You are on page 1of 175

‫جامعة الجزائر‪30‬‬

‫كلية علوم اإلعالم و االتصال‬


‫قسم علوم اإلعالم‬

‫مطبوعة بيداغوجية في مقياس املقاوالتية‬


‫( ‪) entrepreneurship( ) L’entrepreneuriat‬‬

‫السنة الثانية ماستر‬


‫تخصص صحافة مطبوعة و إلكترونية و سمعي بصري‬

‫اعداد ‪ :‬الدكتورة وهيبة بوزيفي‬


‫الرتبة ‪ :‬أستاذة محاضرة أ‬

‫السنة الجامعية ‪020-0202 :‬‬


‫‪1‬‬
‫البرنامج العام للمادة‬
‫املحوراألول ‪ :‬مدخل مفاهيمي حول املقاوالتية و املقاول‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬املقاوالتية و املفاهيم املرتبطة بها‬


‫‪ -0‬تاريخ ظهور و تطور املقاوالتية ‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم املقاوالتية أو ريادة األعمال‬
‫‪ -0‬مفاهيم لها عالقة باملقاوالتية ‪ :‬إدارة األعمال ‪ ،‬فرص األعمال ‪ ،‬مشروع األعمال ‪ ،‬الثقافة‬
‫املقاوالتية ‪ ،‬الروح املقاوالتية ‪ ،‬التعليم املقاوالتي ‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ : 32‬الفرق بين املؤسسات الناشئة و املصغرة و الصغيرة و املتوسطة و‬


‫أهميتها االقتصادية‬
‫‪ -2‬تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة‬
‫‪ -0‬خصائصها‬
‫‪ -3‬تعريف املؤسسات الناشئة‬
‫‪ -4‬خصائصها‬
‫‪ -5‬أوجه التشابه و اإلختالف بين املؤسسات الناشئة و الصغيرة و املتوسطة‬
‫‪ -6‬أهمية النشاط املقاوالتي و املؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية الوطنية‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬املقاول (‪ )Entrepreneur‬أو الريادي و خصائصه‬


‫‪ -0‬تعريف املقاول‬
‫‪ -2‬الفرق بين ريادي األعمال ( املقاول ) و رجل األعمال‪ ،‬و مدير األعمال و قائد األعمال‬
‫‪ -0‬أنواع املقاولون‬
‫‪ -4‬صفات املقاول‬
‫‪ -5‬أهمية نشاط املقاول‬

‫‪2‬‬
‫املحورالثاني ‪ :‬أجهزة دعم املشاريع املقاوالتية في الجزائر‬

‫املحاضرة ‪ : 34‬املر افقة املقاوالتية و أجهزتها في الجزائر‬


‫‪ -0‬تعريف املرافقة املقاوالتية و االرفاق‬
‫‪ -2‬أشكال أجهزة املرافقة املقاوالتية‬
‫‪ -0‬أنواع أجهزة دعم املشاريع املقاوالتية في الجزائر‬
‫‪ -4‬قوانين االستثمار في الجزائر‬

‫املحور الثالث ‪ :‬من ريادة األعمال إلى ريادة اإلعالم ( ريادة األعمال في املجال‬
‫اإلعالمي )‬
‫( ‪) MEDIA ENTREPRENEURSHIP, Journalisme entrepreneurial‬‬

‫املحاضرة ‪ : 35‬النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية في‬


‫املجال الصحفي املطبوع و اإللكتروني و السمعي البصري )‬

‫تعريف اإلعالم الريادي ( املقاوالتي )‬ ‫‪.I‬‬


‫تعريف املقاوالتية في املجال االعالمي ( الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية )‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .III‬مجاالت ممارسة الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية و الصحفي املقاول ‪.‬‬
‫األهمية االقتصادية للمقاوالتية االعالمية ‪.‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫أجهزة املرافقة املقاوالتية في املجال اإلعالمي ‪.‬‬ ‫‪.V‬‬

‫املحور الرابع ‪ :‬اإلبداع و اإلبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الصحفي‬


‫املطبوع و اإللكتروني و السمعي البصري )‬

‫املحاضرة ‪ : 36‬عالقة املقاوالتية باإلبداع و االبتكارفي املجال اإلعالمي‬


‫‪ -2‬تعريف االبداع و االبتكار عامة و اإلبداع املقاوالتي اإلعالمي خاصة‬
‫‪ -0‬عناصر العملية االبداعية في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الشخصية املبدعة ‪ ،‬الفكرة ‪،‬‬
‫سياق اإلبداع ‪ ،‬اإلنتاج اإلبداعي " املنتج اإلعالمي " )‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3‬أنواع اإلبداع اإلعالمي ( اإلبداع التحريري ‪ ،‬الفني ‪ ،‬اإلداري ‪ ،‬التكنولوجي ‪ ،‬االتصالي‬
‫التسويق االبتكاري ‪) ...‬‬
‫‪ -4‬أسباب تبني االبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ : 37‬الفكرة كأول و أهم خطوة في نجاح املشروع املقاوالتي اإلعالمي‬


‫‪ -0‬تعريف الفكرة االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -2‬مراحل تطوير األفكار اإلعالمية الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -0‬عوامل نجاح الفكرة االستثمارية‬
‫‪ -4‬مصادر الحصول على الفكرة و طرق انشاءها و تطويرها ‪.‬‬

‫و‬ ‫املحور الخامس ‪ :‬النشاط املقاوالتي اإلعالمي السمعي البصري‬


‫الصحفي املطبوع و اإللكتروني ( من حيث حو افز و صعوبات املمارسة ‪،‬‬
‫انشاء مؤسسة إعالمية ناشئة)‬

‫و‬ ‫املحاضرة ‪ : 38‬ممارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي بين عوامل التحفيز‬


‫صعوبات الواقع‬
‫‪ -0‬العوامل املحفزة على ممارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي‬
‫‪ -2‬صعوبات و تحديات النشاط املقاوالتي اإلعالمي‬
‫‪ -0‬مراحل املسار املقاوالتي و انشاء مؤسسة ناشئة بصفة عامة‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬مخطط نموذج العمل التجاري (‪)Business Model Canvas‬‬
‫للمشاريع املقاوالتية كأهم خطوة في إنشاء مؤسسة اعالمية ناشئة ‪:‬‬
‫‪ -2‬تعريف مخطط نموذج العمل التجاري‬
‫‪ -0‬الفرق بين مخطط نموذج األعمال و دراسة الجدوى و خطة املشروع و خطة األعمال‬
‫‪ -3‬أهمية مخطط نموذج العمل التجاري‬
‫‪ -4‬مكونات مخطط نموذج العمل التجاري‬
‫‪ -5‬نماذج من مخططات األعمال التجارية اإلعالمية‬

‫‪4‬‬
‫املحور السادس ‪ :‬تكاليف النشاط املقاوالتي و طرق و مصادر تمويله‬
‫املحاضرة ‪ : 03‬التكاليف املالية إلنشاء مؤسسة ناشئة و ممارسة النشاط‬
‫املقاوالتي اإلعالمي ‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف التكاليف املالية للنشاط املقاوالتي في املجال اإلعالمي ( النفقات ‪ ،‬املصاريف)‪.‬‬


‫‪ -2‬خصائص تكاليف املشروع املقاوالتي اإلعالمي و أهمية محاسبة التكاليف في نجاحه‪.‬‬
‫‪ -0‬طبيعة التكاليف في املشاريع املقاوالتية ( تكاليف الوظيفة اإلنتاجية ‪ ،‬و التسويقية و‬
‫اإلدارية و الخدماتية ‪ ،‬التكاليف الثابتة و املتغيرة )‪.‬‬
‫‪ -4‬العوامل املتحكمة في ارتفاع و انخفاض تكاليف االنتاج اإلعالمي ( التلفزيوني و اإلذاعي و‬
‫الصحفي املطبوع و اإللكتروني )‬
‫‪ -5‬أشكال املتطلبات أو التكاليف املالية ملمارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي (إنشاء قناة‬
‫تلفزيونية و انتاج حصة تلفزيونية أو إذاعية ‪ ،‬إنشاء مؤسسة صحفية و اصدار جريدة‬
‫ورقية أو إلكترونية )‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ : 00‬مصادرتمويل النشاط املقاوالتي اإلعالمي‬


‫‪ -0‬تعريف التمويل‬
‫‪ -2‬أهميته في انطالق املشروع املقاوالتي االعالمي و استمراريته ‪.‬‬
‫‪ -0‬أساليب التمويل ‪ :‬الذاتي و الخارجي‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع مصادر التمويل الخارجية و الداخلية ‪ :‬التمويل التقليدي ( عبر البنوك و أجهزة‬
‫املرافقة املقاوالتية و التمويل عبر إيرادات املؤسسة اإلعالمية الناشئة) و التمويل‬
‫الحديث ( رأسمال املخاطر ‪ ،‬و التمويل الجماعي )‬
‫‪ -5‬مشاكل تمويل املؤسسات الناشئة و مخاطر التمويل الجماعي ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األهداف من تدريس املقياس ‪:‬‬

‫‪ -‬تصحيح مفهوم املقاوالتية و املقاول عند الطلبة الذي ارتبط دائما في أذهانهم بمجال‬
‫البناء فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬استيعاب الطلبة ملفهوم املقاوالتية أو ريادة األعمال و املفاهيم املرتبطة به ‪.‬‬
‫‪ -‬تعرف الطالب على املراحل األساسية إلنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعرف الطالب على كيفية جعل مشروعه ناجحا و كيف يموله ‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز روح املقاوالتية لدى الطلبة و تحفيزهم على انشاء مشاريعهم الخاصة بهم‬
‫لالرتقاء باإلعالم في الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬تعرفه على أجهزة املرافقة املقاوالتية التي تتوفر عليها الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مدى تطابق خصائص املقاول على شخصيتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬ادراكم ألهمية املشاريع الناشئة في تحقيق النمو االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ادراكم ألهمية سوق األعمال الريادية القائمة على االنترنت و االستثمار فيها ‪.‬‬

‫ملاذا ندرس املقاوالتية في املجال اإلعالمي ‪:‬‬


‫إ ن استحداث مقياس املقاوالتية لطلبة السنة الثانية ماستر لجميع التخصصات و منها‬
‫تخصص صحافة مطبوعة و الكترونية و سمعي بصري ابتداء من السنة الجامعية ‪0222-0222‬‬
‫من شأنه أن يحقق للطلبة املتعلمين األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تهيئتهم الختيار الريادة و العمل لحسابهم الخاص في املجال اإلعالمي و بالتالي تفادي‬
‫استغاللهم كطلبة حديثي التخرج من قبل املؤسسات اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ ‬تعرفهم على كيفية استغالل الفرص االستثمارية التي تقدمها البيئة الرقمية في املجال‬
‫اإلعالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تفجير مواهبهم و أفكارهم اإلبداعية و استثمارها في املجال اإلعالمي التي ال طاملا بقيت‬
‫حبيسة التلقين النظري خالل سنوات الدراسة في الليسانس و السنة أولى ماستر من‬
‫خالل عرض مشاريعهم الفردية على زمالئهم و مناقشتها ‪.‬‬
‫‪ ‬تحفيزهم على تغيير واقع االستثمار في املجال اإلعالمي ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬اثبات وجودهم كطلبة مقاولين شباب في سوق االعالم املكتوب و الرقمي و السمعي‬
‫البصري ‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيسهم بروح املسؤولية االجتماعية اتجاه املجتمع كصحفيين مقاولين بمزج نشاطهم‬
‫االقتصادي الخاص مع نشاطهم اإلعالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬اخفاق املؤسسات اإلعالمية في الجزائر و خاصة الصحفية في تحولها إلى مؤسسات‬
‫مقاوالتية و تخبطها في مشاكل و أزمات مالية بسبب تراجع نسبة املقروئية و مداخيلها‬
‫من االشهار العمومي و الخاص ‪.‬‬
‫‪ ‬ادراك املسؤولين و القائمين على املجال اإلعالمي في الجزائر أنه حان الوقت لفتح املجال‬
‫أمام الطلبة خريجي كلية علوم االعالم و االتصال بجامعة الجزائر ‪ 23‬لتكون لديهم‬
‫مشاريعهم الخاصة في هذا املجال ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫املحوراألول ‪ :‬مدخل مفاهيمي حول املقاوالتية و املقاول‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬املقاوالتية ‪‬و املفاهيم املرتبطة بها‬

‫‪ -0‬تاريخ ظهورو تطوراملقاوالتية ‪:‬‬

‫تمتد جذور ريادة األعمال التي ارتبطت بإدارة األعمال منذ العصور األولى لإلنسانية ‪ ،‬كما‬
‫وجدت حيثما التجارة و األعمال ‪ ،‬اإلبتكار ‪ ،‬العمل الحر ‪ ،‬االعتماد على النفس ‪ ،‬اغتنام الفرص ‪،‬‬
‫اتقان املهن ‪ ،‬و املشروعات االبداعية ‪1.‬‬

‫و مع العصر الحديث و التطور في املجال الفكري اإلنساني و التقدم الصناعي و التقني تطورت‬
‫كذلك ريادة األعمال و خاصة مع كتابات عالم االقتصاد الفيلسوف اإلسكتلندي آدم سميث "‬
‫‪ " Adam smith‬صاحب كتاب ثروة األمم ‪ .‬الذي يعتبر أول من أرس ى قواعد االقتصاد الحر و‬
‫املبادرات الفردية على أساس مبدأ " دعه يعمل دعه يمر "‪2.‬‬

‫و منذ أواخر الثمانينات و مطلع التسعينات من القرن املاض ي تم التركيز في العديد من‬
‫و‬ ‫املنظمات الدولية على تنمية املؤسسات الصغيرة و املتوسطة و التدريب على ريادة األعمال‪.‬‬
‫قد نبع ذلك من أهمية معالجة مشكلة البطالة التي أصبحت تعاني منها أغلب دول العالم و في‬
‫مقدمتها الدول النامية مما استدعى التركيز على دعم تحول فئة الشباب نحو العمل الحر املبني‬
‫على تأسيس مشروعات صغيرة ناجحة بدال من العمل الوظيفي‪3.‬‬

‫و هكذا أصبح العصر منذ بداية تسعينات القرن املاض ي عصر ريادة األعمال ‪ ،‬حيث اهتمت‬
‫و‬ ‫املؤسسات التعليمية و املنظمات الحكومية و شركات األعمال و املجتمع ككل بهذا املجال‬
‫انتشرت األبحاث و الدراسات التي تؤكد أهميتها لالقتصاد الوطني ‪4.‬‬

‫‪ ‬يطلق عليها بعض الباحثين فن صناعة األحالم‬


‫‪ 1‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الرياض السعودية ‪ ،‬العبيكان لنشر‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪26‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 3‬عامر خربوطلي ‪ ،‬ريادة األعمال و إدارة املشروعات الصغيرة و املتوسطة ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬منشورات الجامعة االفتراضية السورية ‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪1‬‬
‫‪ 4‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪8‬‬
‫و في هذا الصدد أشارت بعض الدراسات إلى أن ‪ 22‬باملائة من الجهود العلمية في مجال ريادة‬
‫و عن‬ ‫األعمال تتركز في أمريكا الشمالية مقابل ‪ 02‬باملائة من الجهود في بقية دول العالم ‪،‬‬
‫عاملنا العربي فقد ازداد االهتمام بهذا املجال في أواخر القرن العشرين و ذلك من خالل انشاء‬
‫حاضنات األعمال كبيت أول لرواد األعمال و التركيز على التمويل األصغر ‪ ،‬و تطور األمر بظهور‬
‫بعض املبادرات في هذا املجال‪5 .‬‬

‫كما بدأت الجامعات و املعاهد تدرج املقاوالتية في مقرراتها الدراسية مثلما عملت جامعة‬
‫الجزائر ‪ 23‬و منها كلية علوم اإلعالم و االتصال حيث تم إدراج مقياس املقاوالتية ابتداء من‬
‫و‬ ‫السنة الجامعية ‪ 0222-0222‬و ذلك في مختلف التخصصات ( الصحافة املطبوعة‬
‫اإللكترونية ‪ ،‬سمعي بصري ‪ ،‬االتصال الجماهيري و الوسائط الجديدة ‪ ،‬االتصال و العالقات‬
‫العامة و االتصال التنظيمي )‪ ،‬فضال عن انشاء أجهزة مرافقة املشاريع املقاوالتية ‪ ،‬و تنظيم قمة‬
‫ريادة األعمال العاملية كل سنة ‪ ،‬و االحتفال السنوي باألسبوع العاملي للمقاوالتية ‪. ‬‬
‫أما الیوم فاملقاوالتية تعتبر مجال برز و تطور من خالل مختلف املجاالت العلمية ‪ ،‬حيث حللها‬
‫االقتصاديون ‪ ،‬علماء االجتماع ‪ ،‬املؤرخون و علماء النفس و املتخصصون في علوم السلوك أو‬
‫علوم التسيير ‪.‬‬
‫و حسب ‪ Fayolle‬من أجل إمكانية تفسير ظاهرة املقاوالتية ‪ ،‬هناك عدة مقاربات ساهمت في‬
‫ذلك خاصة املقاربة الوظيفية لالقتصاديين التي تبحث في اإلجابة عن سؤال (ماذا؟) )?‪ ، (what‬و‬
‫و املقاربة‬ ‫املقاربة املرتكزة على الفرد من علماء السلوك (ماذا و من ؟) )?‪(what and who‬‬
‫املرحلية لعلماء التسيير التي تهتم بالبحث عن (كيف؟))?‪6. (how‬‬

‫الجدير بالذكر أن الباحثين في مجال املقاوالتية يتوقعون أن ريادة األعمال ستحل يوما محل‬
‫إدارة األعمال و أن أكثر االقتصاديات نجاحا هي تلك االقتصاديات القادرة على ايجاد مزيج من‬
‫و الشركات الكبيرة ‪7.‬‬ ‫رواد األعمال املبتكرين و املؤسسات‬

‫‪ 5‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 02-02‬‬
‫‪ ‬يصادف تنظيمه خالل أسبوع من شهر نوفمبر من كل عام و أصبح تقليدا تشارك فيه الجزائر سنويا‪.‬‬
‫‪6 Alain FAYOLLE, Du champ de l’entrepreneuriat à l’étude du processus entrepreneurial : quelques idées et‬‬

‫‪pistes de recherche, 6° Congrès international francophone sur la PME - Octobre 2002 - HEC –Montréal, p 02.‬‬
‫‪ 7‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪00-02‬‬

‫‪9‬‬
‫‪)L’entrepreneuriat(:‬‬ ‫األعمال‬ ‫ريادة‬ ‫أو‬ ‫املقاوالتية‬ ‫‪ -2‬مفهوم‬
‫(‪:)entrepreneurship‬‬

‫قبل أن تستعرض أهم التعريفات التي قدمت للمقاوالتية أو ريادة األعمال ال بأس أن نشير إلى‬
‫ترجمة مصطلح (‪ ، )entrepreneurship‬حيث اقترحت عدة ترجمات له منها ‪ :‬املبادرة ‪ ،‬الريادة ‪،‬‬
‫اإلنشاء ‪ ،‬العمل الحر ‪ .‬و خالل أشغال املؤتمر الدولي األول لريادة األعمال الذي عقد في مدينة‬
‫الرياض عام ‪ 0222‬اتفق عدد من املراكز و الجمعيات و املنظمات في العالم العربي على ترجمة‬
‫الكلمة اإلنجليزية التي هي فرنسية األصل (‪ )entrepreneurship‬بمعنى ريادة األعمال لتحسم‬
‫الجدل حول الترجمة العربية لهذين املصطلحين ‪8.‬‬

‫و من جهة أخرى الترجمة االصطالحية لكلمتي ‪ L’entrepreneuriat‬و ‪ L’entrepreneur‬في‬


‫الجزائر هي املقاوالتية و املقاول ‪ ،‬في حين فضلت بقية الدول العربية و خاصة الخليجية و دول‬
‫الشرق األوسط االعتماد على مصطلحي الريادة و الريادي ‪.‬‬
‫و ظهر مصطلح الريادة ألول مرة في املعجم الفرنس ي املعنون باسم قاموس التجارة العاملية "‬
‫‪ " Dictionnaire Universel de Commerce‬لعام ‪ 9. 2103‬أما أول من استخدم املصطلح فكان‬
‫رجل األعمال الفرنس ي جان بابتيست ساي ( ‪ ) Jean.Baptiste.Say‬صاحب القانون االقتصادي‬
‫ي ‪10.‬‬ ‫املسمى قانون ساي ‪ ‬عام ‪ 2222‬م ‪ ،‬و بالتالي فإن أصل الكلمة فرنس‬
‫و لقد أصبح مفهوم املقاولة شائع االستعمال و متداول بشكل واسع خاصة مع انتشار مسألة‬
‫املبادرة الفردية و اإلبداع الفكري ‪ ،‬و يعد " بيتر داركر " (‪ )Peter Ferdinand Drucker‬من‬

‫‪ 8‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬مبادئ ريادة األعمال ‪ :‬املفاهيم و التطبيقات األساسية لغير‬
‫املختصين‪ ،‬الرياض السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ، 0222 ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ 9‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬الريـادة منظور استراتيجي ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار األكاديميون للنشر و‬
‫التوزيع ‪ ، 0202 ،‬ص ‪. 23‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬ينص على أن كل منتج جديد يخلق بذاته قوة شرائية توفر له سوقا أو منفذا ‪ ،‬ذلك ان اإلنتاج الجديد يتطلب أيادي عاملة و‬
‫موارد ‪ ،‬و من ثم ينتج عنه زيادة في الدخل تزيد من حجم الطلب الكلي ‪ ،‬أي بتعبير آخر أن العرض يخلق الطلب املقابل له‪ .‬و‬
‫يدعم هذا القانون االقتصادي فكرة توازن األسواق‪.‬‬
‫‪ 10‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 04‬‬
‫‪ ‬كاتب اقتصادي و صحفي أميركي من أصل نمساوي يهودي ‪ ،‬و يعد األب الروحي لإلدارة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫األوائل الذين أشاروا إلى ذلك سنة ‪ 2225‬من خالل إشارته إلى تحول االقتصاديات الحديثة من‬
‫اقتصاديات التسيير إلى اقتصاديات مقاوالتية ‪11.‬‬

‫و يغطي مصطلح املقاوالتية أو ريادة األعمال معاني مختلفة باختالف وجهات نظر الباحثين في‬
‫عدة مجاالت و تخصصاتهم تستحق منا التوضيح ‪ ،‬حيث في البداية نظرت أدبیات إدارة األعمال‬
‫إلى املقاوالتیة على أنها إقامة مشروع ‪ ،‬كما كانت املشكلة الرئيسية لريادة األعمال آنذاك هو أي‬
‫‪12 ) we enter what business shall‬‬ ‫مجال عمل ندخله ؟ (‬
‫و من جهة أخرى ترتبط الرؤية األولى لريادة األعمال بمدرستين فكريتين هي باألحرى أنجلو‬
‫سكسونية التي تشير إلى أن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املقاوالتية هي عملية تسمح لفرد بإنشاء منظمة جديدة و قد تبنى هذا التعريف العديد‬
‫من الباحثين أمثال ‪. Hernandez،Sharma et Chrisman ، Aldrich ، Gartner :‬‬
‫ب‪ -‬املقاوالتية هي تحديد و استغالل الفرص حسب البعض اآلخر من الباحثين أمثال ‪:‬‬
‫‪ ، grave et Hofer By ، Stevenson et Jarillo ، Shane et Venkataraman‬و وفق هذه‬
‫املقاربة فإن شروط تحديد و ظهور نشاط اقتصادي جديد مهمة و كذلك الطريقة التي‬
‫يتم استغاللها بها ‪ ،‬و لكنها ال تؤدي بالضرورة إلى إنشاء منظمة جديدة‪ .‬في هذه الحالة ‪،‬‬
‫ً‬
‫مسبقا في بيئة الفرد ‪.‬‬ ‫الفرص تكون موجودة‬
‫الجدير بالذكر أن بعض الباحثين عندما يتحدثون عن انشاء مؤسسة أو نشاط يميزون بين‬
‫ريادة األعمال بالفرصة و ريادة األعمال بالضرورة ‪ ،‬حيث هذه األخيرة تكون في حالة ال يستطيع‬
‫األفراد ايجاد حلول توظيف أخرى ‪ ،‬فيقررون انشاء منظمة المتصاص البطالة ‪ ،‬أما ريادة‬
‫األعمال عن طريق الفرصة فتتعلق باألشخاص املبدعين الذين يبحثون عن االستقاللية الذاتية‬
‫و املال و املركز أو االعتراف االجتماعي ‪13.‬‬

‫‪ 11‬فاطمة الزهراء قاسمي ‪ ،‬املر افقة املقاوالتية و تنشيط املشروعات االستثمارية في الجزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في تخصص‬
‫نقود مالية و بنوك ‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة البليدة ‪-0226 ، 20‬‬
‫‪ ، 0221‬ص ‪06‬‬
‫‪12 Catherine Léger-Jarniou, Développer la culture entrepreneuriale chez les jeunes - Théorie et Pratique, la‬‬

‫‪revue française de gestion – N°185. Lavoisier, Paris.2008.P163.‬‬


‫‪13 Catherine LÉGER-JARNIOU, Sergio ARZENI, Olivier BASSO et d’autre, le grand livre de l’entrepreneuriat,‬‬

‫‪Dunod, paris, 2013, p 6 - 2-‬‬

‫‪11‬‬
‫ي ‪ Alain FAYOLLE‬فإن املقاولتية ترتبط بالحاالت التالية ‪14 :‬‬ ‫و حسب الباحث الفرنس‬
‫‪ -‬إنشاء مؤسسة أو نشاط من طرف أفراد مستقلين أو مؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬استعادة نشاط أو مؤسسة تكون في حالة جيدة أي سليمة أو تواجه صعوبات من طرف‬
‫أفراد مستقلين أو مؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير و إدارة بعض املشاريع املخطرة في املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتسيير بعض الوظائف أو املسؤوليات داخل املؤسسات ‪.‬‬
‫و يمكن تعريف املقاولة بأنها حركية إنشاء و استغالل فرص األعمال من طرف فرد أو عدة‬
‫أفراد و ذلك عن طريق إنشاء منظمات جديدة من أجل خلق القيمة‪15" .‬‬

‫و حسب بعض الباحثين فإن املقاوالتية هي األفعال و العمليات االجتماعية التي يقوم بها‬
‫املقاول ‪ ،‬إلنشاء مؤسسة جديدة ‪ ،‬أو تطوير مؤسسة قائمة في إطار القانون السائد ‪ ،‬من أجل‬
‫و‬ ‫إنشاء ثروة ‪ ،‬من خالل األخذ باملبادرة ‪ ،‬و تحمل املخاطر ‪ ،‬و التعرف على فرص العمال ‪،‬‬
‫متابعتها و تجسيدها على أرض الواقع ‪16.‬‬

‫و تشير املقاوالتية عند االقتصاديين األوائل )‪، (Adam Smith, Alfred Marshal, Hawley‬‬
‫من خالل تعريفها كعنصر من عناصر اإلنتاج يهدف لتنظيم أو تنسيق العملية اإلنتاجية‬
‫والتجارية ‪ ،‬و التعامل مع ظروف عدم االستقرار أو عدم التوازن في السوق ‪ ،‬و بالتالي فهي تمثل‬
‫و‬ ‫أحد تكاليف اإلنتاج للمؤسسة ‪ .‬ليتطور هذا املفهوم فيما بعد مع الباحثين االقتصاديين‬
‫الرائدان في ربط املقاوالتية بمجال االقتصاد (‪ ) Richard Cantillon‬و( ‪، )Jean- Baptiste SAY‬‬
‫حيث كانا أول من اهتم باملؤسسات بقدر اهتمامهما باالقتصاد ‪ ،‬من حيث إنشائها ‪ ،‬تنميتها ‪،‬‬
‫و تسييرها ‪ ،‬كما حاوال العمل على تقييم ديناميكي لالقتصاد يرتبط أساسا بالدور الذي يؤديه‬

‫‪14‬‬ ‫‪Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris, 2003, P11 .voir le lien :‬‬
‫‪www.acifr.org/ressources/livres_freelance/createur_d_entreprise_extraits.pdf.‬‬
‫‪15 Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, les compétences entrepreneuriales( définition et construction‬‬

‫‪d’un référentiel ), le 8ème congrès international Francophone(Cife PME) : l'internationalisation des PME et ses‬‬
‫‪conséquences sur les stratégies entrepreneuriales, Suisse :Haute école de gestion Frigourg,25-27 Octobre2006,‬‬
‫‪p4.‬‬
‫‪ 16‬أيوب صكري ‪ ،‬سمير محمد جالب ‪ ،‬علي شطة ‪ ،‬و اقع التعليم املقاوالتي في الجزائر ( االنجازات و الطموحات ) ‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات املال و األعمال (‪ ، )JFBE‬ميلة الجزائر ‪ ،‬املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 24‬ديسمبر‬
‫‪ ، 0221‬ص ‪.24‬‬

‫‪12‬‬
‫املقاول ‪ .‬و ينظر كل منهما إلى املقاوالتية على أنها " نشاط لتحويل منتجات أو خدمات بغرض‬
‫إعادة بيعها ‪ ،‬و تحمل املخاطرة الناتجة عن هذا التحويل ‪17 " .‬‬

‫بينما يرى كل من الباحثين حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين عثمان أن ريادة‬
‫األعمال ليست مرادفا ملجرد إقامة مشروع جديد بل هي عملية متكاملة تجمع ما بين اإلبداع و‬
‫تحمل املخاطر و التخطيط االستراتيجي و القدرة على اكتشاف الفرص و تحويل الفكرة الى واقع‬
‫ملموس داخل إطار خاص ‪18.‬‬

‫و‬ ‫و تعني ريادة األعمال بذلك " عملية إنشاء ش يء جديد ذو قيمة ‪ ،‬و تخصيص الوقت‬
‫الجهد و املال الالزم للمشروع ‪ ،‬و تحمل املخاطر املصاحبة و استقبال املكافئة الناتجة " ‪ ،‬إنها "‬
‫عملية ديناميكية لتأمين تراكم الثروة ‪ ،‬و هذه الثروة تقدم عن طريق األفراد الذين يتخذون‬
‫املخاطر في رؤوس أموالهم ‪ ،‬و االلتزام بالتطبيق لكي يضيفوا قيمة ( ‪ )Providing Value‬إلى بعض‬
‫و لكن يجب‬ ‫املنتجات أو الخدمات و هذه األخيرة قد ال تكون جديدة أو فريدة ( ‪) Unique‬‬
‫أن يضيف الريادي لها قيمة من خالل تخصيص املوارد و املهارات الضرورية "‪19.‬‬

‫و تعتبر املقاوالتية أو ريادة األعمال مرتكز انشاء األفكار و املشروعات املبتكرة القادرة على‬
‫االستمرار و النجاح و هذا ما جعلها تدخل في صلب النظريات االقتصادية في التطور و النمو من‬
‫خالل أن أحد أسباب التخلف و تباطؤ النمو هو عدم ظهور رواد األعمال أو املنظمين أو‬
‫املستحدثين الراغبين باستغالل الفرص اإلستثمارية بجميع أشكالها و ابتكار كل ما هو جديد‪20.‬‬

‫و إذا ما أخذنا تعريف املقاوالتية في مجال إدارة األعمال فنجد باحثيها تعني لهم " السبق أو‬
‫التفوق في مجال ما " ‪ .‬كما يمكن أن تعني أيضا " من يدير شيئا جديدا في ميدانه أو يبتكر شيئا‬
‫جديدا كليا يالقي طلبا ورواجا " ‪ .‬و هي كذلك " املفهوم الذي يقصد به من ينش ئ مشروعا جديدا‬

‫‪ 17‬محمد قوجيل ‪ ،‬دراسة و تحليل سياسات دعم املقاوالتية في الجزائر – دراسة ميدانية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه في تسيير‬
‫املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة ‪ ، 0226-0225،‬ص ص ‪. 4 - 23‬‬
‫‪ 18‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 19‬فايزجمعة صالح النجار ‪ ،‬عبد الستار محمد العلي ‪ ،‬الريادة و إدارة األعمال الصغيرة ‪ ،‬ط ‪ ، 0‬عمان األردن ‪ ،‬دار حامد لنشر‬
‫و التوزيع ‪ ، 0222 ،‬ص ‪02‬‬
‫‪ 20‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪26‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ،‬أو يقدم فعالية مضافة إلى االقتصاد " ‪ .‬و بشكل أوسع فإن املقاولة اإلدارية تشمل أيضا من‬
‫يدير املوارد املختلفة لتقديم شيئا جديدا‪ ،‬أو ابتكار مشروع جديد‪21.‬‬

‫و تعرف املقاوالتية أيضا بأنها " مجموعة النشاطات يتم من خاللها إنشاء مؤسسة ذات طابع‬
‫تنظيمي من خالل استغالل الفرص املتاحة من طرف فرد يتمتع بخصائص معينة من أجل‬
‫تجسيد فكرة مبدعة و بالتالي خلق قيمة‪22" .‬‬

‫و على صعيد آخر هناك من ينظر إلى املقاوالتية على أنها " نوع من السلوك يتمثل في السعي‬
‫نحو االبتكار ‪ ،‬تنظيم وإعادة تنظيم اآلليات االقتصادية و االجتماعية من أجل استغالل موارد‬
‫وحاالت معينة ‪ ،‬تحمل املخاطرة و قبول الفشل ‪ ،‬إنه مسار يعمل على خلق ش يء ما مختلف‬
‫والحصول على قيمة بتخصيص الوقت و العمل الضروري ‪ ،‬مع تحمل األخطار املالية ‪ ،‬النفسية‬
‫ي‪23 ".‬‬ ‫واالجتماعية املصاحبة لذلك ‪ ،‬و الحصول على نتائج في شكل رضا مالي و شخص‬
‫و يمكن تلخيص التعريفات السابقة للمقاوالتية أو ريادة األعمال في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬ترتكز على دعم تحول فئة الشباب نحو العمل الحر املبني على تأسيس مشروعات‬
‫صغيرة ناجحة بدال من العمل الوظيفي‪ ،‬شريطة أن يكون هذا العمل يتسم باإلبداع ‪ ،‬و‬
‫يتصف باملخاطرة‪.‬‬
‫‪ ‬نوع من السلوك يتمثل في السعي نحو االبتكار ‪.‬‬
‫‪ ‬نشاط ذهني ينتج عنه أفكار إبداعية تنتهي إما بإنشاء مؤسسة ناشئة ريادية أو ابتكار‬
‫منتج جديد أو خدمة و طرحها في السوق أو ابتكار أسلوب أو طريقة جديدة في مختلف‬
‫مراحل اإلنتاج الصناعي ‪.‬‬

‫‪ 21‬أحمد بوشناقة ‪ ،‬أحمد بوسهمين ‪ ،‬متطلبات تأهيل و تفعيل إدارة املؤسسات الصغيرة في الجزائر ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة‬
‫لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة و اقتصاديات‬
‫شمال افريقا ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪ 22‬افريل ‪ ، 0226‬ص ‪ ، 126‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪iefpedia.com/.../‬متطلبات‪-‬تأهيل‪-‬و‪-‬تفعيل‪-‬إدارة‪-‬املؤسسات‪-‬الصغير‪...‬‬
‫‪ ،‬تاريخ الزيارة ‪. 22:34 ، 0222/22/22 :‬‬
‫‪ 22‬محمد علي الجودي ‪ ،‬نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي – دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة ‪، -‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة ‪ ، 0225-0224 ،‬ص ‪24‬‬
‫‪23 Mory siomy, développement des compétences des leaders en promotion de la culture entrepreneuriale‬‬

‫‪et de l'entrepreneurship: le cas de rendez vous entrepreneuriat de la francophone, Thèse pour l'obtention‬‬
‫‪de philosophie doctorat (ph.D.), Université Laval, Québec, octobre, 2007, p90.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬هي كذلك نشاط اقتصادي و تجاري لكن ريادي متميز من خالل انشاء مؤسسات جديدة‬
‫غير نمطية ‪ ،‬و بشكل أكثر تحديدا املؤسسات املصغرة و الصغيرة الريادية ‪.‬‬
‫‪ ‬هي عملية ابتكار و تطوير طرق و أساليب جديدة الستغالل الفرص التجارية ‪.‬‬
‫‪ ‬ينظر إلى املقاوالتية على أنها نشاط يتضمن اكتشاف ‪ ،‬تقييم و استغالل الفرص من‬
‫أجل طرح منتجات و خدمات جديدة ‪ ،‬طرق تنظيم ‪ ،‬أسواق ‪ ،‬عمليات و مواد أولية من‬
‫خالل تنظيم الجهود التي لم تكن موجودة في السابق ‪.‬‬
‫‪ ‬تتخذ املقاوالتية أربع أشكال متمثلة في ‪ :‬فرص األعمال ‪ ،‬إنشاء منظمة ( مؤسسة ناشئة‬
‫ريادية ) ‪ ،‬خلق القيمة و اإلبداع ‪.‬‬
‫و على العموم ينطوي الفكر و النشاط املقاوالتي بصفة عامة على عدة معاني و خصائص تميزه‬
‫عن باقي األنشطة األخرى و هي ‪ :‬عمل حر ‪ ،‬املبادرة الفردية ‪ ،‬االبداع و االبتكار ‪ ،‬التميز ‪ ،‬الريادة ‪،‬‬
‫املخاطرة ‪ ،‬االستقاللية الذاتية ‪ ،‬اغتنام الفرص ‪ ،‬قيمة مضافة ‪ ، ،‬نشاط ذهني مرتبط بفكرة‬
‫إبداعية ليتحول إلى نشاط اقتصادي و تجاري ‪ ،‬املقاول أو الريادي كأهم فاعل في هذا النشاط ‪،‬‬
‫مخطط نموذج األعمال التجاري ‪.‬‬

‫‪ -0‬مفاهيم لها عالقة باملقاوالتية ( إدارة األعمال ‪ ،‬فرص األعمال ‪ ،‬مشروع‬


‫األعمال ‪،‬املشروع الناش ئ ‪ ،‬خلق القيمة ‪ ،‬الثقافة املقاوالتية ‪ ،‬الروح‬
‫املقاوالتية ‪ ،‬التعليم املقاوالتي)‪:‬‬
‫أ‪ -‬ادارة األعمال ‪ :‬هي علم أمريكي ظهر في أواخر القرن ‪ 22‬يقصد به فن استخدام املوارد‬
‫و‬ ‫املتاحة في مشروع أو مؤسسة أو تنظيم على أفضل الوجوه املمكنة كما و كيفا‬
‫(‬ ‫تكلفة و زمنا لبلوغ أغراض مقررة أو بعبارة أخرى هي علم و فن تنسيق عوامل‬
‫عناصر ) اإلنتاج سعيا وراء تحقيق أهداف املؤسسة ‪ ،‬و ذلك باإلفادة من جهد االنسان‬
‫و املوارد املتاحة و وسائل االنتاج على أكمل وجه‪24.‬‬

‫‪ 24‬جمال محمد عبد هللا ‪ ،‬إدارة األعمال ‪ :‬مبادئ و مفاهيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان االردن ‪،‬دار املعتز للنشر و التوزيع ‪ ، 0224 ،‬ص ‪50‬‬

‫‪15‬‬
‫و تعرف إدارة األعمال أيضا على أنها إدارة النشاطات و املشروعات ذات الطابع االقتصادي‬
‫الهادف إلى تحقيق الربح و لقد ارتبط ظهور إدارة األعمال كمجال من مجاالت اإلدارة بظهور‬
‫املؤسسات أو الشركات الخاصة‪25.‬‬

‫و من مهام إدارة األعمال دراسة املشكالت اإلدارية و ايجاد الحلول لها بطريقة علمية بدل من‬
‫ي ‪26.‬‬ ‫االعتماد على األحكام الفردية و الرأي الشخص‬
‫و‬ ‫كما ينظر إليها على أ نها " وظيفة تنفيذ األعمال عن طريق اآلخرين باستخدام التخطيط‬
‫التنظيم و التوجيه و الرقابة و ذلك من أجل تحقيق أهداف املنظمة بكفاية و فاعلية مع مراعاة‬
‫املؤثرات الداخلية و الخارجية‪27.‬‬

‫و تكمن العالقة بين إدارة األعمال و ريادة األعمال في أن هذه األخيرة تعتمد عليها كمجال من‬
‫مجاالت اإلدارة في نجاح املشروع الريادي ‪ ،‬أما الفرق بينهما فيكمن في أن إدارة األعمال تركز على‬
‫إدارة األعمال التجارية كوظيفة إدارية ‪ ،‬بينما ريادة األعمال فتركز على انشاء مؤسسات ناشئة ‪،‬‬
‫كما أن ريادة األعمال تقوم على األفكار اإلبداعية و االبتكارية بينما إدارة األعمال فتسعى إلى‬
‫تنفيذهما من خالل التخطيط و التنسيق و التنظيم و التوجيه‪.‬‬
‫و من جهة أخرى من يقوم بريادة األعمال فهو الريادي أو املقاول و في هذه الحالة يكون هو‬
‫نفسه الذي يدير أعمال مؤسسته الناشئة ‪ ،‬في حين الذي يقوم بإدارة األعمال فهو موظف في‬
‫املؤسسة تخصص في هذا املجال الذي قد يصبح في يوم من األيام ريادي إذا استقل بعمل حر و‬
‫أنشأ مؤسسته الناشئة الريادية ‪.‬‬

‫و‬ ‫ب‪ -‬مشروع األعمال ‪ :‬يشيع استعمال مصطلح " ‪ " Business‬ليشير الى املؤسسات‬
‫الشركات و الكيانات التي يقيمها األفراد و املجموعات لتحقيق الربح ‪ ،‬و يطلق عليها‬
‫أحيانا " املشروع " ( ‪ ) Project‬و لكي نصف نشاطا بأنه مشروع أعمال ( مشروع تجاري)‬
‫فال بد أن تتوفر فيه شروط و هي ‪ :‬أن يقدم سلعة ( منتج ) أو خدمة ‪ ،‬يهدف إلى تحقيق‬

‫‪ 25‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان ‪ ،‬بشرى بنت بدير املرس ى غنام ‪،‬مبادئ إدارة األعمال ‪:‬‬
‫األساسيات واالتجاهات الحديثة ‪ ،‬ط ‪ 22‬الرياض السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ، 0224 ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪ 26‬جمال محمد عبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪53‬‬
‫‪ 27‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان‪ ،‬بشرى بنت بدير املرس ى غنام ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‬
‫‪02‬‬

‫‪16‬‬
‫و أن يقوم‬ ‫الربح ‪ ،‬أن يكون نشاطا اقتصاديا ‪ ،‬أن يكون منظما و له صفة قانونية‬
‫عليه افراد و ليس حكومات ‪28.‬‬

‫و تكمن العالقة بين مشروع األعمال و ريادة األعمال في أن هذه األخيرة تطلق مشاريع أعمال‬
‫تجارية لكنها مقاوالتية أي ريادية ابداعية تميزها عن باقي مشاريع األعمال التجارية األخرى ‪ ،‬بعبارة‬
‫أخرى الفكرة الجديدة و املبتكرة هي التي تعطي صفة مشروع األعمال املقاوالتي ( الريادي ) و إذا‬
‫انتزعت هذه الصفة يصبح مشروع األعمال تجاري فقط كغيره من املشاريع التجاري املوجودة في‬
‫السوق ‪ .‬كما أن املشاريع املرتبطة باملقاوالتية عادة ما تكون مشاريع صغيرة ( أي استثمار صغير )‬
‫لذلك يطلق عليها باملشاريع الناشئة ‪.‬‬

‫"‬ ‫ت‪ -‬ريادة األعمال و املشروع الناش ئ‪ :‬يعرف املشروع الناش ئ ( ‪ ) ( startup‬بأنه‬
‫مشروع يبدأ من الصفر و يستطيع الوصول لنجاح يظهره لشريحة من املستخدمين في‬
‫خالل سنتين على األكثر ‪ ،‬و طوال هذه الفترة يسمى باملشروع الناش ئ ‪ .‬و قد التصق اسم‬
‫ئ حاليا باملشاريع التقنية الحديثة‪29." .‬‬ ‫املشروع الناش‬
‫أما ريادة األعمال فهي " عملية انشاء كيان جديد ( مؤسسة ناشئة ) أو تطوير كيان موجود‬
‫فعليا كاستجابة لفرص جديدة يود هذا الكيان االستفادة منها بشكل تجاري‪،‬و تعتمد ريادة‬
‫األعمال بشكل كبير على مستويات الخبرة‪.‬فكلما زاد عمر الكيان فإنه يعبر عن مدى تأقلمه مع‬
‫السوق والنجاح في االستمرارية " ‪ .‬و يعرف الباحث ‪ Jeffry A. Timmons‬الريادة على أنها القدرة‬
‫على خلق وبناء األشياء من ال ش يء ‪.‬إنها املبادرة و العمل واإلنجاز لبناء املشروع ‪ .‬عالوة على كونها‬
‫املالحظة والتحليل و هي موهبة اإلحساس بالفرصة حيث ال يراها اآلخرون‪ " .‬علما أن كل مشروع‬
‫‪30.‬‬ ‫ناش ئ هو ريادة األعمال و ليس كل ريادة أعمال هي مشروع ناش ئ‬
‫بمعنى أن املؤسسات الريادية توصف في بداياتها بالناشئة أي الفتية لكنها مع مرور السنوات‬
‫و نموها و تطورها في السوق تصبح ريادية فقط لكن إذا التزمت بتبني عنصري اإلبداع و االبتكار‬
‫في عملها‪.‬‬

‫‪ 28‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان ‪ ،‬بشرى بنت بدير املرس ى غنام ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪34‬‬
‫و‬ ‫‪ 29‬مؤسسة مهارات‪ ،‬الشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة في العالم العربي ( نموذج لبنان‪ ،‬األردن و املغرب حاالت‬
‫تطبيقات) ‪ ، 0222 ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 30‬مؤسسة مهارات‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫ث‪ -‬فرص األعمال و خلق القيمة ‪ :‬تعرف الفرصة على أنها " متغير أو حدث داخل‬
‫أو خارج العمل ‪ ،‬يمكن أن ينتج عنه عمل إيجابي للشركة ‪ ،‬لذلك الفكرة هنا أن نكون‬
‫إيجابيين نحو التغيير حيث يحدث فرصا للتعلم و الربحبة ‪ ".‬و هنا على املقاول‬
‫استغالل التغييرات في البيئة الداخلية أو الخارجية للمؤسسة و تحوليها إلى فرص‬
‫استثمارية و قيادة و ريادة فنية للسوق ‪ .‬و بالتالي فإن فرص األعمال هي بمثابة تجربة‬
‫البحث الذاتية للمقاول في مصادر الفرص التي تكون خارج األفكار املستهلكة‪ ،‬يعني ال‬
‫ينتظر املقاول أن تلوح الفرصة من تلقاء نفسها و إنما يقوم باكتشافها و رصدها و‬
‫( اإلدراك املبكرللفرصة قبل املنافس في السوق ) ‪31.‬‬ ‫تحليلها و تطويرها‪.‬‬
‫و في هذا الصدد ربط كثير من الباحثين ريادة األعمال بالفرص حيث يرون أن ريادة األعمال هي "‬
‫أن تستغل الفرص املتاحة لديك و األفكار و تقوم بتحويلها إلى أعمال ذات قيمة لآلخرين‪ ،‬و‬
‫يمكن أن تكون هذه القيمة مادية ‪ ،‬ثقافية ‪ ،‬أو إجتماعية و ذلك من خالل إدارة املوارد املتوفرة و‬
‫االستفادة منها ‪ ،‬و يمكن لهذه املواد أن تكون شخصية ( مثل الوعي الذاتي ‪ ،‬الفاعلية الذاتية ز‬
‫الدافع و املثابرة ) ‪ ،‬أو مادية ( مثل وسائل االنتاج ‪ ،‬و املوارد املالية ) ‪ ،‬و غير املادية ( مثل املعرفة‬
‫و قد تتمثل فرص األعمال في تكنولوجيا مستجدة أو‬ ‫‪32‬‬ ‫املتخصصة و املهارات و املواقف )"‬
‫مشكل في السوق‪ ،‬أو متغيرات فيه‪ ،‬نقطة ضعف املنافس‪...‬الخ‬
‫و يركز التعريف السابق على إيجاد القيمة بغض النظر عن نوعية القيمة أو سياقها ‪ ،‬فهو‬
‫يشتمل على إنشاء القيمة في أي مجال أو أي سلسلة قيمة ‪ ،‬كما يشير التعريف إلى توفير القيمة‬
‫للقطاعين العام و الخاص ‪ ،‬و غيرها من قطاعات األعمال بما فيها داخل املؤسسات و املشاريع‬
‫االجتماعية و املشاريع الخضراء و املشاريع الرقمية ‪33.‬‬

‫و يمكن أن ننظر إليها من وجهة نظرنا بأنها أفكار إبداعية تشكل امليزة التنافسية للمؤسسة‬
‫الريادية و تميزها عن باقي املؤسسات التي تنشط في نفس مجالها ‪ ،‬و بعبارة أخرى إلى هي الش يء‬

‫‪ 31‬محمد مصطفى عبد القادر شلبي ‪,‬بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر ‪ ،‬إدارة الفرص ‪:‬الدليل التأسيس ي والتشغيلي ملنظمات‬
‫األعمال ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ، 0226 ،‬ص ص ‪. 00-02‬‬
‫‪ 32‬مهارات ريادة األعمال ( اإلطار العام) ‪،‬مركز البحوث املشتركة ‪ ،‬تقرير علمي من أجل دعم سياسات االتحاد األوروبي ‪،0226 ،‬‬
‫ص ‪ ، 20‬متوفر على الرابط التالي ‪https://openspace.etf.europa.eu/sites/default/files/2019- :‬‬
‫‪09/EntreCompFramework_AR.pdf‬‬
‫‪ 33‬نفس املكان‬

‫‪18‬‬
‫الجديد الذي يقدمه املقاول في السوق دون غيره و ينفرد به مما يجعل تقليده صعبا ‪ .‬و هو‬
‫املفهوم الجوهري لريادة األعمال ( املقاوالتية ) ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الثقافة املقاوالتية ( الثقافة الريادية ) ‪ :‬هي " مفهوم يدل على انتشار اتجاه‬
‫اجتماعي إيجابي نحو املغامرة الشخصية التجارية و النزعة االستقاللية و املبادرة‬
‫‪34‬‬ ‫و تحمل املخاطرة و يساعد و يدعم النشاط الريادي ‪" .‬‬
‫و هي أيضا " األجواء أو املناخ الذي يساعد أو يشجع على توليد األفكار الجديدة و تحقيق اإلبداع‬
‫بشكل مستمر و دعم البحث املستمر على الفرص الريادية و توظيفها ‪ " ..‬كما ينظر إليها على أنها‬
‫و‬ ‫تلك الثقافة التي تتقبل التغيير و تعمل على تعزيز السلوك الريادي ( اكتشاف و تقييم‬
‫استغالل الفرص‪35 " ) .‬‬

‫و على العموم يتمثل تعريفنا اإلجرائي للثقافة املقاوالتية في أنها إطار معرفي ( معلومات مكتسبة)‬
‫من املحيط الداخلي و الخارجي للمقاول ( األسرة ‪ ،‬الجامعة ‪ ،‬املؤسسة ‪ ،‬وسائل اإلعالم ( اإلعالم‬
‫الريادي أو املقاوالتي ‪ ،‬أجهزة املرافقة املقاوالتية ‪ ،‬الدورات التكوينية ) حول املجال املقاوالتي و‬
‫مبادئه و محاولة استغاللها في ممارسة نشاطه الريادي و تطويره ‪ .‬علما أن الثقافة الريادية يمكن‬
‫أن يتوفر عليها املقاول في حد ذاته أو املؤسسة التي تتبنى الثقافة املقاوالتية في سيرورة عملها و‬
‫تعمل على تطويرها من أجل خلق مؤسسة أكثر ابتكارا ‪.‬‬

‫ح‪ -‬الروح املقاوالتية أو روح املقاولة ( ‪ : ) l'esprit d'entreprendre‬يرتبط مفهوم‬


‫الروح املقاوالتية باملبادرة و النشاط ‪ ،‬فاألفراد الذين يملكون روح املقاولة لهم إرادة‬
‫تجريب أشياء جديدة ‪ ،‬أو القيام باألشياء بشكل مختلف ‪ ،‬و هذا نظرا لوجود إمكانية‬
‫للتغيير‪ .‬و هؤالء األفراد ليس بالضرورة أن يكون لهم اتجاه أو رغبة إلنشاء مؤسسة ‪ ،‬أو‬
‫حتى تكوين مسار منهي مقاوالتي ‪ ،‬ألن هدفهم يسعى لتطوير قدرات خاصة للتماش ي و‬
‫التكيف مع التغيير ‪ ،‬و هذا عن طريق عرض أفكارهم و التصرف بكثير من االنفتاح و‬

‫‪ 34‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ص ‪51- 56‬‬
‫‪ 35‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬الدكتور محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مفاهيـم معاصـرة فـي اإلدارة اإلستراتيجيـة ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار‬
‫األكاديميون للنشر والتوزيع ‪ ، 0202 ،‬ص ص ‪222-222‬‬

‫‪19‬‬
‫املرونة‪ .‬و البعض اآلخر يتعمقون و يعتبرون أن روح املقاولة تتطلب تحديد الفرص و‬
‫جمع املوارد الالزمة واملختلفة من أجل تحويلها ملؤسسة‪36 .‬‬

‫و عليه فالروح املقاوالتية تتعدى في مفهومها عملية إنشاء املؤسسات الفردية ‪ ،‬لتشمل‬
‫تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة مما يمكن األفراد من تطوير‬
‫أنفسهم ‪ ،‬واكتساب مهارات جديدة ناتجة عن االنتقال للميدان العلمي وتجريب األفكار‬
‫الجديدة ‪ ،‬و بالتالي كسر حاجز الخوف من التغيير و اكتساب مرونة في التعامل مع‬
‫املستجدات‪37 .‬‬

‫و تضم الروح املقاوالتية عناصر مكونة لها تتمثل في ‪ :‬روح االبداع و االبتكار ‪ ،‬روح االستعداد و‬
‫امليل نحو املخاطرة ‪ ،‬الصبر و القدرة على التحمل ‪ ،‬الرغبة في االنجاز و تحقيق الذات ‪ ،‬روح‬
‫املبادرة واملسؤولية ‪38...‬‬

‫خ‪ -‬التعليم املقاوالتي ( التعليم الريادي ) ‪ :‬يندرج التعليم تحت الثقافة املقاوالتية (‬
‫الريادية) ‪ ،‬حيث يعد محورا أساسيا في تنمية ريادة األعمال و تطوير املهارات و السمات‬
‫العامة لها من جهة و ارساء الثقافة املقاوالتية و تعزيز روحها لدى الطلبة من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬و من أجل تحقيق ذلك بدأت املقررات الدراسية و البرامج التعليمية و التدريبية‬
‫في مجال ريادة األعمال في الظهور بين املناهج الدراسية لكثير من الجامعات في جميع‬
‫أنحاء العالم ‪ ،‬و بذلك أصبحت املقاوالتية عنصرا من عناصر منظومة التعليم اإلداري‬
‫منذ بداية التسعينات من القرن العشرين ‪ ،‬و من ثم ارتفع عدد الكليات التي تدرس‬
‫مقررات ريادة األعمال من ‪ 2222‬كلية عام ‪ 0222‬إلى ما يزيد عن ‪ 2522‬كلية عام ‪، 0222‬‬
‫علما أن جميع كليات ادارة األعمال في أمريكا و التي يزيد عددها علال ‪ 0202‬كلية تدرس‬
‫مقرر ريادة األعمال ‪39.‬‬

‫‪ 36‬منيرة سالمي ‪ ،‬التوجه املقاوالتي للشباب في الجزائر‪ - :‬بين متطلبات الثقافة وضرورة املر افقة‪"-‬تجربة وكالة الوساطة‬
‫والضبط العقاري وتجربة الحظيرة التكنولوجية بالجزائر" ‪ ،‬ورقة بحثية للملتقى الوطني حول " إستراتيجيات التنظيم و‬
‫مرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر " ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة قاصدي مربــاح‬
‫ورقل ــة ‪ ،‬يومي ‪ 22‬و‪ 22‬أفريل ‪ ، 0220‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ 37‬محمد علي الجودي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 38‬أيوب مسيخ ‪ ،‬دور الروح املقاوالتية في ديمومة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ( دراسة عينة من املؤسسات الصغيرة و‬
‫املتوسطة ( املقاولين ) في والية سكيكدة ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث – ل ‪ .‬م‪.‬د – في إدارة املؤسسات ‪ ،‬قسم علوم التسيير‬
‫‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 2255‬سكيكدة ‪ ، 0221-0226 ،‬ص ص ‪51-50‬‬
‫‪ 39‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪20‬‬
‫و قد تم تعريف التعليم املقاوالتي ( أو التعليم للريادة ‪ ،‬أو التعليم للمشاريع ‪ /‬األعمال) على أنه‬
‫" مجموعة من أساليب التعليم النظامي الذي يقوم على إعالم ‪ ،‬و تدريب ‪ ،‬و تعليم أي فرد يرغب‬
‫باملشاركة في التنمية االقتصادية االجتماعية من خالل مشروع يهدف اإلى تعزيز الوعي املقاوالتي (‬
‫الريادي) ‪ ،‬وتأسيس مشاريع األعمال أو تطوير مشاريع األعمال الصغيرة ‪ 40" .‬شريطة أن يكون‬
‫هذا التعليم قائما على اإلبداع و االبتكار و ليس على األساليب التقليدية له من تلقين و حفظ‬
‫و االبداع‪41.‬‬ ‫كونها ال تتماش ى مع الفكر املقاوالتي املبني أساسا على توليد األفكار و االبتكار‬
‫و حسب بعض الباحثين فإن التعليم املقاوالتي هو " مجموع األنشطة و األساليب التعليمية‬
‫التي تهدف الى غرس روح املقاوالتية لدى األفراد و تزويدهم باملهارات الالزمة لتأسيس مشاريعهم‬
‫الخاصة ‪42" .‬‬

‫و يهدف التعليم املقاوالتي بشكل عام إلى إكساب الطلبة وهم في مراحل عمرية مختلفة سمات‬
‫املقاولة و خصائصها السلوكية مثل ‪ :‬املبادرة ‪ ،‬املخاطرة ‪ ،‬و االستقاللية من أجل خلق جيل‬
‫جديد من املقاولين ‪ ،‬و من هنا فإن أهم أهداف التعليم املقاوالتي تتمثل فيما يلي ‪43:‬‬

‫‪ ‬تمكين الطلبة لتحضير خطط عمل ملشاريعهم املستقبلية‪.‬‬


‫‪ ‬التركيز على القضايا و املوضوعات املهمة قبل تنفيذ و تأسيس املشروع مثل ‪:‬أبحاث و‬
‫دراسات السوق ‪ ،‬تحليل املنافسين ‪ ،‬تمويل املشروع ‪ ،‬و القضايا و اإلجراءات القانونية ‪،‬‬
‫و قضايا النظام الضريبي في البلد‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين الطلبة من تطوير سمات وخصائص السلوك املقاوالتي لديهم مثل االستقاللية ‪،‬‬
‫و أخذ املخاطرة ‪ ،‬و املبادرة ‪ ،‬و قبول املسؤوليات ‪ ،‬أي التركيز على مهارات العمل‬
‫املقاوالتي و املعرفة الالزمة و املتعلقة بكيف سيبدأ املشروع و إدارته بنجاح ‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين الطلبة ليصبحوا قادرين على خلق مشاريع تقنية متطورة أو منظمات مبنية على‬
‫التكنولوجيا بشكل أكبر ‪ ،‬و العمل على تأسيس املشاريع و املبادرات املقاوالتية لديهم ‪.‬‬
‫كما أن التعليم املقاوالتي يطمح إلى تحقيق أهداف أخرى نذكر منها ‪44 :‬‬

‫‪ 40‬اليونسكو ‪ ،‬منظمة العمل الدولية ‪ ،‬نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين ‪ :‬تحفيز الروح الريادية من خالل‬
‫التعليم للريادة في املدارس الثانوية ‪ . ، 2010 ،‬ص‪ ، 21‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪ ، unesdoc.unesco.org/images/0014/001470/147057a.pdf‬تاريخ الزيارة ‪23:23 ، 0222/22/25 :‬‬
‫‪ 41‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪ 42‬أيوب صكري ‪ ،‬سمير محمد جالب ‪ ،‬علي شطة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ 43‬محمد علي الجودي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪242‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬تعزيز احترام الطلبة لذاتهم و الثقة بالنفس و املواقف االيجابية الالزمة من أجل اعتبار‬
‫املقاوالتية و الريادة و التوظيف الذاتي كخيار وظيفي مقبول ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز الحس باملسؤولية لدى الطلبة و استقالليتهم ‪ ،‬و زيادة حماسهم لدخول عالم‬
‫املقاوالتية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز السلوكيات و املهارات و املواقف التي تقود الطلبة إلى النجاح في دخول ميدان‬
‫العمل و في التقدم املنهي ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير السلوكيات و املهارات و املواقف اإليجابية لدى الطلبة و الضرورية لتحقيق‬
‫اندماجهم في املجتمع و مشاركتهم في تنميته‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز قدرات الطلبة على املساهمة إيجابيا في االستدامة االجتماعية و البيئية في‬
‫مجتمعاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬خلق حلقات نجاح تعليمي من خالل تحديد مواهب و مهارات الطلبة و االستفادة منها‪.‬‬
‫كما يمكن تطبيق ريادة األعمال كمهارة في مختلف مجاالت الحياة ‪ ،‬إذ أنها تساهم في تمكين‬
‫املواطنين من تعزيز مهارات التنمية الذاتي ة ‪ ،‬و املساهمة في تطوير مجتمعاتهم بشكل فعال ‪،‬‬
‫و دخول سوق العمل كموظفين أو العمل لحسايهم الخاص ‪ ،‬و إقامة املشاريع ألهداف ثقافية ‪،‬‬
‫أو أجتماعية أو تجارية ‪45.‬‬

‫و‬ ‫املحاضرة ‪ 02:‬الفرق بين املؤسسات الناشئة و املصغرة و الصغيرة‬


‫املتوسطة و أهميتها االقتصادية‪:‬‬

‫‪ 44‬نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد و العشرين ( تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في املدارس الثانوية ) ‪،‬‬
‫منظمة اليونيسكو و منظمة العمل الدولية ‪ ، 0222 ،‬ص ‪02- 01‬‬
‫‪ 45‬مهارات ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪20‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -0‬تعريف املؤسسات املصغرة و الصغيرة و املتوسطة‪:‬‬
‫قبل التطرق إلى تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة البد من اإلشارة إلى أنه ال يوجد تعريف‬
‫موحد لها و هذا راجع الى اختالف درجة النمو االقتصادي و اختالف السياسات االقتصادية من‬
‫دولة ألخرى ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يعتمد في تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة على عدة معايير منها‪ :‬حجم‬
‫رقم األعمال ‪ ،‬حجم امليزانية ‪ ،‬حجم األموال التي وضعت تحت تصرف املؤسسة‪ ،‬حجم األصول‬
‫الثابتة‪ ،‬أو حجم تجهيزات اإلنتاج املستخدمة‪ ،‬عدد العمال‪ ،‬حجم حصة املؤسسة في السوق ‪، 46‬‬
‫وفقا للخصائص الوظيفية مثل نوع اإلدارة أو التخصص أو أساليب اإلنتاج أو اتجاهات‬‫أو ً‬

‫السوق ‪ .‬و في هذا الصدد تشير دراسة قامت بها منظمة العمل الدولية عن املشروعات الصغيرة‬
‫بلدا أجريت عليها الدراسة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ً‬
‫مختلفا في ‪ً 25‬‬ ‫ً‬
‫تعريفا‬ ‫واملتوسطة بوجود أكثر من ‪25‬‬
‫تباين في التعريف بين املنظمات الدولية و اإلقليمية‪ 47.‬و يرجع هذا االختالف الى عدة عوامل منها ‪:‬‬
‫‪48‬‬

‫‪ -0‬تباين مستويات النمو بين الدول‪ :‬التقدم غير املتكافئ بين مختلف االقتصاديات‪.‬‬
‫‪ -2‬تباين فروع النشاط االقتصادي ‪ :‬بين الصناعي و التجاري و الخدمي ‪.‬‬
‫‪ -0‬تباين الرؤى السياسية ‪ :‬رؤى واضعي االستراتيجيات و السياسات التنموية املتعلقة‬
‫بقطاع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -4‬تنوع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬التنوع على أساس األسواق و املنتجات‬
‫الطبيعة القانونية لها ‪.‬‬
‫‪ -5‬تباين املؤسسات الصغيرة و املتوسطة من حيث الحجم و ميدان النشاط‪.‬‬
‫‪ -6‬تعدد املعايير املعتمدة في تصنيف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة‪.‬‬

