You are on page 1of 23

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫الفرق بين املراجعة املالية والرقابة الداخلية‬

‫املجموعة ‪06 :‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫الفوج‪57 :‬‬ ‫‪ ‬أيمن زعيط‬
‫تحت إشراف ألاستاذة‪:‬‬ ‫‪ ‬خرايش ي سعيد عبدهللا‬
‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2320-2323:‬‬
‫خطة البحث‬

‫أ‬ ‫مقدمة‪......................................................… :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المراجعة المالية‬


‫‪2‬‬ ‫‪‬المطلب األول‪:‬مفهوم المراجعة المالية ‪..............................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪‬المطلب الثاني‪ :‬أهمية واهداف المراجعة المالية‪.................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪‬المطلب الثالث‪ :‬انواع ومعايير المراجعة المالية ‪................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظام الرقابة الداخلية‬
‫‪7‬‬ ‫‪‬المطلب األول‪ :‬نشأة الرقابة الداخلية ومفهومها ‪................................‬‬
‫‪9‬‬
‫‪‬المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف الرقابة الداخلية‪....................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪‬المطلب الثالث‪ :‬انواع ومقومات نظام الرقابة الداخلية‪............................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪‬المطلب الرابع‪ :‬الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية‪....................‬‬
‫‪19‬‬ ‫خاتمة‪................................................ :‬‬
‫‪20‬‬ ‫قائمة المراجع‪..............................................:‬‬

‫‪II‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫خارجيا يتمثل في فحص وتقييم السجالت المالية والقوائم‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫تعد المراجعة المالية نشا ً‬
‫المالية للمؤسسة‪ .‬يهدف المراجع في هذا السياق إلى تقديم رأي مستقل حول صحة ودقة‬
‫البيانات المالية‪ .‬يعتمد المراجع على استناد العمليات واإلجراءات الداخلية‪ ،‬ولكنه ُيظهر تركي ًاز‬
‫أكبر على تقييم القوائم المالية النهائية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تستهدف الرقابة الداخلية العمليات واألنظمة الداخلية في المؤسسة‪.‬‬
‫تشمل هذه العمليات تصميم وتنفيذ سياسات واجراءات تسهم في تحقيق أهداف المؤسسة بشكل‬
‫فعال‪ .‬يتناول دور الرقابة الداخلية مجموعة واسعة من الجوانب‪ ،‬بما في ذلك تقييم كفاءة‬
‫العمليات والتحكم في المخاطر واالمتثال للسياسات‪.‬‬

‫مع تزايد تعقيد البيئة التجارية والضغوط التشريعية‪ ،‬يزداد أهمية فهم الفرق بين المراجعة‬
‫المالية والرقابة الداخلية‪ .‬إن التفاعل السليم بين هاتين الجوانب يسهم في تحقيق التوازن المثلى‬
‫بين الرقابة والشفافية المالية‪ ،‬مما يسهم في استدامة األعمال وثقة األطراف المعنية‪.‬‬

‫وعليه المراجعة المالية والرقابة الداخلية هما جانبان هامان في إدارة المؤسسات‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من أن كل منهما يسعى لضمان سالمة ونزاهة العمليات المالية‪ ،‬إال أن لكل منهما دوره‬
‫الفريد وأهدافه الخاصة‪.‬‬

‫فما هو الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية‪.‬‬

‫أ‬
‫ب‬
‫ماهية المراجعة المالية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المراجعة المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المراجعة المالية‬

‫تعددت تعاريف المراجعة المالية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المراجعة المالية هي عملية فحص انتقادي تهدف إلى تقييم السجالت المالية والتحقق‬
‫من دقتها وموثوقيتها‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة تتم بواسطة مراجع مالي أو شركة مراجعة خارجية مستقلة‪.‬‬

‫المراجعة المالية هي عملية تقييم وفحص للحسابات والسجالت المالية للكيان أو الشركة‪،‬‬
‫بهدف التأكد من دقة وصدق البيانات المالية التي تم تقديمها‪ .‬يتم تنفيذ المراجعة المالية بواسطة‬
‫مراجع مالي أو شركة مراجعة مالية خارجية مستقلة‪.‬‬

‫تعرف الم ارجعة بأنها عملية فحص انتقادي وتدقيق المعلومات المقدمة من الشركة‬
‫للتأكد من صحتها والحكم على الشركات واألنظمة القائمة التي أنتجت تلك المعلومات‪،‬‬
‫وتحديد مدى التنسيق بين التأكيدات والمعايير الموضوعة وتوصيل نتائجها لألطراف‬
‫المستخدمة لهذه المعلومات‪.‬‬

‫وتشمل عملية المراجعة المالية عادةً تقييم نظام واجراءات السيطرة الداخلية في الشركة‬
‫للتأكد من توفير ضمانات كافية للحفاظ على دقة وصحة السجالت المالية‪ .‬بجانب إجراء‬
‫عمليات تدقيق وفحص موجزات الحسابات إذ يتم تدقيق مجموعات معينة من الحسابات‬
‫ومقارنتها بالبيانات المالية للتأكد من دقتها‪.‬‬

‫تماما عن الشركة التي‬


‫شخصا أو مكتب مراجعة حسابات مستقل ً‬
‫ً‬ ‫يعد المراجع المالي‬
‫يدا من الثقة للمستخدمين الخارجيين (مثل‬
‫تتم مراجعتها‪ .‬وتقدم أنواع المراجعة المالية مز ً‬
‫المستثمرين أو الجهات التنظيمية) بشأن دقة البيانات المالية التي تم نشرها من قبل الشركة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ماهية المراجعة المالية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬أهمية واهداف المراجعة المالية‪.‬‬


