Professional Documents
Culture Documents
السنة الجامعية2320-2323:
خطة البحث
II
مقدمة:
مقدمة
خارجيا يتمثل في فحص وتقييم السجالت المالية والقوائم
ً طا
تعد المراجعة المالية نشا ً
المالية للمؤسسة .يهدف المراجع في هذا السياق إلى تقديم رأي مستقل حول صحة ودقة
البيانات المالية .يعتمد المراجع على استناد العمليات واإلجراءات الداخلية ،ولكنه ُيظهر تركي ًاز
أكبر على تقييم القوائم المالية النهائية.
من ناحية أخرى ،تستهدف الرقابة الداخلية العمليات واألنظمة الداخلية في المؤسسة.
تشمل هذه العمليات تصميم وتنفيذ سياسات واجراءات تسهم في تحقيق أهداف المؤسسة بشكل
فعال .يتناول دور الرقابة الداخلية مجموعة واسعة من الجوانب ،بما في ذلك تقييم كفاءة
العمليات والتحكم في المخاطر واالمتثال للسياسات.
مع تزايد تعقيد البيئة التجارية والضغوط التشريعية ،يزداد أهمية فهم الفرق بين المراجعة
المالية والرقابة الداخلية .إن التفاعل السليم بين هاتين الجوانب يسهم في تحقيق التوازن المثلى
بين الرقابة والشفافية المالية ،مما يسهم في استدامة األعمال وثقة األطراف المعنية.
وعليه المراجعة المالية والرقابة الداخلية هما جانبان هامان في إدارة المؤسسات ،وعلى
الرغم من أن كل منهما يسعى لضمان سالمة ونزاهة العمليات المالية ،إال أن لكل منهما دوره
الفريد وأهدافه الخاصة.
أ
ب
ماهية المراجعة المالية المبحث األول:
-المراجعة المالية هي عملية فحص انتقادي تهدف إلى تقييم السجالت المالية والتحقق
من دقتها وموثوقيتها.
-المراجعة تتم بواسطة مراجع مالي أو شركة مراجعة خارجية مستقلة.
المراجعة المالية هي عملية تقييم وفحص للحسابات والسجالت المالية للكيان أو الشركة،
بهدف التأكد من دقة وصدق البيانات المالية التي تم تقديمها .يتم تنفيذ المراجعة المالية بواسطة
مراجع مالي أو شركة مراجعة مالية خارجية مستقلة.
تعرف الم ارجعة بأنها عملية فحص انتقادي وتدقيق المعلومات المقدمة من الشركة
للتأكد من صحتها والحكم على الشركات واألنظمة القائمة التي أنتجت تلك المعلومات،
وتحديد مدى التنسيق بين التأكيدات والمعايير الموضوعة وتوصيل نتائجها لألطراف
المستخدمة لهذه المعلومات.
وتشمل عملية المراجعة المالية عادةً تقييم نظام واجراءات السيطرة الداخلية في الشركة
للتأكد من توفير ضمانات كافية للحفاظ على دقة وصحة السجالت المالية .بجانب إجراء
عمليات تدقيق وفحص موجزات الحسابات إذ يتم تدقيق مجموعات معينة من الحسابات
ومقارنتها بالبيانات المالية للتأكد من دقتها.
3
ماهية المراجعة المالية المبحث األول:
لقد تطورت المراجعات المالية بتطور المؤسسات ،مما يدل على أهميتها فهي تعد
هاما للمستثمرين ورواد األعمال الذين يهتمون باستخدام المعلومات والبيانات والقوائم
مصدر ً
ًا
المالية التخاذ الق اررات االستثمارية والتأكد من الوضع المالي للمؤسسة أو الشركة ومن هنا
تكمن أهمية المراجعة لعديد من الجهات واألطراف وعلى سبيل المثال:
مدراء الشركة :يتجه مدراء الشركات والمؤسسات للتأكد من تحقيق األهداف والتحقق
من مدى شفافية ومصداقية المعلومات والبيانات المحققة من تمام المتابعة والمراجعة الدورية
والتي يتم أخذها كقاعدة التخاذ ق اررات التيسير ووسيلة الثبات مدى نجاح إدارة المشاريع.
