You are on page 1of 13

‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي الجزائري لألجر‬


‫إن انتقال الجزائر إلى اقتصاد السوق يتطلب أدوات ووسائل جديدة تتالئم مع الظروف‬
‫الراهنة للعولمة‪ ،‬أهمها وضع قوائم وتقارير مالية مفيدة لكل المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬ويتحقق‬
‫هذا بوضع نظام محاسبي يتوافق مع ‪ ، IAS/IFRS‬ومن هذا جاء النظام المحاسبي المالي‬
‫الذي وضع مفاهيم محاسبية أكثر داللة ودقة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظام المحاسبي المالي ونشأته في الجزائر‬
‫تعريف النظام المحاسبي المالي‬ ‫‪1-1‬‬
‫من الناحية االقتصادية ‪ :‬المحاسبة المالية هي نظام لتنظيم المعلوم ة المالي ة يس مح‬ ‫‪)1‬‬
‫بتخزين معطيات قاعدية عديدة ‪ ،‬وتصنيفها و تقديمها وتسجيلها ‪ ،‬و ع رض كش وف‬
‫تعكس صورة صادقة عن الوضعية المالية و ممتلكات المؤسسة ‪ ،‬ووضعية خزينته ا‬
‫في نهاية السنة المالية‪.‬‬
‫يتضمن النظام المحاسبي المالي إطارا مرجعيا للمحاسبة المالية ومع ايير المحاس بة‪،‬‬
‫ومدونة الحسابات تتسم بإنشاء كشوف مالية على أساس هذه المبادئ المحاسبية‪.‬‬
‫من الناحي ة القانوني ة ‪ :‬نظ ام المحاس بة المالي ة ه و مجموع ة من اإلج راءات و‬ ‫‪)2‬‬
‫النصوص التنظيمي ة ‪ ،‬ال تي تنظم األعم ال المالي ة و المحاس بية للمؤسس ات الق ادرة‬
‫‪1‬‬
‫على تطبيقه وفقا ألحكام القانون و وفقا للمعايير المالية و المحاسبية المتفق عليها‪.‬‬
‫نشأة النظام المحاسبي المالي ‪:‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫بداي ة من الثالثي الث اني لس نة ‪ 2001‬ب دأت عملي ة اإلص الحات ح ول المخط ط‬
‫المحاسبي الوطني والتي مولت من قبل البنك الدولي‪ ،‬هذه العملي ة أوكلت الى العدي د‬
‫من الخبراء بالتعاون مع المجلس الوط ني للمحاس بة وتحت إش راف وزارة المالي ة‪،‬‬
‫بحيث وضعت تحت عاتقهم مسؤوليات تطوير المخطط المحاسبي الوطني إلى نظ ام‬
‫جديد للمؤسسات يتوافق مع المعطيات االقتصادية الجديدة والمتع املين االقتص اديين‬
‫الجدد‪ ،‬وقد مرت هذه العملية بثالث مراحل هي‪: 2‬‬
‫‪ ‬المرحلة األولى ‪ :‬تشخيص بمجال تط بيق المخط ط المحاس بي الوط ني م ع‬
‫إجراء مقارنة بينه وبين معايير المحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية ‪ :‬تطوير مشروع المخطط المحاسبي الجديد للمؤسسات‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ 11-7‬المؤرخ في ‪ 2007-11-25‬المتضمن النظام المحاسبي المالي‪.‬‬


