Professional Documents
Culture Documents
2
املحورالثاني :أجهزة دعم املشاريع املقاوالتية في الجزائر
املحور الثالث :من ريادة األعمال إلى ريادة اإلعالم ( ريادة األعمال في املجال
اإلعالمي )
( ) MEDIA ENTREPRENEURSHIP, Journalisme entrepreneurial
3
-3أنواع اإلبداع اإلعالمي ( اإلبداع التحريري ،الفني ،اإلداري ،التكنولوجي ،االتصالي
التسويق االبتكاري ) ...
-4أسباب تبني االبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي .
4
املحور السادس :تكاليف النشاط املقاوالتي و طرق و مصادر تمويله
املحاضرة : 03التكاليف املالية إلنشاء مؤسسة ناشئة و ممارسة النشاط
املقاوالتي اإلعالمي .
5
األهداف من تدريس املقياس :
-تصحيح مفهوم املقاوالتية و املقاول عند الطلبة الذي ارتبط دائما في أذهانهم بمجال
البناء فقط .
-استيعاب الطلبة ملفهوم املقاوالتية أو ريادة األعمال و املفاهيم املرتبطة به .
-تعرف الطالب على املراحل األساسية إلنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة .
-تعرف الطالب على كيفية جعل مشروعه ناجحا و كيف يموله .
-تعزيز روح املقاوالتية لدى الطلبة و تحفيزهم على انشاء مشاريعهم الخاصة بهم
لالرتقاء باإلعالم في الجزائر .
-تعرفه على أجهزة املرافقة املقاوالتية التي تتوفر عليها الجزائر.
-التعرف على مدى تطابق خصائص املقاول على شخصيتهم .
-ادراكم ألهمية املشاريع الناشئة في تحقيق النمو االقتصادي في الجزائر.
-ادراكم ألهمية سوق األعمال الريادية القائمة على االنترنت و االستثمار فيها .
6
اثبات وجودهم كطلبة مقاولين شباب في سوق االعالم املكتوب و الرقمي و السمعي
البصري .
تحسيسهم بروح املسؤولية االجتماعية اتجاه املجتمع كصحفيين مقاولين بمزج نشاطهم
االقتصادي الخاص مع نشاطهم اإلعالمي .
اخفاق املؤسسات اإلعالمية في الجزائر و خاصة الصحفية في تحولها إلى مؤسسات
مقاوالتية و تخبطها في مشاكل و أزمات مالية بسبب تراجع نسبة املقروئية و مداخيلها
من االشهار العمومي و الخاص .
ادراك املسؤولين و القائمين على املجال اإلعالمي في الجزائر أنه حان الوقت لفتح املجال
أمام الطلبة خريجي كلية علوم االعالم و االتصال بجامعة الجزائر 23لتكون لديهم
مشاريعهم الخاصة في هذا املجال .
7
املحوراألول :مدخل مفاهيمي حول املقاوالتية و املقاول
تمتد جذور ريادة األعمال التي ارتبطت بإدارة األعمال منذ العصور األولى لإلنسانية ،كما
وجدت حيثما التجارة و األعمال ،اإلبتكار ،العمل الحر ،االعتماد على النفس ،اغتنام الفرص ،
اتقان املهن ،و املشروعات االبداعية 1.
و مع العصر الحديث و التطور في املجال الفكري اإلنساني و التقدم الصناعي و التقني تطورت
كذلك ريادة األعمال و خاصة مع كتابات عالم االقتصاد الفيلسوف اإلسكتلندي آدم سميث "
" Adam smithصاحب كتاب ثروة األمم .الذي يعتبر أول من أرس ى قواعد االقتصاد الحر و
املبادرات الفردية على أساس مبدأ " دعه يعمل دعه يمر "2.
و منذ أواخر الثمانينات و مطلع التسعينات من القرن املاض ي تم التركيز في العديد من
و املنظمات الدولية على تنمية املؤسسات الصغيرة و املتوسطة و التدريب على ريادة األعمال.
قد نبع ذلك من أهمية معالجة مشكلة البطالة التي أصبحت تعاني منها أغلب دول العالم و في
مقدمتها الدول النامية مما استدعى التركيز على دعم تحول فئة الشباب نحو العمل الحر املبني
على تأسيس مشروعات صغيرة ناجحة بدال من العمل الوظيفي3.
و هكذا أصبح العصر منذ بداية تسعينات القرن املاض ي عصر ريادة األعمال ،حيث اهتمت
و املؤسسات التعليمية و املنظمات الحكومية و شركات األعمال و املجتمع ككل بهذا املجال
انتشرت األبحاث و الدراسات التي تؤكد أهميتها لالقتصاد الوطني 4.
8
و في هذا الصدد أشارت بعض الدراسات إلى أن 22باملائة من الجهود العلمية في مجال ريادة
و عن األعمال تتركز في أمريكا الشمالية مقابل 02باملائة من الجهود في بقية دول العالم ،
عاملنا العربي فقد ازداد االهتمام بهذا املجال في أواخر القرن العشرين و ذلك من خالل انشاء
حاضنات األعمال كبيت أول لرواد األعمال و التركيز على التمويل األصغر ،و تطور األمر بظهور
بعض املبادرات في هذا املجال5 .
كما بدأت الجامعات و املعاهد تدرج املقاوالتية في مقرراتها الدراسية مثلما عملت جامعة
الجزائر 23و منها كلية علوم اإلعالم و االتصال حيث تم إدراج مقياس املقاوالتية ابتداء من
و السنة الجامعية 0222-0222و ذلك في مختلف التخصصات ( الصحافة املطبوعة
اإللكترونية ،سمعي بصري ،االتصال الجماهيري و الوسائط الجديدة ،االتصال و العالقات
العامة و االتصال التنظيمي ) ،فضال عن انشاء أجهزة مرافقة املشاريع املقاوالتية ،و تنظيم قمة
ريادة األعمال العاملية كل سنة ،و االحتفال السنوي باألسبوع العاملي للمقاوالتية .
أما الیوم فاملقاوالتية تعتبر مجال برز و تطور من خالل مختلف املجاالت العلمية ،حيث حللها
االقتصاديون ،علماء االجتماع ،املؤرخون و علماء النفس و املتخصصون في علوم السلوك أو
علوم التسيير .
و حسب Fayolleمن أجل إمكانية تفسير ظاهرة املقاوالتية ،هناك عدة مقاربات ساهمت في
ذلك خاصة املقاربة الوظيفية لالقتصاديين التي تبحث في اإلجابة عن سؤال (ماذا؟) )? ، (whatو
و املقاربة املقاربة املرتكزة على الفرد من علماء السلوك (ماذا و من ؟) )?(what and who
املرحلية لعلماء التسيير التي تهتم بالبحث عن (كيف؟))?6. (how
الجدير بالذكر أن الباحثين في مجال املقاوالتية يتوقعون أن ريادة األعمال ستحل يوما محل
إدارة األعمال و أن أكثر االقتصاديات نجاحا هي تلك االقتصاديات القادرة على ايجاد مزيج من
و الشركات الكبيرة 7. رواد األعمال املبتكرين و املؤسسات
5أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،املرجع السابق ،ص ص . 02-02
يصادف تنظيمه خالل أسبوع من شهر نوفمبر من كل عام و أصبح تقليدا تشارك فيه الجزائر سنويا.
6 Alain FAYOLLE, Du champ de l’entrepreneuriat à l’étude du processus entrepreneurial : quelques idées et
pistes de recherche, 6° Congrès international francophone sur la PME - Octobre 2002 - HEC –Montréal, p 02.
7أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 00-02
9
)L’entrepreneuriat(: األعمال ريادة أو املقاوالتية -2مفهوم
(:)entrepreneurship
قبل أن تستعرض أهم التعريفات التي قدمت للمقاوالتية أو ريادة األعمال ال بأس أن نشير إلى
ترجمة مصطلح ( ، )entrepreneurshipحيث اقترحت عدة ترجمات له منها :املبادرة ،الريادة ،
اإلنشاء ،العمل الحر .و خالل أشغال املؤتمر الدولي األول لريادة األعمال الذي عقد في مدينة
الرياض عام 0222اتفق عدد من املراكز و الجمعيات و املنظمات في العالم العربي على ترجمة
الكلمة اإلنجليزية التي هي فرنسية األصل ( )entrepreneurshipبمعنى ريادة األعمال لتحسم
الجدل حول الترجمة العربية لهذين املصطلحين 8.
8وفاء بنت ناصر املبيريك ،أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،مبادئ ريادة األعمال :املفاهيم و التطبيقات األساسية لغير
املختصين ،الرياض السعودية ،العبيكان للنشر ، 0222 ،ص . 23
9حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،الريـادة منظور استراتيجي ،عمان األردن ،دار األكاديميون للنشر و
التوزيع ، 0202 ،ص . 23
ً ً
ينص على أن كل منتج جديد يخلق بذاته قوة شرائية توفر له سوقا أو منفذا ،ذلك ان اإلنتاج الجديد يتطلب أيادي عاملة و
موارد ،و من ثم ينتج عنه زيادة في الدخل تزيد من حجم الطلب الكلي ،أي بتعبير آخر أن العرض يخلق الطلب املقابل له .و
يدعم هذا القانون االقتصادي فكرة توازن األسواق.
10أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص . 04
كاتب اقتصادي و صحفي أميركي من أصل نمساوي يهودي ،و يعد األب الروحي لإلدارة .
10
األوائل الذين أشاروا إلى ذلك سنة 2225من خالل إشارته إلى تحول االقتصاديات الحديثة من
اقتصاديات التسيير إلى اقتصاديات مقاوالتية 11.
و يغطي مصطلح املقاوالتية أو ريادة األعمال معاني مختلفة باختالف وجهات نظر الباحثين في
عدة مجاالت و تخصصاتهم تستحق منا التوضيح ،حيث في البداية نظرت أدبیات إدارة األعمال
إلى املقاوالتیة على أنها إقامة مشروع ،كما كانت املشكلة الرئيسية لريادة األعمال آنذاك هو أي
12 ) we enter what business shall مجال عمل ندخله ؟ (
و من جهة أخرى ترتبط الرؤية األولى لريادة األعمال بمدرستين فكريتين هي باألحرى أنجلو
سكسونية التي تشير إلى أن :
أ -املقاوالتية هي عملية تسمح لفرد بإنشاء منظمة جديدة و قد تبنى هذا التعريف العديد
من الباحثين أمثال . Hernandez،Sharma et Chrisman ، Aldrich ، Gartner :
ب -املقاوالتية هي تحديد و استغالل الفرص حسب البعض اآلخر من الباحثين أمثال :
، grave et Hofer By ، Stevenson et Jarillo ، Shane et Venkataramanو وفق هذه
املقاربة فإن شروط تحديد و ظهور نشاط اقتصادي جديد مهمة و كذلك الطريقة التي
يتم استغاللها بها ،و لكنها ال تؤدي بالضرورة إلى إنشاء منظمة جديدة .في هذه الحالة ،
ً
مسبقا في بيئة الفرد . الفرص تكون موجودة
الجدير بالذكر أن بعض الباحثين عندما يتحدثون عن انشاء مؤسسة أو نشاط يميزون بين
ريادة األعمال بالفرصة و ريادة األعمال بالضرورة ،حيث هذه األخيرة تكون في حالة ال يستطيع
األفراد ايجاد حلول توظيف أخرى ،فيقررون انشاء منظمة المتصاص البطالة ،أما ريادة
األعمال عن طريق الفرصة فتتعلق باألشخاص املبدعين الذين يبحثون عن االستقاللية الذاتية
و املال و املركز أو االعتراف االجتماعي 13.
11فاطمة الزهراء قاسمي ،املر افقة املقاوالتية و تنشيط املشروعات االستثمارية في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في تخصص
نقود مالية و بنوك ،قسم العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية التجارية و علوم التسيير ،جامعة البليدة -0226 ، 20
، 0221ص 06
12 Catherine Léger-Jarniou, Développer la culture entrepreneuriale chez les jeunes - Théorie et Pratique, la
11
ي Alain FAYOLLEفإن املقاولتية ترتبط بالحاالت التالية 14 : و حسب الباحث الفرنس
-إنشاء مؤسسة أو نشاط من طرف أفراد مستقلين أو مؤسسات.
-استعادة نشاط أو مؤسسة تكون في حالة جيدة أي سليمة أو تواجه صعوبات من طرف
أفراد مستقلين أو مؤسسات .
-تطوير و إدارة بعض املشاريع املخطرة في املؤسسات .
-القيام بتسيير بعض الوظائف أو املسؤوليات داخل املؤسسات .
و يمكن تعريف املقاولة بأنها حركية إنشاء و استغالل فرص األعمال من طرف فرد أو عدة
أفراد و ذلك عن طريق إنشاء منظمات جديدة من أجل خلق القيمة15" .
و حسب بعض الباحثين فإن املقاوالتية هي األفعال و العمليات االجتماعية التي يقوم بها
املقاول ،إلنشاء مؤسسة جديدة ،أو تطوير مؤسسة قائمة في إطار القانون السائد ،من أجل
و إنشاء ثروة ،من خالل األخذ باملبادرة ،و تحمل املخاطر ،و التعرف على فرص العمال ،
متابعتها و تجسيدها على أرض الواقع 16.
و تشير املقاوالتية عند االقتصاديين األوائل )، (Adam Smith, Alfred Marshal, Hawley
من خالل تعريفها كعنصر من عناصر اإلنتاج يهدف لتنظيم أو تنسيق العملية اإلنتاجية
والتجارية ،و التعامل مع ظروف عدم االستقرار أو عدم التوازن في السوق ،و بالتالي فهي تمثل
و أحد تكاليف اإلنتاج للمؤسسة .ليتطور هذا املفهوم فيما بعد مع الباحثين االقتصاديين
الرائدان في ربط املقاوالتية بمجال االقتصاد ( ) Richard Cantillonو( ، )Jean- Baptiste SAY
حيث كانا أول من اهتم باملؤسسات بقدر اهتمامهما باالقتصاد ،من حيث إنشائها ،تنميتها ،
و تسييرها ،كما حاوال العمل على تقييم ديناميكي لالقتصاد يرتبط أساسا بالدور الذي يؤديه
14 Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris, 2003, P11 .voir le lien :
www.acifr.org/ressources/livres_freelance/createur_d_entreprise_extraits.pdf.
15 Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, les compétences entrepreneuriales( définition et construction
d’un référentiel ), le 8ème congrès international Francophone(Cife PME) : l'internationalisation des PME et ses
conséquences sur les stratégies entrepreneuriales, Suisse :Haute école de gestion Frigourg,25-27 Octobre2006,
p4.
16أيوب صكري ،سمير محمد جالب ،علي شطة ،و اقع التعليم املقاوالتي في الجزائر ( االنجازات و الطموحات ) ،مجلة
اقتصاديات املال و األعمال ( ، )JFBEميلة الجزائر ،املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ،املجلد ، 2العدد ، 24ديسمبر
، 0221ص .24
12
املقاول .و ينظر كل منهما إلى املقاوالتية على أنها " نشاط لتحويل منتجات أو خدمات بغرض
إعادة بيعها ،و تحمل املخاطرة الناتجة عن هذا التحويل 17 " .
بينما يرى كل من الباحثين حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين عثمان أن ريادة
األعمال ليست مرادفا ملجرد إقامة مشروع جديد بل هي عملية متكاملة تجمع ما بين اإلبداع و
تحمل املخاطر و التخطيط االستراتيجي و القدرة على اكتشاف الفرص و تحويل الفكرة الى واقع
ملموس داخل إطار خاص 18.
و و تعني ريادة األعمال بذلك " عملية إنشاء ش يء جديد ذو قيمة ،و تخصيص الوقت
الجهد و املال الالزم للمشروع ،و تحمل املخاطر املصاحبة و استقبال املكافئة الناتجة " ،إنها "
عملية ديناميكية لتأمين تراكم الثروة ،و هذه الثروة تقدم عن طريق األفراد الذين يتخذون
املخاطر في رؤوس أموالهم ،و االلتزام بالتطبيق لكي يضيفوا قيمة ( )Providing Valueإلى بعض
و لكن يجب املنتجات أو الخدمات و هذه األخيرة قد ال تكون جديدة أو فريدة ( ) Unique
أن يضيف الريادي لها قيمة من خالل تخصيص املوارد و املهارات الضرورية "19.
و تعتبر املقاوالتية أو ريادة األعمال مرتكز انشاء األفكار و املشروعات املبتكرة القادرة على
االستمرار و النجاح و هذا ما جعلها تدخل في صلب النظريات االقتصادية في التطور و النمو من
خالل أن أحد أسباب التخلف و تباطؤ النمو هو عدم ظهور رواد األعمال أو املنظمين أو
املستحدثين الراغبين باستغالل الفرص اإلستثمارية بجميع أشكالها و ابتكار كل ما هو جديد20.
و إذا ما أخذنا تعريف املقاوالتية في مجال إدارة األعمال فنجد باحثيها تعني لهم " السبق أو
التفوق في مجال ما " .كما يمكن أن تعني أيضا " من يدير شيئا جديدا في ميدانه أو يبتكر شيئا
جديدا كليا يالقي طلبا ورواجا " .و هي كذلك " املفهوم الذي يقصد به من ينش ئ مشروعا جديدا
17محمد قوجيل ،دراسة و تحليل سياسات دعم املقاوالتية في الجزائر – دراسة ميدانية ، -أطروحة دكتوراه في تسيير
املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ،قسم علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة ، 0226-0225،ص ص . 4 - 23
18حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 22
19فايزجمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،الريادة و إدارة األعمال الصغيرة ،ط ، 0عمان األردن ،دار حامد لنشر
و التوزيع ، 0222 ،ص 02
20حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 26
13
،أو يقدم فعالية مضافة إلى االقتصاد " .و بشكل أوسع فإن املقاولة اإلدارية تشمل أيضا من
يدير املوارد املختلفة لتقديم شيئا جديدا ،أو ابتكار مشروع جديد21.
و تعرف املقاوالتية أيضا بأنها " مجموعة النشاطات يتم من خاللها إنشاء مؤسسة ذات طابع
تنظيمي من خالل استغالل الفرص املتاحة من طرف فرد يتمتع بخصائص معينة من أجل
تجسيد فكرة مبدعة و بالتالي خلق قيمة22" .
و على صعيد آخر هناك من ينظر إلى املقاوالتية على أنها " نوع من السلوك يتمثل في السعي
نحو االبتكار ،تنظيم وإعادة تنظيم اآلليات االقتصادية و االجتماعية من أجل استغالل موارد
وحاالت معينة ،تحمل املخاطرة و قبول الفشل ،إنه مسار يعمل على خلق ش يء ما مختلف
والحصول على قيمة بتخصيص الوقت و العمل الضروري ،مع تحمل األخطار املالية ،النفسية
ي23 ". واالجتماعية املصاحبة لذلك ،و الحصول على نتائج في شكل رضا مالي و شخص
و يمكن تلخيص التعريفات السابقة للمقاوالتية أو ريادة األعمال في النقاط التالية :
ترتكز على دعم تحول فئة الشباب نحو العمل الحر املبني على تأسيس مشروعات
صغيرة ناجحة بدال من العمل الوظيفي ،شريطة أن يكون هذا العمل يتسم باإلبداع ،و
يتصف باملخاطرة.
نوع من السلوك يتمثل في السعي نحو االبتكار .
نشاط ذهني ينتج عنه أفكار إبداعية تنتهي إما بإنشاء مؤسسة ناشئة ريادية أو ابتكار
منتج جديد أو خدمة و طرحها في السوق أو ابتكار أسلوب أو طريقة جديدة في مختلف
مراحل اإلنتاج الصناعي .
21أحمد بوشناقة ،أحمد بوسهمين ،متطلبات تأهيل و تفعيل إدارة املؤسسات الصغيرة في الجزائر ،ورقة بحثية مقدمة
لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة و اقتصاديات
شمال افريقا ،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،الجزائر ،يومي 21و 22افريل ، 0226ص ، 126متوفر على الخط التالي :
iefpedia.com/.../متطلبات-تأهيل-و-تفعيل-إدارة-املؤسسات-الصغير...
،تاريخ الزيارة . 22:34 ، 0222/22/22 :
22محمد علي الجودي ،نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي – دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة ، -
أطروحة دكتوراه علوم في علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة محمد خيضر
بسكرة ، 0225-0224 ،ص 24
23 Mory siomy, développement des compétences des leaders en promotion de la culture entrepreneuriale
et de l'entrepreneurship: le cas de rendez vous entrepreneuriat de la francophone, Thèse pour l'obtention
de philosophie doctorat (ph.D.), Université Laval, Québec, octobre, 2007, p90.
14
هي كذلك نشاط اقتصادي و تجاري لكن ريادي متميز من خالل انشاء مؤسسات جديدة
غير نمطية ،و بشكل أكثر تحديدا املؤسسات املصغرة و الصغيرة الريادية .
هي عملية ابتكار و تطوير طرق و أساليب جديدة الستغالل الفرص التجارية .
ينظر إلى املقاوالتية على أنها نشاط يتضمن اكتشاف ،تقييم و استغالل الفرص من
أجل طرح منتجات و خدمات جديدة ،طرق تنظيم ،أسواق ،عمليات و مواد أولية من
خالل تنظيم الجهود التي لم تكن موجودة في السابق .
تتخذ املقاوالتية أربع أشكال متمثلة في :فرص األعمال ،إنشاء منظمة ( مؤسسة ناشئة
ريادية ) ،خلق القيمة و اإلبداع .
و على العموم ينطوي الفكر و النشاط املقاوالتي بصفة عامة على عدة معاني و خصائص تميزه
عن باقي األنشطة األخرى و هي :عمل حر ،املبادرة الفردية ،االبداع و االبتكار ،التميز ،الريادة ،
املخاطرة ،االستقاللية الذاتية ،اغتنام الفرص ،قيمة مضافة ، ،نشاط ذهني مرتبط بفكرة
إبداعية ليتحول إلى نشاط اقتصادي و تجاري ،املقاول أو الريادي كأهم فاعل في هذا النشاط ،
مخطط نموذج األعمال التجاري .
24جمال محمد عبد هللا ،إدارة األعمال :مبادئ و مفاهيم ،ط ، 2عمان االردن ،دار املعتز للنشر و التوزيع ، 0224 ،ص 50
15
و تعرف إدارة األعمال أيضا على أنها إدارة النشاطات و املشروعات ذات الطابع االقتصادي
الهادف إلى تحقيق الربح و لقد ارتبط ظهور إدارة األعمال كمجال من مجاالت اإلدارة بظهور
املؤسسات أو الشركات الخاصة25.
و من مهام إدارة األعمال دراسة املشكالت اإلدارية و ايجاد الحلول لها بطريقة علمية بدل من
ي 26. االعتماد على األحكام الفردية و الرأي الشخص
و كما ينظر إليها على أ نها " وظيفة تنفيذ األعمال عن طريق اآلخرين باستخدام التخطيط
التنظيم و التوجيه و الرقابة و ذلك من أجل تحقيق أهداف املنظمة بكفاية و فاعلية مع مراعاة
املؤثرات الداخلية و الخارجية27.
و تكمن العالقة بين إدارة األعمال و ريادة األعمال في أن هذه األخيرة تعتمد عليها كمجال من
مجاالت اإلدارة في نجاح املشروع الريادي ،أما الفرق بينهما فيكمن في أن إدارة األعمال تركز على
إدارة األعمال التجارية كوظيفة إدارية ،بينما ريادة األعمال فتركز على انشاء مؤسسات ناشئة ،
كما أن ريادة األعمال تقوم على األفكار اإلبداعية و االبتكارية بينما إدارة األعمال فتسعى إلى
تنفيذهما من خالل التخطيط و التنسيق و التنظيم و التوجيه.
و من جهة أخرى من يقوم بريادة األعمال فهو الريادي أو املقاول و في هذه الحالة يكون هو
نفسه الذي يدير أعمال مؤسسته الناشئة ،في حين الذي يقوم بإدارة األعمال فهو موظف في
املؤسسة تخصص في هذا املجال الذي قد يصبح في يوم من األيام ريادي إذا استقل بعمل حر و
أنشأ مؤسسته الناشئة الريادية .
و ب -مشروع األعمال :يشيع استعمال مصطلح " " Businessليشير الى املؤسسات
الشركات و الكيانات التي يقيمها األفراد و املجموعات لتحقيق الربح ،و يطلق عليها
أحيانا " املشروع " ( ) Projectو لكي نصف نشاطا بأنه مشروع أعمال ( مشروع تجاري)
فال بد أن تتوفر فيه شروط و هي :أن يقدم سلعة ( منتج ) أو خدمة ،يهدف إلى تحقيق
25أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير املرس ى غنام ،مبادئ إدارة األعمال :
األساسيات واالتجاهات الحديثة ،ط 22الرياض السعودية ،العبيكان للنشر ، 0224 ،ص . 30
26جمال محمد عبد هللا ،مرجع سبق ذكره ،ص 53
27أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير املرس ى غنام ،مرجع سبق ذكره ،ص
02
16
و أن يقوم الربح ،أن يكون نشاطا اقتصاديا ،أن يكون منظما و له صفة قانونية
عليه افراد و ليس حكومات 28.
و تكمن العالقة بين مشروع األعمال و ريادة األعمال في أن هذه األخيرة تطلق مشاريع أعمال
تجارية لكنها مقاوالتية أي ريادية ابداعية تميزها عن باقي مشاريع األعمال التجارية األخرى ،بعبارة
أخرى الفكرة الجديدة و املبتكرة هي التي تعطي صفة مشروع األعمال املقاوالتي ( الريادي ) و إذا
انتزعت هذه الصفة يصبح مشروع األعمال تجاري فقط كغيره من املشاريع التجاري املوجودة في
السوق .كما أن املشاريع املرتبطة باملقاوالتية عادة ما تكون مشاريع صغيرة ( أي استثمار صغير )
لذلك يطلق عليها باملشاريع الناشئة .
" ت -ريادة األعمال و املشروع الناش ئ :يعرف املشروع الناش ئ ( ) ( startupبأنه
مشروع يبدأ من الصفر و يستطيع الوصول لنجاح يظهره لشريحة من املستخدمين في
خالل سنتين على األكثر ،و طوال هذه الفترة يسمى باملشروع الناش ئ .و قد التصق اسم
ئ حاليا باملشاريع التقنية الحديثة29." . املشروع الناش
أما ريادة األعمال فهي " عملية انشاء كيان جديد ( مؤسسة ناشئة ) أو تطوير كيان موجود
فعليا كاستجابة لفرص جديدة يود هذا الكيان االستفادة منها بشكل تجاري،و تعتمد ريادة
األعمال بشكل كبير على مستويات الخبرة.فكلما زاد عمر الكيان فإنه يعبر عن مدى تأقلمه مع
السوق والنجاح في االستمرارية " .و يعرف الباحث Jeffry A. Timmonsالريادة على أنها القدرة
على خلق وبناء األشياء من ال ش يء .إنها املبادرة و العمل واإلنجاز لبناء املشروع .عالوة على كونها
املالحظة والتحليل و هي موهبة اإلحساس بالفرصة حيث ال يراها اآلخرون " .علما أن كل مشروع
30. ناش ئ هو ريادة األعمال و ليس كل ريادة أعمال هي مشروع ناش ئ
بمعنى أن املؤسسات الريادية توصف في بداياتها بالناشئة أي الفتية لكنها مع مرور السنوات
و نموها و تطورها في السوق تصبح ريادية فقط لكن إذا التزمت بتبني عنصري اإلبداع و االبتكار
في عملها.
28أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير املرس ى غنام ،املرجع السابق ،ص 34
و 29مؤسسة مهارات ،الشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة في العالم العربي ( نموذج لبنان ،األردن و املغرب حاالت
تطبيقات) ، 0222 ،ص 22
30مؤسسة مهارات ،املرجع نفسه ،ص 2
17
ث -فرص األعمال و خلق القيمة :تعرف الفرصة على أنها " متغير أو حدث داخل
أو خارج العمل ،يمكن أن ينتج عنه عمل إيجابي للشركة ،لذلك الفكرة هنا أن نكون
إيجابيين نحو التغيير حيث يحدث فرصا للتعلم و الربحبة ".و هنا على املقاول
استغالل التغييرات في البيئة الداخلية أو الخارجية للمؤسسة و تحوليها إلى فرص
استثمارية و قيادة و ريادة فنية للسوق .و بالتالي فإن فرص األعمال هي بمثابة تجربة
البحث الذاتية للمقاول في مصادر الفرص التي تكون خارج األفكار املستهلكة ،يعني ال
ينتظر املقاول أن تلوح الفرصة من تلقاء نفسها و إنما يقوم باكتشافها و رصدها و
( اإلدراك املبكرللفرصة قبل املنافس في السوق ) 31. تحليلها و تطويرها.
و في هذا الصدد ربط كثير من الباحثين ريادة األعمال بالفرص حيث يرون أن ريادة األعمال هي "
أن تستغل الفرص املتاحة لديك و األفكار و تقوم بتحويلها إلى أعمال ذات قيمة لآلخرين ،و
يمكن أن تكون هذه القيمة مادية ،ثقافية ،أو إجتماعية و ذلك من خالل إدارة املوارد املتوفرة و
االستفادة منها ،و يمكن لهذه املواد أن تكون شخصية ( مثل الوعي الذاتي ،الفاعلية الذاتية ز
الدافع و املثابرة ) ،أو مادية ( مثل وسائل االنتاج ،و املوارد املالية ) ،و غير املادية ( مثل املعرفة
و قد تتمثل فرص األعمال في تكنولوجيا مستجدة أو 32 املتخصصة و املهارات و املواقف )"
مشكل في السوق ،أو متغيرات فيه ،نقطة ضعف املنافس...الخ
و يركز التعريف السابق على إيجاد القيمة بغض النظر عن نوعية القيمة أو سياقها ،فهو
يشتمل على إنشاء القيمة في أي مجال أو أي سلسلة قيمة ،كما يشير التعريف إلى توفير القيمة
للقطاعين العام و الخاص ،و غيرها من قطاعات األعمال بما فيها داخل املؤسسات و املشاريع
االجتماعية و املشاريع الخضراء و املشاريع الرقمية 33.
و يمكن أن ننظر إليها من وجهة نظرنا بأنها أفكار إبداعية تشكل امليزة التنافسية للمؤسسة
الريادية و تميزها عن باقي املؤسسات التي تنشط في نفس مجالها ،و بعبارة أخرى إلى هي الش يء
31محمد مصطفى عبد القادر شلبي ,بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر ،إدارة الفرص :الدليل التأسيس ي والتشغيلي ملنظمات
األعمال ،الرياض ،العبيكان للنشر ، 0226 ،ص ص . 00-02
32مهارات ريادة األعمال ( اإلطار العام) ،مركز البحوث املشتركة ،تقرير علمي من أجل دعم سياسات االتحاد األوروبي ،0226 ،
ص ، 20متوفر على الرابط التالي https://openspace.etf.europa.eu/sites/default/files/2019- :
09/EntreCompFramework_AR.pdf
33نفس املكان
18
الجديد الذي يقدمه املقاول في السوق دون غيره و ينفرد به مما يجعل تقليده صعبا .و هو
املفهوم الجوهري لريادة األعمال ( املقاوالتية ) .
ج -الثقافة املقاوالتية ( الثقافة الريادية ) :هي " مفهوم يدل على انتشار اتجاه
اجتماعي إيجابي نحو املغامرة الشخصية التجارية و النزعة االستقاللية و املبادرة
34 و تحمل املخاطرة و يساعد و يدعم النشاط الريادي " .
و هي أيضا " األجواء أو املناخ الذي يساعد أو يشجع على توليد األفكار الجديدة و تحقيق اإلبداع
بشكل مستمر و دعم البحث املستمر على الفرص الريادية و توظيفها " ..كما ينظر إليها على أنها
و تلك الثقافة التي تتقبل التغيير و تعمل على تعزيز السلوك الريادي ( اكتشاف و تقييم
استغالل الفرص35 " ) .
و على العموم يتمثل تعريفنا اإلجرائي للثقافة املقاوالتية في أنها إطار معرفي ( معلومات مكتسبة)
من املحيط الداخلي و الخارجي للمقاول ( األسرة ،الجامعة ،املؤسسة ،وسائل اإلعالم ( اإلعالم
الريادي أو املقاوالتي ،أجهزة املرافقة املقاوالتية ،الدورات التكوينية ) حول املجال املقاوالتي و
مبادئه و محاولة استغاللها في ممارسة نشاطه الريادي و تطويره .علما أن الثقافة الريادية يمكن
أن يتوفر عليها املقاول في حد ذاته أو املؤسسة التي تتبنى الثقافة املقاوالتية في سيرورة عملها و
تعمل على تطويرها من أجل خلق مؤسسة أكثر ابتكارا .
34أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 51- 56
35حكمت رشيد سلطان ،الدكتور محمود محمد أمين عثمان ،مفاهيـم معاصـرة فـي اإلدارة اإلستراتيجيـة ،عمان األردن ،دار
األكاديميون للنشر والتوزيع ، 0202 ،ص ص 222-222
19
املرونة .و البعض اآلخر يتعمقون و يعتبرون أن روح املقاولة تتطلب تحديد الفرص و
جمع املوارد الالزمة واملختلفة من أجل تحويلها ملؤسسة36 .
و عليه فالروح املقاوالتية تتعدى في مفهومها عملية إنشاء املؤسسات الفردية ،لتشمل
تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة مما يمكن األفراد من تطوير
أنفسهم ،واكتساب مهارات جديدة ناتجة عن االنتقال للميدان العلمي وتجريب األفكار
الجديدة ،و بالتالي كسر حاجز الخوف من التغيير و اكتساب مرونة في التعامل مع
املستجدات37 .
و تضم الروح املقاوالتية عناصر مكونة لها تتمثل في :روح االبداع و االبتكار ،روح االستعداد و
امليل نحو املخاطرة ،الصبر و القدرة على التحمل ،الرغبة في االنجاز و تحقيق الذات ،روح
املبادرة واملسؤولية 38...
خ -التعليم املقاوالتي ( التعليم الريادي ) :يندرج التعليم تحت الثقافة املقاوالتية (
الريادية) ،حيث يعد محورا أساسيا في تنمية ريادة األعمال و تطوير املهارات و السمات
العامة لها من جهة و ارساء الثقافة املقاوالتية و تعزيز روحها لدى الطلبة من جهة
أخرى ،و من أجل تحقيق ذلك بدأت املقررات الدراسية و البرامج التعليمية و التدريبية
في مجال ريادة األعمال في الظهور بين املناهج الدراسية لكثير من الجامعات في جميع
أنحاء العالم ،و بذلك أصبحت املقاوالتية عنصرا من عناصر منظومة التعليم اإلداري
منذ بداية التسعينات من القرن العشرين ،و من ثم ارتفع عدد الكليات التي تدرس
مقررات ريادة األعمال من 2222كلية عام 0222إلى ما يزيد عن 2522كلية عام ، 0222
علما أن جميع كليات ادارة األعمال في أمريكا و التي يزيد عددها علال 0202كلية تدرس
مقرر ريادة األعمال 39.
36منيرة سالمي ،التوجه املقاوالتي للشباب في الجزائر - :بين متطلبات الثقافة وضرورة املر افقة"-تجربة وكالة الوساطة
والضبط العقاري وتجربة الحظيرة التكنولوجية بالجزائر" ،ورقة بحثية للملتقى الوطني حول " إستراتيجيات التنظيم و
مرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر " ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة قاصدي مربــاح
ورقل ــة ،يومي 22و 22أفريل ، 0220ص . 23
37محمد علي الجودي ،مرجع سبق ذكره ،ص 21
38أيوب مسيخ ،دور الروح املقاوالتية في ديمومة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ( دراسة عينة من املؤسسات الصغيرة و
املتوسطة ( املقاولين ) في والية سكيكدة ) ،أطروحة دكتوراه الطور الثالث – ل .م.د – في إدارة املؤسسات ،قسم علوم التسيير
،كلية العلوم االقتصادية ،التجارية و علوم التسيير ،جامعة 02أوت 2255سكيكدة ، 0221-0226 ،ص ص 51-50
39أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 02
20
و قد تم تعريف التعليم املقاوالتي ( أو التعليم للريادة ،أو التعليم للمشاريع /األعمال) على أنه
" مجموعة من أساليب التعليم النظامي الذي يقوم على إعالم ،و تدريب ،و تعليم أي فرد يرغب
باملشاركة في التنمية االقتصادية االجتماعية من خالل مشروع يهدف اإلى تعزيز الوعي املقاوالتي (
الريادي) ،وتأسيس مشاريع األعمال أو تطوير مشاريع األعمال الصغيرة 40" .شريطة أن يكون
هذا التعليم قائما على اإلبداع و االبتكار و ليس على األساليب التقليدية له من تلقين و حفظ
و االبداع41. كونها ال تتماش ى مع الفكر املقاوالتي املبني أساسا على توليد األفكار و االبتكار
و حسب بعض الباحثين فإن التعليم املقاوالتي هو " مجموع األنشطة و األساليب التعليمية
التي تهدف الى غرس روح املقاوالتية لدى األفراد و تزويدهم باملهارات الالزمة لتأسيس مشاريعهم
الخاصة 42" .
و يهدف التعليم املقاوالتي بشكل عام إلى إكساب الطلبة وهم في مراحل عمرية مختلفة سمات
املقاولة و خصائصها السلوكية مثل :املبادرة ،املخاطرة ،و االستقاللية من أجل خلق جيل
جديد من املقاولين ،و من هنا فإن أهم أهداف التعليم املقاوالتي تتمثل فيما يلي 43:
40اليونسكو ،منظمة العمل الدولية ،نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين :تحفيز الروح الريادية من خالل
التعليم للريادة في املدارس الثانوية . ، 2010 ،ص ، 21متوفر على الخط التالي :
، unesdoc.unesco.org/images/0014/001470/147057a.pdfتاريخ الزيارة 23:23 ، 0222/22/25 :
41أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 51
42أيوب صكري ،سمير محمد جالب ،علي شطة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 26
43محمد علي الجودي ،مرجع سبق ذكره ،ص 242
21
تعزيز احترام الطلبة لذاتهم و الثقة بالنفس و املواقف االيجابية الالزمة من أجل اعتبار
املقاوالتية و الريادة و التوظيف الذاتي كخيار وظيفي مقبول .
تعزيز الحس باملسؤولية لدى الطلبة و استقالليتهم ،و زيادة حماسهم لدخول عالم
املقاوالتية .
تعزيز السلوكيات و املهارات و املواقف التي تقود الطلبة إلى النجاح في دخول ميدان
العمل و في التقدم املنهي .
تطوير السلوكيات و املهارات و املواقف اإليجابية لدى الطلبة و الضرورية لتحقيق
اندماجهم في املجتمع و مشاركتهم في تنميته.
تعزيز قدرات الطلبة على املساهمة إيجابيا في االستدامة االجتماعية و البيئية في
مجتمعاتهم.
خلق حلقات نجاح تعليمي من خالل تحديد مواهب و مهارات الطلبة و االستفادة منها.
كما يمكن تطبيق ريادة األعمال كمهارة في مختلف مجاالت الحياة ،إذ أنها تساهم في تمكين
املواطنين من تعزيز مهارات التنمية الذاتي ة ،و املساهمة في تطوير مجتمعاتهم بشكل فعال ،
و دخول سوق العمل كموظفين أو العمل لحسايهم الخاص ،و إقامة املشاريع ألهداف ثقافية ،
أو أجتماعية أو تجارية 45.
44نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد و العشرين ( تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في املدارس الثانوية ) ،
منظمة اليونيسكو و منظمة العمل الدولية ، 0222 ،ص 02- 01
45مهارات ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 20
22
-0تعريف املؤسسات املصغرة و الصغيرة و املتوسطة:
قبل التطرق إلى تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة البد من اإلشارة إلى أنه ال يوجد تعريف
موحد لها و هذا راجع الى اختالف درجة النمو االقتصادي و اختالف السياسات االقتصادية من
دولة ألخرى .
و من جهة أخرى يعتمد في تعريف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة على عدة معايير منها :حجم
رقم األعمال ،حجم امليزانية ،حجم األموال التي وضعت تحت تصرف املؤسسة ،حجم األصول
الثابتة ،أو حجم تجهيزات اإلنتاج املستخدمة ،عدد العمال ،حجم حصة املؤسسة في السوق ، 46
وفقا للخصائص الوظيفية مثل نوع اإلدارة أو التخصص أو أساليب اإلنتاج أو اتجاهاتأو ً
السوق .و في هذا الصدد تشير دراسة قامت بها منظمة العمل الدولية عن املشروعات الصغيرة
بلدا أجريت عليها الدراسة ،باإلضافة إلى ً
مختلفا في ً 25 ً
تعريفا واملتوسطة بوجود أكثر من 25
تباين في التعريف بين املنظمات الدولية و اإلقليمية 47.و يرجع هذا االختالف الى عدة عوامل منها :
48
-0تباين مستويات النمو بين الدول :التقدم غير املتكافئ بين مختلف االقتصاديات.
-2تباين فروع النشاط االقتصادي :بين الصناعي و التجاري و الخدمي .
-0تباين الرؤى السياسية :رؤى واضعي االستراتيجيات و السياسات التنموية املتعلقة
بقطاع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة .
و -4تنوع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة :التنوع على أساس األسواق و املنتجات
الطبيعة القانونية لها .
-5تباين املؤسسات الصغيرة و املتوسطة من حيث الحجم و ميدان النشاط.
-6تعدد املعايير املعتمدة في تصنيف املؤسسات الصغيرة و املتوسطة.
46ميلود تومي ،مستلزمات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي
حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة و اقتصاديات شمال افريقيا
جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ،يومي 21و 22أفريل 0226ص . 225
47حسين عبد املطلب األسرج ،دور املشاريع الصغيرة و املتوسطة في مواجهة البطالة في الدول الخليجية ،ديسمبر ، 0223ص
، 6متوفر على الخط التالي ، https://mpra.ub.uni-muenchen.de/54413/1/MPRA_paper_54413.pdf :تاريخ الزيارة :
26:26 ، 0222 22/25
48أيوب مسيخ ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 12- 12-62
23
و يعرف البنك الدولى املؤسسات الصغيرة بأنها " التى يعمل بها حتى 50عامل و اجمالى
األصول و املبيعات حتى 3مليون دوالر ،بينما املؤسسات املتوسطة فيعمل بها حتى 300عامل و
اجمالى األصول و املبيعات حتى 10مليون دوالر " .بينما و وفقا ملصادر مؤتمر األمم املتحدة
للتنمية و التجارة ،يتم تعريف املشروعات الصغيرة بأنها " تلك التى يعمل بها من 20الى 222فرد
،و املتوسطة تلك التى يعمل بها من 101الى 500فرد ".أما منظمة العمل الدولية فتعرف
املشروعات الصغيرة بأنها املشروعات التي يعمل بها أقل من 10عمال و املشروعات املتوسطة التي
يعمل بها ما بين 10الى 99عامل ،وما يزيد عن 99يعد املشروعات كبيرة 49.
و هناك من يعرف هذا النوع من املؤسسات بأنها " تلك املؤسسات التي تمتاز بمحدودية رأس
املال و قلة العمال ،محدودية التكنولوجيا املستخدمة بساطة في التنظيم اإلداري و تعتمد على
تمويل ذاتي 50" .
24
أربعمائة ( )422مليون دينار جزائري إلى أربعة ( )4ماليير دينار جزائري ،أو مجموع حصيلتها
السنوية كا بين مائتي ( )022مليون دينار جزائري إلى مليار ( )2دينار جزائري .
في حين تعرف املادة 2منه املؤسسات الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين عشرة ( )22إلى
تسعة و أربعين ( ) 42شخصا ،و رقم أعمالها السنوي ال يتجاوز أربعمائة ( )422مليون دينار
جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز مائتي ( )022مليون دينار جزائري.
بينما املؤسسات الصغيرة جدا ( املصغرة ) فحسب املادة 22فهي تلك التي تشغل من شخص
واحد إلى تسعة أشخاص ( ، ) 22و رقم أعمالها السنوي أقل من أربعين ( )42مليون دينار
جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز عشرين ( )02مليون دينار جزائري 52.
أ -اإليجابية:
صغر حجم املتطلبات الرأسمالية ( ضآلة رأس املال كونها تعتمد على التمويل
الذاتي) .
تخصص حجم و نوع اإلنتاج غالبا .
انخفاض درجة املخاطر التي من املمكن أن تتعرض لها املؤسسة.
الحاجة إلى خدمات البنية األساسية بشكل محدود.
االعتماد على الخامات املحلية و اإلقليمية.
اعتمادها أكثر على العمالة بدال من حجم ا استثمارات.
املهل القصيرة إلعداد دراسات الجدوى و التأسيس .
تميزها بمرونة عالية تساعدها على البقاء و التكيف مع احتياجات السوق.
سرعة مردود رأس املال املستثمر .
ب -السلبية :
محدودية القدرات الذاتية للتوسع و التطور.
52القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة رقم ، 20-21املرجع نفسه ،ص 6
و 53مصطفى يوسف كافي ،اقتصاديات البيئة و العوملة ( ،ب -ط ) ،سوريا دمشق ،دار رسالن للطباعة و النشر
التوزيع ، 0223 ،ص ص 222- 222
25
محدودية إمكانية استعمال التكنولوجيا املتطورة.
عدم استفادتها من وفرات الحجم.
عدم دقة و توفر قواعد البيانات املتاحة لها و عليها.
تكون غالبا من الصناعات املغذية لصناعات أخرى.
توحيد امللكية و اإلدارة54.
و في سياق متصل تتميز املؤسسات الصغيرة و املتوسطة بأنها تحمل الطابع الشخص ي بشكل
كبير ،ألن املؤسسات الصغيرة و املتوسطة هي منشآت فردية أو عائلية أو شركات أشخاص التي ال
يصعب تأسيسها أو تعديل نشاطها أو حلها تبعا للحاجة .و من جهة أخرى يعتمد في إدارتها على
55 خبرة و مهارة املسير أو املجموعة املالكة.
