Professional Documents
Culture Documents
Terrorism and resistance in light of International law بلاطلا دادعإ زيزعلا دبعلا دمحم حلفم دعر 2102022200 فارشإ نوضيب ءاسيم:ةروتكدلا
Terrorism and resistance in light of International law بلاطلا دادعإ زيزعلا دبعلا دمحم حلفم دعر 2102022200 فارشإ نوضيب ءاسيم:ةروتكدلا
جامعة آل البيت
كلية القانون
رسالة ماجستير
اإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي
Terrorism and resistance in light of
International law
إعداد الطالب
رعد مفلح محمد العبد العزيز
2102022200
إشراف
الدكتورة :ميساء بيضون
أ
اإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي
Terrorism and resistance in light of
International law
إعداد الطالب
رعد مفلح محمد العبد العزيز
2102022200
إشراف
الدكتورة :ميساء بيضون
قدمت هذه الرسالة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون في
كلية القانون في جامعة آل البيت.
ب
الفهرس
Contents
الملخص .........................................................................................................ط
المقدمة ..........................................................................................................ي
أوال :تعريف اإلرهاب في مشروع مدونة الجرائم المخلة بسلم اإلنسانية وأمنها 2 ......................
ثانيا :تعريف اإلرهاب في إطار اللجنة الفرعية المكلفة بتعريف اإلرهاب 4 .............................
أوال :اتفاقية جنيف الخاصة بمنع وقمع اإلرهاب لعام 7 ........................................... 1397
ثانيا :تعريف اإلرهاب في االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب لعام 1 ............................. 1331
ثالثا :تعريف اإلرهاب في االتفاقية الدولية لقمع تمويل االرهاب لعام 3 ......................... 1333
ج
أوال :تهديد السلم17.............................................................................................:
الفرع الثاني :تدخل مجلس األمن في أحداث الحادي عشر من أيلول 94...................... 2111
الفصل الثاني :ماهية المقاومة والممارسات الدولية تجاه تطبيق مفهوم اإلرهاب 91..................
المطلب الثاني :القيود التي تحكم سلوك المقاومة ومداها اإلقليمي 41...................................
أوال :قيود سلوك المقاومة في اتفاقية جنيف الثالثة لعام 41....................................... 1343
القيد الثاني :أن تكون لها شارة مميزة محددة يمكن تمييزها عن بعد43................................ :
القيد الرابع :أن تلتزم حركات المقاومة في عملياتها بقوانين الحرب وعاداتها01..................... :
د
ثانيا :قيود سلوك المقاومة في البرتوكول األول لعام 01.......................................... 1377
القيد األول :العمل في إطار حركة مقاومة منظمة تحت قيادة مسؤولة عن سلوك مرؤوسيها01.....
المطلب الثاني :االنتقائية في تطبيق مفهوم اإلرهاب على األعمال اإلجرامية 17.......................
الفرع الثاني :ازدواجية المعايير في تطبيق وصف اإلرهاب على الجناة 13...........................
الخاتمة 79.........................................................................................................
النتائج 70..........................................................................................................
التوصيات 71.....................................................................................................
ملحق 77...........................................................................................................
11.................................................................................................... Abstract
ه
بسم هللا الرحمن الرحيم
َّللاِ فَتَبَيَّنُوا َو ََل تَقُولُوا لِ َم ْن أَ ْلقَ ٰى يل َّ ض َر ْبتُ ْم فِي َسبِ ِ ين آ َمنُوا إِ َذا َ (يَا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
ض ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا فَ ِع ْن َد َّ
َّللاِ َم َغانِ ُم ون َع َر َ ْت ُم ْؤ ِمنًا تَ ْبتَ ُغ َإِلَ ْي ُك ُم الس ََّل َم لَس َ
َّللاَ َك َ
ان بِ َما يرةٌ ۚ َك ٰ َذلِ َك ُك ْنتُ ْم ِم ْن قَ ْب ُل فَ َم َّن َّ
َّللاُ َعلَ ْي ُك ْم فَتَبَيَّنُوا ۚ إِ َّن َّ َكثِ َ
ون َخبِيرًا) تَ ْع َملُ َ
سورة النساء :اآلية 42
و
اإلهداء
إلى أصدقائي
ز
الشكر والتقدير
كما أتقدم بجزيل الشكر إلى أعضاء اللجنة الكريمة ولكل من ساهم
ح
الملخص
أدى اختلف وجهات النظر حول المقصود باإلرهاب ،إلى وجود الكثير من اإلشكاليات القانونية،
فقد أصبح مفهوم اإلرهاب يتداخل بمفاهيم ومسائل قانونية ،أبرزها مفهوم المقاومة ومفهوم حفظ
السلم واألمن الدولي ،فقد أصبحت المقاومة ،أبرز أشكال العنف المشروع المستهدف من قبل القوى
والدول اَلستعمارية ،وذلك بوصفها باإلرهاب ،كما أصبح اإلرهاب في العقدين الماضيين من
القضايا التي تظهر بشكل واضح في قرارات مجلس األمنَ ،ل سيما في إطار الفصل السابع .في
ظل الغموض المحيط بمفهوم اإلرهاب ،يثور التساؤل حول علقة اإلرهاب بالمقاومة والسلم
الدولي ،ولذلك تهدف الدراسة إلى بيان معنى اإلرهاب في القانون الدولي ،وإلى بيان مدى علقة
اإلرهاب بالسلم واألمن الدولي ،وهل لمجلس األمن السلطة القانونية للخوض في هذه الجرائم ،كما
تهدف إلى التأكيد عل ى انتفاء صفة اإلرهاب عن المقاومة ،وإلى الكشف عن اَلنتقائية وازدواجية
المعايير في تطبيق وصف اإلرهاب على مرتكبي جرائم اإلرهاب.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى فصلين ،الفصل األول بعنوان ماهية اإلرهاب في القانون الدولي ،وقسم
هذا الفصل إلى مبحثين ،يناقش المبحث األول مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي ،ويناقش المبحث
الثاني اإلرهاب في ضوء قرارات مجلس األمن ،أما الفصل الثاني ،فهو بعنوان ماهية المقاومة
والممارسات الدولية تجاه تطبيق مفهوم اإلرهاب ،وقد تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ،يعالج
المبحث األول ماهية المقاومة في القانون الدولي ،ويناقش المبحث الثاني الممارسات الدولية تجاه
تطبيق مفهوم اإلرهاب.
وقد توصل الباحث إلى أنه ولغاية اآلنَ ،ل يوجد تعريف مقبول يبين ويحصر األفعال اإلرهابية
في تعريف معياري دقيق ،وإلى أن مصطلح اإلرهاب َل يعبر عن سلوك جنائي محدد ،وأن مكافحة
اإلرهاب َل تتطلب وجود تعريف لإلرهاب؛ نظرا إلى أن األفعال اإلرهابية قد تم تجريمها في
اَلتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية ،وأن هذه الجرائم هي من اختصاص القضاء الوطني ،يتعين
على مجلس األمن أن َل يتدخل فيها خصوصا في إطار الفصل السابع ،وتبين للباحث كيف يتم
استغلل الغموض المحيط بمفهوم اإلرهاب ،إلسقاطه على المقاومة من خلل أساليب معينة ،وتبين
كذلك كيف تتم اَلنتقائية في تطبيق وصف اإلرهاب على حوادث إجرامية معينة وفاعلين معينين من
خلل مبررات غير قانونية.
ط
المقدمة
اشتكى العالم على مر عقود طويلة من خطر اإلرهاب ،ورغم ذلك عجزت الكثير من دول العالم،
إن لم تكن جميعها ،عن القضاء عليه أو الحد من تداعياته ،األمر اآلخر الذي َل يقل أهمية ،هو
تحديد ووضع تعريف لإلرهاب ،فقد ثبت على طول المدى ،فشل الجهود الدولية والفردية في
الوصول إلى ذلك ،فبالرغم من سلسلة من اَلتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات والندوات ،وهذا
اَلهتمام الواسع بهذه الظاهرة ،إَل أنه لم يظهر بعد؛ بأن المجتمع الدولي يسلك الطريق الصحيح
لمعالجة هذه الظاهرة واإلشكاليات المرتبطة بها.
عادة ما يستخدم مصطلح اإلرهاب لوصف عمل إجرامي جسيم ،ولكن هذا المصطلح المرن
يستخدم عن جهل أو سوء نية ،لوصف الخصم أو العدو بهذا الوصف ،فعندما تجد خصمين
متعارضين ،تجد أن أحدهما أو كليهما يصف األخر باإلرهاب.
وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 1002كلمة الفصل في هذه السلسلة الممتدة من
اَلتهامات ،فبعد هذه األحداث تم تسليط الضوء وبكل قوة على اإلرهاب ،األمر الذي استدعى
األنظار ليبين أن اإلرهاب ظاهرة حديثة الوَلدة أو على األقل أنها عادت لتطل برأسها من جديد،
وأن األمر هذه المرة يتطلب الحزم للرد عليه ،فبعد هذه األحداث تد َّخل مجلس األمن وأصدر
القرارات 2631و 2636لعام 21002وبعد ذلك ُشنَت حربٌ على اإلرهاب ،حربٌ لم يسبق لها
مثيل ،قادها الرئيس األمريكي األسبق (جورج دبليو بوش) وكانت من أدواتها اآللة العسكرية
واإلعلمية.1
تجسدت هذه الحرب بداية؛ بقيام قوات حلف شمال األطلسي بزعامة الوَليات المتحدة األمريكية؛
بشن الحرب على أفغانستان في السابع من أكتوبر 1002بحجة رفض األخيرة ،تسليم أسامة بن
َلدن ،للوَليات المتحدة األمريكية ،بعد أن و َّجهت له التهمة وح َّملته المسؤولية عن هجمات الحادي
http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/ .shtml
1
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D18A78D38148D18AD%D18B18D18A1_%D18B38D38148D3813_%jhvd
D 18A78D38148D18A08D18B18D38178D18A78D18A1
ي
عشر من سبتمبر/أيلول ،21002وانتهت وَلية الرئيس (جورج دبليو بوش) الثانية ،وبقيت القوات
األمريكية في العراق بعد غزوها ،وإلى يومنا هذا َلزالت الحرب على اإلرهاب دائرة الرحى.1
إن هذا اَلهتمام الملحوظ ،منذ أحداث سبتمبر/أيلول 1002وإلى سنوات قد تطول ،بمسألة
مكافحة اإلرهاب ،وتوجيه تهمة اإلرهاب من قبل الوَليات المتحدة والغرب عموما ،لمن تشاء ومتى
تشاء ،والطريقة الحديثة؛ التي تنتهجها هذه الدول في مكافحة اإلرهاب ،أمر غير مسبوق على
الساحة الدولية ،فبعد أن كانت مهمة مكافحة اإلرهاب مقتصرة على األجهزة األمنية ،أصبحت اآلن
مو َكلة إلى جيوش الدول الكبرى ،فأصبحت تنتقل هذه الجيوش من أقصى غرب الكرة األرضية إلى
أقصى الشرق منها ،من أجل ملحقة مجموعة من األشخاص نُسب إليهم دون أي دليل يذكر ،القيام
بعمل إرهابي.
الغريب في األمر أن هذه الحروب أدت إلى قتل عشرات اآلَلف من المدنيين ،أي أكثر من
ضحايا العمليات التي أدت إلى جر هذه الجيوش ،فضل عن المشردين والمهجرين واللجئين،
واألكثر غرابة؛ أن الوَليات المتحدة األمريكية سحبت قواتها العسكرية من العراق نهاية العام
،61022وأعمال العنف في ازدياد مضطرد واتساع على المدى اإلقليمي.
باإلضافة لما سبق ،نجد أن المقاومة الشعبية المسلحة من أجل تقرير المصير ،أكثر من عانى من
ازدواجية المعايير في وصف اإلرهاب ،رغم أن حق تقرير المصير أصبح من المبادئ المستقرة
في القانون الدولي ،ورغم اَلعتراف الدولي بحق المقاومة الشعبية المسلحة ضد اَلحتلل
واَلستعمار األجنبي في الكثير من القرارات الدولية ،فقد عمل الكثير من أعداء المقاومة على الخلط
بين مفهوم اإلرهاب ومفهوم المقاومة المسلحة ،ولذلك فإن التساؤل يثور حول مدى علقة اإلرهاب
بكل من المقاومة والسلم الدولي.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى فصلين ،الفصل األول بعنوان ماهية اإلرهاب في القانون الدولي ،وقسم
هذا الفصل إلى مبحثين ،يناقش المبحث األول مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي ،ويناقش المبحث
الثاني اإلرهاب في ضوء قرارات مجلس األمن ،أما الفصل الثاني فهو بعنوان ماهية المقاومة
والممارسات الدولية تجاه تطبيق مفهوم اإلرهاب ،وقد تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ،يعالج
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D AD%D B D A _%D A D D BA%D A D D B
D AA%D A D (_ )__-
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D18BA%D18B18D2811_%D18A38D281%8D18B28D18B28D18A38D2811
.6المرجع ذاته.
ك
المبحث األول ماهية المقاومة في القانون الدولي ،ويناقش المبحث الثاني الممارسات الدولية تجاه
تطبيق مفهوم اإلرهاب.
الدراسات السابقة:
تسبق هذه الدراسات عدة دراسات أهمها ،رسالة ماجستير بعنوان مفهوم اإلرهاب في القانون
الدولي وتمييزه عن الكفاح المسلح ،من إعداد عمر سليمان المخزومي،عام ،1000ودراسة بعنوان
اإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي العام من تأليف كمال حماد ،عام ،1006ودراسة
بعنوان اإلرهاب الدولي وشرعية المقاومة ،من تأليف سهيل حسين الفتلوي ،نشرت عام .1022
اعتنت هذه الدراسة ،بمناقشة وتحليل تعريفات اإلرهاب وتناولت اإلرهاب في قرارات مجلس
األمن وعلقته بالسلم الدولي ،كما اعتنت بمناقشة الممارسات الدولية اإلنتقائية تجاه تطبيق مفهوم
اإلرهاب على المقاومة وعلى األعمال اإلجرامية.
ل
الفصل األول :ماهية اإلرهاب في القانون الدول
ارتبط اإلرهاب ارتباطا وثيقا بكثير مما يجري من أحداث سياسية في المجتمع الدولي ،وكان مجلس
األمن قد تص َّدى للجرائم التي صنفت تحت مسمى اإلرهاب في كثير من الحاَلت ،و بناء عليه ،تم
تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين ،يناقش المبحث األول مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي ،ويناقش
المبحث الثاني اإلرهاب في ضوء قرارات مجلس األمن.
0
أوال :تعريف اإلرهاب في مشروع مدونة الجرائم المخلة بسلم اإلنسانية وأمنها
َكلَّفت الجمعية العامة لألمم المتحدة ،لجنة القانون الدولي ،بموجب قرار الجمعية العامة رقم
233المؤرخ 12تشرين الثاني ،22%3في الدورة الثانية للجمعية العامة ،بصياغة مشروع مدونة
للجرائم المخلة بسلم اإلنسانية وأمنها ،وق َّدمت لجنة القانون الدولي في دورتها السادسة المشروع
ألول مرة إلى الجمعية العامة في العام 0،229%حيث تحدثت الفقرة 3من المادة 1من هذا
المشروع ،عن اإلرهاب الدولي بأنه "قيام سلطات دولة بأنشطة إرهابية أو بالتشجيع على القيام
بأنشطة إرهابية داخل دولة أخرى أو تغاضي سلطات دولة عن أنشطة منظمة ترمي إلى القيام
بأعمال إرهابية داخل دولة أخرى" ،وع َّرف البند(أ) من المادة الثانية ،األعمال اإلرهابية
بأنها"األعمال اإلجرامية الموجهة ضد دولة أخرى ويراد بها خلق حالة من الرعب في نفوس
شخصيات عامة أو مجموعة من الناس أو عامة الجمهور.1
ويرى الباحث ،من خلل التعريف السابق ،أن اإلرهاب عمل قد تمارسه دولة أو تشجع أفرادا
على القيام به أو تغاضيها عنهم ،عندما يرتكب ضد دولة أخرى ،ولكن هذا التعريف لم يبين طبيعة
األماكن واألهداف المستهدفة من هذه األنشطة ،باإلضافة إلى أنه لم يبين شكل هذه األنشطة ،أي أنه
لم يصرح عن نوع السلوك الذي يشكل هذه األنشطة اإلرهابية ،6فضل عن استبعاده لألعمال التي
يقدم على ارتكابها ،فردا أو جماعة ،%دون تشجيع من دولة ،لتحقيق أغراض سياسية أو شخصية.
وفي دورتها السابعة واألربعين في العام 2229أعربت لجنة القانون الدولي عن تضارب
اآلراء ،داخل اللجنة ،حول ما إذا كان ينبغي إدراج جريمة اإلرهاب الدولي في المدونة ،في مادة
مستقلة أم كجريمة تابعة إلحدى الجرائم األخرى ،واختلفت اآلراء حول إمكانية تعريف اإلرهاب
تعريفا قانونيا دقيقا لغايات القانون الجنائي ،وهل الصكوك الدولية القائمة تساعد في الوصول إلى
هذا التعريف ،واختلفت اآلراء حول ما إذا كان كل فعل إرهابي يشكل جريمة مخلة بسلم اإلنسانية
وأمنها ،وظهرت ملحظات حول التعريف المقترح ،حيث أشارت الملحظات إلى وجوب تجنب
الدوافع الذاتية وأهداف اإلرهاب من التعريف ،وأنه ينبغي أن تع َّرف جريمة اإلرهاب على أساس
(A/ )
http://daccess-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /IMG/N .pdf?OpenElement
0
طابعها وآثارها واإلشارة إلى األفعال التي تبث الرعب وتعدادها ،وأن نطاق التعريف يجب أَل
يشمل أي إرهابي يعمل بمفرده دون اَلنتماء إلى تنظيم إرهابي ،وأعرب البعض عن وجوب إدراج
إرهاب الدولة ضمن التعريف ،وجاء تعريف اإلرهاب الدولي الذي اعتمدته اللجنة في القراءة
األولى لنص المادة 1%الخاصة باإلرهاب الدولي على النحو التالي" كل من يقوم بصفته وكيل أو
ممثل لدولة ما ،بارتكاب أي فعل من األفعال التالية أو أمر بارتكابه :مباشرة أعمال ضد دولة أخرى
أو تنظيمها أو مساعدتها أو تمويلها أو تشجيعها أو التغاضي عنها ،عندما تكون هذه األعمال موجهة
ضد األشخاص أو الممتلكات ومن شأنها إثارة الرعب في نفوس شخصيات عامة أو جماعات من
األشخاص أو عامة الجمهور .يعاقب بـ ".2
ويرى الباحث ،من خلل التعريف السابق أن اإلرهاب يعني ،قيام دولة ما بنفسها أو من خلل
أشخاص يعملون لمصلحتها ،سواء كانوا من موظفيها أم مأجورين لها ،بارتكاب عمل ضد هدف أو
شخص ما أو جماعة ما في دولة أخرى ،بحيث يكون من شأن هذا العمل أو من طريقة ارتكابه؛ بث
الرعب لدى األشخاص ،في المكان الذي يقع فيه هذا العمل.
كما يجد الباحث أن هذا التعريف ،يرتب المسؤولية على األفراد بصفاتهم السابقة ،ولم يرتبها
على الدولة كشخصية اعتباريه ،ومن الواضح أن التعريف ،يقصد تلك األعمال التي ترتكب من قبل
األفراد لمصلحة دولة لتحقيق أهداف سياسية ،ولكنه لم يذكر الحاَلت التي تقوم بها الجماعات
واألفراد ،بارتكاب أعمال إرهابية ،بمحض إرادتهم دون دعم دولة ما ،لتحقيق اهدافهم السياسية أو
الشخصية ،سوى في الحالة التي يتم تغاضي الدولة عنهم ،واألهم من هذا أن التعريف لم يبين ما هو
نوع العمل الذي يعد إرهابا ،فلم يبين التعريف فيما إذا كان عنفا أم أي شيء آخر يبث الرعب في
نفوس الغير ،فلم يصرح التعريف عن السلوك المحظور قانونا.
وتجدر اإلشارة إلى أن لجنة القانون الدولي ،تخلَّت عن تقنين اإلرهاب الدولي في مادة مستقلة،
في مشروع المدونة المعتمد بصيغته النهائية ،1الذي تألف من عشرون مادة ،وذلك في العام 2223
الوارد في تقرير لجنة القانون الدولي عن أعمال دورتها الثامنة واألربعين ،فقد خرج المشروع
النهائي للمدونة ،دون نص المادة 1%التي كانت مخصصة لإلرهاب الدولي ،إَلَّ أن لجنة القانون
A/CN. /L.
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/LTD/G /PDF/G .pdf?OpenElement
3
الدولي أدرجت في مشروع المدونة ،أعمال اإلرهاب في البند %من الفقرة (و) من المادة 10
الخاصة بجرائم الحرب ،واقتصر مشروع المدونة في صيغته النهائية على جرائم اإلبادة الجماعية
وجرائم الحرب والجرائم ضد موظفي األمم المتحدة واألفراد المرتبطين بها.2
وفي نهاية المطاف ،أسفرت المباحثات إلى اَلتفاق على إنشاء لجنة مختصة بمعالجة ظاهرة
اإلرهاب ،يتفرع عن هذه اللجنة ثلث لجان فرعية؛ منها واحدة تختص بوضع تعريف لإلرهاب
الدولي.6
قدمت بعض الدول اقتراحاتها لتعريف اإلرهاب ،للَّجنة الفرعية المكلفة بتعريف اإلرهاب،
حيث ع َّرفت فرنسا اإلرهاب الدولي بأنه"عمل مستهجن يتم ارتكابه على إقليم دولة أخرى بواسطة
أجنبي ضد شخص َل يحمل نفس جنسية الفاعل ،بهدف ممارسة الضغط في نزاع َل يعد ذا طبيعة
داخلية".%
http://daccess-dds- A/
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
2
ويرى الباحث أن هذا التعريف َل يُعنَى إَلَّ بأعمال األفراد وحدهم كأعمال إرهابية ،وذلك عندما
ترتكب هذه األعمال لتحقيق أهداف سياسية ،أما األعمال التي ترتكب لتحقيق أهداف ومنافع
شخصية وأعمال العنف التي ترتكبها وتدعمها الدولة ضد األفراد ،فهي َل تعد حسب المقترح
الفرنسي من قبيل أعمال اإلرهاب.
كما قدم الوفد اليوناني تعريفه لإلرهاب الدولي بأنه"كل أعمال العنف ذات الطابع اإلجرامي
والتي يرتكبها شخص أو مجموعة أشخاص ،ضد فرد أو مجموعة من الناس األبرياء ،بصرف
النظر عن جنسية الفاعل ،على إقليم دولة أخرى ،وذلك من أجل ممارسة الضغط في نزاع ما أو
للحصول على كسب شخصي أو منفعة معنوية".2
ويرى الباحث أن هذا التعريف المقترح َل يقف عند حد الدوافع السياسية؛ إنما يتعداها إلى
المكاسب الشخصية مثل طلب الفدية ،ويفهم أيضا من هذا المقترح أن األعمال اإلرهابية التي
يقصدها ،هي تلك األعمال التي يقدم على ارتكابها األفراد ،أما األعمال التي تقوم بها الدولة أو
تشجع على القيام بها أو تدعمها أو تسمح بها ،فهي حسب هذا المقترحَ ،ل تشكل عمل من أعمال
اإلرهاب.
وتجدر اإلشارة إلى أن دول العالم الثالث ،كانت قد اقترحت أن يشمل تعريف اإلرهاب الدولي،
على العنف الذي تمارسه األنظمة العنصرية واَلستعمارية أو األجنبية ضد الشعوب التي تناضل
من أجل تقرير المصير ،كما اشتمل المقترح على المساعدات التي تقدمها الدول للمنظمات
اإلرهابية ،واشتمل أيضا على العنف الذي يرتكبه األفراد والمجموعات ،دون اإلخلل بحق تقرير
المصير ،وتضمن المقترح؛ العنف الذي يمارسه األفراد من أجل تحقيق أهداف شخصية على نطاق
دولي.1
وقد تابعت الجمعية العامة لألمم المتحدة محاوَلتها لتعريف اإلرهاب ،حيث كررت وأكدت،
مرات عديدة ،في قراراتها الصادرة تحت بند التدابير الرامية للقضاء على اإلرهاب الدولي ،بأن
اإلرهاب هو"األعمال اإلجرامية التي يقصد منها أو يراد بها إشاعة حالة من الرعب بين عامة
الجمهور أو جماعة من األشخاص أو أشخاص معينين ألغراض سياسية.6"..
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
5
ويرى الباحث أن الجمعية العامة ،كانت وَلزالت ،تهدف من وراء تكرار هذا الوصف ،إلى
وضع تعريف ضمني لإلرهاب ،بحيث تؤسس عليه عملها في القضاء على اإلرهاب المرتكب من
قبل األفراد وحدهم دون غيرهم ،عندما يرتكب العمل اإلرهابي لتحقيق أهداف سياسية.
ويرى الباحث أن أغلب التعريفات السابقة ،تركز على الهدف السياسي لإلرهاب وعلى الفاعل
الفرد والمجموعات ،ونستنتج بالتالي ،أن هذه التعريفات تعكس مدى اَلختلف السياسي بين مواقف
الدول؛ مما يدل على أن أغلب المقترحات ليس إَلَّ تعبيرا عن رأي سياسي محض ،وليست تعبيرا
عن رأي قانوني لمعالجة ظاهرة اإلرهاب.
