You are on page 1of 6

‫خطوات البحث‬

‫مقـــــــــدمة عــــــــــــــــــامة •‬
‫المبحث األول‪ :‬األزمة االقتصادية‬
‫المطلب األول‪:‬تعريف األزمة‬
‫المطلب الثاني‪:‬أسباب األزمة‬
‫المطلب الثالث‪:‬أنواع األزمات‬
‫المطلب الرابع‪ :‬المراحل التي تمر بها األزمة‬
‫المطلب الخامس‪ :‬نتائج األزمة‬
‫المطلب السادس‪ :‬الجانب االيجابي لألزمة‬
‫المطلب السابع‪:‬بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أزمة ‪1929‬‬
‫المطلب األول‪:‬مراحل نشأة األزمة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انتشار األزمة‬
‫المطلب الثالث‪:‬تعددت نتائج األزمة و اختلفت طرق معالجته‬
‫خـــــــــــــــــــــاتمة‬
‫المراجع‬
‫‪ :‬مقدمة عامة‬
‫لقد انتهى العصر الذي يستمتع فيه المرء براحة البال‪ ,‬فنحن نعيش اآلن في زمن األزمات‪ ,‬و عصر الكوارث‪ .‬فعلى المستوى‬
‫الفردي أصبح كل واحد منّا يلهث وراء المادة‪ ,‬وال رادع للطموحات الجامحة التي يمكنهاـ أن توردنا موارد التهلكة‪ .‬أما على‬
‫مستوى المنظمات أصبح أصحاب رأس المال والمديرون في سباق مع غيرهم من المنافسين‪ ,‬وك ّل المنظمات تواجه أوضاعاـ‬
‫تنافسية حادة فالحكومة تفرض ضرائب وجمارك عالية‪ ,‬والمستهلكون يطالبون بأسعارـ منخفضة والموردون يرفعون أسعار‬
‫خاماتهم‪ ,‬والعاملونـ يطالبون بأجور أعلى وفي هذه األوضاع التنافسية تعّرض الممارسات السيّئة اآلخرين إلى كوارث وعلى‬
‫المستوى القومي ال تخلو وسائل اإلعالم من األزمات االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ...‬وغيرها‪ ,‬أ ّما على المستوى العالمي‬
‫فقد أصبحت الكياناتـ الكبيرة تقهر األقلّيات وأضحت الدول تتصارع بش ّدة فيما بينها‪ ,‬وامت ّد األمر إلى صراع بين الحضارات‬
‫وحقّا لقد أصبح عصرنا هو عصر األزمات من أشهرها أزمة الكساد العظيم إبّان فترة(‪ )1933-1929‬حيث ