You are on page 1of 13

‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المؤسسات المتوسطة والصغيرة‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المؤسسات المتوسطة والصغيرة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل تطورالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومعايير تحديدها وأهم الصعوبات التي‬
‫تواجهها‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير الدولية لتحديد المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تتعرض لها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المؤسسات المتوسطة والصغيرة ‪What are small and medium‬‬
‫?‪enterprises‬‬

‫إن التطرق إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتطلب تحديد مفهوم دقيق وشامل لهذه المؤسسات وما‬
‫تحتويه من أهمية حيث يمكن الفصل من خالله بين المؤسسات الكبرى وهذا النوع من المؤسسات ولهذا‬
‫سنحاول في هذا المبحث اإللمام ببعض التعاريف المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المؤسسات المتوسطة والصغيرة ‪Definition of small and medium‬‬
‫‪enterprises‬‬

‫أثار تحديد مفهوم المشروعات الصغيرة والمتوسطة جدال كبيرا في الفكر االقتصادي وبين المهتمين بأمر‬
‫هذه المشروعات‪ ،‬وذلك ألنه من الصعوبة وجود تعريف محدد للمشروعات الصغيرة‪ ،‬بسبب تعدد اآلراء‬
‫التي طرحت بشأن تحديد مفهوم واضح للمشروعات لصغيرة‪ ،‬وكذلك تعدد المعايير المستخدمة لتحديد‬
‫هذا المفهوم ومنها‪ :‬عدد العمال ورأس المال‪ ،‬حجم المبيعات واستهالك الطاقة‪ ،‬درجة المكائن‬
‫واآلليات‪...‬إلخ‪ .‬و اختلف مدلولها من بلد آلخر تبعا لدرجة النمو االقتصادي الذي بلغته الدولة ويتغير‬
‫مدلول المشروعات الصغيرة من وقت آلخر ألنه دائم التغير كقطاع ا ‪P‬ديناميكي‪ .‬وفي هذا اإلطار‬
‫‪P‬‬ ‫تختلف التعريفات من دولة ألخرى ومن نشاط آلخر‪ ،‬ومن بين هذه التعريفات لدينا‪: 1‬‬
‫اوال – تعريف الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬هي كل تنظيم مستقل في الملكية واإلدارة ويستحوذ‬
‫على نصيب محدود في السوق والذي ال يزيد عدد العاملين فيه عن ‪ 200‬عامل‪ ،‬ورأس المال ال‬
‫يزيد عن ( ‪ )9‬مليون دوالر واألرباح السنوية ال تزيد عن ‪ 450‬ألف دوالر‪ ،‬والقيمة المضافة ال‬
‫تزيد عن ( ‪ ) 4.5‬مليون دوالر سنويا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬تعريف االتحاد األوروبي‪ :‬تعد مؤسسة صغيرة او متوسطة الحجم بأنها كل كيان حي‬
‫(منشأة) أو تنظيم يمارس نشاطا اقتصاديا ويقل عدد العاملين فيها عن ‪ 100‬عامل‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬من وجهة نظر علم اإلدارة‪ :‬يعرف المشروع الصغير على أنه نشاط له هدف معين‬
‫‪.‬ووقت وموارد معينة‬
‫رابعا ‪ -‬من وجهة نظر علم االقتصاد‪ :‬هي كل مؤسسة مستقلة ماليا وقانونيا يقوم فيها المنظم‬
‫بتسيير الجوانب المالية والتقنية والبشرية بحيث ال يتجاوز عدد عمال المؤسسات الصغيرة ‪20‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬التمويل المحلي والتنمية المحلية ‪ ،‬دون بلد ‪ ،‬دون دار النشر‪ ،‬ص ص ‪.221-220‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫عامل أما المتوسطة فيتراوح عدد العمال ما بين ‪ 21‬إلى ‪ 499‬عامل لكن تظهر االسم الموحد‬
‫)‪.(PME‬‬