‫أهمية المراجعة المالية‬ ‫‪‬‬

‫لقد تطورت المراجعات المالية بتطور المؤسسات‪ ،‬مما يدل على أهميتها فهي تعد‬
‫هاما للمستثمرين ورواد األعمال الذين يهتمون باستخدام المعلومات والبيانات والقوائم‬
‫مصدر ً‬
‫ًا‬
‫المالية التخاذ الق اررات االستثمارية والتأكد من الوضع المالي للمؤسسة أو الشركة ومن هنا‬
‫تكمن أهمية المراجعة لعديد من الجهات واألطراف وعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ‬مدراء الشركة ‪:‬يتجه مدراء الشركات والمؤسسات للتأكد من تحقيق األهداف والتحقق‬
‫من مدى شفافية ومصداقية المعلومات والبيانات المحققة من تمام المتابعة والمراجعة الدورية‬
‫والتي يتم أخذها كقاعدة التخاذ ق اررات التيسير ووسيلة الثبات مدى نجاح إدارة المشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬المستثمرون ورواد األعمال ‪:‬للتأكد من قدرة تسيير المسؤولين واالستخدام األمثل‬
‫ألموال المستثمرين قبل االلتزام بقرارت حديثة والكشف عن األخطاء ومنع الغش واالحتيال‬
‫والحد من انتشاره والتأكد من عدم انتهاك عقد الشركة األساسي وقانون الشركات‪ ،‬كما تعد‬
‫ضمان أساسي لطلب القروض في حاالت العسر المالي أو قرار اإلفالس أو في حاالت‬
‫استثمار إضافية‪.‬‬
‫‪ ‬البنوك ‪:‬تحرص البنوك على فحص وتحليل المركز المالي للشركات والمؤسسات‬
‫ونتيجة أعمال مشروعاتهم قبل الموافقة على منح القروض‪ ،‬وذلك لضمان قدرة هذه المشاريع‬
‫على سداد تلك القروض مع فوائدها في المواعيد المحددة‪.‬‬
‫‪ ‬الهيئات الحكومية ‪:‬تؤسس هيئات الدولة سياستها المتعلقة بالتخطيط والمراقبة‬
‫الضريبية على قاعدة التقرير المعد من طرف المراجع أو مكتب مراجعة حسابات وذلك‬
‫لحماية المؤسسات وخاصة العمومية منها بتوفير نظام رقابة داخلية سليم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ماهية المراجعة المالية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫‪ ‬إدارة الضرائب ‪:‬تقوم هيئة الضرائب بتنفيذ قوانين الضرائب التي تم وضعها من قبل‬
‫المجلس التشريعي بالدولة ويتم ذلك وفق نوعية المعلومات والبيانات المالية للشركة ومدى‬
‫فعالية النظام المعلوماتي ثم الوصول لرأي فني محايد عن مدى دقة القوائم المالية للوضع‬
‫المالي للشركة في نهاية فترة زمنية محددة وتصور نتائج أعمال المشاريع في حالة الربح‬
‫والخسارة خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫أهداف المراجعة المالية‬

‫التأكد من ضمان دقة وصحة البيانات المالية والقوائم المالية ومدى االعتماد عليها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رصد حاالت الغش واألخطاء في الدفاتر والسجالت المحاسبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التحقق من وجود نظام ف ّعال للرقابة الداخلية لتقليل فرص حدوث أخطاء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مساعدة اإلدارة في وضع السياسات المالئمة واتخاذ الق اررات اإلدارية الصائبة وتقديم‬ ‫‪‬‬

‫بناء على نتائج المراجعة لتحسين العمليات واألداء المالي‪.‬‬


‫توصيات ً‬
‫مساعدة الدوائر المالية في تحديد األوعية وااللتزامات الضريبية والمبالغ المستحقة‬ ‫‪‬‬

‫للسداد‪.‬‬
‫تقييم األداء وفعالية الخطط والسياسات المالية ورصد أداء الشركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬انواع المراجعة المالية‬


‫رغم تعدد أنواع المراجعة المالية‪ ،‬فهذا ال يؤثر على جوهرها ومهمتها الرئيسية ويمكن‬
‫آن و ٍ‬
‫احد إلجراء المراجعة‪ .‬ويتم تقسيم أنواع المراجعة المالية حسب‬ ‫استخدام أكثر من أسلوب في ٍ‬
‫معايير وزوايا مختلفة‪ ،‬بالنسبة للجهة المسؤولة عن عملية المراجعة المالية فتنقسم إلى نوعين‬
‫أساسيين وهما‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية المراجعة المالية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫المراجعة الداخلية‬
‫معينا من داخل الشركة لفحص وتقييم مختلف‬
‫شخصا أو فريقًا ً‬
‫ً‬ ‫وهي نشاط مستقل يقوم به‬
‫األعمال المالية والمحاسبية والتشغيلية وتقييم مدى مستوى اإلدارات داخل الشركة باإلضافة‬
‫لكونها رقابة إدارية وجهة تقييمية ألداء المركز المالي للشركة ‪.‬‬
‫عمل المراجع الداخلي هو عمل مستمر باعتبار المراجعة الداخلية هي وحدة داخل‬
‫االشركة‪ .‬لذلك‪ ،‬تصبح المراجعة الداخلية الوسيلة التي من خاللها تتأكد اإلدارة من المعلومات‬
‫ذات األهمية واستغاللها لتحقيق نجاح الشركة‪ .‬ويعد الهدف الرئيسي من المراجعة الداخلية هو‬
‫تقييم وتحسين السيطرة الداخلية وعمليات األعمال في الشركات‪ ،‬وتقديم تقارير دورية لإلدارة‬
‫تحتوي على توصيات لتحسين اإلجراءات والتحكم الداخلي‪.‬‬
‫المراجعة المالية الخارجية‬
‫تماما عن المؤسسة وهو المراجع‬
‫يقوم بها مكتب مراجعة حسابات أو شخص مستقل ً‬
‫الخارجي‪ ،‬والذي تتمثل مهمته األساسية في التأكد من مدى صدق وانتظام القوائم المالية ومدى‬
‫تطابقها مع المعايير المحاسبية المعتمدة‪ ،‬واعداد تقرير يشير إلى مدى الثقة التي يمكن أن‬
‫محايدا عنها‪،‬‬
‫ً‬ ‫يعتمد عليها المستخدمون الخارجيون في البيانات المالية‪ .‬ليعطي في النهاية رًأيا‬
‫وعلى محافظي الحسابات أن يتوافر فيهم صفات االستقاللية والحيادية والحفاظ على سر‬
‫المهنة ‪.‬‬
‫إن المراجعة الداخلية والخارجية عمليتان متكاملتان‪ ،‬وتعتمد المراجعة الخارجية بشكل‬
‫أكبر على المراجعة الداخلية لذلك تؤثر مدى جودة ودقة المراجعة الداخلية ونظام الرقابة‬
‫الداخلية على سهولة أو صعوبة مهمة المراجع الخارجي‪ .‬وتعد المراجعة الخارجية خطوة مكملة‬
‫للمراجعة الداخلية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ماهية المراجعة المالية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬

