You are on page 1of 13

‫بحث حول ازمة ‪1929‬‬

‫خطوات البحث‬

‫• مق ـ ـ ـ ــدمة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامة‬

‫المبحث األول‪ :‬األزمة االقتصادية‬

‫المطلب األول‪:‬تعريف األزمة‬

‫المطلب الثاني‪:‬أسباب األزمة‬

‫المطلب الثالث‪:‬أنواع األزمات‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المراحل التي تمر بها األزمة‬

‫المطلب الخامس‪ :‬نتائج األزمة‬

‫المطلب السادس‪ :‬الجانب االيجابي لألزمة‬

‫المطلب السابع‪:‬بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أزمة ‪1929‬‬

‫المطلب األول‪:‬مراحل نشأة األزمة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انتشار األزمة‬

‫المطلب الثالث‪:‬تعددت نتائج األزمة و اختلفت طرق معالجته‬

‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة‬

‫المراجع‬

‫مقدمة عامة ‪:‬‬

‫لقد انتهى العصــر الــذي يســتمتع فيــه المــرء براحــة البــال‪ ,‬فنحن نعيش اآلن في زمن األزمــات‪ ,‬و‬
‫عص ــر الك ــوارث‪ .‬فعلى المس ــتوى الف ــردي أص ــبح ك ــل واح ــد مّن ا يلهث وراء الم ــادة‪ ,‬وال رادع‬
‫للطموحـات الجامحـة الـتي يمكنهـا أن توردنـا مـوارد التهلكـة‪ .‬أمـا على مسـتوى المنظمـات أصــبح‬
‫أص ــحاب رأس الم ــال والم ــديرون في س ــباق م ــع غ ــيرهم من المنافس ــين‪ ,‬وك ـّل المنظم ــات تواج ــه‬
‫أوضاعا تنافسية حادة فالحكومة تفرض ضرائب وجمارك عالية‪ ,‬والمستهلكون يطالبون بأسعار‬
‫منخفضـ ــة والمـ ــوردون يرفعـ ــون أسـ ــعار خامـ ــاتهم‪ ,‬والعـ ــاملون يطـ ــالبون بـ ــأجور أعلى وفي هـ ــذه‬
‫األوضاع التنافسـية تّع رض الممارسـات السـّيئة اآلخـرين إلى كـوارث وعلى المسـتوى القـومي ال‬
‫تخل ــو وس ــائل اإلعالم من األزم ــات االقتص ــادية والسياس ــية واالجتماعي ــة‪ ...‬وغيره ــا‪ ,‬أّم ا على‬
‫المســتوى العــالمي فقــد أصــبحت الكيانــات الكبــيرة تقهــر األقّليــات وأضــحت الــدول تتصــارع بشـّد ة‬
‫فيمـ ــا بينهـ ــا‪ ,‬وامت ـ ـّد األمـ ــر إلى صـ ــراع بين الحضـ ــارات وحّق ا لقـ ــد أصـ ــبح عصـ ــرنا هـ ــو عصـ ــر‬
‫األزمات من أشهرها أزمة الكساد العظيم إّبان فـترة(‪ )1933-1929‬حيث ارتبطت أسـباب هـذه‬
‫األزم ــة ب ــالظروف العالمي ــة الس ــائدة بع ــد ح ع ‪ 1‬وب ــالفكر الكالس ــيكي الس ــائد آن ــذاك م ــا أدى إلى‬
‫انهيار البورصة األمريكية وولسـتريت وانهيـار العملـة إضـافة إلى أزمـة(‪15‬من سـبتمبر ‪)2008‬‬
‫اّلتي استيقظ فيها العالم من جديد على أوتار أزمة مالية عاتيـة أتت من نفس منبـع الكسـاد الكبـير‬
‫فتســارعت خطاهــا و تع ـّد ت إلى كــل أنحــاء العــالم‪ .‬من كــل مــا تقــدم تــبرز معــالم اإلشــكالية الــتي‬
‫يمكن صياغتها كالتالي‪:‬‬

