Professional Documents
Culture Documents
:السنة
:التخصص
:الفوج
عنوان البحث
مقدمة
المطلب الثاني :التحديات التي تواجه المؤسسات المالية اإلسالمية و كيفيات مواجهتها%.
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة
تقدم العمل المالي و المصرفي %اإلسالمي تقدماً ملموساً مع بدايات القرن الهجري الخامس
عشر ،وبدا كأسلوب جديد يحقق أهداف الوساطة المالية ويتميز بالعمل على غير أساس الفوائد
المصرفية .وأنشئت العديد من البنوك والمؤسسات %المالية اإلسالمية في أوساط اجتماعية واقتصادية
مختلفة ،كما أخذت بعض البنوك العاملة على أساس الفوائد المصرفية في منافسة هذا األسلوب الجديد،
خاصة في تقديم التمويل باستخدام أساليب العمل المصرفي اإلسالمي .وأصبح هذا العمل المصرفي
الجديد حقيقة فرضت %نفسها على ساحة العمل المصرفي المحلي والعالمي.
و نحاول من خالل هذه الورقة البحثية التعرف %على المؤسسات %المالية اإلسالمية و طبيعتها %و
أقسامها ،مركزين على واقعها الحالي و دورها %في النهوض بالعمل المالي و المصرفي اإلسالمي ،كما
سنتناول %التحديات التي تواجهها ،مقترحين في األخير بعض االقتراحات التي نراها الطريق %األمثل
لمواجهة تلك التحديات.ومن هنا نطرح االشكال التالي :فيما تتمثل المؤسسات المالية االسالمية؟
المبحث األول :ماهية المؤسسات المالية
ثانيا :المؤسسات %المالية اإلسالمية :من استقراء النظم والواقع %يتبين أن المؤسسات المالية اإلسالمية
تنقسم إلى ثالثة أقسام رئيسة هي:
المصارف1 .و هي التي تمارس المهنة المصرفية وفق فنونها وأساليبها المصرفية .1
ونظمها %الشرعية وتتقبل الودائع من الناس ،ونعرفها %بأنها :مؤسسة مالية مصرفية تتقبل األموال وفقاً
لقاعدتي "الخراج بالضمان" و"الغرم بالغنم" وتوظيفها في وجوه التجارة واالستثمار %طبقاً لمقاصد
الشريعة اإلسالمية وأحكامها %التفصيلية .وتميزها %مجموعة الخصائص والفروق %الجوهرية التي تفرق
بينها وبين البنوك -التقليدية -يوضحها الجدول التالي:
:أ.د عبد الحميد محمود بعل" ،الرقابة الشرعية الفعالة في المؤسسات المالية اإلسالمية" ،المؤتمر العالمي 1
الثالث لالقتصاد اإلسالمي ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،المملكة العربية السعودية ،ص .14
أصل شرعي لتطهير العمل المصرفي من الفوائد الربوية نزعة فردية مادية للتجار في النقود النشأة
والمخالفات الشرعية األخرى. وتعظيم %الثروة.
مؤسسة مالية مصرفية تتقبل األموال على أساس قاعدتي أحد مؤسسات السوق %النقدي التي المفهوم
"الخراج بالضمان" و"الغرم %بالغنم" %لالتجار بها تتعامل في االئتمان النقدي وعمله
واستثمارها %وفق %مقاصد الشريعة وأحكامها %التفصيلية. األساسي والذي يمارسه عادة قبول
الودائع الستعمالها %في عمليات
مصرفية كخصم %األوراق %التجارية
وشرائها %وبيعها ومنح القروض وغير
ذلك من عمليات االئتمان.
ال يتسم دوره بحيادية الوسيط بل يمارس المهنة مؤسسة مالية وسيطة بين طبيعة
المصرفية والوساطة المالية بأدوات استثمارية وتجارية المدخرين/المودعين والمستثمرين% الدور
يكون فيها بائعاً ومشترياً وشريكاً ..الخ.
يقوم على أساس القاعدة اإلنتاجية وفقاً لمبدأ الربح يقوم على أساس القاعدة اإلقراضية أساس
والخسارة. بسعر فائدة. التمويل
صاحب حساب جاري على أساس "القرض الحسن" مودع ومدخر %فهو مقرض ودائن أو صفة
و"الخراج بالضمان". مقترض ومدين وكالهما على أساس المتعامل
الفائدة. معه
صاحب حساب استثماري %فهو رب مال.