المستثمرون ورواد األعمال :للتأكد من قدرة تسيير المسؤولين واالستخدام األمثل
ألموال المستثمرين قبل االلتزام بقرارت حديثة والكشف عن األخطاء ومنع الغش واالحتيال
والحد من انتشاره والتأكد من عدم انتهاك عقد الشركة األساسي وقانون الشركات ،كما تعد
ضمان أساسي لطلب القروض في حاالت العسر المالي أو قرار اإلفالس أو في حاالت
استثمار إضافية.
البنوك :تحرص البنوك على فحص وتحليل المركز المالي للشركات والمؤسسات
ونتيجة أعمال مشروعاتهم قبل الموافقة على منح القروض ،وذلك لضمان قدرة هذه المشاريع
على سداد تلك القروض مع فوائدها في المواعيد المحددة.
الهيئات الحكومية :تؤسس هيئات الدولة سياستها المتعلقة بالتخطيط والمراقبة
الضريبية على قاعدة التقرير المعد من طرف المراجع أو مكتب مراجعة حسابات وذلك
لحماية المؤسسات وخاصة العمومية منها بتوفير نظام رقابة داخلية سليم.
4
ماهية المراجعة المالية المبحث األول:
إدارة الضرائب :تقوم هيئة الضرائب بتنفيذ قوانين الضرائب التي تم وضعها من قبل
المجلس التشريعي بالدولة ويتم ذلك وفق نوعية المعلومات والبيانات المالية للشركة ومدى
فعالية النظام المعلوماتي ثم الوصول لرأي فني محايد عن مدى دقة القوائم المالية للوضع
المالي للشركة في نهاية فترة زمنية محددة وتصور نتائج أعمال المشاريع في حالة الربح
والخسارة خالل تلك الفترة.
التأكد من ضمان دقة وصحة البيانات المالية والقوائم المالية ومدى االعتماد عليها.
التحقق من وجود نظام ف ّعال للرقابة الداخلية لتقليل فرص حدوث أخطاء.
مساعدة اإلدارة في وضع السياسات المالئمة واتخاذ الق اررات اإلدارية الصائبة وتقديم
للسداد.
تقييم األداء وفعالية الخطط والسياسات المالية ورصد أداء الشركة.
5
ماهية المراجعة المالية المبحث األول:
المراجعة الداخلية
معينا من داخل الشركة لفحص وتقييم مختلف
شخصا أو فريقًا ً
ً وهي نشاط مستقل يقوم به
األعمال المالية والمحاسبية والتشغيلية وتقييم مدى مستوى اإلدارات داخل الشركة باإلضافة
لكونها رقابة إدارية وجهة تقييمية ألداء المركز المالي للشركة .
عمل المراجع الداخلي هو عمل مستمر باعتبار المراجعة الداخلية هي وحدة داخل
االشركة .لذلك ،تصبح المراجعة الداخلية الوسيلة التي من خاللها تتأكد اإلدارة من المعلومات
ذات األهمية واستغاللها لتحقيق نجاح الشركة .ويعد الهدف الرئيسي من المراجعة الداخلية هو
تقييم وتحسين السيطرة الداخلية وعمليات األعمال في الشركات ،وتقديم تقارير دورية لإلدارة
تحتوي على توصيات لتحسين اإلجراءات والتحكم الداخلي.
المراجعة المالية الخارجية
تماما عن المؤسسة وهو المراجع
يقوم بها مكتب مراجعة حسابات أو شخص مستقل ً
الخارجي ،والذي تتمثل مهمته األساسية في التأكد من مدى صدق وانتظام القوائم المالية ومدى
تطابقها مع المعايير المحاسبية المعتمدة ،واعداد تقرير يشير إلى مدى الثقة التي يمكن أن
محايدا عنها،
ً يعتمد عليها المستخدمون الخارجيون في البيانات المالية .ليعطي في النهاية رًأيا
وعلى محافظي الحسابات أن يتوافر فيهم صفات االستقاللية والحيادية والحفاظ على سر
المهنة .
إن المراجعة الداخلية والخارجية عمليتان متكاملتان ،وتعتمد المراجعة الخارجية بشكل
أكبر على المراجعة الداخلية لذلك تؤثر مدى جودة ودقة المراجعة الداخلية ونظام الرقابة
الداخلية على سهولة أو صعوبة مهمة المراجع الخارجي .وتعد المراجعة الخارجية خطوة مكملة
للمراجعة الداخلية.