‫تعﻄى الﺘعﺮيﻒ الﺘاﱄ للﻤﺆسﺴات الﺼغﲑة و اﳌﺘﻮسﻄة‪:‬‬

‫نﺴﻤي مﺆسﺴة صغﲑة و مﺘﻮسﻄة كﻞ وحﺪة إنﺘاج‪.‬‬

‫مﺴﺘقلة قانﻮنا‪.‬‬

‫تﺸغﻞ أقﻞ مﻦ ‪ 500‬عامﻞ‪.‬‬

‫ﲢقق رقﻢ أعﻤال سﻨﻮي أقﻞ مﻦ ‪ 15‬ملﻴﻮن ديﻨار جﺰائﺮي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪Characteristics of small and :‬‬


‫‪medium enterprises:‬‬

‫‪2‬‬
‫هناك مزايا عديدة للمشروعات الصغيرة و المتوسطة باإلضافة إلى أهميتها‪ ،‬و من أهم مزاياها نجد ‪:‬‬

‫اوال‪ -‬تتميز بالكفاءة والفعالية بدرجات تفوق ما يمكن أن تصل إليه المشروعات الكبيرة وذلك من خالل‬
‫ﺪر ﺪر ﺪرتا على األداء واإلنجاز في وقت قصير نسبيا‪ ،‬وتحقيق مزايا االتصال المباشر‪ ،‬والقدرة على‬
‫التأثير السريع بين المدير‪ ،‬العاملين‪ ،‬العمالء والموردون‪ ،‬كما تحق ق عوائد سريع ة وعالية باعتبارها‬
‫سريعة دوران رأس المال وسرعة تكيفها مع توجيهات المنافسين وأنشطتهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القابلية للتجديد واالبتكار ومساهمتهم في التطور التكنولوجي والبحث العلمي‪ ،‬خاصة في مجاالت‬
‫التكنولوجيا الجديدة كاإللكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية من خالل تركيزها على الجودة والتوفق‬
‫في مجاالت العمل وتشيع العمال على االقتراح وإبداء الرأي واالستفادة من مقترحات العمالء وتجارب‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬سهولة القيادة و التوجيه في تحديد األهداف الواضحة للمشروع أو سهولة إقناع العاملين باألسس‬
‫والسياسات والنظم التي تحمي عمل المشروع‪.‬‬

‫‪ 2‬احمد فوزي ‪ ،‬اسس د ا رسات الجدوى للمشروعات الصغيرة ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪، 2008 ،‬ص‬
‫‪105‬‬
‫‪4‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫رابعا‪ -‬سهولة وبساطة التنظيم من خالل التوزيع المناسب لالختصاصات بين أقسام المشروع‪ ،‬التحديد‬
‫الدقيق للمسؤوليات وتوضيح المهام‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬التوفيق بين المركزية ألغراض التخطيط و الرقابة وبين الالمركزية ألغراض سرعة التنفيذ‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬له حجم صغير نسبيا في الصناعة التي ينتمي إليها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪The importance of small and‬‬
‫‪medium enterprises‬‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات أهمية كبيرة في اقتصاد أي دولة سواء كانت‬
‫متقدمة أو متخلفة وقد تؤدي إلى تحقيق أهداف متعددة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تنقسم المؤسسات إلى عدد من المستويات طبقا ألهميتها إلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬على مستوى الفرد صاحب المشروع‪ :‬تتمثل أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على‬
‫مستوى الفرد صاحب المؤسسة فيما يلي‪:‬‬
‫✓ إشباع حاجة الفرد صاحب المؤسسة في إثبات الذات كشخصية مستقلة لها كيانها الخاص‪.‬‬
‫✓ توفر المؤسسة الصغيرة والمتوسطة فرصة تحقيق رسالة غايته الخاصة من الحياة العملية‪.‬‬
‫✓ ضمان الحصول على دخل ذاتي له وألسرته‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬إذ أدير المشروع بأسلوب‬
‫علمي رشيد‪.‬‬
‫✓ المؤسسة الصغيرة والمتوسطة هي طريقة الحرية واإلبداع لدى األفراد في الحياة العملية‪.‬‬
‫✓ المؤسسة الصغيرة والمتوسطة فرصة لصاحبها لتوظيف مهاراته وقدراته الفنية وخبرته‬
‫العملية والعلمية لخدمة مشروعه كهواية يعشقها قبل أن تكون وظيفة‪.‬‬
‫‪ -2‬على مستوى المجتمع‪ :‬تتمثل أهمية المؤسسة الصغيرة والمتوسطة على مستوى المجتمع فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫✓ تعمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال األنشطة اإلنتاجية الخدمية والسلعية‬
‫والفكرية؛‬