مستأجر لبعض الخدمات المصرفية
مشتري/بائع في جميع أنواع البيوع الحالل.
كصناديق %األمانات.
شريك.
ال يستطيع %ذلك لوجود معنى الربا فيها. يستطيع إصدار %أسهم · الموارد%
ممتازة. المالية
الذاتية
ال يقرض وال يقترض بفائدة ويوجد %به - الودائع والقروض على · الموارد%
حسابان لالستثمار: أساس الفائدة. المالية
الخارجية
ح.ث .العام ،و ح.ث .الخاص ،ويؤسس% -
األول على قواعد المضاربة المطلقة ويؤسس الثاني على
قواعد المضاربة المقيدة.
الجزء األكبر من األموال يتم توظيفه على - الجزء األكبر من األموال استخدامات ·
أساس صيغ التمويل االستثمار %اإلسالمية من البيوع يستخدم في اإلقراض بفائدة. األموال
والمشاركات %والمضاربات وغيرها.
مضارب في مضاربة مطلقة باعتبار - يقوم بصفة أساسية · الوظيفة
المودعين في مجموعهم رب مال ،وللمضارب %أي البنك ومعتادة بقبول الودائع وتقديم% الرئيسية
أن يضارب فيكون رب مال وأصحاب العمل القروض للغير على أساس الفائدة.
(المستثمرون) هم المضارب.
يتحقق بأسبابه الشرعية من: - يتحقق من الفرق بين · الربح
المال – العمل – الضمان – وفق %األساليب الشرعية الفائدة الدائنة والمدينة في عمليات
المحددة لكل سبب. البنك.
يتحملها البنك إذا كان رب مال في مضاربة، - يتحملها المقترض وحده · الخسارة
وفي البيوع إذا حدثت حوالة األسواق ،وبقدر رأس المال حتى ولو كانت ألسباب ال دخل له
دائماً في المشاركات. فيها.
تؤدي نظير %التكاليف الفعلية لهذه الخدمة - تؤدي مقابل ما يسمى · الخدمات
وتتقيد بالحالل والحرام. عمولة تعتبر مصدراً %من مصادر% المصرفية
اإليراد ال تتقيد بـ طبيعة الخدمة وال
بالحالل والحرام.
ثالثة أنواع من الرقابة :الرقابة الشرعية، - نوعان من الرقابة :من · الرقابة
ومن قبل الجمعية العمومية ،والسلطات النقدية. قبل الجمعية العمومية ،والسلطات
النقدية.
المصدر :أ.د عبد الحميد محمود بعل" ،الرقابة الشرعية الفعالة في المؤسسات المالية اإلسالمية"،
المؤتمر %العالمي الثالث لالقتصاد %اإلسالمي ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،المملكة العربية السعودية،
ص .17-15
.2الشركات المالية واالستثمارية .و هي التي تمارس األعمال االستثمارية وفق %نظم الشركات
الشرعية والتي ال تتبع األساليب المصرفية ،وتعرف %الشركة :بأنها اتفاق بين اثنين أو أكثر على خلط
ماليهما وعملهما أو التزاميهما في الذمة بقصد االسترباح .و من أمثلتها شركات االستثمار اإلسالمية.
إن ظاهرة صناديق %االستثمار %اإلسالمية حديثة ال تعود إال إلى عدد قليل من السنوات .ويقصد بصندوق
االستثمار %اإلسالمي هو ذلك الذي يلتزم المدير فيه بضوابط %شرعية تتعلق باألصول والخصوم%
والعمليات فيه ،وبخاصة ما يتعلق بتحريم %الفائدة المصرفية .وتظهر %هذه الضوابط %في نشرة اإلصدار%
التي تمثل اإليجاب الذي بناء عليه يشترك %المستثمر في ذلك الصندوق ،وفي األحكام والشروط التي
يوقع عليها الطرفان عند االكتتاب .وال يقتصر تسويق الصناديق اإلسالمية وإ دارتها على البنوك
اإلسالمية بل يمكن القول أن أكثر الصناديق %اإلسالمية إنما يسوقها %ويديرها %البنوك التقليدية .وتمثل هذه
الصناديق %أحد أهم الوسائل لدخول هذه البنوك في سوق الخدمات المصرفية اإلسالمية دون الحاجة ا
إلى تغير هيكلها اإلداري %أو نظام عملها وترخيصها.