6
ماهية المراجعة المالية المبحث األول:
أما من الناحية القانونية فتنقسم المراجعة المالية إلى مراجعة إلزامية أو اختيارية ،حيث
يلزم القانون بعض الشركات كشركات المساهمة بإجراء المراجعة ،وعدم إلزام البعض مثل
الشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات التضامن.
المراجعة اإللزامية
هي المراجعة التي يحتم القانون القيام بها ،ويلزم المشرع بضرورة تعيين مراجع خارجي
أو مكتب مراجعة حسابات لمراجعة حساباته ،واعتماد القوائم المالية الختامية ،ومن ثم يترتب
من عدم القيام بتلك المراجعة وقوع المخالف تحت طائلة العقوبات المقررة.
المراجعة االختيارية
وهي المراجعة التي تتم دون أي إلزام قانوني وتقام برغبة أصحاب المؤسسة أو مجلس
اإلدارة ،ففي الشركات ذات المسؤولية المحدودة وذات الشخص الواحد يسعى أصحابها إلى
طلب االستعانة بخدمات المراجع الخارجي بهدف االطمئنان على صحة المعلومات المحاسبية
والمالية الناتجة عن نتائج األعمال والمركز المالي ،ويتم اتخاذ هذه المعلومات كأساس لتحديد
حقوق الشركاء وخاصة في حاالت التصفية أو انضمام شريك جديد.
7
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
إن المتتبع لتطور الرقابة يظهر األساس والتحليل والتفسير للتغيرات التي طرأت في سبيل تحقيق
هدف الرقابة ،ويظهر هذا التطور أن الوظيفة الرقابية وتحقيقها مرت في مراحل متعددة:1
كانت األحداث المالية تسجل في سجلين منفصلين بواسطة أشخاص مستقلين يتولى كل منهم التسجيل
لنفس العمليات مستقال عن اآلخر وهذا لغرض وجود سجلين يمكن تطابقهما ،وبالتالي يمنع التالعب
واالختالس ،فكأن الوظيفة الرقابية الداخلية كانت تتحقق داخليا وليس هناك من يراقب العمـل مـن خـارج
المشروع ،وبتطور النشاط التجاري وازدياد حجم االتصاالت الدولية نتيجة فتح آفاق جديدة عن طريق النقل
البحري واستعمار أماكن جديدة تطلب األمر محاسبة العائدين من قباطنة السفن والعائدين بالثروات من
الدنيا القديمة للقارة األوربية فتطلب األمر استخدام مراجعين لغرض محاسبة قباطنة السفن هذه ومنع اختالس
هذه الثروات فكأن الرقابة وجدت في هذا الوقت للتحقق من أمانة األشخاص الذين عهد إليهم المسؤوليات
المالية ،وفي ذلك الوقت لم يشار إلى أي نظام يتعلق برقابة داخلية أو نظام محاسبي ،فاألسلوب الذي كان
متبعا في المراجعة في ذلك الوقت هو تحقيق مفصل لكل عملية أو حدث مالي يتم.
اتسع استخدام الرقابة لتشمل النشاط الصناعي الذي ظهر بوجود الثورة الصناعية وظلت الرقابة تعنى
الكتشاف االختالسات والتالعب ،وازدادت أهمية ذلك بسبب انفصال الملكية لرأس المال عن اإلدارة ،وكانت
الرقابة المالية تتركز في فحص مفصل لألحداث المالية ،إال أن هناك تغيرات جوهرية في اتجاهات الرقابة
وأدواتها تتحقق في خالل هذه المرحلة حيث كان هناك اعتراف عام بضرورة وجود نظام محاسبي منتظم
لغرض الدقة في التقرير ومنع التالعب واالختالس ،والتغير اآلخر الهام كان القبول العام للحاجة على
استعراض مستقل للنواحي المالية سواء للمشروعات الكبيرة أو الصغيرة.
