You are on page 1of 2

‫المقدمة‬

‫تعاظم اإلهتمام بمفهوم تطبيق حوكمة الشركات في العديد من اإلقتصاديات دول العالم‬
‫جراء عدة أزمات مالية و إقتصادية‪.‬ومن أبرزها األزمة المالية لدول جنوب شرق آسيا سنة‬
‫‪ ، 1997‬و كذا ما شهده اإلقتصاد المالي األمريكي من إنهيارات العديد من الشركات العالمية‬
‫الكبرى و من أهمها الشركتين إنرون للطاقة ووورلدكوم لإلتصاالت سنة ‪.2002‬وكان ذلك‬
‫نتيجة التالعبات بمصداقية القوائم المالية وتدني مستوى اإلفصاح و الشفافية و ضعف‬
‫مستوى الرقابي الداخلي ‪ .‬و إلخفاء الخسائر و التالعبات بحقوق المساهمين و باقي أصحاب‬
‫المصالح تم إستخدام طرق محاسبية مضللة ‪،‬و هذا بالتواطؤ مع شركات التدقيق العالمية‬
‫في تقديمها تقارير تدقيق غير صادقة أدى هذا إلى فقدان الثقة في المعلومات المفصح عنها‬
‫‪،‬مما أدى إلى فقدان الثقة العالمية في القوائم المالية للشركات‪.‬‬
‫وللتخلص من هذه الممارسات و الحد من النتائج السلبية ‪،‬كان اإلهتمام بالحوكمة الشركات و‬
‫التركيز عليها من أحد الحلول التي تضعف حدة هذه األزمة كونها ترتكز على اإلفصاح و‬
‫الشفافية و حماية حقوق المساهمين و أصحاب المصالح و زيادة ثقتهم للمعلومات الصادرة‬
‫عنها ‪.‬‬
‫و هنا كان لعدد من المنظمات العالمية و على رأسها صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و‬
‫منظمة التعاون اإلقتصادي و التنمية حرص على تناول هذا المصطلح بمجموعة من‬
‫الدراسات و التحاليل ‪ .‬و في سنة ‪ 1999‬أصدرت هذه األخيرة مبادئ تخص حوكمة‬
‫الشركات و تم تعديلها سنة ‪ .2004‬و أهم ما تضمنته تعزيز اإلفصاح و الشفافية ‪،‬حماية‬
‫حقوق المساهمين و أصحاب المصالح و مسؤوليات مجالس اإلدارة لتدعيم إدارة الشركات و‬
‫تحقيق اإلستقرار اإلقتصادي ككل ‪.‬‬
‫و لكن رغم وجود حوكمة الشركات كحل لألزمة العالمية إال أنها بحاجة إلى مجموعة من‬
‫اآلليات التطبيق السليم و الفعال لمبادئها و إرشاداتها ‪ ،‬و من أبرز هذه آليات التدقيق الداخلي‬
‫لما له من دور تحسين و تطوير األداء العام للشركة ‪،‬و وضع و إدخال بعض التحسينات‬
‫على األساليب الرقابية و لتعزيزها بإعتبارها أحد ركائزه األساسية في نظام رقابته الداخلية ‪.‬‬
‫إضافة على ذلك توفير و إعداد ألصحاب المصالح تقارير و قوائم مالية بشكل مدقق وعلى‬
‫درجة عالية من اإلفصاح و الشفافية لدعم و تعزيز ثقة أصحاب المصالح و مسؤولين في‬
‫المعلومات إلتخاذهم قرارات اإلدارية و المالية‬
‫ومن أجل تفعيل التدقيق الداخلي في تطبيق حوكمة الشركات ‪ ،‬ساهمت معهد المدققين‬
‫الداخليين لتطوير معاييرها الدولية ‪،‬ولجعلها أداة قوية إلضافة قيمة الشركة من خالل‬
‫خدمات اإلستشارة و التأكيد و مراجعة و تقييم الوظائف و األنشطة ‪.‬و لقد إتسع مجاله و تقدم‬
‫هذا الدور وأصبح يتضمن تقدير المخاطر و التأكد من اإلختبارات مدى اإللتزام بمعايير‬
‫اإلفصاح و الشفافية و التأكد و التحقيق من اإلجراءات الرقابية‪ ،‬و كلها تقع في إطار‬
‫الحوكمة الشركات‪.‬‬

You might also like