‫‪ 2‬ايت محمد مراد‪ ،‬ابحري سفيان‪ ،‬النظام المحاسبي المالي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬وضع نظام محاسبي جديد‪.‬‬
‫وفي نهاية المرحلة األولى وضعت ثالث خيارات ممكنة وهي ‪:‬‬
‫الخيار األول ‪ :‬اإلبقاء على تركيبة المخطط المحاسبي الوطني و تحديد اإلص الحات‬
‫تماشيا مع تغيرات المحيط القانوني و االقتصادي في الجزائر ‪ ،‬والذي بقي ثابتا من ذ‬
‫أن ص در ق انون لتوجي ه االس تثمارات الوطني ة االقتص ادية في ع ام ‪ ، 1988‬مثال‬
‫القانون الصادر في ‪ 09‬أكتوبر ‪ 1999‬المتضمن تكييف المخطط الوطني المحاسبي‬
‫لنشاط الشركات القابضة و إدماج حسابات المجمعات‪.‬‬
‫الخيار الثاني ‪ :‬و يتمثل في ضمان بعض المعالجات مع الحلول التقنية المط ورة من‬
‫طرف المجلس لمع ايير المحاس بة الدولي ة ‪ ،‬و م ع م رور ال وقت س يتكون نظ امين‬
‫محاس بيين مختلفين يعطي ان نظام ا مختل ط و معق د ‪ ،‬و بالت الي يمكن ل ه أن يك ون‬
‫مصدرا للتناقض و االختالف‪.‬‬
‫الخيار الثالث ‪ :‬هذا الخيار يتضمن إنجازه نسخة جديدة للمخطط المحاس بي الوط ني‬
‫مع عصرنة ش كله و وض ع إط اره التص وري المحاس بي ‪ ،‬المب ادئ و القواع د م ع‬
‫األخذ بعين االعتبار المعايير المحاسبية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهمية النظام المحاسبي المالي‬
‫يكتس ي النظ ام المحاس بي الم الي أهمي ة بالغ ة كون ه يس تجيب لمختل ف احتياج ات‬
‫المهن يين والمس تثمرين‪ ،‬كم ا أن ه يش كل خط وة هام ة في تط بيق مع ايير المحاس بة‬
‫الدولية‪ ،‬في إطار التوحيد المحاسبي العالمي والذي يهدف إلى ‪: 3‬‬
‫تسهيل قراءة القوائم المالية بلغة محاسبية موحدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فرض رقابة على الشركات التابعة والفروع للشركة األم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقليص التك اليف الناتج ة عن عملي ة ترجم ة أو تحوي ل الق وائم المالي ة من‬ ‫‪‬‬
‫النظام المحاسبي للبلد الذي تعمل ب ه الش ركات التابع ة والف روع الى النظ ام‬
‫المحاسبي للشركة األم‪.‬‬
‫توحيد الطرق المحاسبية المعتم دة في عملي ة التق ييم الخاص ة بالمخزون ات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إعادة تقييم عناصر الميزانية‪ ،‬حساب االهتالكات‪ ،‬كيفية معالج ة المؤون ات‪،‬‬
‫وتوحيد اإلجراءات المحاسبية بهدف الوصول إلى قوائم مالية موحدة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ 3‬شوف شعيب‪ ،‬أهمية التوحيد المحاسبي العالمي بالنسبة للشركات الدولية مجلة جديدة االقتصاد‪ ،‬العدد‪ ،12‬مجلة تصدر عن الجمعية الوطنية‬
‫لالقتصاديين لجزائريين‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫يسمح بتوفير معلومة مالية مفصلة ودقيقة تعكس الصورة الصادقة للوض عية‬ ‫‪‬‬
‫المالية للمؤسسة‪.‬‬
‫توض يح المب ادئ المحاس بية ال واجب مراعاته ا عن د التس جيل المحاس بي‬ ‫‪‬‬
‫والتقييم‪ ،‬وكذا عند إعداد القوائم المالية‪ ،‬مما يقلص من حاالت التالعبات‪.‬‬
‫يستجيب الحتياجات المستثمرين الحالية والمستقبلية‪ ،‬كما أن ه يس مح ب إجراء‬ ‫‪‬‬
‫المقارنة‪.‬‬
‫يساهم في تحسسين تس يير المؤسس ة من خالل فهم أفض ل للمعلوم ات ال تي‬ ‫‪‬‬
‫تشكل أساس االتخاذ القرار وتحسين إتصالها مع مختل ف األط راف المهتم ة‬
‫بالمعلومة المالية‪.‬‬
‫يسمح ب التحكم في التك اليف مم ا يش جع االس تثمار وي دعم الق درة التنافس ية‬ ‫‪‬‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫يسهل عملية مراقبة الحسابات التي ترتكز على مبادئ محددة بوضوح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يشجع االستثمار المباشر نظرا الستجابته الحتياجات المستثمرين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يضمن تط بيق المع ايير المحاس بية الدولي ة المتعام ل به ا‪ ،‬م ا ي دعم ش فافية‬ ‫‪‬‬
‫الحسابات وتكريس الثقة في الوضعية المالية للمؤسسة‪.‬‬
‫إنسجام النظام المحاسبي المالي المطبق في الجزائر م ع األنظم ة المحاس بية‬ ‫‪‬‬
‫العالمية‪.‬‬
‫تحسين تس يير الق روض من ط رف البن وك من خالل توف ير وض عية مالي ة‬ ‫‪‬‬
‫وافية من قبل المؤسسة‪.‬‬
‫يسمح بمقارنة القوائم المالية للمؤسسة مع مؤسسة أخر لنفس القط اع‪ ،‬س واء‬ ‫‪‬‬
‫داخ ل ال وطن أو خارج ه‪ ،‬أي م ع ال دول ال تي تطب ق المع ايير المحاس بية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫ي ؤدي إلي زي ادة ثق ة المس اهمين بحيث يس مح لهم بمتابع ة أم والهم في‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫يسمح للمؤسسات الصغيرة بتطبيق محاسبة مابية مبسطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتمد على القيمة العادل ة في تق ييم أص ول المؤسس ة‪ ،‬باإلض افة إلى التكلف ة‬ ‫‪‬‬
‫التاريخي ة المعتم دة في المخط ط المحاس بي الوط ني‪ ،‬مم ا يس مح بتوف ير‬
‫معلومات مالية تعكس الوضعية المالية‪.‬‬
‫تقديم صورة وافية عن الوضعية المالية للمؤسس ة من خالل اس تحداث ق وائم مالي ة جدي دة‪،‬‬
‫تتمثل في جدول سيولة الخزين ة‪ ،‬وتغي ير األم وال الخاص ة باإلض افة إلى ج دول حس ابات‬
‫النتائج حسب الوظيفة وكذا المالحق‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫المطلب الث**الث ‪ :‬أه**داف تط**بيق مش**روع النظ**ام المحاس**بي الجدي**د (‬
‫‪ )IAS/IFRS‬في الجزائر‬