‫‪ 46‬ميلود تومي ‪ ،‬مستلزمات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي‬
‫حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة و اقتصاديات شمال افريقيا‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪ 22‬أفريل ‪ 0226‬ص ‪. 225‬‬
‫‪ 47‬حسين عبد املطلب األسرج ‪ ،‬دور املشاريع الصغيرة و املتوسطة في مواجهة البطالة في الدول الخليجية ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 0223‬ص‬
‫‪ ، 6‬متوفر على الخط التالي ‪ ، https://mpra.ub.uni-muenchen.de/54413/1/MPRA_paper_54413.pdf :‬تاريخ الزيارة ‪:‬‬
‫‪26:26 ، 0222 22/25‬‬
‫‪ 48‬أيوب مسيخ ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪12- 12-62‬‬

‫‪23‬‬
‫و يعرف البنك الدولى املؤسسات الصغيرة بأنها " التى يعمل بها حتى ‪ 50‬عامل و اجمالى‬
‫األصول و املبيعات حتى ‪ 3‬مليون دوالر ‪ ،‬بينما املؤسسات املتوسطة فيعمل بها حتى ‪ 300‬عامل و‬
‫اجمالى األصول و املبيعات حتى ‪ 10‬مليون دوالر ‪" .‬بينما و وفقا ملصادر مؤتمر األمم املتحدة‬
‫للتنمية و التجارة ‪ ،‬يتم تعريف املشروعات الصغيرة بأنها " تلك التى يعمل بها من‪ 20‬الى ‪ 222‬فرد‬
‫‪ ،‬و املتوسطة تلك التى يعمل بها من ‪ 101‬الى ‪ 500‬فرد ‪ ".‬أما منظمة العمل الدولية فتعرف‬
‫املشروعات الصغيرة بأنها املشروعات التي يعمل بها أقل من ‪ 10‬عمال و املشروعات املتوسطة التي‬
‫يعمل بها ما بين ‪ 10‬الى ‪ 99‬عامل ‪ ،‬وما يزيد عن ‪ 99‬يعد املشروعات كبيرة ‪49.‬‬

‫و هناك من يعرف هذا النوع من املؤسسات بأنها " تلك املؤسسات التي تمتاز بمحدودية رأس‬
‫املال و قلة العمال ‪ ،‬محدودية التكنولوجيا املستخدمة بساطة في التنظيم اإلداري و تعتمد على‬
‫تمويل ذاتي ‪50" .‬‬

‫‪ ‬تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر‪:‬‬


‫لقد اعتمدت الجزائر على معياري عدد العمال و رقم األعمال في تحديد مفهوم للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة ‪ ،‬و ذلك حسب نص القانون رقم ‪ 20-21‬الصادر في سنة ‪ 0221‬و املتضمن‬
‫القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪ ،‬حيث عرف هذا القانون في مادته ‪5‬‬
‫املؤسسات الصغيرة و املتوسطة على أنها " مؤسسات إنتاج السلع و الخدمات تشغل ما بين ‪1‬‬
‫و ‪ 250‬عامال ‪ ،‬و ال يتجاوز رقم أعمالها السنوي ‪ 4‬ماليير دينار جزائري ‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع‬
‫حصيلتها السنوية واحد مليار دينار جزائري مع استيفائها ملعيار االستقاللية ‪ 51 ".‬علما أنه تم‬
‫و‬ ‫مراجعة تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة املعتمد في قانون سنة ‪، 0222‬‬
‫مطابقته مع التطور االقتصادي الذي حصل في الساحة الوطنية و الدولية‪.‬‬
‫و حسب املادة ‪ 22‬من ذات القانون لعام ‪ 0221‬فإن املؤسسات املتوسطة هي املؤسسة التي‬
‫تشغل ما بين خمسين ( ‪ )52‬إلى مائتين و خمسين ( ‪ )052‬شخصا ‪ ،‬و رقم أعمالها السنوي ما بين‬

‫‪ 49‬حسين عبد املطلب األسرج ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪1-6‬‬


‫‪ 50‬آيت عيس ى عيس ى ‪ ،‬املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ( آفاق و قيود ) ‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا ‪ ،‬العدد‬
‫السادس ‪ ،‬ص ‪013‬‬
‫‪ 51‬القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة رقم ‪ ، 20-21‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬جانفي ‪ ، 0221‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 22 ، 20‬جانفي ‪ ، 0221‬املادة ‪ ،5‬ص ‪25‬‬

‫‪24‬‬
‫أربعمائة ( ‪ )422‬مليون دينار جزائري إلى أربعة ( ‪ )4‬ماليير دينار جزائري ‪ ،‬أو مجموع حصيلتها‬
‫السنوية كا بين مائتي ( ‪ )022‬مليون دينار جزائري إلى مليار ( ‪ )2‬دينار جزائري ‪.‬‬
‫في حين تعرف املادة ‪ 2‬منه املؤسسات الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين عشرة ( ‪ )22‬إلى‬
‫تسعة و أربعين ( ‪ ) 42‬شخصا‪ ،‬و رقم أعمالها السنوي ال يتجاوز أربعمائة ( ‪ )422‬مليون دينار‬
‫جزائري‪ ،‬أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز مائتي ( ‪ )022‬مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫بينما املؤسسات الصغيرة جدا ( املصغرة ) فحسب املادة ‪ 22‬فهي تلك التي تشغل من شخص‬
‫واحد إلى تسعة أشخاص ( ‪ ، ) 22‬و رقم أعمالها السنوي أقل من أربعين ( ‪ )42‬مليون دينار‬
‫جزائري ‪ ،‬أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز عشرين ( ‪ )02‬مليون دينار جزائري ‪52.‬‬

‫‪ -2‬خصائص املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪:‬‬


‫تتميز املؤسسات الصغيرة و املتوسطة بجملة من الخصائص البعض منها تعتبر مزايا إيجابية و‬
‫األخرى تعد سلبية نذكر منها‪53 :‬‬

‫أ‪ -‬اإليجابية‪:‬‬
‫‪ ‬صغر حجم املتطلبات الرأسمالية ( ضآلة رأس املال كونها تعتمد على التمويل‬
‫الذاتي) ‪.‬‬
‫‪ ‬تخصص حجم و نوع اإلنتاج غالبا ‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض درجة املخاطر التي من املمكن أن تتعرض لها املؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى خدمات البنية األساسية بشكل محدود‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على الخامات املحلية و اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتمادها أكثر على العمالة بدال من حجم ا استثمارات‪.‬‬
‫‪ ‬املهل القصيرة إلعداد دراسات الجدوى و التأسيس ‪.‬‬
‫‪ ‬تميزها بمرونة عالية تساعدها على البقاء و التكيف مع احتياجات السوق‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة مردود رأس املال املستثمر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬السلبية ‪:‬‬
‫‪ ‬محدودية القدرات الذاتية للتوسع و التطور‪.‬‬

‫‪ 52‬القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة رقم ‪ ، 20-21‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫و‬ ‫‪ 53‬مصطفى يوسف كافي ‪ ،‬اقتصاديات البيئة و العوملة ‪ ( ،‬ب‪ -‬ط ) ‪ ،‬سوريا دمشق ‪ ،‬دار رسالن للطباعة و النشر‬
‫التوزيع ‪ ، 0223 ،‬ص ص ‪222- 222‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬محدودية إمكانية استعمال التكنولوجيا املتطورة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استفادتها من وفرات الحجم‪.‬‬
‫‪ ‬عدم دقة و توفر قواعد البيانات املتاحة لها و عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تكون غالبا من الصناعات املغذية لصناعات أخرى‪.‬‬
‫توحيد امللكية و اإلدارة‪54.‬‬ ‫‪‬‬
‫و في سياق متصل تتميز املؤسسات الصغيرة و املتوسطة بأنها تحمل الطابع الشخص ي بشكل‬
‫كبير‪ ،‬ألن املؤسسات الصغيرة و املتوسطة هي منشآت فردية أو عائلية أو شركات أشخاص التي ال‬
‫يصعب تأسيسها أو تعديل نشاطها أو حلها تبعا للحاجة‪ .‬و من جهة أخرى يعتمد في إدارتها على‬
‫‪55‬‬ ‫خبرة و مهارة املسير أو املجموعة املالكة‪.‬‬
‫‪ -0‬تعريف املؤسسات الناشئة ‪ :‬تعرف املؤسسة الناشئة "‪ "startup‬حسب القاموس‬
‫اإلنجليزي ‪ cambridge‬على أنها " مشروع صغير بدأ للتو ‪ ،‬و كلمة "‪ "startup‬تتكون من‬
‫يشير لفكرة النمو القوي ‪56 .‬‬ ‫جزأين"‪ "Start‬و هو ما يشير إلى فكرة االنطالق و "‪"up‬‬
‫و بدأ استخدام املصطلح بعد الحرب العاملية الثانية مباشرة‪ ،‬و ذلك مع بداية ظهور شركات رأس‬
‫مال املخاطر )‪ (capital-risque‬ليشيع استخدامه فيما بعد ‪57 .‬‬

‫بينما يعرف القاموس الفرنس ي " ‪ " la rousse‬املؤسسات الناشئة على أنها " مؤسسات شابة‬
‫و نستنتج من خالل هذين التعريفين أن‬ ‫‪58‬‬ ‫مبتكرة ‪ ،‬السيما في قطاع التكنولوجيات الحديثة‪" .‬‬
‫بعض الباحثين يعتبر الشركات الناشئة هي فقط الحديثة منها و التي تنشط في قطاع‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬
‫يركز على متغير‬ ‫‪‬‬
‫‪Paul Graham‬‬ ‫بينما نجد فريق آخر من الباحثين و من بينهم بول جراهام‬
‫النمو في تعريف املؤسسات الناشئة ‪ ،‬حيث يشير إلى أنها شركة مصممة لتنمو بسرعة أي أن‬

‫‪ 54‬مصطفى يوسف كافي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪222‬‬


‫‪ 55‬عبد الحميد برحومة ‪ ،‬فاطمة الزهراء مهديد ‪ ،‬دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية في الجزائر‬
‫( عرض تجربة مؤسسة ‪ POLYBEN‬ببرج بوعريريج )‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬العدد السابع ‪،‬‬
‫‪ ، 0220‬ص ‪025‬‬
‫‪56 https://dictionary.cambridge.org/fr/dictionnaire/anglais/start-up‬‬

‫‪ 57‬شريفة بوالشعور ‪ ،‬دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 4‬العدد ‪ ، 0222 ، 20‬ص ‪.402‬‬
‫‪58 https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/start-up/74493‬‬

‫‪ ‬مؤسس "‪ " Y Combinator‬و رجل أعمال و أكاديمي في" سيليكون فالي" ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ً‬
‫تأسيس الشركة حديثا ال يجعل الشركة في حد ذاتها شركة ناشئة ‪ ،‬كما أنه ليس من الضروري‬
‫بالنسبة لشركة ناشئة أن تعمل على التكنولوجيا ‪ ،‬أو أن تأخذ مجازفة مالية معينة ‪ ،‬لكن الش يء‬
‫األساس ي الوحيد هو النمو ‪ ،‬و كل ش يء آخر مرتبط مع الشركات الناشئة يتبع هذا النمو ‪.‬إذ ال‬
‫يهم عمر الشركة عند تصنيفها كشركة ناشئة سواء تم تأسيسها قبل بضعة أشهر أو قبل ثالث‬
‫ً‬
‫سنوات‪ ،‬طاملا أن منحنى نمو الشركة ما زال عموديا‪ .‬و حسب جراهام فإن النمو الجيد بالنسبة‬
‫باملائة‪59 .‬‬ ‫للمؤسسة الناشئة يكون بين ‪ 5‬و ‪ 7‬باملائة أسبوعيا ‪ ،‬و أحيانا بشكل استثنائي‪10‬‬
‫و حسب بعض الباحثين فإن تعريف املؤسسة الناشئة ال يتعلق ال بالعمر و ال بالنمو و ال‬
‫بقطاع النشاط و ال باملخاطرة و إنما بعنصري اإلبداع و االبتكار‪ ،‬حيث يعرفونها بأنها مؤسسة‬
‫تسعى لتسويق و طرح منتج جديد أو خدمة مبتكرة تستهدف بها سوق كبير‪60".‬‬

‫و لذلك فهم يركزون على أهمية الرأسمال البشري فحسب ) ‪ (Éric RIES‬الشركة الناشئة هي‬
‫"تنظيم بشري مصمم الستحداث منتجات أو خدمات مبتكرة في ظل ظروف من عدم اليقين‬
‫القصوى ‪61".‬‬

‫و على صعيد آخر نجد من يستخدم مصطلح الشركات الناشئة لتحديد املؤسسات حديثة‬
‫النشأة ‪ ،‬التي تؤسس من قبل شخص واحد أو أكثر من رواد األعمال الذين يرغبون في تطوير‬
‫ً‬
‫عموما‬ ‫منتج واحد أو خدمة واحدة مبتكرة يعتقدون أن هناك ً‬
‫طلبا عليها‪ .‬و تبدأ هذه الشركات‬
‫بتكاليف عالية و إيرادات محدودة ‪ ،‬و هذا هو سبب بحثها عن الرأس املال الكافي من مجموعة‬
‫متنوعة من املصادر مثل أصحاب رؤوس األموال لالنتقال إلى املرحلة التالية من األعمال ‪ .‬علما‬
‫أنه يتم تمويل معظم هذه الشركات في البداية من قبل مؤسسيها و قد يحاولون جذب االستثمار‬
‫‪62‬‬ ‫الخارجي قبل أن يبدأوا في العمل‪.‬‬
‫و يعرف رائد األعمال الشهير املؤسسات الناشئة على أنها " منظمة مؤقتة تبحث عن نموذج‬
‫اقتصادي يسمح بالنمو ‪ ،‬مربح بشكل متكرر و يمكن قياسه ‪ ،‬إنها تختبر نماذج اقتصادية‬
‫مختلفة و تكتشف بيئتها و تتكيف معها تدريجيا ‪ ،‬أي أن الشركة الناشئة يجب أن تهمل على‬

‫‪59‬‬ ‫‪http://www.paulgraham.com/growth.html‬‬
‫‪ 60‬شريفة بوالشعور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪402‬‬
‫‪ 61‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬الشركات الناشئة في الجزائر ( بين و اقعها و متطلبات نجاحها ) ‪ ،‬الكتاب الجماعي حول "‬
‫املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪62 Mitchell Grant , What Is a Startup? , September 15, 2021, https://www.investopedia.com/terms/s/startup.asp‬‬

‫‪27‬‬
‫نجاح مشروعها بشكل سريع و له تأثير على السوق الذي تود التواجد و العمل به بشكل فوري‬
‫‪63".‬‬

‫و حسب التشريع الجزائري فقد تضمنت أحكام املرسوم التنفيذي رقم ‪ 054-02‬املؤرخ في ‪25‬‬
‫سيتمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع مبتكر " و‬
‫التالية ‪64 :‬‬ ‫" حاضنة أعمال " تعريف املؤسسة الناشئة من خالل توفرها على الشروط‬
‫‪ ‬أن تكون املؤسسة خاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يتجاوز عمر املؤسسة ‪ 8‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يتجاوز عدد عمال املؤسسة ‪ 250‬عامال‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تجاوز رقم أعمال املؤسسة السنوي املبلغ الذي تحدده اللجنة الوطنية املختصة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يعتمد نموذج أعمال املؤسسة على منتجات أو خدمات أو نموذج أعمال أو أي‬
‫فكرة مبتكرة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون رأسمال الشركة مملوكا بنسبة ‪ 52‬باملائة على األقل من قبل أشخاص طبيعيين‬
‫أو صناديق استثمار معتمدة أو من طرف مؤسسات أخرى حاصلة على عالمة " مؤسسة‬
‫ناشئة "‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون إمكانيات نمو املؤسسة كبيرة بما فيه الكفاية‪.‬‬
‫لإلشارة تمنح عالمة " مؤسسة ناشئة " للمؤسسات الجزائرية من قبل اللجنة الوطنية املختصة‬
‫و بذات‬ ‫ملدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة حسب املادة ‪ 24‬من ذات القانون‬
‫الشروط‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن صفة ناشئة هو وضع مؤقت إما بسبب عدم تحقيق نموذج األعمال الناجح‬
‫و بالتالي فإن املؤسسة الناشئة تفشل أو تختفي ‪ ،‬أو بسبب أنها نجحت و تم امتصاصها أو‬
‫تحولها إلى مؤسسة كالسيكية أو تقليدية تقريبا ‪ .‬و التحول من شركة ناشئة إلى شركة كبيرة يعبر‬
‫‪ "upper‬مستقبل املؤسسة الناشئة " ‪65." Startup‬‬ ‫عن اللحظة التي يقرر فيها " النمو‬

‫‪ 63‬علي بخيتي ‪ ،‬سليمة بوعوينة ‪ ،‬املؤسسات الناشئة الصغيرة و املتوسطة في الجزائر و اقع و تحديات ‪ ،‬مجلة دراسات و‬
‫أبحاث في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة الجزائر ‪ ،‬السنة الثانية عشر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 20‬العدد ‪، 4‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 2020‬ص ‪. 536‬‬
‫‪ 64‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 054-02‬املؤرخ في ‪ 25‬سيتمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و "‬
‫مشروع مبتكر " و " حاضنة أعمال " ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 55‬الصادرة بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪ ، 0202‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 65‬شريفة بوالشعور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 400‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -4‬خصائص املؤسسات الناشئة‪ :‬يمكن أن نميز املؤسسات الناشئة بخصائص‬
‫محددة نوجزها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تمتاز بيئة العمل في املؤسسات الناشئة بوجود جو عام من التشجيع و الطاقة‬
‫اإليجابية للتحفيز و اإلبداع و االبتكار ‪ ،‬ألن هذه الشركات تعلم أن بدون هذه‬
‫الطاقة سوف تتحول بيئة العمل من الشكل الفعال النشيط إلى الشكل الروتيني‬
‫الذي يهتم باألجور و ساعات العمل ‪ .66‬أي بعبارة أخرى بيئة عمل املؤسسات‬
‫الناشئة تمنح الفرصة ملوظفيها بممارسة العصف الذهني الفردي أو الجماعي‬
‫لتضمن تميزها عن باقي املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ ‬التركيز على عنصري اإلبداع واالبتكار‪ :‬هما أحد الركائز اإلستراتيجية‬
‫للشركات الناشئة التي تعمل على استقطاب الكفاءات اإلبداعية و نشر الثقافة‬
‫اإلبداعية في الشركة مع إعطاء مساحة و حرية لإلبداع و املخاطرة للجميع من‬
‫أجل إيجاد املنتجات الجديدة بسرعة كبيرة تعطيها ميزة األسبقية‪ 67 .‬علما أن‬
‫عنصري اإلبداع و االبتكار ليس بالضرورة أن يكون في القطاع التكنولوجي بل‬
‫يمس جميع القطاعات التي تنشط فيها املؤسسات الناشئة و منها اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ ‬صفة أخرى تنطبق على الشركات الناشئة و هي عنصر الجدة إذ ينظر إلى‬
‫الشركة الناشئة بأنها تسعى لحل مشكلة قديمة من خالل ايجاد حلول جديدة‬
‫لها ‪ ،‬أي يجب على شركة ناشئة أن تقدم طريقة جديدة لعمل ش يء ما في‬
‫العالم‪ .68‬مع العلم أنه ال يوجد ضمان لنجاح حل هذه املشكلة ‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية رأس املال البشري و الفكري ‪ :‬و هذا الرتكاز الشركات الناشئة على‬
‫موارد تتعلق بامللكية الفكرية ‪ ،‬العالمة التجارية ‪ ،‬السمعة ‪ ،‬براءات االختراع‬
‫وكفاءة الفريق املؤسس ‪69 .‬‬

‫‪ 66‬محمد مداحي ‪ ،‬أسيا قاسيمي ‪ ،‬نصيرة محاجبية ‪ ،‬عصرنة الخدمة املصرفية مطلب الستدامة املؤسسات الناشئة في‬
‫الجزائر‪ ،‬الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و‬
‫املتوسطة في التطوير املحلي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬
‫‪ 67‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ 68‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 69‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪34‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ‬ارتفاع املخاطر لالستثمار في الشركات الناشئة‪ :‬و هذا راجع إلى طبيعة‬
‫املنتجات التي تطرحها في السوق و التي تتميز باإلبداع و االبتكار ‪ ،‬كما أن‬
‫تكاليف اإلنتاج مرتفعة بشكل أساس ي في مرحلة البحث و التطوير و تنفيذ‬
‫االبتكارات الجديدة ‪،‬السيما لتلك الشركات الناشطة في القطاع التكنولوجي و‬
‫القائم على منتجات غير ملموسة ‪ ،‬حيث يمكن إعادة إنتاج و توزيع املنتج بشكل‬
‫ال متناهي و غير ملموس فعال (عبر االنترنيت مثال ) كالبرمجيات و التطبيقات‬
‫الهاتفية فهي منتجات ال تزول و ال تهتلك ( ككل املنتجات القائمة على‬
‫املعرفة)‪70.‬‬

‫‪ ‬أسواق غير مستقرة أو مستحدثة ‪ :‬باعتبار أن املؤسسات الناشئة تقوم‬


‫على فكرة أو رؤية مرتبطة باقتراح منتج أو خدمة جديدة فإنها تعمل في سوق غير‬
‫مستقرة في كثير من األحيان ‪ 71.‬و بالتالي فهي تنشط في ظروف عدم اليقين و‬
‫عدم االستقرار في أسواق يصعب تقديرها و لهذا قد ال تتوفر على مخطط‬
‫أعمال دقيق كونها ستطرح منتجات جديدة غير معروفة و غير مرغوبة بعد‬
‫و هنا يكمن التحدي في إيجاد عمالء محتملين و تحديد كيفية الوصول إليهم‬
‫وإمكانية إقناعهم الستهالك املنتج ‪.‬فكلما استطاعت الشركة إيجاد أسواق‬
‫جديدة كلما ضمنت نموها و بالتالي عززت مكانتها في السوق كشركة ناشئة‪72.‬‬

‫‪ ‬يعتبر النمو السريع بشكل كبير هو إحدى سمات الشركات الناشئة و هذا النمو يمكن‬
‫أن يكون نموا داخليا ‪ ،‬من خالل توسيع الفرق و العمليات ‪ ،‬أو يمكن أن يعني نمو‬
‫السوق ‪ ،‬عن طريق زيادة عدد املستخدمين و العمالء‪73 .‬‬

‫‪ ‬تحقيق نمو متزايد و ارتفاع نسبة املخاطرة يؤدي إلى تحقيق إيرادات مرتفعة ‪:‬‬
‫يصاحب ارتفاع املخاطر لالستثمار في الشركات الناشئة عوائد مرتفعة ( مداخيل‬
‫متزايدة) مقابل تكاليف متناقصة مما يعطي فرصة لتحقيق إيرادات مرتفعة ‪.‬‬

‫‪ 70‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪33‬‬


‫‪ 71‬علي بخيتي ‪ ،‬سليمة بوعوينة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 536‬‬
‫‪ 72‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ 73‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ ‬الخصائص التمويلية ‪ :‬كما سبق و أن ذكرنا عادة انطالق نشاط املؤسسات الناشئة‬
‫يكون من خالل تمويل مؤسسيها أي تعتمد على أسلوب التمويل الذاتي لكن بهدف دعم‬
‫نمو املتسارع و الرتفاع تكاليف هذا النمو السيما فيما يتعلق باإلنفاق على البحث‬
‫والتطوير و تكاليف تنفيذ االبتكارات الجديدة ‪ ،‬تلجأ عادة هذه الشركات إلى التمويل‬
‫الجماعي و فتح رأسمالها للممولين الخارجيين السيما رأس مال املخاطرة ‪74.‬‬

‫‪ ‬خصائص املؤسسين للشركات الناشئة‪ :‬و هم رواد األعمال أو املقاولون الذين‬


‫يحملون صفات تميزهم عن بقية املؤسسين لشركات أخرى أهمها روح املقاوالتية التي‬
‫تشمل على روح اإلبداع و االبتكار ‪ ،‬املبادرة ‪،‬املخاطرة ‪ ،‬مهارات اتصالية و غيرها ‪.‬‬
‫– سنفصل فيها في محاضرة املقاول و خصائصه ‪. -‬‬
‫و حسب الباحث ‪ Patrick Fridenson‬إلطالق تسمية مؤسسة ناشئة على أي مؤسسة غير مرتبط‬
‫بالعمر أو طبيعة النشاط أو حجمها بل يجب توفرها على الخصائص التالية ‪75 :‬‬

‫‪ ‬نمو قوي محتمل‪.‬‬


‫‪ ‬أن تكون مبتكرة أو تستخدم التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬تحتاج لتمويل مهم و غالبا ما يكون عبر أسلوب التمويل الجماعي‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون في سوق جديد أين يصعب تقييم املخاطرة ‪.‬‬
‫و على صعيد آخر يمكن استعراض خصائص املؤسسات الناشئة من خالل تبيان نقاط القوة‬
‫والضعف فيها و هي كاآلتي‪76 :‬‬

‫أ‪ -‬نقاط القوة ‪:‬‬


‫‪ ‬توازن هيكل النشاط اإلنتاجي ‪.‬‬
‫‪ ‬استثمار املدخرات املحلية املصغرة نظرا لصغررأسمالها ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الشركات الكبيرة و هذا من خالل توفير املنتجات الوسيطية لنشاط الشركات‬
‫الكبرى ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير فرص عمل حقيقية و بالتالي تقليص حجم البطالة ‪.‬‬

‫‪ 74‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪34‬‬


‫‪75 Ingrid de Chevigny , Au fait, c’est quoi une start-up ?, Publié le 10/08/2015 ,‬‬

‫‪https://www.capital.fr/entreprises-marches/au-fait-c-est-quoi-une-start-up-1063221‬‬
‫‪ 76‬علي بخيتي ‪ ،‬سليمة بوعوينة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪532- 531‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ‬املساهمة في تحقيق استراتيجية التنمية املحلية ‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على ابتكار و تطوير منتجات جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬الحماس و التحفيز العاليين نظرا مللكيتها الفردية ‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة اتخاذ القرارات لقلة التدرج الوظيفي و عدد العمال مما يساهم في سرعة انتقال‬
‫املعلومة و معالجة املشاكل املطروحة‪.‬‬
‫‪ ‬مرونتها و قدرتها على التأقلم مع املتغيرات التي تحدث في محيطها‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في تحقيق سياسة إحالل الواردات حيث تمكن املؤسسات الناشئة من إنتاج‬
‫متطلبات السوق املحلي مما يساهم في إحالل الواردات و تنمية الصادرات و بالتالي توفير‬
‫النقد األجنبي ‪.‬‬
‫‪ ‬نشر قيم الصناعة اإليجابية كإدارة الجودة واالبتكار وتقسيم العمل و امليزة التنافسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نقاط الضعف‪:‬‬
‫‪ ‬محدودية و عدم القدرة على اختيار و صياغة استراتيجية العمل ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قدرتها على تكوين شبكة فعالة للتوزيع بسبب قلة و ضعف امكانياتها ‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة بلوغها املوارد التمويلية لعدة أسباب لعل أبرزها ضعف هيكلها التمويلي ‪ ،‬قلة‬
‫‪77‬‬ ‫الضمانات ‪ ،‬غياب املاض ي املالي لتلك الحديثة منها‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -5‬الفرق بين املؤسسة الناشئة ( املقاوالتية أو الريادية ) ( ‪) Start up‬‬
‫املؤسسة العادية ‪:‬‬
‫بعد استعراضنا لخصائص كل من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة و املؤسسات الناشئة وجب‬
‫علينا أن نبرز أوجه الشبه و االختالف بينهما ‪ ،‬حيث قد يقوم شخصان بإنشاء مؤسسة مصغرة‬
‫أو متوسطة لكن األولى تصنف على أنها ناشئة ريادية أو مقاوالتية و األخرى عادية و ذلك تبعا‬
‫لعدة مؤشرات نوضحها في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬أوجه االختالف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املؤسسة الناشئة هي مؤسسة ريادية‪ ،‬غير نمطية‪ ،‬تتميز باإلبداع و االبتكار‪ ،‬من خالل‬
‫طرحها ملنتجات أو خدمات جديدة‪ ،‬في حين املؤسسة الصغيرة أو املتوسطة هي مؤسسة‬
‫تقليدية نمطية تطرح منتجات عادية بما يتوافق مع السوق املحلية‪.‬‬

‫‪ 77‬علي بخيتي ‪ ،‬سليمة بوعوينة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 532‬‬

‫‪32‬‬
‫ب‪ -‬ارتفاع نسبة املخاطرة في املؤسسات الناشئة املقاوالتية ألنها تأتي بالجديد ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الربح غير مؤكد في املؤسسات الناشئة‪ ،‬لكن قد تتحصل على معدالت عوائد مرتفعة في‬
‫حالة قبول املنتج في السوق‪ .‬و بأرباح احتكارية ناتجة عن حقوق االبتكار قبل تقليدها ‪.‬‬
‫ث‪ -‬يمكن أن يكون هناك تشابه بين دورة مؤسسة كالسيكية تمر بمرحلة انطالق ‪ ،‬نمو ‪ ،‬ثم‬
‫نضج و بعدها تبدأ في التراجع ‪ ،‬بينما الشركات الناشئة تمر بسلسلة من التراجع‬
‫و التقدم الغير قابل للتنبؤ في املرحلة ما بين االنطالق و النمو ‪ ،‬و بمجرد ما تصل إلى‬
‫‪78.‬‬ ‫مرحلة النضج ستستمر في االرتفاع و النمو‬
‫أ‪ -‬انشاء مؤسسة ناشئة مقاوالتية يتميز بالفردية أي مبادرة فردية ‪ ،‬مقارنة بإنشاء‬
‫املؤسسات الصغيرة و املتوسطة التي يمكن إنشاؤها مع مجموعة شركاء ‪ .‬بمعنى‬
‫املؤسسات املقاوالتية تحمل الطابع الشخص ي بشكل كبير ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضآلة رأس املال املؤسسة املقاوالتية الذي يكون عبر مصادر التمويل الذاتية للمقاول (‬
‫املستثمر املالك أو املخاطر ) ‪.‬‬
‫ت‪ -‬انشاء املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ال يحتاج بذل الكثير من الجهد في التخطيط فكل‬
‫ما تحتاجه هو دراسة للجدوى االقتصادية في حين انشاء مؤسسة ناشئة يحتاج ملزيد من‬
‫التخطيط و اعداد نموذج العمل التجاري قبل الوصول إلى مرحلة دراسة الجدوى بحكم‬
‫أنها ستطرح منتج أو خدمة مبتكرة ‪.‬‬
‫ث‪ -‬يبحث املقاول صاحب املؤسسة الناشئة عن نموذج عمل ناجح أما صاحب املؤسسة‬
‫التقليدية فيبحث عن النموذج الربحي‪.‬‬
‫ج‪ -‬باعتبار أن الشركات الناشئة تعتمد على االبتكار في طرحها ملنتجاتها أو خدماتها و ترتفع‬
‫نسبة املخاطرة بها فهذا يجعلها تواجه صعوبات في حصولها على التمويل الخارجي‬
‫( خاصة من قبل البنوك ) لذلك على رائد األعمال بذل مجهودات أكبر لضمان السيولة‬
‫املالية و من ثم استمرارية مؤسسته في نشاطها‪ ،‬في حين تقوم املؤسسات الصغيرة و‬
‫املتوسطة على خطة عمل واضحة و تسوق ملنتجات عادية كما ذكرنا سابقا و بالتالي فهي‬
‫تتمتع بفرص أكبر للحصول على التمويل الالزم ‪.‬‬
‫ح‪ -‬منتجات املؤسسات الناشئة تستهد سوق واسعة بينما منتجات املؤسسات الصغيرة‬
‫و املتوسطة فتوجه إلى سوق محلية ضيقة‪.‬‬

‫‪ 78‬شريفة بوالشعور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 403‬‬

‫‪33‬‬
‫الجدير بالذكر أن املؤسسة الناشئة و املقاوالتية قد تصبح مؤسسة نمطية أي تقليدية إذا‬
‫قلدت منتجاتها بشكل واسع ‪ ،‬و بالتالي تخليها عن عنصري اإلبداع و االبتكار في سيرورة عملها و‬
‫في تطوير منتجاتها أو خدماتها ‪.‬‬
‫في حين أن املؤسسات الصغيرة التقليدية هي املؤسسات التي تنشأ و تبقى على حالها بدون‬
‫تطور طوال حياتها ‪ ،‬ألن أصحابها يفتقدون املهارات ‪ ،‬الرؤية اإلستراتيجية و التسيير املقاوالتي‬
‫الضروري لنمو و تطور املؤسسة الصغيرة ‪ ،‬فليس كل من ينش ئ مؤسسة صغيرة هو مقاول ‪ ،‬أما‬
‫املقاول فهو من يقيم عمل صغير تم يحوله إلى عمل كبير من خالل التفكير االستراتيجي و اإلبداع‬
‫و االبتكار املستمر ‪ ،‬مما يجعلها مؤسسات مقاوالتية داعمة للتنمية ‪79.‬‬

‫و هو ذات الرأي ذهب إليه الباحث بودرامة الذي يرى أن أصحاب املؤسسات املصغرة يجب أن‬
‫يكونوا رياديين و يتمتعون بصفات طبيعية ريادية ليتمكنوا من جعل أعمالهم الصغيرة أعماال‬
‫كبيرة و ناجحة و ليس كل من يقيم عمال صغيرا هو ريادي‪ ،‬فقد يقيم شخص ما عمال‬
‫صغيرا يبقيه على حاله بدون تغيرات لعشرة سنوات أو أكثر‪ ،‬هذا الشخص يفتقد إلى املهارات‬
‫الريادية التي تعد اليوم ضرورية لتنشيط االقتصاد ‪80.‬‬

‫و من هنا تظهر العالقة بين املشروعات الصغيرة و األعمال الريادية فمعظم املشاريع الريادية‬
‫بدأت كمشروع صغير لكنه يحمل فكرة جديدة تصاحبها مخاطر عالية مرتبطة بعدم نجاح‬
‫الفكرة أو تقبل و استيعاب العمالء لها غير أن هذه الخطورة يصاحبها عائد مالي عالي ‪ ،‬إال أن‬
‫جميع املشروعات الصغيرة ليست ريادة أعمال باملعنى الدقيق للكلمة ‪ ،‬فاملشروعات الصغيرة هي‬
‫منشأة مملوكة فردية – في الغالب األعم – و لديها عدد قليل من املوظفين و تقدم منتجا أو‬
‫خدمة موجودة ‪ ،‬و ال يهدف صاحبها – غالبا – إلى النمو ‪ ،‬أما إذا كانت تلك املنشأة تنتج منتجا‬
‫مبتكرا و يهدف صاحبها إلى توسيع نطاقها ‪ ،‬من خالل إضافة موظفين و البحث عن مبيعات‬
‫دولية ‪ ،‬فهي بذلك عمل ريادي هذا بجانب تمويلها من خالل رأس املال املخاطر أو املغامر أو من‬
‫خالل استثمار املالك ‪81.‬‬

‫‪ ‬أوجه التشابه ‪:‬‬

‫‪ 79‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪04‬‬


‫‪ 80‬مصطفة بودرامة ‪ ،‬دور املشروعات املصغرة في تحقيق ريادة األعمال في الجزائر ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 20‬العدد ‪ ، 04‬ص ‪402‬‬
‫‪ 81‬أحمد محي خلف صقر‪ ،‬املشروعات الصغيرة الفكرة وآلية التنفيذ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ، 0202 ،‬ص‬
‫ص ‪42-42‬‬

‫‪34‬‬
‫أ‪ -‬كالهما عبارة عن انشاء مؤسسة بصفة قانونية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬كالهما له نسبة مخاطرة و إن ارتفعت في املؤسسة الناشئة املقاوالتية ‪.‬‬
‫ت‪ -‬منشئوها يتوقعون ربح من وراء انشائهما و أن كان الربح هو من أولويات صاحب‬
‫املؤسسة الصغيرة أو املتوسطة مقارنة باملؤسسة الناشئة ‪.‬‬
‫ث‪ -‬كالهما يلعب دورا في التنمية االقتصادية ‪ ،‬و إن كانت بعض اقتصاديات الدول‬
‫أصبحت تعتمد بشكل كبير على النشاط املقاوالتي للمؤسسات الناشئة ‪.‬‬

‫و‬ ‫و في مجمل القول ليست كل املؤسسات املصغرة و الصغيرة مؤسسات ريادية أو مقاوالتية‬
‫ليست كل املؤسسات الريادية مؤسسات مصغرة أو ناشئة و لكن تبدأ كل املؤسسات املقاوالتية‬
‫الريادية كمؤسسات ناشئة ( مصغرة ) أي تبدأ بمشروع صغير لكن مميز و جديد ‪.‬‬

‫‪ -6‬أهمية النشاط املقاوالتي و املؤسسات الناشئة في النشاط االقتصادي ‪:‬‬

‫تكتس ي املؤسسات الناشئة و النشاط املقاوالتي أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول نوجزها في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬نشر املعرفة و التكنولوجيا ‪ :‬تسهم املقاوالتية أو ريادة األعمال حسب العالم ديفيد‬
‫أودريتش ( ‪ ) David Audretsch‬املساهمة األبرز في النمو االقتصادي عن طريق نشر‬
‫املعرفة التي ستبقى حبيسة لوال انتشارها تجاريا ‪ 82.‬كما يقوم املقاولون بنقل أدوات و‬
‫وسائل التكنولوجيا من الدول املتقدمة إلى الدول النامية ‪ ،‬أو القيام بابتكارات‬
‫تكنولوجية جديدة ‪ ،‬من أجل تحقيق التنمية االقتصادية املستدامة و خلق فرص‬
‫جديدة لهم و لغيرهم من األفراد في املجتمع تكون مطابقة الحتياجاتهم من حيث ابتكار‬
‫منتجات و خدمات جديدة ‪ ،‬مداخيل جديدة لألعمال ‪ ،‬مصادر توريد جديدة للمواد‬
‫الخام ‪ ،‬أساليب عمل جديدة و غيرها‪.83‬‬

‫‪ 82‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ 83‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪03-00‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬ترقية االبتكار ‪ : ‬فحسب الباحث ‪ Schumpeter‬فإن أهمية املقاوالتية ال تتمثل فقط‬
‫في ترقية االبتكار بل هي تهدف إلى بناء تصور اقتصادي كلي ‪ ،‬فاالبتكار هو محرك‬
‫للتنمية االقتصادية الوطنية ‪ ،‬و قد أصبح يستعمل بشكل واسع كمؤشر ملعرفة الصحة‬
‫االقتصادية لدولة ما‪ .‬و ذلك بفضل العملية التي أطلق عليها ‪ Schumpeter‬اسم "‬
‫التدمير الخالق " التي تتمثل في كسر املقاول حالة التوازن املسيطرة على النظام‬
‫االقتصادي ( الطلب و العرض على السلع في السوق ) ‪ ،‬من خالل ما يقدمه من ابتكارات‬
‫في النظام في صورة منتجات جديدة ‪ ،‬أو أساليب إنتاج جديدة أو أسواق جديدة ‪ .‬األمر‬
‫الذي يدفع غيرهم إلى تتبع خطاهم ‪ ،‬و يؤدي ارتفاع املستوى االقتصادي– الذي يحدث‬
‫نتيجة لهذه االبتكارات ‪-‬إلى إحداث نقلة نوعية في النظام االقتصادي‪84.‬‬

‫‪ ‬ترقية روح املبادرة الفردية و الجماعية ‪ ،‬باستخدام أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية‬
‫لم تكن موجودة من قبل أو التخلي عنها ألي سبب من األسباب‪.85‬‬
‫‪ ‬تحقيق النمو و الرخاء االقتصادي املستديم ‪ ،‬باعتبارها نمطا جديدا لالقتصاد الدولي‬
‫الحديث ( رأسمالية ريادة األعمال أو االقتصاديات الناشئة ) ‪ ،‬و هو البديل لألنماط‬
‫الثالثة األخرى املسماة ‪ :‬رأسمالية الشركات الكبرى ‪ ،‬الرأسمالية املوجهة من الدولة ‪ ،‬و‬
‫رأسمالية القلة املسيطرة ‪86 .‬‬

‫و هكذا أصبح ينظر الى أهمية املقاوالتية في اقتصاديات الدول الصناعية املتقدمة و النامية على‬
‫حد سواء ‪ ،‬إذ تساهم املشاريع الريادية مساهمة فاعلة في تطور التنمية االقتصادية الشاملة ‪،‬‬
‫كما تعتبر النواة األولى في بناء منظمات األعمال الصغيرة و الكبيرة‪87.‬‬

‫‪ ‬و من جهته عندما يتولى رائد االعمال أو املقاول مهمة املبادرة لخلق مشروع جديد أو‬
‫سلعة جديدة أو طريقة تسويقية مبتكرة و من خالل سعيه نحو الربح لتحقيق درجة‬
‫عالية من الريعية ألفكاره الجديدة فإنه يحقق أهداف النمو االقتصادي املتمثلة في‬

‫‪ ‬االبتكار ليس ببساطة املنتج أو الخدمة املطورة ‪ ،‬إنه التجديد املرتبط بالنشر ‪ ،‬التوزيع‪...،‬أي أن تطوير هذا املنتج أو الخدمة‬
‫دون طرحها في السوق ال يمكن من مالحظة هذا اإلبداع ‪.‬‬
‫‪ 84‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 85‬محمد يعقوبي ‪ ،‬مكانة و و اقع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية ( عرض بعض التجارب ) ‪ ،‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة و‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪ 22‬أفريل ‪ ، 0226‬ص ‪45‬‬
‫‪ 86‬أحمد بن عبدالرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 87‬فايز جمعة صالح النجار‪ ،‬عبد الستار محمد العلي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪36‬‬
‫تحقيق تراكم رأس املال و تطبيق تقنيات جديدة و تحسين مستوى استغالل الطاقات‬
‫املتاحة و رفع الكفاءة اإلنتاجية و املساهمة في حل مشكلة البطالة ‪88.‬‬

‫‪ ‬يساهم املشروع املقاوالتي في تطوير وظائف جديدة و تقليل مستويات البطالة في‬
‫املجتمع ‪ ،‬باإلضافة إلى اطالق أنماط جديدة من السلع و املنتجات و كذلك الخدمات‬
‫مما يؤدي الى ظهور أسواق جديدة و يساهم في تقليل الفجوات املوجودة في اقتصاديات‬
‫البلدان ‪89.‬‬

‫‪ ‬أما على الصعيد الفردي فيؤمن املشروع الريادي الدخل الكافي و الرضا الشخص ي و‬
‫تحقيق الذات للمقاول و من جهة أخرى باعتبار أن النشاط املقاوالتي يمكن فئات‬
‫عديدة من املجتمع تمتلك األفكار االستثمارية الجيدة و ال تمتلك القدرة املالية‬
‫و اإلدارية من تحويل هذه األفكار إلى مشاريع واقعية‪90 .‬‬

‫كما يمكن تلخيص دور النشاط املقاوالتي و املؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية في‬
‫العناصر التالية ‪91:‬‬

‫‪ -0‬رفع مستوى اإلنتاجية في جميع األعمال و األنشطة ‪ :‬و يتحقق ذلك من خالل‬
‫الكفاءة في استخدام املوارد من قبل املقاولين أنفسهم في املجتمع ‪ ،‬و خلق التوافقات‬
‫الجديدة من خالل القدرة على تحويل املوارد من مستوى أقل إنتاجية إلى مستوى أعلى‪.‬‬
‫‪ -2‬خلق فرص عمل جديدة ‪ :‬يعمل املقاولون الذين ينتمون للقطاع الخاص في مجاالت‬
‫نشاط مختلفة صناعية ‪ ،‬تجارية و خدمية و غيرها و بأحجام مؤسسات كبيرة‬
‫و متوسطة وصغيرة في املجتمع الذي يعيشون فيه ‪ ،‬بحيث يتيحون الفرصة لتوظيف‬
‫آالف العاملين وخلق فرص عمل حقيقية لهم‪.‬‬
‫‪ -0‬اإلسهام في تنويع اإلنتاج ‪ :‬نظرا لتباين و تعدد إبداعات املقاولين من خالل تنوع‬
‫نشاطاتهم من السلع أو املنتجات و الخدمات الكاملة إلى العناصر والخدمات أو املنتجات‬
‫الوسيطية و التي تؤدي إلى إضافة قيمة جديدة للمجتمع ‪ ،‬و قد يكون هذا اإلبداع في‬
‫التكنولوجيا أو في الصناعة أو في الخدمات ‪ ،‬أو في األنشطة والوظائف املختلفة في‬

‫‪ 88‬عامر خربوطلي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪26‬‬


‫‪ 89‬فايز جمعة صالح النجار‪ ،‬عبد الستار محمد العلي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ 90‬محمد يعقوبي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪ 91‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪03-00‬‬

‫‪37‬‬
‫املؤسسة مثل التسويق أو التوزيع أو الترويج أو التنظيم أو التسيير أو من خالل مدخل‬
‫جديد لألعمال ‪ ،‬أو طريقة جديدة في أداء العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة القدرة على املنافسة ‪ :‬و ذلك من خالل املعرفة الدقيقة الواعية للبيئة املحلية‬
‫والبيئة الخارجية و تطوير أساليب العمل من خاللها و التفاعل معها بإيجابية ‪ ،‬كما أن‬
‫املبادرات الحديثة في املقاوالتية ‪ ،‬إطالق مؤسسات جديدة أو إعادة بعث مؤسسات‬
‫قائمة ‪ ،‬تحفز اإلنتاجية ‪ ،‬كلها عوامل تنمي التنافسية من خالل أنها تجبر املؤسسات‬
‫األخرى على العمل بأحسن أداء و ابتكار رفع مستوى األداء و االبتكار في املؤسسات مهما‬
‫كان مستوى التنظيم ‪ ،‬العمليات ‪ ،‬املنتجات ‪ ،‬الخدمات أو األسواق ‪ ،‬و تدعم التنافسية‬
‫االقتصادية بشكل عام ‪ ،‬و هذا ما يستفيد منه املستهلكون من خالل تنوع الخيارات‬
‫واألسعار‪.‬‬
‫‪ -5‬التجديد وإعادة الهيكلة في املشاريع االقتصادية و تنميتها و تطويرها ‪:‬أي‬
‫إحداث تغييرات هامة في املؤسسات االقتصادية القائمة ‪ ،‬و إعادة تعريف املشاريع‬
‫االقتصادية القائمة ‪ ،‬ويشمل ذلك تحويل هذه املشاريع واملنظمات بجعلها أكثر ابتكارا‬
‫من خالل التغيير في مجال األداء و أنظمة املوارد و املصادر ‪ ،‬وأنظمة الحوافز واملكافآت‬
‫باإلضافة إلى ثقافة املنظمة ‪ ،‬و إعادة صياغة اإلجراءات واملعايير املؤسسية فيها ‪.‬‬
‫‪ -6‬إيجاد أسواق جديدة ‪ :‬و يتحقق ذلك من خالل إجراء توافقات جديدة في املوارد‬
‫و الكفاءة في استخدامها لدى املقاول ‪ ،‬و استغالل الفرص في السوق من أجل إيجاد‬
‫عمالء جدد وخلق طلب و عرض جديدين على املنتج في السوق‪92 .‬‬

‫على العموم تبرز أهمية املقاولتية في النشاط االقتصادي في عدة نقاط تتمثل في ‪93:‬‬ ‫و‬
‫‪ ‬تمثل إحدى دعائم التنمية األساسية لالقتصاد ‪.‬‬
‫‪ ‬تلعب دور فعال في التطور و النمو و تحقيق األهداف االنمائية األساسية ‪.‬‬
‫‪ ‬مساهمتها في التشغيل بخلق مناصب العمل و التقليل من نسبة البطالة ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التنمية املحلية املستدامة من خالل تنشيط الحركة التجارية و املحفزة على‬
‫املوارد املتاحة ‪.‬‬

‫‪ 92‬محمد قوجيل ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪03 – 00‬‬


‫‪ 93‬شافية شاوي ‪ ،‬املقاوالتية و دورها في تفعيل حركية القطاع السياحي في الجزائر ‪ ،‬حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية و‬
‫االنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 24‬مارس ‪ ، 0226‬ص ص ‪56-55‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬تستقطب املستثمرين الخواص لالستثمار ‪.‬‬
‫‪ ‬مساهمتها في اإليرادات الجبائية من خالل العوائد التي تحصل عليها الجماعات املحلية و‬
‫التي تتمثل في الرسوم و الضرائب ‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬املقاول أو الريادي (‪ )Entrepreneur‬و خصائصه ‪:‬‬


‫تعريف املقاول ‪ ‬أو الريادي ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ ‬تغيرت الترجمة العربية ملصطلح ( ‪ (Entrepreneur‬ثالثة مرات منذ استعمالها عند العرب ‪ ،‬فقد كانت"منظم"‪ ،‬ثم" مقاول"‪ ،‬ثم‬
‫أصبحت في التسعينات" ريادي"‪ ،‬و بما أن تغير الترجمة يساعد في فهم معنى املقاوالتية ‪ ،‬نعطي فيما يلي أسباب هذا التغير ‪ :‬قام‬

‫‪39‬‬
‫هو الشخص الذي يباشر أو يشرع في انشاء عمل تجاري و ظهر مفهوم الريادي في كتابات‬
‫االقتصادي االيرلندي ريتشارد كانتيلون ( ‪ ) Richard Cantillon‬و عبر عنه بنوع من الشخصية‬
‫على استعداد لتأسيس مشروع جديد أو مؤسسة ‪ ،‬و تقبل املسؤولية الكاملة عن النتائج غير‬
‫املدركة ‪ .‬و من جهته يعرف العالم االقتصادي شومبيتر ( ‪ ) Schumpeter‬بأنه " ذلك الشخص‬
‫و القدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح ‪94".‬‬ ‫الذي لديه اإلرادة‬
‫و يصف الباحث فريدريك هاربسون ( ‪ ) Fredrik Harbison‬الريادي بأنه الشخص الذي يملك‬
‫مهارة البناء املؤسس ي بجانب مهارات إدارية و إبداعية في بناء التنظيم أو إدارة املؤسسة‪ .‬ويقول‬
‫ماكليالند ( ‪ ) mcclelland‬أن الريادي هو اإلنسان غير التقليدي و الذي يتوج أعماله بطريقة‬
‫مميزة مبتكرة و األهم من ذلك أنه قادر على اتخاذ القرار في ظروف غامضة ترتفع فيها نسبة‬
‫املخاطرة و الريادي ذو سلوك اقتصادي و لديه واقعية قوية لبلوغ الهدف ‪ ،‬إنه اإلنسان ذو اآلراء‬
‫املميزة ‪ ،‬و صاحب الخيال الواسع ‪ .‬و في كتابه ‪ The Entrepreneurial Mind‬وصف ‪Jeffry A.‬‬
‫‪ Timmons‬الرياديين على أنهم الذين يميلون إلى التطور و الذين يمتلكون كال من صفة اإلبداع‬
‫واملهارات اإلدارية و البراعة في األعمال‪95 .‬‬

‫و رائد األعمال عند البعض هو الذي يكسر حالة التوازن املسيطرة على النظام االقتصادي‬
‫( توازن بين العرض و الطلب ) و ذلك من خالل ما يقدمه من ابتكارات جديدة ‪ ،‬و أساليب انتاج‬
‫( ‪) schumpeter‬‬ ‫حديثة ‪،‬و أسواق ناشئة ‪ ،‬و قد عبر عنها العالم جوزيف شومبيتر‬
‫باملصطلح الشهير " التدمير الخالق " ( ‪ ، ) creative destruction‬حيث يتمكن رواد األعمال من‬

‫علماء اإلدارة األوائل بترجمة املصطلح إلى"منظم"‪ ،‬لكونهم ركزوا على مهارته في التنظيم ‪ ،‬وفي إنشاء مؤسسة ‪ ،‬في السبعينيات‪ -‬من‬
‫القرن املاض ي‪ ،-‬وبعد تدفق النفط وتصاعد نشاطات إقامة املشاريع الكبرى ‪ ،‬غير العلماء الترجمة إلى"مقاول"‪ ،‬والسبب هو أن‬
‫فئة املقاولين كانت هي الفئة التي أظهرت على استعدادات خاصة ؛ فقد يقرر شاب مهندس حديث التخرج ( أو شاب محدود‬
‫التعليم)‪ ،‬بأنه لن يعمل كموظف لدى اآلخرين بل لحسابه الخاص ‪ ،‬فقد يبدأ املهندس بالحصول على مقاولة بناء ‪ ،‬كما قد يبدأ‬
‫الشاب محدود التعليم بالحصول على مقاولة لتجهيز مواد البناء ‪ ،‬وبعد صفقة أو صفقتين يقرر كل منهما تأسيس شركة مقاوالت‬
‫أو شركة تجهيز مواد البناء ‪ ،‬وينجحون في توفير مقومات البقاء لها ‪ ،‬أي أنها تبقى حتى إذا قرر أي منهم تركها ‪ ،‬فأشخاص كهؤالء‬
‫ينجحون في إقامة هذه الشركات ألنهم يتمتعون بمجموعة من املؤهالت ‪ ،‬منها أنهم يملكون قدرات إبداعية ونزعة لالستقاللية كما‬
‫يملكون االستعداد للمخاطرة املحسوبة‪ ،‬ولهم أيضا اهتمامات تجارية ومهارات في إقامة منظمة ناجحة‪ .‬منذ التسعينات‪ -‬من‬
‫القرن املاض ي ‪-‬أدرك العلماء أن هذه االستعدادات غير محصورة في املقاولين فقط إنما هم جزء من عالم أشمل ‪ ،‬فقد نجح‬
‫الكثير من الشباب والشابات الذي أقاموا شركات لتقديم خدمات حاسوب أو تجارة الهواتف النقالة وخدمات اإلنترنيت ‪ ،‬أو‬
‫متاجر مالبس أو أغذية‪...‬و غيرها‪ ،‬أقاموا شركات صغيرة ‪ ،‬حولوها خالل مدة قصيرة إلى شركات كبيرة ‪ ،‬وأحيانا عمالقة ‪ ،‬لذلك‬
‫تم تغيير الترجمة مرة أخرى إلى" ريادي‪ ".‬املرجع محمد قوجيل ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 94‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫‪ 95‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪22- 22‬‬

‫‪40‬‬
‫كسر القيود و الحواجز و الجمود و الركود السائد في األنظمة االقتصادية بما يطرحونه من‬
‫ابتكارات و أساليب نظم جديدة ‪ ،‬فيتبعهم اآلخرون ‪ ،‬فتحدث النقلة االقتصادية اإليجابية ‪96.‬‬

‫املقاول حسب الباحثين " ‪ " Say‬و " ‪ " Cantillon‬هو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله‬
‫و‬ ‫الخاصة ‪ ،‬و يعتبر ‪ Cantillon‬عدم اليقين عنصرا أساسيا في تعريفه للمقاول ‪ ،‬حيث يعرفه‬
‫بغض النظر عن نشاطه ‪ ،‬بأنه " الشخص الذي يشتري ( أو يستأجر) بسعر أكيد ليبيع ( أو ينتج)‬
‫بسعر غير أكيد ‪ 97" .‬اتاكد من الترجمة‬
‫و‬ ‫و بالتالي فإن املقاول هو شخص يتحمل وحده األخطار املرتبطة بشروط السوق ‪،‬‬
‫بتقلبات األسعار و بالظروف الطبيعية ‪ ،‬ألنه ال يمكنه التأكد من نجاح نشاطه الذي أسسه‬
‫بأمواله الخاصة ‪ ،‬فهو يقوم بشراء املوارد الضرورية لإلنتاج و املواد األولية بسعر محدد ‪ ،‬ليقوم‬
‫بتحويلها أو بيعها ‪ ،‬و في املقابل ال يملك ضمانات ملا سيجنيه ‪ ،‬و ال يمكنه التأكد من املداخيل‬
‫التي سيحصل عليها من وراء ذلك ‪ ،‬و ال من قدرة مشروعه على تغطية التكاليف و تحقيق األرباح‬
‫ي من وراء نشاطه‪98 .‬‬ ‫و التي هي الدافع األساس‬
‫و حسب الباحث ‪  Joseph Schumpeter‬فإن املقاول قبل كل ش يء شخص مبدع يقوم‬
‫باستخدام املوارد املتاحة بطريقة مختلفة ‪ ،‬كما يعتمد على االختراعات و التقنيات املبتكرة من‬
‫أجل الوصول لتوليفات إنتاجية جديدة تتمثل في ‪99:‬‬

‫‪ ‬صنع منتج جديد ‪.‬‬


‫‪ ‬استعمال طريقة جديدة في االنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف قنوات توزيع جديدة في السوق‪.‬‬

‫‪ 96‬أحمد بن عبدالرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪97 Brahim Allali, Vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche L’ISCAE, n 17, Maroc, p3. Voir le lien :‬‬

‫‪http://www.abhatoo.net.ma/maalama-textuelle/developpement-economique-et-social/developpement-‬‬
‫‪economique/reperes-du-developpement-economique/reperes-du-developpement-economique-‬‬
‫‪generalites/vers-une-theorie-de-l-entrepreneuriat , visité le 02/08/2018 , 11:42 .‬‬
‫‪ 98‬محمد علي الجودي ‪ ،‬نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي ( دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة )‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة ‪ ، 0225-0224 ،‬ص ‪4‬‬
‫‪ ‬هو أب مجال املقاوالتية و صاحب كتاب "نظرية التطور االقتصادي " "‪، "Théorie de l'évolution économique‬‬
‫عالم اقتصاد وسياسة نمساوي ‪ ،‬يعد من أهم االقتصاديين في القرن العشرين ‪ ،‬له مساهمات عديدة في مجال االقتصاد‬
‫الرأسمالي ‪ ،‬و االشتراكي ‪ ،‬و الديموقراطية ‪ ،‬و هو يعتبر أول عالم قام بتطوير نظرية املقاوالتية ‪.‬‬
‫‪ 99‬محمد علي الجودي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪6‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬اكتشاف مصادر جديدة للمواد األولية أو املواد نصف املصنعة‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء تنظيمات جديدة‪.‬‬
‫و تعريفنا اإلجرائي للمقاول ال يختلف عن هذه التعريفات االصطالحية للباحثين فهو في األساس‬
‫الشخص املبدع و املبتكر و املنظم و املخاطر و املغير الذي يحدث فرق في البيئة الداخلية و‬
‫الخارجية التي يمارسه فيها نشاطه املقاوالتي ‪ ،‬فهو شخص ركز صفاته و مهاراته و قدراته كلها‬
‫لتحويل األفكار إلى واقع ملموس ‪ ،‬مشروع حقيقي يدر عليه األموال ‪.‬‬

‫الفرق بين ريادي األعمال و رجل األعمال و مدير األعمال و قائد‬ ‫‪.II‬‬
‫األعمال ‪:‬‬

‫ميز الباحث ‪ Say‬بين املقاول )‪ (L'entrepreneur‬و الرأسمالي (‪ ، (Capitaliste‬فبالنسبة له‬


‫املقاول ليس بالضرورة هو الذي يمتلك رأس املال ‪ ،‬إنه ذلك الذي يسير املوارد و يتحمل مخاطر (‬
‫مالية‪ ،‬تقنية ‪ ،‬و بشرية ) ‪ ،‬حيث تتطلب املقاولة بشكل أساس ي تسيير املوارد بمهارة ‪ ،‬و هو بذلك‬
‫يؤكد قدرة املقاول على استغالل رأس املال و توظيفه في العملية اإلنتاجية بكفاءة للحصول على‬
‫األرباح ‪100.‬‬

‫و بالتالي فإن ريادي األعمال يملك الفكرة االبداعية التي تعتبر رأس ماله و دائما يجد صعوبة في‬
‫التمويل إلخراج هذه الفكرة إلى النور ‪ ،‬و رجل األعمال هو املستثمر ‪ ،‬املمول ‪ ،‬الرأسمالي الذي‬
‫يملك األموال الالزمة ليحول فكرة الريادي إلى حقيقة ‪ ،‬منتج ملموس أو خدمة‪.‬‬
‫و من جهة أخرى قد نجد البعض من رجاالت األعمال ال يمولون رواد األعمال و يفضلون‬
‫االستثمار في مجال معروف ( نشاط اقتصادي تقليدي ) كونهم يبحثون عن الربح بالدرجة األولى ‪،‬‬
‫بينما رواد األعمال فهم يستثمرون في مجال جديد و يعملون دائما على احداث التغييرات على‬
‫منتجاتهم و خدماتهم املبتكرة ‪ ،‬فهم يبحثون عن الريادة و التميز و التفوق قبل الربح ‪.‬‬
‫و في حالة تطور نشاط املقاول أو الريادي و تحقيقه ألرباح و استقراره في السوق فيصبح ذلك‬
‫الريادي في ذات الوقت رجل األعمال شريطة أن يلتزم بتبني عنصري اإلبداع و االبتكار في عمله و‬
‫إال تسقط منه صفة الريادي و يتحول إلى رجل أعمال عادي‪.‬‬

‫‪ 100‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪4‬‬

‫‪42‬‬
‫أما املقاول املدير أو املدير الريادي ( مدير األعمال ) فهو الذي يجمع بين اإلبداع و اإلدارة من‬
‫خالل إدارة مؤسسة لحسابه الخاص و الذي يضع مختلف عوامل االنتاج ( األعوان الطبيعيين‪،‬‬
‫رأس املال ‪ ،‬العمل ‪ )...‬بهدف بيع منتجات سلعية أو خدمات ريادية‪ .‬و يمكن للمدير الريادي أن‬
‫يدير مؤسسة شخص آخر لكن بطريقة ريادية عبر تبنيه لنمط االبداع و االبتكار في عملية ادارته‬
‫لتلك املؤسسة ‪ .‬و من جهة أخرى يمكن أن يصبح املدير العادي الذي يمتلك مهارات إدارية أكثر‬
‫من إبداعية مدير ريادي في حالة استقالته من عمله الوظيفي و انشائه مؤسسته الريادية‬
‫و اإلبداعية (‬ ‫الخاصة و إدارتها بنفسه و بالتالي سيجمع بين مهاراته اإلدارية السابقة‬
‫الخصائص الريادية ) التي فجرها عندما سمحت له الفرصة ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن بعض الباحثين يميزون بين املقاول و املدير من حيث أن الدافع الرئيس ي‬
‫لرائد األعمال هو بدء مشروعه الخاص إلشباعه الشخص ي و بالتالي هو صاحب العمل املبتكر و‬
‫املميز ‪ ،‬بينما دافع املدير الرئيس ي هو تقديم الخدمات في مؤسسة تم تعيينها بالفعل من قبل‬
‫شخص آخر و من ثمة فهو مجرد خادم يدفع له راتب محدد و ثابت مقابل خدمته أو مرتبته‬
‫كمدير ‪ ،‬كما أن املقاول معروف عنه بتحمل املخاطرة ‪ ،‬في حين املدير ال يتحمل أي مخاطر‬
‫تنطوي عليها املؤسسة التي يديرها ‪ ،‬فهو يقوم بتنفيذ الخطط التي أعدها مسبقا ‪101.‬‬

‫و باملقابل نجد مفهوم القائد الذي يتداخل بشكل كبير مع رائد األعمال ‪ ،‬فهناك قادة‬
‫رياديون و رواد أعمال قادة و ذلك من حيث صفات االثنين املشتركة بينهما و هي ‪ :‬التحفيز ‪،‬‬
‫االهتمام بالربح ‪ ،‬فرق العمل ‪ ،‬التشجيع ‪ ،‬اإلدراك الفردي ‪ ،‬اإلنجاز و التركيز ‪ .‬و على الرغم من‬
‫النقاط املشتركة بين رائد األعمال و القائد إال أن األول هو أكثر من مجرد قائد ‪ ،‬إذ هو املبدع‬
‫املبتكر املدير املسوق املراقب املالي القائم بالعالقات و غيرها من األدوار املتعبة و الشاقة في‬
‫الوقت نفسه ‪ 102.‬و بناء على ما تقدم يمكن القول بأن املقاول يمكن أن يجمع بين صفات األعمال‬
‫و اإلدارة و القيادة و بالتالي يصبح ريادي األعمال في ذات الوقت رجل األعمال و مدير األعمال‬
‫قائد األعمال ‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ : 0‬الفرق بين رائد األعمال ) املقاول ( و املديرو القائد ‪:‬‬