‫‪ 3‬عدون ناصر ‪ ،‬التدقيق والتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الج ا زئر ‪ ،‬الج ا زئر ‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الطبعة العاشرة ‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.66‬‬

‫‪5‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫✓ تغطي المؤسسات الصغيرة جزء كبيرا من احتياجات السوق المحلي؛‬


‫✓ إنها تساهم إلى حد كبير في إعداد العمالة الماهرة ؛‬
‫✓ تشارك في حل مشكلة البطالة في المجتمع؛‬
‫✓ استيعابها للقطاع االكبر من العمالة في مختلف الخدمات؛‬
‫✓ إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعمل على تحقيق التوازن اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ -3‬على المستوى العالمي‪:‬‬
‫✓ إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أصبحت علما قائما بذاته يدرس في الجامعات والمعاهد‬
‫العلمية‪ ،‬وقد أفردت لها القرارات الخاصة بها؛‬
‫✓ انتشار المنظمات والصناديق المعنية بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على مستوى‬
‫العالم؛‬
‫باتت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كواحدة من أقوى أدوات التنمية الصناعية‬ ‫✓‬

‫والتكنولوجية؛‬
‫مدى مساهمتها في اقتصاد الوطني؛‬ ‫✓‬

‫ترقية الصادرات؛‬ ‫✓‬

‫ونظرا العتماد الكثير من الدول على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫✓‬

‫كمحور رئيسي للتنمية في زيادة اإلنتاج وتوفير الخدمات‪ ،‬فقد حرصت معظم الدول‬
‫على العمل على زيادة نجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خالل اتخاذ العديد‬
‫من اإلجراءات والخطط والوسائل التي تحقق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعداد المؤسسات من الشباب وزيادة نسبتهم من خالل تط ور الحفاظ و المناهج‬
‫التعليمية وبرامج التدريب التي تؤهلهم ليصبحوا من رجال األعمال واالتجاه نحو‬
‫العمل الحر الخاص وتعظيم فرص النجاح‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم التسهيالت والمزايا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في محالت إجراءات‬
‫التراخيص والقروض والضرائب‪ ،‬وتوفر البنية األساسية الالزمة إلقامة‬
‫المؤسسات وغيرها من متطلبات قيامها ونجاحها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل وأهداف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهم الصعوبات التي تواجهها‬

‫‪Stages and objectives of small and medium enterprises and the most‬‬
‫‪important difficulties they face‬‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات أهمية كبيرة في اقتصاد أي دولة سواء كانت متقدمة أو‬
‫متخلفة‪ ،‬في المقابل تمر بمراحل وتعاني العديد من الصعوبات التي تعرقل انتشارها وتطورها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ‪Stages of‬‬
‫‪development of small and medium enterprises in Algeria‬‬

