيفي:
25
/ 1 – 4حاالت خطأ السياسة المالية المنتهجة :يحدث عجز في رصيد الخزينة إذا خلت المؤسسة بمبدأ التغطية
وقامت بتمويل االستخدامات المستقرة عن طريق موارد االستغالل فيؤدي ذلك الى انكسار في رأسمال العامل صافي
االجمالي مع بقاء BFRعلى حاله في وضعه الطبيعي وبالتالي تنتقل المؤسسة من حالة الفائض الى حالة العجز.
المبالغ
CA
;
BFR
فائض عجز
NGأثرFRالمقص في حالة خطا في السياسة المالية المنتهجة
/2 – 4حالة نمو سريع وغير متحكم فيه :اذا اقدمت المؤسسة على تحقيق معدالت نمو في رقم األعمال أكبر من
إمكانياتها المالية الحالية فإن ذلك يؤدي الى تضخيم في االحتياج في رأس مال العام بسبب ارتفاع بعض العناصر مثل
:الزبائن ،أوراق القبض ،...مع بقاء FRngفي وضعه الطبيعي.
CA
المبالغ
BFR
عجز FRNG
فائض
26 الزمن
أثر المقص في حالة نمو سريع وغير متحكم فيه
اعادة النظر في المخطط التنموي – من خالل التراجع عن استهداف أسواق اضافية .
تركيز الجهود التجارية واالستثمارية على حصة سوقية تتناسب مع االمكانيات المتاحة.
/3 – 4حالة سوء تسيير عناصر االستغالل :في كثير من األحيان يتم تسيير عناصر االستغالل بشكل عشوائي من
خالل تباطؤ شديد في معدالت دوران المخزون وكذلك منح آجال طويلة للعمالء ،وقبول آجال قصير من الموردين
هذا التسيير يؤدي الى تضخيم غير طبيعي في BFRومع بقاء FRngفي وضعه الطبيعي.
CA
المبالغ
BFR
عجز FRNG
فائض
/ 4 -4حالة الخسائر المتراكمة :اذا حققت المؤسسة خسائر متتالية فان ذلك يؤدي تأكل في األموال الخاصة مما
يجعل الموارد الدائمة RDفي حالة تدهور مستمر ،ما يؤدي في انخفاض في FRngمع بقاء BFRفي وضعه الطبيعي.
المبالغ
CA
BFR
عجز
فائض
27
FRNG
الزمن
أثر المقص في حالة الخسائر المتراكمة
يمكن تصحيح هذا الوضع من خالل خطة طويلة االجل تتضمن مستويين
مستوى داخلي :وذلك بترشيد االنفاق لتدنية التكاليف بالتوجه نحو استخدام األساليب العلمية والنظم
المتخصصة في االنتاج والتركيز على الجودة.
مستوى خارجي :من خالل اعتماد مخطط تسويقي يهدف الى تعظيم الحصة السوقية وجلب اكبر عدد ممكن
من العمالء
/5 – 4حالة تدهور في النشاط :في حالة مواجهة المؤسسة لمشاكل تسويقية ناجمة عن معطيات المحيط فان ذلك
يؤدي الى انخفاض في رقم األعمال وبالتالي انخفاض االيرادات مقابل التكاليف وبالتالي انخفاض رقم األعمال ويؤدي
انخفاض قدرة المؤسسة على التمويل الذاتي ،فتنخفض الموارد الدائمة للمؤسسة بمرور الزمن وبالتالي انخفاض في
. FRng
كما ينتج عن هذه الحالة انخفاض في BFRبمرور الزمن ولكن أقل حدة من FRngبسبب اختفاء او زوال بعض
العناصر المتعلقة باالستغالل كالعمالء ،وأوراق القبض
المبالغ
CA
BFR
عجز
الزمن
الحلول:
تحسين الوضعية االستراتيجية للمؤسسة في السوق ،وفي حال سيطرة المنافسين على السوق فان المؤسسة
تكون أمام خيار االنسحاب التدريجي ثم تغيير النشاط.
oيفقد مؤشر BFRداللته في القطاع الخدمات نظرا لغياب عناصر المخزونات بها .