‫ما المقصود باألزمة االقتصادية؟‬

‫ما تأثيرها على االقتصاد العالمي؟‬

‫كيف يمكن تجنبها والتخلص منها؟‬

‫تعريف األزمة‪:‬‬

‫تعبر األزمة عن موقــف وحالـة يواجههـا متخـذ القـرار في احـد الكيانـات اإلداريـة و تتالحـق فيهـا‬
‫األحداث‪ ,‬تتشابك فيها األسباب مع النتائج‪ ,‬ويفقد معها متخذ القـرار قدرتــه على الســيطرة عليهــا‪,‬‬
‫أو على اتجاهاتهــا المســتقبلية(‪, )1‬كمــا تعــبر عن تهديــد مباشــر لبقــاء النظــام الــذي يواجــه مصــيره‬
‫بالفنـ ـ ــاء أو االنهيـ ـ ــار ذلـ ـ ــك بسـ ـ ــبب الكارثـ ـ ــة الـ ـ ــتي ق ـ ـ ــد تـ ـ ــؤدي إلى انهيـ ـ ــار مقدماتـ ـ ــه و أسـ ـ ــباب‬
‫وج ــوده ‪,‬فحري ــق ش ــركة بالكام ــل ق ــد ينهي حياته ــا من الوج ــود وانفج ــار مجموع ــة أن ــابيب ش ــركة‬
‫ب ــترول يه ــدد بقاءه ــا ‪,‬و الح ــرب األهلي ــة في إح ــدى ال ــدول ق ــد تنهي الحكم فيه ــا و تنقل ــه إلى حكم‬
‫آخر(‪, )2‬مما سبق نستخلص أن األزمة تتمثل في مرحلة حرجة تواجهها المنظمــات فينتج عنهــا‬
‫خلــل أو توقــف بعض الوظــائف الحيويــة لهــذه المنظمــات ويصــاحبها تطــور ســريع في األحــداث‬
‫ينجم عنــه عــدم اســتقرار في النظــام األساســي لهــا ويــدفع ســلطة اتخــاذ القــرار فيهــا إلى ضــرورة‬
‫التدخل السريع لنجدتها وإ عادة التوازن لهذا النظام(‪)3‬‬
‫‪-‬أسباب األزمة‬

‫‪-‬سوء الفهم‬

‫وه ــو يش ــير إلى خط ــأ في اس ــتقبال وفهم المعلوم ــات المتاح ــة عن األزم ــة ويرج ــع ذل ــك لألس ــباب‬
‫التالية‬

‫قلـ ــة المعلومـ ــات وإ شـ ــارات اإلنـ ــذار عن األزمـ ــة ‪ ،‬عـ ــدم القـ ــدرة على جمـ ــع المعلومـ ــات وربطهـ ــا‬
‫باألزمة‪..‬‬

‫‪-‬سوء التقدير‬

‫ويعني أن المعلومات تعطى لها قيمـة وتقـدير ومعـنى مخـالف للحقيقـة‪ ,‬ومن أسـباب سـوء التقـدير‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫الشـك في قيمـة المعلومـات والثقـة الزائـدة في النفس ‪ ،‬االسـتهانة باألزمـة و المعلومـات المرتبطـة‬
‫بها‪.‬‬

‫سوء اإلدارة ‪-‬‬

‫حينمــا يتــدهور النظــام اإلداري فعليــك أن تتوق ــع تــوالي الكــوارث واألزمــات‪ ,‬ومن أســباب ســوء‬
‫اإلدارة ما يلي‪:‬‬

‫عدم وجود نظام للتخطيط و الرقابة ‪ ،‬االستبداد اإلداري والصراعات على المراكز ‪.‬‬

‫تعارض المصالح واألهداف ‪-‬‬

‫حينم ــا تختل ــف وجه ــات النظ ــر أو تختل ــف المص ــالح واأله ــداف ينش ــأ ص ــراع بين األف ــراد أو بين‬
‫الم ــديرين أو بين األقس ــام‪ ,‬األم ــر ال ــذي ق ــد ي ــؤدي إلى ك ــوارث وأزم ــات‪ ,‬ومن أس ــباب تع ــارض‬
‫المصالح واألهداف ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬اختالف الخلفيات التنظيمية‪ ,‬والثقافية في النوع‪ ,‬الجنسية والدخل‬

‫عدم وجود آلية ونظام لفض النزاعات‪-.‬‬

‫األخطاء البشرية ‪-‬‬


‫وتعني أخطاء النعدام قدرة أو رغبة أطراف األزمة على التعامل مـع حقائقهـا‪ ,‬وترجـع األخطـاء‬
‫البشرية لألسباب التالية‪:‬‬

‫تدهور الدافعية و المعنويات ‪ ،‬عدم التركيز في العمل و اإلهمال وقلة الخبرة‪.‬‬

‫‪-‬اإلشاعات‬

‫وهي عبارة عن استخدام المعلومات الكاذبة والمضللة و إعالنهــا في تــوقيت ومنــاخ معين يــؤدي‬
‫إلى األزمة ومن األسباب التي تؤدي إلى اإلشاعات ما يلي‪:‬‬