‫‪ 101‬حكمت رشيد سلطان‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ 102‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫‪43‬‬
‫املصدر‪ :‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص ‪26‬‬
‫‪ .III‬أنواع املقاولون ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املقاول املبدع ‪ :‬هو الذي يتولى مهمة املبادرة لخلق مشروع جديد أو سلعة جديدة أو‬
‫طريقة تسويقية مبتكرة ‪ ،‬الذي يملك أفكار إبداعية ‪ ،‬هو املبدع اإلنتاجي ‪ ،‬الريادي‬
‫املبدع هو الذي يكون مستعد دائما إلى تبني التغيير ‪ ،‬املالك ملهارة التفكير خارج املـألوف ‪،‬‬
‫الذي ال يشعر بالرضا على الطرق التقليدية للعمل و اإلنتاج و التسويق ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املقاول املخاطر ‪ :‬هو الريادي الذي يخاطر برأسماله الصغير و يتمسك بفكرته‬
‫اإلبداعية ليحولها الى مشروع حقيقي ‪ ،‬و هو في ذات الوقت املقاول املستثمر باعتبار أنه‬
‫في البداية مول نفسه بنفسه من خالل استثمار رأس مال صغير ‪.‬‬
‫ت‪ -‬املقاول املدير ‪ :‬هو الذي يدير مؤسسته الناشئة بتوظيف جميع مهاراته في ذلك منها ‪:‬‬
‫مهاراته االتصالية ‪ ،‬اإلدارية ‪ ،‬مهارة إدارة الوقت ‪...‬الخ ‪ ،‬و هو في ذات الوقت املقاول‬
‫القائد الذي يقود أفراد فريقه الخاص و يؤثر فيهم و يقوم بتحفيزهم و توجيههم ‪.‬‬
‫ث‪ -‬املقاول الحرفي ‪ :‬هو ذلك الشخص الذي ينشط في مجال الحرف و الصناعات اليدوية‬
‫مثل ‪ :‬الخزف ‪ ،‬التطريز ‪ ،‬الكروشيه ‪ ،‬النقش ‪ ،‬صناعة الصابون ‪...‬الخ ‪ ،‬و قد يكون ورث‬
‫حرفة ما عن عائلته و بقي متمسكا بها و في ذات الوقت يدخل عليها تعديالت و أفكار‬
‫إبداعية لتطويرها ‪.‬‬
‫خصائص املقاول ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪44‬‬
‫يأتي عمل رواد األعمال في صميم عمليات اإلبداع و تطوير السلع و الخدمات ‪ ،‬فهم أولئك األفراد‬
‫الذين يتمعنون في اإلمكانيات و يعملون على توظيفها ‪ ،‬و هم يأخذون على عاتقهم مسؤولية حشد‬
‫املوارد املطلوبة إلنتاج السلع و الخدمات الجديدة ‪ ،‬و هم أولئك األفراد الذين يقرون أو يدركون‬
‫بوجود اإلمكانات التي ال يراها اآلخرون سوى نوع من الفوض ى ‪ ،‬و هم الذين يبحثون عن التطور ‪،‬‬
‫إذ ال يرغبون أن يكونوا كما هم و يبقون في نفس اإلطار و الحجم ‪ ،‬فهم يعملون على توسيع‬
‫أعمالهم و العمل على مواكبة التطور و يقومون بمواصلة البحث عن التوجهات و العمل‬
‫‪103 .‬‬ ‫باستمرار على اإلبداع إلنتاج السلع و الخدمات الجديدة‬
‫و يصف الباحثون الريادي ( املقاول ) بأنه شخصية تجمع بين االبتكار و االستعداد للمخاطرة‬
‫و املثابرة في‬ ‫‪ ،‬و استشعار الفرص ‪ ،‬و تحديد و تعبئة املوارد املحتملة ‪ ،‬و االهتمام بالتميز ‪،‬‬
‫و يستغله‬ ‫تحقيق الهدف ‪ ،‬كما أنه الشخص الذي يبحث دائما عن التغيير و يستجيب له‬
‫كفرصة و في ذات الوقت يحاول مضاعفة أرباحه لكن عن طريق االبتكار و حل املشكالت‬
‫السوقية ‪104.‬‬

‫و الريادي هو فرد يتمتع بخصائص متفردة و متميزة في مجال استشراف الفرص و تبني‬
‫املخاطرة و إقامة األعمال و اإلبداع في إدارتها و الشغف في قيادتها ‪ ،‬بشكل يمكنه من نقل تلك‬
‫األعمال من صغيرة و محدودة و غير معروفة إلى كبيرة و ناجحة خالل مدة قصيرة مقارنة باآلخرين‬
‫بشكل يلفت االنتباه إليه و يولد الشهرة له شخصيا و ملشروعه الحالي و مشروعاته املستقبلية‬
‫‪ 105.‬من خالل ما تقدم يمكن استعراض فيما يلي أهم صفات و خصائص املقاول‪ ‬التي يجب‬
‫التحلي بها ‪ ،‬حيث من يريد أن يكون مقاوال ال بد أن تتوفر فيه العديد من الخصائص الشخصية‬
‫و السلوكية التي تميزه عن غيره من األفراد ‪:‬‬
‫أ‪ -‬روح املبادرة‪ :‬و يقصد بها أن يبادر قبل غيره في اكتشاف و ادراك الفرص و ابتكار منتج‬
‫أو خدمة جديدة و يعمل على توسيع أعماله ‪.‬‬

‫‪ 103‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪13- 10‬‬
‫‪104‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫‪ 105‬احمد علي صالح ‪ ،‬إدارة رأس املال البشري ‪ :‬مطارحات استراتيجية في تنشيط اإلستثمار و مواجهة اإلنهيار ‪ ،‬عمان األردن‬
‫‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪ ، 0202 ،‬ص ‪260‬‬
‫‪ ‬تم التمييز بين أكثر من ‪ 42‬سمة أو صفة لها عالقة بالرياديين أو املقاولين ‪.‬‬
‫** املخاطرة غير املقامرة‪ ،‬فاألولى تقوم على العمل الشاق و انتهاز الفرص السانحة‪ ،‬بينما الثانية فهي مجرد حظ و مصادفة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ب‪ -‬اإلبداع و االبتكار ‪ :‬بما أن املشروع الريادي أو املقاوالتي يركز على عنصري اإلبداع و‬
‫االبتكار فإن املقاول بذلك يكون لديه تفضيل للنشاط اإلبداعي و الذي يتجلى من خالل‬
‫مجموعة مبتكرة من املوارد لتحقيق الثروة املالية أو االقتصادية أو االجتماعية ‪ ،‬فالرواد‬
‫مبدعون في الحصول على املوارد و التغلب على العقبات و تنفيذ األفكار ‪ 106.‬و عليه يجب‬
‫أن تكون للمقاول رؤية مدعومة بالعديد من األفكار القوية املحددة الفريدة أي جديدة في‬
‫السوق ‪ .‬حيث يعتبر االبتكار و الريادة جزء ال يتجزأ من روح املبادرة ‪107.‬‬

‫ت‪ -‬االستعداد و امليل نحو املخاطرة ‪ :‬باعتبار أن الرياديين هم الناس الذين تستند‬
‫أعمالهم و مشاريعهم على إبداع منتج جديد أو خدمة جديدة ‪ ،‬فبالتالي هم من‬
‫األشخاص اللذين لديهم الشجاعة و املخاطرة ليبدءوا عمال جديدا أو فريدا ‪ ،‬و كلما‬
‫زادت درجة الرغبة في النجاح يزداد امليل و االستعداد نحو املخاطرة ‪.‬‬
‫ث‪ -‬الرغبة في النجاح ‪ :‬إن النجاح في املجال املقاوالتي ليس سهال و ليس مستحيال ‪ ،‬و‬
‫إنما يتوقف األمر عند إرادة املقاول و رغبته الشديدة و مثابرته في تحقيق أهدافه‬
‫خاصة إذا ما علمنا بالصعوبات و العراقيل التي قد يواجهها املقاول في مختلف مراحل‬
‫تنفيذ مشروعه و تطويره ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثقة في النفس‪ :‬و التي تعني شعور املقاول بالتفوق و التفاؤل و بأنه يمكن أن يقابل‬
‫التحديات و يجعل من أعماله أعماال ناجحة ‪ ،‬و إحساسا بدرجة أعلى بأنواع املشاكل‬
‫املختلفة و في ذات الوقت القدرة على ترتيبها و تصنيفها و التعامل معها بطريقة أفضل‬
‫من اآلخرين ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تقبل الفشل ‪ :‬يشكل الفشل جزءا من النجاح و بالنسبة للمقاول الفشل و الخطأ هو‬
‫جزء من ضريبة العمل الحر و اإلرادة املستقلة ‪ ،‬و لذلك فهو ال يخاف من الفشل‬
‫و ارتكاب األخطاء ‪ ،‬و إن حصل الخطأ فال يكون مضطرا إلخفائه ‪ ،‬و بدال من ذلك‬
‫سيعمل على اإلبداع و التطوير و إضافة قيم و خدمات جديدة للمجتمع ‪108.‬‬

‫‪ 106‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ 107‬غسان الطالب ‪ ،‬راكز الزعاير‪ ،‬االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪220‬‬
‫‪ 108‬فايز جمعة صالح النجار‪ ،‬عبد الستار محمد العلي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪33-30‬‬

‫‪46‬‬
‫و في ذات السياق نذكر سمات شخصية و سلوكية أخرى يتحلى بها الشخص الرائد كالقدرة على‬
‫التحكم الذاتي في تحديد مصيره و إدارة نفسه و مرونة التفكير ‪ ،‬االستقاللية ‪ ،‬تحمل املسؤولية ‪،‬‬
‫رؤية شاملة واضحة لكيفية تحقيق الهدف و ان لم تكتمل التفاصيل فيتسم باملرانة و قابلة‬
‫و‬ ‫التطوير ‪ ،‬مع وضع استراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس و تنفيذها باإلصرار‬
‫القدرة على حل املشاكل و احتواء الوقت إدارته ‪ ،‬الطاقة و الحركية ‪ ،‬النقد‬ ‫التصميم‪109.‬‬

‫الذاتي ‪ ،‬االستشراف ‪ ،‬مهارات إدارية ‪ ،‬اتصالية ‪ ،‬اقناعية ‪ ،‬لغوية ‪ ،‬تكنولوجية ‪...‬الخ‬


‫يذكر أن هناك بعض الخصائص و الصفات ال تولد مع الفرد املقاول و إنما يكتسبها من خالل‬
‫البيئة التي ينشأ فيها و يتعامل معها فتشكل و تكون اتجاهاته و تبلور طموحاته ‪.‬‬

‫املحورالثاني ‪ :‬أجهزة دعم املشاريع املقاوالتية في الجزائر‬

‫املحاضرة ‪ : 34‬املر افقة املقاوالتية و أجهزتها في الجزائر‬

‫‪ 109‬غسان الطالب ‪ ،‬راكز الزعاير‪ ،‬االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫ص ‪220‬‬

‫‪47‬‬
‫تعريف املر افقة املقاوالتية و اإلرفاق ‪ :‬تعرف املرافقة بأنها " محاولة لتجنيد‬ ‫‪.I‬‬
‫الهياكل و االتصاالت و الوقت من أجل مواجهة املشاكل املتعددة التي تواجه املؤسسة ‪،‬‬
‫و محاولة تكييفها مع ثقافة و شخصية املقاول ‪ ".‬و هي أيضا " مجموع الخدمات املقدمة‬
‫للمقاول من طرف هيئة املرافقة ‪ ،‬هذه الخدمات تشمل مجاالت عدة ‪ :‬املادية ‪،‬‬
‫االستشارية ‪ ،‬التكوينية ‪...‬الخ ‪110".‬‬

‫و ينظر إلى املرافقة على أنها أسلوب لتفعيل األجهزة و الهياكل من أجل استقبال منش ئ‬
‫املؤسسات و تقديم النصائح و االقتراحات لهم و توجيههم حول طريقة انشاء و تنظيم مشروعهم‬
‫‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم خدمات تتناسب و شخصية و قدرات كل فرد كهيكلة املشروع قبل تقديمه‬
‫ملجلس املوافقة و كفالته ‪ ،‬وصوال الى تكوينهم و متابعتهم محاسبيا ‪ ،‬ماليا و اداريا حتى تمكن‬
‫أصحابها من تخفيف العقبات التي تعترضهم و التقليل من الصعوبات التي تواجههم ‪111".‬‬

‫و تعرف املرافقة على أنها " إجراء منظم في شكل مواعيد متتابعة ‪ ،‬تهدف الى دعم منش ئ‬
‫املؤسسات في الفهم و التحكم في إجراءات االنشاء ‪ ،‬و كذلك التحكم في املشروع و القرارات‬
‫املرتبطة به ‪ " .‬و توصف املرافقة " بأنها عملية ديناميكية لتنمية و تطوير مشروعات األعمال‬
‫خاصة مشروعات أو منشآت األعمال الصغيرة التي تمر بمرحلة التأسيس أو االنشاء و بداية‬
‫النشاط حتى تتمكن من البقاء و النمو بصفة خاصة في مرحلة بداية النشاط ( ‪start –up-‬‬
‫‪ ) period‬و ذلك من خالل العديد من املساعدات املالية و الفنية و غيرها من التسهيالت األخرى‬
‫الالزمة أو املساعدة ‪112" .‬‬

‫أما اإلرفاق أو اإلفراق ( ‪ ) Essaimage / Swarming‬فيعتبر أحد األنماط الجديدة التي بدأت‬
‫تأخذ مكانها في مجال مرافقة املؤسسات الناشئة ‪ ،‬و يتمثل االرفاق في قيام مؤسسة ما‬
‫( ‪ ) l’entreprise essaimante‬بدفع عمالها إلى إنشاء مؤسساتهم الخاصة ‪ ،‬و منحهم مساعدات‬

‫‪ 110‬نادية دباح ‪ ،‬دراسة و اقع املقاوالتية في الجزائر و آفاقها ( ‪ ، )2330-2333‬رسالة ماجستير في ادارة االعمال ‪ ،‬قسم علوم‬
‫التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 0220-0222 ، 23‬ص ‪60‬‬
‫‪ 111‬سماح طلحي ‪ ،‬دور أجهزة املر افقة في دعم إنشاء و تطوير املؤسسات الصغيرة في الجزائر ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية ‪ ،‬جامعة‬
‫أم البواقي ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬جوان ‪ ، 0226‬ص ‪022‬‬
‫‪ 112‬أمال بعيط ‪ ،‬برامج املر افقة املقاوالتية في الجزائر – و اقع و آفاق – دراسة حالة ‪ Ansej, Angem, Cnac‬لوالية باتنة و‬
‫محضنة سيدي عبد هللا لوالية الجزائر العاصمة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ( ل ‪ .‬م‪.‬د ) في تسيير املنظمات ‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ، 0221-0226 ، 2‬ص ص ‪02- 02‬‬

‫‪48‬‬
‫مالية و دعم إمدادي ‪ ،‬مع الحق في العودة إلى الوظيفة في املؤسسة األمة في حالة فضل‬
‫مؤسساتهم الجديدة ‪113 .‬‬

‫و ينظر الباحثون ( ‪ ) anglo-saxonnes‬إلى اإلرفاق بأنه " مبادرة فردية ملوظف ( عامل ) يريد‬
‫و يعرف‬ ‫أن ينشأ مؤسسته الخاصة في ظل غياب سياسة صريحة من قبل املؤسسة األم ‪".‬‬
‫كذلك بأنه " انشاء مؤسسة من قبل شخص أو فريق ترك مؤسسته األم التي كان يعمل فيها ‪ ،‬مع‬
‫وجود ارتباط أو تأثير بين هاتين املؤسستين ( األم و الناشئة ) ‪ .‬و من جهة أخر يمثل اإلرفاق انشاء‬
‫مؤسسة جديدة لها شخصيتها القانونية و استقالليتها املالية عن املؤسسة األم ‪ ،‬و يمكن لهذه‬
‫املؤسسة الناشئة أن تنشط في مجال جديد أو في ذات مجال املؤسسة التي كان يشتغل فيها‬
‫املوظف سابقا ( جزء من النشاط أو كله ) ‪ .‬كما يمكن أن تكون العالقة بين املؤسستين مبنية‬
‫ي أو مكمل لبعضهما البعض‪ ،‬أو ال يوجد عالقة بينهما‪114.‬‬ ‫على أساس تنافس‬
‫و يعرف مفهوم اإلرفاق الذي ظهر في ستينيات القرن املاض ي بمراكز البحث املتواجدة على‬
‫بكاليفورنيا بأنه " ذلك النشاط الديناميكي الذي‬ ‫‪) Silicon Valley‬‬ ‫مستوى سيليكون فالي (‬
‫يدفع بالعمال إلقامة مشاريع في شكل إنشاء مؤسسات جديدة ‪ ،‬أو إعادة بعث نشاط مؤسسة‬
‫و هي‪115 :‬‬ ‫قديمة " ‪ ،‬و من خالل هذا التعريف يمكن أن نفرق بين ثالثة أنماط من اإلفراق‬
‫‪ ‬إنشاء العمال أنشطة جديدة داخل املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء العمال مؤس سات جديدة خارج إطار املؤسسة األم ‪ ،‬و لكن تبقى أنشطتها تابعة‬
‫لحركية املؤسسة األم و التي يمكن أن تكون في شكل مساهمات ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفراق الحقيقي و يتمثل في القيام بإنشاء مؤسسة جديدة أو استعادة نشاط مؤسسة‬
‫قديمة مهما كان قطاع النشاط ‪.‬‬
‫و في ذات السياق كان قد أشار كل من الباحثين حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين‬
‫عثمان إلى مصطلح " ريادة األعمال للموظفين " ( ‪ ) Employee Entreneurship‬أو " ريادة األعمال‬
‫الداخلية " أو " ريادة األعمال البينية " و الذي يقصد به أن صاحب املشروع يقوم بأنشطة يمكن‬

‫‪ 113‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسة الصغيرة ‪ ،‬مجلة االقتصاد و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪4‬‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬ص ‪. 6‬‬
‫‪114 Pascale BRENET, STRATEGIE D’ESSAIMAGE DES GRANDES ENTREPRISES ET CREATION DE PME, 5°‬‬

‫‪Congrès International Francophone sur la PME , Association Internationale de Recherche en PME , 25, 26 et 27‬‬
‫‪octobre 2000 à Lille , p 4 , voir le lien : https://airepme.org/images/File/2000/46.pdf‬‬
‫‪115 Danielle Luc, Louis Jacques Filion, Paul-Arthur Fortin, Guide d’essaimage d’entreprises L’essaimage -Voie‬‬

‫‪de croissance, HEC Montréal.2002 , p p 5-6‬‬

‫‪49‬‬
‫أن يقوم بها املوظفون أو العمال املؤجرون دون تقليل إنتاجية العمل اإلجمالية ‪ .‬أي بمعنى أن‬
‫ريادة األعمال ليست مسؤولية حصرية لرائد األعمال ‪ ،‬و لكن يمكن أن يقوم بها املوظف أيضا‬
‫الذي قد يقترح على اإلدارة أو املؤسسة التي يشتغل بها العديد من اإلبتكارات من أجل تحسين‬
‫املنتجات أو الخدمات ‪116.‬‬

‫و عليه نستنتج أن املرافقة املقاوالتية تكون من خارج البيئة التي يعمل بها املقاول ‪ ،‬في حين‬
‫اإلرفاق يكون من داخل بيئته أي وفق السياسة الداخلية للمؤسسة التي يعمل بها بهدف تطويرها‬
‫و تشجيع العاملين بها على االبداع االنتاجي و ممارسة العصف الذهني و االنفتاح أكثر على العالم‬
‫الخارجي ‪.‬‬
‫و في إطار تشجيع النشاط املقاوالتي و تجسيد املشاريع من قبل املوظفين بكل استقاللية‬
‫قررت الحكومة الجزائرية إدراج تعديل على القانون املتعلق بعالقات العمل من خالل صياغة‬
‫مشروع تمهيدي لقانون جديد يتمم األول ‪ ،‬و الذي يكرس حق جديد لصالح العمال األجراء ‪،‬‬
‫حيث سيتيح لهم مستقبال االستفادة من عطلة استثنائية غير مدفوعة األجر مرة واحدة فقط‬
‫ضمن مسارهم املنهي ألجل إنشاء مؤسستهم الخاصة ‪ ،‬كما يضمن لهؤالء العمال العودة إلى‬
‫مناصب عملهم في حالة عدم إمكانية تجسيد مشروع إنشاء املؤسسة ‪ ،‬إدماج مباشر ‪ ،‬و دون أي‬
‫عراقيل إدارية أو قضائية‪ 117 .‬يذكر أن هذا املشروع التمهيدي يتمم القانون رقم ‪ 22‬ـ ‪ 22‬الـمؤرخ‬
‫في ‪ 2222/24/02‬و الـمتعلق بعالقات العمل مازال تحت الدراسة من قبل مجلس الوزراء و‬
‫الجهات املختصة منذ أن أعلن عنه شهر جانفي ‪. 0202‬‬

‫أنماط و أشكال املر افقة‪ :‬یمكن أن تأخذ املرافقة أنماط متعددة حسب مصدرها ‪،‬‬ ‫‪.II‬‬
‫طبیعتها ‪ ،‬مستوى تدخلها ‪ ،‬و القطاع الذي تهتم به ‪ ،‬و فيما يلي أهم أشكالها و أنواعها‪:‬‬
‫(‬ ‫أ‪ -‬حسب مصدراملر افقة‪ :‬عمومية ( الدولة و الهيئات املحلية ) ‪ ،‬خاصة‬
‫مرافقون خواص من بنوك و مؤسسات و مكاتب الخبراء ) ‪ ،‬أجنبية ( منظمات دولية‬
‫حكومية و غير حكومية ‪ ،‬املرافقون األجانب )‪.‬‬

‫‪ 116‬حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪63‬‬
‫‪ 117‬سميرة بلعمري ‪ ،‬تمنح لهم مرة واحدة قصد تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة عام عطلة استثنائية للموظفين‬
‫لدخول املقاوالتية ‪ ،‬الشروق اونالين ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 21‬فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪/https://www.echoroukonline.com‬‬

‫‪50‬‬
‫ب‪ -‬حسب قطاع النشاط املتدخل فيه ‪ :‬الزراعي ‪ ،‬الصناعي ‪ ،‬النقل ‪ ،‬التجاري ‪،‬‬
‫الخدماتي ‪118 ...‬‬

‫و‬ ‫ت‪ -‬حسب طبيعة املر افقة ‪ :‬مرافقة ادارية ( التسهيالت املتعلقة باإلجراءات‬
‫الوثائق اإلدارية الخاصة بالرخص و التسجيل ‪ ، )...‬معنوية ( النصح ‪ ،‬التوجيه ‪،‬‬
‫االرشاد ‪ ،‬كلمات محفزة و مشجعة ) ‪ ،‬مالية ( متعلقة بالتمويل أي توفير السيولة‬
‫النقدية للمشروع ) ‪ ،‬مادية ( تجهيزات و آالت ) ‪ ،‬اعالمية و اتصالية ( متعلقة‬
‫بكيفية االشهار و الترويج للمنتج أو الخدمة ‪ ،‬كيفية تحقيق اتصال فعال داخل‬
‫املؤسسة ‪ ،‬تكوين عالقات مع وسائل اإلعالم املختلفة ) ‪ ،‬استشارية( متعلقة بدراسة‬
‫( توفير‬ ‫الجدوى االقتصادية املالية ‪ ،‬القانونية ‪ ،‬السوقية ) مرافقة تكنولوجية‬
‫قاعدة تكنولوجية وطنية و توجيه املؤسسات إلى االستثمار في التكنولوجية الحديثة‬
‫و ورشات‬ ‫)مرافقة تدريبية و تكوينية ( عبر تلقين املقاول دورات تدريبية و تكوينية‬
‫عن النشاط املقاوالتي بهدف نقل املعارف النظرية و التطبيقية للمقاول من مثل ‪:‬‬
‫كيفية إنشاء مؤسسة ‪ ،‬الترويج للمنتج أو الخدمة)‪119...‬‬

‫تعريف أجهزة املر افقة و مهامها ‪ :‬هي " عبارة عن هياكل ‪ ،‬هيئات قانونية ‪ ،‬أجهزة ‪،‬‬ ‫‪.III‬‬
‫وكاالت ‪ ، ،‬بنوك ‪ ،‬جمعيات ‪ ،‬مؤسسات عمومية و خاصة ‪ ،‬منظمات استشارية ‪ ،‬ترافق‬
‫املشاريع املقاوالتية قبل بداية املشروع ‪ ،‬و بعده و خالل السنوات األولى من بدأ التشغيل‬
‫‪ " .‬أما فيما يتعلق بمهام أجهزة املرافقة في دعم املشاريع املقاوالتية فهي تؤدي العديد من‬
‫املهام لفائدة هذه املشاريع و دعمها و فيما يلي أهم الوظائف التي تقوم بها ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -0‬استقبال األفراد الذين يرغبون في إنشاء مؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم خدمات تتناسب و شخصية كل فرد‪.‬‬
‫متابعة املؤسسة الفتية لفترة عموما تكون طويلة حسب طبيعة املرافقين ‪120.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪ 118‬آمال بعيط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪32‬‬


‫‪ 119‬حسين رحيم ‪ ،‬نحو ترقية شبكة دعم املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬مجلة االقتصاد و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪، 3‬‬
‫العدد ‪ ، 3‬ص ص ‪. 40-42‬‬
‫‪ 120‬صالح محمد بلول ‪ ،‬أحمد بن خيرة ‪ ،‬مهدية بن طيبة ‪ ،‬دور هيئات املر افقة والدعم في تنمية املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة الجزائرية ‪ -‬دراسة ميدانية للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب لفرع البليدة ‪ ، -‬ورقة بحثية مقدمة مللتقى‬
‫الوطني حول إشكالية استدامة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬
‫‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ‪ / 21/26 ،‬ديسمبر ‪ ، 0221‬ص ‪23‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -4‬تقديم املساعدات في مجال التنظيم و اإلدارة خاصة في مرحلة اإلنشاء‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديم مساعدات مالية مباشرة و التعريف بفرص و مصادر التمويل املتاحة أمام‬
‫املؤسسات ‪ ،‬و كذا تقديم بعض الخدمات املكتبية املساعدة‪.‬‬
‫‪ -6‬تقديم الدعم املالي و االستشاري ألصحاب املشاريع ‪.‬‬
‫‪ -7‬تساهم في إنجاز امللفات املالية و الدراسات الالزمة لحاملي املشاريع ‪.‬‬
‫‪ -8‬رفع حظوظ النمو و معدل بقاء املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -0‬مرافقة حامل املشروع‪.‬‬
‫‪ -03‬توفير الخدمات االستشارية‪.‬‬
‫‪ -00‬استضافة املؤسسة الفتية‪121.‬‬

‫‪ -02‬تقديم خدمات التحسيس ‪ ،‬االعالم ‪ ،‬النصح ‪ ،‬التكوين ‪ ،‬الدعم اللوجيستيكي ‪ ،‬التمويل‬


‫‪ ،‬االنشاء و املتابعة للمؤسسات الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -00‬التقريب بين مجموع الفاعلين في عملية إنشاء و تطوير املؤسسات الصغيرة ‪122.‬‬

‫أشكال أجهزة املر افقة املقاوالتية بصفة عامة ‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫تعتبر عملية انشاء مؤسسة جديدة عملية محفوفة باملخاطر نظرا الرتفاع نسبة فشل املشروع‬
‫في حد ذاته ‪ ،‬أو عدم قدرة املؤسسة على االستمرار و البقاء في السوق ‪ ،‬و من أجل ذلك ظهرت‬
‫أجهزة الدعم و املرافقة التي من شأنها أن تقدم خدمات خالل مرحلة انشاء املؤسسة ‪ ،‬و التي‬
‫تستمر حتى السنوات األولى من انشائها ـ حيث تتم خدمة املرافقة من خالل العديد من الهيئات‬
‫منها ما هو تابع للدولة ‪ ،‬و منها ما هو خاص ‪،‬و يمكن حصر أهم الفاعلين في مجال املرافقة في‬
‫األجهزة التالية ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ -0‬الدولة و الهيئات املحلية و الوطنية ‪ :‬تقدم املساعدات املالية و الحوافز‬
‫و‬ ‫الدعم الالزم لتطوير هذه املؤسسات مثل املساعدات التقنية و االنتاجية‬
‫التسويقية و وضع األطر القانونية و التشريعية لعمل املؤسسات الصغيرة و ترقية‬
‫وسائل تمويلها ‪ ،‬باإلضافة إلى منح امتيازات جبائية و اجتماعية ‪123.‬‬

‫‪ 121‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪422‬‬
‫عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات الصغيرة ‪ :‬و اقع التجربة الجزائرية ‪ ،‬املجلة‬
‫األردنية في ادارة األعمال ‪ ،‬املجلد ‪ ، 1‬العدد ‪ ، 0222 ، 23‬ص ‪422‬‬
‫‪ 122‬أمال بعيط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫‪ 123‬سماح طلحي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪322-022‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -2‬التنظيمات و املؤسسات املالية و املصرفية ‪ :‬تقدم للمؤسسات العديد من‬
‫الخدمات املتعلقة بالجانب املالي و االستشاري من خالل منح التمويل لها و اسداء‬
‫النصائح العملية بناء على خبرات شركات رأس املال ‪.‬‬
‫‪ -0‬مساحة العمل املشتركة ‪ :‬هي خدمة مبتكرة لتوفير مساحات يتشارك فيه العاملون‬
‫من شركات مختلفة نفس املساحة املكتبية و يستخدمون ذات البنية التحتية من أدوات‬
‫ومعدات و مرافق و خدمات أخرى‪ 124 .‬و تعرف أيضا بأنها " مكان يعتبر كنادي للعمل‬
‫الفردي أو الجماعي ضمن موقع واحد مفتوح و غالبا ما يحتوي على مكاتب ضمن‬
‫مساحة مفتوحة ‪ ،‬و يتسم بتوفر الوسائل التي تساعد مجموعات العمل و األفراد على‬
‫و‬ ‫تحقيق مشروعاتهم ‪،‬و يعتبر خطوة أولى للشركات الناشئة قبل حاضنات األعمال ‪،‬‬
‫تسعى مساحات العمل املشترك إلى بناء حس مجتمعي ملستخدميها املنفردون أو الفرق و‬
‫الذين يقومون بنشاطات مستقلة عن بعض ‪ .‬علما أن مساحة العمل املشترك قد تكون‬
‫مدعومة حكوميا أو من خالل القطاع الخاص ‪125.‬‬

‫‪ -4‬حاضنات األعمال (‪ : ) incubateur‬تعرف منظمة اإلسكوا حاضنة األعمال بأنها‬


‫"حزمة متكاملة من الخدمات و التسهيالت و آليات املساندة و االستشارة توفرها‬
‫و‬ ‫و ملرحلة محددة من الزمن مؤسسة قائمة لها كيانها القانوني ‪ ،‬و لها خبرتها‬
‫و‬ ‫عالقاتها ‪ ،‬للرياد الذين يرغبون في إقامة مؤسساتهم الصغيرة ‪ ،‬و تخفيف أعبائها‬
‫تقليص تكاليف مرحلة االنطالق بالنسبة ملشاريعهم ‪ ،‬و يشترط على املؤسسات‬
‫املحتضنة ترك الحاضنة عند انتهاء الفترة الزمنية املحددة ‪126 ' '.‬‬

‫و عادة ما تحظى الحاضنات برعاية جامعة أو صندوق من صناديق رؤوس األموال االستثمارية أو‬
‫شركة ‪ ،‬و هي ال تسعى إلى تحقيق الربح على الرغم من ان بعضها قد يتطلب خيارا ( حقا‬
‫مستقبليا) للحصول على حصص ملكية في املؤسسات الناشئة ‪ .‬و تقبل معظم الحاضنات هذه‬

‫‪ 124‬شركة وادي الرياض‪ ،‬حاضنات و مسرعات األعمال – غرس بذور االبتكار ‪ ، -‬اململكة العربية السعودية ‪ ،‬الرياض – جامعة‬
‫امللك سعود ‪ ،‬برج االبتكار‪ ،‬مارس ‪ ، 0202‬ص ‪0‬‬
‫‪ 125‬اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ‪ ،‬مقدمة في الريادة و الشركات الناشئة ‪ ،‬متوفر على الخط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.unescwa.org/sites/default/files/event/materials/mqdm_fy_lryd_wlshrkt_lnshy_0.pdf‬‬
‫‪ 126‬الطيب بولحية ‪ ،‬محمد مرابط ‪ ،‬حاضنات األعمال كنموذج لتفعيل استدامة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة – عرض‬
‫لتجارب عاملية رائدة مع االشارة لحالة الجزائر ‪ ، -‬ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية استدامة املؤسسات‬
‫الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ‪،‬‬
‫‪ / 21/26‬ديسمبر ‪ ، 0221‬ص ‪20‬‬

‫‪53‬‬
‫املؤسسات في مرحلة مبكرة جدا ‪ ،‬حتى قبل أن تكون قائمة بشكل قانوني ‪ ،‬مما يسمح للمؤسسين‬
‫املحتملين باستكشاف أفكارهم التجارية و الخروج من مركز االحتضان بإستراتيجية سليمة و‬
‫نموذج أعمال ‪ ،‬و من مهام الحاضنات تقديم بعض التوجيه للمساعدة في وضع إطار لنموذج‬
‫األعمال ‪ ،‬و مناقشة قضايا امللكية الفكرية و املسائل القانونية األخرى و توفر معلومات عن‬
‫املوضوعات التي يجدها املؤسسون مفيدة‪127.‬‬

‫و من مبررات إنشاء املؤسسات الحاضنة هو ما أفرزه الواقع من فشل عدد كبير من‬
‫املؤسسات الناشئة في وقت مبكر ‪ ،‬األمر الذي يستدعي الحاجة املاسة إلى حاضنات األعمال لكي‬
‫تسير لهذه املؤسسات مختلف إجراءات االنشاء و توفر لها مقومات االنطالق و النجاح ‪ .‬علما أن‬
‫املؤسسة الناشئة قد تلجأ إلى أكثر من حاضنة بغرض حصولها على بعض الخدمات و الدعم‬
‫بأقل التكاليف ‪ ،‬كما أنه يمكن للمشاريع املحتضنة في نفس الحاضنة أن تستفيد من بعضها‬
‫البعض ‪128.‬‬

‫‪ -5‬مسرعات األعمال ( ‪ : ) Accelerators‬برامج مسرعات األعمال ظاهرة جدیدة‬


‫وحدیثة في عالم ريادة األعمال ‪ ،‬تستهدف املؤسسات الريادية الناشئة التي أنهت فترة‬
‫االحتضان في حاضنات األعمال و التي یتوفر لديها نموذج أولي من املنتج و ذلك لدعمها‬
‫و تقدم مجموعة من الخدمات مثل ‪:‬التمويل املبدئي الذي يساعدها على تغطیة‬
‫التكالیف التي تحتاجها املؤسسة خالل فترة التسريع ‪،‬خدمات التوجیه و اإلرشاد‬
‫‪...‬بواسطة مجموعة من الخبراء و املختصين ‪ ،‬باإلضافة إلى الفرص االستثمارية من خالل‬
‫ربطهم باملستثمرين أصحاب رؤوس األموال أو املساندين ‪129 .‬‬

‫‪‬‬
‫و تعرف مسرعات األعمال بأنها " برامج إرشادية و تعليمية وتدريبية مكثفة و محددة املدة‬
‫مخصصة للمؤسسات الناشئة ‪ ،‬التي استطاعت أن تتجاوز املرحلة األولى لكنها ال تزال في طور‬

‫‪ 127‬املنظمة العاملية للملكية الفكرية‪ ،‬أفكار رائدة‪ :‬دليل عن امللكية الفكرية للشركات الناشئة‪ ،‬منشورات ضمن سلسلة دليل‬
‫امللكية الفكرية لقطاع األعمال رقم ‪ ، 6‬سويسرا ‪ ، 0202 ،‬ص ‪64‬‬
‫‪ 128‬حسين رحيم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪ 129‬دالیا أحمد محمد یونس ‪ ،‬و اقع مسرعات األعمال في زيادة فرص نجاح الشركات الريادية الناشئة في قطاع غزة – دراسة‬
‫حالة مسرعة األعمال " ‪ ، Gaza Sky Geeks‬رسالة ماجستير في اقتصاديات التنمية ‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬الجامعة االسالمية غزة ‪،‬‬
‫‪ ، 0221‬ص ص ‪22- 22‬‬
‫‪ ‬البعض يحددها من ‪ 6‬أسابيع إلى ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬و البعض اآلخر من ‪ 3‬أشهر إلى ‪ 6‬أشهر ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫و‬ ‫التأسيس ‪ 130 " .‬أي أنها مخصصة للمقاولين الذين أنشئوا مؤسساتهم الناشئة الريادية‬
‫كونوا فريق عملهم ( املقاول و فريق عمله ) و يكون الهدف منها زيادة فرص نجاحها في املراحل‬
‫املبكرة من حياتها من خالل تقديم مجموعة من الخدمات مثل ‪ :‬التدريب ‪ ،‬التوجيه و التمويل ‪...‬‬
‫و تتوج عادة هذه البرامج بحدث عام يسمى " اليوم التجريبي " ( ‪ ) Demo Day‬أين يعرض فيه‬
‫و يتعرف عليه الجمهور العام من بينهم رجاالت األعمال املستثمرين ‪131.‬‬ ‫املنتج اإلبتكاري‬
‫و هنالك من ينظر إلى مسرعات األعمال بأنها شبيهة بحاضنات األعمال ‪ ،‬إال أنها توفر املال في‬
‫سبيل تسريع نضج الشركات الناشئة ‪ ،‬و في أغلب األحيان تحصل على حصص أو امتيازات من‬
‫الشركات ‪ ،‬و يكون املال في مثابة استثمار مباشر في أغلب األحيان يكون لها موقع تحتضن فيه‬
‫الشركات الناشئة املسرعة و تقدم من خالله خدمات متكاملة تعطي املسرعات للمؤسسين تدريبا‬
‫مركزا إلكسابه املعرفة األساسية الالزمة للنجاح تسعى مسرعات األعمال للربح من خالل بيع‬
‫الحصص التي اكتسبتها في الشركات الناشئة املسرعة ‪132.‬‬

‫و بناء على ما تقدم فإن مسرعات األعمال عادة ما تكون مؤسسات ربحية تساعد‬
‫املؤسسات الناشئة على تسريع نمو أعمالها ‪ ،‬و تقدم املسرعات التوجيه و تعمل على بناء‬
‫القدرات و تقدم في بعض الحاالت بعض االستثمار الرأسمالي مقابل حصة صغيرة من حصص‬
‫ملكة املؤسسات الناشئة ‪ .‬و يتمثل هدف املسرع في إعداد هذه املؤسسات لتلقي تمويل من‬
‫صناديق رؤوس األموال االستثمارية‪ .‬و في االقتصاديات الناشئة تقوم مسرعات الجامعات أو‬
‫املجمعات التكنولوجية بدور املسرعات و لبعضها تركيز في قطاع ما ‪ ،‬كما أن املسرع الجيد‬
‫سيوفر أيضا موجهين أو موظفين لديهم خبرة صناعية أو قانونية أو خبرة محددة في مجال امللكية‬
‫الف كرية و يمكنهم مساعدة املؤسسة الناشئة في تخطي مختلف التحديات التي تواجهها ‪ ،‬علما أن‬
‫بعض املسرعات توفر للمؤسسات الناشئة فرصة دخول األسواق الدولية باعتبار أن البعض‬
‫من هذا املسرعات لديها مكاتب في بلدان مختلفة ‪133 .‬‬

‫‪130‬باية وقنوني ‪ ،‬دور مسرعات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة حالة الجزائر‪ ، -‬الكتاب الجماعي حول "‬
‫املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪131‬‬

‫‪ 132‬اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬
‫‪ 133‬املنظمة العاملية للملكية الفكرية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪64‬‬

‫‪55‬‬
‫و بناء على ما تقدم يمكن أن نصف حاضنات األعمال بالتربة املناسبة للبذور التي تتمثل في‬
‫أفكار املشاريع اإلبداعية املقاوالتية و مسرعات األعمال هي بمثابة النباتات الصغيرة للحصول‬
‫على ظروف أفضل لتنمو و تثمر و تزدهر ‪ .‬و فيما يلي جدول يقارن بين حاضنات و مسرعات‬
‫األعمال و مساحات العمل املشتركة‪.‬‬
‫و يميز فريق آخر من الباحثين بين حاضنات األعمال و املسرعات من ناحية أن األولى تستهدف‬
‫املشاريع املقاوالتية التي تكون في مراحل مبكرة جدا و تساعد املقاول على التجسيد املادي ألفكاره‬
‫‪ ،‬بينما املشرعات فتستهدف فقط املشاريع التي لديها منتج أو خدمة مطورة و تساعدها على‬
‫النمو أي تسرع لها عملية نموها و تطورها في السوق ‪ ،‬أما من حيث مصادر التمويل فنجد أن في‬
‫معظم املسرعات يقوم القطاع الخاص بتمويلها ‪ ،‬و تأخذ حصة من رأس مال املؤسسة الناشئة‬
‫التي تقدم لها الدعم ‪ ،‬في حين معظم حاضنات األعمال يقوم بتشغيلها مؤسسات غير ربحية‬
‫بشكل مجاني ‪134.‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 0‬مقارنة بين حاضنة األعمال و مسرعة األعمال ومساحات العمل‬
‫املشتركة ‪:‬‬

‫‪ 134‬دالیا أحمد محمد یونس ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 06‬‬

‫‪56‬‬
‫املصدر ‪ :‬شركة وادي الرياض ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪0‬‬
‫الشكل رقم ‪ : 2‬أوجه التشابه بين حاضنة األعمال و مسرعة األعمال و مساحة‬
‫العمل املشتركة‪:‬‬

‫املصدر نفسه‬

‫‪57‬‬
‫‪ -6‬مشاتل املؤسسات (‪ : ) pépinière‬تعتبر مشتلة املؤسسات أحد أجهزة املرافقة‬
‫املكملة لدور و مهام الحاضنات ‪ .‬و تعرف على أنها الهيئة التي تهتم باستقبال‬
‫و استضافة حاملي املشاريع ‪ ،‬في املراحل األولى من حياة املؤسسة (عادة األربع سنوات‬
‫األولى) أي بعد إنشائها‪135.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى ضرورة التفرقة بين حاضنات األعمال و مشاتل املؤسسات ‪ ،‬فلفظ‬
‫الحاضنات مستوحى من املعنى اللغوي أي حضانة األم لوليدها فهي الحضانة تبدأ قبل الوالدة‬
‫وتستمر إلى مرحلة االعتماد على الذات ‪ ،‬مثلما هو الحال بالنسبة لحاضنات األعمال التي توفر‬
‫الدعم و الرعاية للمؤسسات املحتضنة قبل انطالقها و يستمر عادة مدة ثالث سنوات إلى غاية‬
‫تمكن املؤسسة من االعتماد على ذاتها في إدارة و تسيير شؤونها ‪.‬‬
‫أما لفظ املشتلة فهو أيضا مستوحى من املعنى اللغوي أي من مشتلة النبات أين توضع النبتة‬
‫بعد نموها االولي‪ .‬و عليه نلمس االختالف بين الحاضنة و املشتلة فتعبر األولى عن هياكل‬
‫االستقبال والدعم املرافقة للمشروعات الناشئة ‪ ،‬في حين تعبر الثانية عن هياكل إيواء حديثة‬
‫النشأة ‪ ،‬فبعدما تحصل املؤسسة على مقومات النهوض من الحاضنة تستطيع االختيار بين‬
‫االنتماء إلى مشتلة أو االستقالل عنها بنفسها‪ .‬فالحاضنة هي التي تعد املؤسسة في مرحلة‬
‫االنطالق قبل أن تنظم إلى مشتلة ‪ .‬و بصفة عامة فدعم الحاضنات للمؤسسات يكون قبل‬
‫اإلنشاء أما بالنسبة للمشاتل فبعد اإلنشاء لكن عادة توفر الحاضنات الدعم قبل و بعد‬
‫اإلنشاء‪136.‬‬

‫و بذلك تختلف الحاضنة عن املشتلة في كون األولى تتكفل باستقبال و مرافقة حاملي املشاريع‬
‫و األفكار عند قيامهم بإنشاء مؤسساتهم ‪ ،‬أما الثانية فيتمثل دورها في استضافة املؤسسات التي‬
‫أنشئت حديثا و تزويدها بخدمات ‪137.‬‬

‫‪ 135‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات الصغيرة ‪ :‬و اقع التجربة الجزائرية ‪ ،‬املجلة‬
‫األردنية في ادارة األعمال ‪ ،‬املجلد ‪ ، 1‬العدد ‪ ، 0222 ، 23‬ص ‪422‬‬
‫‪ 136‬السعيد بريبش ‪ ،‬سارة طيب ‪ ،‬دور حاضنات االعمال في تطوير و دعم املؤسسات الصغيرة و املتوسطو – دراسة تحليلية‬
‫تقييمية ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للملتقى الوطني األول حول استراتيجيات التنظيم و مرافقة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 137‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪422‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -7‬مراكز التسهيل ‪ :‬تعتبر هذه املراكز بمثابة هيئات استقبال و توجيه و مرافقة ألصحاب‬
‫املشاريع من خالل مساعدة املستثمرين على تخطي العراقيل التي تواجههم أثناء مرحلة‬
‫تأسيس و تسهيل االجراءات االدارية و تشجيع نشر املعلومة ‪.‬‬
‫‪ -8‬الخبراء االستشاريون ‪ :‬يساعد الخبراء املؤسسات على مواجهة العديد من املشاكل‬
‫التي تواجهها و الناجمة عن زيادة تعقيدات االدارة ‪ ،‬كما يعملون على كشف األخطاء‬
‫الخفية في الوقت املناسب ‪138.‬‬

‫أنواع أجهزة دعم املشاريع املقاوالتية في الجزائر ‪:‬‬ ‫‪.V‬‬


‫الجزائر كغيرها من البلدان تفطنت ألهمية املؤسسات الناشئة و قبلها املؤسسات الصغيرة‬
‫و املتوسطة و تسعى جاهدة لتشجيع االستثمار فيها ‪ ،‬و هذا ما نلمسه من خالل السياسات‬
‫املنتهجة في السنوات األخيرة ‪ ،‬حيث قامت باتخاذ تدابير و تحفيزات جبائية جديدة لفائدة‬
‫أصحاب هذه املؤسسات و كذلك إرساء العديد من اآلليات أولها استحداث وزارة خاصة بها‬
‫بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 22/02‬املؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 0202‬تحت اسم " وزارة املؤسسات‬
‫الصغيرة و املؤسسات الناشئة و اقتصاد املعرفة " و تعيين وزير منتدب مكلف باملؤسسات‬
‫الناشئة ‪ .‬و فيما يلي تفصيل ألجهزة دعم املقاوالتية في الجزائر ‪:‬‬
‫‪ -0‬الوكاالت و الصناديق الحكومية لتمويل املؤسسات الناشئة و دعمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوكالة الوطنية لدعم و تنمية املقاوالتية ( ‪Agence Nationale ) ANADE‬‬
‫‪ : d'Appui et de Développement de l'Entreprenariat‬كانت سابقا تسمى‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ( ‪ : ) ANSEJ‬تقدم العديد من الخدمات للشباب‬
‫أصحاب املشاريع املقاوالتية من خالل الفضاء املخصص لهم عبر االنترنت منها ‪ :‬خدمة‬
‫التسجيل االلكتروني إلنشاء مؤسسات مصغرة في إطار الوكالة و متابعة مدى تقدم‬
‫مشروعه ‪ ،‬خدمة إيجاد حلول للمؤسسات املصغرة املتعثرة التي تواجه صعوبات ‪ ،‬خدمة‬
‫البحث عن املمونين املنخرطين في وكالة أناد ‪ ،‬خدمات إدارية مثل إمكانية تحميل الوثائق‬
‫التي تساعد الشباب على انشاء مؤسساتهم من املوقع االلكتروني للوكالة ‪ ،‬خدمة شبكة‬
‫الشباب املقاول التي تسمح بالتقرب من اآلالف من الشباب الريادي املتواجد عبر التراب‬
‫الوطني لالستفادة من خبرتهم ‪ ،‬خدمة الحاجة للمساعدة التي تسمح للشاب املقاول طرح‬

‫‪ 138‬سماح طلحي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪322-022‬‬

‫‪59‬‬
‫و انشغاالته و مشاكله إلى مصالح الوكالة عبر البريد‬ ‫أسئلته‬
‫االلكتروني ‪139..‬‬

‫يذكر أن هذا الجهاز موجه للشباب العاطل عن العمل و البالغ من العمر من (‪)35-22‬‬
‫و الحامل ألفكار مشاريع تمكنهم من خلق مؤسسات ( املشاريع التي ال تفوق تكلفتها اإلجمالية ‪22‬‬
‫ماليين دينار ) ‪ ،‬كما يقدم مساعدة و تكوين مميز للشاب صاحب املشروع من خالل تنضيج‬
‫املشروع و وضع مخطط العمل ‪ ،‬باإلضافة إلى تقديمه ملساعدات مالية على شكل قرض ( هبة )‬
‫من ‪ 02‬إلى ‪ 02‬باملائة من التكلفة اإلجمالية للمشروع ‪ ،‬و مزايا ضريبية منها التخفيض في الضرائب‬
‫البنكية ‪ ،‬و كذا املساعدة في الحصول على تمويل البنك (‪ ٪ 12‬من التكلفة اإلجمالية للمشروع)‬
‫من خالل إجراء مبسط من لجنة االنتقاء و التصديق و تمويل املشاريع و الضمان على القروض‬
‫‪ ,‬و هذا من خالل صندوق الضمان املشترك أخطار ‪/‬قروض‪140.‬‬

‫ب‪ -‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة( ‪ : )CNAC‬يتكفل الصندوق الوطني‬


‫للتأمين عن البطالة بجهاز الدعم إلنشاء و توسيع النشاطات املخصصة للشباب‬
‫تكمن الخدمات ّ‬
‫املوجهة لذوي‬ ‫العاطل عن العمل و البالغ من العمر ‪ 55- 32‬سنة ‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتخصصة في املرافقة الشخصية طيلة مراحل إنشاء النشاط و‬ ‫املشاريع عبر املراكز‬
‫ّ‬
‫املهنية و املساعدة على دراسة املشاريع املعروضة على لجان‬ ‫التصديق على الخبرات‬ ‫ّ‬

‫االنتقاء و االعتماد ‪ ،‬و ترتكز االستثمارات املنجزة في امليدان على أساس نمط تمويلي‬
‫ثالثي يشترك فيه كل من صاحب املشروع و البنك و الصندوق الوطني للتأمين عن‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫البطالة بتكلفة استثما ية ال ّ‬
‫تتعدى عشرة )‪ (10‬ماليين دينارا جزائريا‪ .‬باإلضافة إلى‬ ‫ر‬
‫امتيازات مالية و جبائية أخرى لكل شخص يستوفي جميع الشروط املنصوص عليها من‬
‫و‬ ‫كما نجد كل من صندوق ضمان القروض )‪(FGAR‬‬ ‫‪141‬‬ ‫قبل الصندوق‪.‬‬
‫صندوق ضمان قروض االستثمار)‪.(CGCI PME‬‬

‫‪/https://promoteur.anade.dz 139‬‬
‫‪ 140‬املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم الجزائرية ‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.mdipi.gov.dz/?%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9,302‬‬
‫‪141‬املوقع االلكتروني لصندوق التأمين عن البطالة‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.cnac.dz/site_cnac_new/Web%20Pages/Ar/AR_Dispositif.aspx‬‬

‫‪60‬‬
‫ت‪ -‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض املصغر( ‪ :) ANGEM‬تقوم الوكالة الوطنية‬
‫لتسيير القروض الصغيرة بتطوير(القرض املصغر) ‪ ،‬رامية إلى تنمية القدرات الفردية‬
‫لألشخاص الراغبين األخذ على عاتقهم خلق نشاطاتهم الخاصة ‪ .‬هذا الجهاز موجه لكل‬
‫مواطن يبلغ من العمر أكثر من ‪ 22‬عاما ‪ ،‬شريطة أن يكون دون دخل أو لديه دخل غير‬
‫ثابث و غير منتظم ‪ ,‬و كذلك بالنسبة للنساء املاكثات في البيت ‪ .‬و من مهام هذه الوكالة‬
‫دعم ‪ ،‬توجيه ومرافقة املستفيدين في تجسيد أنشطتهم ‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بتمويل‬
‫مشاريعهم ‪ ،‬كما تقدم خدمات غير مالية مثل دورات تكوينية لفائدة الشباب املقاول‬
‫كإنشاء و تسيير نشاط اقتصادي تجاري ‪ ،‬تنظيم املعارض (معرض ‪ -‬بيع ) جهوية و‬
‫‪142‬‬ ‫وطنية ملنتجات لقرض املصغر‪.‬‬
‫ث‪ -‬الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الصغيرة و الناشئة ‪ :‬تم االطالق الرسمي‬
‫لهذا الصندوق في ‪ 23‬أكتوبر ‪ 0202‬خالل افتتاح الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة "‬
‫ألجيريا ديسرابت ‪ " 0202‬و ستمكن هذه اآللية التمويلية الجديدة التي تتمتع باملرونة‬
‫التي تتطلبها املؤسسات الناشئة الشباب أصحاب املشاريع من تفادي البنوك و ما ينجر‬
‫عنها من ثقل بيروقراطي ‪ ،‬علما أن هذا الصندوق سيمول من طرف الدولة غير أنه يبقى‬
‫مفتوحا على القطاع الخاص و كذا الشركات األجنبية الراغبة في املساهمة فيه ماليا ‪ .‬و‬
‫هكذا سيسمح صندوق تمويل املؤسسات الناشئة بمعالجة مشكل التمويل هذه‬
‫املؤسسات ‪ ،‬عبر االعتماد على آلية تمويل قائمة على "االستثمار في رؤوس األموال بدال‬
‫من ميكانيزمات التمويل التقليدية القائمة على القروض ‪ .‬و هي آلية تضمن تح ّمل‬
‫‪143.‬‬ ‫األخطار‬
‫‪ -2‬آليات التمويل املقاوالتي ( املؤسسات املصرفية ) ‪:‬‬

‫*القرض املصغر هو إقراض يسمح بشراء تجهيز صغير و مواد أولية لبدء نشاط أو حرفة ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫التالي‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫املصغر‬ ‫‪ 142‬املوقع الرسمي للوكالة الوكنية لتسيير القرض‬
‫‪/https://www.angem.dz/ar/article/objectifs-et-missions‬‬
‫‪ 143‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬إطالق الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الناشئة ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ ، 0202‬متوفر على الخط‬
‫التالي ‪https://www.aps.dz/ar/economie/93032-2020-10-03-12-13-24 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ ‬شركات رأسمال االستثمار ‪ :‬و نجد مثال ‪ :‬شركة الجزائر استثمار ‪ ،‬شركة‬
‫صوفيناس ( ‪...) Sofinance‬الخ‬
‫‪ ‬شركات التمويل االيجاري ‪ :‬و نذكر منها ‪ :‬الشركة العربية لإليجار املالي‪،‬شركة‬
‫سالم‪...‬الخ‬
‫‪ -0‬آليات الدعم و أنظمة التحفيزعلى االستثمار‪ :‬و نذكر منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار( ‪ : ) ANDI‬هي مؤسسة حكومية مسؤولة‬
‫و‬ ‫عن تسهيل و ترقية و مرافقة و دعم االستثمار و خلق املؤسسات ‪ ،‬تخفيف‬
‫تسهيل الشكليات و اإلجراءات اإلدارية املتعلقة بمشروع االستثمار من خالل أجهزة‬
‫التحفيز التي تتمحورا أساسا على ‪ :‬إجراءات اإلعفاء و التخفيض الضريبي ‪ ،‬و كذا‬
‫إعالم املستثمرين بوجود عقارات و ضمان تسيير الحقيبة العقارية ‪144 ...‬‬

‫الجدير بالذكر أن الحكومة الجزائرية قررت خالل حصيلة نشاطها لعام ‪ 0202‬اإلبقاء على‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار كمخاطب وحيد للمستثمر ‪ ،‬و ترسيم قرار إلغاء املجلس‬
‫الوطني لالستثمار( ‪ ) CNI‬الذي أنشأ سنة ‪145. 0226‬‬

‫ب‪ -‬صندوق االستثمار الجزائري ‪ :‬تم شهر فيفري ‪ 0202‬اإلطالق الرسمي‬


‫لصندوق االستثمار الجزائري ‪Algerian Investment Fund‬الناجم عن شراكة بين‬
‫البنك الوطني الجزائري )‪ (BNA‬و بنك الجزائر الخارجي)‪ ، (BEA‬بقيمة رأسمال ‪00‬‬
‫مليار دينار و ذلك في اطار مر افقة املستثمرين االقتصاديين في مشاريع تطوير و‬
‫توسيع انشطتهم من خالل وضع الوسائل التمويلية املالئمة من جهة و تنويع‬
‫‪146‬‬
‫أدوات التمويل املوجهة للمؤسسات الصغيرة و املتوسطة من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -4‬حاضنات األعمال و مسرعات األعمال كجهازلدعم املشاريع املقاوالتية ‪:‬‬

‫‪‬أول مؤسسة رأسمال استثماري معتمدة من طرف وزارة املالية بتاريخ ‪ 5‬ماي ‪.0222‬‬
‫‪144http://www.mdipi.gov.dz/?%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9,304‬‬
‫‪ 145‬الحكومة تقر الغاء املجلس الوطني لالستثمار وتوسيع مهام وكالة تطوير االستثمار‪ ،‬جريدة إيكو ألجيريا ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪02‬‬
‫فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪http://www.eco-algeria.com/content/ :‬‬
‫‪146‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪ :‬اإلطالق الرسمي لصندوق االستثمار الجزائري ‪ ،‬نشر‬
‫بتاريخ ‪ 22‬فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪https://www.aps.dz/ar/economie/101934-2021-02-18-12-22-09 :‬‬

‫‪62‬‬
‫أ‪ -‬حاضنات األعمال‪ :‬زاد اهتمام الجزائر في السنوات األخيرة بالحاضنات و دورها املهم‬
‫في تعزيز روح املقاوالتية لدى الشباب و تنمية ثقافته املقاوالتية و دعم املؤسسات‬
‫الناشئة و حاملي املشاريع املبتكرة فيما يخص اإليواء و التكوين و تقديم االستشارة‬
‫و التمويل و ذلك من خالل إنشاء لجنة وطنية تمنح عالمة " حاضنة أعمال " لكل هيكل‬
‫تابع للقطاع العام أو الخاص أو بالشراكة بين القطاعين العمومي و الخاص ‪.‬‬
‫و تتولى حاضنة األعمال املرشحة لحمل عالمة " حاضنة أعمال " مهام مرافقة املؤسسات الناشئة‬
‫التي يتم احتضانها خالل فترة الحضانة ‪ ،‬و بهذه الصفة تلتزم بما يأتي ‪147 :‬‬

‫‪ ‬توطين الشركات الناشئة التي يتم احتضانها و تزويدها بمساحات عمل مهيأة‪.‬‬
‫‪ ‬مرافقة حاملي املشاريع أثناء إجراءات إنشاء املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة املؤسسات الناشئة في إنجاز مخطط األعمال و دراسات السوق و خطط‬
‫التمويل ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير تكوين نوعي خصوصا في إدارة األعمال و االلتزامات القانونية و املحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬وضع الوسائل اللوجيستيكية تحت تصرف حاملي املشاريع مثل ‪ :‬قاعات االجتماع ‪ ،‬عتاد‬
‫اإلعالم اآللي ‪ ،‬االنترنت‪...‬‬
‫‪ ‬مساعدة املؤسسات النجاز نماذج أعمالها ‪.‬‬
‫‪ ‬مرافقة املؤسسات الناشئة التي يتم احتضانها إليجاد مصادر التمويل و االنتشار في‬
‫السوق ‪.‬‬

‫و في إطار برامج الجزائر اإللكترونية تم إطالق إستراتيجية وطنية لدعم و تطوير الحظائر‬
‫التكنولوجية‪،‬حيث تم إنشاء عدة حاضنات عبر الوطن على غرار الحظيرة التكنولوجية سيدي‬
‫عبد هللا ‪ ، 2010‬و حاضنة ورقلة ‪ ، 0220‬و حاضنة التكنولوجيا بوهران ‪ ، 2013‬وحاضنة جامعة‬
‫باتنة ‪ ، 2013‬و يتمثل الهدف األساس ي لهذه الحاضنات في تقديم الدعم الكامل للمشاريع‬
‫اإلبداعية في ميدان تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و مرافقتها إلى غاية إنشاء مؤسسة ناشئة‬

‫‪ 147‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 054-02‬املؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 0202‬و املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة مؤسسة ناشئة و مشروع‬
‫مبتكر و حاضنة أعمال و تحديد مهامها و تشكيلتها و سيرها ‪ ،‬املادة ‪ ، 05‬الجريدة الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 55‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 02‬سبتمبر ‪ ، 0202‬ص ص ‪23-20‬‬

‫‪63‬‬
‫و‬ ‫(‪ ، ) STARUP‬و ذلك بإبرام اتفاقيات مع الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية ( ‪) ANPT‬‬
‫‪148.‬‬ ‫املؤسسات التابعة لها‬

‫ب‪ -‬الوكالة الوطنية لترقية و تطوير الحظائر التكنولوجية ‪ :‬تعتبر كمنظمة أو بيئة‬
‫تؤثر على جميع مراحل إنشاء مؤسسة ناشئة ‪ ،‬و على مهارات و دوافع صاحب املشروع‪،‬‬
‫بل هي بمثابة "املساعد" الذي يقوم بمساعدة أصحاب املشاريع من خالل خلق تناغم‬
‫بين عدة عوامل ‪ :‬املواهب ‪ ،‬التكنولوجيا و املعرفة و توفير بيئة مواتية من حيث توفير‬
‫خدمات عديدة منها ‪ :‬تطوير فكرة املشروع ‪ ،‬السكرتارية ‪ ،‬التحسيس ‪ ،‬الكشف ‪ ،‬التكوين‬
‫و اإلجراءات ‪ ،‬و‬ ‫‪ ،‬املرافقة ‪ ،‬تسيير املحالت و التجهيزات ‪ ،‬تسيير صندوق التدخل‬
‫و الحاسبة ‪...‬الخ و‬ ‫الدعم اإلداري للمؤسسة و كذا في ما يخص التسيير ‪ ،‬املالية‬
‫من املتوقع أن تصبح هذه الوكالة عامة و حظيرة التكنولوجيا لسيدي عبد هللا ‪ ‬خاصة‬
‫كمركز مولد مبادرات في مجال االبتكار و ريادة األعمال املتعلقة ب تكنولوجيات اإلعالم و‬
‫االتصال ‪149.‬‬

‫و باإلضافة إلى الوكالة الوطنية لترقية و تطوير الحظائر التكنولوجية و التي تضم الحاضنة‬
‫التكنولوجية لسيدي عبد هللا ‪ ،‬نجد في الجزائر العاصمة – و على حد علمنا ‪ -‬حاضنات أعمال‬
‫تقدم خدماتها للمؤسسات الناشئة و حاملي املشاريع و هي ‪، INCUBME، Sylabs :‬‬ ‫أخرى ّ‬

‫‪. INSTITUT HABA، Fikra Tech – ، Algerian Center for Social Entrepreneurship، BCOS‬‬
‫ت‪ -‬مسرعات األعمال‪ :‬تم استحداث في الجزائر عام ‪ 0202‬مسرع أعمال حكومي واحد‬
‫متواجد بحظيرة دنيا بالجزائر العاصمة تحت مسمى " مؤسسة ترقية و تسيير هياكل‬
‫دعم املؤسسات الناشئة " (‪. ) Algeria Venture‬‬

‫‪ 148‬عبد الكريم املومن ‪ ،‬توفيق كرمية ‪ ،‬عاشور حيدوش ي ‪ ،‬حاضنات األعمال التقنية و دورها في دعم املؤسسات النائشة‬
‫اإلبتكارية بالجزائر ‪ ،‬الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات‬
‫الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة‬
‫‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫‪ ‬تم إنشاء ‪ 22‬مؤسسة ناشئة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال مند بداية عملية الحضانة ماي ‪ ، 0222‬في الوقت الراهن‬
‫و تكوين‬ ‫ال تزال ترافق لدعم أنشطة أثر من ‪ 42‬صاحب مشروع إنشاء مؤسسة و ‪ 25‬مؤسسة ناشئة من أجل االنطالق‬
‫أصحاب مؤسسات املستقبل‪.‬‬
‫‪ 149‬وزارة البريد واملواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬حاضنة الشركات الناشئة و تطوير املؤسسات الجزائرية الناشطة في مجال‬
‫تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪0202/22/32 ، /https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،‬‬

‫‪64‬‬
‫و ذلك بموجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-02‬املؤرخ في ‪ 32‬نوفمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء‬
‫مؤسسة ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات الناشئة ( ألجريا فانتور) و من مهامها ‪ :‬املشاركة في‬
‫إنشاء هياكل دعم جديدة لتعزيز القدرات الوطنية في مجال مرافقة اإلبتكار ‪ ،‬قصد تحفيز إنشاء‬
‫مؤسسات ناشئة و املساهمة في التنمية االقتصادية و االجتماعية ‪،‬إعداد و تنفيذ مناهج‬
‫التسريع التي تضمن متابعة املؤسسات الحاملة لعالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع‬
‫مبتكر"‪...‬الخ‪150‬‬