-0تعريف املؤسسات الناشئة :تعرف املؤسسة الناشئة " "startupحسب القاموس
اإلنجليزي cambridgeعلى أنها " مشروع صغير بدأ للتو ،و كلمة " "startupتتكون من
يشير لفكرة النمو القوي 56 . جزأين" "Startو هو ما يشير إلى فكرة االنطالق و ""up
و بدأ استخدام املصطلح بعد الحرب العاملية الثانية مباشرة ،و ذلك مع بداية ظهور شركات رأس
مال املخاطر ) (capital-risqueليشيع استخدامه فيما بعد 57 .
بينما يعرف القاموس الفرنس ي " " la rousseاملؤسسات الناشئة على أنها " مؤسسات شابة
و نستنتج من خالل هذين التعريفين أن 58 مبتكرة ،السيما في قطاع التكنولوجيات الحديثة" .
بعض الباحثين يعتبر الشركات الناشئة هي فقط الحديثة منها و التي تنشط في قطاع
التكنولوجيا.
يركز على متغير
Paul Graham بينما نجد فريق آخر من الباحثين و من بينهم بول جراهام
النمو في تعريف املؤسسات الناشئة ،حيث يشير إلى أنها شركة مصممة لتنمو بسرعة أي أن
57شريفة بوالشعور ،دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة حالة الجزائر ، -مجلة البشائر
االقتصادية ،املجلد ، 4العدد ، 0222 ، 20ص .402
58 https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/start-up/74493
مؤسس " " Y Combinatorو رجل أعمال و أكاديمي في" سيليكون فالي" .
26
ً
تأسيس الشركة حديثا ال يجعل الشركة في حد ذاتها شركة ناشئة ،كما أنه ليس من الضروري
بالنسبة لشركة ناشئة أن تعمل على التكنولوجيا ،أو أن تأخذ مجازفة مالية معينة ،لكن الش يء
األساس ي الوحيد هو النمو ،و كل ش يء آخر مرتبط مع الشركات الناشئة يتبع هذا النمو .إذ ال
يهم عمر الشركة عند تصنيفها كشركة ناشئة سواء تم تأسيسها قبل بضعة أشهر أو قبل ثالث
ً
سنوات ،طاملا أن منحنى نمو الشركة ما زال عموديا .و حسب جراهام فإن النمو الجيد بالنسبة
باملائة59 . للمؤسسة الناشئة يكون بين 5و 7باملائة أسبوعيا ،و أحيانا بشكل استثنائي10
و حسب بعض الباحثين فإن تعريف املؤسسة الناشئة ال يتعلق ال بالعمر و ال بالنمو و ال
بقطاع النشاط و ال باملخاطرة و إنما بعنصري اإلبداع و االبتكار ،حيث يعرفونها بأنها مؤسسة
تسعى لتسويق و طرح منتج جديد أو خدمة مبتكرة تستهدف بها سوق كبير60".
و لذلك فهم يركزون على أهمية الرأسمال البشري فحسب ) (Éric RIESالشركة الناشئة هي
"تنظيم بشري مصمم الستحداث منتجات أو خدمات مبتكرة في ظل ظروف من عدم اليقين
القصوى 61".
و على صعيد آخر نجد من يستخدم مصطلح الشركات الناشئة لتحديد املؤسسات حديثة
النشأة ،التي تؤسس من قبل شخص واحد أو أكثر من رواد األعمال الذين يرغبون في تطوير
ً
عموما منتج واحد أو خدمة واحدة مبتكرة يعتقدون أن هناك ً
طلبا عليها .و تبدأ هذه الشركات
بتكاليف عالية و إيرادات محدودة ،و هذا هو سبب بحثها عن الرأس املال الكافي من مجموعة
متنوعة من املصادر مثل أصحاب رؤوس األموال لالنتقال إلى املرحلة التالية من األعمال .علما
أنه يتم تمويل معظم هذه الشركات في البداية من قبل مؤسسيها و قد يحاولون جذب االستثمار
62 الخارجي قبل أن يبدأوا في العمل.
و يعرف رائد األعمال الشهير املؤسسات الناشئة على أنها " منظمة مؤقتة تبحث عن نموذج
اقتصادي يسمح بالنمو ،مربح بشكل متكرر و يمكن قياسه ،إنها تختبر نماذج اقتصادية
مختلفة و تكتشف بيئتها و تتكيف معها تدريجيا ،أي أن الشركة الناشئة يجب أن تهمل على
59 http://www.paulgraham.com/growth.html
60شريفة بوالشعور ،مرجع سبق ذكره ،ص 402
61أمينة مزيان ،خديجة عماروش ،الشركات الناشئة في الجزائر ( بين و اقعها و متطلبات نجاحها ) ،الكتاب الجماعي حول "
املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،
كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ،ص . 34
62 Mitchell Grant , What Is a Startup? , September 15, 2021, https://www.investopedia.com/terms/s/startup.asp
27
نجاح مشروعها بشكل سريع و له تأثير على السوق الذي تود التواجد و العمل به بشكل فوري
63".
و حسب التشريع الجزائري فقد تضمنت أحكام املرسوم التنفيذي رقم 054-02املؤرخ في 25
سيتمبر 0202املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع مبتكر " و
التالية 64 : " حاضنة أعمال " تعريف املؤسسة الناشئة من خالل توفرها على الشروط
أن تكون املؤسسة خاضعة للقانون الجزائري.
أن ال يتجاوز عمر املؤسسة 8سنوات.
أن ال يتجاوز عدد عمال املؤسسة 250عامال.
عدم تجاوز رقم أعمال املؤسسة السنوي املبلغ الذي تحدده اللجنة الوطنية املختصة.
يجب أن يعتمد نموذج أعمال املؤسسة على منتجات أو خدمات أو نموذج أعمال أو أي
فكرة مبتكرة .
أن يكون رأسمال الشركة مملوكا بنسبة 52باملائة على األقل من قبل أشخاص طبيعيين
أو صناديق استثمار معتمدة أو من طرف مؤسسات أخرى حاصلة على عالمة " مؤسسة
ناشئة ".
يجب أن تكون إمكانيات نمو املؤسسة كبيرة بما فيه الكفاية.
لإلشارة تمنح عالمة " مؤسسة ناشئة " للمؤسسات الجزائرية من قبل اللجنة الوطنية املختصة
و بذات ملدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة حسب املادة 24من ذات القانون
الشروط.
الجدير بالذكر أن صفة ناشئة هو وضع مؤقت إما بسبب عدم تحقيق نموذج األعمال الناجح
و بالتالي فإن املؤسسة الناشئة تفشل أو تختفي ،أو بسبب أنها نجحت و تم امتصاصها أو
تحولها إلى مؤسسة كالسيكية أو تقليدية تقريبا .و التحول من شركة ناشئة إلى شركة كبيرة يعبر
"upperمستقبل املؤسسة الناشئة " 65." Startup عن اللحظة التي يقرر فيها " النمو
63علي بخيتي ،سليمة بوعوينة ،املؤسسات الناشئة الصغيرة و املتوسطة في الجزائر و اقع و تحديات ،مجلة دراسات و
أبحاث في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة زيان عاشور الجلفة الجزائر ،السنة الثانية عشر ،املجلد ، 20العدد ، 4
أكتوبر ، 2020ص . 536
64املرسوم التنفيذي رقم 054-02املؤرخ في 25سيتمبر 0202املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و "
مشروع مبتكر " و " حاضنة أعمال " ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 55الصادرة بتاريخ 02سبتمبر ، 0202ص .22
65شريفة بوالشعور ،مرجع سبق ذكره ،ص . 400
28
-4خصائص املؤسسات الناشئة :يمكن أن نميز املؤسسات الناشئة بخصائص
محددة نوجزها في النقاط التالية:
تمتاز بيئة العمل في املؤسسات الناشئة بوجود جو عام من التشجيع و الطاقة
اإليجابية للتحفيز و اإلبداع و االبتكار ،ألن هذه الشركات تعلم أن بدون هذه
الطاقة سوف تتحول بيئة العمل من الشكل الفعال النشيط إلى الشكل الروتيني
الذي يهتم باألجور و ساعات العمل .66أي بعبارة أخرى بيئة عمل املؤسسات
الناشئة تمنح الفرصة ملوظفيها بممارسة العصف الذهني الفردي أو الجماعي
لتضمن تميزها عن باقي املؤسسات .
التركيز على عنصري اإلبداع واالبتكار :هما أحد الركائز اإلستراتيجية
للشركات الناشئة التي تعمل على استقطاب الكفاءات اإلبداعية و نشر الثقافة
اإلبداعية في الشركة مع إعطاء مساحة و حرية لإلبداع و املخاطرة للجميع من
أجل إيجاد املنتجات الجديدة بسرعة كبيرة تعطيها ميزة األسبقية 67 .علما أن
عنصري اإلبداع و االبتكار ليس بالضرورة أن يكون في القطاع التكنولوجي بل
يمس جميع القطاعات التي تنشط فيها املؤسسات الناشئة و منها اإلعالمية.
صفة أخرى تنطبق على الشركات الناشئة و هي عنصر الجدة إذ ينظر إلى
الشركة الناشئة بأنها تسعى لحل مشكلة قديمة من خالل ايجاد حلول جديدة
لها ،أي يجب على شركة ناشئة أن تقدم طريقة جديدة لعمل ش يء ما في
العالم .68مع العلم أنه ال يوجد ضمان لنجاح حل هذه املشكلة .
أهمية رأس املال البشري و الفكري :و هذا الرتكاز الشركات الناشئة على
موارد تتعلق بامللكية الفكرية ،العالمة التجارية ،السمعة ،براءات االختراع
وكفاءة الفريق املؤسس 69 .
66محمد مداحي ،أسيا قاسيمي ،نصيرة محاجبية ،عصرنة الخدمة املصرفية مطلب الستدامة املؤسسات الناشئة في
الجزائر ،الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و
املتوسطة في التطوير املحلي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ،ص . 240
67أمينة مزيان ،خديجة عماروش ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
68مؤسسة مهارات ،مرجع سبق ذكره ،ص 22
69أمينة مزيان ،خديجة عماروش ،مرجع سبق ذكره ،ص 34
29
ارتفاع املخاطر لالستثمار في الشركات الناشئة :و هذا راجع إلى طبيعة
املنتجات التي تطرحها في السوق و التي تتميز باإلبداع و االبتكار ،كما أن
تكاليف اإلنتاج مرتفعة بشكل أساس ي في مرحلة البحث و التطوير و تنفيذ
االبتكارات الجديدة ،السيما لتلك الشركات الناشطة في القطاع التكنولوجي و
القائم على منتجات غير ملموسة ،حيث يمكن إعادة إنتاج و توزيع املنتج بشكل
ال متناهي و غير ملموس فعال (عبر االنترنيت مثال ) كالبرمجيات و التطبيقات
الهاتفية فهي منتجات ال تزول و ال تهتلك ( ككل املنتجات القائمة على
املعرفة)70.
يعتبر النمو السريع بشكل كبير هو إحدى سمات الشركات الناشئة و هذا النمو يمكن
أن يكون نموا داخليا ،من خالل توسيع الفرق و العمليات ،أو يمكن أن يعني نمو
السوق ،عن طريق زيادة عدد املستخدمين و العمالء73 .
تحقيق نمو متزايد و ارتفاع نسبة املخاطرة يؤدي إلى تحقيق إيرادات مرتفعة :
يصاحب ارتفاع املخاطر لالستثمار في الشركات الناشئة عوائد مرتفعة ( مداخيل
متزايدة) مقابل تكاليف متناقصة مما يعطي فرصة لتحقيق إيرادات مرتفعة .
30
الخصائص التمويلية :كما سبق و أن ذكرنا عادة انطالق نشاط املؤسسات الناشئة
يكون من خالل تمويل مؤسسيها أي تعتمد على أسلوب التمويل الذاتي لكن بهدف دعم
نمو املتسارع و الرتفاع تكاليف هذا النمو السيما فيما يتعلق باإلنفاق على البحث
والتطوير و تكاليف تنفيذ االبتكارات الجديدة ،تلجأ عادة هذه الشركات إلى التمويل
الجماعي و فتح رأسمالها للممولين الخارجيين السيما رأس مال املخاطرة 74.
https://www.capital.fr/entreprises-marches/au-fait-c-est-quoi-une-start-up-1063221
76علي بخيتي ،سليمة بوعوينة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 532- 531
31
املساهمة في تحقيق استراتيجية التنمية املحلية .
القدرة على ابتكار و تطوير منتجات جديدة.
الحماس و التحفيز العاليين نظرا مللكيتها الفردية .
سرعة اتخاذ القرارات لقلة التدرج الوظيفي و عدد العمال مما يساهم في سرعة انتقال
املعلومة و معالجة املشاكل املطروحة.
مرونتها و قدرتها على التأقلم مع املتغيرات التي تحدث في محيطها.
املساهمة في تحقيق سياسة إحالل الواردات حيث تمكن املؤسسات الناشئة من إنتاج
متطلبات السوق املحلي مما يساهم في إحالل الواردات و تنمية الصادرات و بالتالي توفير
النقد األجنبي .
نشر قيم الصناعة اإليجابية كإدارة الجودة واالبتكار وتقسيم العمل و امليزة التنافسية.
ب -نقاط الضعف:
محدودية و عدم القدرة على اختيار و صياغة استراتيجية العمل .
عدم قدرتها على تكوين شبكة فعالة للتوزيع بسبب قلة و ضعف امكانياتها .
صعوبة بلوغها املوارد التمويلية لعدة أسباب لعل أبرزها ضعف هيكلها التمويلي ،قلة
77 الضمانات ،غياب املاض ي املالي لتلك الحديثة منها.
و -5الفرق بين املؤسسة الناشئة ( املقاوالتية أو الريادية ) ( ) Start up
املؤسسة العادية :
بعد استعراضنا لخصائص كل من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة و املؤسسات الناشئة وجب
علينا أن نبرز أوجه الشبه و االختالف بينهما ،حيث قد يقوم شخصان بإنشاء مؤسسة مصغرة
أو متوسطة لكن األولى تصنف على أنها ناشئة ريادية أو مقاوالتية و األخرى عادية و ذلك تبعا
لعدة مؤشرات نوضحها في ما يلي :
أوجه االختالف :
أ -املؤسسة الناشئة هي مؤسسة ريادية ،غير نمطية ،تتميز باإلبداع و االبتكار ،من خالل
طرحها ملنتجات أو خدمات جديدة ،في حين املؤسسة الصغيرة أو املتوسطة هي مؤسسة
تقليدية نمطية تطرح منتجات عادية بما يتوافق مع السوق املحلية.
32
ب -ارتفاع نسبة املخاطرة في املؤسسات الناشئة املقاوالتية ألنها تأتي بالجديد .
ت -الربح غير مؤكد في املؤسسات الناشئة ،لكن قد تتحصل على معدالت عوائد مرتفعة في
حالة قبول املنتج في السوق .و بأرباح احتكارية ناتجة عن حقوق االبتكار قبل تقليدها .
ث -يمكن أن يكون هناك تشابه بين دورة مؤسسة كالسيكية تمر بمرحلة انطالق ،نمو ،ثم
نضج و بعدها تبدأ في التراجع ،بينما الشركات الناشئة تمر بسلسلة من التراجع
و التقدم الغير قابل للتنبؤ في املرحلة ما بين االنطالق و النمو ،و بمجرد ما تصل إلى
78. مرحلة النضج ستستمر في االرتفاع و النمو
أ -انشاء مؤسسة ناشئة مقاوالتية يتميز بالفردية أي مبادرة فردية ،مقارنة بإنشاء
املؤسسات الصغيرة و املتوسطة التي يمكن إنشاؤها مع مجموعة شركاء .بمعنى
املؤسسات املقاوالتية تحمل الطابع الشخص ي بشكل كبير .
ب -ضآلة رأس املال املؤسسة املقاوالتية الذي يكون عبر مصادر التمويل الذاتية للمقاول (
املستثمر املالك أو املخاطر ) .
ت -انشاء املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ال يحتاج بذل الكثير من الجهد في التخطيط فكل
ما تحتاجه هو دراسة للجدوى االقتصادية في حين انشاء مؤسسة ناشئة يحتاج ملزيد من
التخطيط و اعداد نموذج العمل التجاري قبل الوصول إلى مرحلة دراسة الجدوى بحكم
أنها ستطرح منتج أو خدمة مبتكرة .
ث -يبحث املقاول صاحب املؤسسة الناشئة عن نموذج عمل ناجح أما صاحب املؤسسة
التقليدية فيبحث عن النموذج الربحي.
ج -باعتبار أن الشركات الناشئة تعتمد على االبتكار في طرحها ملنتجاتها أو خدماتها و ترتفع
نسبة املخاطرة بها فهذا يجعلها تواجه صعوبات في حصولها على التمويل الخارجي
( خاصة من قبل البنوك ) لذلك على رائد األعمال بذل مجهودات أكبر لضمان السيولة
املالية و من ثم استمرارية مؤسسته في نشاطها ،في حين تقوم املؤسسات الصغيرة و
املتوسطة على خطة عمل واضحة و تسوق ملنتجات عادية كما ذكرنا سابقا و بالتالي فهي
تتمتع بفرص أكبر للحصول على التمويل الالزم .
ح -منتجات املؤسسات الناشئة تستهد سوق واسعة بينما منتجات املؤسسات الصغيرة
و املتوسطة فتوجه إلى سوق محلية ضيقة.
33
الجدير بالذكر أن املؤسسة الناشئة و املقاوالتية قد تصبح مؤسسة نمطية أي تقليدية إذا
قلدت منتجاتها بشكل واسع ،و بالتالي تخليها عن عنصري اإلبداع و االبتكار في سيرورة عملها و
في تطوير منتجاتها أو خدماتها .
في حين أن املؤسسات الصغيرة التقليدية هي املؤسسات التي تنشأ و تبقى على حالها بدون
تطور طوال حياتها ،ألن أصحابها يفتقدون املهارات ،الرؤية اإلستراتيجية و التسيير املقاوالتي
الضروري لنمو و تطور املؤسسة الصغيرة ،فليس كل من ينش ئ مؤسسة صغيرة هو مقاول ،أما
املقاول فهو من يقيم عمل صغير تم يحوله إلى عمل كبير من خالل التفكير االستراتيجي و اإلبداع
و االبتكار املستمر ،مما يجعلها مؤسسات مقاوالتية داعمة للتنمية 79.
و هو ذات الرأي ذهب إليه الباحث بودرامة الذي يرى أن أصحاب املؤسسات املصغرة يجب أن
يكونوا رياديين و يتمتعون بصفات طبيعية ريادية ليتمكنوا من جعل أعمالهم الصغيرة أعماال
كبيرة و ناجحة و ليس كل من يقيم عمال صغيرا هو ريادي ،فقد يقيم شخص ما عمال
صغيرا يبقيه على حاله بدون تغيرات لعشرة سنوات أو أكثر ،هذا الشخص يفتقد إلى املهارات
الريادية التي تعد اليوم ضرورية لتنشيط االقتصاد 80.
و من هنا تظهر العالقة بين املشروعات الصغيرة و األعمال الريادية فمعظم املشاريع الريادية
بدأت كمشروع صغير لكنه يحمل فكرة جديدة تصاحبها مخاطر عالية مرتبطة بعدم نجاح
الفكرة أو تقبل و استيعاب العمالء لها غير أن هذه الخطورة يصاحبها عائد مالي عالي ،إال أن
جميع املشروعات الصغيرة ليست ريادة أعمال باملعنى الدقيق للكلمة ،فاملشروعات الصغيرة هي
منشأة مملوكة فردية – في الغالب األعم – و لديها عدد قليل من املوظفين و تقدم منتجا أو
خدمة موجودة ،و ال يهدف صاحبها – غالبا – إلى النمو ،أما إذا كانت تلك املنشأة تنتج منتجا
مبتكرا و يهدف صاحبها إلى توسيع نطاقها ،من خالل إضافة موظفين و البحث عن مبيعات
دولية ،فهي بذلك عمل ريادي هذا بجانب تمويلها من خالل رأس املال املخاطر أو املغامر أو من
خالل استثمار املالك 81.
34
أ -كالهما عبارة عن انشاء مؤسسة بصفة قانونية .
ب -كالهما له نسبة مخاطرة و إن ارتفعت في املؤسسة الناشئة املقاوالتية .
ت -منشئوها يتوقعون ربح من وراء انشائهما و أن كان الربح هو من أولويات صاحب
املؤسسة الصغيرة أو املتوسطة مقارنة باملؤسسة الناشئة .
ث -كالهما يلعب دورا في التنمية االقتصادية ،و إن كانت بعض اقتصاديات الدول
أصبحت تعتمد بشكل كبير على النشاط املقاوالتي للمؤسسات الناشئة .
و و في مجمل القول ليست كل املؤسسات املصغرة و الصغيرة مؤسسات ريادية أو مقاوالتية
ليست كل املؤسسات الريادية مؤسسات مصغرة أو ناشئة و لكن تبدأ كل املؤسسات املقاوالتية
الريادية كمؤسسات ناشئة ( مصغرة ) أي تبدأ بمشروع صغير لكن مميز و جديد .
تكتس ي املؤسسات الناشئة و النشاط املقاوالتي أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول نوجزها في
النقاط التالية :
نشر املعرفة و التكنولوجيا :تسهم املقاوالتية أو ريادة األعمال حسب العالم ديفيد
أودريتش ( ) David Audretschاملساهمة األبرز في النمو االقتصادي عن طريق نشر
املعرفة التي ستبقى حبيسة لوال انتشارها تجاريا 82.كما يقوم املقاولون بنقل أدوات و
وسائل التكنولوجيا من الدول املتقدمة إلى الدول النامية ،أو القيام بابتكارات
تكنولوجية جديدة ،من أجل تحقيق التنمية االقتصادية املستدامة و خلق فرص
جديدة لهم و لغيرهم من األفراد في املجتمع تكون مطابقة الحتياجاتهم من حيث ابتكار
منتجات و خدمات جديدة ،مداخيل جديدة لألعمال ،مصادر توريد جديدة للمواد
الخام ،أساليب عمل جديدة و غيرها.83
82أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص . 22
83محمد قوجيل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 03-00
35
ترقية االبتكار : فحسب الباحث Schumpeterفإن أهمية املقاوالتية ال تتمثل فقط
في ترقية االبتكار بل هي تهدف إلى بناء تصور اقتصادي كلي ،فاالبتكار هو محرك
للتنمية االقتصادية الوطنية ،و قد أصبح يستعمل بشكل واسع كمؤشر ملعرفة الصحة
االقتصادية لدولة ما .و ذلك بفضل العملية التي أطلق عليها Schumpeterاسم "
التدمير الخالق " التي تتمثل في كسر املقاول حالة التوازن املسيطرة على النظام
االقتصادي ( الطلب و العرض على السلع في السوق ) ،من خالل ما يقدمه من ابتكارات
في النظام في صورة منتجات جديدة ،أو أساليب إنتاج جديدة أو أسواق جديدة .األمر
الذي يدفع غيرهم إلى تتبع خطاهم ،و يؤدي ارتفاع املستوى االقتصادي– الذي يحدث
نتيجة لهذه االبتكارات -إلى إحداث نقلة نوعية في النظام االقتصادي84.
ترقية روح املبادرة الفردية و الجماعية ،باستخدام أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية
لم تكن موجودة من قبل أو التخلي عنها ألي سبب من األسباب.85
تحقيق النمو و الرخاء االقتصادي املستديم ،باعتبارها نمطا جديدا لالقتصاد الدولي
الحديث ( رأسمالية ريادة األعمال أو االقتصاديات الناشئة ) ،و هو البديل لألنماط
الثالثة األخرى املسماة :رأسمالية الشركات الكبرى ،الرأسمالية املوجهة من الدولة ،و
رأسمالية القلة املسيطرة 86 .
و هكذا أصبح ينظر الى أهمية املقاوالتية في اقتصاديات الدول الصناعية املتقدمة و النامية على
حد سواء ،إذ تساهم املشاريع الريادية مساهمة فاعلة في تطور التنمية االقتصادية الشاملة ،
كما تعتبر النواة األولى في بناء منظمات األعمال الصغيرة و الكبيرة87.
و من جهته عندما يتولى رائد االعمال أو املقاول مهمة املبادرة لخلق مشروع جديد أو
سلعة جديدة أو طريقة تسويقية مبتكرة و من خالل سعيه نحو الربح لتحقيق درجة
عالية من الريعية ألفكاره الجديدة فإنه يحقق أهداف النمو االقتصادي املتمثلة في
االبتكار ليس ببساطة املنتج أو الخدمة املطورة ،إنه التجديد املرتبط بالنشر ،التوزيع...،أي أن تطوير هذا املنتج أو الخدمة
دون طرحها في السوق ال يمكن من مالحظة هذا اإلبداع .
84محمد قوجيل ،مرجع سبق ذكره ،ص 6
85محمد يعقوبي ،مكانة و و اقع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية ( عرض بعض التجارب ) ،ورقة بحثية
مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة و
اقتصاديات شمال افريقيا جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ،يومي 21و 22أفريل ، 0226ص 45
86أحمد بن عبدالرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 22
87فايز جمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،مرجع سبق ذكره ،ص 01
36
تحقيق تراكم رأس املال و تطبيق تقنيات جديدة و تحسين مستوى استغالل الطاقات
املتاحة و رفع الكفاءة اإلنتاجية و املساهمة في حل مشكلة البطالة 88.
يساهم املشروع املقاوالتي في تطوير وظائف جديدة و تقليل مستويات البطالة في
املجتمع ،باإلضافة إلى اطالق أنماط جديدة من السلع و املنتجات و كذلك الخدمات
مما يؤدي الى ظهور أسواق جديدة و يساهم في تقليل الفجوات املوجودة في اقتصاديات
البلدان 89.
أما على الصعيد الفردي فيؤمن املشروع الريادي الدخل الكافي و الرضا الشخص ي و
تحقيق الذات للمقاول و من جهة أخرى باعتبار أن النشاط املقاوالتي يمكن فئات
عديدة من املجتمع تمتلك األفكار االستثمارية الجيدة و ال تمتلك القدرة املالية
و اإلدارية من تحويل هذه األفكار إلى مشاريع واقعية90 .
كما يمكن تلخيص دور النشاط املقاوالتي و املؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية في
العناصر التالية 91:
-0رفع مستوى اإلنتاجية في جميع األعمال و األنشطة :و يتحقق ذلك من خالل
الكفاءة في استخدام املوارد من قبل املقاولين أنفسهم في املجتمع ،و خلق التوافقات
الجديدة من خالل القدرة على تحويل املوارد من مستوى أقل إنتاجية إلى مستوى أعلى.
-2خلق فرص عمل جديدة :يعمل املقاولون الذين ينتمون للقطاع الخاص في مجاالت
نشاط مختلفة صناعية ،تجارية و خدمية و غيرها و بأحجام مؤسسات كبيرة
و متوسطة وصغيرة في املجتمع الذي يعيشون فيه ،بحيث يتيحون الفرصة لتوظيف
آالف العاملين وخلق فرص عمل حقيقية لهم.
-0اإلسهام في تنويع اإلنتاج :نظرا لتباين و تعدد إبداعات املقاولين من خالل تنوع
نشاطاتهم من السلع أو املنتجات و الخدمات الكاملة إلى العناصر والخدمات أو املنتجات
الوسيطية و التي تؤدي إلى إضافة قيمة جديدة للمجتمع ،و قد يكون هذا اإلبداع في
التكنولوجيا أو في الصناعة أو في الخدمات ،أو في األنشطة والوظائف املختلفة في
37
املؤسسة مثل التسويق أو التوزيع أو الترويج أو التنظيم أو التسيير أو من خالل مدخل
جديد لألعمال ،أو طريقة جديدة في أداء العمل.
-4زيادة القدرة على املنافسة :و ذلك من خالل املعرفة الدقيقة الواعية للبيئة املحلية
والبيئة الخارجية و تطوير أساليب العمل من خاللها و التفاعل معها بإيجابية ،كما أن
املبادرات الحديثة في املقاوالتية ،إطالق مؤسسات جديدة أو إعادة بعث مؤسسات
قائمة ،تحفز اإلنتاجية ،كلها عوامل تنمي التنافسية من خالل أنها تجبر املؤسسات
األخرى على العمل بأحسن أداء و ابتكار رفع مستوى األداء و االبتكار في املؤسسات مهما
كان مستوى التنظيم ،العمليات ،املنتجات ،الخدمات أو األسواق ،و تدعم التنافسية
االقتصادية بشكل عام ،و هذا ما يستفيد منه املستهلكون من خالل تنوع الخيارات
واألسعار.
-5التجديد وإعادة الهيكلة في املشاريع االقتصادية و تنميتها و تطويرها :أي
إحداث تغييرات هامة في املؤسسات االقتصادية القائمة ،و إعادة تعريف املشاريع
االقتصادية القائمة ،ويشمل ذلك تحويل هذه املشاريع واملنظمات بجعلها أكثر ابتكارا
من خالل التغيير في مجال األداء و أنظمة املوارد و املصادر ،وأنظمة الحوافز واملكافآت
باإلضافة إلى ثقافة املنظمة ،و إعادة صياغة اإلجراءات واملعايير املؤسسية فيها .
-6إيجاد أسواق جديدة :و يتحقق ذلك من خالل إجراء توافقات جديدة في املوارد
و الكفاءة في استخدامها لدى املقاول ،و استغالل الفرص في السوق من أجل إيجاد
عمالء جدد وخلق طلب و عرض جديدين على املنتج في السوق92 .
على العموم تبرز أهمية املقاولتية في النشاط االقتصادي في عدة نقاط تتمثل في 93: و
تمثل إحدى دعائم التنمية األساسية لالقتصاد .
تلعب دور فعال في التطور و النمو و تحقيق األهداف االنمائية األساسية .
مساهمتها في التشغيل بخلق مناصب العمل و التقليل من نسبة البطالة .
تحقيق التنمية املحلية املستدامة من خالل تنشيط الحركة التجارية و املحفزة على
املوارد املتاحة .
38
تستقطب املستثمرين الخواص لالستثمار .
مساهمتها في اإليرادات الجبائية من خالل العوائد التي تحصل عليها الجماعات املحلية و
التي تتمثل في الرسوم و الضرائب .
تغيرت الترجمة العربية ملصطلح ( (Entrepreneurثالثة مرات منذ استعمالها عند العرب ،فقد كانت"منظم" ،ثم" مقاول" ،ثم
أصبحت في التسعينات" ريادي" ،و بما أن تغير الترجمة يساعد في فهم معنى املقاوالتية ،نعطي فيما يلي أسباب هذا التغير :قام
39
هو الشخص الذي يباشر أو يشرع في انشاء عمل تجاري و ظهر مفهوم الريادي في كتابات
االقتصادي االيرلندي ريتشارد كانتيلون ( ) Richard Cantillonو عبر عنه بنوع من الشخصية
على استعداد لتأسيس مشروع جديد أو مؤسسة ،و تقبل املسؤولية الكاملة عن النتائج غير
املدركة .و من جهته يعرف العالم االقتصادي شومبيتر ( ) Schumpeterبأنه " ذلك الشخص
و القدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح 94". الذي لديه اإلرادة
و يصف الباحث فريدريك هاربسون ( ) Fredrik Harbisonالريادي بأنه الشخص الذي يملك
مهارة البناء املؤسس ي بجانب مهارات إدارية و إبداعية في بناء التنظيم أو إدارة املؤسسة .ويقول
ماكليالند ( ) mcclellandأن الريادي هو اإلنسان غير التقليدي و الذي يتوج أعماله بطريقة
مميزة مبتكرة و األهم من ذلك أنه قادر على اتخاذ القرار في ظروف غامضة ترتفع فيها نسبة
املخاطرة و الريادي ذو سلوك اقتصادي و لديه واقعية قوية لبلوغ الهدف ،إنه اإلنسان ذو اآلراء
املميزة ،و صاحب الخيال الواسع .و في كتابه The Entrepreneurial Mindوصف Jeffry A.
Timmonsالرياديين على أنهم الذين يميلون إلى التطور و الذين يمتلكون كال من صفة اإلبداع
واملهارات اإلدارية و البراعة في األعمال95 .
و رائد األعمال عند البعض هو الذي يكسر حالة التوازن املسيطرة على النظام االقتصادي
( توازن بين العرض و الطلب ) و ذلك من خالل ما يقدمه من ابتكارات جديدة ،و أساليب انتاج
( ) schumpeter حديثة ،و أسواق ناشئة ،و قد عبر عنها العالم جوزيف شومبيتر
باملصطلح الشهير " التدمير الخالق " ( ، ) creative destructionحيث يتمكن رواد األعمال من
علماء اإلدارة األوائل بترجمة املصطلح إلى"منظم" ،لكونهم ركزوا على مهارته في التنظيم ،وفي إنشاء مؤسسة ،في السبعينيات -من
القرن املاض ي ،-وبعد تدفق النفط وتصاعد نشاطات إقامة املشاريع الكبرى ،غير العلماء الترجمة إلى"مقاول" ،والسبب هو أن
فئة املقاولين كانت هي الفئة التي أظهرت على استعدادات خاصة ؛ فقد يقرر شاب مهندس حديث التخرج ( أو شاب محدود
التعليم) ،بأنه لن يعمل كموظف لدى اآلخرين بل لحسابه الخاص ،فقد يبدأ املهندس بالحصول على مقاولة بناء ،كما قد يبدأ
الشاب محدود التعليم بالحصول على مقاولة لتجهيز مواد البناء ،وبعد صفقة أو صفقتين يقرر كل منهما تأسيس شركة مقاوالت
أو شركة تجهيز مواد البناء ،وينجحون في توفير مقومات البقاء لها ،أي أنها تبقى حتى إذا قرر أي منهم تركها ،فأشخاص كهؤالء
ينجحون في إقامة هذه الشركات ألنهم يتمتعون بمجموعة من املؤهالت ،منها أنهم يملكون قدرات إبداعية ونزعة لالستقاللية كما
يملكون االستعداد للمخاطرة املحسوبة ،ولهم أيضا اهتمامات تجارية ومهارات في إقامة منظمة ناجحة .منذ التسعينات -من
القرن املاض ي -أدرك العلماء أن هذه االستعدادات غير محصورة في املقاولين فقط إنما هم جزء من عالم أشمل ،فقد نجح
الكثير من الشباب والشابات الذي أقاموا شركات لتقديم خدمات حاسوب أو تجارة الهواتف النقالة وخدمات اإلنترنيت ،أو
متاجر مالبس أو أغذية...و غيرها ،أقاموا شركات صغيرة ،حولوها خالل مدة قصيرة إلى شركات كبيرة ،وأحيانا عمالقة ،لذلك
تم تغيير الترجمة مرة أخرى إلى" ريادي ".املرجع محمد قوجيل ،ص 24
94أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 04
95مؤسسة مهارات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 22- 22
40
كسر القيود و الحواجز و الجمود و الركود السائد في األنظمة االقتصادية بما يطرحونه من
ابتكارات و أساليب نظم جديدة ،فيتبعهم اآلخرون ،فتحدث النقلة االقتصادية اإليجابية 96.
املقاول حسب الباحثين " " Sayو " " Cantillonهو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله
و الخاصة ،و يعتبر Cantillonعدم اليقين عنصرا أساسيا في تعريفه للمقاول ،حيث يعرفه
بغض النظر عن نشاطه ،بأنه " الشخص الذي يشتري ( أو يستأجر) بسعر أكيد ليبيع ( أو ينتج)
بسعر غير أكيد 97" .اتاكد من الترجمة
و و بالتالي فإن املقاول هو شخص يتحمل وحده األخطار املرتبطة بشروط السوق ،
بتقلبات األسعار و بالظروف الطبيعية ،ألنه ال يمكنه التأكد من نجاح نشاطه الذي أسسه
بأمواله الخاصة ،فهو يقوم بشراء املوارد الضرورية لإلنتاج و املواد األولية بسعر محدد ،ليقوم
بتحويلها أو بيعها ،و في املقابل ال يملك ضمانات ملا سيجنيه ،و ال يمكنه التأكد من املداخيل
التي سيحصل عليها من وراء ذلك ،و ال من قدرة مشروعه على تغطية التكاليف و تحقيق األرباح
ي من وراء نشاطه98 . و التي هي الدافع األساس
و حسب الباحث Joseph Schumpeterفإن املقاول قبل كل ش يء شخص مبدع يقوم
باستخدام املوارد املتاحة بطريقة مختلفة ،كما يعتمد على االختراعات و التقنيات املبتكرة من
أجل الوصول لتوليفات إنتاجية جديدة تتمثل في 99:
96أحمد بن عبدالرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص 21
97 Brahim Allali, Vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche L’ISCAE, n 17, Maroc, p3. Voir le lien :
http://www.abhatoo.net.ma/maalama-textuelle/developpement-economique-et-social/developpement-
economique/reperes-du-developpement-economique/reperes-du-developpement-economique-
generalites/vers-une-theorie-de-l-entrepreneuriat , visité le 02/08/2018 , 11:42 .
98محمد علي الجودي ،نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي ( دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة )،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة محمد خيضر
بسكرة ، 0225-0224 ،ص 4
هو أب مجال املقاوالتية و صاحب كتاب "نظرية التطور االقتصادي " "، "Théorie de l'évolution économique
عالم اقتصاد وسياسة نمساوي ،يعد من أهم االقتصاديين في القرن العشرين ،له مساهمات عديدة في مجال االقتصاد
الرأسمالي ،و االشتراكي ،و الديموقراطية ،و هو يعتبر أول عالم قام بتطوير نظرية املقاوالتية .
99محمد علي الجودي ،مرجع سبق ذكره ،ص 6
41
اكتشاف مصادر جديدة للمواد األولية أو املواد نصف املصنعة.
إنشاء تنظيمات جديدة.
و تعريفنا اإلجرائي للمقاول ال يختلف عن هذه التعريفات االصطالحية للباحثين فهو في األساس
الشخص املبدع و املبتكر و املنظم و املخاطر و املغير الذي يحدث فرق في البيئة الداخلية و
الخارجية التي يمارسه فيها نشاطه املقاوالتي ،فهو شخص ركز صفاته و مهاراته و قدراته كلها
لتحويل األفكار إلى واقع ملموس ،مشروع حقيقي يدر عليه األموال .
الفرق بين ريادي األعمال و رجل األعمال و مدير األعمال و قائد .II
األعمال :
و بالتالي فإن ريادي األعمال يملك الفكرة االبداعية التي تعتبر رأس ماله و دائما يجد صعوبة في
التمويل إلخراج هذه الفكرة إلى النور ،و رجل األعمال هو املستثمر ،املمول ،الرأسمالي الذي
يملك األموال الالزمة ليحول فكرة الريادي إلى حقيقة ،منتج ملموس أو خدمة.
و من جهة أخرى قد نجد البعض من رجاالت األعمال ال يمولون رواد األعمال و يفضلون
االستثمار في مجال معروف ( نشاط اقتصادي تقليدي ) كونهم يبحثون عن الربح بالدرجة األولى ،
بينما رواد األعمال فهم يستثمرون في مجال جديد و يعملون دائما على احداث التغييرات على
منتجاتهم و خدماتهم املبتكرة ،فهم يبحثون عن الريادة و التميز و التفوق قبل الربح .
و في حالة تطور نشاط املقاول أو الريادي و تحقيقه ألرباح و استقراره في السوق فيصبح ذلك
الريادي في ذات الوقت رجل األعمال شريطة أن يلتزم بتبني عنصري اإلبداع و االبتكار في عمله و
إال تسقط منه صفة الريادي و يتحول إلى رجل أعمال عادي.
42
أما املقاول املدير أو املدير الريادي ( مدير األعمال ) فهو الذي يجمع بين اإلبداع و اإلدارة من
خالل إدارة مؤسسة لحسابه الخاص و الذي يضع مختلف عوامل االنتاج ( األعوان الطبيعيين،
رأس املال ،العمل )...بهدف بيع منتجات سلعية أو خدمات ريادية .و يمكن للمدير الريادي أن
يدير مؤسسة شخص آخر لكن بطريقة ريادية عبر تبنيه لنمط االبداع و االبتكار في عملية ادارته
لتلك املؤسسة .و من جهة أخرى يمكن أن يصبح املدير العادي الذي يمتلك مهارات إدارية أكثر
من إبداعية مدير ريادي في حالة استقالته من عمله الوظيفي و انشائه مؤسسته الريادية
و اإلبداعية ( الخاصة و إدارتها بنفسه و بالتالي سيجمع بين مهاراته اإلدارية السابقة
الخصائص الريادية ) التي فجرها عندما سمحت له الفرصة .
الجدير بالذكر أن بعض الباحثين يميزون بين املقاول و املدير من حيث أن الدافع الرئيس ي
لرائد األعمال هو بدء مشروعه الخاص إلشباعه الشخص ي و بالتالي هو صاحب العمل املبتكر و
املميز ،بينما دافع املدير الرئيس ي هو تقديم الخدمات في مؤسسة تم تعيينها بالفعل من قبل
شخص آخر و من ثمة فهو مجرد خادم يدفع له راتب محدد و ثابت مقابل خدمته أو مرتبته
كمدير ،كما أن املقاول معروف عنه بتحمل املخاطرة ،في حين املدير ال يتحمل أي مخاطر
تنطوي عليها املؤسسة التي يديرها ،فهو يقوم بتنفيذ الخطط التي أعدها مسبقا 101.
و باملقابل نجد مفهوم القائد الذي يتداخل بشكل كبير مع رائد األعمال ،فهناك قادة
رياديون و رواد أعمال قادة و ذلك من حيث صفات االثنين املشتركة بينهما و هي :التحفيز ،
االهتمام بالربح ،فرق العمل ،التشجيع ،اإلدراك الفردي ،اإلنجاز و التركيز .و على الرغم من
النقاط املشتركة بين رائد األعمال و القائد إال أن األول هو أكثر من مجرد قائد ،إذ هو املبدع
املبتكر املدير املسوق املراقب املالي القائم بالعالقات و غيرها من األدوار املتعبة و الشاقة في
الوقت نفسه 102.و بناء على ما تقدم يمكن القول بأن املقاول يمكن أن يجمع بين صفات األعمال
و اإلدارة و القيادة و بالتالي يصبح ريادي األعمال في ذات الوقت رجل األعمال و مدير األعمال
قائد األعمال .
الجدول رقم : 0الفرق بين رائد األعمال ) املقاول ( و املديرو القائد :
101حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 23
102حكمت رشيد سلطان ،املرجع السابق ،ص 25
43
املصدر :حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره،ص 26
.IIIأنواع املقاولون :
أ -املقاول املبدع :هو الذي يتولى مهمة املبادرة لخلق مشروع جديد أو سلعة جديدة أو
طريقة تسويقية مبتكرة ،الذي يملك أفكار إبداعية ،هو املبدع اإلنتاجي ،الريادي
املبدع هو الذي يكون مستعد دائما إلى تبني التغيير ،املالك ملهارة التفكير خارج املـألوف ،
الذي ال يشعر بالرضا على الطرق التقليدية للعمل و اإلنتاج و التسويق .
ب -املقاول املخاطر :هو الريادي الذي يخاطر برأسماله الصغير و يتمسك بفكرته
اإلبداعية ليحولها الى مشروع حقيقي ،و هو في ذات الوقت املقاول املستثمر باعتبار أنه
في البداية مول نفسه بنفسه من خالل استثمار رأس مال صغير .
ت -املقاول املدير :هو الذي يدير مؤسسته الناشئة بتوظيف جميع مهاراته في ذلك منها :
مهاراته االتصالية ،اإلدارية ،مهارة إدارة الوقت ...الخ ،و هو في ذات الوقت املقاول
القائد الذي يقود أفراد فريقه الخاص و يؤثر فيهم و يقوم بتحفيزهم و توجيههم .
ث -املقاول الحرفي :هو ذلك الشخص الذي ينشط في مجال الحرف و الصناعات اليدوية
مثل :الخزف ،التطريز ،الكروشيه ،النقش ،صناعة الصابون ...الخ ،و قد يكون ورث
حرفة ما عن عائلته و بقي متمسكا بها و في ذات الوقت يدخل عليها تعديالت و أفكار
إبداعية لتطويرها .
خصائص املقاول : .IV
44
يأتي عمل رواد األعمال في صميم عمليات اإلبداع و تطوير السلع و الخدمات ،فهم أولئك األفراد
الذين يتمعنون في اإلمكانيات و يعملون على توظيفها ،و هم يأخذون على عاتقهم مسؤولية حشد
املوارد املطلوبة إلنتاج السلع و الخدمات الجديدة ،و هم أولئك األفراد الذين يقرون أو يدركون
بوجود اإلمكانات التي ال يراها اآلخرون سوى نوع من الفوض ى ،و هم الذين يبحثون عن التطور ،
إذ ال يرغبون أن يكونوا كما هم و يبقون في نفس اإلطار و الحجم ،فهم يعملون على توسيع
أعمالهم و العمل على مواكبة التطور و يقومون بمواصلة البحث عن التوجهات و العمل
103 . باستمرار على اإلبداع إلنتاج السلع و الخدمات الجديدة
و يصف الباحثون الريادي ( املقاول ) بأنه شخصية تجمع بين االبتكار و االستعداد للمخاطرة
و املثابرة في ،و استشعار الفرص ،و تحديد و تعبئة املوارد املحتملة ،و االهتمام بالتميز ،
و يستغله تحقيق الهدف ،كما أنه الشخص الذي يبحث دائما عن التغيير و يستجيب له
كفرصة و في ذات الوقت يحاول مضاعفة أرباحه لكن عن طريق االبتكار و حل املشكالت
السوقية 104.