28
يعتمد التحليل المالي الوظيفي على الميزانية الوظيفية التي أدمجت المؤونات الخاصة باألصول الجارية والتي o
تعتبر من عناصر االستغالل ضمن الموارد الدائمة
الخزينة حسب هذا التحليل غامضة وال يمكن التعرف على كيفية تشكيلها وال االنشطة المسؤولة عن حاالت o
الفائض والعجز .
اعتماده على الميزانية محاسبية التي تعتبر صورة لوضعية المؤسسة في لحظة ما دون اعطاء رؤية ديناميكية o
لهذه الوضعية.
اعتباره االعتماد على البنكية جارية ( السحب على المكشوف) من موارد الخزينة التي يتم االعتماد عليها o
بشكل نادر لكن الحياة العلمية اثبتت غير ذلك حيث يتم االعتماد عليها بشكل يومي فتشكل موارد دائمة بمرور
الزمن .
يفقد مفهوم FRngداللته في قطاع الخدمات الذي يعتمد على االستثمارات المعنوية بشكل كبير والتي ال تظهر o
في الميزانية تطبيقا لمبدأ الحيطة والحذر
اعتمد التحليل المالي الساكن بشكل مطلق على الميزانية المحاسبية والتي تصور الوضعية المالية للمؤسسة في لحظة
ما دون إعطاء رؤية ديناميكية لهذه الوضعية ،وبالتالي عدم إظهار مختلف الحركات المالية او التدفقات النقدية خالل
الدورات المالية .وبالتالي ظهرت الحاجة إلى تحليل يتجاوز هذا العجز وهذا ما يتجسد في جدول التمويل حسب المخطط
المحاسبي العام لسنة 1982ليحول عملية التحليل من منظور ساكن إلى منظور ديناميكي بغية الوصول إلى حركية في
تفسير رصيد الخزينة وبالتالي اظهار كافة التدفقات النقدية.
فالتدفق النقدي يعرف على أنه :التغير في أحد عناصر الميزانية سواء كان استخداما اوموردا خالل فترة زمنية تقدر بسنة
واحدة.
.1مفهوم جدول التمويل :هو جدول يتضمن الموارد المالية للمؤسسة واستخداماتها خالل فترة زمنية معينة ،فهو
جدول يسعى الى تحديده التدفقات النقدية للموارد واالستخدامات في المدى الطويل والقصير وذلك باالعتماد على
ميزانيتين وظيفتين لسنتين متتاليتين والتي ينتج عنهما تغير في المعادلة األساسية للخزينة كما يلي:
.2بناء جدول التمويل :يقوم جدول التمويل حسب BCG1982على الفرق بين التدفقات النقدية الطويلة والقصيرة
األجل ومنه ينتج لدينا جزئين هما:
.1.2الجــــزء األول من جدول التمويل :يحوي هذا الجزء العناصر التالية:
الموارد المالية طويلة األجل التي جلبتها المؤسسة والتي تتمثل في التغير في الموارد الدائمة بين الدورة
السابقة والدورة الحالية.
االستخدامات التي كونتها المؤسسة والتي تتمثل في التغير في االستخدامات المستقرة بين الدورة السابقة
والدورة الحالية.
