Professional Documents
Culture Documents
تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستمرارية من وجهة نظر مراجعي الحسابات
" دراسة تطبيقية في سوق األوراق المالية الليبي "
Classification of evaluation indicators of the company's ability to continue from the
auditors' point of view: An Applied Study in the Libyan Stock Market
2
أ .مصباح عمار خليفة الخذري 1
د .عادل السيد علي أفكيرين
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستمرارية حسب أهميتها من وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة
في سوق األوراق المالية الليبي ,والمتمثلة في المؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ,والمؤشرات األخرى التي نص عليها معيار المراجعة الدولي
رقم ( )570الخاص باالستمرارية ,وقد استخدم البحث المنهج الوصفي في البحث ،وتم تصميم وتوزيع استبانة علمية محكمة على مجتمع الدراسة
الذي يتمثل في العاملين بمكاتب المراجعة المسجلة بسجل القيد لدى سوق األوراق المالية الليبي عن سنة 2012م ،والتي تقوم بمراجعة حسابات
الشركات المدرجة فيه .وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تتمثل في أن هناك التزاما من قبل مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق
األوراق المالية الليبي من حيث االسترشاد بالمؤشرات المالية والمؤشرات التشغيلية والمؤشرات األخرى ،التي نص عليها معيار المراجعة الدولي رقم
( )570الخاص باالستمرارية ،وذلك عند تقييمهم لقدرة الشركة على االستمرار في النشاط .حيث جاءت أهمية المؤشرات المالية في المقدمة ،جاء
بعدها المؤشرات التشغيلية وكانت أهمية المؤشرات األخرى تأتي في المرتبة الثالثة من حيث درجة التصنيف لدى المراجعين.
Abstract
This study aims at identifying the classification of the evaluation’s indicators of the Company's Going Concern,
according to its importance from the External Auditors perspective of the listed companies in the Libyan stock
market, namely financial indicators, operational indicators and other indicators predetermined in the
international auditing standard No. 570. The Descriptive Methodology was used in the research. A
questionnaire designed and distributed to the employees of audit offices registered in the Libyan stock market
for the year 2012, which audits the companies listed therein. The study finds that there is a commitment by the
auditors of the listed companies in the Libyan stock market to be guided by the financial indicators, operational
indicators and other indicators set in the International Standard No. (570) in evaluating the Company's Going
Concern. The importance of financial indicators came primarily, followed by operational indicators and the
importance of other indicators came in third place in terms of degree of classification of the auditors.
1
قسم المحاسبة– كلية االقتصاد– جامعة عمر المختار.
مدرسة العلوم المالية واإلدارية -األكاديمية الليبية 2
43
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
- 1مقدمـــــة
يعد تعثر الشركات ظاهرة كونية – حيث شهدت دول العالم متقدمة كانت أو نامية ،وبصرف النظر عن درجة
تقدم بنيتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية حاالت إفالس الشركات؛ إال أنه منذ عقد السبعينيات من القرن
الماضي تصاعدت حدة االنتقادات الموجهة للمراجعين ،وتحميلهم المسؤولية عن األضرار المادية والمعنوية التي
لحقت بمقرضي الشركات المتعثرة وحملة أسهمها (مطر ،)2000،وأثار التساؤل حول فرض االستم اررية -الذي
يشير في المحاسبة إلى اعتبار أن الشركة مستمرة في أعمالها ونشاطها الطبيعي.
حيث يبدي المراجع رأيه عما إذا كانت الشركة قادرة على االستم اررية في نشاطها من عدمه ،ولقد كان المراجعون
حتى وقت قريب يعدون هذا الفرض غير مناسب ،وأن تأثيره غير مادي في عمليات المراجعة ؛ بسبب ظروف عدم
التأكد التي تحيط بالتعامل مع هذا الفرض ،أما اآلن وفي ظل المشاكل االقتصادية السائدة أصبح حكم المراجع
على قدرة الشركة على االستمرار في نشاطها من األمور الرئيسة ،وأن حكم المراجع على مدى قدرة الشركة على
االستمرار في مزاولة نشاطها يتوقف على مقدرته على الحكم على درجة األهمية النسبية لظروف عدم التأكد
(المومني و الشويات.)2008 ،
وفي العقدين األخيرين من القرن العشرين زاد عدد القضايا المرفوعة ضد المراجعين؛ بسبب فشلهم في توفير
ارشادات تحذيرية مبكرة عن مخاطر فشل الشركة في الفترة القريبة المنظورة ،وعدم تقديمهم اإلفصاحات الكافية
والمالئمة للطرف الثالث من مستخدمي القوائم المالية؛ مما أثر على مصداقيتهم وعلى سمعة المهنة وثقة الرأي
العام فيها( ،)Morris,1997نقالا عن (دحبور.)2009،
لقد تولد االهتمام نحو التوسع في مسؤوليات المراجع للمساهمة في تقليل فجوة التوقعات ،ومن بين تلك
المسؤوليات مسؤولية المراجع عن تقييم قدرة الشركة على االستمرار ،وذلك بالتزام المراجعين بتطبيق المعايير الدولية
(المطارنة.)97 :2001 ،
لقد أصدر االتحاد الدولي للمحاسبين معيار المراجعة الدولي رقم ( )570الخاص باالستم اررية والذي يهدف
ستمررية كأساس
إلى توفير إرشادات حول مسؤولية المراجع عند مراجعة البيانات المالية المتعلقة بمالءمة فرض اال ا
إلعداد البيانات المالية ( ،)ISA. 570, 2003وحدد مجموعة من المؤشرات التي تساعد المراجع في اكتشاف
حاالت الشك باستم اررية العميل ،صنفت إلى مؤشرات مالية ،ومؤشرات تشغيلية ,ومؤشرات أخرى ،وال يعني وجود
واحد أو أكثر من تلك المؤشرات دائما أن فرض االستم اررية موضع تساؤل ،وحدد المعيار مجموعة من اإلجراءات
التي يجب على المراجع القيام بها عندما تثار الشكوك حول استم اررية العمالء ،وكذلك الصيغ التي يضمنها في تقريره
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها .
وتسعى هذه الدراسة إلى التعرف على الكيفية التي يتم بها تصنيف المؤشرات المالية والمؤشرات التشغيلية،
والمؤشرات األخرى التي نص عليها معيار المراجعة الدولي رقم ( )570الخاص باالستم اررية ،من حيث ترتيب درجة
األهمية لها ،والذي بدوره يتيح لنا التعرف على مدى االلتزام باالسترشاد بتلك المؤشرات في الواقع العملي من وجهة
نظر المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية
الليبي.
44
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
الــدراســات السابقـــــة:
دراسة ( :)Rosman et al. , 1999وقد هدفت إلى دراسة كافة الحاالت المهمة في الشركات الصناعية التي
تؤثر على سلوك المراجعين في تقييم استم اررية الشركة ،كما هدفت إلى مراجعة الكيفية التي يتكيف معها سلوك
المراجعين في اتخاذ الق اررات في الحاالت المختلفة ،المتعلقة باستم اررية الشركات الصناعية ،وتوصلت الدراسة إلى
أن العوامل المالية سيطرت أكثر من العوامل غير المالية ،كما أن تصنيف المعلومات إلى مالية وغير مالية مهم
جدا لفهم االختالف في الحصول على المعلومات من قبل المراجعين ,كما أن األداء الدقيق في تقييم االستم اررية
مرتبط بالحصول على معلومات أكثر عن السيولة ،ومعلومات غير مالية في مرحلة مبكرة.
دراسة ( : )Constantinides, 2002وقد هدفت هذه الدراسة إلى تحديد العوامل المؤثرة على ق اررات الرأي
حول االستم اررية من قبل المراجعين الممارسين ومديري المصارف و الشركات التي أفلست ،كما هدفت إلى دراسة
تأثير العوامل األخرى التي تؤثر على قرار الرأي حول االستم اررية ،وقد أظهرت الدراسة أن المؤشرات المالية هي
التي تؤثر على ق اررات المراجعين ،وعلى العكس فإن المؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى ليست مهمة .
دراسة منصور ( :)2003تمثل الهدف األساسي للدراسة في محاولة لترشيد الحكم الشخصي للمراجع عند تقييم
ستمررية الشركات،
استم اررية الشركة والتقرير عنها ،وذلك من خالل إبراز أهمية المعلومات غير المالية عند تقييم ا ا
باإلضافة إلى بيان نوعية هذه المعلومات ومصادر الحصول عليها ،وكذلك بيان انعكاسات المرحلة العمرية التي
تمر بها الشركة من دورة حياتها على درجة التركيز والعناية التي يوليها المراجع للمعلومات المالية ،أو غير المالية
موضع التقييم ،وقد توصلت الدراسة إلى أهم النتائج التالية:
أوالا-تعتبر المعلومات المالية كافية بدرجة متوسطة لتقييم قدرة الشركات على االستمرار في مزاولة أعمالها ،وال
يمكن االعتماد عليها بشكل منفرد.
ثاني ا -تمثلت أهم األسباب وراء تركيز المراجعين على المعلومات المالية عند تقييم االستم اررية في المعرفة األكبر
للمراجعين بالمعلومات المالية عن المعلومات غير المالية ،وكذلك في طبيعة التدريب الذي تلقاه المراجع ،وأيض ا
إن غالبية القضايا المرفوعة ضد المراجعين تكون بسبب التضليل في القوائم المالية.
ثالث ا -أكدت الدراسة أن االعتماد على المعلومات المالية فقط وعدم أخذ المعلومات غير المالية والمرحلة العمرية
للشركة في االعتبار ،قد يؤدي إلى وقوع المراجعين في أخطاء تتعلق بتقييم قدرة الشركة على االستمرار.
دراسة نمرة ( :)2004ركزت الدراسة على مدى مسؤولية المراجع عن تقييم فرض االستم اررية التي تعد على
أساسها القوائم المالية واألدوات الواجب استخدامها في هذا الشأن ،وخلصت إلى أن معايير المراجعة لم تولي
اهتماما بتقديم أدوات ونماذج محددة يستعين بها المراجع للتأكد من سالمة فرض االستم اررية في كل عملية مراجعة،
وانما اهتمت فقط بتقديم إرشادات عن الظروف واألحداث التي تثير الشك في االستم اررية ،كما أنها ال توفر المناخ
المالئم لكي يشعر المراجعون بالمسؤولية عن عدم اإلشارة إلى االستم اررية في تقاريرهم عن القوائم المالية؛ ويعزى
ذلك إلى أنه قد يكون الخوف من فقدان العميل أو بسبب الخوف من التحقق التلقائي للنبؤة ،أو بسبب خلو معايير
المراجعة من األدوات المناسبة التي تساعد المراجعين في تقييم فرض االستم اررية.
دراسة محمد ( :)2005هدفت الدراسة إلى بيان موقف ومسؤولية المراجع الخارجي الليبي تجاه فرض االستم اررية،
من حيث قيامه بتقييم فرض االستم اررية ومدى تنفيذه إلجراءات تحليلية كفيلة بحصوله على مؤشرات توضح مدى
سريان فرض االستم اررية مع بيان الهتمامه بإصدار نوعية تقرير مراجعة مناسب لما تعكسه القوائم المالية حيال
فرض االستم اررية ،وتوصلت الدراسة إلى أهم النتائج التالية:
45
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
أوالا -ال يقوم المراجع الخارجي في ليبيا بتقييم فرض االستم اررية.
ثانيا -ال ينفذ المراجع الخارجي إجراءات تحليلية تساعده على تنفيذ مهامه تجاه فرض االستم اررية.
ثالثا -ال يهتم المراجع الخارجي بإصدار تقرير مراجعة يظهر وضع فرض االستم اررية.
دراسة النائلي ( :)2011استهدفت الدراسة معرفة مدى إدراك المراجعين الخارجيين في ليبيا ألهمية المعلومات
غير المالية ،وكذلك ما إذا كانت هناك فروق ذات داللة إحصائية بين إدراك مراجعي ديوان المحاسبة (جهاز
المراجعة المالية سابق ا) ،ومراجعي مكاتب المراجعة الخارجية حول مدى إدراكهم ألهمية المعلومات غير المالية،
عند تقييمهم لمقدرة الشركة محل المراجعة على االستمرار في مزاولة نشاطها ،وقد تم اعتماد قائمة االستبيان وقام
بتوزيعها على عينة الدراسة وتوصل الباحث ألهم النتائج التالية:
أوالا -إن هناك إدراك ا كافي ا من قبل المراجعين المشاركين في الدراسة ألهمية المعلومات غير المالية عند تقييم مقدرة
الشركة على االستمرار في العمل.
