Professional Documents
Culture Documents
مع تبني الجزائر النظام المحاسبي المالي الذي من المؤكد أنه يحمل في طياته الكثير من االنعكاسات التي
تؤثر على الجوانب المرتبطة بالمحاسبة ،التي من أهمها الجانب الجبائي المرتبط ارتباطا وثيقا بالنظام
المحاسبي المالي ،و باعتبار المحاسبة الجبائية جزء من النظام المحاسبي المالي كان لزاما على الدولة القيام
بعصرنة النظام الجبائي و لجعل المؤسسة تحظى باطار قانوني مدعم بما فيه الكفاية يمكنها من تحسين العالقة
بين المحاسبة و الجباية ،و بما ان النظام الضريبي الجزائري نظام تصريحي كالعديد من أنظمة الدول
المتقدمة ،لذا وجب على المكلفين االقرار بمداخيلهم و معامالتهم الخاضعة للضريبة ،كذلك على المكلفين
الدارية الكاملة بالتصريحات حسب نشاطاتهم الممارسة سواء كان نشاطهم صناعيا ،تجاريا ،حرفيا أو مهنا
حرة ،ألن عدم االمتثال او االخالل بهذه االلتزامات سيعرض المكلف للعقوبات و الغرامات المنصوص عليها
.بحسب نوع المخالفة
لذلك سيتم عرضها من خالل هذا الفصل ففي المبحث األول االطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي حيث
تطرقنا الى مفهوم النظام المحاسبي المالي و اهميته و اهدافه وكذلك بنية حسابات النظام المحاسبي المالي و
مبادئه ،اما في المبحث الثاني االطار المفاهيمي للتصريحات الجبائية حيث نوصح هنا مفهوم النظام الجبائي
..الجزائري و أهدافه و مكوناته ،و كذلك مفهوم التصريحات الجبائية و أهميتها
المبحث األول :االطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي
يشكل النظام المحاسبي المالي خطوة هامة في مجال التوحيد المالي و المحاسبييوافق تطبيق المعايير
المحاسبية الدولية في الجزائر و هو الزامي من 1جانفي ،2010و يهدف هذا النظام الى وضع أداة تتكيف مع
البيئة االقتصادية الجديدة في ظل متطلبات اقتصاد السوق و عولمة االقتصاديات ،باعتبار هذه المعايير
تستجيب لمتطلبات العولمة االقتصادية على عكس المخطط الوطني المحاسبي و الذي يستجيب لمتطلبات
.ادارية و جبائية و االقتصادالمخطط
وسنتطرق في هذا المبحث الى عرض مفهوم النظام المحاسبي المالي واهميته و اهدافه و بنية حسابات النظام
المحاسبي المالي و مبادئ النظام المحاسبي المالي.
الخيار األول :اإلبقاء على تركيبة المخطط المحاسبي الوطني وتحديد اإلصالحات تماشيا مع تغيرات المحيط
القانوني واالقتصادي في الجزائر ،والذي بقي ثابتا منذ أن صدر قانون التوجيه االستثمارات الوطنية
االقتصادية في عام ،1988مثال القانون الصادر في 09أكتوبر 1999المتضمن تكييف المخطط الوطني
المحاسبي النشاط الشركات القابضة وإدماج حسابات المجمعات.
الخيار الثاني :ويتمثل في ضمان بعض المعالجات مع الحلول التقنية المطورة من طرف المجلس المعايير
المحاسبية الدولية ، IASBو مع مرور الوقت سيتكون نظامين محاسبين مختلفين يعطيان نظام مختلط و
معقد ،و بالتالي يمكن له أن يكون مصدرا للناقض واالختالف.
الخيار الثالث :هذا الخيار يتضمن انجازه نسخة جديدة للمخطط المحاسبي الوطني مع عصرنة شكله و
وضع إطاره التصوري المحاسبي ،المبادئ والقواعد مع األحد بعين االعتبار المعايير المحاسبية الدولية.