خلصة القول أنه في إطار األمم المتحدة لم يتم التوصل إلى تعريف مقبول لإلرهاب ،ولكن
تجدر اإلشارة إلى أن الجمعية العامة لألمم المتحدة اتخذت القرار رقم 120المؤرخ 23كانون
األول 2223في الدورة ،92والذي أنشأت بموجبه لجنة مخصصة َلستكمال الصكوك الدولية
القائمة المتعلقة باإلرهاب الدولي ،وأشار القرار ذاته إلى الحاجة إلى وضع اتفاقية شاملة بشأن
اإلرهاب الدولي ،2وقد أسندت الجمعية العامة في القرار رقم 220المؤرخ 2كانون الثاني 2222
في الدورة ،9%إلى هذه اللجنة المخصصة ،مهمة وضع هذه اَلتفاقية ،1حيث ينعقد األمل ،في حال
اعتمادها ،أن يتم وضع تعريف دقيق لمفهوم اإلرهاب في هذه اَلتفاقية.6
.2األمم المتحدة ،الجمعية العامة ،القرار رقم ،002الدورة ،92المؤرخ 23كانون األول ،2223الرابط
http://www.un.org/arabic/documents/GARes/92/A_RES_92_120.pdfتاريخ الدخول للموقع 6تشرين الثاني
،1026الساعة 20:10مساء
.1األمم المتحدة ،الجمعية العامة ،القرار رقم ،002الدورة ،9%المؤرخ 2كانون األول ،2222الرابط
http://www.un.org/arabic/documents/GARes/9%/A_RES_9%_220.pdfتاريخ الدخول للموقع 6تشرين الثاني
،1026الساعة 20:13مساء
6يرى شميد بأن األمم المتحدة والوكاَلت المتخصصة ،تتجنب تعريف اإلرهاب وتركز بدَل من ذلك على حظر أفعال محددة،راجع في
ذلك،
JOSEPH J.LAMBERT,TERRORISM AND HOSTAGES IN INTERNATIONAL LAW-A COMMENTARY ON THE
HOSTAGES CONVENTION 0494,GROTIUS PUBLICATIONS LTD,UK,2220,P.23
6
الفرع الثاني :تعريف اإلرهاب في االتفاقيات الدولية
أدرجت ،األمم المتحدة ،الجرائم الواردة فيها تحت
بالرغم من أن هناك ثلث عشرة اتفاقية دولية َ
بند اإلرهاب ،إَل أن أي منها لم تضع تعريفا لإلرهاب ،2غير أن هناك بعض اَلتفاقيات األخرى
وضعت لإلرهاب تعريفا ،أهمها:
يستنتج الباحث من عبارة األعمال اإلجرامية الموجهة ضد دولة؛ أن التعريف السابق يقصد منها
ويلحظ كذلك أن التعريف بمجملة يهدف إلى معالجة اإلرهاب الذي يهدف إلى
َ الفاعلين األفراد،
تحقيق أهداف سياسية دون غيره من أهداف اإلرهاب.6
ويبدو للباحث أن هذا التعريف كان غير كاف لتحديد الجرائم التي تشكل أعماَل إرهابية ،ولذلك
عمدت اَلتفاقية في المادة الثانية على تعداد أفعال إجرامية؛ اعتبرتها صورا من اإلرهاب ،وهي
الجرائم المرتكبة ضد حياة وسلمة رؤساء الدول والقائمين بأعمالهم أو ورثتهم أو خلفاؤهم أو
زوجاتهم وأزواجهم ،أو األشخاص القائمين بمسؤوليات عامة أو ذوي المناصب العامة وأعمال
التخريب المتعمد للممتلكات ،وأي فعل عمدي يعرض حياة العامة للخطر ،والشروع بهذه األفعال
السابقة ،واعتبرت المادة الثانية؛ القيام بتصنيع األسلحة والمتفجرات والمواد الضارة وحيازتها
واإلمداد بها وتزوير الوثائق الشخصية والتحريض على هذه الجرائم واَلشتراك فيها وتقديم
المساعدة ،أفعاَل إرهابية ،وهذه األفعال األخيرة َل تعتبر بحد ذاتها إرهابية؛ إَل إذا ارتكبت بقصد
تسهيل ارتكاب األعمال اإلرهابية.%
ويرى الباحث أن التعريف الوارد في الفقرة األولى من المادة الثانية من اَلتفاقية؛ َل يغطّي
أعمال اإلرهاب وحده ،ما لم يتبعه تعداد للجرائم التي تشكل أعماَل إرهابية ،وفي هذه الحالة يمكن
http://www.un.org/arabic/terrorism/instruments.shtml
9
القول بأن محاولة التعريف العام أو المعياري المرن لإلرهاب ،يصعب من خللها تغطية جميع
الجرائم أو األفعال المحظورة التي من شأنها أن تشكل أعماَل إرهابية.
ويرى الباحث من خلل التعريف السابق ،أن اَلتفاقية َل تهتم بالباعث بقدر ما تهتم بالنتيجة
المترتبة على العمل اإلجرامي ،أي الرعب واإليذاء وتعريض حياة الناس والممتلكات للخطر
وغيرها من النتائج السابقة ،وقد يكون الباعث على هذا العمل؛ سياسي أو شخصي أو ديني مثل،
ويعتبر التوسع بالبواعث موقف ايجابي للتفاقية ،حيث لم تقتصر اَلتفاقية على البواعث السياسية
واأليديولوجية ألعمال اإلرهاب.
وقد عملت اَلتفاقية على توسيع نطاقها لتطبق على الكثير من األعمال اإلجرامية؛ كأخذ الرهائن
والقرصنة الجوية والبحرية واَلعتداء على الطيران المدني ،واَلعتداء على رؤساء الدول األطراف
وخلفاؤهم وأزواجهم وبعض الشخصيات العامة واعتبرت اَلتفاقية تصنيع وتهريب األسلحة صورا
من اإلرهاب.1
وقد أشارت اَلتفاقية إلى أن الكفاح المسلح َل يعد جريمة ،6ومن جهته يرى الباحث ،أن تعداد
األتفاقية للجرائم في الفقرة الثالثة من المادة األولى والفقرة (ب) من المادة الثانية من هذه اَلتفاقية،
وكذلك اإلشارة للمشروع اإلجرامي في الفقرة الثانية من المادة األولى ،يكفي إلخراج الكفاح المسلح
من نطاق اإلرهاب ،باعتبار أن الكفاح المسلح عمل مشروع في القانون الدولي ،وليس من األعمال
اإلجرامية.
ويرى الباحث أن هذا التعريف رغم شموله على معظم األفعال التي تقع ضمن اإلرهاب ،إَلّ أن
األتفاقية عند تعدادها لبعض األعمال اإلجرامية ،أدرجت بعضا من األفعال التي قد َل ترقى الى
http://www.anhri.net/docs/undocs/aact.shtml
1
وصفها باإلرهابية ،حيث أن البعض منها جرائم عادية كتهريب وتصنيع األسلحة ،وبعضها اآلخر
جرائم سياسية كاَلعتداء على الشخصيات العامة.
ويرى الباحث بأن ما هدفت إليه الدول العربية من وراء إنشاء اَلتفاقية العربية لمكافحة
اإلرهاب ،هو إدانة اإلرهاب أمام المجتمع الدولي ،وفصله عن المقاومة المسلحة ،أما مسالة تجريم
اَلتفاقية لإلرهاب فهي تعكس مدى هذه اإلدانة ،فاألفعال التي صنفتها اَلتفاقية تحت بند اإلرهاب؛
هي أفعال مجرمة قبل وضع هذه اَلتفاقية ،سواء كان ذلك؛ من خلل اَلتفاقيات الدولية الناظمة لهذه
األعمال اإلجرامية أو في التشريعات الجنائية الوطنية ،ولذلك كان يكفي للتفاقية أن تعدد أعمال
العنف التي تصنف تحت مسمى اإلرهاب ،دون وضع تعريف معياري لإلرهاب ،إذا كان هناك من
ضرورة تدعو إلى إنشاء اتفاقية عربية لمكافحة اإلرهاب.
ثالثا :تعريف اإلرهاب في االتفاقية الدولية لقمع تمويل االرهاب لعام 0444
عملت اَلتفاقية الدولية لقمع تمويل اإلرهاب لعام 2222في مادتها الثانية الفقرة 2على تعريف
اإلرهاب ،حيث وضعت تعريفا معياريا لإلرهاب وآخر تعدادي ،حيث يشمل التعريف التعدادي على
األفعال التي جرمتها اَلتفاقيات الدولية ذات العلقة المبينة باتفاقية قمع تمويل اَلرهاب ،2أما
التعريف المعياري لإلرهاب فهو" أي عمل يهدف إلى التسبب في موت شخص مدني أو أي شخص
آخر ،أو إصابته بجروح بدنية جسيمة ،عندما يكون هذا الشخص غير مشترك في أعمال عدائية في
بحكم طبيعته أو في سياقه ،موجها حال نشوب نزاع مسلح ،عندما يكون غرض هذا العمل،
لترويع السكان ،أو إلرغام حكومة أو منظمة دولية على القيام بأي عمل أو اَلمتناع عن القيام به.1
يتبين للباحث من خلل هذا التعريف أن اإلرهاب يشمل على األفعال اإلجرامية التي تؤدي الى
موت أو ايذاء األشخاص المدنيين أو العسكريين ،خارج إطار المعارك العسكرية ،وذلك عندما
يكون هدف هذه الجرائم سياسي أو شخصي.
وقد أحسن المشرع عندما أشار الى التسبب بالموت أو اإلصابة البدنية ،حيث أن معظم
العمليات اإلرهابية بحكم طبيعتها والوسائل المستخدمة فيها ،ما تكون تسببا بالموت أو اإلصابة
وليس القتل العمد المباشر ،فضحايا العمليات اإلرهابية غير معروفين بالنسبة للفاعل وغالبا ما يكون
وجودهم هو محض صدفة في مسرح الجريمة ،فالضحايا هم وسيلة يتم استخدامها واستغلل
2راجع،االتفاقية الدولية لقمع تمويل االرهاب لعام ،0444المادة الثانية ،الفقرة األولى،البند أ ،وراجع كذلك هذه اَلتفاقيات المدرجة بمرفق
اَلتفاقية ،الرابط http://www.un.org/arabic/commonfiles/terror_finance_conv.pdfتاريخ الدخول للموقع 23أيار
102%الساعة 1:63مساء
1المرجع ذاته ،المادة الثانية ،الفقرة األولى ،البند ب.
4
وجودها ،من قبل الفاعل ،إلجبار الحكومات والمنظمات الدولية على اتخاذ موقف معين وتحقيق
أهداف الفاعل.
كما أحسن المشرع عندما أشار إلى حالة نشوب النزاع المسلح ،ويستفاد من ذلك أن هذه
اَلتفاقية تعتبر األعمال العدائية العسكرية بما فيها أعمال المقاومة تقع خارج نطاق تعريف
اإلرهاب.
خلصة القول أن األتفاقيات الدولية عند تعريفها لإلرهاب تعتمد اَلسلوب المختلط للتعريف،
حيث تضع تعريفا عاما معياريا لإلرهاب ،وتقوم كذلك بتعداد بعضا من الجرائم األكثر جسامة
وتكرارا ،عند وقوع العمليات اإلرهابية ،ويرى الباحث أن اَلعتماد على اسلوب تعداد الجرائم هو
األفضل في تصنيف األعمال اإلرهابية عن غيرها من أفعال العنف ،مع ضرورة التركيز على ضم
الجرائم األشد جسامة.
ويجد الباحث من خلل هذا التعريف ،أن اإلرهاب يشمل أي استخدام فعلي للعنف غير
المشروع ،يقدم على ارتكابه مجموعة من األفراد لتحقيق أهداف سياسية ،كما يشمل اإلرهاب على
قيام الدولة من خلل موظفيها بارتكاب أعمال العنف أو دعمها للجماعات من أجل ارتكابها لتحقيق
أهداف سياسية ،ولكنه َل يشمل ارتكابه لتحقيق أهداف شخصية كما َل يشمل أعمال المقاومة ،كون
أن التعريف أشار إلى العنف الغير مبرر أخلقيا أو قانونيا.
02
وع َّرف (سالدانا (saldanaاإلرهاب بأنه" كل جناية أو جنحة سياسية أو اجتماعية يكون
تنفيذها أو في التعبير عنها ما ينشر الفزع العام ألنها من صفاتها خلق خطر عام".2
ويستنتج الباحث من خلل هذا التعريف أن اإلرهاب يتضمن أعمال العنف غير المشروعة ،التي
ترتكب من قبل أفراد لمصلحة أنفسهم أو لمصلحة جماعة أو دولة ،أو التهديد بارتكابها ،لخلق حالة
من الخوف ،سواء كان ذلك لتحقيق أهداف سياسية أو لمنفعة شخصية ،ويخرج من نطاق هذا
التعريف ،الكفاح المسلح ألنه َل يشكل جنحة أو جناية.
ويعرف (نبيل حلمي) اإلرهاب بأنه" اَلستخدام غير المشروع للعنف أو التهديد به بواسطة
فرد أو جماعة أو دولة ،ضد فرد أو جماعة أو دولة ،ينتج عنه رعبا يعرض أرواحا بشرية للخطر
أو يهدد حريات أساسية ،ويكون الغرض منه الضغط على الجماعة أو الدولة ،لكي تغير سلوكها
تجاه موضوع ما".1
ويرى الباحث أنه ،باإلضافة إلشارة التعريف السابق لمخالفة الفعل للقوانين ،بارتكاب العنف أو
التهديد به ،فإن التعريف يقف عند البواعث السياسية لإلرهاب ،ويلحظ أيضا تواجد الدولة كفاعل
وكمعتدى عليه وفي هذه الحالة؛ يمكن أن يصل اإلرهاب إلى حد العدوان؛ إذا كان العنف يمارس
من قبل دولة ضد دولة أخرى ،بالنظر إلى هذا التعريف.
ويستنتج الباحث من التعريفات السابقة ،أن أعمال العنف التي ترتكب في إطار الدفاع عن النفس
أو من أجل تقرير المصير ،أعماَل تقع خارج نطاق اإلرهاب ،كون هذه التعريفات أشارت عند
تعريفها لإلرهاب إلى العنف المخالف للقانون واألخلق ،بينما أعمال المقاومة ليست من هذا العنف
المشار إليه.
وقد ع َّرف (جورج َلفاسيير (G.lavaseerاإلرهاب بأنه" اَلستخدام العمدي والمنظم لوسائل
من طبعها إثارة الرعب بقصد تحقيق بعض األهداف" وع َّرف (جيفانوفيتش (gievano vetch
اإلرهاب بأنه "األعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما اإلحساس بتهديد أيا كان،
ويتمخض عنه اإلحساس بالخوف بأية صورة" ويعرفه( رفائيل لمكين (Raphael Limkenبأنه"
.
00
تخويف الناس بواسطة أعمال العنف" 2و يعرف (أحمد رفعت) اإلرهاب بأنه" استخدام طرق عنيفة
كوسيلة الهدف منها نشر الرعب لإلجبار على اتخاذ موقف معين أو اَلمتناع عن موقف معين".1
ويعرف (جونز برج (Gunzburgاإلرهاب بأنه" اَلستعمال العمدي للوسائل القادرة على
إحداث خطر عام يهدد الحياة أو السلمة الجسدية أو الصحية أو األموال العامة" ،6ويركز هذا
التعريف على الوسيلة التي من شأنها إرهاب األشخاص وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة
والخاصة ،وقد تصل هذه الوسائل إلى حد استخدام األسلحة الكيميائية والضارة بالبيئة ،وهذه
األسلحة الكيميائية ،قد تستخدم من قبل أفراد أو من قبل دول.
ويرى الباحث أن هذه المحاوَلت الخمس األخيرة ،تعكس أن أي عمل من أعمال العنف؛ يمكن أن
يؤدي إلى الرهبة ،وبالتالي يعد عمل من أعمال اإلرهاب ،ولكنها في الوقت نفسه لم تحدد فيما إذا
كان هذا العنف مشروعا أم غير مشروع ،فمسألة إثارة الفزع واإلحساس بالخوف والرعب ،أمور
تتولد عن فعل العنف أو التهديد به ،بغض النظر عن شرعية الفعل أو عدم شرعيته ،وهو ما يؤدي
إلى الخلط ما بين اإلرهاب وأعمال العنف المشروعة كأعمال المقاومة والدفاع الشرعي عن النفس.
ويرى الباحث أن المحاوَلت الفقهية بشكل عام والسابقة بشكل خاص؛ تتسم بطابع العمومية،
حيث َل يتضح فيها شكل هذا العنف أو السلوك الذي يطلق عليه وصف اإلرهاب ،بمعنى أنها لم
تحدد األفعال التي يحظر القانون ارتكابها ،وهذا يعود إلى تطور األساليب اإلجرامية وتعدد األفعال
التي تنضوي تحت مسمى اإلرهاب.
http://www.univ-
ouargla.dz/pagesweb/PressUniversitaire/doc/ Dafatir droit et politique/D /D .pdf
00
الفرع الثاني :موقف الفقه من جدوى تعريف اإلرهاب
نتيجة لصعوبة التوصل إلى تعريف متفق عليه لإلرهاب ،رأى بعض الفقهاء ،اَلتجاه نحو
العزوف عن تعريف اإلرهاب ،بالمقابل كان هناك فريق من الفقهاء يرى بأن هناك ضرورة تدعو
إلى تعريف اإلرهاب.
ويرى الباحث أن أصحاب هذا الرأي يعتبرون أن مسألة تعريف اإلرهاب أمر غير مجد ،وَل
تؤدي إلى فهم اإلرهاب وتحديد معالمه ،أي أنه بدَل من تضييع الوقت والخوض في مسألة تعريف
اإلرهاب ،التي هي محاوَلت وليس تعريفات بحد ذاتها ،هناك أولوية يجب أن تك َّرس للبحث في
أسباب اإلرهاب المتمثلة في الظلم واَلستبداد والتمييز العنصري.
03
عزيز شكري) "بأن غموض مصطلح اإلرهاب وخلوه من أي مضمون قانوني دقيق يجب أن يكون
باعثا للبحث من أجل الوصول إلى تعريف واضح لإلرهاب".2
أ َّما الباحث ،فمن جانبه يرى بأنه من األفضل تجنب التعريف المعياري لإلرهاب واللجوء الى
تعداد الجرائم الخطرة المصنفة تحت بند اإلرهاب ،وذلك من أجل تجنب الخلط ما بين عنف
اإلرهاب وأعمال العنف األخرى َل سيما أعمال المقاومة والدفاع الشرعي عن النفس.
وبعد أن تبين أن اإلرهاب ليس له تعريف محدد ،ولكنه مصطلح يعبر عن مجموعة من الجرائم؛
كخطف الطائرات واَلغتياَلت وأخذ الرهائن والتفجير الذي ينجم عنه تدمير األماكن وقتل األبرياء،
وهي أفعال ُم َجرَّمة ذات سلوك محدد ،سواء في اَلتفاقيات الدولية أو في التشريعات الجنائية
الوطنية ،فإنه في هذه الحالة يجد الباحث أن اإلرهاب في القانون الدولي؛ ليس إَل وعاء يحتوي على
أفعال كانت قد ج َّرمتها وع َّرفتها اتفاقيات دولية متعددة ،ولذلك فإن لفظ اإلرهاب َل يعبر عن سلوك
جنائي محدد ،ولهذا السبب وكون أن نظام روما األساسي وكذلك مشروع مدونة الجرائم المخلة
بسلم اإلنسانية وأمنها ،استبعدت اإلرهاب من نطاقها ،وفي ظل غياب اتفاقية دولية شارعه وشاملة
لمعالجة اإلرهاب ،يمكن القول بأن اإلرهاب ،لغاية اآلنَ ،ل يمكن اعتباره مستقل بذاته عن الجرائم
األخرى في القانون الدولي ،بل إنه يدخل ضمن مجموعة من جرائم العنف ،ومن وجهة نظر
الباحث يُعتبر هذا األمر كاف لمكافحة اإلرهاب ومعاقبة مرتكبيه؛ طالما أن األفعال المصنفة تحت
بند اإلرهاب أفعال مج َّرمة.
ويرى الباحث أن حالة الرهبة أو الرعب؛ هي األخرى نتيجة مقصود لجرائم أخرى مثل؛ جريمة
العدوان ،حيث يمكن وصف العدوان بأنه عمل إرهابي ،بمعنى أن اإلرهاب قد يقع ضمن هذه
الجريمة ،إذا ما تم اَلستناد على عنصر الرهبة المتولد عن أعمال العدوان.
ويتجلى انطباق وصف اإلرهاب على جريمة العدوان ،بالعدوان اإلسرائيلي على العاصمة
تونس؛ فعندما قام الطيران الحربي اإلسرائيلي بقصف مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في
تونس عام ،12219لم يكن الهدف من الغارة قتل من كان في المقر فحسب ،فقد كان هناك هدف
أبعد من ذلك؛ وهو إرهاب أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية حتى َل تفكر هذه الفصائل ،بالقيام
02
بأي عمل من أعمال المقاومة ضد إسرائيل ،واألهم من ذلك ترهيب تونس وأي دولة أخرى تفكر
في فتح مقرات لمنظمة التحرير أو استضافة قيادات الفصائل الفلسطينية.
لذلك يرى الباحث ،أن الجرائم المصنفة تحت بند اإلرهاب وكذلك الكثير من األفعال المشروعة
وغير المشروعة ،أفعال تولد الرهبة ،بمعنى أن الرهبة أوسع وأشمل من أن يتم حصرها بأفعال
معينة من العنف ،ولذلك قد يستند البعض على عنصر الرهبة الذي تولده أعمال المقاومة من أجل
وصف الكفاح المسلح باإلرهاب ،كون الرهبة أثر نفسي ألي عمل من أعمال العنف.
ويرى الباحث أن الترهيب المقصود لتحقيق هدف معين بواسطة العنف ،يرتبط بكثير من
األفعال التي يصعب حصرها ،والجرائم الموصوفة باإلرهابية؛ جرائم مغطاة بأوصاف قانونية
مناسبة في كل من اَلتفاقيات الدولية؛ كنظام روما األساسي واتفاقيات حماية الطيران المدني،
وكذلك في التشريعات الوطنية كجريمة اَلتفاق الجنائي َلرتكاب الجرائم ،2وهذا بحد ذاته يغني عن
تعريف اإلرهاب.
خلصة القول أنه َل يوجد تعريف مقبول لإلرهاب لغايات القانون الجنائي ،يقطع أي خلف
حول معنى اإلرهاب ،كما أن مكافحة األرهاب وتمييزه عن غيره من اعمال العنف ،حسب رأي
الباحثَ ،ل تحتاج الى وضع تعريف كون أن افعال اإلرهاب قد جرمت في التشريعات الجنائية
الدولية والوطنية ،ويدعم الباحث رأيه باإلشارة إلى أن الكثير من التشريعات الجنائية عزفت عن
تعريف مصطلح (الجريمة) 1ولم يؤثر هذا في تجريم أفعال معينة محظورة ،ولذلك فإن استبعاد
مسمى اإلرهاب عن األفعال المصنفة تحت بنده وكذلك تعريفهَ ،ل يؤثر في وجود هذا النوع من
العنف وتجريمه ومكافحته ،ما دامت هذه األفعال مج َّرمة تحت أوصاف ومسميات أخرى ،أكثر
تناسبا مع كل فعل إجرامي ،بغض النظر عن الهدف من وراء ارتكاب هذه األفعال ،ويرى الباحث
أنه من األجدر عند تجريم اإلرهاب في اتفاقية أو تشريع جنائي ما ،أن يتم تعداد وضم األفعال األشد
جسامة وخطورة؛ لتجريمها وملحقة مرتكبيها ،بدَل من ضياع الوقت في البحث عن تعريف
معياري لإلرهاب.
=http://www.lob.gov.jo/ui/laws/search_no.jsp?year =&no
05
المبحث الثاني :اإلرهاب في ضوء قرارات مجلس األمن
اتخذ مجلس األمن في اآلونة األخيرة ،اتجاه صوب التوسع في مفهوم حفظ السلم واألمن الدولي،
حيث أدخل اإلرهاب ضمن اختصاص المجلس ،فأصبح مجلس األمن يعتبر أن األعمال اإلجرامية
المدرجة تحت مسمى اإلرهاب ،أضحت من الحاَلت التي تشكل خطرا على السلم واألمن الدولي.
تم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين ،يناقش المطلب األول علقة اإلرهاب بالسلم الدولي،
ويستعرض المطلب الثاني تطبيقات مجلس األمن لحاَلت اإلرهاب.
يبين نص المادة 62الحاَلت التي يمكن لمجلس األمن أن يتدخل من خللها لحفظ السلم واألمن
الدولي وإعادته إلى نصابه ،فمن خلل نص هذه المادة يقدر مجلس األمن الحالة التي بين يديه فيما
إذا كانت تُعرض السلم واألمن الدولي للخطر ،فقد يقدر أنها تشكل تهديدا للسلم الدولي ،وقد يقدر
بأنها تخل بالسلم الدولي ،وقد يكيفها بأنها تشكل حالة عدوان ،بمعنى أن مجلس األمن يجتهد في
تقدير المسألة المعروضة عليه ،في إطار هذه الحاَلت.
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
06
لذلك يعتبر مجلس األمن ذو سلطة تقديرية واسعة 2في تحديد نوع الحدث ،وهذه السلطة التقديرية
تتيح لمجلس األمن اَلطلع على ما قد يطرأ من أعمال في المستقبل ،لم تكن في الحسبان أو لم تكن
حاضرة عند صياغة الميثاق ،من أنها تشكل حالة من الحاَلت الواردة في نص المادة 62من
الميثاق.
كما أن لمجلس األمن ،يعود الحق في أن يقرر التدخل من عدمه ،1فمن الممكن أن يرى مجلس
األمن أن ما قد حدث أمرا َل يعرض السلم الدولي للخطر ،وعندها َل يتدخل في هذه الحالة ،وتمنح
المادة 62من الميثاق ،مجلس األمن الحق في اختيار اإلجراء المناسب من بين اإلجراءات
المنصوص عليها في المواد %2و %1من الميثاق ،وتكمن خطورة سلطات وتدابير مجلس األمن في
إطار الفصل السابع؛ في أنه َل يوجد رقابة قضائية فعلية على قرارات وأعمال مجلس األمن.6
ويجد الباحث أنه من المناسب مناقشة مفهومي تهديد السلم واإلخلل به والتعرض لوجهة نظر
الفقه الدولي في هذه المفاهيم ،وكذلك الرجوع إلى أعمال مجلس األمن لتحديد موقف مجلس األمن
من اإلرهاب ،لمعرفة فيما إذا كان اإلرهاب يشكل تهديدا للسلم أو يخل به.
