You are on page 1of 137

‫إدارة األزمات األمنية‬

‫في ظل المتغيرات الدولية‬


‫‪ -‬عنوان الكتاب ‪-‬‬
‫(إدارة األزمات األمنية‪ ..‬في ظل المتغيرات الدولية)‬
‫تأليف‪ :‬دكتور‪ /‬مبارك علوي محمد لزنم‬
‫التصميم والتنسيق واالخراج‪ :‬صالح بن سلوم‪ ..‬ج‪- 700183350 /‬‬
‫‪773459632‬‬
‫عدد صفحات الكتاب‪128 :‬‬ ‫المـقـــاس‪ 25 * 17 :‬سم‬

‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪2020‬م‬

‫يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير‬

‫والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها‬

‫من الحقوق إال بإذن خطي من المؤلف‬


‫إدارة األزمات األمنية‬

‫في ظل المتغيرات الدولية‬

‫تأليف‬

‫دكتور‪ /‬مبارك علوي محمد لزنم‬

‫أستاذ القانون الدولي المساعد‬


‫رئيس قسم القانون الدولي – كلية الشرطة "حضرموت"‬
‫اآلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫ﲀ ﲂ ﲃﲄ‬
‫ﲁ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿ‬
‫ﲅ ﲆ ﲇﲈﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑ ﲒ‬

‫ﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﱠ سورة هود‬


‫اإلهــــــــــــداء‬

‫‪ -‬إلى والدي بارك اهلل في أعمارهما‬

‫‪ -‬إلى أوالدي جميعاً وأخص منهم أيمن‬

‫‪ -‬إلـى أخواني وأصدقائي وزمالئي‬

‫‪ -‬إلى المخلصين والتواقين للخروج من ال زمات‬

‫‪ -‬إلى كل من علمني حرفاً ومنحني نصحاً‬


‫‪‬‬
‫العنوان‬
‫المقدمة‬
‫‪9 .............................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫مفاهيم األزمة وإدارة األزمة واستراتيجية المواجهة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األزمة لغة واصطالحا‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة لغة‪13.....................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األزمة اصطالحا ‪15..................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم إدارة األزمة وأسبابها واستراتيجية المواجهة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم إدارة األزمة ‪23..............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب إدارة األزمة وخصائصها ومراحلها وأنواعها ‪32.........‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬استراتيجية مواجهة األزمة وأساليب معالجتها ‪38...............‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أسس وأهداف ومقومات مواجهة األزمة األمنية‪46.............‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫األزمـــة الــدولـيـــة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األزمة الدولية وادارتها وأسبابها ومراحلها‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األزمة الدولية ‪56..............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب األزمة الدولية ‪61...........................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل األزمة الدولية ‪63 .......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة األزمة في اٍالسالم والنظم الدولية‬
‫المطلب األول‪ :‬إدارة األزمة في اإلسالم ‪70 .....................................................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة األزمة في النظم الدولية ‪......................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األمم المتحدة والنظام العالمي الجديد ‪93 ...............................‬‬


‫الفصل الثالث‬
‫التحديات التي تواجه األمة ودور اإلعالم في األزمات‬
‫المبحث األول‪ :‬التحديات التي تواجه األمة‬
‫المطلب األول‪ :‬التحديات الداخلية ‪105...........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات الخارجية ‪106 ........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم األعالم ودوره في األزمات‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلعالم ‪118..................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور اإلعالم في األزمات ‪122 ...........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية اإلعالم في األزمات ‪125............................................................‬‬
‫الخاتمـة ‪128......................................................................................................................................‬‬
‫تعيش الدول والمنظ مات حياة مليئة باألحداث والمفاجآت‪ ،‬منها ما هو على‬
‫لم عوامل محلية ومنها على‬ ‫المست ت ت ت ت ت تتتو الو ن بمعنى أن ت تست ت ت ت ت ت تتبم ل‬
‫المس ت ت تتتو الدول بمعنى أن هنام أ راف خارجية وامتد تأثيرها لتش ت ت تتمل دول‬
‫أخر لم يكن لها دور ل حدوثها‪ ،‬والعالقات الدولية المعاصرة تعيش أزمات‬
‫أمنية كبيرة على نحو جعل منها ظاهرة متكررة خصت تتوص ت تان بعد النظام الدول‬
‫احادي الق بية بعد ست تتل ست تتلة من األزمات والحرم الباردة وست تتبا التست تتل بين‬
‫االتحاد الستتوليت ومنظومتا الشتتيوعية والواليات المتحدة األمريكية والمنظومة‬
‫ال أرست تتمالية وانتهت ه ه الفترة بتفكم االتحاد الست تتوليت ولم تكن األمة العربية‬
‫أس ت ت تتعد حظان من ي قبل خص ت ت تتوصت ت ت تان بعد أزمة الحدود الكويتية العراقية‪ ،‬وما‬
‫تالها من غزو للكويت عام ‪1990‬م‪ ،‬ولم يش ت ت ت ت تتهد الو ن العرب أزمة اش ت ت ت ت تتد‬
‫منها بعد احتالل األ ارض ت ت ت ت العربية من قبل االحتالل الصت ت ت تتهيون ‪ ،‬حيث أن‬
‫األزمة الكويتية العراقية ست ت ت تتمحت للتدخل األجنب وحصت ت ت تتار الع ار حصت ت ت تتا انر‬
‫مدم انر ثم احتاللا من قبل الواليات المتحدة األمريكية عام ‪2003‬م‪ ،‬وما تأل‬
‫هت ا االحتالل من قتتتل وتش ت ت ت ت ت ت تريتتد الماليين ‪ ،‬بتعتتاون وتتتأييتتد يران ‪ ،‬وتحق‬
‫للواليات األمري كية حلمها ال ي تم التخ ي لا من س ت ت ت ت ت تتنوات ويلة‪ ،‬للم يكن‬
‫الهدف األست ت تتاس ت ت ت تحرير المض ت ت ت هدين‪ ،‬للو كان ك لم لتم الست ت تتما للعرم‬
‫بتحرير األ ارضت ت العربية المةتص تتبة من الكيان الص تتهيون ‪ ،‬وعدم اس تتتخدام‬
‫(الفيتو) ليمتتا يخا القض ت ت ت ت ت ت تيتتة الفلس ت ت ت ت ت ت ت ينيتتة‪ ،‬بتتل وجتتدت الواليتتات المتحتتدة‬
‫مركز الهيمنة على األمة‬ ‫األمريكية ودول كبر الفرصت ت ت ت ت ت تتة مواتية لتأست ت ت ت ت ت تتي‬
‫العربية وثرواتها وترتيم المن قة ولقان لمصتتالحها وحمايةن لربيبتها س ترائيل‪ ،‬ثم‬
‫جتتا ت األزمتتة اليمنيتتة ومتتا تالهتتا من تمرد وتتتأييتتد معلن من بعط األ راف‬
‫مثل يران وآخر خف الحتالل العاصمة اليمنية صنعا وه ه األزمة والحرم‬
‫عص ت تتف ت بمقدرات بشت ت ترية ومادية كبيرة‪ ،‬وعادةن تبدو األزمة ل محي يس ت تتهل‬
‫الست ت ت تتي رة عليها ا ما تم معالجتها والتصت ت ت تتدي لها واخمادها والقضت ت ت تتا على‬
‫أستتبابها ل حال التعاون الدول إلخمادها‪ ،‬أم ا ل حال التستتاهل أو تجاهلها‬
‫أو شعالها لحتمان ستكون العواقم وخيمة وكارثية على كيان الدولة أو اإلقليم‬
‫ل حال است ت ت ت ت ت تتتمرارها مما يهدد بنقا الموارد والجو والخوف‪ ،‬ك لم أزمات‬
‫أمنية عدم االستقرار المال ألسعار الص ت ت ت رف ‪ ،‬ك لم الفساد اإلداري والمال‬
‫ال ي عص ت ت ت ت تتف باالقتص ت ت ت ت تتاد العالم والمحل ‪ ،‬ك ل م الكوارث ال بيعية مثل‬
‫واألمراط واألوبئة ‪ ،‬واألعاصير‬ ‫الزالزل‪ ،‬والفيضانات ‪ ،‬والبراكين ‪ ،‬والحرائ‬
‫‪ ،‬والثورات ا لمست ت ت ت ت تتلحة وغيرها ومما يجدر القول بأنا البد من وض ت ت ت ت ت ت خ‬
‫است ت ت ت ت ت تتتراتيجيتة لمواجهتة مثتل تلتم األزمتات والست ت ت ت ت ت تتع للحلول من خالل ولرة‬
‫المعلومات‪ ،‬م وجود قيادة قادرة على تجاوزها وحش ت ت ت ت ت ت تتد ال اقات وتوظيف‬
‫الموارد المتاحة م دور اإل تصت تتال الفعال‪ ،‬واست تتتبا دبلوماست تتية الست تتالم والبد‬
‫دارة األزمتتات بتتالتفكير اإلبتتداع والش ت ت ت ت ت ت تجتتاعتتة واإلقتتدام م‬ ‫لري‬ ‫من تحل‬
‫الحنكة والصبر والثبات والتوكل على اهلل‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫مفاهيم االزمة وإدارة االزمة واستراتيجية المواجهة‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المبحث الول‪ :‬مفهوم الزمة لغة واصطالحاً‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم إدارة االزمة وأسبابها واستراتيجية المواجهة‬


‫المبحث األول‬
‫مفهوم األزمة لغة واصطالحا‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬مفهوم الزمة لغة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االزمة اصطالحاً‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫المطلب الول‬

‫تعريف الزمة لغة واصطالحا‬

‫الزمة في لسان العرب‪:‬‬

‫األزمة ل لست تتان العرم الست تتنون الشت تتدائد ‪ ،‬وأزم عليهم العام وقيل اشت تتتد وقل‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫أزمة( ) وأزم علينا الدهر( )‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫متأزم القوم صابتهم‬ ‫خيره‬
‫( )‬

‫وغمة األمر أي كربا( ) واش ت ت تتتد بالقح والمأزم‪ 4..‬والحرم مأزم لض ت ت تتي المجال‬
‫‪5‬‬
‫وعسر الخالا( )‪.‬‬
‫يهدد كيان وجود الفرد أو‬
‫‪6‬‬
‫وتعن الشتتدة والقح والضتتي ( ) وهو حدث عصتتيم‬
‫المنظمتتة أو التتدولتتة‪ ،‬ولقتتد أورد العتتديتتد من البتتاحثين وعلمتتا األزمتتات والهيئتتات‬
‫العديد من التعاريف به ا الس ت ت ت تتيا لمنهم من أ ل عليها دارة االزمات ومنهم‬
‫من أ ل عليها دارة الكوارث‪ ،‬ومنهم من سماها بإدارة المخا ر‪ ،‬وادارة األمن‬
‫الصناع وغيرها‪.‬‬

‫(‪ (1‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪.16/12 ،‬‬


‫(‪ (2‬المنجد في اللغة العربية‪ ،‬ص ‪1969 ،10‬م بيروت‪.‬‬
‫(‪ (3‬كتاب العين‪ ،‬الخليل بن احمد الفراهيدي‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ ،395‬دار الشؤون الثقافية ‪1984،‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫(‪ (4‬المصباح المنير‪ ،‬المقرئ الفيومي‪ ،‬ص‪ ،5‬مكتبة بيروت‪1998 ،‬م‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪ (5‬المفردات‪ ،‬االصفهاني‪ ،‬ص‪ ،165‬الحلبي ‪1969،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (6‬مختار الصحاح‪ ،‬محمد بن ابي بكر الرازي‪ ،‬ص‪ ،15‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫وعرلها مجم اللةة العربية (الضتتي والشتتدة)‪ ،‬ويقال أزمت الستتنة أزمان أي‬
‫اش تتتد قح ها وتأزم أي أص تتابتا أزمة‪ ،‬ويقال أزمة س تتياس تتية ‪ ،‬أزمة اقتص تتادية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أزمة مالية‪ ،‬أزمة أمنية‪ ،‬أزمة تعليمية( )‪.‬‬
‫ويمكن تعريف األزمتتة بتتأنه تتا لحظتتة لتتارقتتة بين النجتتاة أو الةر ل أموا‬
‫الحياة وتقلباتها‪.‬‬

‫(‪ (1‬المعجم الوجيز‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬ص‪1999 ،15‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫المطلب الثاني‬

‫مفهوم الزمة اصطالحاً‬

‫أوالً ‪/‬تعريف الزمة اصطالحاً‪:‬‬

‫ه خلل يؤثر تأثي انر ماديان على النظام كلا‪ ،‬كما أنا يهدد االلت ارضتتات الرئيس تة‬
‫‪1‬‬
‫الت يقوم عليها النظام( )‪.‬‬

‫بالضت ت تترورة أن تتصت ت تتف بالس ت ت تو ‪ ،‬ولكن‬ ‫وتعرف أيض ت ت تان بأنها نق ة تحول لي‬
‫‪2‬‬
‫تحمل درجات من المخا رة( )‪.‬‬

‫وتعرف بأنها ظرف انتقال يتس ت ت ت ت تتم بعدم التوازن ويمثل نق ة تحول تتحدد ل‬
‫‪3‬‬
‫ضوئها أحداث المستقبل الت تؤدي الى تةير كبير( )‪.‬‬

‫وتعرف أيضت ت ت ت ت ت ت تان بأنها حالة توتر ونق ة تحول تت لم ق ار انر ينتج عنا مواقف‬
‫‪4‬‬
‫جديدة سلبية كانت أو يجابية تؤثر على مختلف الكيانات ات العالقة( )‪.‬‬

‫المفهوم الست ت ت تتياس ت ت ت ت لألزمة حالة أو مشت ت ت تتكلة تأخ بأبعاد النظام الست ت ت تتياس ت ت ت ت‬
‫‪5‬‬
‫وتستدع اتخا قرار لمواجهة التحدي( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات‪ :‬تجارب محلية وعالمية‪ ،‬محمد رشااااااااد الحمالوي‪ ،‬ص‪ ،29‬دار المجد‪1995 ،‬م‪،‬‬
‫القاهرة‬
‫(‪ (2‬إدارة االزمااات في المنظمااات‪ ،‬ةميمااة الاادهااان‪ ،‬ص ‪ ،67‬مجاال’ ةبحاااا اليرمو ‪ ،‬العاادد الرابع‪ ،‬المجلااد‬
‫الخامس‪ ،‬االردن‬
‫(‪ (3‬إدارة االزمات واتخاذ القرارات‪ ،‬عاصم االعرجي‪ ،‬ص‪ ،7‬دار المسير‪1996 ،‬م‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫(‪ (4‬إدارة األزمات‪ ،‬فهد الشعالن‪ ،‬ص‪ ،26‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪2002 ،‬م‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫(‪ (5‬إدارة االزمات والكوارا‪ ،‬مخاطر العولمة واإلرهاب الدولي‪ ،‬الساايد عليوة‪ ،‬ص‪ ،13‬األمين للنشاار‪،‬‬
‫ط‪2002 ،2‬م القاهرة‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫أما من الناحية االجتماعية اض ت رابات متستتارعة ويستتتلزم التةيير الست ت ت ت ت ت ت ت ت تري‬


‫واعادة التوازن‪.‬‬

‫أما من الناحية االقتص ت ت ت ت ت تتادية انق ا ل مس ت ت ت ت ت تتار النمو االقتص ت ت ت ت ت تتادي وانخفاط‬
‫‪1‬‬
‫اإلنتا ( )‪.‬‬

‫أما من الناحية األمنية التداع السري لألحداث يؤثر بالسلم على المصال‬
‫العليتا للتدولتة‪ ،‬ويت لتم ست ت ت ت ت ت تترعتة اتختا اإلج ار ات المض ت ت ت ت ت ت تتادة الحتوا آثتارها‬
‫‪2‬‬
‫السلبية( )‪.‬‬

‫كم تتا يمكن لن تتا أن نعرف األزم تتة ب تتالح تتدث الفج تتائ األزموي أو الك تتارث يه تتدد‬
‫الثوابت وقد تكون نق ة تحول نحو األلضت ت تتل على المست ت تتتو المحل أو اإلقليم‬
‫أو الدول ‪.‬‬
‫ثانيان‪ /‬بعط مفاهيم األزمة‬

‫أ‪-‬الكارثة ‪. Disaster:‬‬
‫‪3‬‬
‫أكسفورد تعرف بأنها حدث يسبم دما انر واسعان ومعاناة عميقة( )‪.‬‬ ‫ل قامو‬

‫ولقتد عرلتت هيئتة األمم المتحتدة الكتارثتة بتأنهتا حتالتة مفجعتة يتتأثر من‬
‫جرائها نم الحياة‪.‬‬

‫(‪ (1‬مهارات إدارة االزمات‪ ،‬محمد عبد الغني هالل‪ ،‬ص‪ ،51‬مركز تطوير األداء والتنمية ط‪2004 ،4‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة االزمات‪ ،‬عقيد محمد حزام‪ ،‬ص‪ ،257‬منهج دورة القيادات كلية التدريب‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة األزمات األسااااااس – المراحل‪ -‬االليات‪ ،‬فهد الشااااااعالن‪ ،‬ص‪ ،28‬اكاديمية نايف‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫‪16‬‬ ‫الرياض‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫أ ما الست ت ت ت ت ت تتيد عليوة‪ ،‬لقد عرف الكارثة بأنها أكثر المفاهيم التص ت ت ت ت ت ت تتاقان‬
‫بتاألزمتات‪ ،‬وقتد ينتج عنهتا أزمتة‪ ،‬ولكنهتا ال تكون ه أزمتة بحتد اتهتا‪ ،‬وتعبر‬
‫‪1‬‬
‫الكارثة عن حالة مدمرة لعالن( )‪.‬‬

‫م‪-‬الص ار والن از ‪.D0NFliCTANd :‬‬

‫يركز ه ا المفهوم على العالقات االجتماعية بين األلراد وينشت ت ت ت ت ت تتأ نتيجة وجود‬
‫‪2‬‬
‫تعارط ل المصت ت ت ت ت ت تتال وألهداف داخل الكيانات المختلفة( ) ويمكن القول بأن‬
‫الص ت ت ت ت ار اختالف يؤدي لى صت ت ت تتدام رادات‪ ،‬وقد يكون ه ا الص ت ت ت ت ار ما بين‬
‫خفيف لى شديد الحدة‪.‬‬
‫‪ -‬المشكلة ‪.problem‬‬
‫لى جهتد منظم للتعتامتل معهتتا‬ ‫وه حتالتة غير مرغوم ليهتا‪ ،‬وتحتتا‬
‫‪3‬‬
‫وحلها وه ليست أزمة ب اتها‪ ،‬وقد تؤدي لى وجود أزمة( )‪.‬‬
‫د‪ -‬الحادث ‪.Accident‬‬
‫مفاجع وست ت تري وبش ت تتكل عنيف وال يمثل األزمة لعالن نما قد يكون‬ ‫وهو شت ت ت‬
‫مسببان لألزمة‪.‬‬
‫الرؤية اإلسالمية لألزمة‬

‫‪ -‬نها قد تكون لرا متاحة للنجا ‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات في المسااتشاافيات‪ ،‬الساايد عليوة‪ ،‬ص‪ ،12‬ايترا للطباعة والنشاار والتوزيع‪2001 ،‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬مهارات إدارة األزمات‪ ،‬محمد عبد الغني هالل‪ ،‬ص‪ ،14‬ط‪ ،4‬مركز تطوير األداء والتنمية‪،‬‬
‫‪2004‬م‪،‬‬
‫(‪ (3‬إدارة االزمات في المستشفيات‪ ،‬السيد عليوة‪ ،‬ص‪ ،13‬ايترا للطباعة والنشر‪2001 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫ابن سينا يعد من الباحثين األوائل ال ين بحثوا ل ه ا الموضو عند شارتا‬


‫اإلسالم‬
‫‪1‬‬
‫ويظهر ك لم ن‬ ‫( )‬
‫لى اآلثار النفسية والجسدية لألزمات والكوارث‬
‫سبا ل ه ا الميدان كةيره من الميادين من خالل التوجيهات القرآنية والتعامل‬
‫م األزمة على أنها قد تكون لرا متاحة للنجا قال تعالى ﱡﭐ ﱁ ﱂ‬

‫ﱎﱐﱑﱒﱓ‬
‫ﱏ‬ ‫ﱆﱈﱉﱊﱋﱌﱍ‬
‫ﱇ‬ ‫ﱃﱄﱅ‬
‫()‪2‬‬
‫ﱖﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱠ‬
‫ﱗ‬ ‫ﱔﱕ‬

‫من ص ت ت ت ت تتحة المعلومات‪ :‬ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ‬ ‫‪-‬التحق‬


‫ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠﭐﱠ‬
‫()‪3‬‬

‫‪ -‬التخ ي الجيد ومن خالل خ ة سيدنا يوسف عليا السالم لمواجهة‬


‫األزمة االقتص ت تتادية المحتملة ﭧﭐﭨﭐ ﭐﱡﭐ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ‬
‫‪4‬‬
‫ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ( )‪.‬‬

‫‪ -‬واس تتتقبالها بش تتجاعة وربا ة الجأش واقدام وابدا ل التفكير وعلى‬


‫أنها من أقدار اهلل ست تتبحانا والبحث عن الحلول المتاحة وعدم غفال اإلنست تتانية‬
‫ل كل مراحل عال األزمة‪.‬‬
‫‪ -‬وجود خلل خ ير مهدد والوقت قيمة حاسمة للمنظمة أو الدولة‬
‫على كالة األصعدة عند حدوث األزمات والكوارث وكما هو معروف لالكوارث‬
‫ظاهرة كونية من أن خل اهلل السماوات واألرط‪ ،‬آثارها مدمرة وتحدث خسائر‬

‫(‪ (1‬األزمات المدرسية‪ ،‬على الزمالي وآخرون‪ ،‬ص‪2007 ،66‬م‪.‬‬


‫(‪ (2‬سورة البقرة اآلية ‪.216‬‬
‫(‪ (3‬سورة الحجرات اآلية ‪.6‬‬
‫(‪ (4‬سورة يوسف اآلية ‪.47‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫ما أن تكون بيعية كالزالزل‬ ‫لادحة ل البشر والحجر وتكون مفاجئ ة‪ .‬وه‬
‫والصواع والبراكين واألمراط والحشرات والحرائ ‪ ،‬واما تكون بصن اإلنسان‬
‫كإشعال الحروم المحلية وال ائفية والدولية ويسهم ه ا اإلنسان بتدمير المصان‬
‫والبنى التحتية ونسف كل جميل‪ ،‬وقد بين لنا اهلل سبحانا ما أصام األمم السابقة‬
‫ز ن ما كانوا يعملون ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ‬
‫من كوارث مدمرة ج ا‬
‫‪1‬‬
‫ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﱠ( ) ‪ .‬وتعك‬
‫عوامل اتية تمثل نوبا" ومعاص بعضها خف ‪ ،‬قد يرتب بعالقة اإلنسان م‬
‫اتا أو م الةير أو م الخال (عز وجل) والت تكون سببا أساسيا" لألزمات‬
‫الت تحي باإلنسان‪ ،‬وقد أشارت ليها آيات قرآنية وأحاديث شريفة ال حصتر‬
‫لها‪ ،‬ومنها ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ‬
‫‪2‬‬
‫ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩﱠ( )‪.‬‬

‫‪ -‬الفس ت ت ت تتاد بش ت ت ت تتتا أنواعا‪ ,‬ﭧﭐﭨﭐﭐﱡﭐ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ‬


‫‪3‬‬
‫ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﱠ( )‪.‬‬

‫‪ -‬الظلم ويمثل السبم المباشر النهيارات الكيانات االجتماعية سوا‬


‫من السنن الربانية‪ ,‬ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ‬ ‫كانت منظمات أم مجتمعات وه‬
‫‪4‬‬
‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠﭐ( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬سورة فصلت اآلية ‪.17‬‬


‫(‪ (2‬سورة النساء اآلية ‪.79‬‬
‫(‪ (3‬سورة األنبياء اآلية ‪.11‬‬
‫(‪ (4‬سورة االنعام اآلية ‪.47‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫ويمثتتل اإلهالم هنتتا بتتالحوادث والفتن وتعجيتتل العقوبتتة‪ ،‬وقتتد أخبرنتتا‬


‫الرس ت تتول الكريم (ص ت تتلى اهلل عليا وس ت تتلم) أن اهلل ‪ -‬س ت تتبحانا وتعالى ‪ -‬قد حرم‬
‫الظلم على نفست ت ت ت ت ت تتا ل الحديث الش ت ت ت ت ت ت تريف "يا عبادي ن حرمت الظلم على‬
‫نفست ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ‪ ،‬وجعلتا بينكم محرما لال تظالموا"‪ .‬ل لم كان الفنا والزوال مص تتي انر‬
‫محتومان لكل من يس ت ت تتتبدل الس ت ت تتنن االجتماعية ال بيعية ل العدل واألنص ت ت تتاف‬
‫الت تضت تتمن البقا والنمو بالظلم والتجاوز واإللست تتاد‪ ،‬كما ن هالم القر ل‬
‫اآليات الكريمة المتقدمة يعز أس ت ت ت ت تتبابها لى لس ت ت ت ت تتاد وظلم النظام الكل ولي‬
‫الفرد‪.‬‬
‫البعد االيجاب لألزمة‬

‫ويتمث ت تتل ب ت تتاختب ت تتار وابتال المؤمن ب ت تتاألزم ت تتات والمحن الممحص ت ت ت ت ت ت ت ت تتة‬
‫ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ‬
‫‪1‬‬
‫ﲢ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ( )‪ .‬وهك ا تبتلى‬
‫ﲣ‬ ‫ﲠﲡ‬
‫الرس ت ت ت تتل واألمم باألزمات والش ت ت ت تتدائد‪ ،‬ثم تكون لها النص ت ت ت تتر والعاقبة م تعاظم‬
‫األجر والثوام‪ .‬ومصتتدر الستتياستتة العقابية من أستتاستتيات الش تريعة اإلستتالمية‬
‫ل القانون الجنائ اإلست ت ت ت تتالم ال ي يقوم على ضت ت ت ت تترورة رد العابثين وج از‬
‫دابر الفساد ول لم لالمواجهة حيال لم على مستو‬ ‫وتقويم أي انحراف وق‬
‫الفرد والمجتم المسلم لى الجانم القمع للجريمة ومرتكبيها بموجم نصوا‬
‫القانون واغال ال ر المؤدية لى الفست ت تتاد وتفعيل دور بنا الست ت تتلم المجتمع‬
‫(الشت ت ت ت ت تتر ة المجتمعية) أو شت ت ت ت ت تتر ة الجوار والت من المفترط أن تكون على‬

‫(‪ (1‬سورة العنكبوت اآلية ‪.2—1‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫قاعدة األمر بالمعروف والنه عن المنكر واألخ بيد من يريد غ ار ست ت ت ت ت تتفينة‬
‫النجاة وعدم الست ت ت ت ت ت تتما لا بخرقها حتى وأن غابت القوانين ل ظل األزمات‬
‫والفوضتتى ‪ ،‬لالدستتتور القرآن لن يةيم عن األمة الحية الت ال تزال منصتتورة‬
‫على الح والخير والست ت ت تتالم ‪ .‬بعيدان عن الت رف بكل أنواعا دينيان أو أيدلوجيان‬
‫أم ثقاليان ‪ ،‬والتمس تتم بمقاص تتد الشت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تريعة الة ار من يس ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتر ووست ت ية‪ ،‬ولقان‬
‫‪1‬‬
‫الجتهتتادات األئمتتة األربعتتة واجمتتا علمتتا األمتتة قتتديم تان وحتتديث تان( ) والبتتد من‬
‫ص ت ت تتال النظم الس ت ت تتياس ت ت تتية واالقتص ت ت تتادية واالجتماعية الم بقة على المجتم‬
‫وتفعيل نظم المعلومات لألجهزة األمنية والتنبؤ بأي اختالالت لألمن وس ت ت ت تتكينة‬
‫الموا نين‪ ،‬ك لم الدور المهم لألعالم الهادف بشت ت ت ت ت ت تتتا أنواعا المست ت ت ت ت ت تتموعة‬
‫والمشاهدة والمقرو ة والتفاعل م القضايا الو نية واألممية واألمنية‪.‬‬

‫(‪ (1‬ظااهرة اإلرهااب من واقع التجرباة اليمنيااة‪ ،‬د‪ .‬ةمين لحا يفي‪ ،‬ص‪ ،20‬مكتبااة خاالاد بن الوليااد‪2007 ،‬م‪،‬‬
‫صنعاء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مفهوم إدارة األزمة وةسبابها‬
‫واستراتيجية المواجهة‬

‫ويشتمل على أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬مفهوم إدارة الزمة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب الزمة وخصائصها ومراحلها وأنواعها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استراتيجية مواجهة الزمة وأساليب معالجتها‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أسس وأهداف ومقومات مواجهة الزمة المنية‬

‫الفصل األول‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫المطلب الول‬

‫مفـهـــوم إدارة الزمـــــــــة‬

‫وعرلت األزمة ل التخصتصتتات اإلدارية بأنها نوعان من التوتر والحيرة‬


‫لد المسؤولين داخل المؤسسة وأثر لم على الجوانم اإلدارية وأدا العاملين‬
‫وكيان المؤست ت تس ت تتة واس ت تتتراتيجية بقائها وعالقتها بالجمهور واألهداف الت ترتم‬
‫‪1‬‬
‫عليها( )‪.‬‬
‫ويشتير الدكتور (أحمد براهيم) أن دارة األزمة نشتا هادف يقوم على البحث‬
‫والحصت ت ت ت ت ت تتول على المعلوم تتات الالزم تتة الت تمكن اإلدارة من التنبؤ ب تتأم تتاكن‬
‫‪2‬‬
‫واتجاهات االزمة المتوقعة‪ ،‬وتهيئة المناخ المناسم للتعامل معها( )‪.‬‬
‫وعرلت أيض تاد دارة األزمة بأنها عبارة عن عملية معالجة الموقف والنجاة منا‬
‫‪3‬‬
‫بدون خسائر أو بأقل خسائر ممكنة( )‪.‬‬
‫ك لم عرف دارة األزمة الدكتور (الخضت تتيري) بأنها موقف يواجا متخ القرار‬
‫‪4‬‬
‫يفقد ليا القدرة على السي رة عليا أو على اتجاهاتا المستقبلية( )‪.‬‬
‫وعرلها (أبو قحف) بأنها عملية اإلعداد والتقدير المنظم للمشكالت الت تهدد‬
‫‪5‬‬
‫بدرجة خ يرة بقا التنظيم( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬استراتيجية إدارة األزمات والكوارا‪ ،‬السيد سعيد‪ ،‬ص‪ 301‬دار العلوم للنشر‪2006 ،‬م القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬ادرة األزمات األسااااباب العالج‪ ،‬سااااعد الدين عشااااماوي‪ ،‬ص‪32،1996‬م‪ ،‬مجلة الفكر الشاااارطي‪،‬‬
‫العدد (‪ ،)2‬االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫(‪ (3‬مجلة الثقافة العالمية‪ ،‬العدد (‪ )79‬ص‪.7‬‬
‫(‪ (4‬إدارة االزمات‪ ،‬محسن الخضيري‪ ،‬ص‪ ،53‬مكتبة مدبولي‪1993 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (5‬اإلدارة االسااااااتراتيجيااة وإدارة األزمااات‪ ،‬عبااد السااااااالم ةبو قحف‪ ،‬ص‪ ،14‬دار الجااامعااة الجاادياادة‬
‫‪2002،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫وعرلها الدكتور(الظاهر) بأنها كيفية التةلم على األزمة أو الكارثة باألس ت ت ت ت ت تتاليم‬
‫‪1‬‬
‫العلمية واإلدارية المختلفة ومحاولة تجنم سلبياتها واالستفادة من يجابياتها( )‪.‬‬
‫أما (هنري كيست تتنجر) وزير خارجية الواليات المتحدة األست تتب اعتبر األزمة‬
‫بأنها عرضت ت تان )‪ (Symptom‬لوص ت تتول مش ت تتكلة ما لى المرحلة الس ت تتابقة لمرحلة‬
‫‪2‬‬
‫االنفجار‪ ،‬مما يقتض ضرورة المبادرة بالحل( )‪.‬‬
‫أما أستتتا نا الدكتور (محمد االس ت ى) أورد تعريف شتتامل إلدارة األزمة األمنية‬
‫بأنها الحدث األمن المتص تتاعد والمواقف األمنية الحرجة وال ارئة الت تؤدي‬
‫لى تهديد أمن الفرد والدولة وبقائها أو أحد مصت ت ت ت ت ت تتالحها الحيوية س ت ت ت ت ت ت توا كان‬
‫االعتدا من الداخل أو الخار ‪ ،‬األمر ال ي يقتضت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت معا تعاون األجهزة‬
‫األمنيتتة والجهتتات الحكوميتتة والمجتم المتتدن التختتا اإلج ار ات الكفيلتتة للحتتد‬
‫‪3‬‬
‫من أخ ارها( )‪.‬‬
‫وتعرف دارة األزمة بأنها مجموعة الجهود المب ولة إلعادة الرو المعنوية‬
‫ل المنظمة أو الدولة من خالل ست ت ت ت ت ت تترعة التحرم وحش ت ت ت ت ت ت تتد ال اقات المادية‬
‫‪4‬‬
‫ار‬ ‫ل‬
‫والبشترية واإلمكانات المتاحة والمخ لها سلفان لمواجهة األزمات‬
‫( )‬