و الريادي هو فرد يتمتع بخصائص متفردة و متميزة في مجال استشراف الفرص و تبني
املخاطرة و إقامة األعمال و اإلبداع في إدارتها و الشغف في قيادتها ،بشكل يمكنه من نقل تلك
األعمال من صغيرة و محدودة و غير معروفة إلى كبيرة و ناجحة خالل مدة قصيرة مقارنة باآلخرين
بشكل يلفت االنتباه إليه و يولد الشهرة له شخصيا و ملشروعه الحالي و مشروعاته املستقبلية
105.من خالل ما تقدم يمكن استعراض فيما يلي أهم صفات و خصائص املقاول التي يجب
التحلي بها ،حيث من يريد أن يكون مقاوال ال بد أن تتوفر فيه العديد من الخصائص الشخصية
و السلوكية التي تميزه عن غيره من األفراد :
أ -روح املبادرة :و يقصد بها أن يبادر قبل غيره في اكتشاف و ادراك الفرص و ابتكار منتج
أو خدمة جديدة و يعمل على توسيع أعماله .
103حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 13- 10
104حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،املرجع السابق ،ص 13
105احمد علي صالح ،إدارة رأس املال البشري :مطارحات استراتيجية في تنشيط اإلستثمار و مواجهة اإلنهيار ،عمان األردن
،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ، 0202 ،ص 260
تم التمييز بين أكثر من 42سمة أو صفة لها عالقة بالرياديين أو املقاولين .
** املخاطرة غير املقامرة ،فاألولى تقوم على العمل الشاق و انتهاز الفرص السانحة ،بينما الثانية فهي مجرد حظ و مصادفة.
45
ب -اإلبداع و االبتكار :بما أن املشروع الريادي أو املقاوالتي يركز على عنصري اإلبداع و
االبتكار فإن املقاول بذلك يكون لديه تفضيل للنشاط اإلبداعي و الذي يتجلى من خالل
مجموعة مبتكرة من املوارد لتحقيق الثروة املالية أو االقتصادية أو االجتماعية ،فالرواد
مبدعون في الحصول على املوارد و التغلب على العقبات و تنفيذ األفكار 106.و عليه يجب
أن تكون للمقاول رؤية مدعومة بالعديد من األفكار القوية املحددة الفريدة أي جديدة في
السوق .حيث يعتبر االبتكار و الريادة جزء ال يتجزأ من روح املبادرة 107.
ت -االستعداد و امليل نحو املخاطرة :باعتبار أن الرياديين هم الناس الذين تستند
أعمالهم و مشاريعهم على إبداع منتج جديد أو خدمة جديدة ،فبالتالي هم من
األشخاص اللذين لديهم الشجاعة و املخاطرة ليبدءوا عمال جديدا أو فريدا ،و كلما
زادت درجة الرغبة في النجاح يزداد امليل و االستعداد نحو املخاطرة .
ث -الرغبة في النجاح :إن النجاح في املجال املقاوالتي ليس سهال و ليس مستحيال ،و
إنما يتوقف األمر عند إرادة املقاول و رغبته الشديدة و مثابرته في تحقيق أهدافه
خاصة إذا ما علمنا بالصعوبات و العراقيل التي قد يواجهها املقاول في مختلف مراحل
تنفيذ مشروعه و تطويره .
ج -الثقة في النفس :و التي تعني شعور املقاول بالتفوق و التفاؤل و بأنه يمكن أن يقابل
التحديات و يجعل من أعماله أعماال ناجحة ،و إحساسا بدرجة أعلى بأنواع املشاكل
املختلفة و في ذات الوقت القدرة على ترتيبها و تصنيفها و التعامل معها بطريقة أفضل
من اآلخرين .
ح -تقبل الفشل :يشكل الفشل جزءا من النجاح و بالنسبة للمقاول الفشل و الخطأ هو
جزء من ضريبة العمل الحر و اإلرادة املستقلة ،و لذلك فهو ال يخاف من الفشل
و ارتكاب األخطاء ،و إن حصل الخطأ فال يكون مضطرا إلخفائه ،و بدال من ذلك
سيعمل على اإلبداع و التطوير و إضافة قيم و خدمات جديدة للمجتمع 108.
106حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 20
107غسان الطالب ،راكز الزعاير ،االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ،عمان األردن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،
، 0222ص 220
108فايز جمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 33-30
46
و في ذات السياق نذكر سمات شخصية و سلوكية أخرى يتحلى بها الشخص الرائد كالقدرة على
التحكم الذاتي في تحديد مصيره و إدارة نفسه و مرونة التفكير ،االستقاللية ،تحمل املسؤولية ،
رؤية شاملة واضحة لكيفية تحقيق الهدف و ان لم تكتمل التفاصيل فيتسم باملرانة و قابلة
و التطوير ،مع وضع استراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس و تنفيذها باإلصرار
القدرة على حل املشاكل و احتواء الوقت إدارته ،الطاقة و الحركية ،النقد التصميم109.
109غسان الطالب ،راكز الزعاير ،االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ،عمان األردن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،
ص 220
47
تعريف املر افقة املقاوالتية و اإلرفاق :تعرف املرافقة بأنها " محاولة لتجنيد .I
الهياكل و االتصاالت و الوقت من أجل مواجهة املشاكل املتعددة التي تواجه املؤسسة ،
و محاولة تكييفها مع ثقافة و شخصية املقاول ".و هي أيضا " مجموع الخدمات املقدمة
للمقاول من طرف هيئة املرافقة ،هذه الخدمات تشمل مجاالت عدة :املادية ،
االستشارية ،التكوينية ...الخ 110".
و ينظر إلى املرافقة على أنها أسلوب لتفعيل األجهزة و الهياكل من أجل استقبال منش ئ
املؤسسات و تقديم النصائح و االقتراحات لهم و توجيههم حول طريقة انشاء و تنظيم مشروعهم
،باإلضافة إلى تقديم خدمات تتناسب و شخصية و قدرات كل فرد كهيكلة املشروع قبل تقديمه
ملجلس املوافقة و كفالته ،وصوال الى تكوينهم و متابعتهم محاسبيا ،ماليا و اداريا حتى تمكن
أصحابها من تخفيف العقبات التي تعترضهم و التقليل من الصعوبات التي تواجههم 111".
و تعرف املرافقة على أنها " إجراء منظم في شكل مواعيد متتابعة ،تهدف الى دعم منش ئ
املؤسسات في الفهم و التحكم في إجراءات االنشاء ،و كذلك التحكم في املشروع و القرارات
املرتبطة به " .و توصف املرافقة " بأنها عملية ديناميكية لتنمية و تطوير مشروعات األعمال
خاصة مشروعات أو منشآت األعمال الصغيرة التي تمر بمرحلة التأسيس أو االنشاء و بداية
النشاط حتى تتمكن من البقاء و النمو بصفة خاصة في مرحلة بداية النشاط ( start –up-
) periodو ذلك من خالل العديد من املساعدات املالية و الفنية و غيرها من التسهيالت األخرى
الالزمة أو املساعدة 112" .
أما اإلرفاق أو اإلفراق ( ) Essaimage / Swarmingفيعتبر أحد األنماط الجديدة التي بدأت
تأخذ مكانها في مجال مرافقة املؤسسات الناشئة ،و يتمثل االرفاق في قيام مؤسسة ما
( ) l’entreprise essaimanteبدفع عمالها إلى إنشاء مؤسساتهم الخاصة ،و منحهم مساعدات
110نادية دباح ،دراسة و اقع املقاوالتية في الجزائر و آفاقها ( ، )2330-2333رسالة ماجستير في ادارة االعمال ،قسم علوم
التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر ، 0220-0222 ، 23ص 60
111سماح طلحي ،دور أجهزة املر افقة في دعم إنشاء و تطوير املؤسسات الصغيرة في الجزائر ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة
أم البواقي ،العدد الخامس ،جوان ، 0226ص 022
112أمال بعيط ،برامج املر افقة املقاوالتية في الجزائر – و اقع و آفاق – دراسة حالة Ansej, Angem, Cnacلوالية باتنة و
محضنة سيدي عبد هللا لوالية الجزائر العاصمة ،رسالة دكتوراه ( ل .م.د ) في تسيير املنظمات ،قسم علوم التسيير ،كلية
العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة باتنة ، 0221-0226 ، 2ص ص 02- 02
48
مالية و دعم إمدادي ،مع الحق في العودة إلى الوظيفة في املؤسسة األمة في حالة فضل
مؤسساتهم الجديدة 113 .
و ينظر الباحثون ( ) anglo-saxonnesإلى اإلرفاق بأنه " مبادرة فردية ملوظف ( عامل ) يريد
و يعرف أن ينشأ مؤسسته الخاصة في ظل غياب سياسة صريحة من قبل املؤسسة األم ".
كذلك بأنه " انشاء مؤسسة من قبل شخص أو فريق ترك مؤسسته األم التي كان يعمل فيها ،مع
وجود ارتباط أو تأثير بين هاتين املؤسستين ( األم و الناشئة ) .و من جهة أخر يمثل اإلرفاق انشاء
مؤسسة جديدة لها شخصيتها القانونية و استقالليتها املالية عن املؤسسة األم ،و يمكن لهذه
املؤسسة الناشئة أن تنشط في مجال جديد أو في ذات مجال املؤسسة التي كان يشتغل فيها
املوظف سابقا ( جزء من النشاط أو كله ) .كما يمكن أن تكون العالقة بين املؤسستين مبنية
ي أو مكمل لبعضهما البعض ،أو ال يوجد عالقة بينهما114. على أساس تنافس
و يعرف مفهوم اإلرفاق الذي ظهر في ستينيات القرن املاض ي بمراكز البحث املتواجدة على
بكاليفورنيا بأنه " ذلك النشاط الديناميكي الذي ) Silicon Valley مستوى سيليكون فالي (
يدفع بالعمال إلقامة مشاريع في شكل إنشاء مؤسسات جديدة ،أو إعادة بعث نشاط مؤسسة
و هي115 : قديمة " ،و من خالل هذا التعريف يمكن أن نفرق بين ثالثة أنماط من اإلفراق
إنشاء العمال أنشطة جديدة داخل املؤسسة .
إنشاء العمال مؤس سات جديدة خارج إطار املؤسسة األم ،و لكن تبقى أنشطتها تابعة
لحركية املؤسسة األم و التي يمكن أن تكون في شكل مساهمات .
اإلفراق الحقيقي و يتمثل في القيام بإنشاء مؤسسة جديدة أو استعادة نشاط مؤسسة
قديمة مهما كان قطاع النشاط .
و في ذات السياق كان قد أشار كل من الباحثين حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين
عثمان إلى مصطلح " ريادة األعمال للموظفين " ( ) Employee Entreneurshipأو " ريادة األعمال
الداخلية " أو " ريادة األعمال البينية " و الذي يقصد به أن صاحب املشروع يقوم بأنشطة يمكن
113عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسة الصغيرة ،مجلة االقتصاد و املجتمع ،املجلد 4
،العدد ، 4ص . 6
114 Pascale BRENET, STRATEGIE D’ESSAIMAGE DES GRANDES ENTREPRISES ET CREATION DE PME, 5°
Congrès International Francophone sur la PME , Association Internationale de Recherche en PME , 25, 26 et 27
octobre 2000 à Lille , p 4 , voir le lien : https://airepme.org/images/File/2000/46.pdf
115 Danielle Luc, Louis Jacques Filion, Paul-Arthur Fortin, Guide d’essaimage d’entreprises L’essaimage -Voie
49
أن يقوم بها املوظفون أو العمال املؤجرون دون تقليل إنتاجية العمل اإلجمالية .أي بمعنى أن
ريادة األعمال ليست مسؤولية حصرية لرائد األعمال ،و لكن يمكن أن يقوم بها املوظف أيضا
الذي قد يقترح على اإلدارة أو املؤسسة التي يشتغل بها العديد من اإلبتكارات من أجل تحسين
املنتجات أو الخدمات 116.
و عليه نستنتج أن املرافقة املقاوالتية تكون من خارج البيئة التي يعمل بها املقاول ،في حين
اإلرفاق يكون من داخل بيئته أي وفق السياسة الداخلية للمؤسسة التي يعمل بها بهدف تطويرها
و تشجيع العاملين بها على االبداع االنتاجي و ممارسة العصف الذهني و االنفتاح أكثر على العالم
الخارجي .
و في إطار تشجيع النشاط املقاوالتي و تجسيد املشاريع من قبل املوظفين بكل استقاللية
قررت الحكومة الجزائرية إدراج تعديل على القانون املتعلق بعالقات العمل من خالل صياغة
مشروع تمهيدي لقانون جديد يتمم األول ،و الذي يكرس حق جديد لصالح العمال األجراء ،
حيث سيتيح لهم مستقبال االستفادة من عطلة استثنائية غير مدفوعة األجر مرة واحدة فقط
ضمن مسارهم املنهي ألجل إنشاء مؤسستهم الخاصة ،كما يضمن لهؤالء العمال العودة إلى
مناصب عملهم في حالة عدم إمكانية تجسيد مشروع إنشاء املؤسسة ،إدماج مباشر ،و دون أي
عراقيل إدارية أو قضائية 117 .يذكر أن هذا املشروع التمهيدي يتمم القانون رقم 22ـ 22الـمؤرخ
في 2222/24/02و الـمتعلق بعالقات العمل مازال تحت الدراسة من قبل مجلس الوزراء و
الجهات املختصة منذ أن أعلن عنه شهر جانفي . 0202
أنماط و أشكال املر افقة :یمكن أن تأخذ املرافقة أنماط متعددة حسب مصدرها ، .II
طبیعتها ،مستوى تدخلها ،و القطاع الذي تهتم به ،و فيما يلي أهم أشكالها و أنواعها:
( أ -حسب مصدراملر افقة :عمومية ( الدولة و الهيئات املحلية ) ،خاصة
مرافقون خواص من بنوك و مؤسسات و مكاتب الخبراء ) ،أجنبية ( منظمات دولية
حكومية و غير حكومية ،املرافقون األجانب ).
116حكمت رشيد سلطان و محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 63
117سميرة بلعمري ،تمنح لهم مرة واحدة قصد تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة عام عطلة استثنائية للموظفين
لدخول املقاوالتية ،الشروق اونالين ،نشر بتاريخ 21فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي :
/https://www.echoroukonline.com
50
ب -حسب قطاع النشاط املتدخل فيه :الزراعي ،الصناعي ،النقل ،التجاري ،
الخدماتي 118 ...
و ت -حسب طبيعة املر افقة :مرافقة ادارية ( التسهيالت املتعلقة باإلجراءات
الوثائق اإلدارية الخاصة بالرخص و التسجيل ، )...معنوية ( النصح ،التوجيه ،
االرشاد ،كلمات محفزة و مشجعة ) ،مالية ( متعلقة بالتمويل أي توفير السيولة
النقدية للمشروع ) ،مادية ( تجهيزات و آالت ) ،اعالمية و اتصالية ( متعلقة
بكيفية االشهار و الترويج للمنتج أو الخدمة ،كيفية تحقيق اتصال فعال داخل
املؤسسة ،تكوين عالقات مع وسائل اإلعالم املختلفة ) ،استشارية( متعلقة بدراسة
( توفير الجدوى االقتصادية املالية ،القانونية ،السوقية ) مرافقة تكنولوجية
قاعدة تكنولوجية وطنية و توجيه املؤسسات إلى االستثمار في التكنولوجية الحديثة
و ورشات )مرافقة تدريبية و تكوينية ( عبر تلقين املقاول دورات تدريبية و تكوينية
عن النشاط املقاوالتي بهدف نقل املعارف النظرية و التطبيقية للمقاول من مثل :
كيفية إنشاء مؤسسة ،الترويج للمنتج أو الخدمة)119...
تعريف أجهزة املر افقة و مهامها :هي " عبارة عن هياكل ،هيئات قانونية ،أجهزة ، .III
وكاالت ، ،بنوك ،جمعيات ،مؤسسات عمومية و خاصة ،منظمات استشارية ،ترافق
املشاريع املقاوالتية قبل بداية املشروع ،و بعده و خالل السنوات األولى من بدأ التشغيل
" .أما فيما يتعلق بمهام أجهزة املرافقة في دعم املشاريع املقاوالتية فهي تؤدي العديد من
املهام لفائدة هذه املشاريع و دعمها و فيما يلي أهم الوظائف التي تقوم بها :
ّ
-0استقبال األفراد الذين يرغبون في إنشاء مؤسسة.
-2تقديم خدمات تتناسب و شخصية كل فرد.
متابعة املؤسسة الفتية لفترة عموما تكون طويلة حسب طبيعة املرافقين 120. -0
51
-4تقديم املساعدات في مجال التنظيم و اإلدارة خاصة في مرحلة اإلنشاء.
-5تقديم مساعدات مالية مباشرة و التعريف بفرص و مصادر التمويل املتاحة أمام
املؤسسات ،و كذا تقديم بعض الخدمات املكتبية املساعدة.
-6تقديم الدعم املالي و االستشاري ألصحاب املشاريع .
-7تساهم في إنجاز امللفات املالية و الدراسات الالزمة لحاملي املشاريع .
-8رفع حظوظ النمو و معدل بقاء املؤسسات .
-0مرافقة حامل املشروع.
-03توفير الخدمات االستشارية.
-00استضافة املؤسسة الفتية121.
121عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،مرجع سبق ذكره ،ص 422
عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات الصغيرة :و اقع التجربة الجزائرية ،املجلة
األردنية في ادارة األعمال ،املجلد ، 1العدد ، 0222 ، 23ص 422
122أمال بعيط ،مرجع سبق ذكره ،ص 32
123سماح طلحي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 322-022
52
-2التنظيمات و املؤسسات املالية و املصرفية :تقدم للمؤسسات العديد من
الخدمات املتعلقة بالجانب املالي و االستشاري من خالل منح التمويل لها و اسداء
النصائح العملية بناء على خبرات شركات رأس املال .
-0مساحة العمل املشتركة :هي خدمة مبتكرة لتوفير مساحات يتشارك فيه العاملون
من شركات مختلفة نفس املساحة املكتبية و يستخدمون ذات البنية التحتية من أدوات
ومعدات و مرافق و خدمات أخرى 124 .و تعرف أيضا بأنها " مكان يعتبر كنادي للعمل
الفردي أو الجماعي ضمن موقع واحد مفتوح و غالبا ما يحتوي على مكاتب ضمن
مساحة مفتوحة ،و يتسم بتوفر الوسائل التي تساعد مجموعات العمل و األفراد على
و تحقيق مشروعاتهم ،و يعتبر خطوة أولى للشركات الناشئة قبل حاضنات األعمال ،
تسعى مساحات العمل املشترك إلى بناء حس مجتمعي ملستخدميها املنفردون أو الفرق و
الذين يقومون بنشاطات مستقلة عن بعض .علما أن مساحة العمل املشترك قد تكون
مدعومة حكوميا أو من خالل القطاع الخاص 125.
و عادة ما تحظى الحاضنات برعاية جامعة أو صندوق من صناديق رؤوس األموال االستثمارية أو
شركة ،و هي ال تسعى إلى تحقيق الربح على الرغم من ان بعضها قد يتطلب خيارا ( حقا
مستقبليا) للحصول على حصص ملكية في املؤسسات الناشئة .و تقبل معظم الحاضنات هذه
124شركة وادي الرياض ،حاضنات و مسرعات األعمال – غرس بذور االبتكار ، -اململكة العربية السعودية ،الرياض – جامعة
امللك سعود ،برج االبتكار ،مارس ، 0202ص 0
125اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ،مقدمة في الريادة و الشركات الناشئة ،متوفر على الخط التالي:
https://www.unescwa.org/sites/default/files/event/materials/mqdm_fy_lryd_wlshrkt_lnshy_0.pdf
126الطيب بولحية ،محمد مرابط ،حاضنات األعمال كنموذج لتفعيل استدامة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة – عرض
لتجارب عاملية رائدة مع االشارة لحالة الجزائر ، -ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية استدامة املؤسسات
الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ،
/ 21/26ديسمبر ، 0221ص 20
53
املؤسسات في مرحلة مبكرة جدا ،حتى قبل أن تكون قائمة بشكل قانوني ،مما يسمح للمؤسسين
املحتملين باستكشاف أفكارهم التجارية و الخروج من مركز االحتضان بإستراتيجية سليمة و
نموذج أعمال ،و من مهام الحاضنات تقديم بعض التوجيه للمساعدة في وضع إطار لنموذج
األعمال ،و مناقشة قضايا امللكية الفكرية و املسائل القانونية األخرى و توفر معلومات عن
املوضوعات التي يجدها املؤسسون مفيدة127.
و من مبررات إنشاء املؤسسات الحاضنة هو ما أفرزه الواقع من فشل عدد كبير من
املؤسسات الناشئة في وقت مبكر ،األمر الذي يستدعي الحاجة املاسة إلى حاضنات األعمال لكي
تسير لهذه املؤسسات مختلف إجراءات االنشاء و توفر لها مقومات االنطالق و النجاح .علما أن
املؤسسة الناشئة قد تلجأ إلى أكثر من حاضنة بغرض حصولها على بعض الخدمات و الدعم
بأقل التكاليف ،كما أنه يمكن للمشاريع املحتضنة في نفس الحاضنة أن تستفيد من بعضها
البعض 128.
و تعرف مسرعات األعمال بأنها " برامج إرشادية و تعليمية وتدريبية مكثفة و محددة املدة
مخصصة للمؤسسات الناشئة ،التي استطاعت أن تتجاوز املرحلة األولى لكنها ال تزال في طور
127املنظمة العاملية للملكية الفكرية ،أفكار رائدة :دليل عن امللكية الفكرية للشركات الناشئة ،منشورات ضمن سلسلة دليل
امللكية الفكرية لقطاع األعمال رقم ، 6سويسرا ، 0202 ،ص 64
128حسين رحيم ،مرجع سبق ذكره ،ص 43
129دالیا أحمد محمد یونس ،و اقع مسرعات األعمال في زيادة فرص نجاح الشركات الريادية الناشئة في قطاع غزة – دراسة
حالة مسرعة األعمال " ، Gaza Sky Geeksرسالة ماجستير في اقتصاديات التنمية ،كلية التجارة ،الجامعة االسالمية غزة ،
، 0221ص ص 22- 22
البعض يحددها من 6أسابيع إلى 6أشهر ،و البعض اآلخر من 3أشهر إلى 6أشهر .
54
و التأسيس 130 " .أي أنها مخصصة للمقاولين الذين أنشئوا مؤسساتهم الناشئة الريادية
كونوا فريق عملهم ( املقاول و فريق عمله ) و يكون الهدف منها زيادة فرص نجاحها في املراحل
املبكرة من حياتها من خالل تقديم مجموعة من الخدمات مثل :التدريب ،التوجيه و التمويل ...
و تتوج عادة هذه البرامج بحدث عام يسمى " اليوم التجريبي " ( ) Demo Dayأين يعرض فيه
و يتعرف عليه الجمهور العام من بينهم رجاالت األعمال املستثمرين 131. املنتج اإلبتكاري
و هنالك من ينظر إلى مسرعات األعمال بأنها شبيهة بحاضنات األعمال ،إال أنها توفر املال في
سبيل تسريع نضج الشركات الناشئة ،و في أغلب األحيان تحصل على حصص أو امتيازات من
الشركات ،و يكون املال في مثابة استثمار مباشر في أغلب األحيان يكون لها موقع تحتضن فيه
الشركات الناشئة املسرعة و تقدم من خالله خدمات متكاملة تعطي املسرعات للمؤسسين تدريبا
مركزا إلكسابه املعرفة األساسية الالزمة للنجاح تسعى مسرعات األعمال للربح من خالل بيع
الحصص التي اكتسبتها في الشركات الناشئة املسرعة 132.
و بناء على ما تقدم فإن مسرعات األعمال عادة ما تكون مؤسسات ربحية تساعد
املؤسسات الناشئة على تسريع نمو أعمالها ،و تقدم املسرعات التوجيه و تعمل على بناء
القدرات و تقدم في بعض الحاالت بعض االستثمار الرأسمالي مقابل حصة صغيرة من حصص
ملكة املؤسسات الناشئة .و يتمثل هدف املسرع في إعداد هذه املؤسسات لتلقي تمويل من
صناديق رؤوس األموال االستثمارية .و في االقتصاديات الناشئة تقوم مسرعات الجامعات أو
املجمعات التكنولوجية بدور املسرعات و لبعضها تركيز في قطاع ما ،كما أن املسرع الجيد
سيوفر أيضا موجهين أو موظفين لديهم خبرة صناعية أو قانونية أو خبرة محددة في مجال امللكية
الف كرية و يمكنهم مساعدة املؤسسة الناشئة في تخطي مختلف التحديات التي تواجهها ،علما أن
بعض املسرعات توفر للمؤسسات الناشئة فرصة دخول األسواق الدولية باعتبار أن البعض
من هذا املسرعات لديها مكاتب في بلدان مختلفة 133 .
130باية وقنوني ،دور مسرعات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة حالة الجزائر ، -الكتاب الجماعي حول "
املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،كلية
العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة ،ص 10
131
132اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ،مرجع سبق ذكره .
133املنظمة العاملية للملكية الفكرية ،مرجع سبق ذكره ،ص 64
55
و بناء على ما تقدم يمكن أن نصف حاضنات األعمال بالتربة املناسبة للبذور التي تتمثل في
أفكار املشاريع اإلبداعية املقاوالتية و مسرعات األعمال هي بمثابة النباتات الصغيرة للحصول
على ظروف أفضل لتنمو و تثمر و تزدهر .و فيما يلي جدول يقارن بين حاضنات و مسرعات
األعمال و مساحات العمل املشتركة.
و يميز فريق آخر من الباحثين بين حاضنات األعمال و املسرعات من ناحية أن األولى تستهدف
املشاريع املقاوالتية التي تكون في مراحل مبكرة جدا و تساعد املقاول على التجسيد املادي ألفكاره
،بينما املشرعات فتستهدف فقط املشاريع التي لديها منتج أو خدمة مطورة و تساعدها على
النمو أي تسرع لها عملية نموها و تطورها في السوق ،أما من حيث مصادر التمويل فنجد أن في
معظم املسرعات يقوم القطاع الخاص بتمويلها ،و تأخذ حصة من رأس مال املؤسسة الناشئة
التي تقدم لها الدعم ،في حين معظم حاضنات األعمال يقوم بتشغيلها مؤسسات غير ربحية
بشكل مجاني 134.
الشكل رقم : 0مقارنة بين حاضنة األعمال و مسرعة األعمال ومساحات العمل
املشتركة :
56
املصدر :شركة وادي الرياض ،مرجع سبق ذكره ،ص 0
الشكل رقم : 2أوجه التشابه بين حاضنة األعمال و مسرعة األعمال و مساحة
العمل املشتركة:
املصدر نفسه
57
-6مشاتل املؤسسات ( : ) pépinièreتعتبر مشتلة املؤسسات أحد أجهزة املرافقة
املكملة لدور و مهام الحاضنات .و تعرف على أنها الهيئة التي تهتم باستقبال
و استضافة حاملي املشاريع ،في املراحل األولى من حياة املؤسسة (عادة األربع سنوات
األولى) أي بعد إنشائها135.
و تجدر اإلشارة إلى ضرورة التفرقة بين حاضنات األعمال و مشاتل املؤسسات ،فلفظ
الحاضنات مستوحى من املعنى اللغوي أي حضانة األم لوليدها فهي الحضانة تبدأ قبل الوالدة
وتستمر إلى مرحلة االعتماد على الذات ،مثلما هو الحال بالنسبة لحاضنات األعمال التي توفر
الدعم و الرعاية للمؤسسات املحتضنة قبل انطالقها و يستمر عادة مدة ثالث سنوات إلى غاية
تمكن املؤسسة من االعتماد على ذاتها في إدارة و تسيير شؤونها .
أما لفظ املشتلة فهو أيضا مستوحى من املعنى اللغوي أي من مشتلة النبات أين توضع النبتة
بعد نموها االولي .و عليه نلمس االختالف بين الحاضنة و املشتلة فتعبر األولى عن هياكل
االستقبال والدعم املرافقة للمشروعات الناشئة ،في حين تعبر الثانية عن هياكل إيواء حديثة
النشأة ،فبعدما تحصل املؤسسة على مقومات النهوض من الحاضنة تستطيع االختيار بين
االنتماء إلى مشتلة أو االستقالل عنها بنفسها .فالحاضنة هي التي تعد املؤسسة في مرحلة
االنطالق قبل أن تنظم إلى مشتلة .و بصفة عامة فدعم الحاضنات للمؤسسات يكون قبل
اإلنشاء أما بالنسبة للمشاتل فبعد اإلنشاء لكن عادة توفر الحاضنات الدعم قبل و بعد
اإلنشاء136.
و بذلك تختلف الحاضنة عن املشتلة في كون األولى تتكفل باستقبال و مرافقة حاملي املشاريع
و األفكار عند قيامهم بإنشاء مؤسساتهم ،أما الثانية فيتمثل دورها في استضافة املؤسسات التي
أنشئت حديثا و تزويدها بخدمات 137.
135عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات الصغيرة :و اقع التجربة الجزائرية ،املجلة
األردنية في ادارة األعمال ،املجلد ، 1العدد ، 0222 ، 23ص 422
136السعيد بريبش ،سارة طيب ،دور حاضنات االعمال في تطوير و دعم املؤسسات الصغيرة و املتوسطو – دراسة تحليلية
تقييمية ،ورقة بحثية مقدمة للملتقى الوطني األول حول استراتيجيات التنظيم و مرافقة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في
الجزائر ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،ص 21
137عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،مرجع سبق ذكره ،ص 422
58
-7مراكز التسهيل :تعتبر هذه املراكز بمثابة هيئات استقبال و توجيه و مرافقة ألصحاب
املشاريع من خالل مساعدة املستثمرين على تخطي العراقيل التي تواجههم أثناء مرحلة
تأسيس و تسهيل االجراءات االدارية و تشجيع نشر املعلومة .
-8الخبراء االستشاريون :يساعد الخبراء املؤسسات على مواجهة العديد من املشاكل
التي تواجهها و الناجمة عن زيادة تعقيدات االدارة ،كما يعملون على كشف األخطاء
الخفية في الوقت املناسب 138.
59
و انشغاالته و مشاكله إلى مصالح الوكالة عبر البريد أسئلته
االلكتروني 139..
يذكر أن هذا الجهاز موجه للشباب العاطل عن العمل و البالغ من العمر من ()35-22
و الحامل ألفكار مشاريع تمكنهم من خلق مؤسسات ( املشاريع التي ال تفوق تكلفتها اإلجمالية 22
ماليين دينار ) ،كما يقدم مساعدة و تكوين مميز للشاب صاحب املشروع من خالل تنضيج
املشروع و وضع مخطط العمل ،باإلضافة إلى تقديمه ملساعدات مالية على شكل قرض ( هبة )
من 02إلى 02باملائة من التكلفة اإلجمالية للمشروع ،و مزايا ضريبية منها التخفيض في الضرائب
البنكية ،و كذا املساعدة في الحصول على تمويل البنك ( ٪ 12من التكلفة اإلجمالية للمشروع)
من خالل إجراء مبسط من لجنة االنتقاء و التصديق و تمويل املشاريع و الضمان على القروض
,و هذا من خالل صندوق الضمان املشترك أخطار /قروض140.
االنتقاء و االعتماد ،و ترتكز االستثمارات املنجزة في امليدان على أساس نمط تمويلي
ثالثي يشترك فيه كل من صاحب املشروع و البنك و الصندوق الوطني للتأمين عن
َ ً البطالة بتكلفة استثما ية ال ّ
تتعدى عشرة ) (10ماليين دينارا جزائريا .باإلضافة إلى ر
امتيازات مالية و جبائية أخرى لكل شخص يستوفي جميع الشروط املنصوص عليها من
و كما نجد كل من صندوق ضمان القروض )(FGAR 141 قبل الصندوق.
صندوق ضمان قروض االستثمار).(CGCI PME
/https://promoteur.anade.dz 139
140املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم الجزائرية ،متوفر على الخط التالي :
http://www.mdipi.gov.dz/?%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9,302
141املوقع االلكتروني لصندوق التأمين عن البطالة ،متوفر على الخط التالي :
https://www.cnac.dz/site_cnac_new/Web%20Pages/Ar/AR_Dispositif.aspx
60
ت -الوكالة الوطنية لتسيير القرض املصغر( :) ANGEMتقوم الوكالة الوطنية
لتسيير القروض الصغيرة بتطوير(القرض املصغر) ،رامية إلى تنمية القدرات الفردية
لألشخاص الراغبين األخذ على عاتقهم خلق نشاطاتهم الخاصة .هذا الجهاز موجه لكل
مواطن يبلغ من العمر أكثر من 22عاما ،شريطة أن يكون دون دخل أو لديه دخل غير
ثابث و غير منتظم ,و كذلك بالنسبة للنساء املاكثات في البيت .و من مهام هذه الوكالة
دعم ،توجيه ومرافقة املستفيدين في تجسيد أنشطتهم ،ال سيما فيما يتعلق بتمويل
مشاريعهم ،كما تقدم خدمات غير مالية مثل دورات تكوينية لفائدة الشباب املقاول
كإنشاء و تسيير نشاط اقتصادي تجاري ،تنظيم املعارض (معرض -بيع ) جهوية و
142 وطنية ملنتجات لقرض املصغر.
ث -الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الصغيرة و الناشئة :تم االطالق الرسمي
لهذا الصندوق في 23أكتوبر 0202خالل افتتاح الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة "
ألجيريا ديسرابت " 0202و ستمكن هذه اآللية التمويلية الجديدة التي تتمتع باملرونة
التي تتطلبها املؤسسات الناشئة الشباب أصحاب املشاريع من تفادي البنوك و ما ينجر
عنها من ثقل بيروقراطي ،علما أن هذا الصندوق سيمول من طرف الدولة غير أنه يبقى
مفتوحا على القطاع الخاص و كذا الشركات األجنبية الراغبة في املساهمة فيه ماليا .و
هكذا سيسمح صندوق تمويل املؤسسات الناشئة بمعالجة مشكل التمويل هذه
املؤسسات ،عبر االعتماد على آلية تمويل قائمة على "االستثمار في رؤوس األموال بدال
من ميكانيزمات التمويل التقليدية القائمة على القروض .و هي آلية تضمن تح ّمل
143. األخطار
-2آليات التمويل املقاوالتي ( املؤسسات املصرفية ) :
*القرض املصغر هو إقراض يسمح بشراء تجهيز صغير و مواد أولية لبدء نشاط أو حرفة .
: التالي الخط على متوفر ، املصغر 142املوقع الرسمي للوكالة الوكنية لتسيير القرض
/https://www.angem.dz/ar/article/objectifs-et-missions
143وكالة األنباء الجزائرية ،إطالق الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الناشئة ،نشر بتاريخ 3أكتوبر ، 0202متوفر على الخط
التالي https://www.aps.dz/ar/economie/93032-2020-10-03-12-13-24 :
61
شركات رأسمال االستثمار :و نجد مثال :شركة الجزائر استثمار ،شركة
صوفيناس ( ...) Sofinanceالخ
شركات التمويل االيجاري :و نذكر منها :الشركة العربية لإليجار املالي،شركة
سالم...الخ
-0آليات الدعم و أنظمة التحفيزعلى االستثمار :و نذكر منها :
أ -الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار( : ) ANDIهي مؤسسة حكومية مسؤولة
و عن تسهيل و ترقية و مرافقة و دعم االستثمار و خلق املؤسسات ،تخفيف
تسهيل الشكليات و اإلجراءات اإلدارية املتعلقة بمشروع االستثمار من خالل أجهزة
التحفيز التي تتمحورا أساسا على :إجراءات اإلعفاء و التخفيض الضريبي ،و كذا
إعالم املستثمرين بوجود عقارات و ضمان تسيير الحقيبة العقارية 144 ...
الجدير بالذكر أن الحكومة الجزائرية قررت خالل حصيلة نشاطها لعام 0202اإلبقاء على
الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار كمخاطب وحيد للمستثمر ،و ترسيم قرار إلغاء املجلس
الوطني لالستثمار( ) CNIالذي أنشأ سنة 145. 0226
أول مؤسسة رأسمال استثماري معتمدة من طرف وزارة املالية بتاريخ 5ماي .0222
144http://www.mdipi.gov.dz/?%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9,304
145الحكومة تقر الغاء املجلس الوطني لالستثمار وتوسيع مهام وكالة تطوير االستثمار ،جريدة إيكو ألجيريا ،نشر بتاريخ 02
فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي http://www.eco-algeria.com/content/ :
146وكالة األنباء الجزائرية ،تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة :اإلطالق الرسمي لصندوق االستثمار الجزائري ،نشر
بتاريخ 22فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي https://www.aps.dz/ar/economie/101934-2021-02-18-12-22-09 :
62
أ -حاضنات األعمال :زاد اهتمام الجزائر في السنوات األخيرة بالحاضنات و دورها املهم
في تعزيز روح املقاوالتية لدى الشباب و تنمية ثقافته املقاوالتية و دعم املؤسسات
الناشئة و حاملي املشاريع املبتكرة فيما يخص اإليواء و التكوين و تقديم االستشارة
و التمويل و ذلك من خالل إنشاء لجنة وطنية تمنح عالمة " حاضنة أعمال " لكل هيكل
تابع للقطاع العام أو الخاص أو بالشراكة بين القطاعين العمومي و الخاص .
و تتولى حاضنة األعمال املرشحة لحمل عالمة " حاضنة أعمال " مهام مرافقة املؤسسات الناشئة
التي يتم احتضانها خالل فترة الحضانة ،و بهذه الصفة تلتزم بما يأتي 147 :
توطين الشركات الناشئة التي يتم احتضانها و تزويدها بمساحات عمل مهيأة.
مرافقة حاملي املشاريع أثناء إجراءات إنشاء املؤسسة .
مساعدة املؤسسات الناشئة في إنجاز مخطط األعمال و دراسات السوق و خطط
التمويل .
توفير تكوين نوعي خصوصا في إدارة األعمال و االلتزامات القانونية و املحاسبية.
وضع الوسائل اللوجيستيكية تحت تصرف حاملي املشاريع مثل :قاعات االجتماع ،عتاد
اإلعالم اآللي ،االنترنت...
مساعدة املؤسسات النجاز نماذج أعمالها .
مرافقة املؤسسات الناشئة التي يتم احتضانها إليجاد مصادر التمويل و االنتشار في
السوق .
و في إطار برامج الجزائر اإللكترونية تم إطالق إستراتيجية وطنية لدعم و تطوير الحظائر
التكنولوجية،حيث تم إنشاء عدة حاضنات عبر الوطن على غرار الحظيرة التكنولوجية سيدي
عبد هللا ، 2010و حاضنة ورقلة ، 0220و حاضنة التكنولوجيا بوهران ، 2013وحاضنة جامعة
باتنة ، 2013و يتمثل الهدف األساس ي لهذه الحاضنات في تقديم الدعم الكامل للمشاريع
اإلبداعية في ميدان تكنولوجيا اإلعالم و االتصال و مرافقتها إلى غاية إنشاء مؤسسة ناشئة
147مرسوم تنفيذي رقم 054-02املؤرخ في 25سبتمبر 0202و املتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة مؤسسة ناشئة و مشروع
مبتكر و حاضنة أعمال و تحديد مهامها و تشكيلتها و سيرها ،املادة ، 05الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ، 55الصادر بتاريخ
02سبتمبر ، 0202ص ص 23-20
63
و ( ، ) STARUPو ذلك بإبرام اتفاقيات مع الوكالة الوطنية للحظائر التكنولوجية ( ) ANPT
148. املؤسسات التابعة لها
ب -الوكالة الوطنية لترقية و تطوير الحظائر التكنولوجية :تعتبر كمنظمة أو بيئة
تؤثر على جميع مراحل إنشاء مؤسسة ناشئة ،و على مهارات و دوافع صاحب املشروع،
بل هي بمثابة "املساعد" الذي يقوم بمساعدة أصحاب املشاريع من خالل خلق تناغم
بين عدة عوامل :املواهب ،التكنولوجيا و املعرفة و توفير بيئة مواتية من حيث توفير
خدمات عديدة منها :تطوير فكرة املشروع ،السكرتارية ،التحسيس ،الكشف ،التكوين
و اإلجراءات ،و ،املرافقة ،تسيير املحالت و التجهيزات ،تسيير صندوق التدخل
و الحاسبة ...الخ و الدعم اإلداري للمؤسسة و كذا في ما يخص التسيير ،املالية
من املتوقع أن تصبح هذه الوكالة عامة و حظيرة التكنولوجيا لسيدي عبد هللا خاصة
كمركز مولد مبادرات في مجال االبتكار و ريادة األعمال املتعلقة ب تكنولوجيات اإلعالم و
االتصال 149.
و باإلضافة إلى الوكالة الوطنية لترقية و تطوير الحظائر التكنولوجية و التي تضم الحاضنة
التكنولوجية لسيدي عبد هللا ،نجد في الجزائر العاصمة – و على حد علمنا -حاضنات أعمال
تقدم خدماتها للمؤسسات الناشئة و حاملي املشاريع و هي ، INCUBME، Sylabs : أخرى ّ
. INSTITUT HABA، Fikra Tech – ، Algerian Center for Social Entrepreneurship، BCOS
ت -مسرعات األعمال :تم استحداث في الجزائر عام 0202مسرع أعمال حكومي واحد
متواجد بحظيرة دنيا بالجزائر العاصمة تحت مسمى " مؤسسة ترقية و تسيير هياكل
دعم املؤسسات الناشئة " (. ) Algeria Venture
148عبد الكريم املومن ،توفيق كرمية ،عاشور حيدوش ي ،حاضنات األعمال التقنية و دورها في دعم املؤسسات النائشة
اإلبتكارية بالجزائر ،الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات
الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة
،ص 04
تم إنشاء 22مؤسسة ناشئة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال مند بداية عملية الحضانة ماي ، 0222في الوقت الراهن
و تكوين ال تزال ترافق لدعم أنشطة أثر من 42صاحب مشروع إنشاء مؤسسة و 25مؤسسة ناشئة من أجل االنطالق
أصحاب مؤسسات املستقبل.
149وزارة البريد واملواصالت السلكية و الالسلكية ،حاضنة الشركات الناشئة و تطوير املؤسسات الجزائرية الناشطة في مجال
تكنولوجيات اإلعالم و االتصال 0202/22/32 ، /https://www.mpt.gov.dz/ar/content ،
64
و ذلك بموجب املرسوم التنفيذي رقم 356-02املؤرخ في 32نوفمبر 0202املتضمن إنشاء
مؤسسة ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات الناشئة ( ألجريا فانتور) و من مهامها :املشاركة في
إنشاء هياكل دعم جديدة لتعزيز القدرات الوطنية في مجال مرافقة اإلبتكار ،قصد تحفيز إنشاء
مؤسسات ناشئة و املساهمة في التنمية االقتصادية و االجتماعية ،إعداد و تنفيذ مناهج
التسريع التي تضمن متابعة املؤسسات الحاملة لعالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع
مبتكر"...الخ150
150املرسوم التنفيذي رقم 356-02املؤرخ في 32نوفمبر 0202املتضمن إنشاء مؤسسة ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات
الناشئة ( ألجريا فانتور) ،املادة ، 4الجريدة الرسمية ،العدد 13الصادر بتاريخ 6ديسمبر ، 0202ص ص 22-22
https://www.facebook.com/fnje.dz
65
دور الجامعة من التركيز على التوظيف إلى التركيز على مبدأ خلق فرص العمل و مؤسساتهم
الخاصة151.
الجدير بالذكر أنه رغم اهتمام الجزائر باملؤسسات الناشئة و االصالحات التي أجرتها في هذا
القطاع لتعزيز مكانتها في االقتصاد الوطني إال أنها غير كافية ،حيث احتلت الجزائر عام 0226
املركز 22من أصل 25دولة مشاركة في تقارير املرصد العاملي لريادة األعمال من الشرق األوسط
و شمال افريقيا ،بتسجيلها مؤشر ريادة بلغ 32.5و هو أقل من نصف مؤشر االمارات ( )62.4
التي تصدرت املجموعة 153.
151مطوية بعنوان من الجامعة ...إلى املقاوالتية ،مقدمة من قبل دار املقاوالتية لجامعة الجزائر 23بدالي براهيم الجزائر
العاصمة .
152حنان ح ،املؤتمر الوطني للمؤسسات الناشئة ينعقد اليوم بالجزائر اإلطالق الرسمي لصندوق التمويل واإلعالن عن
تدابير تحفيزية ،جريدة املساء الجزائرية ،تاريخ النشر 23اكتوبر ، 0202متوفر على الخط التالي https://www.el- :
massa.com/dz/news/
153عبد الباقي ميساوي ،مقاربة تطور العمل الريادي في الجزائرمن خالل مؤشرات املرصد العاملي لريادة األعمال ،مجلة
االستراتيجية و التنمية ،املجلد ، 22العدد ، 2الجزء ،0جانفي ، 0202ص 052
66
املصدر :عبد الباقي ميساوي ،مرجع سبق ذكره ،ص 052
قوانين االستثمار في الجزائر :عرفت التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار تطورا .VI
و القوانين من سنة 2223الى ، 0226و هذه التطورات تمثلت في اصدار القرارات
التالية 154:
154تطور التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار ، 2306 – 0060املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم ،الوكالة
الوطنية لتطوير االستثمار ،متوفر على الخط التالي :
http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/evolution-loi-sur-l-investissement
67
-األمر رقم 23-22املتعلق بتطوير االستثمار لسنة 0222
-األمر رقم 22-26املعدل و املتمم لألمر 23-22لسنة 0226
-قانون رقم 22-26املؤرخ في 3اوت 0226يتعلق بترقية االستثمار
و يحدد قانون رقم 22-26االطار العام الذي يطبق على االستثمارات الوطنية و األجنبية املنجزة
في النشاطات االقتصادية املنتجة للسلع و الخدمات ،و كذا االستثمارات التي تنجز في مجال
االمتياز أو الرخصة ،و تم بموجبه 155 :
-تقديم مجموعة من املزايا الكفيلة بتشجيع االستثمارات ،باإلضافة إلى تقديم مزايا
استثنائية لفائدة االستثمارات ذات األهمية الخاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني.