‫يمكن تقسيم مراحل تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى ثالث مراحل رئيسية‬
‫‪4‬‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫اوال ‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬من ‪ 1962‬إلى ‪ :1982‬كانت معظم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ملكا‬
‫للمستوطن الفرنسي وبعد االستقالل ونتيجة لهجرة مالكيها أصدرت الدولة قانون التسيير‬
‫الذاتي ثم التسيير االشتراكي للمؤسسات من اجل إعادة تشغيلها وأصبحت تابعة للدولة‬
‫في ظل تبني النظام االشتراكي‪ ،‬إال أن هذه الفترة شهدت ضعفا كبيرا لهذا النوع من‬
‫المؤسسات والتابعة للقطاع العام‪ ،‬إضافة إلى محدودية المؤسسات التابعة للقطاع الخاص‪.‬‬
‫فهذه الفترة لم تعرف سياسة واضحة اتجاه القطاع الخاص حيث كانت مدهشة وتعاني من‬
‫صعوبة في التمويل( الذاتي) نظرا الرتفاع نسبة الضريبة المفروضة عليها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬من ‪ 1982‬إلى ‪ : 1994‬صدرت العديد م ن القوانين التي أثرت عل ى‬
‫منظوم ة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العامة والخاصة سواء القوانين المتعلقة‬
‫باالستثمار ( القانون المؤرخ في ‪ )1982/08/21‬أو القوانين المتعلقة بإعادة الهيكلة‬
‫العضوية والمالية للمؤسسات االقتصادية (المرسوم ‪ 242/80‬المؤرخ في‬
‫‪ )1980/10/04‬واالجراءات المتعلقة باستقاللية المؤسسات ( المرسوم المؤرخ في‬
‫‪ ، )1988/10/04‬ونتيجة لزيادة حاجة الجزائر للمساعدات االئتمانية من المؤسسات‬
‫النقدية والمالية الدولية أصدرت بعض القوانين التي تمثل بداية التوجه نحو اقتصاد مفتوح‪.‬‬

‫‪ 4‬صالح صلحي‪ :‬أساليب تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اإلقتصاد الج ا زئري‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪، 03‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.28-27-26‬‬

‫‪7‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫وشهدت هذه الفترة تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة‪ ،‬إال أن تلك التي‬
‫تمارس أنشطة إنتاجية قد تأثر سلبا بعد صدور قانون النقد والقرض عام ‪ ، 1990‬وتحرير‬
‫‪5‬‬
‫التجارة الخارجية وتحرير األسعار و خاصة أسعار الصرف‬
‫وفي ‪ 1993/10/05‬صدر قانون ترقية االستثمار وإنشاء الشباك الموحد لوكالة ترقية‬
‫ودعم االستثمار ”‪ “APSI‬في ‪.1994‬‬
‫ثالثا ‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬من ‪ 1994‬إلى ‪ :2007‬تميزت هذه المرحلة باالنتقال من اقتصاد مغلوق‬
‫إلى اقتصاد منفتح على العالم الخارجي يمثل فيه القطاع الخا ص واألجنبي دورا هاما ‪،‬‬
‫ومن خال ل التزام الجزائر بتنفيذ برنامج االستقرار االقتصادي القصير المدى‬
‫(‪ 1994/04/01‬الى ‪ )1995/05/31‬تحت مراقبة صندوق النقد الدولي وبتطبيقها‬
‫لبرنامج التصحيح الهيكلي المتوسط المدى (‪ 1995/03/31‬الى ‪،)1998/04/01‬‬
‫وعقدها برنامج التعديل الهيكلي سنة ‪.1998‬‬
‫حيث ساهمت عالقات الجزائر الدولية في تخفيف أزمة المديونية الخارجية‪ ،‬وأدت من جهة‬
‫أخرى إلى تطبيق سياسات نقدية‪ ،‬مالية‪ ،‬تجارية واقتصادية ساهمت في خصوصية الكثير‬
‫من المؤسسات العامة‪ ،‬وهذه التحوالت ساعدت على ا كتشاف مواطن القوة والضعف‬
‫(المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) وهذه ما ساعدت على تطويرها والعمل على ترقيتها عن‬
‫طريق البرامج والمراسيم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المعايير الدولية لتحديد المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪International .‬‬
‫‪standards for determining the small and medium enterprise.‬‬

‫تﺼﻨﻒ اﳌﺆسﺴات الﺼغﲑة واﳌﺘﻮسﻄة بالﻨﻈﺮ اﱃ االلﺘﺰامات اﳌﺨﺘلفة للﻤالﻚ اﲡاه جهات ادارية معﻴﻨة‬
‫وعلى هﺬا االساس ﰎ وضع عﺪة معايﲑ لﺘﺤﺪيﺪ ﳌﺆسﺴة الﺼغﲑة واﳌﺘﻮسﻄة ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻤﻌﺎﻳﻴ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴة و اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪:‬‬

‫هﻨاك العﺪيﺪ مﻦ اﳌعايﲑ الﱵ وضعﺖ خﺼﻴﺼا للﺤﺪ مﻦ ذلﻚ االخﺘالف الﺴائﺪ حﻮل وضع تعﺮيﻒ دقﻴق‬