‫وجود تخبط لدى المسئولين ‪ ،‬وجود توتر جماهيري‪.‬‬

‫‪-‬اليأس‬

‫هو فقدان األمل في حل المشاكل والكوارث‪ ,‬أو هو اإلحباط وعدم الرغبة لدى متخذ القــرار في‬
‫مواجهة المشاكل ‪.‬ويرجع ذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫انخفاض الدخل والراتبة‪ ،‬القمع اإلداري والشعور بالظلم‬

‫الرغبة في االبتزاز ‪-‬‬

‫هو تعريض متخذ القرار لضغوط نفسية ومادية و شخصية واســتغالل التصــرفات الخاطئــة الــتي‬
‫قــام بهــا إلجبــاره على المزيــد من التصــرفات األكــثر ضــررا‪,‬ويصــبح ذلــك مــرة أخــرى مصــدرا‬
‫لالبتزاز واإلجبار‪.‬ومن أسباب ابتزاز بعض الناس لآلخرين ‪:‬‬

‫تعــارض المصــالح واستســالم البعض لالبــتزاز‪ ،‬الرغبــة في تــدمير اآلخــرين أو تــدمير المنظمــات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪-‬انعدام الثقة‬

‫وهو عدم اإليمان باآلخرين و وتنعــدم الثقـة في بعض النــاس أو ربمــا في نظــام كامــل كــأن تنعــدم‬
‫في اإلدارة العليا أو المنظمة‪ .‬ويرجع سبب عدم الثقة إلى ما يلي‪:‬‬

‫سيادة ظروف عمل سيئة ‪ ،‬عدم كفاءة النظام اإلداري‪..‬‬

‫‪-‬األزمات المتعمدة‬
‫هو افتعال المشاكل واألزمات للتمويه على أزمات أكــبر‪.‬وهــو محاولــة لصــرف النظــر عن أزمــة‬
‫حقيقة بافتعال أزمات جانبية أو وهمية‪.‬ويرجع ذلك إلى ما يلي‪:‬‬

‫محاولــة التمويــه والتغطيــة على األزمــات الحقيقــة‪ ،‬محاولــة كســب أرضــية بصــورة غــير أخالقيــة‬
‫على حساب الغير‪.‬‬

‫‪-‬سوء اإلدراك‬

‫يعــد اإلدراك أحــد مراحــل الســلوك الرئيســية فاســتعماله بشــكل غــير ســليم يــؤدي إلى عــدم ســالمة‬
‫االتج ــاه ال ــذي اتخ ــذه القائ ــد اإلداري و انفص ــام العالق ــة بين األداء الحقيقي للكي ــان اإلداري وبين‬
‫القرارات التي يتخذها هذا القائد ومن هنا إذا تراكمت نتائج التصرفات السابقة بشكل معين فانــه‬
‫يوجد ضغطا مولدا لألزمة‪.‬‬

‫‪-‬أنواع األزمات‬

‫إن مفهوم األزمة و طريقة التعامل معهـا يعتمـد على درجـة معرفتنـا بنـوع و طبيعـة هـذه األزمـة‬
‫وفي هذا الصدد يمكن التمييز بين أنواع مختلفة لالزمات كاألتي‪:‬‬

‫(‪ )1‬األزمات المادية أو المعنوية‪:‬‬

‫‪-‬أ‪ -‬األزمات المادية‬

‫هي أزم ـ ــات ذات ط ـ ــابع اقتص ـ ــادي وم ـ ــادي و كمي ويمكن دراس ـ ــتها و التعام ـ ــل معه ـ ــا مادي ـ ــا و‬
‫بأدوات تتناسب مع طبيعة األزمة‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫‪ ،‬أزمة الديون‪ ،‬عدم توافر سيولة في الشركة‪-‬انخفاض حاد في المبيعات ‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬األزمات المعنوي‬

‫وهي أزمات ذات طابع نفسي وشخصي وغير ملموس وال يمكن اإلمسـاك بأبعادهـا بسـهولة وال‬
‫يمكن رؤية أو سماع األزمة بل يمكن الشعور بها‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫أزمة الثقة‪-.‬‬

‫عدم رضاء و استياء العاملين‪ ،‬انخفاض الروح المعنوية‪.‬‬

‫(‪- )2‬األزمات البسيطة أو الحادة‬


‫أ‪ -‬األزمات البسيطة‪:‬‬

‫وهي األزمــات خفيفــة التــأثر و يســهل معالجتهــا بشــكل فــوري و ســريع ومن أمثــال هــذه األزمــات‬
‫البسيطة‪:‬‬