ثاني ا -ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين إدراك مراجعي ديوان المحاسبة (جهاز المراجعة المالية سابق ا)،
ومراجعي مكاتب المراجعة الخارجية حول مدى إدراكهم ألهمية المعلومات غير المالية عند تقييمهم لمقدرة الشركة
محل المراجعة على االستمرار في مزاولة نشاطها.
ومما سبق فإن هذه الدراسة تختلف عن الدراسات السابقة ذات الصلة بالموضوع في كونها ركزت بشكل مباشر
على ال كيفية التي يتم من خاللها تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية الواردة في معيار المراجعة
الدولي رقم 570حسب درجة األهمية ،ومدى االلتزام باالسترشاد بتلك المؤشرات وذلك من وجهة نظر مراجعي
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي ،وهو ما لم تركز عليه تلك الدراسات.
مشكلـة الدراسـة:
شهدت السنوات األخيرة تطورات سريعة أثرت على البيئة التنافسية في سوق المراجعة ،حيث إن أهمية مهنة
المراجعة ترتبط ارتباط ا وثيق ا بنوعية الخدمات التي تقدمها للعمالء وكافة المستفيدين من خدمات المراجعة ؛ لذلك
يجب على المراجعين اال لتزام بالجودة وحسن األداء المهني المطلوبة منهم أثناء تنفيذهم للمهام الموكلة إليهم ،
وتسعى المراجعة إلى تقديم خدماتها إلى الغير متمثلة في إبداء رأي مهني مستقل عن مدى مصداقية وعدالة القوائم
المالية التي تعدها إدارة الشركات بهدف إضفاء المزيد من الثقة على تلك القوائم ،حيث يعتمد عليها العديد من
األطراف في اتخاذ ق ارراتهم االقتصادية المستقبلية ؛ لذلك فإن األمر يتطلب أن يتوافر لدى المراجع المهارات
والمعارف الالزمة التي تمكنه من القيام بدوره بكفاءة ،والعمل على تطوير قدراته باستمرار ؛ حتى يمكنه مواكبة
التغيرات المستمرة و المتسارعة في البيئة التي يعمل بها .
لقد حدد معيار المراجعة الدولي رقم 570الخاص باالستم اررية الذي أصدره االتحاد الدولي للمحاسبين
) (IFACمجموعة من المؤشرات واإلجراءات التي يمكن للمراجع أن يأخذها بعين االعتبار للحكم على قدرة الشركة
على االستم اررية ،واعتبار أن فرض االستم اررية هو األساس الذي يبنى عليه إعداد القوائم المالية؛ ولذلك يجب على
المراجع جمع األدلة الكافية والمالئمة حتى ال يكون هناك شك في استم اررية الشركة.
وقد أكد المعيار المذكور أن مؤشرات المخاطر التي يثار التساؤل فيها حول إمكانية تواصل الشركة كمؤسسة
مستمرة ،قد يأتي من البيانات المالية ،أو من مصادر أخرى وأدرج أمثلة غير شاملة حول المؤشرات المالية،
والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى التي يمكن للمراجع االسترشاد بها عند تقييمه لقدرة الشركة على
االستم اررية ،ولم يضع المعيار تصنيفا رتبيا محددا أو نموذجا يوضح درجة األهمية المرتبية لكل مؤشر من تلك
46
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
المؤشرات ،لذلك فقد يتفاوت التصنيف المرتبي لتلك المؤشرات وقد تختلف وجهات النظر في ذلك من بيئة إلى
أخرى ،ومن مراجع إلى آخر في ظل عدم وجود تصنيف محدد لتلك المؤشرات .
ومع إنشاء سوق المال الليبي الذي أدرجت فيه العديد من الشركات للتعامل في األوراق المالية؛ بهدف تهيئة
مناخ استثماري يحقق مصلحة االقتصاد الوطني يتم فيه توظيف المدخرات من خالل السماح بعمليات البيع والشراء
لألسهم ،والقيام بالعمليات االستثمارية بهدف المساهمة في تنمية عجلة االقتصاد المحلي ،بات الزم ا على المراجع
في ليبيا أن يقوم بتطوير معلوماته ومهاراته لكي يحافظ على كفاءته المهنية ؛ حتى يمكنه التعامل مع كافة المؤشرات
التي من شأنها أن تؤثر على استم اررية عمل الشركة ،والتنبيه عنها في الوقت المناسب سواء كانت تلك المؤشرات
-مؤشرات مالية ،أو مؤشرات تشغيلية ،أو مؤشرات أخرى ،كما يتحتم عليه مراعاة أهمية األخذ في االعتبار كافة
الحقوق ،وكذلك كافة الظروف المحيطة بالشركة التي يقوم بمراجعة حساباتها عند إصدار تقريره حول مدى قدرتها
على االستم اررية.
وتأسيسا على ما سبق يمكن صياغة مشكلة الدراسة من خالل التساؤل التالي:
هل تلقى المؤشرات المتعلقة بتقييم قدرة الشركة على االستمرارية المتمثلة في المؤشرات المالية ،والمؤشرات
التشغيلية ،والمؤشرات األخرى أهمية من حيث التصنيف؟ وهل يتم االسترشاد بها من قبل مراجعي حسابات
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي؟ وهل يتفاوت تصنيف تلك المؤشرات من حيث درجة األهمية
في ترتيبها؟
أهميـــة الدراســــة:
تأتي أهمية هذه الدراسة من طبيعة فرض االستم اررية الذي يؤثر على أسس ومبادئ محاسبية كثيرة مثل :مبدأ
التكلفة التاريخية ،ومبدأ الحيطة والحذر ،وأساس االستحقاق ،كما تبرز أهمية هذه الدراسة في كونها تتيح لنا التعرف
على وجهة نظر المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة ،التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في سوق
األوراق المالية الليبي ،وذلك في كيفية تصنيفهم لدرجة األهمية في ترتيب مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية
المتمثلة في المؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى التي نص عليها معيار المراجعة الدولي
رقم ( )570الخاص باالستم اررية ،ومدى التزامهم باالسترشاد بها في الواقع العملي .
أهـداف الدراسـة:
تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي:
-التعرف على وجهة نظر المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في
سوق األوراق المالية الليبي ،في كيفية تصنيفهم لدرجة األهمية في ترتيب مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستمرار
في النشاط.
-دراسة مدى االسترشاد بالمؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى في الواقع العملي عند تقييم
قدرة الشركة على االستم اررية ،من قبل المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات
المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي.
47
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
فروض الدراســـة:
في ضوء مشكلة وأهداف الدراسة فقد اعتمد البحث في اإلجابة على تساؤل هذه الدراسة وتحقيق أهدافها على
الفرضيتين التاليتين:
-الفرضية األولى :يلتزم مراجعو الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي باالسترشاد بالمؤش ارت المالية،
والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى؛ وذلك ألهميتها عند تقييم قدرة الشركة محل المراجعة على االستم اررية.
الفرضية الثانية :يتفاوت تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية المتمثلة في المؤشرات المالية،
والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى من حيث درجة ترتيبها حسب األولوية من وجهة نظر مراجعي الشركات
المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي.
منهج الدراسـة:
لغرض الوصول إلى تحقيق أهداف الدراسة تم اتباع المنهج الوصفي بهدف الحصول على دراسة معمقة
باعتباره منهج مناسب لدراسة الظاهرة محل البحث ؛ وذلك ألنه يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في
الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ،ويعبر عنها تعبي ار كيفيا أو كميا ،فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح
خصائصها ،أما التعبير الكمي فيعطينا وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع
الظواهر المختلفة األخرى من خالل االطالع على الدراسات السابقة ذات الصلة وكذلك تجميع وتحليل واختبار
البيانات با ستخدام األساليب اإلحصائية للوصول إلى حقائق علمية حول فروض الدراسة .
وتجدر اإلشارة إلى أن كل من معايير المحاسبة الدولية وكذلك معايير المراجعة الدولية لم تغفل فرض
االستم اررية؛ وذلك نظ ار ألهميته ،حيث تطلب معيار المحاسبة الدولي رقم ( )1ضرورة قيام اإلدارة عند إعداد
التقارير المالية بإجراء تقييم لقدرة الشركة على االستمرار.
48
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
ويقصد باالستمرار-استمرار الشركة وليس الملكية؛ ألن كثي ار من الشركات تقوم ببيع األسهم العامة التي
تملكها ،وفي حال تصفية الشركة التي تعاني من عدم القدرة على االستم اررية فإن العاملين بالشركة يفقدون أعمالهم،
أما الزبائن فيبحثون عن مصادر أخرى للتزود ،أما في حالة البيع فإن الشركة تستمر في الوجود بالرغم من وجود
مالكين جدد لها ،ويمكن أن تصبح فرع ا من شركة أخرى كبيرة ويحتفظ العاملون فيها بأعمالهم وتستمر في خدمة
زبائنها (الذنيبات.)42: 1991 ،
إن االستمرارية في المراجعة تعني " أن يبدي المراجع رأيه عما إذا كانت الشركة قادرة على االستمرار في مزاولة
نشاطها من عدمه " ،وقد أصبح حكم المراجع على قدرة الشركة على االستمرار في نشاطها من األمور الرئيسية،
وأن حكم المراجع لقدرة الشركة على االستمرار يتوقف أوالا على مقدرته على الحكم على درجة األهمية النسبية
لظروف عدم التأكد (الشويات.)1 :2004 ،
وتعرف االستم اررية وفقا لمعيار المراجعة رقم 59في الفقرة 341بأن المراجع مسؤول عن تقييم ما إذا كان
هناك شك جوهري في قدرة الشركة على االستمرار لمدة زمنية معقولة ،وهذه المدة الزمنية المعقولة اعتبرت بأنها ال
تزيد عن سنة مالية واحدة بعد تاريخ المصادقة على البيانات المالية ومراجعتها (حمدان.)24 :2005 ،
إن قدرة الشركة على االستمرار أصبح يمثل أهمية بالغة لكافة األطراف المرتبطة معها بعالقة مباشرة ،خاصة
وأن هدف الربح لم يعد هو المقياس األمثل للحكم على كفاءة أداء الشركة ،بل تحول االهتمام إلى التدفقات النقدية
المستمرة التي على أساسها يتم تقييم مدى قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها (عبد الرحمن.)127-126 :1995 ،
ويعتبر فرض االستم اررية من الفروض الهامة في المراجعة؛ نظ ار ألنه يكون مع الفروض األخرى األساس
المناسب لنظرية مراجعة متكاملة ،كما أنه يوفر مرشدا للمراجع عند تنفيذ جميع أعمال الفحص والمراجعة ،وبذلك
يوفر له حماية ضد تغيرات العمل ،والتغيرات االقتصادية األخرى ،خالل فترة تنفيذ عمليات الفحص واالختبار
(رضوان.)80 :1989 ،
وهناك عالقة مباشرة بين المراجعة وفرض االستمرار وخاصة في ظل الظروف االقتصادية السائدة وظروف
عدم التأكد التي تعمل في ظلها الشركات ،حيث أصبح الحكم على مدى استم اررية الشركة في مزاولة نشاطها من
49
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
األمور الهامة التي يوليها المراجع اهتماما وعناية خاصة (علي ،)1994،ومما يدل على أهمية فرض االستمرار
وعالقته بعملية المراجعة وجود ظواهر اقتصادية مثل ظاهرة اإلفالس التجاري وما يترتب عليها من أثار سلبية سواء
على حاملي األسهم أو السندات ،أو الموردين والدائنين ،وأي عمالء تربطهم عقود طويلة األجل مع الشركات
التي تتعرض لظاهرة اإلفالس كما أن لظاهرة اإلفالس تأثي ار على االقتصاد القومي والمجتمع بصفة عامة.
