You are on page 1of 113

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة د‪ .‬موالي الطاهر بسعيدة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم‬


‫التسيير‬

‫مطبوعة بعنوان‪:‬‬

‫محاضرات في‬
‫إدارة األعمال الدولية‬
‫موجهة لطلبة الماستر تخصص مالية وتجارة دولية‬

‫من إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬حجماوي توفيق‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫المحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويات‬
‫قائمة احملتوايت‬

‫قائمة‬
‫احملتوايت‪1 ....................................................................................‬‬
‫قائمة اجلداول واألشكال‪3 ....................................................................‬‬
‫مقدمة‪5 ......................................................................................‬‬
‫احملور األول‪ :‬طبيعة وماهية األعمال الدولية‪8 ...................................................‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬بيئة األعمال الدولية‪24 ...........................................................‬‬
‫احملور الثالث‪ :‬اإلدارة والتخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية‪61 .................................‬‬
‫احملور الرابع‪ :‬االستثمار األجنيب وأشكاله‪71 .....................................................‬‬
‫احملور اخلامس‪ :‬الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‪80 .......................‬‬
‫احملور السادس‪ :‬التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‪98.......................................‬‬
‫اخلامتة‪107 ...................................................................................‬‬
‫املراجع‪108 ..................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫ق ائمة الجداول و األشكال‬
‫قائمة اجلداول واألشكال‬

‫قائمة اجلداول‬

‫الصفحة‬ ‫رقم اجلدول عنوان اجلدول‬


‫‪64‬‬ ‫اسرتاتيجيات االختيار والتعيي يف الشركات متعددة اجلنسيات‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪68‬‬ ‫تصنيف املديرين والعاملي يف اخلارج وفق مدخل الرتب‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪68‬‬ ‫تعويضات املدراء يف ش‪ .‬م‪ .‬ج‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪85‬‬ ‫أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب املبيعات لعام ‪( 2004‬مليون ‪)$‬‬ ‫‪1-5‬‬
‫‪86‬‬ ‫أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب املبيعات لعام ‪( 2014‬مليار ‪)$‬‬ ‫‪2-5‬‬
‫‪87‬‬ ‫أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب األرابح احملققة لعام ‪( 2014‬مليار‬ ‫‪3-4‬‬
‫دوالر)‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪10‬‬ ‫تفسري مصطلحات إدارة األعمال الدولية‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪47‬‬ ‫السوق املالية‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪63‬‬ ‫عملية إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫‪1-3‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن التغريات الكبرية اليت مر هبا العامل يف العقود األخرية من تغري يف العالقات‬
‫االقتصادية بني الدول‪ ،‬و هتاوي القيود اليت كانت مفروضة على دخول و خروج االستثمارات املباشرة وغري‬
‫املباشرة‪ ،‬وزايدة التداخل بني خمتلف دول العامل على األصعدة االقتصادية والسياسية والتجارية والثقافية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬نتيجة تطور تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬دفعت ابلشركات إىل التوجه حنو االنتشار‬
‫الواسع النطاق حول العامل مستخدمة قوهتا املالية‪ ،‬والتكنولوجية واخلربة االدارية املتقدمة‪ ،‬وكذا الدعم‬
‫السياسي الكبري من دوهلا؛ األمر الذي جعل من مسألة ممارسة األعمال الدولية مسألة يف غاية األمهية‬
‫كوهنا متثل ضرورة فرضتها بيئة التنافس العاملي ملا تفرزه من مزااي وفرص ال تتوافر يف البيئات الوطنية‪.‬‬
‫إال أن تبين الشركات اسرتاتيجية اخلروج من البيئة احمللية إىل البيئة الدولية‪ ،‬يضعها أمام حتدايت‬
‫ومشاكل عديدة ومعقدة مرتبطة بتباينات ظروف البيئة اخلارجية سواء كانت قانونية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪،‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬ثقافية أو دينية‪ ،‬واليت تؤثر بدورها يف جناح أو فشل هذه الشركات‪ .‬ال سيما أن ظروف البيئة‬
‫اخلارجية تتسم ابلتغري السريع أو التدرجيي‪ ،‬الفجائي أو املتوقع‪ ،‬نظرا للتغريات الكبرية اليت حتصل يف جماالت‬
‫التكاليف واألسعار املنافسة الداخلية واخلارجية‪ ،‬أسعار الصرف والفائدة والعوائد والتدفقات النقدية وغري‬
‫ذلك؛ وهذا ما جيعل بيئة منظمات األعمال خطرة‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬أصبح موضوع إدارة األعمال الدولية‪ ،‬ملا له من أمهية ابلغة لدى صانعي السياسات‬
‫ومتخذي القرارات واألكادمييني‪ ،‬من أهم املواضيع اليت انقشت قضااي التجارة الدولية وقضااي االستثمار‬
‫الدويل‪ ،‬والنظرايت احلاكمة هلذا النوع من االستثمار‪ ،‬وأساليب غزو األسواق الدولية واألشكال البديلة‬
‫لالستثمارات األجنبية‪ ،‬وتداول نشاطات املنظمات الكربى الدولية يف تلك األسواق وتنظيم وتوجيه أطراف‬
‫وجوانب هذا االستثمار؛ ابإلضافة إىل نقل التكنولوجيا إىل دول العامل النامية‪ ،‬وطرق وأساليب حتليل وإدارة‬
‫البيئة الدولية‪.‬‬
‫ألمهية املوضوع ارأتينا إعداد هذه املطبوعة بلغة واضحة وميسورة للقراء من طلبة املاسرت وكذا طلبة‬
‫الليسانس كمرجع مساعد يف مقياس إدارة األعمال الدولية‪ ،‬هتدف هذه املطبوعة إىل تزويد الطالب خبلفية‬
‫علمية شاملة عن مقياس إدارة األعمال الدولية‪ ،‬وعن املتغريات والتحدايت اليت تواجه املدراء واالداريني‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫للشركات احمللية والدولية اليت تعمل على العمل على النطاق الدويل‪ .‬ولتحقيق هذه الغاية قمنا بتقسيم هذا‬
‫العمل إىل جمموعة من احملاور الرئيسية حماولني بذلك االحاطة مبختلف جوانب الربانمج املعتمد‪ .‬فاحملور‬
‫األول يقدم فكرة عامة عن طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‪ ،‬أما احملور الثاين فيعاجل بيئة األعمال الدولية‬
‫سواء كانت قانونية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية أو دينية‪ .‬يف حني مت ختصيص احملور الثالث‬
‫لإلدارة والتخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية‪ ،‬ال سيما أن العنصر البشري ميثل املكون األساسي ألي‬
‫منظمة أعمال سواء كانت تعمل على املستوى احمللي أو على املستوى الدويل‪ ،‬كما قد يعترب من األصول‬
‫األكثر قيمة؛ وإن مهمة أتمني املوارد البشرية الكفؤة واملناسبة هي يف غاية األمهية ابلنسبة للمنظمة‪ .‬ويف‬
‫احملور الرابع قدمنا عرضا عن االستثمار األجنيب وأشكاله‪ .‬ويف احملور اخلامس جند حتليال شامال عن‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‪ .‬ويف احملور األخري حاولنا إعطاء صورة عن‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية كظاهرة جديدة نسبيا اعتمدهتا جمموعة من الدول سواء كانت‬
‫انمية أو متقدمة‪ ،‬رأمسالية واشرتاكية‪ ،‬وهذا ملواجهة خمتلف التحوالت االقتصادية والسياسية اليت شهدها‬
‫العامل‪ ،‬حيث ظهرت هذه التكتالت كنتيجة للقيود يف العالقات الدولية وكمحاولة جزئية لتحرير التجارة‬
‫بني عدد من الدول‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫احملور األول‬

‫طبيعة و ماهية إدارة األعمال الدولية‬


‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫احملور األول‪ :‬طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬


‫تعترب إدارة األعمال الدولية جمال دراسة حديث نسبيا ويزداد االهتمام هبا يف كل يوم مع ازدايد دور‬
‫وأمهية االعمال الدولية من جتارة واستثمار مباشر وغري مباشر وتراخيص وغريه‪.‬‬
‫مفهوم األعمال الدولية‪:‬‬
‫تعرف األعمال الدولية أبنه كل األعمال اخلاصة أو العامة واليت هتتم ابملعامالت الدولية على مستوى‬
‫دولتني أو أكثر‪ 1.‬وقد عرفها شيفا رامو ‪ Shiva Ramu‬أبهنا أي نشاط جتاري أو خدمي تقوم به أي‬
‫‪2‬‬
‫منظمة أعمال عرب حدود وطنية لدولتني أو أكثر‪.‬‬
‫مفهوم إدارة األعمال الدولية‪:‬‬
‫عرف دوانلد بول وواندل ‪ Donald Ball, Wendel. H‬إدارة األعمال الدولية أبهنا إدارة األنشطة‬
‫اليت تتعدى احلدود القومية‪ ،‬ويف ذات السياق عرفها زينوات وأخرون ‪ Zenota‬أبهنا تلك اليت تتضمن‬
‫‪3‬‬
‫العمليات واالنشطة اليت تنشأ وتنفذ خارج حدود الدولة لتحقيق أهداف أفراد ومنظمات‪.‬‬
‫كما ميكن تعريفها على أهنا ممارسة وظائف اإلدارة من ختطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة خلدمة وظائف‬
‫املنشأة من إنتاج وتسويق متويل وأفراد‪ ،‬مع مراعاة األبعاد البيئية الدولية بني الدول‪ ،‬هبدف حتقيق األهداف‬
‫‪4‬‬
‫املنشودة‪.‬‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2011‬األردن‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬دار املسرية‪ ،2013 ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫علي ابراهيم اخلضر‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار رسالن للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل دمشق‪-‬سوراي‪ ،2007 ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى يوسف كايف‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬شركة دار األكادمييون للنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫الشكل ‪ :1-1‬تفسري مصطلحات إدارة األعمال الدولية‬

‫الدولية‬ ‫األعمال‬ ‫إدارة‬


‫البيئة السياسية الدولية‬ ‫االنتاج‬ ‫ختطيط‬
‫البيئة القانونية الدولية‬ ‫التسويق‬ ‫تنظيم‬
‫البيئة االقتصادية الدولية‬ ‫التمويل‬ ‫توجيه‬
‫البيئة املالية الدولية‬ ‫األفراد‬ ‫رقابة‬
‫البيئة االجتماعية الدولية‬
‫البيئة الثقافية الدولية‬

‫املصدر‪ :‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬شركة دار األكادمييون للنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫االدارة‪ :‬هي عملية ختطيط وتنظيم وقيادة ورقابة املوارد البشرية واملادية للوصول إىل حتقيق األهداف بكفاءة‬
‫وفعالية‪ ،‬وعليه فاالدارة تشمل كل من التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه والرقابة‪:‬‬
‫• التخطيط‪ :‬حتديد األهداف والوسائل اليت من خالهلا حنقق اهلدف‪.‬‬
‫• التنظيم‪ :‬حتديد جمموعة األنشطة اليت من خالهلا يتم الوصول للخطة املوضوعة‪.‬‬
‫• التوجيه‪ :‬تشجيع وحث األفراد على بذل املزيد من اجلهود من أجل حتقيق األهداف‬
‫السابق وضعها‪.‬‬
‫• الرقابة‪ :‬التأكد من أن ما خطط له حتقق من خالل املقارنة بني األداء الفعلي واألداء‬
‫املخطط‪.‬‬
‫األعمال‪ :‬العمليات اليت تقوم هبا الشركة من انتاج‪ ،‬تسويق‪ ،‬متويل‪ ،‬أفراد‪...‬إل‬
‫الدولية‪ :‬متارس الشركة أعماهلا خارج حدود الدولة‪ ،‬يف ظل وجود ظروف بيئية سياسية‪ ،‬قانونية‪ ،‬اقتصادية‬
‫ومالية‪ ،‬اجتماعية وثقافية خمتلفة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫كما ميكن تعريف إدارة األعمال الدولية على أهنا عملية إدارية مستمرة شاملة هتدف إىل تشكيل‬
‫وتطبيق اسرتاتيجيات أعمال متكاملة وقادرة على متكني املنظمة من املنافسة على املستوى الدويل وبكفاءة‬
‫‪5‬‬
‫وفعالية‪.‬‬
‫ويف األخري ميكن القول أن إدارة األعمال الدولية تشمل مجيع األنشطة االقتصادية واملالية والتجارية‬
‫واللوجستية وغريها اليت تتم خارج حدود الدولة الواحدة‪ ،‬لذلك فإن اختالف البيئة احمليطة ابألعمال الدولية‬
‫يتطلب ضرورة حتليل وقياس الفرض والتهديدات الدولية نظرا لتأثريها على القرارات والسياسات واخلطط‬
‫‪6‬‬
‫االنتاجية و التسويقية واملالية واحملاسبية وتشغيل املوارد البشرية متعددة اجلنسيات‪.‬‬
‫أنواع األعمال الدولية‪:‬‬
‫ميكن للمنشأة الدولية أن متارس أنواعا خمتلفة من األعمال يف أي دولة وفق أهدافها ومواردها وبيئتها‬
‫اليت تعمل فيها‪ ،‬وميكن أن يكون ذلك بصفة منفردة أو ابملشاركة أو بصورة جزئية مع جهة أخرى معينة؛‬
‫وتتمثل هذه األعمال فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التجارة اخلارجية‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫وتتمثل يف تصدير واسترياد السلع املنظورة وغري املنظورة‪:‬‬
‫‪-1‬تصدير واسرتاد السلع (الواردات والصادرات املنظورة)‪:‬‬
‫إن سلع التصدير هي عبارة عن البضائع املادية وامللموسة اليت ترسل خارج الدولة‪ ،‬أما سلع االسترياد‬
‫فهي البضائع امللموسة اليت تشرتى من اخلارج‪.‬‬
‫‪-2‬تصدير واسرتاد اخلدمات (الواردات والصادرات غري املنظورة)‪:‬‬
‫وهي عبارة عن حتقيق بعض املكاسب الدولية‪ ،‬فاملكاسب اليت يتم استقباهلا متثل اخلدمات املصدرة‪،‬‬
‫أما املكاسب املدفوعة متثل اخلدمات املوردة‪ .‬ويطلق على اخلدمات ابعتبارها سلعا غري ملموسة وال ميكن‬
‫رؤيتها ابلصادرات والواردات غري املنظورة؛ وقد أتخذ عدة أشكال نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫*خدمات النقل والسياحة والسفر‪:‬‬

‫سامح عبد املطلب‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان األردن‪ ،2010 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪5‬‬

‫فريد النجار‪ ،‬إدارة األعمال الدولية والعاملية‪ ،‬الدار اجلامعية ابإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪6‬‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32-29‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪11‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫وهي تعترب مصدرا جيدا لزايدة عوائد شركات الطريان وشركات الشحن‪ ،‬ووكاالت السفر والفنادق‬
‫وتوجد بعض الدول اليت تعتمد بشدة على هذه القطاعات االقتصادية اخلدمية‪.‬‬
‫*أداء بعض خدمات‪:‬‬
‫تقوم بعض الشركات أبداء بعض اخلدمات مقابل رسوم معينة حتصل عليها من الطرف اآلخر مثل‬
‫خدمات البنوك‪ ،‬التأمني‪ ،‬اخلدمات اهلندسية واإلدارية‪.‬‬
‫*استخدام األصول‪:‬‬
‫وتتمثل يف الرتاخيص واالمتيازات‪ ،‬براءات االخرتاع‪ ،‬حقوق النشر والتأليف‪...‬‬
‫ب‪-‬االستثمار األجنيب املباشر‪:‬‬
‫يتطلب االستثمار املباشر انتقال رأس املال والكوادر البشرية واالدارية والفنية ابإلضافة إىل املواد األولية‬
‫أو شبه املصنعة‪ ،‬ولذا عملية االستثمار اخلارجي أكثر تعقيدا من التجارة اخلارجية (االسترياد والتصدير)‪،‬‬
‫وتتطلب إجراءات وترتيبات أكثر وخماطرها أكثر‪ ،‬لذا فهي أتيت بعد التجارة اخلارجية من حيث األمهية‬
‫‪8‬‬
‫كأعمال دولية‪.‬‬
‫ج‪-‬االستثمار األجنيب غري املباشر‪:‬‬
‫هذا النوع من االستثمارات يتمثل يف امتالك أوراق مالية يف مؤسسات خارجية (سيتم التطرق ابلتفصيل‬
‫لالستثمار األجنيب يف الفصل املتعلق بنظرايت االستثمار األجنيب)‪.‬‬
‫د‪-‬االتفاقيات التعاقدية‪:‬‬
‫يعترب هذا النوع من االتفاقيات األكثر شيوعا يف العالقات فيما بني منظمات األعمال الدولية‪ ،‬وتكون‬
‫درجة املخاطر يف هذا النوع من االتفاقيات حمدودة جدا ابلنسبة ملنظمات األعمال الدولية مقارنة بعقود‬
‫‪9‬‬
‫التصدير أو االستثمار املباشر؛ وأتخذ االتفاقيات التعاقدية األشكال التالية‪:‬‬
‫‪-1‬عقود الرتخيص ‪:Licensing‬‬

‫سامح عبد املطلب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.26-25‬‬ ‫‪8‬‬

‫علي ابراهيم اخلضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.50-46‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪12‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫وتسمى كذلك بعقود االمتياز ‪ Franchising‬هو اتفاق أو عقد قانوين يعطي احلق لشركة حملية‬
‫(املرخص هلا) ابستعمال األصول غري املنظورة (غري امللموسة) اليت هي ملك للشركة األجنبية (ماحنة‬
‫الرتخيص) مقابل عمولة وبشروط حمددة لفرتة معينة مثل (كوكاكوال‪ ،‬مكدونلد‪.)..‬‬
‫ومن أهم األصول املادية غري املنظورة (غري امللموسة) اليت يتضمنها هذا النوع من العقود ما يلي‪:‬‬
‫▪ استخدام اسم الشركة وعالماهتا التجارية‪.‬‬
‫▪ استخدام االسم التجاري للمنتج‪.‬‬
‫▪ استخدام براءات االخرتاع‪.‬‬
‫▪ استخدام أساليب وطرائق االنتاج‪.‬‬
‫ويتحقق هذا النوع من العقود يف اجملال اخلدمي والسلعي مع عدم حتمل الشركة األجنبية (ماحنة الرتخيص)‬
‫التبعات القانونية‪ ،‬ألن املرخص له (الشركة احمللية) يقوم أبعمال االنتاج والتسويق‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مزااي عقود الرتخيص ابلنسبة للشركة ماحنة الرتخيص (الشركة األجنبية)‪:‬‬
‫من أهم املزااي اليت حتققها الشركات األجنبية من وراء عقود الرتخيص ما يلي‪:‬‬
‫▪ عدم احلاجة إىل استثمارات خارجية‪.‬‬
‫▪ سهولة وسرعة الدخول إىل االسواق اخلارجية‪.‬‬
‫▪ سهولة وسرعة احلصول على املوافقة على عقود الرتخيص من احلكومات مقارنة ابالستثمارات‬
‫املباشرة‪.‬‬
‫▪ عدم تعرض الشركات الدولية ملخاطر املصادرة‪.‬‬
‫▪ جتنب خماطر اخنفاض قيمة عمالت البلد املضيف‪.‬‬
‫‪ -3-1‬عيوب عقود الرتخيص ابلنسبة للشركة ماحنة الرتخيص (الشركة األجنبية)‪:‬‬
‫من أهم العيوب اليت تتحملها الشركات األجنبية من وراء عقود الرتخيص ما يلي‪:‬‬
‫▪ حمدودية العائد املادي الذي حتصل عليه الشركة األجنبية (ماحنة الرتخيص) من الشركة احمللية‬
‫(املرخص له)‪ ،‬حيث أنه ال يتعدى ال ‪ %5‬إىل إمجايل حجم املبيعات الكلية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫▪ قد تصبح الشركة احمللية (املرخص هلا) منافسا قواي للشركة األجنبية (ماحنة الرتخيص) إذا ما‬
‫اكتسبت املهارات العاملية واخلربات واملعارف التقنية اليت تؤهلها لإلنتاج والتسويق يف األسواق‬
‫اخلارجية دون احلاجة إىل مساعدة الشركة ماحنة الرتخيص‪.‬‬
‫▪ عدم متكن مانح الرتخيص من السيطرة على الربامج االنتاجية والتسويقية للمرخص له إال يف حدود‬
‫ضيقة‪.‬‬
‫‪-2‬عقود تسليم املفتاح ‪:Turn Key‬‬
‫هو اتفاق أو عقد قانوين يعطي احلق لشركة أجنبية تنفيذ وتطوير مشروع بصفة جزئية أو كلية لشركة‬
‫حملية عامة أو خاصة مبقابل مادي وبشروط حمددة لفرتة معينة (مباين‪ ،‬بىن حتتية‪ ،)...‬وينفذ هذا النوع من‬
‫‪10‬‬
‫العقود يف الدول اليت ال متتلك األموال واخلربات البشرية وال املعرفة التكنولوجية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -1-2‬مزااي وعيوب عقود تسليم املفتاح من وجهة نظر الدول املضيفة‪:‬‬
‫من أهم مزااي هذا النوع من العقود ابلنسبة للدول املضيفة ما يلي‪:‬‬
‫▪ الوجود األجنيب يكون مؤقتا يف الدول املضيفة‪.‬‬
‫▪ ميكن للدول املضيفة احلصول على مستوى متقدم من التكنولوجيا احلديثة دون اخلوف من مشكلة‬
‫التبعية التكنولوجيا لدولة أخرى أجنبية‪.‬‬
‫أما عيوب عقود تسليم املفتاح من وجهة نظر الدول املضيفة فيمكن حصرها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫▪ يتوقف حتقيق التقدم التكنولوجي للدولة املضيفة وكذلك خلق فرص عمالة وحتسني ميزان‬
‫املدفوعات إىل حد كبري على حجم وطبيعة نشاط املشروعات‪.‬‬
‫▪ يعترب دور مشروعات تسليم املفتاح يف تدفق النقد األجنيب وجدب رؤوس األموال حمدودا مقارنة‬
‫أبنواع االستثمار املباشر‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -1-2‬مزااي وعيوب عقود تسليم املفتاح من وجهة نظر الشركات األجنبية‪:‬‬

‫فريد النجار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 11‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.325‬‬
‫‪ 12‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.326-325‬‬

‫‪14‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫تتمثل أهم مزااي هذا النوع من العقود ابلنسبة للشركات األجنبية فيما يلي‪:‬‬
‫▪ اخنفاض درجة اخلطر السياسي أو األخطار غري التجارية بصفة خاصة واألخطار التجارية بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫▪ هذا النوع من االستثمارات ال يتطلب رؤوس أموال أو مشاركة يف رأس املال‪ ،‬ومن مث يتالءم مع‬
‫الشركات األجنبية الصغرية احلجم‪ ،‬وتلك اليت تتميز ابرتفاع كفاءهتا يف جماالت البحوث والتنمية‬
‫ابملقارنة بقدراهتا التسويقية أو املالية‪.‬‬
‫أما عيوب عقود تسليم املفتاح من وجهة نظر الشركات األجنبية فيمكن حصرها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫▪ ال يوفر هذا النوع من العقود للشركة األجنبية أي رقابة على العمليات أو السوق أو اجلودة‪ ،‬ومن‬
‫مث فان أي خلل حيدث من جانب الطرف الوطين قد يسيئ بطريقة مباشرة أو غري مباشرة إىل مسعة‬
‫الشركة األجنبية يف السوق املضيف‪.‬‬
‫‪-3‬عقود اإلدارة ‪:Management Contracts‬‬
‫هو اتفاق أو عقد قانوين يعطي احلق لشركة أجنبية إدارة وتشغيل مشروع بصفة جزئية أو كلية لشركة‬
‫حملية عامة أو خاصة مبقابل مادي وبشروط حمددة لفرتة معينة (فنادق‪ ،‬موانئ‪ ،‬مستشفيات‪ ،‬قطار‬
‫االنفاق‪ ،)...‬دون أن حيق للشركة األجنبية التدخل يف القرارات الرئيسية كتوزيع األرابح أو قرارات‬
‫االستثمار والتمويل والعمالة؛‪ 13‬ويتحقق هذا النوع من العقود يف اجملال اخلدمي‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -1-3‬مزااي وعيوب عقود االدارة من وجهة نظر الشركات األجنبية‪:‬‬
‫حيقق هذا النوع من العقود مجلة من املزااي للشركات األجنبية‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫▪ ال حتتاج إىل راس مال‪.‬‬
‫▪ تسمح بغزو السوق املضيف مع اخنفاض درجة اخلطر‪.‬‬
‫▪ قد يساعد يف التقدم حنو احلصول على مشروعات استثمارية مشرتكة أو مملوكة ابلكامل‪.‬‬
‫▪ احملافظة على السوق‪.‬‬
‫أما فيما خيص العيوب فيمكن حصرها يف النقاط التالية‪:‬‬

‫علي ابراهيم اخلضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪13‬‬

‫عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.328‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪15‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫▪ احتمال تدخل الطرف الوطين يف شؤون االدارة هبدف احملافظة على أمواله املستثمرة‪.‬‬
‫▪ التضارب يف املصاحل بني طريف االستثمار يؤدي إىل خلق مشاكل تنظيمية وإنتاجية وتسويقية‪.‬‬
‫‪-4‬عقود التصنيع ‪:Manufacturing Contracts‬‬
‫هو اتفاق أو عقد قانوين يعطي احلق لشركة حملية بتصنيع وانتاج وتسويق سلع معينة (جمال سلعي وليس‬
‫خدمي) لشركة أجنبية مقابل عمولة وبشروط حمددة لفرتة معينة (مواد غذائية‪ ،‬معدات وأدوات‪.)...‬‬
‫‪ – 1-4‬مزااي عقود التصنيع‪:‬‬
‫من أهم مزااي هذا النوع من العقود ما يلي‪:‬‬
‫▪ جتنب خماطر وتكلفة االستثمار املباشر يف البلدان غري املستقرة سياسيا واقتصاداي‪.‬‬
‫▪ توفر امكانية الدخول السريع إىل األسواق املستهدفة‪ ،‬وكذا امكانية االنسحاب منها يف حالة عدم‬
‫موائمتها لتطلعات الشركة الدولية‪.‬‬
‫‪ – 1-4‬عيوب عقود التصنيع‪:‬‬
‫من أهم عيوب هذا النوع من العقود ما يلي‪:‬‬
‫▪ صعوبة العثور على الشريك احمللي املناسب القادر على القيام بعمليات االنتاج وفق الشروط املتفق‬
‫عليها‪.‬‬
‫▪ قد تواجه الشركة الدولية خماطر إذا ما حتولت الشركة احمللية إىل منافس قوي قادرة على تطوير‬
‫االنتاج ابستمرار وزايدة كمياته وتفعيل قدراهتا التسويقية‪.‬‬
‫‪-5‬عقود الوكالة ‪Agency‬‬
‫هو اتفاق أو عقد قانوين بني طرفني يعطي احلق لشركة حملية (الوكيل) ببيع سلع او إبرام اتفاقيات بيع‬
‫سلع ومنتجات لشركة أجنبية مقابل عمولة مع احتفاظ الطرف األول مبلكية السلع وبشروط حمددة لفرتة‬
‫معينة‪ ،‬ويتحقق هذا النوع من العقود يف اجملال اخلدمي مع عدم حتمل الشركة األم (األجنبية) التبعات‬
‫القانونية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫‪ -1-5‬مزااي وعيوب عقود الوكالة‪:‬‬


‫لعقود الوكالة عدة مزااي وعيوب‪ ،‬سواء ابلنسبة للدول املضيفة أو ابلنسبة للشركات األجنبية واملتمثلة‬
‫‪15‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-1-5‬مزااي وعيوب عقود الوكالة من وجهة نظر الدولة املضيفة‪:‬‬
‫ميكن تلخيص املزااي والعيوب كاآليت‪:‬‬
‫▪ تتجنب الدولة املضيفة من خالل عقود الوكالة الكثري من األاثر السلبية النامجة عن االستثمارات‬
‫األجنبية املباشرة وغري املباشرة يف جماالت التصنيع واالنتاج‪.‬‬
‫▪ احتمالية جعل اقتصاد الدولة املضيفة أكثر جتاراي من جعله اقتصادا صناعيا وجتاراي يف آن واحد‪،‬‬
‫ومن مث تصبح درجة التبعية االقتصادية وحىت السياسية على دول أخرى أكثر حدة وارتفاعا عن‬
‫نظريهتا يف حالة االستثمارات الصناعية املباشرة‪.‬‬
‫▪ قد يتصرف الوكيل (الطرف احمللي) بطريقة ال تتفق مع املصلحة القومية يف سبيل حتقيق أهدافه‬
‫اخلاصة ابحلصول على أكرب قدر ممكن من العمولة على املبيعات احملققة‪.‬‬
‫▪ ال يساهم هذا النوع من العقود ابلشكل الكايف يف خلق فرص العمالة وحتسني ميزان املدفوعات‬
‫ونقل التكنولوجيا أو تنميتها حمليا‪.‬‬
‫‪ -1-1-5‬مزااي وعيوب عقود الوكالة من وجهة نظر الشركات األجنبية‪:‬‬
‫تتمثل أهم املزااي يف النقاط التالية‪:‬‬
‫▪ التواجد يف سوق الدولة املضيفة بتكلفة رأمسالية حمدودة للغاية‪ ،‬وتقريبا بدون نفقات تشغيل‪.‬‬
‫▪ يعترب مصدر جيد للمعلومات التسويقية وفرص البيع يف السوق املضيف‪.‬‬
‫▪ تساعد الشركة املعنية يف التغلب على املشاكل املرتبطة ابلنواحي الثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫▪ تعترب التوكيالت من أساليب غزو األسواق األجنبية أبقل درجة من اخلطر‪.‬‬
‫▪ تساعد التوكيالت يف ضمان استمرار التواجد أو التمثيل للشركة األجنبية يف السوق املضيف‪.‬‬

‫عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.334-332‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪17‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫▪ تعترب التوكيالت من أهم أشكال غزو األسواق ابلنسبة للشركات الدولية الصغرية أو متوسطة‬
‫احلجم‪.‬‬
‫وميكن حصر أهم العيوب فيما يلي‪:‬‬
‫▪ قد يهتم الوكيل أكثر ببعض املنتجات اليت يتعامل فيها واليت حيقق من ورائها رحبا أكرب على‬
‫حساب منتجات أخرى‪ ،‬سواء على مستوى الشركة الواحدة أو على مستوى الشركات اليت يتعامل‬
‫معها حساب منتجات الشركة‪.‬‬
‫▪ تتوقف الفوائد احلقيقية للشركة األجنبية من جراء ابرام عقود الوكالة على خصائص الوكيل املالية‬
‫والفنية والتسويقية‪.‬‬
‫األسباب واملربرات اليت جتعل املنظمات تندمج يف األعمال الدولية‪:‬‬
‫هناك جمموعة من األسباب اليت من شأهنا أن جتعل املنظمات تشارك يف األعمال الدولية‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪-‬التوسع يف املبيعات‪:‬‬
‫قد تلجأ معظم املنظمات للرفع من مبيعاهتا و من مث زايدة حجم األرابح إىل التوجه حنو أسواق عاملية‬
‫جديدة‪ ،‬وذلك انطالقا من أن أرابح كل وحدة من املبيعات تزيد بزايدة حجم املبيعات‪ ،‬حيث تتوزع‬
‫التكاليف الثابتة على عدد كبري من الوحدات املنتجة مما يساهم يف خفض التكلفة الثابتة للوحدة الواحدة‬
‫ومن مث خفض التكلفة اإلمجالية للوحدة؛ إذ أن املنشآت اليت تشكل فيها التكاليف الثابتة التشغيلية نسبة‬
‫عالية من التكاليف الكلية‪ ،‬تكون فيها نسبة الرفع التشغيلي مرتفعة مما يعين حدوث تقلبات عنيفة يف‬
‫مستوايت أرابحها تقابل التغريات احملدودة اليت حتدث يف مبيعاهتا‪ ،‬األمر الذي ينعكس على أسعار وعوائد‬
‫أسهم هذه املنشآت يف صورة تقلبات حادة حتيط بقيمتها يف املستقبل‪.‬‬
‫ب‪-‬احلصول على املوارد‪:‬‬
‫يف الكثري من احلاالت تلجأ املنشآت إىل أسواق خارجية للحصول على املوارد الالزمة الستخدامها على‬
‫املستوى احمللي سواء الخنفاض تكلفتها أو لعدم توفرها على املستوى احمللي‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬قد تتجه هذه املنشآت إىل أسواق خارجية للحصول على تكنولوجيا ورأس املال‬
‫األجنيب لنفس األسباب اآلنفة الذكر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫ج‪-‬تنويع مصادر املبيعات والتوريدات‪:‬‬