‫عمل تخريبي في بعض أجزاء الشركة ‪ ،‬إضراب عمال احد األقسام ‪ ،‬عطل في خط إنتاج ‪.‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬األزمات الحادة‬

‫وهي األزمات التي تتسم بالشدة و العنف و قهر الكيان اإلداري للمنظمة و تقــوض أركانــه ومن‬
‫أمثلة هذه األزمات الحادة‪:‬‬

‫حريق مخازن بها سلع جاهزة ‪ ،‬مظاهرات في كافة مدن الدولة‪ ،‬اعتماد من دولة خارجية ‪.‬‬

‫(‪ )3‬أزمات جزئية أو عامة‪:‬‬

‫أ‪ -‬أزمات جزئية‪-:‬‬

‫وهي أزمـ ــات تطـ ــول جـ ــزءا من كيـ ــان المنظمـ ــة أو النظـ ــام وليس كلـ ــه ويكـ ــون الخـ ــوف من أن‬
‫استمرار األزمة قد يتعدى إلى باقي أجزاء النظام‪ ,‬مثال‪:‬‬

‫اعتصـ ــام لبعض العـ ــاملين في احـ ــد األقسـ ــام ‪ ،‬انخفـ ــاض الـ ــروح المعنويـ ــة في إحـ ــدى اإلدارات‪،‬‬
‫ظهور وباء في احد المدن الصغيرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أزمات عامة‪-:‬‬

‫وهي أزمــات لهــا تــأثير على كافــة أجــزاء النظــام (ســواء كــان شــركة أو منظمــة أو دولــة )و يــؤثر‬
‫كذلك على أشخاصه و منتجاته‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫حريـــق يـــأتي على الشـــركة بأكملهـــا ‪ ،‬تـــدهور حـــاد في إنتاجي ــة المص ــنع ‪ ،‬إض ــراب ع ــام لكافـــة‬
‫الموظفين و العاملين بالشركة‪.‬‬

‫(‪- )4‬أزمات وحيدة أو متكررة‬

‫‪-‬أ‪ -‬األزمات الوحيدة‬

‫وهي أزمات فجائية غير دورية وغير متكررة ويصعب التنبـؤ بوقوعهـا و عـادة مـا يكـون هنـاك‬
‫أسباب خارجية عن اإلدارة هي التي تؤدي إليها‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫أمطــار عنيفــة أو جفــاف يــؤدي إلى خســائر ‪ ،‬ســيول تــؤدي إلى هــدم المنشــات ‪ ،‬حــر شــديد يــؤدي‬
‫إلى حرائق ‪..‬‬

‫‪-‬ب‪ -‬األزمات المتكررة‬

‫وهي أزمات تتسم بالدورية و التكرار و أنها تحدث في مواسم أو دورات اقتصادية يمكن التنبؤ‬
‫به ـ ــا و بالدراس ـ ــة و البحث يمكن تحدي ـ ــد م ـ ــتى س ـ ــتقع األزم ـ ــة و درج ـ ــة ح ـ ــدتها و بالت ـ ــالي يمكن‬
‫السيطرة عليها و يتم حـدوث هـذه األزمـات المتكـررة بسـبب وجـود ظـواهر المواسـم الزراعيـة و‬
‫المواسم الطبيعية كالصيف و الشتاء و المواسم االقتصادية كالرواج و الكسـاد و كلهـا تـؤدي إلى‬
‫األزمات التالية على سبيل المثال ‪:‬‬

‫أزمــة عــدم تــوافر القــوى العاملــة في مواســم الحصــاد‪ ،‬عــدم االحتيــاج للعــاملين في شــهور معينــة‬
‫دوريا‪ ،‬أزمات الصقيع التي تهدد المزروعات‪.‬‬

‫المراحل التي تمر بها األزمة ‪-‬‬

‫كل أزمة دورة حياة تشبه دورة حياة اإلنسان‪ .‬وأساليب التعامل مـع األزمـة يعتمـد على معرفتـك‬
‫بالمراحل التي تمر بها األزمة‪ .‬و مراحل دورة الحياة األزمة تتجلى في ما يلي ‪:‬‬

‫* مرحلة النشأة‪.‬‬

‫* مرحلة النمو‪.‬‬

‫* مرحلة النضج‪ .‬مرحلة االنحسار‬

‫مرحلة النشأة ‪-‬‬

‫يشعر المسئولين بإحساس مبهم بـأن ثمـة مشـكلة في الطريـق‪ .‬وان اسـتطاع المـدير أن يتعـرف و‬
‫لو جزئيا على العوامـل األساسـية فيهـا اسـتطاع أن يقـوم بتنفيس األزمـة‪ .‬أي تحويـل مسـارها من‬
‫خالل خلق اهتمامات جديدة أو امتصاص المحركين لها‪.‬‬