الجدول الموالي يبين لنا مضمون الــــــجزء األول:
29
القدرة على التمويل الذاتي CAF - حيازة استثمارات -
التنازل على االستثمارات - تسديد قروض مالية -
الحصول على قروض مالية - تخفيض في الرأس المال -
الرفع في رأس المال - تسديد مكافأة رأس المال -
مصاريف موزعة على عدة سنوات - (األرباح الموزعة )
( تتعلق ببعض عناصر الخصوم)
وبالتالي فإن الجزء األول من جدول التمويل يظهر لنا التغير في رأسمال العامل الصافي اإلجمالي FRng
∆FRng = ∆ RD - ∆ ES
االستخدامات المستقرة :تحوي العناصر التالية:
حيازة االستثمارات :تشمل كل التثبيتات المعنوية والمادية والمالية التي تم حيازتها(اقتناؤها) او
انشاؤها خالل الدورة الحالية ،تعطى بالعالقة التالية:
استثمارات الدورة الحالية = استثمارات الدورة السابقة +الحيازة – التنازل
تسديد قروض مالية :تتمثل في أقساط السنوية للقروض والمسددة خالل الدورة الحالية ،يمكن
حسابها بالعالقة التالية :
قروض الدورة الحالية = قروض الدورة السابقة +الحصول على قروض – تسديدات القروض
تخفيض في رأس المال :هي عملية معاكسة للرفع في رأس المال ،تتم من خالل خروج بعض
المساهمين أو بسبب ضم الخسائر المتراكمة.
تسديد مكافأة رأسمال (األرباح الموزعة) :هي األرباح التي حققتها المؤسسة في الدورة السابقة
والتي تم بتوزيعها خالل الدورة الحالية تعطى بالعالقة التالية:
األرباح الموزعة = نتيجة الدورة السابقة – االرتفاع االحتياطات
القدرة على التمويل الذاتي ( :)CAFتعرف القدرة على التمويل الذاتي على أنها جملة المبالغ المفرزة من طرف
المؤسسة والتي تبقى تحت تصرفها سواء بصفة مؤقتة أو طويلة نسبيا ،فهي تعبر عن مردودية عمليات المؤسسة
خالل الفترة الماضية والتي تستخدم لتمويل النشـاط المستقبلي ،حيث تسمح بضمان حرية كبيرة للمؤسسة بعيدا عن
الضغوط والرقابة من طرف الدائنين ،وبهذا تضمن للمؤسسة االستقاللية المالية التي تهدف إلى تحقيقها.
30
ومنه تفهم القدرة على التمويل الذاتي على أنه قدرة المؤسسة لتمويل نفسها بنفسها من خالل نشاطها ،وهذه
العملية ال تتم إال بعد الحصول على نتيجة الدورة ،هذه النتيجة يضاف إليها عنصرين هامين يعتبران موردا داخليا
للمؤسسة وهما االهتالكات والمؤونات.
القدرة على التمويل الذاتي = النتيجة الصافية +مخصصات االهتالكات والمؤونات – المسترجعات عن خسائر
القيمة والمؤونات – القيمة المحاسبية لعناصر االصول المتنازل عنها – فائض القيمة الناتج عن التنازل عن التثبيتات
غير المالية – اقساط االعانات االستثمارية
أهداف التمويـل الذاتـي :تعتمد المؤسسة بشكل أساسي على التمويل الذاتي ألجل تحقيق البقاء والنمو ،واللذان
يتحددان من خالل العناصر المكونة له كما يلي:
أ -التمويـل الذاتـي للبقـاء :تضمن المؤسسة بقاء استمرار نشاطها بواسطة مخصصات االهتالك التي تغطي
التآكل المادي والمعنوي لالستثمارات ،وبالتالي ضمان الموارد الضرورية لالستثمار في النشاط األساسي ،أما
مخصصات مؤونات تدني األصول المتداولة ومؤونات األخطار والتكاليف فهي اعتمادات مالية تحتفظ بها
المؤسسة لمواجهة تدني قيمة األصول.
ب -التمويـل الذاتـي للنمـو :يتحقق النمو بواسطة األرباح الصافية قبل توزيع األرباح ،حيث تمول استراتيجيات
النمو التي تتمثل في استراتيجيات التنويع ،التمييز والتركيز...الخ.