‫تبحث كثري من الشركات عن األسواق اخلارجية لتنويع مصادر مبيعاهتا ومواردها‪ .‬وذلك لتجنب‬
‫التذبذابت املتوقعة يف املبيعات‪ ،‬حيث أن اخنفاض املبيعات يف دولة ما قد يزامن ارتفاع يف دولة أخرى‪ ،‬كما‬
‫‪16‬‬
‫أن تنوع مصادر التوريد يقلل من أترجح األسعار ويقلل من االعتماد على دولة واحدة‪.‬‬
‫د‪-‬التوسع التكنولوجي‪:‬‬
‫إن التطور احلاصل يف تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات زاد من سهولة وسرعة عقد الصفقات التجارية‬
‫عرب الربيد االلكرتوين‪ ،‬كما أن تطور وسائل النقل (اجلوي‪ ،‬البحري‪ ،‬الربي وابلسكك احلديدية وغريها)‬
‫سهل كثريا تنقل األشخاص ونقل السلع من منطقة ألخرى‪.‬‬
‫ه‪-‬عوامل السوق احمللية‪:‬‬
‫إن االعتماد كليا على السوق احمللي يف تصريف املنتجات قد يكتنفه الكثري من املخاطر‪ ،‬فحلول الكساد‬
‫أو الركود االقتصادي يف السوق احمللي من شأنه أن يؤثر على مبيعات املنشأة ومن مث تدهور أرابحها؛‬
‫وعليه فوجود عدة أسواق للمنشأة يف بلدان عديدة قد يضمن هلا التعويض عن اخنفاض أرابحها يف السوق‬
‫احمللي‪.‬‬
‫و‪-‬حترير التجارة اخلارجية من القيود‪:‬‬
‫إن اخنفاض القيود اليت تفرضها احلكومات على حرية التجارة الدولية (قيود مجركية وقيود كمية غري‬
‫مجركية) ساعدت وبدرجة كبرية حرية تنقل العمالة ورأس املال واملعرفة والتكنولوجيا بني الدول‪ ،‬كما أن‬
‫القيود وااللتزامات والتوجهات احلكومية جتاه التجارة الدولية ميكن أن تتغري يف أي وقت‪ ،‬وهذا ما جيعل من‬
‫األعمال الدولية أكثر خماطرة‪.‬‬
‫أنواع الشركات واالنتقال بني مستوايهتا (من يقوم ابألعمال الدولية)‬
‫أتخذ الشركات أشكاال متعددة لكل منها خصائص ومسات وحدود ألداء أنشطتها‪ ،‬وبشكل عام هناك‬
‫‪17‬‬
‫مخسة أنواع من الشركات‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ 16‬حممد زاهد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ 17‬زكراي مطلك الدوري‪ ،‬د‪ .‬أمحد علي صاحل‪ ،‬إدارة األعمال الدولية ‪ :‬منظور سلوكي واسرتاتيجي‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع عمان األردن‪،‬‬
‫الطبعة العربية ‪ ،2013‬ص ص ‪.45-42‬‬

‫‪19‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫الشركات احمللية ‪:Domestic Companeis‬‬


‫وهي الشركات اليت تنتج إلشباع األسواق احمللية‪ ،‬وابلتايل فهي ال تقوم ابألعمال الدولية‪.‬‬
‫الشركات املصدرة ‪:Exporting companeis‬‬
‫وهي الشركات اليت تطمح للخروج من البيئة احمللية الضيقة إىل البيئة األوسع يف حماولة للبحث عن فرص‬
‫تسويقية خارج حدودها اإلقليمية‪.‬‬
‫الشركات الدولية ‪:International companeis‬‬
‫لقد عرفها ليفنجستون ‪ Livingston‬أبهنا تلك الشركات اليت تتمتع بشخصية مستقلة ومتارس‬
‫نشاطها ابالختيار يف دولة أجنبية أو أكثر‪ ،‬واملقصود ابلشخصية املستقلة للشركة الدولية حسب‬
‫‪ Livingston‬هو عدم خضوعها لرقابة أي حكومة من احلكومات األم فيما خيتص مبمارسة أنشطتها‬
‫‪18‬‬
‫املختلفة أو أي قرارات مرتبطة هبا يف اخلارج‪.‬‬
‫ويعرفها البعض أبهنا الشركات اليت تقيم أساسا يف دولة واحدة وتكون هلا جنسية واحدة‪ ،‬لكن تفتح‬
‫فروعا‪ ،‬عادة‪ ،‬يف الدول اجملاورة األقرب هلا‪ ،‬ويرتكز اهتمامها يف موضوع التسويق بعد االنتاج‪ ،‬ومن‬
‫خصائص هذه الشركات أن التكنولوجيا املعتمدة من قبلها تصبح مشرتكة بني فروعها‪ ،‬فضال عن ذلك‬
‫مراعاة الثقافة احمللية لدولة الفرع املضيف‪ .‬وعلى هذا األساس تصبح مسألة تدريب املديرين على ثقافة‬
‫الدولة املضيفة يف غاية األمهية لتمكينهم من تسويق السلع واخلدمات اليت تنتجها شركاهتم‪.‬‬
‫أهم صفاهتا‪:‬‬
‫اسرتاتيجية وإدارة الفروع ترتبط ابلشركة األم بصورة مباشرة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتواجد سلعيا أو خدميا يف حميط إقليمي يف قارة واحدة ويف عدد من الدول من ذلك اإلقليم أو القارة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫هلا قاعدة هي موطنها وحمور أعماهلا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫الشركات متعددة اجلنسيات ‪:Multinational companeis‬‬


‫وهي الشركات اليت لديها عمليات إنتاج وتسويق دولية يف أكثر من بلد‪ .‬ويتواجد يف هذا البلد مرافق‬
‫االنتاج ودوائر التسويق بشكل مستقل‪.‬‬

‫عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪20‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫ويعرفها فرنون ‪ Vernon‬أبهنا املنظمة أو الشركة اليت يزيد رقم أعماهلا أو مبيعاهتا السنوية عن ‪100‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬واليت متتلك فروع يف ست دول أخرى أو أكثر‪ ،‬بينما يرى هود ‪ Hood‬أن الشركة متعددة‬
‫اجلنسيات هي تلك اليت متتلك وتدير مشروعات استثمارية يف أكثر من دولة أجنبية‪ ،‬مع شرط التملك‬
‫‪19‬‬
‫الكلي أو اجلزئي ملشروع االستثمار اخلارجي‪.‬‬
‫وقد عرفها ‪ Rolf‬أبهنا الشركات اليت تزيد نسبة مبيعاهتا اخلارجية (أو عدد العاملني يف اخلارج أو‬
‫حجم االستثمار يف الدول األجنبية) حوايل ‪ 25%‬من إمجايل املبيعات (أو ‪ 25%‬من إمجايل عدد العمال‬
‫أو ‪ 25%‬من حجم االستثمار الكلي)‪.‬‬
‫وميكن إبراز خصائص هذه الشركات فيما يلي‪:‬‬
‫✓ الشركة متعددة اجلنسية تتخذ أكثر من موطن‪.‬‬
‫✓ تتواجد يف أكثر من قارة ويف عدد من الدول يف كل قارة‪.‬‬
‫✓ هناك مركز اقليمي لكل قارة (أكثر من موطن) يشرف على ادارة التواجد السلعي أو اخلدمي يف‬
‫الفروع‪.‬‬
‫✓ اسرتاتيجية وإدارة الفروع ترتبط ابملركز اإلقليمي املوجود يف القارة بصورة مباشرة‪ ،‬وابلشركة األم‬
‫بصورة غري مباشرة‪.‬‬
‫✓ اختاذ القرار مركزي إىل حد مقبول يف إدارة الفروع‪.‬‬
‫✓ حتقق عوائد عالية من األعمال الدولية تصل إىل ‪ 40%‬من جمموع أرابحها‪.‬‬
‫✓ تركز اهتمامها على التسعري أكثر من ترويج السلع واخلدمات‪.‬‬
‫الشركات العاملية ‪:Global companeis‬‬
‫وهي الشركات اليت ال وطن هلا من حيث التوجه والنظرة ألعماهلا‪ ،‬ومتثل هذه الشركات مرحلة متقدمة‬
‫ومعقدة ألن أعماهلا تكون عابرة للحدود الوطنية وال ترتبط ببلد معني أو جنسية معينة‪.‬‬
‫ومن خصائصها‪:‬‬
‫✓ تتواجد يف كل قارات العامل‪( .‬العامل مجيعه هدف أساسي هلذا النوع من الشركات)‪.‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪21‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫✓ هناك مركز اقليمي لكل قارة يرتبط به مركز رئيسي لكل دولة (ال يوجد موطن)‪.‬‬
‫✓ اسرتاتيجية وإدارة الفروع يف الدولة ترتبط ارتباط مباشر ابملركز االقليمي للدولة‪ ،‬يليه بصورة أقل‬
‫ارتباطاً املركز القاري‪ ،‬يليه بصورة غري مباشرة الشركة األم‪.‬‬
‫✓ اختاذ القرارات تكون المركزية يف أغلب األحيان يف إدارة الفروع‪.‬‬
‫أوجه التباين بني إدارة األعمال على املستوى احمللي واإلدارة الدولية‪:‬‬
‫إن الشركات اليت تعمل يف النطاق الدويل تتأثر كليا بظروف البيئة اخلارجية سواء كانت اقتصادية‪،‬‬
‫سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬دينية‪ ،‬واليت تؤثر بدورها يف جناح أو فشل هذه الشركات‪ ،‬ومن بني النقاط اليت‬
‫‪20‬‬
‫حتدث االختالف بني األعمال الدولية واحمللية ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬تباين واختالف القوانني واللوائح فيما بني الدول‪:‬‬
‫إن ممارسة األعمال الدولية يف العديد من الدول جيعل من الشركات أمام جمموعة القوانني واللوائح‬
‫واالجراءات والنظم التجارية املختلفة من دولة ألخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختالف العادات والتقاليد والعرف واللغة والثقافة‪:‬‬
‫تؤثر القيم والتقاليد على األذواق ونظرة املستهلكني إىل السلع‪ ،‬كما تؤثر اللغة على أساليب‬
‫االتصاالت وكيفية كسب ثقة الناس‪ .‬هذه العوامل وأخرى تعترب مهمة لفهم املستهلك والتنبؤ بسلوكه‬
‫وكيفية التأثري عليه‪ .‬والوصول إىل إشباع حاجاته املشروعة‪ .‬األمر الذي يدفع ابلشركات األجنبية اآلخذ‬
‫هبذه العوامل يف تصميم سياساهتا االنتاجية والتسويقية لتالئم سوق البلد املستهدف‪.‬‬
‫ج‪-‬اختالف السياسات الوطنية والنزاعات القومية‪:‬‬
‫إن الشعور ابالنتماء والوالء للوطن يعترب عامال مهما‪ ،‬حيث أن لكل دولة سياسات هتدف إىل حتقيق‬
‫أهداف قومية حمددة‪ ،‬لذلك قد يكون هناك والء للسلع احمللية هبدف تدعيم االنتاج احمللي أو من أجل‬
‫مقاطعة السلع لبعض الشركات املنتمية لدول عدائية‪ ،‬مما قد يكون له األثر السليب على أعمال الشركات‬
‫األجنبية؛ األمر الذي يتطلب من الشركات األجنبية األخذ بعني االعتبار هلذه املتغريات‪.‬‬

‫‪ 20‬سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30 -28‬‬

‫‪22‬‬
‫طبيعة وماهية إدارة األعمال الدولية‬ ‫احملور األول‬

‫د‪ -‬اختالف النظم النقدية واملصرفية‪:‬‬


‫إن قيام الشركات ابألعمال الدولية جيعلها تواجه مشكلة يف غاية األمهية وهو ما يتمثل يف عدم‬
‫االستقرار يف أسعار الصرف‪ ،‬حيث يتوجب على هذه الشركات إدارة املخاطر املتعلقة ابلتقلبات اليت‬
‫حتدث يف سوق الصرف األجنيب صعودا ونزوال؛ كما قد تواجه هذه الشركات شروط متشددة من البنك‬
‫احمللي فيما خيتص ابلتمويل كرفع تكلفة التمويل بواسطة البنك املركزي لبلد ما‪ ،‬األمر الذي يدفع ابلشركات‬
‫األجنبية مراجعة خططها االنتاجية والتمويلية‪.‬‬
‫ه‪ -‬اختالف األسواق بني البلدان‪:‬‬
‫ختتلف األسواق من حيث مستوى الدخل‪ ،‬حدة املنافسة من دولة إىل أخرى‪ ،‬حيث أن املنافسة‬
‫تكون أكثر حدة يف األسواق األجنبية منها يف األسواق احمللية اليت يلقى فيها املنتج احمللي محاية من دولته‪،‬‬
‫كذلك ختتلف األسواق يف كيفية حتديد األسعار ومدى تدخل الدولة فيها ومرونة الطلب‪ ،...‬وابلتايل‬
‫الدخول إىل أسواق أجنبية يتطلب اسرتاتيجية خمتلفة من تلك اليت تتبعها الشركات يف سوقها احمللي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫احملور الثاين‬

‫بيئة األعمال الدولية‬


‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫احملور الثاين‪ :‬بيئة األعمال الدولية‬


‫إن الشركات اليت تعمل يف النطاق الدويل تتأثر كليا بظروف البيئة اخلارجية سواء كانت قانونية‪،‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية أو دينية‪ ،‬واليت تؤثر بدورها يف جناح أو فشل هذه الشركات‪ .‬وقد‬
‫أضحت ظروف البيئة اخلارجية تتسم ابلتغري السريع أو التدرجيي‪ ،‬الفجائي أو املتوقع‪ ،‬نظرا للتغريات الكبرية‬
‫اليت حتصل يف جماالت التكاليف واألسعار املنافسة الداخلية واخلارجية‪ ،‬أسعار الصرف والفائدة والعوائد‬
‫والتدفقات النقدية وغري ذلك؛ وهذا ما جيعل بيئة منظمات األعمال خطرة‪.‬‬
‫مفهوم بيئة األعمال الدولية‪:‬‬
‫كل ما حييط ابملنظمة )أي يقع خارجها( ويؤثر فيها بطريقة مباشرة أو غري مباشرة‪ ،‬أي جمموعة من‬
‫املتغريات (العناصر) اليت حتيط ابملنشأة وتؤثر يف مسارها االسرتاتيجي يندرج ضمن هذا اإلطار‪:‬‬
‫▪ بيئة حملية متلك املنشأة كافة املعلومات عنها‪.‬‬
‫▪ البيئة الدولية اليت ال يتوفر عنها معلومات كافية واليت متثل مزيج معقد من العناصر‪ ،‬مما يستدعي‬
‫دراستها من طرف الشركات الدولية كي تتمكن من العمل بنجاح‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بيئة األعمال الدولية القانونية‪:‬‬
‫وهي اإلطار القانوين الذي ميكن أن تعمل يف ظله الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬وميكن القول أبن‬
‫‪1‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ختضع إىل ثالث جمموعات من القانون وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬قوانني البلد األم‪:‬‬
‫وهي قوانني بلد ومقر الشركة األصلي‪ ،‬واملتمثلة يف القوانني اليت تتحكم يف قرار الشركة ابالستثمار يف‬
‫اخلارج من عدمه‪ ،‬كأن تفرض احلكومة على الشركات تقدمي طلب لالستثمار يف اخلارج لدراسة األثر‬
‫احملتمل لذلك االستثمار على االقتصاد احمللي‪ .‬كما أن بعض الدول قد تسن قوانني خاصة ابلتصدير‬
‫واالستثمار متنع تصدير سلع معينة ذات تقنية أو أمهية عسكرية‪ ،‬ويقتضي تصديرها احلصول على إذن‬
‫مسبق من الوزارة املعنية‪ .‬كما تلجأ بعض البلدان إىل وضع قوانني حملاربة هروب رأس املال واحلفاظ على‬
‫العملة الصعبة‪.‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.41 -38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫ب‪-‬قوانني البلد املضيف‪:‬‬


‫على الشركات األجنبية االلتزام بقوانني البلد املضيف اليت حتدد أسلوب دخول السوق ابلتصدير له‪،‬‬
‫ابلرتخيص أم االستثمار فيه‪ ،‬كما حتدد شروط وجود شريك حملي أم ال‪ ،‬كذلك من املهم معرفة مدى‬
‫احلماية اليت يقدمها القانون احمللي لرباءات االخرتاع‪.‬‬
‫ج‪ -‬القانون الدويل‪:‬‬
‫مل يكن للقانون الدويل أثر يذكر على إدارة األعمال الدولية وذلك انطالقا من فكرة االقتصاد احلر اليت‬
‫يرى من األحسن ترك النشاط االقتصادي للقوانني احمللية‪.‬‬
‫إال أنه مع تطور األعمال الدولية قامت بعض املنظمات االقليمية والدولية بتحديد قواعد قانونية‬
‫لسلوك الشركات املتعددة اجلنسيات‪ ،‬كاملبادئ اخلاصة ابملمارسات التجارية التقييدية ملؤمتر األمم املتحدة‬
‫للتجارة والتنمية؛ وقد مت وضع قواعد مل تعتمد بشكل هنائي كمدونة األمم املتحدة لقواعد سلوك ش‪ .‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ج‪.‬‬
‫د‪-‬االتفاقيات الثنائية‪:‬‬
‫وهي عبارة عن قواعد تنظم العالقات بني بلدين‪ ،‬مثل اتفاقيات الصداقة والتجارة والتعاون اليت تعقدها‬
‫الدول مع دول أخرى‪.‬‬
‫ه‪-‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫وهي االتفاقيات اليت تشرتك فيها جمموعة من الدول كاتفاقيات التكامل االقتصادي (السوق األوروبية‬
‫املشرتكة‪ ،‬جملس التعاون اخلليجي)‪.‬‬
‫و‪-‬حل النزاعات‪:‬‬
‫يف حالة نشوء أي نزاع بني الشركات املتعددة اجلنسيات والبلد املضيف لسبب ما‪ ،‬يتم اللجوء إىل‬
‫األنظمة والقوانني الدولية اخلاصة ابالستثمارات األجنبية والنزاعات التجارية أو إىل االتفاقيات الثنائية بني‬
‫الدولة املضيفة والدولة األم للشركة األجنبية أو تطبيق قوانني البلد املضيف أو قوانني البلد األم حسب‬

‫‪ 2‬أمحد عبد العزيز و أخرون‪ ،‬الشركات املتعددة اجلنسيات و أثرها على الدول النامية‪ ،‬جملة اإلدارة و االقتصاد‪ ،‬العدد اخلامس والثمانون‪ ،2010 ،‬ص‬
‫ص ‪.121-120‬‬

‫‪26‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫نصوص العقود املوقعة بني البلد املضيف والشركة الدولية‪ ،‬أو يتم اللجوء إىل قوانني املنظمة التفاقيات‬
‫‪3‬‬
‫التكامل االقتصادي إذا كان الطرفني عضوان يف هذا التكامل‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬بيئة األعمال الدولية السياسية‪:‬‬
‫تواجه معظم الشركات احمللية واليت تريد أن تنتقل إىل شركات دولية عدة حتدايت منها اختالف البيئة‬
‫السياسية يف البلد األم عن البيئة السياسية يف البلد املضيف‪ .‬لذلك جيب على الشركات األجنبية االحاطة‬
‫واالملام ابملخاطر السياسية اليت ميكن أن تتعرض هلا يف البلد املضيف وحماولة التكيف معها لكي تنجح يف‬
‫دخول هذه األسواق اجلديدة‪.‬‬
‫املخاطر السياسية‪:‬‬
‫يعرف اخلطر السياسي أبنه أي تغيري مفاجئ أو تتابعي يف البيئة السياسية احمللية‪ ،‬ينعكس سلبا وبدون‬
‫مردود إجيايب على املستثمر أو الشركة األجنبية العاملة يف الدولة املستضيفة‪ 4.‬ويعرفه البعض على أنه مجيع‬
‫العوامل واألحداث السياسية واالجتماعية اليت تؤثر على بيئة األعمال ويرتتب عليها خسائر مادية أو‬
‫‪5‬‬
‫اخنفاض يف رحبية الشركات‪.‬‬
‫وميكن تقسيم املخاطر السياسية إىل خماطر عامة تتعرض هلا مجيع الشركات األجنبية‪ ،‬وخماطر خاصة‬
‫تواجه شركة معينة أو قطاع معني‪.‬‬
‫مصادر اخلطر السياسي‪:‬‬
‫قد يكون مرد اخلطر السياسي هو القيود والضوابط اليت تفرضها الدولة املضيفة عن الشركات‬
‫‪6‬‬
‫األجنبية‪ ،‬واليت ميكن حصرها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫القيود العملياتية‪:‬‬
‫قد تفرض الدولة املستضيفة قيودا عملياتية على الشركات األجنبية واحمللية حبيث تعيق نشاطها‬
‫االعتيادي‪ ،‬كعدم السماح للشركات أو األفراد بتحويل دخوهلم أو أرابحهم من العمالت األجنبية إىل‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.227-226‬‬ ‫‪3‬‬

‫شوقي انجي جواد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية و األدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.256‬‬ ‫‪5‬‬

‫شوقي انجي جواد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.115-114‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪27‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫اخلارج كقرار أو سياسة تضعها احلكومة املضيفة‪ ،‬أو السماح هلم القيام بذلك يف حدود نسبة معينة‪ .7‬أو‬
‫إصدار ضوابط على التحويل اخلارجي مما يؤثر وبشكل خاص على نشاط وعمليات الشركات األجنبية‪.‬‬
‫القيود التمايزية‪:‬‬
‫فهي قيود تفرض على الشركات األجنبية كفرض ضرائب من نوع خاص‪ ،‬أو فرض رسوم مجركية على‬
‫حجم االنتاج‪ ،‬أو حتميل الشركات عموالت ومصاريف أعلى من تلك اليت تفرض على الشركات احمللية‪ ،‬أو‬
‫كإخضاع الشركة االجنبية لقانون دفع األجور والرواتب ساري املفعول‪.‬‬
‫املصادرة والتجريد ‪:Expropriation‬‬
‫هو احتمالية تتدخل الدولة املضيفة يف أعمال الشركات وذلك ابملصادرة والتأميم أو أن تفرض الدولة‬
‫املستضيفة رقابة وقيودا على ممتلكاهتا‪ ،‬ففي مثل هذه احلاالت فإن القانون الدويل يفرض على احلكومة أن‬
‫تربر قيامها ابلعمل وأن تعوض الشركة األجنبية ماليا؛ وقد تتدخل الدولة أيضاً بتحديد األسعار وتنظيم‬
‫االسترياد والتصدير ورقابة النقد والضرائب ومنح الرتاخيص‪.‬‬
‫‪-‬النظام االقتصادي والقانوين للدولة (فلسفة الدولة االقتصادية)‬
‫ويعن النظام االقتصادي الذي تتبعه الدولة‪ ،‬هل تتبع نظام االقتصاد احلر الذي تعمل فيه املبادرة‬
‫الفردية دون قيود من خالل نظام السوق (العرض والطلب)‪ ،‬أم تتبع الدولة نظام التخطيط املركزي‬
‫(الشرتاكية) الذي تسيطر فيه الدولة على وسائل اإلنتاج وتقرر ماذا ينتج وكيف يوزع‪ .‬ويقابل كل نظام‬
‫اقتصادي نظام قانوين‪ ،‬ففي نظام االقتصاد احلر حيمي القانون امللكية اخلاصة وحرية التعاقد بينما ال يعرتف‬
‫بذلك نظام التخطيط املركزي‪.‬‬
‫‪-‬حدة الشعور الوطين‪:‬‬
‫إن الشعور ابالنتماء والوالء للوطن يعترب عامال مهما‪ ،‬حيث أن لكل دولة سياسات هتدف إىل حتقيق‬
‫أهداف قومية حمددة‪ ،‬لذلك قد يكون هناك والء للسلع احمللية هبدف تدعيم االنتاج احمللي أو من أجل‬

‫‪ 7‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.258‬‬

‫‪28‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫مقاطعة السلع لبعض الشركات املنتمية لدول عدائية‪ ،‬مما قد يكون له األثر السليب على أعمال الشركات‬
‫‪8‬‬
‫األجنبية؛ األمر الذي يتطلب من الشركات األجنبية األخذ بعني االعتبار هلذه املتغريات‪.‬‬
‫‪-‬االستقرار السياسي‪:‬‬
‫تفضل غالبية الشركات الدولية االستثمار العمل يف الدول ذات االستقرار السياسي واملتمثل يف قدرة‬
‫النظام على التكيف مع التعامل مع األزمات بشكل انجح وإدارة الصراعات داخل اجملتمع بطريقة متكنه‬
‫من السيطرة والتحكم هبا وذلك ابستخدام أسلوب كفء لإلقناع بعيدا عن العنف ومستندا إىل الشرعية‬
‫السياسية ومن املؤشرات الدالة على االستقرار السياسي االستقرار احلكومي‪ ،‬االضطراابت املدنية‪،‬‬
‫االعتقاالت‪ ،‬أحداث الشغب‪ ،‬التظاهرات والنشاطات اإلرهابية‪ ،‬النزاعات االقليمية‪...‬‬
‫ادارة وتقييم املخاطر السياسية‪:‬‬
‫إدارة املخاطر تعن القدرة على التنبؤ بوقوعها وتقدير أثرها احملتمل والتهيؤ هلا‪ ،‬ومن هذا املنطلق‬
‫يتوجب على الشركات املتعددة اجلنسيات دراسة التاريخ السياسي للبلد املضيف واستقراره‪ ،‬ومدى وجود‬
‫مؤشرات على حدوث اضطراابت حمتملة‪.‬‬
‫ويف هذا السياق‪ ،‬جيب على الشركات أن تفكر يف كيفية إدارة املخاطر السياسية إما بتقليل أاثرها‬
‫‪9‬‬
‫أو جتنبها؛ ويف هذا اخلصوص ميكن اقرتاح مدخلني إلدارة اخلطر‪:‬‬ ‫السلبية‬
‫املدخل األول‪ :‬استغالل قوة املركز التفاوضي للشركة‪:‬‬
‫قد تستخدم الشركة قوهتا ومركزها التفاوضي لفرض شروطها اليت حتميها من أي خطر سياسي أو أي‬
‫حماولة لتدخل الدولة املضيفة‪ ،‬ال سيما إذا كانت هذه الشركة متتلك‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬نوعا من‬
‫التكنولوجيا يتصف ابلندرة أو التقدم وال تستطيع الدولة املضيفة احلصول عليه من مصدر آخر‪.‬‬
‫املدخل الثاين‪ :‬استخدام أساليب وقائية وتكاملية ودفاعية‪:‬‬
‫ميكن للشركة أن تقلل أو تتجنب تدخل حكومة الدولة املضيفة يف جماالت نشاطاهتا وكذلك جتنب‬
‫حاالت التصفية أو أخطار املصادرة من خالل استخدام عدة أساليب تكاملية ودفاعية ووقائية‪ ،‬وذلك‬
‫على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ 8‬سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ 9‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.269-267‬‬

‫‪29‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫األساليب التكاملية‪:‬‬
‫هتدف هذه األساليب إىل دعم ومساعدة العمليات والنشاطات اخلارجية للشركة من خالل مشاركة‬
‫احلكومة املضيفة يف مشروعات استثمارية‪ ،‬أو تنمية عالقات جيدة مع احلكومة املضيفة أو أي جمموعة‬
‫أو حزب سياسي ابلدولة؛ أو انتاج سلعة تتالئم مع املتطلبات احمللية مع االستعانة ابملوردين احملليني‪،‬‬
‫أو الدخول يف استثمار مشرتك واالستعانة ابلعمالة واملدراء احملليون يف إدارة الشركة‪ .‬كما ميكن القيام بتنفيذ‬
‫نشاطات البحوث والتطوير داخل الدولة املضيفة‪.‬‬
‫األساليب الدفاعية والوقائية‪:‬‬
‫تستهدف هذه األساليب تقليل درجة محاس حكومة الدولة املضيفة يف التدخل يف العمليات‬
‫والنشاطات االنتاجية‪ ،‬وذلك من خالل القيام ابآليت‪:‬‬
‫‪ -‬احلصول على قروض من البنوك احمللية ومن احلكومة جنبا إىل جنب من املصادر اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ مجيع نشاطات البحوث والتطوير خارج الدولة املضيفة‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع االنتاج واملنتجات بني عدد من الدول‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل عدد مكوانت السلعة اليت يتم تصنيعها داخل الدولة املضيفة واالعتماد على فروع الشركة‬
‫األخرى خارج حدودها لتغطية أو تصنيع ابقي املكوانت‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬بيئة األعمال الدولية االقتصادية‪:‬‬
‫على الشركة األجنبية دراسة وحتليل البيئة االقتصادية للدولة اليت ستقيم هبا أعماهلا‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫‪10‬‬
‫التطرق لبعض املؤشرات االقتصادية‪:‬‬
‫الدخل القومي‪:‬‬
‫وهو من املؤشرات اهلامة‪ ،‬خاصة وأنه يعترب كمؤشر لقياس حجم الدولة من الناحية االقتصادية‪،‬‬
‫فكلما ارتفع هذا املؤشر كلما أصبحت الدولة من وجهة نظر خرباء التسويق أكثر جاذبية كسوق‬
‫مستهدف‪.‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.47-41‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪30‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫نصيب الفرد من الدخل القومي‪:‬‬


‫ويستخدم هذا املؤشر لقياس القدرة الشرائية للفرد‪ ،‬إذ يعرب ارتفاع هذا املؤشر عن التقدم االقتصادي‬
‫للدولة‪.‬‬
‫توزيع دخل الفرد‪:‬‬
‫هتتم الشركات الدولية كثريا ابلدخل الصايف املتاح للتصرف‬
‫معدالت التضخم والبطالة‪:‬‬
‫هتتم الشركات الدولية بتحليل معدالت التضخم والبطالة ملا هلا من أمهية يف دراسة البيئة االقتصادية‬
‫للبلد املضيف‪.‬‬
‫حتليل اخلطط االقتصادية للدولة املضيفة‪:‬‬
‫هتتم الشركات الدولية بتحليل اخلطط االقتصادية اليت تنشرها الدول املضيفة‪ ،‬واليت تستخدم كوسيلة‬
‫للتوجيه والرقابة على االنتاج‪ .‬فمن خالل هذه اخلطط يتضح سياسات الدول وأهدافها وأدوات حتقيقها‬
‫والنقدية والضريبية‪.‬‬ ‫املالية‬
‫االستقرار االقتصادي‪:‬‬
‫ويعرفه صندوق النقد الدويل االستقرار االقتصادي على أنه الوضعية اليت جتنب الدول خماطر التعرض‬
‫هزات اقتصادية أو مالية وذلك من خالل التغلب على التقلبات والتغريات احلادة يف النشاط االقتصادي‬
‫وأسعار الصرف والفائدة ومعدالت التضخم وأسواق املال‪ .‬إذ أن هذه التقلبات تؤثر سلبا على قدرة الدول‬
‫يف جذب االستثمارات‪.‬‬
‫تعارض األهداف بني املنشأة الدولية والدولة املضيفة‪:‬‬
‫ميكن سرد خمتلف النقاط اليت تشكل التعارض بني الشركة األجنبية والدولة املضيفة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬هتديد السيادة الوطنية‬
‫‪-‬التحكم يف الصناعات االسرتاتيجية من طرف الشركات األجنبية‬
‫‪-‬اقتسام امللكية مع الشركاء‬

‫‪31‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫تعارض املصاحل يف اجملال االقتصادي‪:‬‬


‫تسعى الدول عموما إىل حتقيق جمموعة من األهداف االقتصادية كتحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬القضاء‬
‫على البطالة‪ ،‬استقرار األسعار‪ ،‬حتقيق التوازن‪ ،‬حتقيق فائض يف ميزان املدفوعات‪...‬وذلك من خالل اتباع‬
‫السياسات االقتصادية‪:‬‬
‫‪-‬السياسات النقدية‪:‬‬
‫قد تلجأ الدول إىل استخدام السياسة النقدية للتأثري على النمو االقتصادي والعمالة واألسعار‪ ،‬فقد‬
‫تلجأ الدولة املضيفة إىل تقليص عرض النقود ورفع تكلفة التمويل لتثبيت األسعار‪ ،‬ويف مثل هذه احلالة جتد‬
‫‪11‬‬
‫الشركة األجنبية نفسها جمربة على البحث عن التمويل اخلارجي حىت ال يتأثر نشاطها‪.‬‬
‫‪-‬السياسات املالية‪:‬‬
‫تتمثل آلية السياسة املالية يف التحكم يف حجم االنفاق والضرائب والدين العام وذلك من أجل حماربة‬
‫التضخم واالنكماش‪ .12‬فوجود الشركات األجنبية قد يقود إىل ختفيض االيرادات (منح إعفاءات وامتيازات‬
‫جبائية) أو زايدة االنفاق احلكوميني (انشاء طرق أو تقدمي خدمات يف األماكن اليت تعمل فيها الشركات‬
‫‪13‬‬
‫األجنبية)‪.‬‬
‫‪-‬أسعار العمالت وموازين املدفوعات‬
‫على الشركات األجنبية االهتمام برصيد ميزان املدفوعات للبلد املضيف‪ ،‬فقد يواجه هذا األخري‬
‫عجزا يف ميزان املدفوعات نتيجة عدة عوامل نذكر منها‪ ،‬على سبيل املقال ال احلصر‪ ،‬زايدة حجم‬
‫االسترياد‪ ،‬اخنفاض حجم الصادرات‪ ،‬تدفق األموال إىل اخلارج‪ ،‬حدوث تضخم‪ ،...‬وملواجهة هذا العجز‬
‫فقد تلجأ الدولة لوضع حواجز جتارية كرفع الرسوم اجلمركية‪ ،‬العمل بنظام احلصص االستريادية‪ ،‬ختفيض‬
‫العملة‪ ،‬ابإلضافة إىل اختاذ العديد من املعايري التجارية الضابطة واحلاكمة للعملية التجارية وهو ما ميكن أن‬
‫‪14‬‬
‫يؤثر على الشركات األجنبية‪.‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪11‬‬

