You are on page 1of 35

‫الوحدة الثانية‬

‫التمويل اإلسالمي‬
‫محتويات الوحدة‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪23‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪23‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪22‬‬ ‫أهداف الوحدة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .1‬تعريف التمويل اإلسالمي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .2‬التمييز بين التمويل المالي والتجاري في أدوات التمويل‬
‫اإلسالمي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .3‬قواعد التمويل اإلسالمي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 3.2‬الملكية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 3.2‬الواقعية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 2.2‬الربحية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .4‬خصائص نظام التمويل اإلسالمي‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .5‬وظائف نظام التمويل اإلسالمي‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .6‬الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 3.1‬ملكية رأس المال‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 3.1‬الربح والخسارة‬
‫‪31‬‬ ‫‪ 2.1‬طبيعة نشاط االستثمار‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 3.1‬طبيعة التمويل‬
‫‪34‬‬ ‫‪ .7‬التطور التاريخي للتمويل اإلسالمي‬
‫‪34‬‬ ‫‪ 3.3‬ظاهرة التمويل اإلسالمي في عهد النبوة‬
‫‪35‬‬ ‫‪ 3.3‬المصارف اإلسالمية‬
‫‪03‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .8‬قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي‬
‫‪33‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪33‬‬ ‫لمحة مسبقة عن الوحدة الدارسية التالية‬
‫‪15‬‬ ‫إجابات التدريبات‬
‫‪13‬‬ ‫مسرد المصطلحات‬
‫‪42‬‬ ‫المصادر والمراجع‬

‫‪03‬‬
‫المقدمة‬
‫تمهيد‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬مرحباً بك في رحاب الوحدة الثانية من مقرر "مبادئ التمويل‬
‫اإلسالمي"‪ ،‬وهذه الوحدة بعنوان "التمويل اإلسالمي"‪.‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬تبدأ الوحدة بتسليط الضوء على تعريف التمويل اإلسالمي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى توضيح التمييز بين التمويل المالي والتجاري في أدوات التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫بعد ذلك تنتقل الوحدة لتخبرك عن قواعد التمويل اإلسالمي وهي‪ :‬الواقعية‪ ،‬الملكية‪،‬‬
‫والربحية‪.‬‬

‫أيضاً من الموضوعات المهمة التي ستتناولها الوحدة خصائص ووظائف نظام‬


‫التمويل اإلسالمي‪ ،‬ومن ثم تبين الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي في الجوانب‬
‫اآلتية‪ :‬ملكية رأس المال‪ ،‬الربح والخسارة‪ ،‬طبيعة نشاط االستثمار‪ ،‬وطبيعة التمويل‪.‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬الوحدة ال تترك إال وتعرج بك في لمحة تاريخية عن التمويل‬


‫اإلسالمي‪ ،‬وتحدثك عن ذلك في قسمين؛ هما‪ :‬التمويل اإلسالمي في عهد النبوة‪ ،‬ونشأة‬
‫وتطور المصارف اإلسالمية‪ .‬وفي الختام تستعرض لك الوحدة أهم قواعد النظام‬
‫االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬إن الفائدة المرجوة من دراستك لهذه الوحدة لن تتحقق إال إذا قمت‬
‫باإلجابة عن أسئلة التقويم الذاتي‪ ،‬والتدريبات‪ ،‬باإلضافة إلى أداء األنشطة‪.‬‬

‫ونسأل اهلل لك التوفيق‪،،،‬‬

‫‪03‬‬
‫أهداف الوحدة‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬بعد فراغك من دراسة هذه الوحدة ينبغيي أن تكيون‬
‫قادرً على أن‪- :‬‬
‫ا‬
‫‪ ‬تعرف التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬توضح قواعد التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫تبين خصائص التمويل اإلسالمي‪.‬‬‫‪ّ ‬‬
‫‪ ‬تشرح وظائف نظام التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‪.‬‬
‫‪ ‬توضح التطور التاريخي للتمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تناقش قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪00‬‬

‫‪‬‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل اإلسالمي‬
‫عرفه الدكتور فؤاد السرطاوي بأنه‪:‬‬

‫"أن يقوم الشخص بتقديم شيء ذو قيمة مالية لشخص آخر؛ إما على سبيل التبرع أو‬
‫على سبيل التعاون بين الطرفين من أجل استثماره بقصد الحصول على أرباح تقسم بينهما‬
‫على نسبة يتم االتفاق عليها مسبقا وفق طبيعة عمل كل منهما‪ ،‬ومدى مساهمته في رأس‬
‫المال واتخاذ القرار اإلداري واالستثماري"‪.‬‬

‫كما عرفه منذر قحف بأنه‪:‬‬


‫"هو تقديم ثروة عينية أو نقدية بقصد االسترباح من مالكها إلى شخص آخر يديرها‬
‫ويتصرف فيها لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية"‪.‬‬

‫تدريب (‪)1‬‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬أعد دراسة تعريف فؤاد السرطاوي للتمويل‬
‫اإلسالمي جيداً‪ ،‬وقدم عدداً من المالحظات خاصة فيما يتعلق بأطراف‬
‫عملية التمويل‪ ،‬وأنواع التمويل‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫‪ .2‬التمييز بين التمويل المالي والتجاري في أدوات‬
‫التمويل اإلسالمي‬
‫ويالحظ أن صيغ التمويل المباح تختلف عن بعضها اختالفات تتعلق بدرجة‬
‫السلطة التي يتمتع بها الطرف المتصرف بالمال والحقوق وااللتزامات المترتبة عليه وبشكل‬
‫أدق‪ ،‬فإن بعض صيغ التمويل المباح تتضمن إلقاء عبء اتخاذ القرار االستثماري على‬
‫الطرف العامل وحدة وحصر دور المالك بأن يعض ما يملكه من نقود (في المضاربة) أو‬
‫أرض (في المزارعة) أو أشجار (في المساقاة) تحت تصرف الطرف اآلخر دون أن يكون‬
‫له الحق بالتدخل في ق اررات اإلدارة واالستثمار‪ .‬في حين أن بعض الصيغ األخرى‬
‫(كاإلجارة والبيع بالتقسيط مثال)‪ ،‬يقوم فيها المالك بتحديد نوع السلعة وامتالكها وتحضيرها‬
‫طبقاً للمواصفات المطلوبة من قبل الطرف اآلخر‪ ،‬ويتحمل ما ينشأ عن ذلك من قبل‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬ويتحمل ما ينشأ عن ذلك من التزامات ومسؤوليات مرتبطة بتملكه لها‪،‬‬
‫غير أنه يستفيد من توفر األموال لديه لتقديم شروط مالية ميسرة للطرف اآلخر لقاء ثمن‬
‫يدخل فيه باعتبار االسترباح بالمال‪ .‬ولنطلق على الحاالت التي تتضاءل فيها سلطة رب‬
‫المال‪ ،‬بحيث يترك القرار اإلداري للطرف اآلخر اسم التمويل المالي ‪،Financial Credit‬‬
‫وعلى الحاالت التي تتوسع فيها سلطته‪ ،‬بحيث يتمتع بكل صفات التاجر المعرفة اسم‬
‫التمويل التجاري ‪( Commercial Credit‬وال مشاحة في االصطالح مع أن هذه‬
‫األسماء معروفة في الفكر المالي)‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ارجععع إلععى المكتبععة أو شععبكة المعلومععات الدوليععة "اإلنترنععت" واجمععع‬
‫معلومات عن الفرق بين التمويل التقليعدي والتمويعل اإلسعالمي‪ ،‬ونعاقا هعذا‬
‫الموضوع مع أقرانك في الحي‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫والبد من توضيح لهذا التمييز بين التمويلين المالي والتجاري‪ .‬ففي التمويل‬
‫المالي يتخذ قرار رب المال واحداً من شكلين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اختيار الطرف المدير‪ ،‬الذي يقدم إدارته وخبرته ويقوم باتخاذ الق اررات‬
‫االستثمارية والتجارية وتحديد الشروط العامة للعالقة معه‪ ،‬ومنها نوع النشاط االستثماري‬
‫ومجاله‪ ،‬وهذا واضح في حالة المضاربة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬اختيار األصل الثابت الذي يتم استثماره‪ ،‬باإلضافة إلى اختيار الطرف المدير‬
‫كما في المزارعة والمساقاة‪ .‬أما في التمويل التجاري‪ ،‬فإن رب المال يتخذ القرار االستثماري‬
‫كامالً‪ ،‬أي أنه يقوم بما يعمله التجار في العادة فيحدد السلعة التي يمتلكها‪ ،‬ويقوم بعملية‬
‫تملكها وصيانتها وتخزينها وتسويقها‪ ،‬ثم بيعها أو إيجارها للطرف اآلخر‪ ،‬وقد يفعل ذلك في‬
‫بناء على أمر بالشراء من قبل الطرف المستفيد من التمويل‪ ،‬في حين أن‬
‫كثير من األحيان ً‬
‫دور الطرف المستفيد من التمويل التجاري بعد الحصول على السلعة أو شراء الخدمة هو‬
‫استعمالها – استهالكها أو استغالال – بالشكل الذي يريده وعلى مسؤوليته الكاملة وبق ارره‬
‫المتفرد به مع التزامه بما ترتب في ذمته لرب تلك السلعة التي اشتريت منه أو الخدمة التي‬
‫ابتيعت منه ‪.‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫أجب عن اآلتي‪:‬‬
‫‪ .3‬وضح مفهوم التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬كيف تميز بين التمويل المالي والتجاري في أدوات التمويل‬
‫اإلسالمي؟‬