قيام دولة بتهديد دولة أخرى بالدخول في حرب أو حتى مجرد اإلعلن عنها ،دون أن .2
يكون هناك مبادأة في الحرب أو استخدام للقوة.
القيام بعمل من أعمال التدخل ،الذي َل يرقى إلى حد استخدام العنف والقوة. .1
التهديد باستخدام إحدى صور العنف. .6
وقوع صدام داخل إقليم إحدى الدول ويكون على قدر من الجسامة بحيث يؤدي إلى .%
تعريض مصالح الدول للخطر.
203
09
الحرب األهلية إذا حظي أطرافها بمساعدة خارجية من الدول وكان لهذه المساعدة األثر .9
في تحويلها إلى حرب دولية.
تكوين جماعات مسلحة داخل إقليم إحدى الدول وإعدادها لغزو إقليم دولة أخرى. .3
رفض استجابة الدولة التي يوجد على إقليمها جماعات مسلحة ،لمطالب الدولة المهددة .3
من هذه الجماعات ،بضرورة اتخاذ اإلجراءات المناسبة لوقف أنشطة هذه الجماعات التي
تهدد أمن الدولة األخرى أو المهددة.
يرى الباحث أن الحرب األهلية والصدامات الداخلية وأنشطة الجماعات المسلحة ،حاَلت قد
يحدث خللها أو ينجم عنها أعماَل إرهابية ،وهذه األعمال اإلرهابية تبعا لألوضاع والظروف التي
أدت إلى ظهورها ،قد تشكل تهديدا للسلم واألمن الدوليينَ ،لرتباطها الوثيق بهذه الظروف
واألوضاع ،كأن تتدخل أطراف خارجية في هذه الحروب والصراعات ،أو تمتد آثارها إلى دول
الجوار.
أما بالنسبة لتهديد السلم في قرارات مجلس األمن ،فيتجلى ذلك في الكثير من قراراته الصادرة في
إطار الفصل السابع ،منها القرار رقم 9%المؤرخ 29تموز ،22%1الخاص بالقضية الفلسطينية،
حيث اعتبر مجلس األمن فيه أن استمرار القتال بين القوات العربية من جهة والقوات اإلسرائيلية
من جهة أخرى ،يعتبر تهديدا للسلم الدولي بالمعنى الوارد في المادة 62من الميثاق.2
وفي جلسة مجلس األمن رقم 60%3المنعقدة في 62كانون الثاني من العام ،2221والتي كان
قد عبَّر فيها كل من رئيس وزراء الرأس األخضر ورئيس وزراء المجر ،عن أن تدفق اللجئين
عقب اندَلع الحروب األهلية ،يشكل تهديدا للسلم في الدول المجاورة ،كما عبَّر رئيس الوَليات
المتحدة األمريكية األسبق (جورج بوش األب) عن أن اإلرهاب الدولي ،يشكل مظهرا من مظاهر
تهديد السلم الدولي ،واعتبر رئيس المجلس آنذاك (جون ميجور) أن عدم اَلستقرار في الميادين
S/PV.
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/PRO/N /IMG/N .pdf?OpenElement
01
وفيما يتعلق باإلرهاب وعلقته بتهديد السلم الدولي ،فقد أعرب مجلس األمن في القرار رقم
212%المؤرخ 1كانون أول ،2221عن قلقه من استمرار الصراع األفغاني وهجوم قوات
طالبان المتكرر على األجزاء الشمالية من أفغانستان ،واعتبر مجلس األمن هذه الهجمات أعماَل
إرهابية تهدد السلم واألمن اإلقليمي والدولي.2
كما أن مجلس األمن في القرار رقم 2666المؤرخ 22كانون األول ،11000اعتبر أن امتناع
سلطات طالبان عن تنفيذ المطلب المقرر في الفقرة 1من قرار مجلس األمن رقم 2133المؤرخ
29تشرين األول ،2222والقاضية بتسليم أسامة بن َلدن إلى السلطات المسؤولة في البلد الذي
وجه إليه اَلتهام ،عمل إرهابيا يهدد السلم واألمن الدولي.
ومن مظاهر اإلرهاب التي اعتبرها مجلس األمن تهديدا للسلم؛ إيواء اإلرهابيين والتعاون معهم
واَلمتناع عن تسليمهم؛ حيث أن مجلس األمن اعتبر في ديباجة القرار رقم 2666السالف الذكر،
أن عدم امتثال سلطات طالبان للمطالب الواردة في الفقرة 26من القرار رقم 212%السالف الذكر،
القاضية باَلمتناع عن إيواء اإلرهابيين ودعمهم ،يعد عمل إرهابيا يهدد السلم الدولي.
كذلك األمر ،فقد اعتبر مجلس األمن في القرار رقم 2%11المؤرخ 2%تشرين األول 1001
أن الهجمات بالقنابل التي تعرضت لها مدينة بالي األندونيسية والتي راح ضحيتها الكثير من
األرواح البريئة في 21تشرين األول ،1001عمل إرهابيا يهدد السلم واألمن الدوليين ،6واعتبر
ي عمل إرهابي دولي يشكل تهديدا للسلم واألمن الدولي.
المجلس في القرار ذاته أن أ َّ
كذلك األمر فقد اعتبر مجلس األمن ،احتجاز الرهائن في موسكو عاصمة اَلتحاد الروسي ،من
األعمال اإلرهابية التي تهدد السلم واألمن الدولي ،وذلك في القرار رقم 2%%0المؤرخ 1%تشرين
األول .%1001
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
04
وفي القرار رقم 1016المؤرخ 23كانون األول 1021أ َّكد مجلس األمن ،أن اإلرهاب بجميع
ي عمل من أعمال
أشكاله ومظاهره يمثل أحد أشد األخطار التي تهدد السلم واألمن الدولي ،وأن أ َّ
اإلرهاب هو عمل إجرامي.2
وتجدر اإلشارة إلى أنه ،من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 1002أصبح اإلرهاب
يطرح بشكل سنوي على جدول أعمال مجلس األمن ،وقد أصدر المجلس منذ ذلك التاريخ الكثير من
القرارات التي يؤكد فيها أن اإلرهاب الدولي من أكثر األسباب التي تهدد السلم الدولي.1
ويرى الباحث أن مجلس األمن ،قد تو َّسع كثيرا ،عند إدراجه جميع أعمال اإلرهاب ،ضمن
األمور والحاَلت التي تهدد السلم الدولي ،فالكثير من هذه األعمالَ ،ل ترقى إلى تهديد السلم واألمن
الدولي ،كاَلمتناع عن تسليم المطلوبين وإيوائهم واحتجاز الرهائن ،فهذه األعمال تحكمها وتفصل
فيها اتفاقيات تسليم المجرمين والمعاهدات متعددة األطراف المتعلقة بأعمال إجرامية مختلفة ،كأخذ
الرهائن واَلستيلء غير المشروع على الطائرات المدنية واَلعتداء على سلمة الطيران المدني
واألشخاص المحميين دوليا ،وبدورها هذه اَلتفاقيات حددت الوَلية القضائية للدولة أو الدول
المختصة محاكمها الجنائية ،في الفصل في هذه األعمال اإلجرامية ،وفي المنازعات القانونية
األخرى المتعلقة بها وفقا لقوانين تلك الدول.6
وقوع أعمال عنف بين قوات مسلحة تابعة لحكومات شرعية أو واقعية وراء حدود .2
معترف بها دوليا.
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://www.un.org/ar/sc/documents/resolutions/
02
أعمال العنف التي تقع بين الجماعات السياسية داخل إقليم دولة ما ،إذا كانت قد تدخلت .1
أطراف خارجية لمساعدة األطراف المتصارعة.
الحرب األهلية التي يتم اَلعتراف فيها ألطرافها بصفة المتحاربين. .6
قيام الثوار بأعمال عنف ،ضد دولة من إقليم دولة أخرى. .%
ويرى الباحث أن الحاَلت الثلث األخيرة التي اعتبرها الفقه الدولي خرقا للسلم الدولي ،حاَلت
قد يحدث خللها أو ينجم عنها أعماَل إرهابية داخلية وإقليمية ،وهذه األعمال اإلرهابية قد تؤثر في
الوضع األمني للدول األخرى ،ولكنها َل تصل إلى حد خرق السلم الدولي ،فهي تبقى في إطار
تهديد السلم ،مع األخذ بالحسبان أن تهديد السلم الدولي واإلخلل به وأعمال العدوان ،جميعها يترتب
على حدوثها اتخاذ إجراءات َل تختلف عن بعضها البعض في إطار الفصل السابع.
أ ّما عن قرارات مجلس األمن التي تبنت مفهوم اإلخلل بالسلم ،وجد الباحث أنه قلَّما استخدم
مجلس األمن عبارة اإلخلل بالسلم في قراراته المتعلقة بحفظ السلم واألمن الدولي ،ومنها على
سبيل المثال ،القرار رقم 9%المؤرخ 29تموز ،22%1الذي عبَّر مجلس األمن في الفقرة الثالثة
منه؛ عن أن عدم اإلذعان لوقف إطلق النار بين األطراف المتحاربة في فلسطين عام 22%1يعد
خرقا (إخلَل) للسلم الدولي ،بالمعنى الوارد في المادة 62من ميثاق األمم المتحدة.2
كما عبَّرت ديباجة القرار رقم 11المؤرخ 19حزيران 2290عن أن الهجوم المسلح لكوريا
الشمالية على كوريا الجنوبية ،يشكل خرقا للسلم 1وعبَّرت كذلك ديباجة القرار رقم 330المؤرخ 1
آب 2220عن أن غزو القوات العسكرية العراقية للكويت يشكل خرقا للسلم واألمن الدوليين.6
ويرى الباحث أن اإلخلل بالسلم يتضمن بالضرورة تهديد السلم؛ حيث أن اإلخلل بالسلم ،يعتبر
مرحلة متقدمة وينطوي على حاَلت أشد خطورة من تهديد السلم ،سيما أن تهديد السلم قد يتولَّد في
بعض األحيان ،نتيجة عمل َل يعتمد على استخدام القوة؛ كالدعاية للدخول في حرب أو التهديد
باستخدام القوة ،واإلمداد بالسلح لطرف من المتوقع أن يدخل في حرب ،واألعمال التحضيرية لها،
وامتناع إحدى الدول عن تنفيذ التزاماتها القانونية والمادية؛ كاَلمتناع عن سداد الديون وعدم إقفال
الحدود في وجه تهريب األسلحة في المناطق دائمة التوتر ،أو الدول التي تشتعل فيها حرب أهلية.
00
أما عن تعبير مجلس األمن في قراراته ،عن أن اإلرهاب شكل من أشكال اإلخلل بالسلم ،فلم
يسبق لمجلس األمن أن عب َّر في أي من قراراته الصادرة عن هذا الوصف ،حيث أن معظم
القرارات التي أصدرها مجلس األمن بمناسبة األعمال اإلرهابية ،كان قد أطلق عليها وصف تهديد
السلم واألمن الدوليين ،حتى أن مجلس األمن قلَّما استخدم عبارة اإلخلل بالسلم بالنسبة لألعمال
األخرى غير تلك التي توصف باإلرهابية.
خلصة القول أن األعمال اإلرهابية المرتكبة من قبل األفراد والجماعات َلتصل إلى حد وصفها
بأنها إخلل بالسلم الدولي ،إذا ما تمت مقارنتها بالحاَلت التي تؤدي إلى األخلل بالسلم الدولي التي
ترتكبها الدول من خلل قواتها المسلحة.
00
الفرع الثاني :عالقة اإلرهاب بالعدوان
تتمثل اشكالية هذا الفرع في البحث عن العلقة ما بين اإلرهاب والعدوان للتعرف فيما إذا كان
هناك تطابق بينهما كليا أو جزئيا وبالتالي معرفة فيما إذا كان اإلرهاب من األمور يشكل خطرا على
السلم الدولي ،وعليه َلبد من التعرف على المقصود بالعدوان ومن ثم دراسة مفهومة في قرارات
مجلس األمن.
.
.
. .
=http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
03
معياري مرن للعدوان ،وتضمنت المادة الثالثة من النص ،تعدادا لألعمال العدوانية ،أ َّما التعريف
المعياري للعدوان فهو"استخدام القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى ،أو سلمتها
اإلقليمية أو استقللها السياسي ،أو بأية طريقة أخرى تتنافي مع ميثاق األمم المتحدة ،وفقا لنص هذا
التعريف" ،واعتبرت المادة الثانية من نص التعريف ،أن مبادرة الدولة باستخدام القوة المسلحة
بالمخالفة لميثاق األمم المتحدة؛ دَللة على عدوانها على دولة أخرى.
وبدورها ،لم تجعل المادة الثالثة من نص التعريف؛ إعلن الحرب مبررا َلرتكاب األعمال
العدوانية الواردة فيها على سبيل التعداد َل الحصر ،وتتحدث الفقرات من (أ إلى و) عن األعمال
العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة بشكل مباشر من غزو وهجوم واحتلل وإلقاء القنابل ضد
األقاليم والمنشآت العسكرية واألساطيل البحرية والجوية لدولة أخرى.
وتحدثت الفقرة (ز) من المادة الثالثة عن قيام دولة ما بإرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو
قوات غير نظامية أو مرتزقة ،للقيام بأعمال مسلحة تصل خطورتها لتعادل األعمال السابقة أو
اشتراك الدولة بدور ملموس في هذه األعمال.
ويرى الباحث أن الجمعية العامة قد تجنبت اَلصطدام بسلطات مجلس األمن الواردة في المادة
62من ميثاق األمم المتحدة ،وذلك عندما عبَّرت في المادة الرابعة من نص تعريف العدوان ،عن
سلطة مجلس األمن في اعتبار أعمال أخرى من أعمال العدوان ،غير تلك التي جاء بها نص
التعريف.
واعتبرت المادة الخامسة أنه ما من مبرر للعدوان ،وأنه يرتب المسؤولية الدولية وأن أي مغنم
ناجم عن العدوان َل يعد قانونيا ،حيث تعد الفقرة الخامسة تكريسا لمبدأ حل المنازعات الدولية
بالطرق السلمية ،ولذلك َل يجوز استخدام القوة َلسترداد الحقوق وحل المنازعات ،إَل في الحاَلت
التي أجازها القانون الدوليَ ،ل سيما ما جاء به ميثاق األمم المتحدة وقرارات الجمعية العامة ،وعلى
رأس هذه الحاَلت المسموح بها ،استخدام القوة من أجل الحصول على تقرير المصير ،والدفاع
الشرعي ،وهذا ما ذهبت إليه المادتين السادسة والسابعة ،فقد صرَّحت المادة السادسة من نص
التعريف ،عن أن هذا التعريف َل يؤثر في حاَلت استخدام القوة المشروعة التي نص عليها ميثاق
األمم المتحدة كالدفاع الشرعي 2ونظام األمن الجماعي.1
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
02
وصرَّحت المادة السابعة عن أنه ليس في هذا التعريف وخاصة المادة الثالثة منه ما يمس بحق
تقرير المصير وحق الشعوب بالكفاح المسلح لتقرير المصير ،وذكرت المادة الثامنة أن أحكام
تعريف العدوان جميعها مترابطة من حيث التطبيق والتفسير ،بحيث َل يجوز تجاهل أي فقرة منه أو
تجزئة نص التعريف ،في حال تفسيره واعتبار عمل ما من أعمال العدوان.
وتجدر اإلشارة إلى أن جميع األعمال العدوانية الواردة في تعريف العدوان ،أعماَل يحظر ميثاق
األمم المتحدة على أي دولة القيام بها أو السماح للقيام بها ،ويجد هذا الحظر أساسه في الفقرة الرابعة
من المادة الثانية من ميثاق األمم المتحدة؛ والتي نصت على أنه" يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في
علقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلمة األراضي أو اَلستقلل
السياسي ألية دولة أو على وجه آخر َل يتفق ومقاصد األمم المتحدة.2
ب .تعريف العدوان في مؤتمر كمباال ( )0202الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية
يعد نظام روما األساسي ،اَلتفاقية التي تم بموجبها إنشاء المحكمة الجنائية الدولية ،وقد
اختلفت الدول المؤتمرة أثناء وقبل انعقاد المؤتمر النهائي في روما عام ،2221بين مؤيد ومعارض
إلدراج جريمة العدوان ضمن اَلختصاص الموضوعي للمحكمة الجنائية الدولية ،1وبالنتيجة ،انتهى
األمر إلى إدراج العدوان ضمن اختصاص المحكمة ،وذلك في الفقرة د 2/من المادة الخامسة من
النظام األساسي للمحكمة الجنائية المعتمد في روما في 23تموز .2221
إَلَّ أن ممارسة المحكمة الجنائية الدولية لصلحيتها على جريمة العدوان ،معلق على شرط
واقف ،أَل وهو وضع تعريف للعدوان ،6وقد تمت الموافقة على إصدار قرار إلجراء تعديلت على
نظام روما األساسي ،وذلك في المؤتمر اَلستعراضي األول للمحكمة الجنائية الدولية المنعقد في
كمباَل بأوغندا ،الواقع في الفترة ما بين 62أيار و 22حزيران ،1020ومن بين التعديلت التي
أجريت على نظام روما ،إقرار تعريف للعدوان ،إَل أن هناك شرط جديد وضع في هذا القرار،
أوقف صلحية ممارسة المحكمة الجنائية الدولية َلختصاصها على جريمة العدوان مرة أخرى،
حيث تبقى ممارسة المحكمة َلختصاصها بالنظر في جريمة العدوان متوقفة على مرور سنة من
http://legalarabforum.com/ar/node/
05
صدور قرار عن جمعية الدول األطراف ،في المؤتمر المنوي عقده في 2كانون الثاني من العام
1023باألغلبية المطلوبة للتصويت على القرار المنوي إصداره في هذا المؤتمر المنتظر.2
أما بالنسبة لتعريف العدوان ،الذي اعتمدته الدول األطراف ،في المؤتمر اَلستعراضي بكمباَل
، 1020فقد عرَّفت الفقرة األولى من المادة 1مكرر من نظام روما ،جريمة العدوان بأنها" قيام
شخص ما ،له وضع ي َمكنه فعل من التحكم في العمل السياسي أو العسكري للدولة ،أو من توجيه
هذا العمل ،بتخطيط أو إعداد أو بدء أو تنفيذ فعل عدواني يشكل بحكم طابعه وخطورته ونطاقه،
انتهاكا واضحا لميثاق األمم المتحدة" ،وع َّرفت الفقرة الثانية من المادة 1مكرر ،فعل العدوان بأنه
"استعمال القوة المسلحة من جانب دولة ما ،ضد سيادة دولة أخرى ،أو سلمتها اإلقليمية أو
استقللها السياسي ،أو بأية طريقة أخرى تتعارض مع ميثاق األمم المتحدة ،وتنطبق صفة العدوان
على أي فعل من األفعال التالية ،سواء بإعلن الحرب أو بدونه ،وذلك وفقا لقرار الجمعية العامة
لألمم المتحدة رقم (662%د )12-المؤرخ 2%كانون األول/ديسمبر ،"223%حيث جاءت أفعال
العدوان في البنود من (أ – ز) من الفقرة الثانية من المادة 1مكرر 1مطابقة ألفعال العدوان الواردة
في الفقرات من(أ -ز) من المادة الثالثة من نص تعريف العدوان في قرار الجمعية العامة رقم
662%لعام .6223%
=http://www.assabah.press.ma/index.php?option=com_content&view=article&id :--------
تاريخ الدخول للموقع 2تشرين الثاني ،1026الساعة 09:99 =&catid =- - - - - &Itemid
مساء
RC/Res.
http://crimeofaggression.info/documents/ /RC-Res -ARA.pdf
06
القيام على الفور بالتوقف عن األعمال العدائية ،2معبرا في ذلك عن اَلستخدام الفعلي للهجمات
الجوية أو التهديد باستخدامها ،من قبل القوات اَلثيوبية ضد المواقع الحيوية في اريتريا ،وفرضها
حظرا جويا وبحريا على اريتريا ،قاصدا كذلك عمليات القتال المسلحة واَلشتباكات على الحدود
باألسلحة الثقيلة والدبابات.
وفي القرار رقم 122المؤرخ 23نيسان ،2226استخدم مجلس األمن لفظ األعمال العدوانية
للتعبير عن التطهير العرقي واألعمال الوحشية التي ارتكبتها الوحدات شبه العسكرية الصربية
البوسنية ضد منطقة سربرنيتسا في جمهورية البوسنة والهرسك.1
ومن الحاَلت التي استخدم فيها مجلس األمن لفظ العدوان ،حادثة الغارات التي نفذها سلح الجو
اإلسرائيلي ضد تونس في العام 2219والعام ،2211وذلك في القرار رقم 936المؤرخ %تشرين
األول لعام 62219والقرار رقم 322المؤرخ 19نيسان .%2211
ويرى الباحث بأن العدوان جريمة من أشد الجرائم خطورة وخرقا للسلم واألمن الدوليين،
فالعدوان ليس إَل حالة من حاَلت اإلخلل بالسلم الدولي ،وما يؤكد أن العدوان يدخل ضمن اإلخلل
بالسلم؛ ما جاءت به الفقرة األولى من المادة األولى من ميثاق األمم المتحدة ،والتي تنص على"حفظ
السلم واألمن الدولي ،وتحقيقا لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع األسباب التي
تهدد السلم وإلزالتها ،وقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه اإلخلل بالسلم ،9"..فهذه الجملة
األخيرة من النص تبين أن العدوان صورة من صور اإلخلل بالسلم.
ويضيف الباحث من جهته ،أن العدوان قد يكون صورة من صور اإلخلل بالسلم وقد يكون
صورة من صور تهديد السلم ،وبالرجوع إلى تعريف العدوان الصادر عن الجمعية العامة بموجب
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
S/
http://www.un.org/ga/search/view_doc.asp?symbol=S/ &referer=http://www.un.org/ar/sc/do
cuments/search.shtml&Lang=A
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
09
القرار رقم 662%لعام ،223%وجد الباحث أن األعمال العدوانية المبينة في الفقرات( أ ،ب ،ج،
د ،ز) من المادة الثالثة من التعريف ،جميع هذه األعمال تشكل إخلَل بالسلم الدولي ،أما الفقرة (هـ)
فنجد أنها أقرب إلى تهديد السلم الدولي من اإلخلل به.
أما عن القرارات التي ربط فيها مجلس األمن ما بين اإلرهاب والعدوان ،نجد أنه في الفقرة /2أ
من القرار رقم 21%%المؤرخ 20حزيران ،2222اعتبر مجلس األمن جميع أعمال العنف
واستخدام القوة في كوسوفو تشكل أعماَل عدائية ،وكانت ديباجة القرار ذاته قد عبرت عن "إدانة
مجلس األمن لجميع أعمال العنف المرتكبة بحق سكان كوسوفو ،فضل عن األعمال اإلرهابية التي
يرتكبها أي طرف" ،2بمعنى أن مجلس األمن اعتبر األعمال العدوانية المرتكبة من قبل قوات
الشرطة الصربية والقوات شبه العسكرية التابعة للحكومة اَلتحادية بحق سكان إقليم كوسوفو أعماَل
إرهابية.
وفي القرار رقم 2620المؤرخ 23كانون الثاني 1001أعرب مجلس األمن عن إدانته لطالبان
باستخدام أفغانستان قاعدة لتدريب اإلرهابيين والقيام بأنشطة إرهابية ،بما في ذلك قيام تنظيم القاعدة
والتنظيمات األخرى بتصدير اإلرهاب ،وَلستخدامها المرتزقة في أعمال عدائية في أفغانستان،1
حيث أن مجلس األمن اعتبر أن األعمال العدائية التي تقوم بها التنظيمات المتواجدة في أفغانستان،
أعماَل إرهابية.
ويرى الباحث ،أنه بالرجوع إلى تعريف العدوان المعتمد في القرار رقم 662%لعام 223%من
قبل الجمعية العامة وكذلك التعريف المعتمد من قبل المؤتمر اَلستعراضي للمحكمة الجنائية الدولية
في كمباَل عام ،1020يجد أن خطاب التعريف كان وَل يزال موجها للدول فحسب ،فاألعمال التي
نص عليها تعريف العدوان ،أعماَل تبادر بها الدول أو تهيئ لها الظروف.
خلصة القول أن العدوان قد يتطابق مع اإلرهاب في حال قامت الدولة بإرسال جماعات مسلحة
أو عصابات أو مرتزقة أو قوات غير نظامية ،للقيام بأعمال مسلحة في دولة أخرى ،واستهدفت هذه
األعمال المسلحة المدنيين األبرياء ،أو قامت هذه الجماعات والعصابات باألعمال التي تندرج تحت
مسمى اإلرهاب ،وفي هذه الحالة تصبح تلك الدولة داعمة لإلرهاب ،عندها نكون بصدد عمل
عدواني ينجم عنه أعمال إرهابية ،وفي هذه الحالة يمكن لمجلس األمن التصدي للعمل العدواني
واتخاذ التدابير بحق الدولة المعتدية ،أما بالنسبة لألعمال اإلرهابية التي ترتكبها هذه الجماعات أو
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
01
المرتزقة ،فيتم ملحقة ومعاقبة مرتكبيها وفقا لقانون الدولة المعتدى عليها أو الدولة التي تم إلقاء
القبض على الجناة فيها ،أما حاَلت العدوان التي تباشرها الدولة بنفسها عن طريق قواتها المسلحة
فهي َل تعد من جرائم اإلرهاب.
04
المطلب الثاني :تطبيقات مجلس األمن لحاالت اإلرهاب
يعتبر تدخل مجلس األمن في الحالة الليبية الناجمة عن حوادث الطائرات التي وقعت في اسكتلندا
والنيجر في األعوام 2211و ،2212وتدخله كذلك في أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول
1002التي وقعت في الوَليات المتحدة األمريكية ،من القضايا التي أثير الشك حول شرعية تدخل
مجلس األمن فيها .ولذلك سيتم مناقشة كل منها في الفرعين التاليين.