‫من أهداف تطبيق النظام المحاسبي المالي ما يلي ‪: 4‬‬


‫ترقية النظام المحاسبي الجزائري ليتوافق مع األنظمة المحاسبية الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستفادة من مزايا هذا النظام خاصة من ناحية تسيير المعامالت المالية والمحاس بية‬ ‫‪‬‬
‫والمعالجات المختلفة‪.‬‬
‫تسهيل مختلف المعامالت المالية والمحاسبية بين المؤسسات االقتصادية الوطنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تس هيل العم ل المحاس بي للمس تثمر األجن بي أمال في جلب ه إلى الجزائ ر من خالل‬ ‫‪‬‬
‫تجنيبه مشاكل اختالف الطرق المحاسبية‪.‬‬
‫العمل على تحقيق العقالنية من خالل الوصول إلى الشفافية في عرض المعلومات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محاولة جعل القوائم المحاسبية والمالية وث ائق دولي ة تتناس ب م ع مختل ف الكيان ات‬ ‫‪‬‬
‫األجنبية‪ ،‬تعزيز مكانة وثقة الجزائر لدى المنظمات المالية والتجارية العالمية‪.‬‬
‫تحديد طبيعة وقواعد إعداد القوائم المالية وفق المعايير الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعطاء صورة صادقة عن الوضعية المالية واألداء وتغيرات الوضعية المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التمكين من القابلي ة للمقارن ة للمؤسس ة نفس ها ع بر ال زمن وبين المؤسس ات على‬ ‫‪‬‬
‫المستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫المساعدة على نمو مردودية المؤسسات من خالل تمكينها من معرفة أحس ن االلي ات‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية والمحاسبية التي تشترط نوعية وكفاءة التسيير‪.‬‬
‫تسمح بمراقبة الحسابات بكل ضمان للمس يرين والمس اهمين والمس تعملين االخ رين‬ ‫‪‬‬
‫حول مصداقيتها وشرعيتها وشفافيتها‪.‬‬
‫المساعدة في فهم أحسن التخاذ القرارات وتسيير المخاطر لكل الفاعلين في السوق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المس اعدة في إع داد االحص ائيات والحس ابات االقتص ادية لقط اع المؤسس ات على‬ ‫‪‬‬
‫المستوى الوطني من خالل معلومات تتسم بالموضوعية والمصداقية‪.‬‬
‫توفير ترقية للتعليم المحاسبي والتسيير‪ ،‬ترتك ز على قواع د مش تركة تس تخدم على‬ ‫‪‬‬
‫المستوى الدولي‪.‬‬
‫يسمح بتسجيل بطريقة موثوقة وشاملة لمجموع تعامالت المؤسسة بما يس مح بإع داد‬ ‫‪‬‬
‫التصاريح الجبائية بموضوعية ومصداقية‪.‬‬
‫مجال تطبيق النظام المحاسبي المالي في الجزائر‬
‫مجال التطبيق‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪ 4‬كنوش عاشور‪ ،‬متطلبات تطبيق النظام المحاسبي الموحد في الجزائر‪ ،‬بمجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد‪ ،06‬جامعة الشلف‪.2009،‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬

‫لقد حددت المادة ‪ 4‬من القانون رقم‪ 08/11‬الصادر ‪ 25/11/2008‬األشخاص المخ ول‬
‫لهم تطبيق النظام المحاسبي المالي و اللذين يتمثلون في ‪:‬‬
‫كل شخص طبيعي ومعنوي يخضع للقانون التجاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المؤسس ات العمومي ة وش به العمومي ة أو االقتص اد المختل ط وك ذلك التعاوني ات‬ ‫‪‬‬
‫والمؤسسات المنتجة للسلع والخدمات وتلتزم الكيانات االتية بمسك المحاسبة المالية‪.‬‬
‫األشخاص الط بيعيون أو المعنوي ون المنتج ون للس لع أو الخ دمات التجاري ة وغ ير‬ ‫‪‬‬
‫التجارية‪ ،‬إذا كانوا يمارسون نشاطات اقتصادية مبنية على عمليات متكررة‪.‬‬
‫كل األشخاص الطبيعيين أو المعن ويين الخاض عين لنظ ام المحاس بة المالي ة بم وجب‬ ‫‪‬‬
‫نص قانوني أو تنظيمي‪.‬‬
‫كما يمكن ك ذلك للكيان ات الص غيرة ال تي ال يتع دى رقم أعماله ا وع دد مس تخدميها‬ ‫‪‬‬
‫ونشاطها الحد المعين أن تمسك محاسبة مالية مبسطة‪.‬‬
‫تنظيم المحاسبة‬ ‫‪1-2‬‬
‫تستند المحاسبة وفق النظام المحاسبي المالي إلى تنظيم تخضع له كل المؤسس ات‬
‫التي تمسك المحاسبة كما يلي ‪: 5‬‬
‫‪ ‬يتم مسك الدفاتر المحاسبية بالعملة الوطنية المتمثلة في الدينار الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير التسجيالت المحاسبية حسب مبدأ القيد المزدوج وبدون مقاصة‪.‬‬
‫‪ ‬يستند كل تسجيل محاسبي إلى وثيقة مؤرخة ومبررة‪.‬‬
‫‪ ‬تح ول العملي ات بالعمل ة األجنبي ة إلى العمل ة الوطني ة حس ب الش روط‬
‫والكيفيات المحددة في المعايير المحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬تكون أصول وخصوم المؤسسات الخاضعة للنظام المحاسبي المالي مح ل‬
‫جرد مرة في السنة على األقل على أساس مادي وفحص للوثائق الثبوتية‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على كل مؤسسة أن تمسك دفاتر محاسبية تشمل دفتر اليومية‪ ،‬دف تر‬
‫األستاذ و دفتر الجرد‪ ،‬يتم حفظ هذه الوثائق لمدة عشر س نوات من ت اريخ‬
‫إقفال الدورة‪.‬‬
‫المطلب الث**اني ‪ :‬مب**ادئ المحاس**بة حس**ب النظ**ام المحاس**بي‬
‫المالي‬
‫تبنى النظام المحاسبي المالي ضمنيا مختلف المبادئ المتعارف عليها وهي ‪: 6‬‬