‫أما من الناحية القانونية فتنقسم المراجعة المالية إلى مراجعة إلزامية أو اختيارية‪ ،‬حيث‬
‫يلزم القانون بعض الشركات كشركات المساهمة بإجراء المراجعة‪ ،‬وعدم إلزام البعض مثل‬
‫الشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات التضامن‪.‬‬
‫المراجعة اإللزامية‬
‫هي المراجعة التي يحتم القانون القيام بها‪ ،‬ويلزم المشرع بضرورة تعيين مراجع خارجي‬
‫أو مكتب مراجعة حسابات لمراجعة حساباته‪ ،‬واعتماد القوائم المالية الختامية‪ ،‬ومن ثم يترتب‬
‫من عدم القيام بتلك المراجعة وقوع المخالف تحت طائلة العقوبات المقررة‪.‬‬
‫المراجعة االختيارية‬
‫وهي المراجعة التي تتم دون أي إلزام قانوني وتقام برغبة أصحاب المؤسسة أو مجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬ففي الشركات ذات المسؤولية المحدودة وذات الشخص الواحد يسعى أصحابها إلى‬
‫طلب االستعانة بخدمات المراجع الخارجي بهدف االطمئنان على صحة المعلومات المحاسبية‬
‫والمالية الناتجة عن نتائج األعمال والمركز المالي‪ ،‬ويتم اتخاذ هذه المعلومات كأساس لتحديد‬
‫حقوق الشركاء وخاصة في حاالت التصفية أو انضمام شريك جديد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظام الرقابة الداخلية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم الرقابة الداخلية‬

‫أوال‪ :‬نشأة الرقابة الداخلية‬

‫إن المتتبع لتطور الرقابة يظهر األساس والتحليل والتفسير للتغيرات التي طرأت في سبيل تحقيق‬
‫هدف الرقابة‪ ،‬ويظهر هذا التطور أن الوظيفة الرقابية وتحقيقها مرت في مراحل متعددة‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬المرحلة األولى قبل سنة ‪ 0011‬ميالدية‪،‬‬

‫كانت األحداث المالية تسجل في سجلين منفصلين بواسطة أشخاص مستقلين يتولى كل منهم التسجيل‬
‫لنفس العمليات مستقال عن اآلخر وهذا لغرض وجود سجلين يمكن تطابقهما‪ ،‬وبالتالي يمنع التالعب‬
‫واالختالس‪ ،‬فكأن الوظيفة الرقابية الداخلية كانت تتحقق داخليا وليس هناك من يراقب العمـل مـن خـارج‬
‫المشروع‪ ،‬وبتطور النشاط التجاري وازدياد حجم االتصاالت الدولية نتيجة فتح آفاق جديدة عن طريق النقل‬
‫البحري واستعمار أماكن جديدة تطلب األمر محاسبة العائدين من قباطنة السفن والعائدين بالثروات من‬
‫الدنيا القديمة للقارة األوربية فتطلب األمر استخدام مراجعين لغرض محاسبة قباطنة السفن هذه ومنع اختالس‬
‫هذه الثروات فكأن الرقابة وجدت في هذا الوقت للتحقق من أمانة األشخاص الذين عهد إليهم المسؤوليات‬
‫المالية‪ ،‬وفي ذلك الوقت لم يشار إلى أي نظام يتعلق برقابة داخلية أو نظام محاسبي‪ ،‬فاألسلوب الذي كان‬
‫متبعا في المراجعة في ذلك الوقت هو تحقيق مفصل لكل عملية أو حدث مالي يتم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المرحلة الثانية من سنة ‪ 0011‬إلى سنة ‪،0501‬‬

‫اتسع استخدام الرقابة لتشمل النشاط الصناعي الذي ظهر بوجود الثورة الصناعية وظلت الرقابة تعنى‬
‫الكتشاف االختالسات والتالعب‪ ،‬وازدادت أهمية ذلك بسبب انفصال الملكية لرأس المال عن اإلدارة‪ ،‬وكانت‬
‫الرقابة المالية تتركز في فحص مفصل لألحداث المالية‪ ،‬إال أن هناك تغيرات جوهرية في اتجاهات الرقابة‬
‫وأدواتها تتحقق في خالل هذه المرحلة حيث كان هناك اعتراف عام بضرورة وجود نظام محاسبي منتظم‬
‫لغرض الدقة في التقرير ومنع التالعب واالختالس‪ ،‬والتغير اآلخر الهام كان القبول العام للحاجة على‬
‫استعراض مستقل للنواحي المالية سواء للمشروعات الكبيرة أو الصغيرة‪.‬‬

‫عبد الفتاح محمد الصحن‪ ،‬سمير كامل‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬المرحلة الثالثة الفترة ‪ 0501‬إلى ما بعد ذلك‪،‬‬

