Professional Documents
Culture Documents
ضمانات البنوك التشاركية بين عقود المداينات وعقود المشاركات
ضمانات البنوك التشاركية بين عقود المداينات وعقود المشاركات
ـ الفوج الثالث ـ
رسالة لنــيل شــهــادة المـاستر في قـانـون الخاص
تحت عنوان:
أستاذ مؤهل بكلية الحقوق بفاس ............................رئيسا ومشرفا الدكتور ياسين الكعيوش:
أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس ...............عضوا : الدكتور كنزة حرش ي
أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس ...............عضوا الدكتورة بهيجة فردوس :
السنة الجامعية2022/2021:
0
1
2
-فك الرموز
ج = الجزء.
ص = الصفحة.
ط = الطبعة.
ع = العدد.
م = ميالدية.
م .إ .ه .م .ح = مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها.
ه = هجرية.
3
مقدمة
تعتبر المؤسسات والهيئات المعتبرة في حكمها .أحد أهم محركات التنمية االقتصادية
واالجتماعية في البالد بصفتها المصدر الرئيسي لتمويل االقتصاد ،مع ما يترتب عن ذلك من
أفاق للنمو وخلق فرص الشغل ،وتعتبر اإلصالحات القانونية والتنظيمية التي يعرفها القطاع
البنكي ببالدنا والتي همت مجموع مكونات المنظومة المالية (سوق الرساميل ،التسنيد العقود
اآلجلة )...عن إرادة واضحة نحو تحديث القطاع من أجل مواجهة رهانات التنمية الوطنية
واالستجابة لمتطلبات الحكامة الجيدة وتدبير المخاطر الشمولية.1
وقد حاول المغرب أن يفتح المجال للتعامالت اإلسالمية من خالل السماح بتطبيق
تجارب محدودة من أجل مواكبة االهتمام إلى أن بدأ الخوض بشكل رسمي تجربة البنوك
التشاركية سنة 7002إثر صدور توصية والي بنك المغرب التي أطرت المنتوج البنكي البديل
وقد اقتصرت الدورية على اعتماد ثالث منتجات فقط (المرابحة ،المشاركة ،واإلجارة).2
فقد شكل تبني المشرع المغربي للقانون 00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات
المعتبرة في حكمها طفرة نوعية على مستوى اعترافه بالبنوك التشاركية ،كمؤسسات تمويلية
جديدة لها حق مزاولة األنشطة المتعلقة بتلقي األموال من الجمهور وبعمليات االئتمان وبوضع
جميع وسائل األداء رهن تصرف العمالء أو القيام بتدبيرها ،وكذا بتلقي الودائع االستثمارية،
وتمويل العمالء ببعض المنتوجات المالية التشاركية ،وكذا القيام بالعمليات التجارية والمالية
واالستثمارية بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى. 3
وقد تكفلت المادة 85من القانون 00.307باإلشارة إلى المنتجات المالية التشاركية
التي يمكن بواسطتها للبنوك التشاركية أو المؤسسات والهيات المعتبرة األخرى المأذون لها
بذلك تمويل عمالئها ،بحيث أشارت إلى المرابحة والمشاركة والمضاربة والسلم واالستصناع،
كعقود يمكن ابرامها بين المؤسسة والعميل وحاولت من خالل ذلك تنويع هذه المنتجات لجعلها
1
انوار أبو هالل ،سكينة الوات ،البنوك التشاركية بالمغرب من واقع الفراغ القانوني إلى مرحلة التقنين ،المجلة االلكترونية لألبحاث القانونية ،العدد
،4س ،7002ص.82
2
توصية بنك المغرب رقم ..لسنة 7002الصادرة في 0.شتنبر تتعلق بمنتجات االجارة والمشاركة والمرابحة.
3
عالل فالي ،بحث بعنوان التمثالت القانونية لعقد المضاربة ،مشاركة في ملتقى اليسر العلمي للمالية التشاركية الذي انعقد بالدار البيضاء يومي
77و7.ابريل 7002ص..
4
تلبي مختلف حاجيات العمالء وتغطي التصورات التشاركية الممكنة على اعتبار أن خلق
ثروات جديدة يستتبع بالحتم ظهور أدوات جديدة لالئتمان ألن هذا األخير يعتبر من أبرز
الخصوصيات التي تميز عالم التجارة ،فهو على حد قول البعض عصب التجارة .4
اإلطار الخاص
أدى تزايد أهمية االئتمان في العصر الحديث واتساع نطاقه بما فيها المؤسسات
المالية األخرى ،بتوزيع االئتمان على قطاعات اإلنتاج والتوزيع واالستهالك أدى إلى ازدياد
الحاجة إلى الضمانات ،كما أنه على مستوى االئتمان الفردي فكلما كان الدائن متأكدا من
حصوله على حقه كلما تساهل في منح ائتمانية للمدين.5
فالضمانات لها تأثير حاسم على حجم ومدة وتكلفة االئتمان ،وقد أدت إلى زيادة تكلفة
االئتمان ،نتيجة اشتراط الرسمية أو نتيجة اشتراط الضامن المقابل للمخاطر التي يتحملها ،كما
هو الشأن بالنسبة للضمانات الشخصية عالوة على ذلك فإن بعض الضمانات قد تؤدي إلى
عرقلة تداول األموال ،فمثال يصعب بيع عقار مرهون رهنا رسميا ،أو منقول مرهون رهنا
حيازيا .وفي النهاية نجد أن بلوغ هذه الضمانات لغاياتها غالبا ما يستغرق كثيرا من الوقت
والنفقات ،نتيجة إلجراءات الحجز والتنفيذ والبيع بالمزاد.
ويقوم الضمان بكافة صوره منذ العصور القديمة بدور هام في تشيع االئتمان ،وتنشيط
عمليات التسليف ،إذ قليل ما نجد في التعامل من يقبل أن يمنح الغير ما يحتاج إليه من مال أو
أجل بغير ضمان كاف يؤمنه من خطر إعسار المدين ،ويضمن له الوفاء بحقه كامال .6
فالضمانات بأنواعها سواء الشخصية أو العينية ،هي وسيلة يمكن للمتعاملين تقديمها
للحصول على تمويالت من البنك ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى هي أداة إثبات حق البنك في
4
فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،الطبعة الثانية ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،س ،7000ص.00
5
خالد الهاني ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول على ضوء مستجدات قانون 70305المتعلق بالضمانات المنقولة ،دار القلم ،دون ذكر الطبعة
ص.08
6
المرجع نفسه ص.01
5
الحصول على أمواله الممنوحة للزبناء بالطريقة القانونية في حالة عدم تسديد عمالء البنوك
لديونهم في اآلجال المتفق عليه في العقد.7
ولتقريب هذه الدراسة فإننا سنعمل على معالجتها من خالل تحديد اإلطار المفاهيمي
للموضوع قيد الدراسة والتحليل ،إلى أن نستعرض المحطات التي عبرها الضمان ليكون
وسيلة فعالة لمنح االئتمان واستحقاق الدين عند حلول أجله باعتباره يحظى بأهمية بالغة في
شقيها النظري والعملي ولتكون هذه التراتبية معالجة إلشكالية جوهرية ينبني عليها موضوعنا.
اإلطار المفاهيمي
إن الموضوع قيد الدراسة والتحليل ينبني على ألفاظ متعددة تحمل في طياتها معاني
لغوية واصطالحية لجميع أجزاء هذا الموضوع ولتقريب محتواه نأتي ونبين كل معنى على
حدة.
لتحديد مفهوم الضمانات البنكية سأعمل على تعريف الضمان وحده وثم أعمل على
تقريب مفهوم الضمانات بشكل عام.
الضمان في اللغة :يدل الفعل ضمن على عدة معاني متقاربة تجمعها فكرة االلتزام
بأنواعها والكفالة بشكل عام ،فيقال ضمن على أهله ونحوهم :صار كال وعالة عليهم ،وضمن
فالن الشيء جعله يضمنه وألزمه ،وتضامن القوم :التزام كل منهم أن يؤدي عن االخر ما
يقطر عن أدائه والضامن والضمين هو الكفيل أو الملتزم أو الغارم ،والضمان :الكفالة
وااللتزام.8
واصطالحا :مصطلح الضمان قديم مستعمل معروف لدى الفقهاء ،أطلقوه على مسميات
عديدة مختلفة في اتجاهات فقهية متعددة.
وإذا استقصينا كتابات الفقهاء والباحثين المعاصرين فيما يدل عليه مصطلح الضمان
وجدنا أنهم جعلوه في االستعماالت التالية.
7
بركان كريمة ،دور الضمانات البنكية في التقليل من القروض المتعثرة ،رسالة الماستر ،الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم
التسيير ،جامعة أم البواقي ،س ،7001 -7008ص.7
8
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاتها المعاصرة ،دار النفائس للنشر والتوزيع ،ط ،0س ،7000
ص.7.
6
ضمان العدوان :وهو شغل الذمة بحق مالي للغير جبرا للضرر الناشئ عن التعدي
بمخالفة القواعد الشرعية العامة القاضية بحرمة المسلم ودمه وعرضه وسائر حقوقه ،مما ال
يرجع إلى واجب الوفاء بالعقود.9
ضمان العقد :ما يضمنه بمقابله من ثمن أو غيره كالمبيع والثمن المعينين أو هو
ضمان مال تالف بناء على عقد اقتضى الضمان ،والعقود التي تقتضي الضمان هي عقود
المعاوضات عامة ،كالبيع واالجارة ،...والعقود مما تستوجب الضمان بطبيعتها ،يضاف إليها
العقود التي ينشأ الضمان عنها بالتعدي أو التقصير ال بالتلف وهي عقود األمانة كالهبة
10
والوكالة ..
كما يمكن تعريفها أيضا على أنها عبارة عن تأمين ضد األخطار المحتملة فيما يتعلق
بعمليات اإلقراض للمصرف وتمكينه من استرجاع ماله.11
فالضمانات هي ما يقبضه البنك من العميل كضمان يستوفي منه حقه في حالة ما إذا لم
يوفي هذا األخير بالتزاماته المتمثلة في سداد الدين .12
البنك لغة :البنك كلمة إيطالية يطلق عليها bancoنسبة للصياغة الذين كانوا يتعاطون
أعمالهم باألسواق التجارية على بنوك خشبية .13
اصطالحا :هو مؤسسة لها تصريح من الجهات الحكومية في الدولة ،لقبول الودائع
ومنح القروض للشركات أو األفراد ودفع قيمة الشيكات ،وتقديم خدمات تحويل العملة وإدارة
الثروات ،وتلعب البنوك دورا أساسيا في االقتصاديات الحديثة .14
9
المرجع نفسه ،ص .74
10
علي الخفيف ،الضمان في الفقه اإلسالمي ،دار الفكر العربي القاهرة ،دون ذكر المطبعة والسنة ص .70
11
يباح أحمد ،وقلمان سليمان ،تسيير واقع الضمانات البنكية في البنوك اإلسالمية ،رسالة الماستر ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة احمد دراية ادرار7070-7002 ،م ،ص 1و.2
12
سليمان ناصر ،التقنيات البنكية وعملية االئتمان ،ديوان الجامعة ،الجزائر7007،م ،ص.52
13
كامل الوادي ،األعمال المصرفية والقوانين المنظمة لها ،دار المتنبي ،أبو ظبي ،الجزء األول 7000ص.0.
14
سفيان السباعي ،التمويل العقاري لدى البنوك التشاركية والتقليدية ،رسالة الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي
محمد بن عبد هللا ،7077-7070 ،ص.2
7
البنوك التشاركية :عرف المشرع المغربي البنوك التشاركية في المادة 84من القانون
00.307بأنها ''تعتبر بنوك تشاركية األشخاص االعتبارية الخاضعة ألحكام هذا القسم،
لمزاولة األنشطة المشار إليها في المادة األولى والمادتين 88و 85من هذا القانون وكذا
العمليات التجارية والمالية واالستثمارية بصفة اعتيادية بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن
المجلس العلمي األعلى وفقا لمقتضيات المادة10اعاله ،يجب أال تؤدي هذه األنشطة والعمليات
المشار إليها أعاله إلى تحصيل أو دفع فائدة أو هما معا.
العقود :جمع عقد والعقد في اللغة هو الربط والجمع بين الشيئين فيقال :عقدت الحبل إذا
جمعت أجزاءه ،وقد يدل على الربط المعنوي كما قولنا :عقدت العزم أو الربط المادي مثل
قول .عقدت الحبل .15
اصطالحا :هو ارتباط إيجاب بقبول على وجه مشروع ،يرتب أثار فيما عقد من أجله.
وااليجاب ما يصدر ابتداء من أحد العاقدين ،والقبول :ما صدر ثانيا من االخر على وجه
الرضا لكالم األول .فاذا قال شخص لألخر بعتك هذا الجهاز بمائة دينار كان هذا الكالم إيجابا،
وإذا قال االخر قبلت أو اشتريته بما ذكرت كان هذا الكالم قبوال ويترتب على ذلك أن يملك
البائع الثمن ،في مقابل أن يمتلك المشتري المبيع .16
كما يعتبر العقد من أهم كسب المال في اإلسالم ،كالبيع واإلجارة والشراكة ونحوها،
وقد وضع هللا تعالى أسسا عامة لهذه العقود في قوله تعالى‘' .يا أيها الذين آمنوا أوفوا
17
بالعقود'''
وللعقد أحد أسس المالية اإلسالمية والتي من دونها ال يمكن بناء المنتجات واألدوات
المالية ،وعن طريق العقد تتحرك األموال وتنتقل .18
15
عبد الكريم أحمد قندوز ،المالية اإلسالمية ،صندوق النقد العربي ،س ،7002ص.71
16
المرجع نفسه ،ص.72
17
سورة المائدة اآلية .0
18
عبد الكريم أحمد قندوز ،م س ،ص.72
8
-بيوع األعيان
-بيوع المنافع
وبيوع األعيان تشمل المرابحة والسلم واالستصناع ،بينما بيوع المنافع فتشمل اإلجارة
بنوعيها .19
المشاركات :فيما يخص عقود المشاركات تضم جميع العقود التي تقوم على أساس
االستثمار بين البنك التشاركي والعميل وسنقتصر في التعريف على توضيح معالم عقود
المشاركات في صيغتين أساسيتين واللذين يقومان على أساس األمانة.
المشاركة :تعرف الشركة في اللغة :بفتح الشين مع كسر الراء ويجوز إسكانها ،أو
بكسر الشين مع سكون الراء هي مخالطة الشريكين يقال اشتركنا بمعنى تشاركنا ،وقد اشترك
الرجالن وتشاركا ،وشارك أحدهما االخر ،ويقال للرجل ،شريك ،والمرأة شريكة ،وشاركت
فالنا صرت شريكه .20
وقد عرف محمد عمر شابرا المشاركة على أنها شكل من أشكال تنظيم المشروعات،
حيث يساهم شخصان أو أكثر في تمويل العمل وإدارته ،بنسب متساوية أو مختلفة ،ويتم اقتسام
األرباح بنسب عادلة (ليست متساوية بالضرورة) ،متفق عليها بين الشركاء ،أما الخسائر
بنسب راس المال .21
وعرفها المشرع المغربي في الفصل 257من قانون االلتزامات والعقود على أن
الشركة عقد بمقتضاه يضع شخصين أو أكثر أموالهم أو أعمالهم أو هما معا ،لتكون مشتركة
بينهم ،بقصد تقسيم الربح الذي قد ينشأ بينهما .22
وتكتسي المشاركة حسب البند (ج) من المادة 85من القانون 00.307م إ ه م ح أحد
الشكلين:
19
محمد قراط ،المطالب الضرورية في شرح المقتضيات القانونية المتعلقة بالبنوك التشاركية ،مطبعة انفو -برانت ،الطبعة 7005،ص.085
20
ابن منظور ،لسان العرب ،الجزء ،00الطبعة الثالثة ،دار إحياء التراث المغربي ،بيروت لبنان ،0222ص.455
21
زوقاري أ مال ،التمويل بعقد المشاركة في المصارف اإلسالمية ،مجلة دائرة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،ع الرابع ،يناير 7005
ص..7
22
الفصل ،257ق ل ع.
9
المشاركة الثابتة :بحيث يبقى األطراف شركاء إلى حين انقضاء العقد الرابط بينهما.
أما عقد المضاربة هو ذلك العقد الذي ينتج عنه مشاركة بين مالك لرأس المال من جهة وعامل
يقوم باالستثمار بما لديه من الخبرة في مشروع معين من جهة أخرى ،وبمعنى اخر هي عقد
شراكة ال يكون فيها للعامل أي نصيب في رأس المال ،وإنما ينحصر نصيبه من هذه الشركة
في الربح الناتج عنها بالقدر الذي تم االتفاق عليه بينه وبين صاحب رأس المال بنسبة شائعة
بينهما ،واذا خسرت الشركة فإن الخسارة تكون على صاحب المال وحده وال يتحمل عامل
المضاربة شيئا منها سوى ضياع جهده وعمله ثم يطالب بمشاركة رب المال فيما ضاع من
ماله مادام ذلك لم يكن عن تقصير وإهمال.23
التطور التاريخي
نشأت الضمانات البنكية خالل ممارسات التجارة الدولية ،كان ظهورها نتيجة االنتقال
من سوق البائع الدولي إلى سوق المشتري الدولي من ناحية ،وتعقيد المعامالت الدولية من
جهة أخرى.
بالفعل في فجر القرن العشرين ،المركز العالمي لألعمال انتقل من لندن إلى نيويورك
بفعل تضاعف الفائض التجاري لالقتصاد األمريكي خمس مرات .فحلت أزمة 0272التي
أثرت على األوضاع االقتصادية خاصة قوة االقتصاد األمريكي ،لكنها سرعان ما أفسحت
المجال لتحسن التجارة الدولية التي ال تزال تحت سيطرة المصدرين.
في عام 02..تم تبني "القواعد والممارسات الموحدة المتعلقة بالقروض الوثائقية" من
قبل غرفة التجارة الدولية التي تدخلت تحت ضغط المصدرين األقوياء.24
23
عبد الواحد غردة ،التمويل بصيغة المضاربة في المصارف اإلسالمية بين إشكالية التهميش وضرورة التفعيل ،المجلة االلكترونية لألبحاث
القانونية ،ع ،4س ،7002ص.27
24
مقال تحت عنوان " النظام القانوني والبنود األساسية لعقد الضمان البنكي" ،ص .1
ARTICLE DE LA REVUE JURIDIQUE THÉMIS, Le régime juridique et les clauses essentielles du contrat de garantie
bancaire « à première demande », Charles MOUMOUNI, page 6.
https://ssl.editionsthemis.com/uploaded/revue/article/rjtvol31num3/moumouni.pdfرابط تحميل المقال
10
ولكن منذ الخمسينيات من القرن الماضي ،كانت التبادالت الفورية (غالبا عقود البيع)
األكثر شيوعا لتحل محلها تدريجيا عمليات أطول وأكثر تعقي ًدا ،تأخذ بشكل عام شكل عقود
الشركة أو عقود توريد المعدات ميزان القوى في السوق.
فتحولت السياسة الدولية تدريجيا لصالح المستوردين الذين أصبحوا يتطلبون من
البائعين ضمانات فيما يتعلق بجودة الخدمات ،فكان المصدرون يقدمون في بداية األمر كضمان
مقابل ذلك مبالغ مالية لضمان التنفيذ المثالي اللتزاماتهم .لكن ثبت أن مثل هذه الممارسة غير
مناسبة باعتبارها تجفف السيولة النقدية للبائعين ومن هنا نشأت الضمانات المصرفية .25بحيث
يكون الغرض من الضمان تزويد الدائن بمزيد من األمان ،وخلق فرصة إضافية للدفع من قبل
المدين .وهو امتياز من بين االمتيازات الممنوحة للدائن ولصالحه بموجب عقد الغرض منه
الحماية القانونية ضد إفالس المدين.
وتتعدد صيغ التمويل التي تقدمها األبناك التشاركية ،ولكل صيغة من هذه الصيغ
طبيعتها التمويلية الخاصة ،منها ما يقوم على المشاركة (المشاركة والمضاربة )ومنها ما يقوم
على أساس المداينة تتمثل في المرابحة واإلجارة والسلم واالستصناع ،ومحاولة من المغرب
لتبني األساليب التمويلية التي تستمد أحكامها من الشريعة االسالمية ،فقد دخلت حيز الوجود
نتيجة ضغط كبير من لدن رواد االقتصاد التشاركي (االسالمي) ،ورغبة شريحة من المجتمع
في الحصول على مؤسسات تمويلية تتماشى والمرجعية الدينية ،وكذلك لما خلفته األبناك
الربوية من أث ر وخيمة على االقتصاد الوطني واستغالل احتياج بعض الفئات التي ترغب في
الحصول على مسكن يأويهم في ظل غياب منتجات بديلة تقوم على أساس االسترباح ال على
الفائدة .وبذلك كانت مناسبة تعديل قانون مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها لسنة
7001فرصة لتعديل بعض البنود التي تسمح بتقديم منتجات مالية جديدة ،26األمر الذي دفع
بنك المغرب مع وجود الرغبة األكيدة لفتح الباب أمام التمويالت االسالمية بإعداد توصية رقم
7002/..بشأن المشاركة والمرابحة واالجارة ،لتدخل بشكل رسمي للسوق المالية المغربية
25
مقال تحت عنوان " النظام القانوني والبنود األساسية لعقد الضمان البنكي" ،المرجع السابق ،ص .1
Le régime juridique et les clauses essentielles du contrat de garantie bancaire.