‫عبد املنعم راضي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مكتبة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ‪.297‬‬ ‫‪12‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪13‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪32‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-‬سياسات احلماية‪:‬‬
‫قد تلجأ غالبية احلكومات حلماية صناعاهتا احمللية من املنافسني األجانب خاصة منها احلديثة‬
‫والناشئة‪ ،‬حىت تصبح قادرة على منافسة الصناعات األخرى‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البيئة الثقافية واالجتماعية لألعمال الدولية‬
‫إن ممارسة األعمال الدولية من طرف الشركات يتطلب أن يكون املدير العاملي على دراية ابلظروف‬
‫الثقافية من دولة إىل أخرى‪ ،‬إذ أن هذا األخري سيتعامل مع مشرتين من أمناط وسلوكيات خمتلفة ابختالف‬
‫الثقافة‪ ،‬وحيتاج ذلك ابلضرورة من املدير أن يكون قادرا على التأقلم والتكيف مع البيئات املختلفة كما‬
‫جيب أن يطور مهاراته كمهارات االتصال‪ ،‬مهارات التعامل مع التغري‪....‬‬
‫مفهوم البيئة الثقافية‪:‬‬
‫ميكن تعريف الثقافة على أهنا جمموعة القيم والعادات والتقاليد واملعتقدات السائدة يف جمتمع ما‪،15‬‬
‫فالشركات الدولية تسعى لدراسة جوانب التشابه واالختالف يف ثقافات الشعوب يف ممارسة األعمال‬
‫الدولية ابعتبارها مفتاح النجاح ألي مدير دويل‪ ،‬فإدراك االختالفات وأوجه التشابه بني الثقافات املختلفة‬
‫أصبح على درجة عالية من األمهية لنجاح اسرتاتيجيات الشركات العاملية ومتعددة اجلنسيات‪.‬‬
‫إن التباين الثقايف سواء بني العاملني داخل املنظمة أو بني العمالء والدول اليت ختدمها املنظمة ميكن أن‬
‫خيلق عدة مشكالت مثل‪:‬‬
‫▪ انعدام الرتابط واخنفاض التعاون والتنسيق‪.‬‬
‫▪ خلق الشك واخنفاض درجة الثقة عندما يتكلم عاملني بلغة األم وسط عمال ال يتقنون هذه اللغة‪.‬‬
‫▪ اخنفاض فعالية االتصال‪.‬‬
‫عناصر البيئة الثقافية‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫تنقسم عناصر البيئة الثقافية إىل ثالث جماالت أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ‪-‬العناصر الطبيعية (اجملال اجلغرايف)‪:‬‬
‫ويتضمن هذا اجملال عنصرين رئيسيني‪:‬‬

‫علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬املدخل العام‪ ،‬ص ‪.125-124‬‬ ‫‪15‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108-106‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪33‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪ -‬الطقس واملناخ‪:‬‬
‫يتمثل هذا العنصر يف تنوع الطقس واختالفه من بلد إىل آخر‪ ،‬حيث ختتلف الدول عن بعضها البعض‬
‫ابلتنوع املناخي‪ ،‬بعض الدول يتسم فيها الطقس ابحلر الشديد ودول أخرى معروفة ابخنفاض درجات‬
‫احلرارة‪ ،‬وبعض الدول يتسم الطقس فيها ابالعتدال‪ .‬وهذا العنصر يعترب مبثابة مؤشر حساس ميكن أن‬
‫تعتمد عليه الشركات يف صياغة اسرتاتيجية للدخول إىل األسواق وتلبية متطلبات واحتياجات زابئنها‪.‬‬
‫‪-‬اخلصائص اجلسدية واملظهر اخلارجي‪:‬‬
‫متثل دراسة اخلصائص اجلسدية (الطول‪ ،‬الوزن‪ ،‬اللون وأشكال اجلسم) عنصر هام تستند إليه الشركات‬
‫الدولية يف صياغة اسرتاتيجيتها‪ ،‬ألن اغفال تلك اخلصائص يعن صناعة منتجات أو تقدمي سلع ال تالئم‬
‫اخلصائص املطلوبة يف السوق املعن وابلتايل فقدان الشركة لزابئنها يف هذا السوق الذي سيؤدي تقليل‬
‫احلصة السوقية للشركة واخنفاض عوائدها‪ .‬وعليه تلجأ الشركات إىل علم حديث يسمى بعلم اهلندسة‬
‫البشرية يبحث يف تصميم السلع لتالئم اخلصائص اجلسدية للبشر يف كل بلد‪.‬‬
‫ب‪-‬عناصر دميوغرافية (اجملال الدميوغرايف)‪:‬‬
‫يهتم هذا اجملال أبربع عناصر هي‪:‬‬
‫النمو السكاين‪:‬‬
‫يؤثر معدل النمو السكاين ليس فقط على حجم السكان مستقبال ولكنه يؤثر أيضا على تركيبة‬
‫السكان احلالية‪ ،‬ألن النمو العايل يعن وجود نسبة كبرية من السكان يف األعمار الدنيا أي وجود نسبة‬
‫كبرية من األطفال واملرافقني مما يؤدي زايدة الطلب على السلع اليت تستخدمها تلك الفئات؛ والعكس فإن‬
‫النمو املنخفض يدل على وجود أعمار كبرية أكثر وابلتايل جيري االهتمام ابحتياجات هذه الفئة وحماولة‬
‫تلبيتها‪.‬‬
‫حجم األسرة‪:‬‬
‫يعترب حجم األسرة من املؤشرات اليت تعتمد عليها الشركات الدولية يف رسم اسرتاتيجيتها ملا هلا من‬
‫أتثري مباشر على حجم االسكان‪ ،‬األاثث‪ ،‬املالبس واملنتجات‪ .‬فهو يساعد يف حتديد احتياجاهتا فاألسرة‬
‫الصغرية ال تستهلك كميات كبرية من السلع وعدد مرات الشراء تكون أقل‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫التعليم‪:‬‬
‫يؤثر مستوى التعليم يف البلد على الذوق العام وابلتايل على النمط االستهالكي ونوعية السلع املرغوبة‪،‬‬
‫كما يؤثر على فعالية الوسائل الرتوجيية املختلفة والقنوات املستخدمة وبنوعية الرسالة اإلعالنية‪.‬‬
‫‪-‬احلضر والريف (نوعية املناطق)‪:‬‬
‫املناطق احلضرية ختتلف عن املناطق الريفية كون األوىل تتأثر ابألساليب احلديثة وهلا منط عيش خمتلف‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل توفرها على عمالة متدربة‪ .‬فضال عن ذلك فإن الشركات األجنبية غالبا ما جتذهبا املراكز‬
‫‪17‬‬
‫احلضرية يف البلدان النامية كمواقع ملنشآهتا الصناعية لوجود هبا عمالة متدربة ومتوفرة نسبيا‪.‬‬
‫ج‪-‬عناصر سلوكية‪:‬‬
‫إن سلوك أي جمتمع يقوم على أساس القيم واملعتقدات والنظرة العامة لألشياء وهو خيتلف من بلد إىل‬
‫آخر‪.‬‬
‫‪-‬العادات والتقاليد‪:‬‬
‫تتأثر األمناط االستهالكية لألفراد ابلعادات والتقاليد السائدة يف اجملتمع‪ ،‬وميكن تعريف العادات‬
‫والتقاليد أبهنا جمموعة القواعد السلوكية واألعراف اليت يلتزم هبا الفرد العضو يف اجملتمع أو اجلماعة اليت‬
‫ينتمي إليها‪ ،‬وختتلف الشعوب عن بعضها يف بعض العادات وتتقارب يف عادات أخرى وتتجانس يف‬
‫عادات أخرى‪ .‬هلذا فان املدير الدويل الناجح مطلوب منه معرفة هذه العادات والتقاليد والقيم‬
‫‪18‬‬
‫واألعراف‪.‬‬
‫‪-‬النظرة إىل العمل‪:‬‬
‫العمل عبارة عن قيمة غري ملموسة وهي قيمة متجددة‪ ،‬ولكي تتجدد هذه القيمة ال بد للفرد أن يبذل‬
‫جهدا يف جمال معني لكي حيوهلا إىل شيء ملموس (سلعة أو خدمة)‪ .‬وهتتم الشركات ابلنظر إىل العمل‬
‫لدى خمتلف اجملتمعات ملعرفة التكوين الثقايف والتعليمي واجتاهاهتم حنو العمل واالنتاج‪ ،‬ألنه يفيد يف اختيار‬
‫‪19‬‬
‫املدراء ويف التوظيف ويف التعامل والتخاطب مع خمتلف فئات العمالة واملستهلكني‪.‬‬

‫‪ 17‬مصطفى يوسف كايف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬


‫‪ 18‬علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬املدخل العام‪ ،‬ص ص ‪.338-336‬‬
‫‪ 19‬علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬املدخل العام‪ ،‬ص ص ‪.330-329‬‬

‫‪35‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-‬النظم االجتماعية‪:‬‬
‫النظام االجتماعي هو بناء يتألف من جمموعة من األدوار االجتماعية املرتابطة اليت تنتظم مع بعضها‬
‫لتسهم يف حتقيق هدف معني‪ .‬مثال‪ :‬النظام الرتبوي بناء يتألف من ترابط وتناسق بني األدوار الوظيفية‬
‫للطلبة واألساتذة واإلداريني‪ ،‬والوزارة‪ ،‬ولكل فئة دور حيقق وظيفة هلذا النظام فيتشكل البناء الكلي للنظام‬
‫‪20‬‬
‫الرتبوي وحيقق وظيفته للمجتمع وهي الرتبية والتعليم‪.‬‬
‫‪-‬اللغة واالتصاالت‪:‬‬
‫اللغة هي وسيلة االتصال يف اجملتمع الواحد‪ ،‬وقد وصفها الكاتب جون لوك ‪ Jone Locke‬يف‬
‫كتابه مقال يف التفاهم االنساين أبهنا القاسم املشرتك للتجارة واالتصال وهو قاسم ال ميثل ملكية خاصة‬
‫‪21‬‬
‫ألي انسان‪.‬‬
‫هلذا من املهم معرفة لغة البلد املضيف من طرف الشركات األجنبية‪ ،‬حىت يتسىن هلا حتديد من جييدون‬
‫هذه اللغة من موظفيها الدوليني‪ ،‬وإذا اقتضت الضرورة تلجأ إىل حث موظفيها على تعلم هذه اللغة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬البيئة املالية الدولية‬
‫يقصد ابلبيئة املالية الدولية كافة املنظمات واملؤسسات املالية واألفراد املستثمرين والبنوك وشركات‬
‫التأمني وغريهم من العاملني يف جمال األعمال الدولية يف بلدان وظروف معينة وخمتلفة‪.‬‬
‫‪ :1‬املنظمات املالية الدولية‪:‬‬
‫ميكن تعريف املنظمة الدولية أبهنا شخص معنوي من أشخاص القانون الدويل العام ينشأ من احتاد‬
‫ارادات جمموعة من الدول لرعاية مصاحل مشرتكة دائمة بينها‪ ،‬ويتمتع إبرادة ذاتية يف اجملتمع الدويل وىف‬
‫مواجهة الدول األعضاء‪.22‬‬
‫‪-1-1‬صندوق النقد الدويل‪:‬‬
‫أنشئ صندوق النقد الدويل مبوجب االتفاقية الدولية املعتمدة يف املؤمتر النقدي واملايل لألمم املتحدة‬
‫الذي انعقد يف بريتون وودز يف والية نيوهامبشري يف الوالايت املتحدة األمريكية يف ‪ 22‬يوليو ‪1944‬‬

‫‪ 20‬هند امليزر‪ ،‬النظم االجتماعية يف االسالم‪ ،‬منشور على املوقع ‪faculty.ksu.edu.sa/DrHind/DocLib1 :‬‬
‫‪ 21‬علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬املدخل العام‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫‪22‬مرياندا زغلول رزق‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،2010 ،‬ص ‪.159‬‬

‫‪36‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫ملناقشة األوضاع املالية يف أوراب والوالايت املتحدة األمريكية متخذا من واشنطن مقرا رئيسيا له‪ .‬ودخلت‬
‫هذه االتفاقية حيز التنفيذ يف ‪ 27‬ديسمرب ‪ 1945‬وقد بدأ صندوق النقد الدويل أعماله املالية يف مارس‬
‫‪ ،1947‬فهو يشرف على النظام النقدي الدويل (نظام املدفوعات الدولية وأسعار صرف العمالت)‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫ويوفر اإلطار املؤسسي العاملي الذي تتعاون من خالله البلدان يف الشؤون النقدية الدولية‪.‬‬
‫‪-1-1-1‬أهداف الصندوق‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫تنص املادة األوىل من اتفاقية أتسيس صندوق النقد الدويل على األهداف األساسية التالية‪:‬‬
‫* تشجيع التعاون النقدي الدويل عن طريق هيئة دائمة هتيئ سبل التشاور والتعاون بشأن املشكالت‬
‫النقدية الدولية‪.‬‬
‫* تيسري التوسع والنمو املتوازن يف التجارة الدولية‪ ،‬مما يسهم يف زايدة فرص العمل ورفع مستوى‬
‫الدخل احلقيقي بصفة مستمرة وتنمية املوارد االنتاجية جلميع البلدان األعضاء ابعتبارها أهداف‬
‫أساسية للسياسة االقتصادية‪.‬‬
‫* العمل على حتقيق استقرار أسعار الصرف واحلفاظ على ترتيبات منظمة للصرف بني عمالت‬
‫البلدان األعضاء وجتنب التنافس يف ختفيض قيم العمالت‪.‬‬
‫* املساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد األطراف ابلنسبة للمعامالت التجارية بني البلدان‬
‫األعضاء وإلغاء قيود الصرف األجنيب اليت تعيق منو التجارة الدولية‪.‬‬
‫* توفري الثقة بني البلدان األعضاء عن طريق ااتحة موارد الصندوق العامة هلا بصفة مؤقتة وبضماانت‬
‫كافية‪ ،‬ومن مث إعطائها الفرصة لتصحيح االختالالت اليت تصيب موازين مدفوعاهتا دون اللجوء‬
‫إىل تدابري من شأهنا االضرار ابلرخاء على املستوى الوطن أو الدويل‪.‬‬
‫* تقصري أمد االختالل يف موازين املدفوعات الدولية للبلدان األعضاء وختفيف حدته‪.‬‬
‫كما ينصب اهتمام الصندوق على وضع وإصدار مبادئ توجيهية إلعداد إحصائيات منسقة وسليمة‬
‫‪25‬‬
‫ويف الوقت املناسب مليزان املدفوعات‪.‬‬

‫‪ 23‬صندوق النقد الدويل ‪www.imf.org‬‬


‫‪ 24‬اتفاقية أتسيس صندوق النقد الدويل‪ ،‬الطبعة العربية ‪ ،2011‬ص ‪.2‬‬
‫‪ 25‬دليل ميزان املدفوعات ووضع االستثمار الدويل‪ ،‬صندوق النقد الدويل‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪37‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-2-1-1‬موارد الصندوق واستخدامها‪:‬‬


‫حيصل الصندوق على أمواله من البلدان األعضاء (‪ 189‬بلدا) يف شكل اشرتاكات حصص على أساس‬
‫احلجم االقتصادي للبلدان األعضاء‪ ،‬كما ميكنه تدبري األموال أيضا عن طريق االقرتاض‪ ،‬أو يف شكل منح‬
‫وإعاانت مالية لتقدمي مساعدات خاصة للبلدان منخفضة الدخل‪.‬‬
‫ويشرف على أدائه جملس حكام منتخبني من وزارات الدول األعضاء وجملس من املديرين التنفذيني‪ ،‬أما‬
‫نظام التصويت على قرارات اجمللس فتتم بنظام احلصص حيث أن حجم التأثري يف قرارات اجمللس تزيد أو‬
‫تقل تبعا حلجم مسامهة كل دولة يف رأمسال الصندوق‪ ،‬وتعترب الوالايت املتحدة األمريكية أكرب مساهم فيه‬
‫وابلتايل فهي الدولة املهيمنة على قراراته‪ ،‬وتعترب بريطانيا وفرنسا وأملانيا واململكة العربية السعودية أكرب‬
‫املسامهني فيه‪ ،‬أما بقية الدول فتساهم بنسب رمزية خمتلفة؛ حيث تدفع الدول ربع حصتها )‪(25%‬‬
‫‪26‬‬
‫ابلذهب أو الدوالر و الباقي ابلعملة الوطنية لكل دولة‪.‬‬
‫ويستخدم الصندوق األموال يف منح قروض للبلدان األعضاء إذا ما واجهت مشكالت يف املدفوعات‬
‫مع بقية العامل‪ ،‬وذلك أبسعار فائدة خمتلفة حبسب نوع القروض‪ ،‬إال أهنا تظل أفضل من أسعار السوق‬
‫بشكل ملموس‪ ،‬خاصة وأن البلدان اليت تعاين من مشكالت يف املدفوعات جتد نفسها غري قادرة على‬
‫احلصول على التمويل من أسواق رأس املال الدولية بسب املصاعب االقتصادية‪27 .‬ووفقاً لقواعد الصندوق‬
‫ال حيق ألى دولة عضو االقرتاض مبا يزيد عن ‪ %25‬من حجم حصتها خالل عام تصل إىل ‪%125‬من‬
‫قيمة حصتها خالل مخس سنوات ‪ ،‬ومن حق كل دولة أن حتصل على حصتها الذهبية بصورة تلقائية‬
‫بدون أي قيود أو شروط أو فرض أي فوائد‪ ،‬على أن أي نسبة تفوق احلصة الذهبية‪ ،‬فإن الصندوق يقوم‬
‫بتحصيل فائدة تتزايد كلما زاد حجم القرض‪ ،‬وابلطبع فإن الشروط اليت يفرضها الصندوق تتزايد يف‬
‫صعوبتها كلما زاد حجم القرض الذى يطلبه العضو عندما يتعرض ملشاكل املدفوعات الدولية ‪.‬عادة يتم‬
‫‪28‬‬
‫إعادة سداد القرض الذي حيصل عليه العضو من الصندوق خالل مخس سنوات‪.‬‬

‫على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.307‬‬ ‫‪26‬‬

‫صندوق النقد الدويل ‪www.imf.org‬‬ ‫‪27‬‬

‫مرياندا زغلول رزق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪38‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-3-1‬وظائف الصندوق والتسهيالت املقدمة‪:‬‬


‫‪29‬‬
‫ميارس صندوق النقد الدويل وظيفتان رئيسيتان مها‪:‬‬
‫أ‪-‬الوظيفة التمويلية‪:‬‬
‫هتدف هذه الوظيفة إىل سد حاجات الدول األعضاء عند الضرورة من السيولة النقدية الدولية‬
‫ملواجهة االختالالت القصرية األجل يف موازين مدفوعاهتم‪.‬‬
‫ب‪-‬الوظيفة الرقابية‪:‬‬
‫مراقبة التطورات والسياسات االقتصادية واملالية يف البلدان األعضاء وعلى املستوى العاملي‪ ،‬وتقدمي‬
‫املشورة بشأن السياسات ألعضائه استناداً إىل اخلربة اليت اكتسبها مند أتسيسه‪.‬‬
‫‪-2-1‬البنك الدويل لإلنشاء والتعمي‬
‫‪-1-2-1‬تعريف البنك الدويل لإلنشاء والتعمي‪:‬‬
‫وقد انبثق مثله مثل صندوق النقد الدويل عن اتفاقية برينت وودز‪ ،‬وقد بدأ أعماله يف سنة ‪ 1946‬برأس‬
‫مال بلغ عند التأسيس ‪ 10‬مليار دوالر وتعترب مدينة واشنطن املقر الدائم للبنك‪ ،‬ومن أكرب املسامهني يف‬
‫رأمساله الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬الياابن واململكة العربية السعودية‪ ،‬أما أعضاء البنك‬
‫الدويل هم نفسهم األعضاء يف صندوق النقد الدويل‪ ،‬إذ اشرتط على أي دولة حىت تصبح عضو يف البنك‬
‫‪30‬‬
‫جيب أن تنضم أوال إىل الصندوق‪.‬‬
‫‪-2-2-1‬أهداف البنك الدويل لالستثمار والتعمي‪:‬‬
‫كان اهلدف األول من وراء أتسيسه تلبية متطلبات إعادة إعمار أوراب بعد احلرب العاملية الثانية وتقدمي‬
‫القروض هلا مباشرة بفوائد منخفضة‪ .‬غري أن البنك بدأ يركز أعماله بعد ‪ 1948‬على تقدمي قروض للدول‬
‫األخرى وال سيما الدول النامية لتمويل مشروعاهتا اإلمنائية عن طريق متويل املشروعات اإلنتاجية يف تلك‬
‫الدول‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وقد تلخص أهداف البنك يف النقاط التالية‪:‬‬

‫مرياندا زغلول رزق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪29‬‬

‫عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪30‬‬

‫عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪39‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫▪ تقدمي القروض ابعتباره مقرضا أخريا ال يلجأ له األعضاء إال يف حالة استحالة احلصول على‬
‫قروض دولية يف ظروف السوق السائدة بشروط معقولة‪ ،‬ويقدم البنك مخس فئات من عمليات‬
‫اإلقراض هي‪:‬‬
‫‪ -‬قروض االستثمارات احملددة‪.‬‬
‫‪ -‬قروض العمليات القطاعية‪ :‬كمنح قروض لالهتمام ابلزراعة يف الدول النامية والفقرية‬
‫ابعتبارها احملرك األساسي للنمو االقتصادي ومن مث ختفيض عدد من يعانون من الفقر‪.‬‬
‫‪ -‬منح االئتمان طويل األجل إلنشاء مشروعات االنشاء والتعمري طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬قروض التكيف اهليكلي‬
‫‪ -‬قروض التعمري الطارئة‪ :‬إلعادة بناء ما دمرته احلرب والعمل على عودة االنتاج يف الدول‬
‫األعضاء إىل سابقة عهدها‪.‬‬
‫▪ انتعاش التجارة الدولية ال سيما للدول النامية‪.‬‬
‫▪ تشجيع االستثمار الدويل من خالل تسهيل انتقال األموال من حيث تقل احلاجة إليها إىل حيث‬
‫تزيد احلاجة إليها‪.‬‬
‫▪ تقدمي املساعدة الفنية واالستشارية للدول النامية بسبب اخلربة اليت ميتلكها البنك الدويل يف مسائل‬
‫التنمية االقتصادية؛ ولكي يتمكن البنك من تقدمي املساعدات الفنية والتنموية للدول النامية وغري‬
‫النامية قام بتأسيس الوكالة الدولية لضمان االستثمار ‪The Multi-lateral Investment‬‬
‫‪ Garantees Agency‬سنة ‪ 1956‬لتوفري الضماانت لالستثمارات األجنبية يف الدول األقل‬
‫منوا ضد املخاطر غري التجارية‪ .‬ولتوفري الدعم املايل ملراكز األحباث الدولية يف جمال الزراعة مت‬
‫‪Consultative groupe in‬‬ ‫أتسيس اجملموعة االستشارية الدولية ألحباث الزراعة‬
‫‪international agricultural researches‬برعاية وضمان البنك ومنظمة األغذية‬
‫‪32‬‬
‫الدولية الفاو )‪.(FAO‬‬

‫على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.305-304‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪40‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-3-2-1‬فروع البنك الدويل لالستثمار والتعمي‬


‫يتفرع عن البنك الدويل لإلنشاء والتعمري هيئات أخرى أمهها‪:‬‬
‫أ‪-‬مؤسسة التمويل الدولية ‪International Finance Corporation‬‬
‫وقد أنشئت عام ‪ 1956‬كأحد أعضاء جمموعة البنك الدويل‪ ،‬وهي أكرب مؤسسة امنائية عاملية تركز‬
‫بصورة مطلقة على القطاع اخلاص يف الدول النامية‪.‬‬
‫أهداف مؤسسة التمويل الدولية‪:‬‬
‫الغرض من املؤسسة هو تعزيز التنمية االقتصادية من خالل تشجيع منو مؤسسات القطاع اخلاص‬
‫اإلنتاجية يف الدول األعضاء‪ ،‬وخاصة يف املناطق األقل منوا‪ ،‬وابلتايل فهي مكملة ألنشطة البنك الدويل‬
‫‪33‬‬
‫لإلنشاء والتعمري‪ ،‬ولتحقيق هذا الغرض تقوم املؤسسة ب‪:‬‬
‫▪ ابلتعاون مع مستثمرين من القطاع اخلاص‪ ،‬واملساعدة يف متويل إنشاء وحتسني وتوسيع مؤسسات‬
‫القطاع اخلاص اإلنتاجية اليت من شأهنا أن تسهم يف تنمية الدول األعضاء فيها عن طريق‬
‫االستثمار‪ ،‬دون ضمان السداد من قبل حكومة العضو املعن‪ ،‬بشرط أال يتوفر لدى املستثمرين‬
‫من القطاع اخلاص األموال الكافية للبدء بتنفيذه أو ال تستطيع احلصول عليه بتكاليف االقرتاض‬
‫احلالية يف سوق رأس املال‪.‬‬
‫تسعى إىل اجلمع بني فرص االستثمار ورأس املال اخلاص احمللي واألجنيب‪.‬‬ ‫▪‬
‫تسعى إىل حتفيز‪ ،‬واملساعدة يف خلق وتوفري الظروف االنتاجية‪ ،‬وتدفق رؤوس األموال اخلاصة‪،‬‬ ‫▪‬
‫احمللية واألجنبية‪ ،‬إىل االستثمار اإلنتاجي يف الدول األعضاء‪.‬‬
‫ب‪-‬املؤسسة الدولية للتنمية )‪International Development Association (IDA‬‬
‫املؤسسة الدولية للتنمية (‪ )IDA‬هي ذراع البنك الدويل املعن مبساعدة أشد بلدان العامل فقراً‪ ،‬وهتدف‬
‫‪34‬‬
‫املؤسسة إىل‪:‬‬
‫▪ احلد من الفقر من خالل تقدمي قروض (اعتمادات) ومنح إىل برامج تؤدي إىل تعزيز النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وختفيف حدة التفاواتت وعدم املساواة‪ ،‬وحتسني األحوال املعيشية للناس‪.‬‬

‫املادة األوىل من اتفاقية إنشاء مؤسسة التمويل الدولية‪ ،‬حسبما عدلت يف ‪ 28‬أبريل ‪.1993‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪ida.worldbank.org‬‬
‫‪41‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫▪ تُعد املؤسسة أحد أكرب مصادر املساعدة للبلدان األشد فقراً يف العامل‪ ،‬وذلك إبقراض األموال‬
‫أو سعر‬ ‫بشروط ميسرة حيث أن سعر الفائدة على اعتمادات املؤسسة يكون إما صفر‬
‫منخفض للغاية مع أجل سداد ميتد لفرتة ترتاوح من ‪ 30‬إىل ‪ 38‬سنة‪ ،‬شامالً فرتة مساح مدهتا‬
‫‪ 10–5‬سنوات‪.‬‬
‫تتعرض ملخاطر ارتفاع أعباء الديون‪ ،‬كما تتيح املؤسسة‬
‫▪ تقدم املؤسسة منحا إىل البلدان اليت ّ‬
‫مستوايت عالية من املساعدات لتخفيف أعباء الديون‪ ،‬وذلك من خالل مبادرة ختفيف ديون‬
‫البلدان الفقرية املثقلة ابلديون ومبادرة ختفيض الديون متعددة األطراف‪.‬‬
‫▪ هتتم املؤسسة الدولية للتنمية ابلعديد من القضااي‪ ،‬فهي تساند جمموعة متنوعة من األنشطة‬
‫اإلمنائية اليت متهد الطريق حنو حتقيق املساواة‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ ،‬وخلق فرص العمل‪ ،‬ورفع‬
‫مستوايت الدخل‪ ،‬وحتسني األحوال املعيشية‪.‬‬
‫▪ يغطي عمل املؤسسة‪ :‬التعليم االبتدائي‪ ،‬وخدمات الرعاية الصحية األساسية‪ ،‬وتوفري إمدادات‬
‫املياه النظيفة والصرف الصحي‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وحتسني مناخ األعمال التجارية‪ ،‬والبنية األساسية‪،‬‬
‫وعمليات إصالح املؤسسات‪.‬‬
‫‪Multilateral Investment Guarantee‬‬ ‫ج‪-‬الوكالة الدولية لضمان االستثمار‬
‫)‪Agency (MIGA‬‬
‫مت إنشاء الوكالة الدولية لضمان االستثمار )‪(MIGA‬يف ‪ 12‬أبريل ‪ 1988‬كأحدث عضو يف‬
‫جمموعة البنك الدويل‪ ،‬ككيان منفصل قانونيا ومستقلة ماليا وبرأس مال قدره ‪ 1‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك بغرض‬
‫تشجيع تدفق االستثمار األجنيب املباشر إىل البلدان ذات االقتصادات الناشئة ملساندة النمو االقتصادي‬
‫وختفيض أعداد الفقراء وحتسني أحوال الناس‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أهداف الوكالة‪:‬‬
‫▪ أتمني االستثمار ضد املخاطر غري التجارية يف البلدان النامية‪.‬‬
‫▪ تشجيع االستثمار األجنيب املباشر يف البلدان النامية عن طريق تقدمي ضماانت للمستثمرين اجتاه‬
‫املخاطر غري التجارية لدعم النمو االقتصادي واحلد من الفقر وحتسني حياة الناس‪.‬‬
‫‪35www.miga.org‬‬

‫‪42‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫د‪-‬املركز الدويل لتسوية منازعات االستثمار ‪International Centre For Settlement‬‬


‫)‪of Investment Disputes (ICSID‬‬
‫أنشئ يف عام ‪1966‬لتسوية املنازعات بني الدول‪ ،‬وهي معاهدة متعددة األطراف وضعها املديرين‬
‫التنفذيني للبنك الدويل لتعزيز أهداف البنك املتمثلة يف ترقية االستثمار الدويل‪.‬‬
‫أهداف املركز‪:‬‬
‫‪36‬‬
‫يهدف املركز إىل‪:‬‬
‫▪ تسوية املنازعات عن طريق التوفيق أو التحكيم بني األطراف املتنازعة‪.‬‬
‫▪ العمل من أجل احلفاظ على توازن دقيق بني مصاحل املستثمرين والدول املضيفة‪.‬‬
‫▪ توفري الثقة للمستثمرين والدول املضيفة من خالل االجراءات املعتمدة حلل النزاعات‪ ،‬كسماع‬
‫األدلة واحلجج القانونية من الطرفني من قبل هيئة التحكيم‪.‬‬
‫▪ العمل على زايدة الوعي فيما يتعلق ابلقانون الدويل يف جمال االستثمار األجنيب‪.‬‬
‫‪-3-1‬صندوق النقد العريب )‪The Arab Monetary Fund (AMF‬‬
‫صندوق النقد العريب مؤسسة مالية عربية إقليمية أتسست عام ‪ 1976‬برأمسال قدره عند التأسيس‬
‫‪ 250‬مليون دينار عريب‪ ،‬ليصل إىل ‪ 1200‬مليون دينار عريب سنة ‪ ،2013‬وتعترب دولة االمارات العربية‬
‫املقر الدائم للصندوق‪ .‬وبدأت يف ممارسة نشاطها عام ‪ ،1977‬ويبلغ عدد الدول األعضاء فيها ‪22‬دولة‬
‫عربية وهي‪:37‬‬
‫األردن‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬البحرين‪ ،‬تونس‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جيبويت‪ ،‬السعودية‪ ،‬السودان‪ ،‬سوراي‪ ،‬الصومال‪،‬‬
‫العراق‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬فلسطني‪ ،‬قطر‪ ،‬الكويت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مصر‪ ،‬املغرب‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬مجهورية‬
‫القمر‪.‬‬
‫‪-1-3-1‬أهداف صندوق النقد العريب‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫مت أتسيس صندوق النقد العريب كمؤسسة مالية عربية لتحقيق مجلة من األهداف‪:‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪icsid.worldbank.org‬‬
‫اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬و تعديالهتا حىت أبريل من سنة ‪ ،2013‬ص ص ‪.5-3‬‬ ‫‪37‬‬

‫املادة الرابعة من اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬و تعديالهتا حىت أبريل من سنة ‪.2013‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪43‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫▪ تصحيح االختالل يف موازين مدفوعات الدول األعضاء‪.‬‬


‫▪ استقرار أسعار الصرف بني العمالت العربية‪ ،‬وحتقيق قابليتها للتحويل فيما بينها‪ ،‬والعمل على‬
‫إزالة القيود على املدفوعات اجلارية بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫▪ إرساء السياسات وأساليب التعاون النقدي العريب‪ ،‬مبا حيقق املزيد من خطى التكامل االقتصادي‬
‫العريب‪ ،‬ودفع عجلة التنمية االقتصادية يف الدول األعضاء‪.‬‬
‫▪ إبداء املشورة فيما يتصل ابلسياسات االستثمارية اخلارجية للموارد النقدية للدول األعضاء‪ ،‬على‬
‫النحو الذي يؤمن احملافظة على القيمة احلقيقية هلذه املوارد‪ ،‬ويؤدي إىل تنميتها حيثما يطلب منه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫▪ تطوير األسواق املالية العربية‪.‬‬
‫▪ دراسة سبل توسيع استعمال الدينار العريب احلسايب‪ ،‬وهتيئة الظروف املؤدية إىل إنشاء عملة عربية‬
‫موحدة‪.‬‬
‫▪ تنسيق مواقف الدول األعضاء يف مواجهة املشكالت النقدية واالقتصادية الدولية‪ ،‬مبا حيقق‬
‫مصاحلها املشرتكة‪ ،‬ومبا يسهم يف الوقت ذاته يف حل املشكالت النقدية العاملية‪.‬‬
‫▪ تسوية املدفوعات اجلارية بني الدول األعضاء مبا يعزز حركة املبادالت التجارية‪.‬‬
‫‪-2-3-1‬الوسائل املعتمدة لتحقيق أهداف الصندوق‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫يعتمد الصندوق يف سبيل حتقيق أهدافه على الوسائل التالية‪:‬‬
‫أ ‪-‬تقدمي التسهيالت القصرية واملتوسطة األجل للدول األعضاء للمساعدة يف متويل العجز الكلي يف‬
‫موازين مدفوعاهتا مع ابقي دول العامل الناجم عن تبادل السلع واخلدمات ومبالغ التحويالت وانتقال رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬
‫ب ‪-‬إصدار الكفاالت لصاحل الدول األعضاء تعزيزا القرتاضها من املصادر املالية األخرى من أجل متويل‬
‫العجز الكلي يف موازين مدفوعاهتا‪.‬‬
‫ج ‪-‬التوسط يف إصدار القروض يف األسواق املالية العربية والدولية حلساب الدول األعضاء وبضماانهتا‪.‬‬