‫كانت هناك تغيرات اقتصادية هامة أدت إلى ظهور المشروع الكبير الحجم وبروز شركات المساهمة‬
‫وانتقلت اإلدارة من أفراد إلى مهنيين وأصبح أصحاب رأس المال غائبون عن اإلدارة وبالتالي أنصب اهتمامهم‬
‫على المحافظة على رأس المال وظهرت مهنة المراجعة كرقابة خارجية محايدة واعتراف بالرقابة الداخلية‬
‫كنظام ضروري ألي تنظيم محاسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم الرقابة الداخلية‬

‫تعد الرقابة الداخلية ذات أهمية لتحقيق السير السليم والمحكم للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬كما أنها األساس‬
‫الذي يعتمد عليه في متابعة تنفيذ الخطط المرسومة التي تجسد سياستها من أجل الوصول إلى األهداف‬
‫التي تسعى إلى تحقيقها‪.‬‬

‫لقد تعددت التعاريف التي تناولت الرقابة الداخلية حيث يمكن تلخيصها في‪:‬‬

‫على حسب منظمة الخبراء المحاسبين والمحاسبين المعتمدين (‪ )OECCA‬الفرنسية‪" :‬الرقابة الداخلية‬
‫هو مجموعة من الضمانات التي تساعد على التحكم في المؤسسة من أجل تحقيق الهدف المتعلق بضمان‬
‫الحماية‪ ،‬اإلبقاء على األصول ونوعية المعلومات وتطبيق تعليمات المديرية وتحسين النجاعة‪ ،‬ويبرز ذلك‬
‫بالتنظيم‪ ،‬وتطبيق طرق واجراءات نشاطات المؤسسة من أجل اإلبقاء على دوام العناصر السابقة"‪.1‬‬

‫وقد عرفت لجنة طرائق التدقيق المنبثقة عن المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين (‪ )AICPA‬الرقابة‬
‫الداخلية على أنها "تشمل الخطة التنظيمية ووسائل التنسيق والمقاييس المتبعة في المشروع بهدف حماية‬
‫أصولها وضبط ومراجعة البيانات المحاسبية والتأكد من دقتها ومدى االعتماد عليها وزيادة الكفاية اإلنتاجية‬
‫وتشجيع العاملين على التمسك بالسياسات اإلدارية الموضوعة"‪.2‬‬

‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات‪-‬اإلطار النظري والممارسة التطبيقية‪ ،-‬ديوان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.52‬‬

‫خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬الناحية النظرية‪ ،-‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،2004 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ص ‪.229-225‬‬

‫‪9‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫وعرفت أيضا بـ "أنها جزء ال يتج أز من إدارة المؤسسة وتمثل صمام األمان في الدفاع عن أصول‬
‫وممتلكات المؤسسة وحمايتها من التالعب حيث تشمل هذه الرقابة الخطط والطرق واإلجراءات المستخدمة‬
‫لتحقيق األهداف وبالتالي تدعم اإلدارة المعتمدة على أسس األداء"‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف الرقابة الداخلية‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية الرقابة الداخلية‬

‫تتلخص أهمية الرقابة الداخلية فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬الرقابة تشجع اإلدارة على تحقيق األهداف والسبب في ذلك أن الرقابة يبرز فيها الوقوف‬
‫على تنفيذ الخطط وتقوم على كشف المشاكل والصعوبات المترتبة عليها‪ ،‬وتقوم الرقابة في الوقت‬
‫المناسب إلى توجيه اإلدارة إلى ضرورة اتخاذ الق اررات المناسبة من أجل تفادي أي خطأ يقع عند‬
‫تنفيذ الخطط؛‬
‫‪ -‬الرقابة تساهم في تغيير وتعديل الخطط والبرامج وذلك عن طريق النظر إلى ظروف‬
‫التشغيل الفعلي أو النظر إلى العوامل التي تؤثر بشكل مهم في تطبيق الخطط‪ ،‬وتعديل الخطط‬
‫تكون عن طريق تحديد اإلجراءات الالزمة لوضع األمور في طريقها الصحيح قبل أن تكبر دائرة‬
‫االنحرافات بشكل ال يمكن بعده من تحقيق الخطط الموجودة؛‬
‫‪ -‬الرقابة فيها ضمان لحسن سير العمل حيث الرقابة تضمن لنا نتائج سليمة في العمل ألنها‬
‫تضع األجهزة المسؤولة على مدى ما حققته الوحدات االقتصادية أو قطاعات النوعية من أهداف‬
‫اقتصادية وصناعية وذلك كله عن طريق الرقابة الداخلية أو الخارجية معا؛‬

‫‪ 1‬عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان‪ ،‬التدقيق والرقابة الداخلية في بيئة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.46‬‬

‫حمزة يحيات‪ ،‬فوزية لعرابة‪ ،‬دور المراجعة الداخلية في تقييم أداء الرقابة الداخلية في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬دراسة حالة‬ ‫‪2‬‬

‫المركب الصناعي التجاري الحضنة‪-‬المسيلة‪ ،-‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي‪ ،‬تخصص‪ :‬تدقيق ومراقبة التسيير‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2017/2016‬ص ص ‪-13‬‬
‫‪.14‬‬

‫‪10‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة تحقق العدالة حيث العدالة المرجوة من الرقابة تكمن في معرفة المقصرين من‬
‫العاملين وتشجيع للعمال الذين يبذلون الجهد لرفع مستوى الخطط التي وضعتها اإلدارة‪ ،‬والرقابة‬
‫إذا تمت من قبل األجهزة المسؤولة فإن ذلك يوفر لنا إنتاجية سريعة بكلفة قليلة؛‬
‫‪ -‬الرقابة تنير الطريق أمام اإلدارة في معرفة مستوى العمل‪ ،‬ألنها تقوم بتزويد المديرين من‬
‫الموارد البشرية والموارد المادية الذي يمكن المدير من متابعة العمال سواء كان ذلك أسبوعيا أو‬
‫شهريا؛‬
‫‪ -‬التنسيق بين المجموعة الواحدة والذي يقوم على تحقيق أقصى نتائج سليمة وتنفيذ للخطط‬
‫بشكل سليم وسريع وكشف مواطن الضياع بطريقة سريعة وذلك من خالل التنسيق الذي يتم عن‬
‫طريق الرقابة؛‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف الرقابة الداخلية‬