وفي بداية العام 2221أصبح األمر مطروحا أمام مجلس األمن ،وقد تمثل تدخل مجلس األمن
في هذه األزمة؛ بإصدار القرار رقم 362المؤرخ 12كانون الثاني 2221والذي يرى الباحث أنه
اتُ ِخذ في إطار الفصل السادس ،حيث جاءت ألفاظ القرار لينة تجاه ليبيا بالمقارنة بالقرارات التي
يصدرها مجلس األمن في إطار الفصل السابع ،كما أن تدخل مجلس األمن جاء نتيجة وجود نزاع
مستمر وليس حالة وقتية آنية تستدعي إعمال الفصل السابع.1
وفي القرار رقم 362لعام 2221اعتبر مجلس األمن اإلرهاب الدولي مصدرا من مصادر
تهديد السلم واألمن الدوليين ،وفيه طالب الحكومة الليبية اَلستجابة لطلب الدول الغربية الثلث،
والمتمثل بواجب قيام الحكومة الليبية بتسليم مواطنيها المتهمين بارتكاب حادثة تفجير الطائرة
األمريكية ،وطلب منها التعاون للكشف عن مرتكبي تفجير الطائرة الفرنسية ،واعتبر مجلس األمن
ذلك ،مساهمة من ليبيا في القضاء على اإلرهاب الدولي.6
=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
32
وبمفهوم المخالفة فإن عدم استجابة الحكومة الليبية لهذه المطالب ،يشكل دعما لإلرهاب من وجهة
نظر مجلس األمن ،وفي الوقت نفسه يعد امتناع الحكومة الليبية عن تنفيذ هذه المطالب تهديدا للسلم
الدولي 2في مفهوم مجلس األمن لتهديد السلم واألمن الدولي.
إَل أن الحكومة الليبية لم تمتثل للمطالب الواردة في القرار رقم 362لعام 2221حيث رفضت
تسليم المتهمين ،فقد اعتبرت الحكومة الليبية أنها في هذا الرفض ،تمارس حقا ممنوح لها في اتفاقية
مونتريال لعام ،2232باَلستناد على المادة السابعة من اَلتفاقية التي تسمح بذلك ،وطبقا للفقرتين
الثانية والثالثة من المادة الخامسة من هذه اَلتفاقية والتي تسمح للحكومة الليبية بإجراء المحاكمة
لهم ،وباعتبار القانون الليبي َل يسمح بتسليم المواطنين الليبيين ،1حيث أن التسليم يخضع للشروط
المنصوص عليها في قانون الدولة التي تتلقى طلب التسليم وذلك حسب ما ورد الفقرة الثانية من
المادة الثامنة من اتفاقية مونتريال.6
بعد ذلك أصدر مجلس األمن القرار رقم 3%1المؤرخ 62آذار 2221الذي قرر فيه مجلس
األمن أن عدم استجابة الحكومة الليبية للطلبات الواردة في القرار رقم َ 362لسيما امتناعها عن
القيام بتسليم مواطنيها الموجودين لديها ،المتهمين بتفجير الطائرة األمريكية (بان أمريكان) يشكل
دعما لإلرهاب وتهديدا للسلم الدولي.%
لذلك ،فإن النزاع القانوني الممتد قرابة الثلثة أعوام ،القائم بين ليبيا من جهة والوَليات المتحدة
والمملكة المتحدة ،والمتمثل بامتناع الحكومة الليبية عن القيام بتسليم مواطنيها المتهمين بتفجير
الطائرة األمريكية (بان أمريكان) ،كان مجلس األمن قد اعتبره دعما لإلرهاب الدولي ومن ثم اتخذه
سببا للتدخل في هذه الواقعة.9
وتجدر الملحظة أن تدخل مجلس األمن في هذا النزاع القانوني ،عطل تطبيق اتفاقية مونتريال
لعام ،32232عندما تم عرض القضية من قبل الوَليات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ،على
مجلس األمن واستصدار القرارات بشأنها ،حيث أن الفصل السابع من الميثاق؛ أصبح القانون
المطبق على حوادث تفجير الطائرتين األمريكية والفرنسية؛ نتيجة لتدخل مجلس األمن فيها ،بدَل
=http://www.sis.gov.eg/ar/Story.aspx?sid
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
30
عن تطبيق اتفاقية مونتريال لعام 2232الخاصة بقمع األفعال غير المشروعة الموجهة ضد سلمة
الطيران المدني.
وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة الليبية اتبعت الطريق القانوني السليم المنصوص عليه في اتفاقية
مونتريال الخاصة باَلعتداء على سلمة الطيران المدني ،وذلك عندما قامت بعد صدور القرار
،362بأحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية من أجل تفسير اتفاقية مونتريال وتطبيقها بشكل
قانوني سليم على هذه القضية واتخاذ اجراءات تحفظية ضد الدول الثلث ،كذلك األمر اتخذت
الحكومة الليبية اجراء قانونيا متسقا مع المادة الخامسة من اتفاقية مونتريال ،عندما أحالت القضية
إلى سلطاتها القضائية المختصة من أجل النظر في صحة ادعاءات الوَليات المتحدة والمملكة
المتحدة ،2ويرى الباحث أن نصوص اتفاقية مونتريال لعام 2232التي طلبت الحكومة الليبية من
محكمة العدل الدولية تفسيرها ،واضحة وَل تحتاج إلى تفسير من أجل تطبيقها على الحالة الليبية.
لذلك ،يعتبر تدخل مجلس األمن في الحالة الليبية توسعا في تقدير مفهوم تهديد السلم الدولي،
بحيث تم تطبيقه على حوادث تفجير الطائرات السالفة الذكر ،وكون أن اتفاقية مونتريال هي
المختصة في تحديد مسألة تسليم المطلوبين والقانون الواجب التطبيق عليهم ،فليس من حق مجلس
األمن إفراغ مضمون هذه اَلتفاقية وسلب الدول الحق الذي أقرته هذه اَلتفاقية ألطرفها ،كما أن
تدخل مجلس األمن سلب محكمة العدل الدولية حقها في النظر في تفسير األتفاقية وإعمال هذا
التفسير على هذا النزاع القانوني وتحديد الوَلية القضائية والقانون الواجب التطبيق على المتهمين
ومسألة تسليمهم ومحاكمتهم في حال ثبوت اَلتهام.1
ويتساءل الباحث عندها ،لماذا تحجم دولة طرف في اتفاقية دولية عن قبول تطبيق نصوص
اتفاقية اتجهت ارادتها ابتداء على قبول ما فيها من نصوص ،تحكم وتفصل في المسائل التي قد
تحدث مستقبل ما بين اطراف اَلتفاقية ،فما هي القيمة القانونية لهذه اَلتفاقية إذا تجاهلت أحدى
الدول األطراف المتعاقدة تطبيق نصوصها ،عند عرضها لهذه المسألة على مجلس األمن ،خصوصا
30
عندما تتمتع الدولة الطرف بميزات منحت لها بموجب ميثاق األمم المتحدة ،واستصدار قرار بشأنها
في إطار الفصل السابع من الميثاق.
ولذلك فإن قرارات مجلس األمن أرقام 362و 3%1لعام ،2221يشوبهما العيب من ناحية
الموضوع ،لخروج النزاع عن اختصاص مجلس األمن ،وذلك بسب أن هذه القرارات َل تعالج حالة
من الحاَلت التي تدخل في اطار المادة 62من الفصل السابع ،حيث أن النزاع بين الحكومة الليبية
والدول الثلث نزاع على مسألة قانونية تعالجها اتفاقية مونتريال لعام ،2232وليس مقبوَل أن
نزاعا على مسألة قانونية يصل إلى الحد الذي يهدد السلم الدولي.
من ناحية أخرى هذه القرارات مشوبة بالعيب من ناحية الشكل ،بسبب اشتراك كل من الوَليات
المتحدة األمريكية وبريطانيا وفرنسا في التصويت على هذه القرارات؛ وهو ما يخالف الفقرة الثالثة
من المادة 13من ميثاق األمم المتحدة.2
ويرى الباحث أن تدخل مجلس األمن في هذا النزاع َل يتفق مع إعلن مبادئ القانون الدولي؛
الذي حرص على أن تلتمس الدول تسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية ،وفي حال أخفق
أطراف النزاع في التوصل إلى حل بأي وسيلة سلمية ،وجب عليهم اَلستمرار في التماس تسوية
النزاع بوسائل سلمية أخرى يتفق عليها فيما بينهم ،1كما أن هناك مخالفة صريحة من قبل مجلس
األمن ودول الغرب الثلث ،ألهم مبادئ األمم المتحدة المكرس في الفقرة األولى من المادة األولى
من ميثاق األمم المتحدة ،والتي أشارت إلى التسوية السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي،6
فبدَل من اَلستمرار بالبحث عن حل سلمي للنزاع الليبي الغربي ،أي اللجوء إلى اتفاقية مونتريال
لعام ،2232تدخل مجلس األمن في هذه األزمة من خلل الفصل السابع إلجبار الحكومة الليبية
على تسليم المتهمين ،مع أن اتفاقية مونتريال لعام 2232راعت السيادة الوطنية للدول المتعاقدة
عندما أجازت اَلمتناع عن التسليم واجراء المحاكمة داخل أراضيها.
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
33
الفرع الثاني :تدخل مجلس األمن في أحداث الحادي عشر من أيلول 0220
تمثل تدخل مجلس األمن في هذه األحداث التي وقعت في الوَليات المتحدة األمريكية في الحادي
عشر من سبتمبر/أيلول 1002بإصدار القرار رقم 2631المؤرخ 21أيلول 1002والقرار
2636المؤرخ 11أيلول ،1002وأعقب صدور هذين القرارين؛ قيام الوَليات المتحدة بشن حرب
على أفغانستان لرفضها تسليم أسامة بن َلدن زعيم تنظيم القاعدة وبعض أعضاء التنظيم باعتبارهم
المتهمين ،من قبل الوَليات المتحدة ،بالضلوع في تخطيط وتنفيذ هجمات الحادي عشر من أيلول.2
ومن الجدير بالذكر أن هذه القرارات تثير الشك حول شرعيتها وشرعية تدخل مجلس األمن في
هذه األحداث ،فمن ناحية يجد الباحث أن مجلس األمن كيَّف هذه الهجمات كهجمات إرهابية هددت
السلم واألمن الدوليين ،بمعنى أن مجلس األمن تصرف في إطار الفصل السابع من ميثاق األمم
المتحدة ،ولكن الباحث يرى بأن مجلس األمن لم يخاطب في أ ّ
ي من القرارين دولة معينة مدانة
بتهديد السلم واألمن الدوليين ،فقد كان خطاب مجلس األمن موجها إلى الدول األعضاء جميعا وليس
إلى طرف يدخل في نزاع أو موقف دولي ،أو ش َّكل عمله انتهاكا لميثاق األمم المتحدة.
ويرى الباحث أن مجلس األمن لم ينص في أي من القرارين على اتخاذ أي من التدابير
المنصوص عليها في المواد %2و %1من الفصل السابع ،ولم يقم مجلس األمن على األقل بإصدار
توصية كتلك التي أشارت إليها المادة %0من الفصل السابع.
ومن جهة أخرى ،يجد الباحث أن مجلس األمن من خلل هذين القرارين ،سلم بحق الدفاع
الشرعي الفردي والجماعي عن النفس ،إَلّ أن حق الدفاع الشرعي َل يحق للدول اللجوء إليه ،إَل َّ
عندما تتعرض للعدوان كما يفيد مفهوم المادة 92من الميثاق ،1التي أقرت بحق الدفاع الشرعي،
كما َّ
أن قرارات مجلس األمن لم تشر إلى أن أفغانستان قد قامت بعمل ضد الوَليات المتحدة
األمريكية ،أو أنها ضالعة في عدوان عليها ،بالشكل الذي يهدد السلم الدولي.
كما أن مجلس األمن اعتبر هذه الهجمات ،هجمات إرهابية 6وليست كأعمال عدوانية ،ولهذا
السبب ينتفي حق الدفاع الشرعي ،وحيث أنه لم يثبت لمجلس األمن ،خلل أقل من أربع وعشرون
ساعة ،أن أفغانستان قد ارسلت جماعات مسلحة لتنفيذ هذه الهجمات ،فليس هناك من مبرر إلعمال
حق الدفاع الشرعي عن النفس.
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
32
وتجدر اإلشارة إلى أن حق الدفاع الشرعي ،يحق للدولة اللجوء إليه إذا كانت َل تزال تتعرض
أن هجمات أيلول ليست إَلَّ أعمال إجرامية بدأت
لعدوان من قبل دولة ما أو بإسمها ،في حين َّ
وانتهت في الوقت نفسه ،ولم تشكل اعتداء مستمرا بالقوة المسلحة على الوَليات المتحدة ،فيرى
الباحث أن هذا سبب آخر ينفي حق الدفاع الشرعي ،فالفترة ما بين وقوع الهجمات وما بين شن
الوَليات المتحدة الحرب على أفغانستان؛ تجاوزت ثلثة أسابيع ،وخلل هذه المدة لم يقع أي اعتداء
آخر على الوَليات المتحدة ،أي َّ
أن الخطر زال خلل هذه المدة.
ومن جهة أخرى أق َّرت المادة 92من الميثاق؛ بحق الدفاع الشرعي إلى أن يتخذ مجلس األمن
التدابير اللزمة لحفظ السلم واألمن الدولي ،ولكن الوَليات المتحدة شنت الحرب على أفغانستان،
بعد عرض المسألة على مجلس األمن ،لذلك َل تعتبر هذه الحرب حالة دفاع شرعي ،فقد كان على
مجلس األمن النص على اتخاذ تدابير جماعية ضد الدولة التي هددت السلم الدولي في حال ثبوت
ذلك.
دعا مجلس األمن في القرار رقم 2631جميع الدول إلى تقديم مرتكبي هذه الهجمات ومنظميها
ورعاتها إلى العدالة ،كما أشار القرار إلى اَلتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة اإلرهاب ،ولذلك يرى
الباحث أن قد كان من األجدر على مجلس األمن أن يتصرف وفق الفصل السادس من الميثاق ،وأن
يحث الوَليات المتحدة على التصرف وفقا لقانونها الوطني وإحالة المسألة الى القضاء ،واتباع
أحكام اتفاقية مونتريال لعام 2232الخاصة بقمع األعمال غير المشرعة الموجهة ضد سلمة
الطيران المدني ،من أجل طلب تسليم المتهمين ومحاكمتهم.
وتجدر اإلشارة إلى أن مجلس األمن في القرار رقم 2631كيّف الحالة وق َّدر بأن َّه وحسب ما ورد
أن حادثة خطف أربع طائرات مدنية تنقل الركاب بين الوَليات األمريكية ،من قبل مجموعة
أشخاص في أجواء الوَليات المتحدة ،ومن ثم قام الخاطفين باستخدام هذه الطائرات كسلح يرتطم
بمبان عامة وخاصة وتدميرها ،هذه الحادثة قدرها مجلس األمن بأنها عمل إرهابي يشكل حالة من
الحاَلت التي تهدد السلم واألمن الدوليين.
ويرى الباحث أن آثار العنف في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 1002لم تمتد خارج إقليم
الوَليات المتحدة ،بالشكل الذي يمكن من خلله القول بأنها هددت السلم واألمن الدولين.
ويرى الباحث أن هذه التقديرات التي أسسها مجلس األمن بناء على سلطاته التقديرية في نص
المادة 62من ميثاق األمم المتحدة ،جميعها كانت في الوقت الذي َل يوجد ذكر لمصطلح اإلرهاب
في ميثاق األمم المتحدة ،ولم يكن لدى مجلس األمن؛ تعريفا محددا ودقيقا لمفهوم اإلرهاب الدولي،
35
في نص قانوني ،سواء كان في اتفاقية دولية ملزمة لجميع الدول أو حتى في قرار صادر عن
الجمعية العامة على غرار قرار تعريف العدوان لعام .223%
ويرى الباحث أن هذه الحوادث تخضع ألحكام اتفاقية مونتريال لعام 2232والتي تمنح الحق
ألفغانستان بمحاكمة المتهمين الموجودين على أراضيها إن ثبت تورطهم ،كما يمنحها الحق في
تسليم المتهمين للوَليات المتحدة األمريكية إلجراء المحاكمة 2،ولذلك كان تدخل مجلس األمن
بمثابة تعدي على اتفاقية مونتريال وعلى اختصاص القضاء األفغاني في إجراء المحاكمة داخل
أراضي أفغانستان أو تسليم المطلوبين للوَليات المتحدة ،إذا ثبت تورطهم ،وهذا ما تعهدت به
أفغانستان ،1إَل أن الوَليات المتحدة األمريكية تجاهلت كل هذه األمور ،وسارعت بوضع القضية
بين يدي مجلس األمن.6
ولذلك يجد الباحث أن قرارات مجلس األمن أرقام 2631و 2636يشوبها عيب عدم اَلختصاص
الموضوعي ،من حيث أنها تعالج مسألة َل تدخل في ميثاق األمم المتحدة ،حيث تعد ضمن
اَلختصاص الموضوعي للقضاء الوطني للوَليات المتحدة األمريكية بالدرجة األولى أو للقضاء
الوطني للدول أو الدولة التي يوجد الجناة على أراضيها.
كما يشوب هذه القرارات عيب في الركن الشكلي للقرار ،من حيث أن الوَليات المتحدة األمريكية
اشتركت في التصويت على هذه القرارات مع أنها طرف في هذا النزاع ،حيث يخالف ذلك المادة
13من ميثاق األمم المتحدة.%
ولذلك يرى الباحث أن تدخل مجلس األمن في هذه األحداث ،يعد توسعا من قبل مجلس األمن في
مفهوم تهديد السلم الدولي ،وتطبيقه على أعمال تقع من صميم اختصاص اتفاقية مونتريال لعام
،2232التي تحدد موضوع تسليم المطلوبين ويتحدد من خللها الوَلية القضائية والقانون الواجب
التطبيق عليهم ،ولذلك كان على مجلس األمن أن َل يتجاوز هذه اَلتفاقية ،وأن يدعو الوَليات
المتحدة َلتخاذ اإلجراءات القانونية المنصوص عليها في هذه اَلتفاقية.
ويرى الباحث أن مجلس األمن خالف إعلن مبادئ القانون الدولي فيما يتعلق بالتماس الوسائل
السلمية واَلستمرار في ذلك لحل النزاع مع أفغانستان ،9فمجلس األمن والوَليات المتحدة تجاوزا
9
36
هذا اإلعلن؛ من خلل تدخل مجلس األمن ومن خلل قيام الوَليات المتحدة بشن الحرب على
أفغانستان.
ويرى الباحث بأن األعمال اإلرهابية التي ترتكب من قبل فرد أو جماعة دون دعم أو تدخل من
دولة ماَ ،ل تعتبر من األعمال التي تشكل خطرا على السلم واألمن الدوليين ،حيث من األجدر على
مجلس األمن ،ترك مجال ملحقة مرتكبيها ومعاقبتهم وفقا ألحكام اَلتفاقيات الدولية والقوانين
الجنائية الوطنية ،وفي حال ثبوت أن دولة ما ،تساهم أو تدعم أو تشارك في ارتكاب األعمال
اإلرهابية ،التي يقدم عليها األفراد ،وجب معاقبة المسؤولين الحكوميين الداعمين لإلرهاب ،وتجري
مساءلة الدولة بصفتها اَلعتبارية ،إذا ثبتت إدانتها وفقا للمسؤولية الدولية.
ويرى الباحث أن أي موقف سياسي أو نزاع قانوني بين الدول؛ قد يتطور إلى أن يهدد السلم
الدولي ،ولكن الباحث يرى؛ أنه في حال إذا كان النزاع على مسألة قانونية تتعلق بملحقة أفراد
بسبب ارتكابهم أعماَل توصف باإلرهابيةَ ،لبد لمجلس األمن أن يترك المجال للقضاء الدولي
والوطني للفصل في هذه الجرائم ،فيما يخص األفراد ،حتى وإن كان هناك ما قد يتطور أو يؤدي
إلى تهديد السلم واألمن الدولي ،نتيجة هذا النزاع القانوني.
لذلك ينبغي على مجلس األمن الفصل مابين الفرد الذي يخالف القوانين واَلتفاقيات الدولية،
ومابين الدولة المسؤولة مسؤولية دولية في القانون الدولي ،عن أعمال هؤَلء األفراد ،فأعمال
األفراد المخالفة للقانون َل يتم الفصل فيها في إطار مجلس األمنَ ،ل سيما في إطار الفصل السابع
من ميثاق األمم المتحدة.
39
الفصل الثاني :ماهية المقاومة والممارسات الدولية تجاه تطبيق مفهوم
اإلرهاب
تعد المقاومة من األعمال التي تهدف إلى إنهاء اَلحتلل األجنبي والخلص من األنظمة اَلستبداية
والعنصرية ،لتقرير مصير الشعوب ،وقد جرت وتجري محاوَلت لتطبيق مفهوم اإلرهاب على
المقاومة ،وتطبيقه بإنتقائية على األعمال اإلجرامية ،وعليه فإن هذا الفصل من الدراسة سيقسم إلى
مبحثين ،حيث يتناول المبحث األول ماهية المقاومة في القانون الدولي ،ويتناول المبحث الثاني
الممارسات الدولية تجاه تطبيق مفهوم اإلرهاب.
تعرف المقاومة الشعبية المسلحة بأنها"عمليات القتال التي تقوم بها عناصر وطنية -من غير
أفراد القوات المسلحة النظامية -دفاعا عن المصالح الوطنية أو القومية ،ضد قوى أجنبية سواء
كانت تلك العناصر تعمل في إطار تنظيم يخضع إلشراف وتوجيه سلطة قانونية أو واقعية أو كانت
31
تعمل بناء على مبادرتها الخاصة ،سواء باشرت هذا النشاط فوق اإلقليم الوطني أو من قواعد خارج
هذا اإلقليم".2
ومن هنا يتبين للباحث أن مهمة المقاومة الشعبية المسلحة تتلخص في إخراج المحتل وبسط
سيطرة المقاومة والشعب ،على كل شبر من أرضه المحتلة ،تمهيدا إلقامة دولتهم المتمتعة بالسيادة
واَلستقلل التام ،وهذا يحتاج إلى تسلٌّح المقاومة ،بشكل يجعلها فاعلة وقادرة على تحقيق أهدافها،
بحيث يتم وضع حد للممارسات القمعية للقوات العسكرية المعادية ،وبما يعطل مخططاتها العدوانية
واَلستعمارية التي تسعى إليها دولة اَلحتلل ،وعندما تصل المقاومة إلى تحقيق أهدافها بإخراج
المحتل أو الخلص من اَلستبداد ،والوصول الى تقرير المصير لشعوبها ،يصبح من الممكن
لحركات المقاومة أن تدخل في مرحلة إعداد نفسها لتصبح بمثابة جيش نظامي لهذه الدولة الحديثة.
لذلك ،فإن مفهوم المقاومة يعبر عن العمل المسلح الذي تمارسه حركات شعبية وطنية ،من غير
المنخرطين في صفوف القوات المسلحة النظامية ،في مواجهة قوات اَلحتلل واألنظمة العنصرية
واَلستبدادية ،للوصول إلى تقرير المصير ،وعليه فإن المقاومة تتمتع بسمات تميزها عن غيرها من
أعمال العنف وعلى وجه الخصوص ،عنف اإلرهاب ،حيث أن مفهوم اإلرهاب الذي لم يتم اَلتفاق
على تعريفه لغاية اآلن ،تم استغلله لربطه بشكل تعسفي بالمقاومة الشعبية المسلحة ،وبالتالي يصبح
من اللزم نقض هذه المقاربة من خلل السمات التي تتمتع بها المقاومة ،والمتمثلة بما يلي:
34
تتميز المقاومة الشعبية المسلحة بالطابع الشعبي؛ حيث تتألف الحركات التي تمارس أعمال
المقاومة ،من أفراد مدنيين ،من غير المنخرطين في صفوف القوات النظامية ،يجمعهم حب الوطن
والدفاع عنه؛ سواء أكانت دولتهم في طور اإلنشاء أو كانت دولة قائمة بالفعل ،2فالحديث عن
المقاومة الشعبية المسلحة هو حديث عن مسألة إشراك فئة من أفراد الشعب َل يمتهنون العمل
العسكري ،أي خارج إطار ما يعرف بالجيوش النظامية التقليدية.
فوجود اَلحتلل يشكل عامل مشتركا يجعل الشعب موحد الهدف ،ويؤدي إلى التحام الشعب
وتأييده لمقاومة اَلحتلل األجنبي ،وهذا اَلحتلل بدوره يثير مشاعر الشعب ليحركه نحو تشكيل
مقاومته بكافة أشكالها ،بغية التحرر واَلستقلل.
وباعتبار أفراد القوات المسلحة النظامية جزء من الشعب ،فإذا ما كان اإلقليم المحتل يشكل دولة
قائمة ،فل يوجد ما يمنع من التحاق أفراد القوات المسلحة بالمقاومة الشعبية ،إذا ما اندحر جيشهم
ولم تأمرهم حكومتهم بإلقاء السلح.1
ويتحقق للمقاومة الطابع الشعبي ،من انخراط القادرين على القتال من أفراد الشعب في صفوف
حركات المقاومة المسلحة ،6فأهم ما يضفي على المقاومة طابعها الشعبي؛ المشاركة والتأييد الشعبي
لها وتقديم اإلمدادات والمساعدات لحركات المقاومة ،فالشعب هو أول من يقدم أبناءه للتضحية
بأنفسهم في سبيل حرية واستقلل كامل الشعب والدفاع عن الوطن ،والشعب هو من يحمي مقاومته
وهو من يقدم األموال والمساعدات العينية والطبية ألفراد المقاومة ،وهو من يتحمل المعاناة
ويتقاسمها مع حركات المقاومة ،وهو من يعالج جرحاهم ويستقبل شهداءه ويودعهم.
بالمقابل نجد أن األعمال اإلجرامية اإلرهابية ليس لها التأييد الشعبي ،إَل من القلة القليلة ،ممن
التقت أفكارهم مع أفكار ممارسي هذه األعمال أو التقت مصالحهم معهم ،وهذه األعمال اإلجرامية
منبوذة هي والقائمين عليها ،من قبل الشعب ،وَل تحظى بالمساعدة أو الدعم الشعبي ،كما أن األفراد
المنتمين للمنظمات والجماعات اإلرهابية ،ليسوا من فئات مختلفة من الشعب ،إنما هم فئة جمعتهم
آيديولوجية أو سياسة معينة ،وأغلب هذه المنظمات تتكون عادة من أفراد ينتمون إلى جنسيات
مختلفة.