عبد الفتاح محمد الصحن ،سمير كامل ،الرقابة والمراجعة الداخلية ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2001 ،ص .9 1
8
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
كانت هناك تغيرات اقتصادية هامة أدت إلى ظهور المشروع الكبير الحجم وبروز شركات المساهمة
وانتقلت اإلدارة من أفراد إلى مهنيين وأصبح أصحاب رأس المال غائبون عن اإلدارة وبالتالي أنصب اهتمامهم
على المحافظة على رأس المال وظهرت مهنة المراجعة كرقابة خارجية محايدة واعتراف بالرقابة الداخلية
كنظام ضروري ألي تنظيم محاسي.
تعد الرقابة الداخلية ذات أهمية لتحقيق السير السليم والمحكم للمؤسسات االقتصادية ،كما أنها األساس
الذي يعتمد عليه في متابعة تنفيذ الخطط المرسومة التي تجسد سياستها من أجل الوصول إلى األهداف
التي تسعى إلى تحقيقها.
لقد تعددت التعاريف التي تناولت الرقابة الداخلية حيث يمكن تلخيصها في:
على حسب منظمة الخبراء المحاسبين والمحاسبين المعتمدين ( )OECCAالفرنسية" :الرقابة الداخلية
هو مجموعة من الضمانات التي تساعد على التحكم في المؤسسة من أجل تحقيق الهدف المتعلق بضمان
الحماية ،اإلبقاء على األصول ونوعية المعلومات وتطبيق تعليمات المديرية وتحسين النجاعة ،ويبرز ذلك
بالتنظيم ،وتطبيق طرق واجراءات نشاطات المؤسسة من أجل اإلبقاء على دوام العناصر السابقة".1
وقد عرفت لجنة طرائق التدقيق المنبثقة عن المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين ( )AICPAالرقابة
الداخلية على أنها "تشمل الخطة التنظيمية ووسائل التنسيق والمقاييس المتبعة في المشروع بهدف حماية
أصولها وضبط ومراجعة البيانات المحاسبية والتأكد من دقتها ومدى االعتماد عليها وزيادة الكفاية اإلنتاجية
وتشجيع العاملين على التمسك بالسياسات اإلدارية الموضوعة".2
محمد التهامي طواهر ،مسعود صديقي ،المراجعة وتدقيق الحسابات-اإلطار النظري والممارسة التطبيقية ،-ديوان 1
خالد أمين عبد اهلل ،علم تدقيق الحسابات-الناحية النظرية ،-دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،األردن،2004 ، 2
ص ص .229-225
9
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
وعرفت أيضا بـ "أنها جزء ال يتج أز من إدارة المؤسسة وتمثل صمام األمان في الدفاع عن أصول
وممتلكات المؤسسة وحمايتها من التالعب حيث تشمل هذه الرقابة الخطط والطرق واإلجراءات المستخدمة
لتحقيق األهداف وبالتالي تدعم اإلدارة المعتمدة على أسس األداء".1
-الرقابة تشجع اإلدارة على تحقيق األهداف والسبب في ذلك أن الرقابة يبرز فيها الوقوف
على تنفيذ الخطط وتقوم على كشف المشاكل والصعوبات المترتبة عليها ،وتقوم الرقابة في الوقت
المناسب إلى توجيه اإلدارة إلى ضرورة اتخاذ الق اررات المناسبة من أجل تفادي أي خطأ يقع عند
تنفيذ الخطط؛
-الرقابة تساهم في تغيير وتعديل الخطط والبرامج وذلك عن طريق النظر إلى ظروف
التشغيل الفعلي أو النظر إلى العوامل التي تؤثر بشكل مهم في تطبيق الخطط ،وتعديل الخطط
تكون عن طريق تحديد اإلجراءات الالزمة لوضع األمور في طريقها الصحيح قبل أن تكبر دائرة
االنحرافات بشكل ال يمكن بعده من تحقيق الخطط الموجودة؛
-الرقابة فيها ضمان لحسن سير العمل حيث الرقابة تضمن لنا نتائج سليمة في العمل ألنها
تضع األجهزة المسؤولة على مدى ما حققته الوحدات االقتصادية أو قطاعات النوعية من أهداف
اقتصادية وصناعية وذلك كله عن طريق الرقابة الداخلية أو الخارجية معا؛
1عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان ،التدقيق والرقابة الداخلية في بيئة تكنولوجيا المعلومات ،الطبعة األولى ،دار الراية ،األردن،
،2009ص .46
حمزة يحيات ،فوزية لعرابة ،دور المراجعة الداخلية في تقييم أداء الرقابة الداخلية في المؤسسة االقتصادية ،دراسة حالة 2