‫املادة اخلامسة من اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬وتعديالهتا حىت أبريل من سنة ‪.2013‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪44‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫د ‪-‬تنسيق السياسات النقدية للدول األعضاء وتطوير التعاون بني السلطات النقدية يف هذه الدول‪.‬‬
‫ه ‪-‬حترير وتنمية املبادالت التجارية واملدفوعات اجلارية املرتتبة عليها وتشجيع حركة انتقال رؤوس األموال‬
‫بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫و ‪-‬خيصص الصندوق ما يكفي من موارده املدفوعة بعمالت الدول األعضاء لتقدمي التسهيالت االئتمانية‬
‫الالزمة لتسوية املدفوعات اجلارية بني الدول األعضاء وفقا للقواعد والنظم اليت يقرها جملس احملافظني ويف‬
‫إطار حساب خاص يفتحه الصندوق هلذا الغرض‪.‬‬
‫ز ‪-‬إدارة أية أموال تعهد هبا إليه دولة عضو أو دول أعضاء لصاحل أطراف أخرى عربية أو غري عربية مبا‬
‫يتفق مع أهداف الصندوق ‪.‬ويضع الصندوق ابالتفاق مع الدولة العضو أو الدول األعضاء ذات العالقة‬
‫الرتتيبات الالزمة إلدارة هذه األموال ويفتح حساابت خاصة هلذا الغرض‪.‬‬
‫ح ‪-‬عقد مشاورات دورية مع الدول األعضاء بشأن أحواهلا االقتصادية والسياسات اليت تنتهجها مبا‬
‫يساعد على حتقيق أهداف الصندوق والدول املعنية‪.‬‬
‫ط‪-‬القيام ابلدراسات الالزمة لتحقيق أهداف الصندوق‪.‬‬
‫ي ‪-‬تقدمي املعوانت الفنية لألجهزة النقدية واملصرفية يف الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬األسواق املالية والنقدية‪:‬‬
‫تنتشر يف عموم العامل عدة أسواق لرأس املال‪ ،‬وتتواجد غالبية هذه األسواق أينما يكون الطلب على‬
‫األدوات واخلدمات املالية ملزاولة األنشطة والفعاليات الدولية واحمللية‪.‬‬
‫‪-1-2‬مفهوم السوق املالية‪:‬‬
‫السوق املالية هو جمموعة القنوات اليت تتدفق من خالهلا األموال من األفراد واملؤسسات واهليئات وكافة‬
‫قطاعات اجملتمع إىل مثيالهتا يف شكل تيار نقدي أو مايل مستمر‪ .‬وجتدر االشارة هنا إىل أنه عادة ما يتم‬
‫اخللط يف املراجع واالحباث بني السوق املالية وسوق األوراق املالية‪.40‬‬
‫‪ -2-2‬تصنيف األسواق املالية‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫تنقسم األسواق املالية إىل عدة تقسيمات أبرزها‪:‬‬

‫‪ 40‬مسري عبد احلميد رضوان‪ ،‬أسواق األوراق املالية و دورها يف متويل التنمية االقتصادية و دراسة مقارنة بني النظم الوضعية و أحكام الشريعة‬
‫االسالمية‪ ،‬املعهد العاملي للفكر االسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1996‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪45‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-1-2-2‬تصنيف أول‪:‬‬
‫أ‪-‬أسواق العمالت‬
‫ب‪-‬أسواق القروض والسندات‬
‫ج‪-‬أسواق األسهم (البورصات)‬
‫‪ -2-2-2‬وفق املدة الزمنية‪:‬‬
‫أ‪-‬سوق النقد ‪:Money Market‬‬
‫وهي السوق اليت من خالهلا ميكن احلصول على القروض قصرية األجل‪ ،‬أي اليت ال يزيد أجل استحقاقها‬
‫عن سنة ‪ ،Short Run‬سواء أكان ذلك من خالل عقد القرض املباشر‪ ،‬أم من خالل إصدار األوراق‬
‫املالية اليت تتميز بسيولتها العالية‪ ،‬أي اليت ميكن حتويلها إىل نقود خالل مدة قصرية‪ .‬ومن أدوات سوق‬
‫النقد أذوانت اخلزينة احلكومية‪ ،‬األوراق التجارية اليت تصدرها الشركات التجارية غري املالية‪ ،‬شهادات‬
‫اإليداع القابلة للتداول‪ ،‬القبوالت املصرفية‪ .‬وقد مسيت هذه السوق ب( سوق النقد )ألنه ميكن حتويل‬
‫األصول املالية املتداولة فيها إىل نقود‪ ،‬بسرعة وسهولة‪ ،‬أو ألن هذه األصول ميكن أن تقوم بوظيفة أو أكثر‬
‫من وظائف النقود‪ ،‬أو جملموع األمرين‪.42‬‬
‫من عمليات سوق النقد‪:‬‬
‫العملية األوىل‪ :‬اخلصم لألوراق التجارية وألذوانت اخلزينة‪.‬‬
‫اخلصم هي العملية اليت مبقتضاها يعجل البنك إىل املستفيد قيمة ورقة جتارية مل حيل أجلها بعد‪ ،‬مقابل‬
‫تنازل املستفيد للبنك عن ملكية احلق الثابت فيها‪.‬‬
‫العملية الثانية‪ :‬اإلقراض القصري األجل‪ ،‬وهي ترتاوح ما بني أسبوع وسنة‪.‬‬
‫ب‪-‬سوق رأس املال ‪:Capital Market‬‬
‫وهي السوق اليت يتعامل فيها ابألدوات املالية ذات األجل املتوسط والطويل‪ ،‬أي اليت يزيد أجل‬
‫استحقاقها عن سنة‪ ،‬سواء أكانت هذه األدوات تعرب عن دين كالسندات‪ ،‬أم عن ملكية كاألسهم‪ .‬وقد‬

‫‪ 41‬عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪ 42‬مبارك بن سليمان آ ل فواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،2010‬ص ‪.7‬‬

‫‪46‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫مسيت سوق رأس املال لكوهنا السوق اليت يلجأ إليها أصحاب املشروعات لتكوين رأس املال يف مشروعاهتم‬
‫‪43‬‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫وميكن أن تسلم هذه األدوات بعد اجناز الصفقة مباشرة‪ ،‬إذا كانت هذه األسواق فورية‪ .‬أو أن تسلم من‬
‫خالل العقود واتفاقيات تنفذ يف اتريخ الحق وذلك يف حالة أسواق رأس املال اآلجلة اليت يطلق عليها‬
‫أسواق عقود املستقبل‪.‬‬
‫ومن أهم وظائف هذه السوق القيام بعملية التوسط بني األموال املعروضة والطلب التجاري عليها مبا‬
‫حيقق التوازن االقتصادي واملايل يف املكان املعني‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1-2‬السوق املالية‬

‫السوق املالية ‪Financial Market‬‬

‫سوق رأس املال ‪Capital Market‬‬ ‫سوق النقد ‪Money Market‬‬

‫سوق األوراق املالية‬ ‫مؤسسات تقوم على التعامل يف األموال‬ ‫يطلق أيضا على هذه السوق‬
‫‪Securites Market‬‬ ‫والقروض طويلة ومتوسطة األجل‪.‬‬ ‫سوق املعامالت قصرية األجل‬
‫أ‪-‬مؤسسات مصرفية‪:‬‬ ‫ويتوىل اجلهاز املصريف القيام‬
‫السوق الثانوية‬ ‫السوق األولية‬ ‫‪-1‬بنوك التنمية الصناعية‪.‬‬ ‫هبذه املعامالت‪.‬‬
‫‪Secodary‬‬ ‫‪Primary‬‬ ‫‪-2‬البنوك العقارية‪.‬‬ ‫أهم مؤسسات هذه السوق‪:‬‬
‫‪Market‬‬ ‫‪Market‬‬
‫‪-3‬بنوك االستثمار واألعمال‪.‬‬ ‫‪et‬‬
‫▪ البنك املركزي‬
‫ب‪ -‬مؤسسات غري مصرفية‪:‬‬
‫▪ البنوك التجارية‬
‫‪-1‬هيئات التأمني‪.‬‬
‫جيري التعامل فيها‬ ‫سوق االصدارات‬ ‫▪ بيوت الصرافة‬
‫‪-2‬صناديق االدخار والتأمني‪.‬‬
‫على أوراق مالية‬ ‫اجلديدة‬
‫‪-3‬شركات التأمني‪.‬‬
‫سبق اصدارها‬
‫املصدر‪ :‬مسري عبد احلميد رضوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪ 43‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪47‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪ -3-2-2‬وفق اإلصدارات والتداوالت‪:‬‬


‫أ‪-‬األسواق األولية (أسواق االصدارات) ‪:Primary Markets‬‬
‫هي تلك األسواق اليت تنشأ فيها عالقة مباشرة بني مصدر الورقة املالية واملكتتب (األسهم)‪ ،‬أو بني‬
‫املقرض واملقرتض (السندات)‪ ،‬وبعبارة أخرى هي األسواق اليت تتداول فيها األوراق املالية اجلديدة واليت‬
‫يكون مصدرها‪:‬‬
‫* الشركة اجلديدة‪ :‬شركة حتت التأسيس تقوم بطرح أسهم لالكتتاب العام ألول مرة‪.‬‬
‫* قيام إحدى الشركات املسامهة يف إصدار أوراق مالية مل تكن قائمة أو متداولة قبل إصدارها‪.‬‬
‫* اإلصدارات اإلضافية لنوع معني من األوراق املالية سبق وأن مت إصدارها‪.‬‬
‫االصدار يكون إما بطريقة مباشر بني اجلهة املصدرة واجلهة املكتتبة مباشرة دون وسطاء‪ ،‬وغالباً ما يكون‬
‫يف عمليات التمويل صغرية احلجم‪ .‬وإما بطريقة غري مباشر إذ يعتمد على قيام الوسطاء بعملية اإلصدار‬
‫وتغطية االكتتاب وحتمل خماطر تقلب األسعار‪.‬‬
‫ب‪-‬السوق الثانوية ‪:Secondary Markets‬‬
‫وهي األسواق اليت يتم فيها تداول األوراق املالية اليت سبق إصدارها‪ ،‬أي أهنا األسواق اليت تتحدد‬
‫فيها قيم أدوات االستثمار املختلفة بصورة طبيعية من قانون العرض والطلب‪ ،‬وهنا جيب التنويه إىل أن‬
‫التداول يف السوق الثانوية لألوراق املالية ال يعن استثمارا حقيقيا جديدا بل جمرد انتقال امللكية من مستثمر‬
‫إىل آخر‪.‬‬
‫وتنقسم األسواق الثانوية إىل‪:‬‬
‫األسواق املنتظمة ‪:Organized Markets‬‬
‫أو ما يطلق عليها البورصة حيث تتميز بوجود مكان حمدد يلتقي فيه املتعاملون يف األوراق املالية‬
‫املتداولة‪ ،‬وجيرى التعامل فيها على أساس املزايدة؛ وتتألف اإلدارة هلذا السوق من أعضاء منتخبني‪ ،‬ويشرتط‬
‫التعامل يف األوراق املالية أن تكون تلك األوراق مسجلة يف تلك السوق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫األسواق غي املنتظمة‪:‬‬
‫ال تتميز مبكان معني لتداول األوراق املالية‪ ،‬وإمنا يتم التداول من خالل الوسطاء والسماسرة املزودين‬
‫بشبكة من االتصاالت السريعة ابلشكل الذي جيعل املستثمر خيتار أفضل األسعار‪.‬‬
‫وتضم األسواق غري املنظمة نوعان من األسواق‪:‬‬
‫‪-‬السوق الثالثة ‪:‬‬
‫وهي سوق غري رمسية يتم التعامل فيها ابألوراق املقيدة يف األسواق املالية‪ ،‬وترتبط أسعارها أبسعار‬
‫التعامل ابلبورصة‪ ،‬حيث يتكون هذا السوق من السماسرة غري األعضاء يف السوق املنظمة‪ ،‬والذين يقدمون‬
‫خدمات التعامل يف األوراق املالية للمؤسسات االستثمارية الكبرية‪ ،‬وتتميز معامالت هذا السوق بصغر‬
‫تكلفتها‪ ،‬وكذا سرعة تنفيذها‪.‬‬
‫السوق الرابعة‪:‬‬
‫وهي سوق التعامل املباشر بني الشركات الكبرية مصدرة األوراق املالية وبني كبار املستثمرين‪ ،‬دون‬
‫احلاجة إىل مساسرة أو جتار األوراق املالية ويتم التعامل بسرعة وبتكلفة بسيطة من خالل شبكة اتصاالت‬
‫إلكرتونية وهاتفية حديثة‪ ،‬وهذا ابلتعامل بكل األوراق املالية املتداولة داخل وخارج السوق املنظم‪.‬‬
‫‪ -3-2‬األوراق املالية املتداولة يف سوق النقد‪:‬‬
‫تتميز هذه األوراق آبجاهلا القصرية‪ ،‬واملصدر األساس هلا املؤسسات احلكومية والشركات الكبرية‪ ،‬ومن‬
‫‪44‬‬
‫أكثر األوراق املالية تداوال‪:‬‬
‫‪ -1 -3-2‬أذوانت اخلزينة‪:‬‬
‫هي أوراق مالية تصدرها احلكومة هبدف متويل اخلزينة وحيصل حاملها على عائد اثبت يف اتريخ حمدد‬
‫وتصدر بتواريخ استحقاق خمتلفة عادة ما ترتاوح بني ‪ 3‬أشهر و‪ 12‬شهرا‪ .‬وهي ال حتمل سعر فائدة حمدد‪،‬‬
‫وإمنا تباع خبصم‪ ،‬أي بسعر يقل عن قيمتها االمسية‪ ،‬على أن يسرتد مشرتيها قيمتها االمسية يف اتريخ‬
‫االستحقاق‪ .‬وتتمثل الفائدة اليت حيصل عليها املقرض يف الفرق بني ما دفعه عند شراء الورقة مثنًا هلا‪ ،‬وبني‬
‫قيمتها االمسية اليت يقبضها يف اتريخ االستحقاق‪.‬‬

‫عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪49‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫اتريخ االستحقاق‬
‫اتريخ اإلصدار‬

‫‪ 1000‬وحدة نقدية‬ ‫‪ 900‬وحدة نقدية‬

‫‪-2 -3-2‬شهادات االيداع القابلة للتداول‪:‬‬


‫هي عبارة عن شهادات تصدرها البنوك واملؤسسات املالية تثبت أن حاملها قد أودع مبلغ معني لديها‬
‫وملدة حمدودة تبدأ من اتريخ اصدار الشهادة وتنتهي بتاريخ اصدارها وحتمل سعر فائدة معلومة‪ .45‬وميكن‬
‫حلامل هذه الشهادات إما االحتفاظ هبا لغاية اتريخ االستحقاق أو بيعها يف السوق الثانوية‪.‬‬
‫‪-3 -3-2‬اليورودوالر‪:‬‬
‫يستخدم اصطالح الدوالر األورويب ‪ Eurodollar‬لإلشارة إىل الدوالرات األمريكية اليت حتتفظ هبا‬
‫بنوك يف خارج الوالايت املتحدة األمريكية وعلى األخص البنوك األوروبية‪ .‬ويتكون سوق الدوالر األورويب‬
‫‪ Eurodollar Market‬من عدد من البنوك الكبرية يف لندن وبعض البلدان األوروبية األخرى اليت‬
‫يقتصر تعاملها على الدوالر‪ ،‬مبعىن أهنا تقبل ودائع ومتنح قروض ابلدوالر األمريكي فقط؛ وتتسم القروض‬
‫‪46‬‬
‫اليت تقدمها هذه البنوك بضخامة القيمة وقصر اتريخ االستحقاق‪.‬‬
‫وعليه فإن كلمة اليورو ال تشري إىل العملة األوربية بل هو مصطلح معروف ومتداول يف جمال عمل‬
‫األسواق املالية الدولية‪ ،‬واملقصود هو العمالت الوطنية املودعة يف بنوك خارج البلد األصلي للعملة مثل‬
‫‪47‬‬
‫الدوالر األمريكي املستثمر خارج الوالايت املتحدة األمريكية يسمى اليورو دوالر‪.‬‬
‫‪-4 -3-2‬الكمبياالت‪:‬‬
‫الكمبيالة عقد دين يتولد عنه فوائد حمددة تستحق يف تواريخ حمددة‪ ،‬وميكن لصاحبها االحتفاظ هبا‬
‫‪48‬‬
‫حىت اتريخ االستحقاق أو بيعها لطرف آخر والذي بدوره له احلرية يف التصرف فيها‪.‬‬

‫‪ 45‬ماهر كنج شكري‪ ،‬مروان عوض‪ ،‬املالية الدولية‪ :‬العمالت األجنبية واملشتقات املالية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬معهد الدراسات املصرفية‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ 2004‬عمان األردن‪ ،‬ص ص ‪.75-74‬‬
‫‪ 46‬منري ابراهيم هندي‪ ،‬األوراق املالية وأسواق املال‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪ ،2006 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 47‬على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ 48‬على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬

‫‪50‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪ -5 -3-2‬األوراق التجارية‪:‬‬
‫وهي عبارة عن أدوات دين قصرية األجل تصدرها الشركات الكبرية واملعروفة ذات الوضع املايل‬
‫القوي لتمويل األصول املتداولة‪ ،‬ويقوم املقرضون أو املستثمرون بشراء تلك األوراق وترتاوح استحقاقاهتا‬
‫املالية بني عدة أايم وسنة واحدة وتباع خبصم‪ .‬ويعترب العائد على هذه األدوات أعلى من العائد على‬
‫أذوانت اخلزينة ألن املخاطرة عليها أكرب‪.‬‬
‫‪-6 -3-2‬القبوالت املصرفية‪:‬‬
‫هي أدوات دين قصرية األجل تصدرها البنوك التجارية‪ ،‬يستفيد منها املستوردون‪ ،‬إذ يقبل املصرف دفع‬
‫مبلغ حمدد يف اتريخ حمدد‪ ،‬وهذا النوع من األوراق املالية قابلة للتداول يف سوق النقد وإبمكان بيعها‬
‫خبصم‪ .‬وما مييز القبوالت املصرفية أن التاجر حامل القبول املصريف ميكن له بيع هذا القبول خبصم إلحدى‬
‫البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪-7 -3-2‬اتفاقيات إعادة الشراء‪:‬‬
‫يعىن هبذا املصطلح احلصول على األموال عن طريق بيع األوراق املالية مع عقد اتفاقية يف نفس الوقت‬
‫يتعهد فيها البائع إبعادة شرائها بعد فرتة حمددة غالبا ما تكون ليلة واحدة أو ألجل قصري وميكن أن ميتد‬
‫‪49‬‬
‫لفرتات أطول تصل إىل ‪ 30‬يوما أو أكثر‪ ،‬وذلك بسعر أعلى من سعر البيع األول يتفق عليه‪.‬‬
‫‪ -4-2‬األوراق املالية املتداولة يف أسواق رأس املال‪:‬‬
‫هي األوراق املالية اليت تستطيع من خالهلا الشركات احلصول على التمويل الطويل األجل واليت تتمثل‬
‫يف األسهم والسندات اليت تصدرها منشآت األعمال‪ ،‬وهنا تؤدي املخاطرة عامال مهما يف هذا السوق‪،50‬‬
‫إىل جانب أنواع معينة من األوراق احلكومية‪ ،‬ومن تلك األوراق‪:‬‬
‫‪-1-4-2‬األسهم‪:‬‬
‫هي شهادات ذات ملكية‪ ،‬متثل نصيب مالكها يف ملكية الشركة بقدر قيمتها االمسية أي هو حق‬
‫الشريك يف الشركة‪ ،‬وحيصل صاحبها على عائد األسهم املتمثل ابألرابح السنوية‪.‬‬

‫ماهر كنج شكري‪ ،‬مروان عوض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.92-91‬‬ ‫‪49‬‬

‫عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪51‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫وللسهم قيمة امسية‪ ،‬وقيمة إصدار‪ ،‬وقيمة دفرتية‪ ،‬وقيمة حقيقية وقيمة سوقية وقيمة تصفية‪ .‬فالقيمة‬
‫االمسية هي القيمة اليت حتدد للسهم عند أتسيس الشركة‪ ،‬وتدون يف شهادة السهم الصادرة ملالكه‪ ،‬ومن‬
‫جمموع القيم االمسية جلميع األسهم يتكون رأس مال الشركة؛ أما قيمة اإلصدار فهي القيمة اليت يصدر هبا‬
‫السهم‪ ،‬سواء عند أتسيس الشركة‪ ،‬أو عند زايدة رأس املال‪ ،‬وتكون مساوية للقيمة االمسية يف الغالب‪ ،‬وقد‬
‫تكون أكثر منها‪ .‬وتتمثل القيمة الدفرتية يف قيمة حقوق امللكية‪-‬اليت ال تتضمن األسهم املمتازة ولكن‬
‫تتضمن االحتياطات واألرابح احملتجزة‪ -‬مقسومة على عدد األسهم العادية املصدرة‪51‬؛ أما القيمة السوقية‬
‫فهي القيمة اليت يباع هبا السهم يف السوق‪ ،‬وهي تتغري حبسب حالة العرض والطلب‪ ،‬اليت تتأثر بعوامل‬
‫متعددة‪ ،‬ترتبط بوضع الشركة اخلاص‪ ،‬أو ابلوضع االقتصادي العام‪ ،52‬ولذا فقد تكون القيمة السوقية‬
‫مساوية أو أكثر أو أقل من القيمة االمسية والقيمة الدفرتية‪ ،‬وقد تكون أقل منها‪ ،‬أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -1-1-4-2‬أنواع االسهم‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫ميكن تصنيف االسهم وفقا اعتبارات خمتلفة‪:‬‬
‫أ‪-‬أنواع االسهم ابلنظر إىل طبيعة احلصة اليت يقدمها الشريك‪:‬‬
‫وتنقسم إىل نوعني مها‪:‬‬
‫▪ األسهم النقدية‪ :‬وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة نقودا‪.‬‬
‫▪ األسهم العينية‪ :‬وهي األسهم اليت تعطى للشريك إذا قدم حصته يف رأس مال الشركة عينًا من‬
‫األعيان‪ ،‬كأرض‪ ،‬أو مبىن‪ ،‬أو بضاعة‪ ،‬أو مصنع‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع االسهم ابلنظر إىل شكلها ‪:‬‬
‫وتنقسم إىل ثالث أنواع‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫▪ األسهم االمسية‪ :‬وهي األسهم اليت حتمل اسم مالكها‪ ،‬وذلك أبن يدون امسه على شهادة السهم‪.‬‬
‫▪ األسهم حلاملها‪ :‬وهي األسهم اليت ال يذكر فيها اسم مالكها‪ ،‬وإمنا يذكر فيها ما يشري إىل أهنا‬
‫حلاملها‪ ،‬حيث يعترب حاملها مال ًكا هلا‪.‬‬

‫‪ 51‬منري ابراهيم هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬


‫‪ 52‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 53‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.15-12‬‬

‫‪52‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫▪ األسهم اإلذنية أو ألمر ‪:‬وهي األسهم اليت يذكر فيها اسم مالكها‪ ،‬مع النص على كوهنا إلذنه‬
‫أو ألمره‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع االسهم ابلنظر إىل حقوق محلتها‪:‬‬
‫وتنقسم إىل نوعني‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫▪ األسهم العادية‪ :‬وهي األسهم اليت يتكون منها رأس مال الشركة‪ ،‬وختول حاملها حقوقًا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫✓ حق حضور اجلمعية العامة للشركة‪ ،‬والتصويت على قراراهتا‬
‫✓ حق ترشيح نفسه للعضوية يف جملس اإلدارة‪ ،‬إذا كان ميلك احلد األدن املطلوب من‬
‫األسهم‪.‬‬
‫✓ حق احلصول على نصيب من األرابح السنوية للشركة‪ ،‬يف حال حتققها وتوزيعها‪.‬‬
‫✓ حق احلصول على حصة من صايف أصول الشركة عند تصفيتها‪.‬‬
‫✓ حق األولوية يف االكتتاب يف األسهم اجلديدة اليت تصدرها الشركة لزايدة رأس املال‪.‬‬
‫✓ حق نقل ملكية السهم إىل شخص آخر‪ ،‬بطريق البيع يف السوق املالية‪ ،‬أو بغريها من‬
‫الطرق‪.‬‬
‫✓ حق انتخاب أعضاء جملس إدارة الشركة‪.‬‬
‫✓ حق االطالع على دفاتر وأوراق الشركة‪.‬‬
‫▪ األسهم املمتازة (املفضلة)‪ :‬وهي األسهم اليت يكون حلامليها األولوية يف احلصول على نصيبهم‬
‫من ممتلكات الشركة عند التصفية قبل محلة األسهم العادية‪ .‬كما هلم احلق يف احلصول على األرابح‬
‫بنسب مئوية اثبتة من القيمة االمسية للسهم‪ ،‬وإذا مل تتحقق االرابح يف سنة مالية ما أو حتققت‬
‫أرابحا ولكن قررت االدارة عدم توزيعها‪ ،‬حينئذ ال حيق للمنشأة إجراء توزيعات حلملة االسهم‬
‫العادية يف أي سنة الحقة ما مل حيصل محلة االسهم املمتازة على التوزيعات املستحقة هلم يف‬
‫السنوات السابقة ‪Cumulative Stock‬؛ ومع هذا فقد تنص بعض عقود التأسيس على غري‬

‫‪53‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫ذلك‪ ،‬أي تنص على أن احلق يف التوزيعات يكون فقط على السنوات اليت حتققت فيها أرابح‬
‫‪54‬‬
‫‪.Non Cumulative Stock‬‬
‫ووفق ذلك تنقسم االسهم املمتازة إىل عدة أنواع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫• األسهم املمتازة اجملمعة أو املرتاكمة األرابح‪.‬‬
‫• األسهم املمتازة املشاركة يف األرابح‪.‬‬
‫• األسهم املمتازة القابلة للتحويل إىل أسهم عادية‪.‬‬
‫‪-2-4-2‬السندات‪:‬‬
‫السند هو عبارة عن صك مديونية يثبت أن مالك السند مقرض ملصدر السند‪ ،‬وهو استثمار أييت‬
‫بدخل اثبت أو متغري‪ ،‬حيث يتعهد املصدر أبن يدفع حلامل السند فائدة أو كوبون حمدد مسبقا طول مدة‬
‫‪55‬‬
‫السند وأن يرد القيمة االمسية يف اتريخ استحقاقها‪ ،‬واملتمثلة يف‪:‬‬
‫▪ سندات قصرية األجل‪ :‬ترتاوح تواريخ استحقاقها من سنة إىل ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫▪ سندات متوسطة األجل‪ :‬ترتاوح تواريخ استحقاقها من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫▪ سندات طويلة األجل‪ :‬ترتاوح تواريخ استحقاقها من ‪ 10‬إىل ‪ 30‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -1-2-4-2‬أنواع السندات‪:‬‬
‫‪56‬‬
‫للسندات عدة تقسيمات أمهها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬تقسيم السندات من حيث اتريخ الوفاء بقيمتها‪:‬‬
‫▪ السندات ذات التاريخ احملدد للوفاء‪:‬‬
‫وهي السندات اليت ينص ‪ -‬عند إصدارها ‪ -‬على لزوم الوفاء هبا يف اتريخ حمدد‪ ،‬أبن يدفع املصدر‬
‫القيمة االمسية للسندات مجيعها عند اتريخ االستحقاق املنصوص عليه يف العقد‪ ،‬وال حيق له إلزام حامل‬
‫السند قبول الوفاء به قبل هذا التاريخ‪.‬‬

‫‪ 54‬منري ابراهيم هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ 55‬أشرف مصطفى توفيق‪ ،‬كيف تتعلم استثمار األموال يف البورصة‪ -‬صناديق االستثمار‪ -‬أسواق رأس املال‪( -‬اخلطوات العملية والثغرات القانونية)‪،‬‬
‫دار ايرتاك للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2008 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 56‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.23-21‬‬

‫‪54‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫▪ السندات التسلسلية‪:‬‬
‫وهي السندات اليت يتفق على لزوم الوفاء هبا وفق جدول زمن يتضمن تواريخ استحقاق متسلسلة حىت‬
‫اتريخ االستحقاق النهائي‪ ،‬مثل إصدار سندات أبربعني مليون وحدة نقدية ملدة عشر سنوات‪ ،‬على أن يتم‬
‫تسديد أربعة ماليني وحدة نقدية يف هناية كل سنة‪.‬‬
‫▪ السندات القابلة لالستدعاء‪:‬‬
‫وهي السندات اليت ينص يف عقد اإلصدار على حق املصدر يف رد قيمتها إىل حامليها قبل اتريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬إذا رأت مصلحة هلا يف ذلك‪.‬‬
‫▪ السندات القابلة للتحويل‪:‬‬
‫وهي السندات اليت ميكن حتويلها إىل أسهم عادية أو ممتازة بعد مضي مدة حمددة‪ ،‬إذا رغب حاملها يف‬
‫ذلك‪ ،‬حبيث يتحول ‪ -‬مبجرد التحويل‪ -‬من دائن للشركة إىل شريك مساهم‪ ،‬وذلك وف ًقا لشروط وقواعد‬
‫حمددة يف العقد‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقسيم السندات من حيث الدخل‪:‬‬
‫أي تقسيم السندات من حيث العوائد اليت جينيها محلة السندات‪.‬‬
‫▪ السندات ذات الدخل الثابت (ذات معدل الفائدة الثابت)‪:‬‬
‫وهي السندات اليت حتدد فائدهتا بنسبة مئوية اثبتة من قيمتها االمسية‪ ،‬حبيث تدفع هذه الفائدة احملددة‬
‫بشكل دوري‪ ،‬إىل أن حيل أجل االستحقاق ويتم الوفاء ابلقيمة االمسية للسند‪.‬‬
‫▪ السندات ذات الدخل املتغي (ذات معدل الفائدة املتغي)‪:‬‬
‫وهي السندات اليت ال حتدد فائدهتا بنسبة اثبتة‪ ،‬وإمنا تتغري هذه النسبة تبعا لتغري أسعار الفائدة اجلارية‬
‫يف السوق‪ ،‬حبيث إذا حل وقت دفع الفائدة‪ ،‬أعطي حامل السند نسبة الفائدة السائدة يف ذلك الوقت‪.‬‬
‫▪ السندات اليت ال حتمل معدال للفائدة (السندات ذات الكوبون الصفري)‪:‬‬
‫وهي السندات اليت تباع خبصم من قيمتها االمسية‪ ،‬فال حتمل معدالً للفائدة كغريها من السندات‪ ،‬وإمنا‬
‫ميثل الفرق بني قيمتها االمسية اليت يقبضها املشرتي عند اتريخ االستحقاق‪ ،‬وبني السعر الذي اشرتاها به‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫الفائدة احلقيقية على القرض‪ ،‬وذلك أهنا تباع عند اإلصدار بسعر يقل عن القيمة االمسية املدونة عليها‪ ،‬وال‬
‫يلتزم مصدرها إال بدفع تلك القيمة عندما حيل أجل استحقاقها‪.‬‬
‫اتريخ استحقاق السند‬ ‫اتريخ اصدار السند‬

‫‪ 1000‬وحدة نقدية‬ ‫‪ 900‬وحدة نقدية‬

‫▪ سندات الدخل‪:‬‬
‫وهي السندات اليت يرتبط دفع فوائدها السنوية بتحقيق الشركة أرابحا يف تلك السنة‪ ،‬حبيث ال حيق‬
‫حلملتها املطالبة ابلفوائد يف السنوات اليت مل حتقق فيها الشركة أرابحا كافية‪ ،‬إال أنه قد ينص يف عقد‬
‫اإلصدار على دفع فوائد السنوات اليت مل تتحقق فيها أرابح من أرابح السنوات الالحقة‪.‬‬
‫▪ السندات املشاركة‪:‬‬
‫وهي السندات اليت تعطي حاملها احلق يف جزء من أرابح الشركة عندما تصل إىل معدل معني‪ ،‬إضافة‬
‫إىل الفوائد الدورية‪.‬‬
‫▪ السندات الرديئة‪:‬‬
‫وقد استحدثت يف الثمانينات لتمويل امتالك أعضاء جملس االدارة حلصة كبرية يف رأس مال املنشأة اليت‬
‫يديروهنا‪ ،‬وذلك إبصدار قروض تستخدم حصيلتها لشراء جانبا كبريا من أسهمها املتداولة يف السوق‪.‬‬
‫وعادة ما يرتتب على ذلك زايدة كبرية يف نسبة األموال املقرتضة إىل األموال اململوكة‪ ،‬بشكل جيعل‬
‫االستثمار يف تلك السندات حمفوفا بقدر كبري من املخاطر‪ ،‬وهو ما يقتضي أن يكون معدل الكوبون الذي‬
‫‪57‬‬
‫حتمله مرتفعا ليعوض املستثمر عن تلك املخاطر‪.‬‬
‫‪-3-4-2‬أدوات مالية حديثة (املشتقات املالية)‪:‬‬
‫‪-1-3-4-2‬مفهوم املشتقات املالية‪:‬‬