22
الدافع الوطني هو أهم ما يميز المقاومة الشعبية المسلحة؛ ويتمثل ذلك في الدفاع عن الوطن من
أجل تحريره من وطأة اَلستعمار ونيل اَلستقلل والحرية وتقرير المصير ،2فالمقاومة ذات أهداف
سامية ونبيلة ودوافع وطنية بحته ،وهو ما دفع المجتمع الدولي إلى تقرير الحماية ألفراد المقاومة
الشعبية المسلحة وإضفاء الشرعية على أعمالها ،1فالمقاومة الشعبية المسلحة عمل تطوعي بدافع
من الوطنية.
بالمقابل نجد أن دوافع الجرائم اإلرهابية ،وإن كان معظمها سياسي ،إَل أن هذا الدافع َل يؤدي
إلى تحقيق مصالح عامة أو وطنية ،وَل يمكن بأي حال من األحوال أن يكون لها طابع وطني أو أن
تؤدي خدمة وطنية ،إنما هي دوافع تخدم مصالح هذه الجماعات السياسية واآليديولوجية غير
الوطنية ،أو الدول الداعمة لها ،وَل يمكن أن تتعداها إلى غيرهم ،فالكفاح الوطني َل يدعيه وَل
يمارسه المجرمون.
كما أن هناك دوافع أخرى للجرائم اإلرهابية ،تتمثل؛ بدوافع أنانية ذاتية تحقق أهداف شخصية
للفاعل كطلب الحصول على الفدية أو الحصول على جنسية دولة معينة أو طلب اللجوء السياسي
في دولة ما أو الهروب من األحكام القضائية.6
أما بالنسبة لألعمال اإلرهابية ،فإن استخدام السلح يختلف باختلف نوع الجريمة المرتكبة
واختلف الهدف ومكان وقوع الجريمة ،وغالبا ما يعتمد في تنفيذ هذه الجرائم على أسلوب الغدر
واستغلل المواقف وأهمية األماكن التي تنفذ فيها هذه األعمال.
وفي أغلب األحيان عند تنفيذ األعمال اإلرهابيةَ ،ل يكون هناك إَل طرف واحد يقوم باستخدام
السلح ،كالقيام مثل بإلقاء القنابل وتفجيرها في األماكن العامة أو استخدام األسلحة النارية ،لذلك َل
تكون هناك معركة فعلية بين طرفين ظاهرين مستعدين للمعركة وخوض القتال بشكل دائم ،وحتى
.
20
وإن أصبح هناك مواجهة بين طرفين؛ فإن هذه المواجهة قد َل تكون متوقعة ألي من الطرفين،
فالطرف الذي يستخدم العمل اإلرهابي قد يجبر على هذه المواجهة بعد أن وجه ضربته األولى
وظهرت له مقاومة الطرف اآلخر بعد ذلك ،فهذه المواجهة بالنسبة له غير مقصوده لذاتها؛ إنما هي
أمر طارئ عليه لحماية أفراده وتأمين فرار الفاعلين من موقع الجريمة ،وبجميع األحوال َل تصل
هذه المواجهة إلى حد وصفها بالمعركة العسكرية ،كالتي تقع في ميادين القتال بين قوات اَلحتلل
وحركات المقاومة الشعبية ،فاإلرهاب هو نوع من الحرب النفسية.2
أما الجرائم اإلرهابية ،فإنها من ناحية تكون موجهة لطرف داخل الدولة ضد سلطة أو جهة
محلية فيها ،أو ضد أهداف أجنبية في دول مختلفة بسبب حالة عداء ترجع إلى أسباب ودوافع غير
وطنية ،كالعداء الديني أو الطائفي أو السياسي ،أو العداء لمجرد الجنسية ،فهذه القوى التي ترتكب
بحقها الجريمة ،قوى لم تقم بممارسة العدوان أو اَلحتلل واَلستعمار ،هذا باإلضافة إلى أن
األعمال اإلرهابية َل تميز بين المدنيين وغير المدنيين ،بل إن المدنيين غالبا ما يتم استغلل
وجودهم ،استغلَل يؤثر في الضحية المحتملة بحيث تجبر هذه األخيرة على تحقيق مطالب الجاني
أو الجناة.
واألهم من ذلك أن هذه الجرائم اإلرهابية جلها ما يستهدف المدنيين األبرياء واألشخاص الذين
ليس لهم علقة َل بمرتكب الجريمة وَل بالجهة التي يراد إرسال الرسالة الرمزية لها أو ما يسمى
بالضحية المحتملة ،وغالبا ما تكون هذه الجهة حكومة محلية أو أجنبية ،وذلك باستهداف ممثليها
السياسيين والدبلوماسيين أو األماكن الحساسة والبعثات الدبلوماسية في دولة ما ،وفي معظم األحيان
َل تكون الجهة المستهدفة على علم مسبق بوقت ومكان وقوع الجريمة أو الجهة التي ارتكبت أو
سترتكب هذه الجريمة.
2
Gerard Chaliand,Terrorism For Popular Struggle to Media Spectacle,Saqi Books.London,2213,p 23
20
ويرى الباحث أن على األفراد المنتمين إلى حركات المقاومة ،مراعاة السمات التي تتسم بها
المقاومة ،حيث أن هذا األمر له دور رئيسي في المحافظة على شرعية أعمال حركات التحرر،
حيث أنه يبعد عن حركات المقاومة أي شبهة أو محاولة لوصفها بأوصاف اإلرهاب واإلجرام.
لذلك يرى الباحث أنه يجب على حركات المقاومة واألفراد المنتمين إليها وحتى الشعب الذي
تمثله هذه الحركات ،يجب عليهم أن يدركوا جميعا بأن بقاءهم في إطار ما هو مشروع واَلحتفاظ
بالسمات التي تميز المقاومة ،هو الضامن الوحيد الذي يؤكد مصداقيتها ،وهو الضامن الوحيد الذي
يجعل المجتمع الدولي يقف إلى جانب هذه الحركات وشعوبها ،ويقدم لها الدعم المادي والمعنوي،
وهو الذي يجعل هذا المجتمع يقف في صف الدفاع عنها والسعي في المحافل الدولية من أجل أن
تصل هذه الشعوب إلى حقها في تقرير المصير.
وتجدر اإلشارة إلى أن ميثاق األمم المتحدة نص على احترام مبدأ حق تقرير المصير ،2ويرى
ف لوضعه موضع التنفيذ ،ما لم توجد
الباحث أن إقرار هذا الحق في ميثاق األمم المتحدة َل يك ِ
23
وسائل لتطبيقه على أرض الواقع ،فالميثاق لم يبين المقصود بحق تقرير المصير وكيفية تنفيذه،
سيما أن الدول اَلستعمارية َل تعترف لشعوب المستعمرات بحق تقرير المصير ،وحق هذه الشعوب
بمقاومة اَلستعمار ،2ونتيجة لهذا الرفض تجد الشعوب ،أنه من المنطق اللجوء مضطرة إلى
المقاومة المسلحة لطرد المحتل والحصول على الحرية واَلستقلل وتقرير المصير.
ولذلك يرى الباحث بأن الشعب الذي يجد نفسه تحت حالة من اَلحتلل أو اَلستعمارَ ،ل يعقل أن
يضحي بنفسه وبدمه في مواجهة قوات عسكرية للحصول على تقرير المصير ،إَل إذا تعنت المحتل
أو المستعمر ورفض الخروج بالطرق الدبلوماسية والسلمية.
أما من الناحية القانونية فنجد أن حق تقرير المصير هو القاعدة التي تنبني عليها شرعية
المقاومة ،وقد أقر هذا الحق في ميثاق األمم المتحدة ،فقد دعت الفقرة الثانية من المادة األولى،
وكذلك ديباجة المادة الخامسة والخمسون من الميثاق ،على احترام المبدأ القائم على المساواة
بالحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها الحق في تقرير مصيرها ،1كما أقِر حق تقرير المصير
في المادة األولى المشتركة في كل من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد
الدولي الخاص بالحقوق اَلقتصادية واَلجتماعية والثقافية ،حيث أكدت الفقرة األولى من المادة
األولى منهما على حق تقرير المصير ،وزادت الفقرة الثانية من هذه المادة على ذلك ،بأن أوجبت
على الدول األطرافَ ،ل سيما الدول التي تدير األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي واألقاليم
المشمولة بالوصاية ،بأن تعمل على تحقيق واحترام حق تقرير مصير الشعوب.6
ونتيجة لذلك ،كفل المجتمع الدولي من خلل األمم المتحدة ،دعم كفاح الشعوب المستعمرة ضد
اَلحتلل ،ومضت حركات التحرر الوطني قدما نحو مقاومة اَلستعمار واَلحتلل واألنظمة
العنصرية بالقوة المسلحة ،حيث أن المجتمع الدولي أسبغ الشرعية على أعمال المقاومة المسلحة
التي تقوم بها حركات التحرر الوطني ،إذ ّ
أن القانون الدولي الذي رتب للشعوب حق تقرير
المصير ،رتب لها َلحقا وسائل تحقيقه وتنفيذه ،ونتيجة لذلك تحررت الكثير من الشعوب من نير
اَلستعمار واَلحتلل بالمقاومة الشعبية المسلحة.%
6راجع المادة األولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،الرابط
http://www.un.org/ar/events/motherlanguageday/pdf/ccpr.pdfتاريخ الدخول للموقع 23أيار ،102%الساعة
20:29مساء ،وراجع المادة األولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق اَلقتصادية واَلجتماعية والثقافية ،الرابط
http://www.mofa.gov.iq/documentfiles/123731314111011072.pdfتاريخ الدخول للموقع 23أيار ،102%الساعة
20:62مساء
22
كما استمدت المقاومة الشعبية المسلحة شرعيتها من اتفاقية جنيف الثالثة لمعاملة أسرى الحرب
الموقعة في 21آب ،22%2فقد كان هناك اعتراف ضمني بشرعية حركات المقاومة المنظمة في
الفقرة الثانية من المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة ،والتي اعتبرت أفراد المقاومة المنظمة
مقاتلين ،ووفرت لهم الحماية القانونية حال وقوعهم باألسر ،سواء كانوا يعملون داخل أو خارج
إقليمهم ،2كما وفرت اَلتفاقية الحماية نفسها لسكان األراضي غير المحتلة الذين يحملون السلح من
تلقاء أنفسهم عند اقتراب العدو لمقاومة القوات الغازية دون أن يتوافر لهم الوقت لتشكيل وحدات
مسلحة نظامية شريطة أن يحملوا السلح جهرا وان يراعوا قوانين الحرب وعاداتها.1
وقد تم التأكيد على شرعية المقاومة الشعبية المسلحة ،في الكثير من القرارات ،ومنها القرار رقم
292%المؤرخ 2%كانون األول 2230فبناء على حق تقرير المصير ،أصدرت الجمعية العامة
لألمم المتحدة إعلن منح اَلستقلل للبلدان والشعوب المستعمرة ،6والذي يهدف إلى إنهاء وتصفية
اَلستعمار.
كذلك األمر ،فقد أقرت الجمعية العامة بشرعية المقاومة في القرار رقم 1209المؤرخ 10
كانون األول 2239حيث وبموجب الفقرة العاشرة منه ،تم اَلعتراف بشرعية الكفاح الذي تخوضه
الشعوب المستعمرة في نضالها ضد اَلستعمار ،من أجل تقرير المصير ،كما دعا القرار الدول إلى
تقديم المساعدة المادية والمعنوية لحركات المقاومة في األقاليم المستعمرة.%
وفي برنامج العمل من أجل التنفيذ التام إلعلن منح اَلستقلل للبلدان والشعوب المستعمرة،
الصادر بموجب قرار الجمعية العامة رقم 1312المؤرخ 21تشرين األول 2230أعربت الجمعية
العامة عن:9
.2أن استمرار اَلستعمار بجميع أشكاله ومظاهره ،بعد اآلن ،هو جريمة تشكل خرقا لميثاق األمم
المتحدة وإلعلن منح اَلستقلل للبلدان والشعوب المستعمرة ولمبادئ القانون الدولي.
_http://www.icrc.org/ara/assets/files/other/conv_iii_geneva .pdf
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
25
.1وتؤكد من جديد حق الشعوب المستعمرة األصيل في الكفاح بكل الطرق الضرورية التي في
متناولها ،ضد الدول اَلستعمارية التي تقمع تطلعها إلى الحرية واَلستقلل.
كما أكدت الجمعية العامة ،في الفقرة األولى من القرار رقم 13%2المؤرخ 60تشرين
الثاني ،2230على " شرعية الكفاح الذي تخوضه الشعوب الواقعة تحت السيطرة اَلستعمارية
األجنبية والمعترف لها بحق تقرير المصير في سبيل استرداد هذا الحق بجميع الوسائل التي
تملكها".2
وفي الفقرة األولى من القرار رقم 1313المؤرخ 3كانون األول 2232أقرت الجمعية العامة
بشرعية كفاح كافة الشعوب وشعوب معينة بالذات منها الشعب الفلسطيني ضد اَلحتلل
واَلستعمار ،بكل ما في تناولها من وسائل متمشية مع ميثاق األمم المتحدة.1
إَلّ أن الباحث يرى أن القرارات السابقة لم تبين بالتحديد ماهية الكفاح المسموح به للشعوب في
سبيل وصولها إلى تقرير المصير ،فهل يقصد به الوسائل الدبلوماسية أم وسائل يتم فيها استخدام
العنف ،وحسب اعتقاد الباحث أن المقصود هو الكفاح بشتى الوسائل بما فيها استخدام القوة
المسلحة ،حيث أن لفظ الكفاح بجميع الوسائل التي تملكها جاء مطلقا ،بحيث يشمل الكفاح المسلح،
وهذا ما أكدته الجمعية العامة لألمم المتحدة في قرارها رقم 6030المؤرخ 60تشرين الثاني
،2236حيث تم التصريح فيه بشكل واضح عن الكفاح المسلح ،فقد ذهبت الفقرة الثانية من هذا
القرار إلى القول"تؤكد كذلك من جديد شرعية كفاح الشعوب في سبيل التحرر من السيطرة
اَلستعمارية واألجنبية واَلستعباد األجنبي بكل ما في تناول يدها من وسائل بما في ذلك الكفاح
المسلح".6
وقد جاء البرتوكول األول لعام 2233المكمل َلتفاقيات جنيف األربع ،ليحسم األمر ويجدد
التأكيد على شرعية المقاومة الشعبية المسلحة ،واعتبر أن حروب التحرير الوطنية ينطبق عليها
وصف النزاع الدولي المسلح.%
26
وقد أجمع فقهاء القانون الدولي على شرعية الكفاح المسلح ضد اَلستعمار للحصول على تقرير
المصير ونيل اَلستقلل ،كما أجمعوا على حق حركات المقاومة في تلقي المساعدات الخارجية ،وَل
يعد هذا العمل حسب رأي الفقه من قبيل التدخل في شؤون المستعمرات ،2والسبب حسب رأي
الباحث أن األمم المتحدة والمجتمع الدولي عندما أقروا بشرعية الكفاح المسلح ،كان الهدف من
وراء ذلك ،الوصول إلى تصفية اَلستعمار ،باعتباره عمل غير مشروع َل يقره القانون الدولي
المعاصر ،ولذلك َل يعد الدعم الخارجي لحركات التحرر تدخل في شؤون المستعمرات ،كون هذه
األخيرة غير شرعية ،بل إن الدعم الخارجي يعد أمر واجب على الدول اتخاذه؛ حيث يعد بمثابة
تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم 292%المؤرخ 2%كانون األول 2230المتعلق بتصفية
اَلستعمار.1
خلصة القول أن النشاط والكفاح المسلح الذي تمارسه حركات التحرر الوطني من أجل تقرير
المصير ،أصبحث شرعيته من المسلمات في القانون الدولي ،فشرعية المقاومة الشعبية المسلحة
تقف على حد سواء مع شرعية الدفاع عن النفس ،كما أن عدم اَلعتراف بتقرير المصير وشرعية
المقاومة يعد انتقاصا من القيمة القانونية للقانون الدولي وانتهاك صارخ لميثاق األمم المتحدة
ومواثيق حقوق اإلنسان واتفاقية جنيف الثالثة وللقرارات الصادرة عن الجمعية العامة التي أقرت
بشرعية المقاومة وأكدت على حق تقرير المصير.
http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/ ntccf.htm
29
المطلب الثاني :القيود التي تحكم سلوك المقاومة ومداها اإلقليمي
إن إقرار القانون الدولي بشرعية القاومة َل يعني أن تمارس حركات التحرر نشاطها المسلح
دون قيد أو شرط ،فقد وضع القانون الدولي القواعد المقيدة لهذا النشاط ،ومن المسائل التي دعت
إلى الربط بين اإلرهاب والمقاومة الجدل حول النطاق اإلقليمي ألعمال المقاومة ،وبناء عليه
سيناقش الفرع األول القيود التي تحكم سلوك المقاومة ،ويناقش الفرع الثاني المدى اإلقليمي
للمقاومة الشعبية المسلحة.
وكانت اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بحماية األسرى أثناء النزاعات المسلحة لعام 22%2قد
وضعت القواعد التي تحكم سلوك أفراد المقاومة ،وقد جرى تعديل على بعض هذه األحكام في
البروتوكول األول لعام 2233المكمل َلتفاقيات جنيف لعام ،22%2نناقش هذه األحكام في كل
منهما على النحو التالي:
21
عن هذه األخطاء بالدرجة األولى ،في حال تعرضهم لألسر ،وأمام قادتهم األعلى منهم رتبة داخل
وحدات المقاومة ،إذا ثبت إصدارهم أوامر خاطئة لمرؤوسيهم ،2وبمفهوم المخالفة للبند أ/1/أ
السالف الذكر فإنه َل يعد مقاتل وَل يعد أسير حرب؛ الشخص الذي يحمل السلح للمقاومة في أو
من خلل أرض غير محتله أجنبية أو خارج اَلقليم ،فالتنظيم حسب المادة الرابعة من اتفاقية جنيف
شرط يجب توافره للمقاتل في األراضي المحتلة أو الخاضعة لألنظمة العنصرية واَلستعمار.1
القيد الثاني :أن تكون لها شارة مميزة محددة يمكن تمييزها عن بعد:
ورد هذا القيد في البند ب/1/أ المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة ،6والذي يقصد منه؛ أن
يكون لكل منظمة من منظمات المقاومة ،علمة تميز أفرادها عن غيرهم من السكان المدنيين ،ومن
إيجابيات وجود هذه العلمة؛ تمييز أفراد المقاومة عن المنظمات الخارجة عن القانونَ ،ل سيما
المنظمات التي تمارس أعمال اإلرهاب في ظل تنامي فوضى الغزو واَلحتلل.
ولكن رغم إيجابية هذه العلمة المميزة ،إَل أنها تشكل خطرا على حركات المقاومة من حيث
سهولة كشف تحركاتهاَ ،ل سيما إذا كانت األعمال القتالية تجري أثناء الليل ،فوجود علمة تميز عن
بعد ،حتى في وقت الليل ،يجعل من أفراد المقاومة هدفا سهل لقوات اَلحتلل ،نتيجة سهولة رصد
تحركات المقاتلين ،فهذا القيد مبالغ فيه إلى حد أن اتفاقية جنيف الثالثة فرضت على أفراد المقاومة
اَللتزام بقيد لم تفرضه على القوات المسلحة النظامية لدولة اَلحتلل أو الجيوش النظامية على وجه
العموم.
24
الجهر بها كالمسدس واألسلحة الرشاشة والقنابل ،أما لو تمكن رجال المقاومة من حيازة أسلحة
ثقيلة ،فإن مثل هذه األسلحة يصعب إخفاؤها.2
القيد الرابع :أن تلتزم حركات المقاومة في عملياتها بقوانين الحرب وعاداتها:
أما هذا القيد والذي صرح عنه البند د/1/أ من المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة ،1فيقصد
منه ،أن يعمل أفراد المقاومة في إطار قوانين الحرب وعاداتها التي َل ينبغي عليهم مخالفتها ،وعلى
رأس هذه القوانين اتفاقيات جنيف لعام ،22%2فهذه القوانين هي ذاتها التي وفرت لهم الحماية
القانونية ،حيث أنه من الواجب أن يتفق نشاط المقاومة مع قوانين الحرب وعاداتهاَ ،لسيما واجب
التفرقة بين المقاتلين وغير المقاتلين لحماية المدنيين وغير المقاتلين ،بحيث يمتنع أفراد المقاومة عن
استهداف المدنيين األبرياء وغير المقاتلين وارتكاب أعمال مسلحة ضدهم ،6واألبرياء حسب اعتقاد
الباحث هم األشخاص غير المشاركين في األعمال القتالية أو الداعمين لها واألشخاص الذين لم
يساهموا في تكريس اَلحتلل أو القبول به ،و اَلشخاص الذين قبلوا بوجودهم داخل األراضي
المحتلة بدعم من جيشهم.
والجدير بالذكر أن الفقرة /3أ من المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة ،%ذهبت للقول بأن "سكان
األراضي غير المحتلة الذين يحملون السلح من تلقاء أنفسهم عند اقتراب العدو لمقاومة القوات
الغازية دون أن يتوفر لهم الوقت لتشكيل وحدات مسلحة نظامية ،شريطة أن يحملوا السلح جهرا
وأن يراعوا قوانين الحرب وعاداتها" ،حيث يعتبر هؤَلء السكان مقاتلين متمتعين بالحماية القانونية
ووصف األسير.
وبمفهوم المخالفة للفقرة /3أ فإنه َل يجوز لسكان األراضي غير المحتلة ،حمل السلح لمقاومة
العدو ،إذا ما أصبحت أرضهم محتلة ،وهذا بحد ذاته تشريع َلحتلل أراض الغير ،وإن كان لفترة
مؤقتة ،إلى أن يتمكن السكان من تشكيل وحدات مقاتلة منظمة لمقاومة اَلحتلل ،9فهذه الفقرة كانت
تكريسا للنظرية التقليدية لقانون الحرب التي كانت ترى بأن حروب المقاومة نزاعات داخلية
وليست دولية.3
52
ويرى الباحث أنه من المستغرب تشريع اَلحتلل في هذه الحالة ،مع العلم أن اتفاقيات جنيف
األربع لعام 22%2تمت المصادقة عليها بعد إنشاء ميثاق األمم المتحدة ،والذي من أهم مبادئه
امتناع أعضاء األمم المتحدة في علقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد
سلمة األراضي أو اَلستقلل السياسي ألية دولة ،2ولكن يبدوا أن النزعة اَلستعمارية َل زالت
راسخة ومتأصلة في نفوس الدول الكبرى ،حتى أثناء إعدادها َلتفاقيات جنيف األربع لعام .22%2
إن هذه القيود السابقة التي يجب على حركات المقاومة المنظمة اَللتزام بها ،كان ينظر إليها بأنها
قيود ثقيلة 1وضعت لتقيد حركات المقاومة بقيود أكثر من تلك المفروضة على القوات المسلحة
النظامية ،ولذلك تم تعديل اتفاقية جنيف الثالثة من خلل البروتوكول األول لعام .2233
كما أن البروتوكول خفف من القيود التي فرضتها اتفاقية جنيف الثالثة لعام 22%2في المادة
الرابعة ،فقرة /1أ ،بحيث أصبحت القيود التي يجب اَللتزام بها من قبل حركات المقاومة وفق
اآلتي:
القيد األول :العمل في إطار حركة مقاومة منظمة تحت قيادة مسؤولة عن سلوك
مرؤوسيها
صرَّح البروتوكول األول لعام 2233المكمل َلتفاقيات جنيف عن هذا القيد في الفقرة األولى من
المادة %6من البروتوكول ،والذي يقضي بأن تعمل ،القوات المسلحة التي ينطبق عليها
البروتوكول ،تحت إمرة قيادة مسؤولة عن سلوك مرؤوسيها في مواجهة الطرف اآلخر (العدو)،
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
Elizabeth Chadwick,Slef-Determination-
Terrorism And The International Law Humanitarian Law Of Armed Conflict,Martinus Njhoff
Publishers,Netherland, ,P
50
وبينت الفقرة المشار إليها ،بأن يكون لهذه القوات المسلحة ،بما فيها حركات المقاومة المنظمة ،نظام
داخلي يكفل التزام المقاومة وأفرادها ،بقواعد القانون الدولي التي تطبق على النزاع المسلح.2
فقد أضاف البرتوكول شرط وجود نظام داخلي لحركة المقاومة ،في حين أن البند أ/1/أ من
المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة لم يصرح عن وجود نظام داخلي لحركات المقاومة ،فقد
اشترطت اتفاقية جنيف في هذا الصدد ،أن تكون حركة المقاومة حركة منظمة تحت إمرة قيادة
مسؤولة.
50
فانه في هذه الحالة َل يحرم من صفته كمقاتل وكأسير حرب بشرط أن يحمل سلحه علنا في
الحاَلت التالية:
لذلك فإن البرتوكول األول لعام 2233قد خفف من وطأة القيود المفروضة على سلوك المقاومة
وأفرادها ،عن القيود السابقة التي فرضتها اتفاقية جنيف الثالثة لعام ،22%2مع اإلشارة إلى واجب
توافر نظام داخلي لحركة المقاومة كمطلب جديد ،ولكن من جهة أخرى ألغى البروتوكول األول
لعام 2233شرط العلمة المميزة للمقاتلين التي تشاهد عن بعد.
وتجدر إشارة الباحث إلى أن بروتوكول 2233المكمل َلتفاقيات جنيف األربع لعام 22%2يعد
بمثابة تطور 2يسمح للشعوب التي تسعى إلى تقرير المصير ولحركات المقاومة الشعبية الممثلة لهذه
الشعوب ،المضي قدما نحو التخلص من اَلحتلل والتبعية ويرى الباحث أن التزام حركات المقاومة
وأفرادها باتفاقية جنيف الثالثة والبروتوكول األول المكمل لها لعام 2233يثبت أن حركات
المقاومة حركات أهدافها سامية ونبيلة ،وأن مثل هذه الحركات َل تعد وَل تتصف بأنها إرهابية وأن
أفرادها َل يجوز عندها وصفهم بالمجرمين أو مجرمي الحرب.