1أيت محمد مراد ،أبحري سفيان ،النظام المحاسبي المالي – اطار و أهداف ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول االطار المفاهيمي للنظام المحاسبي
المالي و أليات تطبيقه في ظل المعايير المحاسبية الدولية ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير(،جامعة سعد دحلب) ، 2013،ص.03:
إن هذا الخيار تم تبنيه من قبل المجلس الوطني للمحاسبية في اجتماعه المنعقد في 05سبتمبر 2001واختيار
طبيعة المحاسبة المرجعية سواء المعايير المحاسبية الدولية IAS/IFRSأو معايير مجلس المعايير المحاسبية
المالية .األمريكية FASBمن خالل USGAAPأو التوجهات األوروبية.
وبعد عدد من الجهود و االجتماعات تقرر وضع نظام محاسبي ،جاء ذلك في القرار 11-7المؤرخ في
2007/11/25الذي تضمن إنشاء النظام المحاسبي المالي ،ثم تلته العديد من المراسيم والقرارات نذكر منها:
قرار مؤرخ في 23رجب عام 1429الموافق ل 26جويلية سنة ، 2008يحدد قواعد التقييم والمحاسبة
ومحتوى الكشوف المالية وعرضها وكذا مدونة الحسابات وقواعد سيرها.
قرار مؤرخ في 23رجب عام 1429الموافق ل 26جويلية سنة ، 2008يحدد أسقف رقم األعمال وعدد
المستخدمين والنشاطات المطبقة على الكيانات الصغيرة بغرض مسك محاسبة مالية مبسطة.
مرسوم تنفيذي رقم 110 - 09مؤرخ في 11ربيع الثاني عام 1430الموافق ل 7 :أفريل سنة 2009
المحدد الشروط وكيفيات مسك المحاسبة بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي.
2
2بغداد عبد الحميد ،تسجيل و تقييم التثبيتات وفق النظام المحاسبي المالي-دراسة حالة مكتب محاسبة، -مذكرة ماستر ،كلية العلوم االقتصادية و
التجارية وعلوم التسيير( جامعة عبد الحميد بن باديس لمستغانم )، 2017\2016،ص ص.5،4:
3سعيدي عبد الحليم ،محاولة تقييم افصاح القوائم المالية في ظا تطبيق النظام المحاسبي المالي-دراسة عينة من المؤسسات، -أطروحة
دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير(جامعة محمد خيضر بسكرة) ، 2014/2015،ص.114:
4الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد الرابع والسبعون ،الصادرة بتاريخ 25نوفمبر ،2007تحتوي القانون رقم 07-11والمتضمن النظام
المحاسبي المالي (المادة ( ،)03ص3:
5سعيدي عبد الحليم ،مرجع سبق ذكره ،ص.114:
تم تحديد مجال تطبيق النظام المحاسبي المالي في القانون رقم ،11-07فوفقا للمادة 2منه فان النظام المحاسبي
المالي ينطبق على كل شخص طبيعي أو معنوي ملزم بموجب نص قانوني أو تنظيمي بمسك محاسبة مالية،
مع مراعاة األحكام الخاصةبها ،6و يستثنى من مجال تطبيق هذا النظام األشخاص المعنويين الخاضعين
7
لقواعد المحاسبة العمومية وهم:
-الشركات الخاضعة ألحكام القانون التجاري
-التعاونيات
-االشخاص الطبيعيون او المعنويون المنتجون للسلع أو الخدمات التجارية وغير تجارية ،اذا كانوا يمارسون
نشاطات اقتصادية مبنية على عمليات متكررة.
-و كل األشحاص الطبعيين او المعنويون الخاضعون لذلك بموجب نص قانوني أو تنظيمي.
و أما الكيانات الصغيرة التي ال يتعدى رقم اعمالها وعدد مستخدميها و نشاطها الحد المعين ،فيمكنها وفقا
8
للمادة 5من نفس القانون مسك محاسبة مالية مبسطة.
المطلب الثالث :أهمية و أهداف النظام المحاسبي المالي
أوال :أهمية النظام المحاسبي المالي
من أجل الدخول في االقتصاد الدولي و االندماج فيه وضمان حرية التجارة الدولية باتت األهمية واضحة
للنظام المحاسبي المالي في الجزائر والتي يمكن إبرازها فيما يلي:
يسمح بتوفير معلومة مالية مفصلة ودقيقة تعكس الصورة الصادقة للوضعية المالية للمؤسسة
النظام المالي المحاسبي يتوافق مع المعايير المحاسبية الدولية والمعلومة المالية ،وبالتالي فهو قريب من
الممارسات المحاسبية العالمية ومتكيف مع االقتصاد الحديث بإنتاجه معلومة مالية ذات جودة مما يؤدي إلى
تقريب المحاسبة الجزائرية من المحاسبة العالمية
-يستجيب الحتياجات المستثمرين الحالية والمستقبلية كما يسمح بالمقارنة.