-تحديد مهام الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار املنشأة بموجب أحكام املادة 26من األمر
رقم 23-22املؤرخ في 02اوت . 0222
يتضمن نص قانون االستثمار ،ثالثة مستويات من االمتيازات:
–امتيازات مشتركة بالنسبة لكل االستثمارات املؤهلة .
–امتيازات إضافية ،ممنوحة لالستثمارات ،في قطاعات الصناعة و الزراعة و السياحة .
–امتيازات استثنائية ،للمشاريع ذات الفائدة لالقتصاد الوطني .
- -0االمتيازات املشتركة :فيما يخص مرحلة إنجاز املشروع :
أ -اإلعفاء من الحقوق الجمركية ،بالنسبة للسلع ،والخدمات املستوردة ،والتي تدخل
مباشرة في إنجاز املشروع .
ب -اإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة ،بالنسبة للسلع و الخدمات املستوردة ،والتي
تدخل مباشرة في إنجاز املشروع .
ت -اإلعفاء من حقوق نقل امللكية ،و اإلشهار العقاري ،بالنسبة لكل العقارات ،التي يتم
اقتنائها في إطار إنجاز املشروع .
ث -اإلعفاء من حقوق التسجيل ،و اإلشهار العقاري ،و كذا التخليص املتعلق بالتنازالت
العقارية ،املبنية و الغير مبنية ،املوجهة إلنجاز مشروع االستثمار .
155القانون رقم 22-26املؤرخ في 3اوت 0226يتعلق بترقية االستثمار ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 46الصادر بتاريخ 3أوت
، 0226ص ص 22-22
68
ج -تخفيض 22باملائة ،من سعر اإليجار السنوي لألرض ،املحدد من قبل إدارة أمالك
الدولة ،خالل فترة إنجاز املشروع .
ح -إعفاء كل العقارات ،التي تم اقتناؤها في إطار إنجاز املشروع ،و ملدة عشر سنوات ،من
كل الرسوم على امللكية العقارية .
خ -اإلعفاء من حقوق التسجيل ،املتعلقة بمحاضر تأسيس املؤسسة ،و الرفع من رأس
مالها .
أما فيما يخص مرحلة االستغالل ،و ملدة 3سنوات بعد محضر بداية االستغالل ،محرر من
قبل املصالح الجبائية :
أ -اإلعفاء من الضريبة على أرباح املؤسسات .
ب -اإلعفاء من الضريبة على النشاط املنهي .
ت -تخفيض 52باملائة ،من سعر اإليجار السنوي لألرض املحدد من قبل إدارة أمالك الدولة
خالل فترة االستغالل .
-2االمتيازات اإلضافية و اإلستثنائية :تتعلق االمتيازات اإلضافية ،و االستثنائية
خصوصا ،بإطالة مدة االمتيازات املشتركة ،فمثال 156 :
أ 5 -سنوات عوض 3سنوات ،بالنسبة لالمتيازات اإلضافية ،والتي قد تصل الى 22
سنوات إذا كانت االمتيازات استثنائية .
-0االمتيازات الخاصة :من جهة أخرى يتضمن املشروع امتيازات خاصة ،موجهة
خصوصا لالستثمارات بمناطق الجنوب ،و الهضاب العليا ،و كذا املناطق ،التي تستلزم
دعم خاص من الدولة .
فيما يخص مرحلة إنجاز املشروع :
أ -تكفل الدولة الجزئي أو الكلي ،بتكاليف أشغال بناء املشروع ،بعد تقييم من الوكالة
الوطنية لتنمية االستثمارات .
ب -التخفيض من سعر اإليجار ،السنوي لألرض املحدد من قبل إدارة أمالك الدولة
:بالدينار الرمزي ،للمتر الربع ملدة 22سنوات ،و 52باملائة ،من سعر اإليجار بعد هذه
املدة بالنسبة لالستثمارات املتواجدة بالهضاب العليا،و كذا املناطق ،التي تستلزم دعم
156القانون رقم 22-26املؤرخ في 3اوت 0226يتعلق بترقية االستثمار ،املرجع السابق ،ص ص 02-02
69
خاص من الدولة .بالدينار الرمزي ،للمتر الربع ملدة 25سنة ،بالنسبة لالستثمارات
بمناطق الجنوب .
فنفس االمتيازات املذكورة أعاله ملدة 22سنوات 157 . و فيما يخص مرحلة االستغالل
يذكر أنه حاليا يوجد قانون لالستثمار الجديد قيد املناقشة على مستوى الحكومة و الذي
من املفروض يتضمن إجراءات أخرى من شأنها خلق مناخ أعمال محفز و مالئم و مشجع
االستثمار في الجزائر منها :
توسيع تعريف مفهوم االستثمار من أجل التكفل ببعض النقائص التي تم إغفالها في
قانون االستثمار الساري.
وضع شبكة تقييم و تقييس للمزايا املمنوحة للمشاريع االستثمارية التي تمثل أهمية
خاصة لالقتصاد الوطني.و ستسمح هذه الشبكة بتحديد املزايا وفق مجموعة من
املعايير املحددة مسبقا و التي تهدف إلى منح أفضلية منح املزايا للمشروع كلما كان
بإمكانه تقديم قيمة مضافة أكثر لالقتصاد الوطني.
إنشاء شباك وحيد لالستثمارات الكبرى واالستثمارات التي تضم أجانب ,وذلك من أجل
إيالءها العناية الالزمة لهذه املشاريع والتكفل السريع والفعال بها.
إعادة النظر في عدة إجراءات من أجل تسهيل فعل االستثمار ،السيما من خالل منح
صالحيات أوسع ملمثلي اإلدارات لدى الشبابيك الوحيدة لالستثمار التابعة للوكالة
الوطنية لتطوير االستثمار "أندي "املتواجدة على مستوى الواليات 158.
157القانون رقم 22-26املؤرخ في 3اوت 0226يتعلق بترقية االستثمار ،املرجع السابق ،ص 02
158وكالة األنباء الجزائرية ،قانون االستثمار الجديد -إنشاء شباك وحيد لتسهيل مشاريع األجانب ، -نشر بتاريخ 20فيفري
، 0200متوفر على الخط التالي https://www.aps.dz/ar/economie/121156-2022-02-12-11-48-44:
70
املحور الثالث :من ريادة األعمال إلى ريادة اإلعالم ( ريادة األعمال في املجال
اإلعالمي )
( ) MEDIA ENTREPRENEURSHIP, Journalisme entrepreneurial
159عبد الرحمن محمود ،صحافة ريادة األعمال ..أهميتها وكيف يمكن إتقانها ،شبكة الصحفيين الدوليين ،نشر املقال بتاريخ
26ديسمبر ،0222تم االسترجاع من املوقع االلكتروني https://ijnet.org/ar/story/ :بتاريخ 0202/22/02 :
71
و على العموم تكمن 160". ً
وتحديدا االقتصادية الرياديين و العقبات التي تواجههم
أهميتها في تحقيق األهداف التالية 161:
و تقديم محتوى إبداعي يجذب الجمهور و يروج ألفكار و منتجات الشركات الناشئة
ً
عموما ،بجانب التوعية بثقافة ريادة األعمال كأحد الحلول املثالية ملشكلة رواد األعمال
البطالة .
يسلط اإلعالم الريادي الضوء على قصص النجاح و تجارب رواد األعمال امللهمة في
و مختلف املجاالت وتوثيق اإلنجازات ،بهدف تفعيل املزايا التنافسية بين الرواد ،
تشجيع اآلخرين على دخول عالم الريادة ،و إبراز محطات النجاح و الفشل للشركات
الناشئة مع استخالص كل ما يفيد األجيال املقبلة.
عرض أبرز الفرص التطويرية املتوفرة للرياديين من مؤتمرات و ورش عمل ومنح تمويل
ومسابقات.
توفير مصادر املعرفة و املعلومات املوثوقة التي تساهم برفع مستوى الخبرة عند
الرياديين الناشئين و الطامحين نحو التوسع من أصحاب املنشآت الصغيرة واملتوسطة.
162
و يمكن أن نعرفها إجرائيا بأنها ذلك النوع من اإلعالم املتخصص و الذي يتخذ عدة أشكال
(مجالت و صحف ،برامج تلفزيونية و إذاعية ،تطبيقات ،مواقع إخبارية ،قناة تلفزيونية أو
إذاعية ) يهتم بالتناول اإلعالمي ملجال املقاوالتية أو ريادة األعمال و كل ما يتعلق به ،و يؤدي
وظائف في املجتمع مثل توجيه الشباب إلى العمل املقاوالتي و انشاء مؤسساتهم الخاصة و إرساء
الثقافة املقاوالتية في املجتمع و تنميتها .. .الخ
بمعنى آخر ذلك اإلعالم الذي يتجاوز الحديث عن املجال املقاوالتي في املناسبات و في أسطر
أو كلمات معدودات ،و إنما يكون محل اهتمامه كوسيلة إعالمية جماهيرية و على مدار الساعة
و االبتكار ، تسليط الضوء من خالل صفحاتها و برامجها على املقاوالتية أو ريادة األعمال
160شيمة العتيبي ،ريادة األعمال واإلعالم ،مجلة رواد األعمال ،نشر املقال بتاريخ 22جوان ، 0202تم االسترجاع من املوقع
االلكتروني ، https://www.rowadalaamal.com/ ،بتاريخ 0202/22/02 :
161عبد الرحمن محمود ،مرجع سبق ذكره
162عبد الرحمن محمود ،املرجع السابق
و مثل :األسبوع العاملي للمقاوالتية شهر نوفمبر من كل سنة ،القافلة اإلعالمية حول التشغيل ،القافلة الوزارية للبريد
املواصالت ،و األيام اإلعالمية بالدار املقاوالتية ...
72
ليمهد الطريق أمام رواد األعمال من الشباب الطموح إلقامة مشاريعهم الخاصة ،و من ثم دعم
الشركات الناشئة – و إن صح التعبير يصبح اإلعالم املقاوالتي أو الريادي كأحد األجهزة املهمة
التي تدعم املقاوالتية في الجزائر شأنها شأن بقية األجهزة األخرى التي تعرضنا إليها بالتفصيل في
محاضرة سابقة -
و من املواقع العاملية و العربية املتخصصة بريادة األعمال نذكر :مجلة WIREDاألمريكي و
مجلة ، Entrepreneurو كذلك موقع Under 30 CEOو منصة ومضة و مجلة رواد األعمال ،
منصة أوان ، باإلضافة إلى البرامج التلفزيونية ...
املفهوم االصطالحي لريادة اإلعالم أو الريادة اإلعالمية أو املقاوالتية -II
اإلعالمية :تنبثق الريادة اإلعالمية في أساسها من ريادة األعمال ،لكنها مختصة
ّ ً
باملشاريع اإلعالمية حصرا ،و هذا األمر ُي َمكن اإلعالميين و الصحافيين من أن
يمزجوا بين أفكارهم الريادية و تخصصهم في اإلعالم والصحافة بوسائلها املكتوبة
كالجرائد و املجالت ،و املسموعة عبر املذياع واملحتوى املسجل ،و السمعية
البصرية كالتلفاز و مواقع التواصل االجتماعي هذا املزيج الذي سينبثق عنه مشروع
إعالمي أو صحافي ناجح ،بدايته فكرة مبتكرة من أحد اإلعالميين الطموحين163 .
و يشير مفهوم ريادة اإلعالم عند بعض الباحثين إلى " العملية أو الطريقة التي يتم من خاللها
تحويل فكرة بسيطة إلى منشأة أو مؤسسة صغيرة تساهم بشكل أو بآخر في القطاع اإلعالمي
الذي يعتبر من أكبر القطاعات في العصر الحالي ،و ذلك مرورا بكافة مراحل التأسيس و النمو و
التمويل بهدف الحصول على األرباح و تحقيق االستقالل املالي من خالل تطوير شركة ناشئة
تخلق انطباعا إيجابيا لدى العمالء و املوردين و املستثمرين 164 ".
كما تعرف الريادة اإلعالمية بأنها " نموذج األعمال الذي يعمل في الصحافة من خالل انشاء و
ملكية مؤسسة صغيرة تضيف على األقل نشاط واحدا مبتكرا في السوق االعالمية .و هذا يعني
هي منصة إعالمية أنشأتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة واملتوسطة “منشآت” بالسعودية هدفها تشجيع الكفاءات الشابة
التي تتطلع إلى تحقيق ذاتها ،و استثمار طاقاتها في بناء مشاريع جديدة طموحة ،و مساعدتها على تخطي صعوبات البدايات و
ذلك من خالل صناعة محتوى ابداعي في إطار قالب صحفي موضوعي منهي احترافي يساهم في تسليط الضوء على قصص نجاح
ً
الشركات الناشئة محليا .انظر https://awaan.sa :
163محمد الرزقي ،الريادة اإلعالمية في ريادة األعمال ،املنصة االعالمية الرقمية أوان ،نشر بتاريخ 22ديسمبر ، 0222تم
االسترجاع من الرابط التالي https://awaan.sa/archives/3958 :بتاريخ 0202/22/02
164القاموس االلكتروني " م " ،تم االسترجاع من املوقع االلكتروني :
https://www.meemapps.com/term/media-entrepreneurship
73
ً
واسعا من قطاعات اإلعالمً .
ثانيا ،تأخذ في االعتبار كل من أن ريادة اإلعالم يجب أن تغطي نطاقا
ً ً
الوافدين الجدد والشركات القائمة ؛ ثالثا ،تشمل كال من األشكال الربحية وغير التجارية
للمؤسسات اإلعالمية ".
في حين ينظر إليها فريق آخر من الباحثين على أنها " كيفية تصور املشاريع الجديدة التي
تهدف إلى جلب سلع و خدمات اعالمية مستقبلية إلى حيز الوجود في البداية ثم العمل على
تطويرها فيما بعد " .بينما قدم الباحث Khajeheianعام 0223تعريفا خاصا بالريادة اإلعالمية
مفاده " أفراد أو شركات صغيرة تستخدم مواردها الخاصة أو موارد اآلخرين لخلق قيمة من خالل
استخراج الفرص عن طريق تقديم خدمة أو منتج يتكون من أي نوع من االبتكار في أي من
خصائص املنتج /الخدمة أو العملية أو قناة التوزيع أو املكان ،أو استخدامات مبتكرة مختلفة
في سوق وسائل اإلعالم أو أي سوق آخر تكون فيه وسائل اإلعالم هي القناة الرئيسية للتفاعل " .
165
و تعريفنا اإلجرائي للمقاوالتية أو الريادة اإلعالمية هو نشاط اقتصادي ينتج عنه ايجاد
نموذج لألعمال جديد و مبتكر في املجال اإلعالمي غير موجود في مختلف وسائل اإلعالم
التقليدية و الحديثة ينتهي بإنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة .
و هي كذلك نشاط ينتج عنه تغيير املؤسسات اإلعالمية التقليدية أفكارها و أساليب عملها و
تتبني عنصري االبداع واالبتكار في عملية صناعة املحتوى اإلعالمي و نشره و توزيعه ،باإلضافة
إلى البحث عن نماذج اقتصادية ،ادارية ـ تحريرية ،تسويقية ،توزيعية جديدة تبتعد عن تلك
التي كانت تعتمد عليها سابقا و املوجودة عند غيرها .
و قد تكون الريادة اإلعالمية داخلية بمعنى القائم على املؤسسات اإلعالمية يفتح املجال
للصحفيين ملمارسة اإلبداع اإلعالمي كل في مجال تخصصه ،أو ريادة إعالمية خارجية و التي
تعكس رغبة الصحفي املوظف في االستقاللية و إنشاء مؤسسته اإلعالمية الريادية الخاصة.
كما نقصد بالنشاط املقاوالتي في املجال اإلعالمي ( الصحفي و السمعي البصري ) عملية
انشاء و تأسيس مؤسسة إعالمية ( جريدة ورقية أو إلكترونية ،قناة تلفزيونية ،اذاعية ،موقع
و متميزة الكتروني اخباري ،تلفزيون الواب ،اذاعة الواب ) تقدم خدمات إعالمية مبتكرة
74
و فريدة و ذلك بتجميع و تخصيص املوارد الضرورية لعملية انتاج املحتوى اإلعالمي ( موارد
مالية ،مادية ،بشرية ،تكنولوجية ،وقت )...مع األخذ في الحسبان املخاطر املرافقة لهذا
املشروع االستثماري املقاوالتي ،و ذلك بهدف تحقيق الريادة في هذا املجال أوال ثم العوائد املالية
الجيدة من جهة و اشباع حاجات و رغبات القراء من جهة أخرى .
و النشاط املقاوالتي في املجال السمعي البصري نعني به كذلك ذلك النشاط الذهني الذي
ينتج عنه يجاد أفكار ابداعية ،جديدة و مبتكرة لبرنامج تلفزيوني أو اذاعي تتحول إلى مشروع
استثماري يتم عرضها في القناة التي يعمل بها االعالمي أو يقوم بيعها في سوق االنتاج السمعي
البصري ( الوطني ،العربي ،العاملي) حسب طبيعة فكرة البرنامج .
مفهوم املقاولة اإلعالمية في التشريع الجزائري :صنف القانون
التجاري الجزائري 22نوع من املقاوالت :مقاوالت صناعية ،مقاوالت
استخراجية ( استخراج املعادن الطبيعية مثال ) ،مقاوالت التأمين ،مقاوالت
البناء و الحفر ،و غيرها و يمكن تصنيف املقاوالت اإلعالمية – حسب ذات
القانون -ضمن نوع مقاوالت لتداول االنتاج الفكري التي نجد فيها :
مقاوالت املالهي العمومية :و اعتبرتها الفقرة 22من املادة 0من القانون التجاري
الجزائري على أنها من املقاوالت التجارية و يقصد بها املقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور
مقابل أجر كالسينما ،الغناء ،املسرح ،و ال تكتسب صفة التجارة إال إذا تمسكت
بمباشرة عملها على شكل مقاولة مع تحقيق الربح و أن تضارب على عمل الغير .
مقاوالت االنتاج الفكري ( النشر) :تتميز في كونها تختص بها دار النشر و يتمثل عملها
في شراء حق التأليف من املؤلف قصد بيعه و تحقيق الربح و ما املقاول إال وسيط بين
املؤلف و بين الجمهور ،فهي تكون على أساس املضاربة سعيا لتحقيق الربح فإذا ما
قامت فرقة بالتمثيل حبا للفن من غير أن تسعى الى تحقيق الربح كما هو الحال في فرقة
التمثيل في املدارس فال يعتبر العمل تجاري و لو كان الدخول ملشاهدة التمثيل بأجر النه
وقع دون السعي لتحقيق الربح عن طريق االحتراف .و يمكن أن ندرج ضمنها املقاولة
اإلعالمية باختالفها .
و إذا أخذنا القانون العضوي لإلعالم رقم 25/20الصادر بتاريخ 20جانفي 0220لوجدنا أن
املادة 26منه ربطت نشاط اإلعالم عن طريقة الصحافة املكتوبة بعملية اصدار نشريات دورية (
75
صحف أو مجالت ) بصفة منتظمة و قد تكون نشريات عامة أو متخصصة موجهة للجمهور أو
فئة منه 166 .
ي
و في مجال اإلعالم السمعي البصري ربطت املادة 52من ذات نشاط السمعي البصر
بعملية بث اشارات أو عالمات أو أشكال مرسومة أو صور أو أصوات أو رسائل مختلفة ال يكون
لها طابع املراسلة الخاصة .كما حددت املادة 62منه خدمة االتصال السمعي البصري بكل
خدمة اتصال موجهة للجمهور الستقبالها في آن واحد من قبل الجمهور كله أو فئة منه ،يتضمن
ي حصصا متتابعة و منتظمة تحتوي على صور و أصوات 167. برنامجها األساس
في حين حصرت املادة 25من القانون رقم 24-24املؤرخ في 04فيفري 0224املتعلق بالنشاط
السمعي البصري خدمات االتصال السمعي البصري املرخص لها من قبل أشخاص معنويين
(مؤسسات أو شركات ) يخضعون للقانون الجزائري و يمتلك رأسمالها أشخاص طبيعيون أو
معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية بالقنوات املوضوعاتية .و هو األمر الذي أكدت عليه
املادة 21من ذات القانون ( " ) 0224تعد خدمة االتصال السمعي البصري املرخص لها كل
خدمة موضوعاتية للبث التلفزيوني أو للبث االذاعي .و حسب املادة 22من قانون السمعي
البصري 0224يمكن أن يتم ادارج حصص و برامج اخبارية في القنوات املوضوعاتية وفق حجم
ساعي يحدد في رخصة االستغالل 168.
أما فيما يتعلق بنشاط اإلعالم عبر االنترنت فتعرفه املادة 61من القانون العضوي 0220
على أنه " كل خدمة اتصال مكتوب عبر االنترنت موجهة للجمهور أو فئة منه ".و تضيف املادة
62منه أن " نشاط الصحافة املكتوبة عبر االنترنت يتمثل في انتاج مضمون أصلي موجه إلى
الصالح العام ،و يجدد بصفة منتظمة و يتكون من أخبار لها صلة باألحداث و تكون موضوع
166القانون العضوي لإلعالم رقم 25/20الصادر بتاريخ 20جانفي ، 0220رئاسة الجمهورية ،األمانة العامة للحكومة ، 0220 ،
ص3
ملزيد من املعلومات حول كيفية ممارسة النشاط اإلعالمي في مجال السمعي البصري يرجى االطالع على املرسوم التنفيذي رقم
002-26املؤرخ في 22أوت 0226املحدد شروط و كيفيات تنفيذ اإلعالن عن الترشح ملنح رخصة إنشاء خدمة اتصال سمعي
بصري موضوعاتي ،و املرسوم التنفيذي رقم 002 – 26املؤرخ في 22أوت 0226و املحدد ملبلغ و كيفيات دفع املقابل املالي
املرتبط برخصة انشاء خدمة اتصال سمعي بصري موضوعاتي .و املرسوم التنفيذي رقم 000- 26املؤرخ في 22أوت 0226
املتضمن دفتر الشروط العامة الذي يحدد القواعد املفروضة على كل خدمة للبث التلفزيوني أو اإلذاعي.
167القانون العضوي لإلعالم رقم ، 25/20املرجع السابق ،ص ص 2-1
168القانون رقم 24-24املؤرخ في 04فيفري 0224املتعلق بالنشاط السمعي البصري ،املواد ، 22 ، 21 ، 5الجريدة الرسمية ،
العدد ، 26الصادر بتاريخ 03مارس ، 0224ص ص 22-2
76
معالجة ذات طابع صحفي ،علما أن املطبوعات الورقية ال تدخل ضمن هذا الصنف عندما
تكون النسخة عبر االنترنت و النسخة األصلية متطابقتين ".
و تنص املادة 62من ذات القانون بأن خدمة السمعي البصري عبر االنترنت هي " كل خدمة
اتصال سمعي بصري عبر االنترنت ( واب – تلفزيون ،واب – إذاعة) موجهة للجمهور أو فئة منه ،
و تنتج و تبث بصفة مهنية من قبل شخص طبيعي أو معنوي يخضع للقانون الجزائري ،و يتحكم
في محتواها االفتتاحي ".و يتمثل النشاط السمعي البصري عبر االنترنت حسب املادة 12من
القانون العضوي في إنتاج مضمون أصلي موجه للصالح العام و يحدد بصفة منتظمة ،و يحتوي
خصوصا على أخبار ذات صلة باألحداث و تكون معالجة ذات طابع صحفي .علما أن ضمن هذا
الصنف ال تدخل إال خدمات السمعي البصري التي تمارس نشاطها حصريا عبر االنترنت 169.
و حسب املادة 24من املرسوم التنفيذي رقم 330 -02املؤرخ بتاريخ 00نوفمبر 0202
املحدد كيفيات ممارسة نشاط االعالم عبر االنترنت فإن هذا األخير " يمارس من قبل كل شخص
طبيعي يتمتع بالجنسية الجزائري أو شخص معنوي يخضع للقانون الجزائري و يمتلك رأسماله
أشخاص طبيعيون أو معنويون يتمتعون بالجنسية الجزائرية .و الذي يتمتع بخبرة في ميدان
اإلعالم ال تقل عن ثالث سنوات 170.علما أن هذا القانون احتفظ بنفس مفهوم اإلعالم عبر
االنترنت سواء في املجال الصحفي أو السمعي البصري الذي ورد في القانون العضوي لسنة 2012
.
و بناء على ما تقدم و بعد قراءتنا ملواد قوانين اإلعالم و املراسيم التنفيذية ( -0224-0220
، ) 0202- 0226و القانون التجاري خلصنا أن املشرع الجزائري لم يعتبر النشاط اإلعالمي نشاط
مقاوالتي بدليل أنه لم يدرج لفظ املقاوالتية اإلعالمية أو الصحفية في نصوص موادها رغم أن
هذا النشاط بنوعيه التقليدي و الحديث ( االلكتروني ) يعتبر نشاطا اقتصاديا خاضعا لقواعد
السوق و يقدم سلع استهالكية تباع و تشترى ،و ربما هذا الفراغ القانوني يجعل املقاول
الصحفي يلجأ إلى تسجيل مؤسسته اإلعالمية املقاوالتية كمؤسسة ناشئة ،خاصة إذا ما علمنا
أن اللجنة الوطنية املناحة لعالمة " مؤسسة ناشئة " لم تحدد طبيعة نشاط هذه املؤسسة
77
األساس هو تقديمها ملنتجات أو خدمات أو أفكار مبتكرة – و هو األمر الذي يمكن أن تأتي به أي
مؤسسة اعالمية ناشئة .
مجاالت ممارسة الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية و الصحفي املقاول : -III
أما فيما يتعلق بمجاالت ممارسة الريادة أو املقاوالتية اإلعالمية فهي عديدة سواء تلك املرتبطة
بالبيئة التقليدية أو الرقمية نذكر منها :أفكار لبرامج تلفزيونية مبتكرة ،صناعة األفالم القصيرة
خاصة عبر منصات التواصل االجتماعي ،و في هذا الصدد نذكر تلك املسابقة التي أطلقها تيك
توك عبر منصته " " FilmOnTikTok#و أتاحت الفرصة لصناع األفالم الناشئين لعرض
مهاراتهم و عناصر األصالة و اإلبداع و مستوى اإلنتاج في أفالمهم القصيرة .فضال عن حصول
الفائزين على فرصة مميزة للعمل مع مجموعة MBCو منصة " شاهد " اللتان تعتبران إحدى
أفضل شركات اإلنتاج اإلعالمي في دول مجلس التعاون الخليجي ،تلفزيون الواب ،إذاعة الواب
مثل راديو جو الذي يعتبر أول إذاعة رقمية في الجزائر غيرت املفاهيم الكالسيكية و شكلت
االستثناء في املشهد اإلعالمي ،املنصات اإلعالمية الرقمية املتخصصة ( في مجال اإلعالم الترفيهي
و السينمائي ، االعالم الريادي ،)...التطبيقات التكنولوجية على أجهزة الهاتف و اللوحات
الذكية ...الخ
و في هذا الصدد يعتبر الباحثون في مجال الريادة اإلعالمية الرقمية املبنية على االقتصاد
الشبكي أن التكنولوجيا أصبحت تشكل امليزة التنافسية في مجال اإلبداع اإلعالمي ،فلم تعد
وظيفة التكنولوجيا تخفيض التكاليف فقط،بل يتعدى دورها إلى مساعدة املؤسسة من حيث
(مواصفات املنتج و الخدمة و السعر و الجودة ) على البقاء و النمو في البيئة التنافسية املحلية
والدولية .إضافة إلى ذلك فإن أي نموذج أعمال جديد لإلعالم يجب أن يرتكز إلى فعالية الشبكات
كذلك النموذج الذي يدمج بين قطاعات االتصال و الحوسبة و االعالم ،أو النموذج الذي يتألف
من أربعة طبقات تتضمن قطاعا يمتلك وظيفة اقتصادية محددة و هي :الطبقة األولى :تشمل
شركات انتاج عناصر الشبكة و متمماتها و البرامج و املعدات التقنية.الطبقة الثانية :تشمل
ُ
للمزيد من املعلومات حول املسابقة أنظر :الرؤية ،تيك توك تطلق التحدي األول لصناعة األفالم عبر منصتها ،البوابة
االعالمية رؤية ،الشركة العاملية لالستثمارات اإلعالمية في العاصمة أبوظبي ،نشر بتاريخ 02جانفي ، 0202
https://www.alroeya.com/130-41/2192251-
https://jow.radio/
مثل تطبيق YARAالذي يعتبر أول تطبيق جزائري لبث و مشاهدة األفالم و املسلسالت حسب الطلب على االنترنت أطلقته
مؤسسة Ya Tecnologiesو برعاية من اوريدو .
78
مشغلي و مقدمي خدمات الشبكات .الطبقة الثالثة :تشمل منصات محركات البحث (مواقع
الكترونية للتسويق ) .الطبقة الرابعة :تشمل املنصات التي تتضمن املؤسسات االعالمية و منتجي
املحتوى و املستخدمين171 .
و من جهة أخرى ال ننس ى أن النشاط املقاوالتي اإلعالمي يمكن أن يمارس على مستوى
اإلبداع الفكري اإلعالمي في صناعة الخبر و انتاج املحتوى ،و في هذا اإلطار نسوق بعض األمثلة
من نماذج أعمال إعالمية ابتكرت خدمات إعالمية مميزة لجمهورها و انطلقت كبداية من
منصات التواصل االجتماعي كالفايسبوك لتتحول فيما بعد إلى مؤسسات إعالمية رقمية ناشئة :
-0ميغافون :ولدت فكرة منصة" ميغافون " ( ) Megaphoneعام 0221مع اقتراب
االنتخابات النيابية في لبنان .و كان أساسها معالجة األخبار و املقاالت املكتوبة بشكل
سردي و تحويلها إلى رسوم بيانية و فديوهات تخاطب الشباب و تقربهم بطريقة مبتكرة
و إلى الواقع السياس ي اللبناني .172و أثناء رحلة بحت رواد املنصة عن مسرعين
حاضنات تساهم في تحويل عملهم إلى شركة إعالمية ناشئة ،نجحوا في تحقيق هذا
الحالم و ميغافون حاليا هي موقع الكتروني و منصة إعالمية مستقلة تقوم بإنتاج
محتوى تحليلي نقدي توضيحي متعدد الوسائط لتغطية األخبار املحلية بلبنان ،علما أنها
مموله من قبل املؤسسة األوروبية من أجل الديمقراطية ،و منظمة دعم اإلعالم الدولي
173.
الت ّ
متخصصة في مجال ّ
ّ ّ
حقق من األخبار ،رفعت -2فتبينوا :هي منصة إعالمية مستقلة
خال من الخرافة " ،انطلقت عام 0224على شكل صفحة شعار " نحو محتوى عربي ٍ
ّ
املنصات الرائدة عر ًّبيا على الفيسبوك ثم ّ
تطورت بعد ذلك باستمرار ،و اليوم تعتبر من
و األخبار ّ
العربي على اإلنترنت من اإلشاعة في هذا املجال .تهدف إلى تنقية املحتوى
الكاذبة و الخرافات و نقل الحقيقة كما هي في كل املجاالت العلمية ،االجتماعية ،
السياسية و غيرها من املجاالت 174 .و ذلك بإتباع آلية عمل دقيقة ووفق خطوات عديدة
174املوقع الرسمي ملنصة تبينوا متوفر على الخط التالي /https://fatabyyano.net/fatabyyano-team :
79
للتحقق من املعلومات ثم نشرها على املنصة . و يقيس رائد منصة فتبينوا معاذ الظاهر
مؤشرات نجاح املشروع من خالل عدة عناصر من ضمنها:175
تحقيق أكثر من 100,000زيارة شهريا ملوقع فتبينوا منذ بداية. 2019
حوالي 500,000متابع على الفيسبوك.
أكثر من 4ماليين مشاهدة لسلسلة فيديوهات فتبينوا .
الحصول على درجة 9.8من 10في تقييم شامل تم طرحه للجمهور في 22دولة عربية ،
شارك فيه أكثر من 1730مشاركا.
-0الجريدة اإللكترونية الجزائرية "توالى " :تعتبر أول جريدة إلكترونية رائدة في
الجزائر متخصصة في الصحافة املتأنية ،تأسست عام 0222في ظل املشهد اإلعالمي
الذي يتميز بتخلي غالبية وسائل اإلعالم الجزائرية عن مهمتها األصلية ،أي توثيق
األحداث و تحريك تيارات الفكر ،و لذلك كان الهدف األساس ي لرواد الجريدة هو تقديم
للقارئ معلومات دقيقة و موثوقة و ذات جودة تنبئ و تفكك و تحقق من أجل تنوير
الرأي العام عبر نشر أخبار و مقاالت أسبوعية معمقة ،فيديوهات و تسجيالت صوتية
،ريبورتاجات طويلة و تحقيقات تروي قصصا تعنى بالصالح العام ،و كذا آراء أقالم
176. صحفية مساهمة من خارج فريق الجريدة
يذكر أن جريدة توالى فضال عن تميزها في الخدمات اإلعالمية املقدمة لقرائها فهي كذلك تتبنى
نموذج اقتصادي جديد في الجزائر و القائم على اشتراكات القراء ( األسبوعية ،الشهرية
و السنوية ) مثلما هو معمول به في بعض مواقع الصحف الغربية .
ملزيد من املعلومات حول آلية العمل املتبعة في تحقيقات منصة تبينوا /https://fatabyyano.net/our-methodology :
175مؤسسة مهارات ،مرجع سبق ذكره ،ص 25
176املوقع اإللكتروني لجريدة توالى متوفر على الخط التالي https://twala.info/ar/ :
80
املوظف الذي يقتصر في تنفيذ املهام التي توكل له من قبل رؤسائه باملؤسسة االعالمية دون أخذ
مبادرة التغيير أو االستقالل بنفسه .
و من جهة أخرى يمكن أن يمارس أيضا النشاط املقاوالتي اإلعالمي كل فرد يعمل في املجال
اإلعالمي و يقدم قيمة مضافة مميزة ملؤسسته تجعلها تطور من خدماتها اإلعالمية للجمهور ،
مثل :املكلف بمهمة اإلخراج الصحفي أو التلفزيوني أو اإلذاعي ،القائم على إدارة التوزيع و
التسويق ...
ً َ
و في سياق آخر يطرح بعض الباحثين سؤال كيف يصبح اإلعالمي رائد أعمال و ُيك ّون مشروعا
بأفكار ريادية ؟ و اإلجابة عنه تكمن في أن " الصحفي سيصبح بمثابة "عالمة إعالمية " مثل أي
عالمة تجارية قائمة بحد ذاتها يمكنه إنشاء مشروع ريادي خاص به ذي انتشار واسع و نجاح قوي
من خالل املحتوى املوثوق الذي يقدمه لجمهوره 177.
177 https://awaan.sa/archives/3958
81
فرصة لتحقيق أرباح جيدة .
تصبح املؤسسات اإلعالمية املقاوالتية في الجزائر إضافة إلى االقتصاد الوطني تساهم في
دخله القومي و إنعاشه بدل من كونها عالة عليه .
املساهمة في التنمية االقتصادية للجزائر من خالل التوجه نحو إنشاء مؤسسات
إعالمية ناشئة و متخصصة في اإلعالم االقتصادي و املقاوالتي .
فرصة إلعادة النظر في كيفية انقاذ مختلف املؤسسات اإلعالمية خاصة الصحفية منها
من األزمات املالية املتكررة و التفكير في ابتكار نموذج اقتصادي جديد يكون مصدر
تمويلها الذاتي .
أجهزة املر افقة املقاوالتية في املجال اإلعالمي : -V
سنستعرض فيما يلي أهم أجهزة دعم النشاط املقاوالتي اإلعالمي سواء تلك املوجودة في الجزائر
أو الدول العربية أو العالم بصفة عامة :
-0املنصة الرقمية الجزائرية " تحيا السينما " :التي أطلقتها املخرجة ظريفة مزنر و
و تجمع املواهب و الكفاءات في السمعي البصري و السينما في الجزائر ،
تمنح لهم الفرصة للحصول على عمل في مجال السمعي البصري ،انتاج املشترك لألفالم
،تمويل مشاريعهم السينمائية ،مساعدتهم كذلك على االبداع ،اإلنتاج ،و التفاعل
،تصفح إعالنات العمل ،الترويج للمشاريع السينمائية التي تحتاج إلى تمويل ،و تشكل
املنصة همزة وصل بين حاملي املشاريع السنيمائية و السمعية البصرية و املنتجين و
املمولين ،كما تمكنهم من الولوج إلى املعلومات والوسائل الضرورية لتكوينهم في مهن
السينما و السمعي البصري بالجزائر و الخارج178 .
-2البرامج التلفزيونية :تعتبر البرامج التلفزيونية التي تهتم بمجال ريادة األعمال من
بين أهم أجهزة دعم املقاوالتية التي يتغافل عنها الكثيرون ،حيث تقوم الفكرة العامة
لهذه البرامج على أن يتم استعراض أبرز مشاريع ّرواد األعمال الشباب أمام كبار
املستثمرين الذين عادة ما يكونون ذوي شهرة كبيرة في مجال األعمال ببالدهم ،فيقومون
/https://www.tahyacinema.com 178
82
بطرح األسئلة على صاحب املشروع ،و تحديد إن كان هذا املشروع ناجح أم ال ،و من ّ
ثم
و يعتبر برنامج قيام أعضاء اللجنة باتخاذ القرار باالستثمار في املشروع أو رفضه .
"وكر التنانين ") (Dragons Denالياباني الذي بث للمرة األولى في العام 0222أول برنامج
َ
يهتم باملشاريع املقاوالتية ،و حاز على شهرة هائلة جعلت كل بالد العالم تشتري حقوقه
ّ امللكية و ّ
تحولها إلى برامج محلية نذكر منها :النسخة األمريكية للبرنامج الحامل اسم "
و الذي بدأ في البث عام شارك تانك ..في حضرة القروش الكبيرة " )(Shark Tank
0222و عرف انتشارا حول العالم أكثر من غيره من النسخ بسبب اإلثارة الكبيرة التي
ّ َ
تتضمنها حلقات البرنامج و األسلوب املختلف الذي يتبعه املستثمرون "القروش" في
الحكم على املشاريع وطريقة تجاوبهم مع أصحابها 179 .علما أنه حاليا في موسمه . 20
أما فيما يتعلق بالنسخ العربية من النسخة األم لهذا البرنامج فنجد العديد منها في التلفزيونات
ّ
املحلية العربية ،مثل :برنامج "العرين" الذي أذيع في تلفزيون املستقبل اللبناني ،و برنامج
"التجار" الذي أذيع عبر التلفزيون السعودي ،وّ "املشروع" في قناة النهار املصرية ،و برنامج
غيرها من البرامج و خاصة الغربية منها التي اهتمت بمجال املقاوالتية و منحت فرصة للشباب
املقاول في استعراض مشروعه و حصوله على التمويل ،و كذا استعراض تجارب ّرواد األعمال
الذين استطاعوا تحويل مشاريعهم من مجرد فكرة إلى مؤسسة ناشئة ثم مؤسسة ريادية
عمالقة.
-0املدن اإلعالمية اإلبداعية :تتمتع املدن اإلبداعية بوجود قطاع فنون و ثقافة حيوي
،و قدرة على توليد فرص العمل و االنتاج في الصناعات الثقافية ،كما أن تسلط الضوء
على أهمية االقتصاد الذي يحركه االستهالك و االنتاج الثقافي ...و تعد املدن االقتصادية
املتخصصة من املدن اإلبداعية و هي أهم وسائل الجذب االستثماري و لعل من أبرزها "
املدن اإلعالمية املتخصصة التي تسابقت في تقديم التسهيالت للمؤسسات املختلفة .و
ما يميز املدن اإلعالمية بأنها تعطي أصحاب املؤسسات اإلعالمية ملكية ملؤسساتهم ،
و غيرها من االمتيازات 180.و من املدن فضال عن الدعم التكنولوجي و اإلبداعي
اإلعالمية املوجودة في العالم العربي نذكر :املدن اإلعالمية في اإلمارات و أهمها في دبي ،
179عماد أبو الفتوح ،برامج تلفزيونية ملهمة يجب أن يشاهدها رواد األعمال ،موقع الجزيرة ،نشر بتاريخ ، 0221/22/05
متوفر على الخط التالي /https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/entrepreneurship/2017/8/25 :
180بشرى جميل إسماعيل ،اإلبداع اإلعالمي في الفضائيات العربية ،ط ، 2عمان األردن ،دار أسامة للنشر و التوزيع ، 0220 ،
ص ص 211- 216
83
مدينة اإلنتاج االعالمي في القاهرة ،مدينة اإلعالم الحرة في األردن ،و أخرى في لبنان ،و
مثلها في املغرب.
و تعتبر هذه املدن اإلعالمية التي تتواجد في مناطقة حرة بيئة لالبتكار حاضنة للشركات املحلية
و اإلقليمية و الدولية العاملة في مختلف قطاعات اإلعالم ،حيث تشجع و تدرب أصحاب
املواهب العاملة فيها ،تقدم خدمات اإلنتاج و ما بعد اإلنتاج ،تشحع التعاون و الشراكات
الخالقة ،فهي تقوم على أربعة دعائم و هي :التدريب ،االبتكار ،االنتاج و التواصل 181.
و يمكن أن نشبه املدن اإلعالمية التي من شأنها أن تشجع على ممارسة النشاط املقاوالتي
اإلبداعي في هذا املجال بوادي السيليكون ( ) Silicon Valleyاملوجود في مختلف الدول و أولها في
منطقة كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية الذي يضم جميع املشاريع الريادية و الشركات
الناشئة و العمالقة في مجال التقنية العالية و لهذا لقب بعاصمة التكنولوجيا في العالم .
و -4املسابقات :هي بمثابة مبادرات عاملية أو محلية تنظمها مختلف الجهات العربية
الغربية لتعزز ثقافة ريادة األعمال في مختلف أنحاء العالم ،حيث تمكن املقاولون من
طرح أفكار مشروعهم و ظفرهم بالتمويل الالزم إلطالقه ،و كذا تمكين رواد األعمال و
تعزيز البيئة الحاضنة لالبتكار عبر ثالث مسارات :مسار األفكار ،و مسار الريادة
املجتمعية ،ومسار الشركات الناشئة .و من بين هذه البرامج نذكر :مسابقة رواد
األعمال الشباب ( ،)The Youth Citizen Entrepreneurshipمسابقة MITلريادة
األعمال... الخ
-5برنامج مركز التوجيه للمبادرات اإلعالمية الناشئة الرقمية في الشرق
ً
األوسط و شمال افريقيا :استكماال ملسيرة شبكة الصحفيين الدوليين الداعمة
للشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة و إطالع الصحفيين على الخطط و االستراتيجيات
واألدوات الجديدة التي تساعدهم على تحسين مهاراتهم وجودة أدائهم تم إطالق برنامج
ً
سواء كانت إلكترونية أو لها عالقة مركز التوجيه للمبادرات اإلعالمية الناشئة الرقمية
181عباس مصطفى صادق ،املدن اإلعالمية الحرة في دولة اإلمارات ،مركز الجزيرة للدراسات ،متوفر على الخط التالي:
http://site.iugaza.edu.ps
ملزيد من املعلومات حول املسابقة انظر :
https://www.google.com/search?client=firefox-b-d&q=The+Youth+Citizen+Entrepreneurship
ملزيد من املعلومات حول املسابقة أنظر https://www.mitarabcompetition.com/ar/site/index :
84
ً
باألجهزة املحمولة أو صناعة املحتوى الرقمي أو تطرح حلوال رقمية مبتكرة للتقديم في
الشرق األوسط و شمال افريقيا ،الذي هو حاليا في دورته الثامنة الخاصة بالسنة
. 0200-0202
و خالل فترة البرنامج ،سوف يقوم ّ
موجهان بإرشاد املشاركين على التخطيط االستراتيجي ووضع
خطة عمل ،و تفعيل الحمالت اإلعالمية و تطوير الخدمات أو املحتوى ّ
املقدم .باإلضافة إلى
ً
كيفية تحسين املحتوى املكتوب والبصري ،و كذا التسويق الرقمي عموما و عبر وسائل التواصل
ّ
سيتعرف االجتماعي بحسب متطلبات كل شركة لتحقيق أفضل النتائج .و من جهة أخرى
وفقا لبلدهم العربي و ما يحتويه من مؤسساتاإلعالمية ً
ّ املشاركون على كيفية دراسة السوق
ّ
إعالمية منافسة و طريقة عملها .و في نهاية برنامج مركز التوجيه ،ستقدم شبكة الصحفيين
الدوليين جوائز تمويل أساسية ّ
قيمة هدفها استكمال املشاريع وديمومة الشركات الناشئة 182.
182شبكة الصحفيين الدوليين ،ندعو املبادرات اإلعالمية العربية للتقديم إلى برنامج مركز التوجيه بدورته الثامنة ،تم النشر
بتاريخ 24 :جوان ، 0202متوفر على الخط التالي /https://ijnet.org/ar/story :
85
املحور الرابع :اإلبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الصحفي
املطبوع و اإللكتروني و السمعي البصري )
و يعرف الباحث ديب نايف أبو لطيف اإلبداع بأنه " تفاعل فكري إنساني خالق ،يولد نتاجا
بكرا مفيدا قابال للتنفيذ لسد حاجة أو أكثر 184".