‫‪ 5‬كتوش عاشور‪ ،‬المحاسبة العامة أصول ومبادئ سير الحسابات وفق النظام المحاسبي المالي ‪ ،SCF‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ 6‬بورنان إبراهيم‪ ،‬النظام المحاسبي المالي بين المبتدئ المحاسبية ومعايير المحاسبة الدولية‪ ،‬مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول الإلطار‬
‫النظري للنظام المحاسبي المالي‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬

‫ال**دورة المحاس**بية ‪ :‬ع ادة م ا تك ون ال دورة المحاس بية س نة حيث تب دأ في‬


‫‪N/01/02‬‬
‫وتنتهي في ‪ ، N/12/31‬كم ا يمكن للمؤسس ة أن تخض ع ت اريخ إقف ال دورته ا المحاس بية‬
‫مخالف لتاريخ ‪ ، 31/12‬إذا كان نشاطها مقيد بدورة استغالل مخالفة للسنة المدني ة ‪ ،‬و في‬
‫الحالت الالستثنائية يمكن أن تكون الدورة المحاسبية أقل أو أكثر من ‪ 12‬شهرا‪ ،‬كأن تك ون‬
‫المؤسسة في حالة إنشاء أو توقف ‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب تحديد الم دة المق ررة وتبريره ا ‪،‬‬
‫و قد اتف ق المحاس بون على أن الإلتف اق الفعلي ليس ه و األس اس لمقي اس ال دوري ‪ ،‬ولكن‬
‫األساس هو ارتباط النفقات والإلردات بالمدة المحاسبية التي نقوم بقياس نتائجها‪.‬‬
‫استقاللية الدورات ‪ :‬يرتبط هذا المبدأ بفرضية االستمرار‪ ،‬لكن يستوجب هذا المب دأ تقسس م‬
‫حياة المؤسسة المستمرة إلى فترات أو دورات محاسبية مستقلة‪.‬‬
‫إن تحديد نتيجة كل دورة محاسبية مستقلة عن الدورة السابقة والالحقة لها‪ ،‬حيث يساعد هذا‬
‫المبدأ على تحميل األحداث والعمليات الخاصة بهذه الدورة فقط‪.‬‬
‫قاعدة الوحدة االقتصادية ‪ :‬تعتبر المؤسسة كوحدة اقتصادية مستقلة ومنفصلة عن مالكيه ا‪،‬‬
‫أي أن لها شخصية معنوية مستقلة عن المالك‪.‬‬
‫و الفكرة األساسية له ذا المب دأ تمكن في تحدي د و توض يح بجالء مس ؤولية المؤسس ة اتج اه‬
‫الغير خاصة بالمالك‪.‬‬
‫قاع**دة الوح**دة النقدي**ة ‪ :‬يعت بر المحاس بون أن النق ود وح دة قي اس نمطي ة مالئم ة لتحدي د‬
‫وتقرير تأثير العمليات المختلفة وان كان ال يمكن التعبير عن المعلومات بص ورة نقدي ة‪ ،‬إال‬
‫أن ما يصدر في الميزانية و القوائم األخرى ال بد أن يكون قابال للقياس النقدي‪.‬‬
‫نص ت الم ادة ‪ 12‬من الق انون ‪ 11-07‬المتض من النظ ام المحاس بي الم الي على مس ك‬
‫المحاسبة المالية بالعملة الوطنية‪ ،‬أما العمليات المدونة بالعملة األجنبي ة فيجب ترجمته ا إلى‬
‫العملة الوطنية حسب الشروط والكيفيات المحددة في المعايير المحاسبية‪.‬‬
‫مبدأ األهمية النسبية ‪ :‬تكون المعلومة ذات معنى ‪ ،‬أي ذات أهمية إذا أثر غيابها من القوائم‬
‫المالية في القرارات المتخذة من طرف المستخدمين لهذه القوائم ‪ ،‬لذا يجب أن ت برز الق وائم‬
‫المالية كل معلوم ة مهم ة يمكن أن ت ؤثر على حكم مس تعمليها اتج اه المؤسس ة ‪ ،‬غ ير أن ه‬
‫يجوز جمع المبالغ غير المعتبرة مع المبالغ الخاصة بعناص ر مماثل ة له ا من حيث الوظيف ة‬
‫أو الطبيعة‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫مبدأ الحيطة و الحذر ‪ :‬ويقصد بذلك االلتزام بدرجة من الحذر في إعداد التقديرات في ظل‬
‫ع دم التأك د ‪ ،‬بحيث ال ت ؤدي ه ذه التق ديرات إلى تض خيم و إف راط في قيم ة األص ول و‬
‫اإليرادات‪ ،‬أو التقليل من قيمة الخصوم و التكاليف‪.‬‬

