You are on page 1of 97

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬

‫( أساس )‬

‫منوذج ُمبتكر وأفكار عملية ومناذج واقعية‬


‫لبناء االستثمارات وتعزيز القدرات املالية‬

‫أتليف‪:‬‬
‫د‪ .‬حممد بن حيي آل مفرح‬
‫غرة مجادى األوىل ‪1431‬هـ‬

‫النسخة الكاملة ‪ -‬النشر ‪2013‬م ‪ -‬عرب املوقع الرمسي للمؤلف‬

‫ميكن اإلطالع على النسخة املختصرة‪:‬‬


‫‪ 15‬خطوة عملية لتحقيق االستدامة املالية‬

‫‪1‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الفهرس العام‬
‫الفهرس العام‬
‫املقدمة العامة‪:‬‬
‫✓ سبب أتليف هذا الكتاب‬
‫✓ مراحل العالقة بني اجلمعيات اخلريية والنواحي املالية‬
‫✓ أهداف هذا الكتاب‬
‫✓ شكر وتقدير‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري‪ :‬مبادئ أساسية يف االستثمار‬
‫✓ مفهوم االستثمار العام وتطبيقاته على الواقع اخلريي‪.‬‬
‫✓ أتثري عدم اليقني يف اختاذ قرارات االستثمار يف اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫✓ ضوابط تُنظم عملية االستثمار‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬اإلطار امليداين‪ :‬دراسات استثمارية ترتبط ابلعمل اخلريي‬
‫✓ الدراسة األوىل‪ :‬عناصر جيب التنبه هلا عند اختاذ قرارات استثمارية يف اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫✓ الدراسة الثانية‪ :‬االستفادة من املتخصصني وخرباء االستثمار‪.‬‬
‫✓ الدراسة الثالثة‪ :‬معايري عامة لقبول االستثمارات واملشاريع‪.‬‬
‫✓ الدراسة الرابعة‪ :‬العقبات اليت تقف يف طريق تنمية االستثمار املوارد املالية يف اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬منوذج ( أساس ) وتطبيقاته العملية يف اجلهات اخلريية‪:‬‬
‫✓ شرح عناصر النموذج وترابطاهتا‪.‬‬
‫✓ األسس الرئيسية واألفكار العملية‪:‬‬
‫▪ أساس رأس املال‬
‫▪ أساس املعرفة واملعلوماتية وقواعد البياانت‬
‫▪ أساس األصول امللموسة وغري امللموسة‬
‫▪ أساس (امليزة اخلاصة) أو (الكفاءة اجلوهرية)‬
‫▪ أساس األفكار اإلبداعية والفرص الساحنة‬
‫▪ منوذج األوقاف‪ ..‬توسيع صور الوقف من خالل أسس االستثمار‬
‫الفصل الرابع‪ :‬خطة عملية لكل جهة خريية لتبدأ ببناء ثقافة وفكر االستثمار‬
‫✓ بناء هيكل تنظيمي وإداري يتبىن تنمية االستثمارات املالية يف اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫✓ برامج التحفيز‪ ..‬جلعل العاملني واملتطوعني مشاركني يف تنمية االستثمار‪.‬‬
‫✓ بناء الصورة الذهنية وأثرها يف بناء وتنمية قدرات اجلهة اخلريية على االستثمار وتعزيز املوارد املالية‪.‬‬
‫اخلامتة‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي أكرمنا بفتح أبواب اخلري لنتسابق إليها ونقدم ألنفسنا الرفعة من خالهلا‪..‬‬
‫والصالة والسالم على نبينا حممد الذي ما ترك خرياً إال ودلنا عليه‪ ..‬ودعاان إليه‪..‬‬
‫وبعد‪،،‬‬
‫سبب أتليف هذا الكتاب‪:‬‬
‫حصلت من داعم واحد على أكثر من ‪25‬‬
‫ْ‬ ‫علمت أن إحدى اجلهات اخلريية املتألقة برباجمها ونشاطاهتا‬
‫ُ‬
‫التقيت ابملسئولني عن هذه اجلهة‪ ..‬ألن‬
‫ُ‬ ‫ت عندما‬
‫مليون رايل على مدار سبع سنوات فقط‪ ..‬مث ذُهل ُ‬
‫حمور نقاشنا كان حول حبث الطرق املمكنة اليت ُخترجهم من مشكلة عدم توفر موارد مالية لنشاطاهتم‬
‫احلالية واملستقبلية‪ ..‬وقد وصل هبم احلال إىل تقليص العاملني ومل يبق سوى شخص واحد متفرغ فق ْط!!‬

‫أيت أن امليزانية السنوية إلحدى اجلهات‬


‫ذهلت أكثر حني ر ُ‬
‫ْ‬ ‫هذه احلالة مل تكن فريدة وال يتيمة‪ ..‬فقد‬
‫اخلريية الكربى تواجه عجزاً سنوايً وال تستطيع سداد رواتب موظفيها‪ ..‬وهي يف الوقت ذاته متلك أصوالً‬
‫عقارية تتجاوز قيمتها مخسني مليون رايل‪ ..‬لكنها ال تعرف حقاً كيف تستفيد منها!!!‪.‬‬

‫مر يب‬
‫ليست خامتة املطاف بل بدايته فقط‪ ..‬فال ب ّد أن أشري إىل أن املوقف األكثر أمهية ّ‬ ‫ْ‬ ‫وألن هذه‬
‫علمت أن مبلغاً مالياً كبرياً يف خانة املاليني يتوفر لدى إحدى اجلهات اخلريية (نقداً)‪ ..‬والقائمون‬
‫ُ‬ ‫حينما‬
‫على هذه اجلهة فعلياً ال يعرفون كيف ميكن توظيفه حىت يضمنوا االستمرار مستقبالً أبمر هللا تعاىل!!!‪..‬‬
‫وإليكم التحدي القادم‪:‬‬
‫يف الوالايت املتحدة األمريكية يفوق عدد املنظمات غري الرحبية املليون مجعية‪..‬‬
‫يف مجهورية مصر العربية يبلغ عدد اجلمعيات أكثر من ‪ 22‬ألف مجعية خريية وغري حبية‬
‫أقل من ‪ 1270‬جهة خريية وتطوعية متنوعة فقط‪..‬‬ ‫يف دول اخلليج العريب جمتمعة ّ‬
‫ومع هذا العدد احملدود نسبياً من اجلهات اخلريية فهم مل يستطيعوا إىل اآلن تثبيت كياانهتم مادايً ومالياً‪..‬‬
‫فما الذي سيحدث مع تزايد أعداد املنظمات املدنية والتطوعية واملتخصصة؟؟‬

‫لقد قابلت أكثر من سبعني مسئوالً يف أكثر من مخسني جهة خريية خمتلفة‪..‬‬
‫بعض هذه اجلهات يزيد عمره عن ‪ 20‬عاماً من العمل اخلريي املتواصل حملياً ودولياً‪..‬‬
‫ومل خيربين سوى ثالثة منهم فقط أبن لديهم استقراراً مادايً يف الدخل‪..‬‬
‫هذه املواقف واملعلومات‪ ..‬كانت سبباً وراء أتليف هذا الكتاب‪..‬‬
‫ومع إمياننا بتوفيق هللا يف تيسري واستمرار أعمال اجلهات اخلريية‪ ..‬حنن ندعو لألخذ ابألسباب‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مراحل العالقة بني اجلهات اخلريية والنواحي املالية‪:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ ..‬مرحلة مجع التربعات‪:‬‬


‫تبطت األنشطة‬
‫لفرتات طويلة من مسرية العمل اخلريي يف بالدان خاص ًة ومنطقتنا بشكل عام‪ ..‬ار ْ‬
‫واألعمال اخلريية ابلنواحي املالية من خالل صورة واحدة عنواهنا‪ :‬مجع التربعات املالية والعينية‪ ..‬وهذه‬
‫مستمراً بشكل أكرب بكثري‬
‫ّ‬ ‫أبرزت أفكاراً ما زال بعضها‬
‫استمرت فرتة زمنية طويلة جداً‪ْ -‬‬
‫ْ‬ ‫املرحلة ‪-‬اليت‬
‫من االستمرار الفعلي لعملية مجع التربعات نفسها‪ ..‬وأرى أن أبرز هذه األفكار‪:‬‬
‫‪ )1‬التجميع‪ :‬حيث جتد أن أغلب اخلطط واالجتماعات والتفكري والنقاش يهدف إىل اكتشاف وتطبيق‬
‫الطرق املختلفة –التقليدية واإلبداعية‪ -‬يف (مجع) املال واملساعدات من مصادر متعددة‪.‬‬
‫‪ )2‬الفئات املستهدفة‪ :‬حيث ّ‬
‫يتم الرتكيز على حماولة إجياد فئة مستهدفة حمددة‪ ،‬ميكن الوصول إليها‬
‫ليسهموا يف تقدمي املال بشكل كبري‪ ..‬مثل الرتكيز على شرحية املعلمات يف منطقة ما لتنمية التربعات‬
‫من االستقطاعات الشهرية من الرواتب‪.‬‬
‫‪ )3‬ربط التربعات ابألسباب‪ :‬مثل طلب التربعات بسبب وجود مشاريع إغاثية حمددة‪ ..‬مبعىن أنه ّ‬
‫سيتم‬
‫التربع (العيين أو املايل) بغرض صرفه على مستفيد حمدد يف منطقة فقرية أو تواجه كارثة حمددة‪..‬‬
‫مجع ّ‬
‫املتربع ويعطي املتُ ّرب ْع له‪.‬‬
‫وابلتايل فدور اجلهة اخلريية هو مثل الوسيط الذي أيخذ من ّ‬
‫‪ )4‬االنتشار‪ :‬فكلما متكنت اجلهة من إجياد صناديق تربع يف أماكن عديدة وأكثر بروزاً‪ ..‬كلما ساعدها‬
‫ذلك يف احلصول على أموال أكثر ألعماهلا‪.‬‬

‫يف هذا االستعراض لسنا هندف إىل أن نقرر أن هذه األفكار خاطئة أو صائبة‪ ،‬بل نقرر أن هذا ما غلب على‬
‫تلك املرحلة وأن هذه األفكار هي ما ساعد اجلهات اخلريية فعلياً على االستمرار لسنوات طويلة‪ ..‬وابلتايل فقد‬
‫كانت الصورة السائدة هي قيام اجلهة اخلريية بعرض براجمها على الداعمني وطلب التربع املباشر‪ ،‬أو ختصيص‬
‫رقم حساب بنكي وتوزيع منوذج استقطاعات شهرية‪..‬‬
‫استدعت منع عمليات مجع التربعات بشكلها املعتاد وما غلب عليها‬ ‫ْ‬ ‫ت تغيريات كبرية‬ ‫إال أنه عندما حصل ْ‬
‫تتمكن بعض اجلهات اخلريية من اخلروج من ذلك املأزق‪ ،‬وأدى ذلك بشكل أو آبخر‬ ‫ْ‬ ‫أحياانً من عشوائية‪ ..‬ملْ‬
‫وصلت إىل التوقف التام‪ ..‬وحينها انتقل اجلميع كراهية إىل املرحلة الثانية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫إىل تقليص أعماهلا بنسب متفاوتة‬

‫معادلة املرحلة األوىل‪:‬‬


‫مقدار مجع التربعات = مقدار األنشطة والربامج واملشاريع اخلريية‬

‫‪4‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫املرحلة الثانية‪ ..‬إدارة تنمية املوارد املالية‪:‬‬
‫بدأ عدد حمدود من اجلهات اخلريية يف العمل هبذا املفهوم بشكل اختياري قبل حصول التغيريات اليت أدت إىل‬
‫انتقلت إليه بشكل إجباري بعد التغيري‪،‬‬
‫ْ‬ ‫تقنني مجع التربعات‪ ..‬إال أن أغلب اجلهات اخلريية العاملة اليوم قد‬
‫كل عمليات مجع التربعات ما هي إال جزء من إطار أكرب يُسمى إدارة املوارد املالية‪ .‬هذه‬ ‫وأصبحت تلمس أن ّ‬
‫املطورة من املرحلة األوىل إضافة إىل أفكار جديدة منها ما يلي‪:‬‬
‫املرحلة تقوم على جمموعة من األفكار ّ‬
‫‪ )1‬الداعمون‪ ..‬وليس املتربعون‪ :‬ازداد التوجه إىل الداعمني ألسباب خمتلفة مثل احلاجة إىل الدعم‬
‫التجار واجلهات املاحنة‪،‬‬
‫الرمسي واملادي من جهات حكومية‪ ،‬واحلاجة إىل الدعم املادي من الشركات و ّ‬
‫واحلاجة إىل الدعم املعريف من بيوت اخلربة واملستشارين ووسائل اإلعالم‪ ..‬ومل يقتصر األمر فقط على‬
‫املتربعني مبال الصدقة أو الزكاة‪.‬‬
‫‪ )2‬الربط ابملناشط وليس ابملشاريع‪ :‬فاجلهة اخلريية تسعى للحصول على الدعم املايل لتغطية مصروفاها‬
‫وتلبية احتياجات أنشطتها العامة واملتنوعة وتطوير براجمها وخدماهتا وليس للصرف على مشروع حمدد‬
‫مبكان وزمان‪.‬‬
‫‪ )3‬تنمية املوارد البشرية‪ :‬زاد االهتمام مبوضوع تنمية األفراد كوهنم األكثر أمهية يف استقطاب وتفعيل‬
‫املال لتحقيق أهداف وبرامج اجلهات اخلريية‪.‬‬

‫سامهت كثرياً يف احلفاظ على مكتسبات وجناحات املرحلة السابقة‬ ‫ْ‬ ‫هنا الب ّد أن نؤكد أن هذه املرحلة املباركة‬
‫وتعددت الصور السائدة مثل بناء‬
‫ْ‬ ‫التطور‪..‬‬
‫بتوفيق هللا تعاىل مثّ بقدرة العاملني يف القطاع اخلريي على التأقلم و ّ‬
‫مركز جتاري أو مشروع سكين وطلب التمويل والدعم والتربعات‪ ،‬أو عمل حفل تعريفي وطلب الدعم بعد‬
‫احلفل‪ ،‬أو عمل أكشاك مبيعات تؤجر يف املناسبات‪ ..‬أو غري ذلك‪.‬‬
‫شك أن هذه املرحلة جيدة‪ ..‬إال أننا ننادي ابالنتقال إىل مرحلة أخرى هي املرحلة الثالثة اليت تقوم على‬ ‫وال ّ‬
‫تنمية موارد مالية اثبتة مستمرة من خالل تطبيق مفاهيم االستثمار واإلدارة املالية االحرتافية‪ ..‬وهي موضوع هذا‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫معادلة املرحلة الثانية‪:‬‬


‫املوارد املالية = األنشطة واملشاريع والربامج ‪ +‬مصروفات اجلهة اخلريية‬

‫‪5‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬تنمية االستثمارات‪:‬‬
‫هناك عدد من اجلهات اخلريية قد أدرك معىن العمل هبذا املفهوم بشكل اختياري وبدأ بتطبيقه من خالل‬
‫الت‬
‫إنشاء أقسام صغرية تُعىن إبدارة وتنمية االستثمار‪ ..‬إال أن أغلب اجلهات اخلريية العاملة اليوم ما ز ْ‬
‫بعيدة عن جوهر هذه املرحلة‪ ..‬وهذا أدى إىل شح كبري يف مواردها املالية‪ ..‬مما انعكس يف عدم استقرار‬
‫وثبات براجمها وخدماهتا اخلريية‪ .‬إن اجلهات اخلريية حتتاج إىل الدعم املادي بشكل دائم حىت يُكتب هلا‬
‫االستمرار والنجاح وحصول الثمرة‪ ،‬وإن هناك مجلة من األسباب اليت تدعو إىل تعزيز االستثمار فيها قد‬
‫يكون من أبرزها‪:‬‬
‫يتم فقط يف إطار اإلحسـان والصـدقة‬
‫‪ )1‬استمرار القناعة –واملمارسات‪ -‬أبن دعم اجلمعيات اخلريية ّ‬
‫والتربعات‪ ،‬وعدم وجود مصادر إيرادات مستمرة من خالل املشروعات‪.‬‬
‫‪ )2‬اســتمرار الفكــر اإلداري ذو املــدى القصــري‪ ،‬الــذي يق ــود اجلهــات اخلرييــة إىل التخط ــيط والتنفيــذ‬
‫والصرف على مستوى فرتات قصرية ال تزيد عن عام غالباً‪ ..‬وإغفال ما يضمن االستمرارية‪.‬‬
‫‪ )3‬قــد تكــون الثقافــة العامــة غــري متحمســة هلــذه الفكــرة ‪-‬يف الســابق‪ -‬إال أنــه اليــوم ُحيســب القطــاع‬
‫اخلريي إمجاالً كرافد مهم يف التنمية واالقتصاد‪ ..‬وال ب ّد أن يكون إذاً كذلك‪.‬‬

‫تضم حتت جناحها أجنح األفكار‬


‫إن هذه املرحلة اليت ننادي هبا من خالل هذا الكتاب‪ ..‬هي مرحلة ّ‬
‫واملمارسات الناجتة يف املرحلتني السابقتني‪ ،‬وتُضيف إليها عدم اكتفاء اجلهات اخلريية ابالستفادة من‬
‫الينابيع الصغرية فقط‪ ..‬بل تدعوها للعلم والتفكري يف استثمار احمليطات‪ ..‬وتفاصيل هذه املرحلة وأفكارها‬
‫وصورها الشائعة هي ما سنعيش معه خالل رحلتنا مع هذا الكتاب أبمر هللا تعاىل‪..‬‬

‫معادلة املرحلة الثالثة‪:‬‬


‫خطة املشاريع والربامج واألنشطة ‪ +‬املصاريف ‪ +‬استثمارات مستقبلية = املوارد املالية للعام احلايل‬

‫وهذه املعادلة تعين تغيري ثقافة العمل داخل اجلهة اخلريية‪ ،‬وتغيري أهداف اإلدارة العليا ابتداءً من جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وتغيري األهداف التنفيذية للقسم املعين بتنمية املوارد املالية يف اجلهة اخلريية‪..‬‬
‫جمرد توجه اجلميع حنو مجع املوارد املالية بغرض الصرف بشكل كامل‪..‬‬ ‫كل ذلك‪ ..‬من ّ‬ ‫جيب أن يتغري ّ‬
‫يتم توجيهه حنو‬
‫إىل التوجه حنو االستثمار بشكل جزئي‪ ..‬فيكون هناك جزءاً وهدفاً حمدداً من اإليرادات ّ‬
‫يتم مسائلة اإلدارة والقسم املعين عنه سنوايً‪..‬‬
‫االستثمارات سنوايً‪ ..‬وهذا اهلدف ّ‬

‫‪6‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫ومع أن هذه املرحلة اجلديدة قد تسبب نوعاً من تقليص األنشطة يف اجلهة اخلريية على املدى القصري‪..‬‬
‫إال أهنا إبذن هللا تعاىل سوف تضمن النمو واالستمرارية على املدى املتوسط والطويل‪.‬‬

‫سيكون السؤال دائم الطرح يف هذه املرحلة هو (كيف نولد املال)‪ ..‬وستكون اإلجابة دائماً (من‬
‫املستثمرين)‪ ..‬ألننا يف هذه املرحلة نتحدث عن استهداف ومجْع املستثمرين بدالً من املتربعني‪..‬‬
‫فاملستثمرون ميكن أن يشاركوان‪ ،‬أو ميولوان‪ ،‬أو يقرضوان‪ ،‬أو يدعموان مباشرة عينياً أو مالياً ‪..‬إخل‪.‬‬

‫منوذج‪:‬‬
‫صممت محلة تسويقية متكاملة كلفتها ‪ 600,000‬رايل‪ ..‬ومجعت من خالهلا أكثر‬
‫ْ‬ ‫جهة خريية كربى‬
‫من ‪ 35‬مليون رايل‪..‬‬
‫صغرى كانت متلك يف خزانتها آخر ‪ 20,000‬رايل كانت ستذهب يف رواتب‬ ‫بينما جهة خريية ُ‬
‫اختارت أن تصمم هبا محلة لتنمية االستقطاعات‬
‫ْ‬ ‫أقل من شهرين‪ ..‬إال أن اإلدارة‬ ‫ومصروفات اجلهة يف ّ‬
‫فحققت دخالً شهرايً يتجاوز ‪ 50,000‬رايل‪..‬‬
‫ْ‬ ‫وقدمت برانجماً حتفيزايً ملنسوبيها‪..‬‬
‫ْ‬ ‫يف منطقتها‪،‬‬

‫إنه من املعروف أ ّن النسبة األع ّم من اجلهات اخلريية تعتمد يف مصادر متويل خدماهتا على التربعات‪،‬‬
‫وهو مصدر غري مأمون يتصف ابلتذبذب األمر الذي يقف حائالً أمام التخطيط طويل املدى‪ ،‬ويعوق‬
‫توسع اخلدمات وتطويرها‪ .‬يف حني أن العمل املؤسسي الذي يُدار بفكر علمي واقعي‪ ،‬وهو ما تتصف‬
‫به الكياانت الكربى‪ ،‬فإنّه يضع يف مقدمة أولوايته وجود مصادر دخل دائمة واثبتة تشمل مشاريع‬
‫استثمارية أو أوقافاً خريية‪ ،‬أو اتفاقات تعاون وشراكة طويلة املدى مع شركات ومؤسسات وطنية تعي‬
‫دورها االجتماعي ومسؤولياهتا الوطنية‪.‬‬

‫ـت أمـوال اجلهـات اخلرييـة‪ ،‬كانـت أقـدر علـى أداء دورهـا وخاصـة جتـاه احملتـاجني‬ ‫إننا على يقني أبنـه كلمـا من ْ‬
‫مــن األيتــام والعجــزة واألرامــل‪ ،‬والقيــام مبشــاريعها مثــل حلقــات التحفــي وحتصــني الشــباب واإلغاثــة احملليــة‬
‫والدولية‪ ..‬وال ميكن أن تنمـي اجلهـات اخلرييـة أمواهلـا وأمواهلـا وإمكاانهتـا وقياداهتـا حمبوسـة معطلـة عـن فكـر‬
‫االســتثمار وأعمالــه‪ ..‬ولــن تــتمكن مــن االســتمرار والنمــو وحتقيــق التنميــة املســتدامة للمجتمعــات وختفيــف‬
‫ـتم الواجـب‬
‫األعباء عن املتربعني إال إذا كانت ذات مالءة مالية كافية ال تتحقق إال ابالسـتثمار‪ ..‬ومـا ال ي ّ‬
‫إال به فهو واجب (‪. )1‬‬

‫‪ - 1‬طرق استثمار األموال – حبث للدكتور حممد عبد هللا عريب‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أهداف هذا الكتاب‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إضـافة مـادة علميـة جديـدة متخصصـة إىل املكتبـة اخلرييـة العربيـة‪ ..‬فعلـى الـرغم مـن أمهيـة االسـتثمار‬
‫ـزت مجيــع الكتــب املوجهــة إىل‬
‫للجهــات اخلرييــة إال أن حمدداتــه وآفاقــه مل حت ـ ابلدراســات الكافيــة‪ ..‬وتركـ ْ‬
‫العمــل اخل ــريي علــى موض ــوع التربع ــات فقــط م ــع إشــباعه حبث ـاً بك ـ ّـل الطــرق (اس ـرتاتيجيات‪ ،‬ومه ــارات‪،‬‬
‫وخطط وآليات‪.)..‬‬
‫كمــا أننــا حباجــة أيض ـاً إىل إعــادة صــياغة مفــاهيم االســتثمار مبــا ي ــتالءم مــع حاجــة وواقــع واقتص ــادايت‬
‫اجلهات اخلريية يف جمتمعنا‪ ..‬وهذا ما يقدمه هذا الكتاب وليس له فيه مرجع سابق‪.‬‬

‫اثني ااً‪ :‬مســاعدة كافــة املشــاريع واملؤسســات اخلرييــة والتطوعيــة (واملنظمــات غــري اهلادفــة لل ـربح) يف تنميــة‬
‫مواردها املالية من خالل تطبيق منوذج علمي وعملي ُمبتكر (منـوذج أسـاس)‪ ،‬متّ إعـداده بنـاء علـى دراسـة‬
‫واستقصــاء واقــع الكثــري مــن اجلهــات اخلرييــة يف دول اخللــيج العــريب عموم ـاً ويف اململكــة العربيــة الســعودية‬
‫خصوصـ ـاً‪ ،‬وه ــذا النم ــوذج يس ــعى لتعزي ــز االس ــتثمارات م ــع توظي ــف الص ــور الس ــائدة يف مج ــع التربع ــات‬
‫والتسويق للمشاريع اخلريية‪.‬‬

‫اثلث ااً‪ :‬اســتعراض الكثــري مــن األمثلــة واحلــاالت والنمــاذج‪ ،‬وتــوفري العديــد مــن األفكــار العمليــة الــيت حتقــق‬
‫أهــداف اجلهــات اخلرييــة املســتفيدة بشــكل مباشــر بتوفيــق هللا تعــاىل‪ .‬فهــذا الكتــاب مبجملــه هــو كتــاب‬
‫للتطبيق املباشر وليس كتاابً نظرايً خالصاً‪.‬‬

‫إدارة املال يدعو إىل االحرتاف يف العمل‬


‫فإذا أجنزت اجلهة اخلريية عملها كما جيب ستثبت أهنا واضحة‬
‫(ابستطاعة أي كان أن يالحظ كيف تنفق املال)‬
‫ومستعدة للمساءلة أيضاً‬
‫سيتم اكتشاف األمر وستقع املالمة على شخص معني)‪.‬‬
‫(إذا اختفى املال ّ‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫توضيح حول مشروعية االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬

‫هذا الكتاب ال يع ّد مرجعاً شرعياً وال توجيهاً إىل مشروعية االستثمار يف اجلهات اخلريية‪ ،‬بل أن‬
‫كل هذا مرهون حبصول اجلهة اخلريية‬‫كل ما فيه من حاالت وأمثلة وجتارب وخربات سابقة‪ّ ..‬‬ ‫استعراض ّ‬
‫املعنية ابألمر على ما يلزم من حكم شرعي واضح‪ ،‬فقد يُباح جلهة ما ال يباح جلهة أخرى‪.‬‬

‫ويُضاف على ذلك التأكيد أبن أموال اجلهة اخلريية إذا كانـت مـن مـوارد الزكـاة فإنـه ال جيـوز اسـتثمارها وال‬
‫ات‬
‫صـدق ُ‬ ‫املضاربة هبا‪ ،‬بل جيب صرفها يف احلال ألهلها الـذين حـددهم الـنص القـرآين بقولـه تعـاىل ‪( :‬إَمنـا ال َ‬
‫اَّلل وابْــن ال َس ــبيل‬
‫الرق ــاب والْغ ــارمني ويف س ـبيل َ‬ ‫ل ْل ُفقــراء والْمس ــاكني والْع ــاملني علْيـه ــا والْ ُمؤلَف ــة قُـلُـ ُ‬
‫ـوهبُْم ويف ّ‬
‫ـت بـه اللجنـة الدائمـة لتفتـاء والبحـوث العلميـة‬ ‫اَّللُ عليم حكيم (‪ )60‬التوبـة ‪ .‬وهـو مـا أفت ْ‬ ‫اَّلل و َ‬
‫فريضةً من َ‬
‫يف اململكة العربية السعودية(‪. )2‬‬

‫وأما األموال التطوعية وهي الصدقات العامة مثل الصـدقة اجلاريـة أو الوقـف أو الوصـااي العامـة الـيت يوصـي‬
‫هبـا أهـل اخلـري مـن ثلـث املـرياث‪ ،‬فهـي الـيت جيـوز اسـتثمارها وعليهـا مـدار هـذا الكتـاب‪ ..‬مـع التأكيـد علـى‬
‫ضوابط هامة مثل مشروعية االستثمارات‪ ،‬وأن يتحرى القائمون علـى اجلهـة اخلرييـة مـا فيـه مصـلحة ظـاهرة‬
‫ب ــال اجته ــادات عشـ ـوائية أو آراء فردي ــة مرجتل ــة‪ ،‬وه ــذا يقتض ــي االس ــتعانة أبه ــل اخل ــربة والتجرب ــة مم ــن هل ــم‬
‫ختصــص ومعرفــة وجناحــات ســابقة يف جمــال االســتثمار‪ ..‬ونُشــدد يف احملافظــة علــى أم ـوال اجلهــات اخلرييــة‬
‫ووضعها يف املكان االستثماري الصحيح هلا فهي مبثابة أموال اليتامى‪.‬‬

‫هنا أشري إىل أن القائمني على اجلهات اخلريية يعتقدون أن األموال يف غالبها ذات توجيه شرعي حمدد ال‬
‫ميكن التصرف فيها كالزكاة وكفالة األيتام‪ ..‬وهذه الواقع ميكن تعديله بشكل كبري من خالل تعديل‬
‫الرسائل التسويقية اليت تقوم اجلهة اخلريية بتوجيهها إىل اجملتمع والداعمني‪.‬‬

‫‪ - 2‬فتاوى اللجنة الدائمة لتفتاء والبحوث العلمية ج ‪. 404 – 403 /9‬‬


‫‪9‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلطار النظري‬

‫مبادئ أساسية يف االستثمار مبفهومه العام وتطبيقاته على واقع اجلهات اخلريية‬

‫‪ )1‬املفهوم األساسي لالستثمار‬


‫‪ )2‬تطور نظرايت الفكر االستثماري‬
‫‪ )3‬أتثري عدم اليقني يف اختاذ قرارات االستثمار يف اجلهات اخلريية‬
‫‪ )4‬ضوابط تُنظم عملية االستثمار‬
‫‪ )5‬مصادر التمويل يف اجلهات اخلريية‬
‫‪ )6‬االستثمار الرأسي واالستثمار األفقي‬
‫‪ )7‬أهم أخطاء اجلهات اخلريية يف االستثمار‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫املفهوم األساسي لالستثمار‪:‬‬
‫االستثمار يف اللغة مشتق من الثمر ويقال استثمر املال أي طلب مناؤه ونتاجـه‪ ،‬وقـد تعـددت أراء الفقهـاء‬
‫القدامى يف بيان مفهوم االستثمار فقد استخدموا مصطلحات‪ :‬النماء واإلستنماء والتنمية‪.‬‬
‫استخلص د‪.‬قطب سانو تعريفاً فقهياً ملفهوم االستثمار أبنه‪ :‬طلب حتصيل مناء املال اململوك شـرعاً وذلـك‬
‫ابلطرق الشرعية املعتربة من مضاربة ومراحبة ومشاركة وغريها‪.‬‬
‫االستثمار يف االقتصاد يُعرف أبنـه‪ :‬ارتبـا مـايل هبـدف حتقيـق مكاسـب يُتوقـع احلصـول عليهـا علـى مـدى‬
‫فرتة طويلة يف املستقبل‪.‬‬
‫ويُنظــر إىل االســتثمار ابلنظــر إىل التغــري يف رصــيد املــال خــالل فــرتة زمنيــة حمــددة‪ ،‬وعلــى ذلــك فاالس ـتثمار‬
‫يعترب تدفق وليس رصيداً قائماً‪ ،‬ويُقاس خالل فرتة زمنيـة حمـددة (سـتة أشـهر مـثالً) ولـيس عنـد نقطـة زمنيـة‬
‫حمددة (الرصيد اآلن هو مليون مثالً)‪.‬‬

‫املعي ــار ال ــدويل (‪ )25‬ع ـ ّـرف االس ــتثمار أبنـ ــه (أص ــل حت ــتف ب ــه املنش ــأة هب ــدف زايدة الث ــروة م ـ ـن خ ــالل‬
‫التوزيعــات (أرابح ‪ ،‬إجيــار ‪ ،‬عوائــد) أو ال ـزايدة الرأمساليــة أو ملنــافع أخــرى تعــود للمنشــأة املســتثمرة مثــل‬
‫تلك اليت حتصل عليها من خالل العالقات التجارية‪.‬‬
‫وقد عرف مشـروع املعيـار الربيطـاين (‪ )55‬االسـتثمار بشـكل عـام أبنـه أصـل لـه خاصـية القـدرة علـى توليـد‬
‫املنفعة االقتصادية يف شكل توزيعات و‪/‬أو زايدة يف القيمة‪.‬‬
‫وعلى الرغم مـن صيغة العموم فـي تعريـف االسـتثمار حبيـث ميكـن أن يتضـمن أي أصـل مـن أصـول املنشـأة‬
‫الــيت متتلــك اخلاصــية احملــددة (القــدرة علــى توليــد املنفعــة)‪ ..‬فــإن اســتثمار املنشــأة قــد أيخــذ أشــكاالً خمتلفــة‬
‫(عقارات أو أصول اثبتة أخرى)‪.‬‬
‫االجتاه السائد يف املنشآت أبن اهلدف الرئيس يف استثماراهتا يتمثـل يف اسـتخدام الفـوائض النقديـة بكفـاءة‬
‫أكــرب‪ ،‬أو إجيــاد عالقــات جتاريــة أفضــل‪ ،‬مـن خــالل القــدرة علــى التــأثري املباشــر علــى املنشــأة الــيت تســتثمر‬
‫فيها‪.‬‬

‫االستثمار يف اجلهات اخلريية يعين‪:‬‬


‫تفعيل إمكانيات حمددة‪ ،‬ملدة زمنية حمدد‪ ،‬هبدف حتقيق عوائد وأرابح مالية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫تطور نظرايت الفكر االستثماري‪:‬‬
‫ـورت بتطـور الفكــر االسـتثماري واملـدارس العلميـة‪ ،‬غــري أن‬
‫هنـاك العديـد مـن النظـرايت االســتثمارية الـيت تط ْ‬
‫املالح أن هذه النظرايت ال تتعرض لالستثمار املتعلق ابجلهات غـري الرحبيـة يف األصـل‪ ..‬وهـو أمـر ميكـن‬
‫قبولـه منطقيـاً‪ ،‬كمــا أنــه كـان ســبباً جــوهرايً لتطـوير (منــوذج أســاس) املوضــح يف هــذا الكتــاب‪ ..‬إال أن هنــاك‬
‫ع ــدداً م ــن األط ــر العام ــة ق ــد يك ــون م ــن املناس ــب عرض ــها هن ــا ابختص ــار‪ ..‬م ــع توض ــيح ك ــل منه ــا مبث ــال‬
‫للجهات اخلريية‪:‬‬

‫‪ )1‬وجهة نظر هايكر‪:‬‬


‫وتتمثــل يف اختيــار االســتثمار كمعــدل حنــو الت ـوازن‪ ،‬ولــذلك فــإن حتديــد املبلــغ املثــايل لالســتثمار ميثــل ق ـراراً‬
‫بتحديد سرعة معدل االستثمار الالزم لتحقيـق التـوازن‪ ،‬مبعـىن أنـك حتـدد كـم املبلـغ احلـايل وكـم املبلـغ الـذي‬
‫تريد الوصول إليه‪ ،‬مث حتدد إسرتاتيجية الوصول للمبلغ مـن خـالل إنشـاء مشـروع‪ ،‬وحتـدد أيضـاً خـالل كـم‬
‫تكلفة التأسيس؟ وكم تُنفق عليه شهرايً؟ وهكذا‪.‬‬
‫هناك ثالثة أساليب حلقن االسـتثمارات اجلديـدة حسـب هـايكر‪ :‬االسـتثمار مبعـدالت اثبتـة (مثـل أن تقـرر‬
‫اجلهة اخلريية أن تسـتثمر سـنوايً مبلغـاً ماليـاً مقـداره ثالاائـة ألـف رايل يف سـبيل حتقيـق عائـد سـنوي مقـداره‬
‫‪ %12‬علــى رأس املــال ملــدة ثــالث ســنوات)‪ .‬أو االســتثمار مبعــدالت متناقصــة‪ ،‬أو االســتثمار مبعــدالت‬
‫متزايدة‪ ،‬وميكن االختيار بينها‪ .‬وهناك عدة عوامـل تـتحكم يف هـذا االختيـار منهـا أسـعار املـوردين وشـرو‬
‫التمويل‪.‬‬

‫‪ )2‬وجهة نظر كينيز‪:‬‬


‫يركز علـى أن اجلانـب السـلوكي ألصـحاب رأس املـال هـو الـذي ُحيـدد قـرار االسـتثمار‪ ،‬ولـيس هنـاك حاجـة‬
‫لتحديد مستوى رأس املال األمثل سلفاً‪ .‬كأن يكـون القـائمون علـى اجلهـة اخلرييـة مـن النـوع املـتحف جـداً‬
‫ـج فقــط مث ينظــرون كــم‬
‫فيقــررون عــدم االســتثمار ســوى يف مشــروع داخــل (مكــة) فقــط خــالل موســم احلـ ّ‬
‫سيحتاج منهم هذا املشروع وكم سيحقق إيرادات؟‪.‬‬

‫‪ )3‬النظرية النيوكالسيكية‪:‬‬
‫هذه النظرية تقدم منوذجاً حملددات رأس املال‪ ،‬وملْ تقدم منوذجاً حملـددات االسـتثمار (معـدل سـرعة املشـروع‬
‫االستثماري لالنتقال من الرصيد احلايل إىل الرصيد األمثل)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أتثري عدم اليقني يف اختاذ قرارات االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬
‫هناك عنصر هام يرتبط جبميع نظـرايت االسـتثمار وإن كـان الفكـر االسـتثماري مل يتطـرق لـه بشـكل نظـري‬
‫إال يف العصـور األخـرية‪ ،‬هـذا العنصـر هـو مـا يطلـق عليـه عادم اليقاني ‪ .Uncertainty‬وتشـري ابختصـار‬
‫إىل أن هنــاك نســبة كبــرية أو صــغرية مــن االحتمــال بفشــل االســتثمار‪ ،‬وال ميكــن ألحــد كائن ـاً مــن كــان أن‬
‫يعط ــي أتكي ــداً نس ــبته ‪ %100‬ابلنج ــاح‪ ..‬فهن ــاك احتم ــال م ــثالً حلص ــول اهني ــار يف األسـ ـواق‪ ،‬أو تل ــف‬
‫البضاعة‪ ،‬أو التعرض للسرقة وخيانة القائم على االستثمار وغري ذلك‪.‬‬

‫وهــذا العنصــر هــو مــا يســبب الــرتدد أو الــرفض لكثــري مــن القـرارات االســتثمارية‪ ..‬ورمبــا يكــون هــو الســبب‬
‫األكثر بروزاً يف حالة اجلهات اخلرييـة‪ ..‬حيـث حيـاول القـائمون عليهـا جتنـب كافـة احتمـاالت الفشـل خوفـاً‬
‫من خسارة املال أو تعرض مسعتهم للتشكيك‪ ..‬ورمبا يصل هذا التخوف إىل مستوى قطع الطريـق الكامـل‬
‫أمام أي ابب لالستثمار مسبقاً وعدم السماح مبجرد طرح ومناقشة املوضوع‪.‬‬

‫إال أن الفكر االستثماري املعاصر يقرر ما يلي‪ :‬إن القرار االستثماري غري قابل للرجوع فيه بعد اختـاذ قـرار‬
‫االستثمار والبدء الفعلي‪ ،‬وذلك ألن املنتجات غالباً ما تنخفض قيمتها إذا قرران إعادة بيعها‪.‬‬

‫وهذا بكل أتكيد ال يعين أن تتوقف اجلهات اخلريية عن خوض غمار املشروعات االسـتثمارية الـيت هتـدف‬
‫إىل زايدة مواردهــا املاليــة‪ ..‬وإمنــا يعــين أن عليهــا التأكــد مــن التــايل‪ :‬الــدخول يف مشــروع اســتثماري حمســوب‬
‫ـطرت إليقافــه بعــد فــرتة ألي ســبب كــان‪ ،‬فــإن تكلفــة وحدتــه املاليــة لــن تقـ ّـل عــن‬
‫وحمــدد املخــاطر‪ ،‬فــإذا اضـ ْ‬
‫تكلفــة الشـراء والتكلفــة منــذ البــدء يف املشـروع‪ ..‬وابلتــايل فــإن اســتثمارها يكــون جمــدايً يف كـ ّـل حــال بتوفيــق‬
‫هللا تعاىل‪ ..‬وهذه النماذج متعددة سنتعرض هلا يف احملاور التالية‪.‬‬