شركات التأمين التعاوني /التكافلي اإلسالمي .لم تظهر شركات التأمين اإلسالمية إال بعد .3
صدور %الفتاوى المجمعية التي قدمت صيغة التأمين التعاوني بديالً عن التأمين التجاري المفتى
بتحريمه.
وشركة التأمين التعاوني/التكافلي %شركة وظيفتها إدارة األموال وليس الضمان كما هو الحال في
شركات التأمين التجاري ،فتقوم شركة التأمين التعاوني بتصميم محافظ تأمينية مثل محفظة التأمين ضد
حوادث السيارات .فتحدد %طبيعة الخطر وتقوم %بالحسابات االكتوارية المناسبة وتصمم %برنامج
التعويض....الخ .ثم تدعو من أراد إلى االشتراك في هذه المحفظة بدفع قسط محدد متناسب مع
الخطر .ثم تجمع هذه األموال في المحفظة المذكورة وتديرها باستثمارها %لصالح أصحابها .هذه األموال
تبقى ملكاً للمشاركين ،ومهمة الشركة إدارتها لصالحهم .فإذا وقع المكروه على أحدهم ،قامت الشركة
باالقتطاع من تلك األموال ثم تعويضه بالقدر المتفق عليه .وتجري تصفية هذه المحفظة سنوياً بإصدار%
حسابات ختامية لها .فإذا وجد في نهاية العام إن األموال في تلك المحفظة قد فاضت عن حاجة تعويض
من وقع عليهم المكروه ،ردت الشركة ما زاد إلى المشاركين في المحفظة .وإ ذا نقصت تلك األموال فلم
تكن كافية لتعويض جميع من وقع عليهم المكروه في ذلك العام ،كان على الشركة إن ترجع على
مجموع المشاركين وتطالبهم بدفع قسط إضافي ،ذلك الن فكرة التأمين التعاوني قد قامت على "التكافل"%
بين المشتركين في المحفظة وليس على ضمان الشركة للتعويض على المكروه الذي وقع للمشترك.
ولكن نظراً لصعوبة مطالبة الشركة للمشتركين بدفع قسط إضافي وبخاصة أولئك منهم الذين لم يعودوا
أعضاء في المحفظة تعمد شركات التأمين التعاوني إلى تقديم قرض بال فائدة من مالك الشركة إلى
المحفظة التي احتاجت إلى الزيادة ثم تسترده في الفترة التالية .فكأنها قد جعلت عملية التكامل المذكورة
تجري بين المشتركين في هذا العام والمشتركين في قابل .وعالقة الشركة بهذه المحفظة تقوم على
أساس الوكالة فهي تدير المحفظة مقابل أجر مقطوع منصوص عليه في االتفاقية والربح إذا تحقق
1
يكون للمشتركين وكذا الخسارة تكون عليهم إذ إن الوكيل مؤتمن فال يضمن.
عبد الكريم أحمد قندوز ،حاصل على الماجستير في االقتصاد ،تخصص نقود و مالية من جامعة حسيبة بن بوعلي 1
بالشلف ،عنوان الرسالة" :صناعة الهندسة المالية بالمؤسسات المالية اإلسالمية" .شهادة الليسانس في علوم التسيير
(اإلدارة) تخصص علوم مالية ،بتقدير متفوق(أول الدفعة) ،سنة .2004البكالوريا في العلوم الطبيعية و الحياة ،سنة
.2000ص 76-75
المصدر :اعداد الطالبين
النجاح الكبير للمالية و الصيرفة اإلسالمية .و لعل ذلك يظهر من خالل مجموعة -1
من المؤشرات ،نذكر منها ما يلي:
زيادة عدد المؤسسات المالية اإلسالمية .تشهد الساحة المصرفية المحلية واإلقليمية -
والدولية تطوراً هائالً في الصناعة المصرفية اإلسالمية سواء في شكل إنشاء مصارف إسالمية جديدة
مثل بنك بوبيان بالكويت وبنك البالد بالسعودية والبنك اإلسالمي البريطاني بانجلترا خالل عام ،2005
أوفى %شكل تحول بعض البنوك إلى العمل المصرفي اإلسالمي مثل بنك الشارقة باإلمارات عام 2004
والبنك العقاري الكويتي عام ،2005باإلضافة إلى تقديم العديد من البنوك المحلية والدولية للعمل
المصرفي اإلسالمي إلى جانب العمل المصرفي التقليدي مثل HSBCومجموعة سيتي جروب وبنوك
المملكة العربية السعودية.