26
محمد الشقروني ،الصيغ التمويلية للبنوك التشاركية بين الواقع واألفاق ،رسالة الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،س ،7070-7002ص.1
11
منذ فاتح أكتوبر ،277002وبسبب فشل هذه التمويالت في تحقيق المأمول للعديد من األسباب
من أهمها ارتفاع تكلفتها ،وأمام الرغبة األكيدة في تكريس هذه المنتجات عمل المشرع
المغربي أخيرا على إصدار قانون رقم 00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة
في حكمها ،28بحيث تضمنت المادة 85منه الصيغ التمويلية التي يمكن لألبناك التشاركية أن
تمول بها عمالءها .والمشتملة أساسا على عقود المداينات وعقود المشاركات.
أهمية الموضوع
لقد تطور الضمان وتشعب ،وصارت له قواعده وأسسه وأبوابه المستقلة مع تطور
الحياة االقتصادية وظهور المؤسسات والنظم المستحدثة ،وأصبح له دوره وأهميته كمتغير
أساسي للحياة االقتصادية عامة ،والمصرفية على وجه الخصوص وبذلك تبرز أهمية تناولنا
لموضوع الضمانات البنكية تحديدا ومدى فاعلية هذه الضمانات بالنسبة للدائن وذلك من خالل
ثالثة أوجه.
فمن الناحية القانونية ،إن إنشاء الضمانات البنكية وتحقيقها يجد مرجعيته في نصوص
متفرقة ،ومنها ظهير التحفيظ العقاري الصادر بتاريخ 07غشت ،020.وظهير 7يونيو 0208
المطبق على العقارات المحفظة وقانون المسطرة المدنية ومدونة التجارة في حالة ما إذا كان
النزاع بين تاجرين واتصل الضمان العيني بأعمالهما التجارية وكذلك قانون االلتزامات
والعقود متى أثيرت مسألة موضوعية كالوفاء بالدين أو بأجل ذلك الوفاء.
ومن الناحية العملية قد تشوب مسطرة تحقيق الضمانات البنكية بشقيها العينية أو
الشخصية صعوبات تعترض الدائن في اقتضاء حقوقه وهو ما يشكل شبحا مخيفا للمستثمرين،
تحول دون إقبالهم على شراء السندات المتولدة عن الرهون ،مما قد يضعف في دوره
االئتماني ،وعالوة على ذلك فإن األفضلية التي يتمتع بها الدائن قد تكون محدودة بسبب تزاحم
27
توصية والي بنك المغرب رقم ،7002/..بقرار لوزير المالية رقم 5232.4بتاريخ 0.شتنبر .7002
28
ظهير الشريف رقم 0304302.فاتح ربيع األول 04.1الموافق 74دجنبر 7004بتنفيذ قانون رقم 00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان
والهيئات المعتبرة في حكمها ،منشور بالجريدة الرسمية عدد ،1.75بتاريخ 77يناير .7008
12
ديون ممتازة معه ،أو عندما تعترض المدين صعوبات في األداء ،مما ينجم عنه قصور في
الضمان العيني المخول للدائن.29
أما من الناحية االقتصادية ،فإن تأثر مركز الدائن بعدم استخالصه لديونه أو تأخره في
استيفائها ،قد يؤدي إلى فقدان الثقة في االئتمان الذي هو العمود الفقري للنشاط االقتصادي ،فإذا
لم يتمكن الدائن من استيفاء دينه في الوقت المحدد ،فإن ذلك سيؤثر في الحلقة االقتصادية التي
يتعامل في إطارها ،فكما أن الدائن يكون هو دائن قد يكون أيضا مدينا لغيره.
إشكالية الموضوع
إذا كانت الضمانات تشكل حماية لألبناك من خطر إفالس المدين أو توقفه عن أداء
ديونه ،على اعتبار أنها تضمن للدائن حق استرجاع دينه بما هو في حوزته أو الرجوع على
الضامن لدفع ما في ذمة المدين.
فإلى أي حد يمكن أن تكون ضمانات البنوك التشاركية مبعث ائتماني في إطار عقودها
التمويلية؟
من أجل اإلحاطة بمختلف جوانب هذه الدراسة ،ارتأيت أن أتبع في هذا البحث منهجا
تحليليا يمكننا من الوقوف على مضمون النصوص القانونية للضمانات البنكية سواء الشخصية
أو العينية في نطاق التشريع المغربي ،على أن ندعم هذه الدراسة التحليلية بمنهج مقارن من
أجل اإلطاللة على بعض القوانين األجنبية ،كلما استوجب األمر ذلك.
للوقوف على مدى فعالية الضمانات بالنسبة للدائن سوف أتطرق بداية للنظرية العامة
للضمانات البنكية للتعرف على أنواعها وخصوصياتها في منتجات المالية التشاركية ،ثم أتناول
بعد ذلك تجليات الضمانات في عقود المداينات وعقود المشاركات.
29
يوسف أفريل ،الرهن الرسمي العقاري (ضمانة بنكية للدائن المرتهن) ،الطبعة األولى ،7000ص.05
13
الفصل األول :النظرية العامة
للضمانات البنكية
14
الفصل األول :النظرية العامة للضمانات البنكية
يعتبر الضمان وسيلة قانونية وشرعية هامة في مجال المعامالت والسيما في مجال العمل
البنكي ،إذ أن األبناك تحرص على ضمان حقوقها من تماطل المدينين ،بحيث تلجأ إلى معيار
الضمانات كمعيار الشخصية المرتبطة بطالب التمويل ،والضمانات البنكية تتعدد أشكالها
وأنواعها.
ويعود األساس القانوني لضمانات التمويل المقدم من لدن األبناك التشاركية لمجموعة من
النصوص القانونية منها ما هو وارد في قانون االلتزامات والعقود ومنها ما هو وارد في
منشور والي بنك المغرب رقم /0و 02/الذي منحها بدورها الحق في الحصول على ضمانات
بشرط صدور الرأي بالمطابقة الصادر عن اللجنة الشرعية للمالية التشاركية .30
وتستخدم الضمانات بشكل عام لتغطية مخاطر عدم وفاء الطرف المتعاقد بالتزاماته
المتفق عليها .والضمان هو نوع من الحماية التي يفرضها طرف على أخر في معاملة في حالة
إخفاق الطرف الثاني في أداء التزاماته وفقا للمواصفات المحددة مسبقا ،ويكمن الغرض من
الضمان تزويد الدائن بمزيد من األمان ،وخلق فرصة إضافية للدفع من قبل المدين .وهو
امتياز من بين االمتيازات الممنوحة للدائن بموجب عقد الغرض منه الحماية القانونية ضد
إفالس المدين.
وإذا كان نشاط البنوك التشاركية يختلف عن نشاط البنوك التقليدية من حيث توظيف
مواردها ،إال أن المسألة ال تختلف إلى حد كبير فيما يتعلق باألخذ بالضمانات خاصة في العقود
التي أعطى المشرع الحق فيها للبنوك التشاركية األخذ بالضمانات ،31عينية كانت أو شخصية
32
في شخص اللجنة الشرعية للمالية مع األخذ بعين االعتبار أراء المجلس العلمي األعلى
التشاركية ،والتي تشكل الخصوصية التي تميز عمل األبناك التشاركية التي تعمل على تداول
عقودها وفق ضوابط يسطرها المجلس المذكور .لذلك سأحاول جاهدا تحديد أنواع الضمانات
البنكية التي تنصب على منتجات البنوك وخصوصياتها (المبحث األول) ،إلى أن أباشر الحديث
30
سفيان السباعي ،التمويل العقاري لدى البنوك التقليدية والبنوك التشاركية ،م س ،ص .2.
31
من بين العقود التي أجاز فيها المشرع االقتران بالضمان العيني أو الشخصي ،منها ما يتعلق ببيوع األعيان المرابحة والسلم واالستصناع ،ومنها
ما يتعلق ببيوع المنافع ويتعلق األمر باإلجارة بنوعيها ،العادية والمنتهية بالتمليك.
32
حيث ترفع األبناك التشاركية إلى المجلس العلمي األعلى عند نهاية كل سنة محاسبية تقريرا مفصال عن مختلف العمليات التي أجرتها.
15
عن المشروعية والضمانة التمهيدية التي تنفرد بها البنوك التشاركية عن غيرها من مختلف
المؤسسات المالية (المبحث الثاني).
التشاركية
على الرغم من أن الضمانات المتطلبة من قبل األبناك التقليدية هي نفسها التي نص
عليها منشور والي بنك المغرب إال أن هناك خصوصية تميز األبناك التشاركية في بعض
العقود كالمشاركة والمضاربة .ولبيان أنواع الضمانات البنكية وبيان خصوصيات الضمانات
في بعض عقود التمويل التشاركي نأتي ونبين.
الضمانات الشخصية هي ضم ذمة مالية أو أكثر إلى ذمة المدين األصلي لضمان الوفاء
بالدين لصالح الدائن ،فيصبح أمام الدائن مدينين أو أكثر ،فهي عبارة عن تعهد من طرف
33
جميلة الشرقي ،ضمانات التعاقد في القرض االستهالكي ،رسالة لنيل الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة سيدي
محمد بن عبد هللا فاس ،س ،7002-7005ص.8.
16
شخص أو عدة أشخاص بسداد الدين المترتب لصالح الدائن ،عند حلول أجله وعدم قدرة المدين
األصلي لتنفيذ االلتزام األصلي المترتب على عاتقه .34
ومن أ هم الضمانات الشخصية لدى البنك نجد الكفالة التي اختلط مفهومها في بداية
ظهوره بمفهوم التضامن ،ففي القانون الروماني كان الكفيل يعد كالمدين األصلي حيث أن
للدائن الحق في اختيار أيهما يسأل عند موعد االستحقاقات ،ألن الكفيل يلتزم بالدين بصفة
أصلية كالمدين األصلي تماما.35
وتعد الكفالة من أهم نظم التأمينات الشخصية التي تحمي حقوق كل من الدائن والمدين.
وقد ازدادت أهمية الكفالة مع تطور المعامالت التجارية وخصوصا مع ازدهار المعامالت
المصرفية وصارت أهم نشاطات البنك.36
ولقد عرف المشرع المغربي عقد الكفالة بكونه عقد بمقتضاه يلتزم شخص للدائن بأداء
التزام المدين ،إذا لم يؤديه هذا األخير بنفسه .37
وعقد الكفالة أصناف مختلفة تختلف باختالف مجالها االقتصادي ،ففي أغلب األحوال
يطالب المقرض بمنحه كفالة بالنسبة لمقاولة حديثة ،وكذلك في حالة أشخاص يزاولون نشاطا
اقتصاديا كالشباب حاملي المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويهدف المقرض الحصول على
الكفالة لفرضيتين أساسيتين .38
+توسيع نطاق الضمانات ألن بعض ممتلكات المقاولة ليست دائما في ملكيتها.
34
محمد الشقروني ،الصيغ التمويلية للبنوك التشاركية بين الواقع واالفاق ،رسالة لنيل شهادة الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،س ،7070-7002ص.74
35
محمد صبري ،األخطاء البنكية أساس مسؤولية البنكية عن عدم مالءمة االئتمان لمصلحة الزبون ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة
،7002ص.041
36
سميرة بو عز اوي ،دور المضاربة والمشاركة في تمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة ،رسالة لنيل شهادة الماستر ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة موالي إسماعيل ،س ،7070-7002ص.72
37
المادة 0002من قانون االلتزامات والعقود.
38
سميرة بو عزاوي ،المرجع السابق ،ص.75
17
الفقرة الثانية :الضمانات العينية
تتميز الضمانات العينية بكونها ضمانات حقيقية ملموسة يمكن حجزها في حالة عدم
تسديد المدين للقرض الواجب عليه كالعقارات والمنقوالت.
وفي حقيقة األمر فإن الضمانات العينية ،هي الضمانات المفضلة لدى األبناك عامة
واألبناك التشاركية خاصة على باقي الضمانات ،39ففي الضمانات الشخصية يبقى المصرف
عرضة إلعسار طارئ يصيب مدينه وكفالئه ،مما قد يجعل استيفاء كامل دينه مستحيال ،أما
في الضمانات العينية ،فإن الخطر الذي يصيب ال يتحقق إال في حاالت اقتصادية شاذة تؤدي
إلى هبوط قيمة الضمانات المعطاة ضمانة للتمويل ،أو هبطت قيمتها االقتصادية وهذا أمر قل
أن يحدث ،وبذلك فقد ظهرت الضمانات العينية لعلة عدم كفاية الضمان العام والضمانات
الشخصية.
ومن أهم الضمانات العينية نجد الرهن ،فالرهن إما أن يكون حيازيا أو بدون حيازة،
وهو يتعلق بشيء سواء كان منقوال أو عقارا أو حق معنويا ،وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه
من هذا الشيء باألولوية على جميع الدائنين األخرين إذا لم يفي له به المدين.40
41
القانون المدني من حاول اإلتيان بتعريفات أكثر دقة مفادها أن وهناك من فقهاء
الرهن الحيازي سلطة تثبت للدائن بمقتضى عقد على شيء معين يخوله أن يحبس هذا الشيء
إلى حين استيفاء حقه ،وأن يستوفي حقه من هذا الشيء أو من أي مقابل نقدي باألولوية على
الدائنين العاديين التاليين في المرتبة في أي يد يكون.
وتجدر اإلشارة إلى أن اللجوء إلى الرهن الحيازي يتم لسببين رئيسيين:
-إما من أجل ضمان وفاء المدين بدينه ،أو من أجل الحصول على قرض بغية تغطية
التكاليف المالية لمشروع مستقبلي ،وفي كلتا الحالتين يلتجأ المقترض إلى رهن جزء من
أمالكه التي قد تكون عقارا أو منقوال أو حقا معنويا رهنا حيازيا لفائدة المقترض سواء كان
39
عمر مناني ،الضمانات في البنوك التقليدية والتشاركية ،الرهن نموذجا ،رسالة الماستر ،كلية الشريعة ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،س
،7070-7002ص.27
40
الفقرة األولى من الفصل ،0020ق ل ع.
41
خالد الهاني ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول على ضوء مستجدات قانون 70305المتعلق بالضمانات المنقولة ،م س ،ص ..7
18
شخصا ذاتيا أو اعتباريا في شخص مؤسسات االئتمان42حتى اذا توقف عن األداء حق للدائن
حبس الشيء المرهون وبيعه في إطار مسطرة البيع بالمزاد العلني تحت إشراف القضاء والتي
قد يترتب عنها مصاريف باهضه الثمن قد ال تتناسب مع قيمة المال المضمون ،لذلك المشرع
المغربي نص على أليات جديدة تسمح بعملية التحقيق في وقت وجيز وبأقل التكاليف والتي
تتمثل في :
أوال :تملك الدائن المرتهن للمال المرهون رضائيا عند عدم وفاء المدين الراهن بالدين
وذلك باالتفاق في العقد المنشئ كالرهن على استعمال شرط التملك عند عدم الوفاء بالدين.
ثانيا :إقرار ألية البيع الغير القضائي للمال المرهون وذلك عن طريق االتفاق إما على
بيع الشيء المرهون بالتراضي بين طرفي الرهن أو على بيعه عن طريق مزاد يشرف عليه
شخص من أ شخاص القانون الخاص ،مع مراعاة بعض الضوابط التي تسمح بحماية مصالح
الراهن عبر تقييم المال المرهون من طرف خبير.
ثالثا :الترخيص للدائن المرتهن بالتملك القضائي للمال المرهون عند عدم األداء وذلك
بإمكانية لجوء الدائن المذكور إلى قاضي األمور المستعجلة الستصدار حكم قضائي بتملكه
المال المرهون بعد معاينة واقعة عدم األداء وذلك بقيمة توافق قيمة هذا المال في السوق وليس
قيمة الدين المرهون.43
42
مؤسسات االئتمان هي األشخاص االعتبارية التي تزاول نشاطها في المغرب ،أيا كان موقع مقرها االجتماعي أو جنسية المشاركين في
رأسمالها أو مخصصاتها أو جنسية مسيريها ،والتي تزاول بصفة اعتيادية نشاطا واحدا أو أكثر من األنشطة التالية:
-تلقي األموال من الجمهور
-عمليات االئتمان
-وضع جميع وسائل األداء رهن تصرف العمالء او القيام بتدبيرها
43
خالد الهاني ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول ،م س ،ص...
19
عند حلول أجله عن طريق التن فيذ الجبري على أموال المدين ،ويرتبط االئتمان ارتباطا وثيقا
بالضمانات ،حيث أن الدائن يجب أن تتوفر لديه الثقة عن طريق إحدى الضمانات القانونية.44
فالعمل البنكي ،باعتباره من أعمال الوساطة المالية تحكمه قاعدة ثالثية شهيرة ،يجب
مراعاة عناصرها في أن واحد ،وهذه العناصر هي الربحية والسيولة والضمان ،ولذلك يمثل
الضمان متغيرا أساسيا من المتغيرات الحاكمة للعمل البنكي بشقيه ،تجميع الموارد وتوظيفها.
وإذا كانت البنوك التقليدية تعمل على تمويل عمالئها مقابل ضمانات حقيقية ،تضمن لها
استيفاء ديونها عند حلول أجلها وفق الضمانات التي هي ممسوكة في حوزتها ،فإن البنوك
التشاركية تقاسمها نفس المبدأ في الحصول على الضمانات المناسبة باعتبارها إجراءات كفيلة
بالتصدي للمخاطر التي قد تنجم عن التمويل الغيرالمعقلن ،وذلك يتم وفق ضوابط وأسس
شرعية.45
وتأسيسا على ما سبق سأعمل في هذا المطلب على إبراز االختالف الجوهري في طلب
الضمانات بين كل من البنوك التشاركية والتقليدية وتحديد بعض العقود التشاركية الغير مقرونة
بضمانات.
إ ن طبيعة العمل البنكي التقليدي القائمة على أساس نظام الفائدة الثابتة ،تجعل للضمان
طبيعة خاصة ،وشكال محددا مصدرهما األساسي طبيعة العالقة الحاكمة بين البنك الربوي،
وكل من المودعين لديه ،وطالبي التمويل منه ،فالعالقة بين البنك التقليدي والمودعين لديه -
أصحاب الودائع االستثمارية – هي عالقة القرض بمفهومه التقليدي ،أي القرض الربوي ومن
ثم فهي عالقة دائن بمدين ،يلتزم فيها البنك كطرف مدين برد قيمة الوديعة وفوائدها المستحقة،
في أجل محدد.
أما العالقة بين البنك التقليدي وطالبي التمويل منه ،فهي أيضا عالقة القرض الربوي،
غير أن البنك فيها يمثل الطرف الدائن والعميل يمثل الطرف المدين ،ووفقا نظام الفائدة المتبع
44
عمر مناني ،الضمانات في البنوك التقليدية والتشاركية ،م س ،ص.28
45
طارق شعيبي الرقابة المالية على البنوك التشاركية ،رسالة لنيل الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة موالي إسماعيل
مكناس ،س ،7070-7002ص.77
20
يضمن العميل رد قيمة القرض ،والفوائد المستحقة في األجل المحدد ،ويحصل البنك على كافة
الضمانات التي يراها مالئمة السترداد حقه في حالة عدم التزام العميل بالوفاء في الميعاد
المحدد .46كذلك من بين الركائز التي تعتمدها البنوك التقليدية في استرجاع قروضها سواء
كانت ممنوحة لألشخاص الطبيعيين أو االعتباريين نجد ما يلي.
بالمغرب تلجأ البنوك إلى طلب الضمانات كأحد معايير تخصيص وتقييد توزيع
مواردها بين زبنائها ،ونجد ذلك يتم على حساب المدين عندما تكون مقاوالت صغرى أو
متوسطة ،بحيث تطالب برهن مجموع أموالها من أجل التدليل على الوفاء بالتزاماتها مستقبال.
وتبقى الضمانات المبالغ في طلبها من طرف البنوك أحد أهم االنتقادات الموجهة لهذه األخيرة.
ولعل األمر يتضح أكثر مع معطيات تقرير البنك الدولي حول تقييم ''مناخ االستثمار بالمغرب
'‘ ،والتي تفيد بأنه ضمن نسبة المقاوالت التي طلبت قرضا وتم رفض ملفاتها ،ألن ٪12في
المائة منها ال يملك ضمانات .47
وانطالقا مما سبق فإن التوجه النفعي للمؤسسات البنكية عبر مغالتها في مطالبة زبنائها
بتقديم ضمانات ،خصوصا تلك التي لها ارتباط بالذمة المالية للمقاولة ،من شأنه التأثير على
ارتفاع تكلفة التمويل الموجهة للمقاوالت الصغرى والمتوسطة.