‫منري ابراهيم هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪56‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫تعرف األدوات املالية املشتقة على أهنا نوع من العقود املالية اليت تشتق قيمتها من قيمة أصل آخر يطلق‬
‫عليه األصل األساسي‪ ،‬أو املرتبط كاألسهم أو السندات أو السلع‪ ،‬ومن أبرز أشكاهلا عقود املستقبليات‪،‬‬
‫العقود اآلجلة‪ ،‬عقود املقايضة وعقود اخليارات وغريها من العقود املالية ذات اخلصائص املماثلة‪.58‬‬
‫‪-2-3-4-2‬أنواع املشتقات املالية‪:‬‬
‫أ‪-‬االختيارات ‪:Options‬‬
‫عقود االختيار متثل عقد يعطي حلامله احلق يف شراء أو بيع أصل مايل يف املستقبل (ورقة مالية‪،‬‬
‫عمالت) مقابل سعر اثبت حمدد خالل فرتة زمنية معينة ويطلق عليه االختيار األمريكي أو يف اتريخ حمدد‬
‫ويسمى االختيار األورويب‪ ،59‬ويطلق على السعر احملدد سعر التعامل ‪ Exercice price‬أو سعر‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫وميكن تقسيم اخليارات إىل نوعني‪:‬‬
‫عقد خيار الشراء ‪:Call option‬‬
‫يعطي لصاحبه احلق يف الشراء‪ ،‬وليس االلتزام ابلشراء‪ ،‬إذ يكون لصاحب اخليار احلق يف شراء األصل‬
‫بسعر حمدد متفق عليه‪ ،‬فإذا اخنفض سعر األصل عن السعر احملدد‪ ،‬فإن صاحب اخليار غري ملزم ابلشراء‬
‫وفقا للسعر احملدد السابق االتفاق عليه‪ ،‬إذ ميكنه الشراء من السوق ابلسعر املنخفض يف هذه احلالة‪.‬‬
‫عقد خيار البيع ‪:Put option‬‬
‫ويعطي هذا اخليار احلق يف بيع األصل بسعر معني دون االلتزام بذلك‪ ،‬فإذا ارتفع سعر األصل عن‬
‫السعر املتفق عليه يكون من حق صاحب اخليار عدم االلتزام ابلبيع وفقا هلذا السعر املتفق عليه‪ ،‬واللجوء‬
‫إىل السوق للبيع ابلسعر األعلى‪.‬‬

‫‪ 58‬أمحد صاحل عطية‪ ،‬مشاكل املراجعة يف أسواق املال‪ ،‬دار اجلامعية‪ ، 2003 ،‬ص‪.211‬‬
‫‪ 59‬منري إبراهيم هندي‪ ،‬أساسيات االستثمار يف األوراق املالية‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪ ، 1999 ،‬ص‪. 605‬‬
‫‪ 60‬حسن عطا غنيم‪ ،‬املشتقات املالية‪ ،‬ملتقى حول تنظيم و إدارة بورصات األوراق املالية العربية خلدمة التنمية ورشة عمل) ‪ 10-6‬مارس ‪2005‬‬
‫املنظمة العربية لتنمية اإلدارية (إدارة أسعار الصرف) بشرم الشيخ‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص ‪.56-55‬‬

‫‪57‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫ب‪-‬العقود املستقبلية ‪:Futures‬‬


‫ويعرف العقد املستقبلي على أنه عقد يلزم الطرفني املتعاقدين على تسليم أو استالم سلعة أو عملة‬
‫أجنبية أو ورقة مالية‪ ،‬بسعر متفق عليه يف اتريخ حمدد‪ .‬وغالبا ما يلزم كل من الطرفني إبيداع نسبة من قيمة‬
‫العقد لدى السمسار املتعامل معه وذلك إما يف صورة نقدية أو يف صورة أوراق مالية وذلك حلماية‬
‫األطراف املتعاملة يف حالة عدم التزام أحدها وخيتلف العقد املستقبلي ‪ Futures‬عند العقد اآلجل‬
‫‪61‬‬
‫‪ Forward‬يف أن األول متاحا للتداول العام من خالل السوق املالية‪.‬‬
‫ج‪-‬املبادالت ‪:Swaps‬‬
‫هي التزام تعاقدي يتضمن مبادلة نوع معني من التدفق النقدي أو ألصل معني يف السوق اآلنية مقابل‬
‫تدفق أصل آخر يف الوقت نفسه يف السوق اآلجلة‪ ،‬ويتضمن هذا النوع من العقود مبادلة العمالت‪،‬‬
‫مبادالت أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -5-2‬أسواق رأس املال الدولية‪:‬‬
‫‪ -1-5-2‬أسواق العمالت األوربية (‪:)Le marché des Euro-Devises‬‬
‫وهي األسواق اليت تتعامل أبدوات التمويل الدولية‪ ،‬واليت تتمثل يف ودائع العمالت األوربية حيث تعرب‬
‫عن ودائع من خمتلف العمالت املتداول هبا دوليا‪ ،‬املوجودة لدى البنوك التجارية خارج القطر املصدر هلذه‬
‫العمالت‪ ،‬فعلى سبيل املثال الدوالر املودوع يف البنك املتواجد أبملانيا يدعى الدوالر األوريب‬
‫)‪ ،(Eurodollar‬وعليه فإن العمالت األوربية ال يقصد هبا عمالت دول أورواب كما ال يقصد هبا العملة‬
‫األجنبية املتواجدة يف أوراب‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه الودائع قصرية األجل ذات فرتة استحقاق تقل عن ستة‬
‫أشهر‪ ،‬وتتمثل موارد أسواق العمالت األوربية يف‪ :‬خزينة املؤسسات اليت تتمتع مبيزة إيداع قصري األجل؛‬
‫احتياطيات الصرف لعدد كبري من البنوك املركزية للدول النامية؛ عمليات تغطية خطر الصرف (الصرف‬
‫أبجل‪ ،‬املبادالت )‪.‬كما تتمثل استخدامات العمالت األوربية يف‪ :‬قروض متعلقة بعمليات تغطية أخطار‬
‫الصرف؛ متويل العمليات التجارية الدولية؛ متويل العمليات احمللية؛ التمويل ابلقروض متوسطة وطويلة‬
‫األجل‪.‬‬

‫عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪58‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫‪-2-5-2‬سوق السندات الدولية‪:‬‬


‫وهي ختص سندات الشركات واحلكومات اليت تباع يف البلدان األجنبية غري البلد املصدر هلذه‬
‫السندات يف شكل اقرتاض طويل األجل أبقل كلفة‪ ،‬كما أهنا تقيم غالبا بعملة البلد األجنيب‪ ،‬وميكن اعتبار‬
‫هذه السندات أحد األدوات اهلامة لألسواق الدولية لرأس املال‪ ،‬وهذا لزايدة رأس املال‪ ،‬يتم تداول هذه‬
‫السندات يف سوقني مها السوق األويل والسوق الثانوي‪.‬‬
‫وتنقسم السندات الدولية إىل‪ :‬السندات األوروبية والسندات األجنبية‪.‬‬
‫أ‪-‬السندات األوروبية ‪:Euro-Bond Market‬‬
‫هي عبارة عن السندات اليت يصدرها املقرتضون املنتمون إىل دولة معينة خارج حدود دولتهم يف سوق‬
‫رأس املال لدولة أخرى وبعملة ختتلف عن عملة الدولة اليت مت فيها طرح هذه السندات لالكتتاب‪ ،‬فمثال‬
‫لو قامت شركات أمريكية ببيع سندات يف لندن مقيمة ابملارك األملاين فإن هذه السندات توصف‬
‫ابألوروبية‪.‬‬
‫وعملية إدارة وتنظيم اإلصدار تتم عن طريق بنوك االستثمار أو التجمعات املصرفية مقابل عمولة‪،‬‬
‫ويتم بعد ذلك تشكيل جمموعات البيع املتكونة من جمموعة البنوك والوسطاء واسعة االنتشار اليت تتوىل‬
‫تسويق اإلصدارات بني املستثمرين النهائيني " املؤسسات واألفراد" وتكون عادة الفوائد املستحقة على هاته‬
‫الضرائب‪.‬‬ ‫من‬ ‫معفاة‬ ‫السندات‬
‫ب‪-‬السندات األجنبية ‪:Foreign-Bond Market‬‬
‫وهي عبارة عن سندات دولية يصدرها املقرتضني الذين ينتمون لدولة معينة خارج حدود دولتهم يف‬
‫أسواق رأس املال لدولة أخرى‪ ،‬وبعملة نفس الدولة اليت طرح السندات فيها‪ ،‬فمثال لو ابعت شركة أملانية‬
‫سندات إىل الوالايت املتحدة فإن هذه السندات ستقيم ابلدوالر األمريكي بوصفها سندات أجنبية‪ ،‬ويتم‬
‫طرح وبيع هذه السندات بواسطة التجمعات املصرفية‪.‬‬
‫ويف السوق الثانوي تتداول هذه السندات األجنبية ابنتقاهلا من مصدريها األصليني إىل مشرتين جدد‪.‬‬
‫وتتميز هذه السندات ابخنفاض تكاليف عملية اإلصدار ابملقارنة بتكاليف إصدار السندات األوروبية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫بيئة األعمال الدولية‬ ‫احملور الثاين‬

‫على الرغم من سيطرة الدوالر األمريكي كعملة إصدار عاملية يف سوق السندات الدولية إال أن بعض‬
‫العمالت األوروبية واآلسيوية بدأت جتلب املصدرين العامليني‪ ،‬كاجلنيه اإلسرتلين‪ ،‬والني الياابين‪ ،‬والفرنك‬
‫السويسري وغريه من العمالت‪.‬‬
‫ومن خصائص السندات الدولية أن الفوائد عليها اثبتة على مدى الفرتة اخلاصة ابإلصدار وهذا شيء‬
‫إجيايب ابلنسبة للمقرتضني‪ .‬إذ ميكنهم احلصول على مصادر التمويل بسعر فائدة اثبت مما جينبهم خماطر‬
‫ارتفاع هذا األخري يف األسواق املالية‪.‬‬
‫‪-3-5-2‬سوق األسهم الدولية‪:‬‬
‫تتمثل يف األسهم املصدرة يف البلدان غري البلد األصلي للشركة املصدرة‪ ،‬ويتوىل توزيع هذه األسهم‬
‫هيئة دولية مكونة من بنوك ومؤسسات مالية متخصصة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫احملور الثالث‬

‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬


‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫احملور الثالث‪ :‬إدارة املوارد البشرية الدولية‬


‫يعترب العنصر البشري املكون األساسي ألي منظمة أعمال سواء كانت تعمل على املستوى احمللي‬
‫أو على املستوى الدويل‪ ،‬كما قد يعترب من األصول األكثر قيمة‪ .‬وإن مهمة أتمني املوارد البشرية الكفؤة‬
‫واملناسبة هي يف غاية األمهية ابلنسبة للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم إدارة املوارد البشرية‪:‬‬
‫‪-1-1‬مفهوم املوارد البشرية‪ :‬يقصد ابملوارد البشرية تلك اجلموع من األفراد املؤهلني ذوي املهارات‬
‫والقدرات املناسبة ألنواع معينة من األعمال‪ ،‬والراغبني ي أداء تلك األعمال حبماس واقتناع‪ .‬من التعريف‬
‫‪1‬‬
‫يتضح أن هناك صفتان أساسيتان يف تركيب املوارد البشرية مها‪:‬‬
‫▪ صفة القدرة على أداء األعمال ‪.Ability‬‬
‫▪ صفة الرغبة يف أداء األعمال ‪.Motive‬‬
‫‪-2-1‬مفهوم إدارة املوارد البشرية‪:‬‬
‫يشري مفهوم إدارة املوارد البشرية ‪ HRM‬إىل جمموعة املمارسات والسياسات املطلوبة لتنفيذ خمتلف‬
‫األنشطة املتعلقة ابلنواحي البشرية اليت حتتاج إليها اإلدارة ملمارسة وظائفها على أكمل وجه (حتليل‬
‫الوظائف‪ ،‬ختطيط االحتياجات واالستقطاب‪ ،‬االختيار والتعيني‪ ،‬التدريب والتطوير‪ ،‬إدارة التعويضات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫تقومي األداء)‪.‬‬
‫‪-3-1‬مفهوم إدارة املوارد البشرية الدولية ‪:IHRM‬‬
‫يعرف كل من جريفني ‪ Griffin‬وبوسيت ‪ Pustay‬إدارة املوارد البشرية الدولية أبهنا جمموعة األنشطة‬
‫املكتسبة من خالل التطوير املستمر يف انتقاء القوى العاملة الفعالة لتحقيق أهداف الشركات الدولية‬
‫واملتعددة اجلنسيات‪ ،‬مع تزويدهم ابلتدريب‪ ،‬والتطوير وتقييم األداء والثقافة‪ .‬أما تشارلز هل ‪Charles‬‬
‫‪ W. Hill‬فقد عرف إدارة املوارد البشرية الدولية أبهنا االسرتاتيجية اليت تشمل أنشطة التوظيف‪ ،‬وتقييم‬

‫علي السلمي‪ ،‬إدارة املوارد البشرية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة الطبع‪ ،‬ص ‪.147‬‬ ‫‪1‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪62‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫األداء‪ ،‬والتطوير‪ ،‬والتعويضات‪ ،‬وعالقات العمل يف فروع الشركات متعددة اجلنسيات‪ 3.‬ويعرفها البعض‬
‫على أبهنا عملية اختيار وتدريب وتطوير ومكافأة األفراد يف املواقع الدولية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01-03‬عملية إدارة املوارد البشرية الدولية‪:‬‬


‫احملتوى االسرتاتيجي إلدارة املوارد البشرية‬
‫الدولية‬
‫االختيار والتعيني الدولية‬

‫التدريب والتطوير‬

‫تقييم األداء‬

‫األجور والتعويضات‬

‫عالقات العمل‬

‫املسامهة الفعالة يف العمل املؤسسي‬

‫املصدر‪ :‬علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2008 ،‬ص ‪.58‬‬
‫تشري األسهم األفقية إىل تدفق املعلومات الراجعة واليت تساهم وتدعم بصورة فعالة العمل املؤسسي يف‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات‪ ،‬ويقصد ابلعمل املؤسسي كافة االدارات األخرى (االنتاج‪ ،‬التسويق‪ ،‬االدارة‬
‫املالية‪ ،‬وإدارة املوارد البشرية الدولية) وبقية االدارات املساندة مثل االدارة القانونية‪ ،‬والعالقات العامة‪ ،‬وإدارة‬
‫املواد والتخطيط‪...‬إخل‪ .‬أما األسهم العمودية فتشري إىل الرتابط التام يف احملتوى االسرتاتيجي إلدارة املوارد‬
‫البشرية الدولية‪.‬‬

‫علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.53-52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪63‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫‪-2‬اختيار وتعيني املوظفني‪:‬‬


‫تعتمد معظم الشركات املتعددة اجلنسيات والشركات الدولية على ثالث مصادر رئيسية للتوظيف‬
‫واملتمثلة يف التوظيف من البلد األم‪ ،‬التوظيف من البلد املضيف‪ ،‬التوظيف من بلد اثلث‪ .‬االعتماد على‬
‫‪4‬‬
‫احدى هذه االسرتاتيجيات الثالث يف التوظيف يتوقف على جمموعة من العوامل أمهها‪:‬‬
‫▪ مدى توافر اخلربة والكفاءة‪.‬‬
‫▪ مدى التآلف مع البلد املضيف‪.‬‬
‫▪ األنظمة والتعليمات احلكومية يف البلد املضيف بشأن التوظيف (كفرض توظيف نسبة معينة من‬
‫العمالة احمللية)‪.‬‬
‫▪ الكتلة األجرية حيث تسعى الشركات األجنبية إىل تدنية األجور والرواتب لتخفيض التكاليف‬
‫الكلية‪.‬‬
‫▪ احلاجة إىل التدريب وتكاليف التدريب‪.‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :1-3‬اسرتاتيجيات االختيار والتعيني يف الشركات متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫العيوب‬ ‫املزاي‬ ‫االسرتاتيجية‬
‫‪-‬صعوبة التكيف يف الدول األجنبية‪.‬‬ ‫‪-‬التآلف مع أهداف الشركة‪.‬‬ ‫التوظيف من‬
‫دفع تكاليف عالية على التدريب‪.‬‬ ‫‪-‬الوالء للشركة‪.‬‬ ‫البلد األم‬
‫‪-‬الضغوط النفسية املستمرة يف مكان‬ ‫‪-‬الكفاءة التقنية‪.‬‬
‫العمل‪.‬‬
‫مشكالت التكيف األسرية‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة الرقابة على عمل املوظف‪.‬‬ ‫‪-‬سهولة الرقابة على العمل‪.‬‬ ‫التوظيف من‬
‫‪-‬صعوبة االتصال‪.‬‬ ‫‪-‬التآلف مع البلد املضيف‪.‬‬ ‫البلد املضيف‬
‫‪-‬تكاليف احملافظة على املوظف أقل‪.‬‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪64‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫‪-‬ضعف فرص العمل املتاحة أمام املواطنني‬ ‫التوظيف من بلد ‪-‬االستجابة لضغوط احلكومة املضيفة‪.‬‬
‫احملليني‪.‬‬ ‫مدراء دوليون وموظفون‪.‬‬ ‫اثلث‬
‫‪-‬حساسية البلد املضيف‪.‬‬ ‫‪-‬أقل تكلفة‪.‬‬
‫‪-‬منافسة املواطنون احملليون‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪-3‬التدريب وتطوير الدويل ‪:International training and development‬‬
‫يقصد ابلتدريب اجلهود اهلادفة إىل تزويد الفرد العامل ابملعلومات واملعارف اليت تكسبه مهارة وخربة يف أداء‬
‫العمل أو تنمية مهارات ومعارف وخربات ابجتاه زايدة كفاءة الفرد العامل احلالية واملستقبلية‪ .‬كما يعرف‬
‫التدريب على أنه جمموعة من األنشطة واألساليب اليت تستهدف صقل املهارات والقدرات األساسية‬
‫لألفراد وإثراء معارفهم‪ .‬أما التطوير فهو جمموعة األساليب اليت هتتم بتقدمي املعارف العلمية واألدبية السلوكية‬
‫املبتكرة لإلداريني هبدف مساعدهتم على القيام مبهام وأعمال جديدة حتتاج إىل مستوى عال من الكفاءة‪،‬‬
‫كما هتدف برامج التطوير إىل متكني االداريني على القيام بتحسني قدراهتم يف عملية اختاذ القرارات‬
‫‪5‬‬
‫االسرتاتيجية اجلديدة‪ ،‬ودعمهم ابملعلومات الكافية لتحسني قدراهتم التفاوضية‪.‬‬
‫‪Training and development for‬‬ ‫أما التدريب والتطوير لألعمال الدولية‬
‫‪international business‬‬
‫فيعين الربامج املتخصصة اليت من شأهنا زايدة مقدرات األفراد العاملني يف الشركات اليت تعمل على‬
‫نطاق دويل ومتكينهم من مواجهة حدة املنافسة اليت تواجهها شركاهتم وابلتايل تقليل اخلسائر اليت ميكن أن‬
‫تتكبدها نتيجة التباين الثقايف بني األفراد العاملني يف تلك الشركات وزايدة التفاعل واالنسجام بني العاملني‬
‫‪6‬‬
‫اجلدد وزمالئهم العاملني يف الفروع الدولية‪ .‬وهناك أربع مستوايت للتدريب والتطوير الدويل‪:‬‬
‫املستوى األول‪ :‬التدريب على أثر االختالفات الثقافية وزايدة إدراك املرشح للعمل هبذه‬
‫االختالفات وأتثريها على نتائج عمله‪.‬‬

‫علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪5‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬د‪ .‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280-279‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪65‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫املستوى الثاين‪ :‬التدريب على أتثري امليول واالجتاهات (اجيابية‪/‬سلبية) على السلوك ابلشكل الذي‬
‫ميكنه من التفاعل مع مرؤوسيه األجانب‪.‬‬
‫املستوى الثالث‪ :‬تزويد املرشح للعمل ابملعرف واخلربات احلقيقية عن الدول املضيفة وطبيعة الرتكيبة‬
‫السكانية واملستوى الثقايف واالجتماعي واملعريف والتكنولوجي ومستوى القدرة االقتصادية‪.‬‬
‫املستوى الرابع‪ :‬اكساب املرشح للعمل مهارات متعلقة بتعلم اللغة والقدرة على التكيف مع‬
‫ظروف ومتغريات البيئة اجلديدة‪.‬‬
‫‪-1-3‬أنواع برامج التدريب والتطوير الدويل‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫هناك عدة أنواع لربامج التدريب والتطوير الدويل‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أ‪-‬برانمج الوعي الثقايف ‪:The cultural awareness program‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تزويد املشاركني مبجموعة القيم الثقافية وكذلك املعتقدات اليت سوف تواجه‬
‫املرشح للعمل ابلفروع اخلارجية‪.‬‬
‫ب‪-‬نظام عقد الصفقات العاملية ‪:Executive etiquate for global transactions‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تدريب األفراد على كيفية التفاوض وعقد الصفقات حبسب ظروف الدولة‬
‫املضيفة‪.‬‬
‫‪Cross- cultural technology‬‬ ‫ج‪-‬برانمج نقل التكنولوجيا عرب الثقافات املختلفة‬
‫‪:transfer‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تبصري املشاركني بكيفية أتثري القيم الثقافية على قبوهلم للتكنولوجيا والتعليم‬
‫الفين‪.‬‬
‫د‪-‬برانمج الربوتوكوالت الدولية ‪:International protocol‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تزويد املشاركني أبساليب التعامل مع األفراد يف خمتلف البلدان اليت يعملون‬
‫فيها‪.‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬د‪ .‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪66‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫‪Business basic for‬‬ ‫ه‪-‬برانمج أساسيات إدارة املشروعات للمديرين األجانب‬


‫‪:foriegner-executives‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تبصري املديرين أبساسيات إدارة املشاريع‪.‬‬
‫و‪-‬برانمج تعليم اللغات ‪:Language programs‬‬
‫يهدف هذا الربانمج إىل تقدمي جمموعة من اخلدمات تشمل الرتمجة والتفسري والتدريب يف ظل التنوع‬
‫الثقايف وتقدمي االستشارات يف جمال اللغات وكذلك التدريب‪.‬‬
‫‪ -4‬تصنيف ش‪ .‬م‪ .‬ج وفق معيار التوظيف‪:‬‬
‫ميكن تصنيف ش‪ .‬م‪ .‬ج حسب ما جاء به ‪ Perlamuter‬وفق معيار التوظيف إىل‪:‬‬
‫❖ الشركات اليت تعتمد على العرق الواحد حيث القيم واملعتقدات متشاهبة‪.‬‬
‫❖ الشركات اليت تعتمد على التعدد العرقي‪.‬‬
‫❖ الشركات اليت تعتمد على العاملية يف سياسات التوظيف‪.‬‬
‫❖ الشركات اليت تعتمد على املنطقة االقليمية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -5‬التعويضات الدولية ‪:International Compensations‬‬
‫انطالقا من الطبيعة االقتصادية للعقد املربم بني الفرد العامل والشركة‪ ،‬فإن الفرد العامل يلتزم ابلعمل‬
‫واالنتاج وفقا لشروط العقد املتفق عليه‪ ،‬يف مقابل ذلك تلتزم الشركة بتعويض الفرد عما يقدمه‪.‬‬
‫ويعرف التعويض على أنه جمموع املكافآت املباشرة اليت تدفع على أساس أداء الفرد لعمله وغري‬
‫املباشرة املتمثلة ابملكافآت املعنوية للفرد كاملزااي االجتماعية والصحية واملشاركة يف صنع القرارات وغريها اليت‬
‫ميكن أن تؤدي إىل زايدة رضا الفرد ودافعيته مما ينعكس على حتسني أدائه وزايدة إنتاجيته‪.‬‬
‫أما بصدد التعويضات الدولية فمن املعروف أن ش‪ .‬م‪ .‬ج تعرض تعويضات عمل (أجور وحوافز)‬
‫عالية ابملقارنة مع ما تعرضه الشركات احمللية‪ ،‬وهدف ش م‪ .‬ج من وراء ذلك هو استقطاب أفضل‬
‫‪9‬‬
‫املهارات االدارية والفنية احمللية العاملة يف الشركات الوطنية يف البلد املضيف‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وتعتمد الشركات يف اعداد نظام التعويضات الدويل على مدخلني أساسيني مها‪:‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬د‪ .‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.275 -274‬‬ ‫‪8‬‬

‫علي عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.345-344‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪67‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫✓ مدخل امليزانية‪ :‬يقوم هذا املدخل على ضرورة أن يتمتع الفرد على األقل بنفس مستوى املعيشة‬
‫داخل وطنه‪.‬‬
‫✓ مدخل الرتب‪ :‬وفقا هلذا املدخل يتم تصنيف املديرين والعاملني يف اخلارج إىل رتب‪ ،‬وفق مؤشر‬
‫اخلربة و نطاق االشراف كما يوضحه اجلدول التايل‪:‬‬
‫اجلدول ‪ :2-3‬تصنيف املديرين والعاملني يف اخلارج وفق مدخل الرتب‬
‫نطاق االشراف‬ ‫اخلربة ابلسنوات‬ ‫الرتبة‬
‫‪ 50-21‬مرؤوس‬ ‫‪10-6‬‬ ‫ممتاز‬
‫‪ 20-11‬مرؤوس‬ ‫‪6-4‬‬ ‫جيد‬
‫‪ 10-3‬مرؤوس‬ ‫مبتدئ ‪3-1‬‬
‫تعويضات املدراء يف ش‪ .‬م‪ .‬ج‪:‬‬
‫يوضح اجلدول التايل متوسط الرواتب اليت تدفعها ش‪ .‬م‪ .‬ج ملدراءها يف بعض العواصم العاملية‬
‫ابأللف دوالر األمريكي‪:‬‬
‫اجلدول ‪ :3-3‬تعويضات املدراء يف ش‪ .‬م‪ .‬ج‬
‫املدير‬ ‫املدير‬ ‫املدير‬ ‫مكان‬ ‫املدير‬ ‫املدير‬ ‫املدير‬ ‫مكان‬
‫املبتدئ‬ ‫اجليد‬ ‫املمتاز‬ ‫العمل‬ ‫املبتدئ‬ ‫اجليد‬ ‫املمتاز‬ ‫العمل‬
‫‪28‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪113‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪59‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪145‬‬ ‫طوكيو‬
‫‪27‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪76‬‬ ‫لندن‬ ‫‪38‬‬ ‫‪72‬‬ ‫هونغ كونغ ‪137‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ابنكوك‬ ‫‪53‬‬ ‫‪84‬‬ ‫فرانكفورت ‪132‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫بكني‬ ‫‪39‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪101‬‬ ‫ابريس‬
‫املصدر‪ :‬زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫عادة ما يشوب نظام األجور والتعويضات مشكلة الفروقات بني ما يتقاضاه املهندسني أو املوظفني‬
‫االداريني من البلد األم (املغرتبني) وبني ما يتقاضاه نظرائهم من البلد املضيف‪ ،‬فاألجور والتعويضات اليت‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.277-275‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪68‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫تدفع للموظف املغرتب أكثر من تلك اليت تدفع للمدرين واملوظفني من أبناء البلد املضيف‪ .‬وقد حاولت‬
‫الشركات الدولية التخفيف من حدة هذه املشكلة وأتثرياهتا اجلانبية‪ ،‬إال أهنا مل تستطيع التغلب عليها‬
‫‪11‬‬
‫بصورة هنائية‪.‬‬
‫‪-5‬التحديت اليت تواجهها إدارة املوارد البشرية الدولية‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫هناك العديد من التحدايت اليت ميكن أن تواجهها إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫‪-‬التباين الثقايف ومسألة استقطاب العاملني من ثقافات خمتلفة‪ ،‬هذا التحدي يتطلب وجود آليات إلدارة‬
‫هذه اجملموعة البشرية ذات اخللفيات الثقافية غري املتجانسة وتوجيهها بشكل صحيح ألداء املهمات وبلوغ‬
‫األهداف املرسومة‪.‬‬
‫‪-‬كثرة عدد العاملني يف الشركات الدولية‪ ،‬واملتعددة اجلنسيات والعاملية وتشتت أماكن عملهم يف مناطق‬
‫جغرافية واسعة‪ ،‬هذا التحدي حيتاج إىل آليات تنسيق غري تقليدية واسرتاتيجيات مرنة واعتماد تكنولوجيا‬
‫معلومات عالية‪.‬‬
‫‪-‬توظيف املهارات واخلربات واملناورة فيها‪ ،‬إذ يتطلب األمر مرونة عالية يف حتويل املهارات واخلربات‬
‫املختلفة بني فروع الشركات بغض النظر عن أماكنها‪ ،‬وهذا التحدي يستلزم آليات وإجراءات تضمن القيام‬
‫ابملناورة ابملوارد البشرية دون آاثر عكسية‪.‬‬
‫‪-‬نشر املعرفة واالبتكار‪ ،‬وهو ما يتطلب ضرورة نشر وتوزيع املعارف واألفكار املبتكرة بني الفروع املختلفة‬
‫للشركة بغض النظر عن منشأها ومصدرها‪.‬‬
‫‪-‬تنمية وتطوير املهارات على أساس دويل‪ ،‬حيث جيب حتديد الكفاءات اليت يتوافر لديها القدرات‬
‫واملهارات اليت متكنها من العمل على نطاق دويل‪.‬‬
‫إن مواجهة التحدايت آنفة الذكر يستلزم من إدارة املوارد البشرية اعتماد مجلة من املؤشرات القرارية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫*حتديد املرشح للعمل ابخلارج وتقوميه واختباره‪.‬‬
‫*تقدير كلفة إرسال العاملني للخارج بصحبة أسرهم ومقارنتها بكلفة وعائد االعتماد على أبناء الدولة‬
‫املضيفة‪.‬‬

‫علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪11‬‬

‫زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد على صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.261‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪69‬‬
‫إدارة املوارد البشرية الدولية‬ ‫احملور الثالث‬

‫*التحديد الدقيق لوصف مواصفات الوظيفة موضحا فيها مجيع احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫*حتديد نظام التعويضات وآليات تنفيذها‪.‬‬
‫*حتديد مساعدات إعادة التسكني واليت تشمل االعاشة‪ ،‬بدالت النقل واملوصالت والتأثيث‪.‬‬
‫*التأييد والدعم األسري‪ ،‬الذي يشمل هتيئة ثقافية ألسرة املرشح للعمل يف اخلارج من تعلم اللغة والثقافة‬
‫والعادات والقيم والتقاليد‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫احملور الرابع‬

‫االستثمار األجنيب و أشكاله‬


‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫احملور الرابع‪ :‬االستثمار األجنيب وأشكاله‬


‫لقد لعب االستثمار األجنيب‪ ،‬ال سيما املباشر منه‪ ،‬دورا هاما يف دعم منو اقتصادايت الدول النامية‪،‬‬
‫كما أعطى دفعة هامة ملسرية التكامل العاملي من خالل املسامهة يف ربط أسواق رأس املال وأسواق العمل‬
‫وزايدة األجور وانتاجية رأس املال يف الدول املضيفة له‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم وطبيعة االستثمار األجنيب‪:‬‬
‫‪-1‬االستثمار األجنيب املباشر‪:‬‬
‫يقصد ابالستثمار املباشر قيام إحدى املؤسسات أو املستثمرين بشراء ومتلك األصول الرأمسالية‬
‫(آالت‪ ،‬معدات‪ ،‬أراضي‪ )...‬أو املشاركة يف أتسيس األصول الرأمسالية كشركات املسامهة أو ضمن شركات‬
‫التضامن‪.‬‬
‫‪-1-1‬أشكال االستثمار األجنيب املباشر‪:‬‬
‫ينطوي االستثمار األجنيب املباشر على التملك اجلزئي أو الكلي للطرف األجنيب ملشروع االستثمار‬
‫سواء كان مشروعا للتسويق أو البيع أو التصنيع أو االنتاج أو أي نوع آخر من النشاط االنتاجي‬
‫‪1‬‬
‫أو اخلدمي‪ .‬ويقسم بذلك االستثمار األجنيب املباشر كاآليت‪:‬‬
‫أ‪-‬االستثمار املشرتك‪:‬‬
‫يرى كولدي ‪ Kolde‬أن االستثمار املشرتك هو أحد مشروعات األعمال الذي ميتلكه أو يشارك فيه‬
‫طرفان أو أكثر من دولتني خمتلفتني بصفة دائمة‪ ،‬واملشاركة هنا ال تقتصر على احلصة يف رأس املال بل متتد‬
‫أيضا إىل اإلدارة‪ ،‬واخلربة وبراءات االخرتاع أو العالمات التجارية‪...‬إخل‪ .‬أما تريبسرتا ‪ Terpstra‬فريى أن‬
‫االستثمار املشرتك ينطوي على عمليات انتاجية أو تسويقية تتم يف دول أجنبية‪ ،‬ويكون أحد أطراف‬
‫االستثمار فيها شركة دولية متارس حقا كافيا يف إدارة املشروع أو العملية االنتاجية بدون السيطرة الكاملة‬
‫عليه‪.‬‬
‫يتضح من هذه التعاريف أن االستثمار املشرتك ميكن أن أيخذ األشكال التالية‪:‬‬