‫يجب على المحاسبة المالية أن تستجيب لمب دأ الحيط ة والح ذر‪ ،‬ألن ذل ك ي ؤدي إلى تق دير‬
‫معقول للوقائع واألحداث في ظروف الشك‪ ،‬قصد تفادي األخط ار ال تي من ش أنها أن تثق ل‬
‫المؤسسة بالديون‪ ،‬إن تط بيق ه ذا المب دأ يجب أن ال ي ؤدي إلى تك وين احتياط ات خفي ة أو‬
‫مئونات مبالغ فيها‪.‬‬
‫مبدأ استمرارية الطرق ‪ :‬أي أن المؤسسة ملزم ة بتط بيق نفس الط رق المحاس بية المطبق ة‬
‫في دورة س ابقة في ال دورة الحالي ة ‪ ،‬ذل ك ألن انس جام المعلوم ات المحاس بية و قابليته ا‬
‫للمقارن ة خالل الف ترات المتعاقب ة يقض ي ب دوام تط بيق القواع د و الط رق المتعلق ة بتق ييم‬
‫العناصر وعرض المعلومات‪.‬‬
‫إن تغيير الطرق المحاسبية ينجر على تغيير الظروف التي تم على أساسها التق دير أو بن اءا‬
‫على تجربة أفضل أو معلومة جدي دة ه ذا من جه ة‪ ،‬وبه دف تقديم ه معلوم ة موثوق ة أك ثر‬
‫وتحسسين نوعية القوائم المالية من جهة أخرى‪.‬‬
‫مبدأ عدم المساس بالميزانية االفتتاحي**ة ‪ :‬يجب أن تك ون الميزاني ة االفتتاحي ة لس نة مالي ة‬
‫معينة مطابقة للميزانية الختامية للدورة السابقة له ا ‪ ،‬وه ذا يتواف ق م ع فرض ية اس تمرارية‬
‫االستغالل‪.‬‬
‫أسبقية الواقع االقتصادي على الشكل القانوني ‪ :‬من الضروري محاسبة العمليات المالية و‬
‫األحداث األخرى حسب حقيقتها االقتصادية وليس استنادا فق ط على ش كلها الق انوني ‪ ،‬ألن ه‬
‫يوجد في بعض الحاالت تن اقص بين الش كل الق انوني و الحقيق ة االقتص ادية ‪ ،‬على أس اس‬
‫قيمتها عند تاريخ معاينتها دون األخذ في الحسبان أثار تغيرات األسعار ‪ ،‬أو تغيرات القدرة‬
‫الشرائية للعملة ‪ ،‬فإنه يمكن تعويض التكلفة التاريخية و تق ييم األص ول و الخص وم بالقيم ة‬
‫الحقيقية ( القيمة العادلة ) وفي حاالت خاصة ‪ ،‬مثل األدوات المالية و األصول البيولوجية‪.‬‬
‫لكن هذا المبدأ لقى العديد من االنتقادات من طرف الكتاب والمحاس بيين‪ ،‬وت زداد ح دة ه ذه‬
‫االنتقادات في حالة االرتفاع في مستويات التضخم‪.‬‬
‫الصورة الصادقة ‪ :‬يجب أن تعطي القوائم المالية ص ورة ص ادقة ح ول الوض عية المالي ة‬
‫للمؤسسة ‪ ،‬وحتى تتوفر هذه الصورة البد من احترام القواعد و المبادئ المحاسبية ‪ ،‬وتكون‬
‫القوائم المالية قادرة على تقديم المعلوم ات ذات الص لة عن الوض ع الم الي ‪ ،‬وك ذا األداء و‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫التغي يرات في الوض ع الم الي له ا‪ ،‬وإذا ك انت هن اك قاع دة أو مب دأ ي ؤثر س لبا على ه ذه‬
‫الصورة يجب حذفه وتبرير ذلك في الملحق‪.‬‬