‫‪ -5‬أجهزة دعم أخرى‪:‬‬


‫أ‪ -‬الفيدرالية الوطنية للمقاولين الشباب ( ‪ : )fnje.dz‬تقوم بالدفاع عن الشباب‬
‫املقاول املستفيد ضمن أجهزة الدعم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املنتدى الجزائري للشباب و املقاوالتية ‪:‬‬
‫ت‪ -‬استحداث دار املقاوالتية على مستوى جامعات الجزائر و منها جامعة‬
‫الجزائر ‪ : 30‬لقد تبنت الجزائر هذا املنهج بإنشاء دار املقاوالتية في جامعات الجزائر‬
‫كان أولها جامعة قسنطينة سنة ‪ ، 2007‬ثم عممت على كافة جامعات الوطن ابتداء من‬
‫سنة ‪ ، 0224‬في حين تم افتتاح دار املقاوالتية بجامعة الجزائر ‪ 23‬سنة ‪.0226‬‬
‫و تتكفل هذه األخيرة بتنشيط ملتقيات و ندوات و أيام دراسية لفائدة الطلبة خاصة املقبلين‬
‫على التخرج الراغبين في انشاء مؤسساتهم الخاصة ‪ ،‬تنظيم أيام إعالمية و تحسيسية حول‬
‫املقاوالتية ‪ ،‬و دورات تكوينية حول كيفية إيجاد فكرة املشروع ‪ ،‬طرق إنشاء املؤسسة وخطوات‬
‫الدراسة التقنية االقتصادية للمشروع ‪ ،‬كيفية تسيير املؤسسة ‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيم مسابقات‬
‫ألحسن األفكار و مخططات األعمال ‪ ،‬كما تمنح الدار فرصة للطلبة للقيام بزيارات ميدانية‬
‫للمؤسسات االقت صادية و لقاء مقاولين ناجحين ‪ ،‬و هذا كله من أجل نشر الثقافة املقاوالتية و‬
‫تعزيز روح املقاوالتية لديهم و العمل على بعث األفكار اإلبداعية في الوسط الطالبي ‪ ،‬و تحويل‬

‫‪150‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-02‬املؤرخ في ‪ 32‬نوفمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء مؤسسة ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات‬
‫الناشئة ( ألجريا فانتور) ‪ ،‬املادة ‪ ، 4‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 13‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪ ، 0202‬ص ص ‪22-22‬‬
‫‪‬‬
‫‪https://www.facebook.com/fnje.dz‬‬

‫‪65‬‬
‫دور الجامعة من التركيز على التوظيف إلى التركيز على مبدأ خلق فرص العمل و مؤسساتهم‬
‫الخاصة‪151.‬‬

‫ث‪ -‬البوابة اإللكترونية الوطنية للمؤسسات الناشئة ‪ :‬أنشأت مؤخرا منصة‬


‫للشركات الناشئة و الصغيرة على مستوى موقع وزارة الداخلية والجماعات املحلية‬
‫والتهيئة العمرانية لجمع املعلومات عن الشركات الناشئة واملشاريع الصغيرة القائمة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬بغرض بناء قاعدة بيانات مركزية لجميع األطراف النشطين في النظام البيئي‪.‬‬
‫و‬ ‫كما تم استحداث خلية لإلصغاء و الوساطة لفائدة حاملي املشاريع املبتكرة‬
‫الشركات الناشئة‪ ،‬بقصد االستماع إلى انشغاالتهم و تذليل كل الصعوبات التي تعترض‬
‫تحقيق مشاريعهم‪152 .‬‬

‫الجدير بالذكر أنه رغم اهتمام الجزائر باملؤسسات الناشئة و االصالحات التي أجرتها في هذا‬
‫القطاع لتعزيز مكانتها في االقتصاد الوطني إال أنها غير كافية ‪ ،‬حيث احتلت الجزائر عام ‪0226‬‬
‫املركز ‪ 22‬من أصل ‪ 25‬دولة مشاركة في تقارير املرصد العاملي لريادة األعمال من الشرق األوسط‬
‫و شمال افريقيا ‪ ،‬بتسجيلها مؤشر ريادة بلغ ‪ 32.5‬و هو أقل من نصف مؤشر االمارات ( ‪)62.4‬‬
‫التي تصدرت املجموعة ‪153.‬‬

‫الجدول رقم ‪ 2‬تطورأبعاد ريادة األعمال في الجزائروفق مؤشرات املرصد العاملي‬

‫‪ 151‬مطوية بعنوان من الجامعة ‪...‬إلى املقاوالتية ‪ ،‬مقدمة من قبل دار املقاوالتية لجامعة الجزائر ‪ 23‬بدالي براهيم الجزائر‬
‫العاصمة ‪.‬‬
‫‪ 152‬حنان ح ‪ ،‬املؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة ينعقد اليوم بالجزائر اإلطالق الرسمي لصندوق التمويل واإلعالن عن‬
‫تدابير تحفيزية ‪ ،‬جريدة املساء الجزائرية ‪ ،‬تاريخ النشر ‪ 23‬اكتوبر ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪https://www.el- :‬‬
‫‪massa.com/dz/news/‬‬
‫‪ 153‬عبد الباقي ميساوي ‪ ،‬مقاربة تطور العمل الريادي في الجزائرمن خالل مؤشرات املرصد العاملي لريادة األعمال ‪ ،‬مجلة‬
‫االستراتيجية و التنمية ‪،‬املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪ ، 2‬الجزء ‪،0‬جانفي ‪ ، 0202‬ص ‪052‬‬

‫‪66‬‬
‫املصدر‪ :‬عبد الباقي ميساوي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪052‬‬

‫قوانين االستثمار في الجزائر ‪ :‬عرفت التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار تطورا‬ ‫‪.VI‬‬
‫و القوانين‬ ‫من سنة ‪ 2223‬الى ‪ ، 0226‬و هذه التطورات تمثلت في اصدار القرارات‬
‫التالية ‪154:‬‬

‫‪ -‬قانون االستثمارات لسنة ‪2263‬‬


‫‪ -‬قانون االستثمارات لسنة ‪2266‬‬
‫‪ -‬القانون املتعلق باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني لسنة ‪2220‬‬
‫‪ -‬القانون املتعلق بتأسيس الشركات املختلطة االقتصاد و سيرها لسنة ‪2226‬‬
‫‪ -‬القانون املتعلق بتوجيه االستثمارات االقتصادية الخاصة الوطنية لسنة ‪2222‬‬
‫‪ -‬القانون املتعلق بالنقـد و القرض لسنة ‪2222‬‬
‫‪ -‬قانون االستثمارات و تحرير سياسة االستثمار لسنة ‪2223‬‬

‫‪ 154‬تطور التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار ‪ ، 2306 – 0060‬املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم ‪ ،‬الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار ‪،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/evolution-loi-sur-l-investissement‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 23-22‬املتعلق بتطوير االستثمار لسنة ‪0222‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 22-26‬املعدل و املتمم لألمر ‪ 23-22‬لسنة ‪0226‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 22-26‬املؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 0226‬يتعلق بترقية االستثمار‬
‫و يحدد قانون رقم ‪ 22-26‬االطار العام الذي يطبق على االستثمارات الوطنية و األجنبية املنجزة‬
‫في النشاطات االقتصادية املنتجة للسلع و الخدمات ‪ ،‬و كذا االستثمارات التي تنجز في مجال‬
‫االمتياز أو الرخصة ‪ ،‬و تم بموجبه ‪155 :‬‬

‫‪ -‬تقديم مجموعة من املزايا الكفيلة بتشجيع االستثمارات ‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم مزايا‬
‫استثنائية لفائدة االستثمارات ذات األهمية الخاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مهام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار املنشأة بموجب أحكام املادة ‪ 26‬من األمر‬
‫رقم ‪ 23-22‬املؤرخ في ‪ 02‬اوت ‪. 0222‬‬
‫يتضمن نص قانون االستثمار ‪ ،‬ثالثة مستويات من االمتيازات‪:‬‬
‫–امتيازات مشتركة بالنسبة لكل االستثمارات املؤهلة ‪.‬‬
‫–امتيازات إضافية ‪ ،‬ممنوحة لالستثمارات ‪ ،‬في قطاعات الصناعة و الزراعة و السياحة ‪.‬‬
‫–امتيازات استثنائية ‪ ،‬للمشاريع ذات الفائدة لالقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫‪ - -0‬االمتيازات املشتركة ‪ :‬فيما يخص مرحلة إنجاز املشروع ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء من الحقوق الجمركية‪ ،‬بالنسبة للسلع‪ ،‬والخدمات املستوردة‪ ،‬والتي تدخل‬
‫مباشرة في إنجاز املشروع ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة‪ ،‬بالنسبة للسلع و الخدمات املستوردة‪ ،‬والتي‬
‫تدخل مباشرة في إنجاز املشروع ‪.‬‬
‫ت‪ -‬اإلعفاء من حقوق نقل امللكية‪ ،‬و اإلشهار العقاري‪ ،‬بالنسبة لكل العقارات‪ ،‬التي يتم‬
‫اقتنائها في إطار إنجاز املشروع ‪.‬‬
‫ث‪ -‬اإلعفاء من حقوق التسجيل ‪ ،‬و اإلشهار العقاري ‪ ،‬و كذا التخليص املتعلق بالتنازالت‬
‫العقارية ‪ ،‬املبنية و الغير مبنية ‪ ،‬املوجهة إلنجاز مشروع االستثمار ‪.‬‬

‫‪ 155‬القانون رقم ‪ 22-26‬املؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 0226‬يتعلق بترقية االستثمار ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 46‬الصادر بتاريخ ‪ 3‬أوت‬
‫‪ ، 0226‬ص ص ‪22-22‬‬

‫‪68‬‬
‫ج‪ -‬تخفيض ‪ 22‬باملائة‪ ،‬من سعر اإليجار السنوي لألرض ‪ ،‬املحدد من قبل إدارة أمالك‬
‫الدولة ‪ ،‬خالل فترة إنجاز املشروع ‪.‬‬
‫ح‪ -‬إعفاء كل العقارات‪ ،‬التي تم اقتناؤها في إطار إنجاز املشروع ‪ ،‬و ملدة عشر سنوات‪ ،‬من‬
‫كل الرسوم على امللكية العقارية ‪.‬‬
‫خ‪ -‬اإلعفاء من حقوق التسجيل ‪ ،‬املتعلقة بمحاضر تأسيس املؤسسة ‪ ،‬و الرفع من رأس‬
‫مالها ‪.‬‬
‫أما فيما يخص مرحلة االستغالل ‪ ،‬و ملدة ‪ 3‬سنوات بعد محضر بداية االستغالل ‪ ،‬محرر من‬
‫قبل املصالح الجبائية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على أرباح املؤسسات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على النشاط املنهي ‪.‬‬
‫ت‪ -‬تخفيض ‪ 52‬باملائة‪ ،‬من سعر اإليجار السنوي لألرض املحدد من قبل إدارة أمالك الدولة‬
‫خالل فترة االستغالل ‪.‬‬
‫‪ -2‬االمتيازات اإلضافية و اإلستثنائية ‪ :‬تتعلق االمتيازات اإلضافية ‪ ،‬و االستثنائية‬
‫خصوصا ‪ ،‬بإطالة مدة االمتيازات املشتركة ‪ ،‬فمثال ‪156 :‬‬

‫أ‪ 5 -‬سنوات عوض ‪ 3‬سنوات ‪ ،‬بالنسبة لالمتيازات اإلضافية ‪ ،‬والتي قد تصل الى ‪22‬‬
‫سنوات إذا كانت االمتيازات استثنائية ‪.‬‬
‫‪ -0‬االمتيازات الخاصة ‪ :‬من جهة أخرى يتضمن املشروع امتيازات خاصة ‪ ،‬موجهة‬
‫خصوصا لالستثمارات بمناطق الجنوب ‪ ،‬و الهضاب العليا ‪ ،‬و كذا املناطق ‪ ،‬التي تستلزم‬
‫دعم خاص من الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬فيما يخص مرحلة إنجاز املشروع ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تكفل الدولة الجزئي أو الكلي‪ ،‬بتكاليف أشغال بناء املشروع‪ ،‬بعد تقييم من الوكالة‬
‫الوطنية لتنمية االستثمارات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التخفيض من سعر اإليجار ‪ ،‬السنوي لألرض املحدد من قبل إدارة أمالك الدولة‬
‫‪:‬بالدينار الرمزي ‪ ،‬للمتر الربع ملدة ‪ 22‬سنوات ‪ ،‬و ‪ 52‬باملائة ‪ ،‬من سعر اإليجار بعد هذه‬
‫املدة بالنسبة لالستثمارات املتواجدة بالهضاب العليا‪،‬و كذا املناطق ‪ ،‬التي تستلزم دعم‬

‫‪156‬القانون رقم ‪ 22-26‬املؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 0226‬يتعلق بترقية االستثمار ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪02-02‬‬

‫‪69‬‬
‫خاص من الدولة ‪.‬بالدينار الرمزي ‪ ،‬للمتر الربع ملدة ‪ 25‬سنة ‪ ،‬بالنسبة لالستثمارات‬
‫بمناطق الجنوب ‪.‬‬
‫فنفس االمتيازات املذكورة أعاله ملدة ‪ 22‬سنوات ‪157 .‬‬ ‫و فيما يخص مرحلة االستغالل‬
‫يذكر أنه حاليا يوجد قانون لالستثمار الجديد قيد املناقشة على مستوى الحكومة و الذي‬
‫من املفروض يتضمن إجراءات أخرى من شأنها خلق مناخ أعمال محفز و مالئم و مشجع‬
‫االستثمار في الجزائر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬توسيع تعريف مفهوم االستثمار من أجل التكفل ببعض النقائص التي تم إغفالها في‬
‫قانون االستثمار الساري‪.‬‬
‫‪ ‬وضع شبكة تقييم و تقييس للمزايا املمنوحة للمشاريع االستثمارية التي تمثل أهمية‬
‫خاصة لالقتصاد الوطني‪.‬و ستسمح هذه الشبكة بتحديد املزايا وفق مجموعة من‬
‫املعايير املحددة مسبقا و التي تهدف إلى منح أفضلية منح املزايا للمشروع كلما كان‬
‫بإمكانه تقديم قيمة مضافة أكثر لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء شباك وحيد لالستثمارات الكبرى واالستثمارات التي تضم أجانب ‪,‬وذلك من أجل‬
‫إيالءها العناية الالزمة لهذه املشاريع والتكفل السريع والفعال بها‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في عدة إجراءات من أجل تسهيل فعل االستثمار ‪ ،‬السيما من خالل منح‬
‫صالحيات أوسع ملمثلي اإلدارات لدى الشبابيك الوحيدة لالستثمار التابعة للوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار "أندي "املتواجدة على مستوى الواليات ‪158.‬‬

‫‪ 157‬القانون رقم ‪ 22-26‬املؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 0226‬يتعلق بترقية االستثمار ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪02‬‬
‫‪ 158‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬قانون االستثمار الجديد ‪ -‬إنشاء شباك وحيد لتسهيل مشاريع األجانب ‪ ، -‬نشر بتاريخ ‪ 20‬فيفري‬
‫‪ ، 0200‬متوفر على الخط التالي ‪https://www.aps.dz/ar/economie/121156-2022-02-12-11-48-44:‬‬

‫‪70‬‬
‫املحور الثالث ‪ :‬من ريادة األعمال إلى ريادة اإلعالم ( ريادة األعمال في املجال‬
‫اإلعالمي )‬
‫( ‪) MEDIA ENTREPRENEURSHIP, Journalisme entrepreneurial‬‬

‫املحاضرة ‪ : 35‬النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية في‬


‫املجال الصحفي املطبوع و اإللكتروني و السمعي البصري )‬

‫املفهوم االصطالحي لصحافة ريادة األعمال أو اإلعالم الريادي أو اإلعالم‬ ‫‪-I‬‬


‫املقاوالتي ‪ :‬تعرف صحافة ريادة األعمال بأنها " تلك الصحافة التي تتمحور حول‬
‫صناعة و تقديم محتوى صحفي يعرف بريادة األعمال و يوضح مفاهيمها ‪ ،‬و يبرز‬
‫و البعيد‪159" .‬‬ ‫أهميتها و مميزاتها و نتائجها على الفرد و املجتمع على املدى القريب‬
‫و يعرف كذلك اإلعالم الريادي بأنه " حلقة وصل حيوية بين رواد األعمال خاصة‬
‫الناشئين منهم ‪ ،‬وبين الجهات املسؤولة في الدولة ‪ ،‬في سبيل إيصال مشكالت‬

‫‪ 159‬عبد الرحمن محمود‪ ،‬صحافة ريادة األعمال‪ ..‬أهميتها وكيف يمكن إتقانها‪ ،‬شبكة الصحفيين الدوليين‪ ،‬نشر املقال بتاريخ‬
‫‪ 26‬ديسمبر ‪ ،0222‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني‪ https://ijnet.org/ar/story/ :‬بتاريخ ‪0202/22/02 :‬‬

‫‪71‬‬
‫و على العموم تكمن‬ ‫‪160".‬‬ ‫ً‬
‫وتحديدا االقتصادية‬ ‫الرياديين و العقبات التي تواجههم‬
‫أهميتها في تحقيق األهداف التالية ‪161:‬‬

‫و‬ ‫‪ ‬تقديم محتوى إبداعي يجذب الجمهور و يروج ألفكار و منتجات الشركات الناشئة‬
‫ً‬
‫عموما ‪ ،‬بجانب التوعية بثقافة ريادة األعمال كأحد الحلول املثالية ملشكلة‬ ‫رواد األعمال‬
‫البطالة ‪.‬‬
‫‪ ‬يسلط اإلعالم الريادي الضوء على قصص النجاح و تجارب رواد األعمال امللهمة في‬
‫و‬ ‫مختلف املجاالت وتوثيق اإلنجازات ‪ ،‬بهدف تفعيل املزايا التنافسية بين الرواد ‪،‬‬
‫تشجيع اآلخرين على دخول عالم الريادة ‪ ،‬و إبراز محطات النجاح و الفشل للشركات‬
‫الناشئة مع استخالص كل ما يفيد األجيال املقبلة‪.‬‬
‫‪ ‬عرض أبرز الفرص التطويرية املتوفرة للرياديين من مؤتمرات و ورش عمل ومنح تمويل‬
‫ومسابقات‪.‬‬
‫‪ ‬توفير مصادر املعرفة و املعلومات املوثوقة التي تساهم برفع مستوى الخبرة عند‬
‫الرياديين الناشئين و الطامحين نحو التوسع من أصحاب املنشآت الصغيرة واملتوسطة‪.‬‬
‫‪162‬‬

‫و يمكن أن نعرفها إجرائيا بأنها ذلك النوع من اإلعالم املتخصص و الذي يتخذ عدة أشكال‬
‫(مجالت و صحف ‪ ،‬برامج تلفزيونية و إذاعية ‪ ،‬تطبيقات ‪ ،‬مواقع إخبارية ‪ ،‬قناة تلفزيونية أو‬
‫إذاعية ) يهتم بالتناول اإلعالمي ملجال املقاوالتية أو ريادة األعمال و كل ما يتعلق به‪ ،‬و يؤدي‬
‫وظائف في املجتمع مثل توجيه الشباب إلى العمل املقاوالتي و انشاء مؤسساتهم الخاصة و إرساء‬
‫الثقافة املقاوالتية في املجتمع و تنميتها ‪.. .‬الخ‬
‫بمعنى آخر ذلك اإلعالم الذي يتجاوز الحديث عن املجال املقاوالتي في املناسبات ‪ ‬و في أسطر‬
‫أو كلمات معدودات ‪ ،‬و إنما يكون محل اهتمامه كوسيلة إعالمية جماهيرية و على مدار الساعة‬
‫و االبتكار ‪،‬‬ ‫تسليط الضوء من خالل صفحاتها و برامجها على املقاوالتية أو ريادة األعمال‬

‫‪ 160‬شيمة العتيبي ‪ ،‬ريادة األعمال واإلعالم ‪ ،‬مجلة رواد األعمال ‪ ،‬نشر املقال بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪ ، 0202‬تم االسترجاع من املوقع‬
‫االلكتروني ‪ ، https://www.rowadalaamal.com/ ،‬بتاريخ ‪0202/22/02 :‬‬
‫‪ 161‬عبد الرحمن محمود ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬
‫‪ 162‬عبد الرحمن محمود‪ ،‬املرجع السابق‬
‫و‬ ‫‪ ‬مثل ‪ :‬األسبوع العاملي للمقاوالتية شهر نوفمبر من كل سنة ‪ ،‬القافلة اإلعالمية حول التشغيل ‪ ،‬القافلة الوزارية للبريد‬
‫املواصالت ‪ ،‬و األيام اإلعالمية بالدار املقاوالتية ‪...‬‬

‫‪72‬‬
‫ليمهد الطريق أمام رواد األعمال من الشباب الطموح إلقامة مشاريعهم الخاصة ‪ ،‬و من ثم دعم‬
‫الشركات الناشئة – و إن صح التعبير يصبح اإلعالم املقاوالتي أو الريادي كأحد األجهزة املهمة‬
‫التي تدعم املقاوالتية في الجزائر شأنها شأن بقية األجهزة األخرى التي تعرضنا إليها بالتفصيل في‬
‫محاضرة سابقة ‪-‬‬
‫و من املواقع العاملية و العربية املتخصصة بريادة األعمال نذكر‪ :‬مجلة ‪ WIRED‬األمريكي و‬
‫مجلة‪ ، Entrepreneur‬و كذلك موقع ‪ Under 30 CEO‬و منصة ومضة و مجلة رواد األعمال ‪،‬‬
‫منصة أوان‪ ، ‬باإلضافة إلى البرامج التلفزيونية ‪...‬‬
‫املفهوم االصطالحي لريادة اإلعالم أو الريادة اإلعالمية أو املقاوالتية‬ ‫‪-II‬‬
‫اإلعالمية ‪ :‬تنبثق الريادة اإلعالمية في أساسها من ريادة األعمال ‪ ،‬لكنها مختصة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫باملشاريع اإلعالمية حصرا ‪ ،‬و هذا األمر ُي َمكن اإلعالميين و الصحافيين من أن‬
‫يمزجوا بين أفكارهم الريادية و تخصصهم في اإلعالم والصحافة بوسائلها املكتوبة‬
‫كالجرائد و املجالت ‪ ،‬و املسموعة عبر املذياع واملحتوى املسجل ‪ ،‬و السمعية‬
‫البصرية كالتلفاز و مواقع التواصل االجتماعي هذا املزيج الذي سينبثق عنه مشروع‬
‫إعالمي أو صحافي ناجح ‪ ،‬بدايته فكرة مبتكرة من أحد اإلعالميين الطموحين‪163 .‬‬

‫و يشير مفهوم ريادة اإلعالم عند بعض الباحثين إلى " العملية أو الطريقة التي يتم من خاللها‬
‫تحويل فكرة بسيطة إلى منشأة أو مؤسسة صغيرة تساهم بشكل أو بآخر في القطاع اإلعالمي‬
‫الذي يعتبر من أكبر القطاعات في العصر الحالي ‪ ،‬و ذلك مرورا بكافة مراحل التأسيس و النمو و‬
‫التمويل بهدف الحصول على األرباح و تحقيق االستقالل املالي من خالل تطوير شركة ناشئة‬
‫تخلق انطباعا إيجابيا لدى العمالء و املوردين و املستثمرين ‪164 ".‬‬

‫كما تعرف الريادة اإلعالمية بأنها " نموذج األعمال الذي يعمل في الصحافة من خالل انشاء و‬
‫ملكية مؤسسة صغيرة تضيف على األقل نشاط واحدا مبتكرا في السوق االعالمية ‪ .‬و هذا يعني‬

‫‪ ‬هي منصة إعالمية أنشأتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة واملتوسطة “منشآت” بالسعودية هدفها تشجيع الكفاءات الشابة‬
‫التي تتطلع إلى تحقيق ذاتها ‪ ،‬و استثمار طاقاتها في بناء مشاريع جديدة طموحة ‪ ،‬و مساعدتها على تخطي صعوبات البدايات و‬
‫ذلك من خالل صناعة محتوى ابداعي في إطار قالب صحفي موضوعي منهي احترافي يساهم في تسليط الضوء على قصص نجاح‬
‫ً‬
‫الشركات الناشئة محليا‪ .‬انظر ‪https://awaan.sa :‬‬
‫‪ 163‬محمد الرزقي ‪ ،‬الريادة اإلعالمية في ريادة األعمال ‪ ،‬املنصة االعالمية الرقمية أوان ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 0222‬تم‬
‫االسترجاع من الرابط التالي ‪ https://awaan.sa/archives/3958 :‬بتاريخ ‪0202/22/02‬‬
‫‪ 164‬القاموس االلكتروني " م " ‪ ،‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪https://www.meemapps.com/term/media-entrepreneurship‬‬

‫‪73‬‬
‫ً‬
‫واسعا من قطاعات اإلعالم‪ً .‬‬
‫ثانيا ‪ ،‬تأخذ في االعتبار كل من‬ ‫أن ريادة اإلعالم يجب أن تغطي نطاقا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الوافدين الجدد والشركات القائمة ؛ ثالثا ‪ ،‬تشمل كال من األشكال الربحية وغير التجارية‬
‫للمؤسسات اإلعالمية ‪".‬‬
‫في حين ينظر إليها فريق آخر من الباحثين على أنها " كيفية تصور املشاريع الجديدة التي‬
‫تهدف إلى جلب سلع و خدمات اعالمية مستقبلية إلى حيز الوجود في البداية ثم العمل على‬
‫تطويرها فيما بعد ‪ " .‬بينما قدم الباحث ‪ Khajeheian‬عام ‪ 0223‬تعريفا خاصا بالريادة اإلعالمية‬
‫مفاده " أفراد أو شركات صغيرة تستخدم مواردها الخاصة أو موارد اآلخرين لخلق قيمة من خالل‬
‫استخراج الفرص عن طريق تقديم خدمة أو منتج يتكون من أي نوع من االبتكار في أي من‬
‫خصائص املنتج ‪ /‬الخدمة أو العملية أو قناة التوزيع أو املكان ‪ ،‬أو استخدامات مبتكرة مختلفة‬
‫في سوق وسائل اإلعالم أو أي سوق آخر تكون فيه وسائل اإلعالم هي القناة الرئيسية للتفاعل ‪" .‬‬
‫‪165‬‬

‫و تعريفنا اإلجرائي للمقاوالتية أو الريادة اإلعالمية هو نشاط اقتصادي ينتج عنه ايجاد‬
‫نموذج لألعمال جديد و مبتكر في املجال اإلعالمي غير موجود في مختلف وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية و الحديثة ينتهي بإنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة ‪.‬‬
‫و هي كذلك نشاط ينتج عنه تغيير املؤسسات اإلعالمية التقليدية أفكارها و أساليب عملها و‬
‫تتبني عنصري االبداع واالبتكار في عملية صناعة املحتوى اإلعالمي و نشره و توزيعه ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى البحث عن نماذج اقتصادية ‪ ،‬ادارية ـ تحريرية ‪ ،‬تسويقية ‪ ،‬توزيعية جديدة تبتعد عن تلك‬
‫التي كانت تعتمد عليها سابقا و املوجودة عند غيرها ‪.‬‬
‫و قد تكون الريادة اإلعالمية داخلية بمعنى القائم على املؤسسات اإلعالمية يفتح املجال‬
‫للصحفيين ملمارسة اإلبداع اإلعالمي كل في مجال تخصصه‪ ،‬أو ريادة إعالمية خارجية و التي‬
‫تعكس رغبة الصحفي املوظف في االستقاللية و إنشاء مؤسسته اإلعالمية الريادية الخاصة‪.‬‬
‫كما نقصد بالنشاط املقاوالتي في املجال اإلعالمي ( الصحفي و السمعي البصري ) عملية‬
‫انشاء و تأسيس مؤسسة إعالمية ( جريدة ورقية أو إلكترونية ‪ ،‬قناة تلفزيونية ‪ ،‬اذاعية ‪ ،‬موقع‬
‫و متميزة‬ ‫الكتروني اخباري ‪ ،‬تلفزيون الواب ‪ ،‬اذاعة الواب ) تقدم خدمات إعالمية مبتكرة‬

‫‪165‬‬ ‫‪DATIS KHAJEHEIAN , MEDIA ENTREPRENEURSHIP: A CONSENSUAL DEFINITION , AD-‬‬


‫‪minister no.30 Medellín Colombia , Jan./June 2017, p92‬‬

‫‪74‬‬
‫و فريدة و ذلك بتجميع و تخصيص املوارد الضرورية لعملية انتاج املحتوى اإلعالمي ( موارد‬
‫مالية ‪ ،‬مادية ‪ ،‬بشرية ‪ ،‬تكنولوجية ‪ ،‬وقت ‪ )...‬مع األخذ في الحسبان املخاطر املرافقة لهذا‬
‫املشروع االستثماري املقاوالتي ‪ ،‬و ذلك بهدف تحقيق الريادة في هذا املجال أوال ثم العوائد املالية‬
‫الجيدة من جهة و اشباع حاجات و رغبات القراء من جهة أخرى ‪.‬‬
‫و النشاط املقاوالتي في املجال السمعي البصري نعني به كذلك ذلك النشاط الذهني الذي‬
‫ينتج عنه يجاد أفكار ابداعية ‪ ،‬جديدة و مبتكرة لبرنامج تلفزيوني أو اذاعي تتحول إلى مشروع‬
‫استثماري يتم عرضها في القناة التي يعمل بها االعالمي أو يقوم بيعها في سوق االنتاج السمعي‬
‫البصري ( الوطني ‪ ،‬العربي ‪ ،‬العاملي) حسب طبيعة فكرة البرنامج ‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم املقاولة اإلعالمية في التشريع الجزائري ‪ :‬صنف القانون‬
‫التجاري الجزائري ‪ 22‬نوع من املقاوالت ‪ :‬مقاوالت صناعية ‪ ،‬مقاوالت‬
‫استخراجية ( استخراج املعادن الطبيعية مثال ) ‪ ،‬مقاوالت التأمين ‪ ،‬مقاوالت‬
‫البناء و الحفر ‪ ،‬و غيرها و يمكن تصنيف املقاوالت اإلعالمية – حسب ذات‬
‫القانون ‪ -‬ضمن نوع مقاوالت لتداول االنتاج الفكري التي نجد فيها ‪:‬‬
‫‪ ‬مقاوالت املالهي العمومية ‪ :‬و اعتبرتها الفقرة ‪ 22‬من املادة ‪ 0‬من القانون التجاري‬
‫الجزائري على أنها من املقاوالت التجارية و يقصد بها املقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور‬
‫مقابل أجر كالسينما ‪ ،‬الغناء ‪ ،‬املسرح ‪ ،‬و ال تكتسب صفة التجارة إال إذا تمسكت‬
‫بمباشرة عملها على شكل مقاولة مع تحقيق الربح و أن تضارب على عمل الغير ‪.‬‬
‫‪ ‬مقاوالت االنتاج الفكري ( النشر) ‪ :‬تتميز في كونها تختص بها دار النشر و يتمثل عملها‬
‫في شراء حق التأليف من املؤلف قصد بيعه و تحقيق الربح و ما املقاول إال وسيط بين‬
‫املؤلف و بين الجمهور ‪ ،‬فهي تكون على أساس املضاربة سعيا لتحقيق الربح فإذا ما‬
‫قامت فرقة بالتمثيل حبا للفن من غير أن تسعى الى تحقيق الربح كما هو الحال في فرقة‬
‫التمثيل في املدارس فال يعتبر العمل تجاري و لو كان الدخول ملشاهدة التمثيل بأجر النه‬
‫وقع دون السعي لتحقيق الربح عن طريق االحتراف‪ .‬و يمكن أن ندرج ضمنها املقاولة‬
‫اإلعالمية باختالفها ‪.‬‬
‫و إذا أخذنا القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ 25/20‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬جانفي ‪ 0220‬لوجدنا أن‬
‫املادة ‪ 26‬منه ربطت نشاط اإلعالم عن طريقة الصحافة املكتوبة بعملية اصدار نشريات دورية (‬

‫‪75‬‬
‫صحف أو مجالت ) بصفة منتظمة و قد تكون نشريات عامة أو متخصصة موجهة للجمهور أو‬
‫فئة منه ‪166 .‬‬

‫ي‪‬‬
‫و في مجال اإلعالم السمعي البصري ربطت املادة ‪ 52‬من ذات نشاط السمعي البصر‬
‫بعملية بث اشارات أو عالمات أو أشكال مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة ال يكون‬
‫لها طابع املراسلة الخاصة ‪ .‬كما حددت املادة ‪ 62‬منه خدمة االتصال السمعي البصري بكل‬
‫خدمة اتصال موجهة للجمهور الستقبالها في آن واحد من قبل الجمهور كله أو فئة منه ‪ ،‬يتضمن‬
‫ي حصصا متتابعة و منتظمة تحتوي على صور و أصوات ‪167.‬‬ ‫برنامجها األساس‬
‫في حين حصرت املادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 24-24‬املؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 0224‬املتعلق بالنشاط‬
‫السمعي البصري خدمات االتصال السمعي البصري املرخص لها من قبل أشخاص معنويين‬
‫(مؤسسات أو شركات ) يخضعون للقانون الجزائري و يمتلك رأسمالها أشخاص طبيعيون أو‬
‫معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية بالقنوات املوضوعاتية ‪ .‬و هو األمر الذي أكدت عليه‬
‫املادة ‪ 21‬من ذات القانون ( ‪ " ) 0224‬تعد خدمة االتصال السمعي البصري املرخص لها كل‬
‫خدمة موضوعاتية للبث التلفزيوني أو للبث االذاعي ‪ .‬و حسب املادة ‪ 22‬من قانون السمعي‬
‫البصري ‪ 0224‬يمكن أن يتم ادارج حصص و برامج اخبارية في القنوات املوضوعاتية وفق حجم‬
‫ساعي يحدد في رخصة االستغالل ‪168.‬‬

‫أما فيما يتعلق بنشاط اإلعالم عبر االنترنت فتعرفه املادة ‪ 61‬من القانون العضوي ‪0220‬‬
‫على أنه " كل خدمة اتصال مكتوب عبر االنترنت موجهة للجمهور أو فئة منه ‪ ".‬و تضيف املادة‬
‫‪ 62‬منه أن " نشاط الصحافة املكتوبة عبر االنترنت يتمثل في انتاج مضمون أصلي موجه إلى‬
‫الصالح العام ‪ ،‬و يجدد بصفة منتظمة و يتكون من أخبار لها صلة باألحداث و تكون موضوع‬

‫‪166‬القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ 25/20‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬جانفي ‪، 0220‬رئاسة الجمهورية ‪ ،‬األمانة العامة للحكومة ‪، 0220 ،‬‬
‫ص‪3‬‬
‫‪ ‬ملزيد من املعلومات حول كيفية ممارسة النشاط اإلعالمي في مجال السمعي البصري يرجى االطالع على املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 002-26‬املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 0226‬املحدد شروط و كيفيات تنفيذ اإلعالن عن الترشح ملنح رخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي‬
‫بصري موضوعاتي ‪ ،‬و املرسوم التنفيذي رقم ‪ 002 – 26‬املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ 0226‬و املحدد ملبلغ و كيفيات دفع املقابل املالي‬
‫املرتبط برخصة انشاء خدمة اتصال سمعي بصري موضوعاتي ‪ .‬و املرسوم التنفيذي رقم ‪ 000- 26‬املؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪0226‬‬
‫املتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد املفروضة على كل خدمة للبث التلفزيوني أو اإلذاعي‪.‬‬
‫‪ 167‬القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ ، 25/20‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪2-1‬‬
‫‪ 168‬القانون رقم ‪ 24-24‬املؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 0224‬املتعلق بالنشاط السمعي البصري ‪ ،‬املواد ‪ ، 22 ، 21 ، 5‬الجريدة الرسمية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 26‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪ ، 0224‬ص ص ‪22-2‬‬

‫‪76‬‬
‫معالجة ذات طابع صحفي ‪ ،‬علما أن املطبوعات الورقية ال تدخل ضمن هذا الصنف عندما‬
‫تكون النسخة عبر االنترنت و النسخة األصلية متطابقتين ‪".‬‬
‫و تنص املادة ‪ 62‬من ذات القانون بأن خدمة السمعي البصري عبر االنترنت هي " كل خدمة‬
‫اتصال سمعي بصري عبر االنترنت ( واب – تلفزيون ‪ ،‬واب – إذاعة) موجهة للجمهور أو فئة منه ‪،‬‬
‫و تنتج و تبث بصفة مهنية من قبل شخص طبيعي أو معنوي يخضع للقانون الجزائري ‪ ،‬و يتحكم‬
‫في محتواها االفتتاحي‪ ".‬و يتمثل النشاط السمعي البصري عبر االنترنت حسب املادة ‪ 12‬من‬
‫القانون العضوي في إنتاج مضمون أصلي موجه للصالح العام و يحدد بصفة منتظمة ‪ ،‬و يحتوي‬
‫خصوصا على أخبار ذات صلة باألحداث و تكون معالجة ذات طابع صحفي‪ .‬علما أن ضمن هذا‬
‫الصنف ال تدخل إال خدمات السمعي البصري التي تمارس نشاطها حصريا عبر االنترنت ‪169.‬‬

‫و حسب املادة ‪ 24‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 330 -02‬املؤرخ بتاريخ ‪ 00‬نوفمبر ‪0202‬‬
‫املحدد كيفيات ممارسة نشاط االعالم عبر االنترنت فإن هذا األخير " يمارس من قبل كل شخص‬
‫طبيعي يتمتع بالجنسية الجزائري أو شخص معنوي يخضع للقانون الجزائري و يمتلك رأسماله‬
‫أشخاص طبيعيون أو معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية ‪ .‬و الذي يتمتع بخبرة في ميدان‬
‫اإلعالم ال تقل عن ثالث سنوات ‪ 170.‬علما أن هذا القانون احتفظ بنفس مفهوم اإلعالم عبر‬
‫االنترنت سواء في املجال الصحفي أو السمعي البصري الذي ورد في القانون العضوي لسنة ‪2012‬‬
‫‪.‬‬
‫و بناء على ما تقدم و بعد قراءتنا ملواد قوانين اإلعالم و املراسيم التنفيذية ( ‪-0224-0220‬‬
‫‪ ، ) 0202- 0226‬و القانون التجاري خلصنا أن املشرع الجزائري لم يعتبر النشاط اإلعالمي نشاط‬
‫مقاوالتي بدليل أنه لم يدرج لفظ املقاوالتية اإلعالمية أو الصحفية في نصوص موادها رغم أن‬
‫هذا النشاط بنوعيه التقليدي و الحديث ( االلكتروني ) يعتبر نشاطا اقتصاديا خاضعا لقواعد‬
‫السوق و يقدم سلع استهالكية تباع و تشترى ‪ ،‬و ربما هذا الفراغ القانوني يجعل املقاول‬
‫الصحفي يلجأ إلى تسجيل مؤسسته اإلعالمية املقاوالتية كمؤسسة ناشئة ‪ ،‬خاصة إذا ما علمنا‬
‫أن اللجنة الوطنية املناحة لعالمة " مؤسسة ناشئة " لم تحدد طبيعة نشاط هذه املؤسسة‬

‫‪169‬القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ ، 25/20‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪2‬‬


‫‪ 170‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 330 -02‬املؤرخ بتاريخ ‪ 00‬نوفمبر ‪ 0202‬املحدد كيفيات ممارسة نشاط االعالم عبر االنترنت ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬نوفمبر ‪ ، 0202‬ص ‪24‬‬

‫‪77‬‬
‫األساس هو تقديمها ملنتجات أو خدمات أو أفكار مبتكرة – و هو األمر الذي يمكن أن تأتي به أي‬
‫مؤسسة اعالمية ناشئة ‪.‬‬
‫مجاالت ممارسة الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية و الصحفي املقاول ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬
‫أما فيما يتعلق بمجاالت ممارسة الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية فهي عديدة سواء تلك املرتبطة‬
‫بالبيئة التقليدية أو الرقمية نذكر منها ‪ :‬أفكار لبرامج تلفزيونية مبتكرة ‪ ،‬صناعة األفالم القصيرة‬
‫خاصة عبر منصات التواصل االجتماعي ‪ ،‬و في هذا الصدد نذكر تلك املسابقة التي أطلقها تيك‬
‫توك عبر منصته " ‪  " FilmOnTikTok#‬و أتاحت الفرصة لصناع األفالم الناشئين لعرض‬
‫مهاراتهم و عناصر األصالة و اإلبداع و مستوى اإلنتاج في أفالمهم القصيرة ‪ .‬فضال عن حصول‬
‫الفائزين على فرصة مميزة للعمل مع مجموعة ‪ MBC‬و منصة " شاهد " اللتان تعتبران إحدى‬
‫أفضل شركات اإلنتاج اإلعالمي في دول مجلس التعاون الخليجي ‪ ،‬تلفزيون الواب ‪ ،‬إذاعة الواب‬
‫مثل راديو جو ‪ ‬الذي يعتبر أول إذاعة رقمية في الجزائر غيرت املفاهيم الكالسيكية و شكلت‬
‫االستثناء في املشهد اإلعالمي ‪ ،‬املنصات اإلعالمية الرقمية املتخصصة ( في مجال اإلعالم الترفيهي‬
‫و السينمائي‪ ، ‬االعالم الريادي ‪ ،)...‬التطبيقات التكنولوجية على أجهزة الهاتف و اللوحات‬
‫الذكية ‪...‬الخ‬
‫و في هذا الصدد يعتبر الباحثون في مجال الريادة اإلعالمية الرقمية املبنية على االقتصاد‬
‫الشبكي أن التكنولوجيا أصبحت تشكل امليزة التنافسية في مجال اإلبداع اإلعالمي ‪ ،‬فلم تعد‬
‫وظيفة التكنولوجيا تخفيض التكاليف فقط‪،‬بل يتعدى دورها إلى مساعدة املؤسسة من حيث‬
‫(مواصفات املنتج و الخدمة و السعر و الجودة ) على البقاء و النمو في البيئة التنافسية املحلية‬
‫والدولية‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن أي نموذج أعمال جديد لإلعالم يجب أن يرتكز إلى فعالية الشبكات‬
‫كذلك النموذج الذي يدمج بين قطاعات االتصال و الحوسبة و االعالم ‪ ،‬أو النموذج الذي يتألف‬
‫من أربعة طبقات تتضمن قطاعا يمتلك وظيفة اقتصادية محددة و هي ‪ :‬الطبقة األولى ‪:‬تشمل‬
‫شركات انتاج عناصر الشبكة و متمماتها و البرامج و املعدات التقنية‪.‬الطبقة الثانية ‪:‬تشمل‬

‫ُ‬
‫‪ ‬للمزيد من املعلومات حول املسابقة أنظر ‪ :‬الرؤية ‪ ،‬تيك توك تطلق التحدي األول لصناعة األفالم عبر منصتها‪ ،‬البوابة‬
‫االعالمية رؤية ‪ ،‬الشركة العاملية لالستثمارات اإلعالمية في العاصمة أبوظبي ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 02‬جانفي ‪، 0202‬‬
‫‪https://www.alroeya.com/130-41/2192251-‬‬
‫‪‬‬
‫‪https://jow.radio/‬‬
‫‪ ‬مثل تطبيق ‪ YARA‬الذي يعتبر أول تطبيق جزائري لبث و مشاهدة األفالم و املسلسالت حسب الطلب على االنترنت أطلقته‬
‫مؤسسة ‪ Ya Tecnologies‬و برعاية من اوريدو ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مشغلي و مقدمي خدمات الشبكات‪ .‬الطبقة الثالثة ‪:‬تشمل منصات محركات البحث (مواقع‬
‫الكترونية للتسويق ) ‪ .‬الطبقة الرابعة ‪:‬تشمل املنصات التي تتضمن املؤسسات االعالمية و منتجي‬
‫املحتوى و املستخدمين‪171 .‬‬

‫و من جهة أخرى ال ننس ى أن النشاط املقاوالتي اإلعالمي يمكن أن يمارس على مستوى‬
‫اإلبداع الفكري اإلعالمي في صناعة الخبر و انتاج املحتوى ‪ ،‬و في هذا اإلطار نسوق بعض األمثلة‬
‫من نماذج أعمال إعالمية ابتكرت خدمات إعالمية مميزة لجمهورها و انطلقت كبداية من‬
‫منصات التواصل االجتماعي كالفايسبوك لتتحول فيما بعد إلى مؤسسات إعالمية رقمية ناشئة ‪:‬‬
‫‪ -0‬ميغافون ‪ :‬ولدت فكرة منصة" ميغافون " ( ‪ ) Megaphone‬عام ‪ 0221‬مع اقتراب‬
‫االنتخابات النيابية في لبنان ‪ .‬و كان أساسها معالجة األخبار و املقاالت املكتوبة بشكل‬
‫سردي و تحويلها إلى رسوم بيانية و فديوهات تخاطب الشباب و تقربهم بطريقة مبتكرة‬
‫و‬ ‫إلى الواقع السياس ي اللبناني ‪ .172‬و أثناء رحلة بحت رواد املنصة عن مسرعين‬
‫حاضنات تساهم في تحويل عملهم إلى شركة إعالمية ناشئة ‪ ،‬نجحوا في تحقيق هذا‬
‫الحالم و ميغافون حاليا هي موقع الكتروني و منصة إعالمية مستقلة تقوم بإنتاج‬
‫محتوى تحليلي نقدي توضيحي متعدد الوسائط لتغطية األخبار املحلية بلبنان ‪ ،‬علما أنها‬
‫مموله من قبل املؤسسة األوروبية من أجل الديمقراطية ‪ ،‬و منظمة دعم اإلعالم الدولي‬
‫‪173.‬‬

‫الت ّ‬
‫متخصصة في مجال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حقق من األخبار ‪ ،‬رفعت‬ ‫‪ -2‬فتبينوا ‪ :‬هي منصة إعالمية مستقلة‬
‫خال من الخرافة " ‪ ،‬انطلقت عام ‪ 0224‬على شكل صفحة‬ ‫شعار " نحو محتوى عربي ٍ‬
‫ّ‬
‫املنصات الرائدة عر ًّبيا‬ ‫على الفيسبوك ثم ّ‬
‫تطورت بعد ذلك باستمرار ‪ ،‬و اليوم تعتبر من‬
‫و األخبار‬ ‫ّ‬
‫العربي على اإلنترنت من اإلشاعة‬ ‫في هذا املجال ‪ .‬تهدف إلى تنقية املحتوى‬
‫الكاذبة و الخرافات و نقل الحقيقة كما هي في كل املجاالت العلمية ‪ ،‬االجتماعية ‪،‬‬
‫السياسية و غيرها من املجاالت ‪ 174 .‬و ذلك بإتباع آلية عمل دقيقة ووفق خطوات عديدة‬

‫‪ 171‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪02-22‬‬


‫‪ 172‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪173 https://megaphone.news/‬‬

‫‪ 174‬املوقع الرسمي ملنصة تبينوا متوفر على الخط التالي ‪/https://fatabyyano.net/fatabyyano-team :‬‬

‫‪79‬‬
‫للتحقق من املعلومات ثم نشرها على املنصة‪ . ‬و يقيس رائد منصة فتبينوا معاذ الظاهر‬
‫مؤشرات نجاح املشروع من خالل عدة عناصر من ضمنها‪:175‬‬
‫‪ ‬تحقيق أكثر من ‪ 100,000‬زيارة شهريا ملوقع فتبينوا منذ بداية‪. 2019‬‬
‫‪ ‬حوالي ‪ 500,000‬متابع على الفيسبوك‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر من ‪ 4‬ماليين مشاهدة لسلسلة فيديوهات فتبينوا ‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول على درجة ‪ 9.8‬من ‪ 10‬في تقييم شامل تم طرحه للجمهور في ‪ 22‬دولة عربية ‪،‬‬
‫شارك فيه أكثر من ‪ 1730‬مشاركا‪.‬‬
‫‪ -0‬الجريدة اإللكترونية الجزائرية "توالى " ‪ :‬تعتبر أول جريدة إلكترونية رائدة في‬
‫الجزائر متخصصة في الصحافة املتأنية ‪ ،‬تأسست عام ‪ 0222‬في ظل املشهد اإلعالمي‬
‫الذي يتميز بتخلي غالبية وسائل اإلعالم الجزائرية عن مهمتها األصلية ‪ ،‬أي توثيق‬
‫األحداث و تحريك تيارات الفكر ‪ ،‬و لذلك كان الهدف األساس ي لرواد الجريدة هو تقديم‬
‫للقارئ معلومات دقيقة و موثوقة و ذات جودة تنبئ و تفكك و تحقق من أجل تنوير‬
‫الرأي العام عبر نشر أخبار و مقاالت أسبوعية معمقة ‪ ،‬فيديوهات و تسجيالت صوتية‬
‫‪،‬ريبورتاجات طويلة و تحقيقات تروي قصصا تعنى بالصالح العام ‪ ،‬و كذا آراء أقالم‬
‫‪176.‬‬ ‫صحفية مساهمة من خارج فريق الجريدة‬
‫يذكر أن جريدة توالى فضال عن تميزها في الخدمات اإلعالمية املقدمة لقرائها فهي كذلك تتبنى‬
‫نموذج اقتصادي جديد في الجزائر و القائم على اشتراكات القراء ( األسبوعية‪ ،‬الشهرية‬
‫و السنوية ) مثلما هو معمول به في بعض مواقع الصحف الغربية ‪.‬‬

‫و عن سؤال من يمارس املقاوالتية اإلعالمية ؟ و هل كل صحفي هو مقاول أو رائد أعمال ؟‬


‫أو‬ ‫فاإلجابة عنه تحتمل أكثر من معنى ‪ ،‬حيث يمكن أن يكون الصحفي املقاول أو الرائد‬
‫رائد اإلعالم ( الريادي) هو ذلك اإلعالمي الذي يملك طموح بعيدة األفاق في تطوير نفسه في‬
‫مجال عمله و يملك أفكار يسعى إلى تحقيقها بإنشاء مشروعه الريادي أي مؤسسته اإلعالمية‬
‫الناشئة الخاصة ‪ ،‬كما يمكنه أن يمارس املقاوالتية اإلعالمية داخل مؤسسته التي يعمل بها إذا‬
‫سمح له بذلك في إطار ما يسمى باملقاوالتية الداخلية ‪ ،‬و الصحفي املقاول هو عكس الصحفي‬

‫‪ ‬ملزيد من املعلومات حول آلية العمل املتبعة في تحقيقات منصة تبينوا ‪/https://fatabyyano.net/our-methodology :‬‬
‫‪ 175‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 176‬املوقع اإللكتروني لجريدة توالى متوفر على الخط التالي ‪https://twala.info/ar/ :‬‬

‫‪80‬‬
‫املوظف الذي يقتصر في تنفيذ املهام التي توكل له من قبل رؤسائه باملؤسسة االعالمية دون أخذ‬
‫مبادرة التغيير أو االستقالل بنفسه ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يمكن أن يمارس أيضا النشاط املقاوالتي اإلعالمي كل فرد يعمل في املجال‬
‫اإلعالمي و يقدم قيمة مضافة مميزة ملؤسسته تجعلها تطور من خدماتها اإلعالمية للجمهور ‪،‬‬
‫مثل ‪ :‬املكلف بمهمة اإلخراج الصحفي أو التلفزيوني أو اإلذاعي ‪ ،‬القائم على إدارة التوزيع و‬
‫التسويق ‪...‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫و في سياق آخر يطرح بعض الباحثين سؤال كيف يصبح اإلعالمي رائد أعمال و ُيك ّون مشروعا‬
‫بأفكار ريادية ؟ و اإلجابة عنه تكمن في أن " الصحفي سيصبح بمثابة "عالمة إعالمية " مثل أي‬
‫عالمة تجارية قائمة بحد ذاتها يمكنه إنشاء مشروع ريادي خاص به ذي انتشار واسع و نجاح قوي‬
‫من خالل املحتوى املوثوق الذي يقدمه لجمهوره ‪177.‬‬

‫األهمية االقتصادية للمقاوالتية اإلعالمية ‪:‬‬ ‫‪-IV‬‬


‫من وجهة نظرنا فإن النشاط املقاوالتي في املجال اإلعالمي يتمتع بأهمية و منافع اقتصادية تتمثل‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬ترقية روح املبادرة الفردية و املقاوالتية عند الصحفيين من خالل املزج بين املجال‬
‫اإلعالمي و امليدان املقاوالتي‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في تنمية املواهب و اإلبداع اإلعالمي في مجال املقاوالتية سواء من ناحية‬
‫االنتاج الفكري أو املادي للمنتج اإلعالمي في شكله التقليدي أو الحديث ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬تعزيز الوعي املقاوالتي و تنمية الثقافة املقاوالتية لدى طلبة كلية علوم االعالم‬
‫االتصال خاصة هؤالء املقبلين على التخرج بتأسيس مشاريعهم الخاصة بدل من‬
‫استغاللهم من قبل مختلف املؤسسات اإلعالمية أو التوجه إلى وظائف أخرى ليس لها‬
‫عالقة بتخصصهم و تكوينهم ‪ ،‬و في أسوء األحوال تصنيفهم في خانة الشباب الجامعي‬
‫البطال ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق امليزة التنافسية بين مختلف املؤسسات اإلعالمية مما سينعكس ايجابا على‬
‫جودة الخدمات اإلعالمية املقدمة ‪.‬‬
‫‪ ‬خلق فرص عمل و بالتالي املساهمة في القضاء على البطالة‪.‬‬

‫‪177 https://awaan.sa/archives/3958‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ ‬فرصة لتحقيق أرباح جيدة ‪.‬‬
‫‪ ‬تصبح املؤسسات اإلعالمية املقاوالتية في الجزائر إضافة إلى االقتصاد الوطني تساهم في‬
‫دخله القومي و إنعاشه بدل من كونها عالة عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في التنمية االقتصادية للجزائر من خالل التوجه نحو إنشاء مؤسسات‬
‫إعالمية ناشئة و متخصصة في اإلعالم االقتصادي و املقاوالتي ‪.‬‬
‫‪ ‬فرصة إلعادة النظر في كيفية انقاذ مختلف املؤسسات اإلعالمية خاصة الصحفية منها‬
‫من األزمات املالية املتكررة و التفكير في ابتكار نموذج اقتصادي جديد يكون مصدر‬
‫تمويلها الذاتي ‪.‬‬
‫أجهزة املر افقة املقاوالتية في املجال اإلعالمي ‪:‬‬ ‫‪-V‬‬

‫سنستعرض فيما يلي أهم أجهزة دعم النشاط املقاوالتي اإلعالمي سواء تلك املوجودة في الجزائر‬
‫أو الدول العربية أو العالم بصفة عامة ‪:‬‬

‫‪ -0‬املنصة الرقمية الجزائرية " تحيا السينما " ‪ :‬التي أطلقتها املخرجة ظريفة مزنر و‬
‫و‬ ‫تجمع املواهب و الكفاءات في السمعي البصري و السينما في الجزائر ‪،‬‬
‫تمنح لهم الفرصة للحصول على عمل في مجال السمعي البصري ‪ ،‬انتاج املشترك لألفالم‬
‫‪ ،‬تمويل مشاريعهم السينمائية ‪ ،‬مساعدتهم كذلك على االبداع ‪ ،‬اإلنتاج ‪ ،‬و التفاعل‬
‫‪ ،‬تصفح إعالنات العمل ‪ ،‬الترويج للمشاريع السينمائية التي تحتاج إلى تمويل ‪ ،‬و تشكل‬
‫املنصة همزة وصل بين حاملي املشاريع السنيمائية و السمعية البصرية و املنتجين و‬
‫املمولين ‪ ،‬كما تمكنهم من الولوج إلى املعلومات والوسائل الضرورية لتكوينهم في مهن‬
‫السينما و السمعي البصري بالجزائر و الخارج‪178 .‬‬

‫‪ -2‬البرامج التلفزيونية ‪ :‬تعتبر البرامج التلفزيونية التي تهتم بمجال ريادة األعمال من‬
‫بين أهم أجهزة دعم املقاوالتية التي يتغافل عنها الكثيرون ‪ ،‬حيث تقوم الفكرة العامة‬
‫لهذه البرامج على أن يتم استعراض أبرز مشاريع ّرواد األعمال الشباب أمام كبار‬
‫املستثمرين الذين عادة ما يكونون ذوي شهرة كبيرة في مجال األعمال ببالدهم ‪،‬فيقومون‬

‫‪/https://www.tahyacinema.com 178‬‬

‫‪82‬‬
‫بطرح األسئلة على صاحب املشروع ‪ ،‬و تحديد إن كان هذا املشروع ناجح أم ال ‪ ،‬و من ّ‬
‫ثم‬
‫و يعتبر برنامج‬ ‫قيام أعضاء اللجنة باتخاذ القرار باالستثمار في املشروع أو رفضه ‪.‬‬
‫"وكر التنانين ")‪ (Dragons Den‬الياباني الذي بث للمرة األولى في العام ‪ 0222‬أول برنامج‬
‫َ‬
‫يهتم باملشاريع املقاوالتية ‪ ،‬و حاز على شهرة هائلة جعلت كل بالد العالم تشتري حقوقه‬
‫ّ‬ ‫امللكية و ّ‬
‫تحولها إلى برامج محلية نذكر منها ‪ :‬النسخة األمريكية للبرنامج الحامل اسم "‬
‫و الذي بدأ في البث عام‬ ‫شارك تانك‪ ..‬في حضرة القروش الكبيرة " )‪(Shark Tank‬‬
‫‪ 0222‬و عرف انتشارا حول العالم أكثر من غيره من النسخ بسبب اإلثارة الكبيرة التي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫تتضمنها حلقات البرنامج و األسلوب املختلف الذي يتبعه املستثمرون "القروش" في‬
‫الحكم على املشاريع وطريقة تجاوبهم مع أصحابها ‪ 179 .‬علما أنه حاليا في موسمه ‪. 20‬‬
‫أما فيما يتعلق بالنسخ العربية من النسخة األم لهذا البرنامج فنجد العديد منها في التلفزيونات‬
‫ّ‬
‫املحلية العربية ‪ ،‬مثل ‪ :‬برنامج "العرين" الذي أذيع في تلفزيون املستقبل اللبناني ‪ ،‬و برنامج‬
‫"التجار" الذي أذيع عبر التلفزيون السعودي ‪ ،‬و‬‫ّ‬ ‫"املشروع" في قناة النهار املصرية ‪ ،‬و برنامج‬
‫غيرها من البرامج و خاصة الغربية منها التي اهتمت بمجال املقاوالتية و منحت فرصة للشباب‬
‫املقاول في استعراض مشروعه و حصوله على التمويل ‪ ،‬و كذا استعراض تجارب ّرواد األعمال‬
‫الذين استطاعوا تحويل مشاريعهم من مجرد فكرة إلى مؤسسة ناشئة ثم مؤسسة ريادية‬
‫عمالقة‪.‬‬
‫‪ -0‬املدن اإلعالمية اإلبداعية ‪ :‬تتمتع املدن اإلبداعية بوجود قطاع فنون و ثقافة حيوي‬
‫‪ ،‬و قدرة على توليد فرص العمل و االنتاج في الصناعات الثقافية ‪ ،‬كما أن تسلط الضوء‬
‫على أهمية االقتصاد الذي يحركه االستهالك و االنتاج الثقافي ‪...‬و تعد املدن االقتصادية‬
‫املتخصصة من املدن اإلبداعية و هي أهم وسائل الجذب االستثماري و لعل من أبرزها "‬
‫املدن اإلعالمية املتخصصة التي تسابقت في تقديم التسهيالت للمؤسسات املختلفة ‪ .‬و‬
‫ما يميز املدن اإلعالمية بأنها تعطي أصحاب املؤسسات اإلعالمية ملكية ملؤسساتهم ‪،‬‬
‫و غيرها من االمتيازات ‪ 180.‬و من املدن‬ ‫فضال عن الدعم التكنولوجي و اإلبداعي‬
‫اإلعالمية املوجودة في العالم العربي نذكر ‪ :‬املدن اإلعالمية في اإلمارات و أهمها في دبي ‪،‬‬

‫‪ 179‬عماد أبو الفتوح ‪ ،‬برامج تلفزيونية ملهمة يجب أن يشاهدها رواد األعمال ‪ ،‬موقع الجزيرة ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪، 0221/22/05‬‬
‫متوفر على الخط التالي ‪/https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/entrepreneurship/2017/8/25 :‬‬
‫‪ 180‬بشرى جميل إسماعيل‪ ،‬اإلبداع اإلعالمي في الفضائيات العربية‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان األردن ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪، 0220 ،‬‬
‫ص ص ‪211- 216‬‬

‫‪83‬‬
‫مدينة اإلنتاج االعالمي في القاهرة ‪ ،‬مدينة اإلعالم الحرة في األردن ‪ ،‬و أخرى في لبنان ‪ ،‬و‬
‫مثلها في املغرب‪.‬‬
‫و تعتبر هذه املدن اإلعالمية التي تتواجد في مناطقة حرة بيئة لالبتكار حاضنة للشركات املحلية‬
‫و اإلقليمية و الدولية العاملة في مختلف قطاعات اإلعالم ‪ ،‬حيث تشجع و تدرب أصحاب‬
‫املواهب العاملة فيها ‪ ،‬تقدم خدمات اإلنتاج و ما بعد اإلنتاج ‪ ،‬تشحع التعاون و الشراكات‬
‫الخالقة ‪ ،‬فهي تقوم على أربعة دعائم و هي ‪ :‬التدريب ‪ ،‬االبتكار ‪ ،‬االنتاج و التواصل ‪181.‬‬

‫و يمكن أن نشبه املدن اإلعالمية التي من شأنها أن تشجع على ممارسة النشاط املقاوالتي‬
‫اإلبداعي في هذا املجال بوادي السيليكون ( ‪ ) Silicon Valley‬املوجود في مختلف الدول و أولها في‬
‫منطقة كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية الذي يضم جميع املشاريع الريادية و الشركات‬
‫الناشئة و العمالقة في مجال التقنية العالية و لهذا لقب بعاصمة التكنولوجيا في العالم ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -4‬املسابقات‪ :‬هي بمثابة مبادرات عاملية أو محلية تنظمها مختلف الجهات العربية‬
‫الغربية لتعزز ثقافة ريادة األعمال في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث تمكن املقاولون من‬
‫طرح أفكار مشروعهم و ظفرهم بالتمويل الالزم إلطالقه ‪ ،‬و كذا تمكين رواد األعمال و‬
‫تعزيز البيئة الحاضنة لالبتكار عبر ثالث مسارات ‪ :‬مسار األفكار ‪ ،‬و مسار الريادة‬
‫املجتمعية ‪ ،‬ومسار الشركات الناشئة ‪ .‬و من بين هذه البرامج نذكر‪ :‬مسابقة رواد‬
‫األعمال الشباب (‪ ،)The Youth Citizen Entrepreneurship‬مسابقة ‪ MIT‬لريادة‬
‫األعمال‪... ‬الخ‬
‫‪ -5‬برنامج مركز التوجيه للمبادرات اإلعالمية الناشئة الرقمية في الشرق‬
‫ً‬
‫األوسط و شمال افريقيا ‪ :‬استكماال ملسيرة شبكة الصحفيين الدوليين الداعمة‬
‫للشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة و إطالع الصحفيين على الخطط و االستراتيجيات‬
‫واألدوات الجديدة التي تساعدهم على تحسين مهاراتهم وجودة أدائهم تم إطالق برنامج‬
‫ً‬
‫سواء كانت إلكترونية أو لها عالقة‬ ‫مركز التوجيه للمبادرات اإلعالمية الناشئة الرقمية‬

‫‪ 181‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬املدن اإلعالمية الحرة في دولة اإلمارات‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬متوفر على الخط التالي‪:‬‬
‫‪http://site.iugaza.edu.ps‬‬
‫‪ ‬ملزيد من املعلومات حول املسابقة انظر ‪:‬‬
‫‪https://www.google.com/search?client=firefox-b-d&q=The+Youth+Citizen+Entrepreneurship‬‬
‫‪ ‬ملزيد من املعلومات حول املسابقة أنظر ‪https://www.mitarabcompetition.com/ar/site/index :‬‬

‫‪84‬‬
‫ً‬
‫باألجهزة املحمولة أو صناعة املحتوى الرقمي أو تطرح حلوال رقمية مبتكرة للتقديم في‬
‫الشرق األوسط و شمال افريقيا ‪ ،‬الذي هو حاليا في دورته الثامنة الخاصة بالسنة‬
‫‪. 0200-0202‬‬
‫و خالل فترة البرنامج ‪ ،‬سوف يقوم ّ‬
‫موجهان بإرشاد املشاركين على التخطيط االستراتيجي ووضع‬
‫خطة عمل ‪ ،‬و تفعيل الحمالت اإلعالمية و تطوير الخدمات أو املحتوى ّ‬
‫املقدم‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫ً‬
‫كيفية تحسين املحتوى املكتوب والبصري ‪ ،‬و كذا التسويق الرقمي عموما و عبر وسائل التواصل‬
‫ّ‬
‫سيتعرف‬ ‫االجتماعي بحسب متطلبات كل شركة لتحقيق أفضل النتائج‪ .‬و من جهة أخرى‬
‫وفقا لبلدهم العربي و ما يحتويه من مؤسسات‬‫اإلعالمية ً‬
‫ّ‬ ‫املشاركون على كيفية دراسة السوق‬
‫ّ‬
‫إعالمية منافسة و طريقة عملها‪ .‬و في نهاية برنامج مركز التوجيه ‪ ،‬ستقدم شبكة الصحفيين‬
‫الدوليين جوائز تمويل أساسية ّ‬
‫قيمة هدفها استكمال املشاريع وديمومة الشركات الناشئة ‪182.‬‬