ووفقاً %إلحصائية صادرة من المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية عام 2004فقد بلغ
عدد المؤسسات المالية اإلسالمية على مستوى %العالم 284مصرفاً إسالمياً بحجم أعمال يزيد عن 261
مليار دوالر ،باإلضافة إلى أكثر من 310بنكاً تقليدياً يقدم عمليات مصرفية إسالمية بحجم إعمال
يصل إلى أكثر من 200مليار دوالر .وقد %صاحب هذا التطور في السوق المصرفي %اإلسالمي والذي
نشأ عام 1975مع افتتاح البنك اإلسالمي %للتنمية وبنك دبي اإلسالمي ،تطوراً %مماثالً في وسائل
االستثمار %اإلسالمية المقدمة للعمالء في البنوك اإلسالمية لتصل حالياً إلى حوالي 15وسيلة استثمارية
مستخدمة بالبنوك %اإلسالمية
كما أسهمت المؤسسات المالية في جذب عدد كبير من المسلمين للتعامل المصرفي %و التأميني بعد أن
كانوا يعرضون عنه في ظل المؤسسات المالية غير اإلسالمية ،حيث أن 96بالمائة من المتعاملين مع
هذه المؤسسات %دفعهم %للتعامل معها كونها مؤسسات إسالمية.
نمو الصناعة المالية و المصرفية اإلسالمية .يظهر النجاح الذي حققته المؤسسات المالية -
اإلسالمية باإلضافة إلى زيادة عددها من خالل النظر إلى معدل نمو الصناعة المصرفية اإلسالمية و
الذي يتراوح ما بين %15و %20سنوياً .وكان من أهم عوامل نجاح وانتشار %العمل المصرفي%
اإلسالمي هو التزام تلك المؤسسات المالية بالضوابط %الشرعية في جميع معامالتها ،حيث تعد
الضوابط %الشرعية الركيزة األساسية التي تتعامل بها المؤسسات المالية اإلسالمية مع عمالئها .وقد
واجهت المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية في بداية نشأتها العديد من المشكالت من أهمها تقديم
الخدمات والمنتجات المصرفية وبكفاءة مصرفية عالية ومتطورة ولكن في ضوء الضوابط %الشرعية
المستمدة من المصادر %الشرعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ( فقه المعامالت) مع االجتهاد
الشرعي للمنتجات المصرفية الحديثة مثل بطاقات %االئتمان والتعامل المصرفي باإلنترنت والتعامل مع
أسواق %المال الدولية ،وقد تطورت أعمال المؤسسات و المصارف اإلسالمية خالل العقد األخير من
حيث تنوع المنتجات والخدمات المصرفية والتمويلية التي تقدمها لعمالئها حيث بلغت الخدمات
المصرفية اإلسالمية المقدمة للعمالء ما يزيد عن ثالثون خدمة مصرفية مطابقة ألحكام الشريعة ومنها%
بطاقات %االئتمان و االعتمادات المستندية وخطابات الضمان ،باإلضافة إلى توفير أدوات مالية توفر
للعمالء عوائد مثل ودائع وشهادات وصناديق %االستثمار %اإلسالمية ،مع توفير %أدوات مالية لتمويل
مشروعات التنمية بديال عن إصدار السندات وهي الصكوك اإلسالمية.
كما تميزت المصارف اإلسالمية بشكل كبير في مجال منح التمويل للعمالء حيث توفر صيغ مختلفة
ومتنوعة لتمويل أنشطتهم المتعددة ومن تلك الصيغ صيغة المرابحة لألمر بالشراء والمشاركة بأنواعها
المتعددة والمضاربة و االستصناع %والتأجير مع الوعد بالتمليك وبيع السلم و التورق والبيع بالعمولة
والبيع بالوكالة والمتاجرة والبيع بالتقسيط %واالستثمار المباشر.
وتتميز %الصيغ التمويلية بالمرونة التي تمكنها من تلبية رغبات العمالء المتنوعة ولكافة القطاعات
االقتصادية ،كما تتميز كل صيغة من تلك الصيغ بإمكانية استخدامها لتمويل نشاط ال يمكن لصيغة
أخرى تمويله ،فما يصلح للتمويل بالمرابحة ال يمكن تمويله باإلستصناع وهكذا.