‫‪-‬مرحلة النمو‬

‫حينما يتم تغذية األزمة بمحركات و أسباب و أشخاص إضافية تبدأ في الكــبر و النمــو وفي هــذه‬
‫المرحلة يجب على المسئولين اسـتقطاب محركـات و عوامـل النمـو أو تحييـدها أو خلـق تعـارض‬
‫في المصالح بين األشخاص المحركين لها‪.‬‬
‫‪-‬مرحلة النضج‬

‫هن ــا تص ــبح األزم ــة في قمته ــا و تب ــدأ في إف ــراز خس ــائر فادح ــة للمنظم ــة وت ــدمر من حوله ــا من‬
‫مديرين أو أشخاص أو موجودات‪ .‬وتصبح السيطرة على األزمة صــعبة مــا لم يقم متخــذ القــرار‬
‫بمواجهة جذرية مع مسببات األزمة و محركيهــا أو البحث عن كبش فــداء يتحمــل وزر الخســائر‬
‫و تنتهي عنده األزمة‪.‬‬

‫‪-‬مرحلة االنحسار‬

‫هنا تبدأ األزمة في األفول و االنتهاء و ذلك بسبب الصدام أو المواجهة معها فـإذا فقـدت األزمـة‬
‫أســبابها و أشخاص ــها بــدأت في االنحســار‪ .‬وعلى المســئولين عــدم التفــاؤل فربمــا يلم األشــخاص‬
‫المسببون األزمـة شـتاتهم أو تبـدأ األزمـة في النهـوض مـرة أخـرى‪ .‬وعلى المنظمـة أن تعيـد بنـاء‬
‫نفسها وأن تتعلم من أخطائها‪.‬‬

‫نتائج األزمة ‪-‬‬

‫يشير ذلـك إلى الخسـائر الناجمـة عن وقـوع األزمـة و األضـرار الـتي تصـيب المنظمـة من جـراء‬
‫حدوت الخسائر ومن أمثلة نتائج و أضرار األزمات نذكر ما يلي‪:‬‬

‫وفيات ‪ ،‬تشريد أشخاص ‪ ،‬انهيار في البنية األساسية ‪ ،‬توقف المصانع واإلنتاج والمبيعات‪-‬‬

‫تدهور في األرباح وتحقيق خسائر‪ ،‬إفالس وانهيار السمعة ‪ ،‬انهيار في الروح المعنوية‪..‬‬

‫الجانب اإليجابي لألزمة ‪-‬‬

‫هنــاك جــانب إيجــابي لألزمــة و ذلــك بالنســبة لمنــافس مــا بغيــة ربح مشــروع أو صــفقة‪ ،‬ألن خلــق‬
‫أزمــة لمنافســه تــتيح لــه الفرصــة للــدخول في الســوق بقــوة دون عراقيــل أو الــربح بســهولة و ذلــك‬
‫بعــد وضــع خطــة محكمــة من خالل معرفــة نقــاط ضــعف المنــافس‪ ،‬فالســوق أحيانــا يطبــق قــانون‬
‫الغابة و هو‪" :‬القوي يأكل الضعيف"‪.‬‬

‫كما أن بعد حدوث أي أزمة يستفيد منها العالم من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬انخفــاض أســعار الســلع في الســوق‪ ،‬انخفــاض تكــاليف مــواد اإلنتــاج‪ ،‬صــعود بعض دول العــالم‬
‫الثــالث (و الــتي ال تتضــرر كثــيرا باألزمــات العالميــة النعزالهــا‪ )....‬ببضــعة درجــات على ســلم‬
‫التقدم‪....،‬الخ‬
‫‪ -‬بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات‬

‫ومن أهم المنظمات المستهدفة لالزمات‬

‫‪ -‬المدارس و الجامعات ‪ -‬شركات األسمدة الكيماوية ‪ -‬المنظمات التي بها تجمــع عمــالي كبــير‬
‫‪ -‬األم ــاكن الس ــياحية و م ــدن المالهي ‪ -‬ش ــركات الكم ــبيوتر ‪ -‬البن ــوك ‪ -‬الفن ــادق‪ -‬المؤسس ــات‬
‫الغذائية‪...‬‬