‫ال يمكن تصحيح المعالجات المحاسبية غير المالئمة ببيان الط رق المحاس بية المس تعملة أو‬
‫بمعلومات ملحقة أو بكشوف توضيحية أخرى‪.‬‬
‫مبدأ القيد المزدوج ‪ :‬تحرر التسجيالت المحاسبية حسب المبدأ المسمى ( القيد المزدوج ) ‪،‬‬
‫حيث يمس كل تسجيل على األق ل حس ابين اث نين ‪ ،‬أح دهما م دين و االخ ر دائن ‪ ،‬في ظ ل‬
‫احترام التسلسل الزمني في تسجيل العمليات ‪ ،‬يجب أن يكون المبل غ الم دين مس اويا للمبل غ‬
‫الدائن‪.‬‬
‫محاس**بة التعه**د ( االل**تزام ) ‪ :‬وف ق ه ذا المب دأ يف رض على المؤسس ات مس ك محاس بة‬
‫االلتزام‪ ، 7‬وهذا يعني أنه يجب تسجيل المعامالت عند االلتزام بها ‪ ،‬وعندما ينش أ الح ق أو‬
‫الدين ‪ ،‬وهو عكس ذلك تماما في المحاسبة المالية المبسطة أو ما يع رف بمحاس بة الخزين ة‬
‫التي تطبق على المؤسسات الصغيرة ‪ ،‬حيث ال يتم تسجيل المعامالت إال عند حدوث التدفق‬
‫النقدي ‪ ،‬أي أنه يتم إثباتها بالدفاتر المحاسبية و اإلبالغ عنها في لق وائم المالي ة للف ترة ال تي‬
‫تخصها‪.‬‬
‫القابلية للمقارنة ‪ :‬يقصد بهذا المبدأ أن تعد المعلومات المحاسبية باستخدام نفس األساليب و‬
‫اإلج راءات المحاس بية من س نة ألخ رى ولنفس المؤسس ات ال تي تعم ل في نفس المج ال‬
‫االقتصادي ‪ ،‬ويمكن مقارنة أداء الوحدة االقتصادية بأداء الوحدات االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫من بين األهداف المرجوة من القوائم المالية أنه ا تس مح للمس تخدمين القي ام بمقارن ات ذات‬
‫مع نى ع بر ال زمن وم ا بين المؤسس ات‪ ،‬فالمقارن ة ع بر ال زمن لنفس المؤسس ة تع ني‬
‫استمرارية الطرق‪ ،‬أما المقارنة بين المؤسسات تعني تشابه أو تجانس الطرق‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مستجدات النظام المحاسبي المالي‬
‫إن المتأمل في النصوص القانونية الصادرة لحد االن يستخلص الجديد ال ذي أتى ب ه النظ ام‬
‫المحاسبي المالي ابتداء من سنة ‪ 2010‬المتمثل أساسا في ‪:‬‬
‫‪ 1-3‬بالنسبة للمفاهيم والمبادئ‬

‫عمورة جمال ‪ ،‬النظام المحاسبي المالي الجديد ‪ ، SCF‬جامعة البليدة مستخرج من االنترنت ‪ ، www.mysearch.com ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫جاء التشريع الجديد بمبادئ جديدة مثل ‪ :‬محاسبة التعهد ‪ ،‬قابلية الفهم ‪ ،‬المص داقية ‪ ،‬قابلي ة‬
‫المقارنة ‪ ،‬أسبقية الواقع االقتصادي على المظهر القانوني‪.‬‬

‫كما جاء بمفاهيم جديدة مثل ‪ :‬اإلطار المف اهيمي ‪ ،‬اإلط ار التص وري ‪ ،‬الش فافية في العم ل‬
‫المحاس بي ‪ ،‬العملي ات بالعمل ة األجنبي ة ‪ ،‬المع ايير المحاس بية ‪ ،‬مس ك ال دفاتر المحاس بية‬
‫بطريقة الية ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬بالنسبة للقوائم المالية‬
‫اعتبر النظام المحاسبي المالي أن جدول تغيرات األم وال الخاص ة كأح د الج داول المالي ة‪،‬‬
‫على عكس المخطط الوطني المحاس بي ال ذي اعت بره ج دول من المالح ق‪ ،‬وه ذا اع تراف‬
‫ضمني بأهمية حركة هذه األموال ألنها تبرز مقدرة الش ركة على تزوي د مالكه ا ب األموال‪،‬‬
‫كم ا يظه ر مق درة المالك على ت رك ج زء من أرب احهم أو عائ دات أس همهم في متن اول‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬بالنسبة للمعايير المحاسبية‬
‫هنا يمكن الجديد الذي ج اء ب ه النظ ام المحاس بي الم الي‪ ،‬ألن ه يش ير إلى ض رورة تط بيق‬
‫المعايير المحاسبية في العمل المحاسبي ‪ ،‬وحتى وان لم يشر إلى ذلك صراحة‪.‬‬
‫‪ 3-4‬مدونة الحسابات‬
‫يتم سير الحسابات وفق فئتين وهي ‪:‬‬
‫حسابات الميزانية وتشمل ‪:‬‬
‫الصنف ‪ 1‬حساب رؤوس األموال‬ ‫‪‬‬
‫الصنف ‪ 2‬حساب التثبيتات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصنف ‪ 3‬حسابات المخزونات والمنتجات قيد التنفيذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصنف ‪ 4‬حسابات الغير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الصنف ‪ 5‬الحسابات المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسابات التسيير و العمليات المتعلقة بحساب النتيجة‪ ،‬وتشمل ‪:‬‬
‫الصنف ‪ 6‬حسابات األعباء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫الصنف ‪ 7‬حسابات المنتوجات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مزايا وصعوبات و متطلبات تطبيق النظام المحاسبي المالي‬
‫سيتم عرض ألهم مزايا وصعوبات وك ذلك متطلب ات النظ ام المحاس بي الم الي على النح و‬
‫االتي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مزايا تطبيق النظام المحاسبي المالي‬