زيادة التحول نحو الصيرفة و المالية اإلسالمية .و من مظاهر ذلك: -2
التحوالت نحو الصيرفة اإلسالمية .كان من نتائج التوسع المستمر للصناعة المصرفية -
اإلسالمية ارتفاع حجم شرائح المتعاملين وزيادة معدل النمو إلى حوالي %20مما دفع بعض البنوك
المركزية ومؤسسات النقد إلي إصدار قوانين خاصة بالمصارف %اإلسالمية تتناسب مع طبيعتها مثل
البحرين واإلمارات والكويت ،كما أن هناك بعض الدول قامت بتحويل كافة نظامها بالكامل إلى النظام%
المصرفي اإلسالمي وهي باكستان وإ يران والسودان.
النوافذ %و الفروع اإلسالمية .لقد تعددت اآلراء حول مفهوم الفروع اإلسالمية ،فبعض -
االقتصاديين يعرفها %بأنها "الفروع التي تنتمي إلى مصارف %ربوية وتمارس %جميع األنشطة المصرفية
طبقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية" .ويعرفها البعض بأنها "وحدات تنظيمية تديرها المصارف التقليدية،
وتكون متخصصة في تقديم الخدمات المالية اإلسالمية" .كما يطلق البعض على ظاهرة الفروع
اإلسالمية مسمى النظام المزدوج ،أي النظام الذي يقدم فيه المصرف %الربوي خدمات مصرفية إسالمية
إلى جانب الخدمات التقليدية.
وبالتالي %يمكن تعريف الفروع اإلسالمية بشكل عام بأنها "الفروع التي تنشئها المصارف %التقليدية لتقديم
1
الخدمات المصرفية اإلسالمية".
المطلب الثاني :التحديات التي تواجه المؤسسات المالية اإلسالمية و كيفيات مواجهتها.
محمد علي القري" ،إدارة المخاطر في صناديق االستثمار اإلسالمية" ،بحث مقدم للندوة السادسة عشر لدلة البركة، 1
كفاءة اإلدارة التنفيذية وسالمتها %،مع االلتزام الشرعي لألفراد واألنظمة واإلجراءات.
الرقابة الداخلية الفنية والشرعية.
التطوير %المستمر %لألدوات والفرص االستثمارية.
العناية بمصالح المساهمين ،مع أداء حقوق المودعين وعدم التفريط بها لصالح المساهمين الذين
يعينون اإلدارة.
االستيعاب لمتطلبات السوق واالقتصاد والمجتمع وأوليات %كل منهم في إطار مبادئ %االقتصاد%
اإلسالمي ،ورسم خارطة األهداف واألعمال على هذا األساس.
إنشاء قواعد البيانات والمعلومات بما يخدم مقتضيات العولمة واالنفتاح وتحرير %الخدمات.
تحديات في نطاق االلتزام بالشريعة اإلسالمية .باعتبار أن أساس نجاح أعمال المصارف و -
المؤسسات %المالية اإلسالمية هو التزامها باألحكام الشرعية في المعامالت المالية ،فإن الهيئات الشرعية
والمجامع الفقهية تجد نفسها مطالبة بالتجاوب %مع الحركة السريعة للمال واألعمال ،وإ قرار الصيغ
1
الجديدة والمستحدثة للعمليات ،والمعايير المطلوب األخذ بها في أعمال المصارف %والمؤسسات المالية.
اتفاقية تحرير تجارة الخدمات المالية المصرفية .يواجه القطاع المصرفي %و المالي -
اإلسالمي تحدياً كبيراً يتمثل في اتفاقية الخدمات المالية و المصرفية التي أصدرتها %منظمة التجارة
ابتداء من عام ...1999و سيكون نتيجة
ً العالمية .و تنص االتفاقية على تحرير النشاط المالي للبنوك
هذه االتفاقية هي زيادة حدة المنافسة بين جميع الوحدات المصرفية على مستوى العالم ،و لن تكون
المصارف %اإلسالمية بمنأى عن هذه المنافسة ،و بخاصة إذا ما علمنا أن بعض المصارف التقليدية
قامت باستحداث نوافذ و فروع تعمل وفق %أسس الصيرفة اإلسالمية.