الجدير بالذكر أن بعض الباحثين يميزون بين اإلبداع و التجديد رغم اعترافهم في ذات
الوقت بوجود تداخل بين املفهومين .و التجديد حسبهم يمثل أحد تطبيقات التفكير اإلبداعي ،
حيث يعرفونه بأنه هو " اإلدخال و التطبيق القصديين لعدد من األفكار أو العمليات أو املنتجات
أو اإلجراءات في عمل أو عمل فريق أو مؤسسة ،بحيث تكون األفكار و العمليات جديدة بالنسبة
لذلك العمل أو الفريق أو املؤسسة ،و تصمم لتحقيق فائدة لذلك العمل أو الفريق أو املؤسسة
أي مصممة لتحسين أداء املؤسسة أو الفريق ".و عليه يوجد فرق واحد بين اإلبداع و التجديد و
183سالم عبد هللا سعيد الفاخري ،سيكلوجية االبداع ،مركز الكتاب األكاديمي ، 0222 ،ص ص 20-22
184ديب نايف أبو لطيف ،اإلبداع من الفكر إلى املمارسة ،دار رسالن ، 0225 ،ص 01
86
هو أن االبداع مدفوع بحوافز ذاتية ( تعبير ذاتي ) ،بينما التجديد مدفوع بحوافز خارجية و
الحاجة لتجاوز املعايير السابقة 185.
و نعرف اإلبداع إجرائيا بأنه هو نشاط ذهني ،قدرة الفرد على استخدام مهاراته العقلية
و إليجاد و توليد و انتاج أفكار جديدة ،أصيلة ،خارجة عن املألوف و مفيدة للفرد و املجتمع
و املؤسسة .و لإلبداع أنواع فقد نجد اإلبداع اإلداري و التنظيمي و الفني و التكنولوجي
اإلعالمي و العلمي و الفكري ...و نحن ما يهمنا من أنواع اإلبداع هو الذي يمارس في املجال
املقاوالتي اإلعالمي .
حيث يدور االبداع في املجال املقاوالتي أو الريادي حول " عملية تنتج من خاللها أشياء جديدة ،
فهو يشير إلى الطرق الجديدة و اإلبداعية لخلق قيمة من خالل منتجات و خدمات ،أو نماذج
أعمال أو عمليات جديدة " .كما يمكن تعريف اإلبداع بأنه " عملية تتكون من أفكار و رؤئ
أصيلة ذات قيمة و من ثم وضعها موضع التطبيق بحيث تكون نتائجها مقبولة و قابلة
" لالستعمال من قبل أعداد كبيرة من األشخاص " .و يتلخص اإلبداع عند البعض في أنه
الحل اإلبداعي للمشكلة ،حيث حل أي مشكلة من دون وجود عنصر إبداعي ،ليس عمال إبداعيا
حقيقيا ،إضافة إلى أن الفكر اإلبداعي الذي ال يجد له تطبيقا في حل مشكالت عالم الواقع ال
يمكن عده إبداعا أيضا ،فاإلبداع هو الدم الذي يجري في شريان حياة املؤسسات ألنه يتعلق
بالحاجات الحقيقية و بناء جسر من أجل الوصول إلى حلول لها 186 ".
و من جهته شرح جويل بودوني ( ) Joel Podolnyالذي يشغل منصب نائب عميد املوارد
البشرية في شركة أبل فكرة اإلبداع في خلق القيمة بقوله " يمكن أن تكون صاحب شركة قابلة
للحياة و االستمرار ،إما بسبب أنك جيد جدا في خلق القيمة ،أو بسبب أنك حاذق جدا في
التقاط القيمة التي يخلقها اآلخرون و استثمارها " .و قد أضاف ذات املتحدث " النجاح من
خالل الفكرة اإلبداعية غالبا ما يتطلب أن يكون املرء مبدعا أي أن تعرف كيف تجمع القيمة مع
أشياء أو تضيفها إلى أشياء لم تكن بينها و بين القيمة عالقة من قبل 187".
185مارك رانكو ،ترجمة شفيق فالح عالونة ،اإلبداع نظرياته و موضوعاته ( البحث و التطور و املمارسة ) ،ط ، 0إصدارات
موهبة العلمية ،السعودية ،العبيكان للنشر ، 0222 ،ص ص 352-351
186توني وانر ،ترجمة منذر محمود صالح محمد ،صناعة املبدعين -تنشئة األجيال الشابة التي ستغير وجه العالم ،
إصدارات موهبة العلمية ،السعودية ،العبيكان للنشر ، 0221 ،ص 01
187املرجع نفسه ،ص 02
87
و تعتبر املشاريع املقاوالتية اإلبداعية جيل جديد من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة التي
تعتمد على أفكار ابتكارية و تكنولوجية غير تقليدية مستفيدة من الفرص الجديدة التي يتيحها
االقتصاد القائم على املعرفة ،و تنطوي على احتمال نمو واعد ،كبير و سريع " .أي أنها تلك
املشاريع التي تقوم على أفكار غير مألوفة في بيئتها و تثمن العقول املبدعة و الخبيرة أكثر من
اليدي العاملة ،و تعد بخلق قيمة مضافة عالية في وقت قصير بغض النظر عن ضآلة مدخاللتها
188 املالية .
و من جهة أخرى لفت بعض الباحثين االنتباه إلى أن االبداع املقاوالتي ال يعني بالضرورة ابتكار
جيل ثاني من منتج ما ( هاتف ذكي مثال) ،إذ من املمكن أن يدور حول الطريقة التي تتعامل فيها
املؤسسة الناشئة مع زبائنها ،و قد يتجسد اإلبداع أيضا في مجال توسيق منتجاتها الرئيسية و
الخدمات التي تقدمها أو في طرح النماذج التجارية الجديدة و االستراتيجيات الجديدة املتبعة في
خوض غمار املنافسة في السوق 189.
و بناء على ما تقدم نخلص إلى أن اإلبداع املقاوالتي يشمل على عدة أنواع من اإلبداعات :
االدارية ،التنظيمية ،التسويقية ،...كما أنه ينطوي على عدة معاني فقد يكون فكرة قديمة ملنتج
أو خدمة موجودة أصال في السوق أو مؤسسة توقف نشاطها فيقوم بإعادة طرحها أو بعثها أو
تشغيلها أو هيكلتها في شكل فريد و مميز يختلف تماما عن ما كانت عليه من قبل ،بمعنى يضع
ملسته و بصمته في هذا املجال .
أما االبداع في العمل اإلعالمي فننظر إليه كنوع من الفعل املقاوالتي الدءوب على تطويره
بشكل مستمر باألفكار االبداعية التي تعتبر عنصر و مقوم أساس ي للريادة اإلعالمية و الحجر
األساس الذي ترتكز عليه .علما أن اإلبداع في املؤسسات اإلعالمية قد يكون على املستوى
الفردي ( املقاول الصحفي أو اإلعالمي الريادي ) أو الجماعي ( فريق عمل ) و هذا يؤدي بدوره إلى
تحقيق االبداع املؤسساتي .
كما ننظر إلى االبداع في مجال املقاوالتية اإلعالمية على أنه مهارة ايجاد حلول ملشكالت تواجهها
مختلف املؤسسات اإلعالمية مثال مشاكل في تسويق منتجاتها كالبرامج تلفزيونية أو في التوزيع ،
188الشريف بقة ،عماد الدين شرعة ،دور الحاضنات اإلبداعية التكنولوجية في تطوير و ترقية اقتصاد املعرفة ،مجلة تنمية
املوارد البشرية ،املجلد ، 2العدد ، 22ص 252
189توني وانر ،مرجع سبق ذكره ،ص 02
88
انخفاض نسبة املشاهدة أو املقروئية ،أزمة مالية ...و غيرها من املشاكل شريطة أن تكون أفكار
هذه الحلول فريدة من نوعها و تحل املشكل .
أما فيما يتعلق بمفهوم االبتكار ( ) Innovationفهو اآلخر يحمل العديد من التعريفات
املتنوعة باختالف الباحثين و تخصصاتهم غير أنها تصب معظمها في معنى واحد و هو أن " كل
االبتكارات تبدأ باألفكار الخالقة ( اإلبداعية ) و عليه فاالبتكار هو التنفيذ الناجح لتلك األفكار
داخل املؤسسات ،و عليه يعتبر إبداع األفراد و املجموعات هو نقطة البداية لعملية االبتكار ،
أي أن االبداع شرط ضروري لالبتكار ،و باختصار فإن ما يميز اإلبداع عن االبتكار هو أن األول
يعني اإلتيان بأفكار جديدة ،بينما الثاني يعني تجسيدها 190.
و في تعريف آخر االبتكار هو " النتيجة الناجمة من إنشاء طريقة أو أسلوب جديد في اإلنتاج،
و كذا التغيير في جميع مكونات املنتج أو كيفية تصميمه ".و اقتصاديا هو تغيير في قيمة املنتج و
الرضا الناتج عن املوارد املستخدمة من قبل املستهلك .و االبتكار يشمل االبتكار التكنولوجي
الناتج عن البحث و التطوير في أساليب و طرائق االنتاج ،و االبتكار التنظيمي الذي يرتبط
بابتكار و استحداث أساليب و نظم التسيير و اإلدارة و التخطيط و التنظيم ،بهدف دعم نظم
املؤسسة و تحسين هيكلتها و تقوية العالقة بين مختلف أفرادها و تحفيزهم نحو أهدافها بكفاءة
و فعالية 191.
و من هذا املنطلق عندما نريد أن نربط بين مفهوم اإلبداع و االبتكار نستنتج أن األفكار
االبداعية تنتهي عادة بظهور منتج جديد لم يسبق استحداثه من قبل أو تطوير ش يء موجود
أصال لكن بطريقة جديدة و في هذه الحالة يسمى ابتكارا .و بعبارة أخرى فإن االبداع كعملية و
نشاط مرتبط بالفكرة الجديدة و االبتكار هو الجزء امللموس املرتبط بالتنفيذ و تحويل الفكرة
إلى منتج اعالمي .و عادة األفكار االبداعية مرتبطة باألفراد و تحويلها إلى مبتكرات أو ابتكارات
يكون من خالل املؤسسة املحتضنة لتلك األفكار .أي أن االبتكار هو التطبيق الخالق أو املالئم
لإلبداع ،كما أن هذا األخير هو الخطوة األولى لالبتكار.
190السيد نصر الدين السيد ،االبتكارو إدارته ،القاهرة مصر ،املكتبة األكاديمية ،2011 ،ص 25
191مصطفى عوادي ،دور إدارة االبتكار في تحسين مستوى االبتكار و اإلبداع في الدول و املؤسسات العربية ،مجلة الدراسات
االقتصادية و املالية ،جامعة الوادي الجزائر ،املجلد ، 3العدد ، 2ص 044
89
عناصر العملية االبداعية في النشاط املقاوالتي اإلعالمي ( الشخصية -II
املبدعة ،الفكرة ،سياق اإلبداع ،اإلنتاج اإلبداعي " املنتج اإلعالمي")
تتكون العملية االبداعية في املجال اإلعالمي من عدة عناصر أساسية تتمثل في:
-0الشخصية املبدعة :الفرد املبدع هو الفرد القادر على التفكير الذي يمكنه من
اكتشاف املشكالت و املواقف الغامضة و من إعادة صياغة عناصر الخبرة في أنماط
جديدة تتميز بالحداثة بالنسبة للفرد نفسه و للمجتمع الذي يعيش فيه و هذه القدرة
كما أن الشخصية املبدعة ترى ما ال يراه عليها و تنميتها 192. على اإلبداع يمكن التدرب
اآلخرون و ترى املألوف بطريقة غير مألوفة ،الذي تكون له القدرة على حل املشاكل
بأساليب جديدة 193...
و الشخصية املبدعة عند ممارسة املقاوالتية اإلعالمية يتقمصها بالدرجة األولى املقاول اإلعالمي
( الصحفي الريادي ) الذي يعمل على صناعة املحتوى اإلعالمي أو أي شخص يساهم بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة في عملية االنتاج الفكري و املادي للمنتج اإلعالمي .فالصحفي املقاول
املبدع هو املستعد دائما إلى تبني التغيير ،و ال يشعر بالرضا على الطريقة التقليدية التي يعمل
بها داخل املؤسسة ،و القادر على التفكير خارج املألوف .
و في ذات السياق يرى بعض الباحثين أن الفرد املبدع تتوفر فيه سبعة مهارات و هي 194 :
90
في حين يرى البعض اآلخر من الباحثين أن هذه املهرات ضرورية ليصبح الفرد مبدعا لكنها ليست
كافية ،فأضافوا ميزات مثل :القدرة على التحمل ،و الرغبة في إجراء التجارب ،و الخوض في
مغامرات محسوبة و التغاض ي عن األخفاق و تقبله و القدرة على تفكير التصميم ،إضافة إلى
التفكير الناقد 195.
و و في نظرنا فإن الشخصية املبدعة املرتبطة بالصحفي تتوفر على نفس سمات
صفات املقاول ( الشخصية و الدافعية ) التي سبق و أن استعرضناها في محاضرة سابقة :من
الجرأة ،الشجاعة ،الطموح ،حب االستطالع ،املثابرة ،الحركة املستمرة ،التفاؤل ،التخطيط
،توسيع دائرة مصادره لألخبار و املعلومات ،امليل للبحث ،مهارات التفكير االبداعي ...الخ
و في املجال اإلعالمي يعرف الباحثون عملية اإلنتاج اإلبداعي بأنها " عملية ال تقتصر على
العامل املادي فقط و إنما تشمل الجوانب الجمالية و اإلبداعية و الفنية التي تهدف إلى
تحويل األفكار ( من فكرة) إلى مجموعة من النصوص ،الصور و األصوات ووضعها في قالب
195نفس املكان
196الشريف بقة ،عماد الدين شرعة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 252
91
فني شيق بهدف توصيلها إلى الجمهور و التأثير عليهم ".و هذه العملية اإلبداعية تحتاج إلى
و التخطيط و املحاسبة و الهندسة اإلذاعية و تكاتف خبرات عديدة في مجاالت اإلدارة
التصوير بكل أنواعه و الصوت و فنون اإلضاءة و الديكور و التمثيل و املؤثرات و التسويق و
البحوث و اإلخراج الفني ...الخ.
و يعرف أيضا اإلنتاج اإلعالمي ( الصحفي ،التلفزيوني ،اإلذاعي ،السينمائي و الرقمي ) على أنه "
الخ طوات املتعددة التي تؤدي إلى تحويل فكرة جيدة إلى مادة مكتوبة أو مسجلة ( صوتيا و بصريا)
أو رقمية متعددة الوسائط تكون في مجموعها مادة /برنامجا إذاعيا تلفزيونيا متكامال197.
و من وجهة نظرنا فإن اإلنتاج اإلبداعي في املجال اإلعالمي فهو متنوع نظرا لخصوصية هذا
و املجال الذي تنشط فيه مختلف وسائل اإلعالم التقليدية و الحديثة املكتوبة
اإللكترونية و السمعية و السمعية البصرية ،كما أن منتجها اإلعالمي يحمل بعدا اقتصاديا و في
ذات الوقت بعدا إعالميا ،و أيضا هناك بعض املنتجات اإلعالمية تزيد قيمتها بزيادة استهالكها
من قبل الجمهور و رغم ذلك ال تنفذ ( أي ال تنتهي مثل املنتجات االقتصادية) .
و يمكن أن يكون اإلنتاج اإلعالمي االبداعي عبارة عن خدمات إعالمية مميزة في عدة مجاالت
تقدمها مختلف املؤسسات اإلعالمية لجمهورها من خالل محتواها األصيل و الفريد .كما يتخذ
املنتج اإلعالمي شكل فكرة جديدة لبرنامج تلفزيوني ،إذاعي ،سيناريو ملسلسل أو فيلم سينمائي)
لروبورتاج ،تحقيق ...الخ و أيضا قد يكون طريقة جديدة في معالجة األخبار و في توزيع و نشر و
بث املحتوى اإلعالمي .
و عليه نعرف املنتج اإلعالمي على أنه أي ش يء غير ملموس يعرض في السوق اإلعالمية
كأية سلعة أخرى و يلبي حاجات الجمهور أو املؤسسات االعالمية و يخضع لعملية التبادل مثلما
يحدث في حالة البرامج التلفزيونية مثال التي يتم انتاجها ثم بيعها إلى قنوات أخرى .
و حسب الباحثين فإن اإلنتاج اإلبداعي مهما كان مجاله يجب أن يتصف بسمات و إال ال
يعتبر منتجا ابداعيا و هذه السمات تتمثل خاصة في :
-الجدية أي األصالة و أال يكون عاجزا أو متكئا بصورة أساسية وجوهرية على سواه في
تحقيق ما يرمي إليه املبدع من إبداعه.
197حسن علي قاسم ،إنتاج املواد السمعبصرية :األسس العلمية و املهنية ،ط ، 2القاهرة مصر ،العربي للنشر و التوزيع ،
، 0222ص 22
92
-أن يعكس املنتج اإلبداع قيمة جديدة يستفيد منها الفرد و الجماعة ،بحيث يسد حاجة
أو أكثر أو جزء من حاجة198 .
و هو نفس الرأي الذي ذهب إليه " كروبلي " الذي يرى أن صفة الجدة ال تكفي لكي يعتبر منتج
ما إبداعيا بل أيضا املالءمة و الفاعلية ،و بعبارة أخرى ينبغي ألي منتج أن يكون أكثر من أصيل
و أكثر من جديد ،إذ البد له أيضا أن يسد الحاجة التي أبدع من أجلها .كون أن الفكرة تبقى في
غياب املنفعة أو الفاعلية مجرد فكرة أصيلة و قد تكون غريبة و ال قيمة لها مما يعني " أنها غير
إبداعية " 199.
و بما أن العمل اإلعالمي اإلبداعي ال يعني أن يتم نقل الصحفي الواقع بشكل اعتباطي أو وفق
قوالب جاهزة و جامدة بل يجب أن يكون هناك تفاعل بين الخصوصية و االبتكار يتحقق في
عملية النقل و الصياغة لذلك يمكن تحديد أبرز سمات اإلبداع في العمل الصحفي بما يأتي200 :
93
و الرأي باألمن الننفس ي و شعوره الداخلي بالحرية في التفكير و التعبير الحر ،و تمنح لفكرة
201". فرصة للتجريب حتى و عن بدا عليها خروج عن الشائع و املألوف
و العكس صحيح في حالة إذا كانت بيئة املقاول سلبية و غير مشجعة و غير محفزة بل مثبطة
للطموحات و األفكار الريادية .
و في هذا الصدد يقسم بعض الباحثين السياق اإلبداعي الذي يمكن أن يساعد على نمو
اإلبداع و تحسينه إلى قسمين :الظروف العامة و التي ترتبط باملجتمع و ثقافته ،أي الظروف
السياسية و االجتماعية الثقافية السائدة في املجتمع و مدى قدرتها على تهيئة سياق مشجع
لالبداع .و ثانيا الظروف الخاصة املرتبطة بسياق العمل أو الفعل االبداعي ،كظروف الكتابة
أو العمل أو االنتاج 202. الصحفية
و يعتبر املناخ الصحفي املشجع على التفكير و إبداء الرأي و التطوير عنصر هام في عملية
اإلبداع ،فاإلدارة الصحفية التي تعتمد على الشللية و املحاباة و املجاملة ،و تمنع محرريها من
التفكير و التجريب و التطوير ستظل مؤسسة اعالمية جامدة مهددة بالتوقف .أما إذا توفرت
اإلدارة الصحفية التي تفهم ماهية اإلبداع و تشجع محرريها و العاملين بها و ذوي املهارات الخاصة
على االبتكار و التطوير و تقدم لهم كل الدعم و تمنحهم الفرصة في االرتقاء سينعكس بذلك
عليها .و من املهم أيضا أن تشيع روح الزمالة و التقدير و التعاون داخل املؤسسات اإلعالمية203 .
و بدورهما خلصتا الباحثان سعاد ين سالم و المية مومن في دراستهما إلى أن الضغوط املهنية
املتمثلة في ضغوط الوقت ،و ضغوط السياسة التحريرية ،إضافة إلى عامل الخبرة املهنية يلعبون
دورا مهما في زيادة مستوى النشاط االبداعي من عدمه .كما للعوامل االجتماعية تأثير في االنتاج
اإلبداعي اإلعالمي ،حيث الصحفيين املبدعين غالبا ما كانوا يحظون خالل مراحل التنشئة ا
الجتماعية و األسرية بالتشجيع و االحتضان الستعداداتهم من جانب أفراد األسرة ،كما كانوا
يتمتعون في طفولتهم بقدر كبير من الحرية و االستقالل و هو ما شكل حافزا لهم ملواصلة االتجاه
نحو شحذ قدراتهم االبداعية و تنميتها ملمارسة عملهم .204
94
و بناء على ما تقدم عن السياق اإلبداعي نستنتج أن البيئة الداخلية للصحفي تلعب دورا في
تعزيز روحه املقاوالتية و تنمية روح االبداع لديه في حالة إذا شجعت املؤسسة اإلعالمية التي
يعمل بها على ممارسة العصف الذهني الفردي أو الجماعي أو على األقل منحه فرصة تقديم
اقتراحات لتطوير أسلوب العمل و املحتوى االعالمي في إطار ما يسمى بالريادة الداخلية ،في حين
يتحول الصحفي املقاول أو الريادي إلى صحفي موظف عادي إذا بقي يعمل في إدارة اعالمية
تقليدية تهمل عنصري اإلبداع و االبتكار .
أما فيما يتعلق بالبيئة الخارجية للمقاول املبدع في املجال االعالمي فهي مرتبطة بتأسيس بيئة
اعالمية للتفكير اإلبداعي بداية بحرية االبداع املشروعة مع سن قوانين تحمي حقوق امللكية
الفكرية ،مرورا بإنشاء حاضنات و مسرعات أعمال تهتم باملشاريع الريادية اإلعالمية ،و مدن
اعالمية لديها القدرة على توليد األفكار اإلبداعية ،و نهاية بتقديم الدعم املالي لتحويل هذه
األفكار إلى ابتكارات في هذا املجال .هذا دون أن ننس ى البيئة اإلجتماعية و الثقافية للمقاول
الصحفي .
الجدير بالذكر أن سياق العملية االبداعية اإلعالمية في الجزائر و الدول العربية عامة غير
مشجع و هذا يعود إلى عدة أسباب أهمها 205 :
يكتس ي اإلبداع اإلعالمي طابعا حكوميا وليا للسلطة الحاكمة التي تمارس دور الرقابة لكل
إنتاج إعالمي.
تعمل املؤسسات اإلعالمية بمعزل عن الجامعات و مراكز البحث التي تلعب دورا في
الكشف عن الصعوبات التي تواجهها و طرح الحلول املناسبة لها .و بالتالي غياب الصالت
املوضوعية بين البحث العلمي و سياسات اإلنتاج اإلعالمي .
عدم اهتمام الجامعات اإلعالمية و كلياتها بمسألة التدريب اإلعالمي لطالبها الذي
يساعدهم على تنمية مهاراتهم و تعزيز قدراتهم اإلبداعية باعتبار أن البعض منهم
سيتوجه إلى العمل اإلعالمي و بالتالي سيساهم في عملية اإلنتاج.
االهتمام باإلنتاج االعالمي املستورد ( املدبلج و املترجم ) أو بأفكار مستوردة ( نسخ
لبرامج أجنبية ) و هذا راجع إلى ارتفاع تكلفة اإلنتاج الذاتي من جهة ،حيث أصبح شعار
صناعات املضمون اإلعالمي " ال تنتج ما دمت قادرا على الشراء " و غياب سوق عربية
95
حقيقية في مستوى الصناعات اإلعالمية أو ندرتها في بعض الدول العربية من جهة أخرى
.
و نحن نضيف سبب آخر و هو عدم حماية األفكار االبداعية من السرقة ،بمعنى حصول
الريادي على حقوق املؤلف ملصنفه الفكري ،مثلما هو الحال في الجزائر ،حيث ديوان حقوق
املؤلف و الحقوق املجاورة ال يحمي األفكار التلفزيونية مثال من السرقة .و باختصار فإن االنتاج
اإلعالمي في املؤسسات اإلعالمية متعاقد مع سلطة السياسة و املال و ال مكان لسلطة التفكير
اإلبداعي مادام أنها ال تخدم مصالح السلطتين ،و هذا ما حال دون تحول املؤسسات اإلعالمية
الحالية في الجزائر إلى مؤسسات مقاوالتية أي ريادية .
أنواع اإلبداع اإلعالمي ( اإلبداع التحريري ،الفني ،اإلداري ، -III
التكنولوجي ،االتصالي التسويق االبتكاري ) ...يمكن للريادي اإلعالمي أن
يمارس التفكير اإلبداعي في مختلف مراحل االنتاج اإلعالمي الفكري و املادي نذكر
منها :
-0القوالب البرامجية و الصحفية :إن القوالب البرامجية قابلة للتطوير
و باستمرار و من املفروض ال تتوقف ،فبإمكان الصحفي املقاول ابتكار
استحداث أنماط جديدة من األشكال اإلعالمية كتلك التي ظهرت في سنوات
سابقة :البرامج الحوارية ( ، ) Talk Showالبرامج السياسية الناقدة الساخرة
( مثل :البرنامج األمريكي دمى األخبار " ، " The daily showبرامج الفيتشر
و ) Featureالتي ظهرت كقالب إذاعي يتحدى القوالب اإلذاعية التقليدية
املعروفة ،صحافة املوبايل " ، " Mojoصحافة البيانات "" Data Journalism
،الصحافة املتأنية.
-2طرق توزيع و عرض و بث املنتج االعالمي :مثل استحداث منصات رقمية
و تطبيقات لبث و نشر املنتج اإلعالمي ،و في هذا الصدد نذكر سينما السيارات
كطريقة جديدة ملشاهدة األفالم السينمائية بدل من قاعات السينما ،منصة
نتفليكس التي كانت أولى املنصات التي تنشط في مجال الترفيه املنزلي عبر بث
ملزيد من املعلومات حول هذا القالب ابنظر :محمد فوزي كنازة ،املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ،مجلة البحوث و
الدراسات اإلنسانية ،العدد ، 0221 ، 24ص ص . 026 – 215
96
الفيدو ،و في الصحافة ظهرت في سنوات خالية طريقة توزيع الجرائد ببتوت
املشتركين بها .
-0طرق جديدة لتسويق املنتج اإلعالمي :و بالتالي زيادة نسبة املشاهدة أو
املقروئية مثلما فعلت بعض الجرائد الغربية كالجريدة البريطانية " The
و ً
جديدا للتسلية و اختبارات الذكاء ً
تطبيقا " Guardianحيث أطلقت
الكلمات املتقاطعة بجانب تطبيقها اإلخباري .
-4نماذج اقتصادية مبتكرة للتمويل :مثل نموذج التمويل الجماهيري عبر
نظامين االشتراك و العضوية الذي ظهر في سنوات ماضية و حقق نجاحا في
الدول الغربية ،إذ أصبح حاليا يوفر لبعض مواقع الصحف استدامة اقتصادية
لسنوات.
-5املحتوى االعالمي في حد ذاته يكون مميز و حصري مثال فكرة جديدة
ملضمون برنامج ،تحقيق ،روبورتاج ،وثائقي ...الخ
-6فن الكتابة اإلعالمية ( اإلذاعية و الصورة التلفزيونية و الصحفية) :
من ناحية اإلبداع في النص و سرد الوقائع و األحداث مثال في كتابة التقارير
اإلخبارية و القصص الخبرية ...
-7االخراج التلفزيوني و الصحفي .
أسباب تبني االبداع و االبتكار في النشاط املقاوالتي اإلعالمي :تتعدد -IV
األسباب التي تجعل املؤسسات اإلعالمية تتبنى عنصري اإلبداع و االبتكار و التي
تجعلها تنتقل من ممارسة النشاط االعالمي التقليدي إلى ممارسة النشاط اإلعالمي
الريادي ستختصرها في النقاط التالية:
أ -الظروف التي تعيشها املؤسسات اإلعالمية على مختلف اداراتها تجعل من تبني أسلوب
ابداعي ضرورة ملحة أن لم نقل حتمية تفرضها البيئة الخارجية لها .
ب -ظهور وسائط اعالمية جديدة تنافس حصتها من سوق الجمهور املشاهد أو القارئ مثل :
منصات البث الرقمي للفيديو ،مواقع الكترونية اخبارية ...الخ
ت -املساهمة في تنمية مهارات التفكير عند العاملين بها خاصة االعالميين ،و منح لهم املجال
ملمارسة العصف الذهني .
97
ث -خلق منافسة في السوق االعالمية .
ج -خلق طلب متزايد على املحتوى االعالمي االبداعي .
ح -تحسين جودة املنتجات االعالمية و تشجيع االنتاج االعالمي املحلي األصيل .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق متى نقول عن الفكرة إنها ريادية ؟
يرى بعض الباحثين أن الفكرة االستثمارية لكي نطلق عليها صفة ريادية يجب أن تكون
مبتكرة و إبداعية ،و تهدف إلى تحقيق حلم كبير ،فال يمكن اعتبار األفكار الصغيرة ريادية إال إذا
ً
كانت بداية لتحقيق ما هو أكبر منها و أوسع انتشارا ،فكم من صاحب سلسلة مطاعم بدأ بعربة
متنقلة لبيع (السندويشات ) ،كما يمكن أن تكون الفكرة ريادية لكنها مقتبسة من أفكار أخرى،
بعيدة عن التقليد و سرقة األفكار ،فهناك من قاموا بدراسة أفكار غيرهم و اقتبسوا منها أفكارهم
الخاصة ،بما يتناسب مع بيئتهم الداخلية و الخارجية مثل مناطقهم و حاالتهم و ثقافاتهم ،و
أسسوا مشاريع ناجحة بأفكارهم الخاصة206 .
98
و عليه فإن الفكرة الريادية هي ،عملية تأسيس فكرة جديدة ،أو تطوير فكرة قديمة بحيث
يتم تلبية :احتياج ،رغبة ،سلوك لدى املستهدفين من خالل هذه الفكرة ،و األفكار الريادية تأتي
لصاحبها فجأة و تكون غير واضحة في بدايتها ثم تتضح شيئا فشئيا ،حيث كثير من األفكار تكون
وليدة عادات تمارسها ،أفكار نناقشها ،حاجة ملسناها 207.
لإلشارة فإن بين الباحثين يفرقون بين املوضوع و الفكرة ،فاألول هو مضمون أو طبيعة برنامج
تلفزيوني ،صفحة بجريدة ،تقرير صحفي ،تحقيق استقصائي في مجال ما( سياس ي ،تاريخي،
اجتماعي ،ثقافي )...و غيرها من املواضيع التي يمكن أن تكون محل اهتمام وسائل اإلعالم و
تعالجها إعالميا ،بينما الفكرة هي الهدف املقصود ،الرابط املوحد بين أجزاء املوضوع ،هي وجهة
و بالتالي النظر و رؤية خاصة بصاحبها و تميزه عن الغير و يريد ايصالها إلى الجمهور ،
سيسغى إلى معالجة املوضوع بطريقته الخاصة 208.
و في هذا الصدد يؤكد بعض اإلعالميين أن الفكرة تستحوذ على 52باملائة من نجاح التقرير
الصحفي أو التحقيق االستقصائي ،فلو كانت ضعيفة مهما بذل املحرر من جهد بها سيكون
الناتج ضعيفا ،و العكس صحيح إذا كانت الفكرة مبتكرة مدهشة بأقل جهد يمكن أن تقدم مادة
صحفية مدهشة ،أما القواعد و التنفيذ فيحصل كل واحد منهما على 05باملائة 209.
و بناء على ما تقدم تعتبر الفكرة املميزة حجر األساس و أحد العناصر املهمة للعملية
االبداعية في املجال اإلعالمي بصفة عامة و الريادة اإلعالمية بصفة خاصة ،باعتبار أن املنتج
اإلعالمي هو ش يء غير ملموس يعرض في السوق اإلعالمية أولها سوق الجمهور ليلبي حاجاته ،و
ثانيتها سوق املؤسسات اإلعالمية إذا أرادت شراء املادة اإلعالمية املميزة أو املنتج الذي يخضع
لعملية التبادل مثال برنامج تلفزيوني ،و قبل ذلك يمكن أن تباع األفكار التلفزيونية االبداعية
قبل تحولها إلى برامج في سوق األفكار التلفزيونية التي يعمل القائمون عليها على تطويرها و
االستثمار فيها .
عوامل نجاح الفكرة االستثمارية: -II
207مليس محمد باكودح ،استراتيجيات تقييم فكرة املشروع الريادي ،سلسلة ملخصات اللقاءات اإلثرائية ،عيادات األعمال ،
متوفر على الخط التالي https://qcc.org.sa/sites/default/files/2021-02/pdf :
208فوزي محمد كنازة ،املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ،مجلة البحوث و الدراسات االنسانية ،العدد 0221 ، 24ص
020
209اإلبداع في العمل الصحفي ،مرجع سبق ذكره
99
دائما يطرح املقاول سؤال على نفسه بمجرد عثوره على الفكرة الريادية ملشروعه املقاوالتي :هل
فكرتي قابلة لالستثمار ؟ أي هل هناك شخص ممول يمكن أن يستثمر في هذه الفكرة ؟ و هل
سيضع أمواله في تنفيذ الفكرة و تحويلها إلى حقيقة ( مشروع ملموس على أرض الواقع؟ إذ تعتبر
عملية اقناع الريادي صاحب الفكرة املبدعة املستثمرين للحصول على الدعم املالي لتمويل
مشروعه املقاوالتي التحدي األكبر الذي يواجهه املقاول الذي يملك عادة األفكار الريادية و ال
يملك السيولة النقدية الكافية الطالق مؤسسته الناشئة ،خاصة إذا تعلق األمر في مجال
املقاوالتية السمعية البصرية ،حيث عادة يبحث املمول و الراعي للبرامج التلفزيونية عن الربح
فهو يخاطر برأسماله ليضاعفه و ليس ليخسره .و فيما يلي أهم العوامل التي ستضمن نجاح
األفكار التلفزيونية التي إذا نفذت بالطريقة الصحيحة ستصبح برامج ناجحة تتنافس عليها
القنوات لشرائها جاهزة أو شراء الفكرة و تحوليها إلى نسخ محلية مثلما هو معمول به على
املستوى العاملي و خاصة العربي 210 :
دراسة السوق املحيطة بك ( سوق املشاهد أو املستمع و سوق املنافس ) :تقديم فكرة
برنامج ال يطلبه السوق أو فكرة مكررة ( مستهلكة ) فأنت بذلك تحكم على هذا البرنامج
بالفشل من البداية .
نجاح الفكرة مرهون بقوتها و بعناصراإلبداع فيها و بالتالي جاذبيتها للجمهور ،يجب أن
تكون الفكرة جذابة للمعلنين أيضا الذين يمثلون عصب تمويل البرامج التلفزيونية
الجماهيرية.
قابلة للتطبيق ميدانيا أي قابلة للتنفيذ و االستثمار ،قد تكون الفكرة االستثمارية في
جوهرها جيدة و مبتكرة و لكنها غير قابلة للتنفيذ ( مثال مكلفة جدا ،صعب تحويلها
الى برنامج )
أن تكون تكلفة إنتاجها معقولة ضمن حدود امليزانيات التي تتبعها القنوات التلفزيونية
وشركات اإلنتاج.
أن تكون هذه الفكرة قابلة للنجاح في مختلف دول العالم ألن األفكار املحلية لن يمكن
بيعها إال ملحطات محدودة العدد األمر الذي لن يحقق األرباح املطلوبة.
210عمار بكار ،عندي فكرة برنامج تلفزيون ،جريدة األقتصادية اإللكترونية ،تم النشر بتاريخ 25ديسمبر ، 0222تم
االسترجاع من املوقع االلكتروني https://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173608.html :
100
إمكانية دمج التفاعلية مع الفكرة بحكم أن كثيرا من املحطات التلفزيونية تعتمد على
التفاعلية عبر رسائل الهاتف النقال و االتصاالت الهاتفية كوسيلة لتمويل التكاليف
املرتفعة للبرامج التلفزيونية.
كلما كانت فكرة البرنامج متدفقة االيرادات ( االرباح) كلما ارتفعت قيمتها و تنافست
عليها القنوات التلفزيونية و شركات االنتاج من أجل تحقيقها و انتاجها .
و في سياق متصل يرى الباحث حسن علي قاسم أن فكرة برنامج ما يجب أن تتسم بما يلي211:
ماذا تقدم ؟
ماذا تعالج ؟
من هم املنافسين ؟
هل هي جديدة ؟
هل هي تطوير ؟
هل هي تعمل على سلوك العميل ؟
101
و على العموم من عوامل نجاح األفكار الريادية اإلعالمية هي أن تكون :بسيطة ،غير متوقعة من
قبل الجمهور و املنافسين ،ملموسة ،ذات مصداقية ،عاطفية مؤثرة ،معززة بالقصص...
مراحل تطوير األفكار اإلعالمية الريادية :بعد تجاوز املقاول الصحفي مرحلة -III
إيجاد فكرته اإلعالمية املميزة و املبدعة و التي تسمى عند الباحثين بمرحلة توليد
األفكار عليه املرور بمراحل أخرى لينتهي به املطاف بتنفيذ الفكرة على أرض الواقع.
غير أن املختصين في املجال املقاوالتي يعترفون بأن عملية تحويل األفكار املبتكرة إلى مشروعات
و منظمات و مؤسسات أعمال قابلة للنمو و اإلزدهار ستظل هي التحدي األكبر التي تواجه
و فيمايلي مراحل تطوير الفكرة 214. املستثمرين في بيئة األعمال الديناميكية و املعقدة
اإلعالمية 215:
-0مرحلة صياغة و تطويرالفكرة اإلعالمية :تكون الفكرة في ذهن اإلعالمي على شكل
و خواطر أو أماني أو حلم إعالمي مجرد ،و هنا فهو بحاجة إلى كتابة الفكرة
تقسيمها إلى خطوات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ،و أهمية هذه الخطوة هي في إزالة
كل الخياالت التي ال يمكن تنفيذها ً ،
سواء كانت أماني أو غايات ال تخدم أهداف املشروع
و شرحها و النهائية .و هذه املرحلة تمكن املقاول من صياغة فكرته املراد تطبيقها
التعبير عنها بشكل واضح.
-2تقييم الفكرة اإلعالمية :تعد هذه املرحلة مهمة بالنسبة لتشكيل فكرة ناجحة ،يحث
يحاول املقاول اإلعالمي التعمق أكثر في فحوى فكرته ،فمن خالل هذه املرحلة يتم ضبط
الفكرة على حسب البيئة املراد االستثمار فيها .
-0تنفيذ الفكرة اإلعالمية :مرحلة التنفيذ هي املرحلة التي ينتقل فيها رائد اإلعالم من
مخيلته ،إلى ما يعيشه و يريد أن يعيشه في مشروعه فيما يخص الجانب املالي واإلداري و
الفني.
214حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص 22
215 https://awaan.sa/archives/3958
102
-4مرحلة تصويرالفكرة اإلعالمية :مادام املشروع عبارة عن منتج إعالمي ،فهو بحاجة
لتصويره بشكل إحترافي ،و ال يعيب الرائد اإلعالمي أن يستفيد من خبرات املتخصصين
في التصوير ،واالستفادة منهم بطريقة تخدم املشروع .
-5مرحلة التصفية و املونتاج :املونتاج من أهم املراحل في إنشاء املحتوى اإلعالمي،
فهو مرحلة تصفية و ترتيب للمحتوى املصور الذي قد يشمل بعض الصور التي ال تخدم
املشروع ،و بالتالي تعتبر هذه الخطوة آخر خطوة في إنشاء املحتوى اإلعالمي .
-6مرحلة تسويق الفكرة اإلعالمية :يقدر خبراء التسويق أن نسبة اإلنفاق الالزمة
لتسويق منتج ما ،هي ما بين( 20إلى )%32من قيمة امليزانية العامة للمشروع ،األمر
الذي يعكس أهمية التسويق و دوره األساس ي في إنجاح املشروع الريادي أو عدمه.
و يمكن لرائد اإلعالم أن يقوم بإختبار فكرته من خالل عرض حلقة نموذجية على فئات
مختارة من الجمهور لجس نبضهم إن حققت إعجابهم أم ال .
أما في حالة املقاول الصحفي الذي يمارس عمل حر و يقدم خدماته املميزة إلى مختلف املؤسسات
اإلعالمية فبعد االنتهاء من مرحلة تطوير فكرته لبرنامج تلفزيوني مثال و صياغتها ينتقل إلى
املراحل التالية:
أ -الحصول على حقوق ملكية الفكرة :بهدف حمايتها من السرقة
من خالل تسجيل أو الحصول على حجز حقوق الطبع و النشر على
مستوى الجهات املخولة بحماية امللكية الفكرية .علما أن في الجزائر ال
يوجد قانون يحمي األفكار التلفزيونية من السرقة – كما أشرنا سابقا-
و ب -التواصل مع الجهات املهتمة باالنتاج السمعي البصري :
ذلك من خالل االتفاق مع أحد األطراف الفاعلة في الصناعة
التلفزيونية مثل :شركات االنتاج السمعي البصري ،القنوات التلفزيونية
،شركات األفكار التلفزيونية من أجل بيع الفكرة و تحويلها إلى برنامج
ناجح .
الجدير بالذكر أن املقاول عند تطويره لفكرة مشروعه يلزمه أن تكون قادرا على اإلجابة
على األسئلة األساسية األربعة :م ــا املنتجات/الخدمات التي يستهدفها مشروعك؟ ،مــاهي
احتياجات السوق املستهدف؟ من هم زبائنك؟ كي ــف سيتم التسويق ملنتجات/خدمات
103
مشروعك؟ مـاهي نقاط القوة ونقاط الضعف في مشروعك؟ 216بعبارة أخرى تعزيز أفكار
املشاريع املقاوالتية تتطلب من الريادي القيام بالتحليل الرباعي SWOTو هو أسلوب للتحليل
يعتمد على تحديد نقاط القوة و التﻬديدات لفكرة مشروع ما ،و تتشكل كلمة SWOTمن
217 الحروف األولى للكلمات األربعة اآلتية:
نقاط القوة() Strengths
التالي: الرابط على متوفر املصرية، 216فكرة املشروع ،منصة املشروعات الصغيرة
https://www.msme.eg/ProjectSteps/Pages/ProjectIdea.aspx
217أمال بن سترة ،نوال شيشة ،استخدام مصفوفة التحليل الرباعي في الشركات متعددة الجنسيات ( ماكدونالدز) ،مجلة
االمتياز لبحوث االقتصاد و اإلدارة ،املجلد ، 5العدد ، 0202 ، 0ص ص . 222-225
104
ث -االتصاالت الشخصية :تلعب االتصاالت الشخصية دورا هاما للمقاول و تدعمه في
االتيان باألفكار الجديدة ،سواء تواصل مع زمالئه في العمل ،أصدقائه في الخارج ،
و مقاولين سابقين ،فريق العمل الخاص بالبرنامج في حالة تطويره
و االعداد ملوسم آخر ،أو أي كل شخص يقع في دائرة معارفه الشخصية
مصالحه .
ج -االجتهاد في البحث عن األفكار من خالل استغالل الفرص :الجديد دائما
موجود ،لكن يحتاج إلى بحث و هي من مهمة املقاول الصحفي أو اإلعالمي الذي ينظر الى
األمور بنظرة مختلفة عن الصحفي املوظف ،فالريادي يبحث دائما عن الجديد و
و التغيير ،عن فكرة متميزة و بالتالي ال يملك فكرة جاهزة لهذا عليه البحث عنها
استغالل الفرص املوجودة في السوق اإلعالمية .
و ح -املؤسسات اإلعالمية املنافسة :و ذلك من خالل دراسة عناصر الضعف
القصور بها و استغاللها من قبل الرائد اإلعالمي ( الفرصة االستثمارية ) ،أي تحويل
نقاط ضعف املنافس إلى نقاط قوة لدى املقاول .
خ -متابعة األفكار التقليدية :أحيانا تكون األفكار التقليدية نفسها معينا لألفكار
الجديدة من خالل البحث عن كيفية تطويرها و االتيان بالجديد .
د -حل مشكلة في السوق أو وجود ثغرة فيه :مثال إيجاد فكرة مبدعة لحل مشكلة في
توزيع الصحف و املرتبطة بمشكل آخر و هو املرتجعات .
ذ -توفر أماكن إلنشاء و توليد األفكار :حتى تكون هناك أفكار جديدة فال بد من توفر
البيئة املنشئة لهذه األفكار منها حاضنات االعمال و املدن اإلعالمية ،البرامج التلفزيونية
،و حلقات النقاش ( مجموعات التقارب ) حتى يتمكن املقاول من طرح أفكاره على الغير
و يتم توليد فكرة مضبوطة ،و عادة في مثل هذه األماكن يتم ممارسة ما يسمى بالعصف
الذهني كأسلوب للتفكير الجماعي الذي يضع ذهن املقاول في حالة اثارة و جاهزية لتوليد
اكبر عدد ممكن من األفكار .
ر -الوسائل التكنولوجية :لقد فتحت املجال واسعا امام رواد االعمال في املجال
اإلعالمي لالستثمار في الفضاء الرقمي و بالتحديد في منصات التواصل االجتماعي .
105
و املحور الخامس :النشاط املقاوالتي اإلعالمي السمعي البصري
الصحفي املطبوع و اإللكتروني ( من حيث حو افز و صعوبات املمارسة ،
انشاء مؤسسة إعالمية ناشئة)
218ريم رمضان ،عناصر البيئة الخارجية و عالقتها بالنية الريادية لطالب الجامعات باستخدام املرصد العاملي لريادة األعمال
،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ،املجلد ، 02العدد األول ، 0223 ،ص 012
106
و من بين اإلصالحات التنظيمية و املالية املطلوبة من الحكومة إجرائها نذكر :تقديم املزايا
الضريبية ( اإلعفاء من ضريبة القيمة املضافة و التخفيض في التعريفات الجمركية ) ،انشاء
أجهزة املرافقة لفائدة املؤسسات الناشئة و مشاريع األعمال اإلعالمية و التي تمثل البيئة
( الحاضنة لريادة األعمال و االبتكار و التنافسية في املجال املقاوالتي عامة و اإلعالمي خاصة
مثل صناديق التمويل و أجهزة االستثمار ،حاضنات و مسرعات األعمال )...أما فيما يتعلق
بسياسة البنوك فتضم التخفيض في الضرائب البنكية و تسهيل اإلجراءات اإلدارية ...