( المخزون ،الحقوق )
مواجهة األخطار (خصوم)
والتكاليف
31
أ -ايجابيات التمويل الذاتي :إن تحقيق المؤسسة لمستوى مرتفع من التمويل الذاتي له العديد من اإليجابيات:
التمويل الذاتي يرفع من مستوى السيولة ،وهو وسيلة لتدعيم قوة المؤسسة التي يمكن أن تستعمله في العمل
على تراكم رأس مالها؛
يضمن مرونة رأس مال المؤسسة ،إذ ال يتطلب تكوين ملفات وال قبوال من اآلخرين الستعمال هذه األموال؛
يحافظ على استقاللية المؤسسة إذ ال توجد رقابة للدائنين عليها ،ويتيح حرية التصرف فيه؛
يفتح المجال لالستدانة ،حيث تتقبل البنوك تقديم قروض إضافية للمؤسسة؛
تشجيع الدولة له بواسطة التخفيض الضريبي ،وال يكلف أعباء مالية إضافية؛
يساهم في استبعاد المخاطر المالية كالتوقف عن الدفع ومخاطر العسر المالي؛
ب -سلبيات التمويـل الذاتي :بالرغم من الدور الذي يؤديه التمويل الذاتي والمزايا التي يوفرها للمؤسسة فإنه ينطوي
على بعض العيوب ،منها ما يتعلق باستعماله داخل المؤسسة ومنها ما يعكس وجهة نظر بعض األطراف األخرى
الخارجية كما يلي:
-يكمن عيب استعمال هذا المورد في إهمال المؤسسات لتكلفته التي تبدو ظاهريا معدومة لكنها ليست كذلك كما توجه
للتمويل الذاتي انتقادات بخصوص كونه معرقل لحركة رؤوس األموال بين القطاعات ،حيث يعاد استثمار الفائض
النقدي المحتجز في قطاعات معينة دون أخرى.
-التمويل الذاتي محل انتقاد من طرف األجراء الذين يرون أن مصدر قسم معتبر من األرباح المتراكمة غير الموزعة
هو االرتفاع في إنتاجية العمل ،وبالتالي فإن العمال لهم حق في الفائض المحقق وذلك عن طريق زيادة االجور.
الرفع في رأس المال :وهي عبارة عن األموال التي تتحصل عليها المؤسسة بمختلف الطرق كإصدار أسهم...
المصاريف الموزعة على عدة سنوات :هي المصاريف التي توزع على عدد السنوات وبالتالي تخفض من
المصاريف ما يؤدي إلى انعاش النتيجة.
الجــــــزء الثــــــــــاني من جدول التمويل :يحوي العناصر التالية:
-الموارد قصيرة األجل التي جلبتها المؤسسة خالل الدورة الحالية والتي تتمثل في التغير ∆ Rexو ∆ Rhexو
. ∆ Rt
-االستخدامات التي كونتها المؤسسة خالل الدورة الحالية والتي تتمثل في ∆ Eexو ∆ Ehexو . ∆ Et
وبالتالي فإن الجزء الثاني من جدول التمويل يظهر لنا التغير في االحتياج في رأسمال العامل (لالستغالل وخارج
االستغالل) والتغير في الخزينة ،كما يلي:
32
: ∆ BFRhex -يتمثل في الفرق بين ∆ Ehexو ∆ Rhexحيث ان:
: ∆ Ehex -وهو التغير في المدينون االخرون.
: ∆ Rhex -هو التغير في الديون األخرى .
: ∆ Tng -هي الفرق بين ∆ Etو ∆ Rtحيث أن:
: ∆ Et -التغير في البنك ،الصندوق و الحساب الجاري ....
: ∆ Rt -التغير في اإلعتمادات البنكية الجارية .
""" -مخزونات
""" -عمالء و حسابات
-موردون
"""
""" """ """ ∆ BFRex
""" -مدينون آخرون
""" -ديون أخرى
""" -متاحات
""" -اعتمادات جارية
-يعتبر جدول التمويل القدرة على التمويل الذاتي موردا دائما ،لكنه قام بدمج المؤونات الخاصة باصول دورة
االستغالل في حسابه؛
-لم يبين كيفية تشكل الخزينة وال الدورة المسؤولة عن حاالت العجز والفائض.
33