العالقة بين البنك التشاركي والمودعين ومتعامله المستثمرين .فهي مختلفة شكال،
وموضوعا عن عالقة القرض الربوي القائمة في البنوك التقليدية ،فالعالقة بين المصرف
اإلسالمي والمودعين لديه -ودائع استثمارية -ال تعتمد على الفائدة باعتبارها ربحا محرما ،وقد
تم تكييفها من قبل المنظرين األوائل لفكرة المصارف اإلسالمية على أساس عقد المضاربة،
46
محمد عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،القاهرة -0402
0221م ،ص.00
47
عبد العزيز وصفي ،تحليل مدى كفاءة أل يات تمويل المقاوالت الصغيرة والمتوسطة في المغرب بين البنوك التقليدية والبنوك التشاركية ،مجلة
بحوث وتطبيقات في المالية اإلسالمية ،المجلد ،.العدد ،7002 ،7ص.014
21
المودع فيها رب المال والبنك العميل ،وقد أدى هذا التكييف إلى سقوط مفهوم الضمان السابق
بين البنك التقليدي ومودعيه لعدم مالءمته هنا في البنك التشاركي.48
وارتباطا بما سبق ذكره فإن مسألة الضمان ترتبط بعملية التوظيف وطبيعة المخاطر
التي يحتمل التعرض لها ،وطبيعة المخاطر التي يتعرض لها البنك في حالة التمويل بواسطة
القروض التقليدية ،تختلف عن تلك التي يتعرض لها في حالة التمويل بالمنتجات البديلة الواردة
في المادة 85من القانون 00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيات المعتبرة في حكمها لذلك
فالمخاطر التي تواجه البنك في الحالة األولى ،هي مخاطر عدم االلتزام بالتسديد وبالتالي يجب
توفير الضمانات الالزمة ،بحيث أن نوعية الضمان يجب أن تكفل له استرداد حقوقه (ضمانات
عينية وشخصية ) ،فالعاقة هنا بين الطرفين (طالب التمويل والبنك)عالقة دائن بمدين بالمقابل
نجد طبيعتها في ظل التمويل التشاركي ،عالقة مشاركة في الربح والخسارة (خصوصا في
عقد المشاركة ) وفي ذلك ال ترجع المخاطر هنا فقط الحتماالت عدم التزام العميل بالتسديد،
وإنما ترتبط أيضا بنوعية العملية االستثمارية.49
وسأعمل في هذه الدراسة التحليلية على إبراز العقود التي أوجب فيها المشرع
الضمانات بنوعيها الشخصية والعينية في مقابل ذلك أن أبين العقود (عقود المشاركات) الغير
مقرونة بضمانات أو التي تغيب فيها الضمانات.
إن البنوك بصفة عامة ملزمة باتخاذ التدابير الكفيلة بالتصدي لألزمات والمخاطر
في حالة حدوثها ،تفاديا لتوقفها عن الدفع أو النهيارها ،بمعنى أن االمر يندرج ضمن وسائل
اتخاذ الحيطة والحذر المتمثالن في التدابير الواجب على المؤسسات البنكية اتخاذها خالل
ممارستها لنشاطها والمراقبة المفروضة عليها في هذا اإلطار من قبل السلطات النقدية.50
48
محمد عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته المعاصرة ،م س ،ص.04
49
عبد العزيز ،رشيدة الخير ( ،)7002تحليل مدى كفاءة أليات تمويل المقاوالت الصغيرة والمتوسطة في المغرب بين البنوك التقليدية والبنوك
التشاركية (اإلسالمية) ،مجلة بحوث وتطبيقات في المالية اإلسالمية ،المجلد ،.العدد ،7م س ،ص.02.
50
طارق شعيبي ،الرقابة المالية على البنوك التشاركية ،م س ،ص.70
22
وإذا كان المشرع المغربي قد خصص لتنظيم عمليات البنوك التشاركية الباب الثاني من
القسم الرابع في القانون رقم 00.307التنصيص على تقيد مؤسسات االئتمان بالقواعد
االحترازية المحددة بمناشير يصدرها والي بنك المغرب المتعلق بتحديد المواصفات التقنية
لمنتجات المالية التشاركية طبقا للمقتضيات الواردة في دورية /0و ،02/وذلك تفعيال
للمقتضيات الواردة في المادة 21من القانون .5100.307
بحيث أ ن المنشور السالف الذكر نص على الضمانات التي يمكن للبنك أن يتمسك بها
ويطلبها من العميل سواء كان شخصا طبيعيا أو شخصا اعتباريا بموجب المادة الثانية من
المنشور والتي جاء في منطوقها أن البنوك التشاركية تقم العقود المرتبطة بمنتجات المالية
التشاركية وأخذ الضمانات المتعلقة بها بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن اللجنة الشرعية للمالية
التشاركية .52
وبالرغم من أن المنشور نص على أخذ الضمانات من العميل في حالة التعاقد معه إال
أنه حدد هذه العقود في عقود المداينة فقط أي العقود التي يكون فيها البنك دائن والعميل مدين،
يلتزم باسترجاع مبلغ التمويل بالكيفية المتفق عليها ،وبعد القراءة المتأنية للمقتضيات الواردة
في منشور والي بنك المغرب واالرتباط بمسألة الضمان نجد المشرع نص على طلب
الضمانات في كل من المرابحة واإلجارة والسلم واالستصناع دون غيرهم من العقود التي تقوم
على أساس المشاركة بين البنك والعميل ،بحيث يمكن أن تقترن العقود التي تقوم على أساس
المداينة بضمانات شخصية أو عينية كالرهن والكفالة شريطة أال تخالف المقتضيات الواردة في
المادة 7من المنشور السالف الذكر.
51
المادة 21من القانون .00.307
52
المادة 7من منشور والي بنك المغرب رقم 0و.02/
23
ثانيا :العقود الغير مقرونة بضمانات
لم يبقى مشكل المقاوالت الصغرى والمتوسطة ،وخاصة المقاوالت الحديثة النشوء
حبيسا في نقص األموال الذاتية فقط ،وإنما أيضا في غياب الضمانات الالزمة للحصول على
التمويالت البنكية الضرورية لعصرنتها وتنميتها واندماجها الدولي.53
ويطرح هذا المشكل بالخصوص في مرحلة إنشاء المقاوالت ألنه من العسير تمويل
بداية مشروع لم يعرف بعد درجة نجاحه في السوق ،خصوصا إذا علمنا أن البنوك ال تقرض
أموالها الذاتية وإنما أموال المودعين لديها ،فهنا الحرص الشديد الذي تلتزم به عند منحها
القروض يجعلها تشترط على المقاولة مدها بالضمانات ،والتي تتمثل في الضمانات الشخصية
أو العينية.
ومن المعلوم أنه ال يجوز اشتراط الكفالة أو الرهن في عقود المشاركات (عقود
األمانة) ،وذلك لمنافاتها مالم يكن اشتراطهما مقتصرا على حالة التعدي أو التقصير التي
سنعرضها في المبحث الثاني من هذا الفصل ،أو المخالفة للشروط أو القيود وخاصة عقود
المشاركة والمضاربة حيث ال يجوز اشتراط الربح وال يجوز تسويق عملياتها على أنها
استثمار مضمون.54
وتأسيسا على ذلك فقد أقرت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية في
المعيار ''7-7-7أنه ال يجوز اشتراط الكفالة أو الرهن في العقود األمانة مالم يكن اشتراطهما
55
مقتصرا على حالة التعدي أو التقصير أو المخالفة وخاصة عقود المشاركة والمضاربة"
وبذلك فإن األصل في صيغة المشاركة هو عدم جواز الضمان ،ألن المشاركة تقتضي
مشاركة في التدبير إال إذا أثبت تقصيرا أو تعدي في الحفاظ أو التصرف كما أسلفنا الحديث
سلفا.56
53
سميرة بو عزاوي ،دور المضاربة والمشاركة في تمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة ،م س ،ص.71
54
لطيفة الحسني ،عقود البنوك التشاركية ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،الطبعة األولى ،7005ص.51
55
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية04.2 ،ه7002 -م ،ص .4.
56
سعيد شيبي ،عقد المشاركة في البنوك التشاركية ،قراءة في األسس واألبعاد ،مجلة الفقه والقانون الدولية ،العدد الخامس والتسعون،
شتنبر ،7070ص.22
24
وبالرجوع إلى القانون رقم ،00.307وكذلك إلى منشور والي بنك المغرب رقم
/0و 02/ال يشير فيهما المشرع إلى قضية الضمان في المشاركة بالبت والمطلق ،وإن كان هذا
األخير نص على أخذ الضمانات في بعض المنتجات من قبيل المرابحة واالجارة والسلم.57
وإذا علمنا أن عمليات التمويل بالمشاركة ال يمكن للبنك التشاركي الحصول فيها على
ضمان رأسمال أو ضمان عدم خسارته فإنه يشكل بحد ذاته عائقا وتحدي قوي وصلب أمام
البنوك التشاركية يحول دون استخدام صيغة التمويل بالمشاركة بشكل أوسع ،ألن البنوك تقف
مكتوفة األيادي عند تعثر وتخبط العميل فيما يتطلبه المشروع من مواكبة والرقابة والتتبع الدائم
لمختلف جوانبه المالية واإلدارية والتقنية والقانونية مما يؤدي إلى خسارتها أوال وضياع
فرصة بديلة الستثمار األموال في مجاالت أخرى ثانيا.
إن الناظر في التنظيم التشريعي اإلسالمي لجانب المعامالت عامة يجد أن اإلسالم
يحرص على ضمان استقرار هذه المعامالت وتحقيق العدالة والوفاء بالحقوق إلى أصحابها.
فالتشريع اإلسالمي ال يفترض أن الناس نسيج واحد ،من حيث الوفاء بما التزاما به من
عقود ،وأداء ما عليهم من الحقوق ،ولذلك فقد شرع اإلسالم بعض الوسائل حفاظا على الحقوق
ونظرا ألهمية الضمانات فقد أفرد له الفقهاء بابا مستقال في كتب الفقه ،تحت مسمى ''الكفالة ''
أو الضمان تحدثوا فيه عن مفهومه ،وأدلة مشروعيته (المطلب األول) وكذا أنواعه باعتبارها
وسائل تنفيذ االلتزامات بين المتعاقدين (المطلب الثاني).
25
من بين الضمانات التي تطلب عادة من أجل منح التمويل نذكر الرهن الرسمي ،ورهن
األليات والمعدات ،والتأمينات النقدية والكفاالت البنكية.59
وبذلك سنحاول في هذه الدراسة أن نحدد التكييف الشرعي لمسألة الضمان في عقود
البنوك التشاركية ،وكذا تحديد قيمة هذا الضمان المطلوب من لدن األبناك التشاركية في
شخص عميليها أو زبونها.
إن الضمان مشروع بالكتاب والسنة ،وقد استدل الفقهاء على مشروعيته ببعض
قوله تعالى " :قالوا نفقد ص ّواع الم ّلك ولِمن جاء ِب ِه حِمل 60
اآليات واألحاديث ،النبوية منها
61
ب ِعير وأنا ِب ِه زعِيم ''
''وعن جابر بن عبد هللا أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان ال يصلي على رجل مات،
وعليه دين ،فأتى بميت فسأل :أعليه دين؟ فقالو نعم ،ديناران ،فقال صلى هللا عليه وسلم،
صلوا على صاحبكم ،فقال أبو قتادة هما علي يا رسول هللا ،فصلى عليه'' .62
وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم '' الزعيم غارم ''أي الكفيل ضامن.
وتمثل الضمانات أهمية بالنسبة للعقود القائمة على المداينة أما تلك القائمة على
المشاركة فهي عقود أمانة ال يجوز للمؤسسة اشتراط الضمانات فيها مالم يكن اشتراط الضمان
مقتصرا على حالة التعدي أو التقصير أو مخالفة شروط العقد ،وهو ما تقرر في المعيار
58
علي الخفيف ،الضمان في الفقه اإلسالمي ،م س ،ص.5
59
سعيد شيبي ،عقد المشاركة في البنوك التشاركية ،م س ،ص .22
60
محمد أبو عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته في المصارف اإلسالمي ،م س ،ص .77
61
سورة يوسف األية .22
62
رواه أبو داود والنسائي وأحمد.
26
الخامس عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،والذي جاء فيه ''ال يجوز
اشتراط الكفالة أو الرهن في عقود األمانة ،مثل عقد الكفالة أو اإليداع لمنافاتهما لمقتضاها
''مالم يكن اشتراطهما مقتصرا على حالة التعدي أو التقصير أو مخالفة الشروط أو القيود
وخاصة عقود المشاركات والمضاربة ،بحيث ال يجوز اشتراط الضمان على المضارب أو
الوكيل باالستثمار أو أحد الشركاء سواء كان ذلك الضمان لألصل أو للربح.63
وتستثمر البنوك التشاركية أموال المودعين بشكل كبير في عقود المرابحات ،وعقود
المرابحات تنشأ عنها ديون لفائدة المؤسسة ،وهذه الديون تشمل أرباح أصحاب الودائع
االستثمارية ،وكذا نصيب البنك من العملية .وبالتالي تكون الضمانات من الوسائل واألدوات
64
لضمان المديونيات الناشئة عن عقود المعاوضات بصفة عامة وعقد المرابحة الشرعية
بصفة خاصة ،إذ تقرر بمقتضى المادة 5من منشور والي بنك المغرب رقم /0و 02/التي جاء
فيها ''يمكن أن يقترن عقد المرابحة بضمانات لفائدة المؤسسة كالرهن والكفالة وغيرهما من
الضمانات المنصوص عليها في النصوص التشريعية الجاري بها العمل ،مع مراعاة مقتضيات
المادة 7من هذا المنشور ''ونفس األمر بالنسبة للعقود التي يجوز فيها اشتراط الضمان
حصرا في االجارة والسلم واالستصناع دون غيرهم من عقود المشاركات التي يتوجب فيها
إقرار الضمانات فقط في حالة التعدي أو التقصير وقيام هذه الصيغ على مبدأ تقاسم الربح
والخسارة .وهو الذي سنعمل على توضيحه من خالل ما يأتي:
يعتبر مبدأ المشاركة في الربح والخسارة من أهم األسس التي يقوم عليها التمويل
اإلسالمي بشكل واضح في صيغة المشاركة التي تعتبر من العقود االستثمارية الموجهة أكثر
إلى المستقبل ،وتتميز بمجهولية العوض فيها (الربح) وهذا يقتضي عمال بمقصد العدالة
التعاقدية -المساواة أمام المخاطر المحتملة التي تشوب عادة كل عقد استثماري ،والذي تعبر
عنه القاعدة الفقهية ''الغنم بالغرم ''والخراج بالضمان '' إذ ال يعقل أن يستفيد من الخراج من ال
63
أورد المعيار الشرعي رقم 8الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية حول الضمانات ''اشتراط الضمانات مشروع
في عقود ا لمعاوضات ،مثل البيع ،وفي الحقوق ،مثل حقوق الملكية الفكرية ،وال يخل هذا االشتراط بالعقد المشترط فيه ،كما أنه ال مانع بين الجمع
بين عقد الضمان والعقد المضمون ،الن التوثيق مالئم للعقود المضمونة ''.
64
اتموليك حميد ،التمويل بالوديعة االستثمارية في البنوك التشاركية ،رسالة لنيل الماستر ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
ابن زهر أكادير ،س ،7002-7005ص.007
27
يتحمل الضمان ،وال يمكن أن يجتمع مغنمان لطرف واحد (ضمان سالمة رأس المال وضمان
العائد ).65
وتتجلى أهمية هذه القاعدة في كونها تضع الحاصل على التمويل ومقدم التمويل أي
البنك اإلسالمي في درجة واحدة :في درجة المخاطر وفي األمل لتحقيق األرباح ،بخالف
أدوات االستثمار الربوي التي تعمل على محاباة أصحاب رؤوس األموال ضد المخاطر
وتأمينهم ،بينما تعرض المقترض لتحمل المخاطر التمويل بمفرده .فيجب أن يحدد عقد
المشاركة كيفيات توزيع األرباح بين شركاء على أساس الربح المحقق وليس في شكل مبلغ
محدد مسبق أو نسبة من رأس مال المشاركة .66
إن ما يميز عقود المشاركات عن عقود المعاوضات هو أنها عقود غرر وجهالة ،ألن
العوض فيها وهو الربح يبقى مجهوال الرتباطه بأحداث مستقبلية ،بل إن الغرر والجهالة
يوجدان في صميم هذه العقود ،لذلك اقتضى مقصد العدالة التعاقدية تساوي األطراف المتعاقدة
في عقد المشاركة أمام المخاطر التي تهدد هذا النوع من العقود وذلك ،باعتماده نسبة المشاركة
عند تحديد الربح أو الخسارة .فمبدأ المساواة أمام المخاطر الذي يقتضيه مقصد العدالة التعاقدية
يفرض علينا ربط الربح أو الخسارة بنسبة مشاركة كل طرف في العملية االستثمارية ،والتي
تحدد درجة مخاطراته فمن أراد أن يغنم أكثر عليه أن يغرم أكثر ومن أراد أن يغنم أقل عليه
أن يغرم أقل.67
وإذا كانت صيغة المشاركة تخطت حاجز الضمانات الذي يمثل عقبة في حصول صغار
المستثمرين على التمويل وبالتالي فقد نجحت البنوك اإلسالمية في جذب هذا القطاع الهائل
والمؤثر بشكل كبير في زيادة الدخل الوطني للبالد ،فإنه يمكن خالفا لذلك أن تطلب الضمانات
في حالة التقصير واإلهمال وهو ما أقرته هيأت المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية
اإلسالمية في المعيار رقم 7-7-7أنه '''ال يجوز اشتراط الكفالة أو الرهن في عقود األمانة
65
محمد الصحري ،األسس الشرعية للخدمات المالية اإلسالمية مقاربة مقاصدية من البحوث المقدمة للندوة الدولية المنظمة من طرف مركز
الدراسات القانونية واالقتصادية ،واالجتماعية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،السويسي الرباط في .و 4دجنبر 7007في
موضوع ،الخدمات المالية اإلسالمية المظاهر الشرعية والقانونية واالقتصادية ''.
66
عبد الحق الصابوني ،صيغة التمويل بعقد المشاركة كأداة لتحقيق العدالة التعاقدية ،مجلة لألبحاث القانونية ،7002العدد ،4ص.7..
67
المرجع نفسه ،ص.7.8
28
مالم يكن اشتراطهما مقتصرا على حالة التعدي أو التقصير أو المخالفة وخاصة عقود
68
المشاركة والمضاربة ''
وإذا كان جواز الضمان في عقود المشاركات مقرون بحالة التعدي أو التقصير إال أن
الممول البنك التشاركي (اإلسالمي) يعاني من صعوبة إثبات التعدي أو التقصير وهو ما
نعالجه في االتي.
عقد المشاركة عقد قابل للربح والخسارة ،وأن الشريك في العقد مع البنك التشاركي تعد
يده يد أمانة على األموال التي تسلمها عند التعاقد ،وبناء عليه فإنه ال يسأل عن ضمان هذه
األموال إذا هلكت أو تعرضت للتلف أو الخسارة ،وهنا يطرح التساؤل من الذي يقع عليه عبئ
مسؤولية إثبات التعدي أو التقصير في حالة الخسارة ،هل البنك مقدم هذا التمويل أم الشريك
الذي يقوم بهذه المهمة ويدير شؤون المشروع؟
يمكن منطقيا أن الذي يقوم بهذه المهمة هو البنك ألن العميل يكون في هذه الحالة
مشكوك فيه من قبيل شريكه (البنك التشاركي) ،وأن هذا العميل يمكن أن يدفع عن نفسه شكوك
البنك بالحجج واإلثباتات العملية التي أدت إلى خسارة المشروع.69
وفي هذا السياق أفاد أحد الفقهاء (الزحيلي) أنه ''إذا استثمر البنك المال باعتباره مفوضا
عن المودعين بذلك لدى شخص أخر ،فعلى البنك إثبات التعدي أو التقصير من هذا الشخص
المستثمر في حفظ الشيء.70
وعلى ضوء ما تم ذكره يمكن القول إن البنك إذا توجه بأمواله الستثمار المشاريع التي
يقدمها أشخاص عن طريق عقد المشاركة فإنه بطبيعة الحال يقع عبئ اإلثبات بأدلة ملموسة
على مستوى التعدي أ و التقصير في حالة الخسارة .وهذا هو السبب المباشر في تردد وعدم
إقبال البنك على توجيه استثماراته بصيغة المشاركة مبعدا نفسه عن الصعوبات والتحديات
68
المعايير الشرعية ،م س ،ص .44
69
سعيد شيبي ،عقد المشاركة في البنوك التشاركية ،م س ،ص.25
70
وهبة الزحيلي ،صيغ التمويل واالستثمار بحوث المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر ،المؤسسات المالية اإلسالمية ،معالم الواقع وأفاق المستقبل
جامعة االمارات العربية المتحدة ،المجلد الثالث ،7008،ص.0047
29
التي يمكن أن تحصل في حالة حصول خسارة في المشاريع بصيغة المشاركة ،ومكتفي
بالحصول على العائد السريع والمضمون في الوقت المحدد بصيغ أخرى.
إ ن طلب الضمانات من طرف البنك يفتح الباب للتساؤل حول العديد من المسائل
المرتبطة بهذه الضمانات ،ومن بين هذه التساؤالت ما يدور حول قيمة الضمان ومعايير اختيار
الضمان المناسب.