‫‪ 182‬شبكة الصحفيين الدوليين ‪ ،‬ندعو املبادرات اإلعالمية العربية للتقديم إلى برنامج مركز التوجيه بدورته الثامنة ‪ ،‬تم النشر‬
‫بتاريخ ‪ 24 :‬جوان ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪/https://ijnet.org/ar/story :‬‬

‫‪85‬‬
‫املحور الرابع ‪ :‬اإلبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الصحفي‬
‫املطبوع و اإللكتروني و السمعي البصري )‬

‫املحاضرة ‪ : 36‬عالقة املقاوالتية باإلبداع و االبتكارفي املجال اإلعالمي‬


‫تعريف االبداع و االبتكار عامة و اإلبداع املقاوالتي اإلعالمي خاصة ‪:‬‬ ‫‪-I‬‬
‫لقد تعددت تعريفات اإلبداع ( ‪ )creativity‬حتى زادت عن أكثر من ستين تعريفا لكن تشير‬
‫املحصلة العامة لها إلى أن اإلبداع هو " سلوك إنساني متعدد األبعاد ينتج عنه أفكار و أفعال‬
‫و منتجات تتسم بالتفرد و الجدة و األصالة و عدم الشيوع "‪ .‬فهو " يتمثل في قدرة الفرد على‬
‫إنتاج أفكار أو معارف تعبر جديدة و غير مألوفة لآلخرين‪ ،‬و قد يكون نشاطا خياليا و إنتاجيا‪ ،‬أو‬
‫أنه صورة جديدة لخبرات قديمة أو ربط عالقات سابقة بمواقف جديدة ‪ "...‬و التفكير اإلبداعي‬
‫هو " نشاط عقلي مركب و هادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج‬
‫أصيلة لم تكن معروفة سابقا ‪ ".‬و يعرف أيضا بأنه " القدرة على إنتاج أشياء جديدة من عناصر‬
‫قديمة ‪ ،‬و هذه القدرة تتسم بالطالقة و املرونة و األصالة ‪183".‬‬

‫و يعرف الباحث ديب نايف أبو لطيف اإلبداع بأنه " تفاعل فكري إنساني خالق ‪ ،‬يولد نتاجا‬
‫بكرا مفيدا قابال للتنفيذ لسد حاجة أو أكثر ‪184".‬‬

‫الجدير بالذكر أن بعض الباحثين يميزون بين اإلبداع و التجديد رغم اعترافهم في ذات‬
‫الوقت بوجود تداخل بين املفهومين‪ .‬و التجديد حسبهم يمثل أحد تطبيقات التفكير اإلبداعي ‪،‬‬
‫حيث يعرفونه بأنه هو " اإلدخال و التطبيق القصديين لعدد من األفكار أو العمليات أو املنتجات‬
‫أو اإلجراءات في عمل أو عمل فريق أو مؤسسة ‪ ،‬بحيث تكون األفكار و العمليات جديدة بالنسبة‬
‫لذلك العمل أو الفريق أو املؤسسة ‪ ،‬و تصمم لتحقيق فائدة لذلك العمل أو الفريق أو املؤسسة‬
‫أي مصممة لتحسين أداء املؤسسة أو الفريق ‪ ".‬و عليه يوجد فرق واحد بين اإلبداع و التجديد و‬

‫‪ 183‬سالم عبد هللا سعيد الفاخري ‪ ،‬سيكلوجية االبداع ‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪20-22‬‬
‫‪ 184‬ديب نايف أبو لطيف ‪ ،‬اإلبداع من الفكر إلى املمارسة ‪ ،‬دار رسالن ‪ ، 0225 ،‬ص ‪01‬‬

‫‪86‬‬
‫هو أن االبداع مدفوع بحوافز ذاتية ( تعبير ذاتي ) ‪ ،‬بينما التجديد مدفوع بحوافز خارجية و‬
‫الحاجة لتجاوز املعايير السابقة ‪185.‬‬

‫و نعرف اإلبداع إجرائيا بأنه هو نشاط ذهني ‪ ،‬قدرة الفرد على استخدام مهاراته العقلية‬
‫و‬ ‫إليجاد و توليد و انتاج أفكار جديدة ‪ ،‬أصيلة ‪ ،‬خارجة عن املألوف و مفيدة للفرد و املجتمع‬
‫و‬ ‫املؤسسة ‪ .‬و لإلبداع أنواع فقد نجد اإلبداع اإلداري و التنظيمي و الفني و التكنولوجي‬
‫اإلعالمي و العلمي و الفكري ‪ ...‬و نحن ما يهمنا من أنواع اإلبداع هو الذي يمارس في املجال‬
‫املقاوالتي اإلعالمي ‪.‬‬
‫حيث يدور االبداع في املجال املقاوالتي أو الريادي حول " عملية تنتج من خاللها أشياء جديدة ‪،‬‬
‫فهو يشير إلى الطرق الجديدة و اإلبداعية لخلق قيمة من خالل منتجات و خدمات ‪ ،‬أو نماذج‬
‫أعمال أو عمليات جديدة " ‪ .‬كما يمكن تعريف اإلبداع بأنه " عملية تتكون من أفكار و رؤئ‬
‫أصيلة ذات قيمة و من ثم وضعها موضع التطبيق بحيث تكون نتائجها مقبولة و قابلة‬
‫"‬ ‫لالستعمال من قبل أعداد كبيرة من األشخاص ‪ " .‬و يتلخص اإلبداع عند البعض في أنه‬
‫الحل اإلبداعي للمشكلة ‪ ،‬حيث حل أي مشكلة من دون وجود عنصر إبداعي ‪ ،‬ليس عمال إبداعيا‬
‫حقيقيا ‪ ،‬إضافة إلى أن الفكر اإلبداعي الذي ال يجد له تطبيقا في حل مشكالت عالم الواقع ال‬
‫يمكن عده إبداعا أيضا ‪ ،‬فاإلبداع هو الدم الذي يجري في شريان حياة املؤسسات ألنه يتعلق‬
‫بالحاجات الحقيقية و بناء جسر من أجل الوصول إلى حلول لها ‪186 ".‬‬

‫و من جهته شرح جويل بودوني ( ‪ ) Joel Podolny‬الذي يشغل منصب نائب عميد املوارد‬
‫البشرية في شركة أبل فكرة اإلبداع في خلق القيمة بقوله " يمكن أن تكون صاحب شركة قابلة‬
‫للحياة و االستمرار ‪ ،‬إما بسبب أنك جيد جدا في خلق القيمة ‪ ،‬أو بسبب أنك حاذق جدا في‬
‫التقاط القيمة التي يخلقها اآلخرون و استثمارها " ‪ .‬و قد أضاف ذات املتحدث " النجاح من‬
‫خالل الفكرة اإلبداعية غالبا ما يتطلب أن يكون املرء مبدعا أي أن تعرف كيف تجمع القيمة مع‬
‫أشياء أو تضيفها إلى أشياء لم تكن بينها و بين القيمة عالقة من قبل ‪187".‬‬

‫‪ 185‬مارك رانكو ‪ ،‬ترجمة شفيق فالح عالونة‪ ،‬اإلبداع نظرياته و موضوعاته ( البحث و التطور و املمارسة ) ‪ ،‬ط ‪ ، 0‬إصدارات‬
‫موهبة العلمية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪352-351‬‬
‫‪ 186‬توني وانر ‪ ،‬ترجمة منذر محمود صالح محمد ‪ ،‬صناعة املبدعين ‪ -‬تنشئة األجيال الشابة التي ستغير وجه العالم ‪،‬‬
‫إصدارات موهبة العلمية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪ ، 0221 ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ 187‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪87‬‬
‫و تعتبر املشاريع املقاوالتية اإلبداعية جيل جديد من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة التي‬
‫تعتمد على أفكار ابتكارية و تكنولوجية غير تقليدية مستفيدة من الفرص الجديدة التي يتيحها‬
‫االقتصاد القائم على املعرفة ‪ ،‬و تنطوي على احتمال نمو واعد ‪ ،‬كبير و سريع‪ " .‬أي أنها تلك‬
‫املشاريع التي تقوم على أفكار غير مألوفة في بيئتها و تثمن العقول املبدعة و الخبيرة أكثر من‬
‫اليدي العاملة ‪ ،‬و تعد بخلق قيمة مضافة عالية في وقت قصير بغض النظر عن ضآلة مدخاللتها‬
‫‪188‬‬ ‫املالية ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى لفت بعض الباحثين االنتباه إلى أن االبداع املقاوالتي ال يعني بالضرورة ابتكار‬
‫جيل ثاني من منتج ما ( هاتف ذكي مثال) ‪ ،‬إذ من املمكن أن يدور حول الطريقة التي تتعامل فيها‬
‫املؤسسة الناشئة مع زبائنها ‪ ،‬و قد يتجسد اإلبداع أيضا في مجال توسيق منتجاتها الرئيسية و‬
‫الخدمات التي تقدمها أو في طرح النماذج التجارية الجديدة و االستراتيجيات الجديدة املتبعة في‬
‫خوض غمار املنافسة في السوق ‪189.‬‬

‫و بناء على ما تقدم نخلص إلى أن اإلبداع املقاوالتي يشمل على عدة أنواع من اإلبداعات ‪:‬‬
‫االدارية ‪ ،‬التنظيمية ‪ ،‬التسويقية ‪ ،...‬كما أنه ينطوي على عدة معاني فقد يكون فكرة قديمة ملنتج‬
‫أو خدمة موجودة أصال في السوق أو مؤسسة توقف نشاطها فيقوم بإعادة طرحها أو بعثها أو‬
‫تشغيلها أو هيكلتها في شكل فريد و مميز يختلف تماما عن ما كانت عليه من قبل ‪ ،‬بمعنى يضع‬
‫ملسته و بصمته في هذا املجال ‪.‬‬
‫أما االبداع في العمل اإلعالمي فننظر إليه كنوع من الفعل املقاوالتي الدءوب على تطويره‬
‫بشكل مستمر باألفكار االبداعية التي تعتبر عنصر و مقوم أساس ي للريادة اإلعالمية و الحجر‬
‫األساس الذي ترتكز عليه ‪ .‬علما أن اإلبداع في املؤسسات اإلعالمية قد يكون على املستوى‬
‫الفردي ( املقاول الصحفي أو اإلعالمي الريادي ) أو الجماعي ( فريق عمل ) و هذا يؤدي بدوره إلى‬
‫تحقيق االبداع املؤسساتي ‪.‬‬
‫كما ننظر إلى االبداع في مجال املقاوالتية اإلعالمية على أنه مهارة ايجاد حلول ملشكالت تواجهها‬
‫مختلف املؤسسات اإلعالمية مثال مشاكل في تسويق منتجاتها كالبرامج تلفزيونية أو في التوزيع ‪،‬‬

‫‪ 188‬الشريف بقة ‪ ،‬عماد الدين شرعة ‪ ،‬دور الحاضنات اإلبداعية التكنولوجية في تطوير و ترقية اقتصاد املعرفة ‪،‬مجلة تنمية‬
‫املوارد البشرية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 22‬ص ‪252‬‬
‫‪ 189‬توني وانر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪88‬‬
‫انخفاض نسبة املشاهدة أو املقروئية ‪ ،‬أزمة مالية ‪...‬و غيرها من املشاكل شريطة أن تكون أفكار‬
‫هذه الحلول فريدة من نوعها و تحل املشكل ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بمفهوم االبتكار ( ‪ ) Innovation‬فهو اآلخر يحمل العديد من التعريفات‬
‫املتنوعة باختالف الباحثين و تخصصاتهم غير أنها تصب معظمها في معنى واحد و هو أن " كل‬
‫االبتكارات تبدأ باألفكار الخالقة ( اإلبداعية ) و عليه فاالبتكار هو التنفيذ الناجح لتلك األفكار‬
‫داخل املؤسسات ‪ ،‬و عليه يعتبر إبداع األفراد و املجموعات هو نقطة البداية لعملية االبتكار ‪،‬‬
‫أي أن االبداع شرط ضروري لالبتكار ‪ ،‬و باختصار فإن ما يميز اإلبداع عن االبتكار هو أن األول‬
‫يعني اإلتيان بأفكار جديدة ‪ ،‬بينما الثاني يعني تجسيدها ‪190.‬‬

‫و في تعريف آخر االبتكار هو " النتيجة الناجمة من إنشاء طريقة أو أسلوب جديد في اإلنتاج‪،‬‬
‫و كذا التغيير في جميع مكونات املنتج أو كيفية تصميمه ‪ ".‬و اقتصاديا هو تغيير في قيمة املنتج و‬
‫الرضا الناتج عن املوارد املستخدمة من قبل املستهلك ‪ .‬و االبتكار يشمل االبتكار التكنولوجي‬
‫الناتج عن البحث و التطوير في أساليب و طرائق االنتاج ‪ ،‬و االبتكار التنظيمي الذي يرتبط‬
‫بابتكار و استحداث أساليب و نظم التسيير و اإلدارة و التخطيط و التنظيم ‪ ،‬بهدف دعم نظم‬
‫املؤسسة و تحسين هيكلتها و تقوية العالقة بين مختلف أفرادها و تحفيزهم نحو أهدافها بكفاءة‬
‫و فعالية ‪191.‬‬

‫و من هذا املنطلق عندما نريد أن نربط بين مفهوم اإلبداع و االبتكار نستنتج أن األفكار‬
‫االبداعية تنتهي عادة بظهور منتج جديد لم يسبق استحداثه من قبل أو تطوير ش يء موجود‬
‫أصال لكن بطريقة جديدة و في هذه الحالة يسمى ابتكارا‪ .‬و بعبارة أخرى فإن االبداع كعملية و‬
‫نشاط مرتبط بالفكرة الجديدة و االبتكار هو الجزء امللموس املرتبط بالتنفيذ و تحويل الفكرة‬
‫إلى منتج اعالمي ‪ .‬و عادة األفكار االبداعية مرتبطة باألفراد و تحويلها إلى مبتكرات أو ابتكارات‬
‫يكون من خالل املؤسسة املحتضنة لتلك األفكار ‪ .‬أي أن االبتكار هو التطبيق الخالق أو املالئم‬
‫لإلبداع‪ ،‬كما أن هذا األخير هو الخطوة األولى لالبتكار‪.‬‬

‫‪ 190‬السيد نصر الدين السيد‪ ،‬االبتكارو إدارته‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪ ،2011 ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 191‬مصطفى عوادي ‪ ،‬دور إدارة االبتكار في تحسين مستوى االبتكار و اإلبداع في الدول و املؤسسات العربية ‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫االقتصادية و املالية ‪ ،‬جامعة الوادي الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 3‬العدد ‪ ، 2‬ص ‪044‬‬

‫‪89‬‬
‫عناصر العملية االبداعية في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الشخصية‬ ‫‪-II‬‬
‫املبدعة ‪ ،‬الفكرة ‪ ،‬سياق اإلبداع ‪ ،‬اإلنتاج اإلبداعي " املنتج اإلعالمي")‬
‫تتكون العملية االبداعية في املجال اإلعالمي من عدة عناصر أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -0‬الشخصية املبدعة ‪ :‬الفرد املبدع هو الفرد القادر على التفكير الذي يمكنه من‬
‫اكتشاف املشكالت و املواقف الغامضة و من إعادة صياغة عناصر الخبرة في أنماط‬
‫جديدة تتميز بالحداثة بالنسبة للفرد نفسه و للمجتمع الذي يعيش فيه و هذه القدرة‬
‫كما أن الشخصية املبدعة ترى ما ال يراه‬ ‫عليها و تنميتها ‪192.‬‬ ‫على اإلبداع يمكن التدرب‬
‫اآلخرون و ترى املألوف بطريقة غير مألوفة ‪ ،‬الذي تكون له القدرة على حل املشاكل‬
‫بأساليب جديدة ‪193...‬‬

‫و الشخصية املبدعة عند ممارسة املقاوالتية اإلعالمية يتقمصها بالدرجة األولى املقاول اإلعالمي‬
‫( الصحفي الريادي ) الذي يعمل على صناعة املحتوى اإلعالمي أو أي شخص يساهم بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة في عملية االنتاج الفكري و املادي للمنتج اإلعالمي ‪ .‬فالصحفي املقاول‬
‫املبدع هو املستعد دائما إلى تبني التغيير ‪ ،‬و ال يشعر بالرضا على الطريقة التقليدية التي يعمل‬
‫بها داخل املؤسسة ‪ ،‬و القادر على التفكير خارج املألوف ‪.‬‬
‫و في ذات السياق يرى بعض الباحثين أن الفرد املبدع تتوفر فيه سبعة مهارات و هي ‪194 :‬‬

‫‪ ‬التفكير الناقد و حل املشكالت ‪.‬‬


‫‪ ‬التشاركية بواسطة شبكة االنترنت ‪ ،‬و ممارسة القيادة من خالل القدرة على التأثير ‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة التغيير و القدرة على التأقلم ‪.‬‬
‫‪ ‬التمتع بروح املبادرة و القدرة على تأسيس شركة خاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على الحصول على املعلومات و تحليلها‪.‬‬
‫‪ ‬التواصل الشفهي و الكتابي بصورة فاعلة ‪.‬‬
‫‪ ‬الفضول و الخيال ‪.‬‬

‫‪ 192‬سالم عبد هللا الفاخري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪20‬‬


‫‪ 193‬ديب نايف أبو لطيف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪33- 30‬‬
‫‪ 194‬توني وانر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪30‬‬

‫‪90‬‬
‫في حين يرى البعض اآلخر من الباحثين أن هذه املهرات ضرورية ليصبح الفرد مبدعا لكنها ليست‬
‫كافية ‪ ،‬فأضافوا ميزات مثل ‪ :‬القدرة على التحمل ‪ ،‬و الرغبة في إجراء التجارب ‪ ،‬و الخوض في‬
‫مغامرات محسوبة و التغاض ي عن األخفاق و تقبله و القدرة على تفكير التصميم ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫التفكير الناقد ‪195.‬‬

‫و‬ ‫و في نظرنا فإن الشخصية املبدعة املرتبطة بالصحفي تتوفر على نفس سمات‬
‫صفات املقاول ( الشخصية و الدافعية ) التي سبق و أن استعرضناها في محاضرة سابقة ‪ :‬من‬
‫الجرأة ‪ ،‬الشجاعة ‪ ،‬الطموح ‪ ،‬حب االستطالع ‪ ،‬املثابرة ‪ ،‬الحركة املستمرة ‪ ،‬التفاؤل ‪ ،‬التخطيط‬
‫‪ ،‬توسيع دائرة مصادره لألخبار و املعلومات ‪ ،‬امليل للبحث ‪ ،‬مهارات التفكير االبداعي ‪...‬الخ‬

‫‪ -2‬الفكرة االبداعية ‪ :‬تعتبر الحجر األساس في النشاط املقاوالتي عامة و املقاوالتي‬


‫اإلعالمي خاصة الذي يميزه عن بقية النشاطات األخرى ‪ ،‬بل هي أهم من رأس املال و‬
‫قد تكون رأس مال املشروع املقاوالتي و أساس تجسيده على أرض الواقع و خير مثال على‬
‫و‬ ‫ذلك كيف تحولت فكرة برنامج " من سيربح املليون " إلى منتج قابل للبيع‬
‫التسويق و االنتاج بنسخ محلية ‪ ،‬و بعدها إلى أنجح برنامج تلفزيوني على اإلطالق ‪ .‬و‬
‫نظرا ألهمية الفكرة اإلبداعية في املقاوالتية اإلعالمية و التي بدونها ال يمكن الحديث عن‬
‫اإلنتاج اإلعالمي أوال و املقاوالتي ثانيا ارتأينا أن نخصص لها محاضرة مستقلة ‪.‬‬
‫‪ -0‬االنتاج اإلعالمي االبداعي ‪ :‬عادة يتمثل اإلنتاج اإلبداعي في االبتكار أي في املنتج أو‬
‫الخدمة أو الفكرة ‪ .‬أما اإلنتاج اإلبداعي في املشاريع املقاوالتية فيتمثل في منتجات معرفية‬
‫)‪ ) Knowledge products‬سواء كانت سلعا ملموسة قائمة على املعرفة ‪Knowledge‬‬
‫)‪ ) Based Goods‬أو خدمات قائمة على املعرفة ( ‪ ، ) Knowledge Based Services‬أو‬
‫و البرامج‬ ‫حتى منتجات منفردة قائما أساسا على اإلبداع ( مثل صناعة الترفية‬
‫التلفزيونية )‪196.‬‬

‫و في املجال اإلعالمي يعرف الباحثون عملية اإلنتاج اإلبداعي بأنها " عملية ال تقتصر على‬
‫العامل املادي فقط و إنما تشمل الجوانب الجمالية و اإلبداعية و الفنية التي تهدف إلى‬
‫تحويل األفكار ( من فكرة) إلى مجموعة من النصوص ‪ ،‬الصور و األصوات ووضعها في قالب‬

‫‪ 195‬نفس املكان‬
‫‪ 196‬الشريف بقة ‪ ،‬عماد الدين شرعة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 252‬‬

‫‪91‬‬
‫فني شيق بهدف توصيلها إلى الجمهور و التأثير عليهم ‪ ".‬و هذه العملية اإلبداعية تحتاج إلى‬
‫و التخطيط و املحاسبة و الهندسة اإلذاعية و‬ ‫تكاتف خبرات عديدة في مجاالت اإلدارة‬
‫التصوير بكل أنواعه و الصوت و فنون اإلضاءة و الديكور و التمثيل و املؤثرات و التسويق و‬
‫البحوث و اإلخراج الفني ‪...‬الخ‪.‬‬
‫و يعرف أيضا اإلنتاج اإلعالمي ( الصحفي ‪ ،‬التلفزيوني ‪ ،‬اإلذاعي ‪ ،‬السينمائي و الرقمي ) على أنه "‬
‫الخ طوات املتعددة التي تؤدي إلى تحويل فكرة جيدة إلى مادة مكتوبة أو مسجلة ( صوتيا و بصريا)‬
‫أو رقمية متعددة الوسائط تكون في مجموعها مادة‪ /‬برنامجا إذاعيا تلفزيونيا متكامال‪197.‬‬

‫و من وجهة نظرنا فإن اإلنتاج اإلبداعي في املجال اإلعالمي فهو متنوع نظرا لخصوصية هذا‬
‫و‬ ‫املجال الذي تنشط فيه مختلف وسائل اإلعالم التقليدية و الحديثة املكتوبة‬
‫اإللكترونية و السمعية و السمعية البصرية ‪ ،‬كما أن منتجها اإلعالمي يحمل بعدا اقتصاديا و في‬
‫ذات الوقت بعدا إعالميا ‪ ،‬و أيضا هناك بعض املنتجات اإلعالمية تزيد قيمتها بزيادة استهالكها‬
‫من قبل الجمهور و رغم ذلك ال تنفذ ( أي ال تنتهي مثل املنتجات االقتصادية) ‪.‬‬
‫و يمكن أن يكون اإلنتاج اإلعالمي االبداعي عبارة عن خدمات إعالمية مميزة في عدة مجاالت‬
‫تقدمها مختلف املؤسسات اإلعالمية لجمهورها من خالل محتواها األصيل و الفريد ‪ .‬كما يتخذ‬
‫املنتج اإلعالمي شكل فكرة جديدة لبرنامج تلفزيوني ‪ ،‬إذاعي ‪ ،‬سيناريو ملسلسل أو فيلم سينمائي)‬
‫لروبورتاج ‪ ،‬تحقيق ‪...‬الخ و أيضا قد يكون طريقة جديدة في معالجة األخبار و في توزيع و نشر و‬
‫بث املحتوى اإلعالمي ‪.‬‬
‫و عليه نعرف املنتج اإلعالمي على أنه أي ش يء غير ملموس يعرض في السوق اإلعالمية‬
‫كأية سلعة أخرى و يلبي حاجات الجمهور أو املؤسسات االعالمية و يخضع لعملية التبادل مثلما‬
‫يحدث في حالة البرامج التلفزيونية مثال التي يتم انتاجها ثم بيعها إلى قنوات أخرى ‪.‬‬
‫و حسب الباحثين فإن اإلنتاج اإلبداعي مهما كان مجاله يجب أن يتصف بسمات و إال ال‬
‫يعتبر منتجا ابداعيا و هذه السمات تتمثل خاصة في ‪:‬‬
‫‪ -‬الجدية أي األصالة و أال يكون عاجزا أو متكئا بصورة أساسية وجوهرية على سواه في‬
‫تحقيق ما يرمي إليه املبدع من إبداعه‪.‬‬

‫‪ 197‬حسن علي قاسم ‪ ،‬إنتاج املواد السمعبصرية‪ :‬األسس العلمية و املهنية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬القاهرة مصر ‪ ،‬العربي للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪22‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬أن يعكس املنتج اإلبداع قيمة جديدة يستفيد منها الفرد و الجماعة‪ ،‬بحيث يسد حاجة‬
‫أو أكثر أو جزء من حاجة‪198 .‬‬

‫و هو نفس الرأي الذي ذهب إليه " كروبلي " الذي يرى أن صفة الجدة ال تكفي لكي يعتبر منتج‬
‫ما إبداعيا بل أيضا املالءمة و الفاعلية ‪ ،‬و بعبارة أخرى ينبغي ألي منتج أن يكون أكثر من أصيل‬
‫و أكثر من جديد ‪ ،‬إذ البد له أيضا أن يسد الحاجة التي أبدع من أجلها ‪ .‬كون أن الفكرة تبقى في‬
‫غياب املنفعة أو الفاعلية مجرد فكرة أصيلة و قد تكون غريبة و ال قيمة لها مما يعني " أنها غير‬
‫إبداعية " ‪199.‬‬

‫و بما أن العمل اإلعالمي اإلبداعي ال يعني أن يتم نقل الصحفي الواقع بشكل اعتباطي أو وفق‬
‫قوالب جاهزة و جامدة بل يجب أن يكون هناك تفاعل بين الخصوصية و االبتكار يتحقق في‬
‫عملية النقل و الصياغة لذلك يمكن تحديد أبرز سمات اإلبداع في العمل الصحفي بما يأتي‪200 :‬‬

‫‪ ‬الجدة في معالجة املادة الصحفية و رصد التغيير في املوضوعات املختلفة‪.‬‬


‫‪ ‬الدورية في العمل الصحفي و ارتباطه بمواعيد محددة و ضرورة انجاز العمل في وقت‬
‫محدد ‪.‬‬
‫‪ ‬الدقة في جمع املعلومات قيمة مهمة في اإلبداع الصحفي ‪.‬‬
‫‪ ‬العامل الذاتي و ما يتركه من بصمة واضحة على املادة الصحفية ‪ .‬و هنا يعني العامل‬
‫الذاتي في التكوين الفكري و العاطفي للصحفي و عواطفه و انفعاالته‪.‬‬
‫‪ -4‬سياق االبداع ‪ :‬و يتمثل في املناخ أو الظروف و البئة الداخلية و الخارجية للمقاول‬
‫التي تتم فيها العملية االبداعية ‪ ،‬ان كانت مشجعة على توليد األفكار االبداعية أم ال ‪.‬‬
‫حيث " ال يحدث اإلبداع من فراغ ‪ ،‬ألن البيئة حاضرة و يكون لها أثر على اإلبداع بتحفيزه‬
‫و دغمه ‪ ،‬فإلتقاء املتغيرات املركزة على الشخص مثل الذكاء و املعرفة و الدوافع و متغيرات‬
‫البيئة أمر ضروري لإلبداع ‪ ،‬و تشمل البيئة املادية األسرة و املدرسة ووسائل االتصال و مجال‬
‫النشاط و القوانين ‪...‬و تختلف املجتمعات في إبداعها ليس نتيجة اختالف تكوين أفرادها العقلي‬
‫و الجسمي ‪ ،‬و إنما هو نتيجة اختالف البيئة فنجد منها املشعة على اإلبداع ‪ ،‬فتشعر املبدع‬

‫‪ 198‬ديب نايف أبو لطيف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪34-33‬‬


‫‪ 199‬مارك رانكو ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪351‬‬
‫‪ 200‬إسراء جاسم فلحي املوسوي ‪ ،‬الخصائص املهنية للقائم باالتصال في الصحافة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان األردن ‪ ،‬دار أمجد للنشر و‬
‫التوزيع‪، 0222 ،‬ص ‪25‬‬

‫‪93‬‬
‫و الرأي‬ ‫باألمن الننفس ي و شعوره الداخلي بالحرية في التفكير و التعبير الحر ‪ ،‬و تمنح لفكرة‬
‫‪201".‬‬ ‫فرصة للتجريب حتى و عن بدا عليها خروج عن الشائع و املألوف‬
‫و العكس صحيح في حالة إذا كانت بيئة املقاول سلبية و غير مشجعة و غير محفزة بل مثبطة‬
‫للطموحات و األفكار الريادية ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يقسم بعض الباحثين السياق اإلبداعي الذي يمكن أن يساعد على نمو‬
‫اإلبداع و تحسينه إلى قسمين ‪ :‬الظروف العامة و التي ترتبط باملجتمع و ثقافته ‪ ،‬أي الظروف‬
‫السياسية و االجتماعية الثقافية السائدة في املجتمع و مدى قدرتها على تهيئة سياق مشجع‬
‫لالبداع ‪ .‬و ثانيا الظروف الخاصة املرتبطة بسياق العمل أو الفعل االبداعي ‪ ،‬كظروف الكتابة‬
‫أو العمل أو االنتاج ‪202.‬‬ ‫الصحفية‬
‫و يعتبر املناخ الصحفي املشجع على التفكير و إبداء الرأي و التطوير عنصر هام في عملية‬
‫اإلبداع ‪ ،‬فاإلدارة الصحفية التي تعتمد على الشللية و املحاباة و املجاملة ‪ ،‬و تمنع محرريها من‬
‫التفكير و التجريب و التطوير ستظل مؤسسة اعالمية جامدة مهددة بالتوقف ‪ .‬أما إذا توفرت‬
‫اإلدارة الصحفية التي تفهم ماهية اإلبداع و تشجع محرريها و العاملين بها و ذوي املهارات الخاصة‬
‫على االبتكار و التطوير و تقدم لهم كل الدعم و تمنحهم الفرصة في االرتقاء سينعكس بذلك‬
‫عليها‪ .‬و من املهم أيضا أن تشيع روح الزمالة و التقدير و التعاون داخل املؤسسات اإلعالمية‪203 .‬‬

‫و بدورهما خلصتا الباحثان سعاد ين سالم و المية مومن في دراستهما إلى أن الضغوط املهنية‬
‫املتمثلة في ضغوط الوقت‪ ،‬و ضغوط السياسة التحريرية‪ ،‬إضافة إلى عامل الخبرة املهنية يلعبون‬
‫دورا مهما في زيادة مستوى النشاط االبداعي من عدمه ‪ .‬كما للعوامل االجتماعية تأثير في االنتاج‬
‫اإلبداعي اإلعالمي ‪ ،‬حيث الصحفيين املبدعين غالبا ما كانوا يحظون خالل مراحل التنشئة ا‬
‫الجتماعية و األسرية بالتشجيع و االحتضان الستعداداتهم من جانب أفراد األسرة ‪ ،‬كما كانوا‬
‫يتمتعون في طفولتهم بقدر كبير من الحرية و االستقالل و هو ما شكل حافزا لهم ملواصلة االتجاه‬
‫نحو شحذ قدراتهم االبداعية و تنميتها ملمارسة عملهم ‪.204‬‬

‫‪ 201‬بشرى جميل إسماعيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ، 0220 ،‬ص ‪220‬‬


‫‪ 202‬سعاد ين سالم ‪ ،‬المية مومن ‪ ،‬اإلبداع في الكتابة للصورة التلفزيونية – دراسة تحليلية لعينة من تقارير قناة الجزيرة‬
‫اإلخبارية ‪ ، -‬مجلة االتصال و الصحافة ‪ ،‬املدرسة العليا الوطنية لصحافة و اإلعالم ‪ ،‬الجزائر العاصمة ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪، 0‬‬
‫‪. 0202‬‬
‫‪ 203‬اإلبداع في العمل الصحفي ‪ ،‬جريدة أكف اإللكترونية ‪ ،‬مؤسسة الصحافة ميديا ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ ، 0224/24/20‬متوفر على‬
‫الخط التالي ‪https://alamirkamalfarag.com/show_news.php?id=336 :‬‬
‫‪ 204‬سعاد ين سالم ‪ ،‬المية مومن ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪262‬‬

‫‪94‬‬
‫و بناء على ما تقدم عن السياق اإلبداعي نستنتج أن البيئة الداخلية للصحفي تلعب دورا في‬
‫تعزيز روحه املقاوالتية و تنمية روح االبداع لديه في حالة إذا شجعت املؤسسة اإلعالمية التي‬
‫يعمل بها على ممارسة العصف الذهني الفردي أو الجماعي أو على األقل منحه فرصة تقديم‬
‫اقتراحات لتطوير أسلوب العمل و املحتوى االعالمي في إطار ما يسمى بالريادة الداخلية ‪ ،‬في حين‬
‫يتحول الصحفي املقاول أو الريادي إلى صحفي موظف عادي إذا بقي يعمل في إدارة اعالمية‬
‫تقليدية تهمل عنصري اإلبداع و االبتكار ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالبيئة الخارجية للمقاول املبدع في املجال االعالمي فهي مرتبطة بتأسيس بيئة‬
‫اعالمية للتفكير اإلبداعي بداية بحرية االبداع املشروعة مع سن قوانين تحمي حقوق امللكية‬
‫الفكرية ‪ ،‬مرورا بإنشاء حاضنات و مسرعات أعمال تهتم باملشاريع الريادية اإلعالمية ‪ ،‬و مدن‬
‫اعالمية لديها القدرة على توليد األفكار اإلبداعية ‪ ،‬و نهاية بتقديم الدعم املالي لتحويل هذه‬
‫األفكار إلى ابتكارات في هذا املجال ‪ .‬هذا دون أن ننس ى البيئة اإلجتماعية و الثقافية للمقاول‬
‫الصحفي ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن سياق العملية االبداعية اإلعالمية في الجزائر و الدول العربية عامة غير‬
‫مشجع و هذا يعود إلى عدة أسباب أهمها ‪205 :‬‬

‫‪ ‬يكتس ي اإلبداع اإلعالمي طابعا حكوميا وليا للسلطة الحاكمة التي تمارس دور الرقابة لكل‬
‫إنتاج إعالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل املؤسسات اإلعالمية بمعزل عن الجامعات و مراكز البحث التي تلعب دورا في‬
‫الكشف عن الصعوبات التي تواجهها و طرح الحلول املناسبة لها‪ .‬و بالتالي غياب الصالت‬
‫املوضوعية بين البحث العلمي و سياسات اإلنتاج اإلعالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اهتمام الجامعات اإلعالمية و كلياتها بمسألة التدريب اإلعالمي لطالبها الذي‬
‫يساعدهم على تنمية مهاراتهم و تعزيز قدراتهم اإلبداعية باعتبار أن البعض منهم‬
‫سيتوجه إلى العمل اإلعالمي و بالتالي سيساهم في عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام باإلنتاج االعالمي املستورد ( املدبلج و املترجم ) أو بأفكار مستوردة ( نسخ‬
‫لبرامج أجنبية ) و هذا راجع إلى ارتفاع تكلفة اإلنتاج الذاتي من جهة ‪ ،‬حيث أصبح شعار‬
‫صناعات املضمون اإلعالمي " ال تنتج ما دمت قادرا على الشراء " و غياب سوق عربية‬

‫بشرى جميل إسماعيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪001-003‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪95‬‬
‫حقيقية في مستوى الصناعات اإلعالمية أو ندرتها في بعض الدول العربية من جهة أخرى‬
‫‪.‬‬
‫و نحن نضيف سبب آخر و هو عدم حماية األفكار االبداعية من السرقة ‪ ،‬بمعنى حصول‬
‫الريادي على حقوق املؤلف ملصنفه الفكري ‪ ،‬مثلما هو الحال في الجزائر ‪ ،‬حيث ديوان حقوق‬
‫املؤلف و الحقوق املجاورة ال يحمي األفكار التلفزيونية مثال من السرقة ‪ .‬و باختصار فإن االنتاج‬
‫اإلعالمي في املؤسسات اإلعالمية متعاقد مع سلطة السياسة و املال و ال مكان لسلطة التفكير‬
‫اإلبداعي مادام أنها ال تخدم مصالح السلطتين ‪ ،‬و هذا ما حال دون تحول املؤسسات اإلعالمية‬
‫الحالية في الجزائر إلى مؤسسات مقاوالتية أي ريادية ‪.‬‬
‫أنواع اإلبداع اإلعالمي ( اإلبداع التحريري ‪ ،‬الفني ‪ ،‬اإلداري ‪،‬‬ ‫‪-III‬‬
‫التكنولوجي ‪ ،‬االتصالي التسويق االبتكاري ‪ ) ...‬يمكن للريادي اإلعالمي أن‬
‫يمارس التفكير اإلبداعي في مختلف مراحل االنتاج اإلعالمي الفكري و املادي نذكر‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -0‬القوالب البرامجية و الصحفية ‪ :‬إن القوالب البرامجية قابلة للتطوير‬
‫و‬ ‫باستمرار و من املفروض ال تتوقف ‪ ،‬فبإمكان الصحفي املقاول ابتكار‬
‫استحداث أنماط جديدة من األشكال اإلعالمية كتلك التي ظهرت في سنوات‬
‫سابقة ‪ :‬البرامج الحوارية ( ‪ ، ) Talk Show‬البرامج السياسية الناقدة الساخرة‬
‫(‬ ‫مثل ‪ :‬البرنامج األمريكي دمى األخبار " ‪ ، " The daily show‬برامج الفيتشر‬
‫و‬ ‫‪ ) Feature‬التي ظهرت كقالب إذاعي يتحدى القوالب اإلذاعية التقليدية‬
‫املعروفة ‪ ،‬صحافة املوبايل " ‪ ، " Mojo‬صحافة البيانات "‪" Data Journalism‬‬
‫‪ ،‬الصحافة املتأنية‪.‬‬
‫‪ -2‬طرق توزيع و عرض و بث املنتج االعالمي ‪ :‬مثل استحداث منصات رقمية‬
‫و تطبيقات لبث و نشر املنتج اإلعالمي ‪ ،‬و في هذا الصدد نذكر سينما السيارات‬
‫كطريقة جديدة ملشاهدة األفالم السينمائية بدل من قاعات السينما ‪ ،‬منصة‬
‫نتفليكس التي كانت أولى املنصات التي تنشط في مجال الترفيه املنزلي عبر بث‬

‫‪ ‬ملزيد من املعلومات حول هذا القالب ابنظر ‪ :‬محمد فوزي كنازة ‪ ،‬املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ‪ ،‬مجلة البحوث و‬
‫الدراسات اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 0221 ، 24‬ص ص ‪. 026 – 215‬‬

‫‪96‬‬
‫الفيدو ‪ ،‬و في الصحافة ظهرت في سنوات خالية طريقة توزيع الجرائد ببتوت‬
‫املشتركين بها ‪.‬‬
‫‪ -0‬طرق جديدة لتسويق املنتج اإلعالمي ‪ :‬و بالتالي زيادة نسبة املشاهدة أو‬
‫املقروئية مثلما فعلت بعض الجرائد الغربية كالجريدة البريطانية " ‪The‬‬
‫و‬ ‫ً‬
‫جديدا للتسلية و اختبارات الذكاء‬ ‫ً‬
‫تطبيقا‬ ‫‪ " Guardian‬حيث أطلقت‬
‫الكلمات املتقاطعة بجانب تطبيقها اإلخباري ‪.‬‬
‫‪ -4‬نماذج اقتصادية مبتكرة للتمويل‪ :‬مثل نموذج التمويل الجماهيري عبر‬
‫نظامين االشتراك و العضوية الذي ظهر في سنوات ماضية و حقق نجاحا في‬
‫الدول الغربية‪ ،‬إذ أصبح حاليا يوفر لبعض مواقع الصحف استدامة اقتصادية‬
‫لسنوات‪.‬‬
‫‪ -5‬املحتوى االعالمي في حد ذاته يكون مميز و حصري مثال فكرة جديدة‬
‫ملضمون برنامج ‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬روبورتاج ‪ ،‬وثائقي ‪...‬الخ‬
‫‪ -6‬فن الكتابة اإلعالمية ( اإلذاعية و الصورة التلفزيونية و الصحفية) ‪:‬‬
‫من ناحية اإلبداع في النص و سرد الوقائع و األحداث مثال في كتابة التقارير‬
‫اإلخبارية و القصص الخبرية ‪...‬‬
‫‪ -7‬االخراج التلفزيوني و الصحفي ‪.‬‬
‫أسباب تبني االبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ‪ :‬تتعدد‬ ‫‪-IV‬‬
‫األسباب التي تجعل املؤسسات اإلعالمية تتبنى عنصري اإلبداع و االبتكار و التي‬
‫تجعلها تنتقل من ممارسة النشاط االعالمي التقليدي إلى ممارسة النشاط اإلعالمي‬
‫الريادي ستختصرها في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الظروف التي تعيشها املؤسسات اإلعالمية على مختلف اداراتها تجعل من تبني أسلوب‬
‫ابداعي ضرورة ملحة أن لم نقل حتمية تفرضها البيئة الخارجية لها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ظهور وسائط اعالمية جديدة تنافس حصتها من سوق الجمهور املشاهد أو القارئ مثل ‪:‬‬
‫منصات البث الرقمي للفيديو ‪ ،‬مواقع الكترونية اخبارية ‪...‬الخ‬
‫ت‪ -‬املساهمة في تنمية مهارات التفكير عند العاملين بها خاصة االعالميين ‪ ،‬و منح لهم املجال‬
‫ملمارسة العصف الذهني ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ث‪ -‬خلق منافسة في السوق االعالمية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬خلق طلب متزايد على املحتوى االعالمي االبداعي ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تحسين جودة املنتجات االعالمية و تشجيع االنتاج االعالمي املحلي األصيل ‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ : 37‬الفكرة كأول و أهم خطوة في نجاح املشروع املقاوالتي‬


‫اإلعالمي‬
‫تعريف الفكرة االستثمارية ‪ :‬بما أن املشاريع املقاوالتية هي مشاريع استثمارية‬ ‫‪-I‬‬
‫تقوم على أفكار إبداعية تنتهي عادة بإنشاء مؤسسات ناشئة تقدم خدمات مميزة أو‬
‫تنتج سلع استهالكية تعرض ألول مرة في السوق ‪ ،‬فإنها ( أي الفكرة ) تعتبر حجر‬
‫األساس ألي نشاط مقاوالتي مهما كان مجاله بما فيه اإلعالمي ‪.‬‬
‫و نقصد بالفكرة االستثمارية بتلك الفكرة املرتبطة باملشروع االستثماري اإلعالمي أي موضوع‬
‫النشاط و الخدمة التي سيقدمها و أساس نجاحه في حالة إنشاء مؤسسة اعالمية ناشئة أو فكرة‬
‫متعلقة بمرحلة االنتاج الفكري ( املحتوى االعالمي ) أو الخاصة بمرحلة االنتاج االعالمي املادي (‬
‫االخراج الصحفي و التلفزيوني مثال ) ‪ .‬و األفكار االستثمارية في املشاريع املقاوالتية تتميز عن‬
‫غيرها من األفكار بكونها أفكار ريادية ابداعية مبتكرة ‪.‬‬

‫لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق متى نقول عن الفكرة إنها ريادية ؟‬
‫يرى بعض الباحثين أن الفكرة االستثمارية لكي نطلق عليها صفة ريادية يجب أن تكون‬
‫مبتكرة و إبداعية‪ ،‬و تهدف إلى تحقيق حلم كبير‪ ،‬فال يمكن اعتبار األفكار الصغيرة ريادية إال إذا‬
‫ً‬
‫كانت بداية لتحقيق ما هو أكبر منها و أوسع انتشارا‪ ،‬فكم من صاحب سلسلة مطاعم بدأ بعربة‬
‫متنقلة لبيع (السندويشات )‪ ،‬كما يمكن أن تكون الفكرة ريادية لكنها مقتبسة من أفكار أخرى‪،‬‬
‫بعيدة عن التقليد و سرقة األفكار‪ ،‬فهناك من قاموا بدراسة أفكار غيرهم و اقتبسوا منها أفكارهم‬
‫الخاصة‪ ،‬بما يتناسب مع بيئتهم الداخلية و الخارجية مثل مناطقهم و حاالتهم و ثقافاتهم‪ ،‬و‬
‫أسسوا مشاريع ناجحة بأفكارهم الخاصة‪206 .‬‬

‫‪ 206‬محمد الرزقي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪98‬‬
‫و عليه فإن الفكرة الريادية هي ‪ ،‬عملية تأسيس فكرة جديدة ‪ ،‬أو تطوير فكرة قديمة بحيث‬
‫يتم تلبية ‪ :‬احتياج ‪ ،‬رغبة ‪ ،‬سلوك لدى املستهدفين من خالل هذه الفكرة ‪ ،‬و األفكار الريادية تأتي‬
‫لصاحبها فجأة و تكون غير واضحة في بدايتها ثم تتضح شيئا فشئيا ‪ ،‬حيث كثير من األفكار تكون‬
‫وليدة عادات تمارسها ‪ ،‬أفكار نناقشها ‪ ،‬حاجة ملسناها ‪207.‬‬

‫لإلشارة فإن بين الباحثين يفرقون بين املوضوع و الفكرة‪ ،‬فاألول هو مضمون أو طبيعة برنامج‬
‫تلفزيوني‪ ،‬صفحة بجريدة‪ ،‬تقرير صحفي‪ ،‬تحقيق استقصائي في مجال ما( سياس ي‪ ،‬تاريخي‪،‬‬
‫اجتماعي‪ ،‬ثقافي‪ )...‬و غيرها من املواضيع التي يمكن أن تكون محل اهتمام وسائل اإلعالم و‬
‫تعالجها إعالميا‪ ،‬بينما الفكرة هي الهدف املقصود‪ ،‬الرابط املوحد بين أجزاء املوضوع‪ ،‬هي وجهة‬
‫و بالتالي‬ ‫النظر و رؤية خاصة بصاحبها و تميزه عن الغير و يريد ايصالها إلى الجمهور ‪،‬‬
‫سيسغى إلى معالجة املوضوع بطريقته الخاصة ‪208.‬‬

‫و في هذا الصدد يؤكد بعض اإلعالميين أن الفكرة تستحوذ على ‪ 52‬باملائة من نجاح التقرير‬
‫الصحفي أو التحقيق االستقصائي ‪ ،‬فلو كانت ضعيفة مهما بذل املحرر من جهد بها سيكون‬
‫الناتج ضعيفا ‪ ،‬و العكس صحيح إذا كانت الفكرة مبتكرة مدهشة بأقل جهد يمكن أن تقدم مادة‬
‫صحفية مدهشة ‪ ،‬أما القواعد و التنفيذ فيحصل كل واحد منهما على ‪ 05‬باملائة ‪209.‬‬

‫و بناء على ما تقدم تعتبر الفكرة املميزة حجر األساس و أحد العناصر املهمة للعملية‬
‫االبداعية في املجال اإلعالمي بصفة عامة و الريادة اإلعالمية بصفة خاصة ‪ ،‬باعتبار أن املنتج‬
‫اإلعالمي هو ش يء غير ملموس يعرض في السوق اإلعالمية أولها سوق الجمهور ليلبي حاجاته ‪ ،‬و‬
‫ثانيتها سوق املؤسسات اإلعالمية إذا أرادت شراء املادة اإلعالمية املميزة أو املنتج الذي يخضع‬
‫لعملية التبادل مثال برنامج تلفزيوني ‪ ،‬و قبل ذلك يمكن أن تباع األفكار التلفزيونية االبداعية‬
‫قبل تحولها إلى برامج في سوق األفكار التلفزيونية التي يعمل القائمون عليها على تطويرها و‬
‫االستثمار فيها ‪.‬‬
‫عوامل نجاح الفكرة االستثمارية‪:‬‬ ‫‪-II‬‬

‫‪ 207‬مليس محمد باكودح ‪ ،‬استراتيجيات تقييم فكرة املشروع الريادي ‪ ،‬سلسلة ملخصات اللقاءات اإلثرائية ‪ ،‬عيادات األعمال ‪،‬‬
‫متوفر على الخط التالي ‪https://qcc.org.sa/sites/default/files/2021-02/pdf :‬‬
‫‪ 208‬فوزي محمد كنازة ‪ ،‬املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات االنسانية ‪ ،‬العدد ‪ 0221 ، 24‬ص‬
‫‪020‬‬
‫‪ 209‬اإلبداع في العمل الصحفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪99‬‬
‫دائما يطرح املقاول سؤال على نفسه بمجرد عثوره على الفكرة الريادية ملشروعه املقاوالتي ‪ :‬هل‬
‫فكرتي قابلة لالستثمار ؟ أي هل هناك شخص ممول يمكن أن يستثمر في هذه الفكرة ؟ و هل‬
‫سيضع أمواله في تنفيذ الفكرة و تحويلها إلى حقيقة ( مشروع ملموس على أرض الواقع؟ إذ تعتبر‬
‫عملية اقناع الريادي صاحب الفكرة املبدعة املستثمرين للحصول على الدعم املالي لتمويل‬
‫مشروعه املقاوالتي التحدي األكبر الذي يواجهه املقاول الذي يملك عادة األفكار الريادية و ال‬
‫يملك السيولة النقدية الكافية الطالق مؤسسته الناشئة ‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر في مجال‬
‫املقاوالتية السمعية البصرية ‪ ،‬حيث عادة يبحث املمول و الراعي للبرامج التلفزيونية عن الربح‬
‫فهو يخاطر برأسماله ليضاعفه و ليس ليخسره ‪ .‬و فيما يلي أهم العوامل التي ستضمن نجاح‬
‫األفكار التلفزيونية التي إذا نفذت بالطريقة الصحيحة ستصبح برامج ناجحة تتنافس عليها‬
‫القنوات لشرائها جاهزة أو شراء الفكرة و تحوليها إلى نسخ محلية مثلما هو معمول به على‬
‫املستوى العاملي و خاصة العربي ‪210 :‬‬

‫‪ ‬دراسة السوق املحيطة بك ( سوق املشاهد أو املستمع و سوق املنافس ) ‪ :‬تقديم فكرة‬
‫برنامج ال يطلبه السوق أو فكرة مكررة ( مستهلكة ) فأنت بذلك تحكم على هذا البرنامج‬
‫بالفشل من البداية ‪.‬‬
‫‪ ‬نجاح الفكرة مرهون بقوتها و بعناصراإلبداع فيها و بالتالي جاذبيتها للجمهور‪ ،‬يجب أن‬
‫تكون الفكرة جذابة للمعلنين أيضا الذين يمثلون عصب تمويل البرامج التلفزيونية‬
‫الجماهيرية‪.‬‬
‫‪ ‬قابلة للتطبيق ميدانيا أي قابلة للتنفيذ و االستثمار ‪ ،‬قد تكون الفكرة االستثمارية في‬
‫جوهرها جيدة و مبتكرة و لكنها غير قابلة للتنفيذ ( مثال مكلفة جدا ‪ ،‬صعب تحويلها‬
‫الى برنامج )‬
‫‪ ‬أن تكون تكلفة إنتاجها معقولة ضمن حدود امليزانيات التي تتبعها القنوات التلفزيونية‬
‫وشركات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون هذه الفكرة قابلة للنجاح في مختلف دول العالم ألن األفكار املحلية لن يمكن‬
‫بيعها إال ملحطات محدودة العدد األمر الذي لن يحقق األرباح املطلوبة‪.‬‬

‫‪ 210‬عمار بكار ‪ ،‬عندي فكرة برنامج تلفزيون ‪ ،‬جريدة األقتصادية اإللكترونية ‪ ،‬تم النشر بتاريخ ‪ 25‬ديسمبر ‪ ، 0222‬تم‬
‫االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪https://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173608.html :‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ ‬إمكانية دمج التفاعلية مع الفكرة بحكم أن كثيرا من املحطات التلفزيونية تعتمد على‬
‫التفاعلية عبر رسائل الهاتف النقال و االتصاالت الهاتفية كوسيلة لتمويل التكاليف‬
‫املرتفعة للبرامج التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ ‬كلما كانت فكرة البرنامج متدفقة االيرادات ( االرباح) كلما ارتفعت قيمتها و تنافست‬
‫عليها القنوات التلفزيونية و شركات االنتاج من أجل تحقيقها و انتاجها ‪.‬‬
‫و في سياق متصل يرى الباحث حسن علي قاسم أن فكرة برنامج ما يجب أن تتسم بما يلي‪211:‬‬

‫‪ -‬ينبغي أن تكون الفكرة شيقة و خالقة و تستثير املشاهد و املستمع‪.‬‬


‫‪ -‬وضوح الفكرة‪ ،‬حتى يتسنى تطبيقها و تنفيذها و من ثم فهمها من قبل املشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوافق مع السياسة العامة و مع هوية املؤسسة أو املحطة اإلعالمية املهنية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوافق مع اهتمامات الجمهور و احتياجاته‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون ذات قيمة فكرية و تقدم جديدا للمجتمع‪.‬‬
‫و‬ ‫و من جهته يحدد " أليسون " ثالثة شروط تتحدد من خاللها فكرة البرنامج اإلعالمي‬
‫هي ‪212 :‬‬

‫‪ -‬أن تكون جيدة و قابلة للتنفيذ ‪.‬‬


‫‪ -‬تنفيذ الفكرة أو إنتاجها جيدا من الناحية العلمية و الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬العرض أو التقديم على نحو جيد و بناء‪.‬‬
‫و لتقييم مدى فاعلية األفكار االستثمارية بصفة عامة من املهم اإلجابة على األسئلة التالية ‪213:‬‬

‫‪ ‬ماذا تقدم ؟‬
‫‪ ‬ماذا تعالج ؟‬
‫‪ ‬من هم املنافسين ؟‬
‫‪ ‬هل هي جديدة ؟‬
‫‪ ‬هل هي تطوير ؟‬
‫‪ ‬هل هي تعمل على سلوك العميل ؟‬

‫‪ 211‬حسن علي قاسم ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪40-42‬‬


‫‪ 212‬فوزي محمد كنازة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 020‬‬
‫‪ 213‬مليس محمد باكودح ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫و على العموم من عوامل نجاح األفكار الريادية اإلعالمية هي أن تكون‪ :‬بسيطة‪ ،‬غير متوقعة من‬
‫قبل الجمهور و املنافسين‪ ،‬ملموسة‪ ،‬ذات مصداقية‪ ،‬عاطفية مؤثرة‪ ،‬معززة بالقصص‪...‬‬

‫مراحل تطوير األفكار اإلعالمية الريادية‪ :‬بعد تجاوز املقاول الصحفي مرحلة‬ ‫‪-III‬‬
‫إيجاد فكرته اإلعالمية املميزة و املبدعة و التي تسمى عند الباحثين بمرحلة توليد‬
‫األفكار عليه املرور بمراحل أخرى لينتهي به املطاف بتنفيذ الفكرة على أرض الواقع‪.‬‬
‫غير أن املختصين في املجال املقاوالتي يعترفون بأن عملية تحويل األفكار املبتكرة إلى مشروعات‬
‫و منظمات و مؤسسات أعمال قابلة للنمو و اإلزدهار ستظل هي التحدي األكبر التي تواجه‬
‫و فيمايلي مراحل تطوير الفكرة‬ ‫‪214.‬‬ ‫املستثمرين في بيئة األعمال الديناميكية و املعقدة‬
‫اإلعالمية ‪215:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة صياغة و تطويرالفكرة اإلعالمية ‪ :‬تكون الفكرة في ذهن اإلعالمي على شكل‬
‫و‬ ‫خواطر أو أماني أو حلم إعالمي مجرد ‪ ،‬و هنا فهو بحاجة إلى كتابة الفكرة‬
‫تقسيمها إلى خطوات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ‪ ،‬و أهمية هذه الخطوة هي في إزالة‬
‫كل الخياالت التي ال يمكن تنفيذها ‪ً ،‬‬
‫سواء كانت أماني أو غايات ال تخدم أهداف املشروع‬
‫و شرحها و‬ ‫النهائية‪ .‬و هذه املرحلة تمكن املقاول من صياغة فكرته املراد تطبيقها‬
‫التعبير عنها بشكل واضح‪.‬‬
‫‪ -2‬تقييم الفكرة اإلعالمية‪ :‬تعد هذه املرحلة مهمة بالنسبة لتشكيل فكرة ناجحة‪ ،‬يحث‬
‫يحاول املقاول اإلعالمي التعمق أكثر في فحوى فكرته‪ ،‬فمن خالل هذه املرحلة يتم ضبط‬
‫الفكرة على حسب البيئة املراد االستثمار فيها ‪.‬‬
‫‪ -0‬تنفيذ الفكرة اإلعالمية‪ :‬مرحلة التنفيذ هي املرحلة التي ينتقل فيها رائد اإلعالم من‬
‫مخيلته‪ ،‬إلى ما يعيشه و يريد أن يعيشه في مشروعه فيما يخص الجانب املالي واإلداري و‬
‫الفني‪.‬‬

‫‪ 214‬حكمت رشيد سلطان‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪215 https://awaan.sa/archives/3958‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -4‬مرحلة تصويرالفكرة اإلعالمية‪ :‬مادام املشروع عبارة عن منتج إعالمي ‪ ،‬فهو بحاجة‬
‫لتصويره بشكل إحترافي ‪ ،‬و ال يعيب الرائد اإلعالمي أن يستفيد من خبرات املتخصصين‬
‫في التصوير‪ ،‬واالستفادة منهم بطريقة تخدم املشروع ‪.‬‬
‫‪ -5‬مرحلة التصفية و املونتاج‪ :‬املونتاج من أهم املراحل في إنشاء املحتوى اإلعالمي‪،‬‬
‫فهو مرحلة تصفية و ترتيب للمحتوى املصور الذي قد يشمل بعض الصور التي ال تخدم‬
‫املشروع‪ ،‬و بالتالي تعتبر هذه الخطوة آخر خطوة في إنشاء املحتوى اإلعالمي ‪.‬‬
‫‪ -6‬مرحلة تسويق الفكرة اإلعالمية‪ :‬يقدر خبراء التسويق أن نسبة اإلنفاق الالزمة‬
‫لتسويق منتج ما‪ ،‬هي ما بين( ‪ 20‬إلى ‪ )%32‬من قيمة امليزانية العامة للمشروع‪ ،‬األمر‬
‫الذي يعكس أهمية التسويق و دوره األساس ي في إنجاح املشروع الريادي أو عدمه‪.‬‬
‫و يمكن لرائد اإلعالم أن يقوم بإختبار فكرته من خالل عرض حلقة نموذجية على فئات‬
‫مختارة من الجمهور لجس نبضهم إن حققت إعجابهم أم ال ‪.‬‬
‫أما في حالة املقاول الصحفي الذي يمارس عمل حر و يقدم خدماته املميزة إلى مختلف املؤسسات‬
‫اإلعالمية فبعد االنتهاء من مرحلة تطوير فكرته لبرنامج تلفزيوني مثال و صياغتها ينتقل إلى‬
‫املراحل التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحصول على حقوق ملكية الفكرة‪ :‬بهدف حمايتها من السرقة‬
‫من خالل تسجيل أو الحصول على حجز حقوق الطبع و النشر على‬
‫مستوى الجهات املخولة بحماية امللكية الفكرية‪ .‬علما أن في الجزائر ال‬
‫يوجد قانون يحمي األفكار التلفزيونية من السرقة – كما أشرنا سابقا‪-‬‬
‫و‬ ‫ب‪ -‬التواصل مع الجهات املهتمة باالنتاج السمعي البصري ‪:‬‬
‫ذلك من خالل االتفاق مع أحد األطراف الفاعلة في الصناعة‬
‫التلفزيونية مثل ‪ :‬شركات االنتاج السمعي البصري ‪،‬القنوات التلفزيونية‬
‫‪ ،‬شركات األفكار التلفزيونية من أجل بيع الفكرة و تحويلها إلى برنامج‬
‫ناجح ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن املقاول عند تطويره لفكرة مشروعه يلزمه أن تكون قادرا على اإلجابة‬
‫على األسئلة األساسية األربعة‪ :‬م ــا املنتجات‪/‬الخدمات التي يستهدفها مشروعك؟ ‪ ،‬مــاهي‬
‫احتياجات السوق املستهدف؟ من هم زبائنك؟ كي ــف سيتم التسويق ملنتجات‪/‬خدمات‬

‫‪103‬‬
‫مشروعك؟ مـاهي نقاط القوة ونقاط الضعف في مشروعك؟ ‪ 216‬بعبارة أخرى تعزيز أفكار‬
‫املشاريع املقاوالتية تتطلب من الريادي القيام بالتحليل الرباعي ‪ SWOT‬و هو أسلوب للتحليل‬
‫يعتمد على تحديد نقاط القوة و التﻬديدات لفكرة مشروع ما ‪ ،‬و تتشكل كلمة ‪ SWOT‬من‬
‫‪217‬‬ ‫الحروف األولى للكلمات األربعة اآلتية‪:‬‬
‫نقاط القوة(‪) Strengths‬‬ ‫‪‬‬

‫نقاط الضعف (‪) Weaknesses‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرص ( ‪)Opportunities‬‬ ‫‪‬‬

‫التهديدات (‪) Threats‬‬ ‫‪‬‬

‫مصادرالحصول على الفكرة و طرق انشاءها و تطويرها ‪:‬‬ ‫‪.VII‬‬


‫من أين تأتي األفكار ؟ من أين يأتي االلهام اإلعالمي ؟ هذا السؤال الذي يراود دائما أصحاب‬
‫و مخترعين‬ ‫املشاريع املقاوالتية أي رواد االعمال الذين ليسوا بالضرورة عباقرة و مفكرين‬
‫لكي يؤتوا بأفكار جديدة و مبدعة ‪ ،‬فقط عليهم فقط التحلي باليقظة و التفتح على العالم‬
‫الخارجي‪ .‬و في الغالب تكون الفكرة االستثمارية اإلبداعية من أحد املصادر التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الخبرة الذاتية‪ :‬أي تلك الخبرة املستمدة من عمل الريادي اإلعالمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬هوايات املقاول و اهتماماته الخاصة ‪ :‬من أنجح االعمال هي تلك التي تبدأ بهواية‬
‫تتطور و تصبح احترافا و مصدر ابداع لعمل مميز ‪ ،‬و يتطور إلى مشروع ناجح و مربح ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الجمهور كمصدر لألفكار االستثمارية الجديدة ‪ :‬و يكون ذلك من خالل فتح‬
‫و‬ ‫املجال لجمهور املؤسسات اإلعالمية املستفيد من خدماتهم اإلعالمية لتقديم رأيهم‬
‫اقتراحاتهم ‪ ،‬و كذلك من خالل دراسة السوق املرتبطة بهم ‪ ،‬لذلك من الضروري ان‬
‫يوثق املقاول عالقته مع جماهيره و يستمع اليهم و يعرف حاجاته و رغباته‪ .‬علما أن‬
‫الجمهور أصبح في السنوات األخيرة مصدر الهام للصحفي و في ذات الوقت مصدر تمويل‬
‫املؤسسات اإلعالمية‪.‬‬

‫التالي‪:‬‬ ‫الرابط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫املصرية‪،‬‬ ‫‪ 216‬فكرة املشروع‪ ،‬منصة املشروعات الصغيرة‬
‫‪https://www.msme.eg/ProjectSteps/Pages/ProjectIdea.aspx‬‬
‫‪ 217‬أمال بن سترة ‪ ،‬نوال شيشة ‪ ،‬استخدام مصفوفة التحليل الرباعي في الشركات متعددة الجنسيات ( ماكدونالدز) ‪ ،‬مجلة‬
‫االمتياز لبحوث االقتصاد و اإلدارة ‪ ،‬املجلد ‪ ، 5‬العدد ‪ ، 0202 ، 0‬ص ص ‪. 222-225‬‬