‫‪-‬أزمة ‪1929‬‬

‫مراحل نشأة األزمة ‪:‬‬

‫ب ــدأت األزم ــة االقتص ــادية في ع ــام ‪ (1929‬ال ــتي ت ــذكر به ــا االض ــطرابات المالي ــة ال ــتي تش ــهدها‬
‫األسواق حاليا)‪ ،‬بانهيار في البورصة ال سابق له في الواليات المتحدة أدت إلى عمليــات إفالس‬
‫وبطالة معممة عبر الدول الصناعية‪.‬‬

‫وانطلقت األزمة يوم الخميس في ‪ 24‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ 1929‬في بورصة نيويــورك بعــدما‬
‫طرح ‪13‬مليون سهم في السوق لكن األسعار انهارت بسبب غياب مشترين‪.‬‬

‫وانتشـ ــر الـ ــذعر وهـ ــرع المسـ ــتثمرون والفضـ ــوليون إلى البورصـ ــة في حين بـ ــدأ الوسـ ــطاء الـ ــبيع‬
‫بكثافة‪ .‬وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر مؤشر داوو جونز ‪ %22.6‬من قيمته‪ .‬وبعد ســاعات قليلــة‬
‫وجد آالف المساهمين أنفسهم مفلسين‪ .‬وتفيد الروايــات أن ‪11‬مضــاربا انتحــروا في نهايــة النهــار‬
‫بإلقاء أنفسهم من ناطحات سحاب في مانهاتن‪.‬‬

‫وق ــد تبخ ــر م ــا مجموع ــه س ــبعة إلى تس ــعة ملي ــارات دوالر في ي ــوم واح ــد‪ .‬وانه ــارت البورص ــة‬
‫خاسرة ‪ %30‬من‬

‫‪14‬‬

‫قيمتهــا في تشــرين األول أكتــوبر و‪ %50‬في تشــرين الثــاني نوفمــبر‪ .‬وبلغت الخســائر اإلجماليــة‬
‫‪30‬ملي ــار دوالر أي عش ــرة م ــرات أك ــثر من الميزاني ــة الفدرالي ــة وأك ــثر من النفق ــات األمريكي ــة‬
‫خالل الحرب العالمية األولى‪.‬‬

‫وبقي "الخميس األسود" راسـخا في الـذاكرة الجماعيـة ويحضــر هـاجس العـام ‪ 1929‬إلى النفـوس‬
‫كلما حصلت اضطرابات في األسواق المالية‪.‬‬
‫وكـ ــانت هـ ــذه النكسـ ــة الماليـ ــة الكبـ ــيرة مقدمـ ــة لالزمـ ــة الكـ ــبرى الـ ــتي ضـ ــربت الواليـ ــات المتحـ ــدة‬
‫وأوروبا‪ .‬واتى ذلك رغم أن الواليات المتحدة كانت تتمتع منـذ مطلـع عشـرينات القـرن الماضـي‬
‫بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في أرباح الشركات وفي أسعار أسهمها‪ .‬وكان نحو ‪ %2‬من‬
‫الش ــعب األم ــريكي يمل ــك أس ــهما وس ــندات في البورص ــة اقتناع ــا منهم بإمكاني ــة تحقي ــق مكاس ــب‬
‫سريعة‪.‬‬

‫وبلغت بورصـ ـ ـ ــة وول سـ ـ ـ ــتريت أعلى مسـ ـ ـ ــتوى لهـ ـ ـ ــا في الثـ ـ ـ ــالث من أيلـ ـ ـ ــول سـ ـ ـ ــبتمبر ‪1929‬‬
‫والمضــاربون الــذين لم تكن تتــوافر لهم الوســائل كــانوا يجــرون تعــامالتهم معتمــدين على قــروض‬
‫أو من خالل إيداع سندات أخرى تشكل ضمانات‪.‬‬

‫ولم يكن احــد يــدرك أن أســعار األســهم في البورصــة كــانت تفــوق قيمتهــا الفعليــة ممــا جعــل وول‬
‫ستريت تفقد أي اتصال مع الواقع االقتصادي‪.‬‬

‫و"الخميس األســود" الــذي شــكل نهايــة لمرحلــة المضــاربة هــذه انعكس على كــل األســواق الماليــة‬
‫العالمية بدءا بلندن‪.‬‬

‫وفي ربي ــع الع ــام ‪ 1930‬دخلت الوالي ــات المتح ــدة مرحل ــة انكم ــاش م ــا أدى إلى تراج ــع اإلنت ــاج‬
‫وإ لى عمليات إفالس وكانت تداعياتها األخطر بطالة واسعة‪.‬‬