‫للرقابة الداخلية العديد من األهداف‪ ،‬بحيث أن كل هدف يسعى إلى خدمة المؤسسة ومساعدتها‬
‫بالشكل الذي يمكنها من تحقيق األهداف العامة والمسطرة‪ ،‬وقد تطورت هذه األهداف بتطور مفهوم الرقابة‬
‫وأصبحت أوعى وأشمل مما كانت عليه في السابق وتتمثل في‪:1‬‬

‫‪ -‬تنظيم المشروع لتوضيح السلطات والمسؤوليات؛‬


‫‪ -‬تحقيق حماية أصول المشروع من االختالس والتالعب وسوء االستخدام؛‬
‫‪ -‬تأكيد دقة البيانات المحاسبية حيث يمكن االعتماد عليها في رسم السياسات والق اررات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬توفير مستوى معين من الكفاية االنتاجية؛‬
‫‪ -‬تحقيق المطابقة الدورية بين الموجودات المسجلة في الدفاتر وبين تلك التي تم جردها؛‬
‫‪ -‬تسجيل كافة العمليات بالسرعة المناسبة وبالقيم الصحيحة في الحسابات المناسبة وفي الفترة‬
‫المحاسبية التي تمت فيها هذه العمليات‪ ،‬حيث يسهل إعداد المعلومات المالية ضمن إطار‬
‫سياسات محاسبية معترف به أو بطريقة تسمح بتحديد المسؤولية المحاسبية للموجودات‪.‬‬

‫عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.45-47‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬انواع ومقومات نظام الرقابة الداخلية‬


‫الفرع األول‪ :‬أنواع الرقابة الداخلية‬

‫نتيجة اختالف الزاوية التي ينظر منها إلى الرقابة الداخلية والتي تنقسم هذه األخيرة إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫وتتمثل في الخطة التنظيمية وكل الطرق واإلجراءات التي تختص أساسا بالكفاية اإلنتاجية وااللتزام‬
‫بالسياسات اإلدارية الموضوعة‪ ،‬وهذه اإلجراءات عادة ترتبط بطريقة غير مباشرة بالنواحي المالية والسجالت‬
‫المحاسبية‪ ،‬ومن بين ما تشمل عليه هذه الرقابة دراسات الزمن والحركة‪ ،‬واستخدام طرق التحليل اإلحصائي‬
‫واعداد برنامج تدريب العاملين ومراقبة الجودة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة المحاسبية‬

‫وتشمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى اختبار البيانات المحاسبية‬
‫المثبتة في الدفاتر والحسابات ودرجة االعتماد عليها‪ ،‬ويضم هذا النوع وسائل متعددة منها على سبيل‬
‫المثال‪ :‬إتباع نظام القيد المزدوج‪ ،‬إتباع نظام المصادقات‪ ،‬واعتماد قيود التسوية من موظف مسؤول‪ ،‬ووجود‬
‫نظام مستندي سليم‪ ،‬واتباع نظام التدقيق الداخلي‪ ،‬وفصل الواجبات الخاصة بموظف الحسابات عن الواجبات‬
‫المتعلقة باإلنتاج والتخزين‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضبط الداخلي‬

‫ويشمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى حماية أصول المشروع من‬
‫االختالس والضياع أو سوء االستعمال‪ ،‬ويعتمد الضبط الداخلي في سبيل تحقيق أهدافه على تقسيم العمل‬
‫مع المراقبة الذاتية حيث يخضع عمل كل موظف لمراجعة موظف آخر يشاركه تنفيذ العملية‪ ،‬كما يعتمد‬
‫على تحديد االختصاصات والسلطات والمسؤوليات‪.3‬‬

‫أحمد قايد نور الدين‪ ،‬التدقيق المحاسبي وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجنان‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬الناحية النظرية والعملية‪ ،-‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.165‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقومات الرقابة الداخلية‬

‫إن وجود نظام قوي للرقابة الداخلية يعتمد على كل من النموذج المحاسبي واإلداري الفعال الذي‬
‫يسمح بتوليد معلومات تعبر بصدق عن الوضعية الحقيقة للمؤسسة من جهة‪ ،‬ويمكنها من تحقيق األهداف‬
‫المسطرة من جهة أخرى‪ ،‬وتتمثل مقومات الرقابة الداخلية في المقومات اإلدارية والمقومات المحاسبية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المقومات اإلدارية للرقابة الداخلية‬

‫للرقابة الداخلية مجموعة من المقومات اإلدارية يجب توفرها لضمان الكفاءة العالية وتتمثل في‪:1‬‬

‫‪ -0‬هيكل تنظيمي كفء‬

‫تختلف الخطة التنظيمية من مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬فكل مؤسسة يجب أن يكون لها هيكل تنظيمي‬
‫يتالءم مع األهداف المسطرة من قبله‪ ،‬كما يجب على هذه األخيرة أن تتميز بالبساطة والوضوح حتى يسهل‬
‫فهمها‪.‬‬

‫‪ -2‬كفاءة األفراد‬

‫إن فعالية الرقابة الداخلية لتحقيق أهدافها ال تقتصر فقط على تنظيم محاسبي سليم وتنظيم إداري‬
‫مالئم‪ ،‬ولكن يجب أن توفر المؤسسة مجموعة من الموظفين ورؤساء اإلدارات العاملين بالمؤسسة من ذوي‬
‫الدرجات العالية في الكفاءة‪.‬‬