‫‪03‬‬
‫‪ .3‬قواعد التمويل اإلسالمي‬
‫‪ 1.3‬الملكية‬
‫الربح يستحق في الشريعة بالملك أو العمل هي أنه ال بد من التملك ألن وجود‬
‫حق ملكية على شيء يمنح المالك حق الملكية على جميع الزيادات المتولدة في ذلك‬
‫الشيء‪ ،‬سواء أكانت هذه الزيادات قد حصلت بعوامل طبيعية أم بفعل المالك واجتهاده أم‬
‫بعوامل العرض والطلب في السوق‪ .‬يرتبط بذلك مباشرة أن المالك هو أيضا الذي يتحمل‬
‫جميع ما يط أر على الشيء المملوك من خسائر ومخاطر‪ ،‬فلو هلكت اإلبل أو بارت‬
‫األرض أو نقص سعر السلعة في السوق‪ ،‬فإن كل ذلك على المالك ألن ذلك نقص في‬
‫ملكه‪ ،‬ال يسأل عنه غيره إال إذا كان الغير متسبباً أو متعدياً في ذلك‪ ،‬وهو ما يعرف في‬
‫الفقه بقاعدة (الغنم بالغرم)‪ ،‬فإن ما يتحمل الزيادة يحتمل النقص أيضاً‪ ،‬ويعبر الفقهاء عن‬
‫هذا المعني بكلمة الضمان فيقولون (ممن ملك شيئاً كان عليه ضمانه)‪ ،‬بمعني أنه يتحمل‬
‫جميع ما يتعرض له الشيء المملوك من مخاطر‪.‬‬

‫‪ 2.3‬الواقعية‬
‫فهي الواقعية وهذه الواقعية هي من الفطرة على بساطتها وسهولتها ودون أية‬
‫تعقيدات ذهنية أو افتراضات تحكمية والواقعية تقضى بالنسبة للتمويل قاعدتين فرعيتين؛‬
‫هما جزء من هذه القاعدة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن الشيء المملوك ينبغي أن يكون مما يتحمل بطبيعته الذاتية نفسها الزيادة‪ ،‬فإذا‬
‫لم يكن الشيء المملوك قابال للزيادة لطبيعته فال يمكن أن تكون للمالك زيادة (ربح) في‬
‫ملكه‪ ،‬وهذه الزيادة الطبيعية (أو الطبيعة على األصح) قلنا أن أسبابها يمكن أن تكون‬
‫عوامل طبيعية محضة كما في مثل األنعام أو العشب أو جهد اإلنسان كخياطة‬
‫القماا ثوباً أو عوامل العرض والطلب في السوق‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫ثانياً‪ :‬وفي مقابل ذلك فإن قاعدة الواقعية هذه ترفض فكرة النماء االفتراضي أي أن‬
‫اإلنسان لو ملك شيئاً ليس من طبعه إمكان النماء‪ ،‬فليس لمالكه حق في أية زيادة ولو‬
‫تواضع الناس أو اتفقوا على افتراض زيادة فيه والمثال الواضح‪ ،‬بل الصارخ فيما ال‬
‫نماء له بطبعه الدين‪ .‬فلو ملك إنسان دينا في ذمة إنسان آخر‪ ،‬فإن ذلك يعني أن‬
‫للدائن حقاً على المدين‪ ،‬وهو حق يملك ويقبل بعض أنواع التصرفات نحو الهبة‬
‫والحوالة واإلرث (وهو انتقال قانوني أو شرعي للملك)‪ ،‬ولكنه غير قابل للنماء‪ ،‬ألنه‬
‫شيء معنوي محدد بعدد معين من الوحدات النقدية (أو العينية إذا كان الدين في‬
‫مثليات أخرى كالقمح أو الذرة)‪ ،‬وهذا القدر من الوحدات ال يقبل بطبيعته الزيادة وال‬
‫النقصان وال التوالد وال التكاثر وال الفناء وال اإلهالك! وما الدين في الذمة إال شيء‬
‫معنوي وهو عالقة بين أشخاص وهو بطبعه ال يقبل النماء‪ ،‬بل أن أي محاولة العتبار‬
‫نماء له إنما هي افتراضية ال تخلو من العبث والتحكم‪ ،‬وتبتعد عن الواقعية والفطرة‪،‬‬
‫لذلك فإن ما يعطي قرضاً آلخر‪ ،‬فإن ملكه يتحول من ملك لكمية من النقود إلى ملك‬
‫لشيء معنوي بحت محدد أو معرف بعدد من الوحدات النقدية وال يستحق المقرض أية‬
‫زيادة في عدد الوحدات التي أقرضها‪ ،‬ألن ملكه وهو الدين‪ ،‬هو شيء ال يحتمل‬
‫بطبيعته الزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫وكذلك ما ينبثق عن الواقعية ربط ما يحصل عليه المالك بوجود زيادة حقيقية في‬
‫الشيء المملوك‪ ،‬فلو وجدت زيادة حقيقية استحق المالك زيادة فيما يملك‪ ،‬وان لم توجد‬
‫زيادة أو وجد نقص لم يستحق شيئاً أو نقص عليه ماله المملوك له‪.‬‬

‫تدريب (‪)2‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬قدم شرحاً أكثر الستحقاق الربح في التمويل‬