ب -العامل التشريعي و التنظيمي :يتمثل في سن القوانين املنظمة للنشاط املقاوالتي
اإلعالمي في البيئة التقليدية و الرقمية و االطار القانوني الخاص بالشركات الناشئة و
منها اإلعالمية ،باإلضافة إلى قوانين االستثمار ،و القانون التجاري و قانون حماية
امللكية الفكرية لبرامج التلفزيونية خاصة و براءات االختراع .
و في هذا الصدد يرى الباحثون و رواد األعمال أن وجود إطار تشريعي خاص باملؤسسات الريادية
ّ
سيسهل عملية الوصول إلى تعريف محدد لهذا القطاع و بالتالي القدرة على منحه و الناشئة
الخصوصية التي يحتاجها و تحديد متطلبات دعمه و تطويره ،باإلضافة إلى تحديد الجهة
املسؤولة عن تنظيمه219 .
الجدير بالذكر أنه لحد األن ال يوجد في الجزائر إطار تشريعي قانوني خاص بتنظيم النشاط
املقاوالتي و عمل املؤسسات الناشئة ،ما عدا اصدار املرسوم التنفيذي رقم 054-02بتاريخ 25
سبتمبر 0202الذي يتضمن إنشاء لجنة وطنية ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و "مشروع مبتكر "
و " حاضنات األعمال " ،كما تنص املادة 20من هذا املرسوم على شروط و إجراءات منح عالمة
مؤسسة ناشئة .
ت -العامل االقتصادي :و يتمثل في املوارد اإلعالمية ،البشرية ،املعرفية ،التكنولوجية
،املالية و املادية التي بدونها ال يمكن فعل أي ش يء و ال يمكن تحقيق أي ش يء ،هذه
العوامل حتى إذا كانت متداخلة في بداية األمر ،فال يمكن إنشاء املؤسسة دون القدرة
و في 220 على البحث على الوسائل و املوارد و الحصول عليها و تعبئتها ملصلحة مشروع.
مختلف مراحل اإلنتاج اإلعالمي الفكري و املادي (خاصة الفكرة كمادة خام) .
107
و نجد كذلك ضمن العامل االقتصادي األسواق املحلية كمتغير بيئي في املقاوالتية ،ففيما يتعلق
بسوق العمل من جهة ،توفر العمال املؤهلين و ذوي الخبرة يمكن أن يبرز سبب توطين
ً
مؤشرا على وجود احتياط من املقاولين املؤسسات الجديدة و حالة سوق العمل يمكن أن تشكل
املحتملين ،و على مستوى سوق السلع و الخدمات من جهة أخرى ،فالطلب املحلي يبدو أنه يؤثر
إيجابا على إنشاء املؤسسة في معظم القطاعات خاصة في قطاع الخدمات حيث قرب السوق من
القاعدة يؤثر على إنشاء املؤسسات بسهولة .باإلضافة إلى وجود أسواق مفتوحة ،علما أنه
توجد أسواق مفتوحة لكنها مزدحمة ،و أخرى مغلقة كليا ( احتكار عمومي ) أو جد منتظمة
يكون فيها تأسيس منظمة جديدة مستحيال تقريبا ،و هناك أسواق تعرف حالة احتكارية تتقاسم
فيها مؤسستين كبيرتين أو ثالثة العمالء و تعمل من أجل إقصاء كل قادم جديد ،في املقابل هناك
أسواق أخرى مفتوحة بشكل واسع لكن القادمين الجدد ال يمكن لهم فرض تطبيق أسعار
و منخفضة جدا بالنسبة للمنافسين ،ألن األسعار مرتبطة عادة بالتكلفة ،املردودية
البقاء221 .
و عليه يجب أن يتأكد املقاول اإلعالمي قدرته على الوصول إلى السوق اإلعالمية بأنواعها (
سوق الجمهور كزبون ستوجه إليه الخدمة اإلعالمية ،املعلن الذي يمثل املصدر الرئيس ي
لتمويله ،سوق األفكار التلفزيونية التي تعتبر املادة الخام و الركيزة التي يقوم عليها النشاط
املقاوالتي السمعي البصري ،سوق املحتوى الصحفي الذي يشتري منه األخبار الحصرية ،سوق
العمل الذي من خالله يكون املقاول فريق عمله ،و سوق املالية الذي يضم مختلف املؤسسات
املصرفية التي ستمول مشروعه املقاوالتي ) .
ث -العامل البيئي االجتماعي و الثقافي :و ينظر إلى الثقافة بقيمها و معتقداتها املشتركة
بين أفراد املجتمع الواحد على أنها عامل بيئي مهم في تأثيرها في عدد رواد األعمال
املستقبليين املحتمل ظهورهم في مجتمع ما 222.
و هكذا للبيئة االجتماعية و الثقافية التي يعيش فيها املقاول كمواطن أوال ثم كإعالمي تأثيرات
إيجابية أو سلبية على إرساء و تنمية ثقافة مقاوالتية لديه و تعزيز وعيه بالتوجه نحو العمل
الريادي و انشاء مؤسسته الناشئة من بينها ( :العائلة ،الجامعات ،املؤسسة اإلعالمية التي
يشتغل بها)...
108
ج -العامل الذاتي ( الشخص ي ) :و يتمثل في الحوافز الذاتية املتعلقة باملقاول في حد
ذاته :رغبته في العمل الحر و املستقل ،و حبه في تجريب أي ش يء جديد ،األخذ
باملخاطرة ...الخ .أي تلك الصفات و الخصائص التي تحدثنا إليها سابقا و التي نعتبرها
أهم عامل ذاتي محفز ملمارسة النشاط املقاوالتي يأتي في املرتبة األولى لتليه العوامل
األخرى .
و من جهة أخرى يمكن استعراض عوامل أخرى يرى فيها بعض الباحثين عوامل أساسية
مشجعة لبناء مناخ النتاج الرياديين و نمو مؤسساتهم الناشئة و هي 223 :
223ايثار عبد الهادي الفيحان ،سعدون محسن سلمان ،دور حاضنات األعمال في تعزيز ريادة املنظمات ،مجلة كلية بغداد
للعلوم االقتصادية ،العدد ، 0220 ، 32ص . 12
109
املصدر :سمير عبد هللا ،مرصد الريادة الفلسطيني ،معهد أبحاث السياسات االقتصادية
الفلسطيني ( ماس) ،2303 ،ص 50
و باملوازاة مع هذه العوامل املحفزة و املشجعة على ممارسة النشاط املقاوالتي و انشاء
املؤسسات الناشئة ،نجد عوامل أخرى من شأنها أن تساعد املقاول على نجاح اطالق مشروعه
الخاص و ضمان استمراريته في السوق ،إذ أصبح هاجسه الوحيد في بداية خوضه غمار عالم
املقاوالتية هو كيف يجعل مشروعه املقاوالتي ناجحا؟ و كيف تتجاوز مؤسسته الناشئة مرحلة
الخطر ؟ و فيما يلي استعراض لبعض العوامل التي جمعناها من خالل مشاهدتنا لفيديوهات
و األسباب التي مكنتهم رواد األعمال يتحدثون عن تجربتهم األولى في مجال ريادة األعمال
و ساعدتهم في تحقيق أهدافهم املرجوة :
110
اقامة عالقات عامة جيدة مع الزبائن و العمالء و أن ال تكون فقط عالقته معهم عالقة
اقتصادية .
تعزيز العالقات العامة مع الجمهور الخارجي ملؤسسته خاصة وسائل اإلعالم.
التطوير املستمر للمنتج أو الخدمة التي طرحها في السوق حتى يضمن تميز مؤسسته
و ريادتها في مجال عملها و عدم تحولها إلى مؤسسة اقتصادية عادية تقدم منتجات
نمطية.
صعوبات و تحديات النشاط املقاوالتي اإلعالمي : -II
مثلما تشجع البيئة الحاضنة للمقاول اإلعالمي على تبني نمط العمل الحر و التفكير في إنشاء
مؤسسته النانشئة ،يواجه كذلك العديد من الصعوبات و التي تشكل في حد ذاتها تحديات منها
ما هي مرتبطة بعوامل داخلية و أخرى بعوامل خارجية وجب عليه التكيف معها و تجاوزها إذا
أراد النجاج و ضمان ديمومة مشروعه و هي :
-0صعوبة ايجاد املحتوى املبدع :إن الغاية من الريادة في مجال اإلعالم هو احداث
ابداع و تغيير في السوق اإلعالمية من خالل ايجاد فارق نوعي في املحتوى بين املؤسسة
اإلعالمية الريادية و املؤسسات اإلعالمية التقليدية أو النمطية .و بالتالي تقديم محتوى
" محتوى حصري أو متميز يعد من التحديات التي تواجه ممارسة الريادة اإلعالمية.
يستجيب لحاجيات جهات بعينها تبحث عن املحتوى اإلعالمي الذي يتجاوز األخبار
املتبادلة إلى املحتوى اإلعالمي التحليلي أو االستقصائي أو املعلوماتي الذي تحتاجه مراكز
224 " . البحوث و الشركات واملؤسسات الحكومية
-2صعوبة حماية الفكرة االبداعية خاصة في مجال اإلنتاج السمعي البصري ( فكرة برنامج)
من السرقة و املادة اإلعالمية الرقمية من النسخ و التمرير و القرصنة ،حيث األولى
نظرا لغياب القوانين في هذا املجال ( عن الجزائر أتحدث) و الثانية كونها مكلفة.
-0غياب االبداع و االبتكار في كليات و أقسام علوم اإلعالم و االتصال
بالجامعات العربية و منها الجزائرية :أصبح مفهوم الجامعة الرائدة من املفاهيم
224محمد األمين موس ى ،البعد اإليكولوجي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية :الو اقع والنموذج ،مركز الجزيرة
للدراسات ،فيفري ، 0222متوفر على الخط التالي :
https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2019/02/190211081913514.html
111
املرتبطة بالتعليم املقاوالتي و ريادة األعمال نظرا للدور الذي تلعبه في تحفيز اإلبداع
اإلعالمي و تعزيز الروح املقاوالتية لدى الطلبة و تنمية الرغبة و القدرة على االبتكار .
و و للوصول إلى هذا الهدف على الجامعات العربية و منها الجزائرية إعادة النظر في األنظمة
البرامج التعليمية و مذكرات التخرج على مستوى الليسانس و املاستر و تحويلها إلى مشاريع
مقاوالتية " ،مثلما هو معمول به في كلية اإلعالم بجامعة الشرق األوسط باألردن التي تعمل على
تعزيز مبدأ اإلبتكار واإلبداع لدى طالبها من خالل التطبيق العملي،فهناك مقرر مشروع التخرج،
و كذا و ال يتم قبول أي مشروع ما لم يكن جديدا ومفيدا للمجتمع املحلي و يواكب العصر.
و إنشاء مراكز و حاضنات على مستوى الجامعات خاصة باملقاوالتية و ريادة األعمال
االبتكار و اإلبداع التي تعمل على تقديم خدمات مشابهة لتلك التي تقدمها حاضنات األعمال
من حيث تقديم التوجيه و التدريب و الدعم اإلداري و الفني و املالي لألفكار و املشاريع
.باإلضافة إلى التعامل مع بيئة األعمال و املؤسسات اإلعالمية و أجهزة املرافقة الريادية"225
112
الجزائر جميع قوانين اإلعالم تمنع أي تمويل و دعم مادي أجنبي مباشر و غير مباشر
للمؤسسات اإلعالمية الجزائرية مهما كانت طبيعة نشاطها.
و -7التغيرات في الظروف االقتصادية و حدوث أزمات من حين آلخر ( أزمات اقتصادية
صحية مثل جائحة كوفيد )22
-8صعوبة تخلي املؤسسات اإلعالمية في الجزائر سواء تلك التي تعمل في البيئة التقليدية أو
الرقمية عن نموذجها االقتصادي الكالسيكي املمول لها و القائم عن االشهار العمومي
و مستقلة خاصة .و بالتالي عدم ابتكارها لنماذج أخرى يجعلها متميزة من جهة
عن أي مصدر تمويل يؤثر على سياستها التحريرية من جهة أخرى .
و في هذا الصدد نجد بعض املؤسسات اإلعالمية الغربية ابتكرت طرق أخرى تمول بها نفسها
بداية باالشتراك ( ، ) subscriptionمرورا بنظام العضوية ( ) Membershipو نهاية ببعض
العمليات التجارية الرقمية التي تقوم بها و بالتالي تحقق من ورائها أرباحا مثل :تصميم منتجات
رقمية و بيعها ( كتب صوتية للقصص الصحفية ) ،اطالق تطبيقات خاصة بالتسلية و اختبارات
الذكاء و الكلمات املتقاطعة بجانب التطبيقه اإلخباري ،تأسيس لعب رقمية ،تنظيم فعاليات
تعليمية من خالل شبكة االنترنت مثل تدريب الصحفيين و الطالب على العمل الصحفي مقابل
رسوم معقولة226.
و في سياق متصل يمكن أن يكون أكبر تحد يواجه املقاول في بداية دخوله عالم املقاوالتية و
قد يحول كذلك دون استمراريته في هذا املجال هو ذاته التي تخاف من الفشل ،و يستعمل
مصطلح " النفور من املخاطرة " ( ) Risk aversionلوصف التخلي عن اطالق املشاريع التجارية
بسبب الخوف من الفشل و التي ستؤثر سلبا بشكل كبير على توقعات معدالت املشاركة في
227. إطالق األعمال الريادية و إدراك الفرص الجيدة ،روح املبادرة
و و في ذات السياق نجد تحديات أخرى تواجه املقاول بصفة عامة أثناء مزوالة نشاطه
تحول دون استمراريته و تطوره منها :
عقبات خاصة ببناء فريق عمل مبدع ،اكتشاف املواهب و االحتفاظ بهم و دفع رواتبه،
226شبكة محرري الشرق األوسط ( 0202أكتوبر ، )22مصادر للتمويل ساعدت املؤسسات الصحفية على تخطي األزمة
املالية عقب الجائحة ،تم االسترجاع من املوقع االلكتروني https://menaeditors.com/news/342-2020-10-02-11-36- :
)49
227سمير عبد هللا ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 45-44
113
عدم استقرار الدخل املادي مما يولد حالة من الخوف تعيق عمليتي االبداع و االبتكار ،
و قد يكون سبب وراء ذلك سوء التسويق للخدمة اإلعالمية أو املنتج و الوصول إلى
الجمهور.
ساعات عمل طويلة و جهد مكثف و مسؤولية كاملة على عاتقه ،و هذا ما يشكل
مخاطرة كبيرة للذين يفضلون االمن الوظيفي.
وجود منافسة تتعدى األسواق املحلية منها إلى العربية و العاملية.
نقص الخبرة في سوق العمل ،إضافة الى ضعف الخبرة الفنية واالفتقار إلى استراتيجيات
تحاكي االبداعي االعالمي و االبتكار و آليات مواجهة املخاطر.
صعوبة ايجاد شركاء في حالة الرغبة في توسيع العمل داخل و خارج الوطن .
مراحل املساراملقاوالتي و انشاء مؤسسة ناشئة بصفة عامة : -III
إن الحديث عن انشاء مؤسسة ناشئة يجرنا إلى االشارة أوال إلى املسار املقاوالتي Le
processusأو الجانب املرحلي ) ) Processuelلظاهرة املقاوالتية الذي يعتبره بعض الباحثين
كمركب أساس ي في إنشاء املؤسسة ،بل عنصرا مهما لفهم هذه الظاهرة ،و بالتالي فاملسار
املقاوالتي له نفس أهمية املقاول إذا ما نظرنا إلى املقاوالتية كظاهرة تتطلب روح الفرد (املقاول) و
دعم يعتمد على الجانب التنظيمي ( يمكن أن يؤدي إلى تكوين مؤسسة) .املقاوالتية :زوج مقاول
–فاعل /مؤسسة-فعل .و يشير الباحث Drucerأن املقاوالتية ممارسة تبدأ بحدث أو تصرف
معين مثل إنشاء مؤسسة جديدة ،تستمر عبر الزمن و تحقق عوائد ،و هذا ما يطلق عليه
املسار املقاوالتي228 .
اختلفت الترجمات العربية التي تناولت مصطلح ) (processusفالترجمة اللغوية املباشرة للمصطلح هي ( :عملية ) processus ،
،أما في مفهوم املقاوالتية فقد اختلف الباحثون في ترجمة هذا املصطلح ،حيث ترجمها البعض على أنها سيرورة ،إال أنها تعني :
مجموعة من اإلجراءات املؤدية إلى الفعل املقاوالتي عبر مراحل تتضمن أحداث غير أكيدة خالل فترة زمنية معينة.
228محمد قوجيل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 30
114
و يحدد بعض الباحثين مراحل املسار املقاوالتي في خمسة مراحل متسلسلة ،حيث نهاية كل
مرحلة هي بداية ملرحلة أخرى و هي كالتالي 229:
-0املرحلة األولى :و تمثل النزعة املقاوالتي ( امليل نحو املقاولة ) :و هي توليفة من
الخصائص النفسية و الخبرات املهنية التي تزيد من احتمال اختيار بعض األفراد
للمقاولة كمسار منهي.
-2املرحلة الثانية :و تعكس التوجه املقاوالتي :و هو قرار الفرد حول احتمال
االنتقال في يوم من األيام نحو العمل املقاوالتي .و يفرق بعض الباحثين بين املرحلتين
األولى و الثانية بوجود فكرة أو مشروع أعمال و الشروع الشخص ي للفرد في مسار إنشاء
مؤسسة.
-0املرحلة الثالثة :و تمثل القرار ( أي قرار االستثمار ) :و يكون الفرد قد تقابل مع
توجهه املقاوالتي و أكمل تشكيل فكرة املشروع بتحديد أدق التفاصيل و تعبئة مختلف
املوارد (املالية و التسويقية).
-4املرحلة الرابعة :و تمثل العمل املقاوالتي :فهي تدل على االنطالق الفعلي ( املادي)
للنشاط و الذي يترتب عنه إنتاج فعلي للسلع والخدمات.
-5املرحلة الخامسة :تختلف هذه املرحلة حسب منطق كل صاحب مشروع ،فهناك من
ال يتبنى السلوك املقاوالتي لسبب أو آلخر.
و هناك من يحدد املسار املقاوالتي أو انشاء مؤسسة في أربعة مراحل أساسية و هي :تعريف
و و تقييم الفرصة و يكون بدراسة البيئة الداخلية و الخارجية للمقاول بهدف تحديد الفرص
تقييم املشروع الجديد ،تطوير خطة املشروع ،تحديد املوارد الالزمة ،و بناء و إدارة املشروع
الجديد230.
، 229عبد الحميد برحومة ،فاطمة الزهراء مهديد ،دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في تحقيق التنمية االقتصادية في
الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة POLYBENببرج بوعريريج ،مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،العدد
السابع ، 0220 ،ص 020
230 ROBERT B. Carton, CHARLES W. Hofer, MICHAEL D. Meeks, The Entrepreneur And Entrepreneurship:
Operational Definitions Of Their Role In Society, The University of Georgia Terry College of Business,2004,
https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.614.2018&rep=rep1&type=pdf
115
يذكر أن بعض الباحثين يعتبر أن نهاية املسار املقاوالتي تكون بمجرد نهاية إنشاء املؤسسة ،في
حين يرى آخرون أن نهايته تكون بالحديث عن نمو و تطور املؤسسة ،بمعنى أن املسار املقاوالتي
ينتهي عندما تصبح املؤسسة الجديدة مستمرة ذاتيا ،حيث يعتبر هؤالء أن بناء الهيكل التنظيمي
،شبكة العالقات ،تجميع املوارد ،بناء قاعدة من املستهلكين ،امليزة التنافسية ،كلها عناصر
أساسية للمسار املقاوالتي ال يمكن تحقيق استمرارية املؤسسة دون هذه العناصر ،فإذا لم يصل
231 املشروع إلى مرحلة االستمرارية فإنه سوف يفشل في النهاية .
و هناك من يقسم مراحل املشروع االقتصادي إلى ثالثة مراحل أساسية ابتداء من اختياره
كمقترح لالستثمار و انتهاء بتشغيله التجاري ،و هذه املراحل هي232:
116
املستمر و رفع كفاءة األداء ،التعاون و املساعدات الفنية ،التقييم االقتصادي والفني
الالحق للمشروع .
و من املتعارف عليه أن املراحل التي تمر عليها انشاء مؤسسة ناشئة من مرحلة الفكرة إلى مرحلة
التنفيذ و اإلنتاج تسمى بدورة حياة املشروع االستثماري التي تكون من خالل تحديد مراحل
التي حددها بعض الباحثين بستة مراحل و هي 233 : سيرورة االنشاء
املرحلة األولى قبل االستثمار :و تبدأ قبل انطالق املؤسسة الناشئة ،حيث يقوم
شخص ما ،أو مجموعة من األفراد بطرح نموذج أولي لفكرة ابداعية أو جديدة أو حتى
مجنونة ،وخالل هاته املرحلة يتم التعمق في البحث ،و دراسة الفكرة جيدا و دراسة
السوق و السلوك و أذواق املستهلك املستهدف للتأكد من امكانية تنفيذها على أرض
الواقع وتطويرها واستمرارها في املستقبل .والبحث عن من يمولها ،وعادة ما يكون
التمويل في املراحل األولى ذاتي ،مع امكانية الحصول على بعض املساعدات الحكومية.
املرحلة الثانية مرحلة االنطالق :في هذه املرحلة يتم إطالق الجيل األول من املنتج
أو الخدمة ،حيث تكون غير معروفة ،و ربما أصعب ش يء يمكن أن يواجه املقاول في هاته
املرحلة هو أن تجد من يتبنى الفكرة على أرض الواقع و يمولها ماديا ،و عادة ما يلجأ رائد
األعمال في هذه املرحلة إلى ما يعرف ب ، (Friends, Family, Fools) FFFفغالبا ما يكون ،
األصدقاء و العائلة هم املصدر األول الذي يلجأ إليهم املقاول للحصول على التمويل ،أو
يمكن الحصول على تمويل من قبل املستثمرين املغامرين بأموالهم خاصة عند البداية
حيث تكون درجة املخاطرة عالية .و في هذه املرحلة يكون املنتج بحاجة إلى الكثير من
الترويج كما يكون مرتفع السعر ،و يبدأ اإلعالم بالدعاية للمنتج .
املرحلة الثالثة :مرحلة مبكرة من اإلقالع و النمو :يبلغ فيها املنتج الذروة و يكون
هناك حماس مرتفع ،ثم ينتشر العرض و يبلغ املنتج الذروة في هاته املرحلة يمكن أن
يتوسع النشاط إلى خارج مبتكريه األوائل ،فيبدأ الضغط السلبي حيث يتزايد عدد
املعارضين للمنتج و يبدأ الفشل ،أو ظهور عوائق أخرى ممكن أن تدفع املنحنى نحو
التراجع.
233عبد الكريم املومن ،توفيق كرمية ،عاشور حيدوش ي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 21-26
117
املرحلة الرابعة :االنزالق في الوادي :و بالرغم من استمرار املمولين املغامرين
(رأس املال املغامر ) بتمويل املشروع إال أنه يستمر في التراجع حتى يصل إلى مرحلة يمكن
تسميتها وادي الحزن أو وادي املوت ،و هو ما يؤدي إلى خروج املشروع من السوق في حالة
عدم التدارك خاصة و أن معدالت النمو في هذه املرحلة تكون جد منخفضة.
املرحلة الخامسة :تسلق املنحدر :يستمر رائد األعمال في هذه املرحلة بإدخال
تعديالت على منتجه و اطالق اصدارات محسنة ،لتبدأ الشركة الناشئة بالنهوض من
جديد بفضل االستراتيجيات املطبقة و اكتساب الخبرة لفريق العمل ،و يتم اطالق
الجيل الثاني من املنتج و ضبط سعره ،و تسويقه على نطاق أوسع.
املرحلة السادسة :مرحلة النمو املرتفع :في هاته املرحلة يتم تطوير املنتج و يخرج
من مرحلة التجربة و االختبار ،و طرحه في السوق املناسبة ،و تبدأ الشركة الناشئة في
النمو املستمر و يأخذ املنحنى باالرتفاع ،حيث يحتمل أن 20إلى %30من الجمهور
املستهدف قد اعتمد االبتكار الجديد ،لتبدأ مرحلة اقتصاديات الحجم و تحقيق األرباح
234 . الضخمة
234عبد الكريم املومن ،توفيق كرمية ،عاشور حيدوش ي ،املرجع السابق ،ص . 21
118
املحاضرة : 30مخطط نموذج العمل التجاري ( Business Model
)Canvasللمشاريع املقاوالتية كأهم خطوة في إنشاء مؤسسة اعالمية
ناشئة :
إن ابتكار نموذج العمل التجاري جاء كحاجة ماسة له بو ضرورة ملحة بعد تطور شكل
منظمات األعمال و املشاريع و بدأت تظهر هناك ما تعرف بالشركات الناشئة و التي تشترك في أنها
تقدم منتجات أو خدمات في أسواق جديدة كليا ،و بالتالي ظهرت فجوة كبيرة و هي أن علم إدارة
ا ألعمال لم يكن جاهزا لتقديم أدوات تساعد على تأسيس مثل هذه الشركات على الرغم من أنه
يملك خبرة تزيد عن القرن في تطوير و إنماء الشركات القائمة بحد ذاتها .و من هذا املنطلق
وصف نموذج العمل التجاري بأنه أداة من األدوات الثورية التي لبت حاجة رواد األعمال في
التخطيط ملشاريعهم و مؤسساتهم الناشئة على الورق قبل إطالقها الذي ابتكر عام 0222من
قبل املؤلفين " أليكس أوسترفالدر ( )Alexander Osterwalderو إيف بينور ( ) Yves Pigneur
اللذين قدماه في كتابهما( .) Business Model generation
و يعرف هذا املخطط على أنه طريقة بصرية تخطيطية يمكن استخدامها أثناء مرحلة
التخطيط للمشروع الريادي االبتكاري أي قبل الوصول ملرحلة دراسة الجدوى من أجل تدارك
الوقوع باألخطاء قدر اإلمكان 235.
كما ينظر إليه على أنه " عبارة عن خطة عمل توصف بلوحة تفصيلية ترسم من قبل املقاول
و ليبرز فيها أهم أهداف مؤسسته أو املشروع و كيفية العبور بها ساملة وسط األزمات
العواقب .و يسمى هذا النموذج بأحجار البناء التسعة .و هو أشهر نماذج األعمال و أكثرها
استخداما " .
و هناك من يرى أن نموذج العمل التجاري هو أشبه ما يكون بمخطط الستراتيجية يجري
تطبيقه من خالل أنظمة و عمليات و هياكل تنظيمية 236 .
235الياس الحبيب قرار ،مخطط نموذج العمل التجاري – مشروع محرك البحث العربي مفتوح املصدر ، -املنظمة العربية
للتربية و الثقافة و العلوم ،تونس 06 ،و 01أفريل ، 0221ص 4
119
و يقصد به أيضا " نموذج بسيط في صفحة واحدة توفر لرائد األعمال نظرة عامة على املهام
237" . التي يؤديها و كيف يتم ذلك ،مما يسهل له التخطيط السليم للبدء باملشروع
الجدير بالذكر أنه برزت عدة نماذج لتصميم و ابتكار نموذج األعمال منها :النموذج املرجعي
لألنشطة التجارية ( ، ) Business Relationship Management ( ) BRMنموذج مكونات
األعمال ،نموذج تصنيع أعمال الخدمات ،لوحة أو مخطط نموذج األعمال ،و نموذج أودس ي
، 3.24و نموذج ) Objectives,Goals,Strategies,and Measures ( OGSMو هو أحدث ابتكار
لنماذج األعمال ( . ) 0225و ستستمر أدوات و أساليب ابتكار و تصميم نموذج األعمال في
التطور بتطور الوسائل و الطرق اإلدارية املتعددة و بهدف تجنب النسخ و ترقب التغيير
و البحث عن نقطة ارتكاز العمل و البدء منها ،و قد يكون بعضها أنسب لبعض املجاالت
و األنشطة التجارية من البعض اآلخر 238.
236ألكسندر أوسترڤالدر ،إيڤ پينور ،ترجمة اسماعيل صالح ،ابتكار نموذج العمل التجاري ،ط ، 2عمان األردن ،جبل
عمان ناشرون ، 0223 ،ص 25
التالي: الخط على متوفر التجاري، العمل نموذج مخطط منشآت، 237
https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf
238أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 004-000
239صباح اسطيفان كجة جي ،دراسات الجدوى االقتصادية و األساليب الكمية لتقييم املشاريع الصناعية ،بغداد ، 0222 ،
ص4
120
و تمثل دراسة الجدوى االقتصادية استشارة إدارية أو جزء من استشارة إدارية و مالية
و اقتصادية تمكن صاحب القرار أو املستثمر فردا كان أو الدولة من اتخاذ القرار االستثماري
األمثل باختيار مشروع من املشاريع االستثمارية املتاحة ،لتحقيق أهداف معينة مراعية في ذلك
محدودية موارده240.
و تعرف دراسة الجدوى بأنها " كل الدراسات القانونية و التسويقية و املالية و االقتصادية التي
تتعلق بالفرصة االستثمارية في مراحلها املختلفة منذ أن كانت فكرة حتى الوصول الى القرار
النهائي بقبول الفكرة ( باعتبارها مبررة اقتصاديا أو رفض هذه الفكرة غير املبررة اقتصاديا .و
تمكن هذه الدراسات من توفير قدر من البيانات و املعلومات التي تساعد متخذي القرار
االستثماري في اتخاذ قراره بما يحقق أهدافه .علما أن وثيقة دراسة الجدوى تتكون من ثالثة
أقسام هي تحليل السوق أو دراسة السوق ،الدراسة الفنية أو التنظيمية ،ثم الدراسة
التمويلية( الجدوى التمويلية أو املالية التي تهدف الى اعدد تصور تفصيلي ملصادر التمويل
املختلفة )241.
و تنبع أهمية دراسة الجدوى نظرا لتميز املشاريع الناشئة و خاصة في املجال اإلعالمي
باملخاطرة من جهة و شدة املنافسة ،و صعوبة التنبئ بالطلب االجتماعي على املنتج اإلعالمي ،و
فيما يلي استعراض لهذه األهمية 242:
توفير للموارد :حيث ان اتخاذ قرار االستثمار دون دراسة جدوى قد يؤدي الى فشل
املشروع ( اتخاذ قرار خاطئ ) ،كما يترتب عليه تبديد للموارد و ربما ضياع أموال أضعاف
األموال التي كان يمكن أن تنفق على دراسات الجدوى .
اعطاء تصور مبدئي عام عن التكاليف و االيرادات املتوقعة للمشروع بما يساعد على
240محمد محمود العجلوني و سعيد سامي الحالق ،دراسة الجدوى االقتصادية و تقييم املشروعات ،عمان االردن ،دار
اليازوري العلمية للنشر ، 0222 ،ص. 25
و البحوث 0222 ، 241خليل محمد خليل عطية ،دراسات الجدوى االقتصادية ،ط ، 2القاهرة ،مركز تطوير الدراسات
،ص ص 1- 25
242املرجع نفسه ،ص ص 22-5
121
تساعد على تحديد األفضلية النسبية للفرص االستثمارية املتاحة من وجهة نظر التنمية
االقتصادية و بما يساعد متخذي القرار على اتخاذ القرارات و تقرير السياسات التي
تشجع القطاع الخاص على انتهاز هذه الفرص.
تمثل و تعتبر دراسة الجدوى كمرشد للمستثمر الفرد يمكنه إتباعه خالل مراحل تنفيذ
تعتبر دراسة الجدوى األساس في عملية اتخاذ القرارات املتعلقة بإقامة املشروع كشراء
األراض ي ،إقامة املباني ،توريد اآلالت و املعدات ،و كل ما يلزم من دراسات وإجراءات و
عقود و قرارات تنفيذية.
إظهار مدى قدرة املشروع في تحقيق األهداف التي يقوم من أجلها ،بحيث أن إقامة
املشروع ليس هدفا في حد ذاته ،و إنما هو بغرض الحصول على منافع مادية معينة
للمؤسسة.
و بناء على ما تقدم تجيب دراسة الجدوى املقاول عن سؤال هام و هو :لو نفذت املشروع بهذه
املعطيات ،هل سيربح أم يخسر ؟ بينما خطة املشروع فتجيب عن السؤال :كيف سننفذ العمل و
نديره ؟ في حين مخطط نموذج العمل التجاري يجيب عن السؤال :ما الذي يجب أن أقدمه ؟ و
ملن ؟ و بالتالي بدون مخطط نموذج العمل التجاري الصحيح لن يتمكن املقاول من الوصول إلى
خطة مشروع صحيحة .فمن املهم إدراك أن نموذج األعمال يتم تنفيذه بعد تطبيق دراسة
الجدوى و التحقق من جدوى املشروع243.
الجدول رقم 0الفروق بين نموذج األعمال و دراسة الجدوى و خطة املشروع:
243أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص . 021
122
المصدر :أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر المبيريك ،ريادة األعمال ،مرجع سبق ذكره ،ص
812
ب -خطة األعمال:
أما التفريق بين نموذج األعمال و خطة األعمال ،فإن استحداث فكرة نموذج األعمال هي بمثابة
املدخل األساس ي لكتابة خطة األعمال ،فكتابة خطة أعمال محكمة ال تكون بناء على نموذج
عمل خاطئ ،لذا تبدأ املشاريع الناشئة بتصميم نموذج عمل و التأكد من جدوى نموذج العمل
أوال ،ثم التفكير بخطة األعمال على أنها خطة تفصيلية لذلك النموذج ،هذا النوع من املنهجية
سيساعد في إقناع املستثمرين أو الجهات الداعمة للتعرف على املشروع بصورة أسرع ،و من ثم
244 إدراك كيف سيتم تنفيذه من خالل خطة األعمال .
الجدول رقم 4الفرق بين خطة األعمال و نموذج األعمال:
244أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،املرجع نفسه ،ص 022
123
املصدر :أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر املبيريك ،ريادة األعمال ،املرجع
نفسه ،ص 022
أهمية مخطط نموذج العمل التجاري : -III
إذا كنت صاحب املشروع املقاوالتي ،أو الزلت في مرحلة البحث عن فكرة ملشروعك ،
ً
فبالتأكيد تعلم أن أي نشاط اقتصادي تجاري يحتاج حتما إلى خارطة طريق تمهد له رحلة
الخروج بأفكاره إلى حيز التطبيق العملي على أرض الواقع ،و هذا هو الدور الذي يقوم به نموذج
العمل التجاري ،فهو يأتي في مرحلة مبكرة من املشروع املقاوالتي ( قبل اطالقه ).
و إذا ما قارنا بين التخطيط للمشاريع التقليدية و املشاريع الريادية أي املقاوالتية نستخلص
أهمية مخطط العمل التجاري بالنسبة إلى املؤسسات الناشئة االبتكارية ،حيث ّأن املشاريع
التقليدية ال تحتاج لبذل الكثير من الجهد في التخطيط فكل ما تحتاجه هو دراسة للجدوى
االقتصادية و من ثم كتابة خطة العمل لتقديمها للمستثمرين (بنك أو رجل أعمال) من أجل
الحصول على التمويل الالزم ،بينما املؤسسات الناشئة الريادية فهي تحتاج ملزيد من التخطيط
قبل الوصول ملرحلة كتابة خطة العمل بحكم أنها ستطرح منتج أو خدمة مبتكرة245.
و كما يحدد نموذج العمل التجاري األسلوب الذي تتبعه املؤسسة في خلق قيمة ما
و هو مهم أيضا حتى للمشاريع القائمة و لحل املشكالت ألنه 246 تحقيقها و االستفادة منها.
124
فضال على أنه يقدم وصفا واضحا للعناصر 247. يعرض الصورة من األعلى على كامل املشروع
املكونة ألي مشروع صغير بطريقة موثوقة 248.
و من هذا املنطلق فإن الدور الهام الذي يلعبه مخطط نموذج العمل التجاري هو ّأن
الشركات الناشئة ليست مجرد نسخة بدائية من الشركات القائمة ،بل هناك اختالف جوهري في
وظيفة كل منهما ،حيث ّأن الشركة الناشئة دورها البحث هن نموذج عمل ناجح ،بينما املشروع
القائم دوره تنفيذ نموذج العمل أو النموذج الربحي ( ) Business Modelو هنا يأتي دور مخطط
نموذج العمل حيث يسهل على الشركات الناشئة عملية البحث عن النموذج الربحي املناسب
الجدير بالذكر أن املقاول ال يعتمد على نمط عمل واحد بل عليه أن يراجع مخطط عمله لها249.
التجاري دوريا تماشيا مع التغيرات التي تحدث في السوق ،الجمهور ،التطورات التكنولوجية.
مكونات مخطط نموذج العمل التجاري: -IV
يضم مخطط نموذج األعمال من تسعة مكونات رئيسية تغطي املجاالت األربعة األساسية للعمل
التجاري و هي ( العمالء ،عرض قيمة املنتج ،البنية التحتية و القدرة املالية ) و فيما يلي تفصيل
لهذه الحجارة التسعة :
ّ
املقدم في املنتج أو الخدمة ( Value .0القيمة املقترحة أو العرض
: Propositionو نقصد بها كل العناصر التي تميز مؤسسة ناشئة عن منافسيها في
السوق و يتوجه إليها الجمهور دون غيرها و تجعله يدفع من أجلها املال .و قد تكون
قيمة مبتكرة و جديدة ،أو قيمة بأداء عالي أي القيمة املضافة ملنتج طرح من قبل في
السوق و ادخلت عليه تغييرات ( خصائص و صفات إضافية ) ،أو القيمة بالسعر و
سهولة الحصول على املنتج ،التصميم ،املالءمة و سهولة االستخدام ...الخ و غيرها من
القيم التي تجعل تقليد املنتج صعب .و القيم املقترحة هذه إما أنها تحل مشكلة يعانيها
و عليه يجيب هذا الحجر األول من مخطط تلبي إحدى احتياجاته250. املستهلك ،و إما
نموذج األعمال على سؤال :ما الذي سأقدمه في السوق ؟ ما هو الجديد الذي سأوفره ؟ و
بأي سعر ؟
125
.2شرائح العمالء أو الزبائن( :( Customers Segmentsو نقصد بهم شريحة
الجمهور املستهدف من الزبائن أو العمالء .أي الذين تسعى املؤسسة أو املشروع الريادي
لخدمتهم و تلبية احتياجاتهم من خالل العرض املقدم سواء كان جمهورا عاما أو
متخصصا.
بمعنى آخر يحدد عنصر شرائح العمالء باملجموعات املختلفة من الناس أو الفئات التي تستهدفها
فكرة املشروع الصغير لتصل إليهم و تقدم خدمة لهم 251.أي هو الحجر الذي يجيب املقاول على
سؤال ملن أوجه خدمتي و منتجي ؟ و من هم عمالئي ( أفراد ،مؤسسات ) ؟ و من هم أهمهم ؟
و يشكل العمالء جوهر أي نموذج من نماذج العمل التجاري الذين يمكن تصنيفهم إلى شرائح
متميزة يشترك كل منها في االحتياجات و السلوك و غيرها من الصفات .علما أن نموذج العمل
التجاري قد يحدد واحدا أو أكثر من شرائح العمالء الصغيرة أو الكبيرة .و للحصول على درجة
ممكنة من رضا العمالء فيجب أن يكون هذا النموذج مؤسسا على تفهم عال لالحتياجات
252. الخاصة بكل شريحة من شرائح العمالء
.0قنوات التوزيع ( :)Channelsو هي كافة الطرق و اآلليات التي يعتمد عليها املقاول
( في توصيل املنتج أو الخدمة إلى شرائح العمالء و الزبائن التقليدية منها و الحديثة
البيع عبر االنترنت مثل املتاجر اإللكترونية ) .أي هي صلة الوصل ما بين املنتج أو الخدمة
من جهة و شرائح العمالء من جهة أخرى .و كل قناة توزيع ناجحة يجب أن تؤدي خمس
وظائف :زيادة الوعي بالهوية البصرية للمؤسسة الناشئة و منتجها أو خدمتها ،تقييم
و العمالء للمنتج أو الخدمة ،الشراء ،التوصيل و التسليم ،خدمات ما بعد البيع 253.
بالتالي تجيب هذه الحجرة الثالثة من نموذج العمل التجاري على عدة تساؤالت و هي :
عبر أي من القنوات ترغب شرائح العمالء أن يتم الوصول إليه ؟ كيف نصلهم حاليا ؟
هل قنوات املقاول متكاملة ؟ أي منها يعمل بشكل أفضل ؟ أيهما األكثر فعالية بالنسبة
إلى كلفتها ؟ كيف نقوم بإدخالها في عادات العمالء ؟254
126
يذكر أن قنوات التوزيع ال تضم فقط الوسائل التي نوظفها لتصل الخدمة أو املنتج إلى العمالء
بل تتجاوز أيضا قنوات التواصل معهم أي الوسائط االتصالية التي يوظفها املقاول لفائدة
عمالئه لكي يتمكنوا من ا اتصال و التواصل معه أو العكس مثل :رقم الهاتف ،البريد االلكتروني
،منصات التواصل االجتماعي ،املوقع االلكتروني ...
.4العالقة مع العمالء ( : ( Customer Relationshipتلعب العالقات العامة مع
الجمهور الخارجي دورا مهما بالنسبة إلى املؤسسة الناشئة سواء في مرحلة بناء صورتها
الذهنية أو في مرحلة تعزيزها و املحافظة عليها أو في مرحلة تحسينها في حالة األزمات ،و
مؤخرا أصبحت بعض املؤسسات تدير عالقاتها العامة مع زبائنها و إدارة سمعتها
الكترونيا عبر منصات التواصل االجتماعي .
في السابق كانت املؤسسات تركز بشكل كبير على املنتجات دون أية مراعاة للعنصر اإلنساني
للزبائنها الذين تراهم مجرد أرقام مبيعات ،لكن اليوم و مع اشتداد حدة املنافسة و ظهور
املؤسسات الناشئة بدأت كل مؤسسة تميز نفسها بإعطاء عمالئها أهمية قصوى و هنا بدأت
تظهر عدة أشكال للعالقات العامة معهم لخدمتهم منها :العالقات الشخصية ،الخدمة الذاتية ،
الخدمة اآللية ،املحتوى املساعد ( تقييمات أو تعليقات على املنتج أو الخدمة ) ،الشبكات
االجتماعية 255.
و عليه يجيب حجر البناء الرابع الخاص بالعالقات مع العمالء عن سؤال ما هي أنواع
العالقات التي تؤسسها املؤسسة الناشئة مع كل شريحة من شرائح العمالء ؟ ما نوع العالقة التي
تتوقع كل واحدة من شرائح عمالئنا أن نقيمها و نحافظ عليها معهم ؟ ما العالقات التي أسسناها
بالفعل ؟ كم كلفتنا ؟ كيف يمكن دمجها مع بقية أجزاء نموذج العمل الذي نتبناه؟256
.5مصادر اإليرادات ( : ( Revenue Streamو نقصد بها الطرق التي يعتمد عليها
املقاول اإلعالمي في الحصول على املوارد املالية ملؤسسته سواء من سوق الجمهور القراء
أو املستمعين أو املشاهدين أو املتصفحين ( عن طريق االشتراك في الخدمات اإلعالمية )
أو سوق املعلنين ( االشهار ) أو مختلف العمليات التجارية التي تقوم بها املؤسسة
اإلعالمية – .سنتحدث بالتفصيل عن مصادر التمويل و الدخل و الربح بالتفصيل في
محاضرة الحقة -
127
و يمثل حجر البناء الخاص بمصادر اإليرادات املبالغ املالية النقدية التي تجنيها املؤسسة من أية
شريحة من شرائح العمالء و التي توصف بشرايينها .علما أنه ينبغي طرح التكاليف من اإليرادات
ملعرفة األرباح .و يمكن أن ينطوي نموذج األعمال على نوعين مختلفين من اإليرادات و هي :
ايرادات املعامالت الناتجة عن مدفوعات العمالء ملرة واحدة .و ايرادات متكررة الناشئة عن
دفعات متواصلة غما لتحقيق القيم املقترحة و إما لتوفير دعم ما بعد البيع للعمالء .و من ثم
تجيب هذه الحجرة الخامسة عن سؤال :ما القيمة التي يكون عمالؤنا مستعدين حقا للدفع
مقابلها ؟ ما الذي يدفعون مقابله حاليا ؟ كيف يدفعون ؟ ما طريقة الدفع التي سيفضلونها ؟ ما
مدى مساهمة كل مصدر من مصادر اإليرادات في اإليرادات اإلجمالية ؟257
و في هذا الصدد البد أن نذكر بعض الطرق التي يمكن من خاللها تحقيق الربح و اإليرادات غير
التي تأتي من عملية بيع املنتج أو الخدمة ، Freemium :رسوم االستخدام ( مثال خدمات
شركات االتصاالت ) ،رسوم االشتراك ،رسوم الترخيص الستخدامه ( مثل نظام التشغيل
258
ويندوز) ،التأجير ،اإلعالنات .