د .محمد البلتاجي " ،نحو بناء نموذج محاسبي لتقويم وسائل االستثمار في البنوك اإلسالمية" ،الندوة الدولية ( نحو 1
ترشيد مسيرة البنوك اإلسالمية) ،دبي ،اإلمارات العربية المتحدة 5-3 ،سبتمبر ،2005ص .3-2
معايير لجنة بازل .2حلت معايير لجنة بازل 2محل االتفاقية الحالية ،بازل ،1و سوف% -
تدخل حيز التنفيذ بداية .2007و تهدف إلى تحسين و دعم إدارة المخاطر لتعزيز االستقرار %المالي
العالمي.
سيؤدي %تطبيق %اتفاقية بازل 2إلى تراجع إيرادات و أرباح المصارف %اإلسالمية ،بسبب اضطرارها %إلى
احتجاز نسبة عالية من األرباح لغرض زيادة رؤوس %أموالها لتحسن نسب الكفاءة.
اضطرار المصارف اإلسالمية إلى تخفيض محفظة االستثمار %لديها و التوظيف %بغرض إحداث التوازن
المطلوب بين استخدامات األموال فيها ،و متطلبات نسبة المالءة عند احتساب أوزان المخاطرة.
تحديات في إطار نظام االقتصاد والقانون العام .قطاع العمل المالي اإلسالمي ،أحد -
القطاعات االقتصادية ،وهو جزء من النظام %االقتصادي الذي تتكامل أجزاؤه المختلفة لصياغة صورة
ذات أبعاد شاملة لدور اإلسالم في عالم االقتصاد %.وهذا هو أحد مواطن التحدي الذي يجابه المؤسسات
المالية اإلسالمية.
-تحديات في العالقة مع البنوك المركزية .من الصفات المميزة لألنظمة المصرفية المعاصرة ،وجود
سلطة إشرافية ورقابية تتمثل في البنوك المركزية في كل دولة ،يناط بها الترخيص للوحدات المالية و
المصرفية العاملة ورقابتها %واإلشراف %عليها للتأكد من قيامها بتنفيذ شروط %ومواصفات النظام الرقابي%
عليها.والمؤسسات المالية اإلسالمية شأنها شأن المؤسسات %المالية األخرى ،تخضع للرقابة واإلشراف
1
المركزي ،على أعمالها.
يمكن القول إن مواجهة التحديات ممكنة على المدى البعيد إذا ما استطاع العمل المصرفي
اإلسالمي أن يقدم نفسه كنموذج فاعل ملتزم بأهدافه وأطره الشرعية والفنية والمهنية .وحتى %تستطيع
المؤسسات %المالية و المصارف اإلسالمية أن تواجه التحديات المعاصرة عليها أن تحقق إنجازات
معتبرة في مجاالت عديدة أهمها:
د.عبد %العزيز شاكر حمدان الكبيسي" ،المصارف اإلسالمية و أهم التحديات المعاصرة""،مؤتمر المؤسسات المالية 1
أوالً :اإلطار النظري للصناعة المالية اإلسالمية أو الحاجة إلى نظرية اقتصادية إسالمية
الجانب األول:المؤسسات %الداعمة .شهدت الصناعة المالية اإلسالمية في السنوات األخيرة -
تأسيس العديد من المؤسسات الدولية الداعمة التي تعكس عالمية هذه الصناعة ،ومن أهمها في الوقت
الحالي:
الجانب الثاني :المعايير المحاسبية .إن للبنوك التقليدية معايير محاسبية متشابهة حتى مع -
اختالف البلدان ،وتنشر البنوك المركزية الميزانيات المجمعة للبنوك وتشرف %عليها بانتظام .وخالفاً%
لذلك فإن عدم تشابه الممارسات المحاسبية بين البنوك اإلسالمية يجعل من أي مقارنة بين ميزانياتها %أو
حسابات الربح والخسارة لديها مهمة شاقة إن لم تكن مستحيلة.