‫وتح ــول ح ــادث في البورص ــة س ــريعا إلى أزم ــة عالمي ــة ح ــادة للغاي ــة هي األخط ــر ال ــتي ش ــهدها‬
‫النظـ ــام الرأسـ ــمالي‪ .‬وبسـ ــبب ثقـــل االقتصـ ــاد األمـ ــريكي (‪ %45‬من اإلنتـ ــاج الصـ ــناعي العـ ــالمي)‬
‫انتقلت عــدوى األزمــة االقتصــادية الكــبرى في الثالثينــات إلى الــدول الغربيــة‪ .‬وبــدأ االنتعــاش في‬
‫الوالي ــات المتح ــدة الع ــام ‪ 1933‬م ــع سياس ــة "العه ــد الجدي ــد" (ني ــو دي ــل) ال ــتي وض ــعها ف ــرانكلين‬
‫روزفلت‪ .‬وفي ألماني ـ ــا تس ـ ــببت األزم ـ ــة االقتص ـ ــادية واالجتماعي ـ ــة في انهي ـ ــار جمهوري ـ ــة فيم ـ ــار‬
‫واس ــتغلها الن ــازيون للوص ــول إلى الس ــلطة وعم ــدوا إلى تنش ــيط االقتص ــاد ع ــبر مش ــاريع ض ــخمة‬
‫وإ عادة تسليح عسكرية كثيفة‪.‬‬

‫اعتــاد العــالم الرأســمالي منــذ القــرن ‪19‬م على مواجهــة أزمــات دوريــة‪ ،‬لكن أزمــة ‪ 1929‬كــانت‬
‫أكثرها حدة‪.‬‬

‫فتحت الح ــرب العالمي ــة األولى المج ــال أم ــام الص ــناعة األمريكي ــة لغ ــزو األس ــواق العالمي ــة بع ــد‬
‫تراجــع القــوة االقتصــادية ألوربــا‪ ،‬فعــرف اقتصــادها فــترة من االزدهــار والرخــاء بفعــل اســتفادتها‬
‫من فعالي ــة التنظيم الص ــناعي وارتفــاع مردودي ــة الفالح ــة وك ــثرة االس ــتهالك بفع ــل تط ــور ال ــدخل‬
‫الف ــردي‪ .‬لكن دخ ــل االقتص ــاد األم ــريكي س ــنة ‪ 1929‬في أزم ــة دوري ــة بفع ــل معانات ــه من نق ــط‬
‫ضعف عديدة كعدم مسايرة االستهالك لضخامة اإلنتـاج‪ ،‬وانتشـار المضـاربات بالبورصـة‪ ،‬حـتى‬
‫أصبحت أسعار األسهم ال تساير الزيادة الحقيقة في أرباح الشركات‪.‬‬

‫انطلقــت األزمـة االقتصـادية من بورصـة وول سـتريت بمدينـة نيويـورك يـوم ‪ 24‬أكتـوبر ‪1929‬‬
‫بعــد طــرح ‪ 19‬مليــون ســهم للــبيع دفعــة واحــدة فأصــبح العــرض أكــثر من الطلب فانهــارت قيمــة‬
‫األســهم‪ ،‬فعجــز الرأســماليون عن تســديد ديــونهم فأفلســت البنــوك وأغلقت عـدة مؤسســات صــناعية‬
‫أبوابهـا‪ ،‬كمـا عجـز الفالحـون عن تسـديد قروضــهم فاضــطروا للهجـرة نحـو المـدن‪.‬و لهـذا سـميت‬
‫هذه األزمة ب‪":‬أزمة الكساد األعظم"‬

‫ـ انتشار األزمة‬

‫اضــطرت الواليــات المتحــدة األمريكيــة إلى ســحب رؤوس أموالهــا المســتثمرة بالخــارج وأوقفت‬
‫إعاناتها لبعض‬

‫الدول‪ ،‬فامتدت األزمة إلى البلـدان الصــناعية األوربيـة‪ ،‬وبفعـل ارتباطهـا باالقتصــاد األوربي فقـد‬
‫امتدت األزمة لبلدان المستعمرات كما مست باقي دول العــالم بفعــل نهج سياســة الحمائيــة لحمايــة‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫لم يفلت من األزمـ ــة سـ ــوى االتحـ ــاد السـ ــوفيتي النعزالـ ــه عن العـ ــالم الرأسـ ــمالي بإتباعـ ــه نظامـ ــا‬
‫اشتراكيا‪.‬ذ†ذ†– تعددت نتائج األزمة واختلفت طرق معالجتها‪:‬‬