‫‪ -3‬مستويات ومعايير أداء سليمة‬

‫تؤثر سالمة الواجبات والوظائف في كل قسم بدرجة كبيرة على فعالية الرقابة الداخلية وعلى كفاءة‬
‫العمليات الناتجة عن هذا األداء فتمدنا اإلجراءات الموضوعة بالخطوات التي يتم بمقتضاها اعتماد العمليات‬
‫وتسجيلها والمحافظة على أصولها‪ ،‬كما يجب أن تمدنا مستويات األداء بالوسائل التي تضمن دقة اتخاذ‬
‫الق اررات والتسجيل‪ ،‬كما أن كفاءة العاملين بالمؤسسة ال يعني التخلي عن توافر معايير لقياس أداء هؤالء‬

‫‪ 1‬محمد على محمد الجابري‪ ،‬تقييم دور المدقق الداخلي في تحسين الرقابة الداخلية لنظم المعلومات المحاسبية في شركات‬
‫التأمين العاملة في اليمن‪-‬دراسة ميدانية‪ ،-‬دراسة استكمال الحصول على الماجستير في المحاسبة‪ ،‬األكاديمية العربية‬
‫للعلوم المالية والمصرفية ‪-‬صنعاء‪ ،-‬اليمن‪ ،2014 ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪13‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫العاملين‪ ،‬لمحاولة المقارنة بين األداء المخطط مع األداء الفعلي وتحديد االنحرافات واإلجراءات الواجب‬
‫اتخاذها لتصحيح هذه االنحرافات‪.‬‬

‫‪ -4‬سياسات واجراءات لحماية األصول‬

‫يعتبر وجود مجموعة من السياسات واإلجراءات لحماية األصول بقصد توفير الحماية الكاملة له أو‬
‫منع تسربها أو اختالسه أو لضمان صحة البيانات للتقارير المالية والمحاسبية لذلك تعتبر من الدعامات‬
‫الرئيسية للرقابة الداخلية من حيث جانبها اإلداري‪.‬‬

‫‪ -0‬قسم التدقيق الداخلي‬

‫من متطلبات الرقابة الداخلية الجيد وجود قسم كتنظيم إداري داخل المؤسسة يطلق عليه قسم (التدقيق‬
‫الداخلي)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقومات المحاسبية للرقابة الداخلية‬

‫باإلضافة إلى المقومات اإلدارية تقوم الرقابة الداخلية الفعالة على مجموعة من الدعائم والمقومات‬
‫المحاسبية والمالية‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -0‬نظام محاسبي سليم‬

‫يعتبر وجود نظام محاسبي سليم يضمن لإلدارة تحقيق الضبط المحاسبي من أبرز مقومات الرقابة‬
‫الداخلية المحاسبية‪ ،‬ويعتمد هذا النظام على مجموعة من السياسات هي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬المجموعة الدفترية‬

‫وهي تختلف حسب اختالف طبيعة المؤسسات وأنشطتها‪ ،‬ويجب أن تكون هذه المجموعة الدفترية‬
‫متكاملة ومراعية للنواحي القانونية والشكلية‪.‬‬

‫بالل برابح‪ ،‬تقييم دور المراجع الداخلي في تحسين الرقابة الداخلية في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬ ‫‪1‬‬

‫متطلبات نيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص‪ :‬محاسبة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر ‪ ،2012/2014‬ص ‪.20‬‬

‫‪14‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدورة المستندية‬

‫يتطلب التحقيق الجيد للرقابة الداخلية وجود دورة مستندية على درجة عالية من الكفاءة طالما تمثل‬
‫المصدر األساسي للقيد وأدلة اإلثبات‪ ،‬وبالتالي عند تصميم المستندات يجب مراعاة النواحي القانونية‬
‫والشكلية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدليل المحاسبي‬

‫يعني وجود أساس سليم لتقديم بيانات إجمالية لها أهميتها في مجال التحليل والمقارنة الالزمة ألغراض‬
‫الرقابة‪ ،‬حيث يتم تقسيم هذه البيانات إلى مجموعة من الحسابات الرئيسية تتفرع منها حسابات فرعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الوسائل اآللية االلكترونية المستعملة‬

‫أصبحت العناصر اآللية المستعملة ضمن عناصر النظام المحاسبي داخل الوحدات االقتصادية من‬
‫العناصر الهامة في ضبط وانجاز األعمال‪ ،‬وتزايد أهمية استخدام الحاسوب في إنجاز العديد من العمليات‬
‫خالل الدورة المحاسبية وتحليل البيانات والمعلومات سواء بغرض إعدادها أو اإلفصاح عنها‪.1‬‬

‫‪ -3‬الجرد الفعلي لألصول‬

‫معظم األصول التي تملكها المؤسسة تتميز بالوجود المادي‪ ،‬وبالتالي يمكن القيام بعملية الجرد الفعلي‬
‫لهذه األصول مثل النقدية التي بحوزة المؤسسة‪ ،‬ومعظم االستثمارات من آالت‪ ،‬سيارات‪ ،‬أراضي‪ ،‬مباني‪،‬‬
‫أثاث‪ ،‬فعملية الجرد هذه تسمح بعملية الرقابة عن طريق مقارنة ما هو مسجل في السجالت المحاسبية مع‬
‫ما هو موجود فعال‪.‬‬

‫‪ -4‬الموازنات التخطيطية‬

‫يتمثل الدور الرقابي للموازنات في إجراء المقارنة بين األهداف المخططة والنتائج الفعلية‪ ،‬وبيان‬
‫أسباب االنحرافات لمحاولة تفاديه أو تتطلب عملية الرقابة باستخدام الموازنات‪ ،‬تحديدا دقيقا لتنظيم أهدافه‬
‫ووظائفه‪ ،‬كذلك تحديد خطوط السلطة والمسؤولية ووجود نظام محاسبي سليم‪ ،‬ووضع معايير عملية دقيقة‪.2‬‬