‫اإلسالمي من واقع أن التمويل اإلسالمي ال يقبل أي افتراضات حول‬
‫الربح‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫‪ 3.3‬الربحية‬
‫الذي يقصد فيه الممول الربح‪ ،‬فهي أن كل عملية تمويلية البد أن تمر خالل السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬سواء أكانت في إنتاجها كما في التمويل بالمشاركة أم المضاربة الذي هو‬
‫تمويل لمشروعات إنتاجية بطبيعته‪ ،‬ألنه ال يمكن فيه إال تقاسم األرباح‪ ،‬أم في تداولها‬
‫(السلع والخدمات) كما في التمويل بالبيوع واإليجارات‪ .‬ولهذه القاعدة أهمية كبري ألنها‬
‫تعني عدم السماح بالتمويل النقدي المحض‪ ،‬بما في ذلك تداول الديون أو القيم واألصول‬
‫النقدية بين المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬وهي تشكل مقدا اًر كبي اًر من التمويل العالمي‬
‫اليوم‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن حصر التمويل باإلنتاج والتداول الحقيقي يجعل حجم التمويل‬
‫مرتبطاً بطبيعته بحجم الحاجات التمويلية الحقيقية دون أحداث أي تراكمات نقدية تتجاوز‬
‫حاجات اإلنتاج والتداول الفعلي‪ ،‬وبالتالي فإن األسواق المالية‪ ،‬وهي معروفة بكثرة وسرعة‬
‫التغيرات فيها ستكون أكثر استق ار اًر‪ ،‬ألن التمويل فيما يقتصر على تمويل اإلنتاج الحقيقي‬
‫دون التسارع الالهث وراء تغيرات سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫(أ) اختر حرف اإلجابة الصحيحة لآلتي‪:‬‬


‫‪- 3‬من قواعد التمويل اإلسالمي وترفض فكرة النماء االفتراضي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الملكية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الواقعية‪.‬‬
‫ج‪ .‬الربحية‪.‬‬
‫‪- 3‬قاعدة الغنم بالغرم تعني‪:‬‬
‫أ‪ .‬المشاركة في الربح والخسارة‪.‬‬
‫ب‪ .‬االستثمار‪.‬‬
‫ج‪ .‬الواقعية‪.‬‬
‫(ب) ما أهم قواعد التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫نشاط‬
‫مييييين واقيييييع خبراتيييييك المعرفيييييية والعلميييييية نييييياقش ميييييع زمالئيييييك‬
‫الموضوعات اآلتية‪:‬‬

‫‪ .3‬مفهوم الربا ومفهوم الربح‪.‬‬


‫‪ .3‬سعر الفائدة واختالفه عن الربح‪.‬‬
‫‪ .2‬العالقة بين الربح والزمن (األجل)‪.‬‬
‫‪ .3‬ضوابط التفرقة بين الربح والربا‪.‬‬

‫يمكنك االستعانة بمصادر المعرفة المختلفة لجمع معلومات إضعافية ععن هعذه‬
‫الموضوعات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫شكل (‪)1‬‬
‫قواعد التمويل اإلسالمي‬

‫التمويل اإلسالمي‬

‫الربحية‬ ‫الواقعية‬ ‫الملكية‬

‫‪ .4‬خصائص نظام التمويل اإلسالمي‬


‫تنبع خصائص التمويل اإلسالمي من نظرة اإلسالم إلى المال‪ ،‬وهي أن المال هو‬
‫مال اهلل‪ ،‬وأن اإلنسان مستخلف على هذا المال في هذه األرض‪ ،‬وعليه أن يتعامل ويعمل‬
‫به وفقاً لألوامر والضوابط والمقاصد التي نصت عليها الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعليه يتميز‬
‫نظام التمويل اإلسالمي بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن التمويالت األخرى منها‪:‬‬
‫(أ) صيغ التمويل اإلسالمي تحول التمويل من أسلوب الضمان والعائد الثابت إلى أسلوب‬
‫المخاطرة والمشاركة في الربح و الخسارة (فالغنم بالغرم)‪ ،‬وبذلك يحقق معيار العدل في‬
‫المعامالت المالية‪.‬‬
‫(ب) توجيه المال نحو االستثمار الحقيقي‪ :‬وذلك عبر عقود التمويل اإلسالمي المختلفة‬
‫اء وتأجي اًر‬
‫الموجهة نحو االستثمار في األصول (األعيان) أو المنافع (الخدمات) بيعاً وشر ً‬
‫ومشاركةً‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وعطاء‪ :‬ألن معدل الفائدة ثمن لإلقراض واالقتراض ربا‬
‫ً‬ ‫(ج) استبعاد التعامل بالفائدة أخذاً‬
‫محرم يؤدي إلى تضخيم النشاط التمويلي مقارنة مع أساليب التمويل اإلسالمية للنشاط‬
‫اإلنتاجي التشاركي والحقيقي‪.‬‬

‫(د) التمويل اإلسالمي يحرم عمليات المضاربة اآلجلة عمليات الشراء والبيع المستقبلية‪،‬‬
‫ويعتبرها ضمن البيع الغرر المحرم ألنها تمثل المتاجرة بأصول لم تتحقق‪.‬‬
‫(ه) تنوع صيغ التمويل اإلسالمي وتعددها‪ ،‬إذ توجد أساليب للتمويل قائمة على التبرعات‬
‫والبر واإلحسان كالقرض الحسن والصدقات التطوعية والزكاة والوقف وأساليب للتمويل‬
‫قائمة على المشاركات كالمشاركة المنتهية بالتمليك والمضاربة والمساقاه والمزارعة‬
‫والمغارسة وأساليب تمويل أخرى قائمة على االئتمان التجاري‪ ،‬كالبيع اآلجل وبيع السلم‬
‫وبيع االستصناع والتأجير التشغيلي والتأجير التمويلي‪.‬‬
‫(و) صيغ التمويل اإلسالمي تقوم على أساس دراسات الجدوى من الناحية الشرعية المالية‬
‫واالقتصادية والفنية‪ ،‬وهذا يعني أن المشروعات عند دراستها تخضع سلم األولويات‬
‫اإلسالمية مما يحقق تخصيصاً أفضل للموارد واالستخدامات بما فيه تنمية اقتصادية‬
‫واجتماعية مستدامة‪.‬‬
‫(ز) صيغ التمويل اإلسالمي ليست نقيضاً للضمانات‪ ،‬فهي ال تحول بين مؤسسات التمويل‬
‫والضمانات الكافية التي تؤمن مخاطر استثمار األموال‪ ،‬وهو ال يحتاج إلى ضمانات قوية‪،‬‬
‫ألنه يركز على العمليات أكثر مقدرات العميل المالية (المشاركات) المعرفة الشخصية‬
‫بالشريك والمتابعة للمشروع من قبل البنك و تخزين المواد الخام موضوع العملية‪ ،‬هي‬
‫المتطلبات في حالة غياب الضمان‪.‬‬
‫(ح) توجيه المال نحو اإلنفاق المشروع‪ :‬بحيث يوجه التمويل اإلسالمي إلى كل ما هو‬
‫مباح في إطار الشريعة اإلسالمية السمحة‪ ،‬فال تنفق األموال على ما فيه تحقيق لمفسدة‬
‫الفرد أو المجتمع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫(ط) تنمية طاقات الفرد ومهاراته وابداعاته‪ :‬وذلك من خالل خصائص عقود التمويل‬
‫اإلسالمي التي تتيح مشاركة اقتصادية فعالة بين الطرف المقدم للتمويل والطرف المستفيد‬
‫من األموال‪ ،‬إضافة إلى الجانب االجتماعي الذي تقوم به مؤسسات التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫شكل (‪)2‬‬
‫خصائص نظام التمويل اإلسالمي‬