المركب الصناعي التجاري الحضنة-المسيلة ،-مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي ،تخصص :تدقيق ومراقبة التسيير،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،2017/2016ص ص -13
.14
10
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
-الرقابة تحقق العدالة حيث العدالة المرجوة من الرقابة تكمن في معرفة المقصرين من
العاملين وتشجيع للعمال الذين يبذلون الجهد لرفع مستوى الخطط التي وضعتها اإلدارة ،والرقابة
إذا تمت من قبل األجهزة المسؤولة فإن ذلك يوفر لنا إنتاجية سريعة بكلفة قليلة؛
-الرقابة تنير الطريق أمام اإلدارة في معرفة مستوى العمل ،ألنها تقوم بتزويد المديرين من
الموارد البشرية والموارد المادية الذي يمكن المدير من متابعة العمال سواء كان ذلك أسبوعيا أو
شهريا؛
-التنسيق بين المجموعة الواحدة والذي يقوم على تحقيق أقصى نتائج سليمة وتنفيذ للخطط
بشكل سليم وسريع وكشف مواطن الضياع بطريقة سريعة وذلك من خالل التنسيق الذي يتم عن
طريق الرقابة؛
الفرع الثاني :أهداف الرقابة الداخلية
للرقابة الداخلية العديد من األهداف ،بحيث أن كل هدف يسعى إلى خدمة المؤسسة ومساعدتها
بالشكل الذي يمكنها من تحقيق األهداف العامة والمسطرة ،وقد تطورت هذه األهداف بتطور مفهوم الرقابة
وأصبحت أوعى وأشمل مما كانت عليه في السابق وتتمثل في:1
عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان ،مرجع سابق ،ص ص .45-47 1
11
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
نتيجة اختالف الزاوية التي ينظر منها إلى الرقابة الداخلية والتي تنقسم هذه األخيرة إلى ثالثة أنواع:
وتتمثل في الخطة التنظيمية وكل الطرق واإلجراءات التي تختص أساسا بالكفاية اإلنتاجية وااللتزام
بالسياسات اإلدارية الموضوعة ،وهذه اإلجراءات عادة ترتبط بطريقة غير مباشرة بالنواحي المالية والسجالت
المحاسبية ،ومن بين ما تشمل عليه هذه الرقابة دراسات الزمن والحركة ،واستخدام طرق التحليل اإلحصائي
واعداد برنامج تدريب العاملين ومراقبة الجودة.1
وتشمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى اختبار البيانات المحاسبية
المثبتة في الدفاتر والحسابات ودرجة االعتماد عليها ،ويضم هذا النوع وسائل متعددة منها على سبيل
المثال :إتباع نظام القيد المزدوج ،إتباع نظام المصادقات ،واعتماد قيود التسوية من موظف مسؤول ،ووجود
نظام مستندي سليم ،واتباع نظام التدقيق الداخلي ،وفصل الواجبات الخاصة بموظف الحسابات عن الواجبات
المتعلقة باإلنتاج والتخزين.2
ويشمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى حماية أصول المشروع من
االختالس والضياع أو سوء االستعمال ،ويعتمد الضبط الداخلي في سبيل تحقيق أهدافه على تقسيم العمل
مع المراقبة الذاتية حيث يخضع عمل كل موظف لمراجعة موظف آخر يشاركه تنفيذ العملية ،كما يعتمد
على تحديد االختصاصات والسلطات والمسؤوليات.3
أحمد قايد نور الدين ،التدقيق المحاسبي وفقا للمعايير الدولية ،الطبعة األولى ،دار الجنان ،األردن ،2012 ،ص .20 1
2خالد أمين عبد اهلل ،علم تدقيق الحسابات-الناحية النظرية والعملية ،-دار وائل للنشر والتوزيع ،الطبعة الرابعة ،األردن،
،2007ص .165
12
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
إن وجود نظام قوي للرقابة الداخلية يعتمد على كل من النموذج المحاسبي واإلداري الفعال الذي
يسمح بتوليد معلومات تعبر بصدق عن الوضعية الحقيقة للمؤسسة من جهة ،ويمكنها من تحقيق األهداف
المسطرة من جهة أخرى ،وتتمثل مقومات الرقابة الداخلية في المقومات اإلدارية والمقومات المحاسبية:
للرقابة الداخلية مجموعة من المقومات اإلدارية يجب توفرها لضمان الكفاءة العالية وتتمثل في:1
تختلف الخطة التنظيمية من مؤسسة إلى أخرى ،فكل مؤسسة يجب أن يكون لها هيكل تنظيمي
يتالءم مع األهداف المسطرة من قبله ،كما يجب على هذه األخيرة أن تتميز بالبساطة والوضوح حتى يسهل
فهمها.