‫يتيح تطبيق النظام المحاس بي الم الي في المؤسس ات مزاي ا عدي دة يمكن تلخيص أهمه ا في‬
‫مايلي‪: 8‬‬
‫يسهل مراقبة حسابات المؤسسات ألنه استند على مف اهيم وقواع د مح ددة بوض وح‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويزيد من الشفافية حول وضعية المؤسسات‪ ،‬مما يساهم في اتخاذ ق رارات ص حيحة‬
‫من األطراف المتعاملة معها وخصوصا المستثمرون‪.‬‬
‫يمث ل فرص ة للمؤسس ات من أج ل تحس ين تنظيمه ا ال داخلي وج ودة اتص الها م ع‬ ‫‪‬‬
‫األطراف المعينة بالمعلومات المالية‪.‬‬
‫يجلب الش فافية للمعلوم ات المحاس بية والمالي ة المنش ورة في الحس ابات والق وائم‬ ‫‪‬‬
‫المالية‪ ،‬ويزيد من مصداقيتها والوثوق كما أمام مس تعمليها على المس تويين الوط ني‬
‫والدولي‪ ،‬هذه الشفافية ستكون كضمان في استرجاع ثقتهم بالمؤسسة والمس اهمة في‬
‫تعزيزها‪ ،‬على اعتبار أن القوائم المالية المنشورة قد تم إعدادها وفقا لمبادئ ومعايير‬
‫محاسبية معترف بهما‪.‬‬
‫يمكن من إج راء مقارن ة أفض ل ح ول الوض عية المالي ة واألداء ع بر ال زمن لنفس‬ ‫‪‬‬
‫المؤسس ة‪ ،‬وفي نفس ال وقت بين المؤسس ات وطني ا ودولي ا‪ ،‬وس هولة ق راءة وفهم‬
‫القوائم المالية الموجهة لمستعملي المعلومة من داخل الجزائر وخارجها‪.‬‬
‫يق ترح النظ ام المحاس بي الم الي حل وال تقني ة للتس جيل المحاس بي للعملي ات غ ير‬ ‫‪‬‬
‫المعالجة بموجب المخطط المحاسبي الوط ني‪ ،‬ويس مح باالنتق ال من محاس بة الذم ة‬
‫إلى المحاسبة المالية‪ ،‬وذلك بتغليبه للحقيق ة االقتص ادية على المظه ر الق انوني عن د‬
‫تسجيل المعامالت التي تقوم كما المؤسسة‪.‬‬

‫‪ 8‬عزوز علي واخرون‪ ،‬متطلبات تكييف القواعد الجبائية مع النظام المحاسبي المالي‪ ،‬معلومات مستخرجة من الموقع‬
‫‪،www.startimes.cpm‬ص ‪.07‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫يساعد المؤسسات الجزائرية التي تبحث عن موارد مالية جديدة وخاصة بالمؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫التي له ا اس تراتيجية لالس تثمار خ ارج الجزائ ر وذل ك بتق ديمها للمعلوم ات المالي ة‬
‫المطلوبة وامتثالها إلى المع ايير المحاس بية الدولي ة ال تي تش ترطها األس واق المالي ة‬
‫الدولية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬صعوبات تطبيق النظام المحاسبي المالي‬
‫يواجه تطبيق النظام المحاسبي المالي عدت صعوبات لعل أبرزها ما يلي‪: 9‬‬