‫هنــاك بُعـ ًـد آخــر لعــدم التــيقن وهــو مــا يتعلــق ابلسياســات املتبعــة علــى مســتوى األنظمــة‪ ،‬ففــي حالــة كــون‬
‫األنظمة يف مرحلة تطوير وتغيري فإن القرار االستثماري جيب أن يكـون يف غايـة احلـذر بعـد الدراسـة‪ ..‬فقـد‬
‫تبدأ اجلهة اخلريية يف مشروع استثماري مث أييت نظام جديد مينع أو يقنن هذا النوع من املشروعات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫عدم اليقني حيصل بسبب العديد من العوامل املباشرة وغري املباشرة املوضحة يف الشكل التايل‪..‬‬

‫وللتوضــيح ابختص ـار فــإن كـ ّـل عنصــر ميكنــه التــأثري إجيــاابً أو ســلباً يف املشــروع الــذي تتبنــاه اجلهــة اخلرييــة‬
‫وهتــدف مــن خاللــه إىل زايدة مواردهــا املاليــة‪ ..‬ولنأخــذ علــى ســبيل املثــال‪ :‬عنصــر اإلدارة ابعتبــاره عنص ـراً‬
‫مباشراً للمشروع‪ ،‬فقد ال تتوفر اإلدارة ذات اخلربة والكفاءة‪ ،‬وقد تتوفر يف بدايـة املشـروع مث ختتفـي بسـبب‬
‫خالف أو غريه وابلتايل يتعثر املشروع‪.‬‬
‫ولنأخــذ مثــاالً آخــر يف عنصــر مســتوى التقنيــة ابعتبــاره عنص ـراً غــري مباشــر يف التــأثري علــى املشــروع‪ ..‬فقــد‬
‫تتبــىن اجله ــة اخلرييــة املش ــاركة يف مشــروع ص ــناعي مثــل‪ :‬املس ــامهة يف مص ــنع نس ــيج‪ ..‬وه ــذا املص ــنع يعم ــل‬
‫ـتم اكتشـاف تقنيـات ومكـائن جديـدة لصـناعة النسـيج فيتبناهـا املنافسـون‬ ‫بتقنيات حمددة‪ .‬وقد حيصـل أن ي ّ‬
‫سامهت فيه اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وابلتايل يتأثر املصنع الذي‬

‫النواحي‬
‫السياسات‬
‫القانونية‬
‫والسياسية‬ ‫الحكومة‬

‫القيود‬
‫االجتماعية‬ ‫الطلب‬

‫إدارة‬ ‫اإلنتاج‬
‫البيئة‬ ‫األفراد‬ ‫الموارد‬
‫االقتصادية‬ ‫الحكومية‬
‫التمويل‬ ‫المشروع‬ ‫الموقع‬

‫المنافسة‬ ‫الموارد البشرية‬


‫التقنية‬ ‫الشكل العام‬ ‫والمؤسسية‬
‫واالبتكار‬
‫هيكل‬
‫البيئة الطبيعية‬
‫التوزيع‬
‫مستوى‬
‫أسواق‬
‫التقنية‬
‫المال‬

‫‪14‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫ضوابط تُنظم عملية االستثمار ‪:‬‬
‫سعر الفائدة‪ :‬والفائدة من وجهة نظر املدخرين هي ان ختليهم عن السيولة‪ ،‬ومن وجهة نظر‬ ‫‪-1‬‬
‫املستثمرين هي الثمن أو الكلفة اليت يتحملوهنا يف سبيل احلصول على املال الالزم لالستثمار‪.‬‬
‫ت اجلهة املستثمرة على املال الالزم من مصدر خارجي‬ ‫وهذه التكلفة قد تكون ظاهرة لو حصل ْ‬
‫ت اجلهة اخلريية املستثمرة املشروع من مواردها الذاتية إذ‬
‫مول ْ‬
‫مثل البنوك‪ ،‬أو قد تكون ضمنية لو ّ‬
‫درجت كثري من االستثمارات على التعامل بفوائد‬ ‫ْ‬ ‫يقارن بني رحبه املتوقع والتكلفة املدفوعة‪ .‬وقد‬
‫شك أنه خمالف للشريعة اإلسالمية وال ميكن أن تسري يف خطه اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫ربوية وهذا ال ّ‬

‫مقدار العائد املتوقع‪ :‬من أهم معايري اإلقدام على االستثمار من عدمه هو مقدار العائد املتمثل‬ ‫‪-2‬‬
‫ابلربح الذي ميكن احلصول عليه من االستثمار فالربح هو أساس املفاضلة بني املشروعات‪.‬‬

‫مقدار القيمة احلالية‪ :‬ومن أسس املفاضلة بني املشروعات واإلقدام على االستثمار مقدار صايف‬ ‫‪-3‬‬
‫القيمة احلالية‪ ،‬والذي يعين مقدار الفرق بني إمجايل القيمة احلالية وحجم االستثمار املطلوب‬
‫لتحقيق ذلك ‪ ،‬حيث يُقبل املستثمر على املشروع لو كانت القيمة احلالية أكرب من حجم رأس‬
‫املال املطلوب لالستثمار يف املشروع‪.‬‬

‫الكفاءة احلدية وحجم االستثمار‪ :‬مبعىن أن زايدة حجم االستثمار تعين زايدة يف حجم الصناعة‬ ‫‪-4‬‬
‫مما قد يؤدي إىل ختفيض األسعار وابلتايل نقص األرابح ‪.‬‬

‫الدخـل‪ :‬فزايدة الدخل تعين زايدة الطلب االستهالكي‪ ،‬الذي يُعترب احملدد إلمكانية تصريف انتج‬ ‫‪-5‬‬
‫االستثمار مما يؤدي إىل زايدة االستثمار‪ ،‬والدخل كذلك هو األساس لتحديد أولوايت‬
‫االستهالك وابلتايل حتديد أولوايت االستثمار‪.‬‬

‫ضوابط األفضلية األدبية واالقتصادية‪ :‬هناك عدد من االعتبارات اهلامة تُضاف لضوابط‬ ‫‪-6‬‬
‫االستثمار ألننا نتحدث عن االستثمار يف اجلهات اخلريية‪ ..‬فاالستثمار جيب أال يقوم فقط على‬
‫بغض النظر عن مدى مشروعية االستثمار من عدمه‪ ،‬وجيب إعطاء اهتمام‬ ‫فرضية تعظيم الربح ّ‬
‫فضل أن تكون يف‬ ‫لرتتيب األولوايت اليت حيتاجها اجملتمع مبعىن أن مصلحة اجلهة اخلريية يُ ْ‬
‫قامت اجلهة أصالً خبدمته‪ ،‬واالستثمار جيب أال‬
‫األساس حمققة ملصلحة اجملتمع يف اجملال الذي ْ‬
‫يُهمل النظر إىل األهداف العامة اليت تضمن حتقيق الرحبية االجتماعية واالقتصادية واليت منها‬

‫‪15‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مدى مسامهتها يف القضاء على البطالة وحتقيق األمن الغذائي وحتقيق العدالة يف توزيع الدخول‬
‫إضافة إىل جتنب التلوث البيئي ونفاذ املوارد وغريها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مصادر التمويل يف اجلهات اخلريية ‪:‬‬
‫‪ )1‬تربعات األفراد على سبيل الصدقة ووصااي الرتكات‪.‬‬
‫‪ )2‬أموال الزكاة الشرعية (وهذه حتتاج ختطيطاً حمكماً حيث أنه لو متّ إخراج أموال الزكاة الشعرية‬
‫وتوجيهها بشكل صحيح النتهت كثري من مشكالت اجلهات اخلريية املالية)‪.‬‬
‫‪ )3‬دعم وهبات املؤسسات املختلفة حملياً ودولياً‪.‬‬
‫‪ )4‬أرابح املشروعات االستثمارية وعوائد األوقاف‪.‬‬

‫لكل جهة خريية أن تبذل قصارى جهدها لتفعيل كافة هذه املصادر‪ ،‬إال أن املصادر األوىل‬ ‫من املهم ّ‬
‫تبقى بعيدة عن حتكم وقدرة اجلهة اخلريية على التوقع‪ ..‬فهي ال تعرف هل ستأيت تربعات وأموال زكاة أم‬
‫ال؟ وال تعرف مقدارها؟‪ ..‬كما أهنا بشكل أو آبخر مرتبطة أبفراد يف غالبها‪ ..‬فعلى مقدار جهد مدير‬
‫اجلهة اخلريية أو مدير قسم التربعات وعالقاته سيكون حجم املال املتاح للجهة اخلريية‪ .‬أما املصدر الرابع‬
‫بغض النظر عن األفراد‬
‫فهو شيء ميكن أن تتحكم به اجلهة اخلريية وتتوقعه سنوايً ومبقدار حمدد‪ّ ..‬‬
‫املوجودين ومستوى نشاطهم ومعرفتهم‪.‬‬

‫كل مصادر التمويل احملتملة للجهات اخلريية‪ ..‬سنركز احلديث بشكل‬


‫للتوضيح حول موضوع تفعيل ّ‬
‫أكرب حول القطاع اخلاص‪:‬‬

‫جيب أوالً التمييز بني الشركات العائلية اململوكة لشخص وعائلته‪ ،‬وبني الشركات املسامهة مثل شركات‬
‫التأمني والبنوك والكيماوايت وغريها فاملالح أن الشركات العائلية أو الفردية هلا نصيب األسد يف‬
‫املسامهات اخلريية وتُعترب أهم الروافد املالية للعمل اخلريي‪ ،‬أما الشركات املسامهة فيُعترب دورها ضعيفاً جداً‬
‫يف دعم العمل اخلريي‪ ،‬مع العلم أبن رأس مال تلك الشركات يعترب كبرياً جداً ابملقارنة مع الشركات‬
‫العائلية‪ .‬وابملالحظة فإن اجملتمعات الغربية تعتمد بشكل كبري على الشركات املسامهة الكبرية يف دعم‬
‫النشا اخلريي‪ .‬واملطلوب هو تكثيف اجلهود إلقناع تلك الشركات املسامهة وإقناع جمالس إدارهتا‬
‫واملسامهني فيها بضرورة القيام بدورهم اجملتمعي بشكل أكرب ويتماشى مع دورهم االقتصادي واملايل‪،‬‬
‫وبذلك نكون قد ضمنّا موارد مالية كبرية تدعم العمل اخلريي بشكل كبري وألمد طويل‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫إن هذه املسألة احليوية حول أمهية النظر إىل القطاع اخلاص كمصدر واعد لتمويل مشاريع اخلري يتطلب‬
‫وضع نظم حتفيزية جلذب هذا القطاع وتفعيل مشاركته اجملتمعية‪ ..‬لتمكني اجلهات اخلريية على‬
‫التفكري يف ْ‬
‫كمكون أصيل يف بنية اجملتمع املدين‪ .‬وإن املرحلة الراهنة تتطلب أن يرتقي القطاع‬
‫ّ‬ ‫الدميومة واالستمرار‬
‫اخلريي بتنظيماته وآليات عمله لكسب ثقة القطاع اخلاص‪ ،‬وميكنه عمل اخلطوات التالية‪:‬‬
‫خطوة ‪ )1‬توجيه دعوة صرحية وواضحة إىل القائمني على مؤسسات القطاع اخلاص ّ‬
‫لتحمل مسئولياهتم‬
‫حنو اجملتمع من خالل املسامهة يف مشاريع التنمية والربامج اإلنسانية لدى اجلهات اخلريية‪.‬‬

‫خطوة‪ )2‬إعداد مشاريع متكاملة مقرونة بدراسات جدوى اقتصادية واجتماعية وتقدميها ملؤسسات‬
‫ولو على مراحل وبشكل تدرجيي‪.‬‬
‫وشركات القطاع اخلاص لتوفري التمويل ودعم تلك املشاريع ْ‬
‫خطوة ‪ )3‬إشراك القطاع اخلاص يف إبداء الرأي واملشورة واألخذ مبقرتحاته يف اختيار املشاريع األمر‬
‫الذي جيعله متبنياً ومنتسباً لألفكار املطروحة‪.‬‬

‫خطوة ‪ )4‬إطالع الشركات واملسامهني يف متويل املشاريع اخلريية وبشكل موثق وشفاف على النتائج‬
‫املتحققة عن املشاريع اليت أسهموا يف متويلها‪.‬‬

‫خطوة ‪ )5‬دعم شركات ومؤسسات القطاع اخلاص اليت تتربع وتقوم بتقدمي خدماهتا للمجتمع من خالل‬
‫عن كاهلها‪.‬‬
‫خفض ضرائبها أو إلغائها أو ختفيف بعض األعباء الرمسية وتكاليف املوافقات احلكومية ْ‬

‫منوذج هيئة اإلغاثة اإلسالمية العاملية‬


‫ستجد للهيئة منشوراً على االنرتنت نظاماً مالياً واضحاً‪ ..‬وبرامج كاملة حمددة‪ ..‬تؤهلها لبناء شراكات نوعية مع‬
‫القطاع اخلاص بتوفيق هللا تعاىل‪ .‬املادة السادسة عشرة‪:‬‬
‫‪ -1-16‬حيق للهيئة متلك العقارات واألراضي وشراؤها وبيعها واستئجارها وأتجريها واستثمارها وبيع األسهم والشركات‬
‫وشراؤها واملسامهة يف رأس مال الشركات وهلا حق ملكية األصول املنقولة والثابتة واملعنوية وحق إقامة األوقاف املنجزة‬
‫والتصرف فيها بكافة أوجه التصرفات الشرعية والنظامية على أن تتصف هذه األوقاف بدميومة االنتفاع مبواردها يف‬
‫مشروعات منتجة (عمائر وأسواق جتارية وحنومها)‪.‬‬
‫‪ -2-16‬تتكون إيرادات اهليئة من اآليت‪:‬‬
‫‪ – 1-2-16‬الزكاة والصدقات والتربعات واملنح واهلبات والوصااي واألوقاف اليت ال ختالف أهداف اهليئة‪.‬‬
‫‪ -2-2-16‬عائدات استثمار أموال اهليئة أو ممتلكاهتا الثابتة واملنقولة ‪ ،‬وكذلك أرابح الشركات اليت تنشئها أو تسهم‬
‫يف رأس ماهلا‪.‬‬
‫‪ -3-2-16‬حصيلة محالت التربعات اليت تتوالها اهليئة‪.‬‬
‫‪ -4-2-16‬إسهامات املؤسسات الدولية واجلهات احلكومية املتفقة مع أهداف اهليئة وسياساهتا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫االستثمار الرأسي واالستثمار األفقي‪:‬‬
‫على اجلهة اخلريية أن تقوم أبمرين لزايدة إيراداهتا‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬االستثمار األفقي‪ :‬ويقصد به التنوع يف مصادر توفري عوائد مالية من خالل بدأ مشاريع‬
‫استثمارية‪ ،‬أو زايدة عددها ونوعياهتا‪ .‬فإذا كانت جهة خريية تقوم مثالً بتوفري سيارات لنقل الطالب‬
‫مبقابل مادي‪ ،‬فقد يكون من املناسب أن تبدأ أيضاً مشروع تقدمي وجبات للطالب برحبية مناسبة‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬االستثمار الرأسي‪ :‬ويقصد به تنمية مشروع حمدد بطريقة تزيد من عوائده‪ ..‬فمثالً إذا كانت اجلهة‬
‫اخلريية يف املثال السابق توفر سيارات لنقل الطالب‪ ،‬فإهنا ستزيد من السيارات أو ستستهدف طالابً‬
‫آخرين أو ستبدأ أيضا يف نقل العمال‪.‬‬

‫منوذج‬
‫احملامي خالد األمحد رئيس مجعية الرب للخدمات االجتماعية يف الرقة بسوراي‪ :‬تعتمد اجلمعية يف عوائدها‬
‫على مساعدات وزارة الشؤون االجتماعية واشرتاكات أعضائها وهبات احملسنني املادية والعينية وأموال‬
‫الزكاة وعائدات مشاريع اجلمعية من أجار األبنية واحملالت واألراضي الزراعية العائدة هلا‪ .‬إن وجود العديد‬
‫من اجلمعيات اخلريية اليت جتمع التربعات من احملسنني ‪ ،‬قد ح ّد من االعتماد على مجع التربعات ابلطرق‬
‫املعتادة ‪ ،‬لذا فإننا اجتهنا إىل تنمية املوارد املالية الثابتة‪ ،‬ونعمل على تنويعها إلجناح العمل اخلريي‪ ،‬ومن‬
‫هذا املنطلق نقوم ابلتوسع مبشاريع اجلمعية وإجياد مشاريع جديدة‪ ،‬فعلى سبيل املثال إجيار بناء اجلمعية‬
‫واحملالت مليون لرية سورية سنوايً ‪ ،‬وحنن بصدد االنتهاء من بناء املشروع الثاين الذي سيُحقق مردوداً‬
‫جيداً يساعد اجلمعية يف حتقيق أهدافها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أهم أخطاء اجلهات اخلريية يف االستثمار‪:‬‬
‫✓ عدم حتديد هدف واضح لالستثمار ‪.‬‬
‫✓ استشارة شخص غري متخصص صاحب جتربة حمدودة جداً يف جمال االستثمار‪.‬‬
‫✓ عدم دراسة عملية االستثمار وأبعادها على نشا اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫✓ عدم االهتمام ابلتقاليد واألعراف ونظرة اجملتمع‪.‬‬
‫يتم املبالغة يف التفاؤل وتوقع األرابح‪.‬‬
‫✓ عدم الواقعية حيث ّ‬
‫البت يف القرار أو االستعجال فيه‪.‬‬
‫✓ البدء يف التوقيت غري املناسب بسبب التأخري يف ّ‬
‫✓ عدم اإلعداد اجليد بسبب التعجل يف القرار واعتقاد ضياع الفرصة‪.‬‬
‫✓ توفري قيادة ضعيفة للمشروع بسبب انشغاهلا ابلكثري من األعباء األخرى‪.‬‬
‫كل موارد اجلهة اخلريية يف مشروع واحد‬
‫✓ استهالك ّ‬

‫قانون تكلفة الفرصة‪ :‬كلما أنفقت على مشروع‪ ،‬حرمت نفسك من فرص أخرى‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج هيئة األعمال اخلريية‬
‫أفادان األستاذ عبدهللا حممد عبدالرمحن العوضي األمني املساعد للشؤون املالية واإلدارية مبا يلي‪ :‬أتسست‬
‫مر على أتسيسها حوايل ربع قرن‪ .‬وتنفذ اهليئة‬‫هيئة األعمال اخلريية يف نوفمرب من عام ‪1984‬م أي أنه ّ‬
‫مشاريعها ضمن أربعة برامج رئيسية وهي ‪ :‬الربانمج االجتماعي – الربانمج الصحي – الربانمج التعليمي‬
‫– الربانمج االغاثي‪ .‬وقد نفذت اهليئة مشاريع هامة كثرية نذكر بعضا منها على سبيل املثال‪:‬‬

‫مشروعات داخل اإلمارات ‪:‬‬


‫صندوق طالب العلم‪ :‬سداد الرسوم الدراسية لطلبة املدارس واجلامعات من أبناء األسر غري املقتدرة مادايً‪.‬‬
‫صيانة منازل املواطنني‪ :‬تقوم اهليئة بصيانة املنازل املتهالكة واآليلة للسقو لألسر‪.‬‬
‫أتثيث منازل األسر الفقرية‪ :‬يهدف املشروع إىل مساعدة األسر الفقرية يف توفري ما يلزم املعيشة من‬
‫األسرة – األاثث)‪.‬‬
‫أساسيات مثل (املكيفات – الثالجات – ّ‬

‫مشروعات خارجية‪:‬‬
‫مشروع كفالة األيتام‪ :‬مشروع ال يرتكز فقط على تقدمي منحة مالية لليتيم كل شهر بل يتم من خالله توفري‬
‫رعاية شاملة لتغطية اجلوانب االجتماعية والتعليمية والصحية‪ .‬تكفل اهليئة حاليا ‪ 48240‬يتيما يف ‪ 14‬دولة‪.‬‬
‫مشروع بناء مراكز األيتام‪ :‬مراكز جمهزة لتعليم األيتام املكفولني من قبل اهليئة وتدريبهم على احلرف املهنية‪.‬‬
‫مشروع األسر املنتجة‪ :‬يهدف املشروع إىل إقراض األسر الفقرية خاصة أمهات األيتام لتشغيلهم يف مشاريع‬
‫إنتاجية خاصة هبم ويكون مصدر دخل هلم‪.‬‬
‫مشروع الرغيف اخلريي‪ :‬توفري الرغيف يومياً لألسر املتعففة‪.‬‬
‫مشروع تسيري معسكرات الالجئني االرتريني‪ :‬تُدير اهليئة معسكرات لالجئني االرتريني يف شرق السودان‬
‫منذ ‪ 1991‬إذ يقطن يف هذه املعسكرات حوايل ‪ 55‬ألف الجئ ‪ ،‬املشروع عبارة عن متويل مشرتك ‪ %75‬من‬
‫‪ UNHCR‬و‪ %25‬من اهليئة ‪ .‬تقوم اهليئة إبدارة املعسكرات وفق معايري دولية وتُوفر لالجئني الغذاء‬
‫والرعاية الصحية وتدعم املشاريع التعليمية هلم‪.‬‬

‫يعمل يف اهليئة ‪ 150:‬موظفا بدوام كامل و‪ 243‬مشرف ‪ /‬متطوع موظفني بدوام جزئي‬
‫يوجد للهيئة استثمارات هتدف إىل تنمية مواردها املالية‪ ،‬وتوظيف بعض أرصدهتا‪ ..‬وذلك يف جماالت‬
‫الوقف العقاري واملقاوالت والتعليم‪.‬‬
‫وقد تّ أتسيس مؤسسة مستقلة إلدارة االستثمارات واإلشراف على تسيريها وتنمية املوارد‪..‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫اإلطار امليداين‬

‫دراسات استثمارية ترتبط ابلعمل اخلريي‬

‫الدراسة األوىل‪ :‬عناصر جيب التنبه هلا عند اختاذ قرارات استثمارية يف اجلهات اخلريية‬

‫الدراسة الثانية‪ :‬االستفادة من املتخصصني وخرباء االستثمار‬

‫الدراسة الثالثة‪ :‬معايري عامة لقبول االستثمارات واملشاريع‬

‫الدراسة الرابعة‪ :‬العقبات اليت تقف يف طريق تنمية االستثمار املوارد املالية يف اجلهات اخلريية‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الدراسة األوىل‪ :‬عناصر جيب التنبه هلا عند اختاذ قرارات استثمارية يف اجلهات اخلريية‪:‬‬

‫من خالل املالحظات امليدانية والدراسات واملقابالت مع مسئويل اجلهات اخلريية‪ ..‬وجدان عدداً من‬
‫العناصر املؤثرة على املدى القريب أو البعيد‪ ..‬واليت جيب التنبه هلا مسبقاً حىت ميكن حتقيق النجاح يف‬
‫عملية االستثمار‪..‬‬

‫العنصر األول‪ :‬عـدم وجـود أنظمـة واضـحة تـدعم االسـتثمارات وحتميهـا‪ ،‬سـواء علـى مسـتوى نفـس اجلهـة‬
‫اخلرييــة‪ ،‬أو علــى مســتوى اجلهــات الرمسيــة الــيت تُشــرف علــى اجلهــات اخلرييــة‪ ،‬أو علــى مســتوى األس ـواق‬
‫كل قرار متعلق ابالستثمار‪.‬‬ ‫املفتوحة‪ ..‬وهذا يعين أمهية دراسة األنظمة ومعرفة أثرها على ّ‬

‫العنصر الثاين‪ :‬البعد السلوكي والشخصي يف قرار االستثمار لـدى العـاملني والقـائمني علـى اجلهـة اخلرييـة‪،‬‬
‫حيث جتد أن امليول الشخصية لديهم قد تُوجه القرار االستثماري بعيداً عن األسس االحرتافيـة الـيت تـرتبط‬
‫ابلدراسات والتعامل مع جهات متخصصة‪ .‬وقـد يكـون مـن أثـر البعـد السـلوكي أحيـاانً تكليـف أشـخاص‬
‫بعملية استثمار فيسيئون إىل عمل اجلهة اخلريية ويقدمون مصاحلهم الشخصية‪ ،‬أو ال حيسـنون التعامـل مـع‬
‫العمل الرحبي وال مع املتخصصني فيـه‪ ،‬أو ال يعرتفـون بعـدم معـرفتهم يف بعـض اجلوانـب‪ ..‬فتـنعكس النتـائج‬
‫يف ظهور خسائر أو مسعة سيئة للجهة اخلريية‪.‬‬

‫العنصاار الثالااث‪ :‬عــدم وضــع احملف ـزات الكافيــة للقــائمني علــى إدارة االســتثمار يف اجلهــة اخلرييــة‪ ،‬فيبــذلون‬
‫جهوداً كبرية وحيققون عوائد مرتفعة وال يلمسون ارات جهدهم‪ ..‬ال من خالل زايدة يف الرواتـب‪ ،‬وال مـن‬
‫خالل املكافآت والعموالت‪ ،‬رمبا وال حىت من خالل الشكر والتقدير‪ ..‬مما يـدعوهم إىل تـرك اجلهـة اخلرييـة‬
‫بعد تكوين خربات جيدة طلباً للرزق‪ .‬واملفرتض هو ربط نتائج االستثمار بتحقيق عوائـد للعـاملني أيضـاً‪..‬‬
‫فإن تعامل األفراد (البشر) مع املال حمفوف ابلكثري من األمور املتعلقة ابحلرص البشري‪.‬‬

‫العنصر الرابع‪ :‬التصدي لتنفيذ املشروع وتشـغيله‪ :‬قـد تقـع اجلهـة اخلرييـة يف خطـأ فـادح إن رأت أن عليهـا‬
‫تنفيذ وتشغيل أي مشروع استثماري ترغب خوض غماره‪..‬‬
‫فالتنفيــذ يُغطــي نشــاطات اإلنشــاء والتطــوير قبــل أن يصــبح املشــروع تشــغيلياً ويكــون مــن مســؤولية منســق‬
‫املشــروع‪ ،‬وإذا أردان ختطــيط وتصــميم املشــروع بشــكل الئــق وتنفيــذه يف الوقــت املناســب فعنــدها جيــب أن‬

‫‪23‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫يتـ ــوفر لـ ــدينا إدارة متماسـ ــكة ومراقبـ ــة قويـ ــة وفنيـ ــون أكفـ ــاء وإنفـ ــاق للمـ ــال بشـ ــكل مناسـ ــب ويف الوقـ ــت‬
‫املناسب‪ ..‬وهذا كله ليس يف األساس من ختصص اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫مثّ جيب تشغيل املشروع حاملا يُصمم ويُنفذ‪ ،‬وهذا يعين العمل اليومي للمشروع مع االنتباه إىل حتقيق‬
‫اخلدمات املتوخاة منه‪ ..‬وبصيغة أخرى فإن التشغيل يشري إىل النشاطات اليومية جلعل املشروع يعمل‬
‫على مدى سنوات كثرية ( فرتة عمر املشروع كاملة ) حىت يُستهلك كامالً‪.‬‬
‫وخيتلف التشغيل عن التنفيذ بشكل كبري ألن األعمال تكون يومياً يف التشغيل‪ ،‬بينما يكون العمل يف‬
‫يست هناك أي جهة خريية مؤهلة لتنفيذ أو تشغيل مشروعات استثمارية‪ ..‬وليس‬
‫التنفيذ ملرة واحدة‪ ..‬ول ْ‬
‫هذا مطلوابً منها أصالً حىت تصل إليه‪ ..‬بل عليها أن تتعاون مع جهات متخصصة للقيام بذلك‪.‬‬

‫منوذج‬
‫انطلق مكتب امللحا للدعوة وتوعية اجلاليات بقرض متّ به جتهيز املكتب (يف موقع ابرز على شارع رئيسي)‬
‫والتخطيط لتقدمي أربعني دورة دعوية تعليمية للعامة تستهدف ‪ 1200‬دارس يف القرى‪ ،‬مع جوائز سالت‬
‫غذائية تتناسب مع احتياج الفئة املستهدفة‪ ..‬ومل يكن لدى املكتب أي موارد مالية تُغطي احتياجاهتم أو‬
‫احتياجات املشروع‪..‬‬
‫مر رجل من خارج املنطقة‪ ،‬فرأى لوحة املكتب ابرزة على الشارع العام فوقف ودخل ليتعرف‬‫قدر هللا تعاىل أن ّ‬
‫على نشاطات املكتب‪ ..‬وسأل مدير املكتب عن مشاريعهم؟ فعرض له فكرة الربانمج وخطته الكاملة‪ ،‬مث عرفه‬
‫أن املكتب حباجة إىل ‪ 40‬ألف رايل نقداً وهدااي ‪ 1200‬سلة غذائية تُكلف الواحدة قرابة ‪ 250‬رايل لتنفيذ‬
‫املشروع‪ ..‬فوعدهم ابخلري وانصرف‪ ..‬وخالل أسبوع واحد قام هذا الرجل بتحويل كامل املبلغ املطلوب (أربعون‬
‫ألف رايل) وأخربهم أنه أرسل إليهم شاحنتني هبا ‪ 1200‬سلة غذائية قيمة كل واحدة ‪ 400‬رايل‪..‬‬

‫إن سبب النجاح بعد توفيق هللا تعاىل هو االستعداد الكايف والذي تطلب استثماراً مالياً‪..‬‬
‫ماذا لو أن هذا الداعم مل يشاهد لوحة املشروع على الطريق العام!!‪..‬‬
‫أو أنه عندما دخل مل جيد برانجماً متكامالً خبطة مفصلة وحمسوبة!!‪..‬‬

‫مثّ عليك أن تستثمر يف ّقوة التواصل مع الداعم‪ ..‬فقد تلقى املكتب دعماً مالياً أل ّول مرة من أحد املتربعني‪،‬‬
‫فأرسلوا له خطاب استالم ووعدوه إبطالعه على التفاصيل‪ ..‬وتفاجئوا به فجأة بعد أايم يقوم بزايرهتم بال سابق‬
‫توثقت العالقة‬
‫ْ‬ ‫موعد‪ ..‬فعرضوا له فيلماً كامالً كيف متّ صرف ماله فقد كانوا جاهزين لذلك‪ ..‬وبفضل هللا تعاىل‬
‫استمر تواصله ودعمه ابملزيد بفضل هللا‪.‬‬
‫و ّ‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬االستفادة من املتخصصني وخرباء االستثمار‬

‫تريــد اجلهــة اخلرييــة أن تقــوم بتنميــة مواردهــا املاليــة مــن خــالل االســتثمار‪ ،‬القاعــدة األوىل أن حتــرص علــى‬
‫اسـ ــتقطاب املـ ــوظفني واملستشـ ــارين أصـ ــحاب اخلـ ــربة والتخصـ ــص يف هـ ــذا اجملـ ــال‪ ..‬وأال تتصـ ــدى للعمـ ــل‬
‫إبمكاانهت ــا احلالي ــة اجمل ــردة وإال س ــتقع يف عملي ــة التجرب ــة واخلط ــأ‪ ..‬وه ــو م ــا ق ــد ي ــؤدي إىل خس ــائر مادي ــة‬
‫ملموسة‪ ..‬وتكاليف كبرية غري ملموسة (مثل انشغاهلا عن حقيقة نشاطاهتا)‪..‬‬

‫القاعدة األساسية لنجاح االستثمار يف اجلهة اخلريية‪:‬‬


‫حصر مسئولية االستثمار يف إدارة أو قسم أو فرد على األقل‪..‬‬
‫مع تفرغه هلذه املسئولية‪ ،‬وختصصه فيها‪..‬‬
‫فإن مل ي ُكن متخصصاً يستعني ابملتخصصني‪.‬‬

‫منوذج‬
‫مجعية الرتبية اإلسالمية يف البحرين متّ أتسيسها يف العام ‪1991‬م‪ ،‬ولديها أكثر من ‪ 50‬موظفاً متفرغاً للعمل‪،‬‬
‫لديهم عدد من العقارات واألوقاف ذات العوائد اجملزية‪ ،‬إال أن املعاانة املالية ما زالت موجودة‪ ..‬يرى مستشار‬
‫اجلمعية انصر حممد لوري أن بعض املشاريع اخلريية هلا احتياج كبري ودعمها متوفر دائماً مثل كفالة األيتام‪..‬‬
‫بينما هناك مشاريع أخرى حتتاج أن جتعل هلا استثمارات وأوقاف متوهلا‪ ..‬إال أنه يقول‪ :‬غالباً حنن ض ّد األعمال‬
‫التجارية يف اجلهات اخلريية ألنك لو الحظت ستجد أن مشاريع اآلخرين تنجح ومشاريع اجلهات اخلريية تفشل‬
‫وهذا يعود غالباً إىل كون رؤساء اجلهات اخلريية ومن معهم غري متخصصني وال يثقون بغريهم‪.‬‬

‫وهنا سيطرأ سؤال وحتدي تعانيه الكثري من اجلهات اخلريية‪ ..‬وهو أين ميكن أن جتد هذه اجلهات‬
‫املتخصصة أو األفراد اخلرباء يف االستثمار وتنمية املوارد املالية الذين ميكن أن يقدموا يد املساعدة‪..‬‬
‫فيما يلي قائمة (نوعية واسرتشادية) ميكن االستفادة منها‪:‬‬

‫▪ اجلهات الرمسية املعنية مثل وزارة الشؤون االجتماعية حيث ميكنها املشاركة يف تقدمي دعم‬
‫التأسيس واملشاركة بتوضيح األنظمة الالزمة وتطويرها عند احلاجة‪ ،‬ومثل مصلحة الزكاة والدخل‬
‫حيث ميكنها التعاون مع اجلهات اخلريية ابلدعم والتوجيه‪.‬‬
‫▪ املؤسسات احلكومية املتخصصة يف تنمية ودعم املشاريع مثل صندوق املئوية وبنك التسليف‬
‫واملركز الوطين للمبادرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫▪ الشركات الكربى اليت لديها إدارات مسئولية اجتماعية‪ ،‬وتوجهاً لتنمية ودعم االستثمار يف‬
‫العمل اخلريي واالجتماعي‪ ،‬ويتوفر لديها عادة العديد من اإلدارات املتخصصة واألفراد الراغبني‬
‫يف تقدمي أفكارهم ومعرفتهم لتحقيق النجاح االستثماري للعمل اخلريي‪ ..‬ومن أمثلة الشركات‬
‫برامج عبداللطيف مجيل خلدمة اجملتمع‪ ،‬وبرانمج شركة العثيم‪ ،‬ودلة الربكة‪ ،‬وشركة صافوال‪،‬‬
‫والبنك األهلي‪ ،‬وشركة أرامكو‪ ..‬وغريها‪.‬‬
‫▪ املؤسسات اخلريية املاحنة مثل مؤسسة الراجحي والسبيعي واجلميح واالبراهيم اخلريية وغريها‬
‫الكثري ‪ ،‬حيث ميكنها أن تساعد يف تنمية الناحية املعرفية ودعم الناحية املالية‪.‬‬
‫▪ شركات التدريب ومكاتب استقطاب وتوظيف املوارد البشرية حيث ميكنها داللة اجلهة اخلريية‬
‫على األفراد املناسبني‪.‬‬
‫▪ الشركات االستشارية املتخصصة يف دراسات اجلدوى ودراسات السوق وإرشاد اجلهات اخلريية‬
‫لتخطيط مشروعاهتا على أسس احرتافية‪ ..‬ومنها املراكز املتخصصة يف استشارات املسئولية‬
‫االجتماعية مثل مركز (متكني لالستشارات) ومركز استدامة‪ ،‬ومركز عطاء لتطوير اجلهات‬
‫اخلريية‪ ،‬ومركز بناء األجيال الستشارات اجلهات اخلريية وغريهم‪.‬‬
‫▪ الغرف التجارية الصناعية حيث يتوفر فيها مراكز للمعلومات‪ ،‬ومراكز لدعم املشروعات‪ ،‬وإدارة‬
‫تضم خنبة البلد من املهتمني‬
‫التطوير‪ ..‬وتُقدم أغلبها العديد من الفرص االستثمارية‪ ،‬كما ّ‬
‫واملرتبطني مبجاالت االستثمار‪.‬‬
‫▪ اجلهات اخلريية األخرى‪ ..‬حيث ميكن تبادل اخلربة واملعرفة والتجارب مع اجلهات األخرى اليت‬
‫وحققت جناحات جيدة‪ ،‬ومنها مجعية اإلصالح الكويتية‪ ،‬ومجعية‬‫ْ‬ ‫سبقت يف جمال االستثمار‬
‫ْ‬
‫حتفي القرآن الكرمي جبدة‪ ،‬والندوة العاملية للشباب اإلسالمي وغريهم‪.‬‬
‫▪ أساتذة كليات اإلدارة واالقتصاد والتسويق يف اجلامعات‪ ،‬حيث يتوفر لديهم اخلربات واملعارف‬
‫العديد اليت ميكن أن تساعد اجلهات اخلريية يف توجهاهتا لالستثمار‪.‬‬
‫▪ رجال األعمال والتجار ذوي اخلربات والتجارب الناجحة والقريبني من حميط اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫▪ مجعيات رجال األعمال‪.‬‬

‫كل جهة خريية أن تبحث يف دائرهتا احمليطة والقريبة وستحظى غالباً ابلعديد من املتخصصني‬
‫إن على ّ‬
‫الذين ميكن أن يتعاونوا معها بشكل أو آبخر لتفعيل االستثمارات على أسس مهنية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫قائمة أبرز اجلهات املاحنة واليت ميكن التواصل معهم يف اململكة العربية السعودية‬
‫مؤسسة عبدالرمحن بن صاحل الراجحي وعائلته اخلريية‬

‫مؤسسة سليمان الراجحي اخلريية‬


‫مؤسسة ابن املبارك اخلريية‬
‫مؤسسة حسن عبد الكرمي القحطاين اخلريية‬
‫مؤسسة محد بن عبدالرمحن احلصيين اخلريية‬

‫مؤسسة اجلرب اخلريية‬


‫مؤسسة اإلبراهيم اخلريية‬
‫مؤسسة حممد وعبد هللا السبيعي اخلريية‬
‫مؤسسة اجلميح اخلريية‬
‫أرامكو خلدمة اجملتمع‬
‫سابك خلدمة اجملتمع‬

‫الفوزان خلدمة اجملتمع‬


‫املهيدب خلدمة اجملتمع‬
‫سبكيم خلدمة اجملتمع‬
‫عبد اللطيف مجيل خلدمة اجملتمع‬
‫جمموعة روايب القابضة خلدمة اجملتمع‬
‫كانو خلدمة اجملتمع‬
‫اجملدوعي خلدمة اجملتمع‬
‫مؤسسة الغنيم اخلريية‬
‫مؤسسة الشاوي اخلريية‬
‫مكتب الشيخ عبدالرمحن املوسى اخلريي‬
‫الزامل خلدمة اجملتمع‬
‫شركة تصنيع خلدمة اجملتمع‬
‫مكتب احلكري خلدمة اجملتمع‬
‫مؤسسة الوليد بن طالل اخلريية‬
‫مؤسسة امللك خالد اخلريية‬
‫مؤسسة امللك فيصل اخلريية‬
‫مؤسسة األمرية العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود اخلريية‬

‫مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود اخلريية‬


‫مؤسسة حسن عباس شربتلي اخلريية‬
‫مؤسسة السديري اخلريية‬

‫‪27‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج‬
‫مكتب دعوة يف منطقة صغرية تبىن األفكار التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬استضاف قنصل إحدى دول شرق آسيا مع فريقه واشرت عليه أال يقضي أي عمل ألي أحد‬
‫إال من خالل املكتب‪ ،‬ووفر خميماً كبرياً‪ ،‬كان عدد الراغبني يف احلضور يتجاوز ‪2000‬‬
‫شخص مما أوقعهم يف حرج بسبب عدم توفر موارد مالية كافية‪ ..‬فقصدوا القاضي فإذا عنده‬
‫مسئول يف جهة رمسية مسع عن املشروع‪ ..‬فعرض تزويدهم مبائيت ذبيحة وحتمل تكاليف‬
‫املكيفات الصحراوية ونقلها جماانً‪ ..‬وكان من فضل هللا إسالم الكثري من الدعاة‪ ..‬هذا التوفيق‬
‫من هللا تعاىل‪ ..‬جاء بعد استثمارهم الكثري من الفكر واجلهد الستقطاب القنصل وأخذ‬
‫املوافقات الالزمة‪.‬‬
‫يضم مكاتب وحمالت جتارية وقاعات للتدريب وخدمات‬‫‪ )2‬بدأوا ببناء مبىن (وقف) للمكتب‪ّ ..‬‬
‫للمسلمني اجلدد‪ ..‬وق ْد فقهم هللا لداعم يقدم أرضاً على شارع رئيسي‪ ..‬فبدؤوا وليس لديهم‬
‫سوى مبلغ يسري‪ .‬ولكنهم ملسوا أن الكثري من الناس أيتون ويسألون كم ابقي؟ ويشاركون كل‬
‫على قدر طاقته‪ ..‬حىت اكتمل املبىن‪.‬‬
‫‪ )3‬متّ اختيار أعضاء جملس اإلدارة من الفاعلني وليس املتعاونني بفضل أوقاهتم وأمسائهم فقط‪ ..‬فهم‬
‫يشاركون يف التخطيط ويشاركون يف التنفيذ‪.‬‬
‫‪ )4‬إذا فاض عندهم أي مبالغ مالية يشغّلوهنا يف برامج السنة اجلديدة ابعتبارها قرضاً جيب‬
‫اسرتداده‪ ..‬وتوجيهه لالستثمار‪.‬‬
‫‪ )5‬متّ عمل حتالف اسرتاتيجي مع مؤسسة خريية ماحنة‪ :‬قامت املؤسسة إبفادهتم إدارايً ومالياً‬
‫وختطيط برانمج دعوي‪ ..‬وقامت اجلهة بتويل التنفيذ وتقدمي الربامج الدعوية يف منطقتهم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬معايري عامة لقبول االستثمارات واملشاريع‪:‬‬