‫الدولة الواحدة أو ل العالقات الدولية وين ر بتهديد الست ت ت ت ت تتلم المحل أو الدول‬
‫مما يت لم من صانع القرار اتخا ج ار ات استثنائية للحد منها أو التخفيف‬
‫من مخا رها‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات الدكتور نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬ص‪ ،131‬عالم الكتب الحديثة‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة االزمات والمفاوضات‪ ،‬عبد الرحمن الضجيان‪ ،‬ص‪ ،30-29‬المدينة المنورة‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة األز مات األمن ية (لم بادئ المرا حل ‪-‬التطبيق) عم يد ركن د‪ .‬مح مد مح مد األسااااااطى‪ ،‬مكت بة‬
‫ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪2013 ،1‬م‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫(‪ (4‬إدارة الجودة واسااااااتراتيجية المنظومة األمنية‪ ،‬عقيد ركن د‪ .‬مبار علوي لزنم‪ ،‬ص‪ ،128‬مطابع‬
‫الهاشمية‪ ،‬ط‪2019 ،1‬م حضرموت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫ومن خالل التعاريف إلدارة األزمة يمكن تحديد عناصرها ليما يل‬
‫ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تدار األزمة بواس ت ت ت ت ة مجموعة من القدرات الكفؤة والمدربة تدريب نا‬
‫خاصان ل مواجهة األزمات‪.‬‬
‫ت تهدف دارة األزمة لى تقليل الخسائر لى الحد األدنى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت تستخدم األسلوم العلم ل اتخا الق ارر( )‪.‬‬
‫مراحل دارة األزمات‬
‫مراحل أساسية‬ ‫تمر معظم األزمات بخم‬
‫‪ – 1‬اكتشاف شارات اإلن ار المبكر (المرحلة التح يرية)‪.‬‬
‫عادة ما ترس ت ت تتل األزمة قبل وقوعها بفترة ويلة س ت ت تتلس ت ت تتلة من ش ت ت تتارات‬
‫اإلن ت ار المبكر‪ ،‬أو األعراط الت تنبع بتتاحتمتتال وقو األزمتتة‪ ،‬ومتتا لم يوجتتد‬
‫‪2‬‬
‫االهتمام الكال لمن المحتمل جدان أن تق األزمة( )‪.‬‬
‫‪ –2‬االستعداد والوقاية (مرحلة نشو األزمة)‪.‬‬
‫لم تتنبأ أو تن ر باحتمال وقوعا‪ ،‬وله ا‬ ‫من الصت ت ت ت ت ت تتعم أن تمن وقو ش ت ت ت ت ت ت ت‬
‫الست ت تتبم لمن الضت ت تتروري تصت ت تتميم ست ت تتيناريوهات مختلفة وتتاب لألحداث ألزمة‬
‫‪3‬‬
‫نتخيلها‪ ،‬واختبار لم كلا حتى يصب دور كل لرد معرولان لديا تمامان( )‪.‬‬
‫وه ا يت لم من المجتم االستعداد الكال للوقاية من األزمات‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة األزماات‪ ،‬عبااد الرحمن محمااد عبااد الرحمن‪ ،‬ص‪ ،6‬اكااديميااة ناايف للعلوم األمنيااة‪1994 ،‬م‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة األزماات‪ :‬تجاارب محلياة وعاالمياة‪ ،‬محماد رشااااااااد الحمالوي‪ ،‬ص‪ ،62‬مكتباة عين شاااااامس‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة االزمات‪ :‬تجارب محلية وعالمية‪ ،‬محمد رشاد الحمالوي‪ ،‬ص‪ ،63‬المرجع السابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪ – 3‬احتوا األضرار والحد منها (مرحلة انفجار األزمة)‪.‬‬


‫عداد وست ت تتائل للحد من األض ت ت ترار ومنعها‬ ‫ن ه ه المرحلة تتلخا ل‬
‫من االنتشت تتار لتشت تتمل األج از األخر الت لم تتأثر بعد ل المجتم ‪ ،‬وتتوقف‬
‫‪1‬‬
‫دارة األزمات على بيعة الحادث ال ي وق ( )‪.‬‬ ‫ه ه المرحلة ل‬
‫‪ – 4‬استعادة النشا (مرحلة انحسار األزمة)‪.‬‬
‫تأت ه ه المرحلة بعد المواجهة ومعرلة الخس ت تتائر وتقييمها والتكيف م‬
‫من الحما‬ ‫الوض ت واعادة األمور لى بيعتها( )‪ .‬وتتستتم ه ه المرحلة بش ت‬
‫‪2‬‬

‫الزائد‪ ،‬وتكاتف الجماعة ل مواجهة الخ ر‪.‬‬


‫‪ – 5‬التعلم‪.‬‬
‫المرحلة األخيرة ه التعلم المس ت تتتمر واعادة التقييم لتحس ت تتين ما تم نجازه ل‬
‫الماضت ت ت ‪ ،‬حيث أن التعلم يعد أم انر حيويان‪ ،‬غير أنا مؤلم للةاية ويثير كريات مؤلمة‬
‫خلفتها األزمة‪.‬‬
‫والتعلم ال يعن تبادل االتهامات‪ ،‬أو لقا اللوم على الةير وتحميلا المسؤولية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫)‪.‬‬ ‫أو البحث عن كبش لدا ‪ ،‬أو ادعا ب والت كا بة‬
‫(‬

‫سبل الوقاية و ر العال‬


‫أوالن سبل الوقاية‬
‫لقد حدد القرآن الكريم الخ وات والوست ت ت ت ت ت تتائل الت يمكننا ليها مواجهة األزمات‬
‫والتةلم عليها‪ ،‬وه ‪:‬‬
‫‪1‬ت التوازن وعدم االنهيار واالستسالم‪ ،‬واليقين بفر اهلل‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات‪ :‬تجارب محلية وعالمية‪ ،‬محمد رشاد الحمالوي‪ ،‬ص ‪ ،64‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ (2‬المهارة في إدارة األزمات وحل المشااااااكالت‪ ،‬سااااااامي محمد هشااااااام وآخرون‪ ،‬ص‪ ،23-22‬عمان‪،‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة األزمات‪ :‬تجارب محلية وعالمية‪ ،‬د‪ .‬محمد رشاد الحمالوي‪ ،‬ص ‪ ،65-64‬المرجع السابق‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫ن العتتامتتل النفس ت ت ت ت ت ت ت هو األخ ر ل مواجهتتة األزمتتات‪ ،‬لت لتتم حرا‬
‫وتثبيتهتا عنتد المحن واالبتال ات‪ ،‬وتتدريبهتا على‬ ‫القرآن على مختا بتة النفو‬
‫أن ه ه األزمات ستنته حتمان‪.‬‬
‫وهنا جا قولا سبحانا معقب نا على مشاعر المؤمنين وهم ل خضم‬
‫األزمة‪ ،‬حين اهتزاز اإليمان والثقة وسي رة األوهام والظنون ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ‬
‫ﲮﲰﲱﲲ ﲳ‬
‫ﲯ‬ ‫ﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭ‬
‫‪1‬‬
‫ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃﱠ ﭐ( )‪.‬‬
‫ول تفسير (الشيخ الشعراوي) عن نفسية المؤمنين قائالن أصابتهم الفاجعة‬
‫الكبر الملهية المتكررة‪ ،‬وه ال تتكرر على نم واحد‪ ،‬نما يتعدد تكرارها‪،‬‬
‫لمرة يأخ ها اإليمان‪ ،‬ثم تأخ ها المصائم واألحداث‪ ،‬وتتكرر المسألة‪ ،‬حتى‬
‫لى القمة قال تعالى { ﲵ ﲶ ﲷ‬ ‫بلغ الموقف من االختيار واالبتال‬
‫ﲼ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ} ‪ .‬ولم يكن ذلك للشك واالرتياب‬
‫ﲸﲹﲺﲻ ﲽ‬
‫فيه‪ ،‬ومع ذلك فإذا بصوت آخر من المعركة يرد عليهم قائال‪ { :‬ﲽﲾ ﲿ ﳀ ﳁ‬
‫اجهة األزمات تبدأ ل الشعور ول النف ‪ ،‬لبدون‬
‫‪2‬‬
‫ﳂ}( ) لالتربية القرآنية لمو‬
‫أن يكون هنام يقين وثقة وأمل بنصر اهلل‪ ،‬ال يمكن أن يتم التةلم على األزمات‪.‬‬
‫‪2‬ت الرجو لى اهلل والتوبة النصو ‪:‬‬
‫أخ ائهم‬ ‫حين تبدأ األزمات على المؤمنين عليهم أال ينهاروا بل يفكروا ل‬
‫ومعاصيهم‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ‬

‫(‪ (1‬سورة البقرة اآلية ‪.214‬‬


‫(‪ (2‬تفسير الشعراوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.101‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪2‬‬
‫هماالن منا ‪1‬تعالى تأخير العقوبات وال عج انز( )‪ .‬وانما‬ ‫ﱌ ﱛﱠ ( )‪ .‬ولي‬
‫التوبة تبدأ األزمة باالنقشا‬ ‫إلع ائهم الفرصة لتقديم التوبة‪ ،‬وحين تتحق‬
‫ﱊﱋ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬

‫ﱛ‬ ‫ﱚ‬ ‫ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ‬


‫‪3‬‬
‫ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱠ( )‪.‬‬
‫لقد وصت ت ت ت تتف القرآن حال هؤال الثالثة ال ين خلفوا عن رست ت ت ت تتول اهلل ل‬
‫هنام أصعم وأقسى من أن يضي‬ ‫كتابا الكريم ‪:‬ﱡﭐ ﱇ ﱈ ﱉ ﱠ لي‬
‫اإلنسان بنفسا له أصعم مستويات األزمة النفسية‪ ،‬ولكن عندما يتوم العبد‬
‫لهو يعود لى ربا البا المةفرة عن العصت تتيان وال نم‪ ،‬ل لم يعن أن اهلل قبل‬
‫‪4‬‬
‫)‪.‬‬ ‫توبتا‬
‫(‬

‫يجاد الحلول العملية والعلمية‬ ‫‪ -3‬التأمل ل‬


‫ن كل مرحلة من مراحل مواجهة األزمة تقود لى المرحلة التالية‪ ،‬حتى‬
‫يتم الخرو منها‪ ،‬لمن األمل واليقين برحمة اهلل لى التوبة لى التأمل وايجاد‬
‫الحلول‪ ،‬كلها حلقات متواصلة‪ ،‬ال يمكن الفصل بينها‪ ،‬وأي حلقة ا ما لقدت‬
‫سنفقد من خاللا التولي اإلله ل الحل الج ري‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ‬

‫ﲜﲞﲟ ﲠﲡﲢﲣﲤ‬
‫ﲝ‬ ‫ﲚﲛ‬

‫(‪ (1‬سورة فاطر اآلية ‪.45‬‬


‫(‪ (2‬تيسااااير الكريم من تفسااااير كالم المنان‪ ،‬الشااااي عبد الرحمن السااااعدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،567‬مؤسااااسااااة‬
‫الرسالة‪1420 ،‬هـ‪2000 -‬م‬
‫(‪ (3‬سورة التوبة اآلية ‪.118‬‬
‫(‪ (4‬تفسير الشعراوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.403‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ()‪ .1‬لقد جا القرآن الكريم ليض‬
‫ال ريقة المثلى ل عال األزمات واالبتال ات‪.‬‬
‫‪4‬ت ق ار ة التاريخ‬
‫والق ار ة الموضت ت ت ت ت تتوعية لالست ت ت ت ت تتتفادة من أزمات األمم‬ ‫و لم من بام القيا‬
‫المشابهة‪.‬‬
‫‪ 5‬ت الق ار ة العلمية والموضوعية لألزمة‬
‫من الضت تتروري أن تشت تتخا األزمة بشت تتكل ست تتليم ودقي حتى يمكن أن‬
‫الصت تتحي ‪ ،‬واال ست تتتبقى األزمة قائمة ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱐ‬
‫ﱏ ﱑ‬ ‫يولر العال‬
‫ﱔ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱠ()‪ .2‬لتتإن الح ال بتتد ليتتا من‬
‫ﱕ‬ ‫ﱒﱓ‬
‫‪3‬‬
‫اليقين المس ت تتتفاد من األدلة القا عة والبراهين الس ت تتا عة( )‪ .‬الكفيلة بالخرو من‬
‫األزمة‪ ،‬وأما حالة الظن كفيلة باستمرار األزمة واستفحالها‪.‬‬
‫‪ 6‬ت عداد العال والحل‬
‫لاألخ باألس ت ت ت ت تتبام يقود لى العال والخرو من االبتال ات ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ‬
‫ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱠ ﭐ()‪ .4‬للو أنهم‬
‫است تتتجابوا واست تتتمعوا للموعظة الت يعظهم اهلل بهاخ ولكان خي انر لهم وأشت تتد تثبيت نا‬
‫واستتق ار انر لييمان ل قلوبهم بعيدان عن االضت رام( )‪ .‬وتفتقد القدرة على الق ار ‪ 5‬ة‬
‫والتشخيا‪ ،‬وتدبر الحلول‪.‬‬

‫(‪ (1‬سورة النساء اآلية ‪.173‬‬


‫(‪ (2‬سورة النجم اآلية ‪.28‬‬
‫(‪ (3‬تيسير الكريم الرحمن من تفسير كالم المنان الشي عبد الرحمن السعدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.830‬‬
‫(‪ (4‬سورة النساء اآلية ‪.66‬‬
‫(‪ (5‬تفسير الشي الشعراوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.1634‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪ -7‬سؤال أهل االختصاا والخبرة‬

‫لقد أكد القرآن الكريم على ض ت ت تترورة ست ت ت تؤال أهل االختص ت ت تتاا والرجو‬
‫ليهم واالست ت تتتفست ت تتار‪ ،‬واالعتماد على تقييمهم وقدرتهم على االست ت تتتنبا والتحليل‬
‫للخرو من األزمات ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ‬

‫ﲍ ﲎ ﲏﱠ()‪ .1‬ليعلموا كنا الخبر‪ ،‬ويأخ وا لك دل حالة حي تهتا‪،‬‬


‫‪2‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫ليسلم المؤمنون من مكر المنالقين ال ي قصدوه‬

‫‪ -8‬الدعا والتوجا واللجو هلل عز وجل‪.‬‬

‫ﳃ‬ ‫ﳂ‬ ‫ﲼﲾﲿﳀﳁ‬


‫ﲽ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲷﲸ ﲹ ﲺ ﲻ‬
‫ﳊ ﱠ()‪ 3‬لالدعا يشكل حالة من الخضو وال ل واالنكسار واللجو هلل عز وجل‪،‬‬
‫وله ا ح رنا اهلل أن يكون لنا ملجأ أو وجهة غير وجهة اهلل عز وجل ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ‬
‫ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ()‪.4‬‬
‫ار مواجهة األزمات‪.‬‬ ‫لالدعا هو الحلقة األخيرة ل‬

‫ر عال األزمات‪.‬‬ ‫ثانيان‬


‫دارة‬ ‫وبعد ه ه الوقفة من أست ت ت ت ت ت تتبام‪ ،‬ووس ت ت ت ت ت ت تتائل الوقاية‪ ،‬نقف م العال ل‬
‫األزمات‬

‫(‪ (1‬سورة النساء اآلية ‪.83‬‬


‫(‪ (2‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.139‬‬
‫(‪ (3‬سورة البقرة اآلية ‪.168‬‬
‫(‪ (4‬سورة األسراء اآلية ‪.56‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫‪ -1‬ما أصابم لم يكن ليخ ئم‬

‫بقضت ت ت تتا وقدر‪ ،‬وأن ما‬ ‫أثنا األزمات يةيم عنا أحيانان أن كل ش ت ت ت ت‬
‫أصام المؤمن لم يكن ليخ ئا‪ ،‬لهو رل للدرجات‪ ،‬وتمحيا للسيئات‪ ،‬وليعلم‬
‫اهلل ال ين صدقوا ويعلم الكا بين‪.‬‬

‫‪ -2‬االستشارة وتوسي ن اقها‪.‬‬

‫‪ -3‬التثبت وعدم االستعجال‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫لف غزوة األحزام تحتتدث المنتتالقون( )‪ .‬ول غزوة أحتتد( )‪ .‬وه‪1‬ك ت ا هم‬
‫ل األزمات‪ ،‬لقد يخر المرجف والمخ ول‪ ،‬وصاحم الشهوة الخفية ليصعدون‬
‫األزمات‪ ،‬وقد يجدون من يسم لهم‪.‬‬

‫‪ -4‬استخر واستعن‬

‫دارة‬ ‫ن كنت قد ب لت جهدم واست ت ت ت ت ت تتتفرغت كامل ما ل وست ت ت ت ت ت تتعم ل‬


‫أزمتم‪ ،‬لاستخر واستعن باللتا عز وجل‪ ،‬وتكون عندها قد قضيت ما عليم ‪.‬‬

‫(‪ (1‬الرحيق المختوم الشي صفي الرحمن المباركفوري‪ ،349 ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ (2‬الرحيق المختوم‪ ،‬الشي صفي الرحمن المباركفوري‪ ،‬ص‪.283‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‬

‫أسباب الزمة وخصائصها ومراحلها‬

‫اوالن‪/‬أسبام األزمات‬
‫هنتام عوامتل عتديتدة مست ت ت ت ت ت تتببتة لألزمتات منهتا التخلف والجهتل والفقر والب تالتة‬
‫واألمراط واثت تتارة الفتن ال ت تتائفيت تتة والعرقيت تتة ونت تتدرة الموارد والكوارث ال بيعيت تتة‬
‫والصناعية والنزاعات الدولية وغيرها ويمكن نعرضها باختصار شديد‬
‫أسبام اقتصادية‬
‫أ‪ .‬الفقر والب الة‪.‬‬
‫م‪ .‬انخفاط مستو دخل الفرد‪.‬‬
‫‪ .‬غال المعيش تتة وعدم التوزي العادل للثروة وعدم اس تتتقرار الس تتو‬
‫وت ب م االقتصاد‪.‬‬
‫‪-2‬أسبام سياسية‬
‫أ‪ .‬الفشل السلم ل تداول السل ة والص ار السياس على السل ة‪.‬‬
‫م‪ .‬الص ار بين مراكز القو والنفو ‪.‬‬
‫‪ .‬الصراعات المسلحة‪.‬‬
‫د‪ .‬التوترات الحدودية‪.‬‬
‫هت‪ .‬المتةيرات اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪-3‬أسبام كارثية‬
‫أ‪ .‬بيعيتتة كتالزالزل والبراكين والفيض ت ت ت ت ت ت تتانتتات وش ت ت ت ت ت ت ت الميتتاه والحرائ‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫م‪ .‬صت ت تتناعية كالتست ت تترم االشت ت تتعاع والةازي والحروم والص ت ت تراعات‬
‫المسلحة‪.‬‬
‫‪-4‬أسبام اجتماعية‬
‫أ‪ .‬الظلم االجتماع والتفرقة والعنصرية‪.‬‬
‫م‪ .‬التوترات ال ائفية والعرقية‪.‬‬
‫‪ .‬التخلف والجهل‬
‫د‪ .‬االنفجار السكان ‪.‬‬

‫‪-5‬أسبام دارية‬
‫أ‪ .‬سو اإلدارة والق اررات اإلدارية العشوائية وسو الفهم‪.‬‬
‫م‪ .‬سو التقدير والتقييم‪.‬‬
‫‪ .‬تعارط المصال واألهداف‬
‫د‪ .‬األخ ا البشرية‪.‬‬
‫ه‪ .‬عدم وجود نظم اتصاالت جيدة‪.‬‬
‫و‪ .‬عت تتدم وجود تكت تتامت تتل بين مراكز الق اررات اإلداريت تتة وغيت تتام البت تتدائت تتل‬
‫المدروسة‪.‬‬
‫ز‪ .‬االشاعات وانتشارها‪.‬‬
‫‪ .‬اليأ واإلحبا بين صفوف القياديين‪.‬‬
‫ثانيان‪ /‬خصائا األزمة‬
‫ير بعط علما األزمات أنها تتسم بالخائا اآلتية‬
‫‪-1‬التعقيد والتشابم ‪Complexity‬‬
‫‪ -2‬التفاعل ‪interaction‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫‪-3‬عدم التأكد ‪uncertainty‬‬
‫‪-4‬المف تتاج تتأة والست ت ت ت ت ت تترع تتة الت تح تتدث به تتا األزم تتة والرع تتم وتقيي تتد‬
‫التفكير( )‪ ،‬أي لم تكن ل الحس ت ت ت ت‪2‬ت ت تبتتان‪ ،‬وقتتد تكون من أقتتدار اهلل ست ت ت ت ت ت تتبحتتانتتا‬
‫كتاألعتاصت ت ت ت ت ت تتير والزالزل المتدمرة وقتد تكون بفعتل جرام خ ير مثتل تفجيرات‬
‫"أب ار التجتتارة" ل الواليتتات المتحتتدة األمريكيتتة‪ ،‬والتفجيرات اإلرهتتابيتتة ل كالن‬
‫من "الستتبعين" وتفجير بعط المراكز األمنية والنقا العستتكرية وبعط المبان‬
‫الحكومية ل حضترموت وعدن وشبوة والبيضا وغيرها‪.‬‬
‫‪-5‬التداخل بين القو المعارض ت ت ت ت ت ت تتة والقو المؤيدة‪ ،‬واتس ت ت ت ت ت ت تتا جبهة‬
‫المواجهة عبر أدوات التهديد وهم‬
‫‪ -‬األلراد تس ت تتتخدم التهديد باإلش ت تتارة أو التصت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تريحات أو األعمال‬
‫العدائية باستخدام العنف‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعات الخارجة عن القانون وتست ت ت تتتخدم التص ت ت ت تريحات المعادية‬
‫واللجو لى السال ‪.‬‬
‫‪ -‬الدول قد تقوم دولة ما بتهديد دولة أخر كوس ت ت ت تتيلة للرد أو لتحقي‬
‫القوة‪.‬‬ ‫مصالحها أو للهيمنة بمن‬
‫النظام‪.‬‬ ‫‪-6‬التهديد الشديد للنظام وتشويا سمعة أر‬
‫‪-7‬ضت ت ت ت ت تتة الوقت والحاجة لى ق اررات س ت ت ت ت ت تريعة وصت ت ت ت ت تتائبة ال تحتمل‬
‫األخ ا ‪ ،‬والرد يجم أن يكون ست ت تريعان للةاية لما تمثل تلم األحداث من تهديد‬
‫لألمن القوم ‪ ،‬كما أن الوقت يجم أن يكون كاليان للمواجهة ويدرم صت ت ت ت ت تتانع‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات األسس االليات المراحل‪ ،‬فهد الشعالن‪ ،‬ص‪ ،52‬مرجع سابق‪،‬‬
‫(‪ (2‬إدارة الوقت واألزمات واإلدارة باألزمات‪ ،‬السااايد عليوة‪ ،‬ص ‪ ،82-81‬األمين للنشاااـااااااااار والتوزيع‪،‬‬
‫‪2003‬م القاهرة‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫القرار ولري األزمات أن الوقت محدد ويضت تتعهم أمام ضت تتة كبير وقد يشت تتعر‬
‫البعط منهم باالرتبام ويتم التةلم عليا من خالل تجاوز الصت ت ت ت ت ت تتدمة األولى‬
‫والتدريم واعداد السيناريوهات المحتملة‪.‬‬
‫ثالثان‪ /‬مراحل األزمة‬
‫‪ -1‬مراحل األزمة‬
‫تمر األزمتتة بتتدورة حيتتاة‪ ،‬مثتتل أي كتتائن ح ‪ ،‬والبتتد من االهتمتتام من‬
‫جانم صانع القرار ومتابعتها حتى النهاية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة الحضتتانة والبعط يستتميها مرحلة الوالدة وه المرحلة الت‬
‫تمهد لوقو األزمة‪ ،‬وه ه المرحلة ا ما تم تبيينها واس ت ت ت ت ت تتتيعابها وادراكها دراكان‬
‫كامالن كان التعامل معها س ت تتهالن‪ .‬وتبدأ من س ت تتو األوض ت تتا والش ت تتعور بالخوف‬
‫والقل لد النا وعدم االنضت ت تتبا المجتمع وداخل الهيئات والمؤس ت ت تست ت تتات‪،‬‬
‫اإلش تتارات‬
‫‪1‬‬
‫وك ا عدم التعاون ليما يخا قض تتايا األمن( ) ويمكن القول بأن تلم‬
‫تعبر عن وجود أزمة على ستتبيل المثال عند وجود شتتعارات ائفية أو مت رلة‬
‫ومهاجمة الس ت ت ت تتل ة بوس ت ت ت تتائل متعددة تلم األمور تن ر بالصت ت ت ت ت ار والحرم كما‬
‫يحصل ل بالدنا وعدد من الدول العربية‪.‬‬
‫وا ا لقد االس ت ت تتتعداد المبكر يتم دل الثمن غاليان ويكمن االس ت ت تتتعداد المبكر‬
‫لكثير من اإلج ار ات ‪ ،‬لةرط احتوا ها والحد من أض ت ت ترارها‪ ،‬مثل تشت ت تتكيل لجان‬
‫البديلة‬
‫( )‬
‫دارة األزمات على كل المس ت تتتويات‪ ،‬وجم المعلومات‪ ،‬ووضت ت ت الخ‬
‫وانشتتا لر خاصتتة للمهمات الخاصتتة وتخضت تلم الفر لتدريبات شتتاقة وتأهيل‬
‫نوع وتخص ت ت ت ت ت تص ت ت ت ت ت ت وعند اختيار ه ه الفر البد أن يؤمن كل لرد ليها بعدالة‬

‫(‪ (1‬محمد عبد الغني هالل‪ ،‬ص‪94‬ومابعدها المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ (2‬اد فهد الشعالن‪ ،‬ص ‪ ،160‬المرجع السابق‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫قضيتا‪ ،‬متحل بالشجاعة واإلقدام‪ ،‬والوال هلل أوالن ‪ ،‬ثم الو ن والقدرة العالية على‬
‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫التعامل م مختلف الظروف‬
‫وه مرحلة بداية األزمة الفعلية‪ ،‬وتلم المرحلة‬ ‫م‪ -‬مرحلة االجتيا‬
‫من أص ت ت ت ت ت تتعم المراحل‪ ،‬بقدر الجهد وحس ت ت ت ت ت تتن التخ ي ال ي ب ل ل المرحلة‬
‫‪2‬‬
‫وكالة العوامل‬ ‫( )‬
‫دارة األزمة‬ ‫السابقة (مرحلة الوالدة لألزمة) يتحدد غالبان نجا‬
‫واألبعاد االجتماعية واالقتصت ت ت تتادية والست ت ت تتياست ت ت تتية واألمنية ولقان لق اررات صت ت ت تتائبة‬
‫‪3‬‬
‫لى‬ ‫وست ت ت ت ت ت تتياست ت ت ت ت ت تتة محكمة تأخ بعين االعتبار كل العوامل( ) وكل أزمة تحتا‬
‫التعامل م أحداثها بحست ت تتم نو الحدث أو األزمة وكيفية اإلج ار ات التكتيكية‬
‫بديلة مثالن خ ة أزمة العنف يجم ضرم‬ ‫المباشرة م األزمة من خالل خ‬
‫مصت ت تتادر اإلمداد وت وي صت ت تتانعيها‪ ،‬واما‬ ‫المقومات الت تست ت تتير األزمة وق‬
‫خ ة وقف نموها تركز على وقف التدهور‪ ،‬والست ت ت ت ت ت تتع للحلول الممكنة‪ ،‬وا ما‬
‫خ ة التجزئة و لم بخل نو من التعارط بين مص ت ت ت ت ت ت تتال القو المست ت ت ت ت ت تتببة‬
‫لألزمت تتة‪ ،‬وتظت تتل الحلول العلميت تتة والج ت ت ريت تتة ه الهت تتدف األبرز عنت تتد الت تتدول‬
‫التتديمق ار يتتة وك ت لتتم ديمومتتة األزمتتات ل التتدول الت لتتديهتتا أزمتتة ل التحول‬
‫والتنموي ومن ه ا الدول بالدنا العزيزة‪.‬‬ ‫الديمق ار‬
‫‪ -‬مرحلة االست تتتقرار وه مرحلة تبدو ليها أبعاد األزمة‪ ،‬ومصت تتادرها‬
‫واالستراتيجيات الخاصة بإدارة األزمة‪.‬‬ ‫ويتم ت بي الخ‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات الدولية في ظل المتغيرات المعاصرة‪ ،‬ص‪ ،59‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ (2‬إدارة األزمات‪ .‬فهد الشعالن ص‪ ،174‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة األزمات‪ ،‬محمد رشاد الحمالوي ص‪ ،52-51‬مكتبة عين شمس‪1993 ،‬م ‪ ،‬القاهرة‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫د‪ -‬مرحلة االنسحام وه المرحلة الت تبدأ ليها األزمة ل التالش‬
‫وتمتد حتى تنته ‪.‬‬
‫هت‪ -‬مرحلة التعويط وه المرحلة الت تتم ليها عملية التقويم والتقييم‬
‫وتالل اآلثار( ) لال تنته األزمة بمجرد‪ 1‬مجابهتها واخمادها‪ ،‬نما تمتد مهمة‬
‫دارة األزمة لمعالجات اآلثار واعادة اإلعمار ودل تعويضات ألقارم الضحايا‬
‫والجرحى وتعويط من أصت ت تتابتهم األض ت ت ترار بشت ت تتكل عام ل الجانم البشت ت تتري‬
‫والمتتادي والبتتد من بروز التتدور اإلعالم والمعنوي لمعتتالجتتة اآلثتتار النفس ت ت ت ت ت ت تيتتة‬
‫والمعنوية وشح همة الجماهير بالرو الو نية والعقائدية‪ ،‬والتعلم من األزمات‬
‫ويتم وضت ضتواب بعدم تكررها ولكن لألستتف لم تستتتفيد معظم الدول من تلم‬
‫األزمات وتجدها تكرر تلم األزمات بشكل دوري كما هو الحاصل ل بالدنا‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات في الحدا االرهابي ةحمد جالل عز الدين‪ ،‬ص ‪ ،33-31‬اكاديمية نايف‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‬