-النظام المحاسبي أتى لسد الثغرات في القانون التجاري ومنع الممارسات الغير شرعية ولترسيخ أسس
التسيير الشفاف.
-يشجع االستثمار األجنبي نظرا الستجابته الحتياجات المستثمرين األجانب.
-خلق انسجام بين النظام المحاسبي الجزائري واألنظمة المحاسبية الدولية.9
كما يكتسي النظام المحاسبي المالي أهمية بالغة كونه يستجيب لمختلف احتياجات المهنيين و المستثمرين ،كما
أنه يشكل خطوة هامة في تطبيق المعايير المحاسبية الدولية في اطار التوحيد المحاسبي العالمي و الذي يهدف
10
الى:
6الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،مرجع سبق ذكره ،المادة( ،)02ص.03:
7المرجع السابق ،المادة(، )04ص.03:
8المرجع السابق ،المادة(، )05ص.03:
9سامية منصر ،االفصاح و تقييم االداء المالي للقوائم المالية في ظل تبني النظام المحاسبي المالي على ضوء معايير المحاسبة و االبالغ المالي
الدولية ، IAS-IFRSمذكرة ماستر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير (جامعة ورقلة )، 2010/2011،ص ص.33-32:
10شعيب شنوف ،أهمية التوحيد المحاسبي العالمي بالنسبة للشركات الدولية -الجزء األول،-مجلة جديد االقتصاد ،العدد، 12مجلة تصدر عن
الجمعية الوطنية لالقتصاديين الجزائريين ،الجزائر ، 2006،ص64:
-تسهيل قراءة القوائم المالية بلغة محاسبية موحدة
-فرض رقابة على الشركات التابعة و الفروع للشركة األم
-تقليص التكاليف الناتجة عن عملية ترجمة أو تحويل القوائم المالية من النظام المحاسلي للبلد الذي تعمل به
الشركات التابعة و الفروع الى النظام المحاسبي للشركة األم
-توحيد الطرق المحاسبية المعتمدة في عملية التقييم الخاصة بالمخزونات ،اعادة تقييم عناصر
الميزانية،حساب االهتالكات ،كيفية معالجة المؤونات،توحيد االجراءات المحاسبية بهدف الوصول الى قوائم
مالية موحدة
-توضيح المبادئ المحاسبية الواجب مراعاتها عند التسجيل المحاسبي و التقييم ،وكذا عند اعداد القوائم
المالية مما يقلص من حاالت التالعبات
-يساهم في تحسين تسيير المؤسسة من خالل فهم أفضل للمعلومات التي تشكل أساس االتحاد القرار و تحسين
إتصالها مع مختلف االطراف المهتمة بالمعلومة المالية. .
-يسمح بالتحكم في التكاليف مما يشجع االستثمار وبدعم القدرة التنافسية للمؤسسة.
-إنسجام النظام المحاسبي المالي المطبق في الجزائر مع األنظمة المحاسبية العالمية .
-تحسين تسيير القروض من طرف البنوك من خالل توفير وضعية مالية وافية من قبل المؤسسة
-يسمح بمقارنة القوائم المالية للمؤسسة مع مؤسسة أخرى النفس القطاع ،سواء داخل الوطن أو خارجه أتي
مع الدول التي تطبق المعايير المحاسبية الدولية.
-يؤدي إلى زيادة ثقة المساهمين بحيث يسمح لهم بمتابعة أموالهم في المؤسسة
-يسمح للمؤسسات الصغيرة لتطبيق محاسبة مالية مبسطة
،11ثانيا :أهداف النظام المحاسبي المالي
هناك العديد من األهداف التي يرمي النظام المحاسبي المالي إلى تحقيقها ،والتي كانت أهدافا موجوة في
مرحلة اإلنتقال من المخطط المحاسبي الوطني إلى النظام المحاسبي المالي ،وكانت مقيدة في مرحلة العمل به
نذكر أهمها فيما يلي:
*ضرورة إيجاد حلول محاسبية للعمليات غير المعالجة سابقا بواسطة المخطط المحاسبي الوطني.