.6املوارد األساسية ( : ( Key Resourcesو نقصد بها أهم املوارد األساسية الالزمة
ّ
األساسية و التي إلنجاح نموذج العمل التجاري ،أي ال نضع املوارد الثانوية بل فقط
املقدم ،سواء كانت موارد بشرية أو بدونها ال يمكن إطالق املشروع و تقديم العرض ّ
128
.7األنشطة األساسية ( :( Key Activitiesو هي األنشطة الرئيسية التي يحتاجها
املقاول لتنفيذ فكرة املشروع عبر تسخير و تشغيل املوارد التي تحدثنا عنها في الحجرة
السادسة من مخطط نموذج العمل التجاري مثال نشاط اإلنتاج و كل األنشطة الفرعية
التي تتعلق به مثل التسويق و البيع ،حل املشاكل ،املنصة و الشبكة
). (Platform/network
و بعبارة أخرى كل نموذج من نماذج األعمال التجارية يتطلب عددا من األنشطة الرئيسية
النجاحه ،و تختلف هذه األنشطة تبعا لنوع النموذج التجاري للمؤسسة الناشئة ،فمثال شركة
مايكروسوفت تشمل أنشطتها الرئيسية في تطوير البرامج ،بينما شركة ماكنزي()McKinsey
لالستشارات فيتمثل نشاطها الرئيس ي في حل املشكالت .في حين نموذج العمل التجاري لشركة
فيزا فيتطلب نشاطات مرتبطة بمنصة عمليات بطاقات فيزا اإلئتمانية لعمالئها على اختالفهم260.
129
و بعبارة أخرى يحدد حجر البناء الخاص بالشركات الرئيسية شبكة املوردين و الشركاء التي
تساعد على نجاح نموذج العمل التجاري ،و نستطيع أن نميز بين أربعة أنواع مختلفة من
الشراكات و هي :تحالفات استراتيجية بين مؤسسات ال تتنافس فيما بينها ،تعاون شراكات
استراتيجية بين مؤسسات متنافسة ،و مؤسسات تسعى إلى تأسيس مشاريع مشتركة جديدة ،
و أخيرا تعاون بين مشترين و موردين لضمان إمدادات يعتمد عليها .و يكون عادة ثالثة دوافع
خلف الدخول في هذه الشراكات أولها :التحسين و اقتصاديات الحجم ،الحد من املخاطر
و عدم اليقين ،الحصول على موارد و أنشطة معينة .و من األسئلة التي يجيب عليها هذا الحجر
التاسع من مخطط نموذج العمل التجاري هي :من شركاؤنا الرئيسيون؟ من موردونا الرئيسيون ؟
ما املوارد الرئيسية التي نحصل عليها من شركائنا ؟ ما األنشطة الرئيسية التي يمارسها
الشركاء؟263
130
التالي: الخط على متوفر منشآت، املصدر:
https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf
نماذج من مخططات األعمال التجارية اإلعالمية : -V
الشكل رقم 5مخطط نموذج العمل التجاري للمنصة الرقمية لبث الفيديو عبر
االنترنت " نتفليكس"
131
الشكل رقم 6مخطط نموذج العمل التجاري ملوقع تشارك الفيديو " اليوتوب "
الشكل رقم 1مخطط نموذج العمل التجاري ملنصة التواصل االجتماعي "
الفايسبوك"
الشكل رقم 2مخطط نموذج العمل التجاري لتطبيق مؤسسة الطباعة Lulu.com
132
المصدر :أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،وفاء بنت ناصر المبيريك ،مرجع سبق ذكره ،ص 842
الشكل رقم 0مخطط نموذج العمل التجاري ملوقع تبادل الصور فليكر () Flickr
133
املحاضرة : 03التكاليف املالية إلنشاء مؤسسة ناشئة و ممارسة النشاط
املقاوالتي اإلعالمي :
يعرف االقتصاديون التكاليف تعريفا مختلفا عن التعريف الذي يستخدمه املحاسبون مثال ،
و التعريف مشتق من املهمة التي يضطلع بها كل منهم ،فاالقتصاديون يستخدمون تعريفا
للتكاليف يساعد على اتهاذ القرارات الخاصة بما يجب أن ينتج و ما هو حجم ذلك اإلنتاج و فيما
إذا كان يجب االستمرار أو التوقف عن اإلنتاج .أما املحاسبون فإنهم يهدفون إلى استنتاج قيمة
و التكاليف264. األرباح أو الخسائر من املعلومات و البيانات املتوافرة عن اإليرادات
و تعرف التكلفة على أنها " موارد يتم إنفاقها لتحقيق هدف محدد و يتم قياسها بوحدات
و هي أيضا "استنفاذ املوارد االقتصادية املتاحة بطريقة اختيارية بهدف "265 النقد التقليدية.
الحصول على موارد اقتصادية أخرى في الحاضر أو املستقبل .266
و يشير مصطلح التكاليف أيضا إلى مجموع النفقات املدفوعة في سبيل الحصول على سلعة
أو خدمة يتوقع منها إيراد أو منفعة نتيجة بيعها أو استعمالها ،و إذا لم يتحقق اإليراد فإن
النفقات املدفوعة تعتبر خسارة للمشروع و ليست تكلفة .و كما أن تكلفة األصل هي عبارة عن
جميع النفقات التي يتحملها املشروع في سبيل الحصول على ذلك األصل ( تكلفة الشراء مضافا
إليه جميع النفقات التي تدفع عليه ليصبح جاهزا لالستخدام ) ،و كذلك تكلفة االنتاج هي عبارة
عن أثمان املواد و األجور املباشرة و أية تكاليف أخرى الزمة النتاج السلعة أو الخدمة 267.
أما تكاليف الصناعة الصحفية فتعرف على أنها " :مجموع تشغيل نشاط الصحافة املعبر
عنها بوحدة النقد ،املدفوع نقدا أو املتمثل في بعض األصول املستنفذة ،أو التزام قائم متعلق
بخدمات أو بضائع تم الحصول عليها ،أو أنه في املتوقع الحصول عليها ،و التي تتحملها املؤسسة
الصحفية على مستوى عمليات اإلنتاج الفكرية ،أو املادية ،حسب الطاقات التشغيلية
للمؤسسة الصحفية ،و أساليب عمله ،و أنماط توزيع منتجاتها .فكل مؤسسة صحفية تملك
264ماجد بن عبدهللا املنيف ،مبادئ االقتصاد :التحليل الجزئي ،ط ، 5العبيكان للنشر ، 0202 ،ص 031
265رائد محمد عبد ربه ،مبادئ املحاسبة املالية ،الجزء الثاني ،ط ، 2الجنادرية للنشر و التوزيع ، 0226 ،ص 22
266محمد نور ،شحاتة السيد شحاتة ،محاسبة التكاليف ،الدار الجامعية ،مصر ، 2004ص39
267نائل عدس و آخرون ،محاسبة التكاليف مدخل حديث ،عمان األردن ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ( ،ب.س .ط ) ،ص 24
134
حالة خاصة في حسابات تشغلها ،و إن توزعت عدة عناصر إنتاج مختلفة على األنشطة ذاتها ،
و ذلك وفقا ملجموعة من العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على مصروفاتها268".
و النفقات في إصدار صحيفة تعني " تلك األموال التي يدفعها الناشر لغيره مقابل الحصول
و العمل و على العناصر املادية التي تدخل في تحقيقه ملشروعه املذكور .مثل املواد األولية
األجهزة ...الخ " كما تعرف على أنها " العناصر األساسية التي ال بد منها في أية عملية انتاجية 269 ".
و نعرف اجرائيا تكاليف النشاط املقاوالتي اإلعالمي بأنها مجموع األعباء املالية ( مصاريف ،
( تكاليف ،نفقات ،متطلبات مالية ) التي تتحملها املؤسسة اإلعالمية الناشئة و الريادية
املقاوالتية ) في مختلف مراحل حياتها انطالقا من مرحلة الفكرة و بداية األعمال ،االنطالق و
و االستغالل ،ثم التطور و النمو ،و ذلك حسب االمكانيات املالية التي رصدت للمشروع ،
أساليب العمل في سبيل الحصول على عائد أو توقع الحصول على عائد أو منفعة .
و بعبارة أخرى نقصد بها مجموع النفقات املالية التي تتحملها املؤسسة اإلعالمية الناشئة على
عدة مستويات بداية بمرحلة قبل االنشاء ( تكاليف خاصة بدراسة السوق و دراسة الجدوى ) ،
مرورا بمستوى عمليات اإلنتاج الفكرية ( انتاج املحتوى اإلعالمي ) ،و نهاية بمرحلة االنتاج
املادي ( الطبع ،التوزيع ،النشر ،البث ) ،دون أن ننس ى التكاليف املرتبطة بمرحلة تطورها و
نموها في السوق اإلعالمية املحلية أو العربية أو العاملية و ذلك من أجل الحصول على إيرادات
معتبرة تتجاوز تكلفتها .
268مرزوق بن مهدي ،تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد
و اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ،رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ،قسم علوم االعالم
االتصال ،جامعة الجزائر ، 0222 0222 ، 23ص .64
269أحمد بن مرس ي ،اقتصاديات الصحافة املكتوبة ،ط ، 2الجزائر ،الورسم للنشر و التوزيع ، 0224 ،ص 61
135
نظرا لخصوصية املؤسسة و منتجها ( مؤسسة فتية و ريادية و تكون في حالة تجريب أفكار
مبدعة و مبتكرة ،صعوبة التنبؤ بالطلب االجتماعي على املنتج اإلعالمي ) .
و من جهة أخرى نفقات اإلنتاج في املحطات اإلذاعية و التلفزيونية ال تتغير بزيادة أو نقصان
عدد املشاهدين و املستمعين ،و منه زيادة أو نقصان حجم املشاهدة أو االستماع ال يؤثر على
نفقات انتاج البرامج التلفزيونية و االذاعية و لكنها تؤثر على االشهار .
و بناء على ذلك تظهر أهمية اعتماد املؤسسات الناشئة على محاسبة التكاليف التي نقصد بها
عموما " ذلك العلم الذي يقوم على تجميع و تبويب و تحليل و تخصيص و توزيع التكاليف
استنادا إلى مجموعة من املبادئ و األسس و القواعد العلمية بهدف تحديد تكلفة اإلنتاج و
تقديم املعلومات الالزمة و التي تساعد اإلدارة على اتخاذ القرارات املناسبة ".و يتضمن دورها
التقليدي من هذا التعريف في تحديد تكلفة املنتج و ذلك لتقويم املخزون و تحديد الدخل
ألغراض إعداد التقارير الخارجية ،كما لها دور حديث يتمثل في خدمة اإلدارة في جميع
املؤسسات من خالل تزويدها باملعلومات التي تفيدها في مجاالت التخطيط و الرقابة و اتخاذ
القرارات اإلدارية 270.
صرفت بشأنها.
هي بمثابة إجراء تقويمي يساعد على مراقبة العملية االنتاجية من الناحية املالية بصورة
دقيقة و دائمة.
توفير معطيات معلوماتية في شكل إحصائيات مالية تساعد على معرفة أوال الحدود التي
بلغها هذا االنفاق على مستوى املشروع و ثانيا تحديد التوجهات التي أخذها .
التدخل بسرعة من أجل تصحيح الوضع املالي للمؤسسة الناشئة.
الحرص على انفاق ما يجب انفاقه بصورة علمية صحيحة .
-0تحقيق التوازن املالي على مستوى املؤسسة و الذي يقوم على معرفة ما تم انفاقه على
االنتاج االعالمي الفكري و املادي ( مثال معرفة ما تم انفاقه على انتاج النسخة الواحدة
136
في حجم معين من الصفحات و في اطار محدد من السحب ) و ما تم تحصيله من ايرادات
بعد عرضه في السوق ( موارد مالية ) .
التعرف على مدى تغطية سعر بيع املنتج من ما تم انفاقه على انتاجه .
تساعد في اتخاذ االجراءات الالزمة لتعويض الخسارة إن وجدت على مستوى االشهار أو
األعمال اإلضافية.
و إعداد املوازنات التخطيطية بهدف اكتشاف عوامل اإلسراف و القضاء عليها
صاحبها .
و و من هذا املنطلق تسمح معرفة التكاليف التي يتحملها املشروع املقاوالتي اإلعالمي عامة
تكلفة كل مرحلة من مراحله للمقاول بأخذ نظرة حول االختيارات التمويلية املتاحة ،كما يسمح
للمستثمر و املخاطر املالي ( املمول ) بمعرفة الرأسمال املطلوب و كذلك عائد املشروع ،مما
يسهل عمليات التفاوض .
يقسم الباحثون و املختصين في علم املحاسبة عناصر تكاليف اإلنتاج في مؤسسة ما وفق عدة
متغيرات أو معايير نوجزها في األنواع التالية:
من حيث طبيعتها أو نوعيتها إلى ثالثة أنواع 272 : -0
: ) Materialو هي تكلفة املواد أ -تكلفة املواد الخام ( Cost
و و املستلزمات السلعية املستخدمة في عملية اإلنتاج ( مثال الورق
الحبر في االنتاج الصحفي و الفكرة في اإلنتاج السمعي البصري ) .
ب -تكلفة العمل أو األجور ( : ) Labor Costو هي تكلفة املجهود البشري
الذي تدفعه أو تتحمله املؤسسة الناشئة لصالح العاملين بها .
ت -تكلفة الخدمات :و هي أي تكلفة ليست مواد أو أجور ،أي كل
التكاليف الالزمة لتمام الدورة االنتاجية و البيعية باملؤسسة بخالف
137
األجور و املواد مثل :صيانة أجهزة الكمبوتر ،املعدات ،و إيجار مقر
العمل ،و التأمين ،االستشارات الخارجية ...
و يهدف تقسيم عناصر التكاليف إلى هذه األنواع إلى تحديد تكلفة كل عامل من عوامل اإلنتاج
الداخلة في قياس تكلفة املنتج النهائي.
كما نجد تقسيم آخر لعناصر التكاليف وفقا للوظيفة التي استفادت من التكاليف بهدف
قياس تكاليف كل وظيفة على حدة و بالتالي يمكننا تحديد نصيب الوحدة من تلك التكاليف
و كذلك الرقابة عليها ،و يمكن إيضاحها علي النحو التالي 273 :
عناصر تكاليف وظيفة اإلنتاج :و هي التكاليف الالزمة إلتمام الوظيفة اإلنتاجية -0
في سبيل تحقيق اإلنتاج.
عناصر تكاليف وظيفة التسويق :و هي النفقات الالزمة للوظيفة التسويقية في -2
سبيل توزيع املنتوج الصحفي .
عناصر تكاليف الوظيفة اإلدارية و التمويلية :و هي النفقات املرتبطة باملراكز -0
الخدمية اإلدارية و التمويلية.
و باملقابل نجد فريق آخر من الباحثين يقسم عناصر التكاليف في مؤسسة حسب معيار العالقة
بوحدة النشاط ( اإلنتاج ) و هي274 :
أ -تكاليف مباشرة :و هي التكاليف التي تدخل في تكوين وحدة اإلنتاج
و يمكن تحديد نصيب الوحدة منها بدقة و سهولة .أي هي تلك
التكاليف التي تساهم بصفة مباشرة في عمليات االنتاج اإلعالمي و عن
طريقها يمكن تتبع حجم التكلفة .
ب -تكاليف غير مباشرة :و هي التكلفة الالزمة لإلنتاج و لكن ال تدخل في
تكوين وحدة اإلنتاج و بالتالي ال يمكن تحديد نصيب الوحدة منها بدقة
و سهولة مثل تكلفة الكهرباء و االيجار ...أي هي التكاليف التي ال تساهم
في عمليات اإلنتاج اإلعالمي و عن طريقها نوزع عناصر التكلفة.
273السعيد محمد شعيب ،محاسبة التكاليف ،دروس في مقياس محاسبة البنوك و البورصات ،مستوى ثالث جامعي ،مركز
التعليم املفتوح ،بنها ،مصر ،ص ص ، 23-20متوفر على الخط التالي :
،www.olc.bu.edu.eg/olc/images/6th-7.pdfتاريخ الزيارة 2:32 ، 0225/22/23 :
274رائد محمد عبد ربه ،مرجع سبق ذكره ،ص 20
138
و من جهتها قسمت الباحثة الفرنسية نادين توسان النفقات الخاصة بصناعة الصحافة إلى
أربعة فئات أساسية و هي كالتالي :
نفقات املنتج الفكري ( :التحرير ،التوثيق ( االرشيف) ،االدارة ،املصاريف
العامة)
نفقات املنتج املادي ( :االستثمارات ،املادة األولية ،اليد العاملة )
نفقات التوزيع ( :أنواع طرق البيع ،النفقات )
النفقات املتوسطة للنسخة الواحدة و تغيراتها ( :في حالة ارتفاع حجم
السحب و زيادة التصحيف و تغير تكاليف التوزيع ) .
ي قد صنف نفقات اصدار الصحيفة كما يلي 275: في حين نجد الباحث أحمد بن مرس
-0نفقات األجورو الخدمات و الرسوم:
-2نفقات التجهيزو املواد القابلة لالستهالك:
-0نفقات االشهار:
-4نفقات التوزيع :
و إذا ما أخذنا رأي املحاسبين فقد الحظوا أن تحديد تكلفة املنتج على أساس التكاليف
ً
اإلجمالية يصبح غير دقيقا إذا تغير حجم النشاط ،و في إطار هذا التقسيم يتم تبويب التكاليف
ً
وفقا لعالقتها بحجم النشاط إلى :
تكاليف ثابتة ) : (Coûts fixesو تعرف بأنها " تكلفة عناصر اإلنتاج الثابتة التي -0
تستخدمها املؤسسة ،و هي ال تتغير بتغير حجم اإلنتاج " .ألن األجل القصير
بالنسبة إلى املؤسسة يفترض أن حجم املشروع و اآلالت ثابت و بالتالي التكاليف
الثابتة سوف تتحملها تلك املؤسسة سواء أنتجت في األجل القصير أم لم تنتج .
و ببالتالي تلك ا أصول الثابتة يدخل عليها التقادم أو اإلهالك و الذي يكون نسبة
مئوية ثابتة أيا كان حجم اإلنتاج .و باختصار فإن للتكاليف الثابتة خاصيتين
رئيسيتين :
-يجب أن تتحملها املنشأة في األجل القصير.
ال تتغيربتغيرحجم اإلنتاج ( تبقى كما هي) 276. -
139
و تعرف أيضا التكاليف الثابتة بأنها " التكلفة التي ال يتغير مبلغها اإلجمالي بتغيرات حجم اإلنتاج
و لكن نصيب الوحدة منها متغير بصورة عكسية مع تغيرات حجم اإلنتاج ( اإلجمالي ثابت /نكلفة
الوحدة متغير ) 277".
و هناك من يعتبر التكاليف الثابتة تلك التكاليف الثابتة نسبيا خالل امليزانية السنوية و تتغير
من سنة ألخرى لكن بنسب بسيطة .و ليست لها صلة بنشاط املشروع أي تساهم بطريقة غير
املباشرة في العملية اإلنتاجية .و تتمثل في التكاليف الهيكلية و اإلدارية و الخدماتية مثل :املعدات
و التجهيزات ،دراسة الجدوى ،الخدمات ،أجور العمال ،التأمين ،التركيب ،التصوير ،اإلخراج
...الخ .
و تشمل النفقات العامة الثابتة للمؤسسة اإلعالمية التي ال تتأثر بعدد النسخ في الصحافة
املكتوبة و في التلفزيون و اإلذاعة تلك التكاليف التي ال تتأثر بطبيعة البرامج و مدتها و طرق بثها
و ارسالها و بطبيعة القناة إن كانت متخصصة أو عامة (كالنفقات اإلدارية ،كراء املباني ،األجور
و املصاريف التحريرية ،نفقات الروبورتاج ،نفقات التلغراف ،الوكاالت ،نفقات قسم اإلشهار و
أهم أقسام اإلنتاج ،تركيب ،تصوير ،اإلخراج ).
تكاليف متغيرة ) : (Coûts variablesو تعرف بأنها تكلفة عنصر أو عناصر -2
اإلنتاج املتغيرة الالزمة إلنتاج السلعة ،و هي ذلك الجزء من التكاليف في األجل
القصير التي تغير و تزيد بتغير و تزايد حجم اإلنتاج .و التكاليف املتغيرة تتزايد في
البداية بمعدل متناقص ثم تتزايد بمعدل متزايد و ذلك راجع لعالقتها بدالة اإلنتاج
الكلي التي تتأثر بقانون تناقص الغلة ،فاإلنتاج الكلي يتزايد بمعدل متزايد في البداية
،ثم يتزايد بمعدل متناقص ،و بعد الوصول إلى حجم إنتاج معين يتناقص اإلنتاج
الكلي .علما أن التكاليف املتغيرة قد تم اشتقاقها من افتراض تقنية معينة من
عملية اإلنتاج ،فإذا تغيرت التكنولوجيا ( مزيج من عناصر اإلنتاج ) فإن دالة اإلنتاج
الكلي تتغير ،و من ثم دالة التكاليف املتغيرة 278.
140
كما تعرف التكاليف املتغيرة بأنها التكلفة التي يتغير مبلغها اإلجمالي بصورة طردية مع تغيرات
حجم اإلنتاج و لكن نصيب الوحدة منها ثابت ال يتغير ( اإلجمالي متغير /تكلفة الوحدة ثابت)
علما أن كل التكلفة املباشرة متغيرة و لكن ليس كل التكلفة املتغيرة مباشرة 279 .
و من ثم فإن التكاليف املتغيرة هي التي تتغير في مجموعها بنفس نسبة التغير في عدد النسخ
و من ثم تزيد بزيادة عدد السحب و تنقص بنقصانه ،كما أنها تتغير بحسب طبيعة البرامج
التلفزيونية و اإلذاعية و مدتها و طرق بثها و ارسالها و تتمثل في التكاليف الناتجة عن الطباعة ،
ّ
التوزيع و عن الورق الذي يمثل أهم كلفة ،إضافة إلى أجور العمال املكلفين بآالت الطباعة ،
العمال املكلفين برزم الصحف املرسلة ،و ً
أيضا تكاليف اإلشهار. و ّ
و باختصار هي التكاليف املتغيرة تتمثل في التكاليف التشغيلية املباشرة و الالزمة إلتمام
الوظيفة االنتاجية في سبيل تحقيق االنتاج اإلعالمي ،خاصة فيما يتعلق بتكاليف اإلنتاج الفكري
التي تعرف ارتفاعا في املجال السمعي البصري ،مقارنة بتكاليف البث أو التدفق املنخفضة ،و
تكاليف الطبع و التوزيع التي تعرف ارتفاعا في املجال الصحفي مقارنة بتكاليف التحرير .
الجدير بالذكر أن املساعدات التي تقدمها الدولة إلى أصحاب املؤسسات الناشئة سيؤثر على
جدول التكاليف لهذه املؤسسات خالل السنوات الثالثة األولى و التي تكون فيها املؤسسات في
حاجة ملحة لتسخير قدراتها املالية لنشاط االستغالل و تجاوز مرحلة االنطالق و تجنب املخاطر
التي تواجهها .
141
طرق البث :بث هرتزي أرض ي ،بث رقمي أرض ي ،كابل ،اقمار صناعية ،االنترنت HD ،
8K ،4K،
طبيعة القناة :عامة أو متخصصة ،و عادة البرامج التي تنتج لفائدة القنوات
املتخصصة تكون أكثر تكلفة من البرامج املوجهة إلى الجمهور العام.
موقع بثه في الشبكة البرامجية :مثال يبث البرنامج في وقت الذروة .
معاييرالسوق و العرض و الطلب :مثال اذا توفراستديو وحيد لتصوير البرنامج في بلد
ما ،فهذا سيرفع من كلفة استئجاره ،بينما إذا انتشرت العديد من شركات االنتاج
الفني فستدعوها املنافسة إلى تسعيرخدماتها بشكل متوازن .
فريق التقديم و الضيوف :في حالة تقديم البرنامج من قبل " املذيع النجم " أو
استضافة ضيوف يطلبون أسعاراستثنائية بناء على شهرتهم االحتر افية .
أما فيما يتعلق العوامل املؤثرة في ارتفاع و انخفاض تكاليف االنتاج الفكري و املادي للمنتج
الصحفي في البيئة التقليدية و الرقمية :
طبيعة دراسة الجدوى االقتصادية اذا قام بها مكتب استشاري وطني أو أجنبي .
طبيعة الطاقم التحريري و التقني و الفني للجريدة ( محترفون ذو خبرة ،خرجين جدد،
أقالم صحفية معروفة)...
نوعية املادة التحريرية التي تقدمها الجريدة ،حسب نوعية الجمهور املستهدف كأهم
عنصر في تحديد اتجاهات تسويق الصحيفة و سياستها االشهارية ،و عادة املؤسسة
الصحفية الريادية تقدم محتوى متميز و مبدع .
الكمية التي تتم طباعتها و سحبها .
عدد صفحات كل نسخة مطبوعة.
الطبع باأللوان أو باألبيض و األسود.
طرق الطباعة ( تقليدية أو حديثة )
و نوعية الورق املستخدم.
التقلبات الخاصة بأسعار املواد األولية ( خاصة الورق ) ،إلى جانب عدم استقرار سعر
صرف العملة الصعبة ( الدوالر /األورو ) تجاه العملة املحلية .
أنماط و أشكال التوزيع املستخدمة .
142
حمالت الترويج التي تقوم بها املؤسسة ملنتجها في الواقع املادي أو االفتراض ي .
طبيعة اسم النطاق .com .org .dz :او كان اسم نطاق خاص .tv .game.social :
طبيعة املؤسسة التي تستضيف اسم النطاق إن كانت وطنية ( عمومية أو خاصة ) أو
أجنبية .
طبيعة املوقع :تفاعلي أو ثابت
مصمم املوقع :محترف أو هاوي
ادخال أدوات التفاعلية :االرشيف ،سبر االراء ...
ربط املوقع بمحركات بحث و روابط صديقة أو مواقع .
طريقة التصميم الجرافيكي للموقع .
توفر أداة للتعديل التقني .
صيانة املوقع و حمايته من القرصنة.
حجم و مساحة التخزين في املوقع .
تطوير املوقع .
أشكال املتطلبات أو التكاليف املالية ملمارسة النشاط املقاوالتي -V
اإلعالمي (إنشاء قناة تلفزيونية و انتاج حصة تلفزيونية أو إذاعية ،
إنشاء مؤسسة صحفية و اصدار جريدة ورقية أو إلكترونية ) :و تكون عبر
أربعة مراحل أساسية في دورة حياة املؤسسة الناشئة :
-0مرحلة ما قبل االستثمار :و تعرف كذلك باملرحلة التمهيدية التي تحتوي على فكرة
املشروع املقاوالتي و هي تشكل البناء األساس ي للمؤسسة الناشئة و املرحلة التي تليها (
مرحلة االنطالق و تجسيد األفكار) ،و ما يميز هذه املرحلة هو كون املؤسسة عبارة عن
مشر وع فكرة يحاول املؤسس تجسيده في الواقع ،و هو ما يشكل مخاطرة كبيرة من أجل
التعريف باملنتج و إدخاله إلى سلوكيات املستهلكين و األسواق .و لعل أهم التكاليف التي
يتحملها املقاول خالل هذه املرحلة هي أولية تتصف بالضمنية مثل :تكاليف تكوين
صاحب الفكرة أو املؤسس ،تكاليف الحصول على العتاد املستعمل في تطوير الفكرة ،
تكاليف البرمجيات و تحديثها ،إضافة إن أمكن أجرة املؤسس و التي ستعتبر كتكاليف
فرصة بديلة ،و تكلفة عن التنازل عن املكتسبات الحالية للمؤسس و تكلفة الوقت
143
املستغرق في بناء املشروع ،خالل هذه املرحلة التكاليف ظاهريا قد ال تكون كبيرة ما
يسمح للمؤسسة االعتماد على القدرات الذاتية لتمويل مشروعه280 .
كما تندرج تكاليف دراسة الجدوى االقتصادية التي تحدثنا عنها سابقا في هذه املرحلة من
مراحل إنشاء مؤسسة ناشئة.
-2مرحلة البدرة أو بداية األعمال :و هي عادة تنطلق بتطوير النموذج املراد عرضه في
السوق ،تشكل هذه املرحلة نقطة تحول في حياة املؤسسة الناشئة ألنها املرحلة التي
تعرف تحول األفكار إلى حقائق ،أين يتمكن مطور املشروع أو املقاول من الدخول إلى
السوق بواسطة النموذج األولي للمشر وع و االحتكاك بالزبائن و الشركات األخرى سعيا
منه في جس نبض السوق اإلعالمية ( سوق الجمهور ،سوق املعلنين و سوق املنافسين ) .
و عادة في هذه املرحلة يبدأ البث التجريبي للقناة في حالة كان املشروع هو انشاء قناة
تلفزيونية مثال ،أو العدد التجريبي ( العدد الصفر ) في حالة إصدار جريدة .
و إن التكاليف التي تميز هذه املرحلة تتمثل في تكلفة اعداد النموذج املقدم للسوق و تشمل
تكاليف املصممين ،البرمجيات املستعملة ،تكاليف الحقوق الفكرية في حالة استعمال برمجيات
مساعدة لسير النموذج املعد ،أو شراء فكرة برنامج تلفزيوني ،تكاليف االستشارات املالية
و املحاسبية ،تكاليف أخرى تشغيلية متعلقة باإليجار و العتاد و التي غالبا ما يتم دمجها
محاسبيا في إطار تكاليف البحث و التطوير.
و بما أن النسبة األكبر من املؤسسات الناشئة تعرف فشال خالل هذه املرحلة و قد يعود هذا
الفشل إلى أسباب تقنية ،كأن ال يلقى النموذج القبول لدى املستهدفين مما يدفع املؤسسة إلى
اعتماد نموذج مختلف و هذا ما يخلق تكاليف إضافية مثل :تكلفة التخلي عن النموذج األولى من
أجل نموذج محدث ،و كذلك ظهور تكاليف جديدة هي تكاليف تسويقية من أجل فهم سلوكيات
املستهدفين تجاه منتجات املؤسسة ،فهي تصير مجبرة على القيام بالبحوث التسويقية و وضع
ى مع إمكانيات املؤسسة و تسمح لها بالتحكم في التكاليف281 . خطط تسويقية تتماش
و عليه تشمل تكاليف هذه املرحلة من مراحل إنشاء مؤسسة إعالمية ناشئة على التكاليف
الهيكلية و التشغيلية و التسويقية األولى و التي تختلف حسب طبيعة النشاط اإلعالمي و طبيعة
الخدمة املقدمة مثل :تكاليف االيجار و العتاد و تجهيز املقر اإلداري و البث ،االستديو ،البث
280محمود كبيش ،عبد الرزاق لعريوي ،محمد حيمران ،النموذج االمثل لتحليل التكلفة في املؤسسات الناشئة (حالة
الجزائر) ،مجلة شعاع للدراسات اإلقتصادية ،املجلد ، 5العدد 0202 ، 2ـ ص 253
281محمود كبيش ،عبد الرزاق لعريوي ،محمد حيمران ،املرجع السابق ،ص ص 254- 253
144
(حجز تردد على األقمار الصناعية ) ،أجور العمال ،الترويج و التسويق للمشروع ،شراء اسم
النطاق ،تصميم املوقع ...الخ
-3مرحلة االستغالل أي التشغيل ( االنطالق الفعلي ) :إذا تجاوز املقاول املرحلة
الثانية فسينتقل إلى مراحل متقدمة من مشروعه و التحول إلى مؤسسة إعالمية رائدة و
تعرف هذه املرحلة بدخول منتج املؤسسة الناشئة إلى السوق بعد نجاح النموذج األولي
و يتحصل على حقوق ملكية املشروع ،و بما أن هذه املرحلة تشكل اإلنطالقة الفعلية
للمؤسسة فهي مدعوة إلى امليكلة الداخلية و تنظيم العمليات .و تسمى تكاليف هذه
املرحلة بتكاليف التأسيس الفعلي للمؤسسة الناشئة 282 .و تضم مثال :
األجور :الطاقم البشري أي الفريق الصحفي ،الفني ،التقني القائم على انتاج و
اخراج املحتوى و تحويله إلى سلعة قابلة للتسويق و البث و النشر .
تكاليف انتاج املحتوى الصحفي ( املادة التحريرية ).
تكاليف الطبع و التوزيع في حالة الصحافة و البث في حالة التلفزيون و اإلذاعة .
الخدمات :االشتراك في وكاالت االنباء ،االشتراك في االنترنت و الهاتف ،التأمين...،
شراء سيارات البث أو النقل الخارجي ( ... ) Obvan
الرسوم :دفع الضرائب على ممارسة النشاط.
تكاليف شراء البرامج و شراء حقوق البث و شراء بعض حقوق املواد املستخدمة في
االنتاج مثل لقطات فيديو و صور ...
تكاليف شراء البرامج الخاصة بتطوير املوقع االلكتروني و حمايته من القرصنة.
تكاليف التحقيقات و الريبورتاجات و تنقالت الصحفيين.
انتاج البرامج و تتمثل في امليزانية املخصصة إلنتاج برنامج ما و تتوزع على ما يلي :
الفكرة و اإلعداد ،فريق االنتاج و االخراج ،فريق التقديم و الضيوف ،فريق تنفيذ
البرنامج ،التصوير و الصوت و االضاءة ،فريق االبداع ،معدات التصوير ،
مستلزمات التقديم و الضيوف ،املواد الخام من أشرطة التصوير و املونتاج ،
التركيب و املزج ،املوسيقى و املؤثرات الصوتية ،حقوق املواد املستخدمة مثل
لقطات الفيديو ،الصور ،و غيرها من التكاليف غير املباشرة باملرتبطة باإلنتاج .
145
و نفقات بحوث الجمهور ( املستمعين و املشاهدين و القراء
املتصفحين ) :تكون بعد اطالق املؤسسة اإلعالمية الناشئة و هي تعتبر عنصرا
و فعاال في العملية التخطيطية لتحسين جودة الخدمات اإلعالمية املقدمة
تجديدها في كل مرة حتى ال تفقد املؤسسة اإلعالمية صفة الريادية .و تنقسم هذه
البحوث إلى :البحوث النوعية و املتخصصة التي نتعرف من خاللها على سمات
الجمهور و أنماط مشاهدتهم أو استماعهم للبرامج أو قرائتهم للصحف ،بحوث
بارومتر املشاهدة أو االستماع أو املقروئية أو التصفح و تقدم لنا هذه النوعية من
البحوث نسبة املشاهدة العامة للقناة ،و نسبة مشاهدة كل برنامج تلفزيوني تقوم
ببثه ،و كذلك نسبة املقروئية .
-4مرحلة التطور و النمو :و تتمثل في تطور املؤسسة اإلعالمية الناشئة سواء مثال
بفتحها ملكاتب فرعية والئية أو دولية أو استحداث مقراتها و تجهيزها بأحدث التقنيات أو
االستثمار في نشاط اعالمي آخر غير الذي تنشط فيه ،و بالتالي تضم هذه املرحلة
تكاليف إضافية بهدف التوسع و تطوير منتجاتها أو خدماتها الحالية مثل الزيادة في
التكاليف التشغيلية ،و تكاليف االستشارات املالية ،إضافة إلى تكاليف التأمين و
األعباء الضريبية ...الخ
146
املمولين ؟ و غيرها من التساؤالت املرتبطة بالتمويل الذي يعتبر حجرة الثغرة في
طريقه يجب تجاوزها لتحقيق حلمه .
و لهذا يعتبر التمويل كوظيفة أساسية و هامة من وظائف املؤسسة ،مما أدى إلى تطور مفهومه
بصفة ملحوظة ،فاملفهوم الضيق للتمويل هو " مجمل الوسائل لإلقراض و التي تسمح
للمؤسسة بضمان إستمرارية نشاطها " .أما مفهومه الواسع و األقرب للواقع فهو " مجموع
العمليات التي تبقى من خاللها املؤسسة قادرة على تلبية إحتياجاتها من رؤوس األموال ".و عليه
يعرف التمويل بأنه " توفر النقود في الوقت املناسب أي في الوقت الذي تكون فيه املؤسسة في
أمس الحاجة لألموال ،و كذلك توفير املبالغ النقدية الالزمة لدفع و تطوير مشروع خاص أو عام.
كما يوفر التمويل الوسائل التي تمكن األفراد و املؤسسات على االستهالك و اإلنتاج على الترتيب و
ذلك في فترات معينة 283".
و ينظر إلى التمويل أيضا على أنه " النشاط الرئيس ي الذي يرتكز عليه االستثمار في الشركات و
و خارجية و املؤسسات و يتمثل في كيفية الحصول على املوارد املالية من مصادر داخلية
توزيعها على االستخدامات املختلفة ".و التمويل من الناحية االقتصادية هو " تدبير األموال في
املشروع " أو " اإلمدار باألصول في أوقات الحاجة إليها " .و هو كذلك " مجموع األعمال و
التصرفات التي تمدنا بوسائل الدفع في أي وقت يكون هناك حاجة إليها ،و يمكن أن يكون هذا
التمويل قصير األجل أو متوسط األجل أو طويل األجل 284" .
و ينصرف املعنى العام للتمويل عند بعض الباحثين إلى تدبير األموال الالزمة للقيام بالنشاط
االقتصادي ،وتعتمد املشروعات في األساس على مواردها الذاتية لتمويل أنشطتها االقتصادية ،
فإذا لم تفي بذلك اتجهت تلك املشروعات إلى غيرها ممن يملكون فائضا من األموال لسد هذا
العجز ،و لهذا ينصرف املعنى الخاص للتمويل إلى أنه" نقل القدرة التمويلية من فئات الفائض
املالي إلى فئات العجز املالي 285 " .
و يجمع الباحثون في علم االقتصاد على أن التمويل يعني " عملية تجميع ملبالغ مالية و وضعها
تحت تصرف املؤسسة بصفة دائمة و مستمرة من طرف املساهمين أو املالكين لهذه املؤسسة
283محمد شاهين ،سياسات التمويل وأثره على أداء الشركات ،مصر ،دار حميثرا للنشر و الترجمة ، 0221 ،ص 33
284محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،إدارة التمويل املصرفي ،األكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي ، 0202 ،ص 1
285أشرف محمد دوابة ،إشكالية تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية ،مجلة البحوث اإلدارية ،مركز
االستشارات و البحوث و التطوير ،أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية ،القاهرة ،السنة الرابعة و العشرون ،العدد الرابع ،
أكتوبر ،0226ص . 26
147
و هذا ما يعرف برأس املال االجتماعي ".و إذا ما تجاوزنا النظرة التقليدية ملفهوم التمويل التي
تركز على تحديد أفضل مصدر للحصول على األموال من عدة مصادر متاحة ،نفهم أن التمويل
بالنظرة الحديثة له " يتضمن جميع القرارات التي تتخذها اإلدارة املالية لجعل استخدام األموال
استخداما اقتصاديا بما ذلك االستخدامات البديلة و دراسة تكلفة املصادر املتاحة و النظر إلى
القضايا املالية على أنها غير منفصلة عن أعمال كثيرة في املشروع كاألنتاج و التسويق ...الخ286 .
و يجدر بالذكر أن نتذكر ثالث قواعد أساسية في تمويل املؤسسات االقتصادية و هي 287 :
-يجب تمويل األصول الثابتة للمؤسسة عن طريق األموال الدائمة ،بمعنى األموال
الخاصة مضافا إليها القروض الطويلة و املتوسطة األجل .
-يمكن تمويل األصول املتداولة بواسطة القروض قصيرة األجل .
-ينبغي املحافظة على هامش أمان يتمثل في تمويل جزء من األصول املتداولة باألموال
الدائمة ،و هذا الهامش يعرف برأس املال العام الدائم .
أهميته في انطالق املشروع املقاوالتي اإلعالمي و استمراريته : -II
قبل استعراض أهمية التمويل بالنسبة إلى املؤسسات و خاصة الناشئة منها البأس أن نشير إلى
وظائفه التي حددها الباحثون في الوظائف الخمسة اآلتية 288:
-التخطيط املالي :هو نوع من أنواع التخطيط الذي نجده في مؤسسة ما يساعد في
اإلعداد في املستقبل ،حيث أن تقديرات املبيعات و املصاريف املستقبلية الرأسمالية
توجه التفكير املدير املالي نحو املتطلبات املالية في املستقبل.
-الرقابة املالية :و هي مقارنة أداء املؤسسة بالخطط املوضوعة.
-الحصول على األموال :من خالل تبيان التدفقات النقدية الداخلية و الخارجية
خالل الفترة التي تشملها الخطة .
-استثمار األموال :فبعد اعداد الخطط املالية و الحصول على األموال من مصادرها ،
يجب التاكد من أن هذه األموال تستخدم بحكمة داخل املؤسسة ( استخداما
اقتصاديا).
286محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص 03
287محمد شاهين ،مرجع سبق ذكره ،ص 33
288املرجع نفسه ،ص 34
148
-مقابلة مشاكل خاصة :حيث قد تظهر مشاكل مالية ذات طبيعة خاصة و غير
متكررة ،و قد ال تحدث خالل املشروع .
و من خالل وظائف التمويل هذه يمكن استعراض أهميته بالنسبة إلى املؤسسة في العناصر
التالية:
توفير رؤوس األموال الالزمة النجاز املشاريع املعطلة و األخرى الجديدة .
يساهم في تحقيق أهداف املؤسسة من أجل اقتناء أو استبدال املعدات .
يعتبر التمويل كوسيلة سريعة تستخدمها املؤسسة للخروج من حالة العجز املالي 289.
يشكل التمويل أحد األنشطة الرئيسية لتطوير القوى املنتجة و بالتالي فهو يحدد مسار
الرأس املال نفسه و بخاصة اللحظة األساسية في تحويل رأسمال نقدي إلى رأسمال
منتج ،و بالتالي " املال قوام األعمال ".
تسديد التزامات املؤسسة و استحقاقاتها من أجور و مصاريف و غيرها .
مواكبة التطور الصناعي و التجاري و التكنولوجي.
تكييف الوسائل النقدية املتاحة مع العمليات املادية بأنواعها املختلفة الضرورية .
تحقيق أعلى عائد ممكن من خالل الدورة السريعة للمخصصات املالية في عملية تجديد
االنتاج ا اجتماعي .
إعادة توزيع الدخل و األصول بين مصادر األموال و تحديد أفضل طريقة للحصول على
األموال من تلك املصادر املتاحة.
تحقيق أقص ى ربح مقابل تحقيق أقص ى ثروة و ذلك بزيادة الربح اإلجمالي للمؤسسة و
زيادة ربحية السهم.
توسيع و تضخيم املؤسسة و تحقيق القيمة القصوى للمؤسسة من الناحية اإلجمالية.
تحقيق و تقييم الخدمات و املقدرة على إبقاء و استمرارية الشركة مع الرض ى الشخص ي
و العام 290.
و في اعتقادنا فإن أهمية تمويل املؤسسات الناشئة لنشاطها املقاوالتي اإلعالمي تكمن في النقاط
التالية :
289نوال بوعالم سمرد ،دليلك في املالية ،عمان األردن ،دار اليازوري العلمية ، 0202 ،ص 1
290محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 24-22
149
أهم ركائز العملية االستثمارية و مقوم أساس ي النطالق املشروع االعالمي .
الصعوبات املالية التي تواجهها املؤسسات الناشئة في بداية إنشائها بسبب تسجيلها
الفرق بين مستوى مداخيلها و تكاليفها .
توفير السيولة الضرورية للمشروع االستثماري باإلمداد بالتجهيزات الالزمة .
تحقيق أهداف املؤسسة ( هدف اقتصادي :تحقيق الربح و اعالمي :انتاج محتوى
اعالمي ) .
تغطية تكاليف االنتاج .
تطوير العمل االعالمي و توسيعه و تدعيمه و امداده باألموال الالزمة ( فتح قنوات
تلفزيونية اخرى ،مكاتب خارج الوطن مثال ) أو لتطوير أساليب االنتاج أو التوزيع أو
الطباعة أو البث .
ضمان االستمرارية في السوق االعالمية .
احداث توازن بين املدخالت و املخرجات .
تحتاج إلى التمويل في حالة تعرضها ألزمة مالية .
150
كما يمكن النظر إلى التمويل الذاتي على أنه مساهمة صاحب أو أصحاب املشروع في التمويل،
و يفهم منه أيضا استخدام جزء من إيرادات املشروع في عملية التمويل وفق قرارات إدارة
املشروع292.
-2التمويل الخارجي:
و يقصد به كافة األموال التي يتم الحصول عليها من مصادر خارجية و يتوقف حجم التمويل
الخارجي على احتياجات املؤسسة و حجم التمويل الذاتي لتغطية هذه االحتياجات .و ينقسم
التمويل الخارجي إلى تمويل مباشر و غير مباشر ،فاألول يعبر عن العالقة املباشرة بين املقترض (
املقاول ) و املستثمر دون تدخل أي وسيط مالي مصرفي أو غير مصرفي .بينما التمويل غير
( األسواق املباشر فهو يعبر عن كل طرق أساليب التمويل التي يكون فيها وسطاء ماليين
املالية و البنوك ) الذين يقومون بتجميع األموال من املؤسسات االقتصادية ذات فائض أو
رجاالت األعمال و يتم توزيعها على تلك املؤسسات التي تحتاجها293 .
أنواع مصادر التمويل الداخلية و الخارجية :تتعدد أنواع مصادر تمويل -IV
املؤسسات الناشئة إلى مصادر داخلية أي ذاتية و أخرى خارجية و فيما يلي تفصيل
ألنواع هذه املصادر:
أ -مصادرالتمويل الداخلي (الذاتي ) :و تنقسم إلى :
التمويل الذاتي عن طريق امللكية :و تتمثل في األموال الخاصة باملالكين للمؤسسة
و شخص أي املساهمين في رأس مالها سواء كانت مؤسسة ذات مسؤولية محدودة
وحيد ( )EURLأو مؤسسة ذات مسؤولية محدودة ( . ) SARLكما يمكن أن يمول الريادي
مؤسسته الناشئة عبر أموال مؤسسة أخرى يملكها مثما فعل الريادي ماسك ( Elon
292محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص 25
293نوال بوعالم سمرد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 24-23
151
) Muskصاحب مؤسستي " تسال للسيارات الكهربائية " و سبيس إكس " لتصنيع
مركبات الفضاء .