‫التمويل اإلسالمي‬

‫تنوع صيغ التمويل‬ ‫االستثمار الحقيقي‬


‫الخصائص‬
‫دراسات جدوى شرعية‬ ‫استبعاد التعامل بالربا‬

‫اإلنفاق المشروع‬ ‫المشاركة في الربح والخسارة‬

‫تنمية طاقات الفرد‬ ‫تحريم بيع الغرر‬

‫تدريب (‪)3‬‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬اذكر عدداً آخر من مميزات التمويل اإلسالمي‬
‫كتمويل شرعي مقارنة بالتمويل الوضعي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫نشاط‬
‫أوالً‪ :‬دون الرجع ع ععوع إلع ع ععى مصع ع ععادر التش ع ع عريع اإلسع ع ععالمي حع ع ععاول أنع ع ععت‬
‫وزم ععالؤك االستش ععهاد عل ععى خص ععائص التموي ععل اإلس ععالمي ب ي ععات م ععن القع عرآن‬
‫الكريم وأحاديث نبوية شريفة‪.‬‬
‫ثانيييياً‪ :‬إذا صعععب علععيكم األمععر يمكععنكم االسععتعانة بمصععادر التش عريع‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .3‬وظائف نظام التمويل اإلسالمي‬


‫الهدف من التمويل أساساً هو تسهيل المبادالت االقتصادية واألنشطة الحقيقية‬
‫فالنشاط الحقيقي وهو التبادل إما بغرض االستثمار أو االستهالك والخطوة األولى نحو‬
‫تنمية الثروة وتحقيق الرفاهية ألفراد المجتمع هو النشاط االقتصادي متمثل في العمل‬
‫والمال‪ ،‬فلو كان األفراد يملكون المال الالزم إلتمام هذه األنشطة لما كان هناك مبرر‬
‫للتمويل‪ ،‬وانما تنشأ الحاجة للتمويل إذا وجدت مبادلة نافعة لكنها متوقفة بسبب غياب المال‬
‫إلتمامها فالتمويل في هذه الحالة يحقق قيمة مضافة لالقتصاد‪ ،‬ألنه يسمح بإتمام نشاط‬
‫حقيقي نافع لم يكن من الممكن إتمامه لوال وجود التمويل‪ ،‬فالتمويل يحقق القيم المضافة‬
‫كوظيفة مهمة في النشاط االقتصادي تتمثل في تسهيل وتشجيع المبادالت واألنشطة‬
‫الحقيقية للنشاط االقتصادي‪ ،‬وهو مصدر تنمية الثروة وتحقيق القيمة المضافة التي تولد‬
‫الرفاه االقتصادي للمجتمع التي يحققها وبدون هذه القيمة ال تتحقق وفي مقابل هذه الوظيفة‬
‫يستحق التمويل عائدا ينبع من القيمة المضافة أيضاً‪ ،‬بل يصبح هذا العائد تكلفة وخسارة‬
‫على النشاط طالما ال يوجد مبرر لعائد التمويل االقتصادي إذا لم يوجد التمويل باألصل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .3‬هناك مجموعة من الخصائص التي تميز نظام التمويل‬


‫اإلسالمي‪ .‬وضح ذلك؟‬
‫‪ .3‬ماذا يقصد بوظائف نظام التمويل اإلسالمي؟‬

‫‪ .6‬الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‬


‫هناك فروق جوهرية تميز التمويل اإلسالمي االستثماري عن التمويل الربوي يوضحها‬
‫الشكل التالي ومشروحة بعده‪.‬‬
‫شكل (‪)3‬‬
‫جوانب الفرق بين التمويل اإلسالمي والتمويل الربوي‬

‫التمويل‬

‫ربوي‬ ‫إسالمي‬

‫‪ .1‬ينتقل رأس المال للطرف اآلخر‪.‬‬ ‫‪ .1‬تستمر ملكية رأس المال عند‬
‫‪ .2‬صاحب المال ال يتحمل الخسارة‪.‬‬ ‫المالك‪.‬‬
‫‪ .3‬أي نوع من االستثمار‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخسارة على صاحب المال‪.‬‬
‫‪ .4‬نقد فقط‪.‬‬ ‫‪ .3‬استثمار متوقع ربحه‪.‬‬
‫‪ .4‬نقود أو أصول ثابتة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 1.6‬ملكية رأس المال‬
‫يستمر ملك رأس المال في التمويل اإلسالمي للمالك‪ ،‬بينما تنتقل الملكية لرأس المال‬
‫للطرف اآلخر في التمويل الربوي‪.‬‬

‫‪ 2.6‬الربح والخسارة‬
‫أوالً‪ :‬يشترك الطرفان في الربح قل أو كثر حسب اتفاقها في التمويل اإلسالمي‪ ،‬بينما ال‬
‫ترتبط الزيادة التي يحصل عليها الممول في التمويل الربوي بنتيجة ربحية المشروع وال‬
‫بحصة المستفيد من التمويل‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الخسارة تقع على رب المال في التمويل اإلسالمي‪ ،‬بينما ال يتحمل الممول في‬
‫التمويل الربوي أي خسارة‪ ،‬بمعنى آخر أن المستفيد في التمويل اإلسالمي‪ ،‬ال يضمن‬
‫الخسارة إال في حال التعدي أو التقصير‪ ،‬ألن يده يد أمان؛ بينما في التمويل الربوي تعتبر‬
‫يده يد ضمان‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الربح في التمويل اإلسالمي ربح حقيقي‪ ،‬ألنه ناتج عن زيادة في عناصر اإلنتاج‪،‬‬
‫بينما في التمويل الربوي ربح وهمي‪.‬‬

‫‪ 3.6‬طبيعة نشاط االستثمار‬


‫أوالً‪ :‬ينحصر التمويل اإلسالمي باألعمال االستثمارية المتوقع ربحها‪ ،‬بينما يمكن تمويل‬
‫أي نوع من األعمال االستثمارية في التمويل الربوي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬يشترط في التمويل اإلسالمي التركيز على المشاريع التي تمتزج فيها عناصر‬
‫اإلنتاج‪ ،‬بينما ال يشترط ذلك في التمويل الربوي‪ ،‬فمثال قد يستخدم المستفيد المال في‬
‫إقراضه بالربا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 4.6‬طبيعة التمويل‬
‫يتم التمويل اإلسالمي عن طريق النقود أوعن طريق األصول الثابتة‪ ،‬بينما في‬
‫التمويل الربوي يكون التمويل عن طريق النقد فقط‪.‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬


‫أكمل الجدول اآلتي‪:‬‬
‫التمويل الربوي‬ ‫التمويل اإلسالمي‬ ‫الخاصية‬
‫‪..............‬‬ ‫رأس ‪..................‬‬ ‫ملكية‬ ‫‪/3‬‬
‫المال‬
‫‪..............‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪ /3‬الربح والخسارة‬
‫‪...............‬‬ ‫‪ /2‬طبيعة نشاط ‪...................‬‬
‫االستثمار‬
‫‪...............‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪ /3‬طبيعة التمويل‬

‫تدريب (‪)4‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬هنالك شرط أساسي في طبيعة نشاط االستثمار‬


‫الذي يحتاج للتمويل اإلسالمي لم يذكر‪ .‬اذكره من واقع اختصاصك في‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬المستوى المعيشي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫نشاط‬
‫اتصل بإمام وخطيب مسجد الحي الذي تسكن فيه‪ ،‬واقترح عليعه أن‬
‫يخصععص خطبععة صععالة الجمعععة القادمععة عععن التمويععل اإلسععالمي والفععرق بينععه‬
‫وبين التمويل الربوي‪ ،‬وذلك حتى تعم الفائدة في المجتمع‪.‬‬