‫‪104‬‬
‫ث‪ -‬االتصاالت الشخصية ‪ :‬تلعب االتصاالت الشخصية دورا هاما للمقاول و تدعمه في‬
‫االتيان باألفكار الجديدة ‪ ،‬سواء تواصل مع زمالئه في العمل ‪ ،‬أصدقائه في الخارج ‪،‬‬
‫و‬ ‫مقاولين سابقين ‪ ،‬فريق العمل الخاص بالبرنامج في حالة تطويره‬
‫و‬ ‫االعداد ملوسم آخر ‪ ،‬أو أي كل شخص يقع في دائرة معارفه الشخصية‬
‫مصالحه ‪.‬‬
‫ج‪ -‬االجتهاد في البحث عن األفكار من خالل استغالل الفرص ‪ :‬الجديد دائما‬
‫موجود ‪ ،‬لكن يحتاج إلى بحث و هي من مهمة املقاول الصحفي أو اإلعالمي الذي ينظر الى‬
‫األمور بنظرة مختلفة عن الصحفي املوظف ‪ ،‬فالريادي يبحث دائما عن الجديد و‬
‫و‬ ‫التغيير ‪ ،‬عن فكرة متميزة و بالتالي ال يملك فكرة جاهزة لهذا عليه البحث عنها‬
‫استغالل الفرص املوجودة في السوق اإلعالمية ‪.‬‬
‫و‬ ‫ح‪ -‬املؤسسات اإلعالمية املنافسة‪ :‬و ذلك من خالل دراسة عناصر الضعف‬
‫القصور بها و استغاللها من قبل الرائد اإلعالمي ( الفرصة االستثمارية ) ‪ ،‬أي تحويل‬
‫نقاط ضعف املنافس إلى نقاط قوة لدى املقاول ‪.‬‬
‫خ‪ -‬متابعة األفكار التقليدية ‪ :‬أحيانا تكون األفكار التقليدية نفسها معينا لألفكار‬
‫الجديدة من خالل البحث عن كيفية تطويرها و االتيان بالجديد ‪.‬‬
‫د‪ -‬حل مشكلة في السوق أو وجود ثغرة فيه ‪ :‬مثال إيجاد فكرة مبدعة لحل مشكلة في‬
‫توزيع الصحف و املرتبطة بمشكل آخر و هو املرتجعات ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬توفر أماكن إلنشاء و توليد األفكار ‪ :‬حتى تكون هناك أفكار جديدة فال بد من توفر‬
‫البيئة املنشئة لهذه األفكار منها حاضنات االعمال و املدن اإلعالمية ‪ ،‬البرامج التلفزيونية‬
‫‪ ،‬و حلقات النقاش ( مجموعات التقارب ) حتى يتمكن املقاول من طرح أفكاره على الغير‬
‫و يتم توليد فكرة مضبوطة ‪ ،‬و عادة في مثل هذه األماكن يتم ممارسة ما يسمى بالعصف‬
‫الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي الذي يضع ذهن املقاول في حالة اثارة و جاهزية لتوليد‬
‫اكبر عدد ممكن من األفكار ‪.‬‬
‫ر‪ -‬الوسائل التكنولوجية ‪ :‬لقد فتحت املجال واسعا امام رواد االعمال في املجال‬
‫اإلعالمي لالستثمار في الفضاء الرقمي و بالتحديد في منصات التواصل االجتماعي ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫و‬ ‫املحور الخامس ‪ :‬النشاط املقاوالتي اإلعالمي السمعي البصري‬
‫الصحفي املطبوع و اإللكتروني ( من حيث حو افز و صعوبات املمارسة ‪،‬‬
‫انشاء مؤسسة إعالمية ناشئة)‬

‫املحاضرة ‪ : 38‬ممارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي بين عوامل التحفيز‬


‫و صعوبات الواقع‬
‫العوامل املحفزة على ممارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي ‪:‬‬ ‫‪-I‬‬
‫يحتاج أي مقاول لعوامل تحفزه على اطالق مشاريعه الريادية و دعمها و ضمان استمراريتها‬
‫و نموها في السوق و هي عادة عوامل مرتبطة ببيئته الداخلية و الخارجية و التي سبق و أن أشرنا‬
‫إليها في عجالة في عنصر سياق اإلبداع ‪ ،‬لكن نظرا ألهميتها ارتأينا أن نتطرق إليها ببعض من‬
‫التفصيل في هذه املحاضرة ‪ ،‬حيث تلعب بيئة االستثمار املقاواللتي املرتبطة بمجال عمل‬
‫و‬ ‫املؤسسات الناشئة دورا كبيرا في تحقيق األهداف املرجوة من قبل املقاول من جهة‬
‫الحكومة التي تعول عليها في انعاش اقتصادها من جهة أخرى ‪ ،‬و تشمل هذه البيئة على اإلطار‬
‫التشريعي و املؤسس ي و املناخ االقتصادي و االجتماعي و غيرها من العناصر و العوامل املحفزة‬
‫للمقاوالتية و التي تسبق اطالق أي مشروع مقاوالتي التي سنستعرضها في النقاط التالية علما أنها‬
‫قد تتحول هذه العوامل املحفزة إلى صعوبات في ذات الوقت إن لم تتوفر في البيئة الداخلية و‬
‫الخارجية للمقاول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العامل السياس ي املرتبط بالسياسات العمومية الحكومية و البنكية ‪:‬‬
‫أكد العديد من الباحثين على أهمية السياسات الحكومية و تأثير عوامل البيئة املحلية‬
‫و متغيراتها في درجة وجود النشاط الريادي ‪ ،‬إذ يمكن للحكومات أن تؤثر في النشاط‬
‫الريادي عن طريق برامج التمويل ‪ ،‬و السياسات الضريبية و أساليب دعم األسواق‬
‫املالئمة من أجل الترويج لريادة األعمال ‪ ،‬ارساء البنية التحتية املالئمة ‪ ،‬البحث‬
‫و التطوير ‪218...‬‬

‫‪ 218‬ريم رمضان ‪ ،‬عناصر البيئة الخارجية و عالقتها بالنية الريادية لطالب الجامعات باستخدام املرصد العاملي لريادة األعمال‬
‫‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 02‬العدد األول ‪ ، 0223 ،‬ص ‪012‬‬

‫‪106‬‬
‫و من بين اإلصالحات التنظيمية و املالية املطلوبة من الحكومة إجرائها نذكر ‪ :‬تقديم املزايا‬
‫الضريبية ( اإلعفاء من ضريبة القيمة املضافة و التخفيض في التعريفات الجمركية ) ‪ ،‬انشاء‬
‫أجهزة املرافقة لفائدة املؤسسات الناشئة و مشاريع األعمال اإلعالمية و التي تمثل البيئة‬
‫(‬ ‫الحاضنة لريادة األعمال و االبتكار و التنافسية في املجال املقاوالتي عامة و اإلعالمي خاصة‬
‫مثل صناديق التمويل و أجهزة االستثمار ‪ ،‬حاضنات و مسرعات األعمال ‪ )...‬أما فيما يتعلق‬
‫بسياسة البنوك فتضم التخفيض في الضرائب البنكية و تسهيل اإلجراءات اإلدارية ‪...‬‬
‫ب‪ -‬العامل التشريعي و التنظيمي ‪ :‬يتمثل في سن القوانين املنظمة للنشاط املقاوالتي‬
‫اإلعالمي في البيئة التقليدية و الرقمية و االطار القانوني الخاص بالشركات الناشئة و‬
‫منها اإلعالمية ‪ ،‬باإلضافة إلى قوانين االستثمار ‪ ،‬و القانون التجاري و قانون حماية‬
‫امللكية الفكرية لبرامج التلفزيونية خاصة و براءات االختراع ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يرى الباحثون و رواد األعمال أن وجود إطار تشريعي خاص باملؤسسات الريادية‬
‫ّ‬
‫سيسهل عملية الوصول إلى تعريف محدد لهذا القطاع و بالتالي القدرة على منحه‬ ‫و الناشئة‬
‫الخصوصية التي يحتاجها و تحديد متطلبات دعمه و تطويره ‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد الجهة‬
‫املسؤولة عن تنظيمه‪219 .‬‬

‫الجدير بالذكر أنه لحد األن ال يوجد في الجزائر إطار تشريعي قانوني خاص بتنظيم النشاط‬
‫املقاوالتي و عمل املؤسسات الناشئة ‪ ،‬ما عدا اصدار املرسوم التنفيذي رقم ‪ 054-02‬بتاريخ ‪25‬‬
‫سبتمبر ‪ 0202‬الذي يتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و "مشروع مبتكر "‬
‫و " حاضنات األعمال " ‪ ،‬كما تنص املادة ‪ 20‬من هذا املرسوم على شروط و إجراءات منح عالمة‬
‫مؤسسة ناشئة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬العامل االقتصادي ‪ :‬و يتمثل في املوارد اإلعالمية ‪ ،‬البشرية ‪ ،‬املعرفية ‪ ،‬التكنولوجية‬
‫‪ ،‬املالية و املادية التي بدونها ال يمكن فعل أي ش يء و ال يمكن تحقيق أي ش يء ‪ ،‬هذه‬
‫العوامل حتى إذا كانت متداخلة في بداية األمر ‪ ،‬فال يمكن إنشاء املؤسسة دون القدرة‬
‫و في‬ ‫‪220‬‬ ‫على البحث على الوسائل و املوارد و الحصول عليها و تعبئتها ملصلحة مشروع‪.‬‬
‫مختلف مراحل اإلنتاج اإلعالمي الفكري و املادي (خاصة الفكرة كمادة خام) ‪.‬‬

‫‪ 219‬مؤسسة مهارات ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 223‬‬


‫‪220 Alain Fayolle, Le métier de Créateur d'entreprise,Op Cit, p 60-69.‬‬

‫‪107‬‬
‫و نجد كذلك ضمن العامل االقتصادي األسواق املحلية كمتغير بيئي في املقاوالتية ‪ ،‬ففيما يتعلق‬
‫بسوق العمل من جهة ‪ ،‬توفر العمال املؤهلين و ذوي الخبرة يمكن أن يبرز سبب توطين‬
‫ً‬
‫مؤشرا على وجود احتياط من املقاولين‬ ‫املؤسسات الجديدة و حالة سوق العمل يمكن أن تشكل‬
‫املحتملين ‪ ،‬و على مستوى سوق السلع و الخدمات من جهة أخرى ‪ ،‬فالطلب املحلي يبدو أنه يؤثر‬
‫إيجابا على إنشاء املؤسسة في معظم القطاعات خاصة في قطاع الخدمات حيث قرب السوق من‬
‫القاعدة يؤثر على إنشاء املؤسسات بسهولة‪ .‬باإلضافة إلى وجود أسواق مفتوحة ‪ ،‬علما أنه‬
‫توجد أسواق مفتوحة لكنها مزدحمة ‪ ،‬و أخرى مغلقة كليا ( احتكار عمومي ) أو جد منتظمة‬
‫يكون فيها تأسيس منظمة جديدة مستحيال تقريبا ‪ ،‬و هناك أسواق تعرف حالة احتكارية تتقاسم‬
‫فيها مؤسستين كبيرتين أو ثالثة العمالء و تعمل من أجل إقصاء كل قادم جديد ‪ ،‬في املقابل هناك‬
‫أسواق أخرى مفتوحة بشكل واسع لكن القادمين الجدد ال يمكن لهم فرض تطبيق أسعار‬
‫و‬ ‫منخفضة جدا بالنسبة للمنافسين ‪ ،‬ألن األسعار مرتبطة عادة بالتكلفة ‪ ،‬املردودية‬
‫البقاء‪221 .‬‬

‫و عليه يجب أن يتأكد املقاول اإلعالمي قدرته على الوصول إلى السوق اإلعالمية بأنواعها (‬
‫سوق الجمهور كزبون ستوجه إليه الخدمة اإلعالمية ‪ ،‬املعلن الذي يمثل املصدر الرئيس ي‬
‫لتمويله ‪ ،‬سوق األفكار التلفزيونية التي تعتبر املادة الخام و الركيزة التي يقوم عليها النشاط‬
‫املقاوالتي السمعي البصري ‪ ،‬سوق املحتوى الصحفي الذي يشتري منه األخبار الحصرية ‪ ،‬سوق‬
‫العمل الذي من خالله يكون املقاول فريق عمله ‪ ،‬و سوق املالية الذي يضم مختلف املؤسسات‬
‫املصرفية التي ستمول مشروعه املقاوالتي ) ‪.‬‬
‫ث‪ -‬العامل البيئي االجتماعي و الثقافي‪ :‬و ينظر إلى الثقافة بقيمها و معتقداتها املشتركة‬
‫بين أفراد املجتمع الواحد على أنها عامل بيئي مهم في تأثيرها في عدد رواد األعمال‬
‫املستقبليين املحتمل ظهورهم في مجتمع ما ‪222.‬‬

‫و هكذا للبيئة االجتماعية و الثقافية التي يعيش فيها املقاول كمواطن أوال ثم كإعالمي تأثيرات‬
‫إيجابية أو سلبية على إرساء و تنمية ثقافة مقاوالتية لديه و تعزيز وعيه بالتوجه نحو العمل‬
‫الريادي و انشاء مؤسسته الناشئة من بينها ‪ ( :‬العائلة ‪ ،‬الجامعات ‪ ،‬املؤسسة اإلعالمية التي‬
‫يشتغل بها‪)...‬‬

‫‪ 221‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪41- 42‬‬


‫‪ 222‬ريم رمضان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪108‬‬
‫ج‪ -‬العامل الذاتي ( الشخص ي ) ‪ :‬و يتمثل في الحوافز الذاتية املتعلقة باملقاول في حد‬
‫ذاته ‪ :‬رغبته في العمل الحر و املستقل ‪ ،‬و حبه في تجريب أي ش يء جديد ‪ ،‬األخذ‬
‫باملخاطرة ‪...‬الخ ‪ .‬أي تلك الصفات و الخصائص التي تحدثنا إليها سابقا و التي نعتبرها‬
‫أهم عامل ذاتي محفز ملمارسة النشاط املقاوالتي يأتي في املرتبة األولى لتليه العوامل‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يمكن استعراض عوامل أخرى يرى فيها بعض الباحثين عوامل أساسية‬
‫مشجعة لبناء مناخ النتاج الرياديين و نمو مؤسساتهم الناشئة و هي ‪223 :‬‬

‫‪ -‬مجتمع يشجع الحرية الفردية‪.‬‬


‫‪ -‬احترام األعمال و األفراد الذين ينشأون األعمال ‪.‬‬
‫‪ -‬الديمقراطية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬منظمات أعمال مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم املهارات الريادية في جميع املستويات ‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي الثقافة املحلية دورا أساسيا في األنشطة الريادية من خالل الشرعية االجتماعية‬
‫للريادة ‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ 0‬الظروف اإلطارية لريادة األعمال حسب املرصد العاملي للريادة‬

‫‪ 223‬ايثار عبد الهادي الفيحان ‪ ،‬سعدون محسن سلمان ‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تعزيز ريادة املنظمات ‪ ،‬مجلة كلية بغداد‬
‫للعلوم االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪ ، 0220 ، 32‬ص ‪. 12‬‬

‫‪109‬‬
‫املصدر‪ :‬سمير عبد هللا‪ ،‬مرصد الريادة الفلسطيني‪ ،‬معهد أبحاث السياسات االقتصادية‬
‫الفلسطيني ( ماس)‪ ،2303 ،‬ص ‪50‬‬

‫و باملوازاة مع هذه العوامل املحفزة و املشجعة على ممارسة النشاط املقاوالتي و انشاء‬
‫املؤسسات الناشئة ‪ ،‬نجد عوامل أخرى من شأنها أن تساعد املقاول على نجاح اطالق مشروعه‬
‫الخاص و ضمان استمراريته في السوق ‪ ،‬إذ أصبح هاجسه الوحيد في بداية خوضه غمار عالم‬
‫املقاوالتية هو كيف يجعل مشروعه املقاوالتي ناجحا؟ و كيف تتجاوز مؤسسته الناشئة مرحلة‬
‫الخطر ؟ و فيما يلي استعراض لبعض العوامل التي جمعناها من خالل مشاهدتنا لفيديوهات‬
‫و األسباب التي مكنتهم‬ ‫رواد األعمال يتحدثون عن تجربتهم األولى في مجال ريادة األعمال‬
‫و ساعدتهم في تحقيق أهدافهم املرجوة ‪:‬‬

‫‪ ‬عوامل مرتبطة بسمات و صفات شخصية املقاول و بمجموعة من املهارات و القدرات‪.‬‬


‫‪ ‬حسن اختيار فكرة املشروع ‪.‬‬
‫‪ ‬االقتناع بالفكرة و التمسك بتنفيذها ‪.‬‬
‫‪ ‬حسن اختيار فريق العمل ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬القيام بدراسة جدوى اقتصادية قبل الشروع في االستثمار ( دراسة جدوى سوقية‬
‫مالية خاصة )‬
‫‪ ‬اعداد جيد لنموذج األعمال التجاري ( سنتحدث عنه بالتفصيل في محاضرة الحقة )‬
‫‪ ‬االحتكاك بمقاولين سبقوه إلى عالم املقاوالتية و ريادة األعمال ليتبادل معهم الخبرات‬
‫و التجارب ‪.‬‬
‫‪ ‬ادارة الوقت بشكل جيد ‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط بشكل أفضل ‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يمارس النشاط املقاوالتي بعقلية املوظف بل بذهنية و تفكير الرائد الذي يسعى إلى‬
‫ترشيد النفقات أي إدارة رأس ماله جيدا حتى يتجاوز مرحلة الخطر ‪ ،‬مع االحتفاظ‬
‫ببعض األرباح سواء املحتجزة أو االحتياط )‪.‬‬
‫‪ ‬يعمل على إدارة مؤسسته الناشئو كقائد رائد و ليس كمدير يركز على االتصال النازل‬
‫فقط في شكل تعليمات و أوامر ‪ ،‬لكن هذا ال يمكنه من اتباع الصرامة في العمل وفق‬
‫نظام داخلي محدد و مضبوط لتنظيم حسن لسير العمل و فعاليته ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ ‬اقامة عالقات عامة جيدة مع الزبائن و العمالء و أن ال تكون فقط عالقته معهم عالقة‬
‫اقتصادية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز العالقات العامة مع الجمهور الخارجي ملؤسسته خاصة وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ ‬التطوير املستمر للمنتج أو الخدمة التي طرحها في السوق حتى يضمن تميز مؤسسته‬
‫و ريادتها في مجال عملها و عدم تحولها إلى مؤسسة اقتصادية عادية تقدم منتجات‬
‫نمطية‪.‬‬
‫صعوبات و تحديات النشاط املقاوالتي اإلعالمي ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬

‫مثلما تشجع البيئة الحاضنة للمقاول اإلعالمي على تبني نمط العمل الحر و التفكير في إنشاء‬
‫مؤسسته النانشئة ‪ ،‬يواجه كذلك العديد من الصعوبات و التي تشكل في حد ذاتها تحديات منها‬
‫ما هي مرتبطة بعوامل داخلية و أخرى بعوامل خارجية وجب عليه التكيف معها و تجاوزها إذا‬
‫أراد النجاج و ضمان ديمومة مشروعه و هي ‪:‬‬
‫‪ -0‬صعوبة ايجاد املحتوى املبدع ‪ :‬إن الغاية من الريادة في مجال اإلعالم هو احداث‬
‫ابداع و تغيير في السوق اإلعالمية من خالل ايجاد فارق نوعي في املحتوى بين املؤسسة‬
‫اإلعالمية الريادية و املؤسسات اإلعالمية التقليدية أو النمطية ‪ .‬و بالتالي تقديم محتوى‬
‫" محتوى‬ ‫حصري أو متميز يعد من التحديات التي تواجه ممارسة الريادة اإلعالمية‪.‬‬
‫يستجيب لحاجيات جهات بعينها تبحث عن املحتوى اإلعالمي الذي يتجاوز األخبار‬
‫املتبادلة إلى املحتوى اإلعالمي التحليلي أو االستقصائي أو املعلوماتي الذي تحتاجه مراكز‬
‫‪224 " .‬‬ ‫البحوث و الشركات واملؤسسات الحكومية‬
‫‪ -2‬صعوبة حماية الفكرة االبداعية خاصة في مجال اإلنتاج السمعي البصري ( فكرة برنامج)‬
‫من السرقة و املادة اإلعالمية الرقمية من النسخ و التمرير و القرصنة ‪ ،‬حيث األولى‬
‫نظرا لغياب القوانين في هذا املجال ( عن الجزائر أتحدث) و الثانية كونها مكلفة‪.‬‬
‫‪ -0‬غياب االبداع و االبتكار في كليات و أقسام علوم اإلعالم و االتصال‬
‫بالجامعات العربية و منها الجزائرية‪ :‬أصبح مفهوم الجامعة الرائدة من املفاهيم‬

‫‪ 224‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬البعد اإليكولوجي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية ‪ :‬الو اقع والنموذج ‪ ،‬مركز الجزيرة‬
‫للدراسات ‪ ،‬فيفري ‪ ، 0222‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2019/02/190211081913514.html‬‬

‫‪111‬‬
‫املرتبطة بالتعليم املقاوالتي و ريادة األعمال نظرا للدور الذي تلعبه في تحفيز اإلبداع‬
‫اإلعالمي و تعزيز الروح املقاوالتية لدى الطلبة و تنمية الرغبة و القدرة على االبتكار ‪.‬‬
‫و‬ ‫و للوصول إلى هذا الهدف على الجامعات العربية و منها الجزائرية إعادة النظر في األنظمة‬
‫البرامج التعليمية و مذكرات التخرج على مستوى الليسانس و املاستر و تحويلها إلى مشاريع‬
‫مقاوالتية ‪ " ،‬مثلما هو معمول به في كلية اإلعالم بجامعة الشرق األوسط باألردن التي تعمل على‬
‫تعزيز مبدأ اإلبتكار واإلبداع لدى طالبها من خالل التطبيق العملي‪،‬فهناك مقرر مشروع التخرج‪،‬‬
‫و كذا‬ ‫و ال يتم قبول أي مشروع ما لم يكن جديدا ومفيدا للمجتمع املحلي و يواكب العصر‪.‬‬
‫و‬ ‫إنشاء مراكز و حاضنات على مستوى الجامعات خاصة باملقاوالتية و ريادة األعمال‬
‫االبتكار و اإلبداع التي تعمل على تقديم خدمات مشابهة لتلك التي تقدمها حاضنات األعمال‬
‫من حيث تقديم التوجيه و التدريب و الدعم اإلداري و الفني و املالي لألفكار و املشاريع‬
‫‪ .‬باإلضافة إلى التعامل مع بيئة األعمال و املؤسسات اإلعالمية و أجهزة املرافقة‬ ‫الريادية"‪225‬‬

‫املقاوالتية لخدمة املشاريع الريادية اإلعالمية ‪.‬‬


‫‪ -4‬عدم وجود مستشارين في املجال اإلعالمي الصحفي و السمعي البصري يلجئون إليهم‬
‫ليساعدوهم في تطوير أفكارهم و نموذج أعمالهم و يربطونهم بشبكات اتصال عديدة (‬
‫مستثمرين ‪ ،‬حاضنات أعمال ‪ ،‬شركات انتاج داعمة ‪...‬الخ )‬
‫‪ -5‬عدم تشجيع االستثمار في مجال املقاوالتية اإلعالمية ( الريادة اإلعالمية )‪:‬‬
‫إن املتتبع لطبيعة الدعم املالي و املادي و املعنوى و غيره من أشكال املرافقة املقاوالتية و‬
‫أجهزتها في الجزائر سيالحظ حتما أنها ال تشجع و تحفز الشباب املتخرج من كليات و‬
‫معاهد الصحافة و علوم اإلعالم و االتصال على ممارسة النشاط املقاوالتي اإلعالمي ‪ ،‬و‬
‫هذا يعود في اعتقادنا لسببين أولهما عدم اعتبار االعالم نشاط اقتصادي يمكن أن‬
‫يساهم في تنمية اقتصاد الجزائر ‪ ،‬و ثانيهما حتى ال يخرج هذا القطاع عن سيطرة‬
‫السلطة السياسية ‪.‬‬
‫‪ -6‬صعوبة الحصول على أموال لالستثمار و تحويل الفكرة إلى خدمة إعالمية مميزة ( ال‬
‫يوجد ضمانات كافية سنتطرق إليها بالتفصيل في محاضرة الحقة )‪ .‬علما أنه مثال في‬

‫‪ 225‬مؤسسة مهارات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪226- 225‬‬

‫‪112‬‬
‫الجزائر جميع قوانين اإلعالم تمنع أي تمويل و دعم مادي أجنبي مباشر و غير مباشر‬
‫للمؤسسات اإلعالمية الجزائرية مهما كانت طبيعة نشاطها‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -7‬التغيرات في الظروف االقتصادية و حدوث أزمات من حين آلخر ( أزمات اقتصادية‬
‫صحية مثل جائحة كوفيد ‪)22‬‬
‫‪ -8‬صعوبة تخلي املؤسسات اإلعالمية في الجزائر سواء تلك التي تعمل في البيئة التقليدية أو‬
‫الرقمية عن نموذجها االقتصادي الكالسيكي املمول لها و القائم عن االشهار العمومي‬
‫و مستقلة‬ ‫خاصة ‪ .‬و بالتالي عدم ابتكارها لنماذج أخرى يجعلها متميزة من جهة‬
‫عن أي مصدر تمويل يؤثر على سياستها التحريرية من جهة أخرى ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد نجد بعض املؤسسات اإلعالمية الغربية ابتكرت طرق أخرى تمول بها نفسها‬
‫بداية باالشتراك (‪ ، ) subscription‬مرورا بنظام العضوية ( ‪ ) Membership‬و نهاية ببعض‬
‫العمليات التجارية الرقمية التي تقوم بها و بالتالي تحقق من ورائها أرباحا مثل ‪ :‬تصميم منتجات‬
‫رقمية و بيعها ( كتب صوتية للقصص الصحفية ) ‪ ،‬اطالق تطبيقات خاصة بالتسلية و اختبارات‬
‫الذكاء و الكلمات املتقاطعة بجانب التطبيقه اإلخباري ‪ ،‬تأسيس لعب رقمية ‪ ،‬تنظيم فعاليات‬
‫تعليمية من خالل شبكة االنترنت مثل تدريب الصحفيين و الطالب على العمل الصحفي مقابل‬
‫رسوم معقولة‪226.‬‬

‫و في سياق متصل يمكن أن يكون أكبر تحد يواجه املقاول في بداية دخوله عالم املقاوالتية و‬
‫قد يحول كذلك دون استمراريته في هذا املجال هو ذاته التي تخاف من الفشل ‪ ،‬و يستعمل‬
‫مصطلح " النفور من املخاطرة " (‪ ) Risk aversion‬لوصف التخلي عن اطالق املشاريع التجارية‬
‫بسبب الخوف من الفشل و التي ستؤثر سلبا بشكل كبير على توقعات معدالت املشاركة في‬
‫‪227.‬‬ ‫إطالق األعمال الريادية و إدراك الفرص الجيدة ‪ ،‬روح املبادرة‬
‫و‬ ‫و في ذات السياق نجد تحديات أخرى تواجه املقاول بصفة عامة أثناء مزوالة نشاطه‬
‫تحول دون استمراريته و تطوره منها ‪:‬‬
‫‪ ‬عقبات خاصة ببناء فريق عمل مبدع‪ ،‬اكتشاف املواهب و االحتفاظ بهم و دفع رواتبه‪،‬‬

‫‪ 226‬شبكة محرري الشرق األوسط ( ‪ 0202‬أكتوبر ‪ ، )22‬مصادر للتمويل ساعدت املؤسسات الصحفية على تخطي األزمة‬
‫املالية عقب الجائحة ‪ ،‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪https://menaeditors.com/news/342-2020-10-02-11-36- :‬‬
‫‪)49‬‬
‫‪ 227‬سمير عبد هللا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪45-44‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ ‬عدم استقرار الدخل املادي مما يولد حالة من الخوف تعيق عمليتي االبداع و االبتكار ‪،‬‬
‫و قد يكون سبب وراء ذلك سوء التسويق للخدمة اإلعالمية أو املنتج و الوصول إلى‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ ‬ساعات عمل طويلة و جهد مكثف و مسؤولية كاملة على عاتقه ‪ ،‬و هذا ما يشكل‬
‫مخاطرة كبيرة للذين يفضلون االمن الوظيفي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود منافسة تتعدى األسواق املحلية منها إلى العربية و العاملية‪.‬‬
‫‪ ‬نقص الخبرة في سوق العمل ‪ ،‬إضافة الى ضعف الخبرة الفنية واالفتقار إلى استراتيجيات‬
‫تحاكي االبداعي االعالمي و االبتكار و آليات مواجهة املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة ايجاد شركاء في حالة الرغبة في توسيع العمل داخل و خارج الوطن ‪.‬‬
‫مراحل املساراملقاوالتي و انشاء مؤسسة ناشئة بصفة عامة ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬
‫إن الحديث عن انشاء مؤسسة ناشئة يجرنا إلى االشارة أوال إلى املسار املقاوالتي ‪Le‬‬
‫‪  processus‬أو الجانب املرحلي )‪ ) Processuel‬لظاهرة املقاوالتية الذي يعتبره بعض الباحثين‬
‫كمركب أساس ي في إنشاء املؤسسة ‪ ،‬بل عنصرا مهما لفهم هذه الظاهرة ‪ ،‬و بالتالي فاملسار‬
‫املقاوالتي له نفس أهمية املقاول إذا ما نظرنا إلى املقاوالتية كظاهرة تتطلب روح الفرد (املقاول) و‬
‫دعم يعتمد على الجانب التنظيمي ( يمكن أن يؤدي إلى تكوين مؤسسة) ‪ .‬املقاوالتية ‪ :‬زوج مقاول‬
‫–فاعل‪ /‬مؤسسة‪-‬فعل‪ .‬و يشير الباحث ‪ Drucer‬أن املقاوالتية ممارسة تبدأ بحدث أو تصرف‬
‫معين مثل إنشاء مؤسسة جديدة ‪ ،‬تستمر عبر الزمن و تحقق عوائد ‪ ،‬و هذا ما يطلق عليه‬
‫املسار املقاوالتي‪228 .‬‬

‫‪ ‬اختلفت الترجمات العربية التي تناولت مصطلح )‪ (processus‬فالترجمة اللغوية املباشرة للمصطلح هي ‪ ( :‬عملية ‪) processus ،‬‬
‫‪ ،‬أما في مفهوم املقاوالتية فقد اختلف الباحثون في ترجمة هذا املصطلح ‪ ،‬حيث ترجمها البعض على أنها سيرورة ‪ ،‬إال أنها تعني ‪:‬‬
‫مجموعة من اإلجراءات املؤدية إلى الفعل املقاوالتي عبر مراحل تتضمن أحداث غير أكيدة خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ 228‬محمد قوجيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪30‬‬

‫‪114‬‬
‫و يحدد بعض الباحثين مراحل املسار املقاوالتي في خمسة مراحل متسلسلة ‪ ،‬حيث نهاية كل‬
‫مرحلة هي بداية ملرحلة أخرى و هي كالتالي ‪229:‬‬

‫‪ -0‬املرحلة األولى ‪ :‬و تمثل النزعة املقاوالتي ( امليل نحو املقاولة ) ‪ :‬و هي توليفة من‬
‫الخصائص النفسية و الخبرات املهنية التي تزيد من احتمال اختيار بعض األفراد‬
‫للمقاولة كمسار منهي‪.‬‬
‫‪ -2‬املرحلة الثانية ‪ :‬و تعكس التوجه املقاوالتي ‪ :‬و هو قرار الفرد حول احتمال‬
‫االنتقال في يوم من األيام نحو العمل املقاوالتي ‪ .‬و يفرق بعض الباحثين بين املرحلتين‬
‫األولى و الثانية بوجود فكرة أو مشروع أعمال و الشروع الشخص ي للفرد في مسار إنشاء‬
‫مؤسسة‪.‬‬
‫‪ -0‬املرحلة الثالثة ‪ :‬و تمثل القرار ( أي قرار االستثمار ) ‪ :‬و يكون الفرد قد تقابل مع‬
‫توجهه املقاوالتي و أكمل تشكيل فكرة املشروع بتحديد أدق التفاصيل و تعبئة مختلف‬
‫املوارد (املالية و التسويقية)‪.‬‬
‫‪ -4‬املرحلة الرابعة ‪ :‬و تمثل العمل املقاوالتي ‪ :‬فهي تدل على االنطالق الفعلي ( املادي)‬
‫للنشاط و الذي يترتب عنه إنتاج فعلي للسلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -5‬املرحلة الخامسة ‪ :‬تختلف هذه املرحلة حسب منطق كل صاحب مشروع ‪ ،‬فهناك من‬
‫ال يتبنى السلوك املقاوالتي لسبب أو آلخر‪.‬‬
‫و هناك من يحدد املسار املقاوالتي أو انشاء مؤسسة في أربعة مراحل أساسية و هي ‪ :‬تعريف‬
‫و‬ ‫و تقييم الفرصة و يكون بدراسة البيئة الداخلية و الخارجية للمقاول بهدف تحديد الفرص‬
‫تقييم املشروع الجديد ‪ ،‬تطوير خطة املشروع ‪ ،‬تحديد املوارد الالزمة ‪ ،‬و بناء و إدارة املشروع‬
‫الجديد‪230.‬‬

‫‪ ، 229‬عبد الحميد برحومة ‪ ،‬فاطمة الزهراء مهديد ‪ ،‬دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية في‬
‫الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة ‪ POLYBEN‬ببرج بوعريريج ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬العدد‬
‫السابع ‪ ، 0220 ،‬ص ‪020‬‬
‫‪230 ROBERT B. Carton, CHARLES W. Hofer, MICHAEL D. Meeks, The Entrepreneur And Entrepreneurship:‬‬

‫‪Operational Definitions Of Their Role In Society, The University of Georgia Terry College of Business,2004,‬‬
‫‪https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.614.2018&rep=rep1&type=pdf‬‬

‫‪115‬‬
‫يذكر أن بعض الباحثين يعتبر أن نهاية املسار املقاوالتي تكون بمجرد نهاية إنشاء املؤسسة ‪ ،‬في‬
‫حين يرى آخرون أن نهايته تكون بالحديث عن نمو و تطور املؤسسة ‪ ،‬بمعنى أن املسار املقاوالتي‬
‫ينتهي عندما تصبح املؤسسة الجديدة مستمرة ذاتيا ‪ ،‬حيث يعتبر هؤالء أن بناء الهيكل التنظيمي‬
‫‪ ،‬شبكة العالقات ‪ ،‬تجميع املوارد ‪ ،‬بناء قاعدة من املستهلكين ‪ ،‬امليزة التنافسية ‪ ،‬كلها عناصر‬
‫أساسية للمسار املقاوالتي ال يمكن تحقيق استمرارية املؤسسة دون هذه العناصر‪ ،‬فإذا لم يصل‬
‫‪231‬‬ ‫املشروع إلى مرحلة االستمرارية فإنه سوف يفشل في النهاية ‪.‬‬
‫و هناك من يقسم مراحل املشروع االقتصادي إلى ثالثة مراحل أساسية ابتداء من اختياره‬
‫كمقترح لالستثمار و انتهاء بتشغيله التجاري‪ ،‬و هذه املراحل هي‪232:‬‬

‫‪ .0‬مرحلة التخطيط و هي مرحلة اإلعداد و التكوين ‪ :‬و تتصمن تشخيص فرصة‬


‫و‬ ‫االستثمار‪،‬تحديد أهداف املشروع و أغراضه االنتاجية و الخدمية ‪،‬تحديد حجمه‬
‫نوعية منتجاته ‪،‬الوقوف على مدى توفر املستلزمات املادية والبشرية الالزمة لتنفيذه و‬
‫تشغيله ‪،‬تحديدالبيئة الجغرافية و اختيار املوقع املناسب له )التوطن الجغرافي(‪،‬تخمين‬
‫حجم االستثمارات املطلوبة و تحديد مصادر تمويلها‪،‬اعداد دراسة الجدوى الفنية و‬
‫االقتصادية ‪،‬تقييم نتائج دراسة الجدوى ‪ ،‬اتخاذ القرار اإلستثماري للمشروع ‪،‬إعداد‬
‫التصاميم الهندسية و تحديد املواصفات الفنية له ‪...‬الخ‪.‬‬
‫يذكر أن بعض الباحثين يقسمون هذه املرحلة األولى إلى عدة مراحل فرعية و هي ‪ :‬فكرة املشروع‬
‫دراسات املشروع ‪ ،‬تقييم جدوى املشروع و إعداد و تحضير املشروع ‪.‬‬
‫‪ .2‬مرحلة تنفيذ املشروع ‪ :‬و تتضمن عدد من الفعاليات داخل موقع املشروع وخارجه‪ ،‬و‬
‫من أهمها‪ :‬تهيئة املوقع و األعمال املؤقتة ‪ ،‬تنفيذ األبنية و األعمال الهندسية املدنية ‪،‬‬
‫تسلم املكائن و املعدات و األجهزة ‪ ،‬نصب األجهزة و املعدات ‪ ،‬تنفيذ األعمال التكميلية و‬
‫الخدمات العامة ‪،‬توفير املواد األولية و املستلزمات األخرى للتشغيل ‪،‬تدريب الكوادر‬
‫التشغيلية ‪ ،‬الفحص التجريبي وتسلمم املشروع‪...‬الخ‬
‫‪ .0‬مرحلة تشغيل املشروع و ادارته ‪ :‬و تتضمن النواحي املهمة التالية ‪:‬التشغيل‬
‫التجاري املستمر ‪،‬تسويق املنتجات و مراقبة تطورات السوق ‪ ،‬الصيانة الوقائية‬
‫والصيانة الدورية ‪،‬استيعاب التكنولوجيا و تطويعها ‪ ،‬البحث و التطوير ‪،‬التدريب‬
‫‪231‬‬ ‫‪ROBERT B. Carton, CHARLES W. Hofer, MICHAEL D. Meeks, IBID .‬‬
‫‪ 232‬صباح اسطيفان كجة جي ‪ ،‬اعداد دراسات الجدوى االقتصادية ملشاريع التنمية ‪ ،‬بغداد ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪6- 24‬‬

‫‪116‬‬
‫املستمر و رفع كفاءة األداء ‪،‬التعاون و املساعدات الفنية ‪ ،‬التقييم االقتصادي والفني‬
‫الالحق للمشروع ‪.‬‬
‫و من املتعارف عليه أن املراحل التي تمر عليها انشاء مؤسسة ناشئة من مرحلة الفكرة إلى مرحلة‬
‫التنفيذ و اإلنتاج تسمى بدورة حياة املشروع االستثماري التي تكون من خالل تحديد مراحل‬
‫التي حددها بعض الباحثين بستة مراحل و هي ‪233 :‬‬ ‫سيرورة االنشاء‬
‫املرحلة األولى قبل االستثمار ‪ :‬و تبدأ قبل انطالق املؤسسة الناشئة ‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫‪‬‬

‫شخص ما‪ ،‬أو مجموعة من األفراد بطرح نموذج أولي لفكرة ابداعية أو جديدة أو حتى‬
‫مجنونة‪ ،‬وخالل هاته املرحلة يتم التعمق في البحث ‪ ،‬و دراسة الفكرة جيدا و دراسة‬
‫السوق و السلوك و أذواق املستهلك املستهدف للتأكد من امكانية تنفيذها على أرض‬
‫الواقع وتطويرها واستمرارها في املستقبل ‪.‬والبحث عن من يمولها‪ ،‬وعادة ما يكون‬
‫التمويل في املراحل األولى ذاتي‪ ،‬مع امكانية الحصول على بعض املساعدات الحكومية‪.‬‬
‫املرحلة الثانية مرحلة االنطالق ‪ :‬في هذه املرحلة يتم إطالق الجيل األول من املنتج‬ ‫‪‬‬

‫أو الخدمة‪ ،‬حيث تكون غير معروفة‪ ،‬و ربما أصعب ش يء يمكن أن يواجه املقاول في هاته‬
‫املرحلة هو أن تجد من يتبنى الفكرة على أرض الواقع و يمولها ماديا‪ ،‬و عادة ما يلجأ رائد‬
‫األعمال في هذه املرحلة إلى ما يعرف ب ‪، (Friends, Family, Fools) FFF‬فغالبا ما يكون ‪،‬‬
‫األصدقاء و العائلة هم املصدر األول الذي يلجأ إليهم املقاول للحصول على التمويل ‪ ،‬أو‬
‫يمكن الحصول على تمويل من قبل املستثمرين املغامرين بأموالهم خاصة عند البداية‬
‫حيث تكون درجة املخاطرة عالية ‪ .‬و في هذه املرحلة يكون املنتج بحاجة إلى الكثير من‬
‫الترويج كما يكون مرتفع السعر‪ ،‬و يبدأ اإلعالم بالدعاية للمنتج ‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة مبكرة من اإلقالع و النمو ‪ :‬يبلغ فيها املنتج الذروة و يكون‬ ‫‪‬‬

‫هناك حماس مرتفع ‪ ،‬ثم ينتشر العرض و يبلغ املنتج الذروة في هاته املرحلة يمكن أن‬
‫يتوسع النشاط إلى خارج مبتكريه األوائل ‪ ،‬فيبدأ الضغط السلبي حيث يتزايد عدد‬
‫املعارضين للمنتج و يبدأ الفشل ‪ ،‬أو ظهور عوائق أخرى ممكن أن تدفع املنحنى نحو‬
‫التراجع‪.‬‬

‫‪ 233‬عبد الكريم املومن ‪ ،‬توفيق كرمية ‪ ،‬عاشور حيدوش ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪21-26‬‬

‫‪117‬‬
‫املرحلة الرابعة ‪ :‬االنزالق في الوادي ‪ :‬و بالرغم من استمرار املمولين املغامرين‬ ‫‪‬‬

‫(رأس املال املغامر ) بتمويل املشروع إال أنه يستمر في التراجع حتى يصل إلى مرحلة يمكن‬
‫تسميتها وادي الحزن أو وادي املوت ‪ ،‬و هو ما يؤدي إلى خروج املشروع من السوق في حالة‬
‫عدم التدارك خاصة و أن معدالت النمو في هذه املرحلة تكون جد منخفضة‪.‬‬
‫املرحلة الخامسة ‪ :‬تسلق املنحدر ‪ :‬يستمر رائد األعمال في هذه املرحلة بإدخال‬ ‫‪‬‬

‫تعديالت على منتجه و اطالق اصدارات محسنة‪ ،‬لتبدأ الشركة الناشئة بالنهوض من‬
‫جديد بفضل االستراتيجيات املطبقة و اكتساب الخبرة لفريق العمل ‪ ،‬و يتم اطالق‬
‫الجيل الثاني من املنتج و ضبط سعره ‪ ،‬و تسويقه على نطاق أوسع‪.‬‬
‫املرحلة السادسة ‪:‬مرحلة النمو املرتفع ‪ :‬في هاته املرحلة يتم تطوير املنتج و يخرج‬ ‫‪‬‬

‫من مرحلة التجربة و االختبار ‪ ،‬و طرحه في السوق املناسبة‪ ،‬و تبدأ الشركة الناشئة في‬
‫النمو املستمر و يأخذ املنحنى باالرتفاع ‪ ،‬حيث يحتمل أن ‪ 20‬إلى ‪ %30‬من الجمهور‬
‫املستهدف قد اعتمد االبتكار الجديد ‪،‬لتبدأ مرحلة اقتصاديات الحجم و تحقيق األرباح‬
‫‪234 .‬‬ ‫الضخمة‬

‫‪ 234‬عبد الكريم املومن ‪ ،‬توفيق كرمية ‪ ،‬عاشور حيدوش ي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪118‬‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬مخطط نموذج العمل التجاري ( ‪Business Model‬‬
‫‪ )Canvas‬للمشاريع املقاوالتية كأهم خطوة في إنشاء مؤسسة اعالمية‬
‫ناشئة ‪:‬‬

‫تعريف مخطط نموذج العمل التجاري( ‪Business Model‬‬ ‫‪-I‬‬


‫‪:)Canvas‬‬

‫إن ابتكار نموذج العمل التجاري جاء كحاجة ماسة له بو ضرورة ملحة بعد تطور شكل‬
‫منظمات األعمال و املشاريع و بدأت تظهر هناك ما تعرف بالشركات الناشئة و التي تشترك في أنها‬
‫تقدم منتجات أو خدمات في أسواق جديدة كليا ‪ ،‬و بالتالي ظهرت فجوة كبيرة و هي أن علم إدارة‬
‫ا ألعمال لم يكن جاهزا لتقديم أدوات تساعد على تأسيس مثل هذه الشركات على الرغم من أنه‬
‫يملك خبرة تزيد عن القرن في تطوير و إنماء الشركات القائمة بحد ذاتها ‪ .‬و من هذا املنطلق‬
‫وصف نموذج العمل التجاري بأنه أداة من األدوات الثورية التي لبت حاجة رواد األعمال في‬
‫التخطيط ملشاريعهم و مؤسساتهم الناشئة على الورق قبل إطالقها الذي ابتكر عام ‪ 0222‬من‬
‫قبل املؤلفين " أليكس أوسترفالدر (‪ )Alexander Osterwalder‬و إيف بينور ( ‪) Yves Pigneur‬‬
‫اللذين قدماه في كتابهما( ‪.) Business Model generation‬‬
‫و يعرف هذا املخطط على أنه طريقة بصرية تخطيطية يمكن استخدامها أثناء مرحلة‬
‫التخطيط للمشروع الريادي االبتكاري أي قبل الوصول ملرحلة دراسة الجدوى من أجل تدارك‬
‫الوقوع باألخطاء قدر اإلمكان ‪235.‬‬

‫كما ينظر إليه على أنه " عبارة عن خطة عمل توصف بلوحة تفصيلية ترسم من قبل املقاول‬
‫و‬ ‫ليبرز فيها أهم أهداف مؤسسته أو املشروع و كيفية العبور بها ساملة وسط األزمات‬
‫العواقب‪ .‬و يسمى هذا النموذج بأحجار البناء التسعة‪ .‬و هو أشهر نماذج األعمال و أكثرها‬
‫استخداما ‪" .‬‬
‫و هناك من يرى أن نموذج العمل التجاري هو أشبه ما يكون بمخطط الستراتيجية يجري‬
‫تطبيقه من خالل أنظمة و عمليات و هياكل تنظيمية ‪236 .‬‬

‫‪ 235‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مخطط نموذج العمل التجاري – مشروع محرك البحث العربي مفتوح املصدر ‪ ، -‬املنظمة العربية‬
‫للتربية و الثقافة و العلوم ‪ ،‬تونس ‪ 06 ،‬و ‪ 01‬أفريل ‪ ، 0221‬ص ‪4‬‬

‫‪119‬‬
‫و يقصد به أيضا " نموذج بسيط في صفحة واحدة توفر لرائد األعمال نظرة عامة على املهام‬
‫‪237" .‬‬ ‫التي يؤديها و كيف يتم ذلك ‪ ،‬مما يسهل له التخطيط السليم للبدء باملشروع‬
‫الجدير بالذكر أنه برزت عدة نماذج لتصميم و ابتكار نموذج األعمال منها ‪ :‬النموذج املرجعي‬
‫لألنشطة التجارية ( ‪ ، ) Business Relationship Management ( ) BRM‬نموذج مكونات‬
‫األعمال ‪ ،‬نموذج تصنيع أعمال الخدمات ‪ ،‬لوحة أو مخطط نموذج األعمال ‪ ،‬و نموذج أودس ي‬
‫‪ ، 3.24‬و نموذج ‪ ) Objectives,Goals,Strategies,and Measures ( OGSM‬و هو أحدث ابتكار‬
‫لنماذج األعمال ( ‪ . ) 0225‬و ستستمر أدوات و أساليب ابتكار و تصميم نموذج األعمال في‬
‫التطور بتطور الوسائل و الطرق اإلدارية املتعددة و بهدف تجنب النسخ و ترقب التغيير‬
‫و البحث عن نقطة ارتكاز العمل و البدء منها ‪ ،‬و قد يكون بعضها أنسب لبعض املجاالت‬
‫و األنشطة التجارية من البعض اآلخر ‪238.‬‬

‫الفرق بين مخطط نموذج األعمال و دراسة الجدوى و خطة‬ ‫‪-II‬‬


‫املشروع و خطة األعمال‪:‬‬
‫في إطار تعريفنا لنموذج مخطط األعمال التجاري وجب علينا توضيح الفرق بين هذا املفهوم و‬
‫املفاهيم املشابهة له و هي‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية‪ ،‬خطة املشروع التنفيذية و خطة األعمال‪.‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الجدوى االقتصادية ‪:‬‬
‫‪239‬‬ ‫من أهم الدراسات التي يخضع إليها املشروع قبل االستثمار ‪ ،‬ثال ثة أنوا ع رئيسة هي‪:‬‬
‫‪ -0‬دراسة تشخيصية لفرصة االستثمار)‪).Investment Opportunity Study‬‬
‫‪ -2‬دراسة الجدوى األولية (‪) Pre – Feasibility Study‬‬
‫‪ -0‬دراسة الجدوى الفنية و االقتصادية ( ‪Techno – Economic Feasibility‬‬
‫‪)Study‬‬

‫‪ 236‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬ترجمة اسماعيل صالح ‪ ،‬ابتكار نموذج العمل التجاري ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان األردن ‪ ،‬جبل‬
‫عمان ناشرون ‪ ، 0223 ،‬ص ‪25‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫التجاري‪،‬‬ ‫العمل‬ ‫نموذج‬ ‫مخطط‬ ‫منشآت‪،‬‬ ‫‪237‬‬

‫‪https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf‬‬
‫‪ 238‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪004-000‬‬
‫‪ 239‬صباح اسطيفان كجة جي ‪ ،‬دراسات الجدوى االقتصادية و األساليب الكمية لتقييم املشاريع الصناعية ‪ ،‬بغداد ‪، 0222 ،‬‬
‫ص‪4‬‬

‫‪120‬‬
‫و تمثل دراسة الجدوى االقتصادية استشارة إدارية أو جزء من استشارة إدارية و مالية‬
‫و اقتصادية تمكن صاحب القرار أو املستثمر فردا كان أو الدولة من اتخاذ القرار االستثماري‬
‫األمثل باختيار مشروع من املشاريع االستثمارية املتاحة ‪ ،‬لتحقيق أهداف معينة مراعية في ذلك‬
‫محدودية موارده‪240.‬‬

‫و تعرف دراسة الجدوى بأنها " كل الدراسات القانونية و التسويقية و املالية و االقتصادية التي‬
‫تتعلق بالفرصة االستثمارية في مراحلها املختلفة منذ أن كانت فكرة حتى الوصول الى القرار‬
‫النهائي بقبول الفكرة ( باعتبارها مبررة اقتصاديا أو رفض هذه الفكرة غير املبررة اقتصاديا‪ .‬و‬
‫تمكن هذه الدراسات من توفير قدر من البيانات و املعلومات التي تساعد متخذي القرار‬
‫االستثماري في اتخاذ قراره بما يحقق أهدافه‪ .‬علما أن وثيقة دراسة الجدوى تتكون من ثالثة‬
‫أقسام هي تحليل السوق أو دراسة السوق ‪ ،‬الدراسة الفنية أو التنظيمية ‪ ،‬ثم الدراسة‬
‫التمويلية( الجدوى التمويلية أو املالية التي تهدف الى اعدد تصور تفصيلي ملصادر التمويل‬
‫املختلفة )‪241.‬‬

‫و تنبع أهمية دراسة الجدوى نظرا لتميز املشاريع الناشئة و خاصة في املجال اإلعالمي‬
‫باملخاطرة من جهة و شدة املنافسة ‪ ،‬و صعوبة التنبئ بالطلب االجتماعي على املنتج اإلعالمي ‪ ،‬و‬
‫فيما يلي استعراض لهذه األهمية ‪242:‬‬

‫توفير للموارد ‪ :‬حيث ان اتخاذ قرار االستثمار دون دراسة جدوى قد يؤدي الى فشل‬ ‫‪‬‬

‫املشروع ( اتخاذ قرار خاطئ ) ‪ ،‬كما يترتب عليه تبديد للموارد و ربما ضياع أموال أضعاف‬
‫األموال التي كان يمكن أن تنفق على دراسات الجدوى ‪.‬‬
‫اعطاء تصور مبدئي عام عن التكاليف و االيرادات املتوقعة للمشروع بما يساعد على‬ ‫‪‬‬

‫اتخاذ قرار بقبول أو رفض املشروع ‪.‬‬


‫ضمان الوصول الى قرارات استشارية رشيدة و تحقيق التخصيص الكفء للموارد من‬ ‫‪‬‬

‫خالل السعي لتحقيق أقص ى ربح ممكن ‪.‬‬

‫‪ 240‬محمد محمود العجلوني و سعيد سامي الحالق‪ ،‬دراسة الجدوى االقتصادية و تقييم املشروعات ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬دار‬
‫اليازوري العلمية للنشر ‪ ، 0222 ،‬ص‪. 25‬‬
‫و البحوث ‪0222 ،‬‬ ‫‪ 241‬خليل محمد خليل عطية ‪ ،‬دراسات الجدوى االقتصادية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،‬مركز تطوير الدراسات‬
‫‪ ،‬ص ص ‪1- 25‬‬
‫‪ 242‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪22-5‬‬

‫‪121‬‬
‫تساعد على تحديد األفضلية النسبية للفرص االستثمارية املتاحة من وجهة نظر التنمية‬ ‫‪‬‬

‫االقتصادية و بما يساعد متخذي القرار على اتخاذ القرارات و تقرير السياسات التي‬
‫تشجع القطاع الخاص على انتهاز هذه الفرص‪.‬‬
‫تمثل و تعتبر دراسة الجدوى كمرشد للمستثمر الفرد يمكنه إتباعه خالل مراحل تنفيذ‬ ‫‪‬‬

‫املشروع‪ ،‬بحيث يمكن الرجوع إليه في مختلف مراحل التنفيذ‪.‬‬


‫يمكن للمستثمر الفرد أن يفاضل بين الفرص االستثمارية املتاحة لديه و ترتيبها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر دراسة الجدوى األساس في عملية اتخاذ القرارات املتعلقة بإقامة املشروع كشراء‬ ‫‪‬‬

‫األراض ي ‪ ،‬إقامة املباني ‪ ،‬توريد اآلالت و املعدات ‪ ،‬و كل ما يلزم من دراسات وإجراءات و‬
‫عقود و قرارات تنفيذية‪.‬‬
‫إظهار مدى قدرة املشروع في تحقيق األهداف التي يقوم من أجلها‪ ،‬بحيث أن إقامة‬ ‫‪‬‬

‫املشروع ليس هدفا في حد ذاته‪ ،‬و إنما هو بغرض الحصول على منافع مادية معينة‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫و بناء على ما تقدم تجيب دراسة الجدوى املقاول عن سؤال هام و هو‪ :‬لو نفذت املشروع بهذه‬
‫املعطيات‪ ،‬هل سيربح أم يخسر ؟ بينما خطة املشروع فتجيب عن السؤال‪ :‬كيف سننفذ العمل و‬
‫نديره ؟ في حين مخطط نموذج العمل التجاري يجيب عن السؤال ‪ :‬ما الذي يجب أن أقدمه ؟ و‬
‫ملن ؟ و بالتالي بدون مخطط نموذج العمل التجاري الصحيح لن يتمكن املقاول من الوصول إلى‬
‫خطة مشروع صحيحة‪ .‬فمن املهم إدراك أن نموذج األعمال يتم تنفيذه بعد تطبيق دراسة‬
‫الجدوى و التحقق من جدوى املشروع‪243.‬‬

‫الجدول رقم ‪ 0‬الفروق بين نموذج األعمال و دراسة الجدوى و خطة املشروع‪:‬‬

‫‪ 243‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 021‬‬

‫‪122‬‬
‫المصدر ‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر المبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‬
‫‪812‬‬
‫ب‪ -‬خطة األعمال‪:‬‬
‫أما التفريق بين نموذج األعمال و خطة األعمال ‪ ،‬فإن استحداث فكرة نموذج األعمال هي بمثابة‬
‫املدخل األساس ي لكتابة خطة األعمال ‪ ،‬فكتابة خطة أعمال محكمة ال تكون بناء على نموذج‬
‫عمل خاطئ ‪ ،‬لذا تبدأ املشاريع الناشئة بتصميم نموذج عمل و التأكد من جدوى نموذج العمل‬
‫أوال ‪ ،‬ثم التفكير بخطة األعمال على أنها خطة تفصيلية لذلك النموذج ‪ ،‬هذا النوع من املنهجية‬
‫سيساعد في إقناع املستثمرين أو الجهات الداعمة للتعرف على املشروع بصورة أسرع ‪ ،‬و من ثم‬
‫‪244‬‬ ‫إدراك كيف سيتم تنفيذه من خالل خطة األعمال ‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ 4‬الفرق بين خطة األعمال و نموذج األعمال‪:‬‬

‫‪ 244‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪022‬‬

‫‪123‬‬
‫املصدر ‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬املرجع‬
‫نفسه ‪ ،‬ص ‪022‬‬
‫أهمية مخطط نموذج العمل التجاري ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬
‫إذا كنت صاحب املشروع املقاوالتي ‪ ،‬أو الزلت في مرحلة البحث عن فكرة ملشروعك ‪،‬‬
‫ً‬
‫فبالتأكيد تعلم أن أي نشاط اقتصادي تجاري يحتاج حتما إلى خارطة طريق تمهد له رحلة‬
‫الخروج بأفكاره إلى حيز التطبيق العملي على أرض الواقع ‪ ،‬و هذا هو الدور الذي يقوم به نموذج‬
‫العمل التجاري ‪ ،‬فهو يأتي في مرحلة مبكرة من املشروع املقاوالتي ( قبل اطالقه )‪.‬‬
‫و إذا ما قارنا بين التخطيط للمشاريع التقليدية و املشاريع الريادية أي املقاوالتية نستخلص‬
‫أهمية مخطط العمل التجاري بالنسبة إلى املؤسسات الناشئة االبتكارية ‪ ،‬حيث ّأن املشاريع‬
‫التقليدية ال تحتاج لبذل الكثير من الجهد في التخطيط فكل ما تحتاجه هو دراسة للجدوى‬
‫االقتصادية و من ثم كتابة خطة العمل لتقديمها للمستثمرين (بنك أو رجل أعمال) من أجل‬
‫الحصول على التمويل الالزم ‪ ،‬بينما املؤسسات الناشئة الريادية فهي تحتاج ملزيد من التخطيط‬
‫قبل الوصول ملرحلة كتابة خطة العمل بحكم أنها ستطرح منتج أو خدمة مبتكرة‪245.‬‬

‫و‬ ‫كما يحدد نموذج العمل التجاري األسلوب الذي تتبعه املؤسسة في خلق قيمة ما‬
‫و هو مهم أيضا حتى للمشاريع القائمة و لحل املشكالت ألنه‬ ‫‪246‬‬ ‫تحقيقها و االستفادة منها‪.‬‬

‫‪ 245‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪5-4‬‬


‫‪ 246‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪24‬‬

‫‪124‬‬
‫فضال على أنه يقدم وصفا واضحا للعناصر‬ ‫‪247.‬‬ ‫يعرض الصورة من األعلى على كامل املشروع‬
‫املكونة ألي مشروع صغير بطريقة موثوقة ‪248.‬‬

‫و من هذا املنطلق فإن الدور الهام الذي يلعبه مخطط نموذج العمل التجاري هو ّأن‬
‫الشركات الناشئة ليست مجرد نسخة بدائية من الشركات القائمة ‪،‬بل هناك اختالف جوهري في‬
‫وظيفة كل منهما ‪ ،‬حيث ّأن الشركة الناشئة دورها البحث هن نموذج عمل ناجح ‪ ،‬بينما املشروع‬
‫القائم دوره تنفيذ نموذج العمل أو النموذج الربحي (‪ ) Business Model‬و هنا يأتي دور مخطط‬
‫نموذج العمل حيث يسهل على الشركات الناشئة عملية البحث عن النموذج الربحي املناسب‬
‫الجدير بالذكر أن املقاول ال يعتمد على نمط عمل واحد بل عليه أن يراجع مخطط عمله‬ ‫لها‪249.‬‬

‫التجاري دوريا تماشيا مع التغيرات التي تحدث في السوق ‪ ،‬الجمهور ‪ ،‬التطورات التكنولوجية‪.‬‬
‫مكونات مخطط نموذج العمل التجاري‪:‬‬ ‫‪-IV‬‬
‫يضم مخطط نموذج األعمال من تسعة مكونات رئيسية تغطي املجاالت األربعة األساسية للعمل‬
‫التجاري و هي ( العمالء ‪ ،‬عرض قيمة املنتج ‪ ،‬البنية التحتية و القدرة املالية ) و فيما يلي تفصيل‬
‫لهذه الحجارة التسعة ‪:‬‬
‫ّ‬
‫املقدم في املنتج أو الخدمة ( ‪Value‬‬ ‫‪ .0‬القيمة املقترحة أو العرض‬
‫‪ : Proposition‬و نقصد بها كل العناصر التي تميز مؤسسة ناشئة عن منافسيها في‬
‫السوق و يتوجه إليها الجمهور دون غيرها و تجعله يدفع من أجلها املال ‪ .‬و قد تكون‬
‫قيمة مبتكرة و جديدة ‪ ،‬أو قيمة بأداء عالي أي القيمة املضافة ملنتج طرح من قبل في‬
‫السوق و ادخلت عليه تغييرات ( خصائص و صفات إضافية ) ‪ ،‬أو القيمة بالسعر و‬
‫سهولة الحصول على املنتج ‪ ،‬التصميم ‪ ،‬املالءمة و سهولة االستخدام ‪...‬الخ و غيرها من‬
‫القيم التي تجعل تقليد املنتج صعب ‪ .‬و القيم املقترحة هذه إما أنها تحل مشكلة يعانيها‬
‫و عليه يجيب هذا الحجر األول من مخطط‬ ‫تلبي إحدى احتياجاته‪250.‬‬ ‫املستهلك‪ ،‬و إما‬
‫نموذج األعمال على سؤال‪ :‬ما الذي سأقدمه في السوق ؟ ما هو الجديد الذي سأوفره ؟ و‬
‫بأي سعر ؟‬

‫‪ 247‬منشآت ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‬


‫‪ 248‬أحمد محي خلف صقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ 249‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪5-4‬‬
‫‪ 250‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪05-00‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ .2‬شرائح العمالء أو الزبائن(‪ :( Customers Segments‬و نقصد بهم شريحة‬
‫الجمهور املستهدف من الزبائن أو العمالء‪ .‬أي الذين تسعى املؤسسة أو املشروع الريادي‬
‫لخدمتهم و تلبية احتياجاتهم من خالل العرض املقدم سواء كان جمهورا عاما أو‬
‫متخصصا‪.‬‬
‫بمعنى آخر يحدد عنصر شرائح العمالء باملجموعات املختلفة من الناس أو الفئات التي تستهدفها‬
‫فكرة املشروع الصغير لتصل إليهم و تقدم خدمة لهم ‪ 251.‬أي هو الحجر الذي يجيب املقاول على‬
‫سؤال ملن أوجه خدمتي و منتجي ؟ و من هم عمالئي ( أفراد‪ ،‬مؤسسات ) ؟ و من هم أهمهم ؟‬
‫و يشكل العمالء جوهر أي نموذج من نماذج العمل التجاري الذين يمكن تصنيفهم إلى شرائح‬
‫متميزة يشترك كل منها في االحتياجات و السلوك و غيرها من الصفات‪ .‬علما أن نموذج العمل‬
‫التجاري قد يحدد واحدا أو أكثر من شرائح العمالء الصغيرة أو الكبيرة‪ .‬و للحصول على درجة‬
‫ممكنة من رضا العمالء فيجب أن يكون هذا النموذج مؤسسا على تفهم عال لالحتياجات‬
‫‪252.‬‬ ‫الخاصة بكل شريحة من شرائح العمالء‬
‫‪ .0‬قنوات التوزيع (‪ :)Channels‬و هي كافة الطرق و اآلليات التي يعتمد عليها املقاول‬
‫(‬ ‫في توصيل املنتج أو الخدمة إلى شرائح العمالء و الزبائن التقليدية منها و الحديثة‬
‫البيع عبر االنترنت مثل املتاجر اإللكترونية ) ‪ .‬أي هي صلة الوصل ما بين املنتج أو الخدمة‬
‫من جهة و شرائح العمالء من جهة أخرى‪ .‬و كل قناة توزيع ناجحة يجب أن تؤدي خمس‬
‫وظائف ‪ :‬زيادة الوعي بالهوية البصرية للمؤسسة الناشئة و منتجها أو خدمتها ‪ ،‬تقييم‬
‫و‬ ‫العمالء للمنتج أو الخدمة ‪ ،‬الشراء ‪ ،‬التوصيل و التسليم ‪ ،‬خدمات ما بعد البيع ‪253.‬‬

‫بالتالي تجيب هذه الحجرة الثالثة من نموذج العمل التجاري على عدة تساؤالت و هي ‪:‬‬
‫عبر أي من القنوات ترغب شرائح العمالء أن يتم الوصول إليه ؟ كيف نصلهم حاليا ؟‬
‫هل قنوات املقاول متكاملة ؟ أي منها يعمل بشكل أفضل ؟ أيهما األكثر فعالية بالنسبة‬
‫إلى كلفتها ؟ كيف نقوم بإدخالها في عادات العمالء ؟‪254‬‬