‫توجد فـرص كثـرية ومتعـددة أمـام اجلهـات اخلرييـة حبيـث ميكـن اسـتثمارها وتنميـة املـوارد املاليـة مـن خالهلـا‪..‬‬
‫كما تُوجد العديد من األبـواب والفـرص الـيت مل تسـتثمر إىل اآلن‪ ..‬ومـع كـون ذلـك صـحيحاً إال أنـه ال بـ ّد‬
‫مــن أن تضــع اجلهــة عــدداً مــن املعــايري الــيت تلتــزم هبــا عنــد اإلقــدام علــى ق ـرارات االســتثمار جتنبــا للمخــاطرة‬
‫والتشــتت‪ ..‬وهــذه عــدد مــن أبــرز املعــايري الــيت متّ تطويرهــا لتســتفيد منهــا اجلهــات اخلرييــة‪ ..‬ولــيس ابلضــرورة‬
‫كل قرار ومشروع‪:‬‬ ‫كل هذه املعايري يف ّ‬ ‫تطبيق ّ‬

‫‪ -1‬أن تكون املشروعات بعيدة عن احملاذير الشرعية وبعيدة عن الشبهات متاماً وأن تكون مقبولة‬
‫اجتماعياً ورمسياً حىت ال تؤثر على مسعة ومسرية اجلهة اخلريية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يُقدم للمشـروع ملخـص تنفيـذي مكتـوب حيتـوي‪ :‬فكـرة املشـروع‪ ،‬ومميزاتـه‪ ،‬وعقباتـه‪ ،‬والتكلفـة‬
‫التقديرية‪ ،‬والعوائد التقديرية‪ ،‬ومدة التنفيذ‪ ،‬والكوادر املطلوبة للنجاح‪.‬‬

‫‪ -3‬توفري دراسة جدوى وفـق األسـس العلميـة‪ ،‬وجيـب أن تسـلط الضـوء علـى املخـاطر احملتملـة وكيفيـة‬
‫التعامل معها ابإلضافة إىل جوانب دراسة اجلدوى األخرى الفنية والتسويقية واملالية وغريها‪.‬‬

‫‪ -4‬ومهما كانت املشاريع ذات هدف نبيل فإنه جيب أن تكـون هلـا جـدوى رحبيـة‪ ،‬وأن يلـر املشـروع‬
‫حاجة موجودة وله عمالء واضحون‪ ..‬وال تقدم عليه اجلهة اخلريية فقط ألسباب عاطفية‪.‬‬

‫‪ -5‬تــوفري كــادر إداري متفــرغ ومنفصــل عــن إدارة اجلهــة اخلرييــة لديــه اخل ـربة الكافيــة إلجنــاح املشــروع‬
‫االستثماري‪ ..‬من املهم دائماً التفكري (ابلشخص قبل الفكرة)‪.‬‬

‫‪ -6‬يُفضـ ْـل أال ت ــدخل اجله ــة اخلرييــة إال يف مش ــروع ق ــائم وقــد جت ــاوز مرحل ــة التأســيس وحق ــق نت ــائج‬
‫جيدة‪ ..‬وأال يكون مشروعاً علـى الـورق سـيبدأ مـن الصـفر ألن ذلـك يسـتنزف الكثـري مـن الوقـت‬
‫واجلهــد الــذي ال تســتطيع اجلهــة اخلرييــة حتملــه‪ .‬وإذا كانــت هنــاك قناعــة كاملــة بتأســيس مشــروع‬
‫استثماري جديد من البدايـة‪ ،‬فيجـب تـوفري دراسـات متكاملـة وخطـط تفصـيلية وإدارة متخصصـة‬
‫وموارد مالية خمصصة وكافية للمشروع قبل البداية به‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫ـتم الــدخول يف االســتثمار يف مشــروع حقــق خســائر ســابقة‪ ..‬إال بشــر أن تكــون اخلســارة‬ ‫‪ -7‬ال يـ ّ‬
‫ألس ــباب واض ــحة مث ــل س ــوء اإلدارة أو ض ــعف التموي ــل أو أم ــر خ ــارج ع ــن اإلرادة‪ ،‬وال ب ـ ّد م ــن‬
‫معرفــة الســبب احلقيقــي لتعثــر أي مشــروع قبــل حماولــة أخــذه واعتبــاره فرصــة‪ .‬مــع التأكــد مــن أنــه‬
‫احلل الكامل للتم ّكن من جتاوز مرحلة اخلسارة‪.‬‬ ‫يتوفر لدينا ّ‬

‫‪ -8‬ال ب ّد من دراسة الوضع املايل والسمعة للشركاء ودراسة اترخيهم يف جمال األعمال وقدراهتم‬
‫املالية‪ ،‬فليس من املناسب ألي جهة خريية أن تستق ّل بذاهتا يف املشاريع االستثمارية بل قد‬
‫تكون الشراكات يف حقها أوىل‪ ..‬وليس من املناسب يف املقابل أن تُقدم اجلهة اخلريية على‬
‫الشراكة قبل حتقيق معرفة كافية عن الشريك سواء كان مؤسسة أو فرداً‪.‬‬

‫‪ -9‬ال بــد أن يكــون لــدى اجلهــة اخلرييــة الوقــت الكــايف لدراســة املشــروع وهتيئــة الفرصــة لنجاحــه‪ ،‬وال‬
‫ـطر لل ــدخول الس ـ ـريع وغ ــري احملس ــوب يف ف ــرص ومش ــروعات تعتق ــد أن الوق ــت ض ــيق وأهن ــا‬
‫تض ـ ّ‬
‫ستفوت إذا مل تبادر ابملشاركة واالستثمار فيها‪.‬‬

‫‪ -10‬يُفضـ ْـل أن تضــع اجلهــة اخلرييــة حــداً أقصــى مالي ـاً لكـ ّـل مشــروع وأال تزيــد املشــاركة يف املشــروع‬
‫الواحد عن رأس مال حمدد بسقف أعلى ال يصح جتاوزه أبداً‪..‬‬

‫‪ -11‬يفضــل أن ضــع اجلهــة اخلرييــة بعــض احملــاور يف حســباهنا عنــد اختــاذ قـرار االســتثمار‪ ،‬ومــن ذلــك‬
‫حم ــور البع ــد اجلغـ ـرايف ف ــال تتب ــىن مش ــروعاً يص ــعب عليه ــا مراقبت ــه ومتابعت ــه لبع ــده ع ــن موقعه ــا‪،‬‬
‫واالرتبا ابجلودة والتميـز يف املنـتج واخلـدمات الـيت يقـدمها املشـروع‪ ،‬وانسـجام املشـروع يف الرؤيـة‬
‫مــع اجلهــة اخلرييــة‪ ،‬ووجــود ميــزة نســبية تـربط بــني اجلهــة اخلرييــة واملشــروع كــأن يقــوم املشــروع علــى‬
‫وفكرة وجود عدد كبري من الفروع أو املستفيدين عند اجلهة اخلريية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج‬
‫جهة خريية دولية تعمل يف بريطانيا ويعمل لديها أكثر من ‪ 36‬موظفاً متفرغاً‪ ،‬إضافة إىل ‪ 150‬موظفاً‬
‫أتسست منذ أكثر من عشرين عاماً ولديها إيرادات اثبتة من عوائد‬
‫ْ‬ ‫تُشرف عليهم يف دولة أخرى‪..‬‬
‫األوقاف تصرف منها على احتياجاهتا الدائمة‪ ..‬وهناك تربعات غري اثبتة تتوسع هبا حسب توافر الدعم‪.‬‬

‫منذ بداية التأسيس متّ شراء مبىن كامل على مساحة جيدة وبه عدد من املرافق اليت تُقدم خدمات ُحتقق‬
‫يتم‬
‫إيرادات مثل املدرسة‪ ،‬ومكتب خدمات سياحية‪ ،‬ومطعم‪ ،‬ومكتبه‪ ،‬وصالة ألعاب رايضية وسكن ّ‬
‫أتجريه للمسلمني اجلدد أو الطالب‪ .‬كما متّ إطالق مشاريع إسكان طالب قرب اجلامعات فحقق دخالً‬
‫جيداً بسبب وجود احتياج كبري‪.‬‬

‫قامت بتحويل عدد من املشاريع اخلريية‬


‫حرصاً على االستقرار املايل والنجاح يف مسرية عملها اخلريي‪ْ ..‬‬
‫وبدأت ختفف عنها الدعم بشكل‬‫ْ‬ ‫اليت متّ إطالقها يف عدد من الدول األفريقية إىل مجعيات خريية حملية‪،‬‬
‫سنوي متزايد حىت تبدأ املشاريع واجلمعيات تعتمد على نفسها ذاتياً‪..‬‬

‫األمني العام يرى أنه لنجاح االستثمارات جيب أن توجد إدارة مستقلة عن اجلمعية‪ ،‬وفريق متخصص‪،‬‬
‫وسياسات اثبتة‪ ،‬وأن يكون حجم عالقات املسئولني جيداً ألن لذلك دور كبري يف النجاح االستثماري‬
‫للجهات اخلريية‪.‬‬
‫كما يرى أن أهم أسباب الفشل أحياان هو رئيس اجلهة اخلريية‪ ،‬وذلك بسبب عدم التعامل ابحرتافية‬
‫(مثل عدم االهتمام بدراسات اجلدوى) وكذلك بسبب الفردية يف اختاذ القرارات‪ .‬ويرى أن على إدارة‬
‫اجلهة اخلريية أن تتجنب الدخول يف مشاريع تشغيلية ألهنا تستنزف مواردها وتصرفها عن عملها‬
‫األصلي‪ ،‬وغالب االستثمارات التشغيلية مثل املطاعم والسياحة تفشل عند اجلهات اخلريية‪ ..‬بينما‬
‫االستثمارات العقارية أو املشاركة يف نشا استثماري جتاري مع رجل أعمال لديه دراسات كافية وانجح‬
‫يف عمله هو التوجه األفضل للجهات اخلريية‪ ،‬وهنا ينبغي أال تقوم اجلهة اخلريية مبنافسة التجار حىت ال‬
‫قامت إحدى اجلهات اخلريية ابالستثمار يف مصنع‬
‫تتضرر يف عدم تلقي الدعم منه ْم فهم األقوى مادايً‪ْ ..‬‬
‫ودخلت يف خالفات إدارية وفشل املشروع‪ ..‬وقد كان من األجدى هلا‬
‫ْ‬ ‫انفستهم‬
‫ْ‬ ‫فخسرت من‬
‫ْ‬ ‫مياه‬
‫الدخول يف شراكات تفيد اجلميع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الدراسة الرابعة‪ :‬العقبات اليت تقف يف طريق تنمية استثمار املوارد املالية يف اجلهات اخلريية‪:‬‬

‫ت مع عدد من القائمني على اجلهات‬ ‫بناء على الزايرات امليدانية واالستطالعات واملقابالت اليت متّ ْ‬
‫اخلريية يف عدد من دول اخلليج العريب‪ ..‬وجدان أن هناك عدداً من العقبات األساسية املتكررة يف إطارات‬
‫عامة‪ ،‬أو بصور جزئية‪ ..‬وكان ال ب ّد لنا من حصر وذكر هذه العقبات حىت ميكننا مساعدة اجلهات‬
‫اخلريية يف جتنبها يف سبيل االنتقال إىل مرحلة جديدة يف مسريهتا لتنمية مواردها املالية من خالل تفعيل‬
‫االستثمارات‪.‬‬

‫العقبة األوىل (العجز املادي)‪:‬‬


‫االفتقــار إىل أســس تنميــة امل ـوارد املاليــة مــن خــالل االســتثمارات‪ ،‬وأســس االســتثمار نعــين هبــا رأس املــال‪،‬‬
‫واألصول‪ ،‬واملعرفة‪ ..‬إخل‪ .‬ويدخل يف هذه العقبة االفتقـار إىل السـيولة املاليـة الـيت ميكـن تنشـيطها اسـتثمارايً‬
‫لتدر عوائد مالية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومع كون هذه العقبة حقيقة ورئيسية‪ ..‬إال أننا نعتقد أ ّن كثرياً من اجلهات اخلريية تعـيش مشـكلة اعتقادهـا‬
‫أبنه ليس اة جمال لالستثمار إال مـن خـالل تـوافر رأس مـال كبـري وفـائض عـن االحتيـاج‪ ..‬والواقـع أن فكْـر‬
‫ـيتم حبثــه ابلتفصــيل‬
‫االســتثمار مبعنــاه املتقــدم ال يفــرتض وجــود رأس مــال كبــري‪ ..‬وال فــائض‪ ..‬وهــذا مــا سـ ّ‬
‫بتوفيق هللا وذكر أمثلته ومناذجه يف شرح منوذج أساس يف الفصل التايل من فصول الكتاب‪.‬‬
‫يندرج حتت هذه العقبة عدم مساعدة اجلهات املاحنة جلهة خريية حمددة أو عدم قناعة املاحنني مبشاريع‬
‫اجلهة اخلريية‪ ،‬وعدم استثمار االجنازات السابقة يف اجلهة اخلريية بطريقة استثمارية‪ ،‬وعدم استغالل‬
‫اإلمكانيات املتاحة للجهة‪ ،‬وعدم وجود مقر دائم حيث يؤثر ذلك على كثري من األمور‪ ،‬وضعف‬
‫مستوى دخل أفراد املنطقة‪ ،‬ويدخل فيها أن أكرب موارد اجلمعيات تكون عبارة عن أموال خمصصة ال‬
‫ميكن التصرف فيها ألهنا جيب أن تُنفق يف أوجهها املشروعة هلا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫العقبة الثانية (العجز املعريف)‪:‬‬
‫االفتقــار إىل األفكــار الــيت تســهم يف تنميــة امل ـوارد املاليــة مــن خــالل االســتثمارات‪ ،‬ويــدخل يف ذلــك عــدم‬
‫توفر اخلرية الكافية يف جمال االستثمار‪ ،‬والبقاء يف دائرة الرتكيز على جماالت حمدودة وضيقة ومألوفة‪.‬‬

‫ه ــذا العج ــز املع ــريف ل ــه س ــبب ج ــوهري وه ــو االفتق ــار إىل األش ــخاص ذوي الكف ــاءة واخل ــربة والتخص ــص‬
‫القادرين على تنمية وإدارة االستثمارات (عجز بشري)‪.‬‬
‫والسؤال الذي يفرض نفسه هو‪ :‬أيهما أكثر أمهية‪ ..‬املوارد املالية‪ ..‬أم املوارد البشرية‪ ..‬؟!‬

‫والواقع أننا مل نطرح هذا السؤال على أي جهة خريية فكانت إجابتهم مـرتددة أو خمتلفـة‪ ..‬اجلميـع يوافقـون‬
‫على أن املوارد البشرية تُعترب أكثـر أمهيـة وسـبباً يف جلـب وتنميـة املـوارد املاليـة‪ .‬ومـع ذلـك فـالواقع أن بـرامج‬
‫اجلهــات اخلرييــة واجتماعــات القــائمني عليهــا واهتمامــات جملــس إدارهتــا تتجاهــل بشــكل كبــري البحــث عــن‬
‫األفراد وأتهيلهم بشكل مناسب لتلبية االحتياجات املالية املستقبلية‪.‬‬
‫يبقــى أن التحــدي املعــريف واســتقطاب وأتهيــل الكــادر البشــري املناســب لــيس أمـراً ســهالً‪ ..‬لكننــا قــدمنا يف‬
‫الدراسة الثانية ما يساعد يف ختطي هذه العقبة‪ ،‬كما أننا يف الفصل القـادم سنسـتعرض الكثـري مـن األفكـار‬
‫االستثمارية والتجارب العملية اليت حتاول تقليص سلبية عدم وجود أفكار‪.‬‬

‫أخرياً نشري إىل أنه يندرج حتت هذه العقبة عدم قدرة اجلهة اخلريية على استغالل الفرص‪ ،‬وعدم القدرة‬
‫على تفعيل األقسام النسائية أو املتطوعني‪ ،‬وعدم القدرة على دراسة املشاريع واألفكار املتاحة‪.‬‬

‫العقبة الثالثة (العجز إداري)‪:‬‬


‫االفتقار إىل القاعدة التنظيمية واإلدارية اليت تسهم يف تنمية املوارد املالية من خالل تفعيل وتنمية‬
‫االستثمارات‪ .‬ويدخل فيها عدم التفرغ من قبل الكادر اإلداري املسئول عن اجلهة اخلريية أو عن قسم‬
‫تنمية املوارد املالية ابلتحديد‪ ،‬وعدم وجود خطط إعالمية وعدم وجود دعاية وإعالن‪ ،‬ومومسية العمل يف‬
‫بعض اجلهات اخلريية‪ ،‬وعدم وجود التخطيط لتنمية املوارد أو العجز عنه‪ ،‬وعدم وجود كادر متفرغ وضعف‬
‫األنشطة والربامج اليت تقدمها اجلهة اخلريية‪ ،‬وضعف أو صعوبة التواصل مع الداعمني‪ ،‬وضبابية صورة‬
‫اجلهة لدى اجملتمع‪ ،‬وعدم وجود خرباء‪ ،‬وتشتت اجلهود والطاقات‪ ،‬وعدم وضوح الرؤية‪ ،‬ورضا أصحاب‬
‫القرار ابلواقع‪ ،‬وضعف الثقة ابلذات لدى العاملني على تنمية املوارد‪ ،‬وضعف معرفة العاملني جبهتهم‬
‫اخلريية‪ ،‬واخلوف من املخاطرة واخلسارة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫العقبة الرابعة (القناعات والتخوفات اخلاطئة)‪:‬‬
‫من العقبات وجود قناعات وخماوف لدى قادة اجلهة اخلريية من أتثري االستثمارات على مسعة وتوجه‬
‫ونشا اجلهة‪ ،‬والنظرة الشرعية للموضوع اليت تصل إىل ح ّد حترمي استخدام التربعات يف تنمية‬
‫االستثمارات‪ ..‬فقد يكون لدى اجلهة اخلريية ختوفاً زائدا أو عدم رغبة أصحاب القرار يف حتمل املسئولية‪،‬‬
‫أو القناعة ابنعدام الثقة يف اجلمعية أو نشاطها أو إدارهتا أو القناعة بعدم إحساس التاجر ابجلهة‪ .‬وقد‬
‫يكون عدد من هذه التخوفات أو القناعات صحيحة وقائمة‪ ،‬إال أننا جيب أال جنعلها ذريعة لتجنب‬
‫تفعيل الستثمارات يف اجلهات اخلريية‪ ،‬بل علينا أن ندرس كيف نتجنب هذه املخاوف والقناعات‪.‬‬

‫منوذج‬
‫أحد املوسرين جاء إىل جهة خريية وقدم هلم اثين عشر مليون رايل ليقوموا ابستثمارها ملدة عشر سنوات‬
‫يف بناء مساكن خريية وحنوها مث يعيدوا إليه رأس املال‪ ..‬وقد درسوا األمر ووافق كافة املسئولني يف اجلهة‬
‫اخلريية على ذلك‪ ..‬إال أن رئيس جملس اإلدارة ذو املقام الفاضل رفض األمر وقال‪ :‬هذا يف ذميت وأان ال‬
‫لتسري أمورها‪.‬‬
‫وبقيت هذه اجلهة إىل اليوم تطلب ماالً ّ‬‫ْ‬ ‫أحتمل هذه املسئولية‪..‬‬
‫إننا حنتاج إىل توقف طويل عند أتثري قناعات أصحاب القرار على زايدة دخل اجلهة اخلريية ‪ -‬فالقوي‬
‫مقدم على األمني – وحنن نريد قادة قادرين على جلب املزيد من املوارد واستثمار املوارد املتاحة بشكل‬
‫أفضل‪ ..‬إضافة إىل قادة قادرين على تبين املشاريع اخلريية وتنفيذها‪.‬‬

‫العقبة اخلامسة (األنظمة الرمسية)‪:‬‬


‫املتغريات النظامية واخلارجية اليت قد تؤثر علـى كافـة األنشـطة اخلرييـة واالجتماعيـة يف اجملتمـع أبسـره‪ ..‬هـذه‬
‫العقبــة لــيس للجهــة اخلرييــة دور يف حص ــوهلا أو جتنبهــا‪ ..‬لكنه ــا جي ــب أن تك ــون عل ــى إط ــالع ووع ــي مب ــا‬
‫حيــدث يف حميطهــا مــن مســتجدات‪ .‬واخلطــوة الرئيســية الــيت عليهــا التأكــد منهــا تتمثــل يف التعــرف الكامــل‬
‫علــى األنظمــة احلاليــة‪ ،‬ووجــود مرجعيــة نظاميــة أو شــرعية ومظلــة داعمــة لكــل أعمــال واســتثمارات اجلهــة‪.‬‬
‫جيب مالحظة أن كافة العقبات السابقة ميكن التحكم هبا‪ ،‬ابستثناء عقبة األنظمة‪.‬‬
‫ويندرج حتت هذه العقبة التعقيدات اإلدارية للمصارف وصعوبة فتح احلساابت البنكية والتحويالت‬
‫املالية والتربعات القادمة من بعض املنظمات الدولية وغري ذلك‪.‬‬
‫إذا كنا نتحدث عن املسائل املالية مراراً وتكرارا فإن السبب يرجع إىل‬
‫تعامل العديد من اجلهات اخلريية مع املال بشكل إداري غري صحيح‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫(أساس)‬

‫منوذج تطبيقي لتفعيل االستثمار يف اجلهات اخلريية‬

‫✓ توضيح منوذج (أساس)‬


‫أساس رأس املال‬ ‫✓‬
‫أساس املعرفة واملعلوماتية وقواعد البياانت‬ ‫✓‬
‫أساس األصول امللموسة وغري امللموسة‬ ‫✓‬
‫أساس (امليزة اخلاصة) أو (الكفاءة اجلوهرية)‬ ‫✓‬
‫✓ أساس األفكار اإلبداعية والفرص الساحنة‬
‫✓ منوذج األوقاف‪ ..‬توسيع صور الوقف من خالل أسس االستثمار‬

‫‪35‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫توضيح منوذج (أساس)‪:‬‬

‫منوذج أساس لالستثمار يف اجلهات اخلريية‬

‫حمرك االستثمار‬ ‫أفكار االستثمار‬ ‫أساس االستثمار‬ ‫التنظيم اإلداري‬

‫الصورة الذهنية‬

‫منا ااوذج (أسا اااس) املوضا ااح أعا اااله يها اادف إىل تنميا ااة املا ااوارد املاليا ااة يف اجلها ااات اخلرييا ااة ما اان خا ااالل‬
‫االستثمارات اآلمنة‪ ..‬مع بقااء االساتثمار وسايلة تسااعد اجلهاة اخلريياة يف حتقياق أهادافها ماع احملافظاة‬
‫على تركيزها وتوجهها لألعمال اخلريية‪.‬‬

‫إن غالب ما مينع دخول اجلهات اخلريية يف جمال االستثمار أو التوسع فيه هو أحد األسباب التالية‪:‬‬

‫السبب األول‪:‬‬
‫االفتقــار إىل وجــود األســس االســتثمارية (رأس املــال ‪ ،‬األصــول‪ ،‬املعرفــة‪..‬إخل)‪ .‬حيــث أن الغالــب أن هنــاك‬
‫قناعة سائدة (وهي صحيحة بشكل مسـر) أنـه ال ميكـن للجهـة اخلرييـة أن تسـتثمر مـا مل يكـن لـديها مـاالً‬
‫وفرياً فائضاً عن حاجتها‪ .‬ورأس املال هو أحد األسـس االسـتثمارية الـيت يبـىن عليهـا التوسـع يف االسـتثمار‪،‬‬
‫لكنــه لــيس األســاس الوحيــد‪ ..‬ولــيس ابلضــرورة أن يكــون وف ـرياً وفائض ـاً عــن احلاجــة لتقــوم اجلهــة اخلرييــة‬
‫ابستثماره‪.‬‬
‫واجلديــد ابلــذكر أن عــدداًكبــرياً مــن اجلهــات اخلرييــة متلــك أسسـاً اســتثمارية جيــدة لكنهــا لألســف ال تــدرك‬
‫ذلــك‪ ..‬وســيأيت توضــيح عــدد مــن األســس االســتثمارية ومنــاذج اســتثمارها لتحقيــق عوائــد منهــا فيمــا يلــي‬
‫إبذن هللا‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫السبب الثاين‪:‬‬
‫االفتقــار إىل األفكــار االســتثمارية وعــدم القــدرة علــى تطــوير املشــروعات عنــد تــوافر بعــض األســس (تطــوير‬
‫مشروع‪ ،‬تشغيل رأس املال‪ ،‬املشاركة ابملوجودات‪.)..‬‬
‫يف بعــض األحيــان يكــون األســاس االســتثماري متــوفراً (مثــل وجــود أرض أو مبــىن عقــاري)‪ ،‬وتعــي اجلهــة‬
‫ـدر‬
‫اخلرييـة وجـود هـذا األســاس‪ ..‬لكنهـا ال تعـرف كيــف تط ّـور األفكـار لتحوهلــا إىل مشـروعات اسـتثمارية تـ ّ‬
‫عوائد مادية من غري أن جتد نفسها يف مشكالت وانشغاالت هي يف غىن عنها‪..‬‬
‫‪Business‬‬ ‫وهـ ـ ــذا ال يع ـ ـ ـ ّد عيب ـ ـ ـاً يف اجلهـ ـ ــة اخلرييـ ـ ــة أو القـ ـ ــائمني عليهـ ـ ــا ألن (تطـ ـ ــوير األعمـ ـ ــال‬
‫‪ ) Development‬وألن (إدارة املشــروعات ‪ )Project Management‬هـي ختصصـات قائمـة وهلـا‬
‫لكن املشكلة هي بقاء هـذه األصـول معطلـة عـن االسـتثمار‪ ..‬يف الوقـت الـذي تعـاين فيـه اجلهـة‬ ‫روادها‪ ..‬و ّ‬
‫اخلريية من نقص يف مواردها املالية‪.‬‬

‫السبب الثالث‪:‬‬
‫االفتقار إىل الكفاءات واخلربات القادرة على تبين االسـتثمار وتوجيهـه وتنميتـه (حمـرك االسـتثمار)‪ ..‬تعـاين‬
‫اجلهات اخلريية من عدم وجود كفاءات متخصصة ميكنها تفعيل عناصر القوة لـدى اجلهـة اخلرييـة وحتويلهـا‬
‫ملصدر دخل مادي من خالل االستثمار‪.‬‬
‫ويف منــوذج (أســاس) فــإن االقـرتاح األكثــر عمليــة وواقعيــة هــو أن تزيــد اجلهــات اخلرييــة عالقتهــا مبــن خيــدمها‬
‫مـن داخــل أو خــارج اجلهــة مــن اخلـرباء والوســطاء واملتخصصــني يف جمــاالت االســتثمار‪ ..‬مقابــل نســبة مــن‬
‫صــايف األرابح العائــدة للجهــة اخلرييــة‪ .‬وابلتــايل تضــمن احلصــول علــى أفضــل الفــرص االســتثمارية‪ ،‬وتضــمن‬
‫أهنا ال تتكلف أي شيء حىت أتتيها األرابح إبذن هللا تعاىل‪.‬‬
‫وه ــذا األم ــر ينطب ــق عل ــى ك ـ ّـل م ــن سـ ـيقوم بعملي ــة اإلدارة والتش ــغيل أو يُش ــرف عل ــى مش ــروع اس ــتثماري‬
‫وسيتم التعرض بشكل تفصيلي أكثر يف الفصل األخري من الكتاب‪.‬‬ ‫ستشارك اجلهة اخلريية فيه‪ّ ..‬‬

‫مناذج‬
‫استشارين أحد العاملني يف إحدى اجلهات اخلريية املسئولة عن دعوة غري املسلمني فقال‪ :‬عندان صيين‬
‫مسلم عقليته التجارية جيدة وعنده أفكار وقد كان يعمل اتجراً يف بلده‪ ..‬ونريده أن يستثمر لنا بعض‬
‫املال!!‪.‬‬
‫وأخربين أحدهم أهنم سلموا ماالً ألحد منسويب اجلهة اخلريية ليتوىل استثماره يف سوق األسهم‪ ..‬فخسروا‬
‫أكثر من نصف املبلغ قبل أن يعلموا عن األمر‪ ..‬مثّ يسارعوا بسحب ابقي املبلغ‪.‬‬
‫مع األخطاء أن تتخذ اجلهة اخلريية قراراً ارجتالياً مبنح األموال لفرد يقوم بتشغيلها‪..‬‬
‫‪37‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫السبب الرابع‪:‬‬
‫االفتقار إىل قاعدة تنظيمية وإداريـة داخـل اجلهـة اخلرييـة تُسـهم يف تنميـة االسـتثمارات دون أن تطغـى علـى‬
‫جتد أن مسئولية وصالحية االستثمار يف اجلهـة اخلرييـة لـدى إدارة أو أفـراد‬ ‫مسرية وتوجه اجلهة أبسرها‪ .‬فال ُ‬
‫حمددين‪ ..‬واحل ّل ابختصـار هـو إعـادة ترتيـب اهليكـل اإلداري مبـا يضـمن حتديـد مسـئولية االسـتثمار بشـكل‬
‫ـيتم التعــرض هلــذا األم ــر‬
‫دقيــق وعملــي لــدى إدارة خمصصــة‪ ،‬وفــرد حمــدد مــع فريــق حســب االحتي ــاج‪ ،‬وسـ ّ‬
‫بشكل تفصيلي أكثر يف الفصل األخري من الكتاب‪.‬‬

‫السبب اخلامس‪:‬‬
‫قناعات وخماوف القائمني على اجلهة اخلريية من أتثري االستثمار على مسعـة اجلهـة اخلرييـة‪ ،‬أو تغيـري التوجـه‬
‫ال ــذي قام ــت ألجل ــه‪ ،‬أو االنش ــغال ع ــن األنش ــطة الرئيس ــية‪ ،‬أو تس ـ ّـرب الكف ــاءات إىل جم ــال االس ــتثمار‬
‫اخلاص‪..‬إخل‪.‬‬
‫احلل لكل ذلك هو التنظيم الداخلي‪ ،‬واالستفادة من مفردات وعناصر موضوع الصورة الذهنية للجهـات‬ ‫و ّ‬
‫اخلريية وتبنيه ابستمرار‪ ..‬وهذا سوف نتعرض له أيضاً ابلتفصيل يف الفصل األخري من الكتاب‪.‬‬

‫ـيتم اســتعراض عــدد مــن األســس االســتثمارية الــيت تســاعد اجلهــة اخلرييــة يف تنميــة‬
‫فيمــا يلــي مــن هــذا الفصــل سـ ّ‬
‫االستثمارات وهي على النحول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬أساس رأس املال‬
‫(‪ )2‬أساس املعرفة واملعلوماتية وقواعد البياانت‬
‫(‪ )3‬أساس األصول امللموسة وغري امللموسة‬
‫(‪ )4‬أساس (امليزة اخلاصة) أو (الكفاءة اجلوهرية)‬
‫(‪ )5‬أساس األفكار اإلبداعية والفرص الساحنة‬
‫منوذج األوقاف‪ ..‬توسيع صور الوقف من خالل أسس االستثمار‬

‫وحتــت كـ ّـل أســاس ســنقدم توضــيحاً كافي ـاً وعــدداً مــن أفكــار املشــروعات االســتثمارية الكفيلــة بتحقيــق عوائــد‬
‫مادية بشكل أو آبخر وبنسب متفاوتة بتوفيق هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج‬
‫تع ّد مجعية اإلحسان الطبية يف جيزان انشئة‪ ،‬إال أهنا ومن بداايهتا تتبىن العديد من عناصر النجاح‪ ،‬فقد‬
‫انطلقت على أساس التخصص واالحتياج يف املنطقة حيث تُقدم خدمات صحية نظامية‪ .‬وقد بذل‬ ‫ْ‬
‫القائمون عليها جهداً الختيار هوية تعكس املستوى املأمول ومل يتعاملوا بعشوائية مع اختيار االسم‬
‫كل تفاصيل عملك)‪.‬‬ ‫والشعار وغريه (ال ب ّد من التفرد والتميز يف ّ‬

‫كان أتسيس اجلمعية إحدى ارات لقاء علمي اطلعوا من خالله على جتارب مجعيات صحية انجحة‬
‫أخرى‪ ،‬وبدؤوا أبخذ موافقة رجال أعمال وأطباء ووجهاء وطالب علم‪ ..‬مث حصلوا على املوافقة الرمسية‬
‫من الوزارة وانطلقوا من خالل الدعم املايل الرمسي الذي متنحه الوزارة لتأسيس مجعية خريية‪.‬‬

‫متّ تشكيل جملس إدارة من ‪ 13‬فرداً منهم وكيل أمارة املنطقة‪ ،‬ومتكنوا من مجع قرابة ‪ 400‬ألف رايل‬
‫شكلت انطالقتهم الفعلية‪ ..‬وقدم هلم أحد الداعمني مساحة مفتوحة ملقر املكتب الرئيسي (قال‪ :‬هي‬
‫ْ‬
‫املقر وبدأت اللجان أعماهلا‪.‬‬
‫فتم تشكيل وأتثيث ّ‬ ‫لكم حىت تستغنوا عنها)‪ّ ..‬‬

‫كل مشروع تُوضع له‬


‫بدأت اللجنة الفنية بوضع املشاريع الطبية اليت ختدم فئات حمددة من املرضى‪ ..‬و ّ‬
‫رت‬
‫ويسوق فيأيت التمويل بتوفيق الباري‪ ..‬علماً أبن العالقات الشخصية يف نفس الوسط الطر وفّ ْ‬
‫خطة ّ‬
‫كثرياً من الدعم‪.‬‬
‫من املشاريع اليت متّ إطالقها مشروع اإلسكان اخلريي للمرافقني مع املرضى املراجعني‪ ..‬وكثري منهم فقراء‬
‫وال جيدون تكلفة السكن‪ ..‬وهذه تعترب خدمة جديدة مبيزانية متواضعة جداّ‪ .‬وكذلك األمر مع مشروع‬
‫توصيل املرضى من القرى إىل املستشفى والعكس‪..‬‬

‫مث وفقهم هللا أبن تربع أحد التجار من أعضاء جملس اإلدارة أبرض يف موقع متميز‪ ،‬ومتّ استكمال‬
‫تصميمها وبدأ استصدار الرتاخيص الالزمة هلا‪ ،‬واهلدف تسويق فكرة إنشاء وقف متخصص للجمعية‬
‫ملساعدهتا يف حتقيق استقرار مادي مستقبالً بتوفيق هللا‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األساس األول‪ :‬أساس رأس املال‬

‫املقصــود مــن هــذا األســاس هــو‪ :‬وجــود رأس مــال ميكــن أن تســتغين عنــه اجلهــة اخلرييــة ملــدة حمــددة متواصــلة‪،‬‬
‫ـول‪ ..‬كلمـا‬
‫وبغض النظر عن حجم املبلغ‪ ..‬إال أنه كلما أمكن االستغناء عن مبلغ نقـدي أك ْـرب لفـرتة حمـددة أط ْ‬
‫ّ‬
‫أمكن استثمار النقد يف احلصول على صفقات متميزة وجيدة (املال يولد املال)‪.‬‬

‫وسأستعرض فيما يلي بعض األمثلة والنماذج العملية اليت ميكن استثمار رأس املال فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬اســتثمار رأس املــال يف متلــك األراضــي يف املنــاطق ذات الطلــب املتزايــد (مثــل الش ـراء يف املخططــات‬
‫اجلديدة احلكومية أو اخلاصة) ومن مثّ إعادة بيعها عند ارتفاع قيمتهـا السـوقية‪ ..‬وميكـن حينهـا إخـراج‬
‫رأس املال من االستثمار وإبقاء الربح ليضارب يف شراء مواقع أخـرى هبـدف الشـراء وإعـادة البيـع عنـد‬
‫أرابح سريعة‪ ..‬ميكن أن تتفق اجلهة اخلريية مع مكتب تسويق عقاري لتجنب االنشغاالت املتوقعة‪.‬‬
‫اســتثمار الفــائض املــايل يف بنــاء منشــآت عقاريــة بغــرض بيعهــا أو أتجريهــا بعوائــد ســنوية ووقْـف ريعهــا‬ ‫‪-2‬‬
‫على أنشطة اجلهة اخلريية‪ ..‬وهذا االستثمار يتطلـب عـدة أمـور منهـا التعاقـد مـع مقـاولني متخصصـني‬
‫جتنب ـاً للخطــأ أو االنشــغال‪ ،‬والتنبــه إىل أن هــذا النــوع مــن االســتثمارات يــؤدي إىل جتميــد املــال لفــرتة‬
‫طويلة نسبياً‪.‬‬
‫اســتئجار مبــىن كبــري بشــكل كامــل‪ ،‬مث إعــادة أتجــريه كوحــدات مقطعــة ب ـربح جمــدي‪ :‬مثــال يوجــد يف‬ ‫‪-3‬‬
‫إحــدى املــدن الرئيســية مبــىن مكــون مــن ‪ 48‬شــقة صــغرية‪ ،‬يطلــب صــاحبه أتجــريه جلهــة واحــدة ســنوايً‬
‫بقيمة ‪ 1,300,000‬رايل مقسمة على دفعتني‪ُ ..‬ميكن أن يُعـاد أتجـري املبـىن لك ّـل شـقة سـنوايً بقيمـة‬
‫إمجالية ‪ 1,770,000‬رايل تقريباً‪ ..‬وميكن أن يتوىل مكتب عقار املسئولية ابلكامـل مقابـل نسـبة مـن‬
‫العائد وتبقى اجلهة اخلريية بعيدة عن تعقيدات وانشغاالت املستأجرين‪.‬‬
‫شراء بضاعة نقداً بسعر منخفض ومنافس وبكميات جيدة‪ ،‬وإعادة بيعها ابآلجل بسـعر أعلـى وربـح‬ ‫‪-4‬‬
‫ذي جــدوى‪ ..‬مــع ضــمان وجــود العميــل حبيــث ال تكــون هنــاك تكلفــة نقــل وخت ـزين‪ ،‬وضــمان قــدرة‬
‫العمي ــل عل ــى ال ــدفع يف األج ــل احمل ــدد‪ .‬مث ــال‪ :‬متل ــك جه ــة خريي ــة مبل ــغ ‪ 150,000‬رايل وميكنه ــا‬
‫االســتغناء عنهــا ملــدة مخســة أشــهر‪ ،‬ويوجــد اتجــر مجلــة حباجــة إىل بضــاعة يقــوم بتصـريفها خــالل فــرتة‬
‫ـتم االتفــاق علــى أن تقــوم اجلهــة اخلرييــة بشـراء البضــاعة وإعــادة بيعهــا لــه بـربح ‪%10‬‬
‫ثالثــة أشــهر‪ ،‬فيـ ّ‬
‫مــثالً وتســتلم ماهلــا خــالل أربعــة أشــهر بشــيكات أو ســندات مؤجلــة‪ ..‬علــى أن يقــوم نفــس التــاجر‬
‫املورد حىت تتجنب اجلهة اخلريية أكرب قدر من األعباء‪.‬‬ ‫ابستالم ونقل البضاعة من ّ‬