‫استراتيجية مواجهة الزمة المنية وأساليب معالجتها‬

‫اوالن‪/‬مفهوم االستراتيجية ‪-‬‬

‫‪ -1‬ل اللةة‬

‫لن القيادة‪ ،‬ول األصتتل كلمة استتتراتيجية كلمة‬ ‫كلمة استتتراتيجية تعن‬
‫تكري‬
‫‪1‬‬
‫تعن القتتائتتد العست ت ت ت ت ت تتكري او الجنرال( )‪ .‬ول التتتاريخ العست ت ت ت ت ت ت‬ ‫اغريقيتتة‪،‬‬
‫اإلس ت ت ت تتالم تعن تحقي النص ت ت ت تتر ل المعارم‪ ،‬وحق النص ت ت ت تتر الخليفة األول‬
‫لرست ت ت تتول اهلل ‪ -‬صت ت ت تتلى اهلل عليا وست ت ت تتلم ‪ -‬من خالل لت جبهتين است ت ت تتتراتيجية‬
‫وامب ار وريتتة الروم وتلتتم االست ت ت ت ت ت تتتراتيجيتتة تميز بهتتا‬ ‫لهزيمتتة امب ار وريتتة الفر‬
‫الص تتدي رضت ت اهلل عنا وأول من كس تتر القاعدة العس تتكرية الت تقول ال تفت‬
‫أكثر من جبهة‪.‬‬

‫‪ -2‬االستراتيجية اص الحان ‪-‬‬

‫ه العملية الت تلجأ لها اإلدارة العليا عند تعرط المنظمة أو الدولة‬
‫ألزمة معينة و لم من خالل االختيار األمثل لالست ت ت ت ت ت تتتراتيجية المناست ت ت ت ت ت تتبة لنو‬
‫و بيعة األزمة وه (استتتراتيجية االحتيا التعبوي‪ ،‬استتتراتيجية احتوا األزمة‪،‬‬
‫‪2‬‬ ‫( )‬
‫أو تفريغ األزمة‬ ‫واستراتيجية تنفي‬

‫(‪ (1‬إدارة عمليات األزمات األمنية‪ ،‬سااااااعد بن علي الشااااااهراني‪ ،‬ص‪ ،30‬اكاديمية نايف للعلوم األمنية‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة األزمات واإلدارة باألزمة‪ ،‬ماجد محمد شدود‪ ،‬ص‪ ،191‬دار األوائل ‪3002،‬م دمشق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫‪ -‬يعرلها البعط بأنها مجموعة من الق اررات والنشت ت ت ت ت ت تتا ات المتعلقة‬
‫‪1‬‬ ‫)‪.‬‬
‫باختيار الوسائل واالعتماد على الموارد من أجل تحقي هدف محدد‬
‫(‬

‫ثانيان‪ /‬قواعد هبية للمواجهة‬

‫متى‬ ‫‪ -1‬م كتل موقف عليتم اإلجتابتة على التس ت ت ت ت ت ت تتاؤالت متا ا‬
‫كيف‬
‫‪ -2‬عدم االقتنا باألدا العادي أو المتوس ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد األوليات ل حل األزمات‪.‬‬
‫‪ -4‬عداد برنامج محدد إلنجا أي عمل وخ ة تنفي ه‪.‬‬
‫‪ -5‬يجاد البدائل وتوق النتائج عند االنتقاد‪.‬‬
‫نجا انز مرض تتيان بش تتأن القرارات المتعلقة‬ ‫ا لم تحق‬ ‫‪ -6‬لن تحق أي نجا‬
‫باأللراد‪.‬‬
‫‪ -7‬عدوم هو الوقت‪ ،‬لليكن لم سفينة النجاة‪.‬‬
‫‪ -8‬التخ ي المسب للخرو من األزمات‪.‬‬
‫‪ -9‬عليم وض ت الراي الصتتحي ل الوقت الص تحي ولم تعد المشتتكلة‬
‫ل األزمات كيف تدير مرؤوست ت ت ت ت ت تتيم وانما كيف تدير رؤس ت ت ت ت ت ت تتائم‪ ،‬م أهمية‬
‫تصويبها‪.‬‬
‫‪ -10‬لن تكون مدي انر ناجحان بدون أن ترصد األلراد المتميزين ل األدا‬
‫والسلوم وأن تعمل على تنميتهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬التسويق االستراتيجي للخدمات‪ ،‬محمد محمود مصطفى دار المناهج‪2003 ،‬م االردن‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫ثالثان‪ /‬االستراتيجية األمنية‬

‫أورد علما األزمات األمنية والباحثين العديد من التعاريف ونوجز من ها‬


‫اآلت‬

‫تعريف الدكتور (الش ت ت ت ت تريف) بأنها تكمن ل تحديد األهداف الرئيس ت ت ت ت تة‬
‫والس تتياس تتات بالمس تتتو ال ي يمكن‬ ‫بعيدة األجل لألجهزة األمنية ورس تتم الخ‬
‫‪1‬‬
‫من تحقي األهداف( )‪.‬‬

‫تتضت ت ت تتمن‬ ‫أما أست ت ت تتتا نا الدكتور(المصت ت ت تتري) ألاد بأنها مجموعة خ‬
‫مجموعة من األهداف المش تتروعة والوس تتائل القانونية والعلمية والعملية لمواجهة‬
‫‪2‬‬ ‫( )‬
‫األزمة األمنية‪ ،‬ومعالجة أسبابها المحلية واإلقليمية والدولية‬

‫وعرف است ت ت ت تتتراتيجية األزمات األمنية الدكتور (العبادي) بأنها مست ت ت ت تتلم‬
‫أست ت تتاس ت ت ت تختاره الدولة بين المست ت تتارات البديلة كمرشت ت تتد يوجا العمليات اإلدارية‬
‫‪3‬‬
‫ألجهزة السل ة الضب ية وصوالن لى األهداف المرسومة‬
‫( )‪.‬‬

‫ويمكن لنتتا أن نعرف االست ت ت ت ت ت تتتراتيجيتتة األمنيتتة بتتأنهتتا المنتتاورة األمنيتتة‬


‫الشاملة والتخ ي الراشد على كل المستويات لتحقي السلم االجتماع واألمن‬
‫القوم ‪.‬‬

‫(‪ (1‬التخطيط إلدارة األزمات األمنية ‪-‬دراسااة تطبيقية خالل االنتخابات اليمنية – د‪ .‬علي الشااريف بحث‬
‫مقدم إلى المعهد العالي لضباط الشرطة صنعاء‪2004 ،‬م‬
‫(‪ (2‬إدارة األزمات األمنية في ضاااااوء المتغيرات المعاصااااارة‪ ،‬علي المصاااااري‪ ،‬ص‪ ،12‬مكتبة خالد بن‬
‫الوليد‪2008 ،‬م‪ ،‬صنعاء‬
‫(‪ (3‬اساااتراتيجية الوقاية من األزمات‪ ،‬فضااال حساااين العبادي‪ ،‬ص‪ ،16‬بحث مقدم للمعهد العالي لضاااباط‬
‫الشرطة‪2004 ،‬م صنعا‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫رابعان‪ /‬المواجهة القانونية‬

‫تحرا الدول ل األنظمة المعاصت ترة عادة على وضت ت قانون لل وار‬
‫اإلدارة ستتل ات استتتثنائية( ) والقواعد الضتتب ية ل ا‪1‬لظروف العادية ربما‬ ‫يع‬
‫ال تجدي نفعان ل حال األزمات األمنية نظ انر لتعرط النظام العام للخ ر كما‬
‫حصت ت تتل ويحصت ت تتل حالياد ل الو ن اليمن واالنقالم على الست ت تتل ة الشت ت تترعية‪،‬‬
‫وعلى أن الفقا والقض تتا قد أس تتتقر على أن اإلدارة بص تتفة عامة والش تتر ة من‬
‫بام أولى تس ت ت تتت يعان اس ت ت تتتعمال وس ت ت تتيلة القوة ا توالرت ه ه الوس ت ت تتيلة بنا‬
‫تابعة من قانون هيئة الشت ت تتر ة رقم ‪15‬‬
‫‪2‬‬
‫وجا ل المادة الست ت ت‬ ‫( )‬
‫ص ت ت تري القانون‬
‫لس ت تتنة ‪2000‬م تض ت تتمن واجم الش ت تتر ة العمل على الوقاية من الجريمة‪ .‬وكما‬
‫جا ل الدس ت ت تتتور اليمن الحال مادة‪ 38‬ما نص ت ت تتا " الش ت ت تتر ة هيئة نظامية‬
‫مدنية تؤدي واجبها لخدمة الشت ت ت ت تتعم وتكفل للموا نين ال مأنينة واألمن وتعمل‬
‫على حفظ النظام العام واآلدام العامة وتنفي ما تصدره ليها السل ة القضائية‬
‫من أوامر‪ ،‬كما تتولى تنفي ما تفرض ت ت ت ت ت ت تتا عليها القوانين واللوائ من واجبات‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫و لم كلا على الوجا المبين ل القانون"( ) ‪.‬‬

‫خامسان‪ /‬أستتاليم مواجهة األزمتة‬

‫الدين رحمه هللا تعالى‪ ،‬ص‪ ،114‬دار‬ ‫(‪ (1‬الوجيز في القانون اإلداري اليمني‪ ،‬ةساااااتاذنا‪ .‬د ةحمد شااااار‬
‫الفكرالمعاصر‪2002،‬م‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة االزمات في ضااااوء المتغيرات المعاصاااارة‪ ،‬اللواء د‪ .‬علي المصااااري‪ ،‬ص‪ ،92‬مكتبة خالد بن‬
‫الوليد‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫(‪ (3‬الدستور اليمني المادة ‪.38‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪ -1‬األساليم التقليدية وتشمل األت‬

‫أ‪ -‬نكار األزمة والتعتيم اإلعالم والست ت ت ت ت ت تتع لعدم ظهورها واالعتقاد‬
‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫بأن لم مما يساعد على خمادها دون أن يستفحل خ رها‬

‫م‪ -‬القفز لو األزمتتة ينتهج ه ت ا األست ت ت ت ت ت تتلوم التظتتاهر بتتأنتتا قتتد تم‬
‫الست تتي رة على األزمة‪ ،‬ويؤدي ه ا األست تتلوم غالبان لى ترم النار تحت الرماد‪،‬‬
‫ويعتقد مجتم األزمة أنا قد تم الست ت ت تتي رة عليها ل حين أنها تست ت ت تتتعد للظهور‬
‫‪2‬‬ ‫( )‬
‫مرة أخر‬

‫‪-‬أس ت ت تتلوم النعامة (الهروم) وه ه ال ريقة الس ت ت تتلبية والالش ت ت تتعورية وال‬
‫يس ت ت ت ت ت تتت ي معايش ت ت ت ت ت تتتها لترة ويلة‪ ،‬أو ممتدة من الزمن عن ري الهروم من‬
‫‪3‬‬
‫الموقف كلا‬
‫( )‬

‫د‪-‬كبت األزمة من خالل اس ت تتتخدام العنف والقوة لتدمير العناص ت تتر األولية‬
‫لألزمة وعدم االستجابة ألية ضةو ‪ .‬ويشير ه ا األسلوم بأن ه ه اإلدارة مستبدة‬
‫‪4‬‬
‫ومتسل ة( )‪.‬‬

‫مصادر‬ ‫هت ت ت ت ت ت ت‪ -‬تفريغ األزمة أو تقسيمها ويتم ليها خ ار ما ل نفو‬


‫األزمة لتخفيف الضتتة ومعرلة ود ارستتة تصتتار المصتتال‬ ‫قو األزمة وتنفي‬

‫(‪ (1‬اسااتراتيجية إدارة األزمات‪ ،‬محمد الشااافعي‪ ،‬ص‪ ،195‬مركز المحروسااة للطباعة والنشاار ‪2001،‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬‬
‫(‪ (2‬إدارة األزمات التعليمية‪ ،‬إبراهيم ةحمد‪ ،‬ص‪ ،39‬دار الفكر‪ ،‬ط‪2002 ،1‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬الممارسااات الساالوكية لمديري المدار في التعامل مع األزمات‪ ،‬وهيبة حسااام وآخرون‪ ،‬ص‪،173‬‬
‫مجلة كلية التربية وعلم النفس‪ ،‬ج‪2002 ،4‬م عدد‪.26‬‬
‫(‪ (4‬إدارة األزمات‪ ،‬ةحمد ماهر‪ ،‬ص‪ ،90‬الدار الجامعية‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م اإلسكندرية‪..‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫والجهات ات العالقة وعزل قو األزمة عن صت ت ت ت تتانعيها‪ .‬من خالل الصت ت ت ت تتدام‬
‫‪1‬‬
‫العنيف م القو الدالعة لنشو األزمة( )‪.‬‬

‫و‪ -‬خماد األزمة وه من ال ر بالةة العنف الت تقوم على الصدام‬


‫العلن ‪ ،‬والصت تري م كالة العناص تتر الت تض تتم األزمة‪ ،‬وتص تتفيتها‪ ،‬وعادةن ال‬
‫يلجتتأ له ت ه ال ريقتتة ال عنتتدمتتا تكون األزم تة قتتد وص ت ت ت ت ت ت تلتتت لى حتتد التهتتديتتد‬
‫‪2‬‬
‫الخ ير( )‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -2‬األساليم غير التقليدية( ) وه تتعدد لتشمل األت‬

‫أ‪ .‬الفري المتكامل وهو الفري ال ي يض ت ت ت تتم كألة التحقيقات ات العالقة‬


‫باألزمة لدراستها وتحديد سبل التعامل معها وتحديد خ ة العمل الت تكفل تحقي‬
‫النجا ‪.‬‬

‫م‪ .‬دخال االحتيا ات وهو يس ت ت ت ت تتتخدم ل الكيانات الص ت ت ت ت تتناعية الت‬


‫لى مواد ختام لعمليتات اإلنتتا وبت لتم يمكننتا مواجهتة أزمتة النقا ل‬ ‫تحتتا‬
‫المواد الخام‪.‬‬

‫‪ .‬المشت تتاركة الديمق ار ية وه ا األست تتلوم شت تتديد التأثير عندما تتعل‬


‫األزمة بالعنف البشري‪.‬‬

‫د‪ .‬احتو األزمة ويتم ليها محاصرة األزمة ل مهدها وتجميدها‪.‬‬

‫(‪ (1‬دور إدارة العالقات العامة في التعامل مع األزمات والكوارا‪ ،‬سااحمي القحطاني‪ ،‬رسااالة ماجسااتير‪،‬‬
‫اكاديمية نايف‪ ،‬ص‪2003 ،43‬م‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫(‪ (2‬إدارة األزمات‪ ،‬محسن ةحمد الخضيري‪ ،‬ص‪ ،161‬ط‪ ،2‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة االزمات‪ ،‬نعيم إبراهيم الظاهر‪ ،‬ص‪ ،119‬مرجع سابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫هت‪ .‬تدمير األزمة اتيان وهو من أصعم األساليم ل األزمات‪.‬‬

‫و‪ .‬تحويل مسار األزمة ويستخدم ل ه ا األسلوم ل األزمة الت ال‬


‫يمكن يقالها ليتعمد تحويل مسارها لى مسارات أخر بديلة ليسهل احتوائها‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫( )‬
‫‪ -3‬األسلوم العلم‬
‫أ‪ .‬تقتدير الموقف والتد ارس ت ت ت ت ت ت تتة الميتدانيتة إلبعتاد األزمتة يتم تحتديتد القو‬
‫المسببة لألزمة ومد ما وصلت ليا من نتائج و ر الحل المضادة‬
‫م‪ .‬تحليل الموقف والد ارست ت ت تتة التحليلية لمعرلة المصت ت ت تتال الكامنة ليها‬
‫واألهداف غير المعلنة والعوامل المستتاعدة على يجاد األزمة ثم تحليل أستتبام‬
‫التوتر ونقا الضت ت تتعف والقوة وك لم الوقوف على بيعة الخ ر ال ي تشت ت تتكلا‬
‫األزمة وأعبا استمرارها ومد تأثيرها‪.‬‬
‫‪ .‬التخ ي العلم والمتكتتامتتل للتعتتامتتل م األزمتتة ويتم ليتتا عتتداد‬
‫واإلج ار ات والبرامج الالزمة وترتيم أست ت ت ت ت ت تتبقياتها واعادة هيكلة الموارد‬ ‫الخ‬
‫البش ت ت ت ترية والمادية المتاحة وتحديد المست ت ت تتؤوليات وحشت ت ت تتد ال اقات وتحديد حجم‬
‫المس ت ت ت ت ت ت تتاعدات الخارجية الم لوبة ونوعها وتحديد التوقيت المالئم لبد تنفيت‬
‫الخ ة‪.‬‬
‫أهداف التخ ي العلم‬
‫‪-1‬تحديد األسبام والعوامل المؤدية لظهور األزمات‪.‬‬
‫‪-2‬اإلحا ة بالعالقة بين الظاهرة ومسبباتها‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات ص‪ ،123‬المرجع السابق‪.‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫‪ -3‬التعرف على العوامتتل الت تعمتتل زيتتادة على تفتتاقم األزمتتة وتحتتديتتد‬
‫أثر الزمن على ت ورها‪.‬‬

‫‪-4‬التنبؤ ويقصت تتد با القدرة على معرلة ما ست تتيحدث ل المست تتتقبل من‬
‫خالل التجارم لمعرلة التحكم والسي رة ل الظواهر المختلفة بكل أبعادها‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫المطلب الرابع‬

‫أسس وأهداف ومقومات مواجهة الزمة المنية‬


‫مواجهة األزمة األمنية‬‫اوالن‪ /‬أس‬
‫‪ -1‬من هم أ راف األزمة‪.‬‬
‫‪ -2‬معرلة األهداف لمواجهة األزمة األمنية‪.‬‬
‫‪ -3‬ضمان سرعة ومالئمة االستجابة للحدث الواق ‪.‬‬
‫‪ -4‬ضمان قانونية وشرعية المرجعية ل اتخا الق اررات‪.‬‬
‫‪ -5‬ضمان تمثيل الجهات ات العالقة‪.‬‬
‫‪ -6‬ضمان تناس األعمال والتوجهات المختلفة ات العالقة‪.‬‬
‫‪ -7‬ضمان تولير مرج لمستقبل المعلومات حول المواقف المختلفة‪.‬‬
‫‪ -8‬التحليل السليم ألوضا االستراتيجية لأل راف‪.‬‬
‫‪ -9‬تحديد المخر ‪ ،‬والهدف‪.‬‬
‫‪ -10‬التنفي يكون ضمن خ ة مدروسة تستند لى قرار سياس مرن‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬أهداف مواجهة األزمة األمنية‬
‫ويقصتتد بالهدف بشتتكل عام‪ ،‬تلم النتائج المرجو تحقيقها حيال تنفي ما‬
‫تم التخ ي لا على مستو األلراد أو المؤسسة أو المنظمة أو الدولة‪.‬‬
‫وعرف الهدف دكتور (صال السيد) بأنا النتيجة المحددة ولقان لتصور‬
‫لتالجهتاز األمن يجتم ‪1‬أن يحق‬ ‫( )‬
‫أو خ تة تحتدد بتالوس ت ت ت ت ت ت تتائتل الكفيلتة بتحقيقتا‬
‫النتتتائج الملموست ت ت ت ت ت ت تتة للجمتتاهير من خالل تحقي لهم األمن ومكتتالحتتة الجريمتتة‬

‫(‪ (1‬اإلدارة باألهدا ‪ ،‬صالح السيد‪ ،‬ص‪1978 ،26‬م‪ ،‬القاهرة‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫بأنواعها‪ ،‬بعيدان عن التنظير‪ ،‬ويجم أن ينس ت ت ت تتجم الهدف م مقاص ت ت ت تتد اإلس ت ت ت تتالم‬
‫‪1‬‬
‫والقيم المجتمعية( )‪.‬‬

‫ثالثان‪ /‬مت لبات االستراتيجية األمنية‬


‫( )‬
‫ن النجاحات األمنية ل السي رة على األزمات األمنية يت لم األت‬
‫العلم القائم على التجارم‬ ‫مبدأ العلمية‪ ،‬بمعنى االست ت تتتناد دائمان لى األست ت تتا‬
‫واالستفادة من الخبرات والتخصصات‪ ،‬لعالم الجريمة يجتاز مرحلة حاسمة من‬
‫‪3‬‬
‫الت ور الم هل على نحو لم يست ت ت ت ت ت تتب لا مثيل ل التاريخ الجنائ ( ) ويعيش‬
‫العالم كثير من األزمات وه ه الحقيقة تت لم وجود دارة رشت ت ت ت ت ت تتيدة للتعامل م‬
‫‪4‬‬ ‫( )‬
‫األزمات‬
‫وا ا لقدت القيادة الرشت تتيدة ال يفل األست تتلوم العلم وال يحق األهداف‬
‫األمنية بنجا كامل ومعالجة المشت ت ت ت ت ت تتكالت الداخلية‪ ،‬الت من أهمها األزمة‬
‫اإلداري تتة الت يوجهه تتا الكي تتان اإلداري لألجهزة األمني تتة‪ ،‬ثم يت ل تتم التواج تتد‬
‫‪5‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫المستمر ل موق األحداث‪ ،‬وتفويط السل ة والتوجيا والتنظيم‬

‫(‪ (1‬اسااااااتراتيجية الضاااااابط اإلداري لمنع الجريمة في الجمهورية اليمنية‪ ،‬محمد الدرة‪ ،‬ص‪1999 ،334‬م‪،‬‬
‫صنعاء اليمن‪.‬‬
‫(‪ (2‬الجريمة العصرية محمد حسين محمود‪ ،‬عدد (‪ )7‬مجلة األمن المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬ةصول اإلدارة‪ ،‬ليلى تكال‪ ،‬ص ‪ ،229‬مكتبة االنجلو المصرية‪1986 ،‬م القاهرة‬
‫(‪ (4‬إدارة االزمات‪ ،‬محسن احمد الخضيري‪ ،‬ص‪ ،255‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ (5‬إدارة األزمات والكوارا‪ ،‬السيد عليوه‪ ،‬ص‪-30‬ومابعدها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫مبدأ مركزية التخ ي وال مركزية التنفي‬


‫ويقصد بمركزية التخ ي القائم على العلمية ومرجعيات التشري ويكفل‬
‫يجاد التوازن والتنست ت ت ت ت ت تتي عند التنفي وتق المست ت ت ت ت ت تتؤولية على ق اعات مختلفة‬
‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫بحسم االختصاا‬
‫مبدأ اإللزامية والمرونة‬
‫تحق األهتتداف‬ ‫لتتم المبتتدأ ضت ت ت ت ت ت تترورة االلتزام ل التنفيت بخ‬ ‫يعن‬
‫عقم اعتمادها وابالغها لى األجهزة المختلفة والعمل على مكانية اس ت ت ت ت ت تتتجابة‬
‫قتتابليتهتتا‬ ‫الخ تتة للظروف ال تتارئتتة اعتمتتادان على التتد ارست ت ت ت ت ت ت تتات التنبؤيتتة ومتتد‬
‫لمواجهة األزمات األمنية‪.‬‬
‫أمتتا المرونتتة لتعن أن تكون الخ تتة ات بتتدائتتل مختلفتتة بحيتتث يمكن‬
‫‪2‬‬
‫مواجهة االحتماالت ال ارئة( )‪.‬‬
‫أي بما يتال م شت تتكالن وموضت تتوعان لألوضت تتا الت تصت تتا ل ظلها وأن‬
‫است تتتمرار ه ه الصت تتالحية يتوقف بالدرجة األولى على است تتتمرار تلم األوضت تتا‬
‫لإ ا تةيرت تلم الظروف ولم تس ت ت ت ت ت ت تتايرها الخ ة بالتةيير‪ ،‬لكأنما حكمت على‬
‫نفست ت ت ت ت تتها باإلخفا ‪ ،‬لالبد من مالحقة الت ور‪ ،‬ولقان للقيم والتنظيمات ووض ت ت ت ت ت ت‬
‫ابت الدينية والحضتتارية وخصتتوصتتيات‬
‫‪3‬‬
‫وعدم التضتتحية بالثو‬ ‫( )‬
‫الحلول للمواجهة‬
‫الشةم ويت لم ل ه ه الحالة مواجهتها لكن‬
‫‪4‬‬
‫المجتم ( ) خصوصان ل حاالت‬

‫(‪ (1‬ةصول اإلدارة ليلى تكلى ص‪ .259‬مرجع سابق‬


‫(‪ (2‬عمليات الشرطة‪ ،‬محسن العبودي‪ ،‬ص‪ ،43‬كلية الشرطة المصرية‪1990،‬م‪ ،‬القاهرة‬
‫(‪ (3‬دور الراي العام في مكافحة الجريمة‪ ،‬مجلة األمن المصرية‪ ،‬ص‪ ،128‬حسن فتح الباب‪ ،‬ال عدد‪.5‬‬
‫(‪ (4‬فضل حسين العبادي – المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫برؤية واضت ت ت ت ت تتحة تحالظ على تلم الثوابت ك ال تزيد األمور اشت ت ت ت ت تتتعاالن وأكثر‬
‫تأزمان‪.‬‬
‫مبدأ الواقعية يقصت تتد به ا المبدأ مد مالئمة الوست تتائل واألست تتاليم للواق ال ي‬
‫س ت ت ت تتوف تنف ليا وتقدير اإلمكانيات المتاحة الت س ت ت ت تتيتم ل حدودها‪ .‬م عدم‬
‫غفال الخبرات والتجارم الست ت ت تتابقة والمشت ت ت تتورة من القائمين على التنفي لتحقي‬
‫األه تتداف ول تتاعليته تتا واداركه تتا لك تتآل تتة المتةيرات والعوام تتل المؤثرة‪ ،‬والواقعي تتة‬
‫والتنبؤات الرشيدة حول الخ ة األمنية الرتبا ها بأحداث سياسية‪ ،‬أو اقتصادية‬
‫أو اجتمتتاعيتتة ات تتاب لجتتائ ومن هنتتا كتتانتتت من الضت ت ت ت ت ت تترورة أن تتست ت ت ت ت ت تتم‬
‫‪1‬‬
‫بالواقعية‬
‫( )‪.‬‬

‫مبدأ االستتتمرار والمشتتاركة ويقصتتد بمبدأ االستتتمرار والمشتتاركة أن يتم تحديد‬


‫عامالن عارض ت تان‬ ‫الوست تتائل واألست تتاليم والتخ ي لمواجهة ومت لبات األمن لي‬
‫تلجأ ليا الظروف بل لا صت تتفة االست تتتم اررية باألعداد المست تتب والتنظيم الدقي‬
‫‪2‬‬
‫بمساهمة العاملين‪ ،‬لضالن عن تنفي ها بواس تهم( )‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬مقومات إدارة األزمات‪:‬‬


‫‪ -1‬تبسيط اإلجراءات‪:‬‬
‫دارة األزمات‪ ،‬لاألزمات قد تكون‬ ‫اإلج ار ات التقليدية ال تصت ت ت ت ت ت تتل ل‬
‫حادة وعنيفة‪ ،‬والتدخل السري والحاسم من خالل تبسي اإلج ار ات مما يساعد‬
‫‪3‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫دارة األزمة ل الحدث األزموي لمعالجة األزمة‬

‫(‪ (1‬مهارة القيادة الشرطية‪ ،‬جميل فرج هللا‪ ،‬ص‪ ،30‬العدد‪ ،116-‬مجلة األمن المصرية‪.‬‬
‫(‪ (2‬علم اإلدارة العامة‪ ،‬ماجد الحلو‪ ،‬ص‪ ،247‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫(‪ (3‬إدارة األزمات عبا ةبو شاااااااامة ص ‪ ،300‬مج لة الفكر الشاااااارطي‪1995 ،‬م ال عدد‪ ،3‬مج لد‪،4‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬

‫‪ -2‬تحديد األولويات‬
‫والبدائل الت يتم ترتيبها ل ضت ت ت ت ت ت تتو األولويات‬ ‫يتم توضت ت ت ت ت ت تتي الخ‬
‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫المحددة‬
‫‪ -3‬تفويط السل ة‬
‫تفويط الست ت ت ت ت ت تتل تتة يمن كتتل لرد من ألراد الفري األزموي الست ت ت ت ت ت تتل تتة‬
‫الضرورية لتحقي عملا المحدد‪.‬‬
‫‪ -4‬لت قنوات اإلتصال أو اإلبقا عليها م ال رف اآلخر‬
‫ال رف اآلخر يس ت ت ت ت ت ت تتاعتتد ل تحقي هت ا الهتتدف والبتتد من لت قنوات‬
‫تداعيات األزمة والحص ت ت تتول على المعلومات‬
‫‪2‬‬
‫للتواص ت ت تتل( ) واالتص ت ت تتال يقلل من‬
‫الكالية‪.‬‬
‫‪ -5‬التواجد المستمر ل األحداث‬
‫‪3‬‬
‫ك يتم تتتأمين تتتدل البيتتانتتات الكتتاليتتة لمتخ ت القرار( ) والتواجتتد التتدائم‬
‫والسري ل مواق األحداث ليسهل ادارتها‪.‬‬
‫‪ -6‬توعية الجمهور‬

‫(‪ (1‬إ دارة األزمات ةبو شامة المرجع السابق ص‪.301‬‬


‫(‪ (2‬محسن الخضيري نفس المرجع ص‪.250‬‬
‫(‪ (3‬الشعالن ‪2002‬م المرجع السابق‪ ،‬ص‪.168-167‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪....................................‬الفصل األول‬
‫اإلجر ات‬
‫ا‬ ‫لألزم ت تتة الب ت تتد توضت ت ت ت ت ت تتي‬ ‫والخ ت تتارج‬ ‫الجمهور ال ت تتداخل‬
‫عالمي تتة وتوعي تتة‬
‫‪1‬‬
‫المست ت ت ت ت ت تتتخ تتدم تتة ل مواجه تتة األزم تتة( ) كم تتا يتم بت ت ل جهود‬
‫الموا نين‪.‬‬
‫‪ -7‬الولرة االحتيا ية الكالية‬
‫الولرة االحتيا ية تس ت ت ت ت تتاعد كثي انر ل عمليات األزمة واتاحة الفرص ت ت ت ت تتة‬
‫للعمل الت وع ‪ ،‬والمشاركة من قبل الق اعات المختلفة واالستفادة من القو‬
‫البشرية المخلصة‪.‬‬
‫‪ -8‬نشا لر مهمات خاصة‬
‫و لم حست ت ت ت تتم نو وحجم المهمة ويجم االست ت ت ت تتتفادة من تجارم الدول‬
‫األخر و ات الس ت ت ت تتب ل ه ا المجال‪ ،‬على أن تخضت ت ت ت ت ه ه الفر لتدريم‬
‫‪2‬‬
‫خاا وعال ( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬محسن الخضيري‪2002 ،‬م‪ ،‬المرجع السابق ص‪.251-250‬‬


‫(‪ (2‬الشعالن‪ ،‬المرجع السابق ‪2002‬م ‪.165-162‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫األزمـــــــات الــدولــيـــــة‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المبحث الول‪ :‬مفهوم الزمة الدولية وادارتها واسبابها ومراحلها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة الزمات الدولية في اإلسالم والنظم الدولية‬


‫المبحث األول‬
‫مفهوم األزمة الدولية وإدارتها‬
‫وةسبابها ومراحلها‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬مفهوم الزمة الدولية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب الزمة الدولية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل الزمة الدولية‬