‫‪ .7‬التطور التاريخي للتمويل اإلسالمي‬


‫‪ 1.7‬ظاهرة التمويل االسالمي في عهد النبوة‬
‫من المعروف أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم نشأ في مكة‪ ،‬المدينة التجارية الكبرى‬
‫في جزيرة العرب‪ ،‬إلى جانب أنها المدينة المقدسة‪ .‬وكانت لقريا رحلتان ثابتتان‪ ،‬إحداهما‬
‫في الشتاء إلى اليمن ألن اليمن أدفأ‪ ،‬والثانية بالصيف إلى الشام‪ .‬ولما جاء هاشم بن عبد‬
‫مناف سيد قريا أمر بنوع من التكافل االقتصادي واالجتماعي بين نقريا كلها غنيها‬
‫وفقيرها حتى اقترب غنيهم من فقيرهم‪ ،‬وظهر اإلسالم وهم على ذلك‪ ،‬وبالتالي فلم يكن في‬
‫العرب بنو أب أكثر ماالً وال أعز من قريا‪ .‬وفي هذه البيئة ظهر رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فكان أم اًر طبيعياً أن ينزع الرسول صلى اهلل عليه وسلم إلى "الرحلة" بعد أن‬
‫كان يرعى الغنم في صغره‪ ،‬ومن الوقائع الثابتة أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم خرج مع‬
‫قوافل قريا عندما كان عمره يتراوح ما بين التاسعة والثانية عشرة‪ ،‬وذلك حين تعلق بعمه‬
‫أبي طالب حين أزمع السفر إلى الشام للتجارة‪ ،‬فأخذه معه في الرحلة التي التقى فيها أبو‬
‫طالب بالراهب بحي ار الذي تنبأ برسالة الرسول صلى اهلل عليه وسلم وخشى عليه من اليهود‬
‫لو عرفوه‪ ،‬فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام‪..‬‬
‫وهكذا نرى أن صلة الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالرعي تارة وبالتجارة تارة أخرى بدأت‬
‫معه عليه السالم بداية مبكرة تأث اًر بالبيئة التي يعيا فيها‪ .‬لكن الحدث التجاري الفاصل في‬

‫‪33‬‬
‫حياة الرسول صلى اهلل عليه وسلم وقع حين لجأت خديجة إلى محمد بن عبد اهلل تستأجره‬
‫ليضارب في مالها بعد أن بلغها الكثير من صدق حديثه وأيضا ألمانته وكرم أخالقه‪ ،‬فلهذا‬
‫عرضت عليه _كما يقول ابن إسحاق _ أن يخرج في مالها إلى الشام تاج اًر‪ ،‬وتعطيه‬
‫أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار‪ ،‬مع غالم لها يسمى ميسرة‪ ،‬فقبل رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ذلك وخرج في مالها ومع غالمها ميسرة حتى قدم الشام‪ ،‬ثم باع رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم سلعته التي خرج بها‪ ،‬فاشترى ما أراد أن يشتري‪ ،‬ثم أقبل قافال إلى‬
‫مكة ومعه ميسرة الذي حكى عن أمانته وتوفيق اهلل له ما شاء أن يحكي‪ ،‬ورأت خديجة‬
‫أيضا أن أرباحها ضوعفت فرغبت فيه زوجاً‪ ،‬وكانت أسن منه‪ ،‬وكانت أوسط نساء قريا‬
‫نسباً‪ ،‬وأعظمهم شرفاً وأكثرهم ماالً‪ ،‬وكل قومها كان حريصاً على ذلك منها لو قدروا عليه‪،‬‬
‫وكانت له نعم الزوج‪.‬‬
‫وفي الصدر األول اإلسالمي حينما كانت تحفظ " األموال " كأمانات أوالً ثم سلف‪/‬‬
‫قرض يتجر بها إلى أن تحولت مع ازدهار األسواق التجارية إلى معامالت استثمارية‬
‫بمصطلحات متعارف عليها مثل البيع أو الديون أو القروض (سلف) أو المتاجرة ‪ ..‬ومرة‬
‫أخرى أؤكد أن الشواهد التاريخية منها ما قبل اإلسالم في المعابد‪ ،‬ومع فجر اإلسالم كان‬
‫المقصود من تلك األمانات أو الودائع على اختالف مسمياتها‪ ،‬مثل القروض التي يتم‬
‫المتاجرة بها بداية دون ربح محدد سلفاً‪ ،‬ومن ثم تكون المشاركة بحصة من ربح يتفق‬
‫عليه‪ ،‬وال تخرج تلك الودائع أو سلف القروض لدى الصحابي الجليل وولده ابن الزبير وعبد‬
‫اهلل‪ ،‬وكذا لدى ولدي ابن الخطاب عبد اهلل وعبيد اهلل عن المتاجرة أوالً بتلك األموال فيما تم‬
‫تعريفه فقهياً بالمضارب‪.‬‬
‫ومع فجر اإلسالم كانت هناك شريحتان من المعاملة‪ :‬إحداهما‪ :‬رأس مال مع حصة‬
‫من الربح على أساس القراض (المضاربة)‪ ،‬واألخرى معاملة مالية بزيادة معلومة أي ربا‬
‫الجاهلية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 2.7‬المصارف اإلسالمية‬
‫شهدت السبعينات تأسيس عدد من المصارف اإلسالمية‪ :‬بنك ناصر االجتماعي‬
‫(‪ ،)3333‬بنك دبي اإلسالمي (‪ ،)3333‬البنك اإلسالمي للتنمية (‪ ،)3333‬مصرف فيصل‬
‫اإلسالمي في كل من القاهرة والخرطوم جنباً إلى بيت التمويل الكويتي عام (‪ ،)3333‬ثم‬
‫أعقبه البنك اإلسالمي األردني عام (‪ … )3334‬وفي أقل من ثالثة عقود تضاعف عدد‬
‫المصارف اإلسالمية إلى ‪ 331‬وحدة‪.‬‬
‫تم افتتاح أول بنك إسالمي دولي بالعالم ‪ -‬البنك اإلسالمي للتنمية عام ‪3333‬‬
‫السعودية‬
‫* عدد المصارف اإلسالمية في العالم حوالي ‪ 500‬مصرفاً عام ‪3532‬م‪.‬‬
‫* عدد المصارف التقليدية التي تقدم منتجات مصرفية إسالمية حوالي ‪ 330‬بنك‪.‬‬
‫* وفق تقديرات شركة أرنست أند يانج تبلغ حجم الصناعة المصرفية اإلسالمية في‬
‫مارس ‪3532‬م ‪ 3.3‬تريليون دوالر ‪،‬تصل بمشيئة اهلل عام ‪ 3533‬الي حوالي ‪ 3‬تريليون‬
‫دوالر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪330‬‬

‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫‪ .3‬اشرح بإيجاز بعض جوانب التمويل اإلسالمي في عهد النبوة‪.‬‬