‫‪ 5‬بوهرة محمد‪ ،‬بن يعقوب طاهر‪ ،‬تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الج ا زئر ملتقى دولي حول تمو يل المشروعات المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتطوير دورها في االقتصاديات المغاربية‪ ،‬معهد التجارة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪ 25‬إلى ‪ 28‬ماي ‪ 2003‬ص ص ‪-236‬‬
‫‪241‬‬

‫‪8‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫وﳘا‪6‬‬ ‫للﻤﺆسﺴة الﺼغﲑة‪ ،‬نﺮكﺰ على اثﻨﲔ مﻨها‪-‬فقﻂ ألﳘﻴﺘها‪-‬‬

‫‪ -1‬رأس الﻤال الﻤﺴﺘﺜﻤﺮ‪ :‬يقصد هنا برأس المال المستثمر رأس المال طويل االجل المستعمل في‬
‫تمويل األصول الثابتة للمؤسسة‪ ،‬في هذا الصدد حدد البنك العالمي الحد األقصى لقيمة تلك‬
‫األصول الثابتة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة ب ‪ 250‬ألف دوالر باألسعار الجارية لسنة ‪1976‬‬
‫‪ ،‬بينما أوصت منظمة العمل الدولية بأن ال يتجاوز ذلك ‪ 100‬ألف دوالر‪.‬‬

‫و في األخير يمكن القول رغم أهمية هذا المعيار في قياس حجم المؤسسة فإنه يبقى غير كاف للحكم‬
‫النهائي على ذلك وإنما يمكن االستعانة بمعايير أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬حجم اليد العاملة‪ :‬يعتبر هذا المعيار من المعايير المستعملة بكثرة في قياس حجم المؤسسات‪،‬‬
‫حيث يعتمد على عدد العاملين في التفرقة بينهم‪ ،‬وهناك اختالف واسع بين الدول المتطورة‬
‫والنامية فيما يتعلق بتطبيق هذا المعيار‪ ،‬حيث تعتبر المؤسسات الصغيرة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية واليابان بمعيار حجم اليد العاملة مؤسسات متوسطة وربما في دول أخرى‪ ،‬إذ تعتبر‬
‫المؤسسات في الواليات المتحدة صغيرة إذا كان يشغل فيها ‪ 250‬عامال وفي بريطاني ‪200‬‬
‫عامال‪.‬‬

‫حيث نجد أنه هناك اختالف كبير بين الدول المتقدمة أيضا في استعمال هذا المعيار في تصنيف‬
‫المؤسسات‪ ،‬حيث تراوحت بين ‪ 20‬عامال للمؤسسة الصغيرة في الدانمرك بينما في اليابان فهناك‬
‫‪ 300‬عامل‪.‬‬
‫هناك العديد من المعايير األخرى المستعملة في العالم للحكم على حجم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -3‬معايير أخرى‪:‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬مثل المستوى التكنولوجي المستعمل مدى متابعة التطور التكنولوجي في الميدان الذي‬
‫تعمل فيه نصيبها من السوق‪ ،‬درجة انتشارها ومرونة توطنها‪.‬‬

‫اﻴﻤن علي عﻤر‪ ،‬ادارة الﻤﺸروعات الﺼغﻴرة ‪ ،‬االﺴكﻨدرﻴة ‪ ،‬ﻤﺼر ‪ ،‬دار الﺠاﻤعﻴة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪200‬‬ ‫‪6‬‬

‫أيمن علي عمر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪201‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تتعرض لها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪Difficulties faced‬‬
‫‪by small and medium enterprises‬‬

‫رغم توالي اإلجراءات االقتصادية التي تسعى من خاللها الدولة ترقية مساهمة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إال أنه تبقى هناك بعض الصعوبات التي‬
‫تواجه إقامة مثل هذه المشروعات والتي يمكن تلخيصها فيما يلي ‪:8‬‬