الجانب الثالث :االستراتيجيات المناسبة من المؤسسات المالية اإلسالمية ذاتها .و نذكر منها -
مثالً:
الصيرفة الشاملة :ففي ظل العولمة و المنافسة المصرفية ،ال بد على المصارف اإلسالمية من األخذ
باالستراتيجيات المالئمة ،و لعل أهمها حالياً التحول نحو الصيرفة اإلسالمية الشاملة و المتكاملة ذات
القوة المالية الكبيرة القادرة على تقديم كافة الخدمات المصرفية ،و هو ما يتطلب تنويع و تطوير قاعدة
المخاطر %و دعم القدرة التنافسية و مـواكبة التطورات المصرفية العالمية و التحول إلى مؤسسات
مصرفية ذات بعد اقتصـادي و اجتماعي و تنموي و استثماري عمالً بأحكام الشريعة اإلسالمية .و
زيادة رؤوس %أموال المصارف %اإلسالمية بشكل كبير يمكنها من المنافسة في السوق %المصرفية العالمية
و االلتزام بمعايير بازل .2و االتجاه نحو االندماجات و الصيرفة الشاملة ،و تطوير %أدوات إدارة
1
األزمات.
د.حسين حسين شحاته " ,الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية" ,مجلة االقتصاد اإلسالمي, 1
بنك دبي اإلسالمي ,اإلمارات العربية المتحدة ,العدد ,240ربيع األول 1422ه /يونيو , 2001ص.33-34
خاتمة
يمكننا في األخير القول أن المؤسسـات %المـالية اإلسالمية قد تمكنت من تجـاوز المرحلة األولى
(االنطالق) بنجاح ،و انطلقت نحو أبعاد إقليمية و دولية ،و يتضح ذلك من الواقع و التطبيق %حيث نرى
االنتشـار %الواسع للعمل المصرفي %و المـالي اإلسالمي ،سواء للمؤسسـات المـالية اإلسالمية أو ألسـاليب و
صيغ التمويل ...و يتضح ذلك من خالل عدة مؤشرات لعل منها إنشاء صندوق %النقد الدولي ،أعلى و
أكبر هيئة مـالية في العالم "هيئة خـاصة بمعـايير التمويل و الصيرفة اإلسالمية" ،و كذلك إعالن اليابان
مؤخراً( %أوت )2006رسمياً %دخول مجال التمويل اإلسالمي ...لكن يبقى مع ذلك أمام هذه المؤسسات
الكثير من التحديات المستجدة بداية من المحافظة على المكاسب المحققة إلى مواجهة المنافسة المتزايدة
من نظيرتها التقليدية و انتهاء باتفاقية تحرير تجارة الخدمات المالية و المصرفية.
قائمة المراجع
أ.د عبد الحميد محمود بعل" ،الرقابة الشرعية الفعالة في المؤسسات %المالية اإلسالمية" ،المؤتمر% .1
العالمي الثالث لالقتصاد %اإلسالمي ،جامعة أم القرى ،مكة المكرمة ،المملكة العربية السعودية ،ص
.17-15
عبد الكريم أحمد قندوز ،حاصل على الماجستير %في االقتصاد ،تخصص نقود و مالية من جامعة .2
حسيبة بن بوعلي بالشلف ،عنوان الرسالة" :صناعة الهندسة المالية بالمؤسسات المالية اإلسالمية".
شهادة الليسانس في علوم التسيير( %اإلدارة) تخصص علوم مالية ،بتقدير متفوق(أول %الدفعة) ،سنة
.2004البكالوريا %في العلوم الطبيعية و الحياة ،سنة .2000
محمد علي القري" ،إدارة المخاطر %في صناديق %االستثمار %اإلسالمية" ،بحث مقدم للندوة السادسة .3
عشر لدلة البركة ،بيروت.1998 ،
د .محمد البلتاجي " ،نحو بناء نموذج محاسبي لتقويم وسائل االستثمار في البنوك اإلسالمية" ،الندوة .4
الدولية ( نحو ترشيد %مسيرة البنوك اإلسالمية) ،دبي ،اإلمارات العربية المتحدة 5-3 ،سبتمبر%
،2005ص .2
د.عبد العزيز %شاكر حمدان الكبيسي" ،المصارف اإلسالمية و أهم التحديات المعاصرة""،مؤتمر% .5
المؤسسات %المالية اإلسالمية" ،كلية الشريعة و القانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،ص
1917
د.حسين حسين شحاته " ,الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك %التقليدية" ,مجلة .6
االقتصاد اإلسالمي %,بنك دبي اإلسالمي ,اإلمارات العربية المتحدة ,العدد ,240ربيع األول
1422ه /يونيو , 2001 %ص.33