‫الفصل الثاني‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫المطلب الول‬

‫مفهوم إدارة الزمة الدولية‬


‫‪ /1‬تعرف الزمة الدولية‪:‬‬

‫بأنها مجموعة من التفاعالت المتعاقبة بين دولتين أو أكثر تعيش ل‬


‫حالة ص ت ت ت ار شت ت تتديد يصت ت تتل أحيانان الى احتمال عال لنشت ت تتو الحرم ووقوعها‪،‬‬
‫وليها يواجا صت ت ت ت تتاحم القرار موقفان يهدد المصت ت ت ت تتال العليا للدولة ويت لم وقتان‬
‫للتعامل م ه ا الموقف باتخا ق اررات جوهرية‪.‬‬

‫وقد عرلها (بن ريف) بأنها الجز الحاست ت تتم من الص ت ت ت ار بين دولتين‬
‫أو أكثر نتيجة مست ت ت ت ت تتاست ت ت ت ت تتها بالمصت ت ت ت ت تتال والقيم والت ممكن تؤدي لى الحرم‬
‫‪1‬‬
‫نتائجها بالتال عل العديد من أعضا المجتم الدول ( )‪.‬‬ ‫لتنعك‬

‫وتعن األزمة الدولية تحديان مقصتتودان واستتتجابة مقصتتودة من جانم كل‬


‫من أ رالها( ) ونق ة تحول‪ ،‬له تعن ‪ 2‬وقتان يتست ت ت تتم بالصت ت ت تتعوبة والخ ورة على‬
‫‪3‬‬
‫المستقبل( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬األزمة الدولية وطرائق ادارتها دراساااااااة تحليلية إلدارة ةزمة العالقات األمريكية العراقية‪ ،‬محمد‬
‫صدام بن طريف ص‪ ،7‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬رسالة ماجستير ‪2007‬م‬
‫(‪ (2‬سااالو مصااار الدولي خالل ةزمة مايو‪ /‬يونيو ‪1969‬م‪ ،‬ص‪ ،6‬رساااالة دكتوراه جامعة القاهرة‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫(‪ (3‬سلو مصر الدولي خالل ةزمة مايو‪/‬يونيو ‪1967‬م‪ ،‬ص‪ 5‬المرجع السابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫‪/2‬مفهوم إدارة الزمة الدولية‪:‬‬

‫بأنها المحاولة لت بي مجموعة‬


‫‪1‬‬
‫دارة األزمة الدولية‬ ‫( )‬
‫عرف (هويدي)‬
‫المبتكرة تتجاوز األشت ت تتكال التنظيمية المألولة‬ ‫من اإلج ار ات والقواعد واألس ت ت ت‬
‫وأساليم اإلدارة الروتينية بهدف السي رة على األزمة‪.‬‬

‫والبعط عرف دارة األزمة بأنها ست ت ت ت ت ت تتلست ت ت ت ت ت تتلة اإلج ار ات الهادلة لى‬
‫‪2‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫السي رة على األزمة والحد من تفاقمها حتى التصل لى اشتعال الحرم‬

‫ك لم تعرف دارة األزمات ل النظم الدولية بأنها قد تكون اختبا انر لقواعد اللٌعبة‬
‫القائمة بين القو األس ت ت ت تتاس ت ت ت تتية ل النظام‪ ،‬أوقد تس ت ت ت تتهم ل تةييره من خالل ما‬
‫بيعة النظم الفرعية األخر ‪ ،‬وقد تصل لى تحول النظام‬ ‫تمارسا من تأثير ل‬
‫‪3‬‬
‫وتةييره( )‪.‬‬

‫ويمكن لنا أن نعرف دارة األزمة الدولية ولقان لمجريات األحداث بأنها‬
‫هيمنة القوة الت تؤثر سلبان على العالقات الدولية وتؤدي لى أحداث متوالية‪.‬‬

‫وما يست ت ت ت ت تتند تعريفنا ه ا أن عمل األمم المتحدة بمفهوم القوة ويؤكد لم‬
‫الدور الكبير للواليات المتحدة‪ ،‬لالقرار التنفي ي ل األمم المتحدة أصت ت ت ت ت تتب ل‬
‫أيدي ه ه الدول الكبر ‪ ،‬وأشت ت ت ت ت ت تتار لى لم (لوكوياما) ل كتابة نهاية التاريخ‬
‫نتوق عودة االستعمار ولكن ل ظل األمم المتحدة‪.‬‬

‫(‪ (1‬هويدي‪ :‬ةمين حامد هويدي‪ ،‬قائد عسااااكري وسااااياسااااي مصااااري تولى رئاسااااة المخابرات المصاااارية‬
‫ووزارة الحربية في عهد الزعيم جمال عبد الناصر‪ ،‬من مواليد ‪1921‬م‪ ،‬المنوفية‪ ،‬توفي عام ‪2009‬م‬
‫(‪ (2‬ادارة األزمات‪ ،‬ع با الع ماري‪ ،‬ص‪ ،48‬إدارة األزمات في عالم متغير‪ ،‬مركز االهرام للترجمة‬
‫والنشـر‪1993 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬ةزمة الخليج والنظام الدولي العالمي‪ ،‬نادية محمود مصااطفى‪ ،‬مركز البحوا والدراسااات السااياسااية‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬ص‪،58‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫‪/3‬مفهوم إدارة الصراع‪:‬‬

‫يتداخل مفهوم األزمة الدولية كثي انر م مفهوم الص ت ت ار الدول مما يست تتبم خل‬
‫بين التعريفين‪ ،‬حيتتث أن الص ت ت ت ت ت ت ت ار التتدول هو لتتم الموقف ال ت ي ينتج عن‬
‫االختالف ل األهداف والمص ت ت ت ت ت ت تتال القومية على المست ت ت ت ت ت تتتو الدول ‪ ،‬ويأخ‬
‫الص ت ت ار أكثر من ست تتبيل ويتراو بين التفاوط واالغ ار والمست تتاومة والضت تتة‬
‫واالحتوا والحص ت ت ت ت ت ت تتار والترهيم والعقام والتخريم والتآم وتعزيز التحالفات‬
‫( )‬

‫يرتب بعتتدة أمور مثتتل الحتتدود الجةراليتتة‪ ،‬وحجم الموارد واالمكتتانيتتات ويكون‬
‫الهدف منا تح يم رف لل رف اآلخر كليان أو جزئيان‪.‬‬

‫الرئيست تتون بشت تتأنها‪ ،‬ومن ثم له‬


‫وبعط القضت تتايا الت انقست تتم الفاعلون د‬
‫ار وتناس تتقان على المد البعيد‪ ،‬مثل‬
‫عالقات أكثر اس تتتقرنا‬ ‫تمهد ال ري لتأس تتي‬
‫االنف ار األزموي (أزمة الصواريخ الكوبية) بين القو العظمى‪.‬‬

‫وصايا يجم العمل بها عند األزمات‬

‫‪ -1‬األمن والتتتأمين لألروا والممتلكتتات وللمعلومتات بتحق األمن أمتا‬


‫أن بتدايتة هزيمتة الخوف‪ ،‬لعلى حتد المهتمين"‬ ‫بمحتاربتة" الخوف"‬
‫لاألمن لا األولوية الم لقة ل عملية دارة األزمات‪ ،‬وتأمين عدم‬
‫‪2‬‬
‫اخت ار الخصم( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬العالقات السياسية‪ ،‬تامر كامل الخزرجي‪ ،‬ص‪،239‬‬


‫(‪ (2‬التغيرات النوعيااة في النظااام الاادولي‪ ،‬د‪ .‬دينيسااااااي براجيس ‪ ،9—5‬المجلااة العربيااة للاادراساااااااات‬
‫الدولية‪1991.‬م‪ ،‬واشنطن‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬الحشت تتد ويقصت تتد بالحشت تتد جم القوة المنا بها لمعالجة األزمة ل‬
‫الزمان ال ي يهيع الولرة الفنية للقوة‪ ،‬والمكان المناستتم لتأمين تنفي‬
‫عمليتتة مواجهتتة األزمتتة‪ .‬والمثتتال على لتتم متتا حتتدث عتتام ‪1943‬م‬
‫عندما حشتتد األلمان قوة كبيرة جدان لمهاجمة الرو ‪ ،‬ولكنهم جوبهوا‬
‫ما يست ت تتمى "بالحشت ت تتد الممتد" ألكثر من‬ ‫بحشت ت تتود أكبر‪ ،‬واتب الرو‬
‫لم لى استنزاف قوة األلمان‬ ‫مائة ميل مزود بتسلي لعال مما أد‬
‫‪1‬‬
‫وهزيمتهم( )‪.‬‬

‫‪ -3‬االقتص ت ت ت ت تتاد ل اس ت ت ت ت تتتخدام القوة بعط األزمات قابلة للتجدد‪ ،‬كلما‬


‫خمدت ظهرت من جديد وبنا ن لم على صت تتان القرار أن يقتصت تتد‪،‬‬
‫ويقلل من اس تتتخدام القوة لى الحد الم لوم‪ ،‬وال يةال أو يبالغ ل‬
‫اإلسراف‪.‬‬

‫‪ -4‬التة ية والخدا ‪.‬‬

‫‪ -5‬المباغتة وه أهم الوصت ت ت ت تتايا للتعامل م األزمات‪ ،‬حيث تست ت ت ت تتاعد‬


‫ولمدة مناس ت تتبة من الزمن على الس ت تتي رة ش ت تتبا الكاملة على األزمة‪،‬‬
‫ألنها تحق نوعان من ال هول لد القو الصت ت ت ت تتانعة لألزمة وتجعلها‬
‫ال تست ي التفكر أو التصرف بشكل عقالن وب لم يمكن القضا‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪ -6‬االحتفاظ بحرية الحركة تعد حرية الحركة بمثابة الرو من الجست تتد‬
‫للدولة‪ ،‬لإ ا ما وضت ت ت تتعت قيود ومحددات عليا أب لت حرية حركتا‪،‬‬

‫(‪ (1‬التخطيط لالزمات‪ ،‬عبد السالم القحف‪ ،‬ص‪1999 ،47‬م‪ ،‬ةبو ظبي‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫وقضت ت تتى على الدولة وتم تدميرها‪ ،‬ومنا يتعين على صت ت تتانع القرار‬
‫االحتفاظ بحرية الحركة وعنصر المبادأة‪.‬‬

‫ومواجهة اإلشاعات لتحقي الهدف من خالل اإلحا ة‬ ‫‪ -7‬عدم اليأ‬


‫بتتأبعتتاد األزمتتة وعنتتاصت ت ت ت ت ت تترهتتا ولت ثةرات مختلفتتة ل جتتدار وبنيتتان‬
‫‪1‬‬
‫األزمة‪ ،‬واستنزاف جهد أصحابها( )‪.‬‬

‫مح مد ال باز‪ ،‬ص‪ ،77‬جام عة ال قاهرة‪ ،‬رساااااااا لة‬ ‫(‪ (1‬دور الق يادة اإل بداع ية في إدارة االز مات‪ ،‬ع فا‬
‫ماجستير ‪2002‬م‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‬
‫أسباب حدوث الزمة الدولية‬
‫تعددت أست ت ت ت تتبام األزمة الدولية وعادة تكون على شت ت ت ت تتكل ظواهر لحالة‬
‫أساسية واحدة ه مساسها باألمن القوم والمصال الحيوية ن كر منها‬

‫‪ -‬اختالل توازن القو واألحالف‪ ،‬والت تتدكتت تتاتوريت تتة وخاللت تتات الحت تتدود‬
‫وس ت ت تتبا التس ت ت تتل والخوف من تفو الخص ت ت تتم المؤدية لى تفاقم األزمات والت‬
‫‪1‬‬
‫تؤدي لى الحروم والمنازعات( )‪.‬‬

‫‪ -‬تحدث من أجل الموارد كالنف وموارد المياه والة ا وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬الص ت ت ت ار من أجل التوس ت ت ت الجةرال ‪ ،‬الص ت ت ت ار األيديولوج واالجتماع‬


‫والنفو ‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة الدول لتةيير الوض ت ت ت الراهن ل دولة أخر يعد ست ت تتببان ل‬


‫نش تتو األزمة الدولية للحص تتول على مكاس تتم اس تتتراتيجية جديدة لص تتال الدولة‬
‫القائمة بالمحاولة‪.‬‬
‫‪ -‬الفقر والتخلف والجه تتل والعوز والفتن تتة واألمراط والتعليم المح تتدود‬
‫وندرة الموارد وتدهور البيئة والكوارث ال بيعية‪ .‬كل ه ه األمور تش ت تتكل ارضت ت تان‬
‫خصبة لنشو األزمات‪.‬‬
‫‪ -‬تنام االشاعات بين الدول‪.‬‬

‫(‪ (1‬العالقات السياسية‪ ،‬ص‪ ،151‬المرجع السابق‪.‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫‪ -‬وجود بؤرة خالف لم تحسم رغم مرور الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬خر الدول لالتفاقيات القائمة بينها‪.‬‬
‫‪ -‬استتتعراط القوة وه ا الستتبم يتم من جانم الكيانات الكبيرة لتحجيم‬
‫الكيانات الصةيرة‪ ،‬أو الختبار ردود لعلها‪.‬‬

‫وبروز الدال إلحداث ونشو األزمة‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫‪ -‬تعارط المصال‬


‫كل جانم على يجاد رالد من روالد الضت ت ت تتة األزموي لتحقي مصت ت ت تتالحا مما‬
‫‪1‬‬
‫يؤدي لتقوية تيار األزمة( )‪.‬‬
‫‪ -‬االست تتعمار لهو بحد اتا يمثل مص تتد انر أس تتاس تتيان لألزمات الدولية بما‬
‫يولره من لرا كبيرة لنشوم العنف المسل ل البلدان الخاضعة لا‪.‬‬

‫(‪ (1‬مبادئ إدارة األزمات‪ ،‬د‪ .‬ماجد ساااالم الهدمي‪ ،‬ود‪ .‬جاسااام محمد‪ ،‬دار زهران‪ ،‬للنشااار‪ ،‬ص‪،2008 ،8-6‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‬
‫مراحل الزمة الدولية ووسائل إدارتها‬
‫ال‪ /‬تمر األزمة الدولية بعدة مراحل ه‬
‫أو ن‬
‫‪-1‬مرحلة اإلن ار المبكر‬
‫‪-2‬مرحلة النشو والتبلور‬
‫‪-3‬مرحلة النمو والصعود واالنتشار‬
‫‪-4‬مرحلة االنفجار‬
‫‪-5‬مرحلة تثبيت أو رسوخ األزمة‬
‫‪-6‬مرحلة ايجاد الحلول‬
‫ثاني نا‪ /‬وسائل وأدوات دارة األزمة الدولية‬
‫‪ -1‬الوست تتائل الدبلوماست تتية مثل المست تتاع الحميدة‪ ،‬المفاوضت تتات‪ ،‬التولي ‪،‬‬
‫عرط المنازعات على المنظمات الدولية واإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -2‬الوسائل القانونية مثل التحكيم الدول والقضا ‪.‬‬
‫‪ -3‬وسيلة العنف أو استخدام القوة‪.‬‬
‫ثالث نا‪ /‬استراتيجيات األزمة‬

‫أن ال رف المهدد هنا يستخدم‬ ‫أ‪ -‬استراتيجية االبتزاز والتهديد وتعن‬


‫من خاللها مصالحا دون استخدام القوة‬ ‫االبتزاز إليجاد أزمة يحق‬
‫ويستخدم ه ا األسلوم الدول المتفوقة عسكريان وخصوصان الواليات‬
‫المتحدة وروسيا‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫النبط‬ ‫استراتيجية ج‬ ‫م‪-‬‬

‫لم المستتار من عدما‬ ‫النبط وعدم التصتتعيد ويتم االستتتمرار ل‬ ‫ج‬


‫من خالل النتائج إلرغام الخصم للم الم‪.‬‬

‫‪ -‬اس ت ت تتتراتيجية الض ت ت تتة المحكوم وهنا ال رف المتحدي يلجأ الس ت ت تتتخدام‬
‫ألعال صتةيرة لممارستة الضتة وه ه االستتراتيجية تكون مفضتلة عندما‬
‫‪1‬‬
‫يحتوي مواقف الن از على التناقضات( )‪.‬‬

‫د‪ -‬استراتيجية األمر الواق‬

‫يقرر المتحدي ه ا االج ار عندما يجد منالست ت ت ت ت ت تتة غير قادر على الدلا‬
‫عن الوض ت ت ت القائم ويتخ المتحدي اتخا ج ار حاست ت تتم وس ت ت تري لتةيير كل ما لا‬
‫صلة بخصما‪.‬‬

‫استراتيجية االستنزاف‬ ‫ه‪-‬‬

‫ول الةالم يس ت ت تتتخدم ه ه االس ت ت تتتراتيجية ال رف األض ت ت تتعف ألجل رها‬


‫ال رف القوي وحرم االست ت ت تتتنزاف الت قادها الزعيم جمال عبد الناصت ت ت تتر ل عام‬
‫‪1970-1969‬م ض تتد ست ترائيل‪ .‬كما عمل به ه االس تتتراتيجية قوات حزم اهلل ل‬
‫عام ‪2006‬م عن ري حرم العصتتابات وتم تكبيد القوات اإلسترائيلية خستتائر لم‬
‫‪2‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫تكن ل الحسبان‬

‫و‪ -‬التخ ي لل وار‬

‫(‪ (1‬الحرب الباردة وما بعدها‪ ،‬كولن بأول وبيتر موني‪ ،‬ص‪ ،25‬ترجمة نزار عبدون‪ ،‬دار المجد‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬الحرب واألزمة‪ ،‬ملف عدوان إسرائيل على لبنان‪ ،‬نشرة الملف‪ ،‬ال عدد‪ ،11‬ص‪2005 ،25‬م‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫وحش ت تتد القو لمواجهة‬ ‫ه مرحلة رس ت تتم الس ت تتيناريوهات ووضت ت ت الخ‬
‫األزمة والتصدي لها‪ .‬حيث يتم وض مختلف األ راف والقو الت تم حشدها‬
‫من قبل صانع القرار‪ .‬وتكون خري ة التحرم على النحو التال‬

‫‪ -1‬تحديد األماكن األكثر أمنان والمحصت ت ت ت ت ت تتنة تمامان ألتخا ها كمنا‬


‫ارتكاز وقواعد لالن ال ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد خ ة امتصتتاا األزمة الحالية عن ري االستتتجابة لبعط‬


‫الم الم والتوال مرحليان م قو صن األزمة‪.‬‬

‫‪ -3‬الوست ت تتائل العست ت تتكرية الحربية قد تكون الحرم والعدا المست ت تتل بين‬
‫الفرقا الدوليين ( )‪ .‬بهدف تحقي أغراط ‪1‬ستتياستتية أو اقتصتتادية أو‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قانونية ( )‪ .‬بعد استنفا الوسائل‬

‫‪ -4‬الوستتائل االقتصتتادية تعتبر المستتاعدات االقتصتتادية أحد العناصتتر‬


‫الهامة ل العالقات الدولية لمنحها ترغيم وايقالها ترهيم‪.‬‬

‫‪ -5‬وست ت تتائل الحرم النفست ت تتية و لم من خالل بث الدعايات المةرضت ت تتة‬


‫عبر وكاالت األنبا والص ت ت ت ت تتحف واإل اعات والتلفزيون والش ت ت ت ت تتبكات‬
‫الدولية األخر الت أصب لها تأثير على العالقات الدولية‪.‬‬

‫‪ -6‬الوست تتائل الجاست تتوست تتية تقوم أجهزة المخابرات بدور هام ولعال ل‬
‫دارة األزمات تحت س ت ت ت تتتار من الةموط وتقوم بأعمال مص ت ت ت تتاحبة ل لم‪ ،‬مثل‬

‫الثالثة في الحروب المعاصاااااارة‪ ،‬من ر عنبتاوي ‪ ،15‬مركز البحوا والدراساااااااات‪،‬‬


‫(‪ (1‬واجبات األطرا‬
‫‪1971‬م‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫(‪ (2‬قانون الحرب وتطبيقاته في الحرب العراقية‪ -‬اإليرانية‪ ،‬سهيل حسين الفتالوي‪ ،‬ص‪1984 ،14‬م‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫التخريم والتدمير لمنشت تتآت حيوية للجانم المضت تتاد‪ ،‬واضت تتعاف قدراتا المعنوية‬
‫والعستتكرية واالقتصتتادية‪ ،‬وتقديم معلومات مضتتللة أو المبالةة ليها بعد اخت ار‬
‫مركز االستخبارات الت تعمل ضد مصال الدولة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫إدارة األزمة في اإلسالم‬
‫والنظم الدولية‬

‫ويشتمل على ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬إدارة الزمة في اإلسالم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة الزمة في النظم الدولية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المم المتحدة والنظام العالمي الجديد‬

‫الفصل الثاني‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫المطلب الول‬

‫إدارة الزمـــــــة في اإلســـالم‬


‫دارة األزمة ل اإلست ت ت تتالم ليست ت ت تتت تصت ت ت تتورات ومفاهيم ونظريات مجردة‬
‫لحست ت ت تتم‪ ،‬بل نجد الست ت ت تتع ل حلولها من منظور اإلست ت ت تتالم من عقيدة عالمية‬
‫الشت ت ت ت ت ت تتموليتة ال تقبتل التع يتل أو التجزئتة ل حلحلتة األزمتات وال تست ت ت ت ت ت تتهم ل‬
‫صت ت تتناعتها كما هو الحال ل ست ت تتياست ت تتة بعط األنظمة الدولية حيث نر دارة‬
‫األزمات الدولية ل تلم النظم بين االنتقائية ل الحلول أو شت ت تتعالها‪ ،‬بدالن من‬
‫خمتادهتا بتل يتم يقتادهتا و تحويلهتا لى حرم متدمرة‪ ،‬كمتا يبتدو لتم جليتا ل‬
‫حروم االس تتتعمار القديم الجديد أما اإلس تتالم هو يدعو لى الس تتالم ولم يخل‬
‫( )‬
‫األزمات والحروم لأن كان البد منها لال مجال لتجاوز العدالة ل الحرم‬
‫ر الوقاية منها وك لم الس تتع إلخمادها بعد وقوعها‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يعد‬ ‫بعد نفا‬
‫اإلست تتالم الدين الست تتماوي ال ي ير أن الحرم ضت تترورة واست تتتثنا ول مقترم‬
‫أخالق وأخروي‪ ،‬على الرغم من كونا دين الست ت ت ت ت تتلم والست ت ت ت ت تتالم‪ .‬ويعن ه ا أن‬
‫اإلست ت ت ت ت ت تتالم دين يمق ت تتت الحرم وال ت تتدم ت تتار والخرام‪ ،‬كم ت تتا ق ت تتال اهلل تع ت تتالى ﭐ‬
‫ﳅ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ‬
‫ﳆ‬ ‫ﭐﱡ ﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ‬

‫(‪ (1‬مسألة الحرب العادلة في اإلسالم ط‪ ،1‬الشبكة العربية لألبحاا والنشر‪،‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫ﳋﳌ()‪ 1‬وقال الرسول صلى اهلل عليا وسلم لصحابتا رضوان اهلل عليهم‬
‫"الَ تَتَ َمنَّوْ ا لِقَا َء ْال َع ُد ِّو‪َ ،‬و َسلُوا هللاَ ْال َعافِيَة"‬
‫َ ()‪.2‬‬

‫ثانيا‪ /‬الدبلوماسية ل األزمات‬


‫اإلست ت ت ت ت ت تتالم األولويتتة دائمتان للتفتتاوط والحوار واالقتنتتا والست ت ت ت ت ت تتلم‬ ‫يع‬
‫والس تتالم‪ ،‬قبل خوط الحرم واعالنها ل حالة الض تترورة القص تتو ‪ .‬ول ه ا‪،‬‬
‫ﲓﲕﲖﲗ‬
‫ﲔ‬ ‫يقول اهلل عز وجل‪ :‬ﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ‬
‫‪3‬‬
‫ﲘ ﲙﲚﱠ( )‪.‬‬

‫ويعن ه ت ا أن األولويتتة تع ى دائمتتا للست ت ت ت ت ت تتالم قبتتل بتتد الحرم الت‬


‫يخوض تتها المس تتلمون ض تترورة واكراها واس تتتثنا من أجل الدلا عن النف ‪ ،‬أو‬
‫رد الظلم‪ ،‬أو ص ت ت ت ت ت ت تتد العدوان‪ ،‬أو الدعوة لى توحيد اهلل در ان لكل لتنة هوجا‬
‫مميتة ومهلكةخ وك لم اإلعالن وااللصا عنها دون الةدر‪.‬‬
‫اإلسالم دين السالم سم اإلسالم به ا االسم العظيمخ ألنا دين السلم‬
‫والستتالم‪ ،‬حتى ستتمى اهلل نفستتا بالستتالم‪ ،‬ان‪ ،‬لالستتالم هو من األستتما الحستتنى‬
‫أنا دين المحبة والمودة والتست ت تتام والحياة‪ ،‬ولي‬ ‫لل ات الربانية‪ ،‬على أست ت تتا‬
‫دين حرم وقتال وس ت تتفم للدما ‪ .‬ومن هنا‪ ،‬تس ت تتتند الحرم العادلة ل اإلس ت تتالم‬
‫لى مجموعة من القواعد والضواب األخالقية العديدة ومنها‬
‫الحرم حيث تحتم الضت ت ت ت ت تترورة تكون الحرم ل اإلست ت ت ت ت تتالم ول عناية‬
‫ربانية‪ ،‬ومشت ت ت ت تتيئة لهية‪ ،‬وتكون ل ست ت ت ت تتبيل اهلل‪ ،‬يست ت ت ت تتتلهم مع ياتها من ركائز‬

‫(‪ (1‬سورة البقرة اآلية ‪.190‬‬


‫(‪ (2‬صحيح البخاري‪ ،‬للبخاري رقم‪ ---2904‬وصحيح مسلم‪ ،‬لمسلم رقم ‪.1742‬‬
‫(‪ (3‬سورة االنفال اآلية ‪.58‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫األص تتالة اإلس تتالمية أكمل اهلل ص تتنعها‪ ،‬وأحس تتن أمة الفقا لهمها حينما أص تتلوا‬
‫‪1‬‬
‫للقواعد الناظمة للعالقات الدولية بأس ت ت ت تتلوم ينض ت ت ت تتج عزة وايمانان( ) بإعال كلمة‬
‫التوحيد‪ ،‬ورد الظلم‪ ،‬وص ت ت ت ت ت تتد العدوان‪ .‬ويعن ه ا أن القتال ل اإلس ت ت ت ت ت تتالم هو‬
‫ض ت ت ت ت ت تترورة دلاعية وردعية ووقائية‪ ،‬وليس ت ت ت ت ت تتت وس ت ت ت ت ت تتيلة هجومية أو عدوانية أو‬
‫انتقامية‪.‬‬

‫رس ت تتا معالم العدل تكون الحرم ل اإلس ت تتالم دلاعان عن النف ‪ ،‬أو در‬
‫لعدوان‪ ،‬أو صالحا لفساد‪.‬‬

‫ن الهدف األسمى من الحرم هو عال كلمة اهلل‬ ‫عال كلمة الح‬


‫العليا‪ ،‬والقضا على جبابرة األرط ال ين يستعبدون شعوبهم الضعيفة واآلمنة‪.‬‬

‫من القرآن والسنة‬ ‫نما‬


‫‪( -1‬قصة الوت) ويمكن أن يقال عنها األزمة السياسية ل عهده‪،‬‬
‫كل لتنة أو أزمة قديمان وحديثان‪،‬‬ ‫وعلى مر الزمان سنجد أن اليهود هم أسا‬
‫سرائيل على أوامر نبيهم ورلط األوامر وامتناعهم عن‬ ‫جا اعتراط بن‬
‫القتال تحت راية لم النبت ‪ ،‬ل لم سألوه أن يدعو اللتا تعالى أن يبعث لهم ملكاَ‪،‬‬
‫يقاتلوا تحت مرتا‪ .‬ولقد بين القرآن الكريم أهم المنع فات األزموية‪ ،‬لرلط‬
‫لبوا لم بأنفسهم‪،‬‬ ‫الوت ملك نا عليهم‪ ،‬رغم أنهم‬ ‫اليهود لكرة أن يكون‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ‬

‫ﱕﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜﱝ‬
‫ﱏﱐﱑﱒﱓﱔ ﱖ‬

‫(‪ (1‬إثر ةئمة الفقه اإلسااااااالمي في تطور قواعد القانون الدولي‪ ،‬ةحمد ةبو الوفاء‪ ،‬ص‪ ،20‬مركز جامعة‬
‫القاهرة للطباعة والنشر‪1997 ،‬م القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫ﱮ‬ ‫ﱭ‬ ‫ﱟ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬ‬


‫ﱠ‬ ‫ﱞ‬

‫ﱶ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻﱠ ﭐ‬
‫ﱷ‬ ‫ﱯﱰﱱﱲﱳ ﱴﱵ‬

‫( )‪ .‬لكان لزامان عليا أن ‪1‬يدير( الوت) األزمة بكل ثقة وجدارة‪ ،‬لبدأ كقائد ناج‬
‫بالموقف واالختيار الربان و لم التولي يدعوا للتأمل ال أن اليهود نضروا لى‬
‫الحال بعين الظاهر لاستبعدوا أن يكون الوت ملكان عليهم ألنا كان لقي انر ال‬
‫مال لا لبين لهم أن الفضيلة باختيار الح وأنا وأن عدم المال لقد زاده علمان‬
‫لفضلا اهلل بعلما وجسما وأنا محمود خصال النف ()‪ 2‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱼ ﱽ‬

‫(بعث)‬
‫‪3‬‬
‫ﲅ ﲫﱠ( )‪ .‬كما أن لفضة‬
‫ﲆ‬ ‫ﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄ‬

‫تفيد بعظمة الفضل عليهم من اهلل سبحانا وتعالى وقصة الملم الوت من‬
‫رض اهلل عنا كان‬ ‫القصا الت يجم أن نقف عندها كثي انر‪ .‬قال ابن عبا‬
‫سرائيل)()‪ .4‬ﱡﭐ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬ ‫الوت يومئ أعلم رجل ل بن‬
‫‪5‬‬
‫ﲠﲫﱠ( )‪.‬‬
‫ﲡ‬ ‫ﲜﲝﲞﲟ‬

‫والبست ت ت ة ل العلم الت حضت ت ت بها الوت ليس ت تتت بخاص ت تتية علم من‬
‫عمومان‬ ‫ان خصوصان والنا‬
‫‪6‬‬
‫العلوم‪ ،‬بل هو علم م ل ( )‪ .‬وألضل ما ل السل‬
‫‪7‬‬
‫لى استتتماعا والتعظيم لحملتا( )‪ .‬وألهمية العلم‬ ‫محبة العلم والتحل با والشتتو‬