‫اوال‪ -‬صعوبة التمويل‪ :‬تعتبر من أهم الصعوبات نظرا للنقص الكبير في تمويل البنكي لمثل‬
‫هذه المؤسسات إضافة إلى غياب األسواق المالية في الدول النامية‪ ،‬حيث نجد أن هذه‬
‫المشاريع تعتمد أساسا على التمويل الذاتي في شراء األصول الثابتة وتسير دورة‬
‫االستغالل‪ ،‬وهذا النوع من التمويل غير كافي وبالتالي يؤ ثر على توسع الشروع‪.‬‬

‫أما فيما يخص دور البنوك التجارية في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في البلدان‬
‫النامية فقد بينت دراسات عدم قبول أو قدرة البنوك على تمويل هذه المشاريع سواء عند‬
‫إنشائها أو توسعها‪ ،‬مبررا بــ‪:‬‬

‫✓ افتقاد الثقة في القائمين على المشاريع الصغيرة و المتوسطة؛‬


‫✓ ضعف القدرة على توفير البيانات المالية والتشغيلية مما يعيق القدرة على تقديم‬
‫الجدارة االئتمانية للمروع من قبل البنك أي صعوبة إعداد دراسة الجدوى؛‬
‫✓ ضعف الضمانات المت وفرة الالزمة لتقديمها إلى البنوك للحصول على التمويل؛‬
‫✓ إن معظم المشاريع الصغيرة تعمل في القطاع غير الرسمي وليس لها سجالت‬
‫ضريبية مما يزيد من مخاطر الصيغ؛‬
‫✓ نقص الخبرة التنظيمية واإلدارية في المعامالت البنكية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬صعوبات إدارية‪ :‬ال تزال اإلدارة في كثير الدول العربية والنامية ومن بينها الجزائر‬
‫تؤثر ببطئها وثقل اجراءاتها البيروقراطية على هذا النوع من المؤسسات‪ ،‬حيث أن محيط‬
‫المؤسسة أصبح غير مالئم‪ "،‬فعلى سبيل المثال يستدعي الحصول على سجل تجاري وقتا‬

‫‪ 8‬العايب ياسين‪ ،‬تمويل المؤسسات االقتصادية ‪ ،‬د ا رسة حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الج ا زئر اطروحة‬
‫دكتورة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة متنوري ‪ ،‬قسنطينة ‪،‬دفعة ‪ ،2011/2010‬ص ‪.186‬‬
‫‪10‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫طويال وتقدم أكثر من ‪ 18‬وثيقة‪ ،‬والمدة الالزمة للقيام باإلجراءات اإلدارية إلقامة مشروع‬
‫تزيد عن ثالثة أشهر‪ ،‬والمدة المتوسطة النطالق المش رو ع في مرحل ة التشغي ل تصل‬
‫إلى ‪ 5‬سنوات حسب معطيات الغرفة الجزائرية للتجارة الصناعية‪ ،‬وبالتالي نؤكد نتيجة ما‬
‫توصل اليها المجلس الوطني االقتصادي االجتماعي بان المشاكل البيروقراطية تشكل أهم‬
‫حاجز تتحطم عليه إرادة المستثمر في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصناعية ‪.9‬‬

‫ثالثا‪ -‬صعوبات تسويقية‪ :‬والتي تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫✓ عدم وجود بنك معلومات لهذه المؤسسات عن أسواقها‪ ،‬فضال عن عدم قيامها‬
‫بالبحوث التسويقية؛‬
‫✓ ارتفاع تكاليف اإلنتاج بسبب اعتماد شبه كلي لهذه المؤسسات على التمويل بالمواد‬
‫األولية ومستلزمات اإلنتاج من الخارج؛‬
‫✓ عدم وجود حماية للمنتجات المحلية تجاه المنتجات األجنبية التي تتمتع بمناعة قوية؛‬
‫✓ ظهور صناعات ومنتجات بديلة باستمرار وبتكلفة أقل‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬نقص العمالة المدربة وذلك بسبب ضعف التوجه نحو تجديد الخبرات و المهارات‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬صعوبة الحصول على العقار المناسب إلقامة المؤسسة‪ ،‬وإن وجد فإنه يكون بعيد‬
‫عن نقاط البيع وعن مستودعات التموين بالمواد األولية مما يكلفها نفقات نقل إضافية‪.‬‬