*ترقية تطبيق التقنيات المحاسبية المستعملة في المعالجة والتقييم قصد تقريب هذه الممارسة من مثيالتها
الدولية القائمة ،التي تدمج معايير المحاسبة واإلبالغ المالي الدولي المصادق عليها من قبل أغلبية الدول.
*السماح لمختلف المؤسسات بإنتاج معلومات مالية ذات نوعية ،أكثر شفافية وأكثر سهولة للتحقق منها بفعل
توضيح أفضل للقواعد المحاسبية.
*االستجابة الحتياجات اإلعالم األلي لمختلف المستعملين ،سواء كانوا مسيرين أعضاء مستخدمين،
مقرضين ،دائنين ،زبائن ،جمهور المدققين أو الدولة.
11موساوي عمر،زرقون محمد،أثر تطبيق النظام المحاسبي المالي( )scfعلى األداء المالي لشركات التامين الجزائرية،مذكرة ماستر،كلية العلوم
االقتصادية و التجارية و علوم التسيير(جامعة قاصدي مرباح -ورقلة)،2013/2014،ص ص.8،7:
*السماح بتقييم الممتلكات بواقع األسواق وشروطها.
* ضمان قراءة أفضل للحسابات والتقارير المالية بالنسبة للمستثمرين األجانب ،فيما يخص عمليات الشراكة
خاصة ،وذلك يجعلها وثائق دولية متاحة لهم عند طلبها.
*قابلية مقارنة المؤسسة لنفسها عبر الزمن ،وبينها وبين المؤسسات على المستويين الوطني والدولي.
*المساعدة على نمو مردودية المؤسسات من خالل تمكينها من معرفة أحسن اآلليات االقتصادية والمحاسبية،
التي تشترط نوعية وكفاءة التسيير.
* يساعد في فهم أحسن وأدق للمعلومات ،من أجل تسيير المخاطر لكل الفاعلين في السوق.
*يسمح بتسجيل وبطريقة موثوق بها وشاملة مجموع تعامالت المؤسسة مما يسمح بإعداد التصاريح الجبائية
بموضوعية ومصداقية.
*إن هذا النظام المحاسبي المالي يتوافق مع الوسائل المعلوماتية الموجودة ،التي تسمح بأقل التكاليف من
تسجيل البيانات المحاسبية ،وإعداد القوائم المالية.
12
*تنظيم مهنة المحاسبة.
*الحد من التهرب الضريبي.
13
*المساهمة في توفير فرص العمل وحرية االختيار و استعمال العاملين فب النشاط المحاسبي.
M657ص13
المطلب الرابع :مبادئ وفروض النظام المحاسبي المالي وبنية حساباته
أوال :مبادئ النظام المحاسبي المالي
14
اعتمد النظام المحاسبي المالي المبادئ المحاسبية المعترف بها
مبدأ التكلفة التاريخية :
يقر مبدأ التكلفة التاريخية تسجيل األحداث االقتصادية بتكلفة شرائها أو إنتاجها.
مبدأ القيد المزدوج:
نصت المادة 16من القانون 11 07-تحرر الكتابات المحاسبية تحرر وفقا لمبدأ القيد المزدوج دفتر اليومية و
يجب أن يحتوي كل تسجيل محاسبي على األقل حسابين اثنين ،أحدهما مدين و االخر دائن ،في ظل احترام
15
التسلسل الزمني في تسجيل العمليات ،ويجب أن يكون المبلغ المدين مساوي للمبلغ الدائن.