-2كفاءة األفراد
إن فعالية الرقابة الداخلية لتحقيق أهدافها ال تقتصر فقط على تنظيم محاسبي سليم وتنظيم إداري
مالئم ،ولكن يجب أن توفر المؤسسة مجموعة من الموظفين ورؤساء اإلدارات العاملين بالمؤسسة من ذوي
الدرجات العالية في الكفاءة.
تؤثر سالمة الواجبات والوظائف في كل قسم بدرجة كبيرة على فعالية الرقابة الداخلية وعلى كفاءة
العمليات الناتجة عن هذا األداء فتمدنا اإلجراءات الموضوعة بالخطوات التي يتم بمقتضاها اعتماد العمليات
وتسجيلها والمحافظة على أصولها ،كما يجب أن تمدنا مستويات األداء بالوسائل التي تضمن دقة اتخاذ
الق اررات والتسجيل ،كما أن كفاءة العاملين بالمؤسسة ال يعني التخلي عن توافر معايير لقياس أداء هؤالء
1محمد على محمد الجابري ،تقييم دور المدقق الداخلي في تحسين الرقابة الداخلية لنظم المعلومات المحاسبية في شركات
التأمين العاملة في اليمن-دراسة ميدانية ،-دراسة استكمال الحصول على الماجستير في المحاسبة ،األكاديمية العربية
للعلوم المالية والمصرفية -صنعاء ،-اليمن ،2014 ،ص .32
13
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
العاملين ،لمحاولة المقارنة بين األداء المخطط مع األداء الفعلي وتحديد االنحرافات واإلجراءات الواجب
اتخاذها لتصحيح هذه االنحرافات.
يعتبر وجود مجموعة من السياسات واإلجراءات لحماية األصول بقصد توفير الحماية الكاملة له أو
منع تسربها أو اختالسه أو لضمان صحة البيانات للتقارير المالية والمحاسبية لذلك تعتبر من الدعامات
الرئيسية للرقابة الداخلية من حيث جانبها اإلداري.
من متطلبات الرقابة الداخلية الجيد وجود قسم كتنظيم إداري داخل المؤسسة يطلق عليه قسم (التدقيق
الداخلي).
باإلضافة إلى المقومات اإلدارية تقوم الرقابة الداخلية الفعالة على مجموعة من الدعائم والمقومات
المحاسبية والمالية ،تتمثل في:
يعتبر وجود نظام محاسبي سليم يضمن لإلدارة تحقيق الضبط المحاسبي من أبرز مقومات الرقابة
الداخلية المحاسبية ،ويعتمد هذا النظام على مجموعة من السياسات هي:1
وهي تختلف حسب اختالف طبيعة المؤسسات وأنشطتها ،ويجب أن تكون هذه المجموعة الدفترية
متكاملة ومراعية للنواحي القانونية والشكلية.
بالل برابح ،تقييم دور المراجع الداخلي في تحسين الرقابة الداخلية في المؤسسات االقتصادية ،مذكرة مقدمة ضمن 1
متطلبات نيل شهادة الماجستير ،تخصص :محاسبة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أمحمد بوقرة،
بومرداس ،الجزائر ،2012/2014ص .20
14
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
يتطلب التحقيق الجيد للرقابة الداخلية وجود دورة مستندية على درجة عالية من الكفاءة طالما تمثل
المصدر األساسي للقيد وأدلة اإلثبات ،وبالتالي عند تصميم المستندات يجب مراعاة النواحي القانونية
والشكلية.
يعني وجود أساس سليم لتقديم بيانات إجمالية لها أهميتها في مجال التحليل والمقارنة الالزمة ألغراض
الرقابة ،حيث يتم تقسيم هذه البيانات إلى مجموعة من الحسابات الرئيسية تتفرع منها حسابات فرعية.