في الحقيقة عندما يقدم البنك على طلب الضمان من المؤسسة التي تريد أن تقترض
منه ،فهو يصطدم بمشكلة أولى هي ما قيمة هذا الضمان ؟وفي الواقع ال يمكن أن ننتظر إجابة
قاطعة في هذا الخصوص باعتبار أنه ال يوجد قانون يحدد هذه القيمة ،ومع ذلك يمكننا أن
نرجع تحديد قيمة الضمان إلى بعض االعتبارات التي تساعد البنك على القيام بهذه الخطوة
وأولى هذه االعتبارات هي ما يتعلق بالعرف البنكي ،فالبنوك بصفة عامة لها عادات وتقاليد
مكتسبة في شأن الضمانات ،كما أن تجاربها المتراكمة في هذا الميدان تجعلها قادرة على
تحديد قيمة الضمان المطلوب حسب طبيعة كل نوع من أنواع القروض (التمويالت)في هذا
المجال ليس هناك أحسن من وجهة نظر البنك طبعا في أن تكون قيمة الضمان مساوية لمبلغ
القرض ،بحيث يسمح له ذلك بانتظار موعد التسديد في طمأنينة ولكن ذلك أمر نسبي بطبيعة
الحال.71
كما أن هناك اعتبارات تدخل في تحديد قيمة الضمان ،وهي ترتبط بالشخص أو
المؤسسة التي تطلب التمويل فالمؤسسة التي تتمتع بسمعة في السوق تكون الضمانات المطلوبة
منها ال تخضع إال العتبارات شكلية ،كما أن أي شخص ال يمكنه أن يعطي ضمانات إال في
حدود ما يملك ،وقد يدفعه عدم كفاية ما يملك إلى أطراف أخرى لضماناته أمام البنك .72
71
بركان كريمة ،دور الضمانات البنكية في التقليل من القروض المتعثرة ،م س ،ص.1
72
الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة ،2س ،7000ص.014
30
وقيمة الضمانات المطلوبة أمر نسبي إلى حد بعيد وخاصة فيما يتعلق ببعض أنواع
الضمانات ،فالضمان المطلوب في الوقت الراهن قد تكون قيمته في المستقبل مختلفة تماما عن
قيمته األن احتمال أن يفقد هذا الضمان جزء من قيمته أمر وارد جدا ،فإذا كان موضوع هذا
الضمان يتمثل على سبيل المثال في سمعة المؤسسة فإن تدهورت هذه السمعة ألي سبب من
األسباب سوف يؤدي إلى تدهور قيمة الضمان ،وهناك مثال اخر يعكس هذه القضية وهو
الحالة التي يكون فيها الضمان عبارة عن قيم منقولة (أسهم وسندات) فإذا تدهورت أسعار هذه
القيم في البورصة ،فهذا يعني أن قيمتها الحقيقية أصبحت أقل من قيمتها االسمية مما يؤدي إلى
فقدان الضمان لجزء كبير من قيمته .لهذه االعتبارات يعتبر تحديد قيمة الضمانات أمرا هاما
جدا ونسبيا في ذات الوقت ،ألنه يضع البنك في مأمن ضد األخطار المحتمل أن يعتريها بعض
التغيرات في المستقبل وهي بحوزة البنك.73
إذا كان منح التمويل للعميل من لدن البنك التشاركي يتوقف على التمسك في الحصول
على ضمانات مناسبة لضمان استيفاء حقه عند حلول أجله فإن طلب هذا الضمان يتوقف على
ما يلي.
تعتبر عملية اختيار الضمانات مشكال من المشاكل التي تواجه البنك ،وقد سمحت
التجارب البنكية والعرف البنكي المتولد عنها في خلق عادات وصيغ الختيار الضمانات
،وتتركز هذه الصيغ بالخصوص على الربط بين أشكال الضمانات المطلوبة ومدة التمويل
الموجهة لتغطيته فاذا كان األمر يتعلق بقروض قصيرة األجل ،حيث أجال التسديد قريبة
واحتماالت تغير الوضع الراهن للمؤسسة ضعيفة ويمكن توقعها بشكل أفضل ،كما أن هذه
القروض ليست بالكبيرة في هذه الحالة يمكن أن يكتفي البنك بطلب تسبيق على البضائع او
كفالته من طرف شخص أخر كضمان ،ولكن عندما يتعلق األمر بالتمويالت (متوسطة وطويلة
االجل) ،حيث أجال التسديد بعيدة وتطورات المستقبل غير متحكم فيها تماما ،فإن البنك يمكن
73
المرجع نفسه ،ص.012
31
أن يلجأ إلى نوع أخر من الضمانات يتوافق مع طبيعة التمويالت ،74وأن تكون هذه الضمانات
متجسدة في أشياء ملموسة وذات قيمة وتأخذ شكل رهن هذه األشياء ،وأهم هذه الضمانات هو
الرهن العقاري.
يعتمد البنك اإلسالمي في استرداد أمواله بعد تمويل العمليات على مقدرة العميل
المالية ومدى متانة مركزه المالي ،مما يتطلب التعرف بدقة على التدفقات النقدية التي تحصل
عليها العميل كنتائج لعملياته االستثمارية التي أجرها مع البنك لهذا تقوم إدارة البنك بالتعرف
على موقف التدفقات ومدى تناسبها مع تواريخ االستحقاق ،وتدرس المركز المالي وتطلع على
حسابات النتيجة والحسابات الختامية لتلتمس من خاللها الدالالت التي تساعدها في الوقوف
على المركز المالي للعميل ومن تم يجب أن تدرس إدارة البنك العديد من النقط.75
-0تحليل الميزانية العمومية والحسابات الختامية للعميل لعدة فترات زمنية تتوقف على
مقدار التمويل وحجم المشروع ومدى استمرارية تعامل العميل مع البنك لفترات سابقة ومدد
زمنية متقاربة أو حديثة.
-7التعرف على بيان ممتلكات العميل واالطالع على عقود الملكية والشهادات المتعلقة
بعدم وجود تصرفات عليها.
االطالع على البيان للقروض التي حصل عليها من البنوك والمؤسسات التمويلية
األخرى وكذلك التزاماته قبل الموردين االخرين.
في حالة التمويل بالمرابحة أو البيع بالتقسيط ،فإن عالقة البنك بطالب التمويل هي
عالقة الدائن بالمدين ،ومن تم فإن له من ناحية األصل أن يطلب ما يراه مناسبا من ضمانات
74
بركان كريمة ،دور الضمانات البنكية في التقليل من القروض البنكية المتعثرة ،م س ،ص2و.5
75
يجب على البنك اإلسالمي أال يلجا إلى طلب الضمانات إال للتغلب على ضعف البيانات المدلى بها لبيان السالمة المالية للعميل ،ويالحظ أن
الضمان قد يكون عيني كالعقارات والمعدات واآلالت والمنتجات واألوراق التجارية وغيرها ،وقد يكون شخصيا كاالعتماد على شخص او ضمان
الوالد او الزوجة وفي هذه األحوال يكون الغرض من الضمان هو الضغط االدبي على الشريك لاللتزام بشروط التمويل.
32
لسداد دائنيته ومع ذلك فإن الضمانات يجب أن تولد من طبيعة العملية ،وكلما استطاع البنك
اإلسالمي أن يضبط العمليات دون اللجوء إلى الضمانات العقارية (الثقيلة العبء)كان ذلك
مناسبا ،أل ن تركيز البنوك على الضمانات المادية سوف يجعلها تربط تمويلها فقط بفئة األغنياء
القادرين على تقديم مثل هذه الضمانات المادية عما يمتلكونه من أموال وهي شريحة محدودة.
إذا ما قورنت بالشرائح األخرى.76
يعتبر هامش الجدية من بين الوسائل التي اعتمدها المشرع المغربي لضمان حسن نية
المتعامل وجديته في إتمام إجراءات التعاقد مع البنك وذلك بعد الرأي بالمطابقة وإجازته من
76
عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة االستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،مكتبة فهد الوطنية ،ط األولى،
7004م ،ص051و.052
77
المرجع نفسه ،ص .055
33
طرف المجامع الفقهية ورأي اللجنة الشرعية للمالية التشاركية ،لذلك سنعمل في هذه الوسيلة
التي تضمن تنفيذ التزام العميل على بيان مفهومها وحكمها الشرعي.
هامش الجدية هو عبارة عن مبلغ من المال يؤخذ من العميل الواعد بالشراء لتوثيق
وعده إذا كان الوعد ملزما للعميل ،على أن يعتبر مبلغ الهامش أمانة لدى الجهة طارحة عطاء
المزايدة أو المناقصة ،وليست عربونا لعدم وجود عقد بحيث أنها تضمن بخلطها بغيرها وال
تجوز مصادرتها إال بقدر الضرر المالي الفعلي ،الذي هو الفرق بين التكلفة وثمن البيع للغير،
ويجوز استثمارها لصالح العميل بموافقته.78
وإذا كان هناك خالف فقهي في جواز العربون فإن فكرة هامش الجدية ال خالف على
جوازها ،ولذلك فإ ن مفهوم ضمان الجدية عند الفقهاء المعاصرين فقد وقف على تعريفين
متقاربين.
-0مبلغ يؤخذ من العميل الواعد بالشراء لتوثيق وعده إذا كان الوعد ملزما للعميل
ويؤخذ عليه أنه لم يتبين الغرض األساسي من الضمان ،وهو تغطية ضرر نكول العميل
الواعد.79
وهو مبلغ مالي يأخذه المصرف (الموعود)من العميل (الواعد)في مرحلة المواعدة من
بيع المرابحة المصرفية ،تأكيدا للوعد الملزم ،لتوثيق وعده ولتغطية ضرر نكوله.
ويكمن الغرض األساسي من الجدية هو إظهار جدية العميل الصادقة واالستدالل على
رغبته في الشراء من المصرف حال تملك المصرف للسلعة التي طلبها منه ،والبنك بحاجة إلى
التأكد من قدرة العميل المالية ألن الرجوع على العميل الواعد ربما يحتاج إلى التقاضي في
المحاكم مع ما يكتنف عن ذلك من تكاليف وطول المدة.
78
مجموعة فتاوى الهيئة الشرعية شركة الراجحي المصرفية لالستثمار قرار رقم ( )22كتاب الفتاوى الشرعية في المسائل االقتصادية بين
التمويل الكويتي فتوى رقم 4وفتوى رقم .8
79
خالد بن زيد الجبلي ،ضمان الجدية في المرابحة المصرفية ،مجلة الدراسات اإلسالمية ،المجلد ،78العدد ،7ص.701
80
قرار مجمع الفقه اإلسالمي رقم (.0/01)04.
34
لذلك كان األخذ بضمان الجدية يقلل من مخاطر التقاضي لدى المحاكم.81
وبذلك فهو من قبيل االستيثاق من أن العميل جاد في طلبه السلعة ،فيطمئن المصرف
إلى إمكان تعويضه عن الضرر الالحق في حال نكول العميل عن وعده.
اختلفت اتجاهات المعاصرين من القائلين بجواز أخذ ضمان من الواعد بالشراء في
تكييف ضمان الجدية على اتجاهين اثنين.
االتجاه األول :يكيفه على أنه وديعة 82جاء في المعايير الشرعية ''وهذا المبلغ المقدم
لضمان الجدية ،إما أن يكون أمانة للحفظ لدى المؤسسة ،فال يجوز لها التصرف فيه ،وإما أن
يكون أمانة لالستثمار ،بأن يأذن العميل للمؤسسة باستثماره على أساس المضاربة الشرعية بين
العميل والمؤسسة ،فهو إذا ال يعد جزء من الثمن ويناقش بأن الضمان إنما يكون في مقابل
التزام تجاه البنك قبل توقيع العقد.
االتجاه الثاني :يكيفه على أنه عربون بحيث جاء في توصيات المؤتمر اإلسالمي الثاني
المنعقد بالكويت سنة 040.ه ''يرى المؤتمر أن أخذ العربون في عمليات المرابحة وغيرها
جائز ،بشرط أال يستقطع من العربون المقدم إال بمقدار الضرر الفعلي المتحقق عليه من جراء
النكول.83
لقد تعددت وسائل ضمان تنفيذ االلتزامات التي تكون محال للتعاقد بين األطراف منها ما
يتماشى وأ حكام الشريعة اإلسالمية الذي ضمنه المشرع المغربي بالقسم الثالث من القانون
81
خالد بن زيد الجبلي ،م س ،ص.702
وتتمثل صورة هامش الجدية كالتالي:
في عملية مرابحة يطلب األمر بالشراء أن يشتري له المصرف سلعة بمائة ويعد أن يشتريها بمائة وعشرة ،يطلب المأمور بالشراء
(البنك التشاركي) من الواعد (األمر بالشراء) هامش جدية يقدر على سبيل المثال ب 70ويتم شراء السلعة وفق المواصفات ،ولكن قد
ينكل الواعد ،فيضطر البنك المأمور بالشراء أن يبيع السلعة في السوق بسعر قد ال يغطي إال جزءا من الضرر الذي أصاب المأمور
بالشراء .فأجيز للمأمور بالشراء في هذه الحالة حق طلب من الواعد قدر من المال في شكل هامش جدية.
82
المعايير الشرعية ،م س ،ص.24
83
خالد بن الجبلي ،م س ،ص.705
35
00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،لذلك سنحاول في هذا
المحور أن نميزه عن بعض المفاهيم التي تتشابه معه.84
العربون لغة :العربون بوزن العرجون ،والعربون بفتحتين والعربان بوزن القربان الذي
تسميه العامة العربون ،يقال عربنه إذا أعطاه ذلك ،فيه لغات عدة منها العربون والعربون
والعربان.85
واصطالحا :بيع العربون هو ذلك البيع الذي يدفع فيه المشتري أو المستأجر دفعة من
الثمن للبائع أو األجرة للمؤجر لتوثيق االرتباط بينهما ،بحيث إذا تم العقد اعتبرت هذه الدفعة
المدفوعة من الثمن أو األجرة ،وإال فتكون للبائع أو المؤجر ،وليس للمشتري أو المستأجر
الحق فيها.
وقد نظمه المشرع المغربي في الباب الرابع من القسم الرابع لظهير االلتزامات والعقود
ضمن مقتضيات الفصل 755والتي اعتبرت على أن العربون هو ما يعطيه أحد المتعاقدين
لألخر بقصد ضمان تنفيذ تعهده.86
ولقد كان العربون وال يزال من أهم األدوات القانونية التي يلجأ إليها المتعاقدون قصد
توثيق عقودهم والتزاماتهم التي حصل االتفاق بشأنها ،فالعربون إذن ينطوي على فكرة ضمان
تنفيذ االلتزام بصورة عامة وبالتالي فهو يساهم إلى حد كبير في حماية حقوق المتعاقدين
باعتباره أداة رادعة للطرف المخل بالعقد ،والتعاقد بالعربون ال يقتصر على نوع معين من
العقود دون سواه ،فهو يشمل العقود الناقلة للملكية كالبيع ،كما يشمل تلك التي تقتصر على نقل
منافع األعيان كالكراء مثال ،إال أن الذي يتعين التذكير به هو أن معظم المعامالت التي تستند
إ لى دفع العربون غالبا ما تكون من صنف العقود االبتدائية التي يتم بها التمهيد لتكوين عقود
84
للتفصيل أكثر راجع ،عبد الستار الخويلدي ،دراسة في الفروق األساسية في المعامالت المالية اإلسالمية ،سلسلة االقتصاد االسالمي ،معهد دبي
القضائي ،الطبعة األولى 7008 ،م ،ص.40
85
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاتها المعاصرة ،م س ،ص.058
86
الفصل 755ظ ل ع.
36
نهائية ،فيكون العربون بذلك واحدا من جملة األدوات التي يتم بها ضمان تنفيذ العقود
النهائية.87
أما بخصوص حكمه الشرعي فقد اختلف الفقهاء في حكمه الشرعي ،فذهب الجمهور
من حنفية ومالكية وشافعية وأبو الخطاب من الحنابلة إلى عدم جوازه ،ومن المعاصرين
الدكتور الصديق الضرير فيما أجازه الحنابلة ،ووافقهم أغلب المعاصرين :الشيخ مصطفى
الزرقا ،والدكتور وهبة الزحيلي والشيخ عبد هللا بن منيع والدكتور رفيق المصري.88
أدلة المحرمين :استدل الجمهور فيما ذهبوا إليه بأدلة عدة منها حديث عمرو بن شعيب
عن أ بيه عن جده قال :نهى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن بيع العربان .وهو أكل ألموال
الناس بالباطل المنهي عنه بقوله تعالى ''يأيها الذين آمنوا التأكلو أموالكم بينكم بالباطِ ِل ''،89
ثم إن بيع العربون يحوي غررا ومخاطرة.
أدلة المجيزين :لقد تمسك المجيزون بعدم ورود نهي عن هذا البيع ،بل وردت أحاديث
وأثار تثبت جوازه مثل ما روي عن زيد بن أسلم أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سئل عن
بيع العربون فأحله.
ووردت أثار عن بعض الصحابة مثل عمر بن الخطاب وابنه عبد هللا رضي هللا عنهما
وبعض التابعين مثل مجاهد وابن سيرين وابن المسيب وزيد بن أسلم تجيزه ،فقد روي أن نافع
بن عبد الحارث اشترى دارا للسجن لعمر من صفوان بن أمية بأربعة أالف درهم ،فان رضي
عمر فالبيع له ،وإن لم يرضى عمر فأربعمائة لصفوان.90
إن الغرض من العربون وضمان الجدية هو أنهما دافعان للوفاء بااللتزام لكن يظهر أن
هناك بعض الفوارق يمكن اجمالها فيما يلي.91
-0أن العربون يكون من المشتري ،أما ضمان الجدية فيكون من الواعد الراغب
بالشراء.
87
عبد القادر العرعاري ،نظرية العقد ،الطبعة الخامسة ،7001دار األمان الرباط ،ص .5.
88
الصديق الضرير ،بيع العربون ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،عدد ،5الجزء 0ص.114
89
سورة النساء ،اآلية.72،
90
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته المعاصرة ،م س ،ص.052
91
خالد بن الجبلي ،م س ،ص.777
37
-7أن بيع العربون يكون مع مالك السلعة ،هامش الجدية فهو مع البنك (الموعود) قبل
تملكه السلعة.
-.العربون ال يكون إال بعد العقد أما ضمان الجدية فهو قبل العقد وبعد وعد العميل
الراغب بالشراء.
إذا كان هامش الجدية والعربون من ضمن وسائل ضمان تنفيذ االلتزامات بحيث
يشمالن عقود ابتدائية وعقود نهائية معا سواء كانت هذه العقود ناقلة للملكية كالبيع أو ناقلة
للمنفعة فقط كالكراء فإن حق حبس المال بالرغم من اعتباره على أنه من وسائل ضمان تنفيذ
االلتزام إال أنه يختلف عن هامش الجدية.
-0أن هامش الجدية خطوة أولية واستباقية تطلبها المؤسسة البنكية من العميل قبل
التعاقد وذلك لضمان تنفيذه لوعده بحيث:
-يجوز للمؤسسة أ ن تأخذ من العميل مبلغا نقديا ''يسمى هامش الجدية ''في حال كان
الوعد ملزما ويكون أمانة لدى المؤسسة وفي حال النكول .تستوفي منه التعويض عن الضرر
الفعلي ،وفي حال التنفيذ يعتبر جزءا من الثمن أو يعاد إلى العميل.92
-7أما فيما يخص حق حبس المال فيختلف عن هامش الجدية بحيث يكون ضمانا لتنفيذ
ما بذمة المدين لدائنه ،بحيث يكون هذا األخير حائزا للشيء المملوك للمدين وعدم التخلي عنه
إال بعد استيفاء حقه من طرف المدين.93
كما أن حق حبس المال يرقى إلى مستوى الضمانات الثقيلة التي تثقل كاهل المدين
بحيث يمكن أن يكون محال لحق الحبس األشياء المنقولة أو الثابتة ،وكذلك السندات االسمية
والسندات التي لألمر أو لحاملها.94
92
يحي محمد زكريا ،الدليل العملي للمدقق الشرعي في المصارف اإلسالمية ،أطروحة دكتوراه في االقتصاد اإلسالمي ،معهد الدعوة الجامعي
للدراسة اإلسالمية ،س ،7000ص.12
93
ينص الفصل 720من ظ ل ع ''حق حبس المال هو حق حيازة الشيء المملوك للمدين ،وعدم التخلي عنه إال بعد وفاء ما هو مستحق للدائن''
94
الفصل ،724ظ ل ع.
38
فمنح االئتمان من الشخص المعنوي (البنك التشاركي) يقتضي بالضرورة توفير حماية
الزمة تمكنه من استرجاع دينه في األجل المتفق عليه ،هذه الحماية تجد سندها في الضمانات
التي تتمسك بها مؤسسات االئتمان في شخص عميليها سواء تعلق األمر بضمان شخصي أو
عيني شريطة أن يراعى عند اشتراط الضمان أحكام الشريعة اإلسالمية ،وانطالقا من
الضمانات المنصوص عليها في منشور والي بنك المغرب نجدها محددة في الرهن والكفالة
ومحصورة فقط في العقود القائمة على المداينة وإغفال اإلشارة إلى نوع الضمان الواجب
توفره في العقود القائمة على المشاركة.
39
الفصل الثاني :تجليات ضمانات البنوك
التشاركية على منتجاتها التمويلية
40
الفصل الثاني :تجليات ضمانات البنوك التشاركية على منتجاتها التمويلية
إن االئتمان يعتبر عصب الحياة االقتصادية وقوامها في وقتنا الراهن ،فهو أحد الركائز
األساسية في تشجيع االستثمارات وازدهارها.
ذلك أن الرفع من وثيرة االقتصاد ،رهين بوجود استثمارات تلزم لقيامها توفر رأسمال
ضخم ،وهو األمر الذي يعجز المستثمرون في كثير من األحيان عن توفيره.
لذلك يقصدون مؤسسات االئتمان التي تمنحهم السيولة الالزمة في شكل قروض ،سواء
بالنسبة للمستثمرين كأشخاص معنوية بتمويل مشاريعها المختلفة أو حتى بالنسبة لألشخاص
الطبيعيين لمحدودية دخلهم وقدرتهم الذاتية على تمويل ما يقومون به أو يحتاجون إلى اقتنائه.
غير أن منح هذه التمويالت من طرف المؤسسات البنكية ال يتأتى إلى كل من يطلبها،
بل ينبني تقديمها على ثقة أكيدة للمؤسسة مانحة التمويل في شخص طالب االئتمان ،حيث
تطمئن وتضمن حسن توظيف رأسمالها واسترجاعها لديونها دون عناء.