‫(‪ (1‬سورة البقرة اآلية ‪.146‬‬


‫(‪ (2‬لطائف اإلشارات‪ ،‬االمام القشيري‪ ،‬ص‪.192‬‬
‫(‪ (3‬سورة البقرة اآلية ‪.247‬‬
‫(‪ (4‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطبي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.246‬‬
‫(‪ (5‬سورة البقرة اآلية ‪،247‬‬
‫(‪ (6‬البداية والنهاية‪ ،‬ابن كثير‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،7‬دار الريان‪.‬‬
‫(‪ (7‬سااااااراج الملو ‪ ،‬ابوبكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشااااااي‪ ،‬ص‪ ،263‬لدار المصاااااارية اللبنانية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬القاهرة‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫للملم قدما على الجس ت ت تتم والفض ت ت تتائل النفس ت ت تتانية أعلى وأش ت ت تترف من الفض ت ت تتائل‬
‫حرا عليها الوت تقويم أخال اليهود‬
‫‪1‬‬
‫الجست ت ت ت ت ت تتمانية( )‪ .‬ومن األهداف الت‬
‫ال ين س ت ت ت تتا ت أخالقهم ولس ت ت ت تتدت ل رتهم حتى يكونوا على اس ت ت ت تتتعداد لمجابهة‬
‫األعتتدا ل القتتتال ولكن قبتتل لتتم كلتتا يلزم " ا اآلمرة والست ت ت ت ت ت تتل تتان أن يبتتدأ‬
‫بس ت ت ت تتياس ت ت ت تتة نفس ت ت ت تتا‪ ،‬ليحوز من االخال ألض ت ت ت تتلها‪ ،‬ويأت من األلعال أجملها‪،‬‬
‫الرعية بعد رياض تتتا ويقومهم بعد اس تتتقامتا( )‪ .‬وأن يترم الة والحقد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ليس تتو‬
‫‪3‬‬
‫وينوي العفو ويترم االنتقام ع ند الظفر ال بما كان هلل ليا رض ت ت ت ت ت ت تتا ( )‪.‬لقد آال‬
‫الوت نفست تتا على أن يركز على موحا وهدلا وان تراج أكثر جيشت تتا بل كان‬
‫هو ومن معا يحدوهم النصت ت ت ت تتر رغم وجود قلة مؤمنة أمام كثرة كالرة‪ ،‬وصت ت ت ت تتعوبة‬
‫‪4‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫اإليمان باهلل تعالى‪ ،‬نتيجة للنفا العقائدي‬

‫اختيار القلة المقاتلة‪:‬‬

‫ﱶﱸﱹ‬
‫ﱷ‬ ‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ‬

‫ﱺﱻﱠ‪ .‬وه ا اختبار للفئة المقاتلة‪ ،‬ليميز أصحام النيات الصالحة‬


‫والصادقة والت تود حقان القتال ل سبيل اهلل واعال كلمتا أمام الظلم وال ةيان‬
‫ومقاومة الشر والفستاد ت عن أصحام النيات الفاسدة الت لم تنو القتال أصالن‪،‬‬
‫نما هو كالم ال وزن لا‪ ،‬وهؤال لما علموا بأن اهلل استجام ل لبهم تقاعسوا ولم‬

‫(‪ (1‬روح المعاني في تفسااااير القرآن العظيم‪ ،‬شااااها ب الدين األلوسااااي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،617‬دار احيا التراا‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪ (2‬تسااااهيل النظر وتعجيل الظفر في ةخالق الملك وسااااياسااااة الملك‪ ،‬ةبو الحساااان الماوردي‪ ،‬ص‪ ،4‬دار‬
‫النهضة ‪1981‬م‪ ،‬بيروت‬
‫(‪ (3‬مختصر سياسة الحروب ةبو سعيد الشعراني الهرثمي‪ ،‬ص‪ ،5‬طبع وزارة الثقافة المصرية‪،‬‬
‫(‪ (4‬التحرير والتنوير‪ ،‬محمد بن طاهر ابن عاشور‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪،474‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫يقاتلوا كما قالوا و لبوا ت للما دنوا من المعركة جبنوا وتولى أكثرهم منهزمين قبل‬
‫لراستا لعلكم ت لبون شيئا وهو ا كتم عليكم ال‬ ‫نبيهم ل‬ ‫القتال‪ ،‬وصد‬
‫تقومون با‪ ،‬لعرط عليهم العالية للم يقبلوها‪ ،‬واعتمدوا على عزمهم ونيتهم‪ ،‬أي‬
‫ش يمنعنا من القتال وقد ألجئنا ليا‪ ،‬بأن أخرجنا من أو اننا وس ْبيت اررينا‪،‬‬
‫له ا موجم لكوننا نقاتل ولو لم يكتم علينا‪ ،‬لكيف م أنا لرط علينا وقد‬
‫حصل ما حصل‪ ،‬وله ا لما لم تكن نياتهم حسنة‪ ،‬جبنوا عن قتال األعدا‬
‫وضعفوا عن المصادمة‪ ،‬وزال ما كان عزموا عليا‪ ،‬واستولى على أكثرهم الخور‬
‫والجبن‪ ،‬وكا ن ه ا أول توجيا من القائد لجنوده ليبين مقدار السم وال اعة‪،‬‬
‫أراد أن يختبر قوة يقينهم ل نصرة الدين‪ ،‬ومخا رتهم بأنفسهم وتحملهم المتاعم‬
‫وعزيمة معاكستهم نفوسهم ﭐﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ‬

‫ﱇﱈ ﱉﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒ ﱓﱔ‬

‫ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ‬
‫ﱟ‬ ‫ﱘ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬
‫ﱙ‬ ‫ﱕ ﱖ ﱗ‬

‫ﱬﱮﱯ‬
‫ﱭ‬ ‫ﱣﱤﱥﱦ ﱧﱨﱩﱪﱫ‬

‫ﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻ‬

‫على نهر‪ ،‬لال تشربوا‬


‫‪1‬‬
‫ﱼ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱠﭐ( ) لقال لهم نكم ستمرون‬
‫ﱽ‬

‫منا ورخا لهم ل غرلة يةترلها الواحد بيده يبل بها ريقا‪ ،‬وه ا غاية ما يختبر‬
‫با اعة الجيش‪ ،‬لإن السير ل الحرم يع ش الجيش‪ ،‬لإ ا وردوا الما توالرت‬
‫دواعيهم لى الشرم منا ع شان‪ ،‬ويحتمل أنا أراد بقا نشا هم ألن المحارم‬

‫(‪ (1‬سورة البقرة اآلية ‪.249‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫ا شرم ما كثي انر بعد التعم ‪ ،‬انحلت عراه ومال لى الراحة‪ ،‬وأثقلا الما ( )‪.‬‬
‫ﭧﭐﭨﭐﭐﱡﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ‬

‫ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﲁﱠ‪ .‬اإلشارة من ه ه اآلية أن اهلل سبحانا‬


‫يدل‬
‫‪2‬‬
‫والدنيا( )‪ .‬ول ه ا االبتال ما‬ ‫وتعالى ابتلى الخل بصحبة الخل والنف‬
‫على أن الما قد قل عليهم ليتحق االمتحان‪ ،‬لعصى أكثرهم وشربوا من النهر‬
‫الشرم المنه عنا‪ ،‬ورجعوا على أعقابهم ونكصوا عن قتال عدوهم وكان ل‬
‫عدم صبرهم عن الما ساعة واحدة أكبر دليل على عدم صبرهم على القتال‬
‫ال ي سيت اول وتحصل ليا المشقة الكبيرة‪ ،‬وكان ل رجوعهم عن باق العسكر‬
‫ما يزداد با الثابتون توكال على اهلل‪ ،‬وتضرعان واستكانة وتبرؤا من حولهم وقوتهم‪،‬‬
‫الشرام والقعود على‬
‫‪3‬‬
‫وزيادة صبر لقلتهم وكثرة عدوهم( ) وألنا ير بعلما أن‬
‫الما يمكن أن يؤدي لى‬
‫أ‪ -‬القعود والتخل عن السير‪.‬‬
‫م‪ -‬التأخير ل أدا المهمة‪.‬‬
‫‪ -‬الكسل والتراخ ‪.‬‬
‫د‪ -‬ت كيرهم بالنعم الدنيوية‪.‬‬
‫هت‪ -‬ضعف همة القتال والجهاد ل نفوسهم‪.‬‬
‫و‪ -‬انشةالهم ب يبات الما كالصيد مثالَ‪.‬‬

‫(‪ (1‬التحرير والتنوير ابن عاشور‪ ،‬ص‪.496-496‬‬


‫(‪ (2‬لطائف اإلشارات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،193‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ (3‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.109‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫ز‪-‬كثرة ش ت ت تترم الما بعد الجهد والتعم الش ت ت تتديد قد يؤدي لى أضت ت ت ترار‬
‫صحية تمن من مواصلة السير والقتال‪.‬‬
‫‪ -‬وجود نيات لاستتدة قد تؤدي لى زعزعة يمان بعضتتهم نتيجة ول‬
‫ال ري ‪.‬‬
‫واصل السير لق أصحام العزائم والهمم العالية‪ ،‬والت استجابت ألمر القائد‬
‫ﱡﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱠ ةي شربوا بملء ةكفهم وهم يعبرون النهر‪.‬ﭐ ﭐ‬
‫ﱡ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﭐﱠ ك لم الخواا ل كل وقت يقل عددهم ولكن‬
‫‪1‬‬
‫يجل قدرهم( )‪.‬‬

‫الوت‪.‬‬ ‫ويأت االختبار تلوا االختبار للقلة المؤمنة المتبقية م‬

‫ه ا االختبار ل ست ت تتاحة المواجهة‪ ،‬والص ت ت ت ار بين الخير والشت ت تتر‪ ،‬ول‬


‫ه ا االختبار أراد اللت ت ت ت ت ت ت ت تتا تعالى أن يمحا ه ه القلة بأن ينقيها من أص تتحام‬
‫النيات غير المستتتقرة بعد للقتال ل ستتبيل الل ت ت ت ت ت ت ت تتا‪ ،‬والت ال تستتت ي المواجهة‬
‫ه ه اآلية‪ :‬ﱡ ﱠ‬ ‫والصت ت ت ت ت تتمود لك ال تتست ت ت ت ت تتبم ل خلخلة الصت ت ت ت ت تتفوف‪ ،‬ول‬
‫ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﭐ‬

‫ﱠ وهم ال ين أ اعوا أمر اهلل ولم يشربوا من النهر الشرم المنه عنا ل أروا‪...‬‬
‫عم البشت ترية‪ ،‬لرب اهلل على قلوبهم‬
‫‪2‬‬
‫من ر‬ ‫قلتهم وكثرة أعدائهم( ) لداخلهم شت ت‬
‫‪3‬‬
‫بما كرهم من نصرة الح سبحانا ألوليائا ا شا ( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬لطائف اإلشارات‪ ،‬االمام القشيري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.108‬‬


‫(‪ (2‬تيسااااير الكريم الرحمن في تفسااااير كالم المنان‪ ،‬الشااااي عبد الرحمن السااااعدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .9‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫(‪ (3‬لطائف اإلشارات‪ ،‬االمام القشيري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪،193‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫أ‪ -‬اختبار القلة المؤمنة ألنها أمام نصر أو هزيمة‪.‬‬

‫الضت ت ت ت ت ت تتعيفة ل ه ه المواجهة ألن‬ ‫م‪ -‬ال مكان ألص ت ت ت ت ت ت ت حام النفو‬
‫المسألة مصيرية‪.‬‬

‫‪ -‬كشف الضعفا ال ين لم ينكشفوا ل االختبارين السابقين‪.‬‬

‫د‪ -‬قل تتة الع تتدد يؤدي لى زي تتادة اإليم تتان‪ ،‬ازداد يم تتان البقي تتة المتبقي تتة‬
‫بسقو عدد منهم‪.‬‬

‫هت ت ت ت ت ت ت ت ت‪ -‬اعتماد ال ين قالوا‪ :‬ﱡ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﭐﱠ‬

‫على األسبام الدنيوية‪ ،‬العدد والعدة‪ ،‬ناسين قوة اإليمان وبأن اهلل تعالى معهم‪.‬‬
‫و‪ -‬اعتماد الفئة المؤمنة على اهلل تعالى بعد أدائها األس ت ت ت ت تتبام‪ ،‬ويقينها‬
‫بأن قوة اإليمان واالتصال باهلل ستةلم قوة العدد والعدة ﱡﭐ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬

‫ﱼ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﱠ‪ .‬البهم ولكن بإ ن‬


‫ﱽ‬ ‫ﱸﱹﱺﱻ‬
‫‪1‬‬
‫اهلل‪ ،‬وبمشيئتا وعونا‪ ،‬واهلل م الصابرين بالنصرة والتأييد والقوة( )‪ .‬والعزيز من‬
‫أعزه اهلل وال ت ليتتل من أ لتتا اهلل‪ ،‬لال تةن الكثرة م خ ت الن‪ ،‬وال تضت ت ت ت ت ت تتر م‬
‫‪2‬‬ ‫نصره( )‪.‬‬
‫ز‪ -‬است ت ت ت ت ت تتتجابة اهلل تعالى لدعا الفئة المؤمنة‪ ،‬وبأن ال يخ لهم أثنا المواجهة‬
‫تتثبت األقدام ﱡﭐﲆ ﲇ ﲈ‬ ‫وأن ينزل عليهم صت ت تتبره ويمأل قلوبهم بها لك‬
‫ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐﲑﱠ‪ .‬أي قوي‬

‫(‪ (1‬لطائف اإلشارات ج‪ ،1‬ص‪.194‬‬


‫(‪ (2‬تيسااير الكريم الرحمن في تفسااير كالم المنان‪ ،‬الشااي عبد الرحمن السااعدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .109‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫قلوبنا‪ ،‬وأوزعنا الصت تتبر‪ ،‬وثبت أقدامنا عن التزلزل والفرار‪ ،‬وانص ت ترنا على القوم‬
‫الكالرين‪ .‬من هاهنا نعلم أن جالوت وجنوده كانوا كفارا‪ ،‬لاستجام اهلل لهم لم‬
‫‪1‬‬
‫الدعا إلتيانهم باألسبام الموجبة ل لم‪ ،‬ونصرهم عليهم ( )‪ .‬وقد استجام الل تتا‬
‫نياتهم وصبرهم ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﲒ‬ ‫لدعائهم وكالأهم بالنصر نتيجة لصد‬
‫ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬

‫ﲞ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ‬
‫ﲟ‬ ‫ﲜ ﲝ‬

‫الوت لما‬
‫‪2‬‬ ‫ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﱠ ( )‪ .‬هيم اهلل األعدا ب‬
‫زاده اهلل من البس ت ت ت ة ل الجست ت تتم والعلم ولكن عند القتال جعل اهلل الظفر على‬
‫يد داؤود عليا الس ت ت ت تتالم( )‪ .‬أي باش ت ت ت تتر قتل ملم ‪3‬الكفار بيده لش ت ت ت تتجاعتا وقوتا‬
‫وصت ت ت ت تتبره أوآتاه اهللهلل أي آتى اهلل داؤود أالملم والحكمةهلل أي َّ‬
‫من عليا بتملكا‬
‫س ت ت ت ت ت ترائيل م الحكمة‪ ،‬وه النبوة المشت ت ت ت ت تتتملة على الشت ت ت ت ت تتر العظيم‬ ‫على بن‬
‫والص ت ت ت ار المستقيم‪ ،‬ونصت ت تترهم اهلل تعالى وا مأنوا ل ديارهم وعبدوا اهلل آمنين‬
‫م مئنين لخ الن أعدائهم وتمكينهم من األرط‪ ،‬وه ا كلا من آثار الجهاد ل‬
‫ست ت ت ت تتبيلا‪ ،‬للو لم يكن لم يحصت ت ت ت تتل لم من هاهنا نعلم أن جالوت وجنوده كانوا‬
‫كفارا‪ ،‬لاستجام اهلل لهم لم الدعا إلتيانهم باألسبام الموجبة ل لم‪ ،‬ونصرهم‬
‫‪4‬‬ ‫( )‬
‫عليهم‬

‫(‪ (1‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬الشي عبد الرحمن السعدي‪ .109،‬ج‪ ،1‬ص‬
‫(‪ (2‬سورة البقرة اآلية ‪.251‬‬
‫(‪ (3‬لطائف اإلشارات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .194‬المرجع السابق‬
‫(‪ (4‬تسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬الشي السعدي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .194‬المرجع السابق‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫من السنة لمعالجة األزمات غزوة األحزام أن نظام الدولة‬ ‫‪ -2‬نما‬
‫اإلس تتالمية‪ ،‬من بداية تأس تتيس تتها على يد الرس تتول ص تتلى اهلل عليا وس تتلم ست توا‬
‫حياتا االجتماعية األولى أو حياتا الست تتياست تتية واإلدارية والحربية‪ ،‬ست تتيجد المر‬
‫‪1‬‬
‫ما ال يعد وال يحصى من أصول منهجية لعلم دارة األزمات( )‪.‬‬
‫من خالل غزوة األحزام وغيرها لما ال الحص تتار واش تتتدت األزمة‬
‫واست ت تتتبد الخوف بالرجال لقال المنالقون وضت ت تتعفا اإليمان ﭧﭐﭨ ﭐﱡﭐ ﲍ ﲎ‬
‫ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚﱠ ﭐ ()‪ . 2‬قال‬
‫معتم بن قش ت ت ت تتير يعدنا محمد بفت لار والروم وأحدنا ال يقدر أن يتبرز لرقان‬
‫أنا لما أجلى النب‬
‫‪3‬‬
‫وخولان ما ه ا الوعد ال وعد غرور( ) وس ت ت ت ت تتبم ه ه الةزوة‬
‫النض ت تتير لهما ظهر من غدرهم با وخيس ت تتهم بالعهد‬ ‫ص ت تتلى اهلل عليا وس ت تتلم بن َ‬
‫ال ي لهم م المس ت ت ت تتلمين‪ ،‬هنالم اغتاظ كب ار يهود قريظة بعد الجال وبعد أن‬
‫نزلوا بديار بن قريظة وبخيبر لخر س ت ت ت ت ت ت تالدم بن أب الحقَي ‪ ،‬وكنانة بن أب‬
‫الحقي ‪ ،‬وحي بن أخ م‪ ،‬وغيرهم ل نفر من بن النضير لقدموا على قريش‬
‫ل لم وتآمروا م غ فان على أن يةزوا المدينة لخرجت قريش وأحابيشها وبنو‬
‫كنانة ل عش ت ت ت ترة آالف وقائدهم أبو ست ت ت تتفيان‪ ،‬وخرجت غ فان ل ألف قائدهم‬
‫‪4‬‬
‫عيينة بن حصت ت ت ت ت ت تتن‪ ،‬وخرجت معهم هوازن وقائدهم عامر بن ال فَيل( ) ‪ .‬وبلغ‬
‫رس تتو َل اهلل ص تتلى اهلل عليا وس تتلم عزمهم على منازلة المدينة أبلةتْا ياه خزاعة‬
‫عدوهم‪ ،‬وأش تتار س تتلمان الفارست ت أن ي ْحفر خند يحي‬
‫وخاف المس تتلمون كثرةَ د‬
‫العدو‪ ،‬وعندما تم حفر الخند أقبلت جنود‬
‫د‬ ‫بالمدينة تحصت ت ت ت ت ت تتينان لها من دخول‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات في التشريع اإلسالمي‪ ،‬رضا عبد الحكيم رضوان‪ ،‬ص‪.1420 ،67 ،68‬‬
‫(‪ (2‬سورة األحزاب اآلية ‪.12‬‬
‫(‪ (3‬ةيسر التفاسير لكالم العلي الكبير‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.250‬‬
‫(‪ (4‬الرحيق المختوم‪ ،‬المباركفوري‪ ،‬ص‪.340‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫انضم ليهم بنو قريظة من داخل المدينة‪ ،‬وكان‬


‫المش تتركين وتحزبت األحزام‪ ،‬و د‬
‫أمر‬
‫جيش المست ت تتلمين ثالثة آالفخ وخر المست ت تتلمون لى خار المدينة بعد أن َّ‬
‫النب صت ت ت ت تتلى اهلل عليا وست ت ت ت تتلم على المدينة عبد اهلل بن دأم مكتوم‪ ،‬ودام الحال‬
‫ك لم بض ت ت تتعان وعشت ت ت ترين ليلة لم تكن بينهم ليها حرم ال مص ت ت تتارعة بين ثالثة‬
‫لرس تتان اقتحموا الخند من جهة ض تتيقة على أل ارس تتهم لتقاتلوا ل الس تتبخة بين‬
‫الم – رض ت ت ت ت اهلل‬ ‫الخند وس ت ت ت ت ْل وقتل عمرو بن ود على يد عل بن أب‬
‫تهم ستتعد بن معا ل أ ْكحلا لكان منا موتا‬
‫ولر صتتاحباه‪ ،‬وأصتتام ست ٌ‬
‫عنا ‪ -‬د‬
‫عدوهم‬
‫شدة من الحصار وخوف من كثرة جيش د‬ ‫ل المدينة‪ .‬ولحقت المسلمين د‬
‫هم النب صت ت تتلى اهلل عليا وست ت تتلم بأن يصت ت تتال األحزام على أن يع يهم‬
‫حتى د‬
‫لتتم‪،‬‬ ‫نصت ت ت ت ت ت تتف ثمر المتتدينتتة ل عتتامهم هت ا وكتتاد أن يكتتتم معهم كتتتابتان ل‬
‫معا قد كنا نحن‬ ‫لاست ت تتتشت ت تتار ست ت تتعد بن معا وست ت تتعد بن عبادة لقال ست ت تتعد بن َ‬
‫وهؤال القوم على الشت ت ت ت ت ت تترم وال ي معون أن يأكلوا منها ثمرة ال قر ن أو َب ْي ع نا‪،‬‬
‫أكرَمنتتا اهلل بتتاإلست ت ت ت ت ت تتالم و َّ‬
‫أعزنتتا بتتم نع يهم أموالنتتا واهلل ال نع يهم ال‬ ‫ألحين َ‬
‫السيف حتى يحكم اهلل بيننا وبينهم( )‪ .‬لأب ل صلى اهلل عليا ‪1‬وسلم ما كان عزم‬
‫عليا‪ .‬وأرس ت ت تتل اهلل على جيش المش ت ت تتركين ريحان ش ت ت تتديدة لأزالت خيامهم وأ ْكفأت‬
‫تدورهم وأ فتتأت نيرانهم‪ ،‬واخت ت دل أمرهم‪ ،‬وهلتتم كراعهم وخفهم‪ ،‬وحتتدث تختتا ل‬ ‫قت َ‬
‫بينهم وبين قريظة وظنت قريش أن قريظة ص تتالحت المس تتلمين وأنهم ينض تتمون‬
‫لى المست ت ت ت ت ت تتلمين على قتال األحزام‪ ،‬ل أر أهل األحزام الرأي ل أن يرتحلوا‬
‫‪2‬‬
‫لارتحلوا عن المدينة وانصت تترف جيش المست تتلمين راجعان لى المدينة ( ) ‪ .‬بعد أن‬
‫نصتترهم اهلل على أعدائهم‪ ،‬ألنا عليم بما لقيا المستتلمون من المشتتقة والمصتتابرة‬

‫(‪ (1‬الرحيق المختوم‪ ،‬المباركفوري‪ ،‬ص‪ ،349‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ (2‬التحرير والتنوير‪ ،‬ابن عاشور‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪ .277‬مرجع سابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫ل حفر الخنتتد والخرو من ديتتارهم لى معست ت ت ت ت ت تتكرهم ختتار المتتدينتتة وب ت لهم‬
‫ل نصتر دين اهلل لجازاهم اهلل بالنصر المبين‪.‬‬ ‫النفو‬
‫تحليل األزمة ل غزوة األحزام‬
‫اإلن ار‬
‫تحالفت قريش م غ فان وبن ستتليم وبن أستتد ول ازرة وأشتتج وبن مرة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لكانوا عش ت ت ت ترة آالف‪ ،‬وقائدهم جميعان أبو ست ت ت تتفيان بن حرم( ) وكان على كل قبيلة‬
‫قائدها‪.‬‬
‫تحالفت معهم بنو قريظة‪ ،‬من قبائل اليهود الت تس ت ت تتكن المدينة‪ ،‬رغم المعاهدة‬
‫بينهم وبين رست ت ت ت تتول صت ت ت ت تتلى اهلل عليا وست ت ت ت تتلم‪ ،‬والت أقروا ليها أن يدالعوا عن‬
‫المدينة م المسلمين‪ ،‬ولكنهم نقضوا العهد‪.‬‬
‫االستعداد‬
‫كان أمام النب صت ت ت تتلى اهلل عليا وست ت ت تتلم بديلين ما قتالهم وجهان لوجا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واما مص ت ت تتالحتهم ولو على حس ت ت تتام ثلث ثمار المدينة( )‪ ،‬وكان عليا الص ت ت تتالة‬
‫لم تفتيت الصت ت ت ت تتف المعادي‪ ،‬وه ه ه الثةرة الت‬ ‫والست ت ت ت تتالم يهدف من و ار‬
‫است ا عليا الصالة والسالم أن يفم أكبر أزمة يتعرط لها المسلمون‪ ،‬مبين نا‬
‫قامة بعط التحالفات م بعط األ راف لتحييدهم‪.‬‬ ‫أنا ال حر ل‬

‫اس تتتش تتار النب ص تتلى اهلل عليا وس تتلم المس تتلمين‪ ،‬لرلط األنص تتار المص تتالحة‬
‫وأبوا ال الست ت تتيف‪ ،‬وكان عدد المست ت تتلمين ثالثة آالف والعدو عش ت ت ترة آالف غير‬
‫بن قريظة‪ ،‬والمسلمون ثلثهم أو يقلون‪ ،‬وبدأ المسلمون ل االستعداد للحرم‪.‬‬

‫(‪ (1‬الرحيق المختوم‪ ،‬ص‪ .338‬مرجع سابق‪.‬‬


‫(‪ (2‬دراسات في السيرة‪ ،‬سالم سالمه وآخرون‪.239 ،‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫االحتواء‪:‬‬

‫‪ -‬شاور الرسول صلى اهلل عليا وسلم أصحابا ل أسلوم الحرم‪.‬‬

‫‪ -‬أشت ت ت تتار ست ت ت تتلمان الفارس ت ت ت ت بحفر خند حول المدينة لمن العدو من‬
‫اختراقها واالستيال عليها‪ ،‬كما يفعل الفر ل حماية مدنهم‪.‬‬

‫‪ -‬أدخلت النسا الحصون المنيعة‪ ،‬وكانوا مدربين على مداواة الجرحى‬


‫لقيامهم بها من قبل‪.‬‬

‫‪ -‬قسم الرسول ‪ ‬المسلمين لى عدة لر ‪ ،‬كل لري منهم يتكون من عدة‬


‫ألراد‪.‬‬

‫‪ -‬حدد لكل لري مهمتا‪ ،‬وه حفر أربعين راعان كل حسم قدرتا‪.‬‬

‫‪ -‬كل ما يخر من الحفر ي ر تجاه المدينة حتى ال يستتتخدما العدو لردم‬


‫الخند ‪.‬‬
‫‪ -‬بتث العيون على األعتدا حتى يتأتوه بتالمعلومتات ويةموا عنتا العتدو‬
‫كح يفة بين اليمان‪.‬‬
‫‪ -‬وعدهم بالنصت ت تتر وان اهلل ست ت تتبحانا وتعالى قد أراه قصت ت تتور الشت ت تتام واليمن‬
‫لق‬ ‫ومص تتر ولار ‪ ،‬ومعنى لم أن النص تتر س تتيكون حليفا ومن معا دائمان ولي‬
‫ل تلم المعركة‪.‬‬
‫‪ -‬تخ يل العدو وتفرقتهم‪ ،‬وكانت تلم مهمة نعيم بن مست ت ت ت ت ت تتعود للتفري‬
‫بين القبائل وبين اليهود‪ ،‬وكان قد أسلم ولم يعلم المشركون أو اليهود بإسالما‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫‪ -‬عستتكر المستتلمون وجبل (ستتل ) خلفهم لحماية ظهورهم‪ ،‬والخند من‬
‫األعتدا االلتفتاف حولهم كمتا لعلوا ل غزوة أحتد‪ ،‬ولم‬ ‫أمتامهم‪ ،‬للم يست ت ت ت ت ت تتت‬
‫يست يعوا مهاجمتهم أو اخت ار الخند بخيولهم‪.‬‬
‫‪ -‬حدثت بعط المعارم الفردية م الفرست ت تتان‪ ،‬وكان النصت ت تتر لفرست ت تتان‬
‫الم‪.‬‬ ‫المسلمين كعل بن أب‬
‫‪ -‬أنزل اهلل عليهم الري لقلعتتت خيتتامهم وألقتتت قتتدورهم وأ فتتأت نيرانهم‬
‫وهلم الك ار (الخيل) والخف (اإلبل)‪ ،‬لقرر أبو سفيان الرحيل لارتحلوا معا‪.‬‬
‫‪ -‬ردهم اهلل بةيظهم لم ينالوا شتتيئان‪ ،‬أي لم يحققوا هدلهم وكفى اهلل المؤمنين‬
‫القتال‪.‬‬
‫‪ -‬قرر الرسول ‪ ‬معاقبة بن قريظة لنقضهم العهد‪.‬‬
‫لى مرحلة‬ ‫‪ -‬قرر الرست ت ت ت ت ت تتول ‪ ‬انتقال المست ت ت ت ت ت تتلمين من مرحلة الدلا‬
‫‪1‬‬ ‫( )‪.‬‬
‫الهجوم‬
‫استعادة النشا‬
‫رج المس ت ت ت ت ت تتلمون لى المدينة وعادوا لى نش ت ت ت ت ت تتا هم من الزر والرع‬
‫الدلا لقد‬ ‫واإلعداد للمعارم القادمة الت ست ت ت ت ت ت تتينتقلون ليها لى الهجوم ولي‬
‫علموا أن المدينة أصبحت ل أمان‪.‬‬
‫التعلم‬
‫‪ -‬تعلم المس تتلمون أس تتلوبان جديدان ل القتال‪ ،‬وص تتبروا وص تتابروا حتى تحق‬
‫الهدف‪.‬‬

‫(‪ (1‬الرحيق المختوم‪ ،‬ص‪ ،341-326‬مرجع سابق‪.‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫‪ -‬على المسلم عداد ما يمكنا والنصر من عند اهلل‪.‬‬


‫‪ -‬ابتكروا بعد لم ل الحروم حتى يفاجئوا العدو ليربكوه لينتصت ت ت ت تتروا‬
‫عليا‪.‬‬
‫‪ -‬أعدوا الفر ووزعوا عليها المهمات المتكاملة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل الجماع يحق األهداف بفعالية‪ ،‬حددوا األهداف لكل عمل‪.‬‬
‫والسيناريوهات‪.‬‬ ‫‪ -‬وضعوا الخ‬
‫‪ -‬تشاوروا ل كل أمورهم ليعصم رأي الجماعة خ أ الفرد‪.‬‬
‫‪-‬كانوا دائم الرجو لى قائد األزمة ا استعصى عليهم ش ‪.‬‬
‫‪ -‬ضتترورة تواجد قائد األزمة دائمان لالتصتتال المباشتتر‪ ،‬وإلصتتدار القرار‬
‫المناسم لكل موقف‪.‬‬
‫‪ -‬استخدموا الموارد المادية المتاحة االستخدام األمثل‪.‬‬
‫‪ -‬وجهوا الموارد البشرية التوجيا الصحي ‪.‬‬
‫‪ -‬حالظوا على الموارد البشت ت ت ت ت ت تترية بحمايتها من الهالم أمام عدو أكثر‬
‫عتادان وعددان‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ -‬تعلموا أهمية توصيل المعلومات الصحيحة التخا القرار السليم‬
‫(‬

‫(‪ (1‬إدارة االزمات إطار نظري‪ ،‬الجديلي‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫المطلب الثاني‬

‫إدارة الزمـــــــات في النظــــم العــالميــة‬

‫أن مجري تتات األح تتداث تقول ل هت ت ا المي تتدان أن الخ الع تتدوان ل‬
‫تاريخ األزمات اإلنستتانية قديمان وحديثان كان مصتتدر الويالت المتتالية يكمن ل‬
‫االستعمار واالمب ار ورية الظالمة والعولمة القائمة على الهيمنة‪.‬‬
‫ويقصد بالنظم العالمية‬

‫والقواعتتد المتراب تتة الت تحكم عمتتل العالقتتات بين‬ ‫مجموعتتة النمتتا‬
‫‪1‬‬
‫الدول و تحدد مظاهر ومصادر االنتظام ليها( )‪.‬‬