مبدأ عدم المقاصة (عدم التعويض)
12شعيب شنوف ،محاسبة المؤسسة طبقا للمعايير المحاسبية الدولية ،الجزء االول ،مكتبة الشركة الجزائرية بوداود ،الجزائر ، 2008،ص.28:
قرار مؤرخ في 26جويلية ، 2008المحدد لقواعد التقييم و المحاسبة و محتوى الكشوف و عرضها و كذا مدونة الحسابات و قواعد
سيرها ،الجريدة الرسمية ،الجزائر ،عدد، 2009، 19ص.27:
13
14عبد الوهاب رميدي ،المحاسبة المالية وفق النظام المحاسبي المالي الجديد مبادئ عامّة \أمثلة محلولة ،الجزائر ، 2011،ص ص.12،13:
15الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،مرجع سبق ذكره ،ص04:
ينبغي عدم االقيام بمقاصة بين مختلف عناصر األصول و الخصوم ،االيرادات و األعباء اال اذا كانت هذه
المقاصة مسموح بها قانونيا أو اجراء اتفاقية مثال المقاصة التي تتم بين الرسم على القيمة المضافة على
المشتريات والرسم على القيمة المضافة على المبيعات.
:مبدأ مداومة الطرق المحاسبية
.يوجب هذا المبدأ الحفاظ والمداومة على المنهج المحاسبي المعتمد من سنة مالية إلى أخرى
مبدأ استقاللية الذمة المالية :
يعتبر هذا المبدأ أن المؤسسة وحدة اقتصادية وقانونية قائمة بذاتها عن الذمة المالية لمالكها.
مبدأ استقاللية الدورات المالية :
حيث تعتبر كل دورة مالية مستقلة عن أخرى في تحمل األعباء وإيراد المنتوجات .
مبدأ عدم المساس بالميزانية االفتتاحية أو السابقة:
يعنىهذا المبدأ مراعاة استقاللية الدورات المالية من خالل احترام الدورة المالية المقفلة و عدم المساس
بالحسابات االفتتاحية السنة المالية الحالية لمخالفة هذا لمصداقية المحاسبة
كما نصت المادة 6من قانون 07/11أن النظام المحاسبي المالي يتضمن إطارا تصوريا للمحاسبة المالية
ومعايير محاسبية ،و مدونة حسابات تسمح بإعداد كشوف مالية على أساس المبادئ المحاسبية المعترف بها
16
عامة والسيما:
محاسبة التعهد :يجب تسجيل األحداث االقتصادية عند حدوثها أي عندما ينشأ الحق أو الدين وليس عندما
يحدث تدفق نقدي .وتظهر في القوائم المالية ضمن النشاط المرتبط به .وهو ما نصت عليه المادة 06من
المرسوم التنفيذي رقم . 156 -08
مبدأ استمرارية االستغالل(مبدأ الدورية) :تنشأ المؤسسة من أجل مزاولة نشاطها باستمرار ولمدة أطول
وينبغي عليها التطلع إلى مستقبل خال من التوقف أو التصفية ،يتم إعداد البيانات المحاسبية والقوائم المالية
..بافتراض أن المؤسسة تواصل نشاطها في االمستقبل و هو ما نصت عليه المادة 07من م ت رقم156-08
و في حالة عدم االستمرار البد من تقديم المبررات والدالئل التي حضرت على أساسها القوائم المالية
الداللة :يجب أن تكون المعلومات المالية و البيانات المحاسبية في شكل وثائق تضمن مصداقيتها و تكون
المعلومات متوعة بدالئل حول العملية.
قابلية الفهم :وهي أن تكون القابلية للفهم من جانب المستخدمين التي يجب توافرها في المعلومات الواردة في
1القوائم المالية.
قابلية المقارنة :يجب أن يكون مستخدمو القوائم المالية قادرين على إجراء مقارنات لعدة دورات زمنية
لنفس المؤسسة وبين مختلف المؤسسة.
المصداقية :يجب أن تعطى القوائم المالية صورة صادقة للوضعية المالية للمؤسسة ،وذلك بالتمثيل الصادق
3للعمليات المالية واألحداث األخرى التي يفهم أنها تمثلها أو المتوقع أن تعبر عنها.