ويرى الباحث أن مخالفة أفراد حركات المقاومة لقوانين الحرب َل ينفي عن هذه الحركات صفة
المقاومة وَل يبرر ذلك نزع الشرعية عن هذه الحركات ،ولكن بالمقابل ينبغي على حركات
المقاومة اَللتزام بهذه القوانين والعادات وتوعية أفرادها بذلك ،حتى َل تسمح وَل تتيح المجال ألحد
من أن يستغل هذه المواقف لإلساءة للمقاومة والمس من مصداقيتها.
53
الفرع الثاني :المدى اإلقليمي للمقاومة الشعبية المسلحة
تكمن إشكالية هذا الفرع من الدراسة في المدى اإلقليمي الذي يسمح للمقاومة المسلحة خلله
القيام بأعمال المقاومة ،في حال تحرير جزء من اإلقليم المحتل وتمتعه باَلستقلل التام عن باقي
األقاليم المحتلة ،فاألقاليم المحتلة أو الواقعة تحت اَلستعمار تتوزع فيها وحدات مقاتلة متعددة تابعة
لحركات التحرر الوطني ،ومن الممكن أن يتم تحرير واستقلل جزء من اإلقليم المحتل ،عندها هل
يكون من الجائز لهذه الوحدات المقاتلة في اإلقليم المحرر ،اَلستمرار بالقتال والمقاومة من هذا
اإلقليم أو اتخاذه كنقطة انطلق لعملياتها العسكرية نحو األقاليم غير المحررة لمساندة باقي الوحدات
المقاتلة فيها.
إن هذه اإلشكالية جعلت من بعض الدول وعلى رأسها الوَليات المتحدة األمريكية وإسرائيل َل
تعترف بشرعية أعمال المقاومة المسلحة وأصبحت تصف أعمال المقاومة ،نتيجة لذلك بأنها أعمال
إرهابية ،ولذلك هل تعتبر قانونية ،تلك العمليات التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية المقاتلة في قطاع
غزة من إطلق صواريخ على المستوطنات اإلسرائيلية ،فهل تعتبر الفصائل الفلسطينية في حالة
ممارسة عمل عسكري أم عنف إرهابي.2
ويرى الباحث أ َّن استمرار هذه الوحدات المقاتلة في القتال ،سواء من اإلقليم المحرر كقطاع غزة
أو في األقاليم غير المحررة كالضفة الغربية ،أمر مشروع ،وذلك لئن اإلقليم المحرر واألقاليم
األخرى غير المحررة ،تشكل وحدة واحدة َل تتجزأ عن بعضها البعض كونها تشكل وطنا وإقليما
واحدا لشعب واحد ،فاألخذ بمسألة وحدة األقاليم المحتلة يتفق مع مبدأ من مبادئ األمم المتحدة؛
والمتمثل في المحافظة على سلمة األراضي واَلستقلل السياسي للدول ،1كما أن الوحدات المقاتلة
حازت على ثقة الشعب بكامله ووضعت فيه أملها للخلص الكامل من اَلحتلل واَلستعمار وتقرير
المصير لكافة الشعب وكافة األقاليم المحتلة.
باإلضافة إلى أن شرعية استمرار القتال من األقاليم المحررة؛ تنبثق من المحافظة على هذا
اإلقليم المحرر وصد محاوَلت العدوان عنه وإعادة احتلله من جديد ،وهذا ما ينطبق تماما على
قطاع غزة والفصائل الفلسطينية المتواجدة فيه ،حيث انسحبت القوات اإلسرائيلية منه في العام
http://www.aljazeera.net/opinions/pages/ c d- c - a -a ef- ad bea fac
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
52
1009وأصبح القطاع تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية المتواجدة فيه ،2ومن بعدها أصبح قطاع
غزة محاصر على الدوام ويتعرض سكانه بشكل متكررة للعدوان من قبل القوات اإلسرائيلية،
وبدورها تقوم الفصائل الفلسطينية المسلحة بصد كل محاوَلت العدوان للدفاع عن سلمة القطاع
وسلمة شعبه والمحافظة على استقلله ورفع الحصار عنه ،ولذلك َل تتوقف إسرائيل والوَليات
المتحدة األمريكية عن وصف هذه الفصائل باإلرهاب ،وهو وصف تعسفي ،الهدف منه النيل من
حركات المقاومة الفلسطينية ونزع الشرعية عنها حتى تصبح فاقدة للدعم والتعاطف المادي
والسياسي الدولي ،كما أن غاية إسرائيل من الوصف التعسفي للمقاومة الفلسطينية باإلرهاب ،هو
تبرير سلوكها العدواني على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني.
وبالتالي يعد إطلق الصواريخ من قطاع غزة أمر قانوني حتى لو طالت المدنيين لئن إسرائيل
ببنائها لهذه المستوطنات عملت على نقل سكانها إلى مناطق احتلتها ،وهو أمر مخالف َلتفاقية
جنيف الرابعة لعام ،122%2وللبروتوكول األول المكمل لعام ،2233 6وهناك سبب آخر لشرعية
عمليات المقاومة هذه؛ وهو أن أغلب المستوطنين اإلسرائليين مسلحين ومدربين على القتال ،فضل
عن اعتدائهم المستمر على السكان المدنيين من الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق باألسلحة التي يسمح لحركات المقاومة استخدامها لطرد المحتل ،يرى الباحث أن
لحركات التحرر الوطني بموجب شرعية كفاحها المسلح ،أن تستخدم ،ما في يدها من أسلحة في
سبيل الوصول إلى تقرير المصير ،طالما أن هذه األسلحة غير محظورة دوليا ،وطالما أن حركات
التحرر ملتزمة باحترام قوانين الحرب وأعرافهاَ ،ل سيما نص المادة 69من البروتوكول األول
المتعلق بنوع األسلحة وأسلوب استخدامها في النزاعات المسلحة ،%وذلك من أجل الوصول إلى
أدنى قدر من التوازن في القوى بينها وبين القوات العسكرية لدولة اَلحتلل ،لئن األسلحة الخفيفة
والمتوسطة َل تحقق مثل هذا التوازن ،خصوصا في هذا الوقت الذي تطورت فيه األسلحة بشكل
كبير ،فحصر حق المقاومة باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة تقليدية غير متطورة ،يؤخر في
الوصول إلى التحرر من اَلستعمار واَلحتلل األجنبي ومن المؤكد أن هذا يعد بمثابة الدخول في
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D D B D A D B _%D BA%D B D A
.1اتفاقية جنيف الرابعة لعام ،0424المادة ،%2اللجنة الدولية للطيب األحمر ،الرابط
http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/9nsla1.htmتاريخ الدخول للموقع 10تموز ،1026الساعة
2:23مساء
.6البروتوكول األول لعام ،0499المكمل التفاقيات جنيف االربع لعام ،0424المادة ،19الفقرة /%أ ،مرجع سابق
55
معركة خاسرة مع العلم المسبق بذلك ،أمام آلة الجيوش النظامية المتطورة ،وإَلّ فما الجدوى من
تشريع المقاومة المسلحة ومن ثم تقييد حقها باستخدام أسلحة متطورة كالتي في متناول يد اَلحتلل.
خلصة القول أن القانون الدولي وضع القواعد القانونية التي تعمل على تصفية اَلستعمار
وتنهي اَلحتلل واَلستبداد والعنصرية ،وتؤكد أن المقاومة ونشاطها المسلح عمل قانوني مشروع
في القانون الدولي ،إَل أن الدول الكبرى ذات النزعة اَلستعمارية ،لم تستسلم لهذه الهزيمة التي
لحقت بها ،فقد استبدلت الدول الكبرى ،ومن بينها الوَليات المتحدة وإسرائيل والغرب عموما،
خطابها السياسي وحربها على هذه الشعوب بأن أصبحت تصف حركات المقاومة الشعبية المسلحة،
التي تأكدت شرعيتها ،بأنها حركات إرهابية.
ولذلك فمهما حصلت المقاومة على قدر من الشرعية والدعم والتأييد فلن تستكين القوى المعادية
لها ،في خلق وسائل لمحاربتها واَلنتقاص من شرعيتها وطمس حقيقتها ،فبالرغم من حصول هذه
الشعوب على شرعية قانونية تدعم كفاحها المسلح ،إَل أنه من الصعوبة بمكان الحصول على تأييد
سياسي من كافة الدول والشعوب لدعم شرعية الكفاح المسلح.
56
المبحث الثاني :الممارسات الدولية في تطبيق مفهومي اإلرهاب والمقاومة
حظي الخلط بين مفهومي اإلرهاب والمقاومة بدعم من قبل القوى المعادية للمقاومة ،وذلك من
خلل ممارسات مستميتة إليصال هذه الفكرة ،باإلضافة إلى النظرة اَلنتقائية عند تطبيق وصف
اإلرهاب على األعمال اإلجرامية وعلى مرتكبيها ،وعليه فقد تم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين
يناقش المطلب األول أساليب وصف المقاومة باإلرهاب ويعالج المطلب الثاني اَلنتقائية في تطبيق
وصف اإلرهاب على األعمال اإلجرامية.
ومن ابرز األساليب المتبعة لوصف المقاومة باإلرهاب ،أسلوب التظاهر والمراوغة بالدفاع عن
النفس ،واَلنتقائية في التعامل مع القرارات الدولية ،وهذا ما سنناقشه في الفرعين التاليين.
http://www.un.org/ar/documents/charter/chapter .shtml
59
تبرير أنها تمارس حق مشروع ،2أي تحت مظلة القانون الدولي ،ضد جهة تمارس عنف غير
مشروع ،حتى لو كان سلوكها العدواني سابقا لوقوع أي حادث تتوقعه ،أو ما تعتبره هذه الدول
دفاعا وقائيا عن النفس ،وذلك حتى تنزع الشرعية عن حركات التحرر ،وبالتالي حرمانها من أي
تعاطف شعبي ودولي يساعدها في تحقيق أهدافها والحصول على تقرير المصير.
فوفقا للتعريف الغربي لمفهوم الدفاع الشرعي عن النفس ،فإن العامل الحاسم في تصنيفه هو
الفاعل ،فعندما يكون الفاعل جماعة أو فردا ينتمي إلى جماعة ،فإن هذا الفعل يصنف على أنه عمل
إرهابي ،أما حق الدفاع الشرعي فهو من وجهة نظرهم ،حق للدول وحدها.1
وعند البحث عن أمثلة واقعية لمثل هذه الممارسات والمبررات ،نجد أن الجيش األمريكي عندما
كان يقوم بقتل المدنيين العراقيين أثناء الحرب األمريكية على العراق وبعدها ،فإن مثل هذه األفعال
كان ينظر إليها باعتبارها أعماَل عسكرية تمليها الظروف والواجبات العسكرية ،6وكانت الحجة
دائما واحدة وهي الحرب على اإلرهاب والدفاع عن النفس في مواجهة اإلرهاب ،أما ما كانت تفعله
حركات المقاومة في هذه البلدان من أعمال عنف ضد الجيش األمريكي لتحرير بلدهم والدفاع عن
أنفسهم ،فقد كان ينظر إليه باعتباره عمل إرهابيا وليس دفاعا عن النفس.
وتجدر إشارة الباحث أن اَلعتبارات العسكرية التي تتخذها القوات المسلحة؛ ذريعة للدفاع عن
النفس ،من المسائل التي تصطدم بمبدأ التفرقة بين المقاتلين وغيرهم من المدنيين ،حيث ي َّدعي أفراد
القوات المسلحة النظامية ،بالدفاع عن النفس عند قتلهم المدنيين ،وقد َلقى هذا المبدأ رفضا من قبل
الفقه األنجلو أمريكي؛ حيث يرى هذا الفقه ،أن علقة العداء بين المحاربين تمتد إلى المواطنين
المدنيين التابعين ألطراف النزاع ،مع تسليم الفقه األنجلو أمريكي بما يجري عليه العمل؛ من توفير
الحماية للمدنيين طالما أنهم لم يساهموا في األعمال العدائية الجارية بين أطراف النزاع.%
وتجدر الملحظة إلى أن البروتوكول األول المكمل َلتفاقيات جنيف األربع لعام ،22%2وضع
قاعدة أساسية تقضي بأن يفرق أطراف النزاع المسلح ،بين المدنيين والمقاتلين وبين األهداف
المدنية والعسكرية؛ حيث توجه عملياتها العسكرية لألهداف العسكرية فقط ،9كما نصت المادة 92
51
من البرتوكول على قواعد لضمان أكبر قدر ممكن من أجل حماية المدنيين غير المشتركين في
العمليات العدائية.2
ويرى الباحث أن الوَليات المتحدة وإسرائيل وباقي الحلفاء ،دول لها القدرة الكافية على خلق أي
حجة في سبيل تبرير أفعالها وأفعال قواتها المسلحة وأفعال مواطنيها ،في الدول التي تغزوها
عسكريا أو تحتل أراضيها ،ولها القدرة على قلب الحقائق وتشويه أعمال أعدائها وتصويرها على
أنها أعمال إرهابية ،ولها القدرة على صنع األدلة والبراهين من أجل وضع دعائم إلثبات صحة
ادعاءاتها وإقناع الرأي العام والمجتمع الدولي بصدق وشرعية أفعالها وحدها وعدم شرعية أفعال
الطرف اآلخر.
ويرى الباحث أن النظرة اإلسرائيلية واألمريكية لتقرير مصير الشعوب ،تعتبر أن هذا الحق تتم
ممارسته في إطار المفاوضات والبحث عن الحلول والوسائل السلمية للوصول لتقرير المصير ،أما
أن تلجأ الشعوب إلى استخدام السلح للدفاع عن نفسها واسترداد ما سلب منها من أرض وتاريخ،
فإن ذلك يعد إرهابا حسب المفهوم األمريكي واإلسرائيلي والغربي بمجمله ،1وَل يعتبر حسب
زعمهم؛ ممارسة شرعية لتقرير المصير.
ويرى الباحث أن الهدف الذي سعت وَلزالت تسعى إليه الوَليات المتحدة في العراق وأفغانستان،
من خلل الترويج لحقها بالدفاع عن النفسَ ،ل يتمثل فقط في كسر روح المقاومة لدى حركات
المقاومة ولدى الشعب والقضاء عليها عسكريا ،إنما يضاف إليها سبب آخر وهو تصوير حركات
المقاومة العراقية واألفغانية بالحركات اإلرهابية؛ لكي تقنع الرأي العام بشرعية أفعالها وبضرورة
استمرار وجود القوات األمريكية والغربية في كل من العراق وأفغانستان ومن قبل في الصومال
ودول الخليج.
ويرى الباحث أن الممارسات اإلسرائيلية نجد أنها َل تختلف عن حليفتها الوَليات المتحدة في
ممارسة هذا النوع من التضليل؛ وذلك عن طريق القيام بأعمال وحشية ضد الشعب الفلسطيني
وضد حركات المقاومة الفلسطينية ،خارج وداخل األراضي المحتلة باَلستناد على ذريعة الدفاع عن
النفس ،حيث قامت بناء على هذه الحجة بارتكاب أفظع أعمال العنف والعدوان على مر سنين
اَلحتلل في فلسطين وباقي الدول العربية المجاورة ،وفي كل عملية عدوانية كانت تقوم بها ،كانت
54
تدعي بأنها تدافع عن نفسها من شر منظمات إرهابية على حسب وصفهاَ ،ل سيما حركة المقاومة
اإلسلمية -حماس.2
ويجد الباحث أن عملية التمويه والتظاهر باستخدام حق الدفاع عن النفس تعدت حركات التحرر
الوطني ،إلى أن استخدمت ضد الدول التي تقف إلى جانب حركات التحرر ،ومن ذلك قيام سلح
الجو اإلسرائيلي بقصف العاصمة تونس في العام 2219تحت ذريعة الدفاع عن النفس؛ بحجة أن
األخيرة كانت تستضيف من صنفتهم إسرائيل بأنهم إرهابيين من أعضاء منظمة التحرير
الفلسطينية ،1ويرى الباحث أن هذه األعمال التي قامت بها إسرائيل هدفها إبعاد الجماهير الشعبية
عن حركات المقاومة الفلسطينية ،وتخويفا للدول التي تقدم الدعم وفتح المقرات واإلقامة لحركات
المقاومة الفلسطينية أو أعضائها وقياداتها.
ولكن الجميع يعلم أن حركات المقاومة الفلسطينية ،حركات تقود النضال الوطني الفلسطيني ضد
اَلحتلل اإلسرائيلي ،باعتراف قرارات الشرعية الدولية ،وأن أعمال إسرائيل تثير حفيظة أعضاء
المجتمع الدولي ،وأن إسرائيل َل تستطيع حتى أن تقنع نفسها من أن المقاومة الفلسطينية ،منظمات
إرهابية.
ويرى الباحث أن الدول المستضيفة لحركات التحرر الوطني مثل تونس وغيرها من الدول
العربية ،فهي ما كانت لتقوم بفتح مقرات لمنظمة التحرير الفلسطينة واستفاضة قيادتها لوَل اقتناعها
بشرعية حركات التحرر ،فهذه الدول كانت تقوم بواجب قانوني يتمثل بالتزامها بقرارات الشرعية
الدولية وعلى رأسها قرارات تصفية اَلستعمار ودعم الشعوب في الوصول إلى تقرير المصير.
ويجد الباحث أن حق تقرير المصير الذي تمارس في ظله المقاومة الشعبية أعمالها المسلحةَ ،ل
يقتصر تطبيقه على الشعوب الواقعة تحت اَلحتلل واَلستعمار ،كذلك من حق الشعوب المحكومة
من قبل أنظمة استبدادية أن تمارس حقها في تقرير المصير ونيل حريتها من هذه األنظمة،6
وعندما تقفل جميع األبواب في وجه الشعوب الخاضعة لسيطرة هذه األنظمة وتتم مواجهة مطالبها
بالعنف ،فل يبقى مجاَل للشعوب إَلّ المقاومة المسلحة للدفاع عن نفسها والحصول على حقوقها
األساسية والتخلص من هكذا أنظمة.
62
وعلى هذا األساس يجد الباحث ،أن الممارسات المتعمدة بوصف مقاومة هذه الشعوب للظلم
باإلرهابَ ،لتقف عند حد النزاعات المسلحة ذات الطابع الدولي ،بل تعدى ذلك إلى أن طالت
النزاعات والصراعات الداخلية كالثورات والحروب األهلية ،ويلحظ الباحث أنه مثلما تستميت
الدول اَلستعمارية في إلصاق تهمة اإلرهاب بالمقاومة المسلحة ،فاألمر كذلك ينطبق على األنظمة
اَلستبدادية ،فحيثما يوجد شعب يطالب بالحرية وتطبيق العدالة اَلجتماعية واَلحتكام إلى القانون
في دول تحكمها أنظمة كهذه األنظمة ،تجد حكوماتها تتهم المعارضة الشعبية والسياسية بأنها
جماعات إرهابية مسلحة ،وأن من حق الدولة الدفاع عن نفسها في مواجهة هذه الجماعات ،ومن
ذلك قيام النظام السوري باتهام المطالبين بإسقاطه باإلرهاب منذ أن انطلقت الثورة السورية في 29
آذار ،1022فمنذ ذلك التاريخ لم تتوقف الحكومة السورية عن ترديد هذا الشعار ضد معارضيها.2
ويرى الباحث أن الهدف الذي تسعى إليه األنظمة اَلستبدادية والعنصرية ،من اتهامها
للمعارضة وإلصاق تهمة اإلرهاب بها ،هو تبرير استخدام هذه األنظمة للعنف ضد المعارضة
السياسية والشعبية ،فهي عندما تنجح في إقناع اإلنسان العادي بحقها في الدفاع الشرعي عن النفس
لحفظ النظام واألمن القومي ،تصل إلى مرحلة تخوف فيها الشعب من خطر اإلرهاب ،وذلك حتى
تخفف هذه األنظمة الضغط عن نفسها للحيلولة دون زيادة عدد المعارضين لها ،وحتى ترسل رسالة
للمجتمع الدولي بأنها تواجه إرهاب يقتل ويروع اآلمنين ويخرب الممتلكات العامة والخاصة ،وكل
ذلك تقوم به هذه األنظمة من أجل التهرب من مسؤولياتها القانونية تجاه شعوبها.
ويرى الباحث أن هذه المقاربات والتوصيفات التعسفية ،للكفاح المسلح ولمفهوم الدفاع الشرعي
َل تتفق مع قواعد القانون الدولي ،فميثاق األمم المتحدة بين متى تتم ممارسة حق الدفاع الشرعي،
وليس في ميثاق األمم المتحدة ما يسمح بممارسة هذا الحق بناء على توقعات أو تخمينات دون أن
يكون هناك عمل عدواني فعلي يدفع إلى ممارسة هذا الحق ،1فضل عن أن اتخاذ هذا الحق وسيلة
_http://rights.uomosul.edu.iq/files/files/files .pdf
60
مشروعة ضد حركات التحرر ،مخالف للمواثيق والقرارات الدولية التي أقرت بشرعية كفاح
حركات التحرر الوطني المسلح ،ومخالف لقرار تعريف العدوان رقم 662%لعام 223%الذي
استبعد الدفاع الشرعي ونشاط حركات التحرر المسلح في سبيل الوصول إلى تقرير المصير من
تعريف العدوان.2
خلصة القول أن النشاط المسلح من أجل الوصول إلى تقرير المصيرَ ،ل ينطبق عليه وصف
العدوان وَل حتى وصف اإلرهاب ،طالما أن هذا النشاط محكوم بالقانون الدولي وعلى وجه
الخصوص اتفاقيات جنيف األربع لعام 22%2والبروتوكوَلت المكملة لها.
60
الفرع الثاني :االنتقائية في التعامل مع القرارات الدولية
تتمثل إشكالية هذا الفرع في أن بعض من القرارات الدولية المتعلقة باإلرهاب والمقاومة عند
اَلستشهاد بها من قبل بعض الدول والساسة والكتاب أو عند صياغة هذه القرارات في اطار اَلمم
المتحدة ،نجد فيها اَلنتقائية وازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا اإلرهاب والمقاومة.
ومن ذلك على سبيل المثال قيام ساسة إسرائيل ودول الغرب في تصريحاتهم وخطاباتهم عند
إدانة اإلرهاب ،بتجزئة نص قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 1319المؤرخ 1%تشرين
األول ،2230المعنون بإعلن مبادئ القانون الدولي الخاصة بعلقات الصداقة والتعاون بين الدول
وفق ميثاق األمم المتحدة ،2حيث يتم التركيز على جملة واحدة من مجموعة مبادئ في القرار ،وهي
اَلمتناع عن تنظيم األعمال اإلرهابية ،في حين يتم تجاهل مبدأ كامل من مبادئ هذا القرار؛ وهو
مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير ،كذلك األمر بالنسبة لقرار الجمعية العامة رقم 662%لعام
223%الخاص بتعريف العدوان ،حيث يتم التركيز على الفقرة (ز) من المادة الثالثة من نص
التعريف؛ المتعلقة بقيام دولة ما بإرسال جماعات مسلحة وعصابات ومرتزقة ودعمها للقيام بأعمال
عدوانية في إقليم دولة أخرى ،حيث غالبا ما يتم التركيز على هذه الفقرة من قبل الغرب َلتهام
الدول األخرى بدعم اإلرهاب ،عندما تقدم الدول دعمها للمقاومة على وجه العموم والفلسطينية
بشكل خاص ،مع التجاهل التام للمادة السابعة من نص تعريف العدوان ،المتعلقة باستثناء وعدم
المساس بحق تقرير المصير من تعريف العدوان.1
فيتضح للباحث من خلل هذه الممارسات ،أن إسرائيل ودول الغرب تطبق معايير ذاتية تخدم
مصالحها ،بحجة إدانة ومكافحة اإلرهاب ،فهي عندما تركز على إدانة وتجريم اإلرهاب وتخفي ما
يتعلق بالمقاومة ،تسعى من وراء ذلك إلى إيهام شعوب العالم ،بأن جميع أعمال العنف الصادرة عن
األفراد والجماعات ،أعمال إرهابية غير مشروعه ،سعيا من هذه الدول ،دول الغرب ،إلى نزع
الشرعية عن حركات التحرر ،ومن ثم إلى فقدان المقاومة للدعم المادي والتعاطف والتأييد الدولي
السياسي والشعبي والقانوني ،ومن جهة أخرى تبرر دول الغرب لشعوب العالم ،أن ما تقوم به هذه
الدول من أعمال عدوانية ضد المقاومة في فلسطين والعراق وأفغانستان ،بأنَّه مكافحة لإلرهاب.
وتجدر إشارة الباحث إلى أن المسألة لم تتوقف عند حد تجزئة نصوص القرارات الدولية ،بل إن
إسرائيل ودول الغرب ورجال السياسة فيها وغيرهم ،طعنوا في قرارات األمم المتحدة ذات العلقة
بتدعيم حق تقرير المصير والكفاح المسلح؛ ومن ذلك اعتبار بعض الكتاب الغربيين أن األمم
63
المتحدة ،قد شجعت على اإلرهاب 2ومنحت له الغطاء القانوني ،قاصدين بذلك كفاح حركات التحرر
الوطني المسلحَ ،ل سيما كفاح شعب فلسطين وأفغانستان.