‫عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.317-306‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪72‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫▪ االستثمار املشرتك ميثل اتفاق طويل األجل بني طرفني استثماريني أحدمها وطين واآلخر أجنيب‬
‫ملمارسة نشاط إنتاجي داخل الدولة املضيفة‪.‬‬
‫▪ أن الطرف الوطين قد يكون شخصية معنوية اتبعة للقطاع العام أو اخلاص‪.‬‬
‫▪ أن قيام أحد املستثمرين األجانب بشراء حصة يف شركة وطنية قائمة يؤدي إىل حتويل هذه الشركة‬
‫إىل شركة استثمار مشرتك‪.‬‬
‫▪ ليس ابلضرورة أن يقدم املستثمر األجنيب أو الوطين حصة يف رأس املال‪ ،‬وإمنا مشاركتهما قد أتخذ‬
‫صيغا أخرى‪:‬‬
‫✓ املشاركة قد تكون من خالل تقدمي اخلربة واملعرفة أو العمل أو التكنولوجيا بصفة عامة‪.‬‬
‫✓ كما قد تكون حبصة يف رأس املال أو رأس املال كله على أن يقدم الطرف األخر‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫✓ أو من خالل تقدمي املعلومات أو املعرفة التسويقية‪.‬‬
‫▪ ال بد أن يكون لكل طرف من أطراف االستثمار احلق يف املشاركة يف إدارة املشروع‪ ،‬وهذا هو‬
‫العنصر احلاسم يف التفرقة بني مشروعات االستثمار املشرتك وعقود االدارة أو اتفاقيات التصنيع‬
‫أو مشروعات تسليم املفتاح‪.‬‬
‫ب‪-‬االستثمارات اململوكة كليا من طرف مستثمر أجنيب ‪Wholly Owned Foreign‬‬
‫‪:Investments‬‬
‫تتمثل االستثمارات اململوكة كليا من طرف مستثمر أجنيب يف قيام هذا األخري (املستثمر األجنيب)‬
‫إبنشاء فروع لإلنتاج أو التسويق أو أي نوع آخر من أنواع النشاط االنتاجي أو اخلدمي ابلدولة املضيفة‪،‬‬
‫دون اللجوء إىل شريك حملي‪ .‬ويعترب هذا النوع من مشروعات االستثمار األكثر تفضيال لدى الشركات‬
‫متعددة اجلنسيات‪ ،‬وذلك ملا يفره هلا من احلرية الكاملة يف اإلدارة والتحكم يف النشاط االنتاجي وسياسات‬
‫األعمال املرتبطة مبختلف أوجه النشاط الوظيفي للشركة (إنتاجية وتسويقية ومالية والسياسات اخلاصة‬
‫ابملوارد البشرية)‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫ج‪-‬مشروعات أو عمليات التجميع‪:‬‬


‫ويتمثل هذا النوع من االستثمارات يف تزويد الشركة األجنبية للشركة احمللية مبكوانت منتج معني‬
‫لتجميعها يف شكل منتج هنائي‪.‬‬
‫د‪-‬عمليات االندماج أو التملك‪:‬‬
‫يتمثل يف عملية اندماج لشركتني أو أكثر‪ ،‬أو متلك الواحدة لألخرى عن طريق الشراء‪.‬‬
‫‪-2‬االستثمار األجنيب غري املباشر‬
‫االستثمار غري املباشر فهو يتعلق بشراء املستثمرين لألسهم والسندات واألوراق املالية‪ ،‬إما بقصد‬
‫إعادة بيعها عندما يرتفع سعرها يف السوق وابلتايل حتقيق مكاسب رأمسالية‪ ،‬ففي هذه احلالة ال يكون‬
‫للمستمرين أتثريا على قرارات الشركة أو سياساهتا‪ ،‬خاصة إذا كانت الشركة موجودة يف بلد آخر؛ أما إذا‬
‫كان الشراء بقصد اقتناء األسهم أو السندات كاستثمار طويل األجل فإن املستثمرين (حبسب األسهم‬
‫اململوكة) يسعون للسيطرة والتأثري على قرارات اإلدارة‪.‬‬
‫وكخالصة ميكن القول أن عالقة املستثمر ابلشركة املصدر لألسهم أو السندات تتحدد حبسب نوااي‬
‫املستثمر‪ ،‬فإذا كانت نية املستثمر شراء األسهم بقصد إعادة بيعها و حتقيق أرابح من وراء ذلك فإن عالقة‬
‫املستثمر ابلشركة ال حتظى ابهتمامه ابلضرورة‪ ،‬أما إذا كانت نية هذا املستثمر شراء األسهم بقصد السيطرة‬
‫‪2‬‬
‫على الشركة أو املشاركة يف إدارهتا فإن عملية الشراء يف هذه احلالة تعد استثمارا مباشرا‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرايت االستثمار األجنيب‪:‬‬
‫‪-1-3‬االستثمار األجنيب والنظرية االقتصادية التقليدية‪:‬‬
‫يفرتض رواد النظرية التقليدية أن االستثمارات األجنبية هي مبثابة مباراة من طرف واحد الفائز‬
‫بنتيجتها الشركات املتعددة اجلنسيات يف معظم احلاالت إن مل يكن يف كل احلاالت‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ومن رواد هذ النظرية نذكر‪:‬‬
‫أ‪-‬اسهامات ابليجا ‪:Baligas‬‬

‫على عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬املدخل العام‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬ص ص ‪.38-37‬‬ ‫‪2‬‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57-50‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪74‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫يري ابليجا انطالقا من حتليله ألنشطة وممارسات الشركات األمريكية متعددة اجلنسيات يف الدول‬
‫النامية أن هذه الشركات هلا نظرة استعمارية‪ ،‬أي أهنا تفرتض أن الدول املضيفة هي مبثابة مصدر رئيس‬
‫للمواد اخلام واملواد األولية‪ ،‬وابلتايل فإن اهلدف من استثماراهتا األجنبية هو استخراج هذه املواد‬
‫الستخدامها يف الدول املتقدمة‪ ،‬كما أن األسعار اليت تدفع مقابل هذه املواد تكون منخفضة‪.‬‬
‫كما يضيف أن املستثمر األجنيب ينظر إىل الدول املضيفة على أهنا متثل فرص مرحبة لالستثمار وانتاج‬
‫وتسويق السلع‪ ،‬وحىت يتم ذلك جيب أن يشرتك مستثمرون وطنيون يف مشروعات االستثمار على أن‬
‫حيتفظ املستثمر األجنيب حبق االدارة والرقابة‪ ،‬وتكون حصته أكثر من حصة املستثمر احمللي يف املشروع‪.‬‬
‫ب‪-‬اسهامات فرانك ‪:Frank‬‬
‫يرى فرانك أن املستثمر االجنيب له نظرة استغاللية اجتاه ثروات الدول املضيفة‪ ،‬وخري دليل على‬
‫ذلك حسب رأيه يكمن يف أن االستثمارات األجنبية ترتكز وبصفة خاصة يف الدول النامية يف جمال‬
‫الصناعات االستخراجية‪ .‬حيث أن األسعار اليت تدفع مقابل هذه املواد تكون منخفضة‪ ،‬ويف املقابل من‬
‫ذلك تقوم الدول املضيفة ابسترياد السلع واملنتوجات من الدول الغنية أبسعر مرتفعة‪.‬‬
‫ج‪-‬اسهامات هود وينج ‪:Hood & Young‬‬
‫يرى هود وينج أن الشركات متعددة اجلنسيات تعترب شكال من أشكال اإلمربايلية‪ ،‬من خالل قيامها‬
‫بتصدير رؤوس أمواهلا واستثماراهتا خارج حدود الدولة األم بسبب تدهور معدالت األرابح احملققة فيها‪،‬‬
‫كما أهنا تعمل على خلق التبعية التكنولوجيا للدول املضيفة واستمرار اعتمادها على دول أجنبية‪ ،‬فضال‬
‫عن جلبها ألمناط جديدة لالستهالك والعادات يف هذه الدول وهذا ما ميثل مظاهر لإلمربايلية اجلديدة‪.‬‬
‫‪-4‬نظرايت االستثمار األجنيب احلديثة‪:‬‬
‫على عكس ما تفرتضه النظرية التقليدية بشأن جدوى االستثمارات األجنبية‪ ،‬تفرتض النظرية احلديثة‬
‫أن االستثمارات األجنبية حتكمها مصاحل مشرتكة بني الدول املضيفة والشركات متعددة اجلنسيات تعود‬
‫ابلفائدة على الطرفني‪ ،‬غري أن حجم الفوائد الذي يتحصل عليه كل طرف إمنا يتوقف إىل حد كبري على‬
‫سياسات وممارسات الطرف اآلخر بشأن نوع وطبيعة االستثمار‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬
‫‪4‬‬
‫ومن رواد هذه النظرية جند‪:‬‬
‫أ‪-‬اسهامات كار ‪:Carr‬‬
‫يرى كار أن االستثمار املباشر الذي يقوم به املستثمرين األجانب يف الدول املضيفة له فوائد وعوائد‬
‫للطرفني‪ ،‬حيث أن الدول املضيفة تتحصل على منافع من أمهها خلق فرص عمالة‪ ،‬حتسني مستوى‬
‫الدخول‪ ،‬وارتفاع وحتسني االنتاجية‪ ،‬بينما تتمثل عوائد املستثمر األجنيب يف احلصول على األرابح‪.‬‬
‫ب‪-‬اسهامات ميكسل وفرينون وويلس ‪:Mikesell-Vernon & Wells‬‬
‫يرى هؤالء أن مدى أتثري االستثمارات األجنبية سلبا أو اجيااب على التنمية يف الدول النامية املضيفة‬
‫يتوقف على العديد من العوامل واملتغريات كطبيعة الصناعة‪ ،‬مستوى التقدم والنمو االقتصادي يف الدولة؛‬
‫ويضيف أصحاب هذا الرأي أن االستثمارات األجنبية املباشرة بصفة خاصة قد تلعب دورا حيواي يف جهود‬
‫التنمية الشاملة إذا متكنت هذه الدول من توجيه وتنظيم وختطيط هذه االستثمارات بصورة جيدة‪.‬‬
‫ج‪-‬اسهامات استويفر ‪:Stoever‬‬
‫يرى استويفر أن االستثمارات األجنبية املباشرة تساهم يف رفع معدالت التكوين الرأمسايل يف الدول‬
‫املضيفة‪ ،‬كما تساعد يف تنمية وحتديث مشروعات البنية األساسية كالطرق ووسائل االتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬وكذلك مشروعات اخلدمات كاملستشفيات واملدارس واملساكن‪ .‬وهذا من شأنه أن يؤدي إىل‬
‫ارتفاع منو الناتج القومي وخلق فرص للعمالة وتنمية املوارد البشرية‪.‬‬
‫ويضيف استويفر أن االستثمارات األجنبية املباشرة حتسن من ميزان املدفوعات عن طريق زايدة‬
‫التصدير وتقليل االسترياد‪ ،‬كما تعمل على تنمية املناطق املتخلفة اقتصاداي واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬كما قد تؤدي‬
‫إىل توطيد أواصر الصداقة والعالقات السياسية واالقتصادية والعسكرية بني الدول األم والدول املضيفة‪.‬‬
‫د‪-‬اسهامات هود ووينج ‪:Hood & Young‬‬
‫ابلرغم من اسهاماهتم يف النظرية التقليدية‪ ،‬إال أهنم اعرتفا أبن هناك مزااي ميكن أن حتققها الدول‬
‫املضيفة من االستثمارات األجنبية كدفق رؤوس األموال األجنبية وخلق فرص للعمالة والتطوير‬
‫التكنولوجي‪...‬إخل‬

‫زاهد حممد ديري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.72-60‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪76‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫ه‪-‬اسهامات بري ستكر ‪:Bier Steker‬‬


‫أشار بريستكر أن هناك الكثري من الفوائد واملنافع االقتصادية املهمة اليت ميكن للدول املضيفة‬
‫للحصول عليها أو حتقيقها من جراء فتح أسواقها للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬كتوفري عوامل االنتاج‬
‫النادرة والالزمة ألغراض التنمية الشاملة (رؤوس األموال‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬اخلربات واملهارات)‪ ،‬خلف فرص‬
‫عمالة‪ ،‬تنمية واستغالل املوارد املادية البشرية يف الدول النامية‪ ،‬املسامهة يف حتقيق التنمية الثقافية‬
‫واالجتماعية من خالل ادخال عادات وأمناط جديدة للسلوك‪.‬‬
‫‪-5‬االستثمار األجنيب والدولة املضيفة‪:‬‬
‫يف العقود األخرية أصبح ينظر لالستثمار األجنيب نظرا ألمهيته‪ ،‬نظرة توازنية بني املنافع اليت حيققها‬
‫واملساوئ اليت خيلفها‪ .‬ويف هذا السياق جند أن الدول املضيفة تعمل جاهدة من خالل احلوافز اليت توفرها‬
‫على جلب االستثمارات األجنبية‪ ،‬ويف نفس الوقت جندها ختشى من التأثري السليب الذي تسببه الشركات‬
‫األجنبية على موازين مدفوعاهتا وعلى شركاهتا احمللية‪ ،‬وقد ميتد ذلك إىل خماوف سياسية قد جيلبها‬
‫االستثمار األجنيب‪.‬‬
‫ولذلك جند أن حكومات الدول املضيفة تعمل على تعظيم املنافع اليت حتققها من وراء االستثمار‬
‫األجنيب‪ ،‬وتقليل املساوئ واالستفادة أبقصى قدر ممكن مما تقدمه االستثمارات األجنبية لالقتصاد احمللي‪.‬‬
‫‪-1-5‬أثر االستثمار األجنيب على ميزان املدفوعات‪:‬‬
‫قد يكون لالستثمار األجنيب آاثر على ميزان املدفوعات‪ ،‬إال أن هذه األاثر قد ختتلف طبقا لنوع‬
‫االستثمار والسياسات اليت تتبعها الشركات األجنبية‪ ،‬فاالستثمار األجنيب قد أيخذ شكل استثمار مباشر‬
‫مما قد يدفع هذه الشركات إىل اسرتاد املواد واملعدات االنتاجية‪...‬إخل كما قد تقوم هذه الشركات بشراء‬
‫شركات حملية عاملة وهنا لن تستورد على األقل يف البداية؛ وهذا ما يؤدي إىل اختالف األثر الذي خيلفه‬
‫االستثمار األجنيب يف احلالتني‪.‬‬
‫وإذا قامت الشركات األجنبية بتحويل أرابحها إىل اخلارج فسيكون لذلك آاثر سلبية على ميزان‬
‫املدفوعات‪ ،‬أما إذا قامت هذه الشركات إبعادة استثمار أرابحها يف البلد املضيف فسيكون لذلك آاثر‬
‫إجيابية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫‪-2-5‬أثر االستثمار األجنيب على الدخل والعمالة‪:‬‬


‫من املنافع اليت تستفيد منها الدول املضيفة من االستثمار األجنيب هو زايدة صادراهتا مما يؤدي‬
‫ابلضرورة إىل زايدة الدخل القومي ابعتبار أن الصادرات تعترب أحد مكوانت الدخل القومي‪ .‬ومن املنافع‬
‫اليت حيققها االستثمار األجنيب هو خلق فرص عمل مباشرة وغري مباشرة (قيام صناعات وشركات حملية‬
‫لتمويل الشركات األجنبية مبا حتتاجه من مواد‪ .)...‬إضافة إىل ذلك هناك عدة منافع أخرى كالضرائب اليت‬
‫جتبيها الدولة املضيفة من الشركات األجنبية‪.‬‬
‫‪-3-5‬نقل التقنية واإلدارة‪:‬‬
‫قد تستفيد الدول املضيفة من التقنيات اليت جتلبها الشركات األجنبية وتتحكم فيها‪ ،‬حيث يعترب‬
‫االستثمار األجنيب من أحسن الطرق والوسائل لنقل التكنولوجيا واملهارات اإلدارية من الدول املتقدمة إىل‬
‫الدول النامية‪ ،‬ويكون ذلك إما من خالل االستثمار األجنيب أو عقود اإلدارة أو الرتخيص أو عمليات‬
‫تسليم املفتاح‪.‬‬
‫‪-6‬توجيه االستثمار األجنيب مبا خيدم أهداف الدولة املضيفة‪:‬‬
‫لالستفادة أبقصى قدر ممكن من االستثمار األجنيب‪ ،‬تلجأ الدول املضيفة إىل سن قوانني االستثمار‬
‫مبا يسمح هلا بتعظيم املنافع وتدنية األضرار واملساوئ اليت حيدثها االستثمار األجنيب‪.‬‬
‫أ‪-‬احلوافز‪:‬‬
‫من خالل قانون االستثمار تعمل الدول املضيفة على جذب واستقطاب االستثمار األجنيب‪،‬‬
‫وتوجيهه حنو جماالت معينة ومناطق معينة مبا خيدم أهدافها التنموية‪ .‬وقد يتجسد ذلك من خالل‬
‫االعفاءات واالمتيازات اجلبائية والتسهيالت اليت متنح للشركات األجنبية‪.‬‬
‫ب‪-‬القيود‪:‬‬
‫تفرض الدول املضيفة جمموعة من القيود على الشركات األجنبية بغرض توجيهها واالستفادة منها مبا‬
‫خيدم أهدافها ومن هذه القيود ما يلي‪:‬‬
‫• حتديد اجملاالت اليت يسمح االستثمار فيها‪.‬‬
‫• حتديد نسبة امللكية (قاعدة ‪ 51/49‬يف اجلزائر)‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫االستثمار األجنيب وأشكاله‬ ‫احملور الرابع‬

‫• وضع قيود على شراء الشركات احمللية‪.‬‬


‫• حتديد نسبة العمالة احمللية‪.‬‬
‫حتديد مقدار االقرتاض من البنوك اجمللية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫احملور اخلامس‬

‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف‬


‫االقتصاد العاملي‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫احملور اخلامس‪ :‬الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‪:‬‬


‫إن النمو الكبري واملتسارع للشركات املتعددة اجلنسيات عن طريق االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬جعل‬
‫منها قوة مهيمنة يف التجارة الدولية؛ حيث ارتفع عددها من ‪ 850000( 65000‬فرع أجنيب) سنة‬
‫‪ 2001‬إىل ‪ 790000( 79000‬فرع أجنيب) سنة ‪ .2007‬ووصل جمموع استثمارها املباشر ‪ 6‬تريليون‬
‫دوالر يف عام ‪ 2007‬من جمموع ‪ 15‬ترليون دوالر‪ .‬وإبمجايل مبيعات ‪ 31.2‬تريليون دوالر‪ ،‬وقد بلغ‬
‫عدد العمال يف الفروع األجنبية هلذه الشركات ما يقارب ‪ 81.6‬مليون يف نفس السنة‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم الشركات املتعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫هناك العديد من التعريفات للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬فبعضها يستند إىل حجم املبيعات‬
‫والبعض األخر يستند إىل عدد الدول اليت متارس فيها تلك الشركات نشاطها؛ وقد أوردت إحدى‬
‫الدراسات الصادرة عن اجمللس االقتصادي واالجتماعي التابع لألمم املتحدة حول الشركات املتعددة‬
‫‪1‬‬
‫اجلنسيات وأتثريها على عملية التنمية واحد وعشرون تعريفا هلا‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم التعاريف‪:2‬‬
‫أ‪ -‬تعريف فرينون ‪:Vernon‬‬
‫عرف الشركة أبهنا املنظمة اليت يزيد رقم أعماهلا أو َمبيعاهتا السنوية عن ‪ 100‬مليون دوالر‪ ،‬واليت متتلك‬
‫تسهيالت أو فروعا إنتاجية يف ست دول أجنبية أو أكثر‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف ليفنجستون ‪:Levengston‬‬
‫يعترب الشركات متعددة اجلنسيات هي‪ :‬الشركة اليت تتمتع بشخصية مستقلة ومتارس نشاطها ابالختِيار يف‬
‫دولة أجنبية أو أكثر‪.‬‬
‫ج‪ -‬تعريف رولف ‪:S. ROLFE‬‬
‫هي الشركة اليت جيب أن تصل مبيعاهتا اخلارجية أو عدد ِ‬
‫العاملني يف اخلارج أو حجم االستثمار يف الدول‬
‫األجنبية‪ ،‬حوايل ‪ %25‬من إمجايل املبيعات أو عدد العاملني أو االستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد عبد العزيز و أخرون‪ ،‬الشركات املتعددة اجلنسيات و أثرها على الدول النامية‪ ،‬جملة اإلدارة و االقتصاد‪ ،‬العدد اخلامس و الثمانون‪،2010 ،‬‬
‫ص ‪.117‬‬
‫(‪ )2‬أبو قحف عبدالسالم‪" ،‬إدارة األعمال الدولية"‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.132‬‬

‫‪81‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫د‪-‬تعريف ‪:Hood‬‬
‫يرى هود أن الشركة متعددة اجلنسيات هي تلك اليت متتلك وتدير مشروعات استثمارية يف أكثر من دولة‬
‫‪3‬‬
‫أجنبية‪ ،‬مع شرط التملك الكلي أو اجلزئي ملشروع االستثمار اخلارجي‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع الشركات متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫يوجد أنواع من الشركات متعددة اجلنسيات وميكن حتديد عدد منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬حسب درجة املركزية‪ :‬وتقسم إىل‪:‬‬
‫▪ النمط املركزي‪ :‬وهو يشري إىل تلك الشركات اليت يتم اختاذ مجيع قراراهتا لدى املركز الرئيس يف‬
‫الدولة األم‪.‬‬
‫▪ النمط الالمركزي‪ :‬وهي تلك الشركات اليت متتلك فروعها هامشا من احلرية يف اختاذ القرارات‬
‫وحرية التصرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬حسب درجة التكامل‪ :‬وتقسم إىل‪:‬‬
‫▪ الشركات املتكاملة رأسيا‪ :‬وهي الشركات اليت تقوم إبنشاء فروع أجنبية هلا بغرض إنتاج‬
‫مدخالت للمنشأة األم‪ ،‬أو إنتاج مواد خام واقعة يف الدولة امل ِ‬
‫ضيفة إلعادة بيعها للمنشأة األم‪،‬‬
‫ُ‬
‫صر نشاطها يف الصناعات االستخراجية‪.‬‬‫وينح ِ‬
‫َ‬
‫▪ الشركات املتكاملة أفقيًّا‪ :‬وهي الشركات اليت تفتح فروعا هلا تقوم بذات النشاط الذي تقوم به‬
‫املنشأة األم‪ ،‬وتشتمل تلك الصناعات (املشروابت الغازية‪ ،‬املنظفات‪ ،‬األغذية)‪.‬‬
‫جـ‪ -‬حسب درجة امللكية‪ :‬وتقسم إىل‪:‬‬
‫▪ فروع شركات ذات ملكية كاملة للمستثمر األجنيب‪.‬‬
‫▪ فروع شركات ذات ملكية مشرتكة بني املنشأة األم ومقيمي الدولة املضيفة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫د‪ -‬حسب األنشطة‪ :‬وتقسم إىل‪:‬‬
‫▪ الشركات الصناعية متعددة اجلنسيات‪:‬‬

‫سامح عبد املطلب عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫خضر حسان‪" ،‬االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬تعاريف وقضااي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪4‬‬

‫أبو قحف عبدالسالم‪" ،‬نظرايت التدويل وجدوى االستثمارات األجنبية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 ،30‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪82‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫يعترب هذا النوع من الشركات أكثر األنواع أمهية؛ حيث يسعى إىل حتقيق درجة عالية من التكامل يف‬
‫التكامل الرأسي اخللفي؛ حنو‬
‫التكامل الرأسي واألمامي حنو السوق سواء للمستهلك أو العمالء‪ ،‬و ُ‬
‫النشاط و ُ‬
‫املواد اخلام أو مستلزمات اإلنتاج والتسويق‪.‬‬
‫▪ الشركات التجارية متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫كبريا يف التصدير املباشر لألسواق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مادا ً‬
‫لدى هذه الشركات مركز إنتاجي واحد يعتَمد عليه اعت ً‬
‫ُّول أو األسواق األجنبية‪.‬‬
‫األجنبية‪ ،‬و َلديْها فروعٌ لتسويق منتجاهتا يف الد َ‬
‫‪-3‬أسباب انتشار الشركات متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫إن أسباب انتشار الشركات متعددة اجلنسيات قد تعود إىل أهداف الشركات متعددة اجلنسيات يف حد‬
‫‪6‬‬
‫ذاهتا أو ألسباب متعلقة ابلدول املضيفة‪:‬‬
‫‪ -1-3‬أسباب تتعلق ابلشركات متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫أ‪ -‬حتقيق األرابح‪:‬‬
‫يعترب الدافع األساسي للشركات متعددة اجلنسيات من وراء االستثمار يف اخلارج هو حتقيق أقصى ربح‬
‫ممكن‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعظيم املبيعات من أجل البقاء واالستمرار‪:‬‬
‫تسعى هذه الشركات إىل احملافظة على مبيعاهتا أو زايدهتا مما يضمن هلا البقاء واالستمرار‪ ،‬فتقوم‬
‫ابفتتاح فروع خارجية هلا حىت تكون أكثر قراب وتفهما الحتِياجات األسواق التصديرية‪ ،‬أو لتجنب بعض‬
‫القيود على التجارة اليت تفرضها الدول املضيفة ‪ -‬خاصة الدول ِ‬
‫الناميَة ‪ -‬هبدف محاية منتجاهتا الوطنية من‬
‫منافسة السلع األجنبية واحلصول على َموا ِرد إضافية عن طريق ْفرض رسوم مجركية على السلع املستوردة‪،‬‬
‫فتعمل الشركات على ختطي هذه احلواجز من خالل إقامة وحدات إنتاجية؛ أي‪ :‬فروع يف تلك الدول تُقدم‬
‫‪7‬‬
‫سلعا منتجة حمليا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أتمني احلصول على املواد اخلام‪:‬‬

‫مجال الدين برقوق‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬االقتصاد الدويل‪ ،‬دار احلامد للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل عمان‪ ،2016 ،‬ص ‪.277‬‬ ‫‪6‬‬

‫عامري سعود جايد‪" ،‬اإلدارة املالية يف الشركات متعددة اجلنسيات"‪ ،‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.22 -19‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪83‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫من بني األسباب اليت تدفع الشركات إىل االستثمار يف اخلارج هو أتمني احلصول على املواد األولية من‬
‫اخلارج وخاصة من الدول النامية‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوامل أخرى‪:‬‬
‫من بني أسباب انتشار الشركات متعددة اجلنسيات هو االستفادة من اخنفاض تكاليف املوارد‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وكذلك اخنفاض األجور خاصة يف الدول النامية‪ ،‬واالستفادة من االعفاءات واالمتيازات‬
‫اجلبائية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬محاية السوق األساس للشركة األم‪:‬‬
‫تسعى الشركات يف بعض األحيان من خالل عملياهتا الدولية إىل ِمحايَة أسواقها احمللية من‬
‫املنتَجات األجنبية املنافسة اليت تغزو هذه األسواق‪ ،‬خاصة مع تزايُد جيل جديد من الشركات متعددة‬
‫ُ‬
‫‪8‬‬
‫اجلنسيات تنتمي إىل دول انمية؛ كالصني‪ ،‬كوراي اجلنوبية‪ ،‬اهلند‪ ،‬ماليزاي‪ ،‬دول أمريكا الالتينية‪.‬‬
‫‪ -1-3‬أسباب تتعلق ابلدول النامية املضيفة‪:‬‬
‫من بني العوامل اليت أدت إىل انتشار الشركات متعددة اجلنسيات على املستوى الدويل وبصفة خاصة‬
‫يف الدول النامية‪ ،‬هو رغبة هذه الدول يف تشجيع تدفق االستثمارات إليها نتيجة الفتقارها لرأس املال‬
‫الالزم لربامج التنمية؛ فضال عن حاجتها خلربات هذه الشركات‪.‬‬
‫‪-4‬خصائص الشركات ِّ‬
‫متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫أهم اخلصائص والسمات اليت تتميز هبا الشركات متعددة اجلنسيات مقارنة ببقية الشركات‬
‫واملؤسسات العاملة يف االقتصاد العاملي ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االنتشار اجلغرايف‪:‬‬
‫إن أهم ما مييز الشركات املتعدية اجلنسيات هو كرب مساحة السوق اليت تغطيها وامتدادها اجلغرايف‬
‫خارج الدولة األم‪ ،‬ملا هلا من إمكانيات هائلة يف التسويق‪ ،‬وفروع وشركات اتبعة يف أحناء العامل‪ .‬لقد‬
‫ساعدها على هذا االنتشار التقدم التكنولوجي اهلائل‪ ،‬والسيما يف جمال املعلومات واالتصاالت‪ .‬وت ِشري‬
‫االحصائيات (‪ )2007‬إىل أن عدد الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬كما سبق ذكره أعاله‪ ،‬يتجاوز‬

‫جاد الرب سيد حممد‪" ،‬إدارة األعمال الدولية"‪ ،‬دار العشري‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص‪.55‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪84‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫‪ 79000‬شركة‪ ،‬وقرابة ‪ 790000‬شركة أجنبية منتسبة هلا يف شىت أرجاء العامل‪ ،‬أغلبها يف الدول املتقدمة‬
‫صناعيا وتتخذ حنو ‪ %90‬من أكرب ‪ 100‬شركة متعددة اجلنسية غري مالية يف العامل من حيث األصول‬
‫‪9‬‬
‫األجنبية الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬االحتاد األورويب‪ ،‬الياابن مقرا هلا‪.‬‬
‫ب‪ -‬كرب حجم الشركات وضخامتها‪:‬‬
‫تتميز الشركات متعددة اجلنسيات بضخامة حجمها‪ ،‬ومن املؤشرات اليت تدل على هذا‪ ،‬حجم رأس‬
‫املال وحجم استثماراهتا وتنوع إنتاجها وأرقام املبيعات واإليرادات اليت حتققها‪ ،‬والشبكات التسويقية اليت‬
‫متلكها‪ ،‬وحجم إنفاقها على البحث والتطوير‪ ،‬فضال عن هياكلها التنظيمية وكفاءة أدارهتا‪.‬‬
‫ومن بني أهم املقاييس املستخدمة يف التعبري عن ضخامة حجم هذه الشركات هي حجم مبيعاهتا (رقم‬
‫‪10‬‬
‫األعمال)‪ ،‬عدد العمال‪ ،‬وحجم األرابح احملققة‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤشر حجم املبيعات‪:‬‬
‫يعترب حجم املبيعات السنوية للشركات متعددة اجلنسيات من أهم املؤشرات املعربة عن ضخامة هذه‬
‫الشركات‪ ،‬حيث يتجاوز حجم املبيعات السنوية لبعض الشركات الكربى الناتج القومي للعديد من الدول‬
‫النامية‪ ،‬وهذا ما ميكن توضيحه من خالل اجلدول التايل‪.‬‬
‫اجلدول ‪ :1-4‬أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب املبيعات لعام ‪( 2004‬مليون ‪)$‬‬
‫التوظيف‬ ‫األصول‬ ‫حجم املبيعات‬ ‫الصناعة‬ ‫البلد األم‬ ‫اسم الشركة‬
‫‪19525‬‬
‫‪105200‬‬ ‫‪291252‬‬ ‫البرتول‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫إكسون موبيل‬
‫‪6‬‬
‫‪19321‬‬
‫‪102900‬‬ ‫‪285059‬‬ ‫البرتول‬ ‫اململكة املتَّحدة‬ ‫بريتش برتوليوم‬
‫‪3‬‬
‫‪19281‬‬
‫‪225626‬‬ ‫‪265190‬‬ ‫البرتول‬ ‫روايل دتش‪ ،‬شل اململكة املتَّحدة‬
‫‪1‬‬
‫‪324000‬‬ ‫‪47960‬‬ ‫‪152353‬‬ ‫البرتول‬ ‫فرنسا‬ ‫تواتل‬

‫‪ 9‬اهلييت نوزاد عبدالرمحن‪" ،‬مقدمة يف املالية الدولية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.226 ،227‬‬
‫‪ 10‬اهلييت نوزاد عبدالرمحن‪" ،‬مقدمة يف املالية الدولية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.233 -230‬‬

‫‪85‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫‪3‬‬
‫‪24885‬‬
‫‪384723‬‬ ‫‪193517‬‬ ‫السيارات‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫جنرال موتورز‬
‫‪0‬‬
‫‪30534‬‬
‫‪255626‬‬ ‫‪171652‬‬ ‫السيارات‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫فورد‬
‫‪1‬‬
‫‪23372‬‬
‫‪265753‬‬ ‫‪171467‬‬ ‫السيارات‬ ‫الياابن‬ ‫تويوات‬
‫‪1‬‬
‫‪75050‬‬
‫‪307000‬‬ ‫‪152866‬‬ ‫اإللكرتونيات‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫جنرال إلكرتيك‬
‫‪7‬‬
‫‪25862‬‬
‫‪57378‬‬ ‫‪62494‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫اململكة املتَّحدة‬ ‫فودافون‬
‫‪6‬‬
‫‪13120‬‬
‫‪206524‬‬ ‫‪58545‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫فرنسا‬ ‫فرنس تيليكوم‬
‫‪4‬‬
‫‪Source: UNCTAD, World Investment Report, New york, 2006, P280.‬‬
‫قدم قراءة للجدول؟‬
‫اجلدول ‪ :2-4‬أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب املبيعات لعام ‪( 2014‬مليار ‪)$‬‬
‫حجم املبيعات‬ ‫الصناعة‬ ‫البلد األم‬ ‫اسم الشركة‬
‫‪482,130 Services à la consommation‬‬
‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫‪Walmart‬‬
‫‪329,601‬‬ ‫الصني الطاقة الكهرابئية‬ ‫‪State Grid‬‬
‫‪China National Pe‬‬
‫‪299,271‬‬ ‫البرتول و الغاز‬ ‫الصني‬
‫‪troleum‬‬
‫‪294,344‬‬ ‫البيرتوكيماوايت‬ ‫الصني‬ ‫‪Sinopec Group‬‬
‫‪272,156‬‬ ‫البرتول والغاز‬ ‫‪ Royal Dutch Shell‬اململكة املتَّحدة‬
‫‪246,204‬‬ ‫البرتول والغاز‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫‪Exxon Mobil‬‬
‫‪236,600‬‬ ‫السيارات‬ ‫أملانيا‬ ‫‪Volkswagen‬‬

‫‪86‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫‪236,592‬‬ ‫السيارات‬ ‫الياابن‬ ‫‪MotorToyota‬‬