‫‪40‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫االستثمار يف األسهم (مضاربةً أو استثمارا)‪ :‬استثمار مبلغ نقدي يف املضاربة بشراء وبيـع األسـهم يف‬ ‫‪-5‬‬
‫ســوق األوراق املاليــة‪ ..‬مــع وضــع سياســة واضــحة تضــمن حمدوديــة املخــاطر‪ ،‬ومــن املهــم أن تضــمن‬
‫إخراج رأس املال أبسرع وقت والعمل فقط ابألرابح‪ .‬هذا املسلك من مسالك التنمية املالية البـ ّد فيـه‬
‫أن يكــون نشــا الشــركة الــيت يــتم فيهــا اســتثمار أم ـوال اجلمعيــات اخلرييــة نشــاطاً مباح ـاً ‪ ،‬ألن حكــم‬
‫متلــك األســهم والتصــرف فيهــا بيعـاً وشـراءً خيتلــف ابخــتالف نشــا الشــركة‪ .‬كمــا أنــه يتطلــب شخصـاً‬
‫حيسن االستثمار على أسس علمية وليس خربة شخصية فردية وضرابت ح ‪.‬‬
‫االســتثمار بتمويــل مشــروعات صــغرية أو متعثــرة حالي ـاً‪ ،‬واعــدة مســتقبالً‪ ..‬مقابــل متلــك حصــة دائمــة‬ ‫‪-6‬‬
‫فيهــا‪ .‬علــى أن يكــون الســبب الوحيــد للتعثــر احلــايل هــو عــدم وجــود ســيولة ماليــة‪ ،‬وعلــى أن تكــون‬
‫مشـاركة اجلهـة اخلرييــة كافيـة السـتمرار املشــروع فـال يتطلـب املشــروع مبـالغ إضـافية قــد يصـعب توفريهــا‬
‫الحقاً‪ ،‬وعلى أن تضمن اجلهة اخلريية حصتها يف امللكية بعقـود نظاميـة‪ .‬مثـال‪ :‬مشـروع نقـل طالبـات‬
‫ميل ــك مخ ــس ح ــافالت‪ ،‬وال يس ــتطيع احلص ــول عل ــى عق ــد النق ــل إال بتمل ــك حافل ــة إض ــافية تُكل ــف‬
‫‪ 100,000‬رايل وهــذا املبلــغ غــري متــوفر عنــد صــاحب املشــروع‪ ..‬فتــدخل اجلهــة اخلرييــة شـريكاً ممــوالً‬
‫بقيمة احلافلة وتبقى شريكاً دائماً يف العوائد السنوية للمشروع‪.‬‬
‫املشــاركة يف صــناديق االســتثمار البنكيــة اجملــازة شــرعاً والــيت تكــون نســب املخــاطرة واملــدة االســتثمارية‬ ‫‪-7‬‬
‫فيها حمددة بشكل واضح ودقيق‪.‬‬
‫ش ـراء بعــض اخلــدمات أو املنتجــات الــيت يتطلبهــا قطــاع حمــدد بســعر اجلملــة‪ ..‬مث إعــادة بيعهــا بســعر‬ ‫‪-8‬‬
‫حج وعمرة لتـوفري حافلـة‬ ‫املفرق وحتقيق هامش ربح جيد‪ ..‬مثال‪ :‬جهة خريية تتعاقد مع شركة خدمة ّ‬ ‫ّ‬
‫كاملة ل‪ 50‬شخصاً بسـعر ‪ 50‬رايل للشـخص‪ ،‬مثّ تقـوم هـي بتقـدمي اخلدمـة للمسـتفيدين بسـعر ‪80‬‬
‫رايل للشخص‪ ..‬وتتوىل الشركة كافة تفاصيل التنفيذ واملتابعـة‪ .‬مثـال آخـر‪ :‬تقـوم جهـة خرييـة ابلتعاقـد‬
‫مع مركز تدريب إلعداد دورة تدريبية خاصة‪ ،‬مث تقوم إبعادة بيع املقعد هبامش ربح مقبول‪.‬‬
‫اس ــتغالل األراض ــي اخلاص ــة املوج ــودة يف احل ــي واس ــتثمارها بع ــد التنس ــيق م ــع أص ــحاهبا‪ ،‬أو اس ــتثمار‬ ‫‪-9‬‬
‫أراضــي اخلــدمات العامــة املتاحــة يف املنطقــة بفــتح حمــالت أو تقــدمي ألعــاب أطفــال‪ ..‬أو ميكــن مــثالً‬
‫إنشاء مالعب رايضية للشباب على أحد املرافق العامة وتشغيله جتارايً‪.‬‬
‫‪ -10‬اســتثمار املواســم مبــا يصــلح فيهــا ابلتنســيق مــع اتجــر متخصــص‪ ..‬مثــال‪ :‬املتــاجرة ابألغنــام يف موســم‬
‫احلج‪ ،‬أو املتاجرة ببعض املنتجات الغذائية يف رمضان‪.‬‬
‫‪ -11‬احلصول على امتيازات جتارية تفتقر املنطقة إليها‪ ..‬وإعادة تشغيلها من خالل شركاء متفرغني‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫ت‬
‫نؤكد أنه كلما متّ توفري مبالغ نقدية أكرب‪ ..‬وكلما أمكن االستغناء عنها لفرتة حمددة أطول‪ ..‬كلما منح ْ‬
‫اجلهة اخلريية عدداًكبرياً من اخليارات والفرص االستثمارية اليت ميكن االستفادة منها‪.‬‬

‫منوذجان من قرية صغرية‬


‫‪ )1‬طلب القائم على إحدى اجلهات اخلريية من املسئولني يف إحدى اجلهات املاحنة أن يقوموا‬
‫بزايرته ورتب هلم برانجماً كامالً‪ ..‬فوجدوا أن هناك احتياجاً كبرياً يتناسب مع اشرتاطاهتم يف‬
‫الدعم‪ ..‬فقاموا بتأسيس مسجد جامع ومعه غرف وحمالت لتجيار حبيث تكون العوائد كافية‬
‫للصرف على مناشط اجلهة اخلريية واجلامع‪.‬‬
‫قررت مع مسئوليها أن ‪ %50‬من اإليرادات تُصرف على األوقاف وليس على‬
‫‪ )2‬جهة خريية ْ‬
‫الربامج‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األساس الثاين‪ :‬أساس األصول‬

‫املقصــود مــن هــذا األســاس هــو اســتثمار األصــول املاديــة امللموســة الــيت متلكهــا اجلهــة اخلرييــة أو تتــوفر لــديها‬
‫ـدر عائــداً رحبيـاً وال يضـ ّـر ابســم‬
‫بشــكل دائــم أو مؤقــت‪ ،‬حبيــث ميكــن أن تكــون هــذه األصــول وســيلة ملشــروع يـ ّ‬
‫ومكانة اجلهة اخلريية أو يتعارض مع نشاطها‪.‬‬
‫أتج ــري أجه ـز الت ــدريب – بي ــع احلقائ ــب – كراس ــي وط ــاوالت للت ــأجري – أتج ــري أجه ــزة ومعام ــل احلاس ــب –‬
‫هتجي ـزات املعــاقني نســتثمرها لصــاحل املســنني – عمــل أنديــة صــيفية – تقبــل طلبيــات للمشــغل – مســرح كبــري‬
‫إقامة حفالت أبعداد كبرية – التربعات العينية مالبس وأجهزة للبيع ‪-‬‬
‫وسأستعرض فيما يلي بعض األمثلة والنماذج العملية واألفكار اليت ميكن استثمار أساس األصول فيها‪:‬‬
‫‪ )1‬اســتثمار األراضــي حبيــث تقــوم اجلهــة اخلرييــة ببنائهــا لنفســها بغــرض التــأجري أو البيــع بســعر جيــد‪..‬‬
‫ـتم سـداد مسـتحقات التمويـل الحقـاً مـن عوائـد املبـىن‪ ،‬أو تقـوم‬ ‫واحلصول على متويـل خـارجي حبيـث ي ّ‬
‫بعمــل محل ـة تســويقية للمســامهة يف بنــاء املشــروع الــوقفي‪ .‬وميكــن أحيــاانً التعــاون مــع شــركة ممولــة أو‬
‫داعمة للعمل اخلريي للتكفل ابلبناء مقابل وضع امسهم على املبىن‪.‬‬
‫‪ )2‬اسـتثمار األراضـي الــيت متلكهـا اجلهـة ولــيس هلـا مـال لتبنيهــا‪ ،‬حبيـث تعطـي مســتثمراً يـدفع إجيـاراً ســنوايً‬
‫متزايــداً مــع فــرتة مســاح للبنــاء‪ ،‬وهنــا يتوجــب علــى املســتثمر أن يبــين ويســتفيد مــن العوائــد ملــدة حمــددة‬
‫مبتوسط ‪ 10‬أعوام مـع دفـع اإلجيـار السـنوي للجهـة اخلرييـة‪ ،‬مث تعـود ملكيـة العقـار وعوائـده إىل اجلهـة‬
‫اخلريية‪.‬‬
‫‪ )3‬استخدام الواجهات املتميزة يف املباين اململوكة أو املسـتأجرة كمسـاحات إعالنيـة مبـا يتيحـه النظـام ومبـا‬
‫ال خي ـ ّـل مبكان ــة ومسع ــة اجله ــة املعني ــة‪ ،‬وميك ــن التع ــاون م ــع وك ــاالت الدعاي ــة املتخصص ــة حبي ــث ت ــدير‬
‫املوضوع بنسبة حمددة من العائد‪.‬‬
‫‪ )4‬أتجري املرافق واملساحات اليت ميكن االستغناء عنها يف املبـاين الـيت متلكهـا اجلهـات اخلرييـة‪ ،‬مثـل مبـاين‬
‫الف ــروع‪ ،‬أو اإلدارات ال ــيت متّ إغالقه ــا من ــذ زم ــن‪ ..‬حبي ــث ي ــتم إع ــادة أتج ــري ه ــذه املراف ــق إىل جه ــات‬
‫أخرى ابتفاق واضح وبعوائـد مناسـبة‪ .‬يف إحـدى اجلهـات كـان مـن املمكـن رفـع املبـىن طـابقني إضـافية‬
‫بناء على التنظيم اجلديد مما يعين توفري مساحات واسعة ميكن أن حتقق عوائـد ماليـة يف حالـة أتجـريه‪،‬‬
‫لكنها مل ترفعه لعدم احتياجها له!!‪ .‬فكمـا أن اجلهـة اخلرييـة قـد تسـتأجر جـزءاً مـن مبـىن جتـاري‪ ،‬فهـي‬
‫قد تؤجر جزءاً من مبانيها لنشا جتاري‪.‬‬
‫‪ )5‬استثمار السيارات اليت متلكها اجلهة لتقدمي بعض اخلدمات يف األوقات اليت ال تكون فيـه حمتاجـة إىل‬
‫اســتخدامها‪ .‬وم ــن ه ــذه اخل ــدمات خدم ــة توص ــيل الط ــالب والطالب ــات‪ ،‬خ ــدمات للمراك ــز واألندي ــة‬
‫‪43‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫خــالل األجــازات‪ ،‬خــدمات ســائق خــاص أو تلبيــة خاصــة للمنــازل‪ ،‬خــدمات املواســم مثــل شــركات‬
‫احلج والعمرة‪ ..‬وميكن االتفاق مع جهة متخصصة لتفعيل هذه اإلمكاانت‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ )6‬بيع األجهزة القدمية (مثل اهلاتف والفاكس واحلاسب وغريها) واألشياء العينية امللموسـة (مثـل األاثث‬
‫املســتعمل والــدواليب وحنوهــا) الــيت توجــد يف املســتودع لفــرتة طويلــة وال يُســتفاد منهــا أو ال حاجــة هلــا‬
‫مســتقبالً‪ .‬وكمثــال واضــح‪ :‬رأينــا ســيارة قدميــة جــداً متهالكــة يف مســتودع إحــدى اجلهــات اخلرييــة‪ ..‬ومل‬
‫خيطر ألحد أن يقرتح بيعها يف التشليح‪ .‬وكمثال آخـر فإنـه حـىت األوراق القدميـة الـيت ترغـب اجلهـة يف‬
‫إتالفها هناك مصانع ورق تشرتيها أبسعار حمددة‪.‬‬
‫‪ )7‬بعــض اجلهــات اخلرييــة متلــك قاعــات للمحاض ـرات ومعامــل للتــدريب املتخصــص يف جم ــال احلاس ــب‬
‫اآليل وغــريه‪ ،‬وميكنهــا االســتثمار بتأجريهــا للجهــات املســتفيدة أو إقام ــة ال ـربامج فيه ــا بغ ــرض حتقيــق‬
‫عوائد رحبية‪.‬‬
‫‪ )8‬بعض اجلهات اخلريية متلك مرافـق رايضـية أو حيـيط هبـا مرافـق عامـة مثـل ملعـب كـرة القـدم املوجـود يف‬
‫احلــي وح ــدائق عام ــة وميكنهــا اس ــتثمار ه ــذه املراف ــق ابلتنســيق م ــع م ـن يل ــزم إلقام ــة ال ـربامج الرايض ــية‬
‫واحلفالت واملناسبات بعوائد رحبية‪.‬‬
‫‪ )9‬املـزاد العلــين للمـواد العينيــة الــيت جتمعهــا اجلهــة وال ميكــن االســتفادة منهــا مباشــرة‪ ،‬وهــذا املـزاد جيــب أن‬
‫يــتم وفــق الض ـوابط الشــرعية‪ ،‬فــال تبــيح اجلهــة لنفســها زايدة قيمــة أســعار املبيعــات حبجــة أن ال ـزايدة‬
‫تدخل كتربع‪..‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫جتربة‬
‫املكتب التعاوين لدعوة اجلاليات يف اجلبيل من اجلهات اخلريية ذات النشا املستمر والواسع واملثمر بتوفيق‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬وأغلب أسباب النجاح يف عملهم انطالقهم من أصل اثبت يُش ّكل قاعدة أعماهلم وجتمعهم‬
‫مقر املكتب ابملسجد اجلامع‪ ..‬وهذا منحهم العديد من الفوائد ومنها على سبيل‬
‫ونشاطاهتم‪ ..‬حيث يرتبط ّ‬
‫املثال‪ :‬االستفادة من املساحات والساحات الواسعة للمسجد ومواقف السيارات املتاحة بال تكاليف‪،‬‬
‫كل صالة ويف اجلمعة وغريها مما يُسهل وصول كثري من الناس إىل املكتب‬
‫حضور مجهور كبري للمسجد يف ّ‬
‫بشكل دائم فيكون منهم املتعاون والداعم‪ .‬واحلصول على الكثري من التسهيالت احلكومية املوجهة للمسجد‬
‫وما هو ضمن مرافقه‪.‬‬
‫ه ذا االستقرار املبين على استثمار األصول ساعد املكتب يف تبين عدد من األنشطة واملشاريع االستثمارية‪،‬‬
‫كان من أمهها استثمار بعض املساحات لتأسيس قاعات تدريب حتقق أهداف املكتب مثل أتهيل وتدريب‬
‫املسلمني اجلدد‪ ،‬ويف نفس الوقت متّ التعاقد مع جهة تدريب متخصصة لتشغيلها مقابل عوائد مالية‬
‫للمكتب‪ .‬وقد متكن املكتب أيضا من االستثمار يف إنشاء مشروع مطعم (مطبخ) متميز حقق مسعة ومكانة‬
‫رائعة يف املنطقة وحقق عوائد مالية جيدة بتوفيق هللا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أفكار استثمار االسم التجاري للجهة اخلريية‪:‬‬

‫أهم األصول اليت متلكها اجلهات اخلريية‪ ..‬واستثمار االسم التجاري يع ّد جماالً‬
‫(االسم التجاري) يع ّد من ّ‬
‫خصباً للكثري من األفكار‪ ..‬إال أن حساسية املوضوع تتطلب من إدارة اجلهة اخلريية القيام ببعض‬
‫اخلطوات الالزمة أمهها وضع الضوابط الالزمة لضمان استثمار االسم بشكل صحيح تالزمه اجلودة يف‬
‫التوسع‪ ..‬وتبقى بعض األفكار املباشرة‬
‫أي منتجات أو خدمات ميكن تقدميها‪ ..‬هذا إذا رغبت اجلهة يف ّ‬
‫كل جهة كيف تستفيد منها ابستثمار امسها يف جمتمعها القريب‪ ..‬وستجين الكثري من‬ ‫اليت جيب أن تف ّكر ّ‬
‫العوائد إبذن هللا‪:..‬‬

‫تفعيل التعاون مع مراكز خدمات نسائية متخصصة مبا يوظّف ثقة الناس يف اسم اجلهة‬ ‫‪-1‬‬
‫اخلريية‪ ،‬مثل مراكز التفصيل النسائي والتصوير واألفراح وغريها‪.‬‬
‫وضع االسم على بعض الكتب والرسائل العلمية لتزكيتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التعاون مع املدارس اخلاصة أو حمالت اخلدمات أو غريها من خالل االسم فقط‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التعاون مع وسائل اإلعالم املتخصصة مثل الصحف واجملالت الشبابية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫املشاركة يف اخلدمات اإللكرتونية مثل عمل جمموعة الرسائل قنوات ‪.sms‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وضع شعار اجلهة اخلريية لتسويق بعض املنتجات االستهالكية بعد االتفاق وإشهار وجود‬ ‫‪-6‬‬
‫نسبة معلنة لدعم أنشطة اجلهة اخلريية‪.‬‬

‫اسم اجلهة اخلريية‪ ..‬هو أصل كبري جيب عليه أن تفكر جيداً يف استثماره بطريقة ال تعارض أهدافها ومكانتها‬
‫يف جمتمعها احمليط هبا‪ ..‬وقد ال يكون االسم التجاري للجهة اخلريية هو امسها املباشر‪ ..‬بل قد يكون أحد‬
‫حققت جناحاً وشهرة واسعة مثل املخيمات الرتفيهية الشبابية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫املشاريع اليت‬

‫مثال‪ :‬مؤسسة هدية احلاج واملعتمر‪ ..‬تعمل يف مكة املكرمة وهي اجلهة اخلريية الوحيدة اليت متارس هذا‬
‫النشا ‪ ..‬وميكنها فعلياً استثمار هذا االسم وهذه امليزة بطريقة حتقق أهدافها وتوفر هلا موارد مالية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األساس الثالث‪ :‬أساس املعرفة واملعلوماتية‬
‫املقصود من هذا األساس هو استثمار قواعـد البيـاانت واملعلومـات واخلـربات املعرفيـة املتـوفرة لـدى اجلهـة اخلرييـة‬
‫ختصـص وجمـال وطـول مـدة العمـل يف اجلهـة‪ ..‬حبيـث ميكـن أن‬ ‫سواء بسبب األفـراد املنتمـني للجهـة‪ ،‬أو بسـبب ّ‬
‫يضر ابسم ومكانة ونشا اجلهة اخلريية‪.‬‬ ‫يدر عائداً رحبياً وال ّ‬‫تكون هذه املعلومات واملعرفة وسيلة ملشروع ّ‬
‫قواعـد البيــاانت واملعومـات مــن أهــم األسـس‪ ..‬ولــذا علـى اجلهــات اخلرييــة فعـالً أن حتـرص علـى امــتالك بيــاانت‬
‫أكثر وأكرب‪ ..‬وأن حتدد جماالت املعرفة اخلاصة لديها‪ ..‬وحترص على دراستها واالستفادة منها‪..‬‬ ‫ْ‬
‫هدية تقومي سنوي يُقدم للشركات ‪-‬‬

‫وسأستعرض فيما يلي بعض النماذج العملية واألفكار اليت ميكن استثمار أساس املعرفة واملعلوماتية فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬اســتثمار العالقــات يف عمــل الوســاطة يف جمــال العقــار أو يف جمــال الفــرص التجاريــة‪ ،‬ابالســتفادة مــن‬
‫قائمة املتعاملني مع اجلهة‪ ،‬حيث ميكن من خالل العالقـات القائمـة مـع عـدد مـن الـداعمني احلصـول‬
‫على أبرز الفرص الـيت يرغبـون بيعهـا‪ ،‬أو الـيت يرغبـون شـرائها‪ ..‬ومـن مث تقـوم اجلهـة اخلرييـة ابلـربط بـني‬
‫الطرفني مقابل احلصول على العمولة املتعارف عليها‪.‬‬
‫اســتثمار قواعــد البيــاانت ببيــع بعــض املعلومــات بشــكل مناســب جلهــات خاصــة بطريقــة ال تســبب‬ ‫‪-2‬‬
‫اخرتاق ـاً للخصوصــية‪ ،‬مثــل املســامهة يف دعــوة كبــار الشخصــيات حلفــل أو مشــروع جديــد كنــوع مــن‬
‫العالقـات العامـة وذلـك مبقابـل مــادي‪ ،‬ومثـل داللـة شـركات البحــوث والدراسـات علـى عينـات حمــددة‬
‫مبقابــل‪ ..‬وعمومـاً فإنــه ميكــن مســاعدة الكثــري مــن اجلهــات االستشــارية وجهــات البحــوث والدراســات‬
‫وجهات التسويق والعالقات العامة يف حتقيـق أهـدافها البحثيـة مـن خـالل العالقـات والبيـاانت املتاحـة‬
‫لدى اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫استثمار اخلربات والكفاءات املتوفرة لدى اجلهة اخلريية بتقدمي استشارات أسرية أو تربوية أو‬ ‫‪-3‬‬
‫حماضرات وندوات مبقابل مادي‪ ..‬فإن وجود عدد من املستشارين ذوي املعرفة املتخصصة ضمن‬
‫دائرة يع ّد ثروة معرفية ميكن استثمارها لتحقيق عوائد مادية تستفيد منها اجلهة اخلريية كما يستفيد‬
‫نفس هؤالء األفراد‪ .‬وميكن أيضاً التعاون مع مراكز التدريب واالستشارات املتخصصة لتقوم‬
‫ابلتسويق وعقد املناشط وتعطي اجلهة اخلريية ومنسوبيها نسبة من العوائد‪ .‬خاصة أن بعض اجلهات‬
‫اخلريية يقوم نشاطها على نواحي فنية مثل وجود متخصصني يف عدة لغات لدعوة اجلاليات مثالً‪،‬‬
‫كل ختصص من هذه التخصصات هو معرفة خاصة ميكن استثمارها ابلطريقة املناسبة‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫حتويل الرصيد العلمي واملعريف إىل منتجات (كتب وبرامج ونشرات ومقاالت) ميكن من خالهلا‬ ‫‪-4‬‬
‫مشاركة عدد من اجلهات املختلفة مثل املكتبات ودور النشر‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫توفري طلبات خاصة مقابل رسم خدمة‪ :‬مثال جمموعـة عـائالت تريـد تنظـيم بـرانمج ترفيهـي ألطفـاهلم‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أو جمموعــة شــباب يريــدون دورة تدريبيــة يف صــيانة الســيارات‪ ،‬أو جمموعــة عرســان يريــدون دورة أتهيــل‬
‫زواج‪ ..‬تقوم اجلهة اخلريية بتنسيق تنفيذ هذه اخلدمات مقابل رسم خدمة‪..‬‬
‫قــد تعــرض بعــض اجلهــات الرحبيــة تنظــيم ب ـرامج مشــرتكة مــع جهــات رحبيــة ليــتم تــوفري العمــالء وتوجيــه‬ ‫‪-6‬‬
‫الدعوات من قبل اجلهة اخلريية بتخفيض خاص‪ ،‬وأتخذ نسبة من العوائـد‪ ..‬مثـل دعـوة مجـاهري اجلهـة‬
‫اخلريية لزايرة مدينة ألعاب ترفيهية بسعر خاص يف أحد األايم‪.‬‬
‫األطبــاق اخلرييــة‪ :‬جــرت العــادة يف منــاطق عــدة أن يصــنع أهــل احلــي يف دورهــم طعام ـاً متنوع ـاً لصــاحل‬ ‫‪-7‬‬
‫اجلهـة اخلرييــة‪ ،‬ويقصــدون بـذلك إعانتهــا بقيمــة هـذه املطعومــات‪ ،‬ويشـرتيها اآلخـرون وهــم يعلمــون أن‬
‫عائــداهتا للجهــة اخلرييــة‪ .‬وكــال الطــرفني (صــانع الطعــام واملشــرتي) يقصــد دعــم املشــاريع اخلرييــة ووضــع‬
‫املال يف موضعه‪.‬‬
‫ابتكــار بـرانمج يهــدف إىل زايدة قواعــد بيــاانت العــاملني واملســتفيدين والــداعمني يف اجلهــة اخلرييــة مــن‬ ‫‪-8‬‬
‫خالل املتعاملني اآلن فعليا‪.‬‬
‫إطالق مشروع األسـر املنتجـة بطريقـة حتقـق عوائـد للجهـة واألسـرة املسـتفيدة‪ ..‬مـع مالحظـة أن عـدداً‬ ‫‪-9‬‬
‫مــن املختص ـني أكــدوا علــى أن مشــاريع األســر املنتجــة ط ـوال الف ـرتات املاضــية هــي مشــاريع فاشــلة ال‬
‫حتقق اجلدوى منها‪ ..‬والسبب يف نظران هو عدم التعامل معها ابعتبارها مشروعاً استثمارايً‪.‬‬

‫منوذج‬
‫املستودع اخلريي جبدة يعتين كثرياً جبانب التدريب وأتهيل أبناء الفقراء وهو يقوم بدور الوساطة بني‬
‫احملتاجني للعمل من الفقراء وبني أصحاب األعمال‪ ،‬فهو لديه أكثر من ‪ 80‬طالباً يف األكادميية‬
‫التخصصية الطبية يتدربون على عدة ختصصات طبية ستؤهلهم لسوق العمل‪ ،‬كما متّ أتهيل من‬
‫سبقهم‪ ،‬والذين قاموا بعد ذلك إبرجاع بطاقة صرف املخصصات إىل املستودع اخلريي لبلوغهم‬
‫مرحلة االكتفاء املادي‪ ،‬كما أن الفتيات يتم تدريبهن يف عدة مشاغل نسائية ومن مث يتم توظيفهن‬
‫يف نفس املشغل إذا أمتمن مراحل التدريب مبتوسط مرتب شهري يقدر بنحو ‪ 1500‬رايل‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫االستثمار على أساس العالقات مع التجار والوجهاء‪:‬‬

‫يوجد رصيد جيد من العالقات القوية بني اجلهة اخلريية وبني (املؤسسات التجارية‪ ،‬أو التجار‪ ،‬أو بعض‬
‫وجهاء املنطقة)‪ ..‬وبناء على نوعية هذه العالقات فيمكن للجهة اخلريية االستثمار يف أفكار كثرية منها‪:‬‬
‫التمويل بناء على االجنازات واإلحصاءات والنجاحات السابقة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫احلصول على السيولة ‪ :‬تربع – قرض حسن – تسهيالت أو ضماانت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أخذ أراضي من رجال األعمال لفرتات طويلة بقيمة خمفضة وإعادة استثمارها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الشفاعة لدى الغري للحصول على استثناءات‪ /‬منح جمانية‪ /‬خدمات جمانية‪ /‬خدمات‬ ‫‪-4‬‬
‫خمفضة (مثل خدمات الكهرابء واملعامالت احلكومية)‪..‬‬
‫تسويق اجلهة اخلريية من خالل عالقاهتا كجهة متخصصة يف جمال ما‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تدر عوائد‪.‬‬
‫حتويل العالقة مع جهات التدريب إىل مشاريع تدريب صيفية ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫تدر عوائد‪.‬‬
‫حتويل العالقة من اجلهات املعنية ابلشباب إىل برامج ومشاريع ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫فعالة‪.‬‬
‫‪ -8‬تكوين فريق استشاري من التجار إلدارة أموال اجلهة اخلريية بطريقة ّ‬
‫‪ -9‬احلصول على أفكار وفرص من خالل العالقات‪.‬‬
‫‪ -10‬خدمات استثمارية خاصة حسب الفئة املتاحة مثل عمل اندي صحي خاص أو مدينة‬
‫ترفيهية على مدار العام إبداعية تعليمية أو محلة حج خاصة حسب العالقات املتاحة‪.‬‬
‫‪ -11‬استثمار جمموعة العالقات لبناء حتالف بني عدد من الشركاء مقابل حصة للجهة اخلريية‪.‬‬
‫‪ -12‬تبين جملس شريف من الداعمني والوجهاء وغريهم من الشخصيات اهلامة يف املنطقة‪.‬‬

‫منوذج‬
‫وقعت الندوة العاملية للشباب اإلسالمي والبنك اإلسالمي للتنمية جبدة (صندوق تنمية األوقاف) مؤخرا‬
‫اتفاقية لتمويل مشروع الوقف اخلريي يف مجهورية السودان‪ .‬حيث يقوم البنك مبوجب هذه االتفاقية‬
‫بتمويل هذا املشروع مببلغ ‪ 8‬ماليني دوالر‪ ،‬ومتتد الفرتة الزمنية إلنشاء املشروع إىل ثالثني شهراً ويتم‬
‫التسديد بطريقة التأجري املنتهي ابلتمليك‪ .‬ويتكون املشروع من برجني متماثلني ابرتفاع ‪ 9‬أدوار ويقع يف‬
‫العاصمة السودانية اخلرطوم‪ ،‬وختصص عوائده لتمويل برامج الندوة العاملية يف شرق أفريقيا اليت متتد إىل‬
‫تسع دول قابلة للزايدة‪.‬‬
‫وهذا املشروع ميثل ركيزة ستعتمد عليها الندوة إبذن هللا يف إدارة وتشغيل براجمها التعليمية والدعوية بصفة‬
‫خاصة يف هذا اإلقليم حيث أثبتت دراسات اجلدوى عوائد استثمارية واعدة هلذا النمط من العقار الراقي‬
‫يف اخلرطوم نتيجة لزايدة الطلب وقلة املعروض‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج‪:‬‬
‫استثمار املعرفة املوجودة لدى مشروع قافلة اخلري ابملنطقة الشرقية‬

‫يوجد خربات مرتاكمة لدى إدارة وأعضاء القافلة يف إنشـاء املخيمـات والفعاليـات والـربامج اهلادفـة املوجهـة‬
‫للشــباب‪ ،‬كمــا تُعتــرب القافلــة منوذج ـاً انجح ـاً وجتربــة رائــدة يف العمــل اخلــريي تقتــدي هبــا كثــري مــن اجلهــات‬
‫اخلريية‪ ،‬ومتتلك القافلة منتجات ومواد إعالمية كثرية كونتها خالل السنوات العشر املاضية‪ ..‬وهـذه األمـور‬
‫تعترب ميزة معرفية جيب أن تستفيد منها قافلة اخلري بعدة طرق مثل‪:‬‬
‫تسويق جتربة القافلة يف اجلانب النسائي والرجايل كـإدارة ملتقيـات‪ ..‬سـواء التسـويق للجهـات‬ ‫‪-1‬‬
‫اخلريية املماثلة‪ ،‬أو اجلهات اخلاصة والعامة مبا حيقق عائداً مادايً‪..‬‬
‫درب عليه مبقابل‪.‬‬ ‫درس ويُ ّ‬‫تطوير منوذج إلدارة مثل هذه املشاريع ميكن أن يُ ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وحل مشكالهتم‪.‬‬ ‫إعداد وتقدمي برانمج أو إصدار عن إدارة املتطوعني ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫إنشاء مشروع خاص إلدارة املناسبات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫استثمار قواعد بياانت الشباب بطريقة مناسبة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تقدمي االستشارات املتخصصة فيما يرتبط مبجاالت اهتمام الشباب‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أتسيس قناة جوال خاص ابملستفيدين من أنشطة القافلة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫إبراز القافلة كجهة قادرة على إدارة وتنفيذ املشاريع واملناشط اخلريية نيابة عن الغري مثل‬ ‫‪-8‬‬
‫الشركات الكربى‪.‬‬
‫استثمار العالقة مع اجلهات الرمسية يف املنطقة لتوفري مقر دائم على مستوى عال من‬ ‫‪-9‬‬
‫تدر عوائد مالية‪.‬‬
‫التجهيزات واملرافق اليت ّ‬
‫‪ -10‬توصيل التحدايت اليت تواجه القافلة إىل مجهورها املستفيدين (مثال أهل احلي أو التجار‬
‫أو موظفي احلكومة أو الشباب) ملعايشة واقعها وابتكار حلول هلا ومساعدهتا يف تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -11‬ترويج عضوية القافلة لتثبيت اجلماهري واكتساب أعضاء جدد برسوم رمزية‪ ..‬ودراسة عمل‬
‫تدر عوائد مادية‪.‬‬
‫عضوايت خاصة برسوم خاصة مقابل خدمات خاصة ّ‬

‫‪50‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األساس الرابع‪ :‬أساس (امليزة اخلاصة) أو (الكفاءة اجلوهرية)‬
‫املقص ــود م ــن ه ــذا األس ــاس ه ــو اس ــتثمار بع ــض املميـ ـزات اخلاص ــة وال ــيت ق ــد تص ــل أحي ــاانً إىل كوهن ــا (كف ــاءة‬
‫جوهريــة) مبعــىن أهنــا نقطــة متيــز وقــوة رمبــا ال تتــوفر ألي جهــة أخــرى ضــمن البيئــة احمليطــة ابجلهــة اخلرييــة‪ ..‬هــذه‬
‫املميزات أو الكفاءات اليت متلكها اجلهة اخلريية أو تتوفر لديها بشكل دائـم أو مؤقـت ميكـن اسـتثمارها بطريقـة‬
‫ـدر عائـداً رحبيـاً وال يض ّـر ابسـم ومكانـة ونشـا اجلهـة‬
‫تدر عائداً ماليـاً‪ ،‬حبيـث ميكـن أن تكـون وسـيلة ملشـروع ي ّ‬
‫ّ‬
‫اخلريية‪.‬‬

‫يف أحيــان كثــرية‪ ..‬يكــون أســاس املمي ـزات اخلاصــة يف الغالــب هــو وجــود موهــوبني وكفــاءات بش ـرية مــن ن ــوع‬
‫ـدر عائــداً مــادايً‪ ،‬تســتفيد منــه اجلهــة‬
‫خــاص‪ ،‬وعليــه ميكــن التنســيق معهــم لتقــدم اجلهــة اخلرييــة منفعــة مــن نــوع يـ ّ‬
‫اخلرييـة ويسـتفيد أيضـاً منـه هـؤالء املوهــوبني الـذين ال ميكـنهم العمــل مبفـردهم‪ .‬وعلـى ســبيل املثـال‪ :‬شـخص مــن‬
‫ـدر عائـداً‪ ،‬أو‬
‫العاملني متميز جتاه تنظيم برامج األطفال أو إقامة األمسيات الثقافية فيُستثمر لعمـل مناسـبات ت ّ‬
‫شخص متميز يف التعامل مع التقنية فيبتكر منشطاً مرتبطاً ابجلهة اخلريية يكون استثماراً يدر دخالً‪.‬‬

‫والذي جيب أن تثق فيه اجلهة اخلريية أهنا ال تعدم وجود ميـزة خاصـة إبمكاهنـا توظيفهـا بشـكل صـحيح بتوفيـق‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬وال تعدم وجود كفاءات وموهوبني من نوع خاص ميكنهم نفعها واالنتفـاع مـن خالهلـا (مثـل معلمـي‬
‫القــرآن الــذين لــديهم أســانيد متصــلة)‪ ..‬وقــد تكــون ميزهتــا تنــوع مشــاريعها‪ ،‬أو متيــز القســم النســائي لــديها‪ ،‬أو‬
‫تعــدد لغــات العــاملني فيهــا‪ ،‬أو موقعهــا اجلغ ـرايف‪ ..‬عليهــا أن تــدرس وحتل ـل وتنــاقش مــا لــديها فعلي ـاً‪ ..‬وســوف‬
‫تعرف مميزاهتا مث تبدأ ابالستثمار بناء عليها‪.‬‬

‫وسأستعرض فيما يلي بعض األمثلة والنماذج العملية واألفكار اليت ميكن استثمار أساس امليزة اخلاصة فيها‪:‬‬
‫‪ -1‬ميــزة االنتشــار اجلغ ـرايف مــن خــالل الفــروع أو نطــاق ومــدى العمــل‪ ..‬فلــدى عــدد مــن اجلهــات‬
‫اخلرييــة انتشــاراً واســعاً حبيــث تغطــي مســاحات كبــرية بنشــاطها‪ ،‬وميكنهــا تلقائي ـاً ضـ ّـم عــدد مــن‬
‫اخلدمات واألنشطة بال تكلفة إضافية‪ ..‬بل يكون هلا عائد من ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬قــد تكــون امليــزة هــي أن مقـ ّـر اجلهــة اخلرييــة يف منطقــة صــغرية‪ ،‬يرغــب اآلخــرون يف تقــدمي خــدمات‬
‫نوعية فيها وال ميكنهم إجياد مكتـب خـاص أو حتمـل تكلفتـه‪ .‬وعلـى سـبيل املثـال‪ :‬مكتـب صـغري‬
‫جلمعية تعىن برعاية األيتام يف قرية صغرية انئية‪ ..‬ميكن أن يكون أيضـاً ممـثالً جلهـات خرييـة كـربى‬
‫ترغب يف تقدمي خدماهتا يف تلك القرية‪ ،‬كما ميكن أيضاً أن يكون ممثالً جلهات خاصة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ -3‬ميزة املوقع‪ :‬فلدى عدد من اجلهات اخلريية موقع متميز حيث أنه قـد يكـون يف منطقـة توجـد هبـا‬
‫مــدارس ومبــاين حكوميــة ورمبــا جامعــات أو مستشــفيات أو غريهــا مــن املرافــق الــيت ميكــن ابتكــار‬
‫أنشــطة اســتثمارية مبشــاركتها‪ .‬وهنــا جيــب التوقــف بشــكل أكــرب عنــد هــذه النقطــة‪ :‬كونــك اجلهــة‬
‫اخلرييــة الوحيــدة الــيت تعمــل يف نشــاطك يف منطقتــك‪ ..‬جي ــب أن يك ــون مي ــزة كبــرية يف عالقاهت ــا‬
‫وفتح آفاق الفرص أمامها‪ ..‬فإذا كانت اجلهة الوحيـدة لتحفـي القـرآن أو رعايـة األيتـام أو رعايـة‬
‫فكل هذا جيب أن تستفيد منه بشيء من األفكار املعروضة‪.‬‬ ‫املعاقني مثالً‪ّ ..‬‬
‫‪ -4‬ميــزة كثــرة عــدد العــاملني واملنتســبني للجهــة‪ ،‬أو املســتفيدين مــن خــدماهتا‪ ،‬ممــا يعــين إمكانيــة حبــث‬
‫استثمار ميزة هذا العدد بطريقة رحبية مثل الرتويج لبعض املنتجات واخلـدمات أو مجـع املعلومـات‬
‫مقابــل رســوم وعوائــد حمــددة‪ ..‬إحــدى اجلهــات اخلرييــة لــديها أكثــر مــن ‪ 120‬ألــف مســتفيد مــن‬
‫خدماهتا يف مدينة رئيسية واحدة‪ .‬أال ميكن أن جتعل من هذه امليزة ابابً لتحقيق عوائد مالية؟‪.‬‬
‫‪ -5‬وجــود إدارة وكفــاءات وقواعــد بيــاانت نســائية متميــزة‪ ،‬حبيــث ميكــن تفعيــل اجلانــب النس ــائي يف‬
‫تنميـة املـوارد املاليــة وذلــك أبشـكال كثــرية ختضــع لطبيعــة وعالقــات ك ّـل جهــة‪ .‬مــن األمثلــة تســويق‬
‫املنتجات النسائية من خالل منتسبات اجلهة اخلرييـة وذلـك مبقابـل مـادي مباشـر أو مبقابـل نسـبة‬
‫من العوائـد‪ ،‬أو بشـرائها بتخفـيض كبـري ودفـع آجـل علـى التصـريف‪ ..‬فاجلمعيـة الـيت لـديها قواعـد‬
‫بي ــاانت ومنتس ــبات يص ــل إىل آالف الس ــيدات م ــا ب ــني طالب ــة وموظف ــة وس ــيدة جمتم ــع وغ ــريهن‬
‫هلن أو االستفادة منهن يف الرتويج وإفادهتن أيضاً‪.‬‬ ‫ميكنها تقدمي الكثري ّ‬
‫‪ -6‬ميزة وجود داعم كبري (الداعم الكنز) يتبىن نشا اجلهة بشكل كبري ألنه يعـيش يف نفـس املنطقـة‬
‫أو يســاندها بشــكل كبــري‪ ..‬وعليــه فبــدالً مــن قيــام اجلهــة بطلــب الــدعم والرتكيــز علــى مصــروفات‬
‫مباشرة‪ ..‬حتاول حتويل عالقتها هبذا الـداعم إىل اسـتثمارات تنفعهـا علـى املـدى الطويـل حـىت بعـد‬
‫وفاة الـداعم‪ .‬وميكـن تعمـيم هـذه النقطـة بطريقـة أوسـع ابلشـكل التـايل‪ :‬يوجـد داعـم يتنـافس عليـه‬
‫الكثريون بسبب معرفتهم به‪ ،‬وداعم ال يعرفه أحد سواك (قد يكون حمـالً صـغرياً يف أحـد األحيـاء‬
‫السكنية)‪ ،‬رّكز على بناء عالقة استثمارية هبذا األخري‪.‬‬
‫‪ -7‬ق ــد تك ــون املي ــزة ال ــيت عن ــد بع ــض اجله ــات اخلريي ــة ه ــي أرق ــام اجنازاهت ـ ـا الكب ــرية‪ ..‬فم ــثالً ع ــدد‬
‫املس ــتفيدين م ــن خ ــدماهتا بعش ـرات اآلالف‪ ،‬أو ع ــدد املس ــلمني اجل ــدد يص ــل إىل العش ـرات ك ـ ّـل‬
‫أســبوع‪ ..‬أو تكفــل آالف األســر الفقــرية مبــا فيهــا مــن أيتــام وأرامــل‪ ..‬فحينهــا يتوجــب علــى اجلهــة‬
‫اخلريية حماولة بناء استثمارات تنبثق من هذه امليزة‪.‬‬
‫‪ -8‬اجلمعيــة الوحيــدة املتخصصــة مــثالً علــى مســتوى الســعودية مجعيــة مكافحــة القــات يف جيـزان هــي‬
‫اجلهة الشرفية املعتمدة العتماد وإصدار البحوث والدراسات املتخصصة والوحيدة يف جماهلا‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مناذج من جهات خريية يف مناطق صغرية‬
‫‪ )1‬جهة خريية استأجرت شقة ب‪ 500‬رايل‪ ..‬ولديها شخص متمكن من اللغة االجنليزية‪..‬‬
‫وقامت بتقدمي دورات تعليم لغة للصغار حيث أن املنطقة كلها ليس فيها مركز واحد لتعليم‬
‫ْ‬
‫اللغة‪ ..‬وذلك مقابل عائد متناسب مع حال الناس‪.‬‬
‫‪ )2‬جهة خريية يف منطقة هبا العديد من خمططات املنح‪ ،‬اقرتضت مبلغاً من أحد التجار‪ ،‬واشرتت‬
‫أراضي من أصحاب املنح أبسعار رخيصة جداً ال تزيد عن عشرة آالف رايل لألرض‪ ..‬وبعد‬
‫عدة أشهر ابعوا األراضي بعدة أضعاف الثمن وأعادوا القرض لصاحبه التاجر‪ ..‬استثمروا كثرة‬
‫املنح املطروحة يف منطقتهم‪.‬‬
‫اتفقت مع‬
‫‪ )3‬جهة وجدت أن يف منطقتها تكثر احلوادث املرورية فقامت ابلتنسيق مع املرور‪ ،‬و ْ‬
‫ثالث سطحات (سيارات السحب) فتنقل السيارات بعد احلادث مقابل ‪ 100‬رايل نصفها‬
‫ألنشطة اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫‪ )4‬جهة خريية يف مناطق جبلية هبا حاجة كبرية للماء‪ ،‬يتم تعبئة الوايت جماانً مث يُباع فيها برحبية‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫‪ )5‬جهة خريية يف منطقة حتتاج خدمات كثرية‪ ..‬تقوم بتأهيل العمالة من الشباب على املشاريع‬
‫الصغرية‪ ،‬وتسلمهم هذه املشاريع مقابل إجيار أو نسبة من الدخل‪ ..‬مشروع مثل بوفيه أو بقالة‬
‫ال تكلف فعلياً يف منطقة صغرية أكثر من مخسة عشر ألف رايل‪..‬‬