‫‪-1‬نتائج األزمة‬

‫تضررت المؤسسات البنكية وانهار اإلنتاج الفالحي والصناعي بفعل انخفاض األسعار وتراجــع‬
‫االستهالك‬

‫فت ــأزمت المب ــادالت العالمي ــة‪ ،‬كم ــا انتش ــر الب ــؤس وتزاي ــدت أع ــداد الع ــاطلين وتك ــاثرت الهج ــرة‬
‫القروية‪.‬‬

‫أحيت األزم ــة الص ــراعات االس ــتعمارية‪ ،‬كم ــا أدت إلى وص ــول أنظم ــة ديكتاتوري ــة لحكم بعض‬
‫الدول كالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا‪.‬‬
‫ـ مواجهة األزمة‪2‬‬

‫تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات‪ ،‬وتم تقليص ســاعات العمــل مــع تجميــد األســعار‬
‫والرفع من الضرائب وتطبيق سياسة االكتفاء الذاتي وتشجيع استهالك المنتجات الوطنية‪.‬‬

‫نهجت بعض ال ــدول أس ــلوب التوجي ــه عن طري ــق سياس ــتها الجبائي ــة وبتحدي ــد نس ــب الفائ ــدة‪ ،‬كم ــا‬
‫اعتمدت أخرى على مستعمراتها وعلى الصناعات العسكرية والمشاريع العمومية الكبرى‪.‬‬

‫تبنى الرئيس األمريكي روزفلت «الخطة الجديدة» سنة ‪ 1933‬لمواجهة األزمة‪ ،‬حيث تم تنظيم‬
‫البنـوك ومراقبـة المؤسسـات الماليـة ودعم الفالحين مـع إصــالح الصــناعة بـالتخفيف من المنافسـة‬
‫وتحديـ ــد الحـ ــد األدنى لألجـ ــور‪ ،‬وفي الميـ ــدان االجتمـ ــاعي تم فتح ورشـ ــات كـ ــبرى للتخفيـ ــف من‬
‫البطالة مع تحسين األجور‪.‬‬

‫‪-‬خاتمـة‬

‫وضــعت األزمــة االقتصــادية حــدا الزدهــار االقتصــاد الرأســمالي الليــبرالي الســائد منــذ القــرن ‪19‬‬
‫وأحيت الصراعات الدولية ممهدة لحرب عالمية ثانية‪.‬‬

‫و هك ـ ــذا يمكن الق ـ ــول أن الص ـ ــورة ق ـ ــد اكتملت عن األزم ـ ــة االقتص ـ ــادية ال ـ ــتي يش ـ ــهدها الع ـ ــالم‬
‫االقتص ــادي من ــذ الق ــدم فاألزم ــة ول ــدت م ــع اإلنس ــان وال طالم ــا عاش ــت مع ــه إال أن ــه ال يعلم أنه ــا‬
‫تسمى باألزمة و أنها ستصبح مشكلة العصر في يوم من األيام‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬كتاب‪ :‬إدارة األزمات ‪-‬للدكتور‪:‬أحمد ماهر – د‪/‬النشر‪ :‬الدار الجامعية‪ /‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫السنة‪ –2006:‬رقم اإليداع‪)19590-2005( :‬‬

‫‪ -2‬كت ــاب‪ :‬األزم ــة المالي ــةو إص ــالح النظ ــام الم ــالي الع ــالمي – لل ــدكتور‪ :‬إب ــراهيم عب ــد العزي ــز‬
‫النجار‬

‫د‪/‬النشر‪ :‬الدار الجامعية‪/‬اإلسكندرية – سنة النشر‪ – 2009 :‬رقم اإليداع‪)24047/2008( :‬‬


‫‪ -3‬كتــاب‪ :‬مبــادئ إدارة األزمــات ل‪ :‬ماجــد ســالم الهــدمي‪+‬جاســم محمــد – دار زهــران للنشــر و‬
‫التوزيع‬

‫‪ -4‬كتـ ــاب‪ :‬األزمـ ــات الماليـ ــة في األسـ ــواق الناشـ ــئة – ألحمـ ــد يوسـ ــف الشـ ــحات – دار النهضـ ــة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة – ‪.2005‬‬

‫‪ -5‬كتــاب‪ :‬عــدي األزمــات الماليــة‪ ،‬العولمــة الماليــة و إمكانــات التحكم – لعبــد الحكيم مصــطفى‬
‫الشرقاوي ‪ -‬مطبعة التركي‪ ،‬طنطا – ‪.2002‬‬

You might also like