التمويل الذاتي عن طريق األرباح املحتجزة :هي تلك األرباح التي تم تحقيقها خالل
فترة معينة و لم يتم حسابها أو توزيعها أو االستفادة منها ،فيحتفظ بها مالكوا املؤسسة
لتشكل موردا ذاتيا لتمويل نموها و تطورها .و حجم مصدر التمويل هذا يتوقف على
سياسات توزيع األرباح في املؤسسة ،حبث كلما ارتفع معدل توزيع األرباح كلما قل معدل
احتجازها و قل بالتالي فرصة املؤسسة في تمويل استثماراتها ذاتيا و كذلك على حجم
األرباح املحققة خالل تلك الفترة .و تعتبر األرباح املحتجزة من أقل أنواع التمويل تكلفة
و أقلها خطورة 294 .
294محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،مرجع سبق ذكره ،ص 21
152
املؤسسات املصرفية " البنوك " ( عمومية ،خاصة ،وطنية ،أجنبية) :
و ينقسم إلى :القروض قصيرة األجل (ال تتجاوز عدة أشهر) ،القروض متوسطة األجل
(من سنة واحدة لغاية ثالث سنوات ) و القروض طويلة األجل ( أكثر من خمس سنوا ت
و قد تصل الى عشر سنوات أو أكثر أحيانا ) .
أجهزة املر افقة العمومية و الخاصة :مثل مسرعات األعمال و حاضنات األعمال..
التمويل الدولي :سواء مصادر التمويل الثنائية أو املتعددة األطراف ،حيث األولى
تتمثل في القروض و املساعدات التي تعقد بين الحكومات املختلفة ( حكومات الدول
املانحة و حكومات الدول املستفيدة من التمويل ) ،أما مصادر التمويل متعددة األطراف
فتكون من خالل مؤسسات التمويل الدولية و اإلقليمية مثل :البنك الدولي لالنشاء و
التنمية ،مؤسسة التمويل الدولية ،بنك التنمية اإلفريقي ...الخ 295.
الجدير بالذكر أن قوانين اإلعالم في الجزائر تمنع التمويل األجنبي سواء املباشر و غير املباشر
للمؤسسات اإلعالمية الناشئة و هي النقطة التي أشرنا إليها في محاضرة سابقة -
153
و يمنح هذا النوع من التمويل من طرف شركات رأس املال املخاطر التي تعد وسيطا ماليا تستثمر
أموال املستثمرين في مؤسسات ذات القدرة العالية على االبتكار و لها إمكانية تحقيق عوائد
مرتفعة خالل 5إلى 7سنوات.
و من بين شركات رأسمال االستثمار الناشطة في الجزائر نذكر :شركة الجزائر استثمار ،
الشركة املالية لالستثمار املساهمة و التوظيف ( ، ) Sofinanceالشركة املالية الجزائرية األوربية
للمساهمة)، (FINALEPالصندوق املغاربي لرأس املال االستثماري (MPEF Maghreb Private
، Equity Fundالشركة الجزائرية السعودية لالستثمار) 297. (ASICOMو الصندوق الوطني
لتمويل املؤسسات الناشئة الذي يمنح تمويل بقيم تتراوح بين 0مليون و 02مليون دج عن طريق
دخول الصندوق في رأس مال املؤسسة الناشئة ملدة محددة بهدف تطوير قدراتها التقنية لضمان
نجاح مشروعها .
التمويل الجماعي عبر منصات رقمية ) : (Crowdfundingيعتبر من أهم
االبتكارات التي مكنت املشروعات املقاوالتية من النفاذ إلى آليات أكثر مالئمة للتمويل
و بالتالي زيادة فرص تمويلها .و ُيمكن تعريف التمويل الجماعي أنه " عملية تمويل
جماعية و تعاونية من خالل منصة تجمع بين املستثمرين و أصحاب املشروعات الذين
هم بحاجة لتمويل مشروعاتهم " .و يشير مفهوم " التمويل الجماعي " كذلك إلى " دعوة
مفتوحة للجمهور لجمع األموال ملشروع محدد ،من خالل منصات التمويل الجماعي عبر
مواقع إلكترونية تتيح التفاعل بين جامعي التبرعات و الجمهور ،بحيث ُيمكن تقديم
من خالل املنصة 298 " . تعهدات مالية وجمعها
و تستهدف هذه الخدمة بشكل أساس ي قطاع املشاريع الصغيرة و الناشئة ،حيث يتم عرض
املشاريع من قبل أصحابها عبر منصات التمويل الجماعي ليقوم املستثمرون باختيار املشروع
الذي يلبي توقعاتهم ،و يحصل املمولون على مكافأة أو فائدة أو نسبة من أرباح املشروع .و رغم
اختالف التعريفات التي قدمت للتمويل الجماعي إال أنه يجمع أربعة عناصر أساسية و هي299 :
154
من عدد كبير من املمولين ( : ( Crowed fundersو هي األطراف املشاركة بالتبرع أو
التمويل سواء كانوا أفراد أو منظمات أو مؤسسات .
و توجيهها إلى عدد كبير من املقترضين و هم املستفيدون و يكونون خاصة من رواد
األعمال الناشئين ( أي املقاولين ).
باستخدام التقنيات الرقمية :التي ألغت دور الوسطاء املاليين التقليديين ،و قد تكون
هاتف محمول ،مواقع الكترونية ،منصات رقمية موجودة على شبكة االنترنت
Crowdfunding platformتوفر مجموعة واسعة من الخدمات مثل :التعاقد ،و ما إلى
ذلك مقابل تقاض ي عموالت على املشاركة و /أو الفائدة /األرباح .
و بعض الباحثون يضيفوا أطراف أخرى يرونها مهمة في عملية التمويل الجماعي و هي :املدققون
و األفكار و مقدمو الخدمات لطرفي التمويل ( املستفيد و املستثمر ) لتقييم املشروعات
املطروحة ،و الرعاة عندما يتعلق األمر بتصميم و إدارة حمالت التمويل الجماعي ،و يمكن ان
300. تكون تلك الخدمات مجانا أو على أساس تجاري
يذكر أن سوق التمويل الجماعي يضم أشكال مختلفة من املنصات الرقمية التي تقدم
خدماتها في هذا املجال فمنها :منصات التمويل الجماعي املخصصة لجمع التبرعات ( مثلما فعل
املؤثر الكويتي أبو فلة و جمع في عدة مرات مبالغ مالية في بث مباشر عبر قناته الخاصة على
اليوتوب لفائدة العائالت و الالجئين في مختلف مناطق العالم ) ،منصات التمويل الجماعي
القائمة على املكافآت ،و منصات التمويل الجماعي املخصصة إلقراض النظراء ،و منصات
التمويل الجماعي القائمة على املساهمة في امللكية عبر االستثمار في األسهم. 301
و في هذا الصدد نذكر جمع املؤسسة الجزائرية الناشئة " يسير " املتخصصة في النقل
و التوصيل مبلغ بقيمة 32مليون دوالر من مجموعة مستثمرين أمركيين من سيليكون فالي
302. لتوسيع أنشطتها داخل و خارج الجزائر
303 : أهمية منصات التمويل الجماعي
300هبة عبد املنعم ،رامي يوسف عبيد ،مرجع سبق ذكره ،ص . 20
301ملزيد من التفاصيل انظر :هبة عبد املنعم ،رامي يوسف عبيد ،منصات التمويل الجماعي ( اآلفاق و األطر التنظيمية ) ،
أمانة مجلس محافظي املصارف املركزية و مؤسسات النقد العربية ،صمدوق النقد العربي ، 0222 ،ص ص 02-21
302شركة «يسير» تتحصل على تمويل أمريكي ،جريدة الشعب اإللكترونية ،نشر بتاريخ 02نوفمبر ، 0202متوفر على الخط
التالي /http://www.ech-chaab.com/ar :
303أسماء بلعما ،مرجع سبق ذكره ،ص 1
155
توفير التمويل الالزم ( املوارد املالية ) لتحويل األفكار اإلبداعية إلى مشاريع مقاوالتية
واقعية و بالتالي دعم املؤسسات الناشئة .
املساهمة في سد فجوة تمويل املشاريع املقاوالتية و املؤسسات الناشئة املبتكرة أو
على األقل التقليل منها .
الوصول إلى مئات و آالف املستثمرين الذين يدعمون فكرة املقاول و بالتالي تتيح
الفرصة لكل فئات املجتمع الستثمار مبلغ معين من املال مهما كانت قيمته .
ال يهدف التمويل الجماعي إلى تحقيق الربح من االستثمار فقط ،بل يهدف أيضا إلى
مساعدة و دعم صاحب املشروع لتنفيذ فكرته.
دعم املشاريع االبتكارية و الريادية التي تواجه دائما صعوبات في تجسيدها بسبب
مشكل التمويل ،حيث توضح بعض الدراسات أن التمويل الجماعي لديه القدرة
على تعزيز االبتكار من خالل توفير مصادر جديدة لرأس مال الشركات التي يحركها
عنصري االبداع و االبتكار .
كما أن التمويل الجماعي يوفر طريقة ملشاركة عدة أطراف من الجمهور في عملية
االبتكار من خالل تقديم مالحظات ألصحاب األفكار ورواد األعمال من شأنها تطوير
الفكرة االستثمارية أو املنتج املبتكر ،و توفير مؤشرات جيدة فيما يخص الطلب
املتوقع عليه و قدرته على املنافسة في السوق .
زيادة حجم املبيعات و النمو في األرباح.
املساعدة على نجاح و استمرارية نشاط املؤسسات الناشئة .
يساعد على االنتعاش االقتصادي من خالل تمويل املؤسسات الناشئة التي أصبحت
محركا للنمو االقتصادي.
يعتبر أكثر سهلة للمؤسسات الناشئة من ناحية اإلجراءات مقارنة بطرق التمويل
التقليدية ،إضافة إلى ذلك عدم وجود ضمانات في نظام التمويل .
و من أفضل 22منصات التمويل الجماعي املتاحة للشركات الناشئة التي توصلنا إليها عبر
شبكة األنترنت هي ، Fundable ، CircleUp ، GoFundMe ، iFundWomen ، Kickstarter :
. Kiva ، SeedInvest ، Republic ، Indiegogo ، Patreonأما فيما يتعلق بمنصات التمويل
الجماعي املتاحة للشركات الناشئة في منطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا ،نذكر منها :
، Afrikwity ، shekra، scopeer، Yomken، SmartCrowd، Eureeca ، Zoomaal ، Liwwa
156
. Afineetyو عن املنصات الرقمية الجزائرية للتمويل الجماعي نذكر .com ، ninvesti .com :
. startup.dz،chriky
يذكر أن هذه املنصات الرقمية الجزائرية بدأت مزاولة نشاطها في هذا املجال بعد دخول
اإلطار التنظيمي لهذا النشاط حيز التنفيذ في 0202الذي يسمح بالتمويل الجماعي القائم على
تجميع األموال لفائدة املؤسسات الناشئة عبر منصات االنترنت ،و هذا ااإلطار يحدد شروط منح
االعتماد و مزاولة النشاط و مراقبة مستشاري االستثمار التشاركي الذين سيتولون مهمة
استحداث و تسيير عبر االنترنت منصات توظيف أموال العامة في مشاريع االستثمار التشاركي.
علما أنه تم تكليف لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها من طرف السلطات العمومية
بالعمل في نطاق اختصاصها حول التمويل الجماعي304 .
304مؤسسات ناشئة التمويل الجماعي سيصبح عمليا عما قريب ،وكاالت األنباء الجزائرية ،نشر بتاريخ 1جويلية ، 0202
متوفر على الخط التالي https://www.aps.dz/ar/economie/89264-2020-07-07-12-54-19:
157
مخاطر مرتبطة باالحتيال ،الهجوم االلكتروني ،تبييض األموال ،انعدام الشفافية،
حماية امللكية الفكرية.
158
.4حكمت رشيد سلطان ،محمود محمد أمين عثمان ،الريـادة منظور استراتيجي ،عمان
األردن ،دار األكاديميون للنشر و التوزيع . 0202 ،
.5فايز جمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،الريادة و إدارة األعمال الصغيرة ،
ط ، 0عمان األردن ،دار حامد لنشر و التوزيع . 0222 ،
.6جمال محمد عبد هللا ،إدارة األعمال :مبادئ و مفاهيم ،ط ، 2عمان االردن ،دار
املعتز للنشر و التوزيع . 0224 ،
.1أحمد بن عبد الرحمن الشميمري ،عبد الرحمن بن أحمد هيجان ،بشرى بنت بدير
املرس ى غنام ،مبادئ إدارة األعمال :األساسيات واالتجاهات الحديثة ،ط 22الرياض
السعودية ،العبيكان للنشر . 0224 ،
.2محمد مصطفى عبد القادر شلبي ,بدر بن حمود بن عبد العزيز البدر ،إدارة الفرص :
الدليل التأسيس ي والتشغيلي ملنظمات األعمال ،الرياض ،العبيكان للنشر .0226 ،
.2حكمت رشيد سلطان ،الدكتور محمود محمد أمين عثمان ،مفاهيـم معاصـرة فـي
اإلدارة اإلستراتيجيـة ،عمان األردن ،دار األكاديميون للنشر والتوزيع 0202 ،
.22مصطفى يوسف كافي ،اقتصاديات البيئة و العوملة ( ،ب -ط ) ،سوريا دمشق ،دار
رسالن للطباعة و النشر و التوزيع . 0223 ،
.22أمينة مزيان ،خديجة عماروش ،الشركات الناشئة في الجزائر ( بين و اقعها و
متطلبات نجاحها ) ،الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش
االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،
كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج
البويرة .
.20محمد مداحي ،أسيا قاسيمي ،نصيرة محاجبية ،عصرنة الخدمة املصرفية مطلب
الستدامة املؤسسات الناشئة في الجزائر ،الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة
و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في
التطوير املحلي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي
محند أولحاج البويرة .
.23أحمد محي خلف صقر ،املشروعات الصغيرة الفكرة وآلية التنفيذ ،االسكندرية مصر ،
دار التعليم الجامعي. 0202 ،
159
.24احمد علي صالح ،إدارة رأس املال البشري :مطارحات استراتيجية في تنشيط
اإلستثمار و مواجهة اإلنهيار ،عمان األردن ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،
. 0202
.25غسان الطالب ،راكز الزعاير ،االدارة االلكترونية ملنظمات االعمال ،عمان األردن ،
دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع . 0222 ،
.26باية وقنوني ،دور مسرعات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة – دراسة
حالة الجزائر ، -الكتاب الجماعي حول " املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش
االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،
كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة .
.21عبد الكريم املومن ،توفيق كرمية ،عاشور حيدوش ي ،حاضنات األعمال التقنية و
دورها في دعم املؤسسات النائشة اإلبتكارية بالجزائر ،الكتاب الجماعي حول "
املؤسسات الناشئة و دورها في اإلنعاش االقتصادي في الجزائر " ،مخبر املؤسسات
و الصغيرة و املتوسطة في التطوير املحلي ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية
علوم التسيير ،جامعة آكلي محند أولحاج البويرة .
.22بشرى جميل إسماعيل ،اإلبداع اإلعالمي في الفضائيات العربية ،ط ، 2عمان األردن ،
دار أسامة للنشر و التوزيع . 0220 ،
.22سالم عبد هللا سعيد الفاخري ،سيكلوجية االبداع ،مركز الكتاب األكاديمي . 0222 ،
.02ديب نايف أبو لطيف ،اإلبداع من الفكرإلى املمارسة ،دار رسالن . 0225 ،
و .02مارك رانكو ،ترجمة شفيق فالح عالونة ،اإلبداع نظرياته و موضوعاته ( البحث
التطور و املمارسة ) ،ط ، 0إصدارات موهبة العلمية ،السعودية ،العبيكان للنشر ،
. 0222
.00توني وانر ،ترجمة منذر محمود صالح محمد ،صناعة املبدعين -تنشئة األجيال
الشابة التي ستغير وجه العالم ،إصدارات موهبة العلمية ،السعودية ،العبيكان
للنشر . 0221 ،
.03السيد نصر الدين السيد ،االبتكارو إدارته ،القاهرة مصر ،املكتبة األكاديمية.2011 ،
.04حسن علي قاسم ،إنتاج املواد السمعبصرية :األسس العلمية و املهنية ،ط ، 2
القاهرة مصر ،العربي للنشر و التوزيع . 0222 ،
160
.05إسراء جاسم فلحي املوسوي ،الخصائص املهنية للقائم باالتصال في الصحافة ،ط 2
،عمان األردن ،دار أمجد للنشر و التوزيع. 0222 ،
.06محمد شاهين ،سياسات التمويل و أثره على أداء الشركات ،مصر ،دار حميثرا للنشر
و الترجمة . 0221 ،
.01محمد الفاتح محمود بشير املغربي ،إدارة التمويل املصرفي ،األكاديمية الحديثة للكتاب
الجامعي. 0202 ،
.02أشرف محمد دو ابة ،إشكالية تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول
العربية ،مجلة البحوث اإلدارية ،مركز االستشارات و البحوث و التطوير ،أكاديمية
السادات للعلوم اإلدارية ،القاهرة ،السنة الرابعة و العشرون ،العدد الرابع ،
أكتوبر.2336
.02نوال بوعالم سمرد ،دليلك في املالية ،عمان األردن ،داراليازوري العلمية 2320 ،
.32صباح اسطيفان كجة جي ،دراسات الجدوى االقتصادية و األساليب الكمية لتقييم
املشاريع الصناعية ،بغداد 0222 ،
.32محمد محمود العجلوني و سعيد سامي الحالق ،دراسة الجدوى االقتصادية و تقييم
املشروعات ،عمان االردن ،دار اليازوري العلمية للنشر 0222 ،
.30خليل محمد خليل عطية ،دراسات الجدوى االقتصادية ،ط ، 2القاهرة ،مركز
تطوير الدراسات و البحوث 0222 ،
.33ماجد بن عبدهللا املنيف ،مبادئ االقتصاد :التحليل الجزئي ،ط ، 5العبيكان للنشر
0202 ،
.34رائد محمد عبد ربه ،مبادئ املحاسبة املالية ،الجزء الثاني ،ط ، 2الجنادرية للنشر
و التوزيع . 0226 ،
.35محمد نور ،شحاتة السيد شحاتة ،محاسبة التكاليف ،الدار الجامعية ،مصر 2004
.36نائل عدس و آخرون ،محاسبة التكاليف مدخل حديث ،عمان األردن ،دار اليازوري
للنشر والتوزيع ( ،ب.س .ط ) .
.31أحمد بن مرس ي ،اقتصاديات الصحافة املكتوبة ،ط ، 2الجزائر ،الورسم للنشر و
التوزيع . 0224 ،
161
.32ألكسندر أوسترڤالدر ،إيڤ پينور ،ترجمة اسماعيل صالح ،ابتكار نموذج العمل
التجاري ،ط ، 2عمان األردن ،جبل عمان ناشرون . 0223 ،
.32صباح اسطيفان كجة جي ،اعداد دراسات الجدوى االقتصادية ملشاريع التنمية ،
بغداد . 0222 ،
املجالت العلمية: -II
.2أيوب صكري ،سمير محمد جالب ،علي شطة ،و اقع التعليم املقاوالتي في الجزائر (
االنجازات و الطموحات ) ،مجلة اقتصاديات املال و األعمال ( ، )JFBEميلة الجزائر ،
املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ،املجلد ، 2العدد ، 24ديسمبر . 0221
.0آيت عيس ى عيس ى ،املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر( آفاق و قيود ) ،مجلة
اقتصاديات شمال افريقيا ،العدد السادس .
.3عبد الحميد برحومة ،فاطمة الزهراء مهديد ،دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في
تحقيق التنمية االقتصادية في الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة POLYBENببرج
بوعريريج ) ،مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،العدد السابع ،
. 0220
.4شريفة بوالشعور ،دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية املؤسسات الناشئة –
دراسة حالة الجزائر ، -مجلة البشائر االقتصادية ،املجلد ، 4العدد .0222 ، 20
.5علي بخيتي ،سليمة بوعوينة ،املؤسسات الناشئة الصغيرة و املتوسطة في الجزائر
و اقع و تحديات ،مجلة دراسات و أبحاث في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة
زيان عاشور الجلفة الجزائر ،السنة الثانية عشر ،املجلد ، 20العدد ، 4أكتوبر 2020
.
.6مصطفة بودرامة ،دور املشروعات املصغرة في تحقيق ريادة األعمال في الجزائر ،
مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر ،املجلد ، 20العدد 04
.1شافية شاوي ،املقاوالتية و دورها في تفعيل حركية القطاع السياحي في الجزائر ،
حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية و االنسانية ،العدد ، 24مارس . 0226
.2سماح طلحي ،دور أجهزة املر افقة في دعم إنشاء و تطوير املؤسسات الصغيرة في
الجزائر ،مجلة العلوم االنسانية ،جامعة أم البواقي ،العدد الخامس ،جوان 0226
162
.2عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،دوراملر افقة في دعم إنشاء املؤسسة الصغيرة ،
مجلة االقتصاد و املجتمع ،املجلد ، 4العدد . 4
.22حسين رحيم ،نحو ترقية شبكة دعم املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،
مجلة االقتصاد و املجتمع ،املجلد ، 3العدد . 3
.22عبد الفتاح بوخمخم ،صندرة سايبي ،دور املر افقة في دعم إنشاء املؤسسات
الصغيرة :و اقع التجربة الجزائرية ،املجلة األردنية في ادارة األعمال ،املجلد ، 1العدد
. 0222 ، 23
.20سعاد ين سالم ،المية مومن ،اإلبداع في الكتابة للصورة التلفزيونية – دراسة
تحليلية لعينة من تقارير قناة الجزيرة اإلخبارية ، -مجلة االتصال و الصحافة ،
املدرسة العليا الوطنية لصحافة و اإلعالم ،الجزائر العاصمة ،املجلد ، 2العدد ، 0
. 0202
و .23فوزي محمد كنازة ،املقومات البنائية للكتابة اإلذاعية ،مجلة البحوث
الدراسات االنسانية ،العدد 0221 ، 24
.24أمال بن سترة ،نوال شيشة ،استخدام مصفوفة التحليل الرباعي في الشركات
متعددة الجنسيات ( ماكدونالدز) ،مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد و اإلدارة ،املجلد
، 5العدد 0202 ، 0
.25ريم رمضان ،عناصر البيئة الخارجية و عالقتها بالنية الريادية لطالب الجامعات
باستخدام املرصد العاملي لريادة األعمال ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و
القانونية ،املجلد ، 02العدد األول 0223 ،
.26ايثار عبد الهادي الفيحان ،سعدون محسن سلمان ،دور حاضنات األعمال في تعزيز
ريادة املنظمات ،مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية ،العدد . 0220 ، 32
.21عبد الحميد برحومة ،فاطمة الزهراء مهديد ،دور املقاولة الصغيرة و املتوسطة في
تحقيق التنمية االقتصادية في الجزائر ( عرض تجربة مؤسسة POLYBENببرج
بوعريريج ،مجلة العلوم االقتصادية و التسيير و العلوم التجارية ،العدد السابع ،
. 0220
163
و .22مصطفى عوادي ،دور إدارة االبتكار في تحسين مستوى االبتكار و اإلبداع في الدول
املؤسسات العربية ،مجلة الدراسات االقتصادية و املالية ،جامعة الوادي الجزائر،
املجلد ، 3العدد . 2
.22الشريف بقة ،عماد الدين شرعة ،دور الحاضنات اإلبداعية التكنولوجية في تطوير و
ترقية اقتصاد املعرفة ،مجلة تنمية املوارد البشرية ،املجلد ، 2العدد 22
.02محمود كبيش ،عبد الرزاق لعريوي ،محمد حيمران ،النموذج االمثل لتحليل التكلفة
في املؤسسات الناشئة (حالة الجزائر) ،مجلة شعاع للدراسات اإلقتصادية ،املجلد 5
،العدد 0202 ، 2
.02علية ضياف ،كمال حمانة ،رأس املال املخاطر اتجاه عاملي حديث لتمويل املؤسسات
الناشئة ( حالة الجزائر ) ،مجلة الباحث االقتصادي ،العدد ، 25جوان 0226
.22أسماء بلعما ،التمويل الجماعي آلية مبتكرة لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة -
إشا رة إلى منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،-مجلة الدراسات االقتصادية
املعاصرة ،املجلد ، 5العدد . 0202 ، 0
.03عبد الباقي ميساوي ،مقاربة تطور العمل الريادي في الجزائرمن خالل مؤشرات
املرصد العاملي لريادة األعمال ،مجلة االستراتيجية و التنمية ،املجلد ، 22العدد ، 2
الجزء ،0جانفي 0202
األطروحات و الرسائل الجامعية : -III
.0فاطمة الزهراء قاسمي ،املر افقة املقاوالتية و تنشيط املشروعات
االستثمارية في الجزائر ،أطروحة دكتوراه في تخصص نقود مالية و بنوك ،
قسم العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية التجارية و علوم التسيير ،
جامعة البليدة . 0221-0226 ، 20
.2محمد قوجيل ،دراسة و تحليل سياسات دعم املقاوالتية في الجزائر – دراسة
و ميدانية ، -أطروحة دكتوراه في تسيير املؤسسات الصغيرة
املتوسطة ،قسم علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و
علوم التسيير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة . 0226-0225،
( .0محمد علي الجودي ،نحو تطوير املقاوالتية من خالل التعليم املقاوالتي
دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة ) ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم
164
التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة
محمد خيضر بسكرة . 0225-0224 ،
.4نادية دباح ،دراسة و اقع املقاوالتية في الجزائر و آفاقها ( ، )2330-2333
رسالة ماجستير في ادارة االعمال ،قسم علوم التسيير ،كلية العلوم
االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر -0222 ، 23
. 0220
.5أمال بعيط ،برامج املر افقة املقاوالتية في الجزائر – و اقع و آفاق – دراسة
حالة Ansej, Angem, Cnacلوالية باتنة و محضنة سيدي عبد هللا لوالية
الجزائر العاصمة ،رسالة دكتوراه ( ل .م.د ) في تسيير املنظمات ،قسم علوم
التسيير ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،جامعة باتنة ، 2
0221-0226
و .6أيوب مسيخ ،دور الروح املقاوالتية في ديمومة املؤسسات الصغيرة
املتوسطة ( دراسة عينة من املؤسسات الصغيرة و املتوسطة ( املقاولين ) في
والية سكيكدة ) ،أطروحة دكتوراه الطور الثالث – ل .م.د – في إدارة
املؤسسات ،قسم علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية ،التجارية و علوم
التسيير ،جامعة 02أوت 2255سكيكدة . 0221-0226 ،
.7دالیا أحمد محمد یونس ،و اقع مسرعات األعمال في زيادة فرص نجاح
الشركات الريادية الناشئة في قطاع غزة – دراسة حالة مسرعة األعمال "
، Gaza Sky Geeksرسالة ماجستير في اقتصاديات التنمية ،كلية التجارة ،
الجامعة االسالمية غزة . 0221 ،
.8مرزوق بن مهدي ،تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات
الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة حالة
جريدة الشعب ) ،رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ،قسم علوم
االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 0222 0222 ، 23
املؤتمرات العلمية: -IV
.2أحمد بوشناقة ،أحمد بوسهمين ،متطلبات تأهيل و تفعيل إدارة املؤسسات الصغيرة
في الجزائر ،ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل
165
املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة و اقتصاديات شمال
افريقا ،جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ،الجزائر ،يومي 21و 22افريل ، 0226
متوفر على الخط التالي iefpedia.com/.../:متطلبات-تأهيل-و-تفعيل-إدارة-املؤسسات-
الصغير ، ...تاريخ الزيارة . 22:34 ، 0222/22/22 :
.0منيرة سالمي ،التوجه املقاوالتي للشباب في الجزائر - :بين متطلبات الثقافة وضرورة
املر افقة"-تجربة وكالة الوساطة والضبط العقاري وتجربة الحظيرة التكنولوجية
و مرافقة بالجزائر" ،ورقة بحثية للملتقى الوطني حول " إستراتيجيات التنظيم
املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر " ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة قاصدي مربــاح ورقلــة ،يومي 22و 22أفريل 0220
.3ميلود تومي ،مستلزمات تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،ورقة
بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة و
املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة و اقتصاديات شمال افريقيا جامعة
حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ،يومي 21و 22أفريل . 0226
( .4محمد يعقوبي ،مكانة و و اقع املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية
عرض بعض التجارب ) ،ورقة بحثية مقدمة لفعاليات امللتقى الدولي حول " متطلبات
و تأهيل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الدول العربية " ،مخبر العوملة
اقتصاديات شمال افريقيا جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف الجزائر ،يومي 21و 22
أفريل . 0226
.5صالح محمد بلول ،أحمد بن خيرة ،مهدية بن طيبة ،دور هيئات املر افقة والدعم في
تنمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الجزائرية -دراسة ميدانية للوكالة الوطنية
لدعم تشغيل الشباب لفرع البليدة ، -ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية
استدامة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية و
التجارية و علوم التسيير ،جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي / 21/26 ،ديسمبر
.0221
.6الطيب بولحية ،محمد مرابط ،حاضنات األعمال كنموذج لتفعيل استدامة
املؤسسات الصغيرة و املتوسطة – عرض لتجارب عاملية رائدة مع االشارة لحالة
الجزائر ، -ورقة بحثية مقدمة مللتقى الوطني حول إشكالية استدامة املؤسسات
166
الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير ،
جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي / 21/26 ،ديسمبر . 0221
.1السعيد بريبش ،سارة طيب ،دور حاضنات االعمال في تطوير و دعم املؤسسات
الصغيرة و املتوسطو – دراسة تحليلية تقييمية ،ورقة بحثية مقدمة للملتقى الوطني
األول حول استراتيجيات التنظيم و مرافقة املؤسسات الصغيرة و املتوسطة في الجزائر ،
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة .
الدراسات العلمية: -V
.2مؤسسة مهارات ،الشركات اإلعالمية الرقمية الناشئة في العالم العربي ( نموذج
لبنان ،األردن و املغرب حاالت و تطبيقات).0222 ،
.0نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد و العشرين ( تحفيز الروح الريادية من خالل
التعليم للريادة في املدارس الثانوية ) ،منظمة اليونيسكو و منظمة العمل الدولية ،
.0222
.3شركة وادي الرياض ،حاضنات و مسرعات األعمال – غرس بذور االبتكار ، -اململكة
العربية السعودية ،الرياض – جامعة امللك سعود ،برج االبتكار ،مارس 0202
.4هبة عبد املنعم ،رامي يوسف عبيد ،منصات التمويل الجماعي ( اآلفاق و األطر
التنظيمية ) ،أمانة مجلس محافظي املصارف املركزية و مؤسسات النقد العربية ،
صندوق النقد العربي .0222 ،
.5الياس الحبيب قرار ،مخطط نموذج العمل التجاري – مشروع محرك البحث العربي
مفتوح املصدر ، -املنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ،تونس 06 ،و 01أفريل
. 0221
الوثائق الرسمية: -VI
.2املرسوم التنفيذي رقم 054-02املؤرخ في 25سيتمبر 0202املتضمن إنشاء لجنة وطنية
ملنح عالمة " مؤسسة ناشئة " و " مشروع مبتكر " و " حاضنة أعمال " ،الجريدة
الرسمية ،العدد ، 55الصادرة بتاريخ 02سبتمبر . 0202
.0القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغيرة و املتوسطة رقم ، 20-21الصادر بتاريخ
22جانفي ، 0221الجريدة الرسمية العدد 22 ، 20جانفي ، 0221املادة .5
167
.3مرسوم تنفيذي رقم 054-02املؤرخ في 25سبتمبر 0202و املتضمن إنشاء لجنة وطنية
و ملنح عالمة مؤسسة ناشئة و مشروع مبتكر و حاضنة أعمال و تحديد مهامها
تشكيلتها و سيرها ،املادة ، 05الجريدة الرسمية الجزائرية ،العدد ، 55الصادر بتاريخ
02سبتمبر . 0202
.4املرسوم التنفيذي رقم 356-02املؤرخ في 32نوفمبر 0202املتضمن إنشاء مؤسسة
ترقية و تسيير هياكل دعم املؤسسات الناشئة ( ألجريا فانتور) ،املادة ، 4الجريدة
الرسمية ،العدد 13الصادر بتاريخ 6ديسمبر . 0202
.5القانون العضوي لإلعالم رقم 25/20الصادر بتاريخ 20جانفي ، 0220رئاسة الجمهورية
،األمانة العامة للحكومة . 0220 ،
.6القانون رقم 24-24املؤرخ في 04فيفري 0224املتعلق بالنشاط السمعي البصري ،املواد
، 22 ، 21 ، 5الجريدة الرسمية ،العدد ، 26الصادر بتاريخ 03مارس . 0224
.1املرسوم التنفيذي رقم 330 -02املؤرخ بتاريخ 00نوفمبر 0202املحدد كيفيات ممارسة
نشاط االعالم عبر االنترنت ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 12الصادر بتاريخ 05نوفمبر
. 0202
.2القانون رقم 22-26املؤرخ في 3اوت 0226يتعلق بترقية االستثمار ،الجريدة الرسمية
،العدد ، 46الصادر بتاريخ 3أوت . 0226
-VIIاملطويات :
.2مطوية بعنوان من الجامعة ...إلى املقاوالتية ،مقدمة من قبل دار املقاوالتية لجامعة
الجزائر 23بدالي براهيم الجزائر العاصمة .
-VIIIاملو اقع اإللكترونية:
.2مؤسسات ناشئة التمويل الجماعي سيصبح عمليا عما قريب ،وكاالت األنباء الجزائرية
،نشر بتاريخ 7جويلية ، 2323متوفر على الخط التالي :
.https://www.aps.dz/ar/economie/89264-2020-07-07-12-54-19
.0مهارات ريادة األعمال ( اإلطار العام) ،مركز البحوث املشتركة ،تقرير علمي من أجل دعم
سياسات االتحاد األوروبي ، 0226 ،متوفر على الرابط التالي :
https://openspace.etf.europa.eu/sites/default/files/2019-
09/EntreCompFramework_AR.pdf
168
.3اليونسكو ،منظمة العمل الدولية ،نحو ثقافة للريادة في القرن الواحد والعشرين :
تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في املدارس الثانوية ، 2010 ،متوفر
على الخط التالي، unesdoc.unesco.org/images/0014/001470/147057a.pdf :
تاريخ الزيارة 23:23 ، 0222/22/25 :
.4حسين عبد املطلب األسرج ،دور املشاريع الصغيرة و املتوسطة في مواجهة البطالة في
الدول الخليجية ،ديسمبر ، 0223متوفر على الخط التالي https://mpra.ub.uni- :
، muenchen.de/54413/1/MPRA_paper_54413.pdfتاريخ الزيارة ، 0222 22/25 :
. 26:26
.5سميرة بلعمري ،تمنح لهم مرة واحدة قصد تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة
عام عطلة استثنائية للموظفين لدخول املقاوالتية ،الشروق اونالين ،نشر بتاريخ 21
فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي /https://www.echoroukonline.com :
.6اللجنة االقتصادية و االجتماعية لغربي آيا ( اإلسكوا ) ،مقدمة في الريادة و الشركات
التالي: الخط على متوفر ، الناشئة
https://www.unescwa.org/sites/default/files/event/materials/mqdm_fy_lryd
_wlshrkt_lnshy_0.pdf
.1املنظمة العاملية للملكية الفكرية ،أفكار رائدة :دليل عن امللكية الفكرية للشركات
الناشئة ،منشورات ضمن سلسلة دليل امللكية الفكرية لقطاع األعمال رقم ، 6سويسرا
. 0202 ،
/https://promoteur.anade.dz .8
.2املوقع االلكتروني لوزارة الصناعة و املناجم الجزائرية ،متوفر على الخط التالي :
http://www.mdipi.gov.dz/ .22
.22املوقع االلكتروني لصندوق التأمين عن البطالة ،متوفر على الخط التالي :
https://www.cnac.dz/site_cnac_new/Web%20Pages/Ar/AR_Dispositif.aspx .20
.23املوقع الرسمي للوكالة الوكنية لتسيير القرض املصغر ،متوفر على الخط التالي :
/https://www.angem.dz/ar/article/objectifs-et-missions
169
.24وكالة األنباء الجزائرية ،إطالق الصندوق الوطني لتمويل املؤسسات الناشئة ،نشر
: التالي الخط على متوفر ، 0202 أكتوبر 3 بتاريخ
https://www.aps.dz/ar/economie/93032-2020-10-03-12-13-24
15. http://www.mdipi.gov.dz/
.06الحكومة تقر الغاء املجلس الوطني لالستثمار وتوسيع مهام وكالة تطوير االستثمار،
جريدة إيكو ألجيريا ،نشر بتاريخ 02فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي :
http://www.eco-algeria.com/content/
.21وكالة األنباء الجزائرية ،تمويل املؤسسات الصغيرة و املتوسطة :اإلطالق الرسمي
لصندوق االستثمارالجزائري ،نشر بتاريخ 22فيفري ، 0202متوفر على الخط التالي :
https://www.aps.dz/ar/economie/101934-2021-02-18-12-22-09
.08وزارة البريد واملواصالت السلكية و الالسلكية ،حاضنة الشركات الناشئة و تطوير
املؤسسات الجزائرية الناشطة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال ،
. 0202/22/32 ، /https://www.mpt.gov.dz/ar/content
https://www.facebook.com/fnje.dz .22
.23حنان ح ،املؤتمرالوطني للمؤسسات الناشئة ينعقد اليوم بالجزائر اإلطالق الرسمي
لصندوق التمويل واإلعالن عن تدابير تحفيزية ،جريدة املساء الجزائرية ،تاريخ
النشر 30اكتوبر ، 2323متوفر على الخط التالي https://www.el- :
massa.com/dz/news/
.02تطور التشريعات الوطنية املتعلقة باالستثمار ، 2306 – 0060املوقع االلكتروني
لوزارة الصناعة و املناجم ،الوكالة الوطنية لتطويراالستثمار ،متوفر على الخط التالي
http://www.andi.dz/index.php/ar/cadre-juridique/evolution-loi-sur-l- :
.investissement
.00وكالة األنباء الجزائرية ،قانون االستثمار الجديد -إنشاء شباك وحيد لتسهيل مشاريع
األجانب ، -نشر بتاريخ 20فيفري ، 0200متوفر على الخط التالي :
https://www.aps.dz/ar/economie/121156-2022-02-12-11-48-44
170
.03عبد الرحمن محمود ،صحافة ريادة األعمال ..أهميتها وكيف يمكن إتقانها ،شبكة
الصحفيين الدوليين ،نشر املقال بتاريخ 26ديسمبر ،0222تم االسترجاع من املوقع
االلكتروني https://ijnet.org/ar/story/ :بتاريخ . 0202/22/02 :
.04شيمة العتيبي ،ريادة األعمال واإلعالم ،مجلة رواد األعمال ،نشر املقال بتاريخ 22جوان
، 0202تم االسترجاع من املوقع االلكتروني ، https://www.rowadalaamal.com/ ،
بتاريخ . 0202/22/02 :
https://awaan.sa .05
.06محمد الرزقي ،الريادة اإلعالمية في ريادة األعمال ،املنصة االعالمية الرقمية أوان ،نشر
بتاريخ 22ديسمبر ، 0222تم االسترجاع من الرابط التالي :
https://awaan.sa/archives/3958بتاريخ . 0202/22/02
.01القاموس االلكتروني " م " ،تم االسترجاع من املوقع االلكتروني :
https://www.meemapps.com/term/media-entrepreneurship
https://www.alroeya.com/130-41/2192251 .02
https://jow.radio/ .02
https://megaphone.news/ .32
: التالي الخط على متوفر تبينوا ملنصة الرسمي .32املوقع
/https://fatabyyano.net/fatabyyano-team
/https://fatabyyano.net/our-methodology .30
.33املوقع اإللكتروني لجريدة توالى متوفر على الخط التالي https://twala.info/ar/ :
https://awaan.sa/archives/3958 .34
/https://www.tahyacinema.com .05
.36عماد أبو الفتوح ،برامج تلفزيونية ملهمة يجب أن يشاهدها رواد األعمال ،موقع الجزيرة
: التالي الخط على متوفر ، 0221/22/05 بتاريخ نشر ،
https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/entrepreneurship/2017/8/
/25
.31عباس مصطفى صادق ،املدن اإلعالمية الحرة في دولة اإلمارات ،مركز الجزيرة
للدراسات ،متوفر على الخط التاليhttp://site.iugaza.edu.ps :
171
https://www.google.com/search?client=firefox-b- .32
d&q=The+Youth+Citizen+Entrepreneurship
https://www.mitarabcompetition.com/ar/site/index .32
.43شبكة الصحفيين الدوليين ،ندعو املبادرات اإلعالمية العربية للتقديم إلى برنامج مركز
التوجيه بدورته الثامنة ،تم النشر بتاريخ 24 :جوان ، 0202متوفر على الخط التالي :
/https://ijnet.org/ar/story
.42اإلبداع في العمل الصحفي ،جريدة أكف اإللكترونية ،مؤسسة الصحافة ميديا ،نشر
: التالي الخط على متوفر ، 0224/24/20 بتاريخ
https://alamirkamalfarag.com/show_news.php?id=336
.40مليس محمد باكودح ،استراتيجيات تقييم فكرة املشروع الريادي ،سلسلة ملخصات
اللقاءات اإلثرائية ،عيادات األعمال ،متوفر على الخط التالي :
https://qcc.org.sa/sites/default/files/2021-02/pdf
.43عمار بكار ،عندي فكرة برنامج تلفزيون ،جريدة األقتصادية اإللكترونية ،تم النشر
بتاريخ 25ديسمبر ، 0222تم االسترجاع من املوقع االلكتروني :
https://www.aleqt.com/2008/12/15/article_173608.html
https://awaan.sa/archives/3958 .44
.45فكرة املشروع ،منصة املشروعات الصغيرة املصرية ،متوفر على الرابط التالي:
https://www.msme.eg/ProjectSteps/Pages/ProjectIdea.aspx
.46محمد األمين موس ى ،البعد اإليكولوجي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية :
الو اقع والنموذج ،مركز الجزيرة للدراسات ،فيفري ، 0222متوفر على الخط التالي:
https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2019/02/190211081913514.
html
.41شبكة محرري الشرق األوسط ،مصادر للتمويل ساعدت املؤسسات الصحفية على
تخطي األزمة املالية عقب الجائحة 2 ،أكتوبر ، 0202تم االسترجاع من املوقع
االلكتروني )https://menaeditors.com/news/342-2020-10-02-11-36-49 :
.42شركة «يسير» تتحصل على تمويل أمريكي ،جريدة الشعب اإللكترونية ،نشر بتاريخ 02
نوفمبر ، 0202متوفر على الخط التالي /http://www.ech-chaab.com/ar :
172
: متوفر على الخط التالي، مخطط نموذج العمل التجاري، منشآت.42
https://www.monshaat.gov.sa/sites/default/files/7.pdf
و دروس في مقياس محاسبة البنوك، محاسبة التكاليف، السعيد محمد شعيب.52
23-20 ص ص، مصر، بنها، مركز التعليم املفتوح، مستوى ثالث جامعي، البورصات
تاريخ الزيارة،www.olc.bu.edu.eg/olc/images/6th-7.pdf : متوفر على الخط التالي،
2:32 ، 0225/22/23 :
: قائمة املراجع باللغة األجنبية
1. Alain FAYOLLE, Du champ de l’entrepreneuriat à l’étude du processus
entrepreneurial : quelques idées et pistes de recherche, 6° Congrès
international francophone sur la PME - Octobre 2002 - HEC –Montréal.
2. Catherine Léger-Jarniou, Développer la culture entrepreneuriale chez les
jeunes - Théorie et Pratique, la revue française de gestion – N°185. Lavoisier,
Paris.2008.
3. Catherine LÉGER-JARNIOU, Sergio ARZENI, Olivier BASSO et d’autre, le grand
livre de l’entrepreneuriat, Dunod, paris, 2013
4. Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris,
2003, P11 .voir le lien :
www.acifr.org/ressources/livres_freelance/createur_d_entreprise_extraits.pdf.
5. Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, les compétences entrepreneuriales(
définition et construction d’un référentiel ), le 8ème congrès international
Francophone(Cife PME) : l'internationalisation des PME et ses conséquences sur
les stratégies entrepreneuriales, Suisse :Haute école de gestion Frigourg,25-27
Octobre2006
6. Mory siomy, développement des compétences des leaders en promotion de la
culture entrepreneuriale et de l'entrepreneurship: le cas de rendez vous
entrepreneuriat de la francophone, Thèse pour l'obtention de philosophie
doctorat (ph.D.), Université Laval, Québec, octobre, 2007.
7. https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/start-up/74493
173
8. http://www.paulgraham.com/growth.html
9. https://dictionary.cambridge.org/fr/dictionnaire/anglais/start-up
10. Mitchell Grant , What Is a Startup? , September 15, 2021,
https://www.investopedia.com/terms/s/startup.asp .
11. Ingrid de Chevigny , Au fait, c’est quoi une start-up ?, Publié le 10/08/2015 ,
https://www.capital.fr/entreprises-marches/au-fait-c-est-quoi-une-start-up-
1063221
12. Brahim Allali, Vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche L’ISCAE, n
17, Maroc,. Voir le lien : http://www.abhatoo.net.ma/maalama-
textuelle/developpement-economique-et-social/developpement-
economique/reperes-du-developpement-economique/reperes-du
developpement-economique-generalites/vers-une-theorie-de-l-entrepreneuriat ,
visité le 02/08/2018 , 11:42 .
174
175