‫النظم شت ت ت ت ت ت تتبك تتة معق تتدة من عالق تتات االعتم تتاد بين أج از ظ تتاهرة م تتا‬
‫ومكوناتها باإلضت ت ت ت ت ت تتالة لى العمليات الت تنشت ت ت ت ت ت تتأ من است ت ت ت ت ت تتتمرار ه ه العالقة‬
‫‪2‬‬
‫وانتظامها وعلى عالقات التأثير المتبادل بين ه ه الكيانات( )‪.‬‬
‫النظام الدول الجديد‪ :‬أي نظام دول من مجموعة من المباد األساسية‬
‫والمؤس تستتاتية والقانونية الت تحكم العالقات بين أشتتخاا المجتم الدول (دول‪،‬‬
‫لرضتا السياسات‬
‫‪3‬‬
‫منظمات دولية‪ ،‬منظمات غير حكومية( )‪ .‬ونر أن ه ا النظام‬
‫الدولية بعد انتها النظام المتعدد األق ام وانتها توازن القو ‪ .‬وبعط من لقها‬
‫الق تتانون ال تتدول يقرون بوجوده ولكن الخالف ال تتدول حول مفهوم تتا‪ ،‬ل تتالمفهوم‬
‫األمريك يختلف عن المفهوم لتتد دول العتتالم الثتتالتتث ل ظتتل هيمنتتة الق تتم‬

‫(‪ (1‬النظام اإلقليمي العربي‪ ،‬عبد القادر فهمي‪ ،‬ص‪ ،15‬دار وائل ‪1999،‬م‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫(‪ (2‬التحر الياباني والتوازن الجديد‪ ،‬مصااااااطفى العلوي‪ ،‬ص‪ ،16-15‬مجلة السااااااياسااااااية الدولية‪ ،‬ال‬
‫عدد‪..56‬‬
‫(‪ (3‬القومية العربية وانظام العالمي الجديد‪ ،‬عبد هللا عبد الدائم‪ ،‬ص‪ ،199‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫الواحد بقيادة الواليات المتحدة األمريكية وان س ت ت ت ت تتار الدم الروست ت ت ت ت ت ل للم تلم‬
‫ال أن لديا مفهوم‬ ‫الهيمنة بعد انهيار المنظومة االش ت ت ت ت تتتراكية واالتحاد الس ت ت ت ت تتوليت‬
‫آخر له ا النظام ك لم يختلف ه ا المفهوم لد الص ت ت ت ت تتين كقوة ص ت ت ت ت تتناعية برزت‬
‫مؤخ انر‪ ،‬والحقيقة المؤلمة أن الدول اإلس ت ت ت ت تتالمية والعالم الثالث عمومان وق ل لخ‬
‫ه ا النظام الجديد وان اختلفت المفاهيم لالكل يبحث عن المصت ت ت ت تتال والست ت ت ت تتي رة‪،‬‬
‫ولقدت المناورة المس ت ت تتتقلة للدول العربية وأص ت ت تتبحت القض ت ت تتايا العربية على هامش‬
‫الستتياستتة الدولية وأهمها القضتتية الفلس ت ينية والجوالن الستتورية واستتتمرار احتاللها‬
‫حتى يومنا ه ا ‪،‬ووجدت ست ترائيل بةيتها ومن س تتار ل للكها ل اتبا س تتياس تتات‬
‫لر تست ت ت ت ت ت تتد بين األمة اإلست ت ت ت ت ت تتالمية كما لعلت بري انيا ل الدول العربية قديمنا‬
‫والقضت تتا على الدولة العثمانية وبعد االست تتتقالل نجحت ل تقست تتيم الدول العربية‬
‫ثم ظهرت لكرة األمن الجمتتاع وميثتتا األمم المتحتتدة والت وقعتتت عليتتا جمي‬
‫الدول وتوالت المواثي الدولية والبروتوكوالت والمعاهدات وبالرغم من أهمية تلم‬
‫المواثي والمعتتاهتتدات والت من أهم متتا ورد ليهتتا ح تقرير المصت ت ت ت ت ت تتير واحترام‬
‫الس ت ت تتيادة الدولية ال أن تلم النص ت ت تتوا الجميلة على أهميتها لألمم المتحدة تدار‬
‫من قبل الواليات المتحدة األمريكية ونتيجة لعوامل الحروم الت ش ت ت ت ت ت تتنتها ض ت ت ت ت ت تتد‬
‫الع ار وغيرها من الدول( )‪ .‬وقد شت ت تتهدت اإلنست ت تتانية‪ 1‬حروبان عدة عبر التاريخ‪ ،‬من‬
‫أن خل اهلل اإلنست ت ت ت ت ت تتان لو البست ت ت ت ت ت تتي ة‪ .‬واألزمات والحروم تكاد تكون دورية‪..‬‬
‫حروم أثينا م الفر من جهة‪ ،‬واستبر ة من جهة ثانية‪ .‬أيضتا حروم الرومان‬
‫م قر تتاجتتة‪ ،‬وحروم األمتتازيغ م الرومتتان من نتتاحيتتة‪ ،‬وحروبهم م الونتتدال‬
‫والبيزن يين من ناحية أخر خ وحروم المست ت ت ت ت تتلمين م كفار قريش‪ ،‬وبالد لار ‪،‬‬

‫(‪ (1‬إدارة الجودة الشاملة واستراتيجية المنظومة األمنية‪ ،‬د‪ .‬مبار علوي لزنم ص‪ ،102‬مرجع سابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫وجيش الروم‪ .‬ك لم حروم العصت ت ت ت ت تتور الوس ت ت ت ت ت ت ى بأوروبا الةربية‪ ،‬وحرم المائة‬
‫الراب عشت ت ت ت ت ت ت ت تتر‪ ،‬وحروم نابليون بونابرت‪ ،‬وحروم التوس ت‬ ‫ستتنة‪ ،‬وحروم لوي‬
‫العالم‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يعد القرن العشت ت ت ترين قرن‬ ‫االس ت ت تتتعماري الةرب ل معظم منا‬
‫الحروم بامتياز‪ ،‬لقد ازدادت حروبا قس ت ت ت تتوة ولظاعة وشت ت ت ت ت ارس ت ت ت تتة‪ ،‬وأخا بال كر‬
‫است ت ت ت ت ت تتتعملت ل ه ه الحروم أست ت ت ت ت ت تتلحة لتاكة لم يعهدها‬ ‫الحربين العالميتينخ‬
‫اإلنس تتان من قبل‪ ،‬كالدبابات‪ ،‬وال ائرات‪ ،‬والةواص تتات‪ ،‬والقنابل ال رية‪ ،‬واألس تتلحة‬
‫الست ت ت ت ت ت تتامة‪ ،‬والقنابل العنقودية‪ ،‬واألست ت ت ت ت ت تتلحة المحرمة دوليا‪ ،‬ناهيم عن الحروم‬
‫االست ت ت ت ت تتتعمارية الت أودت بالكثير من األروا البريئة‪ ،‬وحروم المقاومة من أجل‬
‫نيل االستتتقالل‪ ،‬والحروم اإليديولوجية بين المعستتكر الةرب والمعستتكر الش ترق ‪،‬‬
‫أو ما يست تتمى أيضت تتا بالحرم الباردة‪ ،‬كما يظهر لم جليا ليما نشت تتم بين االتحاد‬
‫الستتوليات والواليات المتحدة األمريكية من حروم باردة حول ألمانيا الشت ت ت ت ت ت ت ت ت ترقية‪،‬‬
‫وكوبا‪ ،‬والفيتنام‪ ،‬وألةانستتتان‪ ،‬وكوريا الشتتمالية‪ ،‬ويوغوستتالليا‪ ،‬ودول ألريقيا والعالم‬
‫الثالث بصفة عامة‪ .‬دون أن ننسى الحروم العرقية أو العنص ت ت ت ت ت ت ترية‪ ،‬والحروم‬
‫التتدينيتتة‪ ،‬والحروم ال تتائفيتتة‪ ،‬وحروم اإلرهتتام والت رف‪ ،‬والحروم العتتدوانيتتة‬
‫االستتتباقية‪ ،‬والحروم الحضتتارية( ) ‪ .‬أو صتتدام الحضتتارات‪1 ،‬وتعن تولد الرغبة‬
‫الري عليها ونش ت ت ت ت ت ت تتر ثقالتها( )‪.‬‬
‫ل سي رة حضارة على حضارة أخر ولرط أ‬
‫وبروز الواليات المتحدة بعد انهيار االتحاد الستوليت يشتكل معضتلة كبيرة امام‬
‫دول المن قة كقوة امبريالية ل العالم( )‪ .‬خص ت ت ت تتوصت ت ت ت تان بتوظيفها‪ 3‬االس ت ت ت تتتراتيج‬

‫(‪ (1‬الحرب الحضارية األولى‪ ،‬المهدي المنجرة‪ ،‬المركز الثقافي‪ ،‬الدار البيضاء ‪2005‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬العالقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬محمد موسااااااى‪ ،‬ص‪ ،213‬دار البيارق‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪،‬‬
‫بيروت‪/‬‬
‫(‪ (3‬ةفاق النهضااااااة العربية ومسااااااتقبل اإلنسااااااان يي مهب الريح‪ ،‬ةبو يعقوب المرزوقي‪ ،‬ص‪ ،150‬ار‬
‫الطليعة‪ ،‬ط‪1999 ،1‬م‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫واالست ت ت ت ت ت تتتبتتاقيتتة والوقتتائي تة لتحقي األهتتداف العليتتا ل االست ت ت ت ت ت تتتراتيجيتتة العتتالميتتة‬


‫األمريكية‪ ،‬والت تصت تتم أوالن وأخي انر ل الحفاظ على مصت تتالحها الحيوية وأمنها‬
‫القوم ( )‪ .‬ك لم است ت ت ت تتتمرار ست ت ت ت تتبا‪ 1‬التست ت ت ت تتل النووي وظهور األزمات المختلفة‬
‫وأزمات البيئة واالنتقائية له ا النظام من حيث الت بي والفوضت ت ت ت ت ت تتى واألزمات‬
‫االقتصتتادية( )‪ .‬وظهور مفاهيم جديدة ‪2‬ومحاولة رب ها باإلستتالم والمستتلمين مثل‬
‫اإلرهام والتدخل ل الش ت تتأن الداخل للدول به ه الحجة وكانت وقودان لألزمات‬
‫والت تم استتتةاللها ل الوستتائل اإلعالمية‪ ،‬وتم الةا دور األمم المتحدة حيث‬
‫‪3‬‬
‫األمن( )‪ .‬وحروم معلنت تتة‬ ‫تم عالن الحرم على الع ار دون تفويط مجل‬
‫وغير معلنة ض ت تتد دول العالم اإلس ت تتالم ‪ .‬ألجل الس ت تتي رة‪ ،‬وال م ‪ ،‬والجشت ت ت ‪،‬‬
‫والةرور‪ ،‬والتعصت ت ت ت ت ت ت تتم‪ ،‬واالنتقتتام‪ ،‬والحقتتد‪ ،‬والعتتدوان‪ ،‬والكراهيتتة‪ ،‬والرغبتتة ل‬
‫لى الحرم‬ ‫ال والنظام االقتص ت ت تتادي المعولم يحتا‬ ‫الهيمنة ونهم الموارد لي‬
‫الدائمة‪ ،‬أي تدخالت عست ت ت ت ت ت تتكرية الواحدة تلو األخر ‪ ،‬وه الوست ت ت ت ت ت تتيلة الوحيدة‬
‫إلخضت ت تتا الشت ت تتعوم لمت لباتها( )‪ .‬واإلست ت تتهام ل األزمات‪ 4‬المتواصت ت تتلة ل تلم‬
‫البلدان‪ .‬ومن األس تتبام الت س تتاهمت ل اندال الحروم بين الدول والش تتعوم‬
‫التعص تتم‪ .‬أن التعص تتم يتص تتاعد ل كل مكان ويحدث المآست ت الجس تتام على‬
‫ن ا جماع ‪ .‬لل الما أثار مستائل معنوية لى جانم األزمات الستياستية الت‬
‫تحدث هنا وهنام‪ .‬وأصت ت ت ت ت تتب ينظر لى التعصت ت ت ت ت تتم أكثر لأكثر كتهديد خ ير‬
‫للديمق ار ية والست ت تتالم واألمن‪ .‬ومن ال بيع أن تيقط ه ه المست ت تتألة مضت ت تتاج‬

‫(‪ (1‬قانون المجتمع العالمي المعاصر‪ ،‬عمر صدوق‪ ،‬ص‪1996 ،283‬م‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫(‪ (2‬نهاية التاري واإلنسان األخير‪ ،‬فرانسيس فوكو ياما‪ ،‬ترجمة فواد شاهين‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ (3‬دراساااات في ساااياساااات كأنط الساااياساااية‪ ،‬محمود سااايد احمد‪ ،‬ص‪ ،26‬دار الثقافة للنشااار والتوزيع‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (4‬الحرب الدائمة وةمركة العالم‪ ،‬سمير امين ص‪ ،27‬دار الفارابي‪ ،‬ط‪2004 ،1‬م‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫الحكومات والش ت تتعوم ال أن أي نقاش لموض ت تتو التعص ت تتم ي ر أس ت تتئلة أكثر‬
‫بكثير ممتتا يقتتدم أجوبتتة‪ .‬وغن عن القول ن التعصت ت ت ت ت ت ت تتم محفور ل تتتاريخ‬
‫االضت ت ت ت ت هادات‬ ‫البشت ت ت ت ترية‪ ،‬لهو أش ت ت ت تتعل لتيل معظم الحروم‪ ،‬واألزمات وغ‬
‫دين عنصتتري لالفكر اليهودي يقوم على ه ا األستتا‬ ‫الدينية وظهورها بلبا‬
‫بأن اليهود هم شت ت ت ت ت تتعم اهلل المختار لالدين لم يكن عنص ت ت ت ت ت تريان‪ ،‬ولم يكن اليهود‬
‫تباعان للدين حتى نحس ت ت ت ت ت ت تتم عنص ت ت ت ت ت ت تريتهم عليا نما كانوا من البد جماعة‬
‫عنصت ت ت ت ترية منعزلة وأبت أن تخضت ت ت ت ت لتأثير الوح والنبوة ‪ ،‬بل أص ت ت ت تترت على‬
‫االنحرالات‬
‫‪1‬‬
‫اس ت ت تتتثمار الدين اس ت ت تتتثما انر عنصت ت ت تريان بش ت ت تتعان( )‪ .‬لوقعت اليهودية ل‬
‫العنصرية الت ه وليدة السياسة والسياسيين أيان كان السبم ال ي تستند ليا‪،‬‬
‫وبعد لم وقعت أيضان المسيحية ل االنحراف الرهبان االنعزال ال ي يصور‬
‫الدنيا خ يئة ال تقبل اإلص تتال لعلى المؤمنين االنعزال عنها ليحققوا لنفوس تتهم‬
‫‪2‬‬
‫التزكية( )‪.‬‬

‫وبمرور الوقت دخلت ل موجات من التحريف ولم ينعم اإلنست ت ت ت ت ت تتان ل‬


‫خرالة شتتعم اهلل المختار اليهودية وال ستتل ة الكنيستتة الت كانت ستتتار للتوس ت‬
‫االستتتعماري‪ ..‬لف العهد الرومان لم تكن رستتالة تبشتتر بدين أو حضتتارة‪ ،‬نما‬
‫تات الثالث مص ت ت ت ت ت ت تتدرهتتا اهلل‬
‫‪3‬‬
‫غزاة من أجتتل مجتتد رومتتا( )‪ .‬ومتتا يالحظ أن التتديتتانت‬
‫س ت ت تتبحانا وتعالى وحرلت اليهودية والمس ت ت تتيحية وبق اإلس ت ت تتالم محفوظان‪ ،‬ال أن‬
‫األمتتة ابتليتتت ببعط من أهتتل اإلست ت ت ت ت ت تتالم ال ت ين أخ ت و بتتتأويلتتا ولق تان لظواهر‬

‫(‪ (1‬قضايا سياسية‪ ،‬رجب بود يو وآخرون‪ ،‬ص ‪ ،295‬الدار الجماهيرية للنشر‪ ،‬ط‪2000 ،4‬م‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫(‪ (2‬معجم الفاااظ القرآن الكريم‪ ،‬فهااد سااااااعود اليحيااا‪ ،464،‬المجلااد الثاااني‪ ،‬الهيلااة المصااااااريااة العااامااة‬
‫للتأليف‪ ،1970،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (3‬احكام لقانون الدولي في الشااريعة اإلسااالمية‪ ،‬حامد ساالطان‪ ،‬ص‪ ،773‬الهيلة المصاارية للكتاب‪1978 ،‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫النص ت ت ت تتوا دون الةوا ل بحارها وتلم مهمة أهل االجتهاد وأولى االلبام‪،‬‬
‫وتم استةالل بعط األعمال الت قام بها بعط منتسبوه‪ ،‬قد تكون خارجة عن‬
‫البصت تتيرة وتم عالن الحرم على المست تتلمين‪ ،‬حروم مادية بال قيم وال أخال ‪،‬‬
‫المنفعتتة واالبتزاز‪ ،‬ول مقولتتة ميكيتتا ليل " الةتتايتتة تبرر‬ ‫تست ت ت ت ت ت تتتنتتد لى من‬
‫الوس ت ت تتيلة"‪ .‬وقد اس ت ت تتتخدمت ليها أس ت ت تتلحة الدمار الش ت ت تتامل الت حرمتها األديان‬
‫الست ت ت ت ت ت تتماوية كآ لة‪ ،‬ولم تعد ه ه الحروم ات من لقات شت ت ت ت ت ت تترعية أو دينية أو‬
‫أخالقيتتة‪ ،‬بتتل ه حروم دمويتتة لظيعتتة‪ ،‬بال أخال ‪ ،‬وال دين‪ ،‬أن احترام قيم‬
‫اآلخرين شتتر أستتاست من أجل الوصتتول لى (الكونية) بدالن من كونية مفبركة‬
‫والحروم األخيرة منهت تتا حرم الع ار ه حرم ضت ت ت ت ت ت ت ت تتد القيم غير اليهوديت تتة‬
‫والمس ت ت ت تتيحية( )‪ .‬ومن هنا‪ ،‬لالحروم الت‪ 1‬يخوض ت ت ت تتها الةرم وخاص ت ت ت تتة الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ض ت ت ت ت تتد الدول العربية أو الدول المارقة‪ ،‬حس ت ت ت ت تتم رأيها‪ ،‬ه‬
‫حروم غير عادلة‪ ،‬وغير ش تترعية‪ ،‬وغير قانونية‪ ،‬بل يراد بها اس تتتنزاف ثروات‬
‫ه ه البلدان وابتزازها‪ .‬وبالتال ‪ ،‬له حرم ص ت ت ت ت ت ت تتدامية‪ ،‬هدلها تحقي المنال‬
‫والمصال المادية على حسام الشت ت ت ت ت ت ت ترعية واألخال والفضيلة اإلنسانية‪ ،‬وه ا‬
‫النظام يكاد يكون مصدر األزمات لكثير من الدول‪ ،‬ويمكن وصف ه ا النظام‬
‫بما بعد االمبريالية ومرحلة أشتتد عنفان بكثير من خالل امتصتتاا الثروات دون‬
‫ل المقابل( )‪ .‬مما خل تحديات غير‪ 2‬مست ت ت تتبوقة وأزمات لم تكن‬ ‫ع ا شت ت ت ت‬
‫معرولة‪ ،‬وقد أعلنت الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬من س ت ت ت ت ت تتنوات التس ت ت ت ت ت تتعين من‬

‫(‪ (1‬قيمة القيم‪ ،‬المهدي المنجرة‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م الرباط‪ .‬المغرب‪.‬‬


‫(‪ (2‬الفيرو الليبرالي (الحرب الاادائمااة وةمركااة العااالم)‪ ،‬ساااااامير ةمين‪ ،‬ص‪ ،25‬دار الفااارابي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬بيروت‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫القرن الماض ت ت ت ت ت ‪ ،‬وخصت ت ت ت تتوصت ت ت ت تتا بعد حادث ‪11‬ست ت ت ت تتبتمبر ‪2001‬م‪ ،‬عن نيتها‬
‫العدوانية المبيتة لمواجهة دول الشت تر واإلرهام والعدوان والت رف‪ ،‬باسم النظام‬
‫الحر‪ ،‬واألمركة‪ ..‬بيد‬ ‫الدول الجديد القائم على العولمة‪ ،‬والعلمانية‪ ،‬والتنال‬
‫أن الواليات المتحدة األمريكية قد ابتزت كثي انر من الدول تحت ائلة مست ت تتميات‬
‫واتهامات مزيفة بين اإلرهام وامتالم األست ت ت ت ت ت تتلحة وغيرها وقد دمرت مقدرات‬
‫تحت الئحة اإلرهام مجموعة من الدول‪ ،‬بعد أن ابتزتها ست تتياست تتيان‪ ،‬وعست تتكريان‪،‬‬
‫واقتصاديان‪ .‬ول ظلم تلم الحضارة ال شم أنا لى زوال‪ ،‬كما قال (ابن خلدون‬
‫ل المقدمة) الظلم مؤ ن بخرام العمران‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‬

‫المم المتحدة والنظام العالمي الجديد‬

‫بعد أن ألل نجم الريادة العالمية لحض ت تتارة اإلس ت تتالم خص ت تتوصت ت تان بعد أن‬
‫وأن‬ ‫وصلت األمة لى شبا غيام ليرادة السياسية العليا ل العالم اإلسالم‬
‫وجدت لتحصر ل ا ار المجامالت الدولية دون صد يدوي إلسما العالم‬
‫من عبودية العباد لى عبودية رم‬ ‫بحجم تلم الحض ت ت ت ت ت ت تتارة الت أخرجت النا‬
‫مب ار وريات الفر والروم‬ ‫العباد ودكت الظلم ال ي خيم على العالم حينها ل‬
‫األمة اإلست ت ت ت ت تتالمية عن تلم الريادة‬ ‫ال أن المكر الصت ت ت ت ت تتهيون العالم قد أ از‬
‫وكس تتر هيبتها باحتالل األ ارضت ت العربية الفلست ت ينية وأج از من س تتوريا ومص تتر‬
‫لم من احداث وص ت ت ت ت ت ت توالن للهيمنة األمريكية وتفوقها العالم ‪،‬‬ ‫واألردن‪ ،‬وما تب‬
‫ال ي كشت ت ت تتفت عنا أحداث كثيرة وباعتبار (القوة) العنصت ت ت تتر الحاست ت ت تتم ل النظام‬
‫تتعدادات لةزو واحتالل الع ار أعلن بوش ل ‪29‬‬
‫‪1‬‬
‫الدول ( )‪ .‬ول خضت ت ت تتم االست ت ت ت‬
‫كانون الثان ‪1991‬م‪ ،‬عندما ننج ل حرم الخليج يستتت ي العالم أن يستتتةل‬
‫الفرصت ت ت ت ت ت ت تتة لتحقي الوعتتد ال ت ي تتال أمتتده‪ .‬بمعنى أن األمر قتتد دبر بليتتل وتم‬
‫العرقية وصت ت توالن‬
‫التخ ي لا بدقة والتحريط على أش ت تتعال أزمة الحدود الكويتية ا‬
‫لى االحتالل‪ .‬وكانت حرم الخليج ه ه وليدة النظام العالم الجديد المنشود( )‪.‬‬
‫وترس ت ت تتيخ قواعد ه ا النظام بواست ت ت ت ة ثالث ركائز األولى القوة والثانية الش ت ت تترعية‬

‫(‪ (1‬القرن الواحد والعشاااااارين هل يكون ةمريكيا‪ ،‬سااااااعيد الالوندي‪ ،‬ص‪ ،5-4‬دار النهضااااااة‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬‬
‫(‪ (2‬دور منظمة األمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد‪ ،‬حيدر حسااان حاج الصاااديق‪ ،‬ص‪ .17‬مجلة‬
‫دراسات استراتيجية‪ .‬ال عدد‪ ،6‬الخرطوم‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫الرس تتمالية بعض تتها البعط‬
‫المال وتض تتامن الدول أ‬ ‫الدولية المزعومة والثالثة أر‬
‫‪1‬‬
‫لتحقي أهدالها( )‪.‬‬

‫وتتمحور حول قانون القوة بدالن من القانون الدول وقواعده الت أستتاستتها‬
‫حل المشاكل الدولية بال ر السلمية‪ ،‬وب لم تكون الش ت ت ت ت ت تترعية الدولية قد انتقلت‬
‫من شت ت ت تترعية تعتمد على الق اررات الجماعية لى ق اررات لردية تصت ت ت تتدر عن رغبة‬
‫الق م األمريك ومصت ت ت ت ت ت تتالحة الحيوية( )‪ .‬وبري انيا تعتبر حليف ‪2‬است ت ت ت ت ت تتتراتيج‬
‫وأعلنت حتمية وضرورة الحرم ل أزمة الخليج( )‪ .‬وك لم االوربيين ولكن ‪3‬الدور‬
‫ات البين (الجتامعتة العربيتة) حيتث عقتد‬ ‫صت ت ت ت ت ت تتال‬ ‫الت ي كتان معول عليتا ل‬
‫االجتما لليوم الثان على غزو الكويت وأصت تتدر بيان أدان ليا العدوان العراق‬
‫على الكويتتت ورلط أي آثتتار مترتبتتة عليتتا وعتتدم االعتراف بتبعتتاتتتا بتتأغلبيتتة‬
‫‪14‬صت ت ت تتوتان وامتن عن التصت ت ت تتويت الجزائر واألردن واليمن‪ ،‬واعترضت ت ت تتت الع ار‬
‫وليبيا‪ ،‬وتحفظت الست ت ت ت ت ت تتودان‪ ،‬وللس ت ت ت ت ت ت ت ين‪ ،‬وموريتانيا‪ .‬ثم عقد اجتما لوز ار‬
‫الجامعة ولم يتول‬ ‫‪1990‬م وك لم مجل‬ ‫الخارجية العرم ل ‪ 30‬اغس ت ت ت ت ت‬
‫الجتتامعتتة العربيتتة ل أي حلول لألزمتتة العربيتتة الخ يرة ال ترديتتد ق اررات‬ ‫مجل‬
‫التعاون الخليج وأهمها‬ ‫األمن الدول ‪ .‬وعقدت اجتماعات لوز ار مجل‬ ‫مجل‬
‫‪1990‬م وال ي حض ت ت ت ت ت تره نظيرهم اإليران (العدو األبرز‬ ‫المنعقد ل ‪ 6‬اغس‬
‫الرئيست تتة لموقف المجل‬ ‫للع ار ) ووزير الخارجية األمريك ما است تتم باألس ت ت‬

‫(‪ (1‬النظام الدولي الجديد دراسااة في مسااتقبل العالقات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة‪ ،‬ص‪ ،337‬عمان‬
‫االهلية للنشر‪ 1999 ،‬م عمان‪.‬‬
‫(‪ (2‬العالقات السياسية الدولية‪ ،‬دراسة في األصول والتاري والنظريات‪ ،‬علي عودة العقابي‪ ،‬ص‪،127‬‬
‫الدار الجماهيرية للنشر‪1425 ،‬ه‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫(‪ (3‬هل انتهت حرب الخليج‪ ،‬سامي عصاصة‪ ،‬ص‪ ،234‬ط‪1994 ،1‬م‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫الكبير وبص ت تتورة‬


‫‪1‬‬
‫وعزل الع ار والتوال الخليج األمريك ( )‪ .‬وتم الحش ت تتد الدول‬
‫م هلة‪ ،‬وبدأ الحش تتد العس تتكري األمريك واأل لست ت ل من قة الخليج ثم نش تتبت‬
‫الحرم الت كانت بمثابة حرم عالمية ثالثة‪ ،‬اس ت ت ت تتتخدمت ليها جمي األس ت ت ت تتلحة‬
‫المت ورة‪ ،‬وقد سنحت الفرصة للواليات المتحدة لتجارم بعط األسلحة والقنابل‬
‫والصت ت ت تواريخ (مثل ص ت ت تتاروخ باتريوت و ائرة م ‪ 53‬و ائرة الش ت ت تتب وغيرها من‬
‫األست ت ت تتلحة‪ ،‬وتحولت نار األزمة لى حرم (عاصت ت ت تتفة الصت ت ت تتح ار ) ل الفترة من‬
‫‪16‬يناير ‪ 28‬لبراير‪1991‬م وانتهت بتحرير الكويت وش ت ت ت ت ت ت تتارم ل ه ه الحرم‬
‫التعاون الخليج ‪ ،‬وست تتوريا‪ ،‬األرجنتين وأست تتتراليا وبنجالدش وبلجيكا‬ ‫دول مجل‬
‫وكندا وتش ت ت ت ت ت تتيكوس ت ت ت ت ت تتلولاكيا والدنمارم واليونان والمجر واي اليا والمةرم وهولندا‬
‫ونيوزلندا والنيجر والنرويج وكوريا الجنوبية واس تتبانيا وباكس تتتان وبولندا والس تتنةال‬
‫ولرنس تتا ومص تتر وبري انيا وأمريكا والت ل ه ا الحش تتد الدول وتحقي التعاون‬
‫ا لم‬ ‫األمن بإدانة الع ار‬ ‫م روست تتيا االتحادية ل اصت تتدار‪ 12‬قرار من مجل‬
‫تنست تتحم وبدون شت تترو من الكويت قبل ‪ 15‬يناير ‪1991‬م ولم تتحمل الواليات‬
‫المتحدة تكاليف ه ه الحرم وحدها حيث البت الدول األخر بدل ما يقارم‬
‫‪2‬‬
‫من ‪ 53‬بليون دوالر تحملت المملكة والكويت القس ت األكبر( )‪.‬وتصتتدرت أمريكا‬
‫المشت ت ت ت ت ت تتهد عقم انهيار الدولة العراقية وتدمير مقدراتها والت كانت الخ الدلا‬
‫العرب األول‪ .‬واخفا المشت ت ت ت ت ت تترو القوم العرب ‪ ،‬وتواتر األزمات‪ ،‬وانشت ت ت ت ت ت تتقا‬
‫الصت تتف العرب ال يعن بالضت تترورة نهاية العروبة‪ .‬لإ ا كانت است تتتراتيجية العمل‬

‫(‪ (1‬التحر الخليجي في مواجهة ةزمة الخليج‪ ،‬هاني رساااالن‪ ،‬ص ‪ ،60‬مجلة الساااياساااة الدولية‪ ،‬مركز‬
‫البحوا والدراسات‪ ،‬العدد ‪103‬‬
‫(‪ (2‬اإلمبراطورية األمريكية‪ ،‬صفحات من الماضي والحاضر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،22‬مكتبة‪ ،‬الشـااااروق الدولية‪،‬‬
‫ط‪1،2002‬م‪ ،‬القاهرة‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫العرب المش ت تتترم ل المرحلة الماض ت تتية لم تض ت تتمن يص ت تتال العرم لى التعاون‬
‫واالندما اإلقليم المنشتتود من الوحدة لان استتتراتيجية القوقعة الو نية قد قادت‬
‫‪1‬‬
‫الصرعات( )‪.‬‬
‫لى تدمير المصال الو نية واألزمات و ا‬

‫التحول من نظام (توازن القو ) لى نظام (توازن المص تتال ) بعد تهاوي‬
‫األيديولوجية والعست تتكرية‪ ،‬التحول من االست تتتق ام بين الش ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتر والةرم لى‬
‫استتتق ام بين الشتتمال والجنوم حستتم المصتتال المشتتتركة‪ ،‬التحول من نظام‬
‫ثنائ الق بية لى نظام احادي القوة يهيمن عليا الق م األمريك ‪.‬‬