‫‪ 251‬أحمد محي خلف صقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪16‬‬


‫‪ 252‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬
‫‪ 253‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 254‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪126‬‬
‫يذكر أن قنوات التوزيع ال تضم فقط الوسائل التي نوظفها لتصل الخدمة أو املنتج إلى العمالء‬
‫بل تتجاوز أيضا قنوات التواصل معهم أي الوسائط االتصالية التي يوظفها املقاول لفائدة‬
‫عمالئه لكي يتمكنوا من ا اتصال و التواصل معه أو العكس مثل ‪ :‬رقم الهاتف ‪ ،‬البريد االلكتروني‬
‫‪ ،‬منصات التواصل االجتماعي ‪ ،‬املوقع االلكتروني ‪...‬‬
‫‪ .4‬العالقة مع العمالء ( ‪ : ( Customer Relationship‬تلعب العالقات العامة مع‬
‫الجمهور الخارجي دورا مهما بالنسبة إلى املؤسسة الناشئة سواء في مرحلة بناء صورتها‬
‫الذهنية أو في مرحلة تعزيزها و املحافظة عليها أو في مرحلة تحسينها في حالة األزمات ‪ ،‬و‬
‫مؤخرا أصبحت بعض املؤسسات تدير عالقاتها العامة مع زبائنها و إدارة سمعتها‬
‫الكترونيا عبر منصات التواصل االجتماعي ‪.‬‬
‫في السابق كانت املؤسسات تركز بشكل كبير على املنتجات دون أية مراعاة للعنصر اإلنساني‬
‫للزبائنها الذين تراهم مجرد أرقام مبيعات ‪ ،‬لكن اليوم و مع اشتداد حدة املنافسة و ظهور‬
‫املؤسسات الناشئة بدأت كل مؤسسة تميز نفسها بإعطاء عمالئها أهمية قصوى و هنا بدأت‬
‫تظهر عدة أشكال للعالقات العامة معهم لخدمتهم منها ‪ :‬العالقات الشخصية ‪ ،‬الخدمة الذاتية ‪،‬‬
‫الخدمة اآللية ‪ ،‬املحتوى املساعد ( تقييمات أو تعليقات على املنتج أو الخدمة ) ‪ ،‬الشبكات‬
‫االجتماعية ‪255.‬‬

‫و عليه يجيب حجر البناء الرابع الخاص بالعالقات مع العمالء عن سؤال ما هي أنواع‬
‫العالقات التي تؤسسها املؤسسة الناشئة مع كل شريحة من شرائح العمالء ؟ ما نوع العالقة التي‬
‫تتوقع كل واحدة من شرائح عمالئنا أن نقيمها و نحافظ عليها معهم ؟ ما العالقات التي أسسناها‬
‫بالفعل ؟ كم كلفتنا ؟ كيف يمكن دمجها مع بقية أجزاء نموذج العمل الذي نتبناه؟‪256‬‬

‫‪ .5‬مصادر اإليرادات ( ‪ : ( Revenue Stream‬و نقصد بها الطرق التي يعتمد عليها‬
‫املقاول اإلعالمي في الحصول على املوارد املالية ملؤسسته سواء من سوق الجمهور القراء‬
‫أو املستمعين أو املشاهدين أو املتصفحين ( عن طريق االشتراك في الخدمات اإلعالمية )‬
‫أو سوق املعلنين ( االشهار ) أو مختلف العمليات التجارية التي تقوم بها املؤسسة‬
‫اإلعالمية ‪ – .‬سنتحدث بالتفصيل عن مصادر التمويل و الدخل و الربح بالتفصيل في‬
‫محاضرة الحقة ‪-‬‬

‫‪ 255‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬


‫‪ 256‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪127‬‬
‫و يمثل حجر البناء الخاص بمصادر اإليرادات املبالغ املالية النقدية التي تجنيها املؤسسة من أية‬
‫شريحة من شرائح العمالء و التي توصف بشرايينها ‪ .‬علما أنه ينبغي طرح التكاليف من اإليرادات‬
‫ملعرفة األرباح ‪ .‬و يمكن أن ينطوي نموذج األعمال على نوعين مختلفين من اإليرادات و هي ‪:‬‬
‫ايرادات املعامالت الناتجة عن مدفوعات العمالء ملرة واحدة ‪ .‬و ايرادات متكررة الناشئة عن‬
‫دفعات متواصلة غما لتحقيق القيم املقترحة و إما لتوفير دعم ما بعد البيع للعمالء ‪ .‬و من ثم‬
‫تجيب هذه الحجرة الخامسة عن سؤال ‪ :‬ما القيمة التي يكون عمالؤنا مستعدين حقا للدفع‬
‫مقابلها ؟ ما الذي يدفعون مقابله حاليا ؟ كيف يدفعون ؟ ما طريقة الدفع التي سيفضلونها ؟ ما‬
‫مدى مساهمة كل مصدر من مصادر اإليرادات في اإليرادات اإلجمالية ؟‪257‬‬

‫و في هذا الصدد البد أن نذكر بعض الطرق التي يمكن من خاللها تحقيق الربح و اإليرادات غير‬
‫التي تأتي من عملية بيع املنتج أو الخدمة‪ ، Freemium :‬رسوم االستخدام ( مثال خدمات‬
‫شركات االتصاالت ) ‪ ،‬رسوم االشتراك ‪ ،‬رسوم الترخيص الستخدامه ( مثل نظام التشغيل‬
‫‪258‬‬
‫ويندوز) ‪ ،‬التأجير ‪ ،‬اإلعالنات ‪.‬‬
‫‪ .6‬املوارد األساسية (‪ : ( Key Resources‬و نقصد بها أهم املوارد األساسية الالزمة‬
‫ّ‬
‫األساسية و التي‬ ‫إلنجاح نموذج العمل التجاري ‪ ،‬أي ال نضع املوارد الثانوية بل فقط‬
‫املقدم ‪ ،‬سواء كانت موارد بشرية أو‬ ‫بدونها ال يمكن إطالق املشروع و تقديم العرض ّ‬

‫مادية أو مالية أو فكرية حسب طبيعة املنتج أو الخدمة ‪.‬‬


‫و يصف حجر البناء الخاص باملوارد الرئيسية أهم األصول الالزمة لنجاح نموذج العمل التجاري‬
‫و التي تمكنها من دخول األسواق و املحافظة على العالقات مع العمالء بمختلف شرائحهم‪ ،‬و‬
‫تمكنها أيضا من كسب اإليرادات‪ .‬و بالتالي تجيب هذه الحجرة السادسة املقاول عن سؤال ‪ :‬ما‬
‫املوارد الرئيسية التي تتطلبها القيم املقترحة الخاصة بمؤسسته الناشئة ؟ بقنوات التوزيع ؟ و‬
‫بعالقات العمالء ؟ و بمصادر اإليرادات؟‪259‬‬

‫‪ 257‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪32-32‬‬


‫‪ ‬يتم تقديم الحد األدنى من العرض املقدم أو القيمة املقترحة بشكل مجاني تماما لشريحة العمالء مثل ما هو معمول به عند‬
‫بعض مواقع الصحف اإللكترونية ‪ ،‬و عند طلب قيمة إضافية أي مثال للولوج إلى محتوى حصري أو مميز يتم فرض مبلغ مالي‬
‫معين ‪.‬‬
‫‪ 258‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪23-20‬‬
‫‪ 259‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪35-34‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ .7‬األنشطة األساسية (‪ :( Key Activities‬و هي األنشطة الرئيسية التي يحتاجها‬
‫املقاول لتنفيذ فكرة املشروع عبر تسخير و تشغيل املوارد التي تحدثنا عنها في الحجرة‬
‫السادسة من مخطط نموذج العمل التجاري مثال نشاط اإلنتاج و كل األنشطة الفرعية‬
‫التي تتعلق به مثل التسويق و البيع‪ ،‬حل املشاكل ‪ ،‬املنصة و الشبكة‬
‫)‪. (Platform/network‬‬
‫و بعبارة أخرى كل نموذج من نماذج األعمال التجارية يتطلب عددا من األنشطة الرئيسية‬
‫النجاحه ‪ ،‬و تختلف هذه األنشطة تبعا لنوع النموذج التجاري للمؤسسة الناشئة ‪ ،‬فمثال شركة‬
‫مايكروسوفت تشمل أنشطتها الرئيسية في تطوير البرامج ‪ ،‬بينما شركة ماكنزي(‪)McKinsey‬‬
‫لالستشارات فيتمثل نشاطها الرئيس ي في حل املشكالت‪ .‬في حين نموذج العمل التجاري لشركة‬
‫فيزا فيتطلب نشاطات مرتبطة بمنصة عمليات بطاقات فيزا اإلئتمانية لعمالئها على اختالفهم‪260.‬‬

‫‪ .8‬هيكل التكاليف (‪ : ) Cost Structure‬و هي جميع التكاليف التي يحتاجها املقاول‬


‫في مراحل االنتاج الصناعي للمنتج سواء كانت تكاليف ثابتة أو متغيرة ‪.‬‬
‫و هنا تضع مل مؤسسة كافة التكاليف التي تحتاجها األنشطة الرئيسية في العمليات املطبقة على‬
‫املوارد األساسية من أجل الحصول على العرض املقدم ‪ .‬و عادة ما ترتبط التكاليف باألنشطة ألن‬
‫الجدير بالذكر يجب أن تكون‬ ‫‪261‬‬ ‫لكل نشاط تكلفة الزمة للقيام بالنشاط على أكمل وجه‪.‬‬
‫التكاليف أقل من االيرادات املالية للمشروع ألنه إذا حدث العكس لن تكون أي مردودية ‪.‬‬
‫و عليه تجيب الحجرة الثامنة من مخطط نموذج العمل التجاري عن سؤال ‪ :‬ما هي أهم‬
‫التكاليف الكامنة في نموذج العمل التجاري الخاص بنا ؟ ما املوارد الرئيسية األعلى تكلفة ؟ و ما‬
‫سندرج تفاصيل أخرى عن هيكل التكاليف في محاضرة‬ ‫‪262‬‬ ‫األنشطة الرئيسية األكثر تكلفة ؟‬
‫مستقلة نظرا ألهميتها ‪.‬‬
‫‪ .0‬الشركاء األساسيون (‪ : ) Key Partners‬و نقصد بهم األطراف أو الفاعلين الذين‬
‫يحتاج إليهم املقاول سواء في بداية حياة املؤسسة الناشئة أو في مراحلها املتقدمة ‪ ،‬و قد‬
‫يكونوا هؤالء الشركاء من أجهزة املرافقة املقاوالتية أو الجهات املخولة لها منح‬
‫التراخيص أو الشركاء املنافسين و غير املنافسين أو رجاالت األعمال املستثمرين ‪...‬‬

‫‪ 260‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪31-36‬‬


‫‪ 261‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 262‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪42‬‬

‫‪129‬‬
‫و بعبارة أخرى يحدد حجر البناء الخاص بالشركات الرئيسية شبكة املوردين و الشركاء التي‬
‫تساعد على نجاح نموذج العمل التجاري ‪ ،‬و نستطيع أن نميز بين أربعة أنواع مختلفة من‬
‫الشراكات و هي ‪ :‬تحالفات استراتيجية بين مؤسسات ال تتنافس فيما بينها ‪ ،‬تعاون شراكات‬
‫استراتيجية بين مؤسسات متنافسة ‪ ،‬و مؤسسات تسعى إلى تأسيس مشاريع مشتركة جديدة ‪،‬‬
‫و أخيرا تعاون بين مشترين و موردين لضمان إمدادات يعتمد عليها ‪ .‬و يكون عادة ثالثة دوافع‬
‫خلف الدخول في هذه الشراكات أولها ‪ :‬التحسين و اقتصاديات الحجم ‪ ،‬الحد من املخاطر‬
‫و عدم اليقين ‪ ،‬الحصول على موارد و أنشطة معينة ‪ .‬و من األسئلة التي يجيب عليها هذا الحجر‬
‫التاسع من مخطط نموذج العمل التجاري هي ‪ :‬من شركاؤنا الرئيسيون؟ من موردونا الرئيسيون ؟‬
‫ما املوارد الرئيسية التي نحصل عليها من شركائنا ؟ ما األنشطة الرئيسية التي يمارسها‬
‫الشركاء؟‪263‬‬

‫الشكل رقم ‪ 4‬األحجارالتسعة ملخطط نموذج العمل التجاري‪:‬‬

‫‪ 263‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪32-32‬‬

‫‪130‬‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫منشآت‪،‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫‪https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf‬‬
‫نماذج من مخططات األعمال التجارية اإلعالمية ‪:‬‬ ‫‪-V‬‬

‫الشكل رقم ‪ 5‬مخطط نموذج العمل التجاري للمنصة الرقمية لبث الفيديو عبر‬
‫االنترنت " نتفليكس"‬

‫‪131‬‬
‫الشكل رقم ‪ 6‬مخطط نموذج العمل التجاري ملوقع تشارك الفيديو " اليوتوب "‬

‫الشكل رقم ‪ 1‬مخطط نموذج العمل التجاري ملنصة التواصل االجتماعي "‬
‫الفايسبوك"‬

‫الشكل رقم ‪ 2‬مخطط نموذج العمل التجاري لتطبيق مؤسسة الطباعة ‪Lulu.com‬‬

‫‪132‬‬
‫المصدر ‪ :‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر المبيريك ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪842‬‬
‫الشكل رقم ‪ 0‬مخطط نموذج العمل التجاري ملوقع تبادل الصور فليكر (‪) Flickr‬‬

‫املصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.042‬‬

‫املحور السادس ‪ :‬تكاليف النشاط املقاوالتي و طرق تمويله و مصادر دخله‬


‫و ربحه‬

‫‪133‬‬
‫املحاضرة ‪ : 03‬التكاليف املالية إلنشاء مؤسسة ناشئة و ممارسة النشاط‬
‫املقاوالتي اإلعالمي ‪:‬‬

‫تعريف التكاليف املالية للنشاط املقاوالتي في املجال اإلعالمي‪:‬‬ ‫‪-I‬‬

‫يعرف االقتصاديون التكاليف تعريفا مختلفا عن التعريف الذي يستخدمه املحاسبون مثال ‪،‬‬
‫و التعريف مشتق من املهمة التي يضطلع بها كل منهم ‪ ،‬فاالقتصاديون يستخدمون تعريفا‬
‫للتكاليف يساعد على اتهاذ القرارات الخاصة بما يجب أن ينتج و ما هو حجم ذلك اإلنتاج و فيما‬
‫إذا كان يجب االستمرار أو التوقف عن اإلنتاج ‪ .‬أما املحاسبون فإنهم يهدفون إلى استنتاج قيمة‬
‫و التكاليف‪264.‬‬ ‫األرباح أو الخسائر من املعلومات و البيانات املتوافرة عن اإليرادات‬
‫و تعرف التكلفة على أنها " موارد يتم إنفاقها لتحقيق هدف محدد و يتم قياسها بوحدات‬
‫و هي أيضا "استنفاذ املوارد االقتصادية املتاحة بطريقة اختيارية بهدف‬ ‫"‪265‬‬ ‫النقد التقليدية‪.‬‬
‫الحصول على موارد اقتصادية أخرى في الحاضر أو املستقبل ‪.266‬‬
‫و يشير مصطلح التكاليف أيضا إلى مجموع النفقات املدفوعة في سبيل الحصول على سلعة‬
‫أو خدمة يتوقع منها إيراد أو منفعة نتيجة بيعها أو استعمالها‪ ،‬و إذا لم يتحقق اإليراد فإن‬
‫النفقات املدفوعة تعتبر خسارة للمشروع و ليست تكلفة‪ .‬و كما أن تكلفة األصل هي عبارة عن‬
‫جميع النفقات التي يتحملها املشروع في سبيل الحصول على ذلك األصل ( تكلفة الشراء مضافا‬
‫إليه جميع النفقات التي تدفع عليه ليصبح جاهزا لالستخدام ) ‪ ،‬و كذلك تكلفة االنتاج هي عبارة‬
‫عن أثمان املواد و األجور املباشرة و أية تكاليف أخرى الزمة النتاج السلعة أو الخدمة ‪267.‬‬

‫أما تكاليف الصناعة الصحفية فتعرف على أنها‪ " :‬مجموع تشغيل نشاط الصحافة املعبر‬
‫عنها بوحدة النقد ‪ ،‬املدفوع نقدا أو املتمثل في بعض األصول املستنفذة ‪ ،‬أو التزام قائم متعلق‬
‫بخدمات أو بضائع تم الحصول عليها ‪ ،‬أو أنه في املتوقع الحصول عليها ‪ ،‬و التي تتحملها املؤسسة‬
‫الصحفية على مستوى عمليات اإلنتاج الفكرية ‪ ،‬أو املادية ‪ ،‬حسب الطاقات التشغيلية‬
‫للمؤسسة الصحفية ‪ ،‬و أساليب عمله ‪ ،‬و أنماط توزيع منتجاتها‪ .‬فكل مؤسسة صحفية تملك‬

‫‪ 264‬ماجد بن عبدهللا املنيف ‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ :‬التحليل الجزئي ‪ ،‬ط ‪ ، 5‬العبيكان للنشر ‪ ، 0202 ،‬ص ‪031‬‬
‫‪ 265‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مبادئ املحاسبة املالية ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الجنادرية للنشر و التوزيع ‪ ، 0226 ،‬ص ‪22‬‬
‫‪ 266‬محمد نور‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة ‪ ،‬محاسبة التكاليف ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر ‪ ، 2004‬ص‪39‬‬
‫‪ 267‬نائل عدس و آخرون ‪ ،‬محاسبة التكاليف مدخل حديث ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع ‪ ( ،‬ب‪.‬س ‪.‬ط ) ‪ ،‬ص ‪24‬‬

‫‪134‬‬
‫حالة خاصة في حسابات تشغلها‪ ،‬و إن توزعت عدة عناصر إنتاج مختلفة على األنشطة ذاتها ‪،‬‬
‫و ذلك وفقا ملجموعة من العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على مصروفاتها‪268".‬‬

‫و النفقات في إصدار صحيفة تعني " تلك األموال التي يدفعها الناشر لغيره مقابل الحصول‬
‫و العمل و‬ ‫على العناصر املادية التي تدخل في تحقيقه ملشروعه املذكور ‪ .‬مثل املواد األولية‬
‫األجهزة ‪...‬الخ " كما تعرف على أنها " العناصر األساسية التي ال بد منها في أية عملية انتاجية ‪269 ".‬‬

‫و نعرف اجرائيا تكاليف النشاط املقاوالتي اإلعالمي بأنها مجموع األعباء املالية ( مصاريف ‪،‬‬
‫(‬ ‫تكاليف ‪ ،‬نفقات ‪ ،‬متطلبات مالية ) التي تتحملها املؤسسة اإلعالمية الناشئة و الريادية‬
‫املقاوالتية ) في مختلف مراحل حياتها انطالقا من مرحلة الفكرة و بداية األعمال ‪ ،‬االنطالق و‬
‫و‬ ‫االستغالل ‪ ،‬ثم التطور و النمو ‪ ،‬و ذلك حسب االمكانيات املالية التي رصدت للمشروع ‪،‬‬
‫أساليب العمل في سبيل الحصول على عائد أو توقع الحصول على عائد أو منفعة ‪.‬‬
‫و بعبارة أخرى نقصد بها مجموع النفقات املالية التي تتحملها املؤسسة اإلعالمية الناشئة على‬
‫عدة مستويات بداية بمرحلة قبل االنشاء ( تكاليف خاصة بدراسة السوق و دراسة الجدوى ) ‪،‬‬
‫مرورا بمستوى عمليات اإلنتاج الفكرية ( انتاج املحتوى اإلعالمي ) ‪ ،‬و نهاية بمرحلة االنتاج‬
‫املادي ( الطبع ‪ ،‬التوزيع ‪ ،‬النشر ‪ ،‬البث ) ‪ ،‬دون أن ننس ى التكاليف املرتبطة بمرحلة تطورها و‬
‫نموها في السوق اإلعالمية املحلية أو العربية أو العاملية و ذلك من أجل الحصول على إيرادات‬
‫معتبرة تتجاوز تكلفتها ‪.‬‬

‫خصائص تكاليف املشروع املقاوالتي اإلعالمي و أهمية محاسبة‬ ‫‪-II‬‬


‫التكاليف في نجاحه ‪:‬‬
‫تتميز التكاليف في املؤسسات اإلعالمية الريادية الناشئة بأنها تكون قليلة جدا في بداية‬
‫املشروع ( استثمار صغير ) مقارنة باملؤسسات اإلعالمية التقليدية ‪ ،‬ثم تتطور و ترتفع هذه‬
‫التكاليف بسرعة كبيرة تناسبا مع وتيرة تطور املؤسسة الناشئة ‪ ،‬كما أنه يصعب التحكم فيها‬

‫‪ 268‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد‬
‫و‬ ‫اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬قسم علوم االعالم‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 0222 0222 ، 23‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 269‬أحمد بن مرس ي ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة املكتوبة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الجزائر ‪ ،‬الورسم للنشر و التوزيع ‪ ، 0224 ،‬ص ‪61‬‬

‫‪135‬‬
‫نظرا لخصوصية املؤسسة و منتجها ( مؤسسة فتية و ريادية و تكون في حالة تجريب أفكار‬
‫مبدعة و مبتكرة ‪ ،‬صعوبة التنبؤ بالطلب االجتماعي على املنتج اإلعالمي ) ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى نفقات اإلنتاج في املحطات اإلذاعية و التلفزيونية ال تتغير بزيادة أو نقصان‬
‫عدد املشاهدين و املستمعين ‪ ،‬و منه زيادة أو نقصان حجم املشاهدة أو االستماع ال يؤثر على‬
‫نفقات انتاج البرامج التلفزيونية و االذاعية و لكنها تؤثر على االشهار ‪.‬‬
‫و بناء على ذلك تظهر أهمية اعتماد املؤسسات الناشئة على محاسبة التكاليف التي نقصد بها‬
‫عموما " ذلك العلم الذي يقوم على تجميع و تبويب و تحليل و تخصيص و توزيع التكاليف‬
‫استنادا إلى مجموعة من املبادئ و األسس و القواعد العلمية بهدف تحديد تكلفة اإلنتاج و‬
‫تقديم املعلومات الالزمة و التي تساعد اإلدارة على اتخاذ القرارات املناسبة ‪ ".‬و يتضمن دورها‬
‫التقليدي من هذا التعريف في تحديد تكلفة املنتج و ذلك لتقويم املخزون و تحديد الدخل‬
‫ألغراض إعداد التقارير الخارجية ‪ ،‬كما لها دور حديث يتمثل في خدمة اإلدارة في جميع‬
‫املؤسسات من خالل تزويدها باملعلومات التي تفيدها في مجاالت التخطيط و الرقابة و اتخاذ‬
‫القرارات اإلدارية ‪270.‬‬

‫‪271:‬‬ ‫و على العموم تكمن أهمية محاسبة التكاليف في النقاط التالية‬


‫التعرف على حجم املتطلبات املالية ( النفقات ) و طبيعتها أي املجاالت املختلفة التي‬ ‫‪‬‬

‫صرفت بشأنها‪.‬‬
‫هي بمثابة إجراء تقويمي يساعد على مراقبة العملية االنتاجية من الناحية املالية بصورة‬ ‫‪‬‬

‫دقيقة و دائمة‪.‬‬
‫توفير معطيات معلوماتية في شكل إحصائيات مالية تساعد على معرفة أوال الحدود التي‬ ‫‪‬‬

‫بلغها هذا االنفاق على مستوى املشروع و ثانيا تحديد التوجهات التي أخذها ‪.‬‬
‫التدخل بسرعة من أجل تصحيح الوضع املالي للمؤسسة الناشئة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحرص على انفاق ما يجب انفاقه بصورة علمية صحيحة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -0‬تحقيق التوازن املالي على مستوى املؤسسة و الذي يقوم على معرفة ما تم انفاقه على‬
‫االنتاج االعالمي الفكري و املادي ( مثال معرفة ما تم انفاقه على انتاج النسخة الواحدة‬

‫‪ 270‬نائل عدس و آخرون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬


‫‪ 271‬أحمد بن مرس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪62‬‬

‫‪136‬‬
‫في حجم معين من الصفحات و في اطار محدد من السحب ) و ما تم تحصيله من ايرادات‬
‫بعد عرضه في السوق ( موارد مالية ) ‪.‬‬
‫التعرف على مدى تغطية سعر بيع املنتج من ما تم انفاقه على انتاجه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تساعد في اتخاذ االجراءات الالزمة لتعويض الخسارة إن وجدت على مستوى االشهار أو‬ ‫‪‬‬

‫األعمال اإلضافية‪.‬‬
‫و‬ ‫إعداد املوازنات التخطيطية بهدف اكتشاف عوامل اإلسراف و القضاء عليها‬ ‫‪‬‬

‫اكتشاف عوامل التوفير و املحافظة عليها و تشجيعها‪.‬‬


‫تفادي انفاذ رأس املال الخاص بتسيير املؤسسة الناشئة في منافذ ال تعود بالفائدة على‬ ‫‪‬‬

‫صاحبها ‪.‬‬
‫و‬ ‫و من هذا املنطلق تسمح معرفة التكاليف التي يتحملها املشروع املقاوالتي اإلعالمي عامة‬
‫تكلفة كل مرحلة من مراحله للمقاول بأخذ نظرة حول االختيارات التمويلية املتاحة ‪ ،‬كما يسمح‬
‫للمستثمر و املخاطر املالي ( املمول ) بمعرفة الرأسمال املطلوب و كذلك عائد املشروع ‪ ،‬مما‬
‫يسهل عمليات التفاوض ‪.‬‬

‫طبيعة التكاليف في املشاريع املقاوالتية ( التكاليف الثابتة و املتغيرة)‪:‬‬ ‫‪-III‬‬

‫يقسم الباحثون و املختصين في علم املحاسبة عناصر تكاليف اإلنتاج في مؤسسة ما وفق عدة‬
‫متغيرات أو معايير نوجزها في األنواع التالية‪:‬‬
‫من حيث طبيعتها أو نوعيتها إلى ثالثة أنواع ‪272 :‬‬ ‫‪-0‬‬
‫‪ : ) Material‬و هي تكلفة املواد‬ ‫أ‪ -‬تكلفة املواد الخام ( ‪Cost‬‬
‫و‬ ‫و املستلزمات السلعية املستخدمة في عملية اإلنتاج ( مثال الورق‬
‫الحبر في االنتاج الصحفي و الفكرة في اإلنتاج السمعي البصري ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكلفة العمل أو األجور ( ‪ : ) Labor Cost‬و هي تكلفة املجهود البشري‬
‫الذي تدفعه أو تتحمله املؤسسة الناشئة لصالح العاملين بها ‪.‬‬
‫ت‪ -‬تكلفة الخدمات ‪ :‬و هي أي تكلفة ليست مواد أو أجور ‪ ،‬أي كل‬
‫التكاليف الالزمة لتمام الدورة االنتاجية و البيعية باملؤسسة بخالف‬

‫‪ 272‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪137‬‬
‫األجور و املواد مثل ‪ :‬صيانة أجهزة الكمبوتر ‪ ،‬املعدات ‪ ،‬و إيجار مقر‬
‫العمل ‪ ،‬و التأمين ‪ ،‬االستشارات الخارجية ‪...‬‬
‫و يهدف تقسيم عناصر التكاليف إلى هذه األنواع إلى تحديد تكلفة كل عامل من عوامل اإلنتاج‬
‫الداخلة في قياس تكلفة املنتج النهائي‪.‬‬
‫كما نجد تقسيم آخر لعناصر التكاليف وفقا للوظيفة التي استفادت من التكاليف بهدف‬
‫قياس تكاليف كل وظيفة على حدة و بالتالي يمكننا تحديد نصيب الوحدة من تلك التكاليف‬
‫و كذلك الرقابة عليها ‪ ،‬و يمكن إيضاحها علي النحو التالي ‪273 :‬‬

‫عناصر تكاليف وظيفة اإلنتاج ‪ :‬و هي التكاليف الالزمة إلتمام الوظيفة اإلنتاجية‬ ‫‪-0‬‬
‫في سبيل تحقيق اإلنتاج‪.‬‬
‫عناصر تكاليف وظيفة التسويق ‪ :‬و هي النفقات الالزمة للوظيفة التسويقية في‬ ‫‪-2‬‬
‫سبيل توزيع املنتوج الصحفي ‪.‬‬
‫عناصر تكاليف الوظيفة اإلدارية و التمويلية ‪ :‬و هي النفقات املرتبطة باملراكز‬ ‫‪-0‬‬
‫الخدمية اإلدارية و التمويلية‪.‬‬
‫و باملقابل نجد فريق آخر من الباحثين يقسم عناصر التكاليف في مؤسسة حسب معيار العالقة‬
‫بوحدة النشاط ( اإلنتاج ) و هي‪274 :‬‬

‫أ‪ -‬تكاليف مباشرة‪ :‬و هي التكاليف التي تدخل في تكوين وحدة اإلنتاج‬
‫و يمكن تحديد نصيب الوحدة منها بدقة و سهولة ‪ .‬أي هي تلك‬
‫التكاليف التي تساهم بصفة مباشرة في عمليات االنتاج اإلعالمي و عن‬
‫طريقها يمكن تتبع حجم التكلفة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكاليف غير مباشرة ‪ :‬و هي التكلفة الالزمة لإلنتاج و لكن ال تدخل في‬
‫تكوين وحدة اإلنتاج و بالتالي ال يمكن تحديد نصيب الوحدة منها بدقة‬
‫و سهولة مثل تكلفة الكهرباء و االيجار ‪...‬أي هي التكاليف التي ال تساهم‬
‫في عمليات اإلنتاج اإلعالمي و عن طريقها نوزع عناصر التكلفة‪.‬‬

‫‪ 273‬السعيد محمد شعيب ‪ ،‬محاسبة التكاليف ‪ ،‬دروس في مقياس محاسبة البنوك و البورصات ‪ ،‬مستوى ثالث جامعي ‪ ،‬مركز‬
‫التعليم املفتوح ‪ ،‬بنها ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ص ‪ ، 23-20‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪ ،www.olc.bu.edu.eg/olc/images/6th-7.pdf‬تاريخ الزيارة ‪2:32 ، 0225/22/23 :‬‬
‫‪ 274‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪20‬‬

‫‪138‬‬
‫و من جهتها قسمت الباحثة الفرنسية نادين توسان النفقات الخاصة بصناعة الصحافة إلى‬
‫أربعة فئات أساسية و هي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ ‬نفقات املنتج الفكري ‪ ( :‬التحرير ‪ ،‬التوثيق ( االرشيف) ‪ ،‬االدارة ‪ ،‬املصاريف‬
‫العامة)‬
‫‪ ‬نفقات املنتج املادي ‪ ( :‬االستثمارات ‪ ،‬املادة األولية ‪ ،‬اليد العاملة )‬
‫‪ ‬نفقات التوزيع ‪ ( :‬أنواع طرق البيع ‪ ،‬النفقات )‬
‫‪ ‬النفقات املتوسطة للنسخة الواحدة و تغيراتها ‪ ( :‬في حالة ارتفاع حجم‬
‫السحب و زيادة التصحيف و تغير تكاليف التوزيع ) ‪.‬‬
‫ي قد صنف نفقات اصدار الصحيفة كما يلي ‪275:‬‬ ‫في حين نجد الباحث أحمد بن مرس‬
‫‪ -0‬نفقات األجورو الخدمات و الرسوم‪:‬‬
‫‪ -2‬نفقات التجهيزو املواد القابلة لالستهالك‪:‬‬
‫‪ -0‬نفقات االشهار‪:‬‬
‫‪ -4‬نفقات التوزيع ‪:‬‬
‫و إذا ما أخذنا رأي املحاسبين فقد الحظوا أن تحديد تكلفة املنتج على أساس التكاليف‬
‫ً‬
‫اإلجمالية يصبح غير دقيقا إذا تغير حجم النشاط ‪ ،‬و في إطار هذا التقسيم يتم تبويب التكاليف‬
‫ً‬
‫وفقا لعالقتها بحجم النشاط إلى ‪:‬‬
‫تكاليف ثابتة )‪ : (Coûts fixes‬و تعرف بأنها " تكلفة عناصر اإلنتاج الثابتة التي‬ ‫‪-0‬‬
‫تستخدمها املؤسسة ‪ ،‬و هي ال تتغير بتغير حجم اإلنتاج ‪ " .‬ألن األجل القصير‬
‫بالنسبة إلى املؤسسة يفترض أن حجم املشروع و اآلالت ثابت و بالتالي التكاليف‬
‫الثابتة سوف تتحملها تلك املؤسسة سواء أنتجت في األجل القصير أم لم تنتج ‪.‬‬
‫و ببالتالي تلك ا أصول الثابتة يدخل عليها التقادم أو اإلهالك و الذي يكون نسبة‬
‫مئوية ثابتة أيا كان حجم اإلنتاج ‪ .‬و باختصار فإن للتكاليف الثابتة خاصيتين‬
‫رئيسيتين ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتحملها املنشأة في األجل القصير‪.‬‬
‫ال تتغيربتغيرحجم اإلنتاج ( تبقى كما هي) ‪276.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 275‬احمد بن مرس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪13 -12‬‬

‫‪139‬‬
‫و تعرف أيضا التكاليف الثابتة بأنها " التكلفة التي ال يتغير مبلغها اإلجمالي بتغيرات حجم اإلنتاج‬
‫و لكن نصيب الوحدة منها متغير بصورة عكسية مع تغيرات حجم اإلنتاج ( اإلجمالي ثابت ‪ /‬نكلفة‬
‫الوحدة متغير ) ‪277".‬‬

‫و هناك من يعتبر التكاليف الثابتة تلك التكاليف الثابتة نسبيا خالل امليزانية السنوية و تتغير‬
‫من سنة ألخرى لكن بنسب بسيطة‪ .‬و ليست لها صلة بنشاط املشروع أي تساهم بطريقة غير‬
‫املباشرة في العملية اإلنتاجية‪ .‬و تتمثل في التكاليف الهيكلية و اإلدارية و الخدماتية مثل ‪ :‬املعدات‬
‫و التجهيزات ‪ ،‬دراسة الجدوى ‪ ،‬الخدمات ‪ ،‬أجور العمال ‪ ،‬التأمين ‪ ،‬التركيب ‪ ،‬التصوير ‪ ،‬اإلخراج‬
‫‪...‬الخ ‪.‬‬
‫و تشمل النفقات العامة الثابتة للمؤسسة اإلعالمية التي ال تتأثر بعدد النسخ في الصحافة‬
‫املكتوبة و في التلفزيون و اإلذاعة تلك التكاليف التي ال تتأثر بطبيعة البرامج و مدتها و طرق بثها‬
‫و ارسالها و بطبيعة القناة إن كانت متخصصة أو عامة (كالنفقات اإلدارية ‪ ،‬كراء املباني ‪ ،‬األجور‬
‫و املصاريف التحريرية ‪ ،‬نفقات الروبورتاج ‪ ،‬نفقات التلغراف ‪ ،‬الوكاالت ‪ ،‬نفقات قسم اإلشهار و‬
‫أهم أقسام اإلنتاج ‪ ،‬تركيب ‪ ،‬تصوير ‪ ،‬اإلخراج )‪.‬‬
‫تكاليف متغيرة )‪ : (Coûts variables‬و تعرف بأنها تكلفة عنصر أو عناصر‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلنتاج املتغيرة الالزمة إلنتاج السلعة ‪ ،‬و هي ذلك الجزء من التكاليف في األجل‬
‫القصير التي تغير و تزيد بتغير و تزايد حجم اإلنتاج ‪ .‬و التكاليف املتغيرة تتزايد في‬
‫البداية بمعدل متناقص ثم تتزايد بمعدل متزايد و ذلك راجع لعالقتها بدالة اإلنتاج‬
‫الكلي التي تتأثر بقانون تناقص الغلة ‪ ،‬فاإلنتاج الكلي يتزايد بمعدل متزايد في البداية‬
‫‪ ،‬ثم يتزايد بمعدل متناقص ‪ ،‬و بعد الوصول إلى حجم إنتاج معين يتناقص اإلنتاج‬
‫الكلي ‪ .‬علما أن التكاليف املتغيرة قد تم اشتقاقها من افتراض تقنية معينة من‬
‫عملية اإلنتاج ‪ ،‬فإذا تغيرت التكنولوجيا ( مزيج من عناصر اإلنتاج ) فإن دالة اإلنتاج‬
‫الكلي تتغير ‪ ،‬و من ثم دالة التكاليف املتغيرة ‪278.‬‬

‫‪ 276‬ماجد بن عبدهللا املنيف ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪042‬‬


‫‪ 277‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ 278‬ماجد بن عبدهللا املنيف ‪ ،‬املرجع السبق ‪ ،‬ص ص ‪045- 043‬‬

‫‪140‬‬
‫كما تعرف التكاليف املتغيرة بأنها التكلفة التي يتغير مبلغها اإلجمالي بصورة طردية مع تغيرات‬
‫حجم اإلنتاج و لكن نصيب الوحدة منها ثابت ال يتغير ( اإلجمالي متغير ‪ /‬تكلفة الوحدة ثابت)‬
‫علما أن كل التكلفة املباشرة متغيرة و لكن ليس كل التكلفة املتغيرة مباشرة ‪279 .‬‬

‫و من ثم فإن التكاليف املتغيرة هي التي تتغير في مجموعها بنفس نسبة التغير في عدد النسخ‬
‫و من ثم تزيد بزيادة عدد السحب و تنقص بنقصانه ‪ ،‬كما أنها تتغير بحسب طبيعة البرامج‬
‫التلفزيونية و اإلذاعية و مدتها و طرق بثها و ارسالها و تتمثل في التكاليف الناتجة عن الطباعة ‪،‬‬
‫ّ‬
‫التوزيع و عن الورق الذي يمثل أهم كلفة ‪ ،‬إضافة إلى أجور العمال املكلفين بآالت الطباعة ‪،‬‬
‫العمال املكلفين برزم الصحف املرسلة ‪ ،‬و ً‬
‫أيضا تكاليف اإلشهار‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫و باختصار هي التكاليف املتغيرة تتمثل في التكاليف التشغيلية املباشرة و الالزمة إلتمام‬
‫الوظيفة االنتاجية في سبيل تحقيق االنتاج اإلعالمي ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتكاليف اإلنتاج الفكري‬
‫التي تعرف ارتفاعا في املجال السمعي البصري ‪ ،‬مقارنة بتكاليف البث أو التدفق املنخفضة ‪ ،‬و‬
‫تكاليف الطبع و التوزيع التي تعرف ارتفاعا في املجال الصحفي مقارنة بتكاليف التحرير ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن املساعدات التي تقدمها الدولة إلى أصحاب املؤسسات الناشئة سيؤثر على‬
‫جدول التكاليف لهذه املؤسسات خالل السنوات الثالثة األولى و التي تكون فيها املؤسسات في‬
‫حاجة ملحة لتسخير قدراتها املالية لنشاط االستغالل و تجاوز مرحلة االنطالق و تجنب املخاطر‬
‫التي تواجهها ‪.‬‬

‫(‬ ‫العوامل املتحكمة في ارتفاع و انخفاض تكاليف االنتاج اإلعالمي‬ ‫‪-IV‬‬


‫التلفزيوني و اإلذاعي و الصحفي املطبوع و اإللكتروني )‪ :‬قد ترتفع أو‬
‫تنخفض تكاليف اإلنتاج باإلذاعة و التلفزيون تبعا لعدة عوامل‪:‬‬
‫‪ ‬مضمون البرامج ‪ :‬مسلسل ‪ ،‬وثائقي ‪ ،‬رسوم متحركة ‪ ،‬برنامج للترفيه و التسلية ‪،‬‬
‫برامج حوارية ( )‪ ، ) Talk Show‬نشرة أخبار ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬مدة البرامج ‪ :‬طويلة ‪ ،‬متوسطة ‪ ،‬قصيرة ‪ ،‬تزداد التكلفة املالية للبرنامج كلما زادت‬
‫مدته الزمنية ‪.‬‬
‫‪ ‬طرق االرسال ‪ :‬مباشر ‪ ،‬مسجل ‪ ،‬من محطة رئيسية الى محطة جهوية ‪.‬‬

‫‪ 279‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪20‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ ‬طرق البث ‪ :‬بث هرتزي أرض ي ‪ ،‬بث رقمي أرض ي ‪ ،‬كابل ‪ ،‬اقمار صناعية ‪ ،‬االنترنت ‪HD ،‬‬
‫‪8K ،4K،‬‬
‫‪ ‬طبيعة القناة ‪ :‬عامة أو متخصصة ‪ ،‬و عادة البرامج التي تنتج لفائدة القنوات‬
‫املتخصصة تكون أكثر تكلفة من البرامج املوجهة إلى الجمهور العام‪.‬‬
‫‪ ‬موقع بثه في الشبكة البرامجية ‪ :‬مثال يبث البرنامج في وقت الذروة ‪.‬‬
‫‪ ‬معاييرالسوق و العرض و الطلب ‪ :‬مثال اذا توفراستديو وحيد لتصوير البرنامج في بلد‬
‫ما ‪ ،‬فهذا سيرفع من كلفة استئجاره ‪ ،‬بينما إذا انتشرت العديد من شركات االنتاج‬
‫الفني فستدعوها املنافسة إلى تسعيرخدماتها بشكل متوازن ‪.‬‬
‫‪ ‬فريق التقديم و الضيوف ‪ :‬في حالة تقديم البرنامج من قبل " املذيع النجم " أو‬
‫استضافة ضيوف يطلبون أسعاراستثنائية بناء على شهرتهم االحتر افية ‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق العوامل املؤثرة في ارتفاع و انخفاض تكاليف االنتاج الفكري و املادي للمنتج‬
‫الصحفي في البيئة التقليدية و الرقمية ‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة دراسة الجدوى االقتصادية اذا قام بها مكتب استشاري وطني أو أجنبي ‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة الطاقم التحريري و التقني و الفني للجريدة ( محترفون ذو خبرة‪ ،‬خرجين جدد‪،‬‬
‫أقالم صحفية معروفة‪)...‬‬
‫‪ ‬نوعية املادة التحريرية التي تقدمها الجريدة ‪ ،‬حسب نوعية الجمهور املستهدف كأهم‬
‫عنصر في تحديد اتجاهات تسويق الصحيفة و سياستها االشهارية ‪ ،‬و عادة املؤسسة‬
‫الصحفية الريادية تقدم محتوى متميز و مبدع ‪.‬‬
‫‪ ‬الكمية التي تتم طباعتها و سحبها ‪.‬‬
‫‪ ‬عدد صفحات كل نسخة مطبوعة‪.‬‬
‫‪ ‬الطبع باأللوان أو باألبيض و األسود‪.‬‬
‫‪ ‬طرق الطباعة ( تقليدية أو حديثة )‬
‫‪ ‬و نوعية الورق املستخدم‪.‬‬
‫‪ ‬التقلبات الخاصة بأسعار املواد األولية ( خاصة الورق ) ‪ ،‬إلى جانب عدم استقرار سعر‬
‫صرف العملة الصعبة ( الدوالر ‪ /‬األورو ) تجاه العملة املحلية ‪.‬‬
‫‪ ‬أنماط و أشكال التوزيع املستخدمة ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ ‬حمالت الترويج التي تقوم بها املؤسسة ملنتجها في الواقع املادي أو االفتراض ي ‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة اسم النطاق ‪ .com .org .dz :‬او كان اسم نطاق خاص ‪.tv .game.social :‬‬
‫‪ ‬طبيعة املؤسسة التي تستضيف اسم النطاق إن كانت وطنية ( عمومية أو خاصة ) أو‬
‫أجنبية ‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعة املوقع ‪ :‬تفاعلي أو ثابت‬
‫‪ ‬مصمم املوقع ‪ :‬محترف أو هاوي‬
‫‪ ‬ادخال أدوات التفاعلية ‪ :‬االرشيف ‪ ،‬سبر االراء ‪...‬‬
‫‪ ‬ربط املوقع بمحركات بحث و روابط صديقة أو مواقع ‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة التصميم الجرافيكي للموقع ‪.‬‬
‫‪ ‬توفر أداة للتعديل التقني ‪.‬‬
‫‪ ‬صيانة املوقع و حمايته من القرصنة‪.‬‬
‫‪ ‬حجم و مساحة التخزين في املوقع ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير املوقع ‪.‬‬
‫أشكال املتطلبات أو التكاليف املالية ملمارسة النشاط املقاوالتي‬ ‫‪-V‬‬
‫اإلعالمي (إنشاء قناة تلفزيونية و انتاج حصة تلفزيونية أو إذاعية ‪،‬‬
‫إنشاء مؤسسة صحفية و اصدار جريدة ورقية أو إلكترونية ) ‪:‬و تكون عبر‬
‫أربعة مراحل أساسية في دورة حياة املؤسسة الناشئة ‪:‬‬
‫‪ -0‬مرحلة ما قبل االستثمار ‪ :‬و تعرف كذلك باملرحلة التمهيدية التي تحتوي على فكرة‬
‫املشروع املقاوالتي و هي تشكل البناء األساس ي للمؤسسة الناشئة و املرحلة التي تليها (‬
‫مرحلة االنطالق و تجسيد األفكار) ‪ ،‬و ما يميز هذه املرحلة هو كون املؤسسة عبارة عن‬
‫مشر وع فكرة يحاول املؤسس تجسيده في الواقع‪ ،‬و هو ما يشكل مخاطرة كبيرة من أجل‬
‫التعريف باملنتج و إدخاله إلى سلوكيات املستهلكين و األسواق‪ .‬و لعل أهم التكاليف التي‬
‫يتحملها املقاول خالل هذه املرحلة هي أولية تتصف بالضمنية مثل ‪ :‬تكاليف تكوين‬
‫صاحب الفكرة أو املؤسس ‪ ،‬تكاليف الحصول على العتاد املستعمل في تطوير الفكرة ‪،‬‬
‫تكاليف البرمجيات و تحديثها ‪ ،‬إضافة إن أمكن أجرة املؤسس و التي ستعتبر كتكاليف‬
‫فرصة بديلة‪ ،‬و تكلفة عن التنازل عن املكتسبات الحالية للمؤسس و تكلفة الوقت‬

‫‪143‬‬
‫املستغرق في بناء املشروع‪ ،‬خالل هذه املرحلة التكاليف ظاهريا قد ال تكون كبيرة ما‬
‫يسمح للمؤسسة االعتماد على القدرات الذاتية لتمويل مشروعه‪280 .‬‬

‫كما تندرج تكاليف دراسة الجدوى االقتصادية التي تحدثنا عنها سابقا في هذه املرحلة من‬
‫مراحل إنشاء مؤسسة ناشئة‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة البدرة أو بداية األعمال‪ :‬و هي عادة تنطلق بتطوير النموذج املراد عرضه في‬
‫السوق‪ ،‬تشكل هذه املرحلة نقطة تحول في حياة املؤسسة الناشئة ألنها املرحلة التي‬
‫تعرف تحول األفكار إلى حقائق ‪،‬أين يتمكن مطور املشروع أو املقاول من الدخول إلى‬
‫السوق بواسطة النموذج األولي للمشر وع و االحتكاك بالزبائن و الشركات األخرى سعيا‬
‫منه في جس نبض السوق اإلعالمية ( سوق الجمهور ‪ ،‬سوق املعلنين و سوق املنافسين ) ‪.‬‬
‫و عادة في هذه املرحلة يبدأ البث التجريبي للقناة في حالة كان املشروع هو انشاء قناة‬
‫تلفزيونية مثال ‪ ،‬أو العدد التجريبي ( العدد الصفر ) في حالة إصدار جريدة ‪.‬‬
‫و إن التكاليف التي تميز هذه املرحلة تتمثل في تكلفة اعداد النموذج املقدم للسوق و تشمل‬
‫تكاليف املصممين ‪ ،‬البرمجيات املستعملة‪ ،‬تكاليف الحقوق الفكرية في حالة استعمال برمجيات‬
‫مساعدة لسير النموذج املعد ‪ ،‬أو شراء فكرة برنامج تلفزيوني ‪ ،‬تكاليف االستشارات املالية‬
‫و املحاسبية ‪ ،‬تكاليف أخرى تشغيلية متعلقة باإليجار و العتاد و التي غالبا ما يتم دمجها‬
‫محاسبيا في إطار تكاليف البحث و التطوير‪.‬‬
‫و بما أن النسبة األكبر من املؤسسات الناشئة تعرف فشال خالل هذه املرحلة و قد يعود هذا‬
‫الفشل إلى أسباب تقنية‪ ،‬كأن ال يلقى النموذج القبول لدى املستهدفين مما يدفع املؤسسة إلى‬
‫اعتماد نموذج مختلف و هذا ما يخلق تكاليف إضافية مثل ‪ :‬تكلفة التخلي عن النموذج األولى من‬
‫أجل نموذج محدث ‪ ،‬و كذلك ظهور تكاليف جديدة هي تكاليف تسويقية من أجل فهم سلوكيات‬
‫املستهدفين تجاه منتجات املؤسسة‪ ،‬فهي تصير مجبرة على القيام بالبحوث التسويقية و وضع‬
‫ى مع إمكانيات املؤسسة و تسمح لها بالتحكم في التكاليف‪281 .‬‬ ‫خطط تسويقية تتماش‬
‫و عليه تشمل تكاليف هذه املرحلة من مراحل إنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة على التكاليف‬
‫الهيكلية و التشغيلية و التسويقية األولى و التي تختلف حسب طبيعة النشاط اإلعالمي و طبيعة‬
‫الخدمة املقدمة مثل‪ :‬تكاليف االيجار و العتاد و تجهيز املقر اإلداري و البث ‪ ،‬االستديو ‪ ،‬البث‬

‫‪ 280‬محمود كبيش ‪ ،‬عبد الرزاق لعريوي ‪ ،‬محمد حيمران ‪ ،‬النموذج االمثل لتحليل التكلفة في املؤسسات الناشئة (حالة‬
‫الجزائر)‪ ،‬مجلة شعاع للدراسات اإلقتصادية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 5‬العدد ‪ 0202 ، 2‬ـ ص ‪253‬‬
‫‪ 281‬محمود كبيش ‪ ،‬عبد الرزاق لعريوي ‪ ،‬محمد حيمران ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪254- 253‬‬

‫‪144‬‬
‫(حجز تردد على األقمار الصناعية ) ‪ ،‬أجور العمال ‪ ،‬الترويج و التسويق للمشروع ‪ ،‬شراء اسم‬
‫النطاق ‪ ،‬تصميم املوقع ‪...‬الخ‬
‫‪ -3‬مرحلة االستغالل أي التشغيل ( االنطالق الفعلي ) ‪ :‬إذا تجاوز املقاول املرحلة‬
‫الثانية فسينتقل إلى مراحل متقدمة من مشروعه و التحول إلى مؤسسة إعالمية رائدة و‬
‫تعرف هذه املرحلة بدخول منتج املؤسسة الناشئة إلى السوق بعد نجاح النموذج األولي‬
‫و يتحصل على حقوق ملكية املشروع ‪ ،‬و بما أن هذه املرحلة تشكل اإلنطالقة الفعلية‬
‫للمؤسسة فهي مدعوة إلى امليكلة الداخلية و تنظيم العمليات ‪ .‬و تسمى تكاليف هذه‬
‫املرحلة بتكاليف التأسيس الفعلي للمؤسسة الناشئة ‪ 282 .‬و تضم مثال ‪:‬‬
‫‪ ‬األجور ‪ :‬الطاقم البشري أي الفريق الصحفي ‪ ،‬الفني ‪ ،‬التقني القائم على انتاج و‬
‫اخراج املحتوى و تحويله إلى سلعة قابلة للتسويق و البث و النشر ‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف انتاج املحتوى الصحفي ( املادة التحريرية )‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف الطبع و التوزيع في حالة الصحافة و البث في حالة التلفزيون و اإلذاعة ‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات ‪ :‬االشتراك في وكاالت االنباء ‪ ،‬االشتراك في االنترنت و الهاتف ‪ ،‬التأمين‪...،‬‬
‫‪ ‬شراء سيارات البث أو النقل الخارجي ( ‪... ) Obvan‬‬
‫‪ ‬الرسوم ‪ :‬دفع الضرائب على ممارسة النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف شراء البرامج و شراء حقوق البث و شراء بعض حقوق املواد املستخدمة في‬
‫االنتاج مثل لقطات فيديو و صور ‪...‬‬
‫‪ ‬تكاليف شراء البرامج الخاصة بتطوير املوقع االلكتروني و حمايته من القرصنة‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف التحقيقات و الريبورتاجات و تنقالت الصحفيين‪.‬‬
‫‪ ‬انتاج البرامج و تتمثل في امليزانية املخصصة إلنتاج برنامج ما و تتوزع على ما يلي ‪:‬‬
‫الفكرة و اإلعداد ‪ ،‬فريق االنتاج و االخراج ‪ ،‬فريق التقديم و الضيوف ‪ ،‬فريق تنفيذ‬
‫البرنامج ‪ ،‬التصوير و الصوت و االضاءة ‪ ،‬فريق االبداع ‪ ،‬معدات التصوير ‪،‬‬
‫مستلزمات التقديم و الضيوف ‪ ،‬املواد الخام من أشرطة التصوير و املونتاج ‪،‬‬
‫التركيب و املزج ‪،‬املوسيقى و املؤثرات الصوتية ‪ ،‬حقوق املواد املستخدمة مثل‬
‫لقطات الفيديو ‪ ،‬الصور ‪ ،‬و غيرها من التكاليف غير املباشرة باملرتبطة باإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ 282‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪254‬‬

‫‪145‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬نفقات بحوث الجمهور ( املستمعين و املشاهدين و القراء‬
‫املتصفحين ) ‪ :‬تكون بعد اطالق املؤسسة اإلعالمية الناشئة و هي تعتبر عنصرا‬
‫و‬ ‫فعاال في العملية التخطيطية لتحسين جودة الخدمات اإلعالمية املقدمة‬
‫تجديدها في كل مرة حتى ال تفقد املؤسسة اإلعالمية صفة الريادية ‪ .‬و تنقسم هذه‬
‫البحوث إلى ‪ :‬البحوث النوعية و املتخصصة التي نتعرف من خاللها على سمات‬
‫الجمهور و أنماط مشاهدتهم أو استماعهم للبرامج أو قرائتهم للصحف ‪ ،‬بحوث‬
‫بارومتر املشاهدة أو االستماع أو املقروئية أو التصفح و تقدم لنا هذه النوعية من‬
‫البحوث نسبة املشاهدة العامة للقناة ‪ ،‬و نسبة مشاهدة كل برنامج تلفزيوني تقوم‬
‫ببثه ‪ ،‬و كذلك نسبة املقروئية ‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة التطور و النمو‪ :‬و تتمثل في تطور املؤسسة اإلعالمية الناشئة سواء مثال‬
‫بفتحها ملكاتب فرعية والئية أو دولية أو استحداث مقراتها و تجهيزها بأحدث التقنيات أو‬
‫االستثمار في نشاط اعالمي آخر غير الذي تنشط فيه ‪ ،‬و بالتالي تضم هذه املرحلة‬
‫تكاليف إضافية بهدف التوسع و تطوير منتجاتها أو خدماتها الحالية مثل الزيادة في‬
‫التكاليف التشغيلية ‪ ،‬و تكاليف االستشارات املالية‪ ،‬إضافة إلى تكاليف التأمين و‬
‫األعباء الضريبية ‪...‬الخ‬

‫املحاضرة ‪ : 00‬مصادرتمويل النشاط املقاوالتي اإلعالمي‬


‫تعريف التمويل‪ :‬يعد توافر رأس املال من مختلف املصادر املالية التي تتناسب و‬ ‫‪-I‬‬
‫حاجيات أي مشروع مقاوالتي من أهم مقومات إنشاءه و تشغيله و توسيعه مهما‬
‫كانت طبيعة نشاطه ‪ ،‬خاصة و أن املقاول أو الريادي يمتلك عادة الفكرة كرأسماله‬
‫فيجد نفسه يتسائل دائما ‪ :‬هل لدي املال الكافي الطالق مشروعي ؟ كم أحتاج من‬
‫املال ؟ ما هي مصادر التمويل املمكنة لتمويل مشروعي ؟ كيف أقنع املستثمرين‬

‫‪146‬‬
‫املمولين ؟ و غيرها من التساؤالت املرتبطة بالتمويل الذي يعتبر حجرة الثغرة في‬
‫طريقه يجب تجاوزها لتحقيق حلمه ‪.‬‬
‫و لهذا يعتبر التمويل كوظيفة أساسية و هامة من وظائف املؤسسة ‪ ،‬مما أدى إلى تطور مفهومه‬
‫بصفة ملحوظة ‪ ،‬فاملفهوم الضيق للتمويل هو " مجمل الوسائل لإلقراض و التي تسمح‬
‫للمؤسسة بضمان إستمرارية نشاطها ‪ " .‬أما مفهومه الواسع و األقرب للواقع فهو " مجموع‬
‫العمليات التي تبقى من خاللها املؤسسة قادرة على تلبية إحتياجاتها من رؤوس األموال ‪ ".‬و عليه‬
‫يعرف التمويل بأنه " توفر النقود في الوقت املناسب أي في الوقت الذي تكون فيه املؤسسة في‬
‫أمس الحاجة لألموال‪ ،‬و كذلك توفير املبالغ النقدية الالزمة لدفع و تطوير مشروع خاص أو عام‪.‬‬
‫كما يوفر التمويل الوسائل التي تمكن األفراد و املؤسسات على االستهالك و اإلنتاج على الترتيب و‬
‫ذلك في فترات معينة ‪283".‬‬

‫و ينظر إلى التمويل أيضا على أنه " النشاط الرئيس ي الذي يرتكز عليه االستثمار في الشركات و‬
‫و خارجية و‬ ‫املؤسسات و يتمثل في كيفية الحصول على املوارد املالية من مصادر داخلية‬
‫توزيعها على االستخدامات املختلفة ‪ ".‬و التمويل من الناحية االقتصادية هو " تدبير األموال في‬
‫املشروع " أو " اإلمدار باألصول في أوقات الحاجة إليها " ‪ .‬و هو كذلك " مجموع األعمال و‬
‫التصرفات التي تمدنا بوسائل الدفع في أي وقت يكون هناك حاجة إليها ‪ ،‬و يمكن أن يكون هذا‬
‫التمويل قصير األجل أو متوسط األجل أو طويل األجل ‪284" .‬‬

‫و ينصرف املعنى العام للتمويل عند بعض الباحثين إلى تدبير األموال الالزمة للقيام بالنشاط‬
‫االقتصادي ‪ ،‬وتعتمد املشروعات في األساس على مواردها الذاتية لتمويل أنشطتها االقتصادية ‪،‬‬
‫فإذا لم تفي بذلك اتجهت تلك املشروعات إلى غيرها ممن يملكون فائضا من األموال لسد هذا‬
‫العجز‪ ،‬و لهذا ينصرف املعنى الخاص للتمويل إلى أنه" نقل القدرة التمويلية من فئات الفائض‬
‫املالي إلى فئات العجز املالي ‪285 " .‬‬

‫و يجمع الباحثون في علم االقتصاد على أن التمويل يعني " عملية تجميع ملبالغ مالية و وضعها‬
‫تحت تصرف املؤسسة بصفة دائمة و مستمرة من طرف املساهمين أو املالكين لهذه املؤسسة‬

‫‪ 283‬محمد شاهين ‪ ،‬سياسات التمويل وأثره على أداء الشركات ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار حميثرا للنشر و الترجمة ‪ ، 0221 ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ 284‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي ‪ ،‬إدارة التمويل املصرفي ‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ‪ ، 0202 ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ 285‬أشرف محمد دوابة ‪ ،‬إشكالية تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية ‪ ،‬مجلة البحوث اإلدارية ‪ ،‬مركز‬
‫االستشارات و البحوث و التطوير ‪ ،‬أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬السنة الرابعة و العشرون ‪ ،‬العدد الرابع ‪،‬‬
‫أكتوبر ‪ ،0226‬ص ‪. 26‬‬

‫‪147‬‬
‫و هذا ما يعرف برأس املال االجتماعي‪ ".‬و إذا ما تجاوزنا النظرة التقليدية ملفهوم التمويل التي‬
‫تركز على تحديد أفضل مصدر للحصول على األموال من عدة مصادر متاحة ‪ ،‬نفهم أن التمويل‬
‫بالنظرة الحديثة له " يتضمن جميع القرارات التي تتخذها اإلدارة املالية لجعل استخدام األموال‬
‫استخداما اقتصاديا بما ذلك االستخدامات البديلة و دراسة تكلفة املصادر املتاحة و النظر إلى‬
‫القضايا املالية على أنها غير منفصلة عن أعمال كثيرة في املشروع كاألنتاج و التسويق ‪...‬الخ‪286 .‬‬

‫و يجدر بالذكر أن نتذكر ثالث قواعد أساسية في تمويل املؤسسات االقتصادية و هي ‪287 :‬‬

‫‪ -‬يجب تمويل األصول الثابتة للمؤسسة عن طريق األموال الدائمة‪ ،‬بمعنى األموال‬
‫الخاصة مضافا إليها القروض الطويلة و املتوسطة األجل ‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تمويل األصول املتداولة بواسطة القروض قصيرة األجل ‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي املحافظة على هامش أمان يتمثل في تمويل جزء من األصول املتداولة باألموال‬
‫الدائمة‪ ،‬و هذا الهامش يعرف برأس املال العام الدائم ‪.‬‬
‫أهميته في انطالق املشروع املقاوالتي اإلعالمي و استمراريته ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫قبل استعراض أهمية التمويل بالنسبة إلى املؤسسات و خاصة الناشئة منها البأس أن نشير إلى‬
‫وظائفه التي حددها الباحثون في الوظائف الخمسة اآلتية ‪288:‬‬

‫‪ -‬التخطيط املالي‪ :‬هو نوع من أنواع التخطيط الذي نجده في مؤسسة ما يساعد في‬
‫اإلعداد في املستقبل‪ ،‬حيث أن تقديرات املبيعات و املصاريف املستقبلية الرأسمالية‬
‫توجه التفكير املدير املالي نحو املتطلبات املالية في املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة املالية ‪ :‬و هي مقارنة أداء املؤسسة بالخطط املوضوعة‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على األموال ‪ :‬من خالل تبيان التدفقات النقدية الداخلية و الخارجية‬
‫خالل الفترة التي تشملها الخطة ‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار األموال ‪ :‬فبعد اعداد الخطط املالية و الحصول على األموال من مصادرها ‪،‬‬
‫يجب التاكد من أن هذه األموال تستخدم بحكمة داخل املؤسسة ( استخداما‬
‫اقتصاديا)‪.‬‬

‫‪ 286‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪03‬‬
‫‪ 287‬محمد شاهين ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ 288‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪34‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ -‬مقابلة مشاكل خاصة‪ :‬حيث قد تظهر مشاكل مالية ذات طبيعة خاصة و غير‬
‫متكررة‪ ،‬و قد ال تحدث خالل املشروع ‪.‬‬
‫و من خالل وظائف التمويل هذه يمكن استعراض أهميته بالنسبة إلى املؤسسة في العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬توفير رؤوس األموال الالزمة النجاز املشاريع املعطلة و األخرى الجديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬يساهم في تحقيق أهداف املؤسسة من أجل اقتناء أو استبدال املعدات ‪.‬‬
‫يعتبر التمويل كوسيلة سريعة تستخدمها املؤسسة للخروج من حالة العجز املالي ‪289.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يشكل التمويل أحد األنشطة الرئيسية لتطوير القوى املنتجة و بالتالي فهو يحدد مسار‬
‫الرأس املال نفسه و بخاصة اللحظة األساسية في تحويل رأسمال نقدي إلى رأسمال‬
‫منتج‪ ،‬و بالتالي " املال قوام األعمال "‪.‬‬
‫‪ ‬تسديد التزامات املؤسسة و استحقاقاتها من أجور و مصاريف و غيرها ‪.‬‬
‫‪ ‬مواكبة التطور الصناعي و التجاري و التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬تكييف الوسائل النقدية املتاحة مع العمليات املادية بأنواعها املختلفة الضرورية ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق أعلى عائد ممكن من خالل الدورة السريعة للمخصصات املالية في عملية تجديد‬
‫االنتاج ا اجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة توزيع الدخل و األصول بين مصادر األموال و تحديد أفضل طريقة للحصول على‬
‫األموال من تلك املصادر املتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق أقص ى ربح مقابل تحقيق أقص ى ثروة و ذلك بزيادة الربح اإلجمالي للمؤسسة و‬
‫زيادة ربحية السهم‪.‬‬
‫‪ ‬توسيع و تضخيم املؤسسة و تحقيق القيمة القصوى للمؤسسة من الناحية اإلجمالية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق و تقييم الخدمات و املقدرة على إبقاء و استمرارية الشركة مع الرض ى الشخص ي‬
‫و العام ‪290.‬‬