‫‪233,715‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫الوالايت املتَّحدة األمريكية‬ ‫‪Apple‬‬
‫‪225,982‬‬ ‫البرتول‬ ‫اململكة املتَّحدة‬ ‫‪BP‬‬
‫‪Source: Fortune‬‬
‫بلغ حجم رقم األعمال الكلي ل ‪ 500‬أكرب شركة عاملية لسنة ‪ 2015‬ب ‪ 27600‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪.‬‬
‫قدم قراءة للجدول؟‬
‫‪ -2‬مؤشر حجم األرابح احملققة‪:‬‬
‫يبني هذا املؤشر القوة االقتصادية للشركات املتعددة اجلنسيات‪ ،‬واجلدول التايل يوضح أكرب‬
‫الشركات الدولية يف العامل لعام ‪ ،2014‬واملصنفة على أساس حجم األرابح احملققة‪.‬‬
‫اجلدول (‪)3‬‬
‫اجلدول ‪ :3-4‬أكرب عشر شركات عاملية مرتبة حسب األرابح احملققة لعام ‪( 2014‬مليار دوالر)‬
‫األرابح‬ ‫الصناعة‬ ‫البلد األم‬ ‫اسم الشركة‬
‫‪53.394‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية تكنولوجيا‬ ‫‪Apple‬‬
‫‪Industrial & Commercial Bank‬‬
‫‪44.098‬‬ ‫املالية‬ ‫الصني‬
‫‪of China‬‬
‫‪36.303‬‬ ‫املالية‬ ‫الصني‬ ‫‪China Construction Bank‬‬
‫‪28.735‬‬ ‫املالية‬ ‫الصني‬ ‫‪Agricultural Bank of China‬‬
‫‪27.186‬‬ ‫املالية‬ ‫‪Bank of China‬‬
‫‪24.442‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية املالية‬ ‫‪JP Morgan Chase‬‬
‫‪24.083‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية الصناعة‬ ‫‪Berkshire Hathaway‬‬
‫‪22.894‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية املالية‬ ‫‪Wells Fargo‬‬
‫‪19.264‬‬ ‫السيارات‬ ‫الياابن‬ ‫‪Toyota Motor‬‬
‫‪18.108‬‬ ‫الوالايت املتحدة األمريكية األدوية‬ ‫‪Gilead Sciences‬‬

‫‪87‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫‪Source: Fortune‬‬
‫ب‪ -‬التفوق التكنولوجي‪:‬‬
‫إن قوة الشركات متعددة اجلنسيات تكمن يف سيطرهتا وهيمنتها على العلم والتكنولوجيا‪ ،‬حيث أن‬
‫هذا التفوق يعطيها مزااي تنافسية أكرب يف األسواق العاملية ابعتباره مصدر رئيسي للمبتكرات االنتاجية‬
‫اجلديدة‪ ،‬وابلتايل حتقيق قوة مالية‪ .‬وتشري االحصائيات يف هذا اإلطار إىل أن الشركات متعددة اجلنسيات‬
‫تستأثر بنسبة كبرية من من انتاج العامل من أجهزة االتصاالت السلكية والالسلكية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التنوع يف النشاط واإلنتاج‪:‬‬
‫تشري الكثري من الدراسات والبحوث إىل إن الشركات املتعددة اجلنسيات تتميز ابلتنوع الكبري يف‬
‫أنشطتها‪ ،‬فسياستها اإلنتاجية تقوم على وجود منتجات متنوعة متعددة‪ ،‬ويرجع هذا التنوع إىل رغبة اإلدارة‬
‫العليا يف تقليل احتماالت اخلسارة‪ ،‬من حيث أهنا إذا خسرت يف نشاط ميكن أن تربح من أنشطة أخرى؛‬
‫حيث كان بداية نشاط هذه الشركات يف الصناعة االستخراجية و التحويلية‪ ،‬مث عملت يف الصناعات اليت‬
‫تستلزم خربة تكنولوجية ِ‬
‫متقدمة؛ مثل‪ :‬صناعات احلاسبات اآللية واألدوية‪ ،‬األمر الذي فتح هلا الطريق‬
‫للسيطرة على أسواق النقد العاملية عن طريق إنشاء سلسلة من املصارف و فروعها تسيطر على املدخرات‬
‫للتحكم يف ِاّتاه االستثمارات‪ ،‬وبصفة عامة فإن اجملال املفضل حاليا للشركات هو قطاع اخلدمات‪.‬‬
‫وتشري إحدى الدراسات احلديثة إىل أن الشركات اخلمس األوىل من بني املائة شركة متعددة اجلنسية‬
‫الكربى‪ ،‬تنتج يف املتوسط (‪ )22‬سلعة مثل شركة جنرال موتورز اليت تنتج قاطرات وسكك حديد‬
‫وثالجات وسيارات خمتلفة األشكال‪ ،11‬وهذا ُّ‬
‫يدل على عدم وجود ترابط بني تلك املنتجات‪.‬‬
‫د‪ -‬السعي إلقامة حتالفات إسرتاتيجية‪:‬‬
‫دوما ما تسعى الشركات متعددة اجلنسيات إىل إقامة حتالفات إسرتاتيجية فيما بينها من أجل‬
‫حتقيق مصاحلها االقتصادية املشرتكة وتعزيز قدراهتا التنافسية والتسويقية‪ .‬وتعرب هذه التحالفات نتاج املنافسة‬
‫احملتدمة واليت صارت مسة أساسية لألسواق املفتوحة وثورة االتصاالت واملعلومات‪ .‬أن التحالفات‬
‫اإلسرتاتيجية بني الشركات املتشاهبة تتم يف الصناعات املتماثلة بدرجة أكرب‪ ،‬كما تلجأ إىل االندماجات اليت‬

‫اهلييت نوزاد عبدالرمحن‪" ،‬مقدمة يف املالية الدولية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.233 -230‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪88‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫وسنتطرق لبعض حاالت ِ‬


‫االندماج اليت‬ ‫َّ‬ ‫هلا األثر الكبري يف اتِساع نِطاق الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات‪،‬‬
‫َّ ‪12‬‬
‫متت‪:‬‬
‫‪-1‬يف عام ‪ 1998‬مت االعالن عن اندماج شركة كريسلر ‪ Chrysler‬األمريكية اثلث أكرب الشركات‬
‫االمريكية لصناعة السيارات مع جمموعة جمموعة داميلر ـ بنز ‪Daimler- Benz‬االملانية لتكوين شركة‬
‫عمالقة حتت مسمى داميلر كرايسلر‪Daimler- Chrysler.‬‬
‫‪ -1‬عام ‪ 1999‬قامت شركة (‪ )IBM‬للحاسوابت ابلدخول يف اتِفاق شراكة مع شركة (‪ )DELL‬اليت‬
‫مبوجبه تُوافِق على إمداد شركة (‪ِ )IBM‬‬
‫مبكوانت األجهزة ملدَّة ‪ 7‬سنوات‪ُ ،‬مقابِل‬ ‫تعمل بنفس اجملال َ‬
‫(‪16‬مليار‪.)$‬‬
‫دمج جمموعيت االتِصاالت دويتش تيلكوم األملانية ‪Deutch‬‬ ‫‪ -2‬عام ‪َ 1999‬متَّ اإلعالن عن ْ‬
‫‪( Telecom‬أكرب شركة اتصال يف االحتاد األوريب) وتيليكوم اإليطالية يف صفقة قيمتها (‪ 82‬مليار جنيه‬
‫اسرتليين)‪.‬‬
‫‪ -3‬يف العام نفسه قامت جمموعة (فولفو السويدية للسيارات‪ ) Volvo‬بشراء منافستها (سكانيا‬
‫‪ )Scania‬السويدية لصناعة الشاحنات مقابل (‪ 53 ،7‬مليار‪.)$‬‬
‫‪ -4‬يف أوت من العام نفسه قامت شركة (كوكا كوال األمريكية للمياه الغازية) بشراء شركة هيلنيك‬
‫‪ (Hellenic‬شركة يواننية رائدة يف صناعة املشروابت الغازية)‪ ،‬و يف ‪ 2005‬قامت بشراء شركة مولتون‬
‫‪ Multon‬اثين أكرب منتج للعصائر يف روسيا‪.‬‬
‫ِ‬
‫ابالندماج مع‬ ‫‪ -5‬عام ‪ 2000‬قامت جمموعة (ستار كروزس األمريكية للعبارات ‪)Star Cruises‬‬
‫جمموعة (كروز الين النروجيية ‪.)Norwegian Cruise Line‬‬
‫‪ -6‬عام ‪ 2001‬اندجمت عمالقة االتِصاالت فودافون ‪ Vodafone‬بشركة مانسمان األملانية‬
‫لالتصاالت ‪.Mannesmann‬‬
‫‪-7‬ويف عام ‪2001‬اندجمت شركة األدوية العمالقة مسيث كالين بشام ‪Smithkline Beckman‬‬
‫‪ Corporation‬بشركة غالكسو ويلكم‪Glaxo Wellcome‬؛ وانبثق عنهما شركة غالكسو مسيث‬

‫حامت حممد عبدالقادر‪" ،‬العوملة ما هلا وما عليها"‪ ،‬اهليئة املصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص‪.313 -308‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪89‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫كالين ‪ Glaxosmithkline‬شركة أدوية بريطانية عاملية (لندن) وهلا فروع يف أكثر من ‪ 116‬بلد ومت‬
‫تصنيفها يف سنة ‪ 2014‬كسادس أكرب شركة دواء على مستوى العامل‪.‬‬
‫ه‪ -‬إدارة الشركات وتنظيمها‪:‬‬
‫درجت اإلدارة يف الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات على ُمم َارسة سيطرة مركزية كاملة من الدولة األم على فروعها‬
‫املنتشرة يف أحناء العامل من خالل وحدة ِاختاذ القرارات ووحدة املعامالت‪ ،‬من خالل وضع خطَّة وبرانمج‬ ‫ِ‬
‫كل الوحدات املوزَّعة يف العامل‪ ،‬والغايَة من ذلك السيطَرة املطلَقة‪ ،‬ولكن يف اآل ِونة األخرية بدأت‬
‫تسري عليه ُّ‬
‫لكل فرع هيكل تنظيمي أفقي‬ ‫أغلب الشركات ابالنتِقال من التنظيم الرأسي إىل التنظيم األفقي‪ ،‬فأصبح ِ‬
‫مبعىن (استقاللية تنظيمية للفروع)؛ وابلتايل متتَّع الفروع مبرونة نسبيَّة يف عالقتها مع الشركة األم‪ ،13‬وميكن‬
‫‪14‬‬
‫حتديد العالقة على مستوى إختاذ القرار كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قرارات إسرتاتيجية‪ :‬وهي القرارات اليت ِ‬
‫حتدد ِاّتاهات نشاط الشركة وأهدافها وتوفري البدائل اليت‬
‫تو ِاجه ُّ‬
‫التغري الذي حيدث يف البيئة العاملية اليت تعمل فيها الشركات‪ ،‬واختيار أفضل البدائل‪ ،‬وهذه القرارات‬
‫تتَّخذ يف اإلدارات العليا للشركات‪.‬‬
‫ِ‬
‫ابلتشاور بني‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬قرارات إدارية‪ :‬وهي اليت تنظم نشاط خمتلف املوظَّفني‪ ،‬أو املوازنة‪ ،‬وهذه القرارات تـُت َ‬
‫َّخذ‬
‫العامة وإدارة الفروع األجنبية‪.‬‬
‫اإلدارة َّ‬
‫ِ‬
‫اخلاصة ابلعمليَّات‪ :‬وهذه القرارات متتَلك فيها إدارة الفروع األجنبية ً‬
‫هامشا معيَّـنًا من حريَّة‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬القرارات‬
‫العامة‪.‬‬
‫تتدخل فيها اإلدارة َّ‬
‫التصرف‪ ،‬وال َّ‬
‫ُّ‬
‫شوء الشركات ِّ‬
‫متعددة اجلنسيَّات‪:‬‬ ‫نظرايت نُ ُ‬
‫َّ‬
‫هناك ع َدد من النظرايت اليت حاولَت تفسري أسباب نُشوء الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات‪ ،‬أمهها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ٌ‬
‫‪ -1‬نظرية السياسة العامة‪:‬‬
‫تنطلق هذه النظريَّة من أن تطور الشركات لالستِثمار يف اخلارج كان مصدره تشجيع حكومات الدول‬
‫األم‪ ،‬ابعتِبار أن هذا االستثمار يعود بفوائد َع ِديدة على اقتِصادها الوطين؛ حيث إنه يؤدي إىل فتح أسواق‬

‫حامت طارق‪" ،‬االقتصاد العاملي اجلديد وموقع مصر فيه"‪ ،‬مركز دراسات وحبوث الدول ِ‬
‫الناميَة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪13‬‬

‫جريمتان ميشتال‪" ،‬ماذا تعرف عن الشركات متعددة اجلنسية" مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.88 ،89‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪90‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫جديدة أمامها وزايدة حجم ّتارهتا الدولية‪ ،‬وأتمني حصوهلا على املواد اخلام أبسعار معتدلة؛ مما يؤدي يف‬
‫‪15‬‬
‫النهاية إىل حتسني وضعها االقتِصادي وزايدة دورها يف احلياة التجارية الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية دورة حياة املنتج‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫ترى هذه النظرية أن كل منتج له دورة حياة‪ ،‬وتنقسم إىل ثالث مراحل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬يتم اكتِشاف منتج جديد‪ ،‬وفيها تتمتَّع الشركات املنتِ َجة مبيزة احتكارية‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬تصبح تكنولوجيا املنتج شائعة نسبيًّا؛ حيث يزداد عدد املتنافسون القادرون على اإلنتاج‪،‬‬
‫ُ‬
‫ويف هذه املرحلة تبحث الشركات عن أمكنة جديدة لتخفيض تكلفة إنتاج هذا املنتج وذلك من خالل‬
‫االقرتاب من أسواق التصدير لتخفيض تكلفة النقل وختفيض تكاليف العمل‪.‬‬
‫حصتها من السوق‪ ،‬تتحول‬ ‫املرحلة الثالثة‪ :‬حىت َّ‬
‫تتمكن الشركة األصليَّة من محاية أرابحها واحملافظة على َّ‬
‫الشركات يف هذه املرحلة إىل إنتاج املنتج يف بلدان تتميز ابلكثافة العمالية واخنفاض األجور‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يكون هذا يف الدول النامية‪ ،‬ومنه تصبح هذه األخرية قاعدة تصدير إىل الدولة األم وإىل الدول املتقدمة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية عدم كمال السوق‪:‬‬
‫أن الدافع الرئيس الستِثمار الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات يف اخلارج هو هروب‬ ‫تقوم هذه النظرية على َّ‬
‫الكاملة يف األسواق الوطنيَّة ابلدُّول األم حنو أسواق الدُّول ِ‬
‫الناميَة‪.‬‬ ‫هذه الشركات من املنافسة ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ومن األمثلة اليت ُمي ِكن ذكرها يف إطار هذه النظريَّة اضطرار شركة (كرايسلر ‪ )Chrysler‬إىل االستِثمار‬
‫كل من شركة (فورد) وشركة (جنرال موتورز)‪ .‬اليت‬ ‫الوقوف أمام ٍّ‬ ‫ِ‬
‫املُباشر يف أورواب‪ ،‬نتيجة عدم قدرهتا على ُ‬
‫‪17‬‬
‫هي اآلن جزء من جمموعة داميلر كرايسلر األملانية األمريكية‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية االستِّخدام الداخلي للمزااي االحتِّكارية‪:‬‬

‫ظل الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات"‪" ،‬جملة شؤون عربية"‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬العدد (‪،)108‬‬ ‫‪ 15‬العاين أسامة عبداجمليد‪" ،‬مستقبل االقتصاد العريب يف ِ‬
‫ص‪.134‬‬
‫‪ 16‬أبو قحف عبدالسالم‪" ،‬نظرايت التدويل وجدوى االستثمارات األجنبية"‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.54 ،53‬‬
‫‪ 17‬أبو قحف عبدالسالم‪" ،‬نظرايت التدويل وجدوى االستثمارات األجنبية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58 -56‬‬

‫‪91‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫ت هذه النظرية ألن نظرية عدم كمال السوق ال تتِيح قِيام ّتارة دوليَّة يف املزااي املعنويَّة اليت متتَلِكها‬ ‫جاءَ ْ‬
‫اخلاصة ابلبحوث والتطوير‬ ‫مارسة أنشطتها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشركة يف اخلارج؛ حيث َّ ِ‬
‫إن قيام الشركات متعددة اجلنسيَّات مبُ َ‬
‫ختطي القيود اليت تَف ِرضها‬ ‫ضيفة سيمكنها من ِ‬ ‫وبراءات االخرتاع بني املركز الرئيس والفروع يف الدولة امل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫احلكومات على األسواق (التعريفات اجلمركية‪ ،‬الضرائب‪ ،‬احلِصص‪ ،‬التحكم السعري)‪ ،‬وابلنتيجة سيؤثرِ‬
‫َ‬
‫ُّول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضمن وضع قـُيُود متنع تسرب االبتكارات احلديثة إىل أسواق الد َ‬ ‫على حريَّة التجارة واالستثمار‪ ،‬ويَ َ‬
‫ضيفة من ِخالل قنوات أخرى ِخبالف االستِثمار األجنيب‪ ،‬وذلك ألطول فرتة ُمم ِكنة لِ َمْن ِع دخول ُمنافِسني‬ ‫امل ِ‬
‫ُ‬
‫‪18‬‬
‫ُج ُدد لألسواق‪ ،‬وحتقيق معدالت أرابح أعلى ممَّا لو حقَّقته يف بلدها‪.‬‬
‫‪ -5‬نظرية املوقع‪:‬‬
‫متعددة اجلنسيَّات إىل االستثمار يف اخلارج‪ ،‬وهي‬ ‫هذه النظرية تـُركِز على العو ِامل اليت تدعو الشركات ِ‬
‫َ‬
‫وتشمل كافَّة العوامل املرتبِطة بتكاليف اإلنتاج والتَّس ِويق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عوامل متعلقة ابملزااي املكانية للدول املُضيفة‪َ ،‬‬
‫ابلسوق واملرتبِطة مبناخ االستثمار‪ ،‬وعامل احلوافز واالمتيازات‬ ‫واإلدارة‪ ،‬ابإلضافة إىل العو ِامل املرتبِطة ُّ‬
‫ثمرين األجانب‪ ،‬وعوامل أخرى؛ كاألرابح املتوقَّعة‪،‬‬ ‫ضيفة للمستَ ِ‬ ‫والتسهيالت اليت متنحها احلكومة امل ِ‬
‫ُ‬
‫املبيعات املتوقَّعة‪ ،‬املوقع اجلغرايف‪َ ،‬م َدى توافُر املوارد الطبيعية‪ ،‬ال ُقيُود املفروضة على حتويل األرابح ورؤوس‬
‫‪19‬‬
‫األموال للخارج‪.‬‬
‫االحتكارات يف األعمال الدولية‬
‫إن صراع املنافسة بني ش‪ .‬م‪ .‬ج على الفوز ابالستثمارات الكبرية أو على األسواق اخلارجية قد يكلفها‬
‫غاليا‪ ،‬لذلك تلجأ هذه الشركات إىل ضرورة تشكيل االحتكارات‪.‬‬
‫مفهوم االحتكار‪:‬‬
‫هو اتفاق بني جمموعة من ش‪ .‬م‪ .‬ج على تقاسم أسواق تصريف البضائع‪ ،‬ومصادر املواد األولية واقرار‬
‫أسعار موحدة‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪ 18‬عطية خليل حممد خليل‪" ،‬االستثمارات األجنب ية املباشرة والتنمية حبث يف النظرية"‪ ،‬جملة مصر املعاصرة‪ ،‬اجلمعية املصرية لالقتصاد والسياسة‬
‫والتشريع واإلحصاء‪ ،‬القاهرة‪ ،1994 ،‬العدد ‪ ،438 -437‬ص‪.132‬‬
‫‪ 19‬أبو قحف عبدالسالم‪" ،‬نظرايت التدويل وجدوى االستثمارات األجنبية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.67 ،68‬‬

‫‪92‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫أشكال االحتكارات‪:‬‬
‫إن أهم أشكال االحتكارات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكارتل ‪:Cartel‬‬
‫الكارتل هو تكتل يتم بني جمموعة من الشركات يف شكل اتفاق يلزمها مجيعا ابلعمل على إزالة املنافسة‬
‫فيما بينها وحتقيق املصلحة املشرتكة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تقاسم األسواق أو حتديد كمية املنتوجات‬
‫الواجب انتاجها أو أسعار البيع؛ وإذا أخلت أي شركة ببنود االتفاق تتعرض لعقوابت مالية‪ .‬وّتدر االشارة‬
‫إىل أن الكارتل ال يتم إال بني الشركات الكربى املتقاربة األحجام واليت تنتج نفس املنتوجات أو اليت تستغل‬
‫نفس املواد األولية واملكملة لبعضها‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫✓ الكارتل النفطي الذي يضم عدة شركات يتحالف بعضها مع بعض للسيطرة على السوق العاملية‬
‫للنفط بتحكمها يف األسعار‪.‬‬
‫✓ كارتل الفوالذ والصناعات الكيماوية والصناعات الكهرابئية‪...‬‬
‫ب‪ -‬الرتوست ‪:Trust‬‬
‫هو تكتل تصبح فيه ملكية مجيع الشركات األعضاء ملكية مشرتكة‪ ،‬حبيث تفقد كل واحدة منها على‬
‫أثر ذلك استقالليتها املالية وشخصيتها القانونية‪ ،‬وقد ينشأ الرتوست نتيجة اندماج بني مؤسستني‪ ،‬أو‬
‫متلك مؤسسة ألخرى بغرض احلد من املنافسة والسيطرة على السوق من أجل حتقيق أكرب ربح‪.‬‬
‫والرتوست عبارة عن إتفاق قانوين ّتمع فيه األسهم‪ ،‬مع حق املؤسسات يف اإلنتخاب داخل جملس‬
‫اإلدارة‪ ،‬وعليه فان املالكون السابقون والذين أصبحوا مسامهني يتقاضون أرابحا بنسبة أسهمهم‪.‬‬
‫ويوجد نوعني من التكامل لتحقيق الرتوست‪:‬‬
‫➢ التكامل األفقي ‪ :La concentration horizontale‬ويتمثل يف شراء شركات من نفس‬
‫القطاع‪.‬‬
‫➢ التكامل الرأسي ‪ :La concentration verticale‬ويتمثل يف شراء شركات تنتج مواد أولية‬
‫متثل مدخالت للشركة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫ج‪ -‬السنديكات ‪:Syndicates‬‬


‫فالشركات األعضاء يف هذا التكتل تنتج بصورة مستقلة‪ ،‬إال أنه ال حيق هلم بيع منتجاهتم أبنفسهم‪ ،‬وال‬
‫يشرتون املواد األولية أبنفسهم‪ ،‬بل يكلفون هلذا الغرض جهازا ّتاراي مشرتكا‪.‬‬
‫د‪-‬الكونسورتيوم ‪:Consortiums‬‬
‫هو احتاد متعدد األطراف يتكون من أكرب الشركات من خمتلف الفروع الصناعية والبنوك والشركات‬
‫التجارية وشركات النقل‪ ،‬والتأمني على أساس تبعية مالية مشرتكة‪ .‬يتضمن التزامات كل جانب يف تنفيذ‬
‫مشروع معني‪ ،‬ملدة حمدودة‪ ،‬من أجل حتقيق الربح‪ ،‬من دون أن ينشأ من هذا العقد كيان ذايت أو شخصية‬
‫قانونية مستقلة‪.‬‬
‫وبذلك يعترب الكونسورتيوم ّتمعا اقتصاداي وقانونيا ذا قدرة فائقة على توفري التمويل الالزم لتنفيذ‬
‫األداءات العقدية املطلوبة‪ ،‬وعلى تقدمي اخلربات الفنية والتكنولوجيا املتطورة يف إطار تنظيمي تعاقدي‬
‫‪20‬‬
‫واحد‪.‬‬
‫اآلاثر االقتصادية للشركات املتعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫متثل الشركات متعددة اجلنسيات قوة اقتصادية كبرية يف االقتصاد العاملي‪ ،‬حيث ميكن إن تلعب دورا‬
‫يف احلياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية يف الدول املضيفة‪.‬‬
‫أ‪ -‬أاثر ش‪ .‬م‪ .‬ج على التنمية‪:‬‬
‫قد تلعب ش‪ .‬م‪ .‬ج دورا مهما يف حتقيق التنمية الشاملة من خالل خلق فرص عمل‪ ،‬حتسني مستوى‬
‫الدخول ودفع الشركات احمللية للمنافسة إذا كانت مؤهلة ذلك‪ .‬و لكن يف املقابل ميكن القول أن ما يهم‬
‫ش‪ .‬م‪ .‬ج ابلدرجة األوىل هو زايدة أرابحها ابستغالل املوارد الطبيعيـة و األيدي العاملة الرخيصة‪ ،‬و من مث‬
‫ال يهمها مدى أمهية املشاريع اليت تنفذها ابلنسبة لالقتصادايت الدول املضيفة؛ كما أن مسامهة هذه‬
‫الشركات يف تنمية الدول املضيفة يتوقف على طبيعة اجملال الذي تستثمر فيه‪ ،‬و قدرة هذه األخرية على‬
‫توجيه و تنظيم و هذه املشاريع (قانون االستثمار) و لذلك جند أن حكومات الدول املضيفة تعمل على‬

‫‪20‬‬ ‫‪http://www.arab-ency.com‬‬
‫‪94‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫تعظيم املنافع اليت حتققها من وراء االستثمار األجنيب‪ ،‬و تقليل املساوئ و االستفادة أبقصى قدر ممكن مما‬
‫تقدمه االستثمارات األجنبية لالقتصاد احمللي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تدفقات رؤوس األموال األجنبية‪:‬‬
‫تستطيع الشركات املتعددة اجلنسيات مبا لديها من موارد مالية ضخمة سد الفجوة بني احتياجات‬
‫الدول النامية من رؤوس األموال الالزمة لتمويل املشروعات التنموية وبني حجم املدخرات املتاحة حملياً‪.‬‬
‫ج‪ -‬ميزان املدفوعات‪:‬‬
‫إن نشاط الشركات املتعددة اجلنسيات قد ينتج عنه آاثر سلبية على ميزان املدفوعات للدول املضيفة‬
‫بسبب التحويالت الرأمسالية الالزمة لالستثمار املباشر أو نتيجة لتحويل أرابحها إىل اخلارج‪ ،‬األمر الذي‬
‫يدفع حبكومات الدول املضيفة رأس املال الذي يُسمح للشركة بتحويله إىل اخلارج‪ ،‬كما قد ينتج عنه آاثر‬
‫إجيابية إبعادة استثمار أرابحها يف البلد املضيف مما سينعكس على زايدة الصادرات‪.‬‬
‫اآلاثر السياسية للشركات املتعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫تعمل الشركات املتعددة اجلنسيات على التدخل يف الشؤون الداخلية للدول املضيفة هلا‪ ،‬هبدف احلفاظ‬
‫على مصاحلها وأهدافها‪ ،‬و ذلك إما بطريقة مباشرة ابستخدام نفوذها و َّقوهتا االقتِصادية و املالية للتأثري يف‬
‫ضيفة أو ابستخدام أسلوب ضغط هذه الشركات على حكوماهتا لكي تتخذ‬ ‫توجه حكومات الدول امل ِ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫تعمل‬
‫اجراءات ذات صبغة سياسية و اقتصادية للضغط على البلدان املضيفة‪ ،‬و هلذا جند أن ش‪ .‬م‪ .‬ج َ‬
‫ُّول األم ُمنتَ ِمني إىل جمتمع رجال األعمال و إىل شركاهتم؛ وخري دليل‬
‫على أن يكون أصحاب القرار يف الد َ‬
‫على ذلك أن ُمعظَم أعضاء اإلدارة األمريكية ينتمون إىل هذه الشركات‪ ،‬فجورج دبليو بوش قبل وصوله إىل‬
‫مقاليد احلكم كان يعمل يف جمال التنقيب عن النفط يف والية تكساس‪ ،‬وقد أتى للرائسة بفضل جهود‬
‫ودعم شركات النفط والسالح‪ ،‬إذ بلغت ميزانية محلته االنتخابية (‪ 191‬مليون‪ .21)$‬وحسب جملة التامي‬
‫فإن شركة إنرون للطاقة ‪ Enron‬كانت هلا عالقات مع إداريت بيل كلينتون وجورج بوش‪ .‬فقد قامت‬
‫إبعطاء مبلغ ‪ 100000‬دوالر من أجل متويل محلة كلينتون االنتخابية الثانية كما قامت بتمويل محلة‬
‫جورج بوش االبن األوىل مببلغ ‪ 2.3‬مليون دوالر و هي أكرب مسامهة ميكن أن تقدمها مؤسسة صناعية‬

‫‪ 21‬هريتس نورينا‪" ،‬السيطرة الصامتة"؛ ترمجة‪ :‬صدقي حطاب‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،336‬اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.16‬‬

‫‪95‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫(أعلنت إفالسها يف ديسمرب من سنة ‪ 2001‬عقب إقرارها مبمارسات حماسبية مريبة و يعد هذا االفالس‬
‫األكرب يف اتريخ الوالايت املتحدة األمريكية) ‪.22‬‬
‫و قد تبني فيما بعد أن ُمعظَم إدارة جورج بوش تنتمي إىل جمتمع رجال األعمال‪ ،‬فديك تشيين انئبه‬
‫كان رئيس شركة (هاليربتون األمريكية للطاقة) حىت عام ‪ ،2000‬وكذلك عملت وزيرة اخلارجية األمريكية‬
‫يف عهد بوش للفرتة ‪ 2009-2005‬كوندليزا رايس ‪ )1954 Condoleezza Rice‬كعضو جملس‬
‫إدارة يف شركة شيفرون ‪ Chevron Corporation‬املوجودة يف اكثر من ‪ 180‬بلد (شركة شيفرون‬
‫اثين أكرب شركة برتولية أمريكية بعد شركة ‪ ExxonMobil‬و السادسة عامليا بعد ‪ BP‬و ‪ Shell‬و‬
‫‪ Sinopec‬و ‪ ،23) PetroChina‬ودوانلد رامسفيلد وزير الدفاع األمريكي شغل منصب انئب رئيس‬
‫شركة ويسرتن النفطية ‪ 24 Western Petroleum Company‬اليت تعترب واحدة من أكرب شركات‬
‫تسويق البرتول‪ ،‬أما (ميتشيل دانيلز ‪ )1949 Mitchell Elias Daniels‬الذي عني من طرف‬
‫جورج بوش يف سنة ‪ 2001‬رئيس مكتب البيت األبيض للتسيري وامليزانية أين سجلت امليزانية فائض قدره‬
‫‪ 236‬مليار دوالر وترك املنصب يف سنة ‪ 2003‬خملفا وراءه عجز قدره ‪ 400‬مليار دوالر‪ ،25‬فقد كان‬
‫انئبًا لرئيس شركة إيلي لييلي لألدوية ‪.Eli Lilly‬‬
‫ولتوضيح مدى استخدام ش‪ .‬م‪ ،‬ج ألسلوب الضغط على حكوماهتا لتحقيق أهدافها نستند إىل بعض‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬دعم الوالايت املتَّحدة األمريكية حلكومة طالبان يف أفغانستان حىت العام ‪ ،1997‬ويرجع‬
‫ذلك إىل الضغط الذي مارسته شركة النفط األمريكية (‪ )UNOCAL‬اليت كانت قد‬
‫ِ‬
‫وقَّعت صفقة مع طالبان لبناء خط غاز كلَّفته (‪2‬بليون‪ ،)$‬وخط َ‬
‫آخر لنقل النفط والغاز‬
‫من تركستان إىل ابكستان عرب أفغانستان‪( 26‬يف أوت ‪ 2010‬اندجمت شركة‬
‫‪27‬‬
‫‪ UNOCAL‬مع شركة ‪.)Chevron‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪http://arabic.peopledaily.com.cn/200208/20/ara20020820_56785.‬‬
‫‪23‬‬
‫)‪https://fr.wikipedia.org/wiki/Chevron_(entreprise‬‬
‫‪ 24‬العناين خليل‪" ،‬اللويب النفطي األمريكي"‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬العدد(‪ ،)164‬ص‪.44‬‬
‫‪25 https://fr.wikipedia.org/wiki/Mitch_Daniels‬‬

‫‪ 26‬هريتس نورينا‪" ،‬السيطرة الصامتة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86‬‬


‫‪27 https://en.wikipedia.org/wiki/Unocal_Corporation‬‬

‫‪96‬‬
‫الشركات املتعددة اجلنسيات ودورها يف االقتصاد العاملي‬ ‫احملور اخلامس‬

‫‪ -‬ضغط شركة ‪ Chiquita‬األمريكية لتوزيع املوز و الفواكه األخرى على احلكومة‬


‫أقل من ‪ %10‬لالسترياد األورويب من‬ ‫ِ‬
‫األمريكية‪ -‬عندما َّقرر االحتاد األورويب أن مينح كوات َّ‬
‫املوز للشركة؛ حلماية صغار املنتِجني يف املستعمرات الربيطانية والفرنسية السابقة يف البحر‬
‫تضر ابملصاحل األمريكية‪ ،‬زاعمة أن‬
‫الكارييب وأفريقيا‪ -‬و حماولة إقناعها أبن هذه السياسة ُّ‬
‫متعددة اجلنسيَّات وهي (‪،Dole ،Chiquita‬‬ ‫أكرب ثالث شركات للفواكه أمريكيَّة ِ‬

‫‪ )Delmonte‬ستخسر يف السنة الواحدة (‪250‬مليون‪ )$‬إذا نفذ هذا القرار‪ ،‬فقامت‬


‫اإلدارة األمريكية ابالحتِجاج نِيابَةً عن هذه الشركة لدى منظمة التجارة العاملية‪ ،‬وهدَّدت‬
‫‪28‬‬ ‫بفرض ٍّ‬
‫عدد من الضرائب مبعدَّل مائة يف املائة على عدد من املنتَجات األوروبية‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬كما هو معروف فأن أحد األسباب الرئيسة لالحتِالل األمريكي ألفغانستان والعراق‪ ،‬هو‬
‫حتقيق مصاحل شركات النفط األمريكية العمالقة (أكسون موبيل‪ ،‬شيفرون)‬
‫اآلاثر التقنية والعلمية للشركات املتعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫جيب االشارة إىل أن نشاط البحث والتطوير للشركات م‪ .‬ج عادة ما يتم يف الدولة األم وليس يف‬
‫الدول املضيفة اليت تعمل هبا فروعها‪ ،‬وهذا ال مينع هذه الدول من االستفادة من التقنيات اليت ّتلبها‬
‫الشركات األجنبية وتتحكم فيها‪ ،‬إال أن هذا يتوقف على درجة جناح هذه الدول يف حتقيق أهداف التنمية‬
‫التكنولوجيا احمللية وعلى ما تقدمه من تسهيالت للشركات املتعددة اجلنسيات و مدى تعاوهنا معها‪.‬‬