وينوه الباحث في إطار الحديث عن الشعب الفلسطيني والذي كثيرا ما تعرضت قضيته للنتقاد
التعسفي غير المبرر أخلقيا وقانونيا ،على لسان الساسة الغربيين عموما واألمريكيين على وجه
الخصوص ،ففضل عن المقولة الشهيرة التي تبرر اغتصاب أرض فلسطين؛ بأن فلسطين أرض بل
شعب لشعب بل أرض ،فقد أصبحت القضية الفلسطينية مادة دعائية دسمة وجزء أساسي من
الدعاية اَلنتخابية للوصول إلى البيت األبيض ،فعدا عن تعهد كل مرشح رئاسي ،بالمحافظة على
أمن إسرائيل ،فقد أدلى المرشح الرئاسي الجمهوري (نيوت جينجريتش) بتصريح أشد من
تصريحات سابقيه ومن الدعم السياسي والمادي والعسكري التي تقدمه الوَليات المتحدة إلسرائيل،
فقد صرح بكل جراءة على إحدى الفضائيات اليهودية في الوَليات المتحدة األمريكية ،أثناء خوضه
انتخابات العام 1021الرئاسية ،حيث قال بأن الشعب الفلسطيني شعب تم اختراعه وأنهم مجموعة
من اإلرهابيين.1
ويرى الباحث أن ما يثير اَلهتمام في خطاب المرشح الرئاسي(نيوت) ليست هذه األوصاف
الجزافية العنصرية فحسب ،إنما األهم من ذلك أن هذا التصريح جاء لينسف قرارات الشرعية
الدولية المتعلقة بفلسطين ،بدءا من قرار مجلس األمن رقم 1%1لعام 2233 6إلى قرار منح
فلسطين صفة "دولة مراقب في األمم المتحدة" ،الذي حاولت إسرائيل ،منع اصداره حتى بقوة
السلح ،وذلك عندما أقدمت على الهجوم على قطاع غزة في نهاية العام 1021للضغط على
السلطة الفلسطينية لمنعها من المضي قدما نحو األمم المتحدة ،للحصول هذا القرار الذي يمهد
للشعب الفلسطيني ،تقرير مصيره.%
ويرى الباحث أن ازدواجية المعايير لم تكن محصورة على تجزئة نصوص القرارات ،أو الطعن
فيها من قبل الساسة وممثلي الحكومات الغربية أو حتى الكتاب الغربيين ووسائل إعلمهم ،فقد
http://www.al-madina.com/node/
http://www.palestine-
studies.org/files/documents/UN security council .pdf
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
62
انتقلت هذه اَلزدواجية لتؤثر في مضمون القرارات الصادرة عن مجلس األمن الدولي والجمعية
العامة لألمم المتحدة ،فضل عن استخدام الوَليات المتحدة المتكرر لحق النقض في مجلس األمن
ضد القرارات التي كانت ستدين إسرائيل أو تحقق للشعب الفلسطيني بعضا مما سلب منهم.
فبالرجوع إلى بعض من قرارات الجمعية العامة التي تتضح فيها ازدواجية المعايير ،وجد الباحث
القرار رقم 69المؤرخ 16تشرين الثاني 2211والخاص بتنفيذ إعلن منح اَلستقلل للبلدان
والشعوب المستعمرة ،2وهو برنامج تنفيذي لقرار الجمعية العامة رقم 292%الخاص بهذا اإلعلن،
حيث يجد الباحث أن القرار رقم ،69ركز على الوضع في ناميبيا الواقعة تحت استعمار جنوب
أفريقيا آنذاك ،وشرعية كفاح شعب ناميبيا وحث الدول على تقديم المساعدة لها وعدم التعاون مع
جنوب أفريقيا وإدانته لهذه األخيرة.
إَلّ أن الباحث يرى أنه بالرغم من أن القرار 69يتحدث عن وضع عام لكافة الشعوب الواقعة
تحت اَلستعمار والذي من المفترض أن يكون شامل وملمس لمعاناة الشعوب التي تعاني ما تعانيه
ناميبيا ،إَل أن قرار الجمعية العامة رقم 69لم يأت على ذكر فقرة واحدة عن الشعب الفلسطيني
واَلحتلل اإلسرائيلي لها أو ذكر معاناة شعوب أخرى مشابهة.
أما القرار الثاني الذي تضمن انتقائية فهو قرار الجمعية العامة رقم %6المؤرخ 6كانون األول
2211والمتعلق باإلعمال العالمي لحق الشعوب في تقرير المصير ،1حيث يجد الباحث أن
اإلسهاب في الحديث عن استعمار جنوب أفريقيا لناميبيا و تسلط نظام بريتوريا ضد بعض الدول
األفريقية ،واضح ومتميز عن الحديث عن الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير ،فضل عن
ذلك فقد اعتبر القرار %6أعمال نظام بريتوريا ضد الدول األفريقية أعمال عدوان إرهابية ،أما
أعمال إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني فكانت فقط أعمال عدوانية مجردة.
كما يرى الباحث أن الوضع في مجلس األمن لم يكن أفضل حاَل من الجمعية العامة ،فهناك
العديد من قرارات مجلس األمن ما تجد فيها الكثير من اَلنتقائية في تطبيق وصف اإلرهاب بشكل
تعسفي ،ونذكر على سبيل المثال قرار مجلس األمن رقم 2230المؤرخ 62آذار 2221المتعلق
بالحرب في كوسوفو ،حيث عبر مجلس األمن فيه عن إدانته استعمال قوات الشرطة الصربية
المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين في كوسوفو ،ولكن القرار نفسه وصف ما كانت تقوم به
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR /IMG/NR .pdf?OpenElement
65
حركة تحرير كوسوفو باألعمال اإلرهابية ،فضل عن أن القرار طالب الزعامات األلبانية في
كوسوفو نبذ اإلرهاب ،في حين أنه لم يعتبر الممارسات الصربية إرهابا ولم يطالب السلطات
الصربية بإدانة اإلرهاب أو التوقف عنه ضد المدنيين المتظاهرين في كوسوفو.2
ومن القرارات التي تجد فيها تضليل لحق المقاومة؛ قرار مجلس األمن رقم 2130المؤرخ 1
كانون الثاني ،1002الذي صدر بعد الهجوم اإلسرائيلي البري والجوي على قطاع غزة نهاية العام
1،1001وفي هذا القرار ساوى مجلس األمن بين القوة التي تستخدمها إسرائيل وبين القوة التي
تستخدمها الفصائل الفلسطينية ،عندما دعا األطراف إلى الوقف الفوري إلطلق النار ،وليس هذا
فحسب؛ بل إن الفقرة الخامسة منه كانت أكثر تطرفا عندما أدانت جميع أشكال العنف واألعمال
الحربية الموجهة ضد المدنيين ،وجميع أعمال اإلرهاب ،وَل يغيب على فطنة القارئ أن مجلس
األمن كان يقصد الفصائل الفلسطينية بأعمال اإلرهاب وليس إلسرائيل نصيب منها إَلّ األعمال
الحربية.
ويرى الباحث أن قرار مجلس األمن السالف الذكر كان أدعى للتضليل؛ عندما أكد من جديد في
ديباجته على حق جميع دول المنطقة العيش بسلم داخل حدود آمنة معترف بها دوليا ،فل يغيب
على فطنة القارئ أن القرار يخفي بين ثناياه حق إسرائيل العيش بسلم داخل حدود آمنه ،لئن
الشعب الفلسطيني لم يأخذ لغاية اآلن حقه في أن يصبح له دولة حتى على أنقاض ما بعد حرب
.2233
فقد كان من األجدر على مجلس األمن أن يطالب اسرائيل بوقف عدوانها على غزة وأن يطلب
منها اَللتزام بقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين ،ومن ثم الطلب من الفصائل الفلسطينية
بوقف إطلق الصواريخ من غزة.
خلصة القول أن القرارات الدولية المتعلقة بأعمال العنف كالعدوان واإلرهاب والمقاومة والتي
صيغت بشكل جيد ،كقرار الجمعية العامة رقم 1319وقرار تعريف العدوان رقم ،662%وهي
قرارات عامة ومجردة َل تلمس قضايا محددة َلطراف محددين ،وعلى من يستشهد بها أن يتعامل
معها بموضوعية ،وأَلَّ يتجاهل مبادئها التي تتحدت عن تقرير المصير ،لئن هذا الحق في ظل عالم
متطور أصبح من الصعوبة بمكان إخفاؤه عن الشعوب ،كذلك األمر عند صياغة القرارات الدولية
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
http://daccess-dds-
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N /PDF/N .pdf?OpenElement
66
التي تلمس قضايا تخص أطرافا معيين ،يجب أن تصاغ هذه القرارات بموضوعية وعدالة ،بحيث
َل تميز طرفا عن آخر و أَلَّ تساوي بين الطرف القوي والطرف الضعيف.
فخطف طائرة من قبل شخص أو مجموعة أشخاص لتحقيق أهداف سياسية ،يعتبر عند البعض
عمل إرهابي ،ولكن إذا تم خطف الطائرة من أجل تحقيق أهداف شخصيةَ ،ل يتم وصف ذلك العمل
باإلرهابي عند نفس األشخاص أو الجهة التي قدمت هذه اإلدانة ،مع أن الوصف القانوني للسلوك
اإلجرامي في كلتا الحالتين واحد وله تأثير واحد على الضحية ،بل إن خطف الطائرة لتحقيق أهداف
شخصية قد يكون له تأثير نفسي وجسدي على الضحايا أكثر منه عند تحقيق بواعث سياسية ،وذلك
لئن من يرتكب عمل خطف الطائرة لتحقيق أهداف شخصية عادة ما يكون من أصحاب السوابق في
هذا األمر ويتخذ خطف الطائرات حرفة له ،ويعد كذلك مجرما خطرا على المجتمع وَل يوجد له
قضية معينة يدافع عنها ويخشى على ضياعها فيما لو تمادى في سلوكه الخطر.
ولكن من يصرون على أن اإلرهاب هو ذلك الفعل اإلجرامي الذي تحركه بواعث سياسية
وآ يديولوجية ،نجد أن لديهم تناقض في طروحاتهم هذه ،حيث يتم التلعب بالباعث السياسي لنفس
الفعل ولنفس الفاعل الذي ارتكب الجريمة لتحقيق أهداف سياسية ،فنجدهم في مراحل معينة
.2هناك من يرى بأن اإلرهاب يتميز عن الجرائم العادية بقوة أهدافه ،راجع ،البحث what Is Terrorism,بدون اسم باحث ،الرابط
، http://www.sagepub.com/upm-data/92231_ch_2.pdfتاريخ الدخول للموقع 12آذار ، 2114الساعة 3:10م
69
يستندون على الباعث السياسي للجريمة ،ولكن في مرحلة أخرى يتم نزع الصفة السياسية عن الفعل
من خلل تجاهل الباعث على الجريمة.2
ففي مرحلة التجريم ،يتم التركيز واإلصرار على الباعث السياسي للجاني ،وذلك حتى يتم
وصف ذلك الفعل باإلرهابي ،ولكن في مرحلة َلحقة ،أعني مرحلة العقوبة ،يتم نزع الصفة
السياسية عن الفعل؛ بمعنى أنه َل يصبح للباعث أي اعتبار ،حتى َليصبح اإلرهاب جريمة سياسية
و يستفيد الجاني من المزايا التي يتمتع بها المجرم السياسي ،فيصبح الباعث على الجريمة عامل
مخففا للعقوبة ،فالهدف من نزع الصفة السياسية عن اإلرهاب هو إيقاع أقصى عقوبة على الجاني،
كما أن نزع الصفة السياسية عن الفعل سيكون من شأنه تقديم مبرر لتسليم الفاعل أو المجرم الذي
ارتكب الجريمة لدوافع سياسية ،فيصبح على حد سواء ،الفاعل الذي يرتكب الجريمة من أجل
تحقيق أهداف سياسية ،مع الفاعل الذي يرتكب نفس الجريمة من أجل تحقيق أهداف شخصية ،ولكن
في مرحلة ثالثة ،أي مرحلة البحث والقبض على الجاني ،يعاد تأييد الباعث السياسي للجريمة مرة
أخرى ،حيث تدول الجريمة لضمان الوَلية العالمية على الجريمة تطبيقا لمبدأ إما التسليم أو
المحاكمة ،حتى َل يفلت الجاني من العقاب.1
وبهذه المناسبة يتساءل (شريف بسيوني)" لماذا يجب أن يعتمد التركيز الرئيسي على الحالة
الذهنية الشخصية للفاعل عوضا عن السلوك الموضوعي للفاعل ،وباختصار لماذا َل نصف عمل
قتل المدنيين األبرياء كجريمة موضوعية بغض النظر عن الهدف النهائي للفاعل ،وعوضا عن ذلك
لماذا َل نستند إلى المبادئ األساسية للمسؤولية الجنائية التي اعترف بها منذ وقت طويل وطبقت في
كل نظام قانوني في العالم كأساس للمساءلة".6
ويتساءل الباحث ،لماذا هناك أفعال إجرامية تصنف على أنها إرهابية تارة ،وتارة َل تكون كذلك،
بناء على الباعث على الجريمة ،فالنتيجة الطبيعية لألفعال اإلجرامية؛ أنها تؤدي إلى خلق حالة من
الرهبة لدى الجمهور أو لدى فئة معينة ،سواء حركتها بواعث سياسية أم شخصية وسواء كانت
الرهبة مقصودة أم غير مقصودة.
61
وبالنتيجة يرى الباحث أنه إذا كان هناك من أحد يريد إطلق وصف اإلرهاب على عمل
إجرامي ما ،يجب عليه حينها وصف الفعل بذلك ،عندما يكون الباعث سياسيا وكذلك عندما يكون
الباعث شخصيا ،حتى يكون منصف ،أو أن يبقي الفعل مجردا دون أن يوصف باإلرهاب لكلتا
الحالتين حتى يكون منصفا أكثر ،فما الذي يهم ركاب طائرة مخطوفة إن كان هذا الفعل إرهابي أو
كانت بواعث الفاعل سياسية أو شخصية ،سوى أنهم يريدون البقاء على قيد الحياة والوصول إلى بر
األمان دون خوف أو أذى.
على سبيل المثال ،لو أن شخص عربي أقدم على قتل أحد األجانب في بلد ما؛ فإن هذه الحادثة
ينظر إليها من قبل الغرب على أنها عمل إرهابي ،أما لو أن نفس الفعل صدر عن شخص ينتمي إلى
إحدى دول الغرب؛ فإن هذا الفعل َل يصنف على أنه إرهابي ،هذا إذا تم ذكر هذا الفعل األخير في
األعلم الغربي أو التصريح حوله من قبل المسؤولين في الغرب ،بل إن بعضهم سيعتبره عمل
بطوليا وليس عمل إجراميا ،وقد يتم خلق الحجج له إذا ما تم التصريح حوله ،فلو أن شخصا من
الوَليات المتحدة األمريكية أو بريطاني أقدم على خطف طائرة مدنية ،فإنه َل يطلق على الخاطف
وصف اإلرهابي نتيجة لهذا العمل ،وترى اإلعلم الغربي يخلق للخاطف حجج مثل اَلختلل العقلي
أو ما شابه ذلك ،أما عندما يقدم أي عربي على خطف طائرة مدنية ،فإنه في هذه الحالة سيتم وصف
هذا العمل باإلرهابي.
وتطبيقا لما سبق ،فإن البحث عن أمثلة واقعية مشابهة لما تم ذكره ،نجد أن هناك أمثلة كثيرة لمثل
هذه اَلزدواجية في التطبيق ،فعلى سبيل المثال ،نذكر الحادثة التي قام بها أحد جنود الجيش
األمريكي في أفغانستان ،في الحادي عشر من آذار من العام 1026حيث أقدم جندي أمريكي على
الخروج من قاعدته في قندهار متعقبا مجموعة من المدنيين األفغان العزل تتألف من ستة عشر
شخصا ،وقام الجندي األمريكي بقتلهم بدم بارد ،حينها اعتبرت وزارة الدفاع األمريكية هذه الحادثة
64
عمل فردي َل علقة ألخلقيات الجيش األمريكي بها ،2كما صرح الرئيس األمريكي(باراك اوباما)
في بيان صادر عن البيت األبيض ،بأن هذه الحادثة َل تمثل الطبيعة اَلستثنائية لقواته العسكرية.1
ويتساءل الباحث ،فيما إذا كان األمر مغايرا ،مثل لو أن أحد أعضاء حركة طالبان أو أحد األفراد
المنتمين لحركة حماس أو أي جندي عربي قام بمثل ما قام به الجندي األمريكي ،هل ستعتبر
الوَليات المتحدة األمريكية ،هذا العمل عمل فرديا َل علقة للجهة التي ينتمي إليها الفاعل بهذا
الفعل ،وبالتالي سيتحمل الفاعل المسؤولية وحده ،أم أن هذا العمل ستعتبره عماَل إرهابيا ،وينسب
إلى الجهة التي ينتمي إليها الفاعل بالجنسية أو العقيدة أو أي وَلء آخر.
ومن األمثلة كذلك ،ما قام به المواطن النرويجي أندريس بريفيك في 11تموز 1022في
عمليتين متتاليتين ،األولى قيامه بتفجير مبان حكومية في العاصمة النرويجية أوسلو ،وبعدها
بساعتين أطلق النار على تجمع من الشبان النرويجيين ،في مخيم في جزيرة أوتايا النرويجية ،حيث
راح ضحية للعمليتين 33قتيل ،6وكان سبب قيامه بهذه الجرائم اَلحتجاج على تزايد أعداد
المسلمين في أوروبا ،%فهذا الفعل لم يوصف باإلرهاب إَل من قبل المحكمة ولم يضخم في بدايته
إلى حد وصفه باإلرهاب 9كما ضخمت العملية التي أقدم عليها الفرنسي المسلم محمد مراح التي
راح ضحيتها سبعة أشخاص ،أربعة منهم في مدينة تولوز الفرنسية ،وثلثة جنود قضوا بحادثين
بنفس الطريقة قبل الحادثة األولى بأيام في تولوز وموتوبان جنوب غربي فرنسا ،3حيث أطلق على
الحوادث الفرنسية وصف اإلرهاب منذ أن انتشر خبر الحادثة ،وأخذت زخما إعلميا 3أكثر مما
حصل في عملية النرويجي بريفيك ،بل إن محامي هذا األخير برر ما قام به بريفيك حيث ادعى أن
موكله مضطرب نفسيا وأنه كان يعتقد بأنه في حالة حرب وأن هذه الحقيقة ،كما قال ،تبرر له
.1البيت األبيض ،بيان الرئيس اوباما عن مقتل مدنيين في افغانستان 22 ،مارس ،1022
http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/ 1021/06/102106212293.htmlتاريخ الدخول للموقع 13
تموز ،1026الساعة 2:20مساء
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/ 1022/03/220311_explosion_oslo.shtml
http://arabic.euronews.com/ /norway-killer-jailed-for-
-years-judges-rule-breivik-not-psychotic
92
أفعاله ،2وحسب اعتقاد الباحث أن القاتل بريفيك ما كان ليدان باإلرهاب ،لوَل وقوع الجريمة داخل
األراضي النرويجية ،واألهم من ذلك إدانته باإلرهاب كانت بسبب حجم الضحايا وإرضاء ألهالي
الضحايا َل أكثر.
وإذا كان هذا المبرر قد َلقى قبوَل ،فإنه في هذه الحالة سنجد الكثير ممن يقومون بعمليات
مشابهة لما قام به بريفيك ،وستنجد أيضا من يبرر له أفعاله ،مثلما برر محامي بريفيك أفعال موكله،
وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من التطرف وتبني العنف كوسيلة لتحقيق أهداف آيديولوجية.
لذلك يرى الباحث بأن هناك قاعدة تطبق عند وصف اإلرهاب ،فبعض دول الغرب ،ترى بأنه
عندما يرتكب الجريمة شخص من غير رعاياها أو رعايا حلفائها أو كان ذلك الفعل قد ارتكب
ضدها أو ضد حلفائها ،فإن هذا الفعل يعد عمل إرهابيا ،وهذا بحد ذاته ليس إلدانة الفاعل نفسه ،بل
من أجل إدانة الجهة التي ينتمي إليها الفاعل ،وهي مجرد إدانة سياسية أكثر من كونها إدانة قانونية،
بينما إذا ارتكب نفس الجرم أحد رعايا هذه الدول أو رعايا حلفائها ،فإن اإلدانة ،توجه للفاعل وحده،
بل إن هذا األخير ربما يكون له المبرر في ذلك ،تطبيقا للمقولة الشائعة أن من يعتبر إرهابيا في
نظر البعض ،يعتبر مناضل في سبيل الحرية في نظر البعض اآلخر.
ويتساءل الباحث عندها ،لماذا هناك أفعال إجرامية تصنف على أنها إرهابية تارة وتارة َل
تكون كذلك ،بالنظر إلى شخص الفاعل ،فالنتيجة الطبيعية لألفعال اإلجرامية أنها تؤدي إلى خلق
حالة من الرهبة لدى الجمهور أو لدى فئة معينة ،بغض النظر عن من هو الفاعل ،وسواء كانت
الرهبة مقصودة أم غير مقصودة.
ويتساءل الباحث أيضا ،لماذا َل يتم النظر إلى الجريمة بتجرد وموضوعية دون النظر إلى
شخص الفاعل ،وأخذ معيار قانوني واحد بغض النظر ع ّمن هو الفاعل وما هي دوافعه ،فمن ناحية
قانونية ومنطقية يجب النظر إلى الفعل المحظورة نفسه؛ بحيث يتم تطبيق التصنيف والتوصيف
القانوني المناسب للجريمة في كل مرة ترتكب دون أي اعتبار يميز بين شخص أو آخر مهما كانت
جنسيته ومهما كانت ميوله ودوافعه.
لذلك يرى الباحث أنه ليس من العدل أن يتم الحكم على شخص أو جماعة ما أو حتى على فعل
معين؛ على أنه عمل إجرامي أو بطولي بناء على رأي أو ميول عاطفي أو جنسية الشخص أو
دوافعه ،فالقانون وحده هو الذي يبين الحدود التي تجعل عمل العنف عمل مشروعا أم غير
مشروع.
90
وتجدر إشارة الباحث أن الوَليات المتحدة تعمل على أن تجعل غالبية الناس تتصور بأن
اإلرهاب هو ذلك الفعل الذي يرتكبه أشخاص إسلميون ،وأن اإلرهاب هو ذلك الخطر الكوني الذي
يجب مكافحته ،ولكن الوَليات المتحدة التي تدعي مكافحة اإلرهاب ،نرى موقفها مخالف لما تدعي،
ليس من ناحية ممارسة العنف ،بل من ناحية إدانتها وتوصيفها لإلرهاب ،ففيما يتعلق بجبهة النصرة
التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية ،هذه الجبهة التي وضع قادتها على َلئحة اإلرهاب من
قبل لجنة 2133التابعة لمجلس األمن ،2والتي وصفت بأنها مدعومة من قبل السعودية؛ وهي دولة
حليفة للوَليات المتحدة ،1وذلك من أجل مقارعة النظام السوري ،ففي هذه المرحلة لم نجد أن
الوَليات المتحدة قد اعتبرت السعودية من دول محور الشر ،وهذا يثبت تناقض موقف الوَليات
المتحدة من اإلرهاب ،وأن هذا األخير أداة لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية للوَليات المتحدة
بالدرجة األولى ،والباحث هنا ليس بصدد كيل اَلتهامات أو الدفاع عن طرف ،ولكنَّه بصدد بيان
وكشف زيف ادعاءات الوَليات المتحدة األمريكية من ناحية ازدواجيتها في تطبيق وصف اإلرهاب
ومكافحته.
خلصة القول أن محاوَلت الغرب المستميتة للربط بين مفهوم اإلرهاب واإلسلم والمقاومة،
هو أمر انتقائي وينطبق عليه قول المفكر المصري د .جلل أمين ،حيث يؤكد أنه "مهما كانت
الكذبة كبيرة؛ فيكفي أن تكررها عدد من المرات وبإلحاح وصوت مرتفع حتى يصدقك عدد كبير
من الناس".6
http://www.alhejazi.net/seyasah/ .htm
90
الخاتمة
تكثفت الجهود الفردية والجماعية للوصول واَلتفاق على وضع تعريف مقبول لإلرهاب لدى
الجميع ،موفّقا وموحدا لكل اآلراء على كلمة سواء ،إَلَّ أن أي من هذه الجهود لم تفلح في تحقيق هذا
الهدف أو هذا اَلتفاق ،فأصبح هناك جرائم وأفعال محظورة متعددة؛ مغطاة بمصطلح ليس له
تعريف ،ومثل ذلك فإن أغلب محاوَلت القضاء على اإلرهاب باءت بالفشل ،بسبب تجاهل أسبابه
واللجوء إلى الحلول العسكرية للقضاء عليه.
إن مفهوم اإلرهاب في اآلونة األخيرة ،تم تأطيره ضمن مفهوم السلم واألمن الدولي وقد تم إدخال
الجرائم المصنفة تحت بند اإلرهاب ضمن اختصاص مجلس األمن الدولي وفي أكثر من حادثة
وأكثر من مناسبة ،أبرزها ،حادثة لوكربي التي سببت أزمة ما بين ليبيا من جهة والوَليات المتحدة
وبريطانيا وفرنسا من جهة ،في أوائل تسعينيات القرن الماضي ،كذلك األمر تدخله في أحداث
الحادي عشر من أيلول .1002
وبالنتيجة تغيرت سياسة مكافحة اإلرهاب ،فلم تكتف الوَليات المتحدة األمريكية بفرضها على
الدول ،القيام بتعديل تشريعاتها الجنائية القائمة أو إحداث تشريعات جديدة لمكافحة اإلرهاب ومنع
تمويله ،فقد شنت الحروب على دول مثل العراق وأفغانستان تحت ذريعة مكافحة اإلرهاب ،وبالتالي
أدت هذه الحروب إلى ما أدت إليه من أن هذه الدول أصبحت أرضا خصبة للجماعات التي تهدف
إلى فرض أفكارها على المجتمعات من خلل العنف.
وقد تم استغلل مفهوم اإلرهاب من قبل بعض القوى ذات النزعة اَلستعمارية واَلستعلئية
والعنصرية وذلك بإطلق وصف اإلرهاب ،على األعمال المسلحة المشروعة التي تمارسها
حركات التحرر الوطني وأفراد المقاومة ،بهدف الخلط بين مفهومي اإلرهاب والمقاومة وتذويب
هذا األخير وتمييعه ضمن مفهوم اإلرهاب ،مما يؤدي بالتالي الى إضعاف حق المقاومة وإهدار،
مبدأ حق تقرير المصير.
و في أحيان أخرى تعرض مفهوم اإلرهاب َلزدواجية المعايير واَلنتقائية في تطبيقه على حاَلت
وحوادث إجرامية معينة ،وذلك من خلل تطبيق وصف اإلرهاب على بعض األشخاص والحوادث
في حين تم تجاهل هذا الوصف في حوادث أخرى وعلى أشخاص آخرين مماثلين لهم من حيث
الفعل الجرمي.