وينبغي على المراجع عند التخطيط والقيام بإجراءات المراجعة وتقييم النتائج أن يراعي مدى مالءمة استخدام
اإلدارة لفرض استم اررية الشركة عند إعداد القوائم المالية (حماد .)918: 2007 ،ويجب على المراجع أن يدرس
خطط اإلدارة للتخفيف من حدة المشاكل التي تواجه الشركة ،ومدى إمكانية تطبيق تلك الخطط في فترة زمنية
معقولة قبل أن يقرر ما إذا كان فرض االستم اررية ال يزال محل شك أساسي ،مستخدما تقديره الشخصي المهني
(نمرة )79 :2004،نقالا عن ( . )ASB, AICPA, SAS, 59,pp.5-6كما أنه يجب على المراجع الحصول
على أدلة اإلثبات الكافية عن خطط اإلدارة وقدرتها على تحسين الظروف المسببة لمشاكل االستم اررية (علي،
.)207 :1994
إن شكوك المراجع فيما يتعلق بقدرة الشركة محل المراجعة على االستمرار وقيامه بجمع أدلة اإلثبات اإلضافية
ودراسته لخطط اإلدارة ،إنما يجب أن يبدأ منذ اللحظات األولى لظهور أي مؤشر من مؤشرات العسر المالي ،والتي
تتبلور في عدم قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة األجل ،وذلك دون االنتظار لدخول الشركة في مرحلة
من مراحل الفشل وما قد يلي ذلك من رفع يد الشركة عن إدارة أموالها تمهيدا إلشهار إفالسها وتصفيتها؛ وذلك ألن
دور المراجع ال يقتصر على مجرد تقييم قدرة الشركة على االستم اررية والتقرير عن ذلك ،بل يمتد دوره ليدق ناقوس
الخطر محذ ار ومرشدا لإلدارة التخاذ اإلجراءات الوقائية أو العالجية الكفيلة إلخراج الشركة من دائرة العسر المالي
وذلك قبل االنزالق في هاوية الفشل ثم اإلفالس والتصفية (منصور.) 200،
ويقوم المراجع أثناء المراجعة بتنفيذ إجراءات يتم تصميمها للحصول على قرائن مناسبة تدعم رأيه حول
المعلومات المالية ،وعندما تثار الشكوك حول االستم اررية تكتسب بعض هذه اإلجراءات أهمية إضافية أو قد يكون
من الضروري اتباع إجراءات إضافية أو تحديث معلومات تم الحصول عليها سابقا ومنها (محمود.)23 :1999 ،
-تحليل ومناقشة التدفق النقدي والربحية والتوقعات المستقبلية المعنية مع اإلدارة في أقرب وأنسب وقت قبل تقرير
المراجع.
-مراجعة األحداث الالحقة بعد تاريخ الميزانية العمومية؛ بحثا عن األمور التي تؤثر على استم اررية الشركة.
-تحليل ومناقشة آخر معلومات مالية دورية متوفرة.
-مراجعة شروط السندات واتفاقيات القروض والوقوف على أي إخالل في بنودها.
-قراءة محاضر اجتماعات المساهمين ومجلس اإلدارة واللجان الهامة األخرى للتعرف على صعوبات التمويل.
-طلب معلومات عن أية أمور قانونية هامة من المستشار القانوني للشركة.
اف أخرى للمحافظة على الدعم المالي،
-التأكد من وجود ترتيبات قانونية ملزمة مع أطراف ذات صلة أو أطر ا
وتقييم المقدرة المالية لهذه األطراف في توفير أموال إضافية.
-تقييم وضع الشركة في ضوء الطلبات القائمة للعمالء.
50
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
-الحصول على إق اررات من اإلدارة ضمن كتب التمثيل بخصوص الخطط المستقبلية التي قد يترتب عليها تحسن
األوضاع.
ويهتم المراجعون بالتنبؤ بالفشل أو التعثر في مرحلة التخطيط من عملية المراجعة؛ وذلك لمعرفة مستوى األهمية
النسبية لكل بند ،ومقدار الجهد والعناية التي يجب بذلها أثناء القيام بعملية المراجعة (قاقيش وعطوة:2011 ،
.)148
وأوضح (شطا )11-9 :1994 ،الطريقة التي يتبعها المراجع في تقييمه لقدرة الشركة على االستمرار والتي
تتلخص خطواتها األساسية في التالي:
أوالا :يدرس المراجع نتائج إجراءات مراجعته العادية باإلضافة إلى ظروف الشركة وظروف البيئة الخارجية المحيطة
بها؛ ليتبين منها ما إذا كانت هناك مؤشرات تثير لديه شكوكا جوهرية في قدرة الشركة على االستمرار.
ثانيا :إذا حدث ووجد المراجع مؤشرات تثير لديه شكا جوهريا في قدرة الشركة على االستمرار لفترة معقولة من
الزمن فعليه أن يقوم باآلتي:
-يحصل على معلومات من خطط إدارة الشركة للتخفيف من المشكلة.
-يحدد العوامل ذات األهمية الخاصة في تخفيف مشكلة استم اررية الشركة ويخطط وينفذ إجراءات مراجعة للحصول
على أدلة إثبات من تلك العوامل.
-يقيم المراجع قدرة الشركة على االستمرار بعد أن يضع في اعتباره آثار خطط اإلدارة للتخفيف من المشكلة وينتهي
من تقييمه إلى أحد احتمالين:
األول :أن شكه الجوهري في قدرة الشركة على االستمرار بعد أخذه آلثار خطط اإلدارة التخفيفية في االعتبار قد
زال.
الثاني :أن شكه الجوهري في قدرة الشركة على االستمرار مازال قائما وفي هذه الحالة عليه أن يراعي أثر ذلك على
القوائم المالية للشركة ،وعلى تقرير المراجعة.
وبإمكان المراجع استخدام نوعين من األدوات في استكشاف مؤشرات أو دالئل الفشل المالي للشركات وهذان
النوعان هما (محمود:)23 :1999 ،
أوالا :أدوات موضوعية تقوم على نماذج رياضية قام بتطويرها مجموعة من الباحثين للتنبؤ بحوادث اإلفالس.
بناء على تقديراته وأحكامه الشخصية التي يتوصل إليها من خالل
ثاني ا :أدوات ذاتية يكونها المراجع بنفسه وذلك ا
مؤشرات تكشفها له الظروف المحيطة بالشركة مثل:
-مؤشرات لمشاكل تمويلية تعاني منها الشركة تظهر معالمها على سبيل المثال في ضعف واضح في السيولة،
أو نقص في المالءة ،أو توقف عن سداد دين مهم أو نقص في مصادر التمويل.
-مؤشرات لمشاكل تشغيلية تعاني منها الشركة تنعكس على أدائها التشغيلي في صورة خسائر تشغيلية متوالية
على مدار عدة سنوات ،أو شكوك تحيط بتحقيق إيرادات مستقبلية ،أو ظهور نزاعات قانونية بينها وبين موردي
الخامات األساسية التي تستخدمها.
-مؤشرات لمشاكل إدارية تنعكس معالمها في عدم كفاءة السياسات اإلدارية أو في نقص واضح في الرضاء
الوظيفي ،أو في تغييرات مستمرة في عضوية مجلس اإلدارة.
-مؤشرات لمشاكل محاسبية تبرز معالمها في ميل مفرط من قبل إدارة الشركة إلى تغيير سياساتها المحاسبية
المتبعة ،مثال في مجال المخزون السلعي ،أو مجال إهالك األصول الثابتة ،أو في سياسات تكوين المخصصات
واالحتياطيات ،أو ميل واضح من قبلها لتغيير المراجعين.
51
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
ويجب على المراجعين دراسة مدى التزام العميل بالتشريعات التي لها أثر مباشر على القوائم المالية ،وأن يقوم
المراجع كذلك ببعض اإلجراءات المتمثلة في الحصول على وصف وتقييم للقضايا المرفوعة ،وأن يقوم بفحص
مستندات العميل المتعلقة بها ،والمطالبات والتقديرات الضريبية والمراسالت بين العميل وبين مستشاريه القانونيين
،والتي يكون موضوعها النصح بعدم القيام بعمل معين إال أن العميل تجاهله ،وكذلك أن يحصل من اإلدارة على
ضمانات تفيد قيامها باإلفصاح عن جميع المطالبات التي لم يبت بعد في شأنها ،والتي يجب اإلفصاح عنها
وكذلك أن يحصل على استجابة من محامي الشركة عن أداء مهام وظيفته والمتعلقة باالستعالم ومتابعة الدعاوى
القضائية (عطا هللا. )2000 ،
وعلى المراجع عند التخطيط لعملية المراجعة دراسة وفهم نشاط العميل ،وعند تنفيذ إجراءات المراجعة وتقييم
النتائج ،ومن خالل عملية تقييم المخاطر أن يقوم بتقييم مدى مناسبة استخدام اإلدارة لفرض االستم اررية عند
إعدادها للبيانات المالية وفيما إذا كانت هناك حاالت عدم تأكد مادية تؤثر على استم اررية الشركة وتحتاج إلى
إفصاح في البيانات المالية ،وعليه أن يأخذ بعين االعتبار عملية التقييم التي قامت بها اإلدارة والفرضيات التي
اعتمدت عليها (الذنيبات.) 93:2010 ،
وتجدر اإلشارة إلى أن النشرات والمعايير الدولية الصادرة لم تلزم المراجع في كل عملية مراجعة بتأدية إجراءات
مراجعة تصمم خصيصا للتأكد من سالمة فرض االستم اررية ،والذي تعد على أساسه القوائم المالية ،ولكن تلك
المعايير تتطلب من المراجع تأدية إجراءات إضافية فقط في حالة وجود شك أساسي قد يثار عن االستم اررية من
خالل إجراءات المراجعة الروتينية العادية؛ ولذلك فإن المعايير قد اهتمت جميعها فقط بتحديد بعض المؤشرات
والظروف واألحداث التي قد تثير شكا أساسيا لدى المراجع بشأن االستم اررية من خالل مراجعته العادية ،ولم تهتم
بتقديم أدوات محددة أو نماذج معينة يمكن أن يستخدمها في برامج مراجعته للتأكد من مدى سالمة فرض االستم اررية
،في كل عملية مراجعة يقوم بها (نمرة. ) 2004 ،
إن المراجع ال يبحث عن أدلة موضوعية بخصوص استمرار الوجود للشركة؛ نظ ار ألنه في غياب المعلومات
وبناء على ذلك فإن المراجع البد أن يأخذ في
ا العكسية (الطارئة) ،فاستمرار الشركة يفترض دائما في المحاسبة،
اعتباره مثل هذه المعلومات الطارئة ،وأي عوامل تؤيد دعم هذه المعلومات ،ومن المعلومات الطارئة ما هو واسع
االنتشار في األهمية ،وبعض آخر له أهمية فقط عند مقارنته بمعلومات أخرى (المنوفي ،محمود.)1856: 1994 ،
وفي حالة وجود شك جوهري بخصوص قدرة الشركة على االستمرار في مزاولة النشاط خالل الفترة القادمة،
فيجب على المراجع دراسة التأثيرات المحتملة على القوائم المالية ،ومدى كفاية اإلفصاح المرتبط بها والتي منها
معرفة الظروف واألحداث التي تسببت في هذا الشك والتأثيرات المحتملة لتلك الظروف واألحداث وتقييم اإلدارة
لتلك الظروف واألحداث والعوامل المختلفة لها ،واحتمال عدم إمكانية الشركة على االستمرار في نشاطها وخطط
اإلدارة (جربوع وأبو معمر.) 2003،
ويرى (نمرة )2 : 2004،ضرورة قيام المراجع في كل عملية مراجعة بتصميم إجراءات أو اختبارات مراجعة
تتضمنها برامج مراجعته عن مدى سالمة فرض االستم اررية.
وعندما يثار شك يتعلق بمالءمة فرض االستم اررية ،على المراجع أن يجمع أدلة إثبات كافية ومالئمة لمحاولة
إزالة الشك المتعلق بقدرة الشركة على االستمرار في العمل في المستقبل المنظور ،وبالشكل المقنع للمراجع.
وتجدر اإلشارة إلى أن شركات المراجعة ذات الحجم الكبير تركز على القيام باإلجراءات الالزمة للكشف عن
األسباب التي تؤدي إلى التعثر والفشل المالي أكثر من الشركات األصغر حجما ،حيث تميل تلك الشركات إلى
52
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
تكثيف إجراءات المراجعة التحليلية ،وتقوم بتدعيم تحليلها بنماذج للتوقع بالفشل المالي كما تميل إلى تطبيق إجراءات
ضبط الجودة؛ وذلك خوفا على سمعتها نتيجة لتعثر أو فشل إحدى الشركات التي تراجعها في المستقبل ،عالوة
على أن تلك الشركات تحوي مراجعين من حملة شهادات متخصصة في مجال المحاسبة والمراجعة ,مما يوفر
لديها القدرة للقيام بتلك اإلجراءات بشكل أفضل (حمدان. ) 148 : 2005 ،
ويجب على المراجع توخي الحذر عند استخدامه للنسب والمؤشرات المالية في الحكم على استم اررية الشركة؛
وذلك ألن مدلول النسب والمؤشرات المالية قد يكون مضلال للغاية ،وبالتالي فعلى المراجع عمل دراسة تفصيلية
لبنود ومكونات هذه النسب ومراجعتها ،كما يجب على المراجع التحقق من مدى كفاية نظام الرقابة الداخلية (علي،
.)253 :1994
ويرى Mills and Yamamuraنقالا عن (مطر وعبيدات ) 2007،ضرورة أن يقوم المراجع بأخذ عينات من
نسب التدفقات النقدية ،حتى يستطيع أن يكون تصو ار كامالا عن قدرة الشركة على االستمرار ذلك أن اهتمامه
بمعلومات قائمتي المركز المالي والدخل مع تهميش معلومات قائمة التدفقات النقدية ،ال يعطي تقريره المصداقية
المطلوبة.