‫و في اعتقادنا فإن أهمية تمويل املؤسسات الناشئة لنشاطها املقاوالتي اإلعالمي تكمن في النقاط‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ 289‬نوال بوعالم سمرد‪ ،‬دليلك في املالية ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري العلمية ‪ ، 0202 ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ 290‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪24-22‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ ‬أهم ركائز العملية االستثمارية و مقوم أساس ي النطالق املشروع االعالمي ‪.‬‬
‫‪ ‬الصعوبات املالية التي تواجهها املؤسسات الناشئة في بداية إنشائها بسبب تسجيلها‬
‫الفرق بين مستوى مداخيلها و تكاليفها ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير السيولة الضرورية للمشروع االستثماري باإلمداد بالتجهيزات الالزمة ‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق أهداف املؤسسة ( هدف اقتصادي ‪ :‬تحقيق الربح و اعالمي ‪ :‬انتاج محتوى‬
‫اعالمي ) ‪.‬‬
‫‪ ‬تغطية تكاليف االنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير العمل االعالمي و توسيعه و تدعيمه و امداده باألموال الالزمة ( فتح قنوات‬
‫تلفزيونية اخرى ‪ ،‬مكاتب خارج الوطن مثال ) أو لتطوير أساليب االنتاج أو التوزيع أو‬
‫الطباعة أو البث ‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان االستمرارية في السوق االعالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬احداث توازن بين املدخالت و املخرجات ‪.‬‬
‫‪ ‬تحتاج إلى التمويل في حالة تعرضها ألزمة مالية ‪.‬‬

‫أساليب التمويل ( أشكاله أو طرقه ) ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬


‫‪1-‬التمويل الداخلي ( الذاتي ) ‪:‬‬
‫و هو يمثل حالة األرتباط املباشر بين عمليتي تجميع املدخرات و استخدامها في تمويل مختلف‬
‫األنشطة ‪ .‬و هو ما يعرف عادة بمصطلح " التمويل الذاتي للمؤسسة " و الذي يقصد به " إمكانية‬
‫املؤسسة على تمويل نفسها بنفسها من خالل نشاطها ‪ ".‬و يكون الغرض من التمويل الداخلي‬
‫للمؤسسات اإل قتصادية تحقيق هدفين أولهما ‪ :‬املحافظة على الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة و‬
‫ذلك بواسطة مخصصات اإلهتالك و إحتياطي ارتفاع األسعار األصولية اإلستثمارية ‪ .‬أما الهدف‬
‫الثاني فيتمثل في توسع املؤسسة و تنميتها و ذلك من خالل ما تحوزه من أرباح غير موزعة و‬
‫إحتياطات‪291.‬‬

‫‪ 291‬محمد شاهين ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪36-35‬‬

‫‪150‬‬
‫كما يمكن النظر إلى التمويل الذاتي على أنه مساهمة صاحب أو أصحاب املشروع في التمويل‪،‬‬
‫و يفهم منه أيضا استخدام جزء من إيرادات املشروع في عملية التمويل وفق قرارات إدارة‬
‫املشروع‪292.‬‬

‫‪-2‬التمويل الخارجي‪:‬‬
‫و يقصد به كافة األموال التي يتم الحصول عليها من مصادر خارجية و يتوقف حجم التمويل‬
‫الخارجي على احتياجات املؤسسة و حجم التمويل الذاتي لتغطية هذه االحتياجات‪ .‬و ينقسم‬
‫التمويل الخارجي إلى تمويل مباشر و غير مباشر‪ ،‬فاألول يعبر عن العالقة املباشرة بين املقترض (‬
‫املقاول ) و املستثمر دون تدخل أي وسيط مالي مصرفي أو غير مصرفي ‪ .‬بينما التمويل غير‬
‫( األسواق‬ ‫املباشر فهو يعبر عن كل طرق أساليب التمويل التي يكون فيها وسطاء ماليين‬
‫املالية و البنوك ) الذين يقومون بتجميع األموال من املؤسسات االقتصادية ذات فائض أو‬
‫رجاالت األعمال و يتم توزيعها على تلك املؤسسات التي تحتاجها‪293 .‬‬

‫أنواع مصادر التمويل الداخلية و الخارجية‪ :‬تتعدد أنواع مصادر تمويل‬ ‫‪-IV‬‬
‫املؤسسات الناشئة إلى مصادر داخلية أي ذاتية و أخرى خارجية و فيما يلي تفصيل‬
‫ألنواع هذه املصادر‪:‬‬
‫أ‪ -‬مصادرالتمويل الداخلي (الذاتي ) ‪ :‬و تنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬التمويل الذاتي عن طريق امللكية ‪ :‬و تتمثل في األموال الخاصة باملالكين للمؤسسة‬
‫و شخص‬ ‫أي املساهمين في رأس مالها سواء كانت مؤسسة ذات مسؤولية محدودة‬
‫وحيد (‪ )EURL‬أو مؤسسة ذات مسؤولية محدودة ( ‪ . ) SARL‬كما يمكن أن يمول الريادي‬
‫مؤسسته الناشئة عبر أموال مؤسسة أخرى يملكها مثما فعل الريادي ماسك ( ‪Elon‬‬

‫‪ 292‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ 293‬نوال بوعالم سمرد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪24-23‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ ) Musk‬صاحب مؤسستي " تسال للسيارات الكهربائية " و سبيس إكس " لتصنيع‬
‫مركبات الفضاء ‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل الذاتي عن طريق األرباح املحتجزة‪ :‬هي تلك األرباح التي تم تحقيقها خالل‬
‫فترة معينة و لم يتم حسابها أو توزيعها أو االستفادة منها ‪ ،‬فيحتفظ بها مالكوا املؤسسة‬
‫لتشكل موردا ذاتيا لتمويل نموها و تطورها ‪ .‬و حجم مصدر التمويل هذا يتوقف على‬
‫سياسات توزيع األرباح في املؤسسة ‪ ،‬حبث كلما ارتفع معدل توزيع األرباح كلما قل معدل‬
‫احتجازها و قل بالتالي فرصة املؤسسة في تمويل استثماراتها ذاتيا و كذلك على حجم‬
‫األرباح املحققة خالل تلك الفترة ‪ .‬و تعتبر األرباح املحتجزة من أقل أنواع التمويل تكلفة‬
‫و أقلها خطورة ‪294 .‬‬

‫‪ ‬التمويل الذاتي عن طريق االحتياطات ‪ :‬تمثل جزءا من األرباح تم تجنيبها خالل‬


‫السنوات املاضية لدعم املركز املالي للمشروع و مواجهة األخطار التي يمكن أن تهدد‬
‫استمراره في املستقبل ‪ .‬و قد يكون هذا االحتياط جزء من أموال الشركاء‪.‬‬
‫‪ ‬استغالل حقوق امللكية الفكرية ‪ :‬تملك املؤسسة الناشئة الحق في استغالل حقوق‬
‫و بذلك‬ ‫امللكية الفكرية ( االبداعات ) و التصرف فيها و التمتع بثمارها االقتصادية ‪،‬‬
‫تحمي األفكار االبداعية و االبتكارات من السرقة و استغاللها من طرف اآلخرين دون‬
‫ترخيص ‪ ،‬و من جهة ضمان املؤسسة الريادية استمرار تمويل عملية اإلبداع و االبتكار‬
‫ملنتجها ‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل الذاتي عن طريق إيرادات املؤسسة اإلعالمية الناشئة ‪ :‬التي تأتيها من‬
‫سوق الجمهور ( التوزيع ‪ ،‬اإلشتراك ‪ ،‬تراخيص التلفزيون ‪،‬رسوم أجهزة االستقبال ‪،‬‬
‫االتصاالت الهاتفية و الرسائل القصيرة ‪ ،‬الدفع عند الطلب ) سوق املعلنين ( االشهار‬
‫بأشكاله ) و العمليات التجارية التي تقوم بها من خالل تقديم خدمات للغير بمقابل مالي‬
‫( الطبع و التوزيع للغير ‪ ،‬بيع منتجات اعالمية مثل البرامج ‪ ،‬الصور ‪ ،‬بيع حقوق الث أو‬
‫التغطية ‪ ،‬و غيرها من العمليات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مصادرالتمويل الخارجي‪:‬‬
‫‪ -0‬التمويل التقليدي عن طريق ‪:‬‬

‫‪ 294‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪21‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ ‬املؤسسات املصرفية " البنوك " ( عمومية ‪ ،‬خاصة ‪ ،‬وطنية ‪ ،‬أجنبية) ‪:‬‬
‫و ينقسم إلى ‪ :‬القروض قصيرة األجل (ال تتجاوز عدة أشهر) ‪ ،‬القروض متوسطة األجل‬
‫(من سنة واحدة لغاية ثالث سنوات ) و القروض طويلة األجل ( أكثر من خمس سنوا ت‬
‫و قد تصل الى عشر سنوات أو أكثر أحيانا ‪) .‬‬
‫‪ ‬أجهزة املر افقة العمومية و الخاصة‪ :‬مثل مسرعات األعمال و حاضنات األعمال‪..‬‬
‫‪ ‬التمويل الدولي ‪ :‬سواء مصادر التمويل الثنائية أو املتعددة األطراف ‪ ،‬حيث األولى‬
‫تتمثل في القروض و املساعدات التي تعقد بين الحكومات املختلفة ( حكومات الدول‬
‫املانحة و حكومات الدول املستفيدة من التمويل ) ‪ ،‬أما مصادر التمويل متعددة األطراف‬
‫فتكون من خالل مؤسسات التمويل الدولية و اإلقليمية مثل ‪ :‬البنك الدولي لالنشاء و‬
‫التنمية ‪ ،‬مؤسسة التمويل الدولية ‪ ،‬بنك التنمية اإلفريقي ‪...‬الخ ‪295.‬‬

‫الجدير بالذكر أن قوانين اإلعالم في الجزائر تمنع التمويل األجنبي سواء املباشر و غير املباشر‬
‫للمؤسسات اإلعالمية الناشئة و هي النقطة التي أشرنا إليها في محاضرة سابقة ‪-‬‬

‫‪ -2‬التمويل الحديث عن طريق ‪:‬‬


‫‪ ‬رأس مال املخاطر ( رأس مال االستثماري ) ‪ :‬تعتبر تقنية التمويل عن طريق‬
‫شركات رأس املال املخاطر من أهم األساليب املستحدثة في التمويل ‪ ،‬إذ ّأن هذه التقنية‬
‫ال تعتمد على تقديم السيولة فقط للمؤسسات كما هو الحال بالنسبة للتمويل املصرفي‬
‫بل تقوم على أساس مبدأ املشاركة في األرباح و الخسائر ‪ .‬كما يرتكز على تمويل‬
‫استثمارات عالية املخاطر من دون ضمان العائد و ال مبلغه‪ .‬و يهدف استخدام هذا‬
‫األسلوب التمويلي إلى توفير التمويل للمشروعات الجديدة أو عالية املخاطر و التي تتوفر‬
‫لديها إمكانيات نمو و عائد مرتفع و في ذات الوقت تواجه صعوبات في هذا املجال لعدم‬
‫حصولها على القروض املصرفية بسبب غياب الضمانات الالزمة ‪ ،‬و بالتالي تفادي‬
‫التمويل في شكل قروض بنكية أو اعانات ‪296.‬‬

‫‪ 295‬نوال بوعالم سمرد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬


‫‪ 296‬علية ضياف ‪ ،‬كمال حمانة ‪ ،‬رأس املال املخاطر اتجاه عاملي حديث لتمويل املؤسسات الناشئة ( حالة الجزائر ) ‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث االقتصادي ‪ ،‬العدد ‪ ، 25‬جوان ‪ ، 0226‬ص ص ‪212- 212‬‬

‫‪153‬‬
‫و يمنح هذا النوع من التمويل من طرف شركات رأس املال املخاطر التي تعد وسيطا ماليا تستثمر‬
‫أموال املستثمرين في مؤسسات ذات القدرة العالية على االبتكار و لها إمكانية تحقيق عوائد‬
‫مرتفعة خالل ‪ 5‬إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫و من بين شركات رأسمال االستثمار الناشطة في الجزائر نذكر ‪ :‬شركة الجزائر استثمار ‪،‬‬
‫الشركة املالية لالستثمار املساهمة و التوظيف ( ‪ ، ) Sofinance‬الشركة املالية الجزائرية األوربية‬
‫للمساهمة)‪، (FINALEP‬الصندوق املغاربي لرأس املال االستثماري ‪(MPEF Maghreb Private‬‬
‫‪ ، Equity Fund‬الشركة الجزائرية السعودية لالستثمار)‪ 297. (ASICOM‬و الصندوق الوطني‬
‫لتمويل املؤسسات الناشئة الذي يمنح تمويل بقيم تتراوح بين ‪ 0‬مليون و ‪ 02‬مليون دج عن طريق‬
‫دخول الصندوق في رأس مال املؤسسة الناشئة ملدة محددة بهدف تطوير قدراتها التقنية لضمان‬
‫نجاح مشروعها ‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل الجماعي عبر منصات رقمية )‪ : (Crowdfunding‬يعتبر من أهم‬
‫االبتكارات التي مكنت املشروعات املقاوالتية من النفاذ إلى آليات أكثر مالئمة للتمويل‬
‫و بالتالي زيادة فرص تمويلها ‪ .‬و ُيمكن تعريف التمويل الجماعي أنه " عملية تمويل‬
‫جماعية و تعاونية من خالل منصة تجمع بين املستثمرين و أصحاب املشروعات الذين‬
‫هم بحاجة لتمويل مشروعاتهم‪ " .‬و يشير مفهوم " التمويل الجماعي " كذلك إلى " دعوة‬
‫مفتوحة للجمهور لجمع األموال ملشروع محدد ‪ ،‬من خالل منصات التمويل الجماعي عبر‬
‫مواقع إلكترونية تتيح التفاعل بين جامعي التبرعات و الجمهور ‪ ،‬بحيث ُيمكن تقديم‬
‫من خالل املنصة ‪298 " .‬‬ ‫تعهدات مالية وجمعها‬
‫و تستهدف هذه الخدمة بشكل أساس ي قطاع املشاريع الصغيرة و الناشئة ‪ ،‬حيث يتم عرض‬
‫املشاريع من قبل أصحابها عبر منصات التمويل الجماعي ليقوم املستثمرون باختيار املشروع‬
‫الذي يلبي توقعاتهم ‪ ،‬و يحصل املمولون على مكافأة أو فائدة أو نسبة من أرباح املشروع‪ .‬و رغم‬
‫اختالف التعريفات التي قدمت للتمويل الجماعي إال أنه يجمع أربعة عناصر أساسية و هي‪299 :‬‬

‫‪ ‬جمع مبالغ صغيرة من األموال ( في شكل تبرعات أو استثمارات مالية (‬

‫‪ 297‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪212-211‬‬


‫‪ 298‬هبة عبد املنعم ‪ ،‬رامي يوسف عبيد ‪ ،‬منصات التمويل الجماعي ( اآلفاق و األطر التنظيمية ) ‪ ،‬أمانة مجلس محافظي‬
‫املصارف املركزية و مؤسسات النقد العربية ‪ ،‬صمدوق النقد العربي ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪22-1‬‬
‫‪ 299‬أسماء بلعما ‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مبتكرة لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة ‪ -‬إشا رة إلى منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال إفريقيا‪ ،-‬مجلة الدراسات االقتصادية املعاصرة ‪ ،‬املجلد ‪ ، 5‬العدد ‪ ، 0202 ، 0‬ص ‪4‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ ‬من عدد كبير من املمولين (‪ : ( Crowed funders‬و هي األطراف املشاركة بالتبرع أو‬
‫التمويل سواء كانوا أفراد أو منظمات أو مؤسسات ‪.‬‬
‫‪ ‬و توجيهها إلى عدد كبير من املقترضين و هم املستفيدون و يكونون خاصة من رواد‬
‫األعمال الناشئين ( أي املقاولين )‪.‬‬
‫‪ ‬باستخدام التقنيات الرقمية‪ :‬التي ألغت دور الوسطاء املاليين التقليديين‪ ،‬و قد تكون‬
‫هاتف محمول‪ ،‬مواقع الكترونية‪ ،‬منصات رقمية موجودة على شبكة االنترنت‬
‫‪ Crowdfunding platform‬توفر مجموعة واسعة من الخدمات مثل‪ :‬التعاقد‪ ،‬و ما إلى‬
‫ذلك مقابل تقاض ي عموالت على املشاركة و ‪/‬أو الفائدة ‪ /‬األرباح ‪.‬‬
‫و بعض الباحثون يضيفوا أطراف أخرى يرونها مهمة في عملية التمويل الجماعي و هي ‪ :‬املدققون‬
‫و األفكار‬ ‫و مقدمو الخدمات لطرفي التمويل ( املستفيد و املستثمر ) لتقييم املشروعات‬
‫املطروحة ‪ ،‬و الرعاة عندما يتعلق األمر بتصميم و إدارة حمالت التمويل الجماعي ‪ ،‬و يمكن ان‬
‫‪300.‬‬ ‫تكون تلك الخدمات مجانا أو على أساس تجاري‬
‫يذكر أن سوق التمويل الجماعي يضم أشكال مختلفة من املنصات الرقمية التي تقدم‬
‫خدماتها في هذا املجال فمنها‪ :‬منصات التمويل الجماعي املخصصة لجمع التبرعات ( مثلما فعل‬
‫املؤثر الكويتي أبو فلة و جمع في عدة مرات مبالغ مالية في بث مباشر عبر قناته الخاصة على‬
‫اليوتوب لفائدة العائالت و الالجئين في مختلف مناطق العالم ) ‪ ،‬منصات التمويل الجماعي‬
‫القائمة على املكافآت‪ ،‬و منصات التمويل الجماعي املخصصة إلقراض النظراء ‪ ،‬و منصات‬
‫التمويل الجماعي القائمة على املساهمة في امللكية عبر االستثمار في األسهم‪. 301‬‬
‫و في هذا الصدد نذكر جمع املؤسسة الجزائرية الناشئة " يسير " املتخصصة في النقل‬
‫و التوصيل مبلغ بقيمة ‪ 32‬مليون دوالر من مجموعة مستثمرين أمركيين من سيليكون فالي‬
‫‪302.‬‬ ‫لتوسيع أنشطتها داخل و خارج الجزائر‬
‫‪303 :‬‬ ‫أهمية منصات التمويل الجماعي‬

‫‪ 300‬هبة عبد املنعم ‪ ،‬رامي يوسف عبيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪ 301‬ملزيد من التفاصيل انظر ‪ :‬هبة عبد املنعم ‪ ،‬رامي يوسف عبيد ‪ ،‬منصات التمويل الجماعي ( اآلفاق و األطر التنظيمية ) ‪،‬‬
‫أمانة مجلس محافظي املصارف املركزية و مؤسسات النقد العربية ‪ ،‬صمدوق النقد العربي ‪ ، 0222 ،‬ص ص ‪02-21‬‬
‫‪ 302‬شركة «يسير» تتحصل على تمويل أمريكي ‪ ،‬جريدة الشعب اإللكترونية ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 02‬نوفمبر ‪ ، 0202‬متوفر على الخط‬
‫التالي ‪/http://www.ech-chaab.com/ar :‬‬
‫‪303‬أسماء بلعما ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪1‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ ‬توفير التمويل الالزم ( املوارد املالية ) لتحويل األفكار اإلبداعية إلى مشاريع مقاوالتية‬
‫واقعية و بالتالي دعم املؤسسات الناشئة ‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في سد فجوة تمويل املشاريع املقاوالتية و املؤسسات الناشئة املبتكرة أو‬
‫على األقل التقليل منها ‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إلى مئات و آالف املستثمرين الذين يدعمون فكرة املقاول و بالتالي تتيح‬
‫الفرصة لكل فئات املجتمع الستثمار مبلغ معين من املال مهما كانت قيمته ‪.‬‬
‫‪ ‬ال يهدف التمويل الجماعي إلى تحقيق الربح من االستثمار فقط‪ ،‬بل يهدف أيضا إلى‬
‫مساعدة و دعم صاحب املشروع لتنفيذ فكرته‪.‬‬
‫‪ ‬دعم املشاريع االبتكارية و الريادية التي تواجه دائما صعوبات في تجسيدها بسبب‬
‫مشكل التمويل ‪ ،‬حيث توضح بعض الدراسات أن التمويل الجماعي لديه القدرة‬
‫على تعزيز االبتكار من خالل توفير مصادر جديدة لرأس مال الشركات التي يحركها‬
‫عنصري االبداع و االبتكار ‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن التمويل الجماعي يوفر طريقة ملشاركة عدة أطراف من الجمهور في عملية‬
‫االبتكار من خالل تقديم مالحظات ألصحاب األفكار ورواد األعمال من شأنها تطوير‬
‫الفكرة االستثمارية أو املنتج املبتكر ‪ ،‬و توفير مؤشرات جيدة فيما يخص الطلب‬
‫املتوقع عليه و قدرته على املنافسة في السوق ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة حجم املبيعات و النمو في األرباح‪.‬‬
‫‪ ‬املساعدة على نجاح و استمرارية نشاط املؤسسات الناشئة ‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد على االنتعاش االقتصادي من خالل تمويل املؤسسات الناشئة التي أصبحت‬
‫محركا للنمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر أكثر سهلة للمؤسسات الناشئة من ناحية اإلجراءات مقارنة بطرق التمويل‬
‫التقليدية ‪ ،‬إضافة إلى ذلك عدم وجود ضمانات في نظام التمويل ‪.‬‬
‫و من أفضل ‪ 22‬منصات التمويل الجماعي املتاحة للشركات الناشئة التي توصلنا إليها عبر‬
‫شبكة األنترنت هي ‪، Fundable ، CircleUp ، GoFundMe ، iFundWomen ، Kickstarter :‬‬
‫‪ . Kiva ، SeedInvest ، Republic ، Indiegogo ، Patreon‬أما فيما يتعلق بمنصات التمويل‬
‫الجماعي املتاحة للشركات الناشئة في منطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬
‫‪، Afrikwity ، shekra، scopeer، Yomken، SmartCrowd، Eureeca ، Zoomaal ، Liwwa‬‬
‫‪156‬‬
‫‪ . Afineety‬و عن املنصات الرقمية الجزائرية للتمويل الجماعي نذكر ‪.com ، ninvesti .com :‬‬
‫‪. startup.dz،chriky‬‬
‫يذكر أن هذه املنصات الرقمية الجزائرية بدأت مزاولة نشاطها في هذا املجال بعد دخول‬
‫اإلطار التنظيمي لهذا النشاط حيز التنفيذ في ‪ 0202‬الذي يسمح بالتمويل الجماعي القائم على‬
‫تجميع األموال لفائدة املؤسسات الناشئة عبر منصات االنترنت ‪ ،‬و هذا ااإلطار يحدد شروط منح‬
‫االعتماد و مزاولة النشاط و مراقبة مستشاري االستثمار التشاركي الذين سيتولون مهمة‬
‫استحداث و تسيير عبر االنترنت منصات توظيف أموال العامة في مشاريع االستثمار التشاركي‪.‬‬
‫علما أنه تم تكليف لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها من طرف السلطات العمومية‬
‫بالعمل في نطاق اختصاصها حول التمويل الجماعي‪304 .‬‬

‫مشاكل تمويل املؤسسات الناشئة و مخاطرالتمويل الجماعي ‪ :‬ال يختلف‬ ‫‪-V‬‬


‫اثنان على أن املؤسسات الناشئة تعاني من فجوة تمويلية ملشاريعها املقاوالتية ‪،‬‬
‫حيث تواجهها العديد من املشاكل و الصعوبات في هذه املسألة سواء تعلق األمر‬
‫بأسلوب التمويل التقليدي أو املبتكر نوجزها في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬رفض القطاع املصرفي تمويل مشاريع الشركات الناشئة باعتبارها حديثة النشأة‬
‫و تنطلق من فكرة ريادية جديدة مما يجعل نسبة املخاطرة مرتفعة جدا‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى عدم امتالكها للضمانات املالئمة التي تكفي إلقناع البنوك بمنحها التمويل الالزم‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسبة املديونية مقارنة بأصول املؤسسة الناشئة ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬انعكاس األزمات املالية سلبا على قدرة القطاع في الحصول على التمويل نظرا‬
‫لظروف شح السيولة مثلما يحدث حاليا مع االزمة الصحية لكوفيد ‪. 22‬‬
‫‪ ‬نشاطها محدود في البداية للوفاء ملتطلبات املؤسسة الناشئة و عمليات التشغيل‬
‫و التجديد و مواردها الذاتية غير كافية و مصدر دخلها غير مستقر‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكلفة التمويل ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر معلومات كاملة أو ضمانات مرتبطة باملستفدين ‪.‬‬

‫‪ 304‬مؤسسات ناشئة التمويل الجماعي سيصبح عمليا عما قريب ‪ ،‬وكاالت األنباء الجزائرية ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪، 0202‬‬
‫متوفر على الخط التالي ‪https://www.aps.dz/ar/economie/89264-2020-07-07-12-54-19:‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ ‬مخاطر مرتبطة باالحتيال‪ ،‬الهجوم االلكتروني‪ ،‬تبييض األموال‪ ،‬انعدام الشفافية‪،‬‬
‫حماية امللكية الفكرية‪.‬‬

‫قائمة املراجع ‪:‬‬


‫قائمة املراجع باللغة العربية ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬ ‫‪-I‬‬
‫‪ .2‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬ريادة األعمال ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫الرياض السعودية ‪ ،‬العبيكان لنشر‪0222 ،‬‬
‫‪ .0‬عامر خربوطلي ‪ ،‬ريادة األعمال و إدارة املشروعات الصغيرة و املتوسطة ‪ ،‬سوريا ‪،‬‬
‫منشورات الجامعة االفتراضية السورية ‪0222 ،‬‬
‫‪ .3‬وفاء بنت ناصر املبيريك ‪ ،‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬مبادئ ريادة األعمال ‪:‬‬
‫املفاهيم و التطبيقات األساسية لغير املختصين‪ ،‬الرياض السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪،‬‬
‫‪. 0222‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ .4‬حكمت رشيد سلطان ‪ ،‬محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬الريـادة منظور استراتيجي ‪ ،‬عمان‬
‫األردن ‪ ،‬دار األكاديميون للنشر و التوزيع ‪. 0202 ،‬‬
‫‪ .5‬فايز جمعة صالح النجار ‪ ،‬عبد الستار محمد العلي ‪ ،‬الريادة و إدارة األعمال الصغيرة ‪،‬‬
‫ط ‪ ، 0‬عمان األردن ‪ ،‬دار حامد لنشر و التوزيع ‪. 0222 ،‬‬
‫‪ .6‬جمال محمد عبد هللا ‪ ،‬إدارة األعمال ‪ :‬مبادئ و مفاهيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان االردن ‪،‬دار‬
‫املعتز للنشر و التوزيع ‪. 0224 ،‬‬
‫‪ .1‬أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد هيجان ‪ ،‬بشرى بنت بدير‬
‫املرس ى غنام ‪،‬مبادئ إدارة األعمال ‪ :‬األساسيات واالتجاهات الحديثة ‪ ،‬ط ‪ 22‬الرياض‬
‫السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪. 0224 ،‬‬
‫‪ .2‬محمد مصطفى عبد القادر شلبي ‪,‬بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر ‪ ،‬إدارة الفرص ‪:‬‬
‫الدليل التأسيس ي والتشغيلي ملنظمات األعمال ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪.0226 ،‬‬
‫‪ .2‬حكمت رشيد سلطان‪ ،‬الدكتور محمود محمد أمين عثمان ‪ ،‬مفاهيـم معاصـرة فـي‬
‫اإلدارة اإلستراتيجيـة ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار األكاديميون للنشر والتوزيع ‪0202 ،‬‬
‫‪ .22‬مصطفى يوسف كافي ‪ ،‬اقتصاديات البيئة و العوملة ‪ ( ،‬ب‪ -‬ط ) ‪ ،‬سوريا دمشق ‪ ،‬دار‬
‫رسالن للطباعة و النشر و التوزيع ‪. 0223 ،‬‬
‫‪ .22‬أمينة مزيان ‪ ،‬خديجة عماروش ‪ ،‬الشركات الناشئة في الجزائر ( بين و اقعها و‬
‫متطلبات نجاحها ) ‪ ،‬الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش‬
‫االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج‬
‫البويرة ‪.‬‬
‫‪ .20‬محمد مداحي ‪ ،‬أسيا قاسيمي ‪ ،‬نصيرة محاجبية ‪ ،‬عصرنة الخدمة املصرفية مطلب‬
‫الستدامة املؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة‬
‫و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في‬
‫التطوير املحلي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي‬
‫محند أولحاج البويرة ‪.‬‬
‫‪ .23‬أحمد محي خلف صقر‪ ،‬املشروعات الصغيرة الفكرة وآلية التنفيذ‪ ،‬االسكندرية مصر ‪،‬‬
‫دار التعليم الجامعي‪. 0202 ،‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ .24‬احمد علي صالح ‪ ،‬إدارة رأس املال البشري ‪ :‬مطارحات استراتيجية في تنشيط‬
‫اإلستثمار و مواجهة اإلنهيار ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪. 0202‬‬
‫‪ .25‬غسان الطالب ‪ ،‬راكز الزعاير‪ ،‬االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ‪ ،‬عمان األردن ‪،‬‬
‫دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ‪. 0222 ،‬‬
‫‪ .26‬باية وقنوني ‪ ،‬دور مسرعات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ، -‬الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش‬
‫االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ‪.‬‬
‫‪ .21‬عبد الكريم املومن ‪ ،‬توفيق كرمية ‪ ،‬عاشور حيدوش ي ‪ ،‬حاضنات األعمال التقنية و‬
‫دورها في دعم املؤسسات النائشة اإلبتكارية بالجزائر ‪ ،‬الكتاب الجماعي حول "‬
‫املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ‪ ،‬مخبر املؤسسات‬
‫و‬ ‫الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية‬
‫علوم التسيير ‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ‪.‬‬
‫‪ .22‬بشرى جميل إسماعيل‪ ،‬اإلبداع اإلعالمي في الفضائيات العربية‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان األردن ‪،‬‬
‫دار أسامة للنشر و التوزيع ‪. 0220 ،‬‬
‫‪ .22‬سالم عبد هللا سعيد الفاخري ‪ ،‬سيكلوجية االبداع ‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي ‪. 0222 ،‬‬
‫‪ .02‬ديب نايف أبو لطيف ‪ ،‬اإلبداع من الفكرإلى املمارسة ‪ ،‬دار رسالن ‪. 0225 ،‬‬
‫و‬ ‫‪ .02‬مارك رانكو ‪ ،‬ترجمة شفيق فالح عالونة‪ ،‬اإلبداع نظرياته و موضوعاته ( البحث‬
‫التطور و املمارسة ) ‪ ،‬ط ‪ ، 0‬إصدارات موهبة العلمية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العبيكان للنشر ‪،‬‬
‫‪. 0222‬‬
‫‪ .00‬توني وانر ‪ ،‬ترجمة منذر محمود صالح محمد ‪ ،‬صناعة املبدعين ‪ -‬تنشئة األجيال‬
‫الشابة التي ستغير وجه العالم ‪ ،‬إصدارات موهبة العلمية ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬العبيكان‬
‫للنشر ‪. 0221 ،‬‬
‫‪ .03‬السيد نصر الدين السيد‪ ،‬االبتكارو إدارته‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬املكتبة األكاديمية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .04‬حسن علي قاسم ‪ ،‬إنتاج املواد السمعبصرية‪ :‬األسس العلمية و املهنية ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫القاهرة مصر ‪ ،‬العربي للنشر و التوزيع ‪. 0222 ،‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ .05‬إسراء جاسم فلحي املوسوي ‪ ،‬الخصائص املهنية للقائم باالتصال في الصحافة ‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار أمجد للنشر و التوزيع‪. 0222 ،‬‬
‫‪ .06‬محمد شاهين ‪ ،‬سياسات التمويل و أثره على أداء الشركات ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار حميثرا للنشر‬
‫و الترجمة ‪. 0221 ،‬‬
‫‪ .01‬محمد الفاتح محمود بشير املغربي‪ ،‬إدارة التمويل املصرفي‪ ،‬األكاديمية الحديثة للكتاب‬
‫الجامعي‪. 0202 ،‬‬
‫‪ .02‬أشرف محمد دو ابة ‪ ،‬إشكالية تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول‬
‫العربية ‪ ،‬مجلة البحوث اإلدارية ‪ ،‬مركز االستشارات و البحوث و التطوير ‪ ،‬أكاديمية‬
‫السادات للعلوم اإلدارية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬السنة الرابعة و العشرون ‪ ،‬العدد الرابع ‪،‬‬
‫أكتوبر‪.2336‬‬
‫‪ .02‬نوال بوعالم سمرد‪ ،‬دليلك في املالية ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬داراليازوري العلمية ‪2320 ،‬‬
‫‪ .32‬صباح اسطيفان كجة جي ‪ ،‬دراسات الجدوى االقتصادية و األساليب الكمية لتقييم‬
‫املشاريع الصناعية ‪ ،‬بغداد ‪0222 ،‬‬
‫‪ .32‬محمد محمود العجلوني و سعيد سامي الحالق‪ ،‬دراسة الجدوى االقتصادية و تقييم‬
‫املشروعات ‪ ،‬عمان االردن ‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر ‪0222 ،‬‬
‫‪ .30‬خليل محمد خليل عطية ‪ ،‬دراسات الجدوى االقتصادية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،‬مركز‬
‫تطوير الدراسات و البحوث ‪0222 ،‬‬
‫‪ .33‬ماجد بن عبدهللا املنيف ‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ :‬التحليل الجزئي ‪ ،‬ط ‪ ، 5‬العبيكان للنشر‬
‫‪0202 ،‬‬
‫‪ .34‬رائد محمد عبد ربه ‪ ،‬مبادئ املحاسبة املالية ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الجنادرية للنشر‬
‫و التوزيع ‪. 0226 ،‬‬
‫‪ .35‬محمد نور‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة ‪ ،‬محاسبة التكاليف ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر ‪2004‬‬
‫‪ .36‬نائل عدس و آخرون ‪ ،‬محاسبة التكاليف مدخل حديث ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬دار اليازوري‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ( ،‬ب‪.‬س ‪.‬ط ) ‪.‬‬
‫‪ .31‬أحمد بن مرس ي ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة املكتوبة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الجزائر ‪ ،‬الورسم للنشر و‬
‫التوزيع ‪. 0224 ،‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ .32‬ألكسندر أوسترڤالدر ‪ ،‬إيڤ پينور ‪ ،‬ترجمة اسماعيل صالح ‪ ،‬ابتكار نموذج العمل‬
‫التجاري ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عمان األردن ‪ ،‬جبل عمان ناشرون ‪. 0223 ،‬‬
‫‪ .32‬صباح اسطيفان كجة جي ‪ ،‬اعداد دراسات الجدوى االقتصادية ملشاريع التنمية ‪،‬‬
‫بغداد ‪. 0222 ،‬‬
‫املجالت العلمية‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫‪ .2‬أيوب صكري ‪ ،‬سمير محمد جالب ‪ ،‬علي شطة ‪ ،‬و اقع التعليم املقاوالتي في الجزائر (‬
‫االنجازات و الطموحات ) ‪ ،‬مجلة اقتصاديات املال و األعمال (‪ ، )JFBE‬ميلة الجزائر ‪،‬‬
‫املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 24‬ديسمبر ‪. 0221‬‬
‫‪ .0‬آيت عيس ى عيس ى ‪ ،‬املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر( آفاق و قيود ) ‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا ‪ ،‬العدد السادس ‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد الحميد برحومة ‪ ،‬فاطمة الزهراء مهديد ‪ ،‬دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية في الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة ‪ POLYBEN‬ببرج‬
‫بوعريريج )‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬العدد السابع ‪،‬‬
‫‪. 0220‬‬
‫‪ .4‬شريفة بوالشعور ‪ ،‬دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة –‬
‫دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬مجلة البشائر االقتصادية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 4‬العدد ‪.0222 ، 20‬‬
‫‪ .5‬علي بخيتي ‪ ،‬سليمة بوعوينة ‪ ،‬املؤسسات الناشئة الصغيرة و املتوسطة في الجزائر‬
‫و اقع و تحديات ‪ ،‬مجلة دراسات و أبحاث في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور الجلفة الجزائر ‪ ،‬السنة الثانية عشر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 20‬العدد ‪ ، 4‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .6‬مصطفة بودرامة ‪ ،‬دور املشروعات املصغرة في تحقيق ريادة األعمال في الجزائر ‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 20‬العدد ‪04‬‬
‫‪ .1‬شافية شاوي ‪ ،‬املقاوالتية و دورها في تفعيل حركية القطاع السياحي في الجزائر ‪،‬‬
‫حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية و االنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 24‬مارس ‪. 0226‬‬
‫‪ .2‬سماح طلحي ‪ ،‬دور أجهزة املر افقة في دعم إنشاء و تطوير املؤسسات الصغيرة في‬
‫الجزائر ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية ‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬جوان ‪0226‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ .2‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬دوراملر افقة في دعم إنشاء املؤسسة الصغيرة ‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪ ، 4‬العدد ‪. 4‬‬
‫‪ .22‬حسين رحيم ‪ ،‬نحو ترقية شبكة دعم املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪ ، 3‬العدد ‪. 3‬‬
‫‪ .22‬عبد الفتاح بوخمخم ‪ ،‬صندرة سايبي ‪ ،‬دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات‬
‫الصغيرة ‪ :‬و اقع التجربة الجزائرية ‪ ،‬املجلة األردنية في ادارة األعمال ‪ ،‬املجلد ‪ ، 1‬العدد‬
‫‪. 0222 ، 23‬‬
‫‪ .20‬سعاد ين سالم ‪ ،‬المية مومن ‪ ،‬اإلبداع في الكتابة للصورة التلفزيونية – دراسة‬
‫تحليلية لعينة من تقارير قناة الجزيرة اإلخبارية ‪ ، -‬مجلة االتصال و الصحافة ‪،‬‬
‫املدرسة العليا الوطنية لصحافة و اإلعالم ‪ ،‬الجزائر العاصمة ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪، 0‬‬
‫‪. 0202‬‬
‫و‬ ‫‪ .23‬فوزي محمد كنازة ‪ ،‬املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫الدراسات االنسانية ‪ ،‬العدد ‪0221 ، 24‬‬
‫‪ .24‬أمال بن سترة ‪ ،‬نوال شيشة ‪ ،‬استخدام مصفوفة التحليل الرباعي في الشركات‬
‫متعددة الجنسيات ( ماكدونالدز) ‪ ،‬مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد و اإلدارة ‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ، 5‬العدد ‪0202 ، 0‬‬
‫‪ .25‬ريم رمضان ‪ ،‬عناصر البيئة الخارجية و عالقتها بالنية الريادية لطالب الجامعات‬
‫باستخدام املرصد العاملي لريادة األعمال ‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و‬
‫القانونية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 02‬العدد األول ‪0223 ،‬‬
‫‪ .26‬ايثار عبد الهادي الفيحان ‪ ،‬سعدون محسن سلمان ‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تعزيز‬
‫ريادة املنظمات ‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 0220 ، 32‬‬
‫‪ .21‬عبد الحميد برحومة ‪ ،‬فاطمة الزهراء مهديد ‪ ،‬دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية في الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة ‪ POLYBEN‬ببرج‬
‫بوعريريج ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ‪ ،‬العدد السابع ‪،‬‬
‫‪. 0220‬‬

‫‪163‬‬
‫و‬ ‫‪ .22‬مصطفى عوادي‪ ،‬دور إدارة االبتكار في تحسين مستوى االبتكار و اإلبداع في الدول‬
‫املؤسسات العربية‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية و املالية‪ ،‬جامعة الوادي الجزائر‪،‬‬
‫املجلد ‪ ، 3‬العدد ‪. 2‬‬
‫‪ .22‬الشريف بقة ‪ ،‬عماد الدين شرعة ‪ ،‬دور الحاضنات اإلبداعية التكنولوجية في تطوير و‬
‫ترقية اقتصاد املعرفة ‪،‬مجلة تنمية املوارد البشرية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪22‬‬
‫‪ .02‬محمود كبيش ‪ ،‬عبد الرزاق لعريوي ‪ ،‬محمد حيمران ‪ ،‬النموذج االمثل لتحليل التكلفة‬
‫في املؤسسات الناشئة (حالة الجزائر)‪ ،‬مجلة شعاع للدراسات اإلقتصادية ‪ ،‬املجلد ‪5‬‬
‫‪ ،‬العدد ‪0202 ، 2‬‬
‫‪ .02‬علية ضياف ‪ ،‬كمال حمانة ‪ ،‬رأس املال املخاطر اتجاه عاملي حديث لتمويل املؤسسات‬
‫الناشئة ( حالة الجزائر ) ‪ ،‬مجلة الباحث االقتصادي ‪ ،‬العدد ‪ ، 25‬جوان ‪0226‬‬
‫‪ .22‬أسماء بلعما ‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مبتكرة لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة ‪-‬‬
‫إشا رة إلى منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،-‬مجلة الدراسات االقتصادية‬
‫املعاصرة ‪ ،‬املجلد ‪ ، 5‬العدد ‪. 0202 ، 0‬‬
‫‪ .03‬عبد الباقي ميساوي ‪ ،‬مقاربة تطور العمل الريادي في الجزائرمن خالل مؤشرات‬
‫املرصد العاملي لريادة األعمال ‪ ،‬مجلة االستراتيجية و التنمية ‪،‬املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪، 2‬‬
‫الجزء ‪،0‬جانفي ‪0202‬‬
‫األطروحات و الرسائل الجامعية ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬
‫‪ .0‬فاطمة الزهراء قاسمي ‪ ،‬املر افقة املقاوالتية و تنشيط املشروعات‬
‫االستثمارية في الجزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في تخصص نقود مالية و بنوك ‪،‬‬
‫قسم العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية و علوم التسيير ‪،‬‬
‫جامعة البليدة ‪. 0221-0226 ، 20‬‬
‫‪ .2‬محمد قوجيل ‪ ،‬دراسة و تحليل سياسات دعم املقاوالتية في الجزائر – دراسة‬
‫و‬ ‫ميدانية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه في تسيير املؤسسات الصغيرة‬
‫املتوسطة ‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و‬
‫علوم التسيير ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪. 0226-0225،‬‬
‫(‬ ‫‪ .0‬محمد علي الجودي ‪ ،‬نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي‬
‫دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة )‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم‬
‫‪164‬‬
‫التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة ‪. 0225-0224 ،‬‬
‫‪ .4‬نادية دباح ‪ ،‬دراسة و اقع املقاوالتية في الجزائر و آفاقها ( ‪، )2330-2333‬‬
‫رسالة ماجستير في ادارة االعمال ‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-0222 ، 23‬‬
‫‪. 0220‬‬
‫‪ .5‬أمال بعيط ‪ ،‬برامج املر افقة املقاوالتية في الجزائر – و اقع و آفاق – دراسة‬
‫حالة ‪ Ansej, Angem, Cnac‬لوالية باتنة و محضنة سيدي عبد هللا لوالية‬
‫الجزائر العاصمة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ( ل ‪ .‬م‪.‬د ) في تسيير املنظمات ‪ ،‬قسم علوم‬
‫التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة باتنة ‪، 2‬‬
‫‪0221-0226‬‬
‫و‬ ‫‪ .6‬أيوب مسيخ ‪ ،‬دور الروح املقاوالتية في ديمومة املؤسسات الصغيرة‬
‫املتوسطة ( دراسة عينة من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ( املقاولين ) في‬
‫والية سكيكدة ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث – ل ‪ .‬م‪.‬د – في إدارة‬
‫املؤسسات ‪ ،‬قسم علوم التسيير ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬التجارية و علوم‬
‫التسيير ‪ ،‬جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 2255‬سكيكدة ‪. 0221-0226 ،‬‬
‫‪ .7‬دالیا أحمد محمد یونس ‪ ،‬و اقع مسرعات األعمال في زيادة فرص نجاح‬
‫الشركات الريادية الناشئة في قطاع غزة – دراسة حالة مسرعة األعمال "‬
‫‪ ، Gaza Sky Geeks‬رسالة ماجستير في اقتصاديات التنمية ‪ ،‬كلية التجارة ‪،‬‬
‫الجامعة االسالمية غزة ‪. 0221 ،‬‬
‫‪ .8‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات‬
‫الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة حالة‬
‫جريدة الشعب ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬قسم علوم‬
‫االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 0222 0222 ، 23‬‬
‫املؤتمرات العلمية‪:‬‬ ‫‪-IV‬‬
‫‪ .2‬أحمد بوشناقة ‪ ،‬أحمد بوسهمين ‪ ،‬متطلبات تأهيل و تفعيل إدارة املؤسسات الصغيرة‬
‫في الجزائر ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل‬
‫‪165‬‬
‫املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة و اقتصاديات شمال‬
‫افريقا ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪ 22‬افريل ‪، 0226‬‬
‫متوفر على الخط التالي ‪ iefpedia.com/.../:‬متطلبات‪-‬تأهيل‪-‬و‪-‬تفعيل‪-‬إدارة‪-‬املؤسسات‪-‬‬
‫الصغير‪ ، ...‬تاريخ الزيارة ‪. 22:34 ، 0222/22/22 :‬‬
‫‪ .0‬منيرة سالمي ‪ ،‬التوجه املقاوالتي للشباب في الجزائر‪ - :‬بين متطلبات الثقافة وضرورة‬
‫املر افقة‪"-‬تجربة وكالة الوساطة والضبط العقاري وتجربة الحظيرة التكنولوجية‬
‫و مرافقة‬ ‫بالجزائر" ‪ ،‬ورقة بحثية للملتقى الوطني حول " إستراتيجيات التنظيم‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر " ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير ‪ ،‬جامعة قاصدي مربــاح ورقلــة ‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪ 22‬أفريل ‪0220‬‬
‫‪ .3‬ميلود تومي ‪ ،‬مستلزمات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬ورقة‬
‫بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و‬
‫املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة و اقتصاديات شمال افريقيا جامعة‬
‫حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪ 22‬أفريل ‪. 0226‬‬
‫(‬ ‫‪ .4‬محمد يعقوبي ‪ ،‬مكانة و و اقع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية‬
‫عرض بعض التجارب ) ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات‬
‫و‬ ‫تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ‪ ،‬مخبر العوملة‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 21‬و ‪22‬‬
‫أفريل ‪. 0226‬‬
‫‪ .5‬صالح محمد بلول ‪ ،‬أحمد بن خيرة ‪ ،‬مهدية بن طيبة ‪ ،‬دور هيئات املر افقة والدعم في‬
‫تنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية ‪-‬دراسة ميدانية للوكالة الوطنية‬
‫لدعم تشغيل الشباب لفرع البليدة ‪ ، -‬ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية‬
‫استدامة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و‬
‫التجارية و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ‪ / 21/26 ،‬ديسمبر‬
‫‪.0221‬‬
‫‪ .6‬الطيب بولحية ‪ ،‬محمد مرابط ‪ ،‬حاضنات األعمال كنموذج لتفعيل استدامة‬
‫املؤسسات الصغيرة و املتوسطة – عرض لتجارب عاملية رائدة مع االشارة لحالة‬
‫الجزائر ‪ ، -‬ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية استدامة املؤسسات‬

‫‪166‬‬
‫الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ‪،‬‬
‫جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ‪ / 21/26 ،‬ديسمبر ‪. 0221‬‬
‫‪ .1‬السعيد بريبش ‪ ،‬سارة طيب ‪ ،‬دور حاضنات االعمال في تطوير و دعم املؤسسات‬
‫الصغيرة و املتوسطو – دراسة تحليلية تقييمية ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للملتقى الوطني‬
‫األول حول استراتيجيات التنظيم و مرافقة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪.‬‬
‫الدراسات العلمية‪:‬‬ ‫‪-V‬‬
‫‪ .2‬مؤسسة مهارات‪ ،‬الشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة في العالم العربي ( نموذج‬
‫لبنان‪ ،‬األردن و املغرب حاالت و تطبيقات)‪.0222 ،‬‬
‫‪ .0‬نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد و العشرين ( تحفيز الروح الريادية من خالل‬
‫التعليم للريادة في املدارس الثانوية ) ‪ ،‬منظمة اليونيسكو و منظمة العمل الدولية ‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ .3‬شركة وادي الرياض‪ ،‬حاضنات و مسرعات األعمال – غرس بذور االبتكار ‪ ، -‬اململكة‬
‫العربية السعودية ‪ ،‬الرياض – جامعة امللك سعود ‪ ،‬برج االبتكار‪ ،‬مارس ‪0202‬‬
‫‪ .4‬هبة عبد املنعم ‪ ،‬رامي يوسف عبيد ‪ ،‬منصات التمويل الجماعي ( اآلفاق و األطر‬
‫التنظيمية ) ‪ ،‬أمانة مجلس محافظي املصارف املركزية و مؤسسات النقد العربية ‪،‬‬
‫صندوق النقد العربي ‪.0222 ،‬‬
‫‪ .5‬الياس الحبيب قرار ‪ ،‬مخطط نموذج العمل التجاري – مشروع محرك البحث العربي‬
‫مفتوح املصدر ‪ ، -‬املنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ‪ ،‬تونس ‪ 06 ،‬و ‪ 01‬أفريل‬
‫‪. 0221‬‬
‫الوثائق الرسمية‪:‬‬ ‫‪-VI‬‬
‫‪ .2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 054-02‬املؤرخ في ‪ 25‬سيتمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء لجنة وطنية‬
‫ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع مبتكر " و " حاضنة أعمال " ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 55‬الصادرة بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪. 0202‬‬
‫‪ .0‬القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة رقم ‪ ، 20-21‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 22‬جانفي ‪ ، 0221‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 22 ، 20‬جانفي ‪ ، 0221‬املادة ‪.5‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ .3‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 054-02‬املؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ 0202‬و املتضمن إنشاء لجنة وطنية‬
‫و‬ ‫ملنح عالمة مؤسسة ناشئة و مشروع مبتكر و حاضنة أعمال و تحديد مهامها‬
‫تشكيلتها و سيرها ‪ ،‬املادة ‪ ، 05‬الجريدة الرسمية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 55‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 02‬سبتمبر ‪. 0202‬‬
‫‪ .4‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-02‬املؤرخ في ‪ 32‬نوفمبر ‪ 0202‬املتضمن إنشاء مؤسسة‬
‫ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات الناشئة ( ألجريا فانتور) ‪ ،‬املادة ‪ ، 4‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 13‬الصادر بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪. 0202‬‬
‫‪ .5‬القانون العضوي لإلعالم رقم ‪ 25/20‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬جانفي ‪، 0220‬رئاسة الجمهورية‬
‫‪ ،‬األمانة العامة للحكومة ‪. 0220 ،‬‬
‫‪ .6‬القانون رقم ‪ 24-24‬املؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 0224‬املتعلق بالنشاط السمعي البصري‪ ،‬املواد‬
‫‪ ، 22 ، 21 ، 5‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 26‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬مارس ‪. 0224‬‬
‫‪ .1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 330 -02‬املؤرخ بتاريخ ‪ 00‬نوفمبر ‪ 0202‬املحدد كيفيات ممارسة‬
‫نشاط االعالم عبر االنترنت ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬نوفمبر‬
‫‪. 0202‬‬
‫‪ .2‬القانون رقم ‪ 22-26‬املؤرخ في ‪ 3‬اوت ‪ 0226‬يتعلق بترقية االستثمار ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 46‬الصادر بتاريخ ‪ 3‬أوت ‪. 0226‬‬
‫‪ -VII‬املطويات ‪:‬‬
‫‪ .2‬مطوية بعنوان من الجامعة ‪...‬إلى املقاوالتية ‪ ،‬مقدمة من قبل دار املقاوالتية لجامعة‬
‫الجزائر ‪ 23‬بدالي براهيم الجزائر العاصمة ‪.‬‬
‫‪ -VIII‬املو اقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ .2‬مؤسسات ناشئة التمويل الجماعي سيصبح عمليا عما قريب ‪ ،‬وكاالت األنباء الجزائرية‬
‫‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 7‬جويلية ‪ ، 2323‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪.https://www.aps.dz/ar/economie/89264-2020-07-07-12-54-19‬‬
‫‪ .0‬مهارات ريادة األعمال ( اإلطار العام) ‪،‬مركز البحوث املشتركة ‪ ،‬تقرير علمي من أجل دعم‬
‫سياسات االتحاد األوروبي ‪ ، 0226 ،‬متوفر على الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪https://openspace.etf.europa.eu/sites/default/files/2019-‬‬
‫‪09/EntreCompFramework_AR.pdf‬‬
‫‪168‬‬
‫‪ .3‬اليونسكو ‪ ،‬منظمة العمل الدولية ‪ ،‬نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين ‪:‬‬
‫تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في املدارس الثانوية ‪ ، 2010 ،‬متوفر‬
‫على الخط التالي‪، unesdoc.unesco.org/images/0014/001470/147057a.pdf :‬‬
‫تاريخ الزيارة ‪23:23 ، 0222/22/25 :‬‬
‫‪ .4‬حسين عبد املطلب األسرج ‪ ،‬دور املشاريع الصغيرة و املتوسطة في مواجهة البطالة في‬
‫الدول الخليجية ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 0223‬متوفر على الخط التالي ‪https://mpra.ub.uni- :‬‬
‫‪ ، muenchen.de/54413/1/MPRA_paper_54413.pdf‬تاريخ الزيارة ‪، 0222 22/25 :‬‬
‫‪. 26:26‬‬
‫‪ .5‬سميرة بلعمري ‪ ،‬تمنح لهم مرة واحدة قصد تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة‬
‫عام عطلة استثنائية للموظفين لدخول املقاوالتية ‪ ،‬الشروق اونالين ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪21‬‬
‫فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪/https://www.echoroukonline.com :‬‬
‫‪ .6‬اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ‪ ،‬مقدمة في الريادة و الشركات‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫الناشئة‬
‫‪https://www.unescwa.org/sites/default/files/event/materials/mqdm_fy_lryd‬‬
‫‪_wlshrkt_lnshy_0.pdf‬‬
‫‪ .1‬املنظمة العاملية للملكية الفكرية‪ ،‬أفكار رائدة‪ :‬دليل عن امللكية الفكرية للشركات‬
‫الناشئة‪ ،‬منشورات ضمن سلسلة دليل امللكية الفكرية لقطاع األعمال رقم ‪ ، 6‬سويسرا‬
‫‪. 0202 ،‬‬
‫‪/https://promoteur.anade.dz .8‬‬
‫‪ .2‬املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم الجزائرية ‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.mdipi.gov.dz/ .22‬‬
‫‪ .22‬املوقع االلكتروني لصندوق التأمين عن البطالة‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.cnac.dz/site_cnac_new/Web%20Pages/Ar/AR_Dispositif.aspx .20‬‬
‫‪ .23‬املوقع الرسمي للوكالة الوكنية لتسيير القرض املصغر ‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪/https://www.angem.dz/ar/article/objectifs-et-missions‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ .24‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬إطالق الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الناشئة ‪ ،‬نشر‬
‫‪:‬‬ ‫التالي‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أكتوبر‬ ‫‪3‬‬ ‫بتاريخ‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/93032-2020-10-03-12-13-24‬‬
‫‪15. http://www.mdipi.gov.dz/‬‬
‫‪ .06‬الحكومة تقر الغاء املجلس الوطني لالستثمار وتوسيع مهام وكالة تطوير االستثمار‪،‬‬
‫جريدة إيكو ألجيريا ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 02‬فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪http://www.eco-algeria.com/content/‬‬
‫‪ .21‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ‪ :‬اإلطالق الرسمي‬
‫لصندوق االستثمارالجزائري ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 22‬فيفري ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/101934-2021-02-18-12-22-09‬‬
‫‪ .08‬وزارة البريد واملواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬حاضنة الشركات الناشئة و تطوير‬
‫املؤسسات الجزائرية الناشطة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫‪. 0202/22/32 ، /https://www.mpt.gov.dz/ar/content‬‬
‫‪https://www.facebook.com/fnje.dz .22‬‬
‫‪ .23‬حنان ح ‪ ،‬املؤتمرالوطني للمؤسسات الناشئة ينعقد اليوم بالجزائر اإلطالق الرسمي‬
‫لصندوق التمويل واإلعالن عن تدابير تحفيزية ‪ ،‬جريدة املساء الجزائرية ‪ ،‬تاريخ‬
‫النشر ‪ 30‬اكتوبر ‪ ، 2323‬متوفر على الخط التالي ‪https://www.el- :‬‬
‫‪massa.com/dz/news/‬‬
‫‪ .02‬تطور التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار ‪ ، 2306 – 0060‬املوقع االلكتروني‬
‫لوزارة الصناعة و املناجم ‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار ‪،‬متوفر على الخط التالي‬
‫‪http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/evolution-loi-sur-l-‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪.investissement‬‬
‫‪ .00‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬قانون االستثمار الجديد ‪ -‬إنشاء شباك وحيد لتسهيل مشاريع‬
‫األجانب ‪ ، -‬نشر بتاريخ ‪ 20‬فيفري ‪ ، 0200‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/121156-2022-02-12-11-48-44‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ .03‬عبد الرحمن محمود‪ ،‬صحافة ريادة األعمال‪ ..‬أهميتها وكيف يمكن إتقانها‪ ،‬شبكة‬
‫الصحفيين الدوليين‪ ،‬نشر املقال بتاريخ ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،0222‬تم االسترجاع من املوقع‬
‫االلكتروني‪ https://ijnet.org/ar/story/ :‬بتاريخ ‪. 0202/22/02 :‬‬
‫‪ .04‬شيمة العتيبي ‪ ،‬ريادة األعمال واإلعالم ‪ ،‬مجلة رواد األعمال ‪ ،‬نشر املقال بتاريخ ‪ 22‬جوان‬
‫‪ ، 0202‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪، https://www.rowadalaamal.com/ ،‬‬
‫بتاريخ ‪. 0202/22/02 :‬‬
‫‪https://awaan.sa .05‬‬
‫‪ .06‬محمد الرزقي ‪ ،‬الريادة اإلعالمية في ريادة األعمال ‪ ،‬املنصة االعالمية الرقمية أوان ‪ ،‬نشر‬
‫بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 0222‬تم االسترجاع من الرابط التالي ‪:‬‬
‫‪ https://awaan.sa/archives/3958‬بتاريخ ‪. 0202/22/02‬‬
‫‪ .01‬القاموس االلكتروني " م " ‪ ،‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪https://www.meemapps.com/term/media-entrepreneurship‬‬
‫‪https://www.alroeya.com/130-41/2192251 .02‬‬
‫‪https://jow.radio/ .02‬‬
‫‪https://megaphone.news/ .32‬‬
‫‪:‬‬ ‫التالي‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫تبينوا‬ ‫ملنصة‬ ‫الرسمي‬ ‫‪ .32‬املوقع‬
‫‪/https://fatabyyano.net/fatabyyano-team‬‬
‫‪/https://fatabyyano.net/our-methodology .30‬‬
‫‪ .33‬املوقع اإللكتروني لجريدة توالى متوفر على الخط التالي ‪https://twala.info/ar/ :‬‬
‫‪https://awaan.sa/archives/3958 .34‬‬
‫‪/https://www.tahyacinema.com .05‬‬
‫‪ .36‬عماد أبو الفتوح ‪ ،‬برامج تلفزيونية ملهمة يجب أن يشاهدها رواد األعمال ‪ ،‬موقع الجزيرة‬
‫‪:‬‬ ‫التالي‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0221/22/05‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫نشر‬ ‫‪،‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/entrepreneurship/2017/8/‬‬
‫‪/25‬‬
‫‪ .31‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬املدن اإلعالمية الحرة في دولة اإلمارات‪ ،‬مركز الجزيرة‬
‫للدراسات‪ ،‬متوفر على الخط التالي‪http://site.iugaza.edu.ps :‬‬

‫‪171‬‬
‫‪https://www.google.com/search?client=firefox-b- .32‬‬
‫‪d&q=The+Youth+Citizen+Entrepreneurship‬‬
‫‪https://www.mitarabcompetition.com/ar/site/index .32‬‬
‫‪ .43‬شبكة الصحفيين الدوليين ‪ ،‬ندعو املبادرات اإلعالمية العربية للتقديم إلى برنامج مركز‬
‫التوجيه بدورته الثامنة ‪ ،‬تم النشر بتاريخ ‪ 24 :‬جوان ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪/https://ijnet.org/ar/story‬‬
‫‪ .42‬اإلبداع في العمل الصحفي ‪ ،‬جريدة أكف اإللكترونية ‪ ،‬مؤسسة الصحافة ميديا ‪ ،‬نشر‬
‫‪:‬‬ ‫التالي‬ ‫الخط‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0224/24/20‬‬ ‫بتاريخ‬
‫‪https://alamirkamalfarag.com/show_news.php?id=336‬‬
‫‪ .40‬مليس محمد باكودح ‪ ،‬استراتيجيات تقييم فكرة املشروع الريادي ‪ ،‬سلسلة ملخصات‬
‫اللقاءات اإلثرائية ‪ ،‬عيادات األعمال ‪ ،‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://qcc.org.sa/sites/default/files/2021-02/pdf‬‬
‫‪ .43‬عمار بكار ‪ ،‬عندي فكرة برنامج تلفزيون ‪ ،‬جريدة األقتصادية اإللكترونية ‪ ،‬تم النشر‬
‫بتاريخ ‪ 25‬ديسمبر ‪ ، 0222‬تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪https://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173608.html‬‬
‫‪https://awaan.sa/archives/3958 .44‬‬
‫‪ .45‬فكرة املشروع‪ ،‬منصة املشروعات الصغيرة املصرية‪ ،‬متوفر على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.msme.eg/ProjectSteps/Pages/ProjectIdea.aspx‬‬
‫‪ .46‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬البعد اإليكولوجي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية ‪:‬‬
‫الو اقع والنموذج ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات ‪ ،‬فيفري ‪ ، 0222‬متوفر على الخط التالي‪:‬‬
‫‪https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2019/02/190211081913514.‬‬
‫‪html‬‬
‫‪ .41‬شبكة محرري الشرق األوسط ‪ ،‬مصادر للتمويل ساعدت املؤسسات الصحفية على‬
‫تخطي األزمة املالية عقب الجائحة ‪ 2 ،‬أكتوبر ‪ ، 0202‬تم االسترجاع من املوقع‬
‫االلكتروني ‪)https://menaeditors.com/news/342-2020-10-02-11-36-49 :‬‬
‫‪ .42‬شركة «يسير» تتحصل على تمويل أمريكي ‪ ،‬جريدة الشعب اإللكترونية ‪ ،‬نشر بتاريخ ‪02‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 0202‬متوفر على الخط التالي ‪/http://www.ech-chaab.com/ar :‬‬

‫‪172‬‬
:‫ متوفر على الخط التالي‬،‫ مخطط نموذج العمل التجاري‬،‫ منشآت‬.42
https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf
‫و‬ ‫ دروس في مقياس محاسبة البنوك‬، ‫ محاسبة التكاليف‬، ‫ السعيد محمد شعيب‬.52
23-20 ‫ ص ص‬، ‫ مصر‬، ‫ بنها‬، ‫ مركز التعليم املفتوح‬، ‫ مستوى ثالث جامعي‬، ‫البورصات‬
‫ تاريخ الزيارة‬،www.olc.bu.edu.eg/olc/images/6th-7.pdf : ‫ متوفر على الخط التالي‬،
2:32 ، 0225/22/23 :
: ‫قائمة املراجع باللغة األجنبية‬
1. Alain FAYOLLE, Du champ de l’entrepreneuriat à l’étude du processus
entrepreneurial : quelques idées et pistes de recherche, 6° Congrès
international francophone sur la PME - Octobre 2002 - HEC –Montréal.
2. Catherine Léger-Jarniou, Développer la culture entrepreneuriale chez les
jeunes - Théorie et Pratique, la revue française de gestion – N°185. Lavoisier,
Paris.2008.
3. Catherine LÉGER-JARNIOU, Sergio ARZENI, Olivier BASSO et d’autre, le grand
livre de l’entrepreneuriat, Dunod, paris, 2013
4. Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris,
2003, P11 .voir le lien :
www.acifr.org/ressources/livres_freelance/createur_d_entreprise_extraits.pdf.
5. Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, les compétences entrepreneuriales(
définition et construction d’un référentiel ), le 8ème congrès international
Francophone(Cife PME) : l'internationalisation des PME et ses conséquences sur
les stratégies entrepreneuriales, Suisse :Haute école de gestion Frigourg,25-27
Octobre2006
6. Mory siomy, développement des compétences des leaders en promotion de la
culture entrepreneuriale et de l'entrepreneurship: le cas de rendez vous
entrepreneuriat de la francophone, Thèse pour l'obtention de philosophie
doctorat (ph.D.), Université Laval, Québec, octobre, 2007.
7. https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/start-up/74493

173
8. http://www.paulgraham.com/growth.html
9. https://dictionary.cambridge.org/fr/dictionnaire/anglais/start-up
10. Mitchell Grant , What Is a Startup? , September 15, 2021,
https://www.investopedia.com/terms/s/startup.asp .
11. Ingrid de Chevigny , Au fait, c’est quoi une start-up ?, Publié le 10/08/2015 ,
https://www.capital.fr/entreprises-marches/au-fait-c-est-quoi-une-start-up-
1063221
12. Brahim Allali, Vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche L’ISCAE, n
17, Maroc,. Voir le lien : http://www.abhatoo.net.ma/maalama-
textuelle/developpement-economique-et-social/developpement-
economique/reperes-du-developpement-economique/reperes-du
developpement-economique-generalites/vers-une-theorie-de-l-entrepreneuriat ,
visité le 02/08/2018 , 11:42 .

174
175

You might also like