‫‪ .3‬تحدث عن المصارف اإلسالمية وتطورها‪.‬‬

‫‪ .8‬قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي‬


‫أ ‪-‬حرية التعاقد والدخول في المعامالت وال يصح التعاقد إذا انطوى على إكراه أحد‬
‫الطرفين (ال إكراه في الدين)‪.‬‬
‫ب ‪-‬حظر اإلستغالل في العقود حماية العمالء بالمفهوم الغربي‪.‬‬
‫ج ‪-‬التحرر من الغرر وهو عدم اليقين المفرط وتحريم الربا‪.‬‬
‫د ‪-‬نوعية النشاط االستثماري ينبغي أال يتعارض مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ه ‪-‬األسعار تحدد على حسب العرض والطلب وأال يكون هنالك تدخل في تحديد‬
‫األسعار حتى من المنظمين‪ .‬ولكن يجوز التدخل (ابن تيمية) بشرط أن المقصود‬
‫هو تثبيت األسعار لمكافحة حاالت الشذوذ في السوق الناجمة عن أضعاف‬
‫شروط المنافسة الحرة وهو شرط أن قوى العرض والطلب ينبغي أن تكون حقيقية‬
‫وخالية من عناصر مصطنعة لذلك اإلسالم يدين أي محاولة للتأثير على‬
‫األسعار من خالل نقص مصطنع للعرض (االحتكار)‪.‬‬
‫وبالمثل فإن أي محاولة للمزايدة على األسعار عن طريق خلق طلب مصطنع ُيعتبر‬
‫غير أخالقي‪ ،‬يجب أن يكون التسعير على أساس القيمة العملية والفرق الكبير في السعر‬
‫الذي يتم تنفيذ الصفقة به‪ ،‬والسعر العادل حسب رأي خبراء التقييم هو غبن يجعل المعاملة‬
‫غير أخالقية للمشترين الحق في المساواة والحصول على معلومات كافية عن السوق‪.‬‬
‫اإلسالم يؤكد على أهمية المعلومات لذلك اإلفراج عن المعلومات غير الدقيقة ممنوع‬
‫واخفاء المعلومات الحيوية ينتهك قواعد األخالق اإلسالمية‪.‬‬
‫و ‪-‬تحقيق التوازن بين مجاالت التوظيف المختلفة والتوازن بين القطاع العام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫والتوازن يتم بين مجاالت التوظيف قصير األجل ومتوسط األجل وطويل األجل‪ ،‬وبين‬
‫مناطق التوظيف المختلفة‪ ،‬حيث يتحقق التوازن الجغرافي‪ ،‬وفي الوقت ذاته توازن في مجال‬
‫التوظيف وفقاً لألولويات اإلسالمية‪ - .‬الضروريات‪ - .‬الحاجات‪ - .‬الكماليات‪.‬‬
‫إن اإلسالم يوحد ويوازن بين الروح والمادة ويرفض الرهبانية واإلغراق في المادية‪،‬‬
‫هو وسطاً كذلك يوازن بين القطاع الخاص والعام والملكية الخاصة والملكية الجماعية‪ ،‬بعد‬
‫األزمة المالية العالمية تغير دور الدولة والقطاع العام وهذا يوضحه تضخم إنفاقات القطاع‬
‫العام التي أصبحت تناهز (‪ )%33‬من إجمالي الناتج المحلي في أمريكا‪ ،‬هذا مبلغ كبير‬
‫إذا نظرنا إلى البنوك الكبرى في فرنسا التي تستدر قرابة (‪ )%33‬من أنشطتها وأرباحها من‬
‫أنشطة التجزئة وليس من أعمال بنوك االستثمار أو إدارة األصول‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ز‪ -‬اإلنسان هو خليفة اهلل في األرض والمال هو مال اهلل ويجب على اإلنسان‬
‫المستخلف فيه إنفاذ توجيهات المالك‪ ،‬مثل االعتدال في إنفاقه وعدم اإلسراف والتبذير‬
‫وتأدية زكاته‪.‬‬
‫شكل (‪)4‬‬
‫قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي‬

‫النظام االقتصادي اإلسالمي‬

‫ضبط المديونية‬ ‫حرية التعاقد‬

‫التوازن بين القطاع الخاص والعام‬ ‫تحريم الربا‬

‫األسعار يحددها العرض والطلب‬ ‫حسن إدارة المال‬

‫االتفاق مع الشريعة اإلسالمية‬ ‫الرقابة اإلسالمية‬

‫حظر االستغالل في العقود‬ ‫الزكاة‬

‫ح ‪-‬حسن اختيار من يقومون على إدارة األموال‪:‬‬


‫يتعين على المؤسسات المالية اإلسالمية بذل كافة الجهود الالزمة للتأكد من حسن اختيار‬
‫األفراد الذين سيتولون إدارة األموال‪ ،‬سواء أكانت من بين موظفيها‪ ،‬أو من بين عمالئها‬
‫الذين سيتم إتاحة األموال لهم إلدارتها‪ ،‬حيث ال يجب ان يوكل أمر إدارة هذه األموال لمن‬
‫ال يصلح للقيام بهذه المهمة أعماالً لقول اهلل سبحانه وتعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲧ ﲪ ﲧ ﱠ‬
‫(النساء‪ )5 :‬وتقتضي إدارة هذه األموال الرشادة في استخدامها‪ ،‬والحكمة في معالجتها‬
‫لتحقيق النفع العام والخاص من هذا االستخدام في إطار التوازن االنفاقي الرشيد الذي‬

‫‪30‬‬
‫يحفظ المال وال يبدده وفي الوقت ذاته ال يكتنزه أو يحجبه عن التداول والمنفعة عمالً بقول‬
‫اهلل سبحانه وتعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲧ ﲧ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ (الفرقان‪ )76 :‬ومعنى هذا أيضاً أن يتم‬
‫اختيار أرشد السبل لتوظيف المال وانمائه وادارته إدارة رشيدة دون إسراف أو تقتير‬
‫وبالشكل الذي يفي بحاجة األفراد وحاجة المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫ط‪ -‬عدم حبس المال وحجبه عن التداول واكتنازه‪:‬‬
‫يتعين على المؤسسة المالية اإلسالمية أن تعمل على تنمية المال واثماره باعتباره مستخلفاً‬
‫فيه ووكيالً عن أصحابه وتوظيفه التوظيف الفعال لصالح المجتمع‪ ،‬وباعتباره أصالً من‬
‫أصوله التي يتعين تنميتها واثمارها وليس اكتنازها أو حجبها وحرمان المجتمع واألفراد الذين‬
‫في حاجة إليها منها تجنباً لغضب اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وابتعاداً عن نواهيه عز وجل وخوفاً‬
‫من قوله سبحانه وتعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲧ ﱳ ﱴ ﱵ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧﲧ‬
‫ﲧ ﲧ ﲧ ﲎ ﲏ ﲧ ﲑ ﲧ ﲧ ﱠ (التوبة‪ ،)35-34 :‬فحبس المال تعطيل لوظيفته في توسيع ميادين‬
‫اإلنتاج وتهيئة سبل العمل وتوفير مجاالت الرزق واصالح األمة‪ ،‬وهي جميعها أمور‬
‫تحتاج إلى إنطالقة المال في المجاالت الشرعية المنصوص عليها دون غلو أو تبذير أو‬
‫إسراف‪ ،‬بل في إطار رشادة فكرية وعلمية تستثمر فيها أموال المسلمين في المجاالت التي‬
‫تنفع المسلمين‪.‬‬
‫ويرتبط بهذا أيضاً ضرورة اإلنفاق‪ ،‬واآليات التي تأمر باإلنفاق كثيرة من بينها‪ :‬قوله‬
‫تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧﲎ ﲏ ﲧ ﲑ ﲧ ﱠ (البقرة‪ .)254 :‬وقد‬
‫اشترط اهلل سبحانه وتعالى أن يكون اإلنفاق في غير إسراف وال تبذير ﱡﭐ ﲧ ﲧ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‬
‫ﳐ ﳑ ﳒ ﱠ (الفرقان‪ ،)76 :‬وقوله سبحانه وتعالى‪ :‬ﱡﭐ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲎ ﲏ ﲧ ﲑ ﲧ ﲧ ﲔ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ‬
‫ﲧ ﲧ ﲧ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﱠ(البقرة ‪ ،)313 :‬وقد وضع اهلل سبحانه وتعالى الجزاء للمنفقين‪ :‬ﱡﭐ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ‬
‫ﲧ ﲧ ﱳ ﱴ ﱵ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﲧ ﱠ(البقرة ‪.)271:‬‬