المؤشرات التي يسترشد بها المراجع في تقييم قدرة الشركة على االستمرارية:
مع التطور الكبير في المراجعة كعلم وكمهنة في العديد من دول العالم ،حيث أص د دددرت الهيئات والمنظمات
المهتمة بالمهنة في تلك الدول العديد من النشد د درات والتوص د دديات واإلرشدد ددادات المتعلقة بقواعد وأسدد دداليب المراجعة؛
حتى يمكن القول بأن المراجعة أصد ددبحت علما له أصد ددول وقواعد علمية ،وأصد ددبح الهدف األسد دداسد ددي للمراجعة هو
التحقق من صدددق وعدالة القوائم المالية التي تعدها إدارة الشددركات؛ بهدف إضددفاء مزيد من الثقة على هذه القوائم
التي تعتمد عليها العديد من األطراف في اتخاذ ق ارراتهم االقتصد د د د د د ددادية ،لذلك فإن األمر يتطلب أن يتوافر للمراجع
المهارات والمعارف الالزمة التي تمكنه من القيام بدوره بكفاءة ،وأن يعمل دائما على تحديث ما لديه من معلومات
ومعرفة فنية عن قواعد ومعايير المحاسددبة والمراجعة ،واإلحاطة بجميع التطورات المهنية ،والتش دريعية والتنظيمية ،
حتى يمكنه مواكبة التغيرات المستمرة في البيئة التي يعمل بها.
وتزايدت أهمية البيانات المالية المنشورة كمصدر للمعلومات بالنسبة لمتخذي القرار بحيث يفرض على المراجع
أن يوسع نطاق مهمته في المراجعة وذلك من مجرد مراجعة البيانات التاريخية إلى مراجعة الخطط المستقبلية
للشركة ،وذلك بما فيها الموازنات التخطيطية والتدفقات النقدية ،وأن يأخذ المراجع بعين االعتبار جميع األحداث
الالحقة المتوقع حدوثها في الشركة خالل المستقبل المنظور ،ألنه سيأخذ في االعتبار أثار األحداث المستقبلية
على الوضع المالي للشركة ،ومن ثم تأثير هذه األحداث على فرص احتماالت نموها واستمرارها (المطارنة2001
. )99:
إن الشركة عندما تزاول نشاطها وتتفاعل مع البيئة المحيطة بها ،تتأثر بعدة متغيرات سواء كانت اقتصادية أو
اجتماعية أو سياسية أو غيرها من المتغيرات األخرى التي قد تؤثر على استم ارريتها في مزاولة نشاطها ،إذ إن عدم
قدرتها على االستمرار يعني فشلها في تحقيق أهدافها التي قامت من أجلها ،األمر الذي ينتج عنه عزوف المستثمرين
عن استثمار أموالهم فيها (منصور.)7-6 :2003 ،
إن المؤشرات التي توضح إمكانية عدم قدرة الشركات على االستمرار في مزاولة النشاط ال تظهر فجأة وانما
يتم ذلك على مراحل ،فقد تتعرض الشركات للعديد من االضطرابات أو األزمات أو المعوقات خالل ممارستها
53
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
لنشاطها مما يحتم عليها دراسة تلك االضطرابات والمعوقات لغرض الحصول على بيانات ومعلومات تبين وضعيتها
وتساعدها على التنبؤ بالوضع المستقبلي الستمرارها في مواصلة نشاطها من عدمه (محمد.)2005:47 ،
وقد تكون تلك المؤشرات مالية متمثلة في بعض النسب المالية المتعارف عليها التي يتم استخدامها من قبل
المراجع لتقييم قدرة الشركة على االستمرار ،أو مؤشرات تشغيلية تصنف ضمن المعلومات غير المالية والتي يجب
إعطاؤها االهتمام الكافي حيث تعد مصدر ذو قيمة هائلة للمراجع ،باعتبارها تقوي من قدرته على التكوين المالئم
والمناسب لتوقعات دقيقة عن القوائم المالية ،والتي تعتبر ضرورية والزمة عند تحديد التقلبات غير العادية التي
يعتمد عليها المراجع عند تحديد نطاق عملية المراجعة ،وتؤخذ في االعتبار عند تقييمه للقدرة االستم اررية للشركة
محل المراجعة مثل التعرف على خطط اإلدارة ودراستها وفحصها والتحقق من سالمتها وجديتها وامكانية تنفيذها ،
وقد تظهر أيض ا مؤشرات أخرى تصنف ضمن المعلومات غير المالية مثل التغيرات التي قد تحصل في التشريعات
أو السياسات الحكومية كتغيرات قوانين الضرائب (منصور. )138-133 :2003 ،
إن معايير المراجعة وفرت بعض العوامل والمؤشرات سواء المالية أو غير المالية التي يمكن للمراجع أن
يسترشد ويستعين بها في تحديد مدى قدرة الشركة على االستم اررية ،رغم أنها يغلب عليها طابع العمومية والغموض
وذلك الفتقارها إلى الطريقة أو األسلوب أو النموذج العملي المنظم والعام للتقييم ،مما يجعل هذه العملية تعتمد في
النهاية على الحكم الشخصي للمراجع ،وبالتالي فإنه عند تناول نفس المعلومات أو المؤشرات بواسطة عدة مراجعين
فإنهم ال يصلون لنفس النتائج ،ولكن يصلون إلى نتائج مختلفة (منصور .)66 :إن قدرة المراجع على استخدام
أساليب ومؤشرات للتنبؤ باالستمرار يمثل بعدا إيجابي ا لدور المراجع يتمشى مع متطلبات اإلفصاح ،وكذلك يتمشى
مع توصيات المجامع العلمية والهيئات المهنية العالمية (عبد الرحمن.)146 :1995 ،
وبناء على ما سبق ،ونظ ار لما يمثله تقييم قدرة الشركة على االستمرار من أهمية بالغة ،فقد اهتمت العديد من
ا
الهيئات والمنظمات العلمية والمهنية ،وكذلك الدراسات الميدانية في مختلف دول العالم بالتوصل إلى العديد من
اإلرشادات التي يمكن للمراجع أن يسترشد بها عند تقييم قدرة الشركة على االستمرار والمتمثلة في جملة من
المؤشرات المختلفة التي سيتم تناولها فيما يلي.
وهناك عالقة ارتباط عكسية بين المؤشرات المالية للشركات وبين نمو أسهمها ،وأحد هذه األسباب قد يكون أن
البيانات السنوية قد ال تعكس العالقة المعنوية بين المؤشرات المالية وأسعار األسهم بشكل كفء ،وسبب آخر قد
يكون اإلفصاح عن األرباح أو اإلفصاح المختلف الذي تنشره الشركات بشكل آني خالل العام قد يكون مؤث ار في
أسعار أسهمها (البراد .)5 :2008 ،ويتفق المراجعون والمحللون الماليون على أهمية الجمع بين المؤشرات المالية
والمؤشرات غير المالية ،وذلك عند التنبؤ بفشل الشركات (مطر.)7 :2001 ،
54
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
وعندما تنضم المعلومات غير المالية إلى معلومات القوائم المالية يؤدي ذلك إلى تنبؤات وتوقعات أكثر دقة
عن أرصدة الحسابات والنسب ،أكثر من االعتماد على معلومات القوائم المالية بمفردها (مجاهد.)229 :2001 ،
إن المعلومات المالية يمكن أن تظهر لإلدارة اآلثار المالية إلحداث تمت في الماضي ،أما المعلومات غير
المالية (التشغيلية) فهي توفر معلومات عن درجة رضاء المستهلك ،أنشطة التطور التكنولوجي وأثارها على تطوير
إنتاجية الشركة مما يسهم في التنبؤ بالتطور المالي في المستقبل (خضير.)1 :2001 ،
كما أن المعلومات المالية يعتمد عليها بطريقة أكثر كثافة من المعلومات غير المالية( ،التشغيلية ،األخرى)،
وفي محيط المخاطر المتأصلة ربما تعطي المعلومات غير المالية (التشغيلية ،األخرى) وزنا أكبر وتكون مهمة في
تقدير المخاطر المتأصلة (مجاهد )232 :2001 ،نقالا عن. kida,T.,and Smith,
إن عدم االستم اررية قد يقع بدون أي مؤشرات مالية سلبية تسبقه فقد تكون كل مؤشرات الربحية والسيولة،
وغيرها من المؤشرات المالية جيدة إال أن كبار المساهمين لديهم الرغبة في انقضاء الشركة (الدالي.)19 :2008 ،
والبد للمراجع حتى يستطيع تقييم قدرة الشركة على االستم اررية األخذ بعين االعتبار الدالئل والمؤشرات التي
تشير إلى مدى قدرة الشركة على االستمرار في أعمالها دون تعثر أو فشل ،وقد صنفت هذه المؤشرات بطرق
مختلفة فمنهم من قسمها إلى مؤشرات من داخل القوائم المالية وأخرى من خارجها ،ومنهم من قسمها إلى مؤشرات
مالية وتشغيلية ومؤشرات أخرى ،ومنهم من قسمها إلى مؤشرات وأدوات موضوعية وأخرى ذاتية يكونها المراجع
بنفسه ومنهم من قسمها إلى مؤشرات تتعلق بالسيولة وأخرى ال تتعلق بالسيولة (الذنيبات.)50- 45: 1991،
ويرى (حمدان )2005 ،بوجود ارتباط وتأثير ذي أهمية نسبية عالية للمؤشرات المالية وغير المالية في إعطاء إنذار
مبكر للتنبؤ بالفشل المالي للشركات ،وانه البد من الجمع بين المؤشرات المالية والمؤشرات غير المالية بنوعيها
وعدم االكتفاء بنوع واحد منها.
إن النسب المالية تعمل على دراسة قيم العناصر الظاهرة في القوائم المالية والتقارير المحاسبية؛ بهدف
إضفاء دالالت ذات مغزى ومعنى للبيانات الواردة بهذه القوائم( .المومني )6 : 2011،وتعد المؤشرات المالية
من أهم المؤشرات التي يعتمد عليها المراجع في بناء نموذج القرار المتعلق بالحكم على االستم اررية.
ويشير Asareنقالا عن (زغلول )172 :1999 ،إلى أن هذه المؤشرات تكون ذات أهمية خاصة في تبرير
إصدار رأي المراجع فيما يتعلق باالستم اررية .وأشار الشيباني نقالا عن (المومني )20 :2011 ،إلى أن هناك
الكثير من النسب والمؤشرات المالية المتعارف عليها في الفكر المحاسبي لها قدرة على بيان طبيعة الوضع
المالي الحالي والمستقبلي للشركة ،مثل نسب الربحية ،ونسب الكفاية ،ونسب السيولة ،ونسب المديونية.
55
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
وتوصل ( )Bell & tabor, 1991; Mutchler,1984إلى أن السيولة والربحية والمخزون السلعي والذمم
استمرريتها
ا المدينة يمكن تعريفها بأنها عوامل مهمة لتكوين رأي حول استم اررية الشركة ،وتثير شكوكا حول
(الشويات)24 :2004 ،
وعادة ما يعبر عن النسب والمؤشرات المالية بنسبة مئوية أو بعدد مرات حتى تكون ذات داللة ومعنى،
وأيض ا فإن النسب المالية تعبر عن العالقة بين بنديين أو أكثر من بنود القوائم المالية (المومني.)20 :2011 ،
ويرى (مصطفى )129 :2004 ،أن المراجعين يركزون بدرجة أكبر على المعلومات المالية في تحديد المستوى
الكلي لنطاق المراجعة.