‫‪53‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أفكار استثمار ميزة استخدام التقنية‪:‬‬
‫‪ )1‬تقوم اجلهة اخلريية بدمج أساليب التسويق واالتصاالت والتمويل التقليدية مع اإلمكانيات اجلديدة اليت‬
‫يتيحها اإلنرتنت لتنمية العالقات مع األعضاء ودمج مجيع املؤيدين من خالل الرسائل اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ )2‬جذب األعضاء لزايرة املوقع‪ ،‬والتفاعل مع املؤيدين وليس االكتفاء فقط إبرسال الرسائل اإللكرتونية هلم‪.‬‬
‫‪ )3‬تفعيل القائمة الربيدية للتواصل ابلربيد االلكرتوين‪ ،‬وتفعيل املنتدى االلكرتوين لتبادل احلوارات واآلراء‪،‬‬
‫ونشر املشاركات والتجارب والطلبات على املوقع‪.‬‬
‫‪ )4‬تويل تصميم موقع على االنرتنت حبيث ميثل (املنطقة اجلغرافية) ابالتفاق مع كبار املسئولني وفتح الفرصة‬
‫للمعلنني يف املوقع‪.‬‬
‫منوذج‪ :‬مشروع اخلري الشامل‬
‫انطالقــا مــن إميــان اجملموعــة الوطنيــة للتقنيــة (‪ )NTG‬أبمهيــة دور القطــاع اخلــاص يف اإلســهام الفعــال يف‬
‫خدمــة اجملتمــع‪ ،‬وحلاجــة القطــاع اخلــريي إىل تطــوير آليــات مشــاريع العمــل اخلــريي‪ ،‬رأت اجملموعــة ابلتعــاون‬
‫مــع وزارة الشــؤون االجتماعيــة أتطــري هــذه األعمــال وال ـربامج واألنشــطة اخلرييــة وفــق نظــام آيل حاســويب ‪،‬‬
‫ومن هنا انطلقت فكرة مشروع اخلري الشامل‪.‬‬
‫استخدام التقنية يف العمل اخلريي‪ :‬ال خيفى علـى أحـد أمهيـة التقنيـة يف تسـيري األعمـال عمومـاً وعمليـات قطـاع‬
‫العمـل اخلـريي علــى وجـه اخلصــوص سـيَما والتطــور السـريع يف تقنيـات االتصــاالت واملعلومـات الــذي عـزز العديــد‬
‫من الفرص التقنية املمكن تطويعها خلدمة العمل اخلريي واليت بدورها تؤثر ابإلسهام يف مسارات متنوعة منها‪:‬‬
‫التوفري واالستغالل األمثل للموارد التشغيلية املادية والبشرية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تنمية موارد الدخل ( التربعات )‬ ‫‪-2‬‬
‫تنظيم وحف بياانت املنشآت‪ ،‬وسهولة الوصول إليها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تسريع اإلجراءات العملية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مساعدة أصحاب القرار يف تقرير املسارات اإلسرتاتيجية للعمل ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اخلااري الشااامل‪ :‬مشــروع نظــام اخلــري الشــامل مبــادرة تطوعيــة مــن اجملموعــة الوطنيــة التقنيــة (‪ )NTG‬الغــرض منهــا‬
‫تعزيــز دور التقنيــة يف إدارة عمليــات قطاعــات العمــل اخلــريي التابعــة إلش ـراف وزارة الشــؤون االجتماعيــة‪ .‬وتقــدم‬
‫اجملموعة الوطنية عرب هذا املشروع ‪:‬‬
‫‪ .1‬التطوير الكامل للنظام اآليل املسمى (اخلري الشامل)‪.‬‬
‫‪ .2‬التجهيزات الالزمة لتشغيل وإدارة النظام اآليل للجهة املشغلة ‪.‬‬
‫فك اارة املش ااروع‪ :‬تط ــوير نظ ــام آيل ( حاس ــويب ) عل ــى الش ــبكة العنكبوتي ــة (‪ ، )Internet‬تـ ـرتبط في ــه مجي ــع‬
‫اجلمعيات اخلريية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية حبيث يتيح هذا النظام العمليات التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تفعيل وإدارة التربعات إىل اجلمعيات اخلريية عرب وسائط الدفع التقنية املتنوعة (‪– SADAD - VISA‬‬
‫‪. )...-MASTERCARD-SMS‬‬
‫‪54‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫إدارة اإلجراءات الفنية املتنوعة يف اجلمعيات اخلريية أبسلوب آيل معياري ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫اإلشراف واملتابعة على مسار صرف التربعات الواردة للجمعيات اخلريية‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫إدارة توزيع اإلعاانت املالية للجمعيات اخلريية الصادرة من الوزارة ‪ ،‬واملؤسسات اخلريية املاحنة ‪.‬‬ ‫ث‪.‬‬

‫‪ -‬أهداف املشروع‪ :‬يهدف املشروع إىل حتقيق التايل ‪:‬‬


‫‪ . 1‬بن ــاء قاع ــدة بي ــاانت ش ــاملة لل ــوزارة تش ــمل مجي ــع التربع ــات الـ ـواردة والص ــادرة م ــن وإىل خمتل ــف الشـ ـرائح العامل ــة يف‬
‫القطاعات اخلريية التابعة للوزارة‪.‬‬
‫‪ . 2‬حتقيق التطوير والتوحيد واملرونة لألنظمة اآللية يف اجلهات واجلمعيات اخلريية املستفيدة‪ ،‬واملبنية على احتياجات هذه‬
‫اجلهات‪.‬‬
‫‪ . 3‬تســهيل ومماثلــة ( توحيــد ) أســلوب وإجـراءات املؤسســات الداعمــة ( املاحنــة ) مــن خــالل نظــام حاســويب متميــز يفــي‬
‫جبميع احتياجاهتم ويلغي التداخل بني املؤسسات املاحنة‪.‬‬
‫‪ .4‬الدقة يف القيام بتسجيل اإليداعات البنكية نظراً الرتبـا املؤسسـات املاحنـة واجلمعيـات ابملصـارف ( البنـوك ) ضـمن‬
‫هذا النظام املراد قيامه ‪.‬‬
‫‪ .5‬بث روح املشاركة بني أفراد اجملتمع لتبين مشاريع خريية وطنية من خالل اإلطالع املباشر ملشاريع اجلمعيات اخلريية ‪،‬‬
‫أو املشاريع املراد دعمها لكي ترى النور وذلك عرب بوابة الكرتونية ‪.‬‬
‫‪ .6‬سرعة ال تواصل بني مجيع اجلهات والشرائح املستفيدة من خالل الرتابط االلكرتوين ( املوثق ) هلذا النظـام ( الرسـائل‬
‫القصرية ‪ SMS‬ـ النظام على االنرتنت ـ ‪ )...‬بعيداً عن منطية االتصال ( الفاكس ‪ ،‬اخلطاابت اليدوية ‪. ) .. ،‬‬
‫‪ .7‬التوثيق الكامل جلميع تفاصيل التربعات واملشاريع وا لربامج اخلريية وابختالف أنواع املواد التوثيقية ( مقروءة ‪ ،‬صوتية‬
‫‪ ،‬مرئيــة ‪، ) .. ،‬وإرفاقهــا يف إطــار املشــاريع وال ـربامج املنفــذة ‪ ،‬والرجــوع إليهــا عنــد احلاجــة ( أرشــيف الكــرتوين ) بيســر‬
‫وسهولة‪.‬‬
‫‪ . 8‬إصدار تقارير إسرتاتيجية ودورية تسهم يف حتقيق رؤية ورسالة الوزارة املرتبطة ابلعمل اخلريي مما يُسهم يف اختـاذ القـرار‬
‫وبناء وتطوير اخلطط اإلسرتاتيجية والتنفيذية‪.‬‬
‫‪ . 9‬صناعة الشفافية الكاملة للمشاريع والربامج وزايدة ثقافة اجلهـات املسـتفيدة جتـاه ذلـك مـن خـالل نشـر مجيـع الـربامج‬
‫واملش ــاريع وجعله ــا متاح ــة جلمي ــع أفـ ـراد اجملتم ــع ( سـ ـواء متربع ــني أو إعالمي ــني أو غ ــريهم ) ورغب ــة يف زايدة الثق ــة هب ــذه‬
‫اجلمعيات ‪ ،‬وحماربة لتُهم اإلرهاب وغسيل األموال‪.‬‬
‫‪-‬اجلهات املستفيدة من املشروع ‪:‬‬
‫وزارة الشؤون االجتماعية ممثلة يف إدارة اجلمعيات اخلريية واملؤسسات اخلريية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املؤسسات الداعمة ( املاحنة ) ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اجلمعيات اخلريية التابعة لوزارة الشؤون االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫املتربعني‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪55‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أفكار استثمار ميزة االنتشار واجلماهريية‪:‬‬
‫إن ميزة الوصول إىل عدد كبري من إحدى شرائح اجملتمع (ذكور – إانث – كبار – صغار) وكسب ثقتهم‪..‬‬
‫فعل بطرق استثمارية عديدة‪..‬‬
‫وحضور أعداد كبرية من املستفيدين لفعاليات اجلهة‪ ..‬جيب أن يُ ّ‬

‫عدد املستفيدين من أنشطة مجعيات حتفي القرآن الكرمي يصل إىل عشرات اآلالف يف بعض مناطق‬
‫اململكة‪ ،‬واملتعاملون غري املباشرين مثل عوائلهم وأصدقائهم وجرياهنم يصل إىل أضعاف هذا الرقم‪ ..‬فال ميكن‬
‫عدم التفكري يف هذه األرقام بطرق استثمارية مناسبة حتقق عوائد مالية‪.‬‬

‫‪ -1‬فتح ابب (الدفع االختياري) ملن يشاركون يف فعاليات واألنشطة‬


‫تسويق مساحات العرض يف املهرجاانت والربامج اجلماهريية‬ ‫‪-2‬‬
‫توسيع تسويق مناذج االستقطاع ودعم الربامج املختلفة‬ ‫‪-3‬‬
‫تسويق برامج وخدمات للغري‬ ‫‪-4‬‬
‫إقامة برامج ترفيهية وتدريبية‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ -6‬تطوير منتجات خاصة وتسويقها‬
‫‪ -7‬بيع مساحات إعالنية يف املناسبات املختلفة‬
‫‪ -8‬إقامة رحالت دورية برسـوم رحبيـة (الـدعوة للمشـاركة يف رحـالت شـهرية أسـبوعية ترفيهيـة ابحلافلـة‬
‫إىل منتجع أو حديقة أو شاطئ مع برانمج مبسـط‪ ..‬وأخـذ رسـوم خدمـة فـوق التكلفـة الفعليـة‪..‬‬
‫حتت تنسيق ومتابعة اجلهـة اخلرييـة‪ ..‬رحـالت شـباب‪ ،‬رحـالت عوائـل‪ ،‬رحـالت أطفـال‪ ..‬وميكـن‬
‫أن تتطور إىل رحالت عمرة‪ ،‬وزايرة للمدينة‪ ،‬ورحالت األجازة الصيفية)‪..‬‬

‫أفكار استثمار ميزة كثرة املتطوعني‪:‬‬


‫قد يوجد لدى اجلهة اخلريية فريق متكامل من املتطوعني واملتطوعات لديهم الرغبة والقدرة على العمل‪ ،‬وإدارة‬
‫الفعاليات واملناشط واملشاريع املختلفة‪ .‬وأذكر أن إحدى اجلهات اخلريية لديها فريق يصل إىل ‪1350‬‬
‫متطوعاً ومتطوعة اثبتني ومنضبطني ومشاركني‪ ..‬وهنا توجد الكثري من األفكار االستثمارية‪:‬‬
‫‪ )1‬إدارة وتشغيل الفعاليات والربامج لآلخرين مبقابل مادي‪.‬‬
‫‪ )2‬الوصول إىل ساعات تطوع بعقود ميكن حتويلها إىل رقم خاص هبدف مجع مليون ساعة تطوع مثالً‪..‬‬
‫ومن مثّ ميكن حتويلها إىل أي أعمال وتستطيع اجلهة اخلريية بناء عليها االرتبا مبشاريع ومناسبات‪..‬‬
‫وهذا يساعد يف حتويل التطوع إىل عمل احرتايف‪ ..‬ويقود للسبق يف حتويل العمل التطوعي إىل مصدر‬
‫دخل‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األساس اخلامس‪ :‬أساس ( األفكار اإلبداعية ) و( الفرص الساحنة)‬

‫املقصود من هذا األساس هو استثمار بعض األفكار اإلبداعية أو انتهاز فرصة ساحنة تبدو نوعية وغـري خمطـط‬
‫ـدر عائـداً ماليـاً وال‬
‫هلا أو متوقعة‪ ..‬هذه األفكـار والفـرص الـيت قـد تـرد للجهـة اخلرييـة ميكـن اسـتثمارها بطريقـة ت ّ‬
‫ضر ابسم ومكانة ونشا اجلهة اخلريية‪.‬‬ ‫ت ّ‬

‫وسأســتعرض فيمــا يلــي بعــض األمثلــة والنمــاذج العمليــة الــيت ميكــن اســتثمار أســاس األفكــار اإلبداعيــة والفــرص‬
‫فيها‪:‬‬
‫‪ )1‬إعــداد بطاقــات متميــزة ملنس ــويب اجلهــة اخلرييــة مــن إداريــني ومعلمــني وطــالب وداعمــني ومســتفيدين‬
‫حبيــث تتجــدد ســنوايً‪ ..‬وفــتح البــاب أمــام كـ ّـل مســتثمر يريــد أن يقــدم خدماتــه أو خصــوماته لكـ ّـل مــن‬
‫حيمــل هــذه البطاقــة مقاب ــل رس ــوم رمزيــة للجه ــة اخلرييــة أو نســبة أو غــري ذل ــك‪ .‬وميكــن االتفــاق م ــع‬
‫اجلهــات التســويقية الكــربى لعمــل ختف ــيض للــداعمني واملتعــاونني مــع اجلهــة اخلرييــة مــن خــالل هــذه‬
‫البطاقة‪.‬‬
‫‪ )2‬تق ــدمي خ ــدمات اجله ــة اخلريي ـ ـة أبس ــعار مناس ــبة للتجمع ـ ـات اخلاص ــة‪ ،‬مث ــل تق ــدمي حلق ــات وب ـ ـرامج‬
‫التحفــي ألبنــاء منســويب اجلهــات الكــربى يف منطقــة حمــددة مثــل اخلطــو اجلويــة الســعودية وأرامكــو‬
‫وس ــابك واهليئ ــة امللكي ـة والتحلي ــة وغريه ــا‪ .‬أو ف ــتح ابب تيس ــري ال ــزواج ملنس ــويب الش ــركات الك ــربى أو‬
‫دعم من نفس اجلهة‪.‬‬ ‫جهات حكومية مثل التعليم مقابل ْ‬
‫‪ )3‬االتفــاق مــع البنــوك اإلســالمية لوضــع صـ ّـراف ضــمن أمــالك اجلهــة اخلرييــة حبيــث تراقــب اجلهــة اخلرييــة‬
‫عدم وجود أي تعدايت عليه خاصة يف املناطق النائية‪ ،‬وحتصل يف املقابل على سعر إجيار املوقع‪.‬‬
‫‪ )4‬ف ّكر ونفذ‪ :‬لدى الكثري من األفراد أفكاراً ومشاريع خريية ال جيـدون جمـاالً لتطبيقهـا‪ ..‬ومـن الـذكاء أن‬
‫تتبــىن اجلهــة اخلرييــة مــن يتنــاغم مــع أهــدافها‪ ،‬وتشــجعهم للقيــام ابلتنفيــذ مــن خالهلــا‪ ..‬علــى أن كـ ّـل‬
‫صاحب فكرة ومشروع سيقاتل ويناضل للتنفيذ والتمويل من خالل إمكاانته وعالقاته‪.‬‬
‫‪ )5‬ادعمنا مبا لديك‪ :‬افتح األبواب على مصراعيها لكل دعـم وك ّـل داعـم يسـهم يف حتقيـق أهـداف اجلهـة‬
‫اخلرييــة‪ ..‬ميكــن ملطعــم أن يقــدم العشــاء يف مناســبة‪ ،‬وميكــن ملــدرب أن يقــدم جهــده يف دورة تدريبيــة‪،‬‬
‫ميكــن تقــدمي االستشــارات مــن األطبــاء واحملــامني‪ ..‬هــذه اســتثمارات هلــا قيمــة ماليــة‪ ..‬ألن كـ ّـل شــيء‬
‫يُقدم إمنا يف حقيقتـه وقـت لـه قيمـة ماديـة‪ ..‬كمـا أنـه حيقـق أهـدافاً أكثـر مـن جمـرد احلصـول علـى مـال‬
‫كل مشاركة سيوفر مصاريفه إلجناح مشاركته‪.‬‬ ‫وتنفيذ برامج‪ ..‬وغالباً فإن صاحب ّ‬

‫‪57‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ )6‬نشـ ــارككم يف تنفيـ ــذ نشـ ــاطكم‪ :‬قـ ــد توجـ ــد جهـ ــات (حكومي ـ ــة أو خاصـ ــة أو خريي ـ ــة) ل ـ ــديها متوي ـ ــل‬
‫وإمكــاانت لتنفيــذ بـرامج خاصــة تتقــاطع وتشــرتك مــع بـرامج اجلهــة اخلرييــة‪ ..‬والغالــب أن أغلــب تلــك‬
‫اجلهات تعجز عن التنفيذ بسبب عدم التخصص أو عدم توفر الطاقات البشرية الراغبة أو عدم تـوفر‬
‫املكــان املناســب‪ ..‬علــى اجلهــة اخلرييــة التعــاون مبــا حيقــق أهــداف اجلميــع‪ ..‬تــويل اإلشـراف علــى تنفيــذ‬
‫برامج خدمة اجملتمع اليت تتبناها تلك اجلهات على أن يوفر ذلك عوائد مادية للجهة اخلريية‪.‬‬
‫‪ )7‬اجلهات الرحبية اليت تقـدم خـدمات وال تسـتطيع الوصـول إىل املنـاطق الصـغرية أو البعيـدة مثـل شـركات‬
‫اشـرتاكات اجملــالت والصـحف وحنوهــا‪ ..‬تتفـق مــع اجلهـة علــى وضـع النســخ عنـد اجلهــة وأييت املشــرتك‬
‫ألخذ نسخته أو تسجيل اشرتاكه يف نفس اجلهة مقابل نسبة من العائد‪.‬‬
‫‪ )8‬حتديد فئات حمددة (مثل فئة السيدات يف املنازل) وتطوير عدد من أفكـار وبـرامج االسـتثمار املوجهـة‬
‫هلــذه الفئــة (مثــل التوســط يف بيــع مشــغوالهتم اليدويــة)‪ ،‬أو فئــة العقــاريني وتكــون الفكــرة تــوفري فــرص‬
‫عقاريــة لبيعهــا مــن خالهلــم‪ ،‬أو فئــة العــاملني يف اجلهــات اخلريي ـة وتكــون الفكــرة اســتهدافهم بــربانمج‬
‫سياحي ترفيهي بسعر مناسـب يـوفر عائـداً للجهـة اخلرييـة‪ ،‬أو فئـة الرايضـيني الشـباب يُـوفر هلـم ملعـب‬
‫قدم وطائرة إبجيار رمزي على إحدى أراضي اجلهة اخلريية‪..‬إخل‪.‬‬
‫‪ )9‬ربــط املواقــع االلكرتونيــة لعــدد مــن اجلهــات اخلرييــة حتــت رابــط واحــد حبيــث يكثــر زواره وابلتــايل يكثــر‬
‫املعلنون وتوزع العوائد بنسبة وتناسب‪.‬‬
‫‪ )10‬فكرة التعامل مع اجلهات األجنبية العاملـة يف البلـد والـيت يتوجـب عليهـا دفـع ضـرائب لطـرف مـا‪،‬‬
‫وميكن طرح موضوع أن تدعم اجلهات اخلريية وترعى مناسباهتا بدالً من دفع الضرائب‪.‬‬
‫‪ )11‬قــد تعــرف اجلهــة اخلرييــة أن هنــاك مســتثمراً أو أكثــر يبحــث عــن فرصــة يف املنطقــة أو ضــمن إطــار‬
‫ميكــن للجهــة اخلرييــة أن تُفيــد فيــه‪ ،‬املقــرتح أن تقــوم اجلهــة اخلرييــة بتقــدمي معلومــات مبدئيــة أو تســهيل‬
‫األمر للمستثمر أو الداعم حبيث يُقدم نسبة اثبتة من عوائده للجهة اخلريية فيما بعد‪.‬‬
‫‪ )12‬تلمس اجلهة اخلريية وجود صعوبة يف توفري مكان مناسب للتصـوير وعقـد اللقـاءات الـيت حتتاجهـا‬
‫القنـوات الفضــائية املنضــبطة يف املنطقــة‪ ،‬الفكــرة أن تـوفّر مكــاانً للقنـوات تصــور فيــه وتســجل‪ ..‬مبقابــل‬
‫مادي أو مقابل دعاية وإعالن وترويج ألنشطتها ومشاريعها‪.‬‬
‫‪ )13‬حتديد عدد من االحتياجات االستثمارية يف البيئة القريبة من اجلهـة اخلرييـة مثـل عـدم وجـود جهـة‬
‫تسوق منتجات السيدات يف املنازل‪ ،‬وعدم ثقـة سـيدات املنـازل يف أي أحـد‪ ..‬فتحـاول اجلهـة اخلرييـة‬
‫التوفيق بني الطرفني مقابل نسبة‪.‬‬
‫‪ )14‬هتيئــة مكــان اجتمــاع دوري لســكان احلــي ووجهائــه وأصــحاب املناســبات مبقابــل مناســب‪ .‬أو مكــان‬
‫ليقوم الطالب ابملذاكرة أو جيدوا دروس خاصة أبسعار مناسبة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ )15‬فكر املسؤولية االجتماعية بدأ أيخذ يف االنتشار والتوسع بني رجال املال واألعمال والشركات‬
‫سلكت هنجا يسهم يف حتويل اإلعاانت املقدمة إىل مشاريع‬
‫ْ‬ ‫واألفراد‪ ،‬ووزارة الشؤون االجتماعية‬
‫قادرة على تلبية متطلبات األسر الفئات املستفيدة‪ ..‬وهذه فرصة أمام اجلهات اخلريية الستثمارها‪.‬‬
‫‪ )16‬فكرة اهلدية اخلريية أو الدعوية‪ :‬يشرتيها أي فرد ويرسلها من خـالل اجلهـة اخلرييـة إىل مـن حيـب‪..‬‬
‫عليــك تكلفــة إعــداد وإيصــال اهلديــة (ابلتنســيق مــع جهــة متخصصــة) ووضــع هــامش رحبــي للجهــة‬
‫اخلريية‪ ..‬وميكن احتذاء النموذج التايل‪ :‬جهة خريية قررت إقامـة دعـوة لتكـرمي املتفـوقني واملتفوقـات يف‬
‫بكل الدور‪.‬‬
‫كافة املراحل يف املنقطة‪ ..‬ومتّ طلب تقدمي اهلدااي هلم من أهل املنطقة وقامت اجلهة ّ‬
‫‪ )17‬التعريـف ابملشـاريع الصــغرية اجلديـدة يف حمــيط اجلهـة اخلرييـة مقابــل مبلـغ مقطــوع أو هـدااي عينيــة‪:‬‬
‫مثل احملالت الصغرية اجلديدة (بقالة وخمبز وكويف شوب ومكتبة‪..‬إخل)‪.‬‬
‫‪ )18‬قد تكون لك عالقات ابلبعض ومل يدعموك‪ ..‬استثمر فرصة وأرسل هلم خطاب شكر أو درع‬
‫تقدير على دعمهم للعمل اخلريي عموماً‪ ..‬ويف ذلك تشجيع غري مباشر هلم لدعمك‪.‬‬

‫منوذج‬
‫فابتكرت‬
‫ْ‬ ‫الحظت إحدى اجلهات اخلريية وجود أكثر من مصنع يقوم إبعادة شراء الورق يف منطقتها‪،‬‬‫ْ‬
‫وصممت حاوايت جلمع الورق املستعمل‪ ..‬مث تقوم جبمعه وإعادة بيعه للمصانع وتستفيد من العائد‬
‫ْ‬
‫املادي يف دعم نشاطاهتا وبراجمها‪.‬‬

‫منوذج هام جداً‬


‫فعرضت‬
‫ْ‬ ‫بدأت وقفاً استثمارايً ومل تستطع إكماله‪..‬‬
‫الحظت إحدى اجلهات اخلريية أن جهة أخرى قد ْ‬
‫ْ‬
‫كل جهة خريية مستقالً‬
‫يتم توزيع العوائد بنسبة وتناسب‪ ..‬ويبقى كيان ّ‬
‫عليها التحالف والشراكة حبيث ّ‬
‫نظامياً وقانونياً‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج األوقاف‪..‬‬
‫توسيع صور الوقف من خالل أسس االستثمار‬

‫(الوقف) هو أبرز صور الصدقات اجلارية ويعين حتبيس األصل وتسـبيل املنفعـة لقولـه صـلى هللا عليـه وسـلم‬
‫لعمر بن اخلطاب‪( :‬حبّس األصل‪ ،‬وسبل الثمرة) ويف لفـ ملسـلم‪( :‬إن شـئت حبسـت أصـلها‪ ،‬وتصـدقت‬
‫هبا) (‪ ،)3‬ومما ورد يف الصدقة اجلارية ما رواه الشيخان عنه صلى هللا عليـه وسـلم قـال‪( :‬إذا مـات ابـن آدم‬
‫انقطع عمله إال من ثالث‪ ،‬صدقة جارية أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صاحل يدعو له)(‪ .)4‬ويف حـديث آخـر‬
‫صــحيح‪ ( :‬ســبع جتــري للعبــد بعــد موتــه وهــو يف قــربه‪ ،‬مــن علــم علمـاً أو أجــرى هنـراً أو حفــر بئـراً أو غــرس‬
‫ورث مصحفاً أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته) (‪.)5‬‬ ‫خنالً أو بىن مسجداً أو ّ‬
‫وقــد أدرك الرعيــل األول مــن الصــحب الكـرام أمهيــة الوقــف فســارعوا إىل وقــف الــدور واألراضــي واألســلحة‬
‫وامل ـزارع وغريه ــا‪ ،‬رغب ــة يف ني ــل م ــا أع ـ ّد هللا تع ــاىل لص ــاحب الص ــدقة اجلاري ــة م ــن ث ـواب مس ــتمر وجـ ـزاء ال‬
‫ينقطــع‪ ،‬ومــن أشــهر الوقــف يف العصــر النبــوي وقــف بئــر رومــة علــى املســلمني‪ ،‬فقــد كانــت ليهــودي يبيــع‬
‫ماءهــا ألهــل املدينــة ليش ـربوا منهــا‪ ،‬فلمــا هــاجر الرســول صــلى هللا عليــه وســلم إىل املدينــة ولــيس فيهــا مــاء‬
‫يســتعذب غــري بئــر رومــة قــال‪ :‬مــن يشــرتي بئــر رومــة فيك ـون دلــوه مــع دالء املســلمني ولــه اجلنــة؟ فاش ـرتاها‬
‫عثمــان رضــي هللا عنــه وأوقفهــا علــى أهــل املدينــة) (‪ ،)6‬فللوقــف أثــر ابرز يف التنميــة أبنواعهــا ومــن ذلــك‬
‫أوقاف خيصص ريعها خلدمة العلم والـدعوة إىل هللا تعـاىل واالهتمـام حبملـة كتـاب هللا العظـيم‪ ،‬ويف كثـري مـن‬
‫اجملــاالت اخلرييــة ويف وقتنــا احلاضــر ميكــن االســتفادة مــن الوقــف يف املنظمــات اخلرييــة مــن خــالل املشــاريع‬
‫االسـتثمارية املختلفــة تعليميــة وصـحية واجتماعيــة واقتصــادية وصـناعية وزراعيــة‪ ..‬يصــرف ريعهـا علــى تنميــة‬
‫مشروعات املنظمة اخلريية نفسها واملشروعات اخلريية األخرى‪.‬‬
‫إن ملؤسســات األوقــاف دور مهــم يف التنميــة االقتصــادية واالجتماعيــة للمجتمعــات عــرب التــاريخ اإلســالمي‬
‫ت األوقــاف بتمويــل العديــد مــن احلاجــات واخلــدمات األساســية والعامــة للمجتمــع مم ـا‬
‫الزاهــر‪ ،‬فقــد تكفل ـ ْ‬
‫خفف العبء على الدول واحلكومات‪ ..‬ولذا جيب على كل نشا خريي اجتماعي القيـام مبحاولـة جـادة‬
‫للحصول على مصدر من مصادر الدعم الركيزة واليت تتصف ابلدميومـة وعـدم االنقطـاع آال وهـي األوقـاف‬
‫اإلسالمية‪..‬‬

‫‪ - 3‬صحيح ‪ :‬أخرجه مسلم يف الوصية ‪ :‬ابب الوقف‬


‫‪ - 4‬البخاري ‪ :‬الوصية ‪ :‬ابب ما يلحق اإلنسان من الثواب بعد وفاته ‪.‬‬
‫‪ - 5‬صحيح اجلامع الصغري ‪.‬‬
‫‪ - 6‬البخاري ‪ :‬املساقاة ‪ :‬ابب يف الشرب ومن رأى صدقة املاء ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫توسعة صيغ الوقف وتطورها‪:‬‬
‫اجلهــات اخلرييــة أو مــن يقــوم بواجــب النظــارة علــيهم احلمــل األكــرب يف اســتحداث ص ــيغ تنمويــة جديــدة‬
‫لألوقــاف وتوســعة جمــاالت الوقــف القدميــة‪ ،‬وإن اهلــدف االقتصــادي املباشــر الســتثمار أمـوال األوقــاف هــو‬
‫ـتم ذلـك دون العمـل علـى توسـيع مفهـوم الوقـف وإخراجـه‬ ‫توليد دخل نقـدي مرتفـع بقـدر اإلمكـان‪ ،‬ولـن ي ّ‬
‫مــن دائــرة الصــيغ التقليديــة إىل فضــاء اســتثماري أرحــب وأوســع وآمــن‪ .‬ويف ثقــة النــاس ابملؤسســات اخلرييــة‬
‫والقائمني عليها أكرب داعم لتطوير واستحداث أوقاف جديدة‪.‬‬
‫الوقــف إذا كــان ريعــه كثـرياً ونتاجــه وفـرياً فهــو وســيلة مأمونــة ومــورد شــبه مضــمون‪ ..‬ووقــف اجلهـات اخلرييــة‬
‫مــن أفضــل الوســائل‪ ..‬وقــد اهــتم النــر صــلى هللا عليــه وســلم ابجلانــب االقتصــادي للمســلمني وضــرب هلــم‬
‫ســوقاً خاص ـاً هبــم وحــبس أصــله علــى املســلمني وأعفــاهم مــن اخل ـراج عليــه وقــال هلــم‪( :‬هــذا ســوقكم فــال‬
‫ينتقص وال يضرب عليه خراج) (‪. )7‬‬
‫والذي يدعوان لطرح هذا املوضوع ضمن منوذج أساس‪ ..‬أنه ميكن حتويل أي من األسس السابقة إىل‬
‫أوقاف أبشكال عديدة‪ ..‬منها ما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬وقف النقود‪:‬‬


‫اختار اجملمع الفقهي اإلسالمي بعد استعراض أدلـة املـانعني‪ :‬جـواز وقـف النقـود جـاء فيـه مـا نصـه‪( :‬وقـف‬
‫النقود جائز شرعاً ألن املقصود الشرعي من الوقف‪ :‬حبس األصل وتسبيل املنفعة وهـو متحقـق فيهـا وألن‬
‫النقود ال تتعني وإمنا تقوم أبداهلا مقامها) أ‪.‬ه ـ‬
‫فمن مميزات وقف النقود ‪:‬‬
‫‪ .1‬ميكن توجيه االستثمار يف النقود املوقوفة إىل األوجه األكثر نفعاً يف كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫‪ .2‬ميكن التنقل بني أوجه االستثمارات املتوفرة بسهولة يف وقت قصري‬
‫‪ .3‬ميكن تفادي اغلب مشكالت العقار الثابت‬
‫لذا ينبغي تشجيع وقف النقود ألنه يسهم يف بناء اجملتمع وسـد احلاجـات بـل وفـتح أبـواب اخلـري للمسـامهة‬
‫يف الوقف ولو مبال قليل من مجيع فئات اجملتمع‪.‬‬
‫منوذج‬
‫رجل أعمال أوقف مبلغاً نقدايً قيمته مليوان رايل ملدة ثالث سنوات على إحدى اجلهات اخلريية‪ ..‬حبيث‬
‫يقدمونه قروضاً ميسرة للمحتاجني ويشرفون على متابعة حتصيله وتدويره مث يعيدونه إليه بعد ثالث‬
‫سنوات‪.‬‬

‫‪ - 7‬سنن ابن ماجه يف ابب األسواق ودخوهلا ‪.‬‬


‫‪61‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اثنياً‪ :‬الوقف املؤقت (وقف املنافع املؤقت)‪:‬‬
‫عرفه د‪ .‬حسن الرفاعي يف حبثه املقدم للمؤمتر الثاين لألوقاف جبامعة أم القرى (ص ‪ ) 254‬فقال‪" :‬هو‬
‫نص الشرع أو قال‬
‫املنفعة الناجتة عن جهد اإلنسان اليدوي أو العقلي بشكلها االنفرادي أو اجلماعي إذا ّ‬
‫يصح متلكها والتصرف‬
‫حق التصرف فيها وقفاً مؤقتاً أو مؤبداً "‪ .‬فاملنافع أموال ّ‬
‫العرف مباليتها فلصاحبها ّ‬
‫فيها وورود العقود عليها سواء أكانت بعوض كالبيع واإلجارة أم بغري عوض كالوقف والعارية‪.‬‬

‫إن املنافع اليت ميكن ورود عقد الوقـف عليهـا كثـرية وعظيمـة ومتنوعـة يف جمتمعاتنـا وميكـن اسـتحداث صـيغ‬
‫جديدة يف إطار الوقف املؤقت على النحو التايل‪:‬‬

‫✓ وقف عائد العمل جلزء من الوقت (لتفادة من جهود املوظفني يف الدوائر احلكومية أو اخلاصة )‬
‫✓ وقف جزء من وقـت العمـل وهنـا يـرد علـى الوقـت واملـدة ال علـى قيمتهـا كوقـف سـاعة مـن البـث أو‬
‫ساعة طبية أو تدريبية أو استشارية‪.‬‬
‫✓ وقف العمل اإلضايف بدون عوض يف مؤسسة من املؤسسات اخلريية ‪.‬‬
‫✓ وقف املستأجر منفعة العني املؤجرة خالل مدة التأجري‪.‬‬
‫✓ وقف املستعري منفعة العني املستعارة خالل مدة العارية‪.‬‬
‫حتبيس منفعة حديقة يوماً يف األسبوع ‪.‬‬ ‫✓‬
‫حتبيس منفعة قاعة احتفاالت أو حتبيس منفعة مسكن أو فندق لفرتة قصرية أو طويلة‪.‬‬ ‫✓‬
‫حتبيس منفعة سيارات على جهة معينة‪.‬‬ ‫✓‬
‫حرص كثري من أصحاب األموال على وقف أمواهلم عبـر (الصدقة اجلارية ‪ +‬علم ينتفع فيه)‪.‬‬ ‫✓‬
‫✓ حرص أهل احلي على دعم النشا اخلريي ولو أبسهم بسيطة لوثوقهم ابملشرفني عليه‪.‬‬