وفي النهاية نرى بأن الحرب على حركات المقاومة ،التي تشنها الدول اَلستعمارية ،لن تتوقف،
حتى يتم تصفية اَلستعمار وآثاره وخروج كل محتل بشكل نهائي ،وحتى تحصل كافة الشعوب على
93
حقها في تقرير المصير وعلى رأسها الشعب العربي الفلسطيني ،فيجب على الدول الكبرى أن
تدرك أنه منذ زمن بعيد ،أصبح لدى هذه الشعوب شعورا ،بأن الزمن الذي تُح ِكم فيه الدول
اَلستعمارية وصايتها على هذه الشعوب ،واَلستخدام غير المشروع للقوة بحقها ،عليه أن ينتهي إلى
غير رجعة ،وأن على هذه الدول أن تدرك أن الشعوب أصبحت تدرك حقوقها األساسية التي أقرها
لها القانون الدولي ،وأهمها حق تقرير المصير.
92
النتائج
بعد هذه الدراسة توصل الباحث إلى النتائج التالية:
-2انتفاء الرابط بين مصطلح اإلرهاب وبين الجرائم المصنفة تحت بند اإلرهاب ،حيث يتم
الربط بين السلوك الجرمي وبين التأثير النفسي المتولد عن هذا الفعل ،لدى شخص أو جهة
أخرى خارج مسرح الجريمة.
-1لغاية اآلنَ ،ل يوجد تعريف مقبول يبين ويحصر األفعال اإلرهابية في تعريف معياري
دقيق ،وإلى أن مصطلح اإلرهاب َل يعبر عن سلوك جنائي محدد ،وأن مكافحة اإلرهاب
َلتتطلب وجود تعريف لإلرهاب؛ كون أن األفعال اإلرهابية قد تم تجريمها في اَلتفاقيات
الدولية والقوانين الوطنية.
-6إن السمات التي تتمتع بها المقاومة تنفي وصفها باإلرهاب.
-%القواعد القانونية تتميز بالوضوح والدقة والموضوعية حتى تطبق بعدالة ودون تمييز على
الجميع ،غير أن مصطلح اَلرهاب غامض وفضفاض وهو ما َل يتماشى مع ميزات
القواعد القانونية.
95
التوصيات
-2العمل ،من خلل المؤسسات الحقوقية ،على توعية أفراد المقاومة والشعوب التي تسعى إلى
تقرير المصير ،باألمور التي يسمح لهم القانون الدولي بالقيام بها واألمور التي تخالف
القانون الدولي؛ بحيث يتم تجنب ما يخالف القانون ،وذلك من أجل سد كل الطرق أمام أي
شخص وأي جهة تسعى إلى البحث عن ثغرات للنيل من شرعية المقاومة.
-1تعديل مسمى اإلرهاب للجرائم المدرجة تحت هذا المسمى في القوانين الجنائية واَلتفاقيات
الدولية ذات العلقة ،والبحث عن تسمية تتناسب مع األفعال اإلجرامية التابعة له.
-6تعديل نظام روما األساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية ،بإضافة الجرائم المدرجة تحت
مسمى اإلرهاب ،وأهمها تغيير مسار الطائرات المدنية واَلعتداء على سلمتها.
-%العمل ،من خلل الهيئات اإلسلمية ،على حث الشباب اإلسلمي باَلبتعاد عن العنف غير
المشروع ،وتوعية المتشددين على وجوب فهم المعنى الحقيقي للجهاد وأساليبه.
96
ملحق
نص تعريف العدوان وفقا لقرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 3302لعام 0492
المادة :0العدوان هو استخدام القوة المسلحة من قبل دولة ما ضد سيادة دولة أخرى ،أو سلمتها
اإلقليمية أو استقللها السياسي ،أو بأية طريقة أخرى تتنافى مع ميثاق األمم المتحدة ،وفقا لنص هذا
التعريف.
ملحظة إيضاحية :إن مصطلح"دولة" في هذا التعريف:
أ .مستخدم دون المساس بمسألة اَلعتراف وَل بمسألة كون الدولة أو عدم كونها عضوا في األمم
المتحدة.
ب .ويراد به أيضا عند اقتضاء الحال ،مجموعة دول.
المادة :0المبادأة باستعمال القوة المسلحة من قبل دولة ما خرقا للميثاق تشكل بينة كافية مبدئيا على
ارتكابها عمل عدوانيا ،وإن كان لمجلس األمن ،طبقا للميثاق ،أن يخلص إلى أنه ليس هناك ما يبرر
الحكم بأن عمل عدوانيا قد ارتكب وذلك في ضوء ملبسات أخرى وثيقة الصلة بالحالة ،بما في ذلك
أن تكون التصرفات محل البحث ،أو نتائجها ليست ذات خطورة كافية.
المادة :3تنطبق صفة العمل العدواني على أي من األعمال التالية ،سواء بإعلن حرب أو بدونه،
وذلك دون اإلخلل بأحكام المادة 1وطبقا لها:
قيام القوات المسلحة لدولة ما بغزو إقليم دولة أخرى أو الهجوم عليه ،أو أي احتلل عسكري،
ولو كان مؤقتا ،ينجم عن مثل هذا الغزو أو الهجوم ،أو أي ضم إلقليم دولة أخرى أو لجزء
منه باستعمال القوة.
قيام القوات المسلحة لدولة ما بقذف إقليم دولة أخرى بالقنابل ،أو استعمال دولة أية أسلحة
ضد إقليم دولة أخرى.
جـ .ضرب حصار على موانئ دولة ما أو على سواحلها من قبل القوات المسلحة لدولة أخرى.
د .قيام القوات المسلحة لدولة ما بمهاجمة القوات المسلحة البرية أو البحرية أو الجوية أو
األسطولين التجاريين البحري والجوي لدولة أخرى.
هـ .قيام دولة ما باستعمال قواتها المسلحة الموجودة داخل إقليم دولة أخرى ،بموافقة الدولة
المضيفة على وجه يتعارض مع الشروط التي نص عليها اَلتفاق أو أي تمديد لوجودها في
اإلقليم المذكور إلى ما بعد نهاية اَلتفاق.
و .سماح دولة ما وضعت إقليمها تحت تصرف دولة أخرى بأن تستخدم هذه الدولة األخرى
َلرتكاب عمل عدواني ضد دولة ثالثة.
99
ز .إرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو قوات غير نظامية أو مرتزقة من قبل دولة ما أو
باسمها تقوم ضد دولة أخرى بأعمال من أعمال القوة المسلحة تكون من الخطورة بحيث تعادل
األعمال المعددة أعله أو اشتراك الدولة بدور ملموس في ذلك.
المادة :2األعمال المعددة أعله ليست جامعة مانعة ولمجلس األمن أن يحكم بأن أعماَل أخرى
تشكل عدوانا بمقتضى الميثاق.
المادة :5
.2ما من اعتبار أي كانت طبيعته سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا أو غير ذلك ،يصح أن
يتخذ مبررا َلرتكاب عدوان.
.1والحرب العدوانية جريمة ضد السلم الدولي ،والعدوان يرتب مسؤولية دولية.
.6وليس قانونيا وَل يجوز أن يعتبر كذلك،أي كسب إقليمي أو أي غنم خاص ناجم عن ارتكاب
عدوان.
المادة :6ليس في هذا التعريف ما يجوز تأويله على أنه توسيع أو تضييق بأية صورة لنطاق
الميثاق ،بما في ذلك أحكامه المتعلقة بالحاَلت التي يكون استعمال القوة فيها قانونيا.
المادة :9ليس في هذا التعريف عامة وَل في المادة 6خاصة ،ما يمكن أن يمس على أي نحو بما
هو مستقى من الميثاق من حق تقرير المصير والحرية واَلستقلل للشعوب المحرومة من هذا الحق
بالقوة والمشار إليها في إعلن مبادئ القانون الدولي المتصلة بالعلقات الودية والتعاون بين الدول،
وفقا لميثاق األمم المتحدة ،وَل سيما الشعوب الخاضعة لنظم استعمارية أو عنصرية أو ألشكال
أخرى من السيطرة األجنبية ،أو بحق هذه الشعوب في الكفاح من أجل ذلك الهدف وفي التماس
الدعم وتلقيه ،وفقا لمبادئ الميثاق وطبقا لإلعلن السابق الذكر.
المادة :1األحكام الواردة أعله مترابطة في تطبيقها وتفسيرها ،ويجب أن يفهم كل منها في سياق
األحكام األخرى.
91
قائمة المراجع
المراجع باللغة العربية
الكتب
الكتب العامة
-2جلل أمين ،عصر التشهير بالعرب والمسلمين :نحن والعالم ما بعد 00سبتمبر،0220
الطبعة األولى ،دار الشروق ،القاهرة100%،
-1حامد وآخرون ،القانون الدولي العام ،الطبعة الرابعة ،دار النهضة العربية ،القاهرة2213 ،
-6رشاد عارف السيد ،الوسيط في المنظمات الدولية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر ،عمان،
1002
-%محمد صبحي نجم ،قانون العقوبات:القسم العام :النظرية العامة للجريمة ،الطبعة األولى،
اإلصدار الرابع ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان1000 ،
الكتب المتخصصة
-2أحمد رفعت ،اإلرهاب الدولي في ضوء أحكام القانون الدولي واالتفاقيات الدولية وقرارات
األمم المتحدة ،بدون طبعة ،دار النهضة العربية ،القاهرة2221 ،
-1أحمد رفعت ،صالح بكر الطيار ،اإلرهاب الدولي ،الطبعة األولى ،مركز الدراسات العربي
األوروبي ،باريس2221 ،
-6أدونيس العكرة ،اإلرهاب السياسي :بحث في أصول الظاهرة وأبعادها اإلنسانية ،الطبعة
الثانية ،دار الطليعة ،بيروت2226 ،
-%إلياس حنا ،الوضع القانوني للمقاومة في األراضي العربية المحتلة ،الطبعة األولى ،منظمة
التحرير الفلسطينية ،مركز األبحاث ،بيروت2231 ،
-9إمام حسانين خليل ،اإلرهاب وحروب التحرير الوطنية :دراسة تحليلية نقدية ،الطبعة األولى،
دار مصر المحروسة ،القاهرة1001 ،
-3جابر إبراهيم الراوي ،المنازعات الدولية ،بدون طبعة ،مطبعة دار السلم ،بغداد2231 ،
-3حسام الهنداوي ،حدود سلطات مجلس األمن في ضوء قواعد النظام العالمي الجديد ،الطبعة
األولى ،دار النهضة العربية للنشر والتوزيع ،القاهرة222% ،
-1رجب عبد المنعم متولي ،الفرق بين اإلرهاب الدولي والمقاومة المشروعة في ضوء قواعد
القانون الدولي المعاصر ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي ،القاهرة1020 ،
-2صلح الدين عامر ،المقاومة الشعبية المسلحة في القانون الدولي العام مع إشارة خاصة إلى
أسس الشرعية الدولية للمقاومة الفلسطينية ،بدون طبعة ،دار الفكر العربي للطباعة والنشر،
القاهرة2233 ،
-20عبد َّللا محمد آل عيون ،نظام األمن الجماعي في التنظيم الدولي الحديث :دراسة تحليلية
وتطبيقية ،بدون طبعة ،دار البشير للثقافة والعلوم ،عمان2229 ،
94
-22عبد الناصر حريز ،اإلرهاب السياسي :دراسة تحليلية ،الطبعة األولى ،مكتبة مدبولي،
القاهرة2223 ،
-21عدنان السيد حسين ،حق تقرير المصير ،بدون طبعة ،مركز الدراسات األرمنية ،لبنان،
2211
-26علء الدين حسين مكي ،استخدام القوة في العالقات الدولية ،بدون دار نشر ،بدون طبعة،
بغداد2212 ،
-2%كمال حماد ،اإلرهاب والمقاومة في ضوء القانون الدولي العام ،الطبعة األولى ،المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت1006 ،
-29محمد عزيز شكري ،اإلرهاب الدولي :دراسة قانونية ناقدة ،الطبعة األولى ،دار العلم
للمليين ،بيروت2222 ،
-23محمد مؤنس محب الدين ،اإلرهاب في القانون الجنائي :دراسة قانونية مقارنة على
المستويين الوطني والدولي ،الطبعة األولى ،مكتبة األنجلو مصرية ،القاهرة2213 ،
-23مهيوب يزيد ،مشكلة المعيارية في تعريف اإلرهاب الدولي ،الطبعة األولى ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية1022 ،
-21هايل طشطوش ،اإلرهاب حقيقته ومعناه ،الطبعة األولى ،دار الكندي للنشر ،عمان،
1001
-22نبيل أحمد حلمي ،اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام ،الطبعة األولى ،دار
النهضة العربية ،القاهرة2211 ،
المقاالت العلمية
-2إدريس لكريني ،مجلس األمن وإدارة األزمات العربية في التسعينيات :أزمة لوكربي نموذجا،
الحوار المتمدن ،العدد 12 ،2911حزيران ،1003
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=31011
-1إدريس لكريني ،مكافحة اإلرهاب الدولي بين تحديات المخاطر الجماعية وواقع المقاربة
االنفرادية ،المستقبل العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،العدد ،112تموز
1001
-6حنا عيسى ،أعمال إسرائيل في الشرق األوسط تندرج في تعريف العدوان ،مجلة رؤية ،مركز
المعلومات الوطني الفلسطيني -وفا ،العدد ،2%تشرين الثاني
http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=6219 ،1002
-%سويسي محمد الصغير ،جريمة اإلبادة الجماعية ،دوافعها وأشكالها ،مجلة دفاتر السياسة
والقانون ،العدد 3جانفي ،1021جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر ،1021 ،الرابط
http://www.univ-
ouargla.dz/pagesweb/PressUniversitaire/doc/0%810Dafatir810droit810et810politique/D03/D03
26.pdf
-9عبد الرحمن فرحانه ،العدوان على غزة الدوافع و المآالت ،الجزيرة نت 13 ،تشرين الثاني
http://www.aljazeera.net/opinions/pages/3c32116d-23c2-%a11- ،1021
a1ef-22ad%bea9fac
12
-3عصام صادق رمضان ،األبعاد القانونية لإلرهاب الدولي ،مجلة السياسة الدولية ،العدد،19
2213
-3وليد المحاميد وياسر الخليلة ،موقف مجلس األمن من اإلرهاب في ضوء القرارات ، 930
، 0393 ، 0361 ، 921مجلة جامعة دمشق للعلوم اَلقتصادية والقانونية ،المجلد ،13العدد
األول1020،
-1مانع جمال عبد الناصر ،آفاق انضمام الدول العربية إلى النظام األساسي للمحكمة الجنائية
الدولية ،الهيئة العلمية لنشر الثقافة القانونية في الوطن العربي % ،حزيران،1021
http://legalarabforum.com/ar/node/113
-2محمد عبد الصادق ،حصيلة المؤتمر االستعراضي لنظام المحكمة الجنائية الدولية(،)0/3
جريدة الصباح المغربية 12 ،تموز ،1022
http://www.assabah.press.ma/index.php?option=com_content&view=art
icle&id=26196:--------26&catid=9%:1020-03-23-2%-09-
93&Itemid=319
-20محمد يونس الصائغ ،حق الدفاع الشرعي وإباحة استخدام القوة في العالقات الدولية،
مجلة الرافدين للحقوق ،مجلد 2السنة الثانية عشر ،العدد ،6%السنة 1003
http://rights.uomosul.edu.iq/files/files/files_22%39.pdf
-22نواف موسى الزيديين ،اإلرهاب والمقاومة في ظل القانون الدولي العام ،مجلة مؤتة
للبحوث والدراسات ،سلسلة العلوم اإلنسانية ،المجلد الثالث والعشرون ،العدد الخامس1001 ،
الوثائق الرسمية
المواثيق واالتفاقيات دولية
-2اتفاقية جنيف الثالثة لعام ،22%2اللجنة الدولية للصليب األحمر،
http://www.icrc.org/ara/assets/files/other/conv_iii_geneva_22%2.pdf
-1اتفاقية جنيف الرابعة لعام ،0424اللجنة الدولية للطيب األحمر،
http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/9nsla1.htm
-6البروتوكول األول لعام 0499المكمل التفاقيات جنيف األربع لعام ،22%2
http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/9ntccf.htm
-%األمم المتحدة ،مجموعة االتفاقيات والبروتوكوالت المتعلقة باإلرهاب:
http://www.un.org/arabic/terrorism/instruments.shtml
-9االتفاقية الدولية لمناهضة اخذ الرهائن لعام ،0494
_http://www.mfa.gov.eg/Lists/Treaties810DB/Attachments/66/hostages
ar.pdf
-3االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب لعام ،0441
http://www.anhri.net/docs/undocs/aact.shtml
-3االتفاقية الدولية لقمع تمويل االرهاب لعام ،0444
http://www.un.org/arabic/commonfiles/terror_finance_conv.pdf
-1اتفاقية قمع األعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلمة الطيران المدني"مونتريال" لعام
http://www.sis.gov.eg/ar/Story.aspx?sid=6123 ،2232
-2ميثاق األمم المتحدةhttp://www.un.org/ar/documents/charter/ ،
10
، نظام روما األساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة-20
http://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/3e3ec9.htm
القوانين
، موقع التشريعات األردنية،2230 لسنة06 قانون العقوبات األردني رقم-2
http://www.lob.gov.jo/ui/laws/search_no.jsp?year=2230&no=23
10
http://daccess-dds- ،2221 لعام،212% القرار رقم-26
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N21/613/32/PDF/N2161332.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،2222 لعام،21%% القرار رقم-2%
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N22/231/13/PDF/N2223113.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،2222 لعام،2133 القرار رقم-29
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N22/600/%1/PDF/N22600%1.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1000 لعام،2666 القرار رقم-23
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N00/103/30/PDF/N0010330.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1002 لعام،2631 القرار رقم-23
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N02/966/10/PDF/N0296610.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1002 لعام،2636 القرار رقم-21
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N02/993/%2/PDF/N02993%2.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1001 لعام،2620 القرار رقم-22
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N01/123/00/PDF/N0112300.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1001 لعام،2%11 القرار رقم-10
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N01/361/%9/PDF/N01361%9.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1001 لعام،2%%0 القرار رقم-12
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N01/330/20/PDF/N0133020.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1002 لعام،2130 القرار رقم-11
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N02/10%/60/PDF/N0210%60.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ، 1021 لعام،1016 القرار رقم-16
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N21/391/10/PDF/N2139110.pdf?OpenEl
ement
13
http://daccess-dds- ،2230 لعام،19 الدورة،1312 القرار رقم-6
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/6%3/11/IMG/NR06%311.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2230 لعام،19 الدورة،1319 القرار رقم-%
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/6%3/13/IMG/NR06%313.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2230 لعام،19 الدورة،13%2 القرار رقم-9
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/6%3/90/IMG/NR06%390.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2232 لعام،13 الدورة،1313 القرار رقم-3
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/61%/29/IMG/NR061%29.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2236 لعام،11 الدورة،6030 القرار رقم-3
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/131/%0/IMG/NR0131%0.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،223% لعام،12 الدورة،662% القرار رقم-1
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/369/21/IMG/NR036921.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2211 لعام،63 الدورة،69 القرار رقم-2
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/%10/09/IMG/NR0%1009.pdf?
OpenElement
http://daccess-dds- ،2211 لعام،63 الدورة،%6 القرار رقم-20
ny.un.org/doc/RESOLUTION/GEN/NR0/%10/21/IMG/NR0%1021.pdf?
OpenElement
،2223 لعام،92 الدورة،230 القرار رقم-22
http://www.un.org/arabic/documents/GARes/92/A_RES_92_230.pdf
،2223 لعام،92 الدورة،120 القرار رقم-21
http://www.un.org/arabic/documents/GARes/92/A_RES_92_120.pdf
،2222 لعام،9% الدورة،220 القرار رقم-26
http://www.un.org/arabic/documents/GARes/9%/A_RES_9%_220.pdf
http://daccess-dds- ،1001 لعام،93 الدورة،11 القرار رقم-2%
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N02/%31/19/PDF/N02%3119.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1021 لعام،33 الدورة،22 القرار رقم-29
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N21/%32/31/PDF/N21%3231.pdf?OpenEl
ement
http://daccess-dds- ،1021 لعام،33 الدورة،22 القرار رقم-23
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N21/%1%/91/PDF/N21%1%91.pdf?OpenEl
ement
12
-23القرار رقم ،131الدورة ،33لعام http://daccess-dds- ،1026
ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N21/%2%/60/PDF/N21%2%60.pdf?OpenEl
ement
قرارات المحاكم
-2فتوى محكمة العدل الدولية ،مسائل تفسير اتفاقية مونتريال لعام 2232وتطبيقها الناشئة عن
الحادث الجوي في لوكربي 2% ،نيسان http://www.icj- ،2221
cij.org/homepage/ar/files/sum_2221-2223.pdf
-1فتوى محكمة العدل الدولية ،آثار األحكام بالتعويض الصادرة عن المحكمة اإلدارية لألمم
المتحدة 26 ،تموز http://www.icj- 229%
cij.org/homepage/ar/files/sum_22%1-2222.pdf
-2إبراهيم عباس ،مرشح للرئاسة األمريكية :الفلسطينيون شعب تم اختراعه ،صحيفة المدينة
السعودية 22 ،تشرين األولhttp://www.al-madina.com/node/6%%0%3 ،1022
15
،1022 مارس22 ، بيان الرئيس اوباما عن مقتل مدنيين في أفغانستان، البيت األبيض-1
http://iipdigital.usembassy.gov/st/arabic/texttrans/1021/06/1021062122
93.html
،0202 المؤتمر الصحفي للمحكمة الجنائية الدولية عن المؤتمر االستعراضي في كمباال-6
http://www.icc-cpi.int/NR/rdonlyres/2221EA39- ،1020 حزيران21
C2D2-%321-AC3A-
3%%2%D%B3113/0/PressreleaseclosingRC22Jun2960ARA.pdf
11 ،" الشرطة الفرنسية تعلن مقتل محمد مراح منفذ هجمات "تولوز، جريدة الشعب الجديد-%
http://elshaab.org/thread.php?ID=22921 الرابط،1021 آذار
، مجلة الحجاز، صراع الثالوث في سوريا، سعد الدين منصور-9
http://www.alhejazi.net/seyasah/0226109.htm
صحيفة الشرق،ال حلول سياسية بعد حديث بشار األسد للصنداي البريطانية، صالح القلب-3
،1026 مارس3،األوسط
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=6&article=322210&issueno
=219211.UoGIn6C1BcY
13 ، محامي "سفاح النرويج" يحاول تبرئته بحجة االختالل العقلي، صحيفة البيان اإلماراتية-3
http://www.albayan.ae/one-world/overseas/1022-03-13- ،1022 تموز
2.2%31%13
16
القنوات التلفزيونية
التداعيات األمنية والسياسية المحتملة لمجزرة، برنامج ما وراء الخبر، الجزيرة الفضائية-2
مساء1.60 الساعة،1021 آذار21 ،قندهار اَلثنين
تموز16 ، عشرات القتلى والجرحى في انفجار وإطلق نار: النرويج، بي بي سي العربية-1
،1022
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/1022/03/220311_norway_atta
cks.shtml
قتل المدنيين العراقيين وتجاهل: وثائق حرب العراق األمريكية: تقرير عن، بي بي سي العربية-6
،1020 تشرين أول16 ،اَلنتهاكات ودور إيراني في اَلغتياَلت
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/1020/20/202016_iraq_war_wi
kileaks_tc1.shtml
22 ، الرئيس الفرنسي يعتبر حادث إطلق النار على مدرسة يهودية مأساة وطنية،1% فرانس-%
http://www.france1%.com/ar/10210622-gunman-opens-fire- ،1021 آذار
jewish-school-toulouse-france-shooting-sarkozy-national-drama
الحكم على أندرس بريفيك بالسجن واحدا وعشرين عاما َلرتكابه أعماَل، يورونيوز عربي-9
http://arabic.euronews.com/1021/01/1%/norway- 1021 آب1% ،إرهابية
killer-jailed-for-12-years-judges-rule-breivik-not-psychotic
المقاالت العلمية
2. بحث بعنوان:what Is Terrorism, بدون اسم باحث،الرابط اَللكتروني
http://www.sagepub.com/upm-data/92231_ch_2.pdf
19
Abstract
The different views about the meaning of terrorism has led to many legal
objections, the concept of terrorism has became interfering with another
legal issues and concepts, the most prominent of these concepts is
resistance and international security and peace keeping,Resistance is
considered to be a distinguished legislated violence forms targeted by the
Colonialism powers and countries.The terrorism in the last two decades has
become one of the significant issues that appear in the Security Council
decisions, especially under the 3th chapter.with the ambiguity of defining
terrorism. We ask about the relationship between terrorism on the one
hand, resistance and international peace on the other hand, this research
aims to show the meaning of terrorism in international law, and also to
deny describing resistance as terrorism, to show the relation of terrorism
with international security and peace keeping, and to find out if the security
council has the legal authority to Delve into these crimes, the research aim
as will to show up the selectivity and duality of standards in applying
terrorism description about perpetrators of terrorism crimes, hereby the
research importance is shown up.
The research was divided into two chapters, the first is under the title of
"The nature of the terrorism in the international law", this chapter was
divided Into two sections, the first one discusses, "the concept of the
terrorism in the international law", and the second section discusses "the
terrorism in light of the security council resolutions",the second chapter is
under the title of "The nature of Resistance and The international practices
towards applying Terrorism concept"this chapter was divided Into two
sections, the first one discusses "The nature of the Resistance in The
international law, and the second sections discusses "The international
practices towards applying Terrorism concept".
The researcher found that, until now, there is no accepted definition, shows
and limits the terrorist acts in the definition of normative, and that
Terrorism does not express a certain forensic attitude, and that the fight
against terrorism does not require a definition of terrorism, inasmuch to the
criminalization of acts of terrorism in the international conventions and
national laws, And that these crimes are the jurisdiction of national courts,
and the Security Council should not interfere, especially under the 3th
chapter, and it showed up to the researcher how the mystery surrounds the
terrorism definition is being projected on resistance using certain tactics,
11
and how the selectivity of applying terrorism definition on specific criminal
events and actors using illegal justifications.
14