ولقد أحاط المشرع المغربي الدائن العادي95بنوع من الحماية بإقراره نظام الضمان
العام ،وما يتفرع عنه من وسائل وإجراءات تحفظية أو تنفيذية لتمكنه من حماية حقه في حالة
المساس به من قبل المدين.96
وبالرغم من ذلك ،فان الدائن الحريص ال يكتفي عادة بما يقرره القانون من وسائل
الحماية القانونية في الضمان العام.
ذلك أن فكرة الضمان العام قد أبانت عن محدوديتها وقصورها ،في توفير الثقة واألمان
المطلوبين في النشاط االئتماني للمؤسسات البنكية وحتى يستطيع الدائن أن يطمئن على استيفاء
حقه ،يحاول أن يقوي من مركزه اتجاه المدين ،من خالل ما يفرضه من شروط تحقق له حماية
حقه ،وتكفل له استيفاء دينه عند حلول أجله وتتجلى هذه الشروط فيما يطلبه من ضمان خاص
يدعم به الضمان العام ،ويدرأ عنه بها غش أو إهمال المدين ويجعله في وضع أحسن بالنسبة
لباقي الدائنين.
95
ينص الفصل 0740ق ل ع على ما يلي'' أموال المدين ضمان عام لدائنيه''...
96
يوسف أفريل ،الرهن الرسمي العقاري ،م س ،ص .74
41
وتتجلى هذه الشروط في الضمانات العينية والضمانات الشخصية التي بموجبها يتم
تخصيص مال معين لضمان دين معين أو تعيين شخص أخر يحل محل المدين في السداد إذا
لم يؤدي المدين األصلي ما بذمته عند حلول األجل باعتباره ضامن احتياطي.
فالضمانات العينية تمنح لصاحبها حق التتبع ،بمعنى أن المالك إذا باع المال المثقل بهذا
ا لضمان العيني ،كان للدائن صاحب الضمان أن ينفذ على هذا المال في يد مشتريه ليستوفي
دينه من ثمنه ،والدائن في استيفائه لدينه يكون مقدما على غيره من الدائنين العاديين ،ألن
الضمان العيني يمنح صاحبه حق األفضلية ،أي حق استيفاء الدين دون الخضوع لقاعدة
المساواة التي يخضع لها الدائنون العاديون.97
لذلك سأ حاول في هذا الفصل تحديد كيفية تحقيق الضمانات البنكية عينية كانت أو
شخصية إلى أن نعرض بعض الضمانات التي يمكن اعتمادها في إطار عقود المشاركات التي
أغفل المشرع تسليط الضوء على نوع الضمان الذي ينبغي اشتراطه في هذا النوع من العقود.
وإذا كانت قد صدرت مؤخرا منشورات والي بنك المغرب لتحديد المواصفات التقنية
الخاصة للمنتجات المالية التشاركية ،وكيفيات تقديمها إلى العمالء من قبل البنوك التشاركية
وغيرها من مؤسسات االئتمان المؤذون لها حسب الحالة طبقا للشروط والكيفيات المشار إليها
97
المرجع نفسه ص.01
98
لطيفة الحسني ،عقود البنوك التشاركية ،م س ص .07
42
في المادة 10من القانون ،00.307فان هذه الدوريات قد تضمنت أيضا الضمانات التي يمكن
للبنك التشاركي أن يقيمها أو يفرضها على العميل إلتمام المعاملة في ما بينهم ولمنح االئتمان
بكل طمأنينة وأمان وذلك مراعاة ألحكام مقتضيات المادة الثانية من المنشور/0و ،02/ومن
الضمانات التي نص عليها والي بنك المغرب نجد ،الرهن والكفالة وذلك في إطار عقود
المداينات فقط دون غيرهم من عقود المشاركات التي لم يفرد لها المشرع أو والي بنك المغرب
أي تنظيم خاص للضمانات المرتبطة بها لذلك سنحاول بسط سبل منح االئتمان في إطار هذه
العقود (المشاركات) وذلك من خالل استحضار التجارب الرائدة في التمويل التشاركي
باالعتماد على الضمانات التي تعتمدها في إطار عقودها المنصبة على المشاركة.
والرهن إما أن يكون حيازيا أو بدون حيازة ،وهو يتعلق بشيء سواء كان منقوال أو
عقارا أو حقا معنويا .وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه من هذا الشيء باألولوية على جميع
الدائنين األخرين ،إذا لم يف له به المدين.99
إذا كان الرهن يعتبر من بين الضمانات العينية التي بموجبها يمنح البنك التشاركي
االئتمان لعمالئه قصد استيفاء دينه عند حلول أجله وفقا للكيفية المضمون بها الدين من خالل
الرهن سواء كان رهنا رسميا أو رهنا حيازيا فإننا سنحاول في هذه الفقرة أن نبرز أهم األحكام
التي تنظم كل منهما (الرهن الرسمي والرهن الحيازي) وكذا كيفية انصبابهم على الرصيد
العقاري بالمغرب.
99
الفقرة األولى من الفصل 0020ق ل ع.
43
أوال :الرهــن الرسمي
يكتسي الرهن الرسمي أهمية بالغة في تدعيم وتمويل المشاريع االقتصادية واالجتماعية
والسياحية وغيرها ،وهو ما من شأنه أن يساهم في تحقيق التنمية والنهوض بالقطاعات
االسكانية والخدماتية الشيء الذي ينعكس إيجابا على االقتصاد الوطني بصفة عامة.100
وقد راعى المشرع المغربي هذه االعتبارات في تنظيمه للرهن الرسمي حيث أفرد له
42مادة من 018وانتهاء بالمادة 70.من مدونة الحقوق العينية.
وكما يطلق الرهن الرسمي على الحق العيني الذي ترتب للدائن ضمانا لوفاء دينه،
يطلق أيضا على العقد الذي يترتب به للدائن حق عيني على عقار مخصص لوفاء دينه.101
وما يعزز حقوق الدائن المرتهن هو ازدهار األسلوب التعاقدي ،الذي سيكون ال محالة
في صالح الدائن ،حيث سيتقوى مركزه أمام مركز المدين الذي هو في حاجة إلى ائتمان.
ومن تم يمكن اعتبار الرهن الرسمي عقدا ،يتم بين الدائن المرتهن ومالك العقار
المرهون ،سواء كان هذا المالك هو المدين نفسه أو كان كفيال عينيا ،وهو كسائر العقود يجب
في إنشائه توافر شروط موضوعية وأخرى شكلية.102
100
راجع عبد الواحد شعير ،إشكالية الرهن العقاري الرسمي كضمان بنكي في ضوء التشريع المغربي بين النظرية والتطبيق ،أطروحة لنيل
دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء.0228-0224،
101
يوسف أفريل ،الرهن الرسمي العقاري ،م س ،ص.78
102
للتفصيل أكثر في الشروط الموضوعية العامة والخاصة راجع يوسف أفريل ،الرهن الرسمي العقاري ،م س ،من ص 71الى ص .41
44
ثانيا :الرهـــن الحيازي
عرف المشرع المغربي الرهن الحيازي في الفقرة األولى من المادة 048من مدونة
الحقوق العينية بكونه ''حق عيني يتقرر على ملك يعطيه المدين أو كفيله العيني إلى الدائن
المرتهن لضمان الوفاء بدين ويخول الدائن المرتهن حق حيازة المرهون وحق حبسه إلى أن
يستوفي دينه'' وهو نفس التعريف الوارد في الفصل 0020من ق ل ع.
ويخضع الرهن الحيازي من حيث تنظيمه كأصل للقانون رقم .2305المتعلق بمدونة
الحقوق العينية والتي أفردت له عدة أحكام من المادة 048الى 014منها ،وهو يرد على
المنقول كما يرد على العقار ،وإذا ورد على عقار محفظ فإنه يتعين الرجوع ألحكام الرهن
الرسمي في هذا الصدد وذلك بدءا من المادة 018وما بعدها.103
لقد عرفت المادة 048من مدونة الحقوق العينية الرهن الحيازي الوارد على العقار بأنه:
الرهن الحيازي حق عيني يتقرر على ملك يعطيه المدين أو كفيله الى الدائن المرتهن لضمان
الوفاء بدين ويخول الدائن المرتهن حق حيازة المرهون وحق حبسه إلى أن يستوفي دينه.
ويعتبر الرهن الحيازي العقاري إحدى الضمانات العينية المعتمد عليها لخدمة االئتمان
خصوصا إذا علمنا أن العقار محل الرهن ،باإلضافة إلى قيمته االقتصادية الكبيرة يتميز
بخاصية أساسية وهي أنه يمكن ضبطه إذا ال ينتقل من مكان إلى أخر بخالف المنقول الذي ال
تتوفر فيه هذه الميزة ،مما يجعل هذا األخير يخضع لقاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية.
والرهن الحيازي بالرغم من أهميته ،ال يمكنه أن يؤدي الخدمة المنوطة به إال إذا هيئت له
الوسائل الكفيلة بذلك والتي من بينها العمل على إيجاد تنظيم قانوني مضبوط لهذا الرهن.104
103
ادريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم .2305منشورات مجلة الحقوق ،دار نشر المعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة
.700.ص.052
104
خالد الهاني ،م س ،ص.47
45
فالرهن العقاري عبارة عن عقد يكتسب بموجبه الدائن حقا عينيا على عقار لوفاء بدينه،
ويمكن له بمقتضاه أن يستوفي دينه من ثمن ذلك العقار في أي يد كان ومتقدما في ذلك على
الدائنين التاليين له في المرتبة.
وفي الحقيقة ،ال يتم الرهن إال على العقار الذي يستوفي الشروط التي تعطي للرهن
مضمونه الحقيقي ،فالعقار ينبغي أن يكون صالحا للتعامل فيه وقابال للبيع في المزاد العلني كما
يجب أن يكون معينا بدقة من حيث طبيعته وموقعه وذلك في عقد الرهن أو في عقد رسمي
الحق ،وما لم تتوفر هذه الشروط فان الرهن يكون باطال.
وقد كانت تطبق على الرهن الحيازي الوارد على العقار المحفظ مقتضيات مدونة
الحقوق العينية وكذلك األحكام العامة المنظمة للرهن الحيازي في قانون االلتزامات والعقود،
ويخضع في المقابل ،الرهن الحيازي متى ورد على عقار غير محفظ ألحكام الفقه اإلسالمي.
ولكن التنظيم القانوني للرهن الحيازي تحكمه المصادر الثالث :قانون االلتزامات
والعقود ومدونة الحقوق العينية وأحكام الفقه اإلسالمي هذا التعدد في التنظيم القانوني ال يخدم
بتاتا الرهن الحيازي العقاري كأداة من أجل تشجيع االئتمان وذلك لغياب نظرة قانونية موحدة
وواضحة لهذا الرهن ،وهذا األمر يشكل قصورا قانونيا.
نظم المشرع المغربي الرهن الحيازي في قانون االلتزامات والعقود في القسم الحادي
عشر من الكتاب الثاني تناوله في بابين :باب أول تطرق فيه لألحكام العامة للرهن الحيازي
سواء تعلق األمر بعقار أو منقول أوحق عيني ،وتطرق في الباب الثاني للرهن الحيازي
للمنقول.105
وانطالق ا مما سبق الحديث عنه بخصوص الرهن الحيازي يمكن أن نتساءل عن إمكانية
االعتماد على القواعد المنظمة للرهن الحيازي للمنقول لتجاوز تشتت المصادر القانونية في
مجال الرهن الحيازي العقاري من خالل تطبيق هذه القواعد على هذا الرهن األخير؟ وبعبارة
أخرى هل يمكن تطبيق القواعد القانونية المنظمة للرهن الحيازي للمنقول على الرهن الحيازي
العقاري بشكل يضمن لهذا األخير أداء دوره كأداة لتشجيع االئتمان؟
105
قانون االلتزامات والعقود المغربي والمتمم بمقتضى القانون زقم 70-05المتعلق بنظام الضمانات المنقولة.
46
ال يجادل أحد في أن الرهن الحيازي العقاري تراجعت فعاليته االئتمانية بظهور
القول ضمانات أخرى وخاصة منها الرهن الرسمي ،لكن هذا التراجع لم يصل إلى درجة
باالستغناء عن مؤسسة الرهن الحيازي العقاري في أي تشريع شامل مرتقب في مادة الحقوق
العينية ،لذلك وفي انتظار صدور هذا التشريع يبدو أن الرجوع إلى قانون االلتزامات والعقود
في تنظيم هذه المؤسسة مبرر مادام أن أغلبية القواعد المنظمة للرهن الحيازي للمنقول صالحة
للتطبيق على الرهن الحيازي العقاري.
المنقول هو حق عيني يقع على منقول يضعه مالكه في حيازة الدائن أو حيازة ما اتفق
عليه العاقدان ضمانا اللتزام عليه أو على غيره ،ويخول للدائن حق حبس المنقول حتى وفاء
االلتزام ،وفي حالة عدم الوفاء ،حق بيعه واستيفاء الدين من الثمن باألفضلية على سائر
الدائنين.106
وقد عرف المشرع المصري المنقول بأنه كل منقول مادي قائم أو مستقبلي أو منقول
معنوي قائم مملوك للمدين أو مقدم الضمان لفائدة الدائن ،يكون ضمانا اللتزام أو دين أو تمويل
أو تسهيل ائتماني .وفقا للضوابط التي تضعها الالئحة التنفيذية.107
أما بخصوص المشرع المغربي فلم يعرف رهن المنقول وإنما عرف الرهن الحيازي
عموما في الفصل 0020من ق ل ع ،كما أوضح في الفصل 0054ق ل ع خصائص رهن
المنقول سواء من حيث منح المرتهن حق حبس المرهون حتى استيفاء دينه أم من حيث حق
بيعه أم من حيث حق استيفاء دينه من الثمن باألولوية على الدائنين العاديين كافة.
بينما المشرع المصري عرف المنقول بمقتضى المادة األولى من قانون تنظيم
الضمانات والمنقوالت 108التي يجوز رهنها رهنا حيازيا قد تكون منقوالت مادية كالحيوانات
والبضائع ،أي كل ما يجوز بيعه بيعا صحيحا يجوز رهنه ،كما يجوز رهن المنقوالت المعنوية
106
خالد الهاني ،م س.ص.44
107
المادة األولى من قانون تنظيم الضمانات المنقولة المصري رقم 008لسنة .7008
108
القانون رقم 008لسنة ،7008الجريدة الرسمية عدد 41في 08نونبر .7008
47
مثل رهن األسهم والحصص في الشركات المحدودة المسؤولية والسندات االسمية للشركات
المالية والصناعية والتجارية والمدنية .وذلك حسب مقتضيات الفصل 0051من ق ل ع .109
وقد أوضح الفصل 0025من ق ل ع على أنه '' إذا تم االتفاق على إيداع الشيء
المرهون في يد الغير دون تعيينه ،ولم يشمل هذا االتفاق من يباشر هذه المهمة ،تولى رئيس
المحكمة اختياره من بين األشخاص الذين يقترحهم األطراف''.
-0فاألشياء المادية يتم نقل حيازتها إما عن طريق تسليمها ماديا ،وإما عن طريق
111
''يعتبر الدائن حائزا تسليمها رمزيا ،وقد نص الفصل 0024من ق ل ع على هذا بقوله
لألشياء المرهونة ،إذا كانت هذه األشياء موضوعة تحت تصرفه ،سواء كانت مودعة لديه في
مخازنه أو في سفنه أو في مخازن أوسفن وكيله بالعمولة أو في الجمرك ،أو في مستودع عام،
أو كان بيده قبل وصول هذه األشياء ،سند شحنها أو أي سند أخر للنقل''.
-7أما بالنسبة للديون :فال بد من التمييز بين الديون العادية وبين الديون المثبتة بسندات
لحاملها أو بسندات إسمية أو بسندات لألمر.
أوال :فالديون العادية يتم نقل حيازتها بتسليم السند المثبت للدين وزيادة على ذلك بإعالم
المدين في الدين المرهون إعالما رسميا أو بقبول هذا المدين الرهن في محرر ثابت التاريخ.
وقد نصت على ذلك مقتضيات الفصل 0028من ق ل ع حيث جاء فيه ''يقرر االمتياز على
الديون المنقولة:
ب -وزيادة على ذلك ،بإعالم المدين في الدين المرهون إعالما رسميا أو بقبول هذا
المدين الرهن في محرر ثابت التاريخ.
109
تم نسخ وتعويض المادة 0051أعاله ،بمقتضى المادة 7من القانون رقم 70305المتعلق بالضمانات المنقولة.
110
مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية ،مكتبة الطالب ،ص .7.
111
تم نسخ وتعويض المادة 0024أعاله بمقتضى المادة 7من القانون رقم .05370
48
ويلزم أن يقع االعالم الرسمي من الدائن في الدين المرهون أو من المرتهن إذا أذن له
الدائن األول بذلك .أما الدين غير الثابت في محرر ال يصح أن يكون محال للرهن.
ثانيا :والديون المثبتة بسندات لحاملها ،تنقل حيازتها كالديون العادية وقد نص على ذلك
الفصل 0021من قانون االلتزامات والعقود.112
ثالثا :والديون المثبتة بسندات إسمية أو محررة لألمر يتم نقل حيازتها حسب طريقة
خاصة ومنظمة ضمن مقتضيات مدونة التجارة.
ويقع الرهن الحيازي على الدين باعتباره منقوال ،غير أن الرهن في هذه الحالة تتمحور
بعض أحكامه بما يتفق مع طبيعة الدين ،فمن ناحية انعقاد الرهن ونفاذه يكون رهن الدين
بإيجاب وقبول من الراهن والمرتهن ،ولكنه ال ينفذ في حق المدين الراهن إال بإعالنه أو قبوله
كما هو األ مر في حوالة الدين ،وال يكون الرهن نافذا في حق الغير إال بحيازة المرتهن للدين،
ويكون ذلك بحيازة سند الدين وتحسب مرتبة الرهن بالتاريخ الثابت لإلعالن أو القبول ،وتعتبر
السندات لحاملها كالمنقوالت المادية وتجري عليها أحكام المنقوالت.
والسند لحامله وإن كان يتضمن حقا شخصيا ،إال أن المشرع اعتبر هذا الحق مندمجا
في السند ومشخصا فيه بحيث يتداول بتداوله ،األمر الذي حذى إلى تطبيق أحكام الرهن
113
والقاعدة أنه ما يجوز بيعه بيعا الحيازي للمنقول المادي على رهن السندات لحاملها
صحيحا يجوز رهنه رهنا حيازيا حسب ما جاءت به الفقرة األولى من الفصل 0024من ق ل
ع '' : 114كل ما يجوز بيعه بيعا صحيحا يجوز رهنه رهنا حيازيا أو رهنا بدون حيازة '' .وقد
112
ينص الفصل 0021من ق ل ع'' :يتقرر االمتياز على السندات لحاملها بتسليم السندات المرهونة للدائن''
113
خالد الهاني .م س ،ص .42
114
تم تغيير وتتميم الفصل 0024اعاله ،بمقتضى المادة .من القانون رقم .70305
49
أ خذ القانون هذا الحكم من الفقه المالكي الذي يجيز فقهاؤه رهن الدين لجواز بيعه سواء من
المدين أو من غيره.115
كما يجوز رهن النقود واألشياء المتماثلة رهنا حيازيا للمنقول حسب مقتضيات الفصل
0051من ق ل ع .116
وعليه فإنه يجوز عقد الرهن الحيازي لضمان أي التزام يكون محله مبلغا ثابتا أو
متغيرا ال فرق بين أن يكون ضمانا لديون حالية أو مستقبلية أو لضمان التزام احتمالي أو
موقوف على شرط حسب ما نص عليه الفصل 0028من ق ل ع'' :يجوز إنشاء رهن حيازي
أو رهن بدون حيازة على المنقول لفائدة دائن أو مجموعة من الدائنين الممثلين عند االقتضاء
بوكيل للضمانات يتم تعيينه وفق التشريع الجاري به العمل.
كما يعتبر األصل التجاري من أهم الضمانات والتي تدخل في التأمينات العينية ،مادام
أن األصل التجاري في حد ذاته يعتبر نوعا من األموال وإن كان المشرع في المادة 22من
مدونة التجارة قد اعتبره ماال من نوع خاص حين اعتبره منقوال معنويا.117
إن عنصر الضمان الذي يشترطه البنك التشاركي على العميل يعتبر بمثابة حق عيني
يقع على ذمة المدين ويعتبر في حكم تأمين على منح االئتمان للعميل الذي لم يؤدي مستحقات
الدائن عند حلول األجل ،ولذلك فان الدائن يلجأ إلى الضمانات تفاديا للمخاطر التي قد تترتب
على العميل والمتمثلة أساسا في حصول العسر وعدم األداء في األجل المحدد لاللتزام ،لذلك
فإن هذا الدين الذي يستوفيه الدائن المرتهن من الضمانة المرهونة رهنا رسميا أو حيازيا تعتبر
115
بداية المجتهد ونهاية المقتصد لإلمام أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي ،الجزء الثاني ،الطبعة السادسة ،دار
المعرفة للطباعة والنشر ،س ،0257ص.727
116
تم نسخ وتعويض المادة 0051اعاله ،بمقتضى المادة 7من القانون رقم .70305
117
المادة 22من مدونة التجارة.
50
من األثار التي تترتب على الحق العيني التبعي والمبرم بشكل تبعي لاللتزام األصلي(أوال)
والذي ينقضي بنفس األسباب التي ينقضي بها االلتزام األصلي (ثانيا).
يترتب على الرهن بنوعيه الرسمي والحيازي أثار مشتركة لكونها تسعى إلى نفس
الهدف وهو ضمان استرجاع ما بذمة المدين لفائدة الدائن من خالل العين المرهونة رهنا
رسميا أو حيازيا.