‫أزمة غزو الكويت من قبل الع ار كانت اختبار حقيق للنظام العالم‬
‫الجتتديتتد ألجتتل حمتتايتتة دولتتة االحتالل اإلس ت ت ت ت ت ت ترائيل ‪ ،‬ومن أي قوة عربيتتة من‬
‫الظهور تحت مستمى من أستلحة الدمار الشتامل ل المن قة‪ ،‬من التمرد على‬
‫توجيه تتات النظ تتام الج تتدي تتد المهيمن على المن ق تتة‪ ،‬وابتال الثروات وام تتدادات‬
‫النف وغيرها‪.‬‬

‫التةيرات الدولية بعد حرم الخليج الثانية‬

‫أحتتداث ه ت ا النظ تتام أدت الى تةييرات دولي تتة كبر ‪ ،‬حي تتث تم التركيز‬
‫حسين أن يستحضت ت ت تتر مفردات العالم‬
‫‪2‬‬
‫على القضايا األمنية( )‪ .‬وقد حاول صدام‬
‫االستتتراتيج لحقبة الحرم الباردة ولكنا لشتتل‪ ،‬حيث كانت أزمة الخليج الثانية‬
‫أكبر أزمة حقيقية ل مرحلة الحرم الباردة‪ ،‬ال أنا تمت الس ت ت تتي رة عليها أكثر‬

‫واحمد نافع‪ ،‬ص‪ ،23‬مركز الدراسات االستراتيجية‪،‬‬ ‫(‪ (1‬الوطن العربي وق ضايا مستقبلية‪ ،‬هاني خال‬
‫‪1999‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬دراسااااات في المجتمع والسااااياسااااة‪ ،‬إسااااماعيل علي سااااعيد‪ ،‬ص‪ ،134‬دار النهضااااة العربية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫من أي أزمة مض ت تتت ل ظل التةيرات الكبيرة ل الس ت تتياس ت تتة الخارجية لالتحاد‬
‫السوليت ومن خالل دارة األزمات‪ ،‬والتةيرات الدولية وصعود الصين واليابان‬
‫لى مصت تتاف الدول الكبر يتعين على دول العالم الثالث الخرو من ست تتياست تتة‬
‫الهيمنة الدولية لى عالقات تش ت ت ت ت ت ت تتاركية بعيدان عن الهيمنة واالبتزاز‪ ،‬والتحول‬
‫ر وأست ت تتاليم دارة األزمات الدولية خصت ت تتوص ت ت تان بعد لةا دور‬ ‫الجوهري ل‬
‫األمم المتحدة ل حفظ الست ت ت ت ت ت تتلم واألمن الدوليين حيث تم عالن الحرم على‬
‫األمن( )‪ ،‬محاولة تقس ت تتيم العالم ‪1‬لى محورين محور‬ ‫الع ار دون تفويط مجل‬
‫معنا لهو ض ت ت ت تتدنا‪ .‬وظهور أزمات‬ ‫الخير ومحور الش ت ت ت تتر‪ ،‬ولقان لمقولة من لي‬
‫أمنية واقتصت ت ت ت ت تتادية دولية ل انحا العالم وتحديات كبيرة ل عالم الق بية بين‬
‫االنتقائية والفوضى ل حلول تلم األزمات‪.‬‬
‫ترتتتم تجتتاوز القوميتتة والحضت ت ت ت ت ت ت تتارة العربيتتة وتعمي مظتتاهر األزمتتات‬
‫الوجود الص ت تتهيون باعتباره عضت ت توان بيعيان‬ ‫والتجزئة ل الو ن العرب تكري‬
‫تالم العرب اإلست ت ت ت ترائيل بعد احتوا العالم‬
‫‪2‬‬
‫ل المن قة ( )‪ .‬وتحريم عملية الس ت ت ت ت‬
‫العرب ( )‪ .‬وميالد هت ا النظتتام بعت ‪3‬تد نهتتا متتا كتتان يست ت ت ت ت ت تتمى بجبهتتة الصت ت ت ت ت ت تتمود‬
‫والتصت ت تتدي بقيادة الع ار ‪ .‬وظهور الخ ر اإليران التوست ت تتع الش ت ت ترير "كما قال‬
‫صت تتدام حست تتين ل حرم الثمان ست تتنوات م يران" بمعنى أنا ال يمكن التةالل‬
‫الثانية‪ .‬لالنظام العرب يواجا‬
‫‪4‬‬
‫عن الخ ر اإليران المهيمن( ) بعد حرم الخليج‬

‫(‪ (1‬دراسات في فلسفة كأنط‪ ،‬محمود سيد احمد‪ ،‬ص‪ ،26‬دار الثقافة للنشر‪1991 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬اإلعالم الصهيوني وةساليبه الدعائية محمد علي حوات‪ ،‬ص‪،40‬‬
‫(‪ (3‬ةزمة الخليج والنظام العالمي الجديد‪ ،‬د‪ .‬حساااااان نافعة‪ ،‬ص‪ ،16‬مركز ابن خلدون للدراسااااااات اإلنمائية‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫(‪ (4‬تحدي البقاء التغيير‪ ،‬د نيفين مسااااعد وآخرون‪ ،‬ص‪ ،142‬مركز دراسااااات الوحدة العربية‪2006 ،‬م‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫ظروف وأزمة غير مست ت ت تتبوقة‪ ،‬حيث انقست ت ت تتم العالم العرب رغم ما خر با بيان‬
‫الوز ار المنعقد ل شتترم الشتتيخ ‪2003‬م‪ ،‬بمصتتر من االتفا على عدم‬ ‫مجل‬
‫تقديم تس تتهيالت عس تتكرية ألمريكا ل عدوانها على الع ار وعدم المش تتاركة ل‬
‫لم تحت ضت تتة الترهيم والترغيم‪ .‬ولقدت‬ ‫لم ال أن المواقف كانت عك‬
‫تتار‬ ‫اتفتتاقيتتة التتدلتتا العرب المشت ت ت ت ت ت تتترم واإلرادة العربيتتة المست ت ت ت ت ت تتتقلتتة ال ل‬
‫المشتتاركات الرياضتتية والثقالية‪ ،‬وتعين عودة التنستتي العرب ليستتتوجم العودة‬
‫بأمجاد أمتنا العربية اإلستتالمية الحية المبنية على التعايش الستتلم والتضتتامن‬
‫األمم ‪ ،‬م دول العالم المحبة للست ت ت ت ت ت تتالم والمؤمنة بح الشت ت ت ت ت ت تتعوم ل تقرير‬
‫مصيرها والسيادة على أو انها‪ ،‬ومنها الشعم العرب الفلس ين ‪.‬‬
‫ومحصت ت ت ت ت تتلة حرم الخليج الثانية تدمير وتفكيم أكبر دولة عربية تشت ت ت ت ت تتكل‬
‫جبهة رادعة ل وجا العدو الصتتهيون والت بادرت خالل الثمانينات لى قصتتف‬
‫المفاعل النووي العراق وكان لم أول ممارسة للحرم االستباقية الت من ضمن‬
‫العقيدة اإلست ت ت ترائيلية العس ت ت تتكرية‪ .‬ولم يكن لم ص ت ت تتدلة بل س ت ت تتاهمت ل التخ ي‬
‫والتنفي لها الواليات المتحدة والت ستتاهمت بشتتكل غير معلن لحفظ وجا األنظمة‬
‫الري العتتام العرب واختفى تحتتدي القو العظمى العتتالميتتة‪ ،‬وأصت ت ت ت ت ت تتب‬
‫العربيتتة و أ‬
‫دارة األزمات أكثر س ت ت تتهولة‪ ،‬وكل الالعبين يمارست ت ت توا‬ ‫اس ت ت تتتخدام القوة العالمية ل‬
‫أدوارهم بحس ت ت ت تتم قواعد اللعبة الدولية‪ ،‬هنام انتقائية لحلول الصت ت ت ت تراعات اإلقليمية‬
‫ليما يسمى بالش ت ت ت تترعية الدولية‪ ،‬تسهم الدول العظمى بشكل كبير لتسوي األسلحة‬
‫ار الدول‪ ،‬بعد ظهور التةير‬ ‫األزمات والص ت ت ت ت ت تراعات‪ ،‬والنزعات ل‬ ‫ل منا‬
‫المستمر ل العالقات الدولية خصوصان بعد أحداث أيلول سبتمبر‪2001‬م‪.‬واختفى‬
‫شت ت ت ت تتب التهديد بين الدول العظمى والتحالف ضت ت ت ت تتد بما يست ت ت ت تتمى اإلرهام الدول ‪،‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬

‫الواليات المتحدة صارت المهيمنة عالميان ولم يعد معنى للشأن الداخل أو السيادة‬
‫الدولية وأص ت ت ت ت ت تتبحت اإلرادة األمريكية أكثر تأثي انر ل الق اررات االس ت ت ت ت ت تتتراتيجية الت‬
‫‪1‬‬
‫تصدر عن بالد العالم الثالث‪ ،‬أو تصدر بشأنها( )‪.‬‬
‫انهيار اإليديولوجية الش ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتركة الكونية وعالقات المصت تتال بعد نهاية‬
‫الرستتمالية والشتتيوعية واالنهيار الس تري ل‬
‫االستتتق ام اإليديولوج الحاد بين أ‬
‫المجتم الدول ‪ ،‬وبزو الس ت تتو الكونية العالمية وزيادة تعقيد البعد العس ت تتكري‪.‬‬
‫لم يعد اليوم ل مس ت ت ت تتار الس ت ت ت تتياس ت ت ت تتة الدولية النظر لى األزمات والصت ت ت ت تراعات‬
‫الداخلية لالمهم لق من الصت ت ت ت ت تراعات الت قد تص ت ت ت ت تتل لى المرحلة النووية( )‪.‬‬
‫ل الو ن العرب والعالم الثالث بشت ت ت ت ت ت تتكل عام‪،‬‬ ‫ضت ت ت ت ت ت تتعف التحول ا لديمق ار‬
‫والتعددية الثقالية‪ ،‬والت تأخ أشت ت ت ت ت ت تتكاالن عدة‪ ،‬وهنا تصت ت ت ت ت ت تتب التعددية الثقالية‬
‫‪3‬‬
‫اإلقليمية غير متوالقة م المباد والقيم الوالدة من الةرم( )‪ .‬القيم األست ت تتاست ت تتية‬
‫لحقو اإلنس تتان بين األس تتبقية والمنش تتودة واالس تتتةالل‪ ،‬لمن من لقات نس تتانية‬
‫يجم علينا الست ت تتما بمزيد من التعددية والحرية والتنو ‪ ،‬وأن نصت ت تتل من خالل‬
‫الحوار لى التعاون‪ .‬والتوازن بين القيم المادية والروحية واإلنسانية‪.‬‬

‫(‪ (1‬بيلة القرار االستراتيجي وصنعه‪ ،‬مصطفى علوي‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫(‪ (2‬صااااااادام الحضاااااااارات‪ ،‬صااااااموئيل هنتنغتون‪ ،‬ص‪ ،94‬ترجمة مالك عبيد‪ ،‬الدار الجماهيرية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫(‪ (3‬عولمة االختال ةو اإلمكان الصااااعب‪ ،‬مصااااطفى الكيالني‪ ،‬ص‪ ،32‬مجلة المسااااتقبل‪ ،‬ال عدد‪،337‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثاني‬
‫الفصل الثالث‬
‫التحديات التي تواجه األمة ودور اإلعالم في إدارة‬
‫األزمات‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المبحث الول‪ :‬التحديات التي تواجه المة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور اإلعالم في الزمات‬


‫المبحث األول‬
‫التحديات التي تواجه األمة العربية‬

‫ويشتمل على‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬التحديات الداخلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحديات الخارجية‬

‫الفصل الثالث‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المطلب الول‬

‫التـحـــــــديـــــــات الــداخـــلـــيــــــــــة‬

‫تتنامى الق عية بين الجماهير العربية وبين الس ت ت ت تتل ات الحاكمة ‪ ،‬وه‬
‫نتيجة حتمية لةيام اآلليات الديمق ار ية ل تس تتيير الش تتأن العام العرب وعجز‬
‫الدول العربية ل احتو بعط التيارات المعارضت ت ت ت ت ت تتة‪ ،‬الت باتت تهدد بتمز‬
‫الشت ت تتوروي‪ ،‬وظهور‬ ‫وتفكم الدول العربية ضت ت تتالة لى أزمة التحول الديمق ار‬
‫لشت تتل العمل العست تتكري وهو نتيجة شت تتكالية التأثير الست تتياس ت ت والثقال ل ظل‬
‫العولمة وثورة االتص ت ت ت ت ت ت تتاالت‪ ،‬والت كان لها دور كبير ل العبث باست ت ت ت ت ت تتتقرار‬
‫المن قة العربية‪ ،‬وعدم االست تتتقرار االقتصت تتادي العتمادها على االست تتتيراد حيث‬
‫يعتبر الو ن العرب من قة العجز الة ائ ل العالم‪ ،‬لمن المستحيل استقالل‬
‫األمتتة وه تتتأكتتل من ختتار حتتدودهتتا‪ ،‬وبتتالتتتال لتتاالست ت ت ت ت ت تتتقالل مرهون بتتالقتتدرة‬
‫االقتصت ت ت تتادية على االكتفا ال ات ل كل المجاالت‪ ،‬ومما يفاقم األزمة انتها‬
‫دول منب األنهار الموجودة ل المن قة العربية لس ت ت ت تتياس ت ت ت تتات معادية‪ ،‬قد يمثل‬
‫لم تهديدان جديدان يكون لى جانم النقا اإلنتاج والصناع ‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‬

‫التهـــديـــــدات الخـــارجـــيـــــــة‬
‫‪ -1‬إ سرائيل (مشروع الشرق الوسط)‬
‫ست ت ت ت ت ت ترائيل ومن ورائها الواليات المتحدة‬ ‫تتمثل التهديدات الخارجية ل‬

‫األمريكية‪ ،‬وايران وأوروبا‪ ،‬حيث كانت أوروبا عبر التاريخ تشت تتكل خ انر دائمان‬
‫على المن ق تتة العربي تتة لموقعه تتا القري تتم من الض ت ت ت ت ت ت تف تتة المق تتابل تتة من البحر‬
‫لى النظام العالم ‪ ،‬وبش ت ت ت تتكل واضت ت ت ت ت‬ ‫األبيط‪ ..‬والتحول من النظام الدول‬
‫‪1‬‬ ‫ه‬
‫نسميا اليوم "بالعولمة"( )‪.‬‬ ‫بات ما‬
‫ولَشَت ْل المشتترو العرب مش ت ت ت ت ت ت ت ت تترو (الوحدة العربية) وتحريم مشتتاري‬
‫التجزئتتة المبنيتتة على ال تتائفيتتة‪ ،‬والجةراليتتة "وه ت ا غير مقبول" ممتتا س ت ت ت ت ت ت تبتتم‬
‫حروم أهلية وأ زمات اقتص ت ت ت ت ت ت تتادية‪ ،‬ك تظهر الدول تلم على أنها منهارة‪،‬‬
‫وايجاد مبررات التدخل العلن باست ت ت تتم المجموعة الدولية‪ ..‬والت أست ت ت تتاس ت ت ت تان من‬
‫سعت لى تفكيكها( ) ‪ ،‬والش تترع هو ما اعتب ‪2‬رتا الواليات المتحدة شرع وغير‬
‫‪3‬‬
‫المشترو هو ما اعتبرتا غير مشترو ‪ ،‬وتحتكر ح التدخل( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬الدولة والنهضة والحداثة‪ ،‬محمد جمال باروت‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫(‪ (2‬العولمة والنظام العالمي الجديد‪ ،‬سااااااعيد الصااااااديق ي ‪ ،128‬مركز دراسااااااات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪ (3‬التدخل الدولي بين االعتبارات اإلنسانية واإلبعاد السياسية‪ ،‬عماد جاد‪ ،‬ص‪ ،92‬مركز الدراسات السياسية‬
‫واالستراتيجية‪2000،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫يخ ع من يظن أن لكرة مشرو النظام الشت ت ت ت ت تتر األوس جديدة‪ ،‬وأنها‬
‫ترتب بما كتبا شمعون بيريز أو ما يسمى اليوم بال شت ت ت ت ت ت ت تتر األوس الكبير أو‬
‫الجديد ال ي يدعو ليا المست ت ت ت ت ت تؤولون ل اإلدارات األمريكية المتعاقبة‪ ،‬بل ه‬
‫لى بتتدايتتات القرن العش ت ت ت ت ت ت ترين‪ ،‬ولقتتد ب ت ل‬ ‫على العك ‪ ..‬نهتتا قتتديمتتة‪ ،‬وترج‬
‫الةرم‪ ،‬ممثلةن وبصت ت ت ت ت ت تتورة خاصت ت ت ت ت ت تتة الدول الثالث الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وبري انيا ولرنس تتا‪ ،‬جهودان حثيثةن إلش تتاعة مصت ت ل الش تتر األوست ت ‪ ،‬وتوض تتي‬
‫حدوده‪ ،‬ورس تتم مس تتتقبلا‪ .‬حيث كان النف واست ترائيل‪ ،‬العاملين األس تتاس تتيين و ار‬
‫هت ا االهتمتام بهت ه المن قتة الحيويتة من العتالم( )‪ .‬لت لتم نجتد من الضت ت ت ت ت ت ت‪1‬تروري‬
‫االنتباه لى داللة ص ت ت ترار المؤلفين الةربيين‪ ،‬من الحرم العالمية الثانية‪ ،‬على‬
‫ظهرت عشرات الكتم‬ ‫استخدام مفهوم الشر االوس للداللة على من قتنا‪،‬‬
‫ومئات الد ارس ت تتات عن تاريخ وجةرالية واقتص ت تتاديات وس ت تتياس ت تتة واجتما وثقالة‬
‫تحمل مصت ت ل من قة الش تتر األوست ت ‪ .‬ومن اس تتتعراط الكتابات الةربية عن‬
‫‪2‬‬ ‫( )‬
‫الشر االوس تبرز لنا على الفور نتائج ه‬

‫‪ -‬ن ه ه المن قة ال تست ت ت ت ت تتمى ل الكتابات الةربية باست ت ت ت ت تتم ينبث من‬
‫خصائصها أو بيعتها‪ ،‬ولكن سميت دائمان من حيث عالقاتها بالةير‪ .‬ن ه ا‬
‫الجةرالية المتعارف عليها‪،‬‬ ‫من المنا‬ ‫المص ل – الش ت ت تتر األوس – لي‬

‫(‪ (1‬مشروع الشرق الوسط وتداعياته على األمن القومي العربي‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪2007 ،182‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬النظام اإلقليمي العربي دراساااااات في العالقات الساااااياساااااية العربية‪ ،‬جميل مطر‪ ،‬وعال الدين هالل‪ ،‬ص‬
‫‪ ،25‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪1983 ،4‬م‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫بل هو ل المقام األول تعبي انر س تتياس تتيان‪ ،‬ن الش تتر األوست ت يبدو ل الكتابات‬
‫الةربية كمن قة تضت ت ت ت تتم خلي ان من القوميات والست ت ت ت تتالالت واألديان والشت ت ت ت تتعوم‬
‫الوحدة‪.‬‬ ‫واللةات‪ ،‬القاعدة ليا ه التعدد والتنو ولي‬

‫‪ -‬يرتب بتخ ي الدول الكبر لمشت ت ت ت ت ت تتاكل األمن والدلا ل المن قة‪،‬‬
‫والعمل على دمج س ترائيل ل المنظومة العربية‪ ،‬واس ترائيل تمثل تهديدان مباشتتر‬
‫من خالل احتاللها لكامل للس ت ين وهضتتبة الجوالن ومزار شتتبعا‪ ،‬ضتتالة لى‬
‫لى‬ ‫تهديدها غير المباشت ت ت ت ت ت تتر لكل الدول العربية من خالل تفتيت العالم العرب‬
‫س ت ت ت ت ت ت ترائيتتل ل‪ 1‬ه ت ه النق تتة م الواليتتات‬ ‫دويالت تتائفيتتة متنتتاحرة( )‪ .‬وتتقتتا‬
‫المتحدة األمريكية الت تعتبر ضت ت ت ت ت تتعاف الدول العربية بهدف الست ت ت ت ت تتي رة على‬
‫‪2‬‬
‫المن قة العربية بشكل عام‪ ،‬والخليج العرب بشكل خاا( )‪ .‬كمصدر رئيس ت ت ت ت‬
‫با رئة الةرم الصت تتناعية( )‪ .‬والبد من وحدة القرار و‪3‬اإلرادة‬ ‫للبترول ال ي تتنف‬
‫ل ظل رؤية واضت ت ت ت تتحة على مست ت ت ت تتتو العالقات العربية‪ ،‬والعالقات م الدول‬
‫األخر ‪ .‬ورغم ما تمثلا ست ت ت ت ت ترائيل من خ ر واحتالل األرط العربية وعقيدتها‬
‫األمنية التوست ت ت ت ت ت تتعية لهنالم دول عربية دخلت معها ل تست ت ت ت ت ت تتويات واتفاقيات‬
‫‪4‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫الت بي ‪ ،‬واخت ار النظام العرب وأمنا القوم‬

‫(‪ (1‬ةزمة فكر ام ةزمة واقع‪ ،‬هشااااااام القروي‪ ،‬ص‪ ،12‬مجلة الوحدة‪ ،‬الساااااانة الرابعة‪ ،‬العدد ‪ ،46‬ةيسااااااطس‬
‫‪1989‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬جيوبوليتيكا األمن القومي العربي‪ ،‬ةحمد ساااليم البرصاااان‪ ،‬ص‪ ،118‬المجلة العربية الساااياساااية‪ ،‬ال‬
‫عدد‪2007 ،15‬م‪.‬‬
‫(‪ (3‬حرب الخليج ةوهاااام القوة والنصاااااار‪ ،‬محماااد حساااااانين هيكااال‪ ،‬ص‪ ،26‬مركز االهرام للطبااااعاااة‬
‫والنشر‪1992،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (4‬النظام اإلقليمي العربي‪ ،‬دراسااااات في العالقات السااااياسااااية‪ ،‬جميل مطر‪ ،‬وعال الدين هالل‪ ،‬ص‪،33‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫‪ -‬ن مصت ت ل الش تتر األوست ت ال يش تتير لى من قة جةرالية‪ ،‬بل نا‬
‫مصت ل ستتياست ل نشتتأتا واستتتخداما‪ .‬ن ه ه التستتمية ال تستتتمد من بيعة‬
‫المن قة نفست تتها وخصت تتائصت تتها البش ت ترية أو الحضت تتارية الثقالية أو شت تتكل نظمها‬
‫الستتياستتية‪ ،‬بل تستتمية تشتتير لى عالقة الةير بالمن قة‪ .‬ن ه ه التستتمية تمز‬
‫أوصت ت ت ت ت تتال الو ن العرب وال تعاملا على أنا وحدة متميزة‪ .‬له تدخل ليا دوالن‬
‫غير عربية‪ ،‬مثل تركيا وايران واسرائيل وتخر منا دوالن عربية باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬يس تتتند التص تتور الةرب لمفهوم الش تتر األوست ت مس تتلمة بأن المن قة‬
‫تتكون من خلي من الشت تتعوم والجماعات الثقالية والقومية‪ ،‬مما يعن أن لم‬
‫يش ت ت ت ت ت تتكل تهديدان لألمن القوم العرب ويعمل على تقس ت ت ت ت ت تتيم المن قة لى أج از‬
‫متفرقة‪ ،‬ويعمل على خل نزاعات بين الدول العربية وتة ية ال ائفية والنزعة‬
‫االنفصت ت تتالية‪ ،‬وادخال اس ت ت ترائيل داخل ه ه المنظومة يشت ت تتكل تهديد آخر للتهديد‬
‫االس ت ترائيل المحتل لأل ارض ت ت الفلس ت ت ينية والجوالن العربية‪ ،‬وعلى ه ا‪ ،‬يمكننا‬
‫است ت ت ت ت ت تتتخالا المخا ر الت يحملها البعد األمن لمشت ت ت ت ت ت تترو النظام الشت ت ت ت ت ت تتر‬
‫غرط الخ ة األميركية ‪ -‬اإلست ت ترائيلية من‬
‫‪1‬‬
‫( )‪.‬وأص ت تتب واض ت تتحان أن‬ ‫األوست ت ت‬
‫نز الهوية القومية من الوجود العرب ‪ ،‬وتحويل‬ ‫قامة النظام الش تتر األوست ت‬
‫المن قة من مو ن لألمة العربية لى مكان لشعوم شتا تجمعها هوية قليمية‬
‫ومص ت تتال مش ت تتتركة‪ ،‬و لم بتأص ت تتيل ست ت ترائيل عضت ت توان بيعيان ل المن قة الت‬
‫توض ل السي رة المباشرة للواليات المتحدة‪ ،‬وبخاصة ل المجاالت النف ية‬

‫(‪ (1‬مشااروع الشاارق األوسااط وتداعياته على األمن القومي العربي صااالح عبد العاطي‪ ،‬الحوار المتمدن‪،‬‬
‫ال عدد‪.2001 ،182‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫من األمن القوم العرب‬ ‫واألمنية‪ .‬ن اآلثار المباشت ترة للبعد الش تتر األوست ت‬
‫يمكن أن تتجسد بصورة رئيسة ليما يل‬
‫بنية األمن القوم العرب ‪ ،‬مفهومان وأجهزة وآليات ووسائل‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫م ‪ -‬رب أمن بعط التتدول العربيتتة بقوات أجنبيتتة‪ ،‬ول لتتم هتتدر‬
‫للسيادة الو نية‪ ،‬وخضو إلرادات دول تلم القوات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬ل ار النظام العرب من مضت ت تتمونا االست ت تتتراتيج األمن ‪ ،‬لتتحول‬
‫شعوبا من كيان أمة واحدة لى شعوم نا قة باللةة العربية‪.‬‬
‫د ‪ -‬تعرط الدول العربية للتجزئة واالقت ا من أراضيها وثرواتها‪.‬‬
‫ل ض تتو ه ه اآلثار‪ ،‬يمكن القول ن األغراط اإلست ترائيلية واألميركية‬
‫تتجسد ليما يل‬ ‫الت سيخدمها البعد األمن للمشرو الشر األوس‬
‫(أ) تفتيت الدول العربية‪.‬‬
‫(م) تة ية الخاللات العربية البينية‪.‬‬
‫( ) تبديد ال اقات العستتكرية العربية ل الصت ت ت ت ت ت ت ت ت تراعات العربية البينية‬
‫والصراعات العربية الجوارية‪.‬‬
‫(د) تفشيل أي تنسي استراتيج أمن عرب ‪.‬‬
‫(هت) من أي مشرو توحيدي عرب ‪.‬‬
‫(و) تدمير أية قوة عس ت تتكرية عربية تس ت تتعى للتنام أو الحص ت تتول على‬
‫أسلحة مت ورة أو سال نووي‪.‬‬
‫من ه ه التوض ت ت ت ت تتي يمكن القول ن تفتيت الدول العربية‪ ،‬يمثل المفتا‬
‫والستتبيل لى ستتائر األغراط األخر ‪ ،‬وبخاصتتة أن األحداث ل بعط أنحا‬
‫الو ن العرب تتكش ت ت تتف عن احتماالت التفجير والتآكل من ج ار اإلرهاص ت ت تتات‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫االحتماالت أن‬
‫‪1‬‬
‫والحركات السياسية والعرقية واللةوية وال ائفية( )‪ .‬وما كان له ه‬
‫تتصاعد به ه الحدة ما لم تتواكم م رلط الدولة العربية ت وير آليات جديدة‬
‫للمشتتاركة الستتياستتية وتحقي أوس ت للعدالة االجتماعية‪ .‬ويتض ت مما ستتب أن‬
‫ال المص ت ت ت ت ت ت ت ل من البداية هو تمزي الو ن العرب واحالل‬ ‫الهدف من‬
‫ست ت ت ت ترائيل ودمجها ل المن قة لتكون على الدوام بمثابة الحاجز ال ي يفص ت ت ت تتل‬
‫مشت تتر الو ن العرب عن مةربا‪ ،‬وتفتت األمة حتى ال تقوم لها قائمة‪ .‬بل ن‬
‫سرائيل كما يقول قادة الصهيونية تق ل قلم ال شت ت ت ت ت ت ت تتر األوس وتلتق ليها‬
‫ار السو ال شت ت ت ت ت ت ت تتر األوس ية‪ ،‬باإلضالة لى‬ ‫معظم المشاري والبرامج ل‬
‫تةيير التركيبة الكيانية لألمة العربية‪ ،‬من خالل لرط ست ت ت ت ت ت ترائيل وايران عليا‪،‬‬
‫وب لم يكون مفهوم ال يعبر عن كيانية تاريخية ككتلة بشت ت ت ت ترية متجانس ت ت ت تتة ات‬
‫‪2‬‬
‫تاريخ وثقالة وهوية وت لعات ومصت ت ت تتال ومصت ت ت تتائر مشت ت ت تتتركة( )‪ .‬لالست ت ت تتياست ت ت تتة‬
‫االستعمارية الةربية قد نجحت ل غر كيان صهيون ضم ل بداية عالنا‬
‫حوال مليون يهودي‪ ،‬ولكن ه ا الكيان است ت ت ت ت تتت ا وبدعم من الةرم أن يحول‬
‫المن قتتة العربيتتة ويتتدخلهتتا ل جو من عتتدم االست ت ت ت ت ت تتتقرار واالرهتتام واش ت ت ت ت ت ت تعتتال‬
‫الحروم‪ .‬الواض ت ت ت ت ت ت ت من التةيرات التتدوليتتة واالقليميتتة الحتتاص ت ت ت ت ت ت تلتتة أن توجتتا‬
‫االست ت ت ت ت ت تتتراتيجيتة األميركيتة نحو تنظيم عالقتهتا بالعتالم العرب من خالل قامة‬
‫نظام مس تتتقر قواما الهيمنة األميركية اإلست ترائيلية على المن قة‪ ،‬وتةييم األمن‬
‫القوم العرب بتتتدمير مفهومتتا وبنيتتتا‪ .‬وثمتتة أدبيتتات غربيتتة كثيرة تزخر به ت ه‬