أصبحت العناصر اآللية المستعملة ضمن عناصر النظام المحاسبي داخل الوحدات االقتصادية من
العناصر الهامة في ضبط وانجاز األعمال ،وتزايد أهمية استخدام الحاسوب في إنجاز العديد من العمليات
خالل الدورة المحاسبية وتحليل البيانات والمعلومات سواء بغرض إعدادها أو اإلفصاح عنها.1
معظم األصول التي تملكها المؤسسة تتميز بالوجود المادي ،وبالتالي يمكن القيام بعملية الجرد الفعلي
لهذه األصول مثل النقدية التي بحوزة المؤسسة ،ومعظم االستثمارات من آالت ،سيارات ،أراضي ،مباني،
أثاث ،فعملية الجرد هذه تسمح بعملية الرقابة عن طريق مقارنة ما هو مسجل في السجالت المحاسبية مع
ما هو موجود فعال.
-4الموازنات التخطيطية
يتمثل الدور الرقابي للموازنات في إجراء المقارنة بين األهداف المخططة والنتائج الفعلية ،وبيان
أسباب االنحرافات لمحاولة تفاديه أو تتطلب عملية الرقابة باستخدام الموازنات ،تحديدا دقيقا لتنظيم أهدافه
ووظائفه ،كذلك تحديد خطوط السلطة والمسؤولية ووجود نظام محاسبي سليم ،ووضع معايير عملية دقيقة.2
15
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
التكاليف المعيارية هي تكاليف محددة مسبقا لما يجب أن تكون عليه تكلفة وحدة المنتج خالل الفترة
المقبلة ،ويتم تحديدها عادة باستخدام األساليب العلمية ،وتهدف إلى مساعدة اإلدارة في أغراض التخطيط
والرقابة واتخاذ الق اررات ،وتمكنها من الكشف عن عناصر عدم الكفاءة الموجودة في التكاليف الفعلية ثم
القيام بعملية تحليلها .ونظام التكاليف على أساس األنشطة يسمح للمؤسسة بتحديد التكلفة الفعلية المرتبطة
بالخدمات وذلك بناء على الموارد المستهلكة من قبل األنشطة التي تم القيام بها إلنجاز هذه الخدمات وهو
أداة تستخدمها اإلدارة لترشيد ق ارراتها فيما يخص التخطيط والرقابة.1
16
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
المراجعة المالية والرقابة الداخلية هما مفاهيم مختلفة في مجال إدارة األعمال والمحاسبة ،وترتبط كل
منهما بجوانب مختلفة من ضمان الشفافية والكفاءة في العمليات المالية للشركات .إليك الفرق بينهما:
الرقابة الداخلية :تهدف إلى ضمان كفاءة وفعالية العمليات ،وحماية األصول ،ودقة التقارير
المالية ،واالمتثال للقوانين واللوائح.
المراجعة المالية :تهدف إلى تقييم صحة ودقة القوائم المالية ،واصدار رأي مستقل حول مدى
انعكاسها للواقع المالي للمنشأة.
الجهة المسؤولة:
التوقيت:
الرقابة الداخلية :عملية مستمرة تُجرى بشكل منتظم على مدار العام.
المراجعة المالية :عملية دورية تُجرى بشكل سنوي أو شبه سنوي .
التركيز:
النتائج:
الرقابة الداخلية :تُساعد في تحسين كفاءة وفعالية العمليات ،وحماية األصول ،وضمان االمتثال
للقوانين واللوائح.
المراجعة المالية :تُساعد في التأكد من صحة ودقة القوائم المالية ،واصدار رأي مستقل حول مدى
انعكاسها للواقع المالي للمنشأة.
17
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
كما أن الرقابة الداخلية عملية وقائية تهدف إلى منع حدوث األخطاء واالحتيالفي حين المراجعة
المالية عملية تقييمية تهدف إلى التأكد من صحة ودقة المعلومات المالية.
oتقييم المخاطر :تقييم المخاطر التي قد تؤثر على صحة ودقة القوائم المالية.
oإصدار تقرير المراجعة :إصدار رأي مستقل حول مدى صحة ودقة القوائم المالية.