‫يوسـع قاعـدة العمـل الـوقفي يف اجملتمـع‪ ،‬إذ أن كثـرياً مـن الفئـات‬


‫والواقع أن استحداث هذه الصيغة الوقفية ّ‬
‫االجتماعية ال تستطيع املشاركة يف اجلهد الوقفي املـايل يف اجملتمـع فيلجـأ مجيـع هـؤالء إىل تسـبيل مـا لـديهم‬
‫من منافع مدة معينة من الزمن مث تعود بعدها إىل ملكيتهم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اثلثاً‪ :‬الصناديق الوقفية االستثمارية‪:‬‬
‫حـازت دولــة الكويــت الســبق يف هــذا اجملــال‪ ،‬حيــث قامــت إبنشــاء العديــد مــن الصــناديق الوقفيــة الــيت تقــوم‬
‫علــى تقســيم احلاجــات االجتماعيــة إىل صــناديق أو وحــدات وقفيــة هلــا ذمــة ماليــة مســتقلة يتخصــص كـ ّـل‬
‫منهــا يف رعايــة وجــه مــن وجــوه الــرب يف اجملتمــع‪ ،‬وقــد تلــت هــذه الصــناديق يف نشــاطاهتا قطاعـاً عريضـاً مــن‬
‫اجلوانب االجتماعية والثقافية يف اجملتمـع الكـوييت‪ ،‬وتعتمـد الصـناديق الوقفيـة علـى ريـع األوقـاف املخصصـة‬
‫يتم إيقافه لذات الغاية‪.‬‬ ‫هلا سنوايً وعلى ما ّ‬
‫فكاارة الصااندوق‪ :‬تقــوم علــى إنشــاء إدارات تتخصــص كـ ّـل منهــا برعايــة وخدمــة جمــال معــني‪ ،‬مــع مالحظــة‬
‫كل صندوق مبثابة وقف خريي مستقل‪ ،‬وأموال هذا الصندوق وقف ال جيوز التصرف فيهـا‪ ،‬وميكـن أن‬ ‫أن ّ‬
‫يض ـ ّـم رأس امل ــال‪ :‬أص ــول اس ــتثمارية كالبن ــاء واألرض واملع ــدات‪ ..‬لتك ــون احتياطيـ ـاً الس ــتمرار الص ــندوق‪،‬‬
‫وتوجد جهات متخصصة وأنظمة يف أتسيس وإدارة الصناديق االستثمارية‪.‬‬
‫واردات الصندوق‪ :‬تربعـات األفـراد ‪ ،‬تربعـات املؤسسـات أو الشـركات ‪ ،‬مسـامهة الدولـة ‪ ،‬ريـع الصـناديق‬
‫الوقفية العامة أو االستثمار فيها ‪ ،‬تربع املنظمات الدولية ‪ ،‬واهلبات والتربعات والوصااي‪.‬‬
‫الصاندوق إدارايً‪ :‬يتكـ ّـون مــن جملــس إدارة مكـون مــن جممــوع الـواقفني أو غـريهم ممــا جيعــل املشــاريع الوقفيــة‬
‫عبـ ــارة عـ ــن قوالـ ــب تنظيميـ ــة تتمتـ ــع ابالسـ ــتقالل املـ ــايل واإلداري وتسـ ــعى ابسـ ــتقاللية لتحقيـ ــق احلاجـ ــات‬
‫االجتماعية التنموية املطلوبة منها‪.‬‬

‫يف نتــائج اســتبيان عرضــته جريــدة عكــاظ الســعودية (عــدد ‪ 1888‬يف ‪ )1427/7/24‬علــى جمموعــة مــن‬
‫امل ـواطنني بس ـؤاهلم ‪ :‬عاان أفضاال الساابل ملااوارد األوقاااف وتنميتهااا ؟؟ كانــت أبــرز األفكــار تــدور حــول‬
‫تنميــة األوقــاف وتطويرهــا وحتــديث نظــام األوقــاف مبــا يــتالءم مــع املتغ ـريات‪ ،‬وإنشــاء الصــناديق الوقفيــة‬
‫حيث أشار ‪ %85‬منهم إىل أن القـرار لـو كـان بيـدهم ألصـدروا تعليمـات بضـرورة إنشـاء صـناديق وقفيـة ‪،‬‬
‫وأك ــدوا ض ــرورة االس ــتفادة م ــن جت ــارب ال ــدول األخ ــرى يف العم ــل ال ــوقفي‪ ،‬وتعجي ــل اإلجـ ـراءات املتعلق ــة‬
‫ابألوقاف من حيث االستثمار ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫رابعاً‪ :‬الوقف اجلماعي‪:‬‬
‫وتتمثــل فكرتــه ابملســامهة يف وقــف خــريي عقــاري كبنــاء أو أرض ‪..‬اخل‪ ،‬مث يـُـوزع علــى أســهم وقفيــة حبيــث‬
‫يقوم املتربع بشراء سهم أو أسهم حسب القدرة وحسب الفئات احملددة‪ ،‬يف مشروع معني ينفق ريعـه علـى‬
‫أوجه اخلري احملددة‪ ،‬وهـذه األسـهم حتـدد نصـيب صـاحبها يف مشـروع وقفـي معـني إال أنـه ال حي ّـق للمسـاهم‬
‫ـحب هــذه األس ـهم أو التــدخل يف طريقــة اســتثمارها‪ ..‬وتُســمى ابلصــكوك الوقفيــة أو ســندات املشــاركة‬
‫سـ ْ‬
‫الوقفية أو االكتتاب يف مشروع وقفي على أساس‪:‬‬
‫الواقف ‪ :‬جمموع املكتتبني يف هذه الصكوك‬
‫الناظر ‪ :‬اجلهة املصدر هلا ‪.‬‬
‫املال املوقوف ‪ :‬هي املبالغ املالية املكتتب هبا مبا متثله من صكوك‬
‫املوقوف عليه ‪ :‬هي اجلهة اليت ستخصص عوائد املشروع لتنفاق عليها‬
‫ومن فوائدها ‪ :‬التعاون الواضح بني أطرافها (وتعاونوا على الرب والتقوى‪ )..‬واليت ختول هلـم بنـاء املشـاريع‬
‫الكبرية اليت قـد ال يسـتطيع أحـدهم القيـام هبـا مبفـرده‪ ،‬وتظـافر اجلهـود واحتادهـا والعمـل يف األمـة بفكـر اهل ّـم‬
‫الواحــد‪ ،‬ويتــيح املشــاركة ملختلــف ش ـرائح اجملتمــع‪ ،‬وارتفــاع مســتوى التشــغيل واخنفــاض البطالــة والتضــخم‪،‬‬
‫ويع ّد أحد أسواق رأس املال اإلسالمي‪.‬‬

‫وقد تنشأ من هذا النوع العديد من األوقاف ذات األفكار النوعية مثل‪:‬‬
‫‪ )1‬وقااف العائلااة‪ :‬تقــوم اجلهــة اخلرييــة بتجهيـز وقــف وعرضــه علــى أف ـراد عائلــة واحــدة كبــرية جتاريــة حبيــث‬
‫يتعاون أفراد العائلة لتمويله ويبقى ابمسهم‪.‬‬
‫‪ )2‬وقف األوقاف‪ :‬إنشاء وقف يهدف إىل توليد األوقاف املتخصصة ألعمال اجلهات اخلريية املتنوعة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مناذج أشخاص يف مقدمة األعمال اخلريية يف تركيا‬
‫‪ - 1‬السيد ‪ /‬قادر نوري هاس أوغلو‬
‫يعترب والده من مؤسسي آك بنك‪ ،‬وهو من كبار العاملني يف جمال السيارت ( مصانع مرسيديس –‬
‫مصانع ابصات – مصانع سيارات نقل ) وميتلك العديد من املصانع والوكاالت املشهورة‪..‬‬
‫أعماله اخلريية‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء جامعة قادر هاس (‪) Kadir Has Üniversitesi‬‬
‫‪ -‬إنشاء وقف قادر للتعليم والصحة (‪ ) HASVAK‬لألعمال اخلريية‬

‫‪ - 2‬السيد ساكيب سابنجي‬


‫أييت يف املرتبة ‪ 147‬كأغىن أغنياء العامل حسب احصائية ‪ 2004‬من قبل جملة ( ‪ ) Forbes‬األمريكية‬
‫ولد ‪ 1933‬يف مدينة قيصري‪ .‬يف عام ‪ 1966‬وبعد وفاة والده قررت عائلته تسليمه إدارة جمموعة والده‬
‫وقد أسس مع والدته وإخوانه وقف سباجني لألعمال اخلريية واليت بنت جامعة سباجني اخلريية وهي من‬
‫أوائل املؤسسات التعليمية اخلريية يف تركيا‪..‬‬
‫أعماله اخلريية ‪:‬‬
‫كل أعماهلم اخلريية واالجتماعية بعد وصية والدته جبميع أمالكها‬
‫‪ -‬وقف سباجني اخلريي والذي يدير ّ‬
‫للعمل اخلريي‪.‬‬
‫‪ -‬وقف ‪ LASSA‬لعالج أمراض األطفال ويف عام ‪ 1976‬أسس مركز عالج التشنج لدى األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬جامعة سباجني اخلريية (كلفت ‪ 170‬مليون دوالر) وافتتح عام ‪1999‬م يف اسطنبول‪.‬‬
‫‪ -‬معاهد سباجني للتعليم‪.‬‬

‫‪ - 3‬عزت ابيسال‬
‫‪ -‬بىن مستشفى والدة ومستشفى عام وعدداً من املراكز الصحية‬
‫‪ -‬أسس جامعة عزت ابيسال يف أابنت وبىن الكثري من مدارس مدينة بولو‬
‫‪ -‬أسس مركزاً لرعاية األيتام واألطفال اللذين ليس هلم أهل‬
‫‪ -‬بىن مركزاً لرعاية املسنني‬
‫‪ -‬بىن مركز رعاية الطلبة املتفوقني واملوهوبني‬

‫‪65‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫خامساً‪ :‬وقف (الرتست)‪:‬‬
‫يتحول بعضها إىل أصول غري منقولة أو حافظة قيم منقولة‬ ‫فكرة الرتست ‪ Trust‬تدور حول ختصيص أموال ّ‬
‫تدر عائداً وبعضها سيولة معدة لالستثمار مع حتديد املستفيد أو املستفيدين أو جهات أخرى‬ ‫أو غري منقولة ّ‬
‫غري هادفة للربح للصرف عليها من إيرادات «الرتست»‪ ،‬أصول هذه الفكرة إسالمية أخذها الغرب وطوروها‬
‫سبقت إليها الشريعة اإلسالمية حتت اسم «اإلرصاد» وهي صيغة‬ ‫ْ‬ ‫ويرى بعض الباحثني أن «الرتست» فكرة‬
‫ت شبه الوقف ولكنها ختتلف عنه من حيث مصدر األموال واليت ميكن أن تكون من بيت املال‪ ،‬إضافة إىل أنه‬
‫أي اإلرصاد ميكن تغيري شكله وإبداله وحتويله مبرونة أكثر من الوقف‪.‬‬
‫وهناك العديد من هذه الرتستات يف الغرب وتقوم مجيعها على فكرة التخصص‪ :‬منها الرتستات الصناعية‬
‫املخصصة حملاربة االحتكار وترستات الزواج والرتستات االستثمارية وغريها‪ ..‬وهناك نسخة إسالمية من هذه‬
‫التجربة قام بتطويرها جمموعة من رجال األعمال املسلمني يف مدينة برمنجهام يف بريطانيا‪ ،‬حيث يقومون إبدارة‬
‫واستثمار أموال خريية تتجاوز ‪ 10‬مليار جنيه اسرتليين‪.‬‬
‫صيغة الرتست شبيهة ابلوقف ولكنها ختتلف عنه من حيث مصدر األموال والتصرف وإمكانية تغيري شكله‬
‫وإبداله وحتويله مبرونة كبرية وإمكانية تسييله وصرفه يف أغراضه أو أغراض شبيهة‪ ،‬يف حني ال جيوز يف الوقف‬
‫االستبدال أو تغيري شروطه إال بضوابط حمددة مع رقابة القضاء‪ .‬إضافة إىل الفرق بني الرتستات اخلريية املسجلة‬
‫واجلمعيات املسجلة من حيث هياكلها وأشكاهلا وتفاصيلها‪ .‬ولذا جيب على العاملني يف اجلهات اخلريية‬
‫االستفادة من هذه الفكرة يف استثمار أموال األوقاف واألصول اخلريية اخلاصة ابجلمعيات اخلريية وتطوير آلياهتا‬
‫تدر عائدا دائماً ال ينضب‪.‬‬
‫بطريقة احرتافية استثمارية ّ‬

‫دور الصناعة املالية اإلسالمية‪:‬‬


‫طور أموال الصناديق‬
‫الرب حىت اآلن‪ ،‬ومل ي ّ‬
‫النظام املصريف اإلسالمي مل ينشئ أية صناديق قائمة على أوجه ّ‬
‫فعال‪ ،‬بينما النظام املصريف الغريب يقوم إبدارة بعض صناديق األصول‬‫الرب بشكل ّ‬
‫واجلمعيات اخلريية ونشاطات ّ‬
‫ذات التوجه االجتماعي واليت تقدر ابملليارات وحتقق الكثري من الفوائد للمجتمع‪ .‬إن الرتست منوذج مثايل‬
‫حترم استثمار‬
‫وجيب أن تقوم املصارف اإلسالمية بتطويره كونه استثماراً يقوم على قاعدة اجتماعية أخالقية ّ‬
‫األموال يف صناعات أو جماالت حمددة كاخلمور والتبغ‪ ،‬ويف املقابل حتدد هلا قائمة من اجملاالت والنشاطات‬
‫لالستثمار فيه وهي مجيعها نشاطات ختدم اجملتمع والبيئة‪.‬‬
‫ظل األزمة‬
‫شهدت منواً كبرياً خالل السنوات القليلة املاضية حىت إن الصناديق اخلاصة هبا ويف ّ‬
‫ْ‬ ‫صناعة الرتست‬
‫حققت مزيدا من األرابح الستنادها إىل أصول قوية واستثمارها يف موارد حقيقية‪ ،‬بعيدة عن الرهون‬ ‫ْ‬ ‫املالية‬
‫واألوراق املالية الومهية وتضخم الديون‪ ..‬إضافة إىل ذلك فإن من مميزات هذا االستثمار (ذو التوجه االجتماعي)‬
‫إنه يقاوم الركود‪.‬‬
‫وأخرياً‪ ..‬فإنه يُشار إىل أن ماليزاي هي الدولة اإلسالمية الوحيدة اليت اهتمت بـ «الرتست» وقامت مبمارسته‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫خطة عملية للبدء يف العمل وفق منهج‬

‫( أساس )‬

‫لتنمية االستثمار يف اجلهات اخلريية‬

‫✓ أوالً‪ :‬التنظيم اإلداري الذي يتبىن تنمية االستثمارات املالية يف اجلهة اخلريية‬
‫✓ اثنياً‪ :‬احلوافز والتنظيم املايل الداعم لالستثمار‬
‫✓ اثلثاً‪ :‬بناء الصورة الذهنية وأثرها يف بناء وتنمية االستثمار وتعزيز املوارد املالية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أوالً‪:‬‬
‫بناء تنظيم إداري يتبىن تنمية االستثمارات يف اجلهة اخلريية‬

‫ماذا نقصد ابلتنظيم اإلداري‪:‬‬


‫دمج املوارد البشرية واملادية يف اجلهة اخلريية من خالل هيكل رمسي يُ ّبني املهام والصالحيات‪ ،‬ويقتضي‬
‫التوزيع املناسب لألفراد وحتديد االختصاصات واملسؤوليات من أجل حتقيق أهداف مشرتكة حمددة متثل‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫مبادئ التنظيم اإلداري السليم لتنمية االستثمار‪:‬‬


‫✓ مبدأ ضرورة التنظيم‪ّ :‬‬
‫ينص على وجوب تقسيم العمل على أفراد اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫فال تبقى مهام تنمية االستثمار عامة‪ ،‬وال مركزة عند فرد أو عدة أفراد فقط‬
‫✓ مبدأ اهلدف‪ :‬يُشرت أن يكون للجهة اخلريية (وإداراهتا) هدف (أو أهداف) حمددة وواضحة‬
‫ومتفق عليها‪ ..‬فال نكتفي ابلتوجه حنو تنمية االستثمارات فقط‪ ..‬جيب حتديد ألهداف‬
‫االستثمار بدقة‪.‬‬
‫كل موظف على القيام أبعباء وظيفة واحدة‪ .‬فال‬ ‫✓ مبدأ التخصص‪ّ :‬‬
‫ينص على أن يقتصر عمل ّ‬
‫يكون مسئول االستثمار هو نفسه مسئول مهمة رئيسية أخرى‪ ..‬أو يكون ابحثاً شرعياً ويتوىل‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫✓ مبدأ التنسيق‪ :‬ترتيب األمور للوصول إىل اهلدف العام ّ‬
‫أبقل جمهود وأسرع وقت ممكن‪ ..‬فال‬
‫تُرتك إدارة االستثمار بال دعم إداري نوعي لتنسيق متطلباهتا على مستوى اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫✓ مبدأ السلطة‪ :‬تعين القدرة الشرعية اليت تُنا بشخص ما واليت جتعله قادراً على اختاذ القرار‪.‬‬
‫يصح تولية شخص مسئولية االستثمار‪ ..‬وهو غري مؤهل وقادر على اختاذ القرارات‬ ‫فال ّ‬
‫املناسبة‪..‬‬
‫✓ مبدأ تفويض السلطة‪ :‬إعطاء ّ‬
‫حق اختاذ القرارات يف نطاق حمدد وابلقدر الالزم إلجناز مهمة‬
‫معينة‪ .‬فال يصح تولية الشخص املناسب مث تبقى اإلدارة العامة وصية على كافة التفاصيل‬
‫والقرارات‪.‬‬
‫✓ مبدأ املسؤولية‪ :‬حماسبة من أعطيناه السلطة عن ّ‬
‫كل ما يقع نتيجة تفويضه للسلطات ملن هم‬
‫أدىن منه يف اهليكل التنظيمي‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫كل مستوى يف مصدر واحد‪ .‬فال يكون‬ ‫✓ مبدأ وحدة األمر‪ُ :‬‬
‫حصر سلطة إصدار األوامر يف ّ‬
‫لدينا مدير إدارة استثمار وتنمية موارد‪ ..‬مث أتيت األوامر من جملس اإلدارة أو املدير العام‪.‬‬
‫✓ مبدأ نطاق اإلشراف‪ :‬أي حتديد العدد املناسب الذي يُشرف عليه شخص واحد ‪ ،‬وخيتلف‬
‫ذلك على حسب نوع العمل وطبيعته ‪ ،‬وسهولة االتصال ‪ ،‬ومقدرة املشرف واستعداده‬
‫كل أفراد ومشكالت إدارة التربعات والعالقات العامة‬
‫الشخصي‪ .‬فال حنمل إدارة االستثمار ّ‬
‫وغري ذلك‪.‬‬

‫أعراض التنظيم غري الداعم لتنمية االستثمار‪:‬‬


‫‪ -1‬البطء يف اختاذ القرارات‬
‫‪ -2‬تعدد جهات اإلشراف والوصاية‬
‫‪ -3‬غياب حتديد األهداف وقياس حتقيقها‬
‫‪ -4‬زايدة الروتني والبريوقراطية وضياع املسئولية‬
‫‪ -5‬الزايدة الكبرية يف األعمال املكتبية‬
‫األنظمة اإلدارية متأخرة وغري مطبقة‬ ‫‪-6‬‬
‫ضعف كفاءة الكادر على كافة مستوايت اجلهة اخلريية‬ ‫‪-7‬‬
‫تدين األجور وضعف احلوافز املادية واملعنوية‬ ‫‪-8‬‬
‫زايدة األعباء على املديرين‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬جتاهل االعتماد على املعلومات يف العمل اإلداري‬

‫أهداف إدارة االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬


‫• وضــع األهــداف واخلطــط واآلليــات الكفيلــة بــدعم وتنميــة االســتثمار يف اجلهــة اخلرييــة‪ ،‬مــع ربطهــا‬
‫مع احتياجات نفس اجلهات ورؤيتها ورسالتها‪.‬‬
‫• حتديد اجملاالت االستثمارية اليت تدعم تنمية املوارد املالية لتحقيق أهداف اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫• دراسة هذه اجملاالت والفرص وتقدمي املعلومات والتوصيات األساسية‪.‬‬
‫• التفاوض مع اجلهات األخرى املرتبطة ابالستثمار ومنها اجلهات اليت ستقوم ابإلدارة والتشغيل‪.‬‬
‫• التأكــد مــن مــدى مطابقــة املش ـروعات االســتثمارية مــع أحكــام الش ـريعة اإلســالمية وعــدم أتثريهــا‬
‫على مسعة ومسرية اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫• متابعة االستثمارات والتأكد من سريها وفق األهداف واخلطط املوضوعة هلا‪.‬‬
‫• تنمية عالقات اجلهة اخلريية يف جماالت االستثمار مع كافة اجلهات املعنية‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫• البحث عن الفرص املتميزة بشكل دائم والعمل على سرعة استثمارها والتجاوب معها‪.‬‬

‫حتديد مسئولية قرار االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬


‫يتمثــل أحــد االهتمامــات األساســية لــدى القــائمني علــى أي منشــأة رحبيــة‪ ،‬يف أن مــالكي املنشــأة وإدارهتــا‬
‫يعن ــون إبدارة أص ــوهلا يف األدوات املالي ــة ويف االس ــتثمارات ال ــيت تعظ ـم العوائ ــد واألرابح م ــن غ ــري أن تض ـ ّـر‬
‫بتوجههــا ونشــاطها‪ .‬والواقــع أن القــائمني علــى قـرار اجلهــات اخلرييــة ميارســون فعليـاً دوراً يعــىن مبتابعــة تنميــة‬
‫امل ـوارد املاليــة وفــتح آفاقهــا مــن خــالل التربعــات واألوقــاف‪ ،‬إال أن املطالبــة جيــب أن تكــون ابعتبــار تنميــة‬
‫ـدر عوائــد جيــدة علــى املــدى املتوســط والبعيــد‪ ،‬حبيــث يكــون‬
‫املـوارد الدائمــة مــن خــالل االســتثمارات الــيت تـ ّ‬
‫هذا جزءاً ال يتجزأ من مهماهتم واجتماعاهتم ونقاشاهتم وخططهم‪.‬‬

‫وهــذا األمــر ي ـربره أن مجيــع املعلومــات الــيت ميكــن بنــاء ق ـرارات االســتثمار عليهــا هــي بيــد متخــذ الق ـرار يف‬
‫ط ثقـة كبـار الـداعمني والوجهـاء واجلهـات الرمسيـة ممـا يـربر الـدعوة إىل جعـل أحـد‬ ‫اجلهة اخلريية‪ ،‬كمـا أنـه حمـ ّ‬
‫مهامــه الــيت يُســاءل عليهــا ويـُـدعم لتحقيقهــا هــي تنميــة االســتثمارات ســنوايً أبهــداف حمــددة‪ ..‬وتبقــى هــذه‬
‫مهمــة ألهنــا حتقــق أهــدافاً أخــرى تتمثــل يف النشــا اخل ــريي نفســه‪ ..‬كم ــا أهن ــا ال تع ــين عــدم وج ــود فري ــق‬
‫متكامل بقيادة شخص متخصص يتوىل مسئولية تنمية االستثمارات يف اجلهة اخلريي‪.‬‬

‫هنــاك فكــرة تقــرتح أن علــى املنظمــات اخلرييــة يف حــال ممارســتها لالســتثمار أن تعمــل علــى إنشــاء شــركة أو‬
‫جهــاز إداري مســتقل عــن املنظمــة اخلرييــة ‪ ،‬يهــتم بشــؤوهنا االســتثمارية مــن مجيــع اجلوانــب ‪ ،‬فــإذا خســرت‬
‫ه ـذه الش ــركة أو اجله ــاز اإلداري يف اس ــتثماره‪ ،‬ف ــإن املنظم ــة اخلريي ــة ال تت ــأثر ب ــذلك‪ ،‬وه ــذه الفك ــرة عملي ـاً‬
‫ـت جناحه ــا يف ع ــدة جه ــات خريي ــة‪ ،‬إال أن ه ــذه الفك ــرة يف املقاب ــل ال ميك ــن‬ ‫ص ــحيحة وقائم ــة وق ــد ملس ـ ُ‬
‫تطبيقهــا يف اجلهــات اخلرييــة ذات احلجــم واإلمكــاانت احملــدودة ألن كثــرة التقســيمات اإلداريــة تــؤثر علــى‬
‫أدائها ومواردها‪.‬‬
‫عوامل تعوق جناح االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬
‫‪ )1‬عدم وضوح رؤية وأهداف وخطة اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫‪ )2‬وجود أنظمة وقوانني داخلية تعوق عملهم‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم حتديد عمل إدارة االستثمار ومنسوبيها مما يؤدي إىل االختالف مع اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم أهلية املوظفني املسئولني عن تنمية االستثمار واملوارد املالية‪.‬‬
‫‪ )5‬عدم التنسيق بني مسئويل االستثمار وبقية اإلدارات خاصة العالقات العامة والتربعات وغريها‪.‬‬
‫‪ )6‬عدم وجود أنظمة وبرامج حتفيز‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫منوذج كرسي عبدالرمحن بن صاحل الراجحي وعائلته لتطوير العمل اخلريي‬
‫جاءت هذه املبادرة من أجل إنشاء كرسي حبثي متخصـص يف تطـوير أداء املنظمـات اخلرييـة ورفـع مسـتوى‬
‫وعي اجملتمع بثقافة العمل اخلريي من خالل إجراء الدراسات املتخصصة ونقل املعرفة والتجارب الدولية‪.‬‬
‫والرؤيــة الــيت حتكــم الكرســي هــي إجيــاد ورعايــة منظمــات خرييــة ذات أداء متميــز‪ ،‬أمــا رســالة الكرســي فهــو‬
‫كرســي حبثــي متخصــص يف تطــوير أداء املنظمــات اخلرييــة ورفــع مســتوى وعــي اجملتمــع بثقافــة العمــل اخلــريي‬
‫من خالل إجراء الدراسات املتخصصة ونقل املعرفة والتجارب الدولية‪.‬‬
‫اهلـ ــدف اإلداري‪ :‬يركـ ــز علـ ــى وضـ ــع إطـ ــار عـ ــام هليكلـ ــة املنظمـ ــات اخلرييـ ــة يتضـ ــمن‪ :‬الوظـ ــائف الرئيسـ ــية‬
‫للمنظمــات اخلرييـة‪ ،‬واهلياكــل التنظيميــة‪ ،‬واألدلــة التنظيميــة‪ ،‬واحلوكمــة واملراجعــة ونظــم املعلومــات اإلداريــة‪،‬‬
‫ووضــع مؤش ـرات لقيــاس أداء مــوظفي املنظمــات اخلرييــة‪ ،‬ووضــع مؤش ـرات لقيــاس فعاليــة املنظمــات اخلرييــة‬
‫(مدى حتقيقها ألهدافها)‪.‬‬
‫اهلــدف التســويقي واملــايل‪ :‬يركــز علــى مصــادر التمويــل والضــبط امل ـايل للمنظمــات اخلرييــة مــن خــالل أوجــه‬
‫االستثمار وتنميته وتسويق منتجات املنظمات اخلريية وتطوير املعايري احملاسبية للجهات غري اهلادفة للربح‪.‬‬
‫اهلــدف الثالــث‪ :‬أتهيــل امل ـوارد البش ـرية ابلرتكيــز علــى أتهيــل قيــادات العمــل اخلــريي وامل ـوارد البش ـرية العاملــة‬
‫ابملنظمــات اخلرييــة‪ ،‬ابإلضــافة إىل املـوارد البشـرية الالزمــة هلــذا القطــاع مــن خــالل دعــم بـرامج تنميــة قيــادات‬
‫العمل اخلريي‪ ،‬وتشجيع طرح مواد دراسية عن العمل اخلـريي يف منهجيـات األقسـام ذات العالقـة كـاإلدارة‬
‫واحملاســبة والتســويق وعلــم االجتمــاع واإلعــالم والسياســة والقــانون وغريهــا‪ ،‬وتقــدمي الــدعم العلمــي إلنشــاء‬
‫بـرانمج ماجســتري أو دبلــوم عــال يف إدارة العمــل اخلــريي‪ ،‬وكــذلك تشــجيع االبتعــاث يف جمــاالت الكرســي‪،‬‬
‫وتص ــميم دورات متخصص ــة مرتبط ــة أبه ــداف الكرس ــي م ــع توفريه ــا للجه ــات املاحن ــة‪ ،‬وتش ــجيع البح ــث‬
‫العلمــي يف جمــال الكرســي عــن طريــق التواصــل مــع األقســام املعنيــة وطــرح موض ـوعات لبحــوث املاجســتري‬
‫والدكتوراه‪ ،‬وترمجة وأتليف كتب ومقاالت يف جمال الكرسـي مـع مراعـاة خـدمتها للـربانمج التعليمـي املقـرتح‬
‫(ماجســتري أو دبلــوم إدارة)‪ .‬وهــو هــدف يهــتم أيضـاً إبنشــاء قاعــدة معلومــات حبثيــة للعمــل اخلــريي تتضــمن‬
‫الرس ــائل والبح ــوث ذات العالق ــة تس ــاعد الباح ــث واملم ــارس عل ــى إجي ــاد امل ـ ـواد الالزم ــة إلجن ــاز أعم ــاهلم‬
‫والتواصل والتحالف مع اجلهات الدولية املتخصصة يف جماالت عمل الكرسي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اختيار الكادر البشري املناسب إلدارة االستثمار‪:‬‬
‫قــوة اجلهــة اخلرييــة إمنــا تكمــن يف قــوة القــائمني عليهــا مــن العنصــر البشــري‪ ،‬فهــم الوســيلة العظمــى لتحقيــق‬
‫أهداف هذه اجلهات اخلريية ‪ ،‬وال يتم ذلك إال إذا كانت كفاءهتم ومواهبهم يف أعلى مسـتوايهتا‪ ،‬وهـم مـن‬
‫أييت ابملوارد املالية ويوظفها ابلشكل الصحيح وليس العكس‪ ..‬فإنه مهما كانت قـوة خطـط وأنظمـة اجلهـة‬
‫حنب أن نقف عند النقا التالية‪:‬‬
‫اخلريية فإهنا ال تفيد شيئاً إذا تدىن مستوى العاملني‪ ..‬و ّ‬
‫أوالً ‪ /‬انتقاء الكفاءات‪ :‬الناس ينشئون متفـاوتني يف القـدرات واملواهـب الـيت مـنحهم هللا تعـاىل إايهـا ومـن‬
‫العــدل والعقــل أن جتعــل كـ ّـل واحــد يف مكانــه الصــحيح‪ ..‬وقــد جعــل النــر ‪ ‬مــن عالمــات انتظــار الســاعة‬
‫أن يوسد األمر إىل غري أهله ‪ ،‬وذلك تضييع لألمانة كما يف الصحيح وغـريه‪ .‬فالنجـاح بصـفة عامـة يكمـن‬
‫يف تكــوين اجلهــة اخلرييــة علــى أســاس الكفــاايت‪ ،‬ال علــى أســاس احملســوبيات أو العصــبيات أو االعتبــارات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫اثنيااً ‪ /‬وضااع الرجاال املناسااب يف املكااان املناسااب‪ :‬الوظــائف يف الدولــة اإلســالمية تقتضــي وضــع الرجــل‬
‫املناســب يف مكانتــه املناســبة مــع مواهبــه ومؤهالتــه دفعـاً لعجلــة التقــدم وإرضــاءً هلل عــز وجــل‪ ،‬وقــد كــان مــن‬
‫هديه ‪ ‬أن خيتار للقضاء أانساً‪ ،‬وجلمع أموال الزكاة أانساً‪ ،‬ولقيادة السرااي واحلمالت العسـكرية آخـرين‪..‬‬
‫مراعياً يف ذلك كله مؤهالهتم ومواهبهم‪.‬‬
‫اثلثااً ‪ /‬اإلحسااان واإلتقااان‪ :‬فاإلحســان واإلتقــان مطلــوابن شــرعاً ألن وال يتحققــان إال إذا ُوضــع اإلنســان‬
‫يف مكــان ترفعــه مؤهالتــه ومواهبــه وقدراتــه اإلداريــة إىل مرتبــة اإلتقــان واإلحســان‪ ،‬فليســت العبــادة والتــدين‬
‫والعلــم الشــرعي وحــدها كافيــة لتــويل املناصــب يف اجلهــات اخلرييــة‪ ،‬وقــد صــرف النــر ‪ ‬أاب ذر الغفــاري ‪‬‬
‫عــن الواليــة ‪-‬أي تــويل الوظــائف واإلمــارة حــني طلــب ذلــك‪ -‬وقــال لــه‪ (( :‬اي أاب ذر إنــك ضــعيف‪ ،‬وإهنــا‬
‫أمانة وإهنا يوم القيامة خزي وندامة إال من أخذها حبقها وأعطى الذي عليه فيها )) (‪. )8‬‬

‫ماذا تفعل اجلهة اخلريية إذا مل جتد شخصاً أو أكثر مؤهالً لتويل إدارة ونشاطات االستثمار؟!‪..‬‬
‫اســتناداً إىل القاعــدة الفقهيــة املســتنبطة مــن الكتــاب والســنة ( األمــور مبقاصــدها ) ‪ ،‬فإنــه جيــوز أن تــدفع‬
‫مجعية مـا تكاليف تطوير العاملني هبا سواء عن طريق الدورات أو عن طريق تبين دراسة كاملـة حبيـث ختـدم‬
‫مصلحة اجلمعية‪.‬‬

‫‪ )8‬رواه مسلم يف كتاب القضاء – صحيح الرتغيب والرتهيب ج ‪. 2176 /2‬‬


‫‪72‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫عناصر مطلوبة يف مسئويل إدارة االستثمار وتنمية املوارد املالية يف اجلهات اخلريية‪:‬‬
‫هناك عناصر أساسية جيب توافرها يف القائمني على اجلهات اخلريية عموماً‪ ..‬ويف مسئويل إدارة‬
‫االستثمارات واملوارد املالية خصوصاً‪ ..‬ليكون عمالً مؤسسياً منظماً بعيداً عن العشوائية‪ ..‬من هذه‬
‫العناصر‪:‬‬
‫‪ -1‬السمعة الطيبة لدى اجملتمع‬
‫‪ -2‬يكون لديهم الوقت ألداء العمل وليس املشاركة من ابب الوجاهة االجتماعية‬
‫‪ -3‬تتوافر فيهم اخلربة يف جمال العمل‬
‫‪ -4‬القدرة على االتصال والعالقات العامة والتأثري يف اآلخرين‬
‫‪ -5‬الثقة ابلنفس والقدرة على العمل بروح الفريق‬

‫معايري اختيار املسئول عن االستثمار يف اجلهة اخلريية‪:‬‬


‫املستوى العلمي‪ :‬حي ّمل شهادة جامعية يف أحد ختصصات التسويق أو املالية أو إدارة األعمال‪.‬‬
‫املستوى اإلداري‪ :‬لديه قدرات قيادية وقدرة على اإلشراف واملتابعة وإدرة فريق العمل وحتمل الضغو ‪.‬‬
‫املستوى املعريف‪ :‬لديه خربات عملية سابقة يف مشاريع وأعمال استثمارية‪ ،‬ولديه االهتمام ابإلطالع‬
‫واملتابعة حلال السوق واألخبار االقتصادية‪.‬‬
‫املستوى املادي‪ :‬فوق املتوسط حبيث ال يكون حمتاجاً (ينشغل بزايدة دخله أو يدخل يف مطامع دنيوية)‬
‫وال يكون اتجراً (ينشغل أبمواله على حساب االستثمار للجهة اخلريية)‪.‬‬
‫مهارات التواصل‪ :‬ميلك القدرة على التحدث والتفاوض والكتابة ابللغتني العربية واالجنليزية‪ ،‬ولديه‬
‫القدرة على تكوين العالقات يف جمال االستثمار واألعمال واحلفاظ عليها واستثمارها لصاحل اجلهة‬
‫اخلريية‪.‬‬

‫نقطة االنطالق‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيني مسئول متفرغ ذو خربة وفق املواصفات احملددة للبدء يف مرحلة التخطيط والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار مستشارين ممارسني لالستثمار يف اجلهات اخلريية حسب حاجة وتوجه اجلهة اخلريية يف‬
‫االستثمار‪ ..‬يالزمون املسئول ويتعاونون معه يف التخطيط واملتابعة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫خطوات العمل األساسية لنجاح االستثمار‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬وجود مركز رئيسي للجهة اخلريية ميكن الوصول إليه يف أي وقت وبكل تيسري‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬وجود نظام معتمد حسب القواعد الرمسية وترخيص رمسي للجهة اخلريية‪.‬‬
‫اثلثاً‪ :‬وجود رؤية واضحة وأهداف وخطط متكاملة إلدارة االستثمار‪.‬‬
‫• تبنيك أهدافاً وقيماً وروحاً واضحة للجهة اخلريية واختيارك للحقل الذي تنوي التخصص فيه‬
‫بوضوح‪.‬‬
‫• توطيدك لعالقة بناءة مع اجملموعة املستفيدة من جهتك‪ ،‬مبنية على النية احلسنة واالحرتام من‬
‫كال الطرفني‪.‬‬
‫• اعتمادك هلدف واحد مما يسهل عملية إجنازه‪.‬‬
‫• بناؤك لقدراتك االحرتافية والشراكات مع اآلخرين‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬فصل واضعي سياسات االستثمار عن الفريق التنفيذي‪ ..‬والفريق التنفيذي جمموعة من األشخاص‬
‫تربطهم عالقة وثيقة ويشرتكون يف وجود رغبة صادقة جتاه حتقيق االستثمار يف اجلهة اخلريية اليت ينتمون‬
‫إليها‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬بناء اهليكليات اجليدة‪:‬‬
‫• اختاذ طابع تنظيمي‪ :‬إذا جتاوزت جمموعتك املرحلة األولية املتسمة ابحلماس والطابع غري‬
‫الرمسي‪ ..‬سوف تنشئ إدارة استثمار أو جملس قيادة استثماري حبيث يعرتف بك اجلهات الرمسية‬
‫والداعمون واملستفيدون‪.‬‬
‫• التخصص بني أفراد طاقم العمل‪ :‬عليك أن تتأكد هل حتتاج إىل اإلداريني واحملاسبني وغريهم‪..‬‬
‫• وضع املبادئ وتعزيزها‪ :‬يرتبط جناح اجلهة اخلريية مببادئها‪ ..‬وينص أحد هذه املبادئ على‬
‫ضرورة شعور اجلميع من أبهنم جزء من الفريق‪ ..‬ومن املبادئ األخرى اليت جيب أن تتبعها اجلهة‬
‫اخلريية املوثوقية واملسائلة والشفافية‪ ..‬هلذا حتتاج إىل نظام إداري مناسب ‪ .‬فعلى شخص ما أن‬
‫كل منحة مالية أو استثمار ويقدم اإليصاالت ورسائل الشكر‪ ،‬وجيب أن يدرج‬ ‫يتعامل مع ّ‬
‫كاتب السجالت املال ويتمكن من اإلثبات وذلك كجزء من تدقيق احلساابت السنوي‪ ،‬كما‬
‫جيب أن يكون حف السجالت بسيطا مبا فيه الكفاية كي يفهمه املانح إذا تطلب األمر‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫بغض النظر عن الشخص املسئول هتتم مبا يلي‪:‬‬
‫اإلدارة اجليدة يف اجلهة اخلريية ّ‬
‫‪ -‬تبقي اجلهة اخلريية على اتصال ابملعارف املهمني من خالل الرسائل والربيد وغريها‪.‬‬
‫‪ -‬جتعل من املكتب حمور العمل‪ ،‬يف وقت ينطلق فيه العاملون يف مهام متنوعة دون أن يشعروا‬
‫ابلعزلة أو الضياع‪.‬‬
‫‪ -‬حتاف على ترتيب املراسالت وحتديثها وسهولة العثور عليها‪.‬‬
‫‪ -‬حترص على أن يتلقى اجلميع حقوقهم (ورواتبهم) يف الوقت احملدد‪.‬‬
‫‪ -‬حتاف على السجالت واإليصاالت املالية‪.‬‬
‫‪ -‬ليس فيها موظفون يف أسفل اهلرم ينفذون األعمال اململة ابلنيابة عن اجلميع وينتهي هبم احلال‬
‫بتحمل عبء كبري‪.‬‬
‫‪ -‬إذا متّ وضع إجراءات وممارسات فعلى اجلميع أن يطبقها وليس املدير أو البعض املوظفني فقط‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ املشاريع مع التأكيد على وجود موارد ومواصالت (خدمات لوجستية) حني وحيث تدعو‬
‫احلاجة إىل ذلك‪.‬‬