‫(‪ (1‬األمن العربي في عالم متغير‪ ،‬جمعة بن علي جمعة‪ ،‬ص ‪ ،62‬مكتبة مدبولي‪2010 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬مفهوم الشاااااارق وتااأثيرهااا على األمن القومي العربي محمااد علي حوات‪ ،‬ص‪ ،46‬مطبعااة ماادبولي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2002‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫تعبر خير تعبير عن جوهر المشاري الةربية‬ ‫األلكار‪ .‬ولعل مقالة برنارد لوي‬
‫القائم على "التخل الرسم عن حلم القومية ال ي ال تقديسا والمتعل بدولة‬
‫عربية موحدة أو حتى بكتلة س تتياس تتية متماس تتكة"‪ .‬ويجعل ه ا الخبير األميرك‬
‫العالم العرب مماثالن لحالة أميركا الالتينية‪ ،‬حيث تتراكم مجموعة من الدول‪،‬‬
‫تجمعها لةة واحدة وثقالة مش ت ت ت ت ت تتتركة ودين واحد‪ ،‬دون أن تجمعها س ت ت ت ت ت تتياس ت ت ت ت ت تتة‬
‫مش تتتركة( )‪ .‬لالم لوم اآلن هو أن‪ 1‬يكون النظام العرب بقوتا الجماعية شت تريم‬
‫ل نظام قليم أوس من خالل أليات وقواعد محددة تقوم على مبدأ االعتماد‬
‫المتبادل‪ ،‬وأن األوض ت ت ت تتا الحالية واحتماالت ت ورها ل المس ت ت ت تتتقبل تدعو لى‬
‫ضرورة العمل ل اتجاه توسي الشر األوس ليلح بأوروبا الوس ى‪.‬‬
‫‪-2‬المشروع اإليراني‪:‬‬
‫تجم بين العرم وايران اعتبارات س ت ت تتياس ت ت تتية واس ت ت تتتراتيجية واقتص ت ت تتادية‬
‫وثقتتاليتتة وتتتاريخيتتة ودينيتتة‪ ،‬وكلهتتا اعتبتتارات حيويتتة ختتاص ت ت ت ت ت ت تتة ا عززتهتتا رادة‬
‫ار العالقات الجوارية‬ ‫ال رلين بالحوار والرغبة ل مراعاة المص ت ت ت ت ت ت تتال ل‬
‫الممتدة لى شت ت ت ت ت تتا ع الخليج‪ ،‬ول البر م الع ار ‪ ،‬ومد جست ت ت ت ت تتور الصت ت ت ت ت تتداقة‬
‫والتعاون لتخفيف الضت ت ت تتةو الت تمارست ت ت تتها الواليات المتحدة واس ت ت ت ترائيل ضت ت ت تتد‬
‫ال رلين( )‪.‬بعيدان عن محاوالت السي‪ 2‬رة والهيمنة والنزعة التوسعية الت تمارسها‬
‫‪3‬‬
‫يران والت تشت تتكل خ انر شت تتديدان لألمن القوم العرب ‪ ،‬ومن أهمها( )‪ .‬ص ت ترار‬

‫(‪ (1‬مشروع الشرق األوسط وتداعياته على االمن القومي العربي‪ ،‬صالح عبد العاطي‪ ،‬الحوار المتمدن‪،‬‬
‫ال عدد‪ ،182‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ (2‬عملية صاااااانع القرار والعالقات العربية التركية‪ ،‬محمد حجازي‪ ،‬ص‪ ،57‬المسااااااتقبل العربي عدد ‪،227‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫(‪ (3‬مفهوم الشرق األوسط وتأثيرها‪ ،‬علي على االمن القومي العربي‪ ،‬ص‪،370‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫يران على تسمية الخليج العرب بالفارس ‪ ،‬حيث تحرا على نسبتا ليها ل‬
‫كالة المحالل الدولية والوثائ الرست ت ت ت ت ت تتمية الصت ت ت ت ت ت تتادرة عنها‪ ،‬تقوم يران بفرط‬
‫البحرية اإلي ارنية‬ ‫س ت ت تتياس ت ت تتة األمر الواق بالقوة من خالل ت بي قانون المنا‬
‫لعام ‪1993‬م على المالحة ل الخليج العرب ومضت ت ت ت ت ت تتي هرمز‪ ،‬وال ي ينال‬
‫القانون الدول ‪ .‬انتها الجمهورية اإليرانية من انتصت تتار ثورة ‪1979‬م ست تتياس تتة‬
‫تصت ت ت ت تتدير الفكر الثوري لدول الخليج العرب ‪ ،‬بخاصت ت ت ت تتة دولة البحرين واليزالون‬
‫يعتبرونهتتا جز من يران وي تتالبون بهتتا‪ ،‬محتتاولتتة يران لرط نفس ت ت ت ت ت ت تهتتا كقوة‬
‫خليجية هامة يجم أن يكون لها دور لاعل مؤثر ل ست تتياست تتات وأمن الخليج‪.‬‬
‫ومن هنا قيام القوات المست ت ت تتلحة اإليرانية بانتهام الحدود العراقية أكثر من مرة‪،‬‬
‫وترست ت ت ت تتيخ احتالل الجزر الثالث التابعة لألمارات العربية‪ ،‬ضت ت ت ت تتالة لى تنام‬
‫ترست تتانتها العست تتكرية بشت تتكل ملحوظ‪ .‬وا ا نظرنا لى العالقة العربية ‪ -‬اإليرانية‬
‫أخ بعط‬ ‫ل الوقت الراهن‪ ،‬ألمكننا وص تتفها باالضت ت رام‪ ،‬بص تتورة عامة‪،‬‬
‫من‬ ‫القضتتايا المحورية يلق بظاللا على تلم العالقة‪ ،‬وي ب مستتاره بش ت ت ت ت ت ت ت ت ت‬
‫التوتر‪ ،‬وتعرض ت ت تتت م ار انر التهامها بالتدخل ل الش ت ت تتؤون الداخلية لبعط الدول‬
‫العربية القريبة منها والبعيدة‪ ،‬من خالل دعم الجماعات المت رلة ليها‪ .‬وتشتعر‬
‫الدول العربية ل الخليج بالقل من ج ار الست ت تتلوم اإليران ‪ .‬لإلى جانم تنام‬
‫الترس ت تتانة العس ت تتكرية اإليرانية تناميان أحدث خلالن ل موازين القو ل المن قة‪،‬‬
‫ويبدو تمست ت ت ت ت تتم يران باحتاللها الجزر الثالث‪ ،‬وبإص ت ت ت ت ت ترارها على " يرانية" تلم‬
‫الجزر واستتتعدادها للقتال دونها‪ ،‬عقبة ل ستتبيل التقارم العرب – اإليران ( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬مفهوم الشااااارق ةوساااااطية وتأثيرها على األمن القومي العربي‪ ،‬صاااااالح عبد العاطي‪ ،‬العدد ‪ ،182‬مرجع‬
‫سابق‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫القائم على الس ت تتي رة‬ ‫وا ا كانت يران ال ترحم بالنظام الشت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تر األوست ت ت‬
‫األميركية ‪ -‬اإلس ت ت ترائيلية والتفكم العرب ‪ ،‬لإنها ال ترحم ل الوقت نفست ت تتا بأن‬
‫يس تتتعيد النظام العرب تماس تتكا ويعيد ترتيم ش تتؤون بيتا وبخاص تتة ل المجال‬
‫األمن ‪ .‬ول ه ا الست تتيا است تتتفادت يران بشت تتكل كبير من أزمة الخليج الثانية‬
‫الت مزقت نست ت ت ت تتيج التضت ت ت ت تتامن العرب ‪ ،‬وأست ت ت ت تتق ت الكثير من المحرمات الت‬
‫تأس ت ت تست ت تتت على القومية وشت ت تتكلت ست ت تتياجان للنظام العرب وألمنا القوم ‪ .‬وب لم‬
‫ستعت ل تنفي الستياستة الخارجية ات النزعة التوستعية‪ ،‬له ت م أن تكون‬
‫وحتتدهتتا القوة المهيمنتتة على كتتل من قتتة الخليج‪ ،‬وتنتتادي بتتانس ت ت ت ت ت ت تحتتام القوات‬
‫األجنبية‪ ،‬وبخاص ت ت تتة األميركية‪ ،‬من الخليج‪ ،‬متجنبة‪ ،‬ل الوقت نفس ت ت تتا‪ ،‬اإلثارة‬
‫والمواجهة م الواليات المتحدة‪ ،‬ومفض ت ت ت ت ت تتلة عليهما المهادنة‪ .‬وتش ت ت ت ت ت تتير أغلبية‬
‫المصتتادر المتخص تصتتة بالشتتؤون الدلاعية الش ت ت ت ت ت ت ت ت تتر األوس ت ية‪ ،‬لى أن يران‬
‫تواصت ت ت تتل جهودها الرامية لى عادة بنا قواتها المست ت ت تتلحة وتحديث معداتها ل‬
‫جمي المجاالت‪ ،‬وتجم ه ه المص تتادر على أن المحاوالت الةربية‪ ،‬وبخاص تتة‬
‫األميركية‪ ،‬الت تب ل من أجل الحد من مكانات يران التستتلي لم تستتجل حتى‬
‫اآلن نجاحان كبي انر‪.‬‬

‫وما يش ت تتد االنتباه ل برامج التس ت تتل اإليرانية أنها تنف ل ظل تأكيدات‬
‫متتالية من مصت تتادر غربية على مواصت تتلة يران ست تتعيها المتالم قدرات نووية‪،‬‬
‫وت هم ه ه المصت ت ت تتادر م اهم شت ت ت تتتا ل تصت ت ت تتوراتها ومعلوماتها‪ .‬وتتوق أن‬
‫تتمكن يران من أن تصتتب القوة اإلقليمية االستتتراتيجية الرئيستتة ل المن قة( )‪.‬‬

‫(‪ (1‬مشروع الشرق األوسط الجديد وتداعياته صالح عبد العاطي‪2007 /2/ 26 ،‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫م وجود منشت ت ت تتآت نووية كبيرة مثل مجم بوشت ت ت تتهر وال اقة ال رية اإليرانية( )‪.‬‬
‫ولم تثنيها العقوبات المتتابعة وكان الرد اإليران بعدم التراج عن موقفها ألنها‬
‫ال ازلت تتت بحت تتاجت تتة يران ل الع ار ‪ ،‬وتحرا الواليت تتات المتح ت تدة على الحت تتل‬
‫لم م توجهها القائم على اعتبار أمن الخليج‬ ‫الدبلوماس ت ت ت ت ت ت ت ‪ ،‬وتنست ت ت ت ت ت تتجم ل‬
‫مست تتؤولية الدول الواقعة على ش ت توا ئا‪ .‬ل لم لإن أي نظام أمن يتجاهل دورها‬
‫مرلوط وال يس ت ت ت تتتقيم أمره‪ .‬ويمكن القول ن الخليج يمثل محور االس ت ت ت تتتراتيجية‬
‫اإليرانية‪ ،‬لفيا يتج دست ت ت ت ت ت ت تد حجم وقيمة الوجود اإليران ‪ .‬وبقدر حجم وقيمة لم‬
‫الوجود يكون حجم وقيمة التأثير اإليران ل عالم النف ول االست ت ت ت ت تتتراتيجيات‬
‫العالمية‪ ،‬وبخاصة األميركية‪ ،‬ل الشتر األوس عمومان والخليج خصوصان‪.‬‬

‫(‪ (1‬البرنامج النووي اإليراني‪ ،‬رياض الراوي‪ ،‬ص‪ ،161-137‬األوائل‪2006 ،‬م‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مفهوم اإلعالم ودوره في األزمات‬

‫ويشتمل على ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب لول مفهوم اإلعالم في الزمات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور اإلعالم في الزمات‬

‫المطلب الثالث أهمية اإلعالم في الزمات‬

‫الفصل الثالث‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المطلب الول‬

‫مفهوم اإلعالم في الزمات‬


‫اإلعالم في اللغة‪:‬‬
‫علم علم تان‪ ،‬أي عرلتتا وعلمتتا‪ ،‬ويقتتال رجتتل عتتالم وعليم والجم علمتتا وعالم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫وعلما ياه لتعلما واإلعالم أي اإلخبار واإلبال‬
‫واصطالحاً‪:‬‬
‫يعرف بأنا نشت ت ت ت ت ت تتر المعتارف والمعلومات واألحداث وتحليلهتا وابراز الظواهر‬
‫االجتماعية والس ت تتياس ت تتية واالقتص ت تتادية والثقالية لتوجيا المجتم والمش ت تتاركة ل‬
‫‪2‬‬
‫توجيا الرأي العام( )‪.‬‬
‫وك لم يعرف اإلعالم بأنا مجمو اآل ار والحقائ والتوجيا واإلقنا‬
‫وجمهورها‬
‫‪3‬‬
‫للمتلق ويست تتاعد على اتخا القرار المناست تتم( )‪ .‬لالرست تتالة اإلعالمية‬
‫الت ت ت ي من المفترط أن تبنى على الت ت تتأثير واإلدرام لمضت ت ت ت ت ت تتمونه ت تتا ومن ثم‬
‫االست ت ت ت تتتجابة والتحفيز‪ ،‬باعتبار كونها من ضت ت ت ت تتمن العلوم االجتماعية‪ ،‬غير أن‬
‫التأثير االجتماع ليعالم يجم أن يهتم بالقيم وه جوهر العلوم االجتماعية‬
‫لتعلقا بالفكر البشتتري( )‪ ،‬من أجل الوصتتول لى‪ 4‬دوائر جماهيرية واستتعة بهدف‬

‫المحيط‪ ،‬مجد الدين بن يعقوب فيروز ابادي‪ ،‬ص‪ ،1418‬مؤسااسااة الرسااالة ط‪1987 ،2‬م‪،‬‬ ‫(‪ (1‬القامو‬
‫بيروت‪.‬‬
‫(‪ (2‬تطوير اإلعالم األمني‪ ،‬عبد المنعم محمد بدر‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،21‬اكاديمية نايف األمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫(‪ (3‬مدخل إلى اإلعالم‪ ،‬سعيد محمد الشنقيطي‪ ،‬ص ‪ ،8‬دار عالم الكتب‪1883،‬م‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫(‪ (4‬دراسات إعالمية‪ ،‬عبد القادر طاش‪ ،‬ص‪ 1994 ،28‬مكتبة الشروق‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫بتحق بعط‬ ‫اإلعالم يرتب‬


‫‪1‬‬
‫الري العت تتام( )‪ .‬ونجت تتا وست ت ت ت ت ت ت ت تتائت تتل‬
‫أ‬ ‫التت تتأثير ل‬
‫المت لبات المرتب بواق المرست ت ت ت ت تتل‪ ،‬والمتلق ‪ ،‬و بيعة الرست ت ت ت ت تتالة اإلعالمية( )‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ويعالج جوانم الحياة اإلنسانية والفكرية والسياسية واالقتصادية( )‪.‬‬
‫واإلعالم االسالم اجتماع ‪ ،‬ألن رقابة المجتم تحول دون انحراف‬
‫اإلعالم ومنصف لهو يحترم اآل ار ويعتمد الموضوعية واستشعار مراقبة اهلل‬
‫‪4‬‬
‫لتحق النجا اإلعالم ( )‪.‬‬
‫وقد بين لنا القرآن الكريم ثمرة نجا الرست ت ت ت تتالة اإلعالمية الصت ت ت ت تتادقة بإنقا‬
‫مملكة س ت ت ت تتبأ من الش ت ت ت تترم والرجو لى اهلل س ت ت ت تتبحانا وتعالى المرس ت ت ت تتل كان ائر‬
‫(الهدهد) ال ي كان لا دور كبير من خالل القرآن وحواره م نب اهلل س ت ت تتليمان –‬
‫‪5‬‬
‫عليتتا الست ت ت ت ت ت تتالم ‪ -‬وكتتان ص ت ت ت ت ت ت تتد ه ت ه الرس ت ت ت ت ت ت تتالتتة عودة تلتتم األمتتة لى اهلل‬
‫( )‬

‫ﭐﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ‬

‫ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞﱠﭐ أي وجدت ه ه المرأة ملكة ست ت ت ت ت ت تتبأ وقومها‬


‫ليعبدونها من دون اهلل ()‪ .6‬ومن الواجم علينا نراج د ارست ت ت تتات‬ ‫يست ت ت تتجدون للشت ت ت تتم‬
‫اإلعالم الدول ل الدعو لى التحري والتبين من ص ت ت تتد أو زيف المعلومة هو‬
‫التصرف ال ي اتبعا نبينا سليمان عليا السالم ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱻ ﱼ ﱽ‬

‫(‪ (1‬مدخل في االتصال الجماهيري‪ ،‬ونظرياته‪ ،‬برهان شادي‪ ،‬ص‪16،2003‬م‪ ،‬األردن‪.‬‬


‫(‪ (2‬اإلعالم والدعاية‪ ،‬وجية الشي ‪ ،‬ص ‪1993 ،168‬م‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫(‪ (3‬احكام وضااااوابط الدعاية واإلعالن في الفقه اإلسااااالمي‪ -‬دراسااااة مقارنة ‪-‬عقيد ركن د مبار علوي‬
‫لزنم‪ ،‬ص‪ ،24‬رسالة ماجستير جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم‪ ،‬السودان‪ ،‬الجزيرة‪.‬‬
‫(‪ (4‬ةصول اعالم اإلسالمي‪ ،‬إبراهيم امام‪ ،‬ص‪ ،49‬دار الفكر‪1985 ،‬م‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (5‬ةحكام وضاااوابط الدعاية واإلعالن في الفقه اإلساااالمي‪ -‬دراساااة مقارنه‪ -‬عقيد ركن د‪ .‬مبار علوي‬
‫لزنم‪ ،‬ص‪ ،13‬مرجع سابق‪.‬‬
‫(‪ (6‬جامع البيان‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪ ،447‬دار الرسالة‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﲂﱠ‪ .‬وهك ت ا لتتإن الموقف اإليجتتاب والتمحيا قبتتل أن‬
‫يمنحا القبول والتص ت تتدي من ناحية وادرام أن العاملين ل ه ا الش ت تتأن من ناحية‬
‫أخر س تتوف يجعلهم أكثر واقعية والتزامان بالجودة اإلعالمية وخص تتوصت تان ل حال‬
‫األزمات والكوارث والت تت لم جهد وحرا شديد للمصداقية وغيرها‪.‬‬
‫ويمكن أن نعرف اإلعالم بأنا كل جهد صاد يتصل باإلنسانية ليعبر عن‬
‫ت لعاتهم بالوسائل المسموعة والمقرو ة والمشاهدة لمواجهة األزمات أي نا كان‬
‫نوعها‪.‬‬
‫شرو الرسالة اإلعالمية المؤثرة ل األزمات‬
‫‪ -‬تهيئة الجماهير لمجريات األحداث‪.‬‬
‫الري العام‪.‬‬
‫‪ -‬المصداقية وعدم التعارط‪ ،‬التركيز على صنا القرار و أ‬
‫‪ -‬يجم أن يدرم الجهاز اإلعالم أن الجمهور يتمت ب كا حاد لال يجم‬
‫التجاهل‪.‬‬
‫‪ -‬الرسالة اإلعالمية لها لوائد يجابية‪ ،‬كمواجهة الجماهير بالحقائ مهما‬
‫كانت مؤلمة‪.‬‬
‫‪ -‬الرسالة اإلعالمية ات لمسة نسانية واالتصال الفعال مؤث انر‪.‬‬
‫‪ -‬تجنم التص ت ت تري لوست ت تتائل اإلعالم‪ ،‬بمعلومات غير صت ت تتحيحة‪ ،‬ا لم‬
‫تكن تعرف الجوام عن س ت ت تؤال لال تجم بأي ش ت ت ت ‪ ،‬لإ ا أع يت األجوبة‪َّ ،‬‬
‫لإنا‬
‫يكون من الصت تتعم نفيها‪ .‬ا ر جوهر المشت تتكلة وال تحاول االلتفاف حولها‪ ،‬وهنا‬
‫‪1‬‬
‫ينبة تكوين مصداقية وسائل اإلعالم‪ ،‬وكسم ثقة الجمهور)( )‪ .‬ومن المعلوم أن‬
‫اهلل أمر براهيم علي ت ت تتا الست ت ت ت ت ت تتالم ب ت ت تتاإلعالم واإلعالن واأل ان األكبر ب ت ت تتالحج‬

‫(‪ (1‬توجيه الرسالة الصحيحة عند وقوع األزمات‪ ،‬ص‪ ،47‬مجلة الثقافة العالمية‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ‬
‫‪1‬‬
‫ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ‪ .‬ول كل صت تتالة أ انان ليعالم بالوقت( )‪ ،‬إلعال كلمة اهلل ل‬
‫‪2‬‬
‫كل عصر بكالة الوسائل المشروعة( )‪.‬‬
‫ومن الحقتتائ الم ت هلتتة ليعالم الةرب دائم تان يلوي الحقتتائ ومن ه ت ه‬
‫الحقائ أي حدث ل األرط المحتلة ل للس ت ين يظهرون العدو الصتتهيون‬
‫الضت تتحية وأنهم يدالعون عن أنفست تتهم وهو الجالد وما يحصت تتل ضت تتد أهل الح‬
‫واألرط بأنهم الجالدون‪.‬‬

‫(‪ (1‬اإلعالم اإلسالمي والعالقات اإلنسانية‪ ،‬محمد الهراوي‪ ،‬ص‪ ،303‬ط‪1976 ،3‬م‪.‬‬
‫(‪ (2‬النظرية اإلسالمية في اإلعالم والعالقات اإلنسانية‪ ،‬زين الدين الركابي‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‬

‫دور اإلعـــالم في إدارة الزمـــات‬

‫دارة األزمات من خالل‬ ‫يش ت ت ت ت تتكل اإلعالم األزموي دو انر مهمان وبار انز ل‬
‫الرست ت ت تتالة اإلعالمية لتوعيتا الموا نين وكست ت ت تتبهم ورل معنوياتهم والتركيز على‬
‫‪1‬‬
‫الجوانم اإليجابية والعمل على تنميتها واظهار الجوانم السلبية ومعالجتها( )‪.‬‬

‫ويت لم وجود قادة قادرين على نقل المعلومات الصت تتحيحة بالست تترعة المناست تتبة‬
‫لالس تتتجابة للحدث‪ ،‬وض تتعف قدرات الموارد البشت ترية عند التعامل م األحداث‬
‫تقديم قدر كال من‬
‫‪2‬‬
‫أحد أس ت ت تتبام لش ت ت تتل معالجة األزمات( ) مما يجنم لم هو‬
‫الجوانم المختلقة الت يبحث عنها الجمهور عبر الوستتائل‬ ‫الموضتتوعية ية‬
‫المسموعة والمقرو ة والمشاهدة المتنوعة المصادر‪.‬‬

‫وه ا ما يفست ت ت ت تتر حقيقة أن ظروف األزمة تتميز دائمان باالست ت ت ت تتتخدام المكشت ت ت ت تتف‬
‫‪3‬‬
‫الري العام( )‪.‬‬
‫لوسائل االتصال وتج م اهتمام أ‬

‫وقد زادت أهميتها نتيجة الت ور الهائل ل التكنولوجيا الحديثة لالتصت ت ت ت ت ت تتاالت‬
‫والمعلومات وتوس ت انتشتتار البث الفضتتائ ‪ ،‬مما ستتاعد ل تقارم أج از العالم‬

‫(‪ (1‬اإلعالم ومعالجة األزمات‪ ،‬عماد حسااين مكاوي‪ ،‬ص‪ ،116‬الدار المصاارية اللبنانية‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫(‪ (2‬اإلعالم واألزمات اإلعالمية‪ ،‬د‪ ،‬ةديب خضير ‪ ،‬ص ‪ ،86‬المكتبة اإلعالمية‪1991 ،‬م‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫(‪ (3‬اإلعالم واألزمات‪ ،‬تأديب خضير‪ .‬ص‪ ،7‬المرجع السابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫م بعضت ت ت تتها البعط حتى يكاد يكون العالم ل متناول اليد وتخ ت الرست ت ت تتالة‬
‫‪1‬‬
‫اإلعالميتتة حواجز الزمتتان والمكتتان بتتاألجهزة الحتتديثتتة( )‪ ،‬وبتتالتتتال لتتإن لرا‬
‫االس ت تتتفادة من وس ت تتائل اإلعالم ل مجال األمن الوقائ ول األزمات األمنية‪،‬‬
‫األلراد بدرجة‬ ‫لوستائل اإلعالم ل العص ت ت ت ت ت ت ت تتر الحاضتر مؤثرة تشتكل ل نفو‬
‫أكبر من الوسائل التعليمية وغيرها‪.‬‬

‫والب تتد أن يكون متح تتدث لري األزم تتة والت ت ي يتولى عق تتد المؤتمرات اإلعالمي تتة‬
‫ليدال بالمعلومات المتعلقة باألزمة لوست تتائل اإلعالم المختلفة والت بدورها تنقلها‬
‫للجمتتاهير‪ ،‬وب ت لتتم يتحق االنس ت ت ت ت ت ت تجتتام والتعتتاون بين المركز اإلعالم األزموي‬
‫والجهات ات العالقة لعمليات النشا اإلنسان ‪ ،‬لهو ثمرة من ثمار علوم نسانية‬
‫‪2‬‬
‫متراب ة( )‪.‬‬

‫المتحدث الرسمي أثناء األزمات والكوارث‪:‬‬


‫المتحدث الرست ت ت تتم أثنا األزمات والكوارث‪ ،‬يمثل الواجهة الرست ت ت تتمية للمنظمة‪،‬‬
‫ويقوم بتوضتتي نظر المنظمة لى الجمهور من خالل وستتائل اإلعالم المختلفة‬
‫ولقان للضواب اآلتية‬

‫‪ -‬يجم تحرير التصريحات بشكل دقي ومحدد‪.‬‬

‫(‪ (1‬األعالم ومعالجة األزمات‪ ،‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ص‪ ،17‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ (2‬اإلعالم والدعاية د وجية الشي ‪ ،‬ص‪1993 ،48‬م‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫‪ -‬االعتراف باألخ ا الت تحدث أثنا عمليات المواجهة ألن تستريبها‬
‫وكشت ت تتفها من جهات أخر ل ظل العولمة األمنية يؤدي لى تجست ت تتيمها بأكثر‬
‫مما ه ل واق الحال‪.‬‬

‫‪ -‬التعامل بموض تتوعية وعدم االنفعال م وس تتائل اإلعالم الت قد ت ي‬


‫أخبار غير صحيحة‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون التوجا اإليجاب ل نشر الحقائ الكاملة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تنشر الحقائ بالسرعة الالزمة متى تم التحق من صحتها تفويت نا‬
‫لزيادة الشائعات‪.‬‬

‫‪ -‬عدم همال الجمهور بل يجم الحديث عن رأي الجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬يتحدث بضمير الجماعة (نحن) كلما كان لم ممكنان‪.‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‬

‫أهمية اإلعالم ل األزمات‬

‫والهتتادف يعمتتل على تقست ت ت ت ت ت تتيم وتشت ت ت ت ت ت تتتيتتت‬ ‫اإلعالم الموجتتا والمتتدرو‬
‫العناصر المسببة لألزمة مما ينتج بعد لم ضعفان كبي انر ل تجميعها ومما يزيد‬
‫من أهميتا تأثيره على سلوكيات األلراد واتجاهاتهم لمواجهة األزمات والكوارث‪،‬‬
‫قبل وبعد وقو أي أزمة أمنية مما يس تتاعد ل االس تتتفادة من عامل الزمن للحد‬
‫من أخ ارها‪.‬‬

‫ومن حيث األهمية والتأثير لالت ورات التكنولوجية قد دلعت با ليكون‬


‫لا الصت ت تتدارة ل مجال الد ارست ت تتات والبحوث‪ .‬وهك ا أصت ت تتبحت األزمات قضت ت تتية‬
‫محورية وأست ت تتاست ت تتية لألمم والشت ت تتعوم‪ ،‬وأصت ت تتب التعامل معها عالميان بالشت ت تتكل‬
‫المناستم ي و منعكستاتها الستلبية‪ ،‬خصتوصتان عندما ترتب األزمة بنوعية من‬
‫الوجود والمصير‪ ،‬وقضية حياتية‪.‬‬

‫ن عملية درام األزمات ولهمها‪ ،‬ووع أس ت تتاليم التعامل معها ليس ت تتت‬
‫الصورة ال هنية عند الجمهور من خالل‬
‫‪1‬‬
‫البد من تصحي‬ ‫باألمر اليسير( )‪،‬‬
‫تش ت ت تتابم المعلومات‪ ..‬لظهور اإلعالم المعولم المرتب بالةرم ال ي يس ت ت تتتهدف‬
‫اإلنستتان العرب ودول العالم الثالث خل لديا هنية جديدة بعيدان عن التماستتم‬
‫االجتماع والسياس ونسف الوع الفكري والروح لد ه ه الشعوم‪.‬‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات واإلدارة باألزمة‪ ،‬ماجد شدود‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬
‫ومن المعلوم أن القرار األمن الرشت ت ت ت ت ت تتيد يتوقف على المعلومات المتاحتة‬
‫لد متخ ي القرار من أجل الوقاية من األزمات الت بفعل اإلنس ت تتان أو ال بيعة‪،‬‬
‫وتبت تتدو أهميت تتة لت تتم من خالل المعلومت تتات المتعلقت تتة بت تتأبعت تتاد األزمت تتة وأ رالهت تتا‪،‬‬
‫واألشخاا السياسيين والفنيين الم لوم تدخلهم ل األزمة والتنسي م الجهات‬
‫أهمية وس تتائل‪ 1‬اإلعالم عند مواجهة األزمات ‪ ،‬كونها تمثل‬ ‫المش تتاركة( ) ‪ .‬وتنعك‬
‫‪2‬‬
‫المصدر الرئيست ت ت ت ت ت ت للمعلومات لد الجمهور ل األزمات( ) والدور التفاعل بين‬
‫اإلعالم األمن والوست تتائل اإلعالمية المختلفة وضت تترورة التأكيد على المصت تتداقية‪،‬‬
‫والمبادرة ل مواجهة الدعاية المضادة ل ظل عصر العولمة ال ي يتسم بانتشار‬
‫الفضائيات والسماوات المفتوحة‪.‬‬

‫ةسس اإلعالم األزموي‪:‬‬


‫أ‪ -‬تجنم المواد اإلعالمية الت قد تثير حساسية لد الجمهور‪.‬‬

‫م‪ -‬التعاون م وستتائل اإلعالم من خالل مندوبيها وامدادهم بالبيانات‬


‫والمعلومات من خالل اإلعالم األمن ‪.‬‬

‫– يجم ع ا اهتمام باألزمة وشر جوانبها حتى يتم احتوائها‪.‬‬

‫د‪ -‬الستتياستتة اإلعالمية ات المصتتداقية لكستتم ثقة الجماهير‪ ،‬وستترعة‬


‫الوص ت تتول للجمهور المتأثر من األزمة دون حجم أو تض ت تتارم ل االس ت تتتجابة‬

‫(‪ (1‬إدارة األزمات األمنية (المبادئ المراحل ‪-‬األجهزة التطبيقية)‪ ،‬عميد ركن د‪ .‬محمد األساااطى ص‪،75‬‬
‫المرجع السابق‬
‫(‪ (2‬اإلعالم ومعالجة األزمات‪ ،‬د‪ .‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ص‪ ،146‬المرجع السابق‪.‬‬
‫إدارة األزمات األمنية في ظل المتغيرات الدولية ‪...................................‬الفصل الثالث‬

‫المتحت تتدث الرست ت ت ت ت ت تتم خبرة‬ ‫لمت لبت تتات الجمهور‪ ..‬نت تتا يتعين أن يكون لت تتد‬
‫عالمية‪.‬‬

‫هت‪ -‬رصد التحوالت ل المجاالت المختلفة‪.‬‬

‫و‪ -‬رسم وتحقي االستراتيجية األمنية‪.‬‬

‫ز‪ -‬حداث تةيير ج ري ل مفهوم المست ت ت ت ت ت تتؤولية األمنية وبروز مفهوم‬


‫المسؤولية التضامنية لتحقي األمن الشامل‪.‬‬
‫الخـــــــاتـــمـــــــة‬

‫ختتتامتان‪ ..‬الحمتتد اهلل رم العتتالمين الت ي ال انتهتتا لكلمتتاتتتا‪ ،‬وال محي بعلمتتا‪..‬‬
‫والصت ت ت تتالة والست ت ت تتالم على من أكرما ربا بالعلم‪ ،‬وعظما بالخل ‪ ،‬وزينا بالحلم‪،‬‬
‫وعلى آلتتا وصت ت ت ت ت ت تتحبتتا أجمعين‪ ..‬اللهم انفعنتتا بتتالعلم‪ ،‬وأكرمنتتا بتتالتقو ‪ ،‬وجملنتتا‬
‫بالعالية‪.‬‬

‫والحمد اهلل رم العالمين‪ ،‬والصتتالة والستتالم على أشتترف المرستتلين‪ ،‬ومن ستتار‬
‫على نهجهم لى يوم الدين‪.‬‬

You might also like