إن النسب والمؤشرات المالية ما هي إال محاولة إليجاد العالقة بين معلومتين والربط بين المؤشرات والنسب
المالية المختلفة التي تزود األطراف الم عنية بفهم أفضل لوضع الشركة المالي (المومني.)20 : 2011،
وتؤكد نتائج العديد من الدراسات في مجال تقييم فرض االستم اررية أن المعلومات المالية المتعلقة بمؤشرات
السيولة والربحية ،ومعدالت دوران المخزون والمدينين ،وتوازن الهيكل التمويلي ،جميعها مؤشرات على درجة
كبيرة من األهمية في تقييم مدى استم اررية الشركة في مزاولة نشاطها (نمرة.)79 :2004 ،
كما أن المؤشرات المالية عادة ما تكون لها قدرة تنبؤيه للحكم على قدرة الشركة على االستمرار والبقاء
وتحقيق المكاسب ما بقيت الشركة (المومني.)20 : 2011،
ويدعم Bell & Taborتأثير المؤشرات المالية على قرار المراجع المتعلق بالحكم على االستم اررية ،حيث
وجد أن المتغيرات السوقية ال توفر مقياسا مفيدا في هذا الصدد؛ نظ ار ألن المؤشرات المالية هي في الواقع
محصلة أو انعكاس لتأثير المتغيرات السوقية (زغلول.)172 :1999،
ويمكن القول إنه ال يوجد مؤشر مالي منفرد تستطيع الحكم علي الوضع المالي للشركة ،والبد من إيجاد
العالقات فيما بين بنود القوائم المالية عن طريق استخراج النسب و المؤشرات المالية ،وبناء على ما يتم التوصل
إليه من نتائج يمكن تقييم وضع الشركة المالي ،حالي ا ومستقبلي ا ،بالتالي إدراك نقاط الضعف والقوة والتنبه
لألخطار المحدقة بالشركة واالستعداد لمجابهتها ومحاولة الحيلولة دون تعثر الشركة ،وفيما يأتي بعض المؤشرات
المالية التي يمكن للمراجع أن يسترشد بها عند تقييمه لقدرة الشركة على استم اررية وتلك المؤشرات هي :
-1زيادة المطلوبات المتداولة على األصول المتداولة.
- 2عدم إمكانية سداد القروض طويلة األجل أو جدولتها ،أو االعتماد بشكل كبير على القروض قصيرة األجل
لتمويل األصول طويلة األجل.
- 3ظهور النسب المالية األساسية بشكل سلبي.
- 4تأخير توزيعات األرباح أو توقفها.
- 5عدم القدرة على تسديد استحقاقات الدائنين في موعدها.
- 6الصعوبات في تطبيق شروط اتفاقيات القروض.
- 7عدم القدرة على تمويل مشاريع تطوير منتجات جديدة أو استثمارات ضرورية.
56
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
مهارات العاملين واإلبداع في العمليات اإلنتاجية الداخلية ،وخلق سلع وخدمات جديدة ذات جودة عالية تالئم
الحاجات والرغبات المختلفة للزبائن ضمن التكلفة والسعر المستهدفين؛ مما يؤدي إلى زيادة االهتمام بالمؤشرات
التشغيلية لتطوير األداء وتقييمه.
وتعرف المؤشرات التشغيلية بأنها "عبارة عن مجموعة من المقاييس غير المالية الالزمة لتقييم أداء الشركة ،كالزبائن
والعمليات الداخلية والتعلم والنمو وخدمة المجتمع" (الدحيات.)7 :2008 ،
ويستخدم المراجعون المؤشرات التشغيلية المتمثلة في الظروف االقتصادية العامة ،والتغيرات التقنية والفنية
في صناعة العميل محل المراجعة ،وطرح منتجات جديدة من قبل المنافسين ،وذلك عند التخطيط وأداء اإلجراءات
المتعلقة بعملية المراجعة (مصطفي.) 2004:129،
ومن المؤشرات التشغيلية التي قد يسترشد بها المراجع عند تقييمه لقدرة الشركة على االستم اررية مايلي:
-1فقدان إداريين قياديين بدون استبدالهم.
- 2فقدان سوق رئيسي أو حق امتياز أو ترخيص أو مورد رئيسي.
-3مشاكل عمالية أو نقص في تجهيزات مهمة.
وهي عبارة عن معلومات غير مالية ذات داللة نوعية لها تأثير على القوائم والبيانات المالية وقد تكون هذه
المعلومات سياسية ،أو قانونية ،أو بيئية ،أو ضريبية (حمدان.) 2005:7،
ويرى Lennoxأن القدرة التنبؤية للمراجع تتحسن إذا ما أخذ باإلضافة إلى المؤشرات المالية مؤشرات أخرى
تعكس آثار الظروف المحيطة بالشركة على مستوى االقتصاد الجزئي واالقتصاد الكلي (مطر .)26:2001 ،ومن
المؤشرات األخرى التي يسترشد بها المراجع عند تقييمه لقدرة الشركة على االستم اررية ما يلي:
-1عدم تطبيق متطلبات رأس المال أو متطلبات قانونية أخرى.
- 2دعاوى قضائية ضد الشركة قد تنشأ عنها أحكام تعويضات ال يمكن الوفاء بها.
- 3تغير في التشريعات أو السياسات الحكومية.
الخــــــالصـــــــة:
استهدفت الدراسة في اإلطار النظري المؤشرات التي يسترشد بها المراجع في تقييم قدرة الشركة على االستم اررية،
وطبيعة وأهمية تلك المؤشرات بشكل عام ،وتناول الباحثان المؤشرات المالية التي تعرف على أنها مقاييس أداء
كمية (معلومات ذات داللة كمية) كالنسب المالية التي يمكن اال ستفادة منها في تقييم أداء الشركات في المجاالت
التقليدية مثل مجال الربحية والسيولة وكفاءة النشاط وهيكلية التمويل ،وفي المجاالت المعاصرة مثل مجاالت
التنبؤ بالفشل المالي ،وأوضح بعض أنواع المؤشرات التي يتم االسترشاد بها عند تقييم القدرة على االستم اررية ،ثم
تم التطرق إلى المؤشرات التشغيلية التي تعرف المؤشرات التشغيلية بأنها عبارة عن مجموعة من المقاييس غير
المالية الالزمة لتقييم أداء الشركة ،كالزبائن والعمليات الداخلية والتعلم والنمو وخدمة المجتمع ،كما تعرض البحث
57
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
أيضا المؤشرات األخرى وهي عبارة عن معلومات غير مالية ذات داللة نوعية لها تأثير على القوائم والبيانات
المالية وقد تكون هذه المعلومات سياسية أو قانونية ،أو بيئية ،أو ضريبية.
وفي النهاية وبعد عرض ودراسة مفهوم وطبيعة وأهمية المؤشرات التي يسترشد بها المراجع عند تقييمه
لقدرة الشركة محل المراجعة على االستم اررية ينبغي أن يجد البحث سبيالا لمعرفة الكيفية التي يتم بها تصنيف
مؤشرات قدرة الشركة على االستم اررية وذلك عن طريق إجراء دراسة ميدانية على عينة المراجعين العاملين بمكاتب
وشركات المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي المتواجدة في مدينة
طرابلس ومدينة بنغازي ،ولقد خصص الجزء التالي لتحقيق ذلك.
الدراسة الميدانية:
اإلطار العام لمنهجيـــــة الدراسة:
استخدم البحث المنهج الوصفي؛ وذلك ألنه يعتبر من أنسب المناهج في دراسة الظاهرة محل البحث ،حيث
يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ،ويعبر عنها تعبي ار كيفيا أو
كميا فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح خصائصها ،أما التعبير الكمي فيعطينا وصفا رقميا يوضح مقدار
هذه الظاهرة أو حجمها ،ودرجات ارتباطها مع الظواهر المختلفة األخرى (عبيدات ،وآخرون.) 1998:223،
وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة " تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية من وجهة نظر العاملين
بمكاتب المراجعة المقيدة لدى سوق األوراق المالية الليبي والتي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في السوق
" ،وقد تم جمع البيانات الالزمة من خالل توزيع االستبانة التي تم إعدادها لهذا الغرض على مجتمع الدراسة،
وسوف نتناول المقاييس اإلحصائية المناسبة والتي نستخدمها كمنهجية لتحقق من الفرضيات واإلجابة على تساؤالت
وتتمثل هذه المقاييس في:
المتوسط الحسابي
االنحراف المعياري
معامل الثبات "ألفا كورنباخ"
معامل االختالف
اختبار العينة األحادية
اختبار فريدمان
الصـــــدق والثبـــــات:
-الصدق الظاهري:
بعد إعداد مقياس لدراسة تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية في صورته األولية تم االعتماد
على الصدق الظاهري لقياس فقراته والذي يتم عن طريق التأكد من أن المقياس يقيس بالفعل المقصود منه حيث
يشير الصدق الظاهري إلى أن األداة تكون صادقة إذا كان مظهرها يشير إلى ارتباطها بصدق المقياس وذلك للتأكد
من أن هذه األداة مالئمة لجمع البيانات لذلك فقد تم عرض االستبانة على نخبة من المتخصصين بينهم متخصص
في علم اإلحصاء ،وبعد أن تم جمع أراء ومالحظات جميع هؤالء المتخصصين على فقرات االستبانة بعد تحكيمها،
تم أجراء التعديالت الالزمة سواء بالحذف ،أو اإلضافة في الفقرات حتى تم التوصل إلى المقياس الجيد والذي أعد
للتطبيق.
58
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
الدراسة االستطالعية:
تم إجراء دراسة استطالعية على عينة مكونة من 20مفردة وذلك للوصول إلى مقياس واضح ودقيق يبين
تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية للتأكد من وضوح الفقرات ،واالطالع على مدى تجاوب
المبحوثين مع فقرات االستبانة ،وحساب درجتي الصدق والثبات لمقاييس الدراسة ،واعادة صياغة بعض فقراتها غير
المفهومة وغير المرغوبة لدى عينة الدراسة والتي رفضوا اإلجابة عليها ،واستبعاد البعض اآلخر.
-الثبات:
قام الباحثان بعد ذلك باختبار مدي مصداقية وثبات المقاييس المستخدمة في االستبانة ،وقد تم استخدام معامل
ألفا كورنباخ للتحقق من جودة وثبات المقاييس المستخدمة في الدراسة ،وذلك من خالل منظومة التحليل اإلحصائي
" ."SPSSحيث تكون قيمة معامل ألفا كورنباخ بين ( ،)1, 0وهو يبين درجة االرتباط الداخلي بين إجابات عناصر
العينة ،فعندما تكون قيمته صفر فإن ذلك يدل على عدم وجود ارتباط بين اإلجابات أما إذا كانت قيمته واحد فإن
ذلك يدل على أن اإلجابات مرتبطة مع بعضها البعض ارتباط ا تام ا ،وتعتبر القيمة المقبولة لمعامل ألفا كورنباخ
هي )%60(0.60فأكثر .ومن نتائج اختبار ألفا كورنباخ للثبات في هذه الدراسة لألسئلة المتضمنة في صحيفة
االستبانة الموزعة على عناصر العينة:
-1نالحظ أن هناك 18فقرة تقيس آراء المبحوثين حول مستوى األهمية للمؤشرات المالية في تقييم قدرة الشركة
على االستم اررية ،وكانت قيمة ألفا كورنباخ " "0.948وهذه القيمة جيدة ،وتدل على وجود ارتباط بين إجابات
عناصر العينة لهذا المقياس.
-2كما يوجد -8فقرات تقيس آراء المبحوثين حول مستوى األهمية للمؤشرات التشغيلية في تقييم قدرة الشركة على
االستم اررية وكانت قيمة ألفا كورنباخ ( )0.895وهذه القيمة جيدة ،وتدل على وجود ارتباط بين إجابات عناصر
العينة لهذا المقياس.
-3نالحظ أن هناك ( )4فقرات تقيس آراء المبحوثين حول مستوى األهمية للمؤشرات األخرى في تقييم قدرة الشركة
على االستم اررية ،وكانت قيمة ألفا كورنباخ ( )0.911وهذه القيمة جيدة ،وتدل على وجود ارتباط بين إجابات
عناصر العينة لهذا المقياس.
ويالحظ أن جميع معامالت ألفا كورنباخ المحتسبة في حالة حذف أي فقرة على حده اقل من قيمة اختبار ألفا
كورنباخ العام ( )0.953لجميع الفقرات وعددها ( )30فقرة وهذا يدل على أن جميع فقرات االستبانة مهمة وحذف
أي فقرة منها سوف يؤثر سلبا على ثبات المقياس ،حيث ستنخفض قيمة اختبار ألفا كورنباخ العام وتصبح نفس
القيمة الموجودة أمام الفقرة المحذوفة ،وبذلك يمكن االعتماد على مجموعة الفقرات بأكملها والمكونة من 30فقرة
دون حذف أي فقرة منها للوصول إلى نتائج جيدة.
59
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
استبانة ،أي ما نسبته % 85.13من جملة المسترجع ،وما نسبته % 61.2من مجتمع الدراسة البالغ عددهم
103مراجعا.
أداة الدراســـة:
استخدم البحث االستبانة كأداة لجمع البيانات ذات العالقة المباشرة بموضوع الدراسة والالزمة لتحقيق أهدافها،
وقد تم تصميم وبناء هذه االستبانة في ضوء مراجعة لبعض الدراسات النظرية والعملية السابقة والتي تناولت
موضوع تقييم االستم اررية وقد تكونت أداة الدراسة من قسمين كما يلي :
القسم األول :
يحتوي على أربعة تساؤالت حول سمات وخصائص مجتمع الدراسة مثل المؤهل العلمي في مجال المحاسبة
وعدد سنوات الخبرة والمركز الوظيفي داخل المكتب وعدد الشركات التي تم مراجعتها خالل فترة العمل ،وذلك على
النحو التالي.