وعليه باختصار يمكن القول أن :
الهدف :المراجعة المالية تهدف إلى التحقق من صحة ودقة البيانات المالية التي يقدمها التقرير
المالي للشركة.
المراجع :يقوم مراجع خارجي مستقل (شركة مراجعة) بفحص السجالت المالية والتقارير المالية
للتأكد من توفر المعلومات الصحيحة والموثوقة.
18
نظام الرقابة الداخلية المبحث الثاني:
التركيز :يركز على التحقق من مطابقة السجالت المالية للقوانين والمعايير المحاسبية ،وتقديم
تقييم مستقل للوضع المالي للشركة.
الهدف :الرقابة الداخلية تهدف إلى توفير ضوابط واجراءات داخلية تساعد في تحقيق أهداف
الشركة ،وتقليل مخاطر الخطأ واالحتيال.
المراقبين :يتم تنفيذها من قبل إدارة الشركة نفسها ،حيث يكون الهدف هو تحسين كفاءة العمليات
الداخلية وضمان توجيه النشاطات نحو تحقيق األهداف المحددة.
التركيز :يركز على وضع الضوابط الداخلية للتأكد من تنظيم وفعالية العمليات ،والتحقق من
توجيه النشاطات بطريقة تدعم التحقيق في األهداف المالية والتنظيمية للشركة.
وعليه يمكن القول إن المراجعة المالية تركز على التحقق من دقة المعلومات المالية ،بينما الرقابة
الداخلية تركز على وضع وتنفيذ الضوابط الداخلية لضمان كفاءة العمليات وتحقيق األهداف.
19
خاتمة:
خاتمة:
في الختام ،يمكن التأكيد على أهمية فهم الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية في سياق إدارة
األعمال والتحقق من صحة العمليات المالية والتقارير .على الرغم من أنهما يشتركان في تحقيق أهداف
مشتركة لتعزيز النزاهة والشفافية ،يتم تحديد كل منهما بوظائف وأهداف محددة.
من ناحية أخرى ،تركز الرقابة الداخلية على تنفيذ اإلجراءات والتدابير التي تساهم في تحقيق أهداف
المؤسسة وضمان كفاءة وفعالية العمليات .تتضمن الرقابة الداخلية تقدير وتحسين العمليات الداخلية
ومراقبتها ،والتأكيد على االمتثال للسياسات واإلجراءات المحددة.
في النهايةُ ،ي َعد فهم الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية ذا أهمية خاصة لضمان تحقيق
التوازن الصحيح بين التحكم الداخلي واإلفصاح المالي الشامل .تعتبر كل من المراجعة المالية والرقابة
الداخلية أدوات أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة وضمان استم ارريتها وشفافيتها المالية.
20
قائمة المراجع:
قائمة المراجع:
-عبد الفتاح محمد الصحن ،سمير كامل ،الرقابة والمراجعة الداخلية ،دار الجامعة
الجديدة ،مصر2001 ،
-محمد التهامي طواهر ،مسعود صديقي ،المراجعة وتدقيق الحسابات-اإلطار
النظري والممارسة التطبيقية ،-ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية،
الجزائر2002 ،
-خالد أمين عبد اهلل ،علم تدقيق الحسابات-الناحية النظرية ،-دار وائل للنشر
والتوزيع ،الطبعة الثانية ،األردن ،2002 ،ص ص .222-222
عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان ،التدقيق والرقابة الداخلية في بيئة تكنولوجيا 1
-
المعلومات ،الطبعة األولى ،دار الراية ،األردن2002 ،
-حمزة يحيات ،فوزية لعرابة ،دور المراجعة الداخلية في تقييم أداء الرقابة الداخلية
في المؤسسة االقتصادية ،دراسة حالة المركب الصناعي التجاري الحضنة-
المسيلة ،-مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي ،تخصص :تدقيق ومراقبة
التسيير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف،
المسيلة ،الجزائر 2017/2016
-أحمد قايد نور الدين ،التدقيق المحاسبي وفقا للمعايير الدولية ،الطبعة األولى،
دار الجنان ،األردن2012 ،
-خالد أمين عبد اهلل ،علم تدقيق الحسابات-الناحية النظرية والعملية ،-دار وائل
للنشر والتوزيع ،الطبعة الرابعة ،األردن2007 ،
21