‫‪33‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬

‫عزيزي الدارس‪ ،‬من خالل الواقع المعيا ِّ‬


‫عدد واشرح طرق أخرى‬
‫ألكل أموال الناس بالباطل غير الربا‪.‬‬

‫ي‪ -‬خضوع المعامالت المالية للرقابة اإلسالمية الذاتية والخارجية‪:‬‬


‫فالرقابة اإلسالمية رقابة ذات شقين‪ ،‬شق ذاتي من داخل الفرد ذاته‪ ،‬ومن وحي ضميره‪،‬‬
‫ومن خالل تمسكه بدينه وخوفه من إغضاب اهلل عز وجل وشق آخر خارجي من خالل‬
‫هيئة رقابة شرعية يتم اختيار أفرادها من التقاة الراسخين في علوم الدين المشهود لهم‬
‫بالنزاهة الشديدة والحرص‪ .‬بل يمكن القول بأن الرقابة في المصارف اإلسالمية هي رقابة‬
‫شاملة محاورها متعددة تضم‪ ،‬رقابة من الفرد على ذاته‪ ،‬ومن الفرد على العمل المصرفي‬
‫الذي يتم‪ ،‬ومن المسؤول عن العمل المصرفي على النشاط االقتصادي الذي يتم تمويله‪،‬‬
‫ومن الهيئة الرقابية الشرعية على كافة النشاط واألعمال المصرفية التي تتم‪ ،‬ومن اهلل‬
‫سبحانه وتعالى على الجميع‪ .‬ومن هنا تتشكل الطبيعة التكاملية للبنوك اإلسالمية التي‬
‫تجعل منها نمطاً فريداً من التفاعل والتكامل واالتساق والتوافق مع احتياجات األفراد‬
‫والمجتمع اإلسالمي الحميد‪.‬‬
‫ك‪ -‬كبح جماح المديونية ومنع نموها دون ضوابط وتوجيه التمويل ليكون سببا فًي توليد القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬وتعزيز نمو الدخل االقتصادي‪ ،‬وهذا ما يسمح بتحقيق عائد للتمويل من خالل‬
‫وتابعا للنشاط‬
‫ً‬ ‫خادما‬
‫ً‬ ‫القيمة المضافة التي أسهم في إيجادها إليها‪ ،‬فلما كان التمويل‬
‫تابعا للبيوع والعقود الحقيقية‪.‬‬
‫والمبادالت الحقيقية‪ ،‬كان التمويل في العقود اإلسالمية ً‬

‫‪33‬‬
‫أسئلة تقويم ذاتي‬

‫وضح كيف وضع النظام االقتصادي األسس لآلتي‪:‬‬

‫‪ .3‬األسعار‪.‬‬
‫‪ .3‬إدارة األموال‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الخالصة‬
‫عزيزي الدارس‪،،‬‬
‫اآلن وفي هذا الجزء من الوحدة نوجز معاً أهم المعلومات الرئيسة التي جاءت فيها‬
‫عن موضوع التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫بدأت الوحدة بتعريف التمويل اإلسالمي‪ ،‬وذكرت تعريفاً للدكتور منذر قحف جاء‬
‫فيه أن التمويل اإلسالمي هو‪ :‬تقديم ثروة عينية أو نقدية بقصد االسترباح من مالكها إلى‬
‫شخص آخر يديرها‪ ،‬ويتصرف فيها لقاء عائد تبيحه األحكام الشرعية‪.‬‬
‫بعد ذلك استعرضت الوحدة قواعد التمويل اإلسالمي وهي ثالث‪ :‬الملكية‪ ،‬الواقعية‪،‬‬
‫والربحية‪ ،‬فالملكية تشير إلى أن الربح يستحق في الشريعة بالملك أو العمل‪ ،‬وهي أنه البد‬
‫من التملك‪ ،‬ألن ذلك يمنح المالك الحق في جميع الزيادات‪ ،‬وهو كذلك يتحمل ما يط أر‬
‫على الشيء المملوك من خسائر ومخاطر‪ .‬أما الواقعية‪ ،‬فلها قاعدتين فرعيتين هما‪ :‬إن‬
‫الشيء المملوك ينبغي أن يكون مما يتحمل بطبيعته الذاتية الزيادة‪ ،‬وذلك حتى يكون‬
‫للمالك ربح في ملكه‪ ،‬وان لم يكن من طبع الشيء المملوك النماء والزيادة فليس لمالكه حق‬
‫في أي زيادة ومثال لذلك الدين‪ ،‬أما الربحية وهي أن يقصد الممول الربح‪.‬‬
‫عرفتنا الوحدة بخصائص نظام التمويل اإلسالمي‪ ،‬وذكرت أنها تنبع من نظرة‬
‫اإلسالم إلى المال‪ ،‬وهي أن المال هو مال اهلل وأن اإلنسان مستخلف فيه‪ ،‬وعليه أن‬
‫يتعامل ويعمل به وفقاً لألوامر والضوابط والمقاصد التي نصت عليها الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وأهم الخصائص التي ذكرت هي‪ :‬توجيه المال نحو االستثمار الحقيقي من خالل عقود‬
‫وعطاء‪ ،‬تحريم بيع الغرر‪ ،‬تنوع‬
‫ً‬ ‫التمويل اإلسالمية المختلفة‪ ،‬استبعاد التعامل بالفائدة أخذاً‬
‫صيغ التمويل اإلسالمي‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمي تقوم على أساس دراسات الجدوى من‬
‫الناحية الشرعية‪ ،‬توجيه المال نحو اإلنفاق المشروع‪ ،‬وتنمية طاقات الفرد ومهاراته‬
‫وابداعاته‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أيضاً من الموضوعات المهمة التي تناولتها الوحدة‪ ،‬الفرق بين التمويل اإلسالمي‬
‫والتمويل الربوي‪ ،‬وذلك في أربعة خواص هي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ملكية رأس المال‪ ،‬حيث أوضحت أنه في التمويل اإلسالمي تستمر ملكية رأس المال‬
‫عند المالك‪ ،‬أما في التمويل الربوي فينتقل رأس المال للطرف اآلخر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الربح والخسارة‪ ،‬ففي التمويل اإلسالمي يشترك الطرفان في الربح والخسارة‪ ،‬وفي‬
‫التمويل الربوي صاحب المال ال عالقة له بالخسارة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طبيعة نشاط االستثمار‪ ،‬ففي التمويل اإلسالمي يكون استثمار متوقع ربحه‪ ،‬وفي‬
‫التمويل الربوي يمكن تمويل أي مشروع‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬طبيعة التمويل‪ ،‬فإن التمويل اإلسالمي يتم عن طريق النقود أو األصول الثابتة‪،‬‬
‫بينما في التمويل الربوي يكون التمويل عن طريق النقد فقط‪.‬‬
‫أشارت الوحدة كذلك إلى التطور التاريخي للتمويل اإلسالمي وتتبعت ذلك منذ عهد‬
‫النبوة‪ ،‬وعمل النبي صلى اهلل عليه وسلم في تجارة السيدة خديجة حتى نشأة المصارف‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫أخي اًر شرحت الوحدة أهم قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي ونوجزها كاآلتي‪ :‬حرية‬
‫التعاقد‪ ،‬تحريم الربا‪ ،‬الزكاة‪ ،‬حسن إدارة المال‪ ،‬الرقابة المالية اإلسالمية الذاتية والخارجية‪،‬‬
‫التوازن بين القطاع الخاص والعام‪ ،‬ضبط المديونية‪ ،‬األسعار يحددها العرض والطلب‪،‬‬
‫االتفاق مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وحظر االستغالل في العقود‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫لمحة مسبقة عن الوحدة الدراسية التالية‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬نواصل معاً تصفح مقرر مبادئ التمويل اإلسالمي‪ ،‬ونلتقي قريباً‬
‫في الوحدة القادمة‪ ،‬وهي الوحدة الثالثة وعنوانها‪ :‬أدوات التمويل اإلسالمي القائمة على‬
‫الشراكة‪.‬‬
‫عزيزي الدارس‪ ،‬ستدرس هذا الموضوع من خالل تفصيل الموضوعات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .3‬تعريف أدوات التمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬المشاركة‪.‬‬
‫‪ .2‬المضاربة‪.‬‬
‫وكل واحدة من صيغ التمويل هذه ستدرسها من خالل التعريف والسمات‬
‫والمشروعية واألنواع والمعوقات‪.‬‬
‫ونتمنى لك التوفيق‪،،،‬‬