-1المؤهل العلمي:
تم سؤال أفراد العينة عن المؤهل العلمي الحاصلين عليه في مجال المحاسبة وذلك بقصد عدم التحيز لمؤهل
علمي معين في التعرف على وجهات النظر حول الموضوع والجدول رقم ( )1يبين توزيع أفراد العينة حسب
مؤهالتهم العلمية المتحصلين عليها:
جدول ()1
توزيع أفراد العينة حسب المؤهل العلمي
% العدد المؤهل العلمي
3.2 2 دكتوراه في المحاسبة
22.2 14 ماجستير في المحاسبة
63.5 40 بكالوريوس في المحاسبة
11.1 7 دبلوم عالي في المحاسبة
100 63 المجموع
نالحظ من بيانات الجدول رقم ( )1أن غالبية المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة مؤهلهم العلمي بكالوريوس
في المحاسبة حيث بلغت نسبتهم % 63.5بين أفراد العينة ،يلي ذلك الحاصلين على الماجستير في المحاسبة
حيث بلغت نسبتهم % 22.2بين أفراد العينة ،يلي ذلك الحاصلين على دبلوم عالي في المحاسبة حيث بلغت
نسبتهم % 11.1بين أفراد العينة ،في حين نجد أن أقل نسبة بين أفراد العينة للحاصلين علي دكتوراه في المحاسبة
والتي بلغت % 3.2من عينة الدراسة ،ويشير ذلك إلى أن أفراد العينة درسوا مفاهيم وأساليب واجراءات المراجعة
خالل المرحلة الجامعية ،ومتابعة تطورها وهذا يجعلهم أيضا مؤهلين لإلجابة على بنود االستبانة ،ويزيد كذلك من
أهمية إدراكهم لموضوع هذه الدراسة ،السيما أن الغالبية العظمى من عينة الدراسة من حملة البكالوريوس والماجستير
في المحاسبة.
-2سنوات الخبرة:
تضمنت العينة سنوات خبرة مختلفة ،وقد تم توجيه هذا السؤال ألفراد العينة بقصد التعرف على وجهة نظرهم
في الموضوع ،دون التحيز لعدد معين من سنوات الخبرة ،والجدول رقم ( )2يبين توزيع أفراد العينة حسب سنوات
خبرتهم المهنية:
60
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
جدول ()2
توزيع أفراد العينة حسب سنوات الخبرة
% العدد سنوات الخبرة
6.4 4 اقل من 3سنوات
23.8 15 من 3إلى أقل من 5سنوات
20.6 13 من 5إلى أقل من 10سنوات
23.8 15 من 10إلى أقل من 20سنة
25.4 16 من 20سنة فأكثر
100 63 المجموع
نالحظ من بيانات الجدول رقم ( )2أن غالبية المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة لديهم سنوات خبرة من 20
سنة فأكثر حيث بلغت نسبتهم % 25.4بين أفراد العينة يلي ذلك من لديهم خبرة من 10إلى أقل من 20سنة
حيث بلغت نسبتهم %23.8بين أفراد العينة يلي ذلك أصحاب الخبرة من 5إلى أقل من 10سنوات حيث بلغت
نسبتهم %20.6بين أفراد العينة ،يلي ذلك من لديهم خبرة من 3إلى أقل من 5سنوات حيث بلغت نسبتهم
%23.8بين أفراد العينة ،في حين نجد أن أقل نسبة بين أفراد العينة كانت ألصحاب الخبرة أقل من 3سنوات
والتي بلغت %6.4من عينة الدراسة ،ويشير هذا إلى أن المراجعين لديهم القدرة على القيام باإلجراءات الالزمة
عندما تظهر مؤشرات تثير الشكوك حول االستم اررية .
جدول ()3
توزيع أفراد العينة حسب المركز الوظيفي داخل المكتب
% العدد المركز الوظيفي داخل المكتب
12.7 8 صاحب المكتب
12.7 8 شريك بالمكتب
74.6 47 مراجع أول
100 63 المجموع
نالحظ من بيانات الجدول رقم ( )3أن غالبية المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة في مركز مراجع أول
داخل المكتب حيث بلغت نسبتهم %74.6بين أفراد العينة ثم يتساوى بعد ذلك من هو صاحب مكتب مع من
لكل منهم بين أفراد عينة الدراسة ،ويعتبر ذلك من النقاط االيجابية،
يعمل شريك بالمكتب وذلك بنسبة %12.7ا
حيث يدل هذا على مراجعة حسابات شركات مختلفة.
61
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
جدول ()4
توزيع أفراد العينة حسب عدد الشركات التي قاموا بمراجعتها خالل فترة العمل
% العدد عدد الشركات التي قمت بمراجعتها خالل فترة العمل
6.3 4 أقل من 3شركات
11.1 7 من 3إلى أقل من 5شركات
20.6 13 من 5إلى أقل من 10شركات
62.0 39 من 10شركات فأكثر
100 63 المجموع
نالحظ من بيانات الجدول رقم ( )4أن غالبية أفراد العينة قاموا بمراجعة من 10شركات فأكثر حيث بلغت
نسبتهم %62.0بين أفراد العينة ،يلي ذلك من قاموا بمراجعة من 5إلى أقل من 10شركات حيث بلغت نسبتهم
%20.6بين أفراد العينة ،يلي ذلك من قاموا بمراجعة من 3إلى اقل من 5شركات حيث بلغت نسبتهم %11.1
بين أفراد العينة ،في حين نجد أن أقل نسبة بين أفراد العينة كانت لمن قام بمراجعة أقل من 3شركات والتي بلغت
% 6.3من عينة الدراسة ،ويعتبر ذلك من نقاط القوى تفيد في اإلجابة على بنود االستبانة ،ويزيد كذلك من أهمية
إدراكهم لموضوع هذه الدراسة.
القسم الثاني:
يتضمن هذا القسم مؤشرات تقييم قدرة الشركات على االستم اررية المتمثلة في المؤشرات المالية والمؤشرات
التشغيلية والمؤشرات األخرى وذلك من خالل ثالثة محاور كما يلي:
المحور األول :يتكون من ( )18فقرة وتهدف فقراته إلى قياس أراء أفراد العينة حول مستوى األهمية للمؤشرات
المالية في تقييم قدرة الشركة على االستم اررية.
المحور الثاني :يتكون من ( )8فقرات وتهدف فقراته إلى قياس آراء أفراد العينة حول مستوى األهمية للمؤشرات
التشغيلية في تقييم قدرة الشركة على االستم اررية.
المحور الثالث :يتكون من ( )4فقرات ،وتهدف إلى قياس آراء أفراد العينة حول مستوى األهمية للمؤشرات األخرى
في تقييم قدرة الشركة على االستم اررية.
وبذلك بلغ عدد فقرات أداة الدراسة في القسم الثاني ( )30فقرة ،وقد كانت إجابات كل فقرة من محاور االستبانة
وفق مقياس لكارت الخماسي الذي يوضح المستويات الخمسة للمقياس والدرجة الخاصة بكل مستوى من المستويات.
62
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
تحليل البيانات:
تم تحليل بيانات المؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى ،على النحو التالي:
أوال – المؤشرات المالية:
باستخدام البيانات الخاصة بالمؤشرات المالية تم احتساب مقاييس النزعة المركزية والتشتت المتمثلة في (المتوسط
الحسابي-االنحراف المعياري-معامل االختالف) ،وذلك من أجل وصف البيانات إحصائي ا ،ثم بعد ذلك ترتيب
البيانات بحسب المتوسط الحسابي المرجح لها ،حسب أعلى متوسط حسابي لكل مؤشر ،والجدول رقم ( )5يوضح
التوصيف اإلحصائي لها وذلك كما يلي:
جدول رقم ()5
التوصيف اإلحصائي للعبارات الخاصة بالمؤشرات المالية
من خالل نتائج الجدول رقم ( )5يتبين أن قيمة المتوسط الحسابي للمؤشرات المالية كأحد مؤشرات تقييم
القدرة على استم اررية الشركات في مواصلة نشاطها بحسب وجهة نظر عينة الدراسة من المراجعين العاملين بمكاتب
المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي ،أنه قد بلغ ( ،)3.87حيث
يدل على مستوى اإلجابة (هام بشكل كبير) ،وفق مقياس ليكرت الخماسي ،وبانحراف معياري قدره ( ،)0.713كما
أن معامل االختالف ال يشكل إال نحو ( )%18.42تقريبا ،مما يشير إلى أن هناك تجانس ا بنسبة ()%81.58
بين إجابات أفراد عينة الدراسة ،وهذا يدل على أن المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي يتفقون على أن المؤشرات المالية هامة وبشكل كبير ،ويتم
االسترشاد بها بنسبة تصل إلى ( )%77.5في تقييم قدرة هذه الشركات على االستمرار في مواصلة نشاطها ،كما
يالحظ أن أعلى متوسط حسابي للفقرات الواردة ضمن هذا المحور هو ( )4.43عن العبارة التي تشير إلى (صافي
63
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
رأس المال العامل بالسالب) ،في حين كان أقل متوسط حسابي عند العبارات التي تشير إلى (وجود نية لبيع أصول
إنتاجية ،وجود صعوبات في تطبيق شروط اتفاقيات القروض) ،حيث بلغ المتوسط الحسابي لكل منهما (.)3.47
أما الجدول رقم ( )6يبين توزيع عينة الدراسة بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات التي يتم من
خاللها تقييم قدرة الشركات على االستم اررية في مواصلة نشاطها ،والمتمثلة في المؤشرات المالية طبقا لمقياس
ليكرت الخماسي المستخدم ،وذلك من خالل دمج استجابات عينة الدراسة لجميع الفقرات المعبرة عن هذا المحور.
جدول ()6
توزيع المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات المالية
التي يتم من خاللها تقييم قدرة الشركة على االستمرارية في مواصلة نشاطها
% العدد درجة القياس مستويات الموافقة
1.6 1 1.79 – 1.00 هام بشكل قليل جدا
1.6 1 2.59 – 1.80 هام بشكل قليل
15.9 10 3.39 – 2.60 هام بشكل متوسط
28.5 18 4.9 – 3.40 هام بشكل كبير
52.4 33 5.00 – 4.20 هام بشكل كبير جدا
100.0 63 المجموع
64
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
من خالل نتائج الجدول رقم ( )7يتبين أن قيمة المتوسط الحسابي للمؤشرات التشغيلية كأحد مؤشرات تقييم
القدرة على استم اررية الشركات في مواصلة نشاطها ،بحسب وجهة نظر عينة الدراسة قد بلغ ( )3.27حيث يدل
على مستوى اإلجابة (هام بشكل متوسط) وفق مقياس ليكرت الخماسي ،وبانحراف معياري قدره ( )0.703كما
أن معامل االختالف ال يشكل إال نحو ( )%21.50تقريبا ،مما يشير إلى أن هناك تجانسا بنسبة ()%78.50
بين إجابات أفراد عينة الدراسة ،وهذا يدل على أن المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي يتفقوا على أن المؤشرات التشغيلية هامة وبشكل متوسط ويتم
االسترشاد بها بنسبة تصل إلى ( )%65.4في تقييم قدرة هذه الشركات على االستمرار في مواصلة نشاطها ،كما
يالحظ أن أعلى متوسط حسابي للفقرات الواردة ضمن هذا المحور هو ( )4.67عن العبارة التي تشير إلى (وجود
نقص حاد في مستلزمات التشغيل) ،في حين كان أقل متوسط حسابي عند العبارة التي تشير إلى (عدم التحقق
من وجود خطط لمواجهة المنافسة) حيث بلغ المتوسط الحسابي لكل منهما (.)2.73
أما الجدول رقم ( ) 8يبين توزيع عينة الدراسة بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات التي يتم من
خاللها تقييم قدرة الشركات على االستم اررية في مواصلة نشاطها والمتمثلة في المؤشرات التشغيلية طبق ا لمقياس
ليكرت الخماسي المستخدم ،وذلك من خالل دمج استجابات عينة الدراسة لجميع الفقرات المعبرة عن هذا المحور.