‫حمزة يحيات‪ ،‬فوزية العرابة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي محمد الجابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫‪-0‬ق نظام التكاليف المعيارية ونظام التكاليف على أساس األنشطة‬

‫التكاليف المعيارية هي تكاليف محددة مسبقا لما يجب أن تكون عليه تكلفة وحدة المنتج خالل الفترة‬
‫المقبلة‪ ،‬ويتم تحديدها عادة باستخدام األساليب العلمية‪ ،‬وتهدف إلى مساعدة اإلدارة في أغراض التخطيط‬
‫والرقابة واتخاذ الق اررات‪ ،‬وتمكنها من الكشف عن عناصر عدم الكفاءة الموجودة في التكاليف الفعلية ثم‬
‫القيام بعملية تحليلها‪ .‬ونظام التكاليف على أساس األنشطة يسمح للمؤسسة بتحديد التكلفة الفعلية المرتبطة‬
‫بالخدمات وذلك بناء على الموارد المستهلكة من قبل األنشطة التي تم القيام بها إلنجاز هذه الخدمات وهو‬
‫أداة تستخدمها اإلدارة لترشيد ق ارراتها فيما يخص التخطيط والرقابة‪.1‬‬

‫مقومات الرقابة الداخلية‬

‫المقومات المحاسبية للرقابة الداخلية‪:‬‬ ‫المقومات اإلدارية للرقابة الداخلية‪:‬‬


‫‪ ‬نظام محاسبي سليم؛‬ ‫‪ ‬هيكل تنظيمي كفء؛‬
‫‪ ‬الوسائل اآللية اإللكترونية‬ ‫‪ ‬كفاءة األفراد؛‬
‫المستعملة؛‬ ‫‪ ‬مستويات ومعايير أداء سليمة؛‬
‫‪ ‬الجرد الفعلي لألصول؛‬ ‫لحماية‬ ‫واجراءات‬ ‫‪ ‬سياسات‬
‫‪ ‬الموازنات التخطيطية؛‬ ‫األصول؛‬
‫ا‬
‫‪ ‬نظام التكاليف المعيارية ونظام‬ ‫‪ ‬قسم التدقيق الداخلي‬
‫أساس‬ ‫على‬ ‫التكاليف‬
‫الشكل رقم (‪ )10‬مقومات الرقابة الداخلية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبين بناءا على ما سبق‬

‫بالل برابح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب الرابع‪ :‬الفرق بين المراجعة المالية و الرقابة الداخلية‬

‫المراجعة المالية والرقابة الداخلية هما مفاهيم مختلفة في مجال إدارة األعمال والمحاسبة‪ ،‬وترتبط كل‬

‫منهما بجوانب مختلفة من ضمان الشفافية والكفاءة في العمليات المالية للشركات‪ .‬إليك الفرق بينهما‪:‬‬

‫من حيث الهدف‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬تهدف إلى ضمان كفاءة وفعالية العمليات‪ ،‬وحماية األصول‪ ،‬ودقة التقارير‬
‫المالية‪ ،‬واالمتثال للقوانين واللوائح‪.‬‬

‫المراجعة المالية‪ :‬تهدف إلى تقييم صحة ودقة القوائم المالية‪ ،‬واصدار رأي مستقل حول مدى‬
‫انعكاسها للواقع المالي للمنشأة‪.‬‬

‫الجهة المسؤولة‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬مسؤولية اإلدارة العليا وموظفي المنشأة في جميع مستوياتها‬

‫المراجعة المالية‪ :‬مسؤولية مراجع خارجي مستقل عن المنشأة‪.‬‬

‫التوقيت‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬عملية مستمرة تُجرى بشكل منتظم على مدار العام‪.‬‬

‫المراجعة المالية‪ :‬عملية دورية تُجرى بشكل سنوي أو شبه سنوي ‪.‬‬

‫التركيز‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬تركيز على العمليات واإلجراءات الداخلية للمنشأة‪.‬‬

‫المراجعة المالية‪ :‬تركيز على القوائم المالية والمؤشرات المالية للمنشأة‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬تُساعد في تحسين كفاءة وفعالية العمليات‪ ،‬وحماية األصول‪ ،‬وضمان االمتثال‬
‫للقوانين واللوائح‪.‬‬

‫المراجعة المالية‪ :‬تُساعد في التأكد من صحة ودقة القوائم المالية‪ ،‬واصدار رأي مستقل حول مدى‬
‫انعكاسها للواقع المالي للمنشأة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫أساسا للمراجعة المالية في حين هذه االخيرة‬


‫ً‬ ‫وعليه العالقة بينهما أن الرقابة الداخلية تُشكل‬
‫تُساعد في تقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية‬

‫كما أن الرقابة الداخلية عملية وقائية تهدف إلى منع حدوث األخطاء واالحتيالفي حين المراجعة‬
‫المالية عملية تقييمية تهدف إلى التأكد من صحة ودقة المعلومات المالية‪.‬‬

‫وعليه الرقابة الداخلية تشمل أنشطة مثل‪:‬‬

‫‪ o‬البيئة الرقابية‪ :‬ثقافة المنشأة ومبادئها وقيمها‪.‬‬

‫‪ o‬تقييم المخاطر‪ :‬تحديد المخاطر التي تواجه المنشأة وتقييمها‪.‬‬

‫‪ o‬أنشطة الرقابة‪ :‬اإلجراءات التي تُتخذ للحد من المخاطر‪.‬‬

‫‪ o‬معلومات االتصال‪ :‬قنوات التواصل لإلبالغ عن المخالفات‪.‬‬

‫‪ o‬المراقبة‪ :‬تقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية وتحسينه بشكل مستمر‬