‫هريتس نورينا‪" ،‬السيطرة الصامتة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪97‬‬
‫احملور السادس‬

‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬


‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫احملور السادس‪ :‬التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‪:‬‬


‫إن ظاهرة التكتالت االقتصادية كظاهرة جديدة نسبيا اعتمدهتا جمموعة من الدول سواء كانت انمية‬
‫أو متقدمة‪ ،‬رأمسالية واشرتاكية‪ ،‬وهذا ملواجهة خمتلف التحوالت االقتصادية والسياسية اليت شهدها العامل‪،‬‬
‫حيث ظهرت هذه التكتالت كنتيجة للقيود يف العالقات الدولية وكمحاولة جزئية لتحرير التجارة بني عدد‬
‫من الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التكتل االقتصادي‪:‬‬
‫تعددت التعاريف اليت تناولت التكتل االقتصادي‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪-‬يعرب التكتل االقتصادي عن درجة معينة من درجات التكامل االقتصادي الذي يقوم بني جمموعة من‬
‫الدول املتجانسة اقتصادي وجغرافيا واترخييا وثقافيا واجتماعيا‪ ،‬واليت جتمعها جمموعة من املصال االقتصادية‬
‫املشرتكة‪ ،‬هبدف تعظيم تلك املصال وزيدة التجارة الدولية البينية لتحقيق أكرب عائد ممكن‪ ،‬مث الوصول إىل‬
‫‪1‬‬
‫أقصى درجة من الرفاهية االقتصادية لشعوب تلك الدول‪.‬‬
‫‪ -‬أبنه جتمع عديد من الدول اليت جتمعها روابط خاصة ابجلوار اجلغرايف أو التماثل الكبري يف الظروف‬
‫االقتصادية أو االنتماء احلضاري املشرتك هذا التجمع يكون يف إطار معني قد يكون احتادا مجركيا أو منطقة‬
‫جتارة حرة‪.‬‬
‫‪ -‬عرف االقتصادي بيال ابالسا ‪ - Béla Alexander Balassa‬التكامل االقتصادي أبنه عملية‬
‫إلغاء اتم للحواجز اجلمركية بني وحدات اقتصادية قومية خمتلفة‪ .‬ويرى ‪ Tinbergen‬أن التكامل‬
‫االقتصادي عبارة عن اجياد أحسن السبل للعالقات االقتصادية الدولية والسعي إلزالة مجيع العقبات‬
‫‪2‬‬
‫واملعوقات أمام هذا التعاون‪.‬‬
‫‪ -‬التكتل االقتصادي هو اتفاق بني دولتني أو أكثر إلزالة كافة العوائق اليت حتول دون انتقال السلع‪،‬‬
‫رؤوس األموال واألشخاص فيما بينها‪ ،‬وال يتوقف األمر عند هذا احلد بل ميتد إىل التنسيق ما بني‬
‫‪3‬‬
‫السياسات االقتصادية هلذه الدول بغية حتقيق منو يف كافة هذه البلدان‪.‬‬

‫عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬السوق العربية املشرتكة‪ :‬الواقع واألفاق يف األلفية الثالثة‪ ،‬جمموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫فؤاد أبو ستيت‪ ،‬التكتالت االقتصادية يف عصر العوملة‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫يوسف مسعداوي‪ ،‬دراسات يف التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.140‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪99‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫‪ -‬ميكن القول أبن التكتالت االقتصادية هي وسيلة تلجأ إليها دول معينة ضمن منطقة معينة لتحقيق‬
‫أهداف معينة ومتعددة‪.‬‬
‫‪ -‬وميكن اعتبار التكتالت االقتصادية كأحد النماذج التنموية تتخذها جمموعة من الدول اليت تدخل يف‬
‫اتفاق فيما بينها‪ ،‬تقضي بتنسيق السياسات االقتصادية يف جوانبها املختلفة وإلغاء احلواجز اجلمركية وغري‬
‫اجلمركية بغية حتقيق معدالت منو سريعة يف اقتصاداهتا وزيدة التعاون فيما بينها‪ ،‬ومواجهة خمتلف التحوالت‬
‫والتطورات اليت حتدث يف االقتصاد العاملي‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تكلمنا عن التكتالت االقتصادية اإلقليمية فهي اتفاق عدد من الدول املنتمية جغرافيا إىل إقليم‬
‫اقتصادي معني كأورواب الغربية‪ ،‬املنطقة العربية‪ ،‬أمريكيا الشمالية‪ ...‬إلقامة ارتباط فيما بينها يف شكل من‬
‫أشكال التكامل االقتصادي‪ .‬إال أنه يف الوقت الراهن أصبحت التكتالت االقتصادية تنتمي دول أعضائها‬
‫ألكثر من إقليم كمنتدى التعاون االقتصادي لدول آسيا واحمليط اهلادي (أبيك‪ ،‬وتكتل األمريكيتني( ‪.‬‬
‫‪ -2‬فوائد التكتالت االقتصادي‪:‬‬
‫التكتل االقتصادي هو اتفاقية تكامل (إقليمية أو غري اقليمية) بني جمموعة دول تسعى لتقليص وحتييد‬
‫غالبية العوائق التجارية ومبا يسمح لتبادل السلع بني دول هذه االتفاقية سواء كانت هذه االتفاقية تغطي‬
‫شكل أو نسبة الرسوم اجلمركية أو العمل بنظام احلصة‪ ،‬ومن فوائد التكتالت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني شروط التبادل التجاري عن طريق حترير تنقل السلع واخلدمات واألشخاص ورؤوس األموال‬
‫واالستثمار بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من رؤوس األموال واأليدي العاملة الكفؤة واالستغالل األمثل للموارد املتاحة يف املنطقة‬
‫التكاملية‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع نسبة التجارة البينية بني الدول االعضاء يف االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -‬توفري مزاي ومكاسب تعجز الدولة منفردة عن حتقيقها‪.‬‬
‫‪ -‬التكامل االقتصادي يعطي للدول األعضاء قوة تفاوض على املستوى الدويل مما يسمح هلا احملافظة‬
‫والدفاع عن مصاحلها ضد التكتالت االقتصادية األخرى‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫‪ -3‬أشكال التكامل االقتصادي ومراحله‪:‬‬


‫أ‪-‬منطقة التجارة احلرة )‪Free Trade Area (FTA‬‬
‫منطقة التجارة احلرة هي اتفاقية تكامل إقليمية بني جمموعة دول تسعى لتقليص وحتييد غالبية العوائق‬
‫التجارية ومبا يسمح لتبادل السلع بني دول هذه االتفاقية سواء كانت هذه االتفاقية تغطي شكل أو نسبة‬
‫الرسوم اجلمركية أو العمل بنظام احلصة؛ ويف الوقت نفسه يسمح هذا املستوى للدولة العضو حتديد الضريبة‬
‫‪4‬‬
‫اجلمركية على السلع اليت يصدرها أو يستوردها من الدول غري األعضاء‪.‬‬
‫ب‪-‬احتاد مجركي )‪Custom Union (CU‬‬
‫ومبقتضاه تصبح مجيع الدول األعضاء خاضعة إىل تنظيم مجركي موحد وتتبىن تعريفة مجركية خارجية موحدة‬
‫‪5‬‬
‫ومشرتكة‪.‬‬
‫ج‪-‬السوق املشرتكة )‪Common Markets (CM‬‬
‫وهي تشكيالت اقتصادية خمتلفة تتولد بعد تطور االحتاد اجلمركي ويتم رفع مجيع القيود اليت تعيق حركة‬
‫أدوات االنتاج (العمل‪ ،‬رأس املال واملعدات واألجهزة)‪.‬‬
‫د‪-‬االحتاد املال ‪:Monetary Union‬‬
‫ويتمثل يف إقامة سعر صرف اثبت بني الدول (منطقة عملة) وذلك ابإلضافة إىل ما سبق يف املراحل‬
‫السابقة‪.‬‬
‫ه‪-‬االحتاد اقتصادي ‪Economic Union‬‬
‫يف هذه املرحلة تتالشى حرية الدول منفردة يف إتباع سياسيات اقتصاد كلية مستقلة‪ ،‬وإمنا يتم تبين‬
‫سياسات مالية ونقدية مشرتكة بني كل بلدان االحتاد لتحقيق أهداف االقتصاد الكلي احمللية كالتضخم‬
‫والبطالة‪...‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-4‬أمثلة عن التكتالت‪:‬‬

‫‪ 4‬عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬


‫‪ 5‬عبد الكرمي جابر العيساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ 6‬شوقي انجي جواد‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬مدخل تتابعي‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة العربية األوىل ‪ ،2002‬عمان األردن‪ ،‬ص ص ‪،101‬‬
‫‪.102‬‬

‫‪101‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫‪-1-4‬التكتل االقتصادي االوريب‪:‬‬


‫يعترب االحتاد االورويب من اكرب التكتالت االقتصادية يف العامل و اكثرها اكتماال من حيث البىن‬
‫واهلياكل التكاملية‪ ،‬ومراحل التطور والنضج‪ ،‬و االستمرارية؛ فقد تعدى هذا التكتل مرحلة منطقة التجارة‬
‫احلرة‪ ،‬واالحتاد اجلمركي والسوق املشرتكة‪ ،‬إىل أن وصل إىل مرحلة االحتاد االقتصادي‪ ،‬ليصبح بذلك أكرب‬
‫قوة اقتصادية وأقوى تكتل اقتصادي على مستوى العامل‪ ،‬حيث أن هذا التكتل يهيمن على اكثر من ثلث‬
‫‪7‬‬
‫التجارة العاملية وله أكرب دخل قومي يف العامل‪ ،‬كما يعترب أكرب سوق داخلي‪.‬‬
‫ويعتمد االحتاد األورويب يف بنيته التنظيمية على ‪ 3‬أجهزة إدارية تعرف مبا يسمى املثلث اإلداري‬
‫‪8‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫▪ جملس االحتاد األورويب‪ :‬ويعترب أهم األجهزة االدارية يف االحتاد‪ ،‬ويقوم بتمثيل مصال الدول‬
‫األعضاء على املستوى األورويب‪ ،‬وله صالحيات واسعة ضمن اجملاالت املتعلقة ابلسياسة اخلارجية‬
‫املشرتكة والتعاون األمين‪.‬‬
‫▪ املفوضية األوروبية‪ :‬مقرها بروكسل وهتتم مبصال االحتاد األوروبية ككل‪ ،‬إضافة إىل أهنا متتلك‬
‫صالحيات واسعة حيث حيق هلا تقدمي مقرتحات القوانني واالشراف على تنفيذ القانني املشرتكة‬
‫بوصفها املسؤولة عن محاية االتفاقيات املربمة‪ ،‬كما تقوم بوضع امليزانية العامة لالحتاد واالشراف‬
‫على تنفيذها‪ .‬فضال عن كوهنا ممثلة االحتاد األورويب يف متثيله يف املفاوضات الدولية‪ ،‬كما حيق هلا‬
‫توقيع االتفاقيات مع دول خارج االحتاد‪.‬‬
‫▪ الربملان األورويب‪ :‬ميتلك الربملان االورويب بعض الصالحيات التشريعية ويعترب اجلهاز الرقايب‬
‫واالستشاري يف االحتاد االورويب ويراقب عمل املفوضية االوروبية‪ ،‬ويشارك يف وضع القوانني‬
‫واملصادقة على االتفاقيات الدولية‪ ،‬فضال عن كونه ميلك صالحيات واسعة فيما يتعلق ابمليزانية‬
‫املشرتكة لالحتاد االورويب‪.‬‬
‫‪(North American Free Trade‬‬ ‫‪ -2-4‬اتفاقية التجارة احلرة ألمريكا الشمالية‬
‫‪Agreement) NAFTA‬واليت أتسست يف ‪ 1992/12/17‬من قبل كل من الواليت املتحدة‬

‫مجال الدين برقوق‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.312-311‬‬ ‫‪7‬‬

‫مجال الدين برقوق‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.320-319‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪102‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫األمريكية وكندا واملكسيك‪ .‬وجاءت هذه االتفاقية مكملة التفاقية التجارة احلرة املنعقدة بني كندا‬
‫والواليت املتحدة يف عام ‪ .19889‬وذلك بعد املفاوضات اليت متت بني الرئيس األمريكي ‪George‬‬
‫‪ H. W. Bush‬والوزير األول الكندي ‪ Brian Mulroney‬ونظريه املكسيكي الرئيس ‪Carlos‬‬
‫‪ . Salinas de Gortari‬وجاءت كرد فعل عن اتفاقية ماسرتخيت ‪ Maastricht‬املنعقدة يف ‪7‬‬
‫فيفري ‪.1992‬‬
‫وقد بدأت كسوق مشرتك إال أهنا مل تلجأ إىل اعتماد مؤسسات ذات صبغة تشريعية كما هو معمول به يف‬
‫االحتاد األورويب‪.‬‬
‫وابلرغم من ان هذا التكتل ال يضم اال ثالث دول‪ ،‬إال أنه ميثل أكرب منطقة جتارة حرة يف العامل‪ ،‬حيث بلغ‬
‫حجم اقتصاده عند النشأة ما يقارب ‪ 7‬تريليون دوالرو ابلرغم من ان هذا التكتل ال يضم اال ثالث دول‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫إال أنه ميثل أكرب منطقة جتارة حرة يف العامل‪.‬‬
‫و من أهداف اتفاقية ‪: NAFTA‬‬
‫‪ -‬إزالة مجيع احلواجز اجلمركية أمام التجارة بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬أتمني شروط التنافس العادل يف املنطقة‪.‬‬
‫‪-‬رفع فرص االستثمار للدول األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬العمل على محاية حقوق امللكية الفكرية‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد اجراءات إدارية فعالة من شأهنا حل النزاعات بني الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪-‬تعميق التعاون الثالثي ‪ Trilatérale‬لتوسيع األرابح‪.‬‬
‫‪-‬محاية مناخ وشروط العمل‪.‬‬
‫‪The European Free Trade‬‬ ‫‪-3-4‬اتفاقية ‪ :EFTA‬منظمة التجارة احلرة األوربية‬
‫‪ Association‬اليت أتسست يف ‪ 3‬ماي ‪1960‬من قبل سبعة دول (النمسا‪ ،‬الدمنارك‪ ،‬السويد‪،‬‬
‫سويسرا‪ ،‬الربتغال واململكة املتحدة مث انضمت إليها كل من فلنده عام ‪ 1961‬وايرلندا عام ‪،1969‬‬

‫‪ 9‬مجال الدين برقوق‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬


‫‪ 10‬فوزية خدا كرم‪ ،‬التكتالت االقتصادية العاملية و انعكاساهتا على الدول النامية‪ ،‬جملة العلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬ص ‪.177‬‬

‫‪103‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫وتعترب هذه املنظمة ككتلة جتارية بديلة للدول األوروبية الذين كانوا غري قادرين أو غري راغبني يف االنضمام‬
‫إىل اجملموعة االقتصادية األوروبية )‪ (EEC‬الذي أصبح الحقا االحتاد األورويب‪.‬‬
‫وقد ألغت هذه االتفاقية مجيع القيود التجارية على السلع املصنعة‪ ،‬إال بريطانيا اليت رفضت هذه االتفاقية‬
‫لتنظم إىل اجملتمع األورويب بعد أن غادرت كل من الدمنارك وايرلندا‪.‬‬
‫‪-4-4‬اتفاقية ‪ :LAFTA‬منظمة التجارة احلرة لدول أمريكا الالتينية ‪The Latin American‬‬
‫‪ Free Trade Association‬وهي أوسع منظمة بني الدول النامية‪ ،‬ومشلت كل من الربازيل‪،‬‬
‫املكسيك واألرجنتني‪ ،‬بوليفيا‪ ،‬شيلي‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬أكوادور‪ ،‬براغواي‪ ،‬بريو‪ ،‬األرغواي وفنزويال‪.‬‬
‫وعموما مل توفق هذه املنظمة يف مسعاها كما كان متوقعا هلا‪ ،‬ومن أسباب ذلك الركود الذي الزم‬
‫االقتصاديت عموما خالل السبعينات‪ ،‬ومشكلة الديون لغالبية دول أمريكا الالتينية‪ ،‬إضافة إىل اختالل‬
‫االستقرار السياسي واالجتماعي هلذه الدول‪.‬‬
‫‪The Latin American‬‬ ‫‪-5-4‬اتفاقية ‪ :LAIA‬منظمة التكامل لدول أمريكا الالتينية‬
‫‪ Integration Association‬اليت تشكلت بنفس أعضاء منظمة التجارة احلرة لدول أمريكا الالتينية‬
‫يف ‪ 12‬أوت ‪ 1980‬مبعاهدة مونتفيديو ‪ ،Montevideo Treaty‬وكان اهلدف املنشود هلذه املنظمة‬
‫إنشاء منطقة مفضلة بدال من إجياد منطقة جتارة حرة‪ ،‬وحيق لدول هذه االتفاقية إنشاء اتفاقيات جزئية بني‬
‫األعضاء آخذين بنظر االعتبار التمايز واالستقاللية واخلصوصية لكل دولة‪.‬‬
‫‪-6-4‬اتفاقية ‪ :ASEAN‬منظمة دول جنوب شرق آسيا ‪Association of Southeast‬‬
‫‪ Asian Nations‬اليت أتسست يف ‪ 8‬أوت ‪ 1960‬يف ابنكوك‪ ،‬اتيالند من قبل كل من إندونيسيا‪،‬‬
‫ماليزي‪ ،‬الفلبني‪ ،‬سنغافورة واتيالند‪ .‬وقد انضمت إليها دول أخرى بعد ذلك على غرار الفيتنام وكمبودي‪...‬‬
‫وتتمثل أهدافها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تسريع النمو االقتصادي والتقدم االجتماعي والتنمية الثقافية يف املنطقة‪.‬‬
‫‪ .2‬تعزيز السالم واالستقرار يف املنطقة من خالل التمسك ابحرتام العدالة وسيادة القانون يف العالقات‬
‫بني دول املنطقة والتمسك مببادئ ميثاق األمم املتحدة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫‪ .3‬تعزيز التعاون الفعال واملساعدة املتبادلة يف املسائل ذات االهتمام املشرتك يف اجملاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية والفنية والعلمية واإلدارية؛‬
‫‪ .4‬تقدمي املساعدة إىل بعضها البعض يف شكل مرافق التدريب والبحوث يف اجملاالت التعليمية واملهنية‬
‫والفنية واإلدارية؛‬
‫‪ .5‬التعاون بشكل أكثر فعالية الستخدام أكرب للزراعة والصناعات‪ ،‬وتوسيع جتارهتا‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫دراسة مشاكل التجارة الدولية للسلع األساسية‪ ،‬وحتسني وسائل النقل ومرافق االتصاالت ورفع‬
‫مستوى معيشة شعوهبا‪.‬‬
‫‪ .6‬تعزيز الدراسات جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫‪ .7‬احلفاظ على التعاون الوثيق واملفيد مع املنظمات الدولية واإلقليمية القائمة مع أهداف وأغراض‬
‫مماثلة‪ ،‬واستكشاف مجيع السبل للتعاون أوثق فيما بينها‪.‬‬
‫‪-7-4‬منتدى التعاون االقتصادي لدول آسيا واحمليط اهلادي ‪Asia-Pacific Economic‬‬
‫‪(APEC ):Cooperation‬‬
‫هو منتدى يضم ‪ 21‬دولة تطل على احمليط اهلادي على رأسها الياابن والصني واسرتاليا والواليت‬
‫املتحدة وكندا واملكسيك ونيوزيلندا وكوري اجلنوبية‪ ،‬ودول رابطة االسيان‪ .‬واليت تسعى لتشجيع التجارة احلرة‬
‫والتعاون االقتصادي يف منطقة آسيا ودول احمليط اهلادي‪ ،‬أتسس عام ‪ 1989‬تلبية للنمو االقتصادي‬
‫املتزايد للدول املطلة على احمليط اهلادي‪ ،‬وظهور تكتالت اقتصادية أخرى يف العامل مثل االحتاد األورويب‬
‫والنافتا‪ ،‬ويسيطر هذا التكتل على حوايل ‪ 50 %‬من التجارة العاملية‪.‬‬
‫‪ ANCOM -8-4‬الذي أتسس من مخسة دول يف جنوب أمريكا عام ‪ ،1969‬وكان هدفه أتسيس‬
‫وتطوير اقتصاد صناعي يف املنطقة خالل ترويج مبدأ التخصص‪.‬‬
‫‪ -‬املنتدى االقتصادي لشرق إفريقيا ‪ EAEC‬وقد ضم كل من كينيا‪ ،‬أوغندا وتنزانيا والذي أتسس سنة‬
‫‪ 1967‬إلنشاء منطقة جتارية دولية حرة وتوجه حنو التطوير الصناعي يف املنطقة‪.‬‬
‫‪-9-4‬السوق العربية املشرتكة واليت أتسست يف عام ‪ 1964‬واليت ضمت كل من مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫سوري‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‬ ‫احملور السادس‬

‫‪-10-4‬السوق وسط أمريكا املشرتك والذي أتسس سنة ‪ 1960‬والذي ضم كل من كوستاريكا‪،‬‬


‫‪11‬‬
‫السلفادور‪ ،‬جواتيماال‪ ،‬هندوراس ونيكاراغوا‪.‬‬
‫‪-11-4‬وهناك اتفاقيات أخرى لدول آسيا‪ ،‬عقدت بني تركيا وإيران والباكستان مسيت ابلتعاون والتطوير‬
‫االقليمي وذلك عام ‪ 1964‬وقد مت جتميد هذا التكتل الثالثي بسبب قيام الثورة االيرانية عام ‪1979‬‬
‫ونشوب حرب اخلليج بعد ذلك ‪ ،1980‬إال أنه مت إعادة تفعيلة يف سنة ‪ 1985‬حتت مسمى منظمة‬
‫التعاون االقتصادي‪ .‬وقد تطور هذا التكتل ليشمل أعضاء أخرى كافغانستان‪ ،‬اذربيجان‪ ،‬وأوزبكستان‪،‬‬
‫وتركستان‪ ،‬وطاجاكستان‪ ،‬وكازاخستان‪ ،‬وقرغيزي‪.‬‬

‫‪ 11‬شوقي انجي جواد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.103 ،102‬‬

‫‪106‬‬
‫خامتة‬

‫خامتة‪:‬‬
‫إن االهتمام مبجال إدارة األعمال الدولية يزداد يف كل يوم مع ازدايد دور األعمال الدولية‬
‫وأمهيتها‪ ،‬خاصة وأن العامل يواجه أكرب التطورات اإلدارية والتحوالت النقدية والتغريات البيئية يف منظمات‬
‫األعمال الدولية‪ ،‬نظرا الزدايد عدد الشركات وكرب حجم املنشآت الدولية وتنامي دورها يف حركية التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬وكذا التطور التكنولوجي واملعلومات السريع الذي يعرفه العامل املعاصر‪ .‬فضال عن بروز ظاهرة العوملة‬
‫وأاثرها االقتصادية والسياسية وظهور التكتالت االقتصادية الدولية واالقليمية‪.‬‬
‫كل هذه التغريات الكبرية اليت مر هبا العامل يف العقود األخرية ومزال‪ ،‬تفرض على الشركات واملنشآت‬
‫الدولية العمل على حتقيق التكيف مع األوضاع اخلارجية والتطورات احلديثة احلاصلة يف بيئة األعمال‬
‫الدولية‪ ،‬سواء كانت قانونية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية أو دينية‪ ،‬واليت قد تؤثر يف جناح‬
‫أو فشل هذه الشركات واملنشآت‪ .‬السيما وأن ظروف البيئة اخلارجية أضحت تتسم ابلتغري السريع‬
‫أو التدرجيي‪ ،‬الفجائي أو املتوقع‪ ،‬نظرا للتغريات الكبرية اليت حتصل يف جماالت التكاليف واألسعار املنافسة‬
‫الداخلية واخلارجية‪ ،‬أسعار الصرف والفائدة والعوائد والتدفقات النقدية وغري ذلك؛ وهذا ما جيعل بيئة‬
‫منظمات األعمال خطرة‪.‬‬
‫ومن هنا أصبحت دراسة إدارة األعمال الدولية أمرا ضروراي ال غىن عنه لفهم السياسات احلديثة‬
‫والطرق والقوانني املعاصرة هلذه املنشآت واملنظمات الدولية‪ ،‬ودوافعها وراء االستثمار يف الدول املضيفة‬
‫وكيفية غزوها لألسواق الدولية‪ ،‬وكذا االملام بتباينات ظروف البيئة اخلارجية وطرق وأساليب دراستها‬
‫وحتليلها‪ ،‬وذلك للوقوف على أهم التحدايت اليت تواجه املدراء واالداريني والتنفيذيون ألعمال ومهام‬
‫ووظائف الشركات واملنشآت اليت تعمل على النطاق الدويل‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫▪ زاهد حممد ديري‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل ‪2011‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫▪ علي ابراهيم اخلضر‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫دمشق‪-‬سوراي‪.2007 ،‬‬
‫▪ مصطفى يوسف كايف‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬شركة دار األكادمييون للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫▪ سامح عبد املطلب‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عمان األردن‪.2010 ،‬‬
‫▪ فريد النجار‪ ،‬إدارة األعمال الدولية والعاملية‪ ،‬الدار اجلامعية ابإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫▪ عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات إدارة األعمال الدولية "األصول العلمية واألدلة التطبيقية"‪،‬‬
‫منشورات احلليب احلقوقية بريوت لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2003‬‬
‫▪ زكراي مطلك الدوري‪ ،‬أمحد علي صاحل‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬منظور سلوكي واسرتاتيجي‪ ،‬دار‬
‫اليازوري العلمية للنشر والتوزيع عمان األردن‪ ،‬الطبعة العربية ‪2013‬‬
‫▪ أمحد عبد العزيز وآخرون‪ ،‬الشركات املتعددة اجلنسيات وأثرها على الدول النامية‪ ،‬جملة اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد اخلامس والثمانون‪.2010 ،‬‬
‫▪ عبد املنعم راضي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مكتبة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬املدخل العام‪.‬‬
‫املوقع‪:‬‬ ‫على‬ ‫منشور‬ ‫االسالم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫االجتماعية‬ ‫النظم‬ ‫امليزر‪،‬‬ ‫▪ هند‬
‫‪faculty.ksu.edu.sa/DrHind/DocLib1‬‬
‫▪ مرياندا زغلول رزق‪ ،‬التجارة الدولية‪.2010 ،‬‬
‫▪ دليل ميزان املدفوعات ووضع االستثمار الدويل‪ ،‬صندوق النقد الدويل‪ ،‬الطبعة السادسة‪.‬‬
‫▪ املادة األوىل من اتفاقية إنشاء مؤسسة التمويل الدولية‪ ،‬حسبما عدلت يف ‪ 28‬أبريل ‪.1993‬‬
‫▪ اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬وتعديالهتا حىت أبريل من سنة‬
‫‪.2013‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫▪ املادة الرابعة من اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬وتعديالهتا حىت أبريل‬
‫من سنة ‪.2013‬‬
‫▪ املادة اخلامسة من اتفاقية أتسيس صندوق النقد العريب بتاريخ أبريل ‪ 1976‬وتعديالهتا حىت‬
‫أبريل من سنة ‪.2013‬‬
‫▪ مسري عبد احلميد رضوان‪ ،‬أسواق األوراق املالية ودورها يف متويل التنمية االقتصادية ودراسة مقارنة‬
‫بني النظم الوضعية وأحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬املعهد العاملي للفكر االسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪ ،1996‬القاهرة‪.‬‬
‫▪ مبارك بن سليمان آل فواز‪ ،‬األسواق املالية من منظور إسالمي‪ ،‬مركز النشر العلمي‪ ،‬جامعة‬
‫امللك عبد العزيز‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2010‬‬
‫▪ ماهر كنج شكري‪ ،‬مروان عوض‪ ،‬املالية الدولية‪ :‬العمالت األجنبية واملشتقات املالية بني النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬معهد الدراسات املصرفية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2004‬عمان األردن‪.‬‬
‫▪ منري ابراهيم هندي‪ ،‬األوراق املالية وأسواق املال‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫▪ أشرف مصطفى توفيق‪ ،‬كيف تتعلم استثمار األموال يف البورصة‪ -‬صناديق االستثمار‪ -‬أسواق‬
‫رأس املال‪( -‬اخلطوات العملية والثغرات القانونية)‪ ،‬دار ايرتاك للطباعة والنشر والتوزيع‪.2008 ،‬‬
‫▪ أمحد صاحل عطية‪ ،‬مشاكل املراجعة يف أسواق املال‪ ،‬دار اجلامعية‪. 2003،‬‬
‫▪ منري إبراهيم هندي‪ ،‬أساسيات االستثمار يف األوراق املالية‪ ،‬منشأة املعارف االسكندرية‪،‬‬
‫‪1999.‬‬
‫▪ حسن عطا غنيم‪ ،‬املشتقات املالية‪ ،‬ملتقى حول تنظيم وإدارة بورصات األوراق املالية العربية‬
‫خلدمة التنمية ورشة عمل) ‪ 10-6‬مارس ‪ 2005‬املنظمة العربية لتنمية اإلدارية (إدارة أسعار‬
‫الصرف) بشرم الشيخ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫▪ علي السلمي‪ ،‬إدارة املوارد البشرية‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة‬
‫الطبع‪.‬‬
‫▪ علي عباس‪ ،‬إدارة املوارد البشرية الدولية‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2008 ،‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫▪ أمحد عبد العزيز وآخرون‪ ،‬الشركات املتعددة اجلنسيات وأثرها على الدول النامية‪ ،‬جملة اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد اخلامس والثمانون‪.2010 ،‬‬
‫▪ أبو قحف عبد السالم‪" ،‬إدارة األعمال الدولية"‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫▪ مجال الدين برقوق‪ ،‬مصطفى يوسف‪ ،‬االقتصاد الدويل‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫عمان‪.2016 ،‬‬
‫▪ عامري سعود جايد‪" ،‬اإلدارة املالية يف الشركات متعددة اجلنسيات"‪ ،‬دار املناهج‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫▪ جاد الرب سيد حممد‪" ،‬إدارة األعمال الدولية"‪ ،‬دار العشري‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫▪ حامت حممد عبد القادر‪" ،‬العوملة ما هلا وما عليها"‪ ،‬اهليئة املصرية للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫▪ حامت طارق‪" ،‬االقتصاد العاملي اجلديد وموقع مصر فيه"‪ ،‬مركز دراسات وحبوث الدول ِ‬
‫النامية‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫ظل الشركات ِ‬
‫متعددة اجلنسيَّات"‪" ،‬جملة‬ ‫▪ العاين أسامة عبد اجمليد‪" ،‬مستقبل االقتصاد العريب يف ِ‬
‫شؤون عربية"‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬العدد (‪.)108‬‬
‫▪ أبو قحف عبد السالم‪" ،‬نظرايت التدويل وجدوى االستثمارات األجنبية"‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬
‫▪ عطية خليل حممد خليل‪" ،‬االستثمارات األجنبية املباشرة والتنمية حبث يف النظرية"‪ ،‬جملة مصر‬
‫املعاصرة‪ ،‬اجلمعية املصرية لالقتصاد والسياسة والتشريع واإلحصاء‪ ،‬القاهرة‪ ،1994 ،‬العدد‬
‫‪.438 -437‬‬
‫▪ هريتس نورينا‪" ،‬السيطرة الصامتة"؛ ترمجة‪ :‬صدقي حطاب‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬العدد ‪،336‬‬
‫اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪.2007 ،‬‬
‫▪ العناين خليل‪" ،‬اللويب النفطي األمريكي"‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬العدد‬
‫(‪.)164‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫▪ بد املطلب عبد احلميد‪ ،‬السوق العربية املشرتكة‪ :‬الواقع واألفاق يف األلفية الثالثة‪ ،‬جمموعة النيل‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫▪ فؤاد أبو ستيت‪ ،‬التكتالت االقتصادية يف عصر العوملة‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫▪ يوسف مسعداوي‪ ،‬دراسات يف التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة اجلزائر‪.2010 ،‬‬
‫▪ شوقي انجي جواد‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ :‬مدخل تتابعي‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة العربية‬
‫األوىل ‪ ،2002‬عمان األردن‪.‬‬
‫▪ فوزية خدا كرم‪ ،‬التكتالت االقتصادية العاملية وانعكاساهتا على الدول النامية‪ ،‬جملة العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪.43‬‬
‫صندوق النقد الدويل ‪www.imf.org‬‬ ‫▪‬

‫‪▪ http://arabic.peopledaily.com.cn/200208/20/ara20020820_5678‬‬
‫‪5.‬‬
‫)‪▪ https://fr.wikipedia.org/wiki/Chevron_(entreprise‬‬
‫‪▪ https://fr.wikipedia.org/wiki/Mitch_Daniels‬‬
‫‪▪ https://en.wikipedia.org/wiki/Unocal_Corporation‬‬
‫‪▪ http://www.arab-ency.com‬‬
‫‪▪ ida.worldbank.org‬‬
‫‪▪ www.miga.org.‬‬
‫‪▪ icsid.worldbank.org‬‬

‫‪111‬‬

You might also like