جدول ()8
توزيع المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة
في سوق األوراق المالية الليبي بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات التشغيلية
التي يتم من خاللها تقييم قدرة الشركة على االستمرارية في مواصلة نشاطها
% العدد درجة القياس مستويات الموافقة
1.6 1 1.79 – 1.00 هام بشكل قليل جدا
4.7 3 2.59 – 1.80 هام بشكل قليل
63.5 40 3.39 – 2.60 هام بشكل متوسط
14.3 9 4.19 – 3.40 هام بشكل كبير
15.9 10 5.00 – 4.20 هام بشكل كبير جدا
65
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
من خالل نتائج الجدول رقم ( )9يتبين أن قيمة المتوسط الحسابي للمؤشرات األخرى كأحد مؤشرات تقييم القدرة
على استم اررية الشركات في مواصلة نشاطها ،بحسب وجهة نظر عينة الدراسة قد بلغ ( )3.17حيث يدل على
مستوى اإلجابة (هام بشكل متوسط) وفق مقياس ليكرت الخماسي ،وبانحراف معياري قدره ( )1.035كما أن
معامل االختالف ال يشكل إال نحو ( )%32.65تقريبا ،مما يشير إلى أن هناك تجانسا بنسبة ( )%67.35بين
إجابات أفراد عينة الدراسة ،وهذا يدل على أن المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي يتفقون على أن المؤشرات األخرى هامة وبشكل متوسط ويتم
االسترشاد بها بنسبة تصل إلى ( )%63.40في تقييم قدرة هذه الشركات على االستمرار في مواصلة نشاطها.
66
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
كما يالحظ أن أعلى متوسط حسابي للفقرات الواردة ضمن هذا المحور هو ( )3.47عن العبارة التي تشير إلى
(صدور تشريعات قانونية تؤثر على استم اررية الشركة في النشاط) ،في حين كان أقل متوسط حسابي عند العبارة
التي تشير إلى (حدوث كوارث طبيعية غير مؤمن عليها) حيث بلغ المتوسط الحسابي لكل منهما (.)2.85
أما الجدول رقم ( )10يبين توزيع عينة الدراسة بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات التي يتم من
خاللها تقييم قدرة الشركات على االستم اررية في مواصلة نشاطها والمتمثلة في المؤشرات األخرى طبقا لمقياس
ليكرت الخماسي المستخدم ،وذلك من خالل دمج استجابات عينة الدراسة لجميع الفقرات المعبرة عن هذا المحور.
جدول ()10
توزيع المراجعين العاملين بمكاتب المراجعة التي تقوم بمراجعة حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق
المالية الليبي بحسب مستويات موافقتهم على بنود المؤشرات األخرى التي يتم من خاللها تقييم قدرة الشركة
على االستمرارية في مواصلة نشاطها
% العدد درجة القياس مستويات الموافقة
7.9 5 1.79 – 1.00 هام بشكل قليل جدا
30.2 19 2.59 – 1.80 هام بشكل قليل
27.0 17 3.39 – 2.60 هام بشكل متوسط
9.5 6 4.19 – 3.40 هام بشكل كبير
25.4 16 5.00 – 4.20 هام بشكل كبير جدا
100.0 63 المجموع
67
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
ومما سبق نالحظ أن المراجعين يعتمدون في إصدار ارشاداتهم بشأن تقييم قدرة الشركة على االستم اررية
على المؤشرات المالية بدرجة أكبر من المؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى ،ويتفق هذا مع بعض الدراسات
السابقة ومنها دراسة ( مطر )2001 ،حيث توصلت الدراسة إلى أن المراجعين والمحللين الماليين يتفقون في الجمع
بين المؤشرات المالية ،والمؤش ارت التشغيلية ،والمؤشرات األخرى ،كاسترشادات يسترشدون بها في عملية التقييم،
وحسب الدراسة يعطي المراجعون األفضلية للمؤشرات المالية على حساب المؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى،
في حين يولي المحللون الماليون نظرة متوازنة نحو نوعي المؤشرات ،ولو بأفضلية بسيطة للمؤشرات المالية ،ويتفق
هذا أيضا مع دراسة ( ،)Constantinides, 2002حيث أظهرت نتائج الدراسة أن المؤشرات المالية هي التي تؤثر
على ق اررات المراجعين ،وأن المؤشرات التشغيلية والمؤشرات األخرى ليست في مستوى المؤشرات المالية من حيث
األهمية.
68
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
فقد تم استخددام اختبار tللعينة األحددادية بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري "الفرضي" فأظهرت نتيجة
التحليل الجدول رقم (:)12
جدول ()12
اختبار tبين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري لمدى أهمية مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستمرارية
()μ=3
مستوى المعنوية درجات الحرية قيمة اال نحراف المتوسط المتوسط حجم
p-value d.f t المعياري الحسابي النظري العينة
0.000 62 5.95 0.625 3.44 3 63
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )12أن المتوسط الحسابي لمدى أهمية مؤشرات تقييم قدرة الشركة على
االستم اررية حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي (عينة الدراسة)
( )3.44وبانحراف معياري ( ، )0.625حيث كانت قيمة tالمحسوبة تساوي ( )5.95وهى معنوية ودالة إحصائية
وذلك بددرجدات حدرية ( )62؛ ألن قيمدة مستدوى المعندوية المشداهدد P-value = 0.000وهي أصغر من مستوى
الداللة ، α = 0.05مما يدل على أن مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية تلقى أهمية ويتم االسترشاد
بها حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي .كما تم استخددام اختبار
tللعينة األحددادية بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري "الفرضي" للمؤشرات المالية فأظهرت نتيجة التحليل
الجدول رقم (:)13
جدول ()13
اختبار tبين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري لمدى أهمية المؤشرات المالية المتعلقة بتقييم قدرة الشركة
على االستمرارية ()μ=3
مستوى المعنوية درجات الحرية قيمة االنحراف المتوسط المتوسط حجم
p-value d.f t المعياري الحسابي النظري العينة
0.000 62 10.30 0.713 3.87 3 63
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )13أن المتوسط الحسابي لمدى أهمية المؤشرات المالية المتعلقة بتقييم قدرة
الشركة على االستم اررية حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي
(عينة الدراسة) ( )3.87وبانحراف معياري ( ، )0.713حيث كانت قيمة tالمحسوبة تساوى ( )10.30وهى
معنوية ودالة إحصائية وذلك بددرجدات حدرية ( )62ألن قيمدة مستدوى المعندوية المشداهدد P-value = 0.000
وهي أصغر من مستوى الداللة α = 0.05مما يدل على أن المؤشرات المالية تلقى أهمية ويتم االسترشاد بها
حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي .ويبين الجدول رقم ()14
69
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
نتيجة تحليل استخددام اختبار tللعينة األحددادية بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري "الفرضي" للمؤشرات
التشغيلية فأظهرت ما يلي:
جدول ()14
اختبار tبين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري لمدى أهمية المؤشرات التشغيلية المتعلقة بتقييم قدرة
الشركة على االستمرارية ()μ=3
مستوى المعنوية درجات الحرية قيمة االنحراف المتوسط المتوسط حجم
p-value d.f t المعياري الحسابي النظري العينة
0.001 62 3.31 0.704 3.27 3 63
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )14أن المتوسط الحسابي لمدى أهمية المؤشرات التشغيلية المتعلقة بتقييم قدرة
الشركة على االستم اررية حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي
(عينة الدراسة) ( )3.27وبانحراف معياري ( ،)0.704حيث كانت قيمة tالمحسوبة تساوى ( )3.31وهى معنوية
ودالة إحصائية وذلك بددرجدات حدرية ( )62؛ ألن قيمدة مستدوى المعندوية المشداهدد P-value = 0.001وهي
أصغر من مستوى الداللة ، α = 0.05مما يدل على أن المؤشرات التشغيلية تلقى أهمية ويتم االسترشاد بها
حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي .وتم أيض ا استخددام اختبار
tللعينة األحددادية بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري "الفرضي" للمؤشرات األخرى فأظهرت نتيجة التحليل
الجدول رقم (:)15
جدول ()15
اختبار tبين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري لمدى أهمية المؤشرات األخرى المتعلقة بتقييم قدرة الشركة
على االستمرارية ()μ=3
مستوى المعنوية درجات الحرية قيمة االنحراف المتوسط المتوسط حجم
p-value d.f t المعياري الحسابي النظري العينة
0.156 62 1.43 1.035 3.17 3 63
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )15أن المتوسط الحسابي لمدى أهمية المؤشرات األخرى المتعلقة بتقييم قدرة
الشركة على االستم اررية حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي
(عينة الدراسة) ( )3.17وبانحراف معياري ( ،)1.035حيث كانت قيمة tالمحسوبة تساوى ( )1.43وهى غير
معنوية وليست دالة إحصائية وذلك بددرجدات حدرية ( )62ألن قيمدة مستدوى المعندوية المشداهدد P- = 0.156
valueوهي أكبر من مستوى الداللة α = 0.05مما يدل على أن المؤشرات األخرى تلقى أهمية إلى حد ما،
ويتم االسترشاد بها حسب وجهة نظر مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي.
وبناء على ما تقدم يتم قبول الفرضية التي تنص على أنه " يلتزم مراجعو الشركات المدرجة في سوق األوراقا
المالية الليبي باالسترشاد بالمؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى ،وذلك ألهميتها عند تقييم
قدرة الشركة محل المراجعة على االستم اررية".
70
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
يتضح من نتائج الجدول رقم ( )16أن قيمة كا 2المحسوبة ( )10.086وهي معنوية ودالة إحصائيا عند مستوي
معنوية 0.05؛ ألن القيمة االحتمالية 0.006أصغر من ،0.05مما يدل علي وجود فروق دالة احصائيا في
متوسط الرتب للمؤشرات الثالثة ،حيث نجد أن أعالها في الترتيب المؤشرات المالية وتحتل الترتيب األول بينما
تأتي في الترتيب الثاني المؤشرات التشغيلية ،وأخي ار تأتي في الترتيب الثالث واألخير المؤشرات األخرى.
وبناء على ما تقدم يتم قبول الفرضية التي تنص على أنه " يتفاوت تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على
ا
االستم اررية المتمثلة في المؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى من حيث درجة ترتيبها حسب
األولوية من وجهة نظر مراجعي الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي".
النتائــــج والتوصيــــات
انتهت الدراسة التي استهدفت تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية من وجهة نظر مراجعي
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي إلى النتائج والتوصيات اآلتية:
النتائــــج:
هدفت الدراسة لمعرفة الكيفية التي يتم بها تصنيف مؤشرات تقييم قدرة الشركة على االستم اررية المتمثلة في
المؤشرات المالية ،والمؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى وفق درجة ترتيبها حسب األولوية ومدى االلتزام
باالسترشاد بها في الواقع العملي ،وذلك من وجهة نظر مراجعي الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي
وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
-هناك التزام من قبل مراجعي حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي باالسترشاد بالمؤشرات
المالية ،والمؤشد درات التش ددغيلية ،والمؤشد درات األخرى ،التي نص عليها معيار المراجعة الدولي رقم ( )570الخاص
باالستم اررية عند تقييمهم لقدرة الشركة على االستم اررية.
-إن المؤشد د د د د درات المالية تلقى األهمية األكبر وتأتي في المرتبة األولى من حيث درجة التص د د د د ددنيف لدى مراجعي
حسد د ددابات الشد د ددركات المدرجة في سد د ددوق األوراق المالية الليبي ،وأن أكثر المؤش د د درات المالية أهمي اة من وجهة نظر
71
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
المراجعين كانت صد د ددافي رأس المال العامل بالسد د ددالب وأقل المؤش د د درات المالية أهمي اة كانت وجود نية لبيع أصد د ددول
إنتاجية ،ووجود صعوبات في تطبيق شروط اتفاقيات القروض.
-إن المؤشرات التشغيلية تلقى أهمية وتأتي في المرتبة الثانية من حيث درجة التصنيف لدى مراجعي حسابات
الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي ،وأن أكثر المؤشرات التشغيلية أهمي اة ،من وجهة نظر المراجعين
كانت وجود نقص حاد في مستلزمات التشغيل ،وأقل المؤشرات التشغيلية أهمي اة كانت عدم التحقق من وجود خطط
لمواجهة المنافسة.
-إن المؤشرات األخرى تلقى أهمية إلى حد ما وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث درجة التصنيف لدى مراجعي
حسابات الشركات المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي ،وأن أكثر المؤشرات األخرى أهمي اة ،من وجهة نظر
المراجعين كانت صدور تشريعات قانونية تؤثر على استم اررية الشركة في النشاط ،وأن أقل المؤشرات األخرى أهمي اة
كانت حدوث كوارث طبيعية غير مؤمن عليها.
التوصيات:
في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها يوصي الباحث بضرورة:
-التركيز على كل من المؤشرات التشغيلية ،والمؤشرات األخرى بدرجة متوازنة مع المؤشرات المالية ،بحيث تكون
جنب ا لجنب وبدرجة أعلى مما هي عليه اآلن عند تقييم قدرة الشركة على االستم اررية ،لكونها تأخذ في عين االعتبار
المتغيرات المرتبطة ببيئة الشركة الداخلية والخارجية.