من بين األثار األساسية التي تترتب على الرهن الرسمي الذي يكون موضوع تسجيل
وقيد في السجل العقاري على اعتبار أن هذا النوع من الرهون ينصب دائما على العقارات
المحفظة التي تستوجب القيد في السجل العقاري وفقا للمقتضيات الواردة في ظ ت ع .أن
المشرع استلزم تسجيل محضر حجز العقار المحفظ بالسجل العقاري ،فقد نصت الفقرة الثالثة
من الفصل 420من ق.م.م على ما يلي ''118يقيد المحضر بسعي من العون المكلف بالتنفيذ
من طرف المحافظ في الرسم العقاري طبقا للتشريع الجاري به العمل''
إ ن المشرع أخذا بمبدأ األثر االنشائي للتسجيل بالسجل العقاري ،ذلك أن الحجز يعتبر
بمثابة تمهيد لبيعه جبرا ،ومن ثمة فإنه سيكتسب حجية في مواجهة الغير.
وعليه فإن إجراء تسجيل الحجز العقاري يهدف من وراءه إلى إعالن العموم بجريان
مسطرة نزع الملكية بشأن العقار المحجوز ،119وتوفير نوع من الحماية للغير من كل
الممارسات التدليسية التي قد يقوم بها المنفذ عليه ،بجرهم إلى إبرام تصرفات غير نافذة بشأن
العقار المحجوز عن طريق البيع أو الكراء أو نحوهما.
118
ظهير شريف بمثابة قانون رقم 03243442بتاريخ 00رمضان 75( 0.24شتنبر )0224بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية ،كما
تم تعديله بالقانون رقم 10302بتتميم الفصل 4.0من ق م م ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 03023005بتاريخ ذي الحجة
2(0440اغسطس) ،الجريدة الرسمية عدد 1502بتاريخ 74ذو الحجة 71( 0440أغسطس ،)7002ص .8522
119
يوسف أفريل ،الرهن الرسمي كضمانة بنكية ،م س ،ص .0.7
51
باإلضافة إ لى التمهيد إلجراءات البيع الجبري للعقار ،فال يجوز تسجيل محضر إرساء
المزاد قبل تسجيل محضر الحجز.120
إ ن عنصر الضمان الذي يقع على المرهون رهنا حيازيا سواء كان منقوال أو عقارا
يخول للدائن المرتهن سلطة مباشرة على الشيء المرهون كما يمنحه حق التتبع واألولوية ،121
فحق التتبع يمنح الدائن حق تتبع الشيء في حالة إذا ما نزعت يده عنه بالرغم من إرادته.
ومن أهم األثار المترتبة على الرهن بين األطراف (الدائن والمدين) ،حيث تترتب في
ذمة الراهن المديين التزامات منشؤها عقد الرهن الحيازي وانتقال حيازة محل الرهن إلى
الدائن المرتهن وتتمثل هذه االلتزامات فيما يلي :إعطاء حق الرهن وتسليم المرهون وضمان
سالمة الرهن ونفاذه وأ ن يضمن أيضا هالك المرهون أو تلفه ،ويترتب أيضا له حقوق بصفته
الحائز القانوني لمحل الرهن تتقرر له بوصفه مالكا يمارس سلطته المخولة له على ملكيته.122
أما بخصوص الدائن فيمنحه الرهن الحيازي نقل حيازة المنقول أو العقار والتخلي عنها
لمصلحة الدائن المرتهن أو إلى الغير الذي يتفق عليه المتعاقدان وذلك من أجل ضمان حقوق
الدائن.123
عرفنا أن الرهن بنوعيه عقد رضائي وأنه يتبع الدين المضمون ولذلك فمن الطبيعي أن
يبطل الرهن بما يبطل به العقد ،كما أنه يبطل وينقضي بما يبطل أو ينقضي به الدين الذي
يضمنه ،124وقلنا بأن الرهن يتميز بكونه عقد تبعي يتبع الدين في وجوده ،وبذلك فهو يتبعه في
125
انقضائه فاذا زال الدين انقضى الرهن
120
المرجع نفسه ،ص .0.7
121
المادة 088من م.ح.ع.
122
خالد الهاني ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول ،م س ،ص .57
123
المرجع نفسه ،ص .52
124
محمد ابن معجوز ،الحقوق العينية في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي ،ط ،0س 0472ه ،7005-ص .422
125
يتم ذلك برفع اليد من طرف البنك التشاركي عن الضمانات البنكية بواسطة شهادة تقر من خاللها مؤسسات االئتمان أن أحد زبنائها (مقاولة أو
أفراد) الذي استفاد من القرض في البنك التقليدي والتمويل في البنك التشاركي (قرض عقاري أو استهالكي أو أي نوع آخر من القروض ،قد سدد
52
فالرهن بنوعيه يولد حق تبعي لدين أصلي حيث تبعه في وجوده وانقضائه ،كما أن
الرهن ينقضي أيضا بالتنفيذ على المال المرهون ويكون ذلك ببيعه قبل حلول أجله عن طريق
البيع بالمزاد العلني وأيضا يجوز للمدين الراهن طلب من القاضي بيع المرهون دون عرضه
في المزاد العلني ،إذا توفرت الشروط المناسبة لذلك ،إال أنه يجوز للدائن المرتهن أن يحبس
المرهون عن الراسي عليه المزاد والبيع في األصل يقع بعد حلول أجل الدين المضمون
بالرهن ،إال أنه في بعض األحيان يحدث قبل حلول األجل إذا كان المال المرهون مهددا
بالتعيب أو التلف أو وجود فرصة مناسبة لبيعه ،126كما يمكن للدائن المرتهن في حالة عدم دفع
الدين في االستحقاق أن يطلب من القاضي تملك المرهون وبيعه قضائيا بالمزاد العلني أو
بسعر السوق ،أو أن يتملك اتفاقا المرهون مقابل دينه على أن يحسب ثمنه وفقا لتقدير الخبراء.
53
الحصول على تعويض (التعويض االتفاقي بناء على إرادة منفردة) 128من شأنه أن يقلص حدة
الخطر الذي قد يترتب نتيجة عدم تنفيذ االلتزام المعهود في ذمة زبون البنك التشاركي سواء
كان عقدا من عقود المداينة ،أو عقدا من عقود المشاركة.
لقد ورد الحديث عن الكفالة باعتبارها من الضمانات الشخصية لفائدة البنوك التشاركية
في منشور والي بنك129المغرب في إطار العقود القائمة على المداينة ،وبما أن والي بنك
المغرب أقر الكفالة لتكون من بين الضمانات التي يمكن للبنك التشاركي أن يأخذ بها سنحاول
إبراز أهم المواطن الممكنة لتطبيقها.
وقد ذهب المالكية والحنابلة ،وهو األصح عند الشافعية ،وأبو يوسف إلى أن صيغة
الكفالة تتم بإيجاب الكفيل وحده ،وال تتوقف على قبول المكفول له ،ألن الكفالة مجرد إلتزام من
الكفيل بأداء الدين ال معاوضة فيه ،بل هو تبرع ينشأ بعبارته وحده فيكفي فيه إيجاب
الكفيل ،130لكن على ما يبدو من هذا التعريف أن للكفالة بالمفهوم المالي والمصرفي المعاصر
مفهوما جديدا يختلف عن المفهوم الفقهي ،إذ يقسم المصرفيون الكفالة إلى ثالثة أنواع.131
يقصد بالكفالة العينية تقديم المدين أو كفيل المدين ضمانات عينية ضمانا للدين ،ويقصد
بالضمانات العينية ما يقدمه المدين من عقارات (أراض ومبان) وآالت وبضائع ،...كضمانة
للوفاء بااللتزام ،بحيث تؤول ملكية هذه الضمانات للمصرف إذا تخلف عن الوفاء بالتزامه ،أو
يستكمل الكفيل خطوات رهن أصولي أو حيازي كالعقار أو األسهم لصالح المصرف ضمانا
128
ينص الفصل 7.0من ق.ل.ع.م ،على ما يلي'' االلتزامات التعاقدية المنشأة على وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى منشئيها ،وال
يجوز إلغاؤها إال برضاهما معا أو في الحاالت المنصوص عليها في القانون''.
129
منشور والي بنك المغرب رقم/0و02/صادر في 72يناير 7002يتعلق بالمواصفات التقنية لمنتجات المالية التشاركية.
130
تورية بويرمان ،الكفالة البنكية كضمانة شخصية في المصارف اإلسالمية ،رسالة لنيل الماستر ،كلية الشريعة ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا
فاس ،س ،7070-7002ص .48
131
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي ،م س ،ص .70.
54
للدين الذي على المدين المكفول ،حيث يحرر الكفيل إقرارا يتضمن موافقته على رهن ممتلكاته
ضمانا لدين المدين المكفول.132
يمكن تعريف الكفاالت المصرفية بأنها كل ما يقدمه المصرف لعميله من ضم ذمة أو
تعهد بدفع مال مشروط بطلب المستفيد أو غير مشروط ،وقد عرفه بعضهم بأنها'' :ضم ذمة
البنك الكفيل إلى ذمة عميله في ضمان الوفاء بااللتزام المكفول''.133
وقد كانت النظرة القانونية للكفالة المصرفية في بدايات العمل المصرفي على أنها امتداد
للكفالة الشخصية التي يضم فيها المصرف ذمته إلى ذمة عميله قبل المستفيد ،ثم ظهرت
خطابات الضمان وانتشر التعامل بها ،ليعرف العمل المصرفي نوعين من الكفاالت المصرفية،
األول :كفالة مصرفية غير مشروطة ،والثاني كفالة مصرفية مشروطة وهي ما يسمى األن
بخطاب الضمان ،ويكمن الفرق بينهما في العالقة بينهما بين التزام المصرف والعميل ،ففي
األول يكون التزام المصرف تابعا وامتدادا للكفالة الشخصية ،فيما الثانية يكون التزام المصرف
فيها مستقال عن عالقة المصرف بعميله.134
وتعني طلب المؤسسة المالية من عميلها تقديم شخص كفيل أو أكثر يكفله كفالة
تضامنية ،فيحق إذا ذاك للمؤسسة المالية أن تطالب العميل والكفيل أو الكفالء كلهم بما لها على
العميل إذا لم يسدد هذا األخير ما عليه من قسط أو التزام تجاه المؤسسة البنكية ،وعلى هذا
األساس تشترط المؤسسة المالية في الكفيل شروطا عدة أهمها أن يكون مركزه المالي مقبوال،
إ لى جانب السمعة والتاريخ المصرفي لهذا الكفيل ،وغالبا ما تكون الشروط المطلوبة في
العميل نفسه مطلوبة في كفيله.135
132
سراج الدين عثمان مصطفى ،صيغ التمويل اإلسالمي المستخدمة في إطار التجربة المصرفية اإلسالمية ،مؤتمر إدارة األصول ومخاطر
التمويل ،ص..80
133
رشيد عبد المعطي رضا جودة ،إدارة االئتمان ،دار وائل ،ط ،0عمان ،س ،0222ص.22
134
محمد عبد هللا ،الكفاالت المصرفية في الفقه اإلسالمي والقانون ،األردن ،رسالة ماجستير ،جامعة أل البيت ،المفرق ،األردن ،7000ص .40
135
كريم خالد رمزي ،االعتمادات المستندية في نظر الشريعة ،رسالة ماجستير ،الجامعة األردنية ،عمان ،األردن ،7000 ،ص .22
55
الفقرة الثانية :الشرط الجزائي
يعتبر الشرط الجزائي من بين الجزاءات التي تترتب على المدين أو أي طرف في
العالقة التعاقدية الذي يخل بتنفيذ التزامه اتجاه الطرف المتعاقد معه ،لذلك سنحاول في حديثنا
على هذا النوع من الضمانات الذي يعطي للمتضررمن االخالل بااللتزام المطالبة بالتعويض
المتفق عليه .وذلك من خالل تعريفه وبيان مجاالت الشرط الجزائي وشروط العمل به.
الشرط في اللغة '' :الشرط معروف وكذلك الشريطة ،والجمع شروط وشرائط،
والشرط :إلزام الشيء والتزامه في البيع ونحوه''.136
وقد تقدم معنى الشرط اصطالحا عند البحث في ضمانات االستثمار العقدية.
الجزاء في اللغة '' :المكافأة على الشيء ،جزاه به وعليه جزاء وجازاه مجازاة
وجزاء ،..قال أبو الهيثم :الجزاء يكون ثوابا ويكون عقابا ،...وقال الفراء :ال يكون جزيته إال
في الخير وجازيته يكون في الخير والشر''.137
وبتركيب جزئي للمصطلح نخلص إلى تعريف أولي للشرط الجزائي على أنه اشتراط
جزاء على مخالفة فعلها أحدهما أو كالهما.
ولقد أصبح الشرط الجزائي علما مشتهرا بذاته له أسماء عدة :الجزاء االتفاقي ،الجزاء
التعاقدي ،التعويضات الجزائية ،وهذه كلها تعني '':اتفاق تابع يحدد بموجبه الطرفان مسبقا
التعويض أو العقوبة عند عدم التنفيذ أو التأخير فيه''.138
فالشرط الجزائي هو شرط يشترطه أحد الطرفين على األخر يقضي بعقوبة المقصر
بعدم التنفيذ أو التأخير فيه ماليا نظير عدم التنفيذ أو التأخير.
136
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي ،م س ،ص.085
137
ابن منظور ،لسان العرب ،ج السابع ،ص ..72
138
ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،04ص .048
56
ثانيا :مجاالت الشرط الجزائي وشروط العمل به
قد يكون الشرط الجزائي بين الدائن والمدين ،حيث ال يتركان تقدير التعويض إلى
القاضي ،بل يعمدان إ لى االتفاق مقدما على تقدير هذا التعويض ،فيتفقان على مقداره الذي
يستحقه الدائن إذا لم يقم المدين بالتزامه (يسمى التعويض عن عدم التنفيذ) ،أو إذا تأخر المدين
في تنفيذ التزامه (التعويض عن التأخير) ،والتعويض يكون فيه بمقدار الضرر.
وقد يكون الشرط الجزائي في عقد المقاولة 139بإلزام المقاول بدفع مبلغ معين عن كل
يوم أو أسبوع أو أي مدة زمنية أخرى يتأخر فيها المقاول عن تسليم العمل المطلوب منه
إنجازه ،كما قد يكون الشرط الجزائي بخصم مبلغ معين من أجرة العامل جزاء له على
االخالل بالتزاماته المختلفة.
وبما أننا بصدد دراسة الضمان في المنتجات المالية التشاركية نعمل على تطبيق الشرط
الجزائي في العقود التي يمكن أن ينصب عليها.
140
أ – يطبق الشرط الجزائي في العقود التالية:
-البيع :يجوز في البيع إذا كان للمبيع منفعة كالعقارات واألالت ،...ويجوز للمشتري أن
يشترط الشرط الجزائي إذا لم يسلم المبيع في الوقت المحدد تعويضا عن كل يوم تأخير ،وهذا
من قبيل التعويض عن المنافع في األجرة.
-عقد االستصناع :فقد أكد على ذلك مجمع الفقه اإلسالمي في قرار له بخصوص عقد
االستصناع ورقمه )2/.( 18ونصه'' :يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائيا
بمقتضى ما اتفق عليه العاقدان مالم تكن هناك ظروف قاهرة''.
-الشركة واالجارة :والعقود الزمنية التي لها صفة االستمرار يجب الوفاء بالشرط
الجزائي بها ،وكذلك عقود النقل والعمل.
141
ب – وال يجوز الشرط الجزائي في العقود التالية:
139
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،م س ،ص. 082
140
عجم شفيق ،الشرط الجزائي في الفقه اإلسالمي ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،عدد ،07ج ،7ص.70.-707
57
القرض والسلم وذلك استنادا لقرار مجمع الفقه اإلسالمي ،بحيث يؤكد المجلس في
قراره ''142ال يجوز الشرط الجزائي عن التأخير في تسليم المسلم فيه ،ألنه عبارة عن دين،
واليجوز اشتراط الزيادة في الديون عن التأخير''
وعليه فان الشرط الجزائي يجوز أ ن يشترط في جميع العقود المالية ما عدا العقود التي
يكون االلتزام األصلي فيها دينا ،فان هذا من الربا الصريح ،والشرط الجزائي يجب أن ينبني
على ضرر ،والضرر الذي يجوز التعويض عنه يشمل الضرر المالي الفعلي ،وما لحق
المضرور من خسارة حقيقية ،وما فاته من كسب مؤكد وال يشمل الضرر األدبي أو
المعنوي.143
وقد سبق قرار مجمع الفقه اإلسالمي فتوى هيئة كبار العلماء بالسعودية التي أجازت
الشرط الجزائي ،ومما ورد فيه '' وبتطبيق الشرط الجزائي وظهور أنه من الشروط التي تعتبر
من مصلحة العقد ،اذ هو حافز إلكمال العقد في وقته المحدد له ،واالستئناس بما رواه البخاري
في صحيحه بسنده عن ابن سيرين :أن رجال قال لكريه :أدخل ركابك فان لم أرحل معك يوم
كذا وكذا فلك مئة درهم ،فلم يخرج ،فقال شريح :من شرط على نفسه طائعا غير مكره فهو
عليه ،''..وفضال عن ذلك فهو في مقابلة االخالل بااللتزام حيث أن االخالل به مظنة الضرر
وتفويت المنافع ،وفي ال قول بتصحيح الشرط الجزائي سد ألبواب الفوضى وسبب من أسباب
الحفز على الوفاء.144
141
الصديق الضرير ،الشرط الجزائي ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،ع ،07ج ،7ص.11
142
قرار رقم )07/.( 002في الدورة ،07بالرياض .7000-0470
143
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،م س ،ص.012
144
قرار رقم 0.24/5/70 ،78ه ،منشور في مجلة البحوث اإلسالمية.
58
المبحث الثاني :الضمانات البنكية في إطار عقود المشاركات
يحكم نشاط البنوك عامة كمؤسسات وساطة مالية قاعدة ثالثية شهيرة ،يجب مراعاة
تحقيق عناصرها مجتمعة في أن واحد ،وهذه العناصر هي :الربحية والسيولة ،والضمان.
فالبنوك باعتبارها مؤسسات مالية تستهدف تحقيق الربح ،تسعى لتحقيق أكبر قدر ممكن من
األرباح ،وذلك فهي تعمل على توظيف أكبر قدر من الموارد المالية المتاحة لديها ،غير أن
السعي ،إذا كان يفتقر إلى توافر الضوابط ،والضمانات المالئمة ،فانه قد يأتي بنتيجة عكسية،
فتتحول األرباح المنشودة إلى مخاطر مرتفعة ،وخسائر محققة.
ولذلك كان من الضروري على البنوك وهي تسعى لتوظيف أكبر قدر من مواردها أال
تغفل قضية الضمان كشرط ضروري لتحقيق الغاية من هذا التوظيف ،وهو الربح ،وتقليل
مستوى المخاطر التي قد تتعرض لها هذه األموال إلى أدنى مستوى.
ومن هنا يتضح أن قضية الضمان ترتبط بعملية التوظيف ،ولذلك فان طبيعة الضمان
المالئم ،تتحدد في ضوء طبيعة هذا التوظيف ،وطبيعة المخاطر التي يحتمل تعرضها له .ومن
المعلوم أن فلسفة 145وطبيعة عمل المصارف اإلسالمية في مجال توظيف مواردها تختلف
عنها بالنسبة للبنوك التقليدية ،وهو يؤدي إلى اختالف طبيعة المخاطر التي تتعرض لها هذه
المصاريف في هذا المجال ،ومن ثم الضمانات التي يجب توافرها للسيطرة على هذه المخاطر.
انطالقا من االختالف القائم بين طبيعة عمل االبناك التشاركية ونظيرتها التقليدية-في
مجال توظيف مواردها -الذي من شأنه أن يؤدي إلى اختالف طبيعة المخاطر التي قد تتعرض
لها هذه البنوك ،فان طبيعة الضمان في االبناك التشاركية يختلف من صنف إلى أخر من
أصناف منتجات المالية التشاركية ،وهو ما سنحاول العمل عليه في هذا المحور المرتبط أساسا
بطبيعة الضمانات الممكن توفرها في إطار عقدي المشاركة والمضاربة.
145
محمد عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية ،م س ،ص .48
59
المطلب األول :ضمانات االستثمار القبلية
إن النشاط األساسي لألبناك التشاركية في توظيف مواردها المالية يعتمد على نشاط
االستثمار ،سواء بمفردها ،أو باالشتراك مع غيرها من المتعاملين ،من خالل أساليب االستثمار
الشرعية الجديدة ،وذلك بالبحث عن الفرص االستثمارية المالئمة ،ودراستها وتقويمها،
وتنفيذها بطريقة جيدة ،ومعنى ذلك ،أن طبيعة نشاط التوظيف هنا ،تختلف اختالفا كميا عن
طبيعة عملية اإلقراض في البنوك التقليدية ،146وأن هناك العديد من العناصر الحاكمة لها،
والمؤثرة فيها.
ولذلك فان استثمارات البنوك التشاركية القائمة على أساس المشاركة تتميز بارتفاع
عامل المخاطرة ،إذ ما قيست بمخاطر االئتمان التقليدي للبنوك التقليدية.