‫‪ ‬ضعف استعداد الكثير من المؤسسات الجزائرية لتطبيق هذا النظام‪ ،‬فال زالت أنظمة‬
‫المعلومات غير فعالة والموارد البشرية غير مهيأة وغير مؤهلة لتطبيق هذا النظام‬
‫المستمد أساسا من المعايير المحاسبية الدولية‪ ،‬وفي اعتقادنا يعود هذا إلى غياب الوعي‬
‫المحاسبي في الكثير من المؤسسات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب سوق مالي في الجزائر يتميز بالكفاءة‪ ،‬فالتطوير كان نتيجة لعولمة األسواق‬
‫المالية التي تتميز بالكفاءة مما يجعل تقييم األسهم والسندات ومستقاتها وفقا لطريقة‬
‫القيمة العادلة وهو ما ال يتحقق في حالة بورصة الجزائر األمر الذي يؤكد ضرورة‬
‫ربط اعتماد النظام المحاسبي الجديد بإجراء إصالح جاد وعميق على النظام المالي‬
‫للجرائر‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحديد القيمة العادلة لألصول الثابتة المادية‪ ،‬إن تحديد هذه القيمة يتم في ظل‬
‫المنافسة العادية وحيازة البائع والمشتري على المعلومات الكافية‪ ،‬وهذا ما ال يتطابق‬
‫مع حال بعض أسواق األصول الثابتة المادية في الجزائر مثل سوق العقارات الذي‬
‫يعمل في ظل منافسة احتكارية يتحكم البائعون للعقارات في قيمها السوقية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب نظام معلومات لالقتصاد الوطني يتميز بالمصداقية والشمولية‪ ،‬فالتقييم وفق‬
‫القيمة العادلة يحتاج إلى توفر معلومات كافية عن األسعار الحالية لألصول الثابتة‬
‫والمتداولة‪ ،‬في الوقت الذي نسجل فيه تضاربا في المعلومات المنشورة حول‬
‫االقتصاد الجزائري من قبل الهيئات الرسمية‪ ،‬فضال عن قلتها‪.‬‬
‫‪ ‬بطئ قي تطوير مضامين التعليم المحاسبي في الجامعات ومراكز التكوين‪ ،‬فما‬
‫زالت المقررات المحاسبية لم تتغير وطرق التدريس يغلب عليها تعليم المحاسبة‬
‫على طريقة القواعد و التي تقوي االستذكار على حساب اإلبداع‪ ،‬وهذا راجع أساسا‬
‫إلى غياب الوعي المحاسبي و شيوع النظرة الضيقة إلى المحاسبة على أنها تقنية‬
‫وليست علما قائما بذاته‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬متطلبات تطبيق النظام المحاسبي المالي على المؤسسات الجزائرية‬

‫‪ 9‬كتوش عاشور‪ ،‬متطلبات تطبيق النظام المحاسبي الموحد في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬
‫إن العمل على تطبيق معايير المحاسبة الدولية المجسدة في النظام المحاسبي المالي ابتدءا‬
‫من سنة ‪ 2010‬يتطلب جهودا كبيرة لعملية تحضير تطبيقه‪ ،‬إذ تتمثل عملية المرور إلى‬
‫النظام المحاسبي المالي واإلفصاح وفق ما يقتضيه هذا األخير بمثابة ثورة ثقافية في اإلطار‬
‫المحاسبي الجزائري‪ ،‬وتحديا بالنسبة للمؤسسات للتكييف والتأقلم مع الواقع الجديد‪ ،‬حيث‬
‫يتطلب العمل على تحضير المحيط الذي تنشط فيه المؤسسات‪ ،‬وكذا تحضير المحترفين‬
‫والممارسين للمهنة يتبعه في ذلك تكييف األطر التشريعية وخاصة الجبائية ‪.‬‬

‫منها‪ ،‬لتتماشى مع النظام الجديد‪ ،‬ذلك أن هذا التحول يجب أن يضمن للمؤسسات الوفاء‬
‫بالتزاماتها وكذلك تمكين مستخدمي القوائم المالية ومعرفة تأثير هذا النظام على الوضعية‬
‫المالية للمؤسسة‪ ،‬ويمكن تحديد أهم هذه التحديات في نقطتين‪: 10‬‬
‫إعادة تنظيم المؤسسات من خالل إعادة هيكلة وتحديث أنظمة معلوماتها بما‬ ‫‪‬‬
‫يسمح بتحقيق أهداف النظام المحاسبي المالي والوصول إلى تقديم وتصميم‬
‫مخرجاتها األساسية المتمثلة في القوائم المالية السابق ذكرها في إطار‬
‫معالجات التسجيل والتقييم الضرورية والمبرمجة ضمن شروط اإلفصاح‬
‫والتقديم المطلوبة‪ ،‬وهو ما يستلزم تجنيد كافة الطاقات داخل المؤسسة‪.‬‬
‫تهيئة محيط المؤسسة الستيعاب المتطلبات الجديدة للنظام المحاسبي المالي عن‬ ‫‪‬‬
‫طريق توفير الشروط والمقومات التي تسمح بتوفير الهيئات والقنوات التي‬
‫تمكن من تأمين المعلومات والبيانات التي يقضيها االعتماد على محاسبة خالقة‬
‫وتتأسس على القدرة وعلى الحكم والتقييم وعلى معرفة ما تستهدفه المؤسسة‬
‫من سياسات مستقبلية إدارية تقوم على متابعة حركية األسواق ووقائع تطوير‬
‫البيانات التكنولوجية والقانونية والمالية وترجمتها في المعالجة المحاسبية‬
‫وطرق عرض البيانات المالية‪.‬‬

‫‪ 10‬سفيان بن بلقاسم‪ ،‬النظام المحاسبي الدولي وترشيد عملية اتخاذ القرار في سياق العولمة وتطوير األسواق المالية‪ ،‬كلية العلو االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪،2010،‬ص‪260‬ص‪.261‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام المحاسبي المالي لألجور‬

You might also like