-أن تتبنى الجهات المشرفة على تنظيم المهنة في ليبيا دو ار أكثر فاعلية فيما يتعلق بوضع خطط تدريبية لرفع
وتطوير مستوى المراجعين واطالعهم على آخر المستجدات العالمية من إصدارات ،ونشرات ،ومعايير مهنية يمكنهم
االسترشاد بها عن أدائهم ألعمال المراجعة وتنفيذ إجراءاتها.
-تمسك المراجعين بمسؤولياتهم االجتماعية المتمثلة في الحرص على تبصير الفئات االجتماعية األخرى التي
ترتبط مصالحها بالشركة بمخاطر الفشل المالي لتلك الشركات وذلك بتوفير إنذارات مبكرة وفي الوقت المناسب عن
احتماالت هذا الفشل.
72
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
المراجـــــع:
.1البراد ،شد دريف س ددعيد ،)2008( ،مدى تأثر أس ددعار أس ددهم الش ددركات باإلفص دداح المالي وغير المالي" ،المجلة
العلمية لالقتصاد والتجارة" الجزء الثاني مجلد العدد الثاني ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،مصر.
.2جربوع ،يوسف محمود وأبومعمر ،فارس محمود ،)2003( ،مدى مسؤولية المراجع الخارجي للتنبؤ باستم اررية
المشروع" ،مجلة الدراسات والبحوث" السنة الثالثة والعشرين ،العدد الثاني ،كلية التجارة بنها ،مصر.
.3جمعة ،أحمد حلمي ،)2010( ،تطور مسؤولية المحاسبين القانونين بشأن افتراض المنشأة مستمرة في ضوء
المعايير الدولية" ،مجلة المحاسد د د ددبة واإلدارة والتامين" السد د د ددنة التاسد د د ددعة واألربعين ،كلية التجارة جامعة القاهرة
القاهرة ،مصر.
.4حماد ،طارق عبدالعال" ،)2007( ،موسوعة معايير المراجعة" الدار الجامعية ،الجزء الثاني ،اإلسكندرية،
مصر.
.5حمدان ،سليمان منير ،)2005( ،دراسة مدى تأثير المؤشرات المالية وغير المالية على فرض االستم اررية
وتأثير ذلك على التنبؤ بالفشل المالي في قطاع التامين في األردن" ،رسالة ماجستير غير منشورة" جامعة
عمان العربية ،عمان ،األردن.
.6خضير ،مصطفى عيسى" ،)1996( ،المراجعة-المفاهيم والمعايير واإلجراءات" مطابع جامعة الملك سعود،
الرياض ،الطبعة الثانية ،السعودية.
.7دحبور ،محمد سعيد ،)2009( ،مجاالت مساهمة اإلفصاح اإلعالمي في تقرير المراجعة المعدل لتضييق
فجوة التوقعات" ،رسالة ماجستير غير منشورة" الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فلسطين.
.8الدحيات ،أحمد عبدا لرحيم محمد ،)2008( ،قياس أداء ش ددركات الوس دداطة المالية باس ددتخدام مؤشد درات مالية
وغير مالية ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة عمان العربية ،عمان ،األردن.
.9الذنيبات ،على عبد القادر ،)1991( ،دور المدقق الخارجي في تقويم القدرة على االستم اررية لدى الشركات
المساهمة العامة في األردن" ،رسالة ماجستير غير منشورة" ،كلية الدراسات العليا ،الجامعة األردنية عمان،
األردن.
.10الذنيبات ،علي عبد القادر" ،)2010( ،تدقيق الحسابات في ضوء المعايير الدولية" دار وائل للنشر ،عمان،
الطبعة الثالثة.
.11راضي ،محمد سامي" ،)2004( ،المحاسبة المتوسطة" الدار الجامعية اإلسكندرية مصر.
.12رضوان ،عباس أحمد ،)1989( ،دور المراجع في تقدير مدى قدرة المنشأة محل المراجعة على االستمرار في
العمل "المجلة المصرية للدراسات التجارية" المجلد الثالث عشر ،العدد الثالث ،كلية التجارة ،جامعة المنصورة،
مصر.
.13زغلول ،جودة عبد الرؤوف ،)1999( ،انعكاسد د د ددات تعديل تقرير مراقب الحسد د د ددابات بفرض االسد د د ددتمرار على
س ددلوك متخذي قرار منح االئتمان في البنوك التجارية" ،مجلة آفاق جديدة" الس ددنة الحادية عش ددر ،العدد الثاني
والثالث والرابع ،كلية التجارة جامعة المنوفية ،مصر.
.14ش د د ددطا ،عبده حس د د ددين ،)1994( ،مس د د ددؤولية المراجع عن تقييم قدرة المنش د د ددأة على االس د د ددتمرار" ،مجلة العلوم
اإلدارية" ،العدد السابع ،جامعة بني سويف ،مصر.
.15الشويات ،زياد مصطفى محمود ،)2004( ،مدى تطبيق معيار التدقيق الدولي الخاص باالستم اررية من قبل
مدققي الحسابات القانونيين األردنيين" ،رسالة ماجستير غير منشورة" كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة
اليرموك األردن.
73
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
.16عبد الرحمن ،عاطف عبد المجيد ،)1995( ،تطوير المحتوى اإلخباري لتقرير مراجع الحسد د د د د د ددابات الخارجي
مدخل تحسددين اإلفصدداح المحاسددبي لشددركات القطاع األعمال المصددرية" ،المجلة العلمية لكلية التجارة" العدد
الحادي والعشرين ،السنة الخامسة عشر ،جامعة أسيوط ،مصر.
.17عبيدات ،ذوقان وعدس ،عبد الرحمن وعبد الحق ،كايد "،)1998( ،البحث العلمي-مفهومه ،وأدواته ،وأساليبه"
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة السادسة ،عمان ،األردن.
.18عطا هللا ،أسامة رضا ،)2000( ،تطوير فاعلية تقرير المراجع لتحقيق توقعات مستخدميه" ،رسالة ماجستير
غير منشورة" كلية التجارة جامعة عين شمس القاهرة ،مصر.
.19علي ،محمود أحمد ،)1994( ،د ارسددة تحليلية لدور ومسددؤولية المراجع في التنبؤ باسددتم اررية المنشددأة" ،رسددالة
ماجستير غير منشورة" كلية التجارة فرع بني سويف ،جامعة القاهرة ،مصر.
.20مجاهد ،محمد عبد هللا محمد عبد هللا ،)2001( ،أثر االتجاهات المالية وغير المالية على مراحل تخطيط
إجراءات الفحص التحليلي بهدف وضع الخطة العامة ألعمال المراجعة" ،مجلة الدراسات والبحوث" السنة
الحادية والعشرين ،العدد األول ،كلية التجارة بنها ،جامعة الزقازيق ،القاهرة ،مصر.
.21محمد ،عبد الناص د ددر مص د ددطفى ،)2005( ،موقف ومس د ددؤولية المراجع الخارجي في ليبيا عند عدم التأكد من
سريان فرض االستم اررية" ،رسالة ماجستير غير منشورة" جامعة قاريونس ،بنغازي ،ليبيا.
.22محمد ،نصر صالح ،)2005( ،دراسة تحليلية انتقاديه للقانون رقم ( ،)116بشأن تنظيم مهنة المحاسبة
والمراجعة في ليبيا" ،مجلة الدراسات العليا" العدد الخامس عشر ،السنة الخامسة ،أكاديمية الدراسات العليا،
طرابلس-ليبيا.
.23محمود ،سددمير عبد الغني ،)1999( ،تقييم مدى مالءمة وكفاية معيار المراجعة الدولي رقم ( )23في توفير
اإلرشد د ددادات الالزمة للمراجع للحكم على االسد د ددتم اررية "المجلة العلمية لالقتصد د دداد والتجارة" مجلد العدد األول،
كلية التجارة-جامعة عين شمس ،القاهرة مصر.
.24مصطفى ،صادق حامد ،)2004( ،قياس أثر المعلومات المالية وغير المالية على أداء اإلجراءات التحليلية،
"مجلة جامعة الملك عبد العزيز االقتصاد واإلدارة" المجلد الثامن عشر ،العدد الثاني ،جدة ،السعودية.
.25المطارنة ،غسان فالح ،)2001( ،مسؤولية مدقق الحسابات الخارجي عن تقييم قدرة المنشاة على االستمرار،
"مجلة الد ارس د د ددات المالية والتجارية" العدد الثالث ،الس د د ددنة الحادية عش د د ددر ،كلية التجارة بني س د د ددويف ،القاهرة،
مصر.
.26مطر ،محمد عطية وعبيدات ،أحمد نواف ،)2007( ،دور النسب المالية المشتقة من قائمة التدفقات النقدية
في تحسين دقة النماذج المبنية على نسب االستحقاق وذلك في التنبؤ بالفشل المالي للشركات الصناعية
المساهمة العامة األردنية "المجلة األردنية في إدارة األعمال" المجلد الثالث ،العدد الرابع الجامعة األردنية-
عمان ،األردن.
.27مطر ،محمد عطية ،)2000( ،نطاق مسؤولية مدقق الحسابات عن تقويم قدرة المشروع على االستمرار،
"مجلة البصائر" المجلد الرابع ،العدد الثاني جامعة البترا ،عمان ،األردن.
.28مطر ،محمد عطية ،)2001( ،طبيعة وأهمية مؤشرات الفشل المالي للشركات دراسة تحليلية مقارنة بين آراء
المدققين والمحللين الماليين في األردن "مجلة البصائر" المجلد الخامس ،العدد األول ،جامعة البترا ،عمان
األردن.
74
المقالة رقم ( - 75-43 )3االصدار الثاني 2017 - مجلة البحوث المالية واالقتصادية
.29مطر ،محمد عطية ،)2001( ،مسؤولية مدقق الحسابات تجاه الطرف الثالث" ،المؤتمر العلمي المهني الثالث"
جمعية مدققي الحسابات القانونيين األردنيين ،بمشاركة مركز البنك العربي للبحث العلمي – عمان ،األردن-
19-18أيلول.
.30منص د ددور ،رض د ددا زكي عبد الحافظ ،)2003( ،د ارس د ددة أثر المعلومات غير المالية والمرحلة العمرية للمنش د ددأة
على قرار المراجع عند تقييم االستم ارريدة "رسالة ماجستير غير منشورة" كلية التجارة جامعة القاهرة ،مصر.
.31المنوفي ،عمرو حسين عبد البر ،)1994( ،مبدأ االستمرار من وجهتي نظر المحاسب والمراجع وعالقة ذلك
بالخصد د د ددخصد د د ددة" ،المجلة العلمية لالقتصد د د دداد والتجارة" ملحق العدد الثاني ،كلية التجارة جامعة عين شد د د ددمس،
القاهرة ،مصر.
.32المومني ،سالم نواف ،)2011( ،تطوير أنموذج للتنبؤ بالتعثر المالي باستخدام مؤشرات مالية وغير المالية،
"رسالة دكتوراه غير منشورة" جامعة عمان العربية ،عمان ،األردن
.33المومني ،مند د د د ددذر وشويات ،زيد د د د دداد ،)2008( ،قدرة المدقق على اكتشاف مؤشرات الشك باستم اررية العمالء،
"مجلة المنارة" ،المجلد الرابع عشر العدد األول ،جامعة آل البيت ،عمان ،األردن.
.34النائلي ،عبد هللا محمد الفيتوري ،)2011( ،مدى إدراك المراجع الخارجي ألهمية المعلومات غير المالية عند
تقييمه الستم اررية المنشأة محل المراجعة" ،رسالة ماجستير غير منشورة" ،أكاديمية الدراسات العليا ،طرابلس،
ليبيا.
.35نمره ،غالب نصر مصطفى ،)2004( ،مدى مسؤولية المراجع عن تقييم فرض االستم اررية" ،المجلة العلمية
لالقتصاد والتجارة" العدد الثاني ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،مصر.
المراجــع األجنبية:
1. Barbara G., Braunstein, Paniol N., Gregory A., George W., “Explaining Auditor’s
Going Concern Decision: Assessing Management’s Capability”, Journal of Applied
Business Research, Vol. 11, No. 3, Summer 1995, pp. 82-93.
– 2. Constantinides S., “Auditor’s Banker’s and Insolvency Practitioner’s Going
Concern Opinion Logit model”, Managerial Auditing Journal, Vol. 17, No. 8, 2002,
pp. 487-501.
3. -Rosman, Andrew J. ; Seol, Inshik; Biggs, Stanley F. "The Effect of Stage of
Development and Financial Health on Auditor Decision Behavior in the Going
concern Task", Auditing, Vol. 18, Issue 1, Spring 1999, pp. 37-54.
75