ولذلك فان طبيعة الضمانات التي يجب توفرها الستثمارات المصارف اإلسالمية ،يجب
أن تكون مالئمة لطبيعة المخاطر التي تتعرض لها ،بحيث تتيح القدرة على الحد من هذه
المخاطر ،والعمل على توفير أكبر قدر من الضمان لهذه االستثمارات.147
أشكال التنظيم والتخطيط مبثوثة في المنهج اإلسالمي لمن أراد تعقبها ،وبذلك فان
اإلسالم ال يريد للفرد المسلم أن يخبط في حياته خبط عشواء ،بل إنه يضرب المثل السيئ في
االنسان غير المنظم ،يقول سبحانه وتعالى '' أمن يمشي م ِكبا على وج ِهه أهدى أمن يم ّ
شي
سويا على صِ راط مستقيم''.148
ومن مظاهر التنظيم والتخطيط االقتصادي -ما يدعى بدراسات الجدوى االقتصادية
والمالية ،التي تعرف على أنها :دراسة قبلية للمشروع المنوي إقامته من الناحية التسويقية
146
وذلك راجع أساسا إلى أن طبيعة العالقة بين المصرف ،والمتعاملين معه طالبي التمويل تختلف في األبناك التشاركية ،عنها في البنوك
التقليدية .فليس هنا دائن أو مدين ،وإ نما عالقة مشاركة في الربح ،والخسارة ،ومن ثم المشاركة في تحمل المخاطر التي تواجه العملية االستثمارية،
والتي تختلف من عملية ألخرى ،ومن عميل ألخر ومن أسلوب استثمار ألخر.
147
محمد عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي ،م س .ص 42
148
سورة الملك األية .77
60
والفنية والهندسية والمالية واإلدارية والربحية واالجتماعية ،149أي أنها دراسات استطالعية
استكشافية للمناخ االستثماري العام.
وإذا كان الفقه اإلسالمي لم يعرف المصطلح المعاصر (دراسات الجدوى االقتصادية''
شأنه في ذلك شأن باقي المصطلحات االقتصادية وغير االقتصادية المعاصرة ،إال أنه عرفه
بموضوعه ووصفه ،فسيرة النبي الكريم عليه أفضل الصالة والسالم تزخر بالمواقف التي
يملك الباحثون االقتصاديون إلى أن يصنفوها ضمن'' دراسات الجدوى االقتصادية'' ،من ذلك
مثال:150
اعتماد المنهج اإلسالمي مبدأ الشورى في سياساته عامة واالقتصادية منها
خاصة ،وهو أساس الدراسات المسبقة والقبلية التي يعتمد عليها صاحب القرار في اصدار
قراراته ،فلم يكن عليه السالم يتخذ قرارا اقتصاديا -وال غيره -يخص المجتمع المدني إال بعد
مشورة المختصين االقتصاديين أنذاك .ومن ذلك نجد:
ما رواه ابن ماجة في قصة تأبير النخل ،فعن طلحة بن عبيد هللا عن أبيه قال :مررت
مع رسول هللا صلى هللا علية وسلم في نخل ،فقال :ما يصنع هؤالء؟ قال ،يأخذون من الذكر
فيجعلونه في األنثى قال :ما أظن ذلك يغني شيئا ،فبلغهم فتركوه ،فنزلوا عنها ،فبلغ النبي ذلك
فقال :إنما هو الظن ،إن كان يغني شيئا فاصنعوه ،فإنما أنا بشر مثلكم ،وأن الظن يخطئ
ويصيب ،ولكن ما قلت لكم :قال هللا ،فلن أكذب على هللا.151
إن دراسة الجدوى تصبح أهم وأوجب في النظام االقتصادي اإلسالمي ،ألنه يحرم
الغرر والغش والكذب ،..ويرفض فكرة ضمان الربح أو رأس المال ،ويحصر مصادر الربح
عنده في أمور واضحة.152
والتخطيط المسبق ألي أمر ضمان لنجاحه وهذا أمر ال يجادل فيه أحد ،وهو أول خطوة
حقيقية في ضمان االستثمار ،وقد تحمي دراسات الجدوى االستثماري بشكل أكبر من سائر
149
محمد شوقي بشادي ،الجدوى االقتصادية للمشروعات ،دار الفكر العربي ،0224 ،ص .72
150
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي ،م س .ص .10
151
ابن ماجة ،محمد بن يزيد القزويني ،سنن ابن ماجة ،ج ،7دار الفكر ،بيروت ،ص .578
152
بني هاني حسين ،حوافز االستثمار في النظام االقتصادي االسالمي ،دار الكندي ،اربد ،األردن ،ط 700.م ،ص .008
61
الضمانات ،ألنها تقوم على دراسة موضوعية متجردة مرادها التحوط ألي خطر أو خطأ قد
يحدث ،لذلك أصبح واجبا مفروضا على كل مشروع أن يقدم جدوى اقتصادية تضمن
استمراريته ونجاحه.153
مما يتصل بقوة بفكرة دراسة الجدوى للمشروع االستثماري ما يسمى بأولوية
االستثمار ،التي تعتبر بمنزلة الموجه لدراسة الجدوى والمحدد لها ،ذلك أن أولويات االستثمار
تختلف من مشروع آلخر تبعا للمعتقدات والدوافع العقائدية والخلقية لدى القائمين على هذا
المشروع ،فتجد االستثمارات في المناهج غير اإلسالمية تضع نصب أعينها تحقيق متطلبات
معينة يقف الربح المادي على رأسها بغض النظر عن أية دوافع أخرى لها صلة بالعقيدة أو
الخلق.
فيما تختلف االستثمارات اإلسالمية عن ذلك ،فهي وإن كانت تضع الربح المادي في
سلم أولوياتها لكنه ليس على رأسها ،بل هناك جملة محددات ومعايير تعلو الربح في السلم،
وتشاركه في تحديد أولويات االستثمار.
لذلك فان اختيار العمليات المالئمة بدقة ،والعمل على تنفيذها ،وادارتها بكفاءة ،يتطلب
ضرورة العمل على دراسة واختيار العميل المالئم بطريق جادة ،وعلمية ،وكل هذا يتطلب
نوعية خاصة من العاملين ،تمتلك القدرة ،والكفاءة على التعامل مع المتغيرات الجديدة لهذا
النشاط.154
ولذلك فمن واجب البنك التشاركي – تنويع االستثمارات – مشاركة كانت أو مضاربة،
باإلضافة الى جميع األساليب والوسائل الفنية العلمية الحديثة – المباحة شرعا – التي تمكنه
من السيطرة على مخاطر العمليات االستثمارية ،وتحقيق قدر من الضمان لهذه االستثمارات
153
وهو االمر الذي سايرته الحكومة المغربية من خالل إطالق برنامج '' فرصة'' الذي يدعم المشاريع االستثمارية بشرط أن تكون هذه المشاريع
مدروسة دراسة دقيقة تجعل الهدف المتوخى من المشروع االستثماري ناجح بشكل قطعي وليس نسبي.
154
محمد عبد المنعم أبو زيد ،الضمان في الفقه اإلسالمي ،م س .ص .42
62
ضد تلك المخاطر ،وكذا تكوين مخصص لمواجهة الخسائر التي قد تترتب على العقود القائمة
على المشاركات.155
ال يخالف منصف أن اإلسالم رسم منهجا فريدا في تنظيم المجتمع تنظيما شامال لم
يسبق إليه ،وال أوضح من فكرة التكافل أو التضامن االجتماعي دليال على صحة ما تقدم.
فالتكافل مصطلح مفهوم عموما يمكن تعريفه بأنه '' تضامن أبناء المجتمع أفرادا
وجماعات على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية اليتيم ،أو سلبية كتحريم االحتكار ،بدافع وجداني
نابع من العقيدة ،ليعيش الفرد في كفالة الجماعة ،وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد ،يتعاون
الجميع لتحقيق مجتمع أفضل''.156
155
المرجع نفسه ،ص .42
156
علوان عبد هللا ناصح ،التكافل االجتماعي في اإلسالم ،ط ،8دار السالم ،س ،025.القاهرة ،ص.0
63
أوال :تطبيق فريضة الزكاة وتفعيل القروض الحسنة ضمان لعقود االستثمار
أ -الزكاة
تدوير عجلة االقتصاد وزيادة الدخل القومي بطريقتين هما :157
– 7عندما يتيقن الفرد بأن اكتنازه لألموال الجامدة دون استثمار سيؤدي بالضرورة
إ لى تأكلها بدفع زكاتها سيبحث عن استثمار في مشاريع إنتاجية تساعد على توسيع القاعدة
اإلنتاجية وتلبي الطلب الزائد على السلع والخدمات من قبل الفئات المستحقة للزكاة.
لذلك فان الزكاة تساعد على تحقيق النمو االقتصادي بتشجيعها لالستثمارات المنتجة
التي يقوم بها أصحاب رؤوس األموال :إما لتنامي القوة الشرائية لمستحقي الزكاة ،أو خوفا من
تآكلها بدفع زكاتها السنوية ،ومعلوم أن النمو االقتصادي من أكبر عوامل ضمان االستثمار،
ألن الدولة المنتعشة اقتصاديا تغري المستثمرين إلقامة االستثمارات فيها من جهة ،ويكون
تدارك وتعويض الخسارة فيها أسرع وأسهل نظرا لالنتعاش العام المنتشر في الدولة.
ب – القروض الحسنة
إن حركة اإلقراض ال تعود بالنفع على طرفيها فحسب ،بل تتعداها إلى المجتمع كله،
يعلم المستثمر أن لدى أخيه المسلم فهما واضحا ألجر القرض الذي يزيد على أجر الهبة ألن
أجر الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر ،يقدم على استثماراته بنفس قوية وعزيمة
ماضية ،ألنه يعلم أن هناك مجتمعا مساندا خلفه لن يتركه وحده إذا فشل أو تعثر.
157
خليفة يوسف ،الزكاة ودورها في تنمية وتطوير المجتمع اإلسالمي ،مجلة االقتصاد اإلسالمي ،دبي ،ع ،.2نونبر ،0258ص .2.-27
64
وحتى يكون القرض وسيلة ضمان فعالة ومؤثرة البد أن تتدخل جهات حكومية أو
خاصة تنظم هذا الباب تنظيما يليق بما أراد اإلسالم لهذا الباب من دور في المجتمع ،من ذلك
مثال قيام مؤسسات خاصة بضمان االستثمار يكون رأس مالها من القروض التي يودعها بها
الذين يريدون 05ضعفا أجرا الهبة ،وتقدم هذه المؤسسات خدماتها للمشاريع االستثمارية –
التي ال رالت األبناك التشاركية -لم تطلق خدماتها االستثمارية القائمة على المشاركات ،حيث
يمكن أن تقدم هذه المؤسسات خدماتها االستثمارية ضمانا لها عند تعثرها على شكل قرض
حسن – من غير ربا. 158-
وقد ظهرت دعوات إلحياء القروض الحسنة ،وقدمت مقترحات إلخراج هذه األفكار
إلى حيز الوجود ،من ذلك اقتراح د .أنس الزرقا في إحدى مؤتمرات االقتصاد اإلسالمي سنة
7004من أن تقوم جمعية خيرية بإنشاء صندوق يسمى " صندوق مفاتيح الخير" ،يقدم هذا
الصندوق القروض الحسنة للمحتاجين ،وخاصة ذوي المشروعات الصغيرة ،وبدون ضمانات
مالية (لصغار المستثمرين) ،حرصا على كفالة الحد األدنى لكل انسان في المجتمع بحيث.159
-يصدر المشاركون في الصندوق أوامر صريحة إلى البنك اإلسالمي الذي لهم فيه
حسابات تحت الطلب أو حسابات استثمارية ،بتحويل مبلغ معين للصندوق بصفة قرض تحت
الطلب.
-يمكن أن يقوم البنك التشاركي على فكرة تقديم القروض الحسنة للمتمولين من هذا
الصندوق ،ويمكن أن يطلب من طالبي التمويل ألغراض إنتاجية فتح حساب لدى المصرف
اإلسالمي.
158
أحمد محمود طنش ،مرتكزات التنمية االقتصادية في المنهج اإلسالمي ،رسالة ماجستير ،جامعة اليرموك ،اربد ،األردن0407 ،ه0220 -م.
ص .002
159مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي ،م س .ص.22-25
65
ثانيا :دور التأمين التكافلي في تغطية مخاطر االستثمار
اختلفت التجارب المقارنة منذ سبعينيات القرن العشرين في تنظيمها للتأمين التكافلي،
باعتباره تأمينا بديال يراعي القناعات الدينية والثقافية لكثير من فئات المجتمع اإلسالمي،
ويتميز بمراعاة أحكام الشريعة اإلسالمية في تنظيمه وأنشطته وعملياته.160
لذلك فان خلق نظام التأمين التكافلي بالمغرب جاء استجابة لدعوة منظري االقتصاد
اإلسالمي بالمغرب بخلق نظام تكافلي يتماشى واحتياجات األبناك التشاركية في تطبيق
منتجاتها التمويلية ،بحيث أن زبون البنك التشاركي يفترض فيه ،بل من الواجب أن يكون
منخرطا في صندوق التأمين التكافلي ويعطي اشتراكات لهذا الصندوق وفقا للكيفية المحددة في
التشريع المغربي.
وعلى هذا األساس يمكن للبنك التشاركي أن يبرم مع جميع المتعاملين معه ،العقود
القائمة على المشاركة شريطة تقديم ما يثبت اشتراكه في صندوق التأمين التكافلي ،وأن يكون
هذا االشتراك مخصص للتعويض عن المخاطر التي قد تترتب عن عدم تنفيذ التزام المضاربة
أو المشاركة.162
لذلك فان اشتراط البنك التشاركي وثيقة االشتراك في التأمين التكافلي على العميل الذي
يطلب تمويال يقوم على مضاربة أو مشاركة ،فانه بذلك يضمن حصوله على التعويض في
حالة خسارة المشروع االستثماري الذي يديره العميل ،انطالقا من حلول مقاولة التأمين
التكافلي محل العميل في استرجاع مبلغ التمويل إلى البنك المانح للتمويل.
160
رضوان الكبا ،خصوصيات تنظيم التأمين التكافلي في مدونة التأمينات المغربية ،مجلة الشؤون القانونية والقضائية ،ع األول ،أبريل
.7070ص .00
161
من أهم الخصوصيات التي جاء بها التأمين التكافلي طبقا لمقتضيات القانون 52305المعدل لمدونة التأمينات الخصوصية المترتبة على أساس
االلتزام بالتبرع ،والخصوصيات المتعلقة بالتنظيم والرقابة على مقاوالت التأمين التكافلي وإعادة التأمين التكافلي .بحيث أن االبناك التشاركية
تخضع في مزاولة نشاطها المنصوص عليه في المادة 80من القانون 00.307لرقابة بنك المغرب ،وخضوع مقاوالت التأمين لمراقبة هيئات
التأمينات واالحتياط االجتماعي المحدثة بموجب الظهير الشريف رقم 0304300الصادر في 04جمادى األولى 01( 04.8مارس .)7004
162
الفقرة الثانية من المادة ،07من القانون " 52305أن دفع المشترك لمبلغ االشتراك يتم على أساس االلتزام بالتبرع في حدود المبالغ
والتعويضات المستحقة"...
66
الفقرة الثانية :ضمانات االستثمار التي تقدمها الدولة
لقد أعطى اإلسالم للدولة مهمة حفظ مصالح المجتمع دورا محوريا كبيرا في تحقيق
األمن االقتصادي والمعاشي ،وحماية مصالح المستثمرين مواطنين وأجانب ،واتخاذ كل ما من
شأنه أن يكفل تحقيق أعلى درجات ضمان االستثمار.
أ -التعليم :بنشر المعرفة العامة على عامة الشعب ،وتأمين التخصصات والخبرات
العلمية المطلوبة التي تحتاجها األمة.
– 0جانب الخدمات ،ومن ذلك شبكات المواصالت من موانئ ومطارات وطرق برية
متميزة.
– .الجانب األمني فالبد من بسط سيادة الدولة على جميع منافذها وطرقها وحماية
المنشئات واالستثمارات.
163
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،م س ،ص .000
164
صقر محمد أحمد ،االقتصاد اإلسالمي والتكامل التنموي في الوطن العربي ،أبحاث الندوة التي عقدت بتونس خالل الفترة (-05
،)0258/00/70ص..7
165
فالمخططات الحكومية التي ترمي إل ى الحماية االجتماعية وتوفير العيش الكريم وخلق مشاريع اقتصادية لفائدة المقاوالت القائمة وتدعيم
أصحاب المشاريع يجب أن يكون بشراكة مع قطاع التمويل التشاركي الذي يقوم على مبدأ توظيف موارده بشكل يحقق التكافل االجتماعي من
تكوين شبكة مالية تشتغل في إطار االقتصاد إسالمي غايته تحقيق عدالة اجتماعية.
67
لذلك فمن غير المقبول أن يباشر المستثمر المحلي أو األجنبي مشاريعه في دولة غير
مؤه لة ببنية تحتية متكاملة ،فلن يكون هناك استثمار فضال عن ضمان استثمار إذا كان
اللصوص منتشرين ،وتعدد األشخاص الذين يمتهنون الزور واالختالس وخيانة األمانة التي
هي أساس عقدي المشاركة والمضاربة.
إن ما يالحظ من خالل المخطط الحكومي الجديد الذي يهدف إلى إرساء قاعدة
استثمارية تحقق نموا اقتصادي يعود بالنفع على أفراد المجتمع المغربي ،يمكن أن يكون
مبادرة ناجحة بالعمل المشترك مع القطاع البنكي التشاركي الذي يتوفر على موارد بشرية
مؤهلة إلدارة االستثمارات بشكل مباشر في عالقتها مع األفراد المستفيدة من التمويل
الحكومي.
167
انطالقا من هذه المعطيات يتضح أن إرادة الدولة تتجه نحو التشجيع على االستثمار
بخلق أرضية مالئمة كانت في انتظار متطلبات جميع األفراد بما فيهم الذاتيين واالعتباريين،
166
البالغ الصحفي ،إطالق البرنامج الوطني " فرصة " برنامج طموح ومبتكر لتشجيع العمل المقاوالتي ،الرباط 08مارس .7077
68
يبقى األمر في حاجة إلى إشارك قطاع التمويل التشاركي بغية إنجاحه وتوفير ضمانات له من
خالل التعامل مع الزبناء في إطار كفالة أموال الدولة المشروع االستثماري.
بعدما تضع الدولة القوانين الحامية لالستثمارات البد لها من أن تنصب من يقوم على
تنفيذ هذه القوانين ،وقد عرفت الدولة اإلسالمية مجموعة أجهزة تنفيذية مهمة هي:
– 0جهاز الحسبة الذي تفرد به المنهج اإلسالمي ،وهو جهاز مراقبة تنفيذي يرصد
نشاطات األفراد الدينية واالجتماعية واالقتصادية والخلقية ويتدخل لمنع أي نشاط فيه مخالفة
شرعية ،وتتمثل أساسا بالنسبة لألبناك التشاركية في اللجن الشرعية التي تصدر األراء
بالمطابقة في موضوع منتجات المالية التشاركية.168
ومن المهام االقتصادية التي يقوم بها جهاز الحسبة :المراقبة ،حيث يوكل إليه مهمة
مراقبة الممارسات االقتصادية ،ويمكن التمثيل على مهام القائم بوظيفة الحسبة الذي يسمى
المدقق الشرعي في القانون المغربي ب :ضمان أن تسير المعامالت والعقود وفق أحكام
الشريعة اإلسالمية ،وذلك بمنع االحتكار ،منع التعامل بالعقود المحرمة كالربا والميسر ومنع
تطفيف المكيال ،مراقبة األسعار من التالعب والغش ،مراقبة أجور العمال من االستغالل،
مراقبة صالحية وجودة السلع والخدمات ،والتعسير...
لذلك فالمصارف اإلسالمية بصفة عامة واألبناك التشاركية بصفة خاصة تعمل على
تداول منتجاتها تحت أنظار الهيئة الشرعية المحدثة لهذا الغرض ،حيث أن مؤسسات التمويل
التشاركي ترفع إلى المجلس العلمي األعلى عند نهاية كل سنة محاسبية تقريرا تقييميا حول
مطابقة عملياتها وأنشطتها لآلراء بالمطابقة.169
– 7يعد جهاز القضاء من أهم الضمانات التي تعتمده كل الدول الذي يعد أحد أشكال
تدل الدولة لتنفيذ القضايا الحقوقية بين الناس ،فضا للنزاع بين المتخاصمين ،وتطبيقا للقوانين
167
ظهير شريف رقم 03283700.بتاريخ 04جمادى اآلخرة 5( 0401نونبر )0228المعدل بالقانون 0.377مشروع قانون إطار بمثابة ميثاق
االستثمار.
168
ظهير الشريف رقم 030.3.00الصادر في 7ربيع األول 77(0478أبريل )7004بإعادة تنظيم المجالس العلمية ،الجريدة الرسمية عدد
،8700بتاريخ 01ربيع األول ( 1ماي ،)7004ص .7022
169
المادة 1.من القانون 00.307من م ا ه م ح.
69
الدائمة والمؤقتة التي تدعم الحركة ،وتضمن سير العقود االستثمارية وفقا للكيفيات المرجو
تحقيقها من ابرام عقد من عقود المشاركات.