‫كيف تعرف أفضل طريقة لالستثمار يف جمال ختصص اجلهة اخلريية اليت تنتمي إليها؟‬
‫أ) ج ْد منظمة غري حكومية مماثلة للنشا داخلياً (يف منطقتك) أو خارجياً (خارج منطقتك)‪،‬‬
‫واطلب زايرهتا واإلطالع على طبيعة عملها واقرأ مطبوعاهتا‪ ..‬وادرس جتربتها وخذ الدروس منها‬
‫لتطبق ما ميكن يف جهتك اخلريية‪.‬‬
‫ب) ج ْد عامالّ خبريا يف حقلك‪ ،‬واطلب منه االنضمام لفريق العمل يف اجلهة اخلريية اليت تنتمي‬
‫إليها إما مستشاراً أو موظفاً جزئياً براتب وحافز مناسب‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫من منوذج مجعية اإلصالح يف الكويت‬
‫يضم العديد من املرافق االستثمارية‪ :‬اندي مؤجر ملستثمر‪ ،‬ومطعم‪،‬‬
‫صمم حبيث ّ‬ ‫مقر اجلمعية ُ‬
‫‪ّ )1‬‬
‫لكل من يرغب االستفادة من مرافق اجلمعية مثل‬‫ويوجد اشرتاك سنوي قيمته ‪ 12‬ديناراً ّ‬
‫املالعب على مدار العام‪.‬‬
‫يتم دراسته مث التسويق له حىت يكتمل ‪ %50‬من احتياجاته‪ ..‬مث يتم‬
‫‪ )2‬أي مشروع قبل إطالقه ّ‬
‫البدء إبنشائه‪ ..‬واستمرار العمل على تسويقه‪.‬‬
‫‪ )3‬املشاريع تُؤسس على أن تكون فيما بعد استثمارية تصرف على نفسها‪ :‬مثال مشروع جيبويت‪،‬‬
‫كل واحد من هذه املشاريع فيه العديد‬ ‫مشروع سريالنكا‪ ،‬مشروع البوسنة‪ ،‬مشروع اندونيسيا‪ّ ..‬‬
‫من املرافق االستثمارية اليت جتعله قادراً بتوفيق هللا على االستمرار مستقبالً ومتويل نفسه ذاتياً‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اثنياً‪:‬‬
‫احلوافز والتنظيم املايل الداعم لالستثمار‬

‫برامج حتفيز العاملني واملتطوعني املشاركني يف تنمية االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬

‫كغريه من املواضيع‪ ..‬يبقى موضوع التحفيز يف اجلهات اخلريية حباجة إىل العديد من الدراسات واملؤلفات‬
‫اليت جتمع بني اخلربة النابعة من احتياجات وواقع العمل اخلريي واألنظمة اليت يدور يف فلكها والنواحي‬
‫الشرعية اليت حتكم مسريته املباركة‪ ،‬وبني املعرفة اإلدارية أبدبيات ونظرايت وأطروحات وأفكار التحفيز‪.‬‬

‫وألن هذا ال كتاب غري متخصص يف هذا املوضوع‪ ..‬فإننا سنتعرض للتحفيز من انحية واحدة فقط وهي‬
‫أمهية وجودة نظام وسياسات حتفيز تساعد يف تنمية استثمارات اجلهة اخلريية‪ ..‬وهذا يدعوان للتعرض‬
‫ابختصار للنقا التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬التحفيز هو جمموعة الدوافع اليت ّ‬
‫حتمس العاملني ألداء العمل بشكل أفضل وأسرع‪.‬‬
‫اثنياً‪ :‬أصناف التحفيز‪:‬‬
‫أ) حتفيز داخلي‪ /‬الدوافع الذاتية الداخلية مثل الرغبة والطموح‪.‬‬
‫ب) حتفيز خارجي‪ /‬الدوافع اخلارجية مثل املكافآت والرواتب والرتقيات وخطاابت الشكر‪.‬‬
‫اثلثاً‪ :‬أنواع احلوافز‪:‬‬
‫أ) احلوافز املادية‪ :‬زايدة الراتب‪ ،‬املكافآت املادية‪ ،‬املشاركة يف األرابح‪...‬‬
‫ب) احلوافز املعنوية ‪:‬خطاابت الشكر‪ ،‬املشاركة يف صنع القرار‪ ،‬شهادات التقدير‪..‬‬
‫رابعاً‪ :‬العوامل اليت تساعد على حتفيز العاملني‪:‬‬
‫‪ -‬شعور العامل وقناعته أبمهية اجلهة اخلريية وأنه عضو مهم يف مسريهتا‪.‬‬
‫‪ -‬اهتمام اإلدارة ابلعاملني والتواصل معهم وإشراكهم يف التخطيط واألفكار واملشاريع‪..‬‬
‫‪-‬ربط املكافآت والرتقي يف العمل ابإلجنازات وليس ابألقدمية وغريها‪.‬‬
‫‪-‬إشباع احتياجات األفراد املختلفة مثل حاجة األمن الوظيفي‪ ،‬وحاجة االنتماء وحاجة التقدير وحاجة‬
‫حتقيق الذات‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫خامساً‪ :‬معوقات التحفيز ‪:‬‬
‫‪-‬عدم وضوح أهداف إدارة اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫‪-‬عدم متابعة العاملني فال يُعرف اجليد من غريه ‪.‬‬
‫‪-‬قلة التدريب على العمل وقلة التوجيه لتصحيح األخطاء ‪.‬‬
‫‪-‬ضعف التواصل بني اإلدارة والعاملني وشعورهم ابخلوف ألي سبب (مثل إغالق اجلهة اخلريية)‪.‬‬
‫‪-‬األخطاء اإلدارية كتعدد القرارات وتعدد القيادات وتضارب أوامرها وإهانة العاملني‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬بعض صور حتفيز العاملني ‪:‬‬
‫‪-‬املدح والثناء والتقدير شفهياً أو كتابياً‪.‬‬
‫‪-‬املكافآت املالية والعموالت‪.‬‬
‫‪-‬التفويض يف العمل ومنح الصالحيات‪.‬‬
‫‪-‬إعطاء يوم أو يومني عطلة إضافية ‪.‬‬
‫‪-‬توفري مكتب أو جتهيزات جديدة مثل جهات احلاسب‪.‬‬
‫‪-‬الرتقية واحلصول على مسمى وظيفي أعلى‪.‬‬

‫أمهية احلوافز املادية لنجاح االستثمار يف اجلهات اخلريية‪:‬‬


‫يصعب تقييم واقع أداء اجلهات اخلريية يف تطبيق التحفيز بصورته الشمولية واليت تؤثر إجياابً أو سلباً على‬
‫جناح ونشا ومسرية اجلهة اخلريية بشكل كامل‪ ..‬غري أننا نرى أن أمام اجلهات اخلريية الكثري من العمل‬
‫لتحسني برامج التحفيز ضمن نظامها اإلداري الشمويل‪.‬‬

‫إال أننا حباجة إىل الرتكيز على التحفيز املادي ألن االستثمارات مرتبطة ابألموال‪ ..‬وال ميكن أن يشارك‬
‫فيها أي فرد ونتوقع منه أن يكون سبباً – بعد توفيق هللا تعاىل – يف توفري مبالغ وإيرادات عالية على‬
‫اجلهة اخلريية – يُفرتض أن تكون هذه اإليرادات أضعاف راتبه السنوي – مث ال يكون له نصيب منها‬
‫بشكل نظامي واضح من البداية‪ ..‬ذلك أمر غري متناغم مع الطبيعة البشرية‪.‬‬

‫وال ميكننا يف هذا اجملال احملدود مناقشة أصحاب تلك القناعة اليت ترى أن هذا واجب املوظف الذي‬
‫يقوم به مقابل راتبه‪ ..‬وال ينبغي أن نعطيه فوق راتبه أي مبالغ أخرى‪ ..‬ألنين أعتقد أن أصحاب هذه‬
‫كل البعد عن الواقع وما يفرضه من تغيري إداري جذري يف اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫القناعة بعيدون ّ‬

‫‪78‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫ومع علمنا أبن هناك اختالفاً حول دفع مبالغ نقدية (حوافز) للعاملني يف مجع التربعات‪ ..‬حيث يرى‬
‫وضع نسب من قيمة التربعات‬
‫البعض عدم جواز ذلك‪ ،‬يف وقت يرى فيه عدد من الباحثني شرعية ْ‬
‫املالية ملن ساهم يف إجياد هذا املورد سواءً أكان مالياً أم عينياً‪ ،‬ملا لذلك من فوائد على انتقاء األساليب‬
‫املؤثرة واستقطاب املزيد ممن يساند اجلهة اخلريية وأهدافها‪ ..‬وقد قام بعض الباحثني ابقرتاح أن تُدفع‬
‫أموال احلوافز من املال العام للجمعية ضمن مصروفاهتا وليس من أموال املتربع جتنباً ألي حرج شرعي‪.‬‬
‫منوذج‬
‫فطبقت السياسة التحفيزية التالية‬
‫ْ‬ ‫وجدت أثراً كبرياً للحوافز املادية يف تنمية إيراداهتا املالية‪..‬‬
‫ْ‬ ‫جهة خريية‬
‫يف األموال الواردة من االستقطاعات الشهرية من رواتب املوظفني‪:‬‬
‫حيصل العمل لدى اجلهة اخلريية على ‪ %50‬من قيمة االستقطاع الشهري اجلديد الذي كان سبباً يف‬
‫وتستمر هذه النسبة ملدة ستة أشهر‪ ،‬مث تنخفض يف الستة أشهر التالية إىل‬
‫ّ‬ ‫إحضاره وربطه هبذه اجلهة‪..‬‬
‫يستمر كامل االستقطاع للجهة اخلريية‪..‬‬
‫‪ %25‬شهرايً من قيمة االستقطاع‪ ..‬مث تتوقف نسبة العامل و ّ‬
‫حيب أن يوقفها بعد ذلك‪.‬‬‫حيث أن أغلب املوظفني واملوسرين ومن يدخل يف االستقطاعات الشهرية ال ّ‬

‫أوجه احلديث إىل أمهية تقدمي احلوافز بناء على اإليرادات اليت أتيت نتيجة‬ ‫ومع ذلك فإنين هنا أريد أن ّ‬
‫االستثمارات وخالل تكوينها وتنميتها وتفعيلها لصاحل اجلهة اخلريية بعيداً عن احلوافز املرتبطة ابلتربعات‪..‬‬
‫ألن املوظف الذي سيقوم ابالستثمار إذا مل جي ْد ارة جهده تنعكس على اجلهة اخلريية وعلى حياته‬
‫الشخصية والعائلية‪ ،‬فقد ينصرف للعمل اخلاص لصاحل نفسه بعيداً عن اجلهة اخلريية‪ ..‬أو سيرتكها إىل‬
‫جهة أخرى –خاصة أو خريية ‪ -‬تق ّدر جهوده وفكره بشكل أكرب‪.‬‬

‫صور احلوافز املادية اليت نقرتح تطبيقها يف اجلهات اخلريية‪:‬‬


‫كل من يستقطب فرصة استثمارية حتقق عائداً للجهة اخلريية بال تكاليف‬ ‫أوالً‪ :‬حافز الفرصة املميزة‪ّ :‬‬
‫فإنه حيصل على مبلغ مقطوع يعادل ‪ %15‬من قيمة العوائد‪ .‬مثال‪ :‬استطاع استقطاب شركة تضع لوحة‬
‫إعالنية على مباين اجلهة اخلريية مقابل إجيار سنوي ربع مليون رايل وتدفع كافة التكاليف الالزمة‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬حافز الرحبية السريعة‪ّ :‬‬


‫كل من ُحيقق عائداً رحبياً يزيد عن ‪ %30‬على رأس املال املستثمر خالل‬
‫أقل من سنة من بدأ االستثمار حيصل على ‪ %10‬من صايف الربح‪ .‬مثال‪ :‬ربط اجلهة اخلريية بتاجر‬ ‫ّ‬
‫اشرتى بضاعة بتمويل من اجلهة اخلريية وسدد مستحقاهتا خالل ستة أشهر برحبية جيدة‪ ..‬أو ابع عقاراً‬
‫متلكه اجلهة اخلريية برحبية جيدة جداً مقارنة بسعر السوق وحركته‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اثلثاً‪ :‬حافز األداء‪ :‬عندما حي ّقق املسئول عن مشروع ما نتائج مرتفعة مقارنة ابخلطة املتفق عليها‪ ،‬أو‬
‫حي ّقق هدف اخلطة بشكل أسرع من املتوقع‪ ،‬أو ينقل املشروع من مرحلة اخلسارة إىل الرحبية‪ ،‬أو يبيع‬
‫يستحق نسبة ميكن االتفاق عليها مبكراً تُقدر بناء على نوعية املشروع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املشروع بطريقة متميزة‪..‬‬

‫كل من حيقق للجهة اخلريية شراكة أو حتالفاً مع جهة تنعكس‬ ‫رابعاً‪ :‬حافز الشراكات والتحالفات‪ّ :‬‬
‫على إيراداهتا وتنفيذ مشروعاهتا‪ ..‬حيصل على مبلغ مقطوع فوراً قيمته ‪ 25,000‬رايل مثالً‪ ،‬وُميكن‬
‫ابتكار حوافز إدارية مثل أن يكون مسئوالً عن متابعة هذا التحالف وحتقيق نتائجه‪ .‬مثال‪ :‬أحد املوظفني‬
‫أو املتطوعني مت ّكن من إمتم حتالف بني اجلهة اخلريية وبني شركة جتارية كربى‪ ،‬لتقوم الشركة بتمويل كامل‬
‫ألحد مشاريع اجلهة اخلريية وتشارك يف تطويره وتطوير اجلهة اخلريية إدارايً مع هذا املشروع‪ .‬أو قام بعمل‬
‫اتفاقية بني اجلهة اخلريية وأحد الفنادق ليقوم ابستضافة مناسبات وضيوف اجلهة اخلريية جماانً‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬احلوافز املتعارف عليها‪ :‬مثل دفع مبلغ ‪ %2,5‬سعي الوسطاء يف عمليات بيع العقار‪ .‬أو‬
‫‪ %5‬عند املشاركة يف مشروع متميز متّ داللة اجلهة اخلريية عليه من قبل أحد املتطوعني‪.‬‬

‫وهكذا ميكننا اقرتاح وتقدمي العديد من برامج احلوافز املؤثرة يف مسرية عملية االستثمار وجناحها يف اجلهة‬
‫اخلريية بتوفيق هللا تعاىل‪ ..‬إال أننا نؤكد على أن هناك أساساً للتحفيز يتمثل يف تبين أهداف واضحة‬
‫للجهة اخلريية ومهام حمددة للعاملني مع مراعاة إشراكهم يف صياغتها‪ ..‬مث عدم إغفال النقا األساسية‬
‫مثل دفْع الرواتب يف وقتها وعمل برامج اجتماعية والعدل بني املوظفني وغري ذلك‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أتسيس أنظمة مالية تدعم وتراقب االستثمار‪ ،‬وال تعقده وتقيده‪.‬‬
‫ملاذا تعترب اإلدارة املالية مهمة للجهات اخلريية؟‪:‬‬
‫الواقع أن اجلهات اخلريية ال تعطي اإلدارة املالية أمهية وأولوية كافية‪ ،‬فغالباً ما يكون التخطيط املايل‬
‫وأنظمة الرقابة غري مناسبة‪ ..‬ولذا حيتاج متخذو املدراء إىل تطوير فهمهم من أجل استغالل املعلومات‬
‫املالية بطريقة صحيحة‪ .‬وعموماً فيجب أن نتحدث عن لغة األرقام وأمهية تفعيلها يف ممارسات وقرارات‬
‫كل إدارات اجلهة اخلريية حىت تكون األمور أقرب إىل الصواب واملنطقية بتوفيق هللا تعاىل‪ .‬وهذا يتطلب‬ ‫ّ‬
‫تفعيل اإلدارة املالية بطريقة احرتافية‪ ..‬لنصل إىل النتائج التالية بعون هللا تعاىل‪:‬‬
‫‪ -‬تساعد املدراء على أن يكونوا مشرفني مؤثرين وفعالني على املوارد‪ ،‬من اجل بلوغ األهداف‪،‬‬
‫واإليفاء اباللتزامات جتاه أصحاب املنفعة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد املنظمات اخلريية على أن تكون أكثر جاهزية للمحاسبة جتاه املاحنني واملستفيدين‪.‬‬
‫‪ -‬حتظى اجلهة اخلريية بثقة واحرتام وتعاون الوكاالت املمولة والداعمني وغريهم‪.‬‬
‫‪ -‬متنح اجلهة اخلريية قدرة اكرب على املنافسة يف ظل املوارد النادرة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد اجلهة اخلريية على االستمرارية على املدى الطويل من خالل الزايدة املتدرجة يف التمويل‬
‫املتدفق ذاتياً‪.‬‬

‫أربعة أساسات لإلدارة املالية السليمة‪:‬‬


‫‪ )1‬سجالت احملاسبة‪ :‬جيب أن حتاف كل جهة خريية على سجل دقيق بكافة العمليات املالية‬
‫اجلارية (احملاسبة املالية)‪ .‬والطريق األمثل لذلك هو استخدام برانمج حاسويب يرتبط بعوامل‬
‫منها‪ :‬اخلربة واملوارد املتوفرة‪ ،‬وحجم العمليات ونوعها‪ ،‬وااللتزامات جتاه املاحنني واملستفيدين‪.‬‬
‫‪ )2‬التخطيط املايل‪ :‬من خالل وضع موازنة مفصلة دقيقة ملشاريع اجلهة اخلريية وخططها‪.‬‬
‫‪ )3‬املراقبة املالية‪ :‬من خالل تقارير داخلية مقارنة متكن املدراء من مقارنة وقياس تقدم اجلهة اخلريية‬
‫ومن مث اختاذ القرارات بشأن املستقبل‪ .‬إضافة إىل البياانت الالزمة للتدقيق املايل من أي أطراف‬
‫وجهات داخل أو خارج اجلهة اخلريية (احملاسبة املالية واحملاسبة اإلدارية)‪ .‬وابلتايل فإنه جيب‬
‫إعداد التقارير يف موعدها وتكون دقيقة ووثيقة الصلة ابملوضوع ويتم إصدارها على أساس‬
‫منتظم (شهري أو فصلي أو وفق االحتياج) حىت تتناسب مع نقاشات املديرين‪.‬‬
‫‪ )4‬الضوابط الداخلية‪ :‬توضع حلماية أصول اجلهة اخلريية وإدارة املخاطر احملتملة‪ ،‬هدفها منع السرقة‬
‫أو االنتهازية وكشف األخطاء واالغفاالت يف سجالت احملاسبة ومحاية بعض املسئولني‪..‬إخل‬
‫فإنه ال جدوى تذكر إذا متّ احملافظة على سجالت حماسبية مفصلة ومل يتم فحصها لكشف‬

‫‪81‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫األخطاء‪ ..‬ألن ذلك قد ينتج معلومات مضللة تؤدي لقرارات خاطئة‪ .‬مثال‪ :‬متّ اخلطأ يف طريقة‬
‫احتساب مصروفات مشروع حمدد فظهر أمام اإلدارة متضخماً عن ميزانيته فاختذت قراراً‬
‫إبيقافه‪.‬‬

‫مالحظات مالية لتنمية متويل االستثمارات من خالل املاحنني‪:‬‬


‫• غالباً يفضل املاحنون أوالً اكتشاف قدرات اجلهة اخلريية قبل املشاركة التامة حىت يكتشفوا مدى‬
‫صدقها وكفاءهتا حيال عملها‪.‬‬
‫• غالبا يفضل املاحنون دعم املشاريع الصغرية القصرية األمد ذات األهداف الواضحة اليت تساهم‬
‫يف استقاللية اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫• خالل ختطيطك‪ ،‬ينبغي أخذ املصادر اليت ميكن أن تولّد عوائداً ضمن املشروع بعني االعتبار‪،‬‬
‫رغم أن هذه األموال لن تغطي تكاليف املشروع كلها إال أهنا ضرورية ابلنسبة خلطتك واستمرارية‬
‫مشاريعك الذاتية‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ :‬أنت ختطط إلقامة قافلة طبية لزايرة بعض املناطق وعالج‬
‫حمدودي الدخل‪ ،‬ميكن أن يكون هناك برانمج مصاحب برسوم خمفضة أو حتت مظلة (الدفع‬
‫االختياري) ملن رغب املسامهة مالياً يف دعم اجلهة اخلريية مقابل حصوله على هذه اخلدمات‪.‬‬
‫• غالباً ما ّ‬
‫يهتم املاحنون بتكاليف املشروع الفعلية املباشرة أكثر من املصاريف اإلدارية غري املباشرة‬
‫مثل الربيد والكهرابء والعمالة‪ ،‬ولذلك على اجلهة اخلريية أن تضع بنداً إمجالياً يبني التكلفة غري‬
‫املباشرة وحترص أال يزيد عن نسبة ‪ %10‬من تكلفة املشروع الفعلية‪ ..‬ألن أغلب املاحنني‬
‫يرفضون النسب املرتفعة من التكلفة غري املباشرة ويعتربوهنا هدراً للمال بسوء اإلدارة‪.‬‬
‫• ضع بنداً للطوارئ واتفق عليه مع املانح‪ ،‬وهو ما يعين توفري جزء من املال ملواجهة احتمال فشل‬
‫اخلطة أو غالء األسعار أو تغيري اإلدارة‪ ..‬هذه النسب تقدر عادة بني ‪.%6-5‬‬
‫• جيب أن حترص اجلهة اخلريية على تلقي مبالغ االستثمار من املاحنني دفعة واحدة وليس أقسا‬
‫وذلك ألسباب من أمهها‪ :‬االستقالل عن املانح‪ ،‬وضمان االستمرارية يف حالة لو غري املالك‬
‫رأيه أو أصابه تعثر مادي فلو يستطع مواصلة املشروع‪ ،‬وأيضاً بغرض استثمار مبلغ الطوارئ‬
‫وأي مبالغ أخرى يف صناديق استثمارية آمنة قصرية املدى قبل االحتياج الفعلي لصرفها‪.‬‬
‫• افتح جمال التمويل غري املباشر بعدة أشكال تدعم املوارد املختلفة‪ ،‬مثل إعارة املوظفني من‬
‫احلكومة أو القطاع اخلاص للعمل مع اجلهة اخلريية ملدة من الوقت‪ ،‬أو االستفادة من‬
‫التسهيالت احلكومية واخلاصة ومن املاحنني مثل استخدام املرافق والوسائل املتنوعة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اإلدارة املالية ‪ :‬ختطيط املوارد املالية ‪ ،‬وتنظيمها‪ ،‬وضبطها‪ ،‬وإعداد التقارير عنها من أجل حتقيق أهداف‬
‫اجلهة اخلريية‪..‬وجيب أال تعترب اإلدارة املالية نشاطاً مستقالً ملقى على عاتق موظفي القسم املايل فهو‬
‫يتميز أبمهية إسرتاتيجية وجيب دجمه يف كافة مظاهر اإلدارة العملية‪ .‬كما جيب أن يُدرج فيه ما يلي‪:‬‬
‫إدارة املوارد النادرة‪ :‬حيث جيب أن تتضمن استعمال اهلبات املالية والعينية بشكل مناسب‪.‬‬
‫إدارة املخاطر‪ :‬املخاطر داخلية أو خارجية ميكن ان هتدد أنشطة اجلهة اخلريية ورمبا بقائها أبسرها (مثل‬
‫انعدام التمويل أو نشوب حريق أو عملية احتيال‪ )..‬فيجب إدارة املخاطر بطريقة منظمة حت ّد من الضرر‬
‫يتم من خالل إنشاء أنظمة وإجراءات لتأمني الضبط املايل‪ .‬مثال‪ :‬ال تبقي اجلهة‬
‫الذي قد تسببه‪ ،‬وهذا ّ‬
‫اخلريية أي مبالغ نقدية يف خزينتها تزيد عن ‪ 5,000‬رايل ألكثر من يوم واحد‪.‬‬

‫الضبط املايل‪ :‬يعين تصميم األنظمة واإلجراءات اليت تناسب احلاجات اخلاصة ابجلهة اخلريية‪ ..‬وذلك‬
‫تفادايً للوقوع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعرض األصول للخطر‬
‫‪ -‬إنفاق األموال بطريقة ال تتناسب مع أهداف اجلهة اخلريية أو رغبات املاحنني‬
‫‪ -‬التشكيك يف كفاءة ونزاهة املسئولني واجلهة اخلريية‬
‫الضوابط املالية األساسية تقلص ضياع األموال أن نفاذ التمويل‪ ،‬وكلما متكنت اجلهة اخلريية من تطبيق‬
‫املزيد من الضوابط ازداد نظامها املايل قوة‪ ،‬فمن الضوابط حتضري احلساابت ملقارنتها ابملوازنة‪ ،‬وتوظيف‬
‫األشخاص ذوي املهارات واخلربات املناسبة للمناصب املالية وتعريف مسئولياهتم وواجباهتم احلسابية‬
‫بوضوح‪.‬‬

‫أسباب إصدار احلساابت‪:‬‬


‫‪ -1‬إلدارة املشروع‪ :‬حىت يعرف املدراء كمية األموال املنفقة‪ ،‬وعلى أي مشروع‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام يفرض على املؤسسات اخلريية إصدار احلساابت اليت تفصل دخلها ونفقاهتا‪.‬‬
‫‪ -3‬املانح يرغب مبعرفة كيف متّ إنفاق املال‪.‬‬
‫‪ -4‬بغرض الضبط والتأكد من عدم فقدان املال‪.‬‬
‫‪ -5‬ملراقبة املوازنة والتخطيط من خالل املقارنة بني اإلنفاق الفعلي وبني ما متّ التخطيط له‪ ..‬حىت‬
‫يعرف متخذ القرار مبكراً هل لديه ما يكفي إلمتام املشروع أم ال؟‪.‬‬

‫اخلطوات العملية األساسية للبحث عن ممول للمشروع‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اخلطوة األوىل‪ :‬بعد ختطيط املشروع بشكل كامل ووايف‪ ..‬حدد الفوائد اليت ستعود على املمول‪.‬‬
‫اخلطوة الثانية‪ :‬حدد قائمة املمولني الذين ميلكون اهتمامات متوافقة مع أهداف اجلهة اخلريية وأهداف‬
‫املشروع حتديداً‪ ،‬وحاول تكوين قائمة تضم مبتوسط ‪ 15‬مموالً حمتمالً‪ ..‬ال تراسل كافة اجلهات احملتملة‬
‫يضر مبكانتك ومصداقيتك‪.‬‬
‫ألن ذلك ّ‬
‫اخلطوة الثالثة‪ْ :‬‬
‫قم ببحث أكثر تنقيحاً للوصول إىل ثالثة ممولني يبدون اهتماماً أكرب ابجلهة اخلريية أو‬
‫نوعية مشروعها‪ .‬مثّ اخرت واحداً منهم ميكنك احلصول على معلومات وافية عنه‪ ،‬وإجياد الشخص املسئول‬
‫للتواصل معه مباشرة‪.‬‬
‫اخلطوة الرابعة‪ :‬بدأ بناء العالقات اخلاصة يف موضوع املشروع من خالل االتصال ابملمول وزايرته‬
‫مفصل وايف يشمل كافة املعلومات الالزمة للمشروع (طريقة العرض وحمتوايته‬
‫وخماطبته رمسياً وتقدمي عرض ّ‬
‫كل خطوة خالل فرتة زمنية مناسبة‪ ..‬حىت‬‫جيب أن تشمل امللخص التنفيذي للمشروع)‪ .‬وجيب متابعة ّ‬
‫تصل إىل نتيجة واضحة خبصوص املوافقة على التمويل‪ ،‬أو رفضه مع معرفة سبب الرفض لتجنبه يف‬
‫املشاريع األخرى أو مع املمولني اآلخرين‪.‬‬
‫اخلطوة اخلامسة‪ :‬املثابرة‪ ..‬والصرب‪ ..‬واملتابعة‪ ..‬ال يعين رفض التمويل من جهة ما أن األمر قد انتهى‪.‬‬

‫التواصل االجيايب مع املمولني‪:‬‬


‫مع املهم جداً بنا عالقة قوية مع املاحنني واملمولني‪ ،‬فغالباً ما تكثر العقبات قبل بناء العالقة‪ ،‬مث تكثر‬
‫املشكالت بعد بدأ العالقة (مثل مشكلة أتخر التقارير وأتخر حتويالت املال)‪ ..‬وهذا يسبب سوء فهم‬
‫من كال الطرفني‪ ..‬لذا من املهم االستفادة من الوسائل التالية لتعزيز العالقات‪:‬‬
‫بعد تلقي األموال‪ ،‬أكتب رسالة شكر وتقدير وأرفقها مبستندات االستالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التزم دائماً ابألهداف واالتفاقات املربمة مع املمول‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أرسل تقارير منظّمة كما يطلبها املانح‪ ..‬وأجب على رسائله بشكل سريع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقل ما ميكن‪.‬‬
‫حضر مقارانت دقيقة وحاول ختفيض التكاليف إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إذا كان هناك أكثر من ممول للمشروع‪ ..‬حدد جمال كل منهم بدقة ونسق التدفق الصحيح‪.‬‬
‫‪ّ -‬زود املمول أبي معلومات أساسية عن سري املشروع وإنفاق املال‪ ،‬وإذا طرأ أي تغيري على‬
‫اخلطط أعلمه بذلك ‪.‬‬
‫رحب أبي زائر من طرف املانح أو املمول يرغب اإلطالع على سري املشروع وحساابته‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬أرسل تقريراً مشرتكاً للماحنني واملمولني املشاركني يف املشاريع أو غري املشاركني‪ ..‬ليكون خطوة‬
‫تسويقية ملشاريعك القادمة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫وضع املوازانت‪:‬‬
‫أمهية املوازنة‪ :‬يلعب وضع املوازنة دوراً أساسياً يف كل مشروع‪ ،‬فاملال هو قوام احلياة ألي مشروع وأي‬
‫جهة خريية‪ .‬وهو خيضع للضبط من خالل املوازنة اليت تقوم بدور التخطيط واملراقبة يف وقت واحد‪..‬‬
‫فخالل التخطيط جيب أن ميلك املسئول فكرة دقيقة عن التكلفة احلقيقية للمشروع وذلك خيلف أثراً‬
‫على تصميمه‪ ..‬فإن متخذي القرار إذا مل يكن لديهم بياانت دقيقة عن املوارد اليت حيتاجوهنا لقياس‬
‫فعالية النتائج اليت سيحصلون عليها‪ ..‬فيجب أال يقدموا على القرار ألهنم قد يضخمون مشروعاً على‬
‫حساب غريه وهذا يؤثر يف املسرية العامة للجهة اخلريية‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ..‬فاملوازانت املالية هي أساس‬
‫التفاوض مع املاحنني واملمولني للمشروع‪..‬‬
‫ومن انحية الرقابة‪ :‬يستند أساس اإلدارة املالية على مقارنة اإلنفاق الفعلي ابإلنفاق املعتمد يف املوازنة‪..‬‬
‫وهذا يساعد يف تقييم املشروع بشكل عام‪.‬‬

‫مفهوم املوازنة‪ :‬املوازنة هي التكاليف املتوقعة جملموعة من النشاطات يف مشروع حمدد‪ .‬وعليه فإنه جيب‬
‫مراجعة وتعديل املوازنة خالل سري املشروع إذا اختلفت النشاطات‪ .‬مثال‪ :‬تكلفة نشا حفر اآلابر ال‬
‫ميكن مقارنتها بتكلفة نشا إنشاء حمطة لتحلية املياه‪ .‬وهذا أيضاً يقتضي إعداد املوازنة بطريقة منطقية‬
‫وبسيطة ليسهل تكييفها مع املتغريات‪.‬‬

‫املوازانت السهلة‪ :‬جيب أن يتم عرض املوازنة بطريقة جيدة ليتمكن من يطلع عليها من فهمها بشكل‬
‫يتم أبن تصاغ املوازنة ابالعتماد على‬
‫عام وتعديلها إذا لزم األمر‪ ..‬دون حاجة إىل شرح إضايف‪ .‬وهذا ّ‬
‫بنية حساابت حمددة‪ ..‬وبنية احلساابت هي الطريقة اليت تصنف عربها التكاليف (املوظفني يف الفرع‬
‫الرئيسي‪ ،‬املوظفني يف الفروع‪ ،‬السفر والتنقالت‪ ،‬املواصالت‪ .)..‬وهذه يصعب تعديلها بعد أن يصبح‬
‫العمل ابملشروع جارايً‪ .‬وهنا جيب أن نشري إىل أنه على اجلهة اخلريية أن تعتمد التصنيف وبنية احلساابت‬
‫اليت يعتمدها املمولون إذا كانت تريد احلصول على متويل من جهة حمددة لديها قواعدها اخلاصة‪.‬‬

‫األنظمة واللوائح ذات العالقة ابلقطاع اخلريي والتطوعي يف اململكة العربية السعودية‪:‬‬
‫املعايري احملاسبية املطبقة يف اجلهات اخلريية هي عبارة عن مزيج من معايري احملاسبة احلكومية ومعايري‬
‫احملاسبة اخلاصة ابملنشآت التجارية ابلرغم من وجود االختالف الكبري بني هذه اجلهات‪ ..‬وحىت حيقق‬
‫العمل اخلريي والتطوعي األهداف املرجوة منه وتكتسب اجلهات اخلريية ثقة اجلمهور‪ ،‬كان الب ّد من أن‬

‫‪85‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫تتم العمليات املالية واحملاسبية اخلاصة هبا وفق معايري وقواعد تضمن متتعها ابلشفافية واالنضبا مما يوفر‬
‫الضماانت الالزمة للتأكد من حسن استغالل اجلهات اخلريية والتطوعية ملواردها املالية ويف الوجوه‬
‫املشروعة اليت تعود على اجلميع ابلنفع ومبا يتفق مع أهدافها اليت وجدت من أجلها ‪.‬‬

‫ميكــن تصــنيف األنظمــة ذات العالقــة ابلعمــل اخلـريي والتطــوعي ابململكــة العربيــة الســعودية إىل أربعــة فئــات‬
‫وذلك استناداً إىل طبيعـة اجلمعيـات واملؤسسـات اخلاضـعة ألحكامهـا وطبيعـة النشـا الـذي تزاولـه‪ ،‬وذلـك‬
‫على النحو التايل ‪-:‬‬
‫الفئة األوىل‪ :‬وهي تلك األنظمة اليت ترجـع املسـؤولية عـن تطبيقهـا إىل وزارة الشـؤون االجتماعيـة وختاطـب‬
‫أبحكامه ــا مؤسس ــات ومجعي ــات مت ــارس نش ــاطات ذات طبيع ــة إنس ــانية واجتماعي ــة غ ــري هادف ــة للـ ـربح ‪،‬‬
‫ويندرج حتت مفهوم هذه الفئة األنظمة واللوائح التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬الئح ـ ــة اجلمعي ـ ــات واملؤسس ـ ــات اخلريي ـ ــة الص ـ ــادرة بق ـ ـ ـرار جمل ـ ــس ال ـ ــوزراء رق ـ ــم (‪ )107‬واتري ـ ــخ‬
‫‪1410/6/25‬ه ـ ـ ـ ـ ـ وقواع ـ ـ ـ ــدها التنفيذي ـ ـ ـ ــة الص ـ ـ ـ ــادرة ابلقـ ـ ـ ـ ـرار ال ـ ـ ـ ــوزاري رق ـ ـ ـ ــم (‪ )760‬واتري ـ ـ ـ ــخ‬
‫‪1412/1/30‬هـ ‪.‬‬
‫‪ )2‬الئح ـ ــة مج ـ ــع التربع ـ ــات للوج ـ ــوه اخلريي ـ ــة الص ـ ــادرة بق ـ ـ ـرار جمل ـ ــس ال ـ ــوزراء رق ـ ــم (‪ )547‬واتري ـ ــخ‬
‫‪1396/3/30‬هـ ‪.‬‬
‫الفئااة الثانيااة‪ :‬وهــي تلــك القـوانني الــيت حتكــم نشــا تنظيمــات ومؤسســات غــري رحبيــة متثــل مصــاحل التجــار‬
‫الصــناع لــدى اجلهــات الرمسيــة ابململكــة ‪ ،‬وتنــدرج املســؤولية عــن تنفيــذها ضــمن مســؤوليات وزارة التجــارة‬ ‫و ُ‬
‫والصــناعة ‪ ،‬مفهــوم هــذه الفئــة ينطبــق علــى نظــام الغــرف التجاريــة والصــناعية الصــادر ابملرســوم امللكــي رقــم‬
‫(م‪ )6/‬واتري ـ ــخ ‪1400/4/30‬ه ـ ـ ـ والئحت ـ ــه التنفيذي ـ ــة الص ـ ــادرة ابلقـ ـ ـرار ال ـ ــوزاري رق ـ ــم (‪ )1871‬واتري ـ ــخ‬
‫‪1401/5/22‬هـ ‪.‬‬
‫الفئااة الثالثااة‪ :‬وهــذه الفئــة مــن األنظمــة هــي تلــك الــيت تتعلــق بتنظــيم نشــا اجلمعيــات العلميــة ابجلامعــات‬
‫ومؤسســات التعلــيم العــايل األهليــة ‪ ،‬وهــذه الفئــة مــن األنظمــة تــرجح صــالحية اإلشـراف علــى تطبيقهــا إىل‬
‫كــل م ــن جملــس التعل ــيم العــايل ووزارة التعل ــيم العــايل ‪ ،‬وين ــدرج حت ــت مفه ــوم هــذه الفئ ــة الل ـوائح والقواع ــد‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬القواعد املنظمة للجمعيات العلميـة ابجلامعـات السـعودية الصـادرة بقـرار جملـس التعلـيم العـايل رقـم‬
‫(‪1420/15/10‬هـ) واتريخ ‪1420/2/1‬هـ ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )2‬الئحة اجلامعات األهلية‬
‫‪ )3‬الئحـ ــة الكليـ ــات األهليـ ــة الصـ ــادرة بق ـ ـرار جملـ ــس الـ ــوزراء رقـ ــم (‪ )212‬واتريـ ــخ ‪1421/9/1‬هـ ـ ـ‬
‫وقواعدها التنفيذية‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ )4‬القواعــد التنفيذيــة الصــادرة عــن وزارة التعلــيم العــايل واملتعلقــة إبنشــاء املؤسســات اخلرييــة اخلاصــة‬
‫ابألغراض التعليمية فوق الثانوي‪.‬‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬وتشمل هذه الفئة األنظمة األساسية واللوائح الداخلية لتلك املؤسسات اخلريية اخلاصـة الـيت‬
‫يتم إنشاؤها مبوجب أوامر ملكية‪ ،‬حيث أن هذه الفئـة مت اسـتثناؤها مـن اخلضـوع ألحكـام النظـام‪ ،‬وابلتـايل‬
‫مــن اخلضــوع إلشـراف أيــة جهــة حكوميــة‪ ،‬حيــث تتمتــع هــذه املؤسســات ابســتقالل كامــل يف إدارة شــؤوهنا‬
‫اإلداريــة واملاليــة‪ .‬ويف هــذه احلالــة فــإن النظــام األساســي هلــذه املؤسســات ولوائحهــا الداخليــة هــي املرجــع‬
‫القــانوين يف كــل مــا يتعلــق بشــؤون هــذه املؤسســات اإلداريــة والتنظيميــة واملاليــة كمــا أهنــا ختضــع إلش ـراف‬
‫أجهزهتــا الرقابيــة الداخليــة ‪ .‬ومــن أمثلــة هــذه املؤسســات ‪ :‬مؤسســة امللــك عبــدهللا ب ــن عب ــدالعزيز لوالديــه‬
‫لتسكان التنموي ‪ ،‬ومؤسسة امللك خالد اخلريية‪.‬‬