16عالء بوقفة ،االصالح المحاسبي في الجزائر وأثره في تفصيل الممارسة المحاسبية ،رسالة ماجيستر ،فرع محاسبة و جباية ،كلية العلوم
االقتصادية و التجارية و علوم التسيير(جامعة ورقلة) ، 2011/2012،ص ص.87-86:
مبدأ األهمية النسبية :تكون المعلومة ذات أهمية إذا أثر غيابه‘‘ا من الق‘‘وائم المالي‘‘ة في الق‘‘رارات المتخ‘‘ذة من
طرف المستخدمين لهده القوائم .وهو ما نصت عليه المادة 11من م ت رقم .156-08
مبدأ الحيطة والحذر :يجب تسجيل النفقات المحتملة الحدوث دون أن يسمح بتكوين مؤونات واحتياطات مبالغ
فيها وهو ما نصت عليه المادة 14من م ت رقم .156-08
مبدأ الوحدة النقدية :نصت المادة 12و المادة13من القانون رقم 11-07بأن يتم مسك المحاسبة المالية
بالعملة الوطنية ويتم تحويل أي عملية بالعملة األجنبية إلى العملة الوطنية حسب الشروط و الكيفية المحددة في
المعايير المحاسبية .
مبدأ أسبقية الواقع االقتصادي على المظهر القانوني :االعتماد في المحاسبة على جوهر العمليات واألحداث
وحقيقتها االقتصادية وليس على شكلها القانوني فقط .مثال عقد اإليجار يسجل ضمن عناصر الميزانية .وهو
ما نصت عليه المادة 18من م ت رقم .156-08
17
ثانيا :فروض النظام المحاسبي المالي
الفروض المحاسبية هي مقدمات علمية تتميز بالعمومية تصلح كنقطة ابتداء في سبيل الوصول إلى المبادئ
العلمية ،أي أن الفروض هي أداة لبيان الظروف والحدود التي من خاللها يجب أن يتم البحث العلمي( ومن
ذلك نجد أن أي خلل ناتج عن عدم اتساق بين الفروض أو تضارب فيما بينها أو عدم المالئمة مع الواقع
سيؤثر على المبادئ العلمية).
فرض الشخصية المعنوية (الوحدة المحاسبية المستقلة)
يعنى هذا الفرض أن تعامل كل منشأة ،كوحدة محاسبية ،لها وجودها المستقل عن وجود األفراد الطبيعيين
(الحقيقيين) المشكلين لها .أي لها شخصية معنوية مستقلة ،عن شخصية أصحاب المشروع واالقتصار على
تسجيل العمليات المالية ،المتعلقة بالمشروع فقط في الدفاتر المحاسبية .وبصرف النظر عن الشكل التنظيمي
للمنشأة فإنها تعتبر وحدة محاسبية ،يتم فصل عملياتها وأموالها عن عمليات وأموال أصحابها ،فالربح مثال يعد
ملكا لهذه الشخصية ،إلى أن ُيوزع-11-1-1- .
انطالقا من هذا الفرض فان المؤسسة مالكة ألصول محددة ،وعليها التزامات معينة ،وأنها حققت أرباحًا أو
خسائر ،ومن ثم يمكن تحديد حقوق الملكية في هذه المنشأة .كما أن القوائم المالية ،تعبر عن نتيجة أعمال هذه
الشخصية المعنوية ومركزها المالي.
فرض استمرار المشروع
:وال يعنى فرض "االستمرار" بقاء المشروع بصفة دائمة ،وإنما يعنى أن المشروع سيظل موجودًا لفترة
كافية لتنفيذ أعماله الحالية ،ومقابلة ارتباطاته القادمة .حيث يقوم على قاعدة عدم التصفية ،وبالتالي فرض
االستمرارية يأخذ إحدى الصيغتين التاليتين:
أ -ال يتوقع تصفية المشروع في المستقبل المنظور.
ب -أن المشروع سيستمر في ممارسة نشاطه العادي لمدة غير محددة زمنيا.