170
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،م س .ص.002
171
الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب أعضاء هيئة الحوار الوطني إلصالح منظومة العدالة 5 ،ماي 7007م
70
خاتمة
وختاما لموضوعنا الذي جاء تحت عنوان ضمانات البنوك التشاركية بين عقود
المداينات وعقود المشاركات ،يمكن القول على أنه يشكل أهمية كبيرة على المستوى
االقتصادي والمالي بشكل عام ،وعلى مستوى االقتصاد التشاركي (اإلسالمي) بشكل خاص،
على اعتبار أنه يمكن من خالل هذه الدراسة التي انصبت على الضمانات فقط في إطار عقود
البنوك التشاركية ،تحقيق نوع من التوازن االقتصادي في المجتمع اإلسالمي عامة والمجتمع
المغربي خاصة ،والذي تبنى نظامه القانوني مؤسسات ائتمانية تقوم على أسس الشريعة
اإلسالمية التي تضمن الحقوق ألصحابها في إطار التطبيق السليم للضمانات التي عالجنها في
موضوعنا من خالل مراعاة المقتضيات القانونية التي تنص على ضرورة األخذ بالمطابقة
الشرعية ،وكذا العمل المشترك بين مختلف مؤسسات التمويل التشاركي بما فيها األبناك
التشاركية ومؤسسات التأمين التكافلي ،وذلك بخلق شبكة مؤسساتية تهدف إلى إدارة مختلف
المخاطر التي قد تواجه األبناك التشاركية أثناء تداول عقودها.
االستنتاجات والمقترحات
-اعتماد األبناك التشاركية على مقاربة تقليدية في التمسك بالضمان اتجاه العميل ،على
اعتبار أنها الزالت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالضمانات التقليدية ،التي نص عليها والي بنك
المغرب (الرهن والكفالة).
-أن الخصوصية الفريدة التي امتازت بها البنوك التشاركية عن نظيرتها التقليدية فيما
يخص الضمانات هو مراعاتها للجانب الشرعي بحيث ال ترتب غرامات التأخير ،أو المطالبة
بضمانات أخرى لعدم السداد في األجل المتفق عليه.
-من بين الخصوصيات التي تتميز بها البنوك التشاركية فيما يتعلق بالضمانات هو
اعتمادها على ضمانة تمهيدية " هامش الجدية " قصد ضمان تنفيذ تعهد العميل بإتمام المعاملة
المالية موضوع العقد.
71
-البنك التشاركي يرفع يده عن العين المضمون بها الدين فورا بمجرد توصله
بمستحقاته في األجل المحدد لاللتزام وفقا إلجراءات قانونية مضبوطة.
-إغفال النص بشكل صريح على نوع وطبيعة الضمانات الواجب اشتراطها بخصوص
تداول عقود المشاركات ال سواء من المشرع المغربي ،وكذا والي بنك المغرب باعتباره جهاز
قريب من عمل مؤسسات التمويل التشاركي ،األمر الذي سيرتب ال محال وهو المعتمد أساسا
األثار التالية:
وعلى هذه االستنتاجات يتضح بشكل مباشر أن األبناك التشاركية بالمغرب تفتقر إلى
عناية مختلف أجهزة الدولة ،يتجلى ذلك أساسا في غياب توفير أرضية مالئمة لمزاولة نشاطها
البنكي في ظروف أمنة ومشجعة على االستثمار .األمر الذي يدفع بنا إلى اقتراح استراتيجية
تمكن األبناك التشاركية من تقديم خدماتها في ظروف تسمح لها بتنويع عروضها بأقل مخاطر
ممكنة.
توفير بيئة مالئمة تتمثل في قيام األبناك التشاركية بخلق واختيار العميل المالئم
وفق طبيعة نشاطها االستثماري ،وأساليبه المميزة وذلك من خالل العمل على اتباع الوسائل
العلمية ،لتسويق خدماتها وفق أساليبها الجديدة ،وذلك بالعمل على نشر الوعي البنكي
اإلسالمي ،والعمل على زيادة الوازع الديني ،وبث االلتزام بالتعاليم اإلسالمية بين متعامليها.
من بين أهم سبل رقي األبناك التشاركية بالمغرب ،هو مسؤولية الدولة وذلك
بمساهمتها في توفير العميل المستثمر ،172المالئم لطبيعة استثمارات هذه المصارف ،وذلك بان
تعمل من خالل ما تسيطر عليه من أجهزة ،ووسائل إعالمية وتعليمية على نشر المفاهيم
االقتصادية واالئتمانية في سياق التمويل التشاركي.
172بحيث يجب أن تكون جميع البرامج الهادفة إلى التنمية االقتصادية والمرسوم مخططها من طرف الدولة ،في عهدة األبناك
التشاركية باعتبارها وسيطا مالي بين الدولة والمستثمرين بمن فيهم الصغار والكبار -برنامج الدعم الحكومي لحاملي المشاريع
وللمقاوالت الصغرى والمتوسطة لسنة 7002وكذا برنامج فرصة لسنة -7077وذلك تنزيال للمقتضيات والورش التنموي االقتصادي
الذي تبناه النموذج التنموي الجديد.
72
تقوية المنافسة بين عقود األبناك التشاركية وعدم تركزها على المرابحة بشكل
خاص ،التي تقوم على ضمانات كفيلة باسترجاع أموالها.
العمل على تبادل األدوار بين البنك التشاركي وعميله بخصوص تداول العقود.
القائمة على المشاركات خاصة المضاربة ،فليس من المنطق أن يكون البنك التشاركي دائما في
مركز المضارب ،والعميل هو صاحب رأس المال تحت ذريعة االستفادة من مبدأ -الخسارة
يتحملها رب المال وحده دون المضارب -إذ من الالزم أن يكون في بعض األحيان البنك هو
المانح للتمويل بعد التأكد من مصداقية العميل.
73
منابع البحث
المصادر
القران الكريم
السنة النبوية
الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب أعضاء الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح
منظومة العدالة ،الدار البيضاء 5 ،ماي .7007
المعاجم
ابن منظور ،لسان العرب ،الجزء ،00الطبعة الثالثة ،دار إحياء التراث المغربي.
المراجع
الكتب
ابن ماجة ،محمد بن يزيد القزويني ،سنن ابن ماجة ،ج ،7دار الفكر ،بيروت.
ادريس الفاخوري ،الحقوق العينية وفق القانون رقم .2305منشورات مجلة الحقوق،
دار نشر المعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة ،الطبعة .700.
بداية المجتهد ونهاية المقتصد لإلمام أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن
رشد القرطبي ،الجزء الثاني ،الطبعة السادسة ،دار المعرفة للطباعة والنشر ،س.0257
بني هاني حسين ،حوافر االستثمار في النظام االقتصادي االسالمي ،دار الكندي ،اربد،
األردن ،ط 700.م.بيروت لبنان.0222،
خالد الهاني ،الرهن الحيازي الوارد على المنقول على ضوء مستجدات قانون
70305المتعلق بالضمانات المنقولة ،دار القلم ،دون ذكر الطبعة.
رشيد عبد المعطي رضا جوده ،إدارة االئتمان ،دار وائل ،ط ،0عمان.0222 ،
سليمان ناصر ،التقنيات البنكية وعملية االئتمان ،ديوان الجامعة ،الجزائر.7007،
الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة
السابعة7000،م.
74
عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة االستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،المعهد
اإلسالمي للبحوث والتدريب ،مكتبة فهد الوطنية ،الطبعة األولى 7004،م.
عبد القادر العرعاري ،نظرية العقد ،الطبعة الخامسة ،7001دار األمان الرباط.
عبد الكريم احمد قندوز ،المالية اإلسالمية ،الصادر عن صندوق النقد العربي .7002
علوان عبد هللا ناصح ،التكافل االجتماعي في اإلسالم ،ط ،025. ،8دار السالم،
القاهرة.
علي الخفيف ،الضمان في الفقه اإلسالمي ،دار الفكر العربي للقاهرة ،دون ذكر
المطبعة والسنة.
عمر مصطفى جبر إسماعيل ،ضمانات االستثمار في الفقه اإلسالمي وتطبيقاتها
المعاصرة ،دار النفائس للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى 7000،م.
فؤاد معالل شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،مطبعة النجاح الجديدة الدار
البيضاء ،الطبعة الثانية .7000
لطيفة الحسني ،عقود البنوك التشاركية ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط،
الطبعة األولى .7005
محمد شوقي بشادي ،الجدوى االقتصادية للمشروعات ،دار الفكر العربي.0224 ،
محمد صبري ،األخطاء البنكية أساس مسؤولية البنكية عن عدم مالءمة االئتمان
لمصلحة الزبون ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة .7002،
محمد قراط ،المطالب الضرورية في شرح المقتضيات القانونية المتعلقة بالبنوك
التشاركية ،مطبعة انفو -برانت ،الطبعة .7005
هيئة المح اسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية04.2 ،ه-
7002م.
الوادي كامل ،االعمال المصرفية والقوانين المنظمة لها ،دار المتنبي ،أبو ظبي ،الجزء
األول .7000
75
وهبة الزحيلي ،صيغ التمويل واالستثمار بحوث المؤتمر العلمي السنوي الرابع عشر،
المؤسسات الما لية اإلسالمية ،معالم الواقع وافاق المستقبل جامعة االمارات العربية المتحدة،
المجلد الثالث .7008،
يوسف أفريل ،الرهن الرسمي العقاري (ضمانة بنكية للدائن المرتهن) ،الطبعة األولى
.7000
الرسائل واألطروحات
األطاريح
عبد الواحد شعير ،إشكالية الرهن العقاري الرسمي كضمان بنكي في ضوء التشريع
المغربي بين النظرية والتطبيق ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،كلية
الحقوق ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء.0228-0224،
يحي محمد زكريا ،الدليل العملي للمدقق الشرعي في المصارف اإلسالمية ،أطروحة
دكتوراه في االقتصاد اإلسالمي ،معهد الدعوة الجامعي للدراسة اإلسالمية.7000.
الرسائل
اتموليك حميد ،التمويل بالوديعة االستثمارية في البنوك التشاركية ،رسالة لنيل الماستر،
جامعة ابن زهر اكادير ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية .7002،7005،
أحمد محمد طنش ،مرتكزات التنمية في المنهج اإلسالمي ،رسالة ماجستير ،جامعة
اليرموك ،اربد ،األردن0407 ،ه0220 -م.
بركان كريمة ،دور الضمانات البنكية في التقليل من القروض المتعثرة ،رسالة الماستر،
الجزائر ،جامعة ام البواقي ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير.
تورية بويرمان ،الكفالة البنكية كضمانة شخصية في المصارف اإلسالمية ،رسالة لنيل
الماستر ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،كلية الشريعة.7070-7002 ،
جميلة الشرقي ،ضمانات التعاقد في القرض االستهالكي ،رسالة لنيل الماستر ،جامعة
سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
.7002/7005،
76
سفيان السباعي ،التمويل العقاري لدى البنوك التشاركية والتقليدية ،رسالة الماستر،
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
.707037077،
سميرة بو عزاوي ،دور المضاربة والمشاركة في تمويل المقاوالت الصغرى
والمتوسطة ،رسالة لنيل شهادة الماستر ،جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية .7070/7002،
طارق شعيبي الرقابة المالية على البنوك التشاركية ،رسالة لنيل الماستر ،جامعة موالي
إسماعيل مكناس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية .7070/7002،
عمر مناني ،الضمانات في البنوك التقليدية والتشاركية ،الرهن نموذجا ،رسالة الماستر،
جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،كلية الشريعة .7002-7005،
كريم خالد رمزي ،االعتمادات المستندية في نظر الشريعة ،رسالة ماجستير ،الجامعة
األردنية ،عمان ،األردن7000 ،م.
محمد الشقروني ،الصيغ التمويلية للبنوك التشاركية بين الواقع واالفاق ،رسالة لنيل
شهادة الماستر ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية7070/7002،م.
محمد عبد هللا ،الكفاالت المصرفية في الفقه اإلسالمي والقانون األردني ،رسالة
ماجستير ،جامعة أل البيت ،المفرق ،األردن .7000
يباح احمد ،وقلمان سليمان ،تسيير واقع الضمانات البنكية في البنوك اإلسالمية ،رسالة
الماستر ،جامعة أحمد دراية ادرار ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
.7070،7002
المقاالت
أنوار أبو هالل ،سكينة ألوات ،البنوك التشاركية بالمغرب من واقع الفراغ القانوني إلى
مرحلة التقنين ،مقال منشور بالمجلة االلكترونية لألبحاث .ع.7002 ،4
77
خالد بن زيد الجبلي ،ضمان الجدية في المرابحة المصرفية ،مقال منشور بمجلة
الدراسات اإلسالمية ،المجلد ،78العدد .7
خليفة يوسف ،الزكاة ودورها في تنمية وتطوير المجتمع اإلسالمي ،مجلة االقتصاد
اإلسالمي ،دبي ،ع ،.2نونبر .0258
رضوان الكبا ،خصوصيات تنظيم التأمين التكافلي في مدونة التأمينات المغربية ،مقال
منشور بمجلة الشؤون القانونية والقضائية ،ع األول ،أبريل .7070
زوقاري أمال ،الت مويل بعقد المشاركة في المصارف اإلسالمية ،مجلة دائرة البحوث
والدراسات القانونية والسياسية ،العدد الرابع.
سعيد شيبي ،عقد المشاركة في البنوك التشاركية ،قراءة في األسس واالبعاد ،مجلة الفقه
والقانون الدولية ،العدد الخامس والتسعون ،شتنبر.7070
الصديق الضرير ،بيع العربون ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،عدد ،5الجزء .0
عبد الحق الصابوني ،صيغة التمويل بعقد المشاركة كأداة لتحقيق العدالة التعاقدية ،مقال
منشوز على مجلة لألبحاث القانونية 7002العدد.4
عبد العزيز ،رشيدة الخير ( ،)7002تحليل مدى كفاءة أليات تمويل المقاوالت الصغيرة
والمتوسطة في المغرب بين البنوك التقليدية والبنوك التشاركية (اإلسالمية) ،مجلة بحوث
وتطبيقات في المالية اإلسالمية ،المجلد ،.العدد.7
عبد الواحد غردة ،التمويل بصيغة المضاربة في المصارف اإلسالمية بين إشكالية
التهميش وضرورة التفعيل ،المجلة االلكترونية لألبحاث القانونية ،ع ،4س .7002
عجم شفيق ،الشرط الجزائي في الفقه اإلسالمي ،مجلة مجمع الفقه اإلسالمي ،عدد ،07
ج .7
البحوث والندوات
سراج الدين عثمان مصطفى ،صيغ التمويل اإلسالمي المستخدمة في إطار التجربة
المصرفية اإلسالمية ،مؤتمر إدارة األصول ومخاطر التمويل ،اتحاد المصارف العربية ،س
.7007
78
صقر ،محمد أحمد ،االقتصاد اإلسالمي والتكامل التنموي في الوطن العربي ،أبحاث
الندوة التي عقدت بتونس خالل الفترة (0258/00/70-05م).
عالل فالي ،بحث بعنوان التمثالت القانونية لعقد المضاربة ،مشاركة في ملتقى اليسر
العلمي للمالية التشاركية الذي انعقد بالدار البيضاء يومي 77و7.بريل .7002
محمد الصحري ،األسس الشرعية للخدمات المالية اإلسالمية مقاربة مقاصدية من
البحوث المقدمة للندوة الدولية المنظمة من طرف مركز الدراسات القانونية واالقتصادية،
واالجتماعية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،السويسي الرباط في .و4
دجنبر 7007في موضوع ،الخدمات المالية اإلسالمية المظاهر الشرعية والقانونية
واالقتصادية ''.
القوانين
ظهير الشريف رقم 030.3.00الصادر في 7ربيع األول 77(0478أبريل )7004
بإعادة تنظيم المجالس العلمية ،الجريدة الرسمية عدد ،8700بتاريخ 01ربيع األول (1
ماي ،)7004ص .7022
الظهير الشريف رقم 0304300الصادر في 04جمادى األولى 01( 04.8مارس
.)7004المحدث لهيئات التأمينات واالحتياط االجتماعي.
ظهير الشريف رقم 02.30430فاتح ربيع األول 04.1الموافق 74دجنبر 7004
بتنفيذ قانون رقم 00.307المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،منشور
بالجريدة الرسمية عدد ،1.75بتاريخ 77يناير .7008
ظهير شريف رقم 02321صادر في 00شعبان 02(0440ابريل ،)7002بتنفيذ
القانون رقم ،70305المتعلق بالضمانات المنقولة ،الجريدة الرسمية عدد ،1220بتاريخ
01شعبان 77(0440ابريل )7002ص .7085
القانون رقم 52305الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ،03023000بتاريخ 02ذي
الحجة 02(0440غشت) ،الجريدة الرسمية د ،عدد 1501بتاريخ 70ذي الحجة 70ذي
الحجة 77غشت ،7002ص .8252
79
مرسوم رقم .7.37037صادر في 02من رمضان 00(0440ماي،)7070
جمادى األخيرة (7ماي ،)7002يتعلق بتحديد المواصفات التقنية لمنتجات المرابحة واالجارة
والمشاركة والمضاربة والسلم ،وكذا كيفيات تقديمها الى العمالء.
المراجع الفرنسية
ARTICLE DE LA REVUE JURIDIQUE THÉMIS, Le régime juridique et les
clauses essentielles du contrat de garantie bancaire « à première
demande », Charles MOUMOUNI.
https://ssl.editionsthemis.com/uploaded/revue/article/rjtvol31num3/
moumouni.pdf
80
الفهرس
مقدمة 4 .....................................................................................................
الفصل األول :النظرية العامة للضمانات البنكية 08 .................................................
المبحث األول :أنواع الضمانات البنكية وخصوصيتها في منتجات المالية التشاركية 01 ...
المطلب األول :أنواع الضمانات البنكية01 ......................................................
الفقرة األولى :الضمانات الشخصية01 ........................................................
الفقرة الثانية :الضمانات العينية 05 ............................................................
المطلب الثاني :خصوصيات الضمانات في عقود البنوك التشاركية02 .....................
الفقرة األولى :الضمانات الممنوحة للبنوك التقليدية 70 .....................................
الفقرة الثانية :الضمانات البنكية في إطار عقود التمويل التشاركي70 ....................
أوال :العقود المقرونة بضمانات 77 .........................................................
ثانيا :العقود الغير مقرونة بضمانات 74 ....................................................
المبحث الثاني :مشروعية الضمانات البنكية وبعض وسائل تنفيذ التزامات أطراف العالقة
التعاقدية78 ..............................................................................................
المطلب األول :مشروعية الضمان في العقود البنكية 78 ......................................
الفقرة األولى :األساس الشرعي للضمانات البنكية 71 ......................................
أوال :مبدأ المشاركة في الربح والخسارة بالنسبة لعقد المشاركة 72 ....................
ثانيا :إثبات التعدي أو التقصير في حالة الخسارة 72 .....................................
الفقرة الثانية :قيمة ومعيار اختيار الضمانات المناسبة .0 ..................................
أوال :قيمة الضمان .0 .........................................................................
ثانيا :اختيار الضمانات والمعيار المناسب لذلك .0 .......................................
المطلب الثاني :وسائل ضمان تنفيذ االلتزامات التعاقدية .. ..................................
الفقرة األولى :هامش الجدية في البنوك التشاركية.. .......................................
أوال :مفهوم هامش الجدية .4 ................................................................
ثانيا :تكييف هامش الجدية .8 ................................................................
الفقرة الثانية :تمييز هامش الجدية عن بعض المفاهيم المشابهة له .8 ....................
أوال :هامش الجدية والعربون .1 ............................................................
81
ثانيا :هامش الجدية وحق حبس المال .5 ...................................................
الفصل الثاني :تجليات ضمانات البنوك التشاركية على منتجاتها التمويلية 40 ................
المبحث األول :الضمانات المعتمدة في عقود المداينات الواردة في منشور والي بنك
المغرب 47 ..............................................................................................
المطلب األول :الـرهــــن 4. ......................................................................
الفقرة األولى :أنواع الرهـــــن 4. .............................................................
أوال :الرهــن الرسمي 44 .....................................................................
ثانيا :الرهـــن الحيازي48 ....................................................................
الفقرة الثانية :أثار الرهــن وانقضائه 80 ......................................................
أوال :أثار الرهــن 80 ..........................................................................
ثانيا :انقضاء الرهـــن 87 .....................................................................
المطلب الثاني :الكفالة البنكية والشرط الجزائي 8. ............................................
الفقرة األولى :الكفالة البنكية 84 ................................................................
أوال :الكفالة العينية 84 ........................................................................
ثانيا :الكفاالت المصرفية 88 .................................................................
ثالثا :الكفالة الشخصية88 .....................................................................
الفقرة الثانية :الشرط الجزائي 81 ..............................................................
أوال :تعريف الشرط الجزائي 81 ............................................................
ثانيا :مجاالت الشرط الجزائي وشروط العمل به 82 .....................................
المبحث الثاني :الضمانات البنكية في إطار عقود المشاركات 82 ............................
المطلب األول :ضمانات االستثمار القبلية 10 ................................................
الفقرة األولى :دراسة الجدوى للمشروع االستثماري 10 ...................................
الفقرة الثانية :أولوية االستثمار وتنويعه 17 ...................................................
المطلب الثاني :ضمانات االستثمار التكافلية والضمانات التي تقدمها الدولة 1. ...........
الفقرة األولى :ضمانات االستثمار التكافلية 1. ...............................................
أوال :تطبيق فريضة الزكاة وتفعيل القروض الحسنة ضمان لعقود االستثمار 14 ....
ثانيا :دور التأمين التكافلي في تغطية مخاطر االستثمار 11 .............................
82
الفقرة الثانية :ضمانات االستثمار التي تقدمها الدولة 12 ....................................
أوال :تهيئة المناخ االستثماري 12 ...........................................................
ثانيا :استحداث األجهزة التنفيذية12 .........................................................
خاتمة 20 ...................................................................................................
منابع البحث 24 ...........................................................................................
الفهرس5...................................................................................
83