‫العايب ياسين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.170‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪11‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫الخاتمة‬

‫توصلت الدراسات التي أنجزت حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العالم‪ ،‬إلى نتائج‬
‫عديدة‪ ،‬وما يمكن قوله أن هذا النوع من المؤسسات له قدرة كبيرة على التوفيق بين النمو‬
‫االقتصادي وإنشاء مناصب شغل وتحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ولهذا علينا‬
‫التكفل التام بالمشاكل الخاصة المتنوعة بهذا القطاع‪ ،‬حتى يستطيع النمو في بيئة مشجعة‬
‫وتفعيل اساليب التمويل واألسواق االستثمارية المالئمة لألعمال المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة وإصدار التشريعات الالزمة لتفعيل وسائل النمو الحديث مثل شركات مخاطر‬
‫االئتمان وللوصول إلى األهداف المرجوة من مؤسسات الصغيرة والمتوسطة يجب دعم‬
‫التنمية وتجميع المشاركة العالمية وتزويدها بخدمات وتخصيصات وبالنسبة لتأهيل‬
‫االقتصاد الوطني فيجب عليه فتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حيث‬
‫انشاء التنظيم والتمويل والدخول الى مواقع التمويل المباشر من أجل النمو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المـــــــؤســــســــات الــــصــــغـــيـــــرة والــــمــــتــــوســـطـــة فــــي الــــجــــزائـــر‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الصغية والمتوسطة‬
‫ر‬ ‫ياسي‪ ،‬تمويل المؤسسات االقتصادية ‪ ،‬د ا رسة حالة المؤسسات‬‫‪ -7‬العايب ر ن‬

‫التسيي ‪ ،‬جامعة متنوري ‪،‬‬


‫ر‬ ‫ن يف الجزائر اطروحة دكتورة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫قسنطينة ‪،‬دفعة ‪.2011/2010‬‬

‫الصغية والمتوسطة ن يف الج ا زئر ‪ ،‬الج ا زئر ‪ ،‬دار‬


‫ر‬ ‫‪ -6‬عدون نارص ‪ ،‬التدقيق والتأهيل المؤسسات‬
‫ر‬
‫العاشة ‪.2008 ،‬‬ ‫المحمدية‪ ،‬الطبعة‬
‫المشوعات الصغية والمتوسطة نف الج ا زئر ى‬
‫ملتق‬ ‫‪ -5‬بوهرة محمد‪ ،‬بن يعقوب طاهر‪ ،‬تمويل ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الصغية والمتوسطة‪ ،‬وتطوير دورها ن يف‬
‫ر‬ ‫دول حول تمو يل ر‬
‫المشوعات المؤسسات‬ ‫ي‬
‫االقتصاديات المغاربية‪ ،‬معهد التجارة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬من ‪ 25‬إل ‪ 28‬ماي ‪. 2003‬‬
‫الصغية والمتوسطة ن يف اإلقتصاد الج ا زئري‪ ،‬مجلة‬
‫ر‬ ‫‪ -4‬صالح صلح‪ :‬أساليب تنمية ر‬
‫المشوعات‬ ‫ي‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫لتسيي‪ ،‬العدد ‪ ، 03‬جامعة فرحات ّ‬
‫ر‬ ‫العلوم االقتصادية وعلوم ا‬
‫الصغية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مرص ‪ ،‬دار الفكر‬
‫ر‬ ‫‪ -3‬احمد فوزي ‪ ،‬اسس د ا رسات الجدوى ر‬
‫للمشوعات‬
‫الجامع ‪، 2008 ،‬ص ‪.105‬‬
‫ي‬
‫عﻠ عمر‪ ،‬ادارة المﺸروعات الصغيرة ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -2‬ايمن ي‬
‫‪ -1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اﻟﺘﻤويل اﻟﻤﺤل واﻟﺘنﻤﻴﺔ اﻟﻤﺤلﻴﺔ‪ ،‬دون بلد ‪ ،‬دون دار ر‬
‫النش‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪13‬‬

You might also like