فرض الدورة المحاسبية:
يفترض تقسيم حياة المشروع إلى فترات زمنية متساوية ومتتابعة ،تسمى الفترات المحاسبية غالبا ما تكون
سنة ميالدية بحيث يتم من خاللها إعداد التقارير وبيان نتائج العمليات وتحديد الضريبة وقياس مدى كفاءة
إدارة المشروع ومدى النجاح والنمو الذي حققه المشروع ،كما أن وجود القوائم المالية على فترات دورية من
حياة المشروع
17عبد الوهاب رميدي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.23،24:
أو خسارة .في وقت محدد على مركزها ت الزمن نتيجة وسائل الرقابة المساهمين ات المصلحة في اتخاذ
شكل أساسي ت التخطيط حديد أسعار سول إلى خاللها المالي ب إن المشروع سيستمر في ممارسة نشاطه
العادي لمدة غير محددة زمنيًا -11-1-3- .يفترض تقسيم حياة المشروع إلى فترات زمنية متساوية ومتتابعة ،
تسمى الفترات المحاسبية غالبا ما تكون سنة ميالدية بحيث يتم من خاللها إعداد التقارير وبيان نتائج العمليات
وتحديد الضريبة وقياس مدى كفاءة إدارة المشروع ومدى النجاح والنمو الذي حققه المشروع ،كما أن وجود
القوائم المالية على فترات دورية من حياة المشروع يعد ضرورة للمهتمين بدراسة هذه القوائم وتحليلها .إذ انه
ال يمكن االنتظار حتى التصفية لمعرفة نتائج األعمال ،والمركز المالي للمشروع ،ألن مستخدمي البيانات
المحاسبية خارج وداخل المشروع يحتاجون بين الحين واآلخر وفي فترات دورية قصيرة األجل إلى
معلومات عن إنتاج السلع والخدمات واألرباح والمركز المالي للمشروع بهدف مساعدتهم على اتخاذ
القرارات .فمن غير المنطقي أن ينتظر هؤالء المستخدمين حتى ينتهي عمر المشروع كي يعرفوا صافي دخله
لذلك ،إضافة إلى إعطاء صورة عن واقع المشروع بهدف تطويره وتنميته وتعزيز نقاطه االيجابية ومعالجة
جوانبه السلبية.
فرض وحدة القياس:
تهتم المحاسبة فقط بالعمليات التي يمكن أن تقاس بالنقود ،فتحتاج إلى وحدة قياس موحدة تربط بين مختلف
العمليات واألنشطة في المشروع وتسمح بإجراء العمليات الحسابية والمقارنات ،وتعتمد المحاسبة على وحدة
النقد الوطني أساسا لقياس القيمة لمختلف األحداث التي تهم المحاسب ،ويفترض أن تتصف وحدة النقد بالثبات
وذلك لتكوين المعلومات القابلة للمقارنة والقابلة إلجراء العمليات الحسابية بصورة موضوعية وان ال تتغير
بمرور الزمن أو بتغير األوضاع االقتصادية.
وقد تعرض فرض وحدة القياس إلى كثير من االنتقاد ،خاصة من االقتصاديين نتيجة التغير في القيمة الحقيقة
أو القوة الشرائية للنقود الناتج من التقلبات المستمرة في األسعار ،بسبب التضخم ،أو االنكماش...
فرض التوازن المحاسبي :أي أن كافة العمليات المحاسبية تنطلق من توازن تام بين طرفي القيود المحاسبية
الطرف المدين والطرف الدائن والتوازن المحاسبي يتحقق بتوازن ميزان المراجعة والميزانية العامة.
يحتوي النظام المحاسبي المالي على مدونة حسابات مقسمة إلى سبعة أصناف وهي :
الصنف األول :حسابات األموال الخاصة.
الصنف الثاني :حسابات التثبيتات .
18رفيق يوسفي ،النظام المحاسبي المالي بين االستجابة للمعايير الدولية و متطلبات التطبيق ،رسالة ماجيستر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و
علوم التسيير(جامعةتبسة) ، 2010/2011،ص-ص.108-92:
الصنف الثالث :حسابات المخزونات والمنتوجات قيد التنفيذ.
لصنف الرابع :حسابات الغير
الصنف الخامس :الحسابات المالية.
الصنف السادس :حسابات األعباء.
الصنف السابع :حسابات النواتج.
أما األصناف 8 ، 0و 9يمكن للكيان استعمالها بحرية في التسيير من خالل محاسبة التسيير 19،ويتفرع عن
كل صنف من األصناف المذكورة مجموعة من الحسابات التي تتفرع إلى حسابات ثانوية وتعتبر مدونة
الحسابات هذه اإلطار العام المنظم لمسك المحاسبة وفق النظام المحاسبي المالي ،إال أن المشرع ترك لكل
كيان الحرية في تفريع الحسابات حسب الحاجة وطبيعة النشاط.