‫‪33‬‬
‫إجابات التدريبات‬
‫تدريب (‪)1‬‬
‫نالحظ على هذا التعريف أنه حصر التمويل فقط على أن يكون بين شخصين دون‬
‫أن يشمل التمويل الذي قد يكون من الدولة أو من المؤسسات المالية والمصرفية‪ ،‬كما أنه‬
‫اقتصر أيضاً على التمويل االستثماري دون أن يشتمل على التمويل التطوعي كالحصة‬
‫والتبرع كوسائل وعقود تمويل في اإلسالم‪ ،‬كما أنه لم يشتمل أيضاً على صيغة القرض‬
‫الحسن‪.‬‬
‫تدريب (‪)2‬‬
‫إن استحقاق الربح في التمويل اإلسالمي يدور دائماً‪ ،‬مع ما يحصل فعالً على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬فلو استثمر شخص ماله مع شخص آخر‪ ،‬فليس له الحق إال بجزء من الربح الفعلي‬
‫وليس له أن يفترض حدوث ربح فيأخذ مقدا اًر ثابتاً أو نسبة من رأس المال دون النظر إلى‬
‫واقع األمر على حقيقته وبساطته وفطرته‪ ،‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإن التمويل اإلسالمي ال يقبل أي‬
‫افتراضات حول الربح‪ ،‬بل ينظر مباشرة إلى ما تحقق من ربح فعالً فيقسمه بين المالك‬
‫والمستثمر‪ ،‬وال يقبل أن يقسم ربحاً افتراضياً أو أن يفترض للممول‪ ،‬سواء أخسر المشروع‬
‫أم ربح‪.‬‬
‫تدريب (‪)3‬‬
‫‪ .1‬صيغ التمويل اإلسالمية هي البديل الشرعي للفائدة الربوية التي يرتكز عليها‬
‫النظام المصرفي الربوي‪.‬‬
‫‪ .2‬صيغ التمويل في أصلها عقود معروفة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬جرى تطويرها لكي‬
‫تتالئم مع أغراض وطبيعة نشاط المصارف باعتبارها وسيطاً مالياً‪.‬‬
‫‪ .3‬ينظر إلى معالجة الفقر كجزء من مسؤولياته االجتماعية ويطبق مبدأ االستخالف‬
‫في المال‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .4‬الصيغ اإلسالمية ليس لها أبعاد مالية ضارة في حالة الخسارة‪ ،‬وال تترك الشريك‬
‫مكبالً بالديون أو تلزمه بالدفع في حالة الخسارة‪.‬‬
‫تدريب (‪)4‬‬
‫يقتصر التمويل اإلسالمي على األعمال الموافقة للشرع‪ ،‬بينما يمكن تمويل أي نوع‬
‫من األعمال في التمويل الربوي‪ ،‬مثل تمويل بار أو تمويل مرقص‪.‬‬
‫تدريب (‪)5‬‬
‫يعرف أكل أموال الناس بالباطل بخالف الربا بصور من المعامالت االقتصادية‬
‫وغير االقتصادية التي بموجبها يتم الحصول على األموال بدون وجه حق‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫الطرق‪ :‬السرقة‪ ،‬خيانة األمانة‪ ،‬القمار‪ ،‬االبتزاز‪ .....‬إلخ‪ ،‬وهي جميعها أفعال محرمة ال‬
‫يجوز للبنوك اإلسالمية أن تقع فيها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مسرد المصطلحات‬
‫‪ ‬الغرم بالغنم‬
‫إن التكاليف والخسارة التي تحصل من الشيء تكون على َمن ينتفع به شرًعا؛ أي‪:‬‬
‫ضرره‪.‬‬
‫َ‬ ‫إن َمن ينال نفع شيء يجب أن يتحمل‬
‫‪ ‬بيع الغرر‬
‫بيع الغرر‪ :‬بيع ما ال يعلم وجوده وعدمه‪ ،‬أو ال تعلم قلته وكثرته‪ ،‬أو ال يقدر على‬
‫تسليمه‪.‬‬
‫قصر الظاهرية الغرر على المجهول‪ ،‬وقصره بعض الحنفية على ما ال يدرى‬
‫حصوله‪ ،‬وأخرجوا عنه المجهول‪ ،‬والراجح عند أكثر الفقهاء أن الغرر يشمل ما ال‬
‫يدرى حصوله والمجهول‪ ،‬فيكون تعريف السرخسي للغرر هو أرجح التعاريف‪ :‬وهو‬
‫ماكان مستور العاقبة‪.‬‬
‫‪ ‬الحوالة‬
‫الحوالة اصطالحاً‪ :‬نقل دين مالي من ذمة إلى ذمة أخرى‪ .‬والدين يدخل فيه جميع‬
‫الحقوق المالية الثابتة في الذمة من قرض‪ ،‬أو مهر مؤجل‪ ،‬أو ثمن سلعة موجل‪ ،‬أو‬
‫أجرة منزل مؤجلة‪ ،‬أو غير ذلك‪ .‬مثالها‪ :‬اشترى سعيد من خالد سيارة بعشرين مليون‬
‫جنيه مؤجلة تدفع بعد ثالثة أشهر‪ ،‬وبعد مضي ثالثة أشهر أتى خالد إلى سعيد‬
‫يطلب ماله‪ ،‬فلم يكن مع سعيد مايوفي به خالدا‪ .‬فكتب له تحويال إلى شخص ثالث‬
‫هو محمد‪ ،‬وقد كان له عليه عشرون مليون جنيه‪ ،‬فتحول الذي على سعيد من ذمته‬
‫إلى ذمة محمد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ .3‬اتحاد المصارف العربية منتدي المشروعات الصغيرة والمتوسطة ” الخيار اإلستراتيجي‬
‫للتنمية االقتصادية وخلق فرص عمل” ‪ 34 -33‬أكتوبر‪3532‬مطرابلس ‪ -‬ليبيا ورقة‬
‫عمل بعنوان آلية تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بصيغ التمويل اإلسالمية إعداد‬
‫د ‪ /‬محمد البلتاجي نائب المدير العام اإلدارة العامة للرقابة علي المعامالت اإلسالمية‬
‫– بنك مصر رئيس الجمعية المصرية للتمويل اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد الملك يوسف الحمر المصارف اإلسالمية وما لها من دور مأمول وعملي في‬
‫التنمية الشاملة رئيس مجلس معايير المحاسبة اإلسالمية أبو ظبي ‪ /‬دولة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬د‪ .‬عبد الحليم عويس دراسة حديثة عن االقتصاد في حياة النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية عرض وتلخيص‪ :‬أحمد مصطفى عبد‬
‫اهلل‪.‬‬
‫‪ .2‬عبد الفتاح دياب حسن‪ :‬إدارة التمويل في مشروعات األعمال‪ ،‬سلسلة مطبوعات‬
‫المجموعة االستشارية العربية‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد العزيز فهمي هيكل‪ :‬موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية‪ ،‬دار‬
‫النهضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ 3333‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬فؤاد السرطاوي‪ :‬التمويل اإلسالمي ودور القطاع الخاص‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‬
‫‪ 3، 3333‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬محمد الحاج عبد اهلل موسى الدروس المستفادة من صيغ التمويل اإلسالمي في معالجة‬
‫األزمة المالية العالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬منذر قحف‪ :‬مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬المعهد‬
‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬جدة‪ 3333 ،‬م‪ ،‬ط ‪.3‬‬

‫‪30‬‬

You might also like