‫املعا اايري واملتطلب ااات احملاس اابية الواج ااب عل ااى اجلمعي ااات واملؤسس ااات اخلريي ااة اخلاص ااة إتباعه ااا عن ااد‬
‫إعدادها حلساابهتا اخلتامية وقوائمها املالية ‪:‬‬
‫أوجبــت األنظمــة املعنيــة ابلشــأن اخلــريي والتطــوعي ابململكــة علــى اجلمعيــات واملؤسســات اخلرييــة اإلتيــان‬
‫بعدد من املتطلبات احملاسبية العامة ذات العالقة ابلنظام احملاسـر ككـل ‪ ،‬كضـرورة إمسـاك هـذه اجلمعيـات‬
‫واملؤسســات لســجالت ودفــاتر حماســبية منتظمــة وفــق النمــاذج واألوصــاف الــيت حــددها النظــام‪ ،‬وكوجــوب‬
‫إفصاح هذه اجلهات عن حجم إيراداهتا ومصروفاهتا ومصادر متويلها‪ ،‬كذلك أوجبت عليها تعيني حماسـب‬
‫قانوين مرخص له ابلعمل ابململكة‪ ،‬غري أنه سيكون تركيزان علـى تلـك املعـايري والقواعـد احملاسـبية الـيت جيـب‬
‫االلتـزام هبـا عنـد إعــداد احلسـاابت اخلتاميـة والقـوائم املاليـة وخصوصـاً تلـك املتعلقــة بقضـااي القيـاس والعــرض‬
‫واإلفصاح احملاسر‪:‬‬
‫أ) القياس احملاسيب‪ :‬ويقصد به عملية حتديد القـيم املاليـة للبنـود الـواردة يف القـوائم املاليـة اسـتناداً إىل معيـار‬
‫معــرتف بــه مــن جهــة معــرتف هبــا‪ ،‬وتتــوفر املعطيــات الــيت تــربر االســتناد إليــه يف عمليــة التقيــيم‪ .‬هــذا ولقــد‬
‫تضمنت جمموعة التعليمات والقواعد احملاسبية والتعاميم الصادرة عـن وزارة الشـؤون االجتماعيـة العديـد مـن‬
‫القواعـد الواجــب علــى اجلمعيـات واملؤسســات اخلرييــة اخلاضــعة إلشـرافها االلتـزام هبــا عنـد حتديــد قــيم البنــود‬
‫الواردة يف القوائم املالية (القياس احملاسر)‪:‬‬
‫‪ )1‬أوجب النظام أن تقوم اجلمعيات واملؤسسات بتحميل حسـاابهتا السـنوية نسـباً حمـددة السـتهالك‬
‫أصوهلا الثابتة حىت تتوفر لديها يف هناية العمر اإلنتاجي هلذه األصول األموال الالزمة الـيت متكنهـا‬
‫من شراء أصول جديدة بدالً من تلك املستهلكة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ )2‬كذلك قرر النظام أبن حتتسـب نسـبة اسـتهالك األصـول واملوجـودات الثابتـة وفقـاً لطريقـة القسـط‬
‫الثابت ابعتبارها الطريقة األنسب من حيث التطبيق على أصول اجلمعيات اخلريية‪.‬‬
‫‪ )3‬ابلنســبة لألصــول الــيت مت اســتهالك قيمتهــا دفــرتايً ومــا زالــت قيــد االســتعمال لــدى اجلمعيــات فإنــه‬
‫يتم احتساب قسط استهالكها بنفس النسـبة السـابقة بعـد أن يـتم إعـادة تقـدير قيمتهـا وإضـافتها‬
‫إىل قيمة األصول الثابتة يف امليزانية‪.‬‬
‫‪ )4‬أمـا ابلنسـبة لألصـل الــذي مل يسـتعمل طـوال الســنة فيـتم احتسـاب قســط اسـتهالكه بنسـبة تعــادل‬
‫نصف النسبة املئوية احملددة لالستهالك أساساً ‪ ،‬ويف حالة جرى استعماله لفـرتة معينـة فقـط فيـتم‬
‫احتساب االستهالك عن املدة اليت استعمل فيها ابلكامل‪.‬‬
‫‪ )5‬ابلنسبة للبضائع واألعيان واملواد األخرى املتوفرة لدى اجلمعية ‪ ،‬فقد أوجـب النظـام إعـداد حمضـر‬
‫جبردها (حمضر جرد املستودع) وتقدير قيمتها بسعر التكلفة أو سعر السوق ‪ ،‬أيها أقل‪.‬‬

‫أما ابلنسبة للجمعيات واملؤسسات اخلريية اخلاضعة إلشراف اجلهـات احلكوميـة األخـرى كـالغرف التجاريـة‬
‫والصــناعية ‪ ،‬وكمؤسســات التعلــيم العــايل األهليــة ‪ ،‬فقــد اكتفــت إبي ـراد نصــوص عامــة تُوجــب علــى هــذه‬
‫اجلمعيات واملؤسسات إعداد حساابهتا وقوائمها املالية وفـق األصـول والقواعـد املهنيـة املتعـارف عليهـا ‪ ،‬أو‬
‫وفــق القواعــد واملعــايري احملاس ــبية املعم ــول هبــا يف اململكــة دون أن تتط ــرق هــذه النص ــوص إىل أيــة تفاص ــيل‬
‫أُخرى‪ ،‬أو تذكر معـايري وقواعـد حماسـبية‪ .‬ولعـل املقصـود بتلـك القواعـد واملعـايري هـي تلـك القواعـد واملعـايري‬
‫الصــادرة عــن اهليئــة الســعودية للمحاســبني القــانونيني ابعتبارهــا اجلهــة الرمسيــة الــيت أعطاهــا النظــام صــالحية‬
‫تنظ ــيم مهن ــة احملاس ــبة واملراجع ــة ووض ــع األص ــول والقواع ــد احملاس ــبية املتعلق ــة ابلعملي ــات املالي ــة للجه ــات‬
‫احلكومي ــة واخلاص ــة عل ــى ح ــد س ـ ـواء‪ .‬ووفق ـ ـاً هل ــذه النص ــوص ال ـ ـواردة يف تل ــك األنظم ــة ف ــإن اجلمعيـ ــات‬
‫واملؤسسات اخلريية املخاطبة أبحكامها تعترب ملزمةً من الناحية القانونية ابعتمـاد املعـايري والقواعـد احملاسـبية‬
‫الصادرة عن اهليئة السعودية للمحاسبني القانونيني عند إعدادها حلساابهتا وقوائمها املالية ‪.‬‬

‫ب) العرض يف القوائم املالية‪ :‬واملقصود به هو الطريقة أو األسلوب الذي يتم بـه عـرض وتنظـيم البيـاانت‬
‫ـص طـرق عــرض البنــود الـواردة يف القـوائم املاليــة‪ ،‬فقـد ألــزم النظــام‬
‫والبنـود الـواردة يف القـوائم املاليـة‪ ،‬وفيمــا خيـ ّ‬
‫اجلمعيات واملؤسسات اخلريية إبتباع القواعد والتعليمات التالية عند إعدادها حلساابهتا وقوائمها املالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ابلنســبة للتربعــات العينيــة الـواردة للجمعيــة كأصــول اثبتــة فإنــه يــتم تســجيلها مباشــرة علــى النحــو‬
‫التــايل ‪ :‬مــن‪ /‬حســاب األم ـوال الثابتــة (مبــاين ‪ ،‬أراضــي ‪ ،‬ســيارات) إىل‪ /‬مــال اجلمعيــة ‪ .‬وال يــتم‬
‫إدراجها ضمن حساب اإليرادات واملصروفات‪.‬‬
‫‪ -2‬جيب ترميز بنود امليزانية العمومية وحساب اإليرادات واملصروفات‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ -3‬جي ــب إب ـ ـراز قيمـ ــة الزكـ ــاة مجع ـ ـاً وتوزيع ـ ـاً يف ك ــل مـ ــن بيـ ــان املقبوضـ ــات واملـ ــدفوعات‪ ،‬وحسـ ــاب‬
‫اإليـ ـرادات واملص ــروفات وذل ــك لتوض ــيحها ملق ــدمي الزك ــاة مب ــا مت حتص ــيله واملنص ــرف منه ــا وف ــق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬إعـداد امليزانيـة العموميـة وحسـاب اإليـرادات واملصـروفات وقائمـة املقبوضـات واملـدفوعات شــاملة‬
‫مقارنة ابلعام السابق وفق األيت (علـى شـكل أفقـي مـن جـانبني – األصـول واخلصـوم – وأن يـتم‬
‫ترك مساحة كافية يف صفحة امليزانية خلتم اجلمعية وتواقيع أعضاء جملس اإلدارة)‪.‬‬
‫‪ -5‬يف حال ــة انته ــاء الس ــنة املالي ــة ومل ت ــرد إىل اجلمعي ــة إعان ــة ال ــوزارة الس ــنوية فإهن ــا تُس ــجل ك ــإيراد‬
‫مســتحق ابلقيــد التــايل ‪ :‬مــن ح ــ‪/‬اإليرادات املس ــتحقة إىل ح ــ‪/‬اإليرادات ‪ ،‬أم ــا إذا كان ــت إعان ــة‬
‫إنشائية فإهنا تسجل كاأليت ‪ :‬من حـ‪/‬اإلعانة اإلنشائية املستحقة إىل حـ‪/‬مال اجلمعية‪.‬‬

‫جا) اإلفصاح احملاسيب‪ :‬واملقصود ابإلفصـاح هنـا هـو أن يـتم إيـراد مجيـع اإليضـاحات والتفصـيالت املتعلقـة‬
‫ابلبنــود ال ـواردة يف الق ـوائم املاليــة عنــد إعــدادها ضــمن احلســاب اخلتــامي للجمعيــة أو املؤسســة اخلرييــة مــع‬
‫تدعيمها ابملستندات والسجالت احلسابية اليت تثبـت صـحتها ‪ ،‬وذلـك حـىت يعكـس احلسـاب اخلتـامي مبـا‬
‫يتضمنه من حساابت وبياانت مالية الوضع املايل هلذه اجلمعية أو املؤسسة اخلريية ‪ .‬هـذا ولقـد ألـزم النظـام‬
‫اجلمعيات واملؤسسات اخلريية إبيراد مجيع البياانت واحلساابت التفصيلية املتعلقة ببنود القوائم املاليـة ضـمن‬
‫حساابهتا اخلتاميـة مـع إرفـاق مجيـع املسـتندات والسـجالت احملاسـبية الـيت تؤكـد صـحتها وذلـك علـى النحـو‬
‫التايل ‪:‬‬
‫جيب إعداد حمضر جبرد الصندوق يف هناية السنة املالية بعد إمتام عملية قفل السجالت املالية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫جيب إعداد حمضر جبرد املستودع حلصر البضائع واملواد األخرى مع بيان لقيمتها املقدرة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ابلنسبة للموجودات غري الصاحلة لالستعمال مطلقاً وال ميكن االنتفاع منها ابلبيـع وقـرر جملـس اإلدارة‬ ‫‪-3‬‬
‫إتالفهـا ‪ ،‬فالبـد مـن جردهـا وإعـداد كشـوفات هبــا ‪ ،‬وحتريـر حمضـر بعمليـة اإلتـالف وابلتـايل إنزاهلـا مــن‬
‫سجل األصول الثابتة مبوجب احملضر املذكور‪.‬‬
‫ضرورة إعداد بيان بكل مـن املوجـودات الثابتـة والـواردة للجمعيـة بطريـق الشـراء خـالل السـنة املنتهيـة ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وكــذلك تلــك الـواردة بطريــق التــربع مــع بيــان بقيمتهــا واتريــخ ورودهــا للجمعيــة ‪ ،‬وأيضـاً طريقــة توزيعهــا‬
‫علــى خــدمات اجلمعيــة وأنشــطتها املختلفــة واألرصــدة املتبقيــة منهــا يف هنايــة الســنة مــع إرفــاق مجيــع‬
‫املستندات اليت تثبت ملكيتها للجمعية (صكوك شرعية واستمارات سيارات)‪.‬‬
‫بيان مقدار ما متّ حتصيله من الزكاة ومقدار املنصرف منها وإفرادها ببند خـاص هبـا لتمييزهـا عـن ابقـي‬ ‫‪-5‬‬
‫التربعات األخرى الواردة للجمعية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫‪ -6‬جيــب إعــداد امليزانيــة العموميــة وحســاب اإلي ـرادات واملصــروفات وقائمــة املقبوضــات واملــدفوعات‬
‫شاملة ومقارنة ابلعام السابق‪.‬‬
‫احلصول على شهادات من البنوك اليت تتعامل معها اجلمعية تبني أرصدة اجلمعية لـديها يف هنايـة العـام‬ ‫‪-7‬‬
‫املــايل‪ ،‬وإعــداد مــذكرات التســوية الالزمــة يف حالــة اخــتالف الرصــيد ابلبنــك عــن الرصــيد الــدفرتي مــن‬
‫صدرت ومل تُقدم للصرف والشيكات‬ ‫ْ‬ ‫واقع السجالت ابجلمعية مع بيان أرقام الشيكات ومبالغها اليت‬
‫اليت وردت للجمعية وقُدمت للبنك ومل ترد بكشوف احلساب‪.‬‬
‫كل نشا من نشاطاهتا مبصروفاته الفعلية مثل‪ :‬الرواتـب‬ ‫جيب على اجلمعية أو املؤسسة اخلريية حتميل ّ‬ ‫‪-8‬‬
‫واألج ــور واملكاف ــآت واإلجي ــارات حبي ــث حيم ــل ك ــل نش ــا مب ــا خيص ــه منه ــا دون حتميله ــا مجيع ـاً لبن ــد‬
‫املصروفات العمومية واإلدارية‪.‬‬
‫جيــب إيضــاح نــوع مصــروفات النشــا فــال يــذكر مــثالً‪ :‬مصــروفات اللجنــة االجتماعيــة بــل يبــني نــوع‬ ‫‪-9‬‬
‫املصروفات (مساعدات دائمة أو طارئة أو أسرة مسجون أو حتسني مساكن‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫جيب على اجلمعيات واملؤسسات اخلريية إعداد كشوف استهالك املوجودات الثابتة مع خالصـة عامـة‬ ‫‪-10‬‬
‫ألن ـ ـواع املوجـ ــودات الثابت ــة واإلضـ ــافات واإلس ــتبعادات أثنـ ــاء الع ــام املـ ــايل املنته ــي ومـ ــدة االسـ ــتهالك‬
‫واستهالك العام جممع االستهالك والرصيد‪.‬‬
‫ابلنسبة للجمعيات اليت يوجد لـديها نشـا يتعلـق بـرايض األطفـال ‪ ،‬فإنـه يلزمهـا إعـداد حسـاب هلـذا‬ ‫‪-11‬‬
‫النش ــا مشـ ــتمالً علـ ــى اإلي ـ ـرادات واملصـ ــروفات مفصـ ــلةً مـ ــع توض ــيح مبـ ــالغ االش ـ ـرتاكات املخفضـ ــة‬
‫واحلاالت املعفاة‪.‬‬

‫هــذا ابلنســبة ملــا ورد يف األنظمــة الــيت حتكــم أنشــطة اجلمعيــات واملؤسســات اخلرييــة اخلاضــعة إلشـراف وزارة‬
‫الشـؤون االجتماعيــة‪ ،‬أمــا ابلنسـبة لتلــك اخلاضــعة إلشـراف اجلهــات احلكوميــة األخـرى ‪ ،‬كــالغرف التجاريــة‬
‫والصــناعية وكاجلمعيــات العلميــة وكمؤسســات التعلــيم العــايل األهليــة وغريه ــا‪ ،‬فإنــه ينطبــق عليهــا هن ــا م ــا‬
‫ينطبق عليها يف موضوعي القياس والعرض وذلك على التفصيل الوارد يف كل منهما‪.‬‬

‫ويُالح ـ ـ بش ــكل ع ــام أن النص ــوص ال ـ ـواردة يف بع ــض األنظم ــة والل ـ ـوائح ذات العالق ــة ابلقط ــاع اخل ــريي‬
‫والتطوعي جاءت صياغتها على درجة كبرية من العموم جعل بعضها يصل إىل ح ّد الغموض واإلهبـام‪ ،‬بـل‬
‫إن بعض هذه النصوص قد خال ابلكلية من ذكر أي إشارة إىل طبيعة املعايري احملاسبية الواجـب العمـل هبـا‬
‫مــن قبــل اجلهــات اخلاضــعة ألحكامهــا‪ ،‬وهــو األمــر الــذي بــال شــك يفــتح البــاب لكثــري مــن االختالفــات‬
‫واالجتهــادات مــن قبــل اجلهــات املســئولة عــن تطبيقهــا‪ ..‬كمــا أنــه األمــر الــذي دعــا إىل بــدأ مشــروع وضــع‬
‫معايري للجهات اخلريية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اثلثاً‪:‬‬
‫الصورة الذهنية للجهة اخلريية‪ ..‬وتكوين قاعدة مالية راسخة‪..‬‬

‫لتصب يف تنمية االستثمارات‪..‬‬


‫ّ‬ ‫بناء السمعة احلسنة للجهة اخلريية وسيلة مهمة حتتاج فكراً اسرتاتيجياً‬
‫أهم أسباب استقطاب الدعم وقبول اجملتمع لتنمية االستثمارات بل وتقدميها إىل‬ ‫فإن الصورة الذهنية من ّ‬
‫اجلهة اخلريية بال طلب منها‪.‬‬

‫ختصص اجلهة اخلريية‪:‬‬


‫واحملور األول الذي يرتبط ابجلها ت اخلريية يف صورهتا الذهنية هو ختصصها‪ ..‬حيث أنه من املالح أن‬
‫سلكت اهلدف نفسه وأصبحت‬‫ْ‬ ‫أتثري عدم توفّر موارد مالية يظهر بشكل أكرب يف اجلهات اخلريية اليت‬
‫فاستنزفت مواردها بدالً من التخصص يف النشا أو املنطقة أو غري ذلك‪ .‬إن السباق‬
‫ْ‬ ‫متعددة األنشطة‬
‫أو التنافس على قرار أهل اخلري من خالل الدعوات واالتصاالت واإلعالانت والوسائل أحدث نوعاً من‬
‫اخللط لدى املتربعني عمن يستحق التربع؟‪ ،‬وكم يستحق هذا وكم يستحق ذاك؟!‪ ،‬وهو ما دفع بعض‬
‫أهل اخلري للتفكري يف إقامة مؤسسات ومجعيات خريية شخصية يتحمل كل تبعاهتا ضماانً لوصول تربعاته‬
‫للفئة املستهدفة ويف الوقت الذي خيتاره‪ .‬إن اجلمعيات (أو العمل اخلريي بشكل عام) حباجة إىل تكامل‬
‫جهود خاصة من اجلمعيات ذات التخصص املشرتك‪ ،‬حبيث تتمكن من تبين اسرتاتيجيات وطنية‪،‬‬
‫وتوسع من دائرة خدماهتا ومشاريعها‪ ،‬وتقدم أرقى مستوى ممكن من تلك‬
‫وتتصدى لقضااي حيوية ّ‬
‫اخلدمات إىل أكرب قطاع من املستفيدين‪.‬‬

‫صفات ومعايري لبناء السمعة احلسنة للجهة اخلريية‪:‬‬


‫هنـاك معـايري للصــفات املميـزة للشـركات ذات الســمعة احلسـنة نشـرهتا جملــة فورتشـن ‪ Fortune‬مـن خــالل‬
‫كزت يف اان حماور سـنذكرها ونشـري إىل آليـة تطبيقهـا يف‬
‫عملية مسحية خلمس مئة شركة‪ ،‬هذه الصفات تر ْ‬
‫اجلهـات اخلرييــة‪ ..‬واملفــرتض أنــه إذا تــوفرت هــده الصــفات يف نشــا مــا فإنــه ســوف يكتســب مسعــة حســنة‬
‫لدى مجهوره ويف جمتمعه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫الصفة األوىل‪ :‬جودة اإلدارة (وهذه الصفة تشرتك يف اجلهات الرحبية واخلريية)‪..‬‬
‫ال ميكن أن حتظى اجلهة اخلريية بسمعة حسنة ما مل يكن لديها إدارة مستقرة واثبتة‪ ،‬وعلى مستوى من‬
‫التنظيم والفهم حلقيقة دور اجلهة يف اجملتمع‪ ،‬وحقيقة دورهم يف احملافظة على الرؤية والقيم اليت تتبناها‬
‫اجلهة اخلريية‪ .‬يف أحد االجتماعات اخلاصة ابلتخطيط االسرتاتيجي‪ ،‬والذي حضره قرابة عشرة أعضاء‬
‫من جملس إدارة إحدى اجلهات اخلريية‪ ..‬قام املستشار بطرح سؤال شفهي قائالً‪ :‬هل أنتم متفقون على‬
‫أولوية األهداف اليت جيب أن حتققوها من خالل جملس اإلدارة؟ كانت اإلجابة سريعة ومجاعية وبال تردد‪:‬‬
‫كل واحد منهم أن أيخذ ورقة ويكتب عليها أهم هدفني وفق األولوية اليت‬ ‫نعم‪ ..‬فطلب املستشار من ّ‬
‫يراها‪ ..‬فكانت املفاجأة عدم وجود أي إجابتني متشاهبتني متاماً بني األعضاء العشرة تقريباً‪ ،‬مبعىن أن‬
‫لكل منهم أولوايت خمتلفة يف قيادته لدفة هذه اجلهة‪.‬‬
‫الصفة الثانية‪ :‬القدرة على ّ‬
‫التطور‪ ..‬واملقصود به أال تقف اجلهة اخلريية عند ح ّد الرضا مبستوى معني‪،‬‬
‫وإمنا تقوم دائماً بعمليات التحسني يف البنية الداخلية‪ ،‬أو يف اخلدمات املقدمة للمستفيدين‪ ،‬أو يف‬
‫وسائل زايدة اإليرادات‪ ..‬وغري ذلك‪ .‬ألن التغيري أمر متحتم وكل ما حولنا متغري‪ ،‬فإما أن ختطط اجلهة‬
‫اخلريية للتغيري عرب التطوير املخطط‪ ،‬وإال ستجد نفسها عرضة للتغيري بال ختطيط‪.‬‬
‫الصفة الثالثة‪ :‬املنتج أو اخلدمة‪ ..‬فال ب ّد أن تكون هناك معايري لقياس جودة اخلدمات واملنتجات‬
‫املقدمة من اجلهات اخلريية للمستفيدين واملتعاملني‪.‬‬
‫الصفة الرابعة‪ :‬احلفاظ على األشخاص املهمني‪ ..‬سواء من املتفرغني أو املتطوعني يف اجلهات اخلريية‪.‬‬
‫الصفة اخلامسة‪ :‬املوقف املايل السليم (ضبط اإليرادات وضبط املصروفات ودقة املوازانت)‪ .‬وقد حتدثنا‬
‫إبسهاب عن هذا املوضوع يف اجلزء السابق من هذا الكتاب‪.‬‬
‫الصفة السادساة‪ :‬اسـتخدام األصـول واملوجـودات (املـوارد واإلمكانيـات) ابلشـكل األمثـل‪ ،‬فقـد جتـد جهـة‬
‫خريية متلك العديد من العقـارات علـى سـبيل املثـال‪ ..‬لكنهـا ال تسـتغلها وال تسـتطيع أحيـاانً سـداد رواتـب‬
‫موظفيها‪.‬‬
‫الصفة السابعة‪ :‬درجة االبتكار يف اخلدمات والعمليات اليت تقدمها اجلهات اخلريية‪ ..‬وكلما ركزت‬
‫اجلهات اخلريية على االبتكار كلما انعكس ذلك على تقليل مصروفاهتا وزايدة أعداد املستفيدين من‬
‫خدماهتا ومنوها وغري ذلك‪.‬‬
‫الصفة الثامنة‪ :‬صداقاهتا مع البيئة‪ ..‬ماذا تقدمي اجلهات اخلريية للحفاظ على البيئة‪ ،‬سيما إذا كانت‬
‫تعمل يف جمال أو منطقة تعاين مشكالت بيئية كبرية‪ ..‬وعلى سبيل املثال‪ :‬ما الذي تقدمه اجلمعية اخلريية‬
‫املتخصصة يف اخلدمات الطبية جتاه موضوع التخلص من النفاايت الطبية مثالً؟‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫مصادر تكوين الصورة الذهنية‪:‬‬
‫‪ -1‬اخلــربة املباشــرة‪ :‬االحتكــاك اليــومي للفــرد بغــريه مــن األف ـراد واألنظمــة والق ـوانني ممــا يكــون االنطباعــات‬
‫الذاتيــة عــن اجلهــة اخلرييــة‪ ،‬وهــذه اخلــربة املباشــرة أقــوى يف أتثريهــا علــى عقليــة الفــرد وعواطفــه إذا أُحســن‬
‫توظيفهــا‪ .‬فــإذا تعامــل الــداعم أو املســتفيد أو اإلعالمــي أو الداعيــة أو غــريهم مــع جهــة خرييــة مــا‪ ..‬وكانــت‬
‫جتربته جيدة‪ ،‬سيرتك ذلك أثراً حسناً يف نفسه عن هـذه اجلهـة‪ ..‬وغالبـاً فـإن االنطبـاع األول يـدوم للنهايـة‪.‬‬
‫االنطباعــات األوىل مهمــة للغايــة ألن اجلمهــور يكـ ّـون صــورة فوريــة عــن النشــا مــن خــالل أول اتصــال لــه‬
‫ابجلهــة اخلرييــة‪ ،‬وقــد يكــون االتصــال عــرب اهلــاتف‪ ،‬أو ال ـزايرة الشخصــية‪ ،‬أو حضــور ب ـرانمج‪ ،‬أو اســتفادة‬
‫األبناء من األنشطة‪..‬‬
‫وهــذا مــا جيعــل مــوظفي خدمــة املســتفيدين ومــوظفي االســتقبال يف أهــم املواقــع احلساســة‪ ..‬وأان ال أنســى‬
‫فرده املسـئول عـن بوابـة‬
‫قصة الداعم الذي كان حيمل مبلغاً كبرياً من املال وجاء بنفسه لزايرة جهة خريية‪ّ ..‬‬
‫اجلهة اخلريية بسبب أنه ال يوجد من يقابله!!‪.‬‬
‫‪ -2‬اخلــربة غــري املباشــرة‪ :‬الرســائل الشخصــية الــيت يســمعها الفــرد مــن أصــدقاء ووســائل إعــالم عــن اجلهــة‬
‫فيكون االنطباعات اليت تش ّكل الصورة الذهنية النهائية‪.‬‬ ‫اخلريية ‪-‬من غري أن يرى أو يسمع بنفسه‪ّ -‬‬

‫مكوانت الصورة الذهنية‪:‬‬


‫تتكون من عدة عناصر‪:‬‬
‫الصورة الذهنية للجهة اخلريية ّ‬
‫✓ احتياجات اجلماهري ومطالبهم واهتماماهتم وتطلعاهتم اليت تلبيها اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫✓ ردود أفعال املستفيدين جتاه سلوك (اجلهة اخلريية) وأقوال املسئولني فيه‪.‬‬
‫✓ موقع اجلهة اخلريية وشكلها اخلارجي ومنظرها العام‪.‬‬
‫✓ الزمان واملعلومات التارخيية للجهة اخلريية والذي يضم جناحاهتا ومنجزاهتا أو فشلها وفضائحها‪.‬‬
‫✓ األحاسيس واملشاعر واالنفعاالت املرتبطة ابألنشطة اخلريية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫دور العالقات العامة يف تكوين الصورة الذهنية وحتقيق موارد مالية‪:‬‬
‫تعـ ـ ّد العالق ــات العام ــة أح ــد جم ــاالت اإلدارة ال ــيت ظه ــرت وحقق ــت قب ــوالً متزاي ــداً خ ــالل الق ــرن املاض ــي‪،‬‬
‫واختــذت خاللــه أبعــاداً نظريــة وعمليــة كبــرية‪ ،‬هلــا وظائفهــا ومهامهــا وأفرادهــا العــاملون‪ ..‬ويرجــع ذلــك إىل‬
‫تعاظم أمهية الرأي العام وتسابق املنظمات إىل كسب ثقة اجلمهور وأتييده‪.‬‬
‫وتقوم العالقـات العامـة مبجموعـة مـن الوظـائف االتصـالية واإلعالميـة‪ ،‬الـيت تسـتهدف االتصـال ابجلمهـور‪،‬‬
‫وتق ــدمي املعلوم ــات ال ــيت متكن ــه م ــن تك ــوين رأي ع ــام ص ــائب جت ــاه قض ــااي اجله ــة اخلريي ــة وحتس ــني ص ــورهتا‬
‫الذهنية‪ .‬وتقوم العالقـات العامـة علـى أسـاس االعـرتاف ابلـرأي العـام وقدرتـه علـى التـأثري يف النـاس وهـو مـا‬
‫يتطلب فهم االجتاهات واآلراء اليت يعلنوهنا‪ ،‬ولذلك متثل عمليـة إجـراء البحـوث الـيت تسـتهدف معرفـة آراء‬
‫اجلمهور ومواقفه أحد االجتاهات اهلامة يف ممارسة العالقات العامة‪.‬‬
‫ت املؤسسات اخلريية أبمهية الـرأي العـام فأنشـأت أقسـاما خاصـة للعالقـات العامـة‪ ،‬تقـوم بوظيفـة‬ ‫أحس ْ‬
‫وقد ّ‬
‫االتص ــال ابجلمه ــور وبن ــاء العالق ــة مع ــه‪ ،‬م ــن أج ــل كس ــب أتيي ــده ودعم ــه‪ ،‬وإعالم ــه بنش ــاطاهتا ومواقفه ــا‬
‫وبراجمها وسياساهتا‪ .‬وتتأكد أمهية العالقات العامة يف فيما أييت‪:‬‬
‫‪ -1‬مجهـور العالقــات العامــة يف اجلهــات اخلرييــة مــنهم املتعلمـون وغــري املتعلمــني‪ ،‬الرجــال والنســاء‪ ،‬الصــغار‬
‫والكبار‪ ،‬التجار والفقراء‪ ،‬املنكوبون واملتنعمون‪ ..‬إخل ‪ ،‬ومثل هذا التعـدد يفـرض علـى املؤسسـات التواصـل‬
‫هلم أو لطلب العـون واملسـاعدة املاديـة واملعنويـة مـنهم أو لكسـب‬ ‫املستمر مع هذه الفئات لتقدمي اخلدمات ْ‬
‫دعمهم يف القضااي املتنوعة للجهة اخلريية‪.‬‬
‫توس ـع اجلهــات اخلرييــة يف أعماهلــا إىل تضــحيات كبــرية مــن العــاملني املــوظفني واملتطــوعني‪ ،‬ممــا‬
‫‪ -2‬حيتــاج ّ‬
‫يؤكــد احلاجــة لرفــع معنــوايهتم الــيت تــدفعهم للعمــل وتزيــد مــن إنتــاجهم‪ ،‬ورفــع الــروح املعنويــة مــن واجبــات‬
‫ومسؤوليات أجهزة العالقات العامة يف هذه املؤسسات‪.‬‬

‫صور من واقع اجلهات اخلريية يف العالقات العامة‪:‬‬


‫مفعـل عنـد أكثـر اجلهـات اخلرييـة‪ ،‬بـل قـد يكـون مفقـوداً مـن‬
‫عند التتبع جنـد أن هـذا القسـم قـد يكـون غـري ّ‬
‫هيكل كثري مـن اجلهـات اخلرييـة‪ ..‬وإذا وجـد فقـد يهـتم أبمـور أقـل أمهيـة مثـل اسـتقبال الوفـود وتـوديعهم ممـا‬
‫يســتهلك جهــود مــوظفي العالقــات العامــة أكثــر مــن تنميــة نســبة االتصــال مــع الوفــود والش ـرائح املتنوعــة‪،‬‬
‫احلث على التربع‪ ،‬وإعداد اإلعالانت اخلاصة بذلك‪ ،‬وتسويق بعض برامج اجلهة‪ ..‬أكثـر مـن رسـم صـورة‬ ‫و ّ‬
‫للجهة بشكل عام‪ ،‬وتنسيق عمل املتطوعني‪ ..‬أكثر من اهتمامها بزايدهتم وتنمية الـوالء بيـنهم وبـني اجلهـة‬
‫اخلرييــة‪ .‬وإقامــة املعــارض أو املشــاركة فيهــا‪ ،‬أكثــر مــن اهتمامهــا إبعــداد املعلومــات عــن املؤسســة لوســائل‬
‫اإلعالم ذات االنتشار الواسع واجلمهور العريض‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫والعمــل اخلــريي يعتمــد اعتمــاداًكبـريا علــى كســب ثقــة اجملتمــع‪ ،‬وهــذا يتــأتى إبدارة متميــزة ذات جــودة عاليــة‬
‫هت ــتم ابألص ــالة وتواك ــب املعاص ــرة‪ ،‬وم ــن أه ــم أه ــداف اجله ــاز اإلداري كس ــب ثق ــة الن ــاس‪ ،‬وه ــو ال ــدور‬
‫األساسي الذي تقوم به العالقات العامة‪ ..‬ويرسم صورة ذهنية مشرقة‪.‬‬

‫مناذج من أهداف وأعمال إدارة العالقات العامة‪:‬‬


‫‪ -1‬العمل على كسب أتييد وثقة الرأي العام إبمداده ابملعلومات الصحيحة واحلقـائق والـربامج واخلـدمات‬
‫اليت تقدمها اجلهة اخلريية‪.‬‬
‫‪ -2‬نشر الوعي داخل وخارج اجلهة اخلريية واجملتمع احمليط هبا‪.‬‬
‫‪-3‬العمل على االستفادة من أفكار وجتارب اجلماهري لزايدة فاعلية األداء‪.‬‬
‫‪ -4‬تكوين جلان وفرق متعاونة من شرائح اجملتمع حتت مسمى يتناسب معهـا‪ ،‬ودعـوة كـل شـرحية لوحـدها‬
‫لزايرة اجلهة اخلريية وإقامة أمسية لعرض أنشطتها واالستماع إىل آرائهم وانتقاداهتم واقرتاحـاهتم وفـتح احلـوار‬
‫معهم‪.‬‬
‫‪ -5‬إنش ــاء بن ــك معلوم ــات للجه ــة اخلريي ــة وإداراهت ــا املتنوع ــة وأنش ــطتها‪ ،‬وك ــل م ــا يتعل ــق ابلعم ــل الي ــومي‬
‫وبسياســة اجلهــة اخلرييــة ككــل‪ ،‬حــىت تك ــون العالق ــات علــى درايــة بكــل مســتجدات النش ــا مب ــا يؤهله ــا‬
‫للتواصل مع اآلخرين على أسس علمية وقواعد منظمة وواضحة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫تنفك اجلهات اخلريية تتحول شيئاً فشيئاً حنو االحرتاف بتوفيق هللا تعاىل‪ ،‬وابلنسبة إىل اجلهات اخلريية‬
‫ال ّ‬
‫اليت تسعى أن االستمرارية من خالل تعزيز وتثبيت مواردها املالية‪ ،‬تُعترب إحدى اخلطوات املهمة األوىل‬
‫تنص على تقبل انعدام احللول السريعة والطرق السحرية املختصرة واليت تتمثل يف‬ ‫خطوة عقلية‪ ..‬فهي ّ‬
‫لكن ابلعمل الثابت واملنتظم ‪-‬الذي يقوم به أعضاء جملس اإلدارة‬‫لكل نشا ستقوم به‪ ..‬و ْ‬ ‫وجود متربع ّ‬
‫واإلدارة التنفيذية واملوظفون املسئولون عن املوارد املالية‪ -‬ميكن أن يطوروا إسرتاتيجية وسياسات فعالة من‬
‫خالل خطوات صغرية متتابعة‪ ..‬تساعد اجلهة اخلريية على االستمرار وثبات األنشطة والربامج من خالل‬
‫عوائد االستثمارات الدائمة بتوفيق هللا تعاىل‪.‬‬

‫قصة قهوة على العالقة‪:‬‬


‫يف أحد املقاهي مدينة البندقية جاء شخص فجلس وطلب فنجاانن من القهوة‪ ..‬واحد على العالقة!‬
‫فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا‪ ..‬ودفع ان فنجانني‪ ،‬وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة‬
‫على احلائط مكتوب فيها‪ :‬فنجان قهوة واحد‪.‬‬
‫وبعده دخل شخصان وطلبا ثالثة فناجني قهوة واحد منهم على العالقة‪ ..‬فتكرر املشهد‪ ..‬دفعا ان ثالثة‬
‫فناجني وخرجا‪ ،‬فما كان من النادل إال أن قام بتثبيت ورقة على احلائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد‪.‬‬
‫ويف إحدى املرات دخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل‪ :‬فنجان قهوة من العالقة!‬
‫أحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غري أن يدفع انه‪ ..‬مث ذهب النادل إىل احلائط وأنزل منه واحدة‬
‫من األوراق املعلقة ورماها يف سلة املهمالت‪.‬‬
‫ما أمجل أن جند من يف ّكر أبن هناك أانساً يريدون فعل اخلري وال يعرفون طريقته‪،‬‬
‫بكل احرتافية وإبداع‪..‬‬
‫ونرى اجلهات اخلريية تقوم هبذا الدور ّ‬
‫بكل تكرمي ومن دون أن يعرفوا من تربع هلم‪،،‬‬
‫انقضت حاجتهم ّ‬ ‫ْ‬ ‫حىت نرى احملتاجني وقد‬

‫تنبيه‪ :‬إن تطبيق أفكار هذا الكتاب بشكل أو آبخر‪ ..‬جيب أن حيصل من خالل التكامل مع أفراد‬
‫وجهات متخصصة‪ ..‬هبدف حتقيق الغرض األساسي من االستثمار وهو توفري عائد مادي رحبي‪.‬‬

‫ال يوجد استثمار بال خماطرة أو تكلفة‪،،،‬‬ ‫كلمة أخرية‪:‬‬


‫لكن يوجد استثمار مبخاطر حمسوبة‪،،‬‬
‫ويوجد استثمار خاسر أو رابح‪،‬‬
‫نسأل هللا أن يكتب التوفيق والربح والربكة لكل اجلهات اخلريية‪..‬‬

‫مفرح‬
‫د‪ .‬حممد بن حيىي آل ّ‬
‫‪96‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬
‫أهم املراجع‬
‫‪ -1‬دراسات ميدانية خاصة يف القطاع اخلريي للمؤلف‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة بعنوان (األطر القانونية ذات العالقة ابلقطاع اخلريي والتطوعي يف اململكة العربية السعودية) لألستاذ‪/‬‬
‫موسى بن جرمان العتير ‪2007‬م‪( .‬تتوفر نسخة إلكرتونية على االنرتنت)‪.‬‬
‫‪ -3‬موجز رأس املال للمؤلف فردريك أجنلز ترمجة فاحل اجلبار (تتوفر نسخة إلكرتونية على االنرتنت)‪.‬‬
‫‪ -4‬كي تبين منظمة غري حكومية صغرية وجيدة من إصدارات املعهد الدميوقراطي الوطين للشؤون الدولية (تتـوفر‬
‫نسخة إلكرتونية على االنرتنت)‪.‬‬
‫‪ -5‬إدارة املوارد البشرية للدكتور زكي حممود هاشم ‪.‬‬
‫‪ -6‬مشروعية اإلنفاق على األنشطة اإلعالمية للدكتور أمحد السهلي ‪.‬‬
‫‪ -7‬طرق استثمار األموال للدكتور حممد عبد هللا عريب ‪.‬‬
‫‪ -8‬حول األسهم وحكم الراب للشيخ حممد العثيمني ‪.‬‬
‫‪ -9‬حبوث يف االقتصاد اإلسالمي للشيخ عبد هللا املنيع ‪.‬‬
‫‪ -10‬اجلامع يف فقه النوازل للشيخ صاحل بن محيد ‪.‬‬
‫‪ -11‬تنمية املوارد املالية والبشرية يف املنظمات اخلريية لسليمان العلي ‪.‬‬
‫‪ -12‬نشـرة بيــت اخلــري‪ ،‬تصــدر عــن مجعيــة بيــت اخلــري – ديب – اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬العــدد الثــامن‪ ،‬الســنة‬
‫الرابعة‪ ،‬إبريل‪.2002.‬‬
‫‪ -13‬ورقــة مقدمــة للملتقــى الســنوي الســابع للجهــات اخلرييــة ابملنطقــة الشــرقية‪ ،‬تنميــة امل ـوارد يف اجلهــات اخلرييــة‬
‫‪1428‬هـ بعنوان اجلوانب الشرعية يف تنمية املوارد ( البشرية ‪ /‬املالية ) يف اجلهات اخلريية الدكتور ‪ /‬أمحد بـن‬
‫موسى السهلي‪.‬‬
‫‪ -14‬ما وراء مجع التربعات‪ :‬اسرتاتيجيات جديدة لالبتكار واالستثمار يف املنظمات غري احلكومية‪ .‬استغرق إجنازه‬
‫عشر سنوات كاملة‪ ،‬وهو من أتليف خبرية مجع التربعات كي سربنكل كريس ‪2008‬م غري مرتجم‪.‬‬
‫‪ -15‬دليل مجع التربعات للمنظمات غري احلكومية ‪:‬كيف حتصل على املال الذي حتتاجه من الوكاالت احلكومية‬
‫والشركات واملؤسسات واألفراد‪ .‬ميشال وليندا ‪2009‬م غري مرتجم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫د‪.‬محمد بن يحيى آل مفرح ‪ -‬آفاق االستثمار يف املنظمات غري اهلادفة للربح‬

You might also like