‫أما المراجعة المالية تشمل أنشطة مثل‪:‬‬

‫‪ o‬تخطيط المراجعة‪ :‬تحديد نطاق المراجعة واختيار العينات ‪.‬‬

‫‪ o‬اختبارات الرقابة‪ :‬تقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪ o‬اختبارات التفاصيل‪ :‬اختبار صحة ودقة البيانات المالية‪.‬‬

‫‪ o‬تقييم المخاطر‪ :‬تقييم المخاطر التي قد تؤثر على صحة ودقة القوائم المالية‪.‬‬

‫‪ o‬إصدار تقرير المراجعة‪ :‬إصدار رأي مستقل حول مدى صحة ودقة القوائم المالية‪.‬‬
‫وعليه باختصار يمكن القول أن ‪:‬‬

‫‪ .1‬المراجعة المالية‪(Financial Audit):‬‬

‫‪ ‬الهدف ‪:‬المراجعة المالية تهدف إلى التحقق من صحة ودقة البيانات المالية التي يقدمها التقرير‬
‫المالي للشركة‪.‬‬

‫‪ ‬المراجع ‪:‬يقوم مراجع خارجي مستقل (شركة مراجعة) بفحص السجالت المالية والتقارير المالية‬
‫للتأكد من توفر المعلومات الصحيحة والموثوقة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫نظام الرقابة الداخلية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬التركيز ‪:‬يركز على التحقق من مطابقة السجالت المالية للقوانين والمعايير المحاسبية‪ ،‬وتقديم‬
‫تقييم مستقل للوضع المالي للشركة‪.‬‬

‫‪ .2‬الرقابة الداخلية‪(Internal Control):‬‬

‫‪ ‬الهدف ‪:‬الرقابة الداخلية تهدف إلى توفير ضوابط واجراءات داخلية تساعد في تحقيق أهداف‬
‫الشركة‪ ،‬وتقليل مخاطر الخطأ واالحتيال‪.‬‬

‫‪ ‬المراقبين ‪:‬يتم تنفيذها من قبل إدارة الشركة نفسها‪ ،‬حيث يكون الهدف هو تحسين كفاءة العمليات‬
‫الداخلية وضمان توجيه النشاطات نحو تحقيق األهداف المحددة‪.‬‬

‫‪ ‬التركيز ‪:‬يركز على وضع الضوابط الداخلية للتأكد من تنظيم وفعالية العمليات‪ ،‬والتحقق من‬
‫توجيه النشاطات بطريقة تدعم التحقيق في األهداف المالية والتنظيمية للشركة‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول إن المراجعة المالية تركز على التحقق من دقة المعلومات المالية‪ ،‬بينما الرقابة‬
‫الداخلية تركز على وضع وتنفيذ الضوابط الداخلية لضمان كفاءة العمليات وتحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫في الختام‪ ،‬يمكن التأكيد على أهمية فهم الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية في سياق إدارة‬
‫األعمال والتحقق من صحة العمليات المالية والتقارير‪ .‬على الرغم من أنهما يشتركان في تحقيق أهداف‬
‫مشتركة لتعزيز النزاهة والشفافية‪ ،‬يتم تحديد كل منهما بوظائف وأهداف محددة‪.‬‬

‫ومستقال للقوائم المالية والعمليات المالية‪ ،‬حيث يهدف المراجع‬


‫ً‬ ‫خارجيا‬
‫ً‬ ‫فحصا‬
‫ً‬ ‫تبين المراجعة المالية‬
‫إلى تقديم رأي مستقل حول مدى دقة وصحة تلك القوائم‪ .‬يشمل دور المراجع تقييم الرقابة الداخلية‪ ،‬ولكنه‬
‫يتجاوزها بالنظر إلى جميع جوانب العمليات المالية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تركز الرقابة الداخلية على تنفيذ اإلجراءات والتدابير التي تساهم في تحقيق أهداف‬
‫المؤسسة وضمان كفاءة وفعالية العمليات‪ .‬تتضمن الرقابة الداخلية تقدير وتحسين العمليات الداخلية‬
‫ومراقبتها‪ ،‬والتأكيد على االمتثال للسياسات واإلجراءات المحددة‪.‬‬

‫في النهاية‪ُ ،‬ي َعد فهم الفرق بين المراجعة المالية والرقابة الداخلية ذا أهمية خاصة لضمان تحقيق‬
‫التوازن الصحيح بين التحكم الداخلي واإلفصاح المالي الشامل‪ .‬تعتبر كل من المراجعة المالية والرقابة‬
‫الداخلية أدوات أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة وضمان استم ارريتها وشفافيتها المالية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح محمد الصحن‪ ،‬سمير كامل‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬مصر‪2001 ،‬‬
‫‪ -‬محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات‪-‬اإلطار‬
‫النظري والممارسة التطبيقية‪ ،-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫الجزائر‪2002 ،‬‬
‫‪ -‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬الناحية النظرية‪ ،-‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.222-222‬‬
‫عطا اهلل أحمد سويلم الحسبان‪ ،‬التدقيق والرقابة الداخلية في بيئة تكنولوجيا‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬
‫المعلومات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية‪ ،‬األردن‪2002 ،‬‬
‫‪ -‬حمزة يحيات‪ ،‬فوزية لعرابة‪ ،‬دور المراجعة الداخلية في تقييم أداء الرقابة الداخلية‬
‫في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬دراسة حالة المركب الصناعي التجاري الحضنة‪-‬‬
‫المسيلة‪ ،-‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي‪ ،‬تخصص‪ :‬تدقيق ومراقبة‬
‫التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬‬
‫المسيلة‪ ،‬الجزائر ‪2017/2016‬‬
‫‪ -‬أحمد قايد نور الدين‪ ،‬التدقيق المحاسبي وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الجنان‪ ،‬األردن‪2012 ،‬‬
‫‪ -‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬الناحية النظرية والعملية‪ ،-‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬األردن‪2007 ،‬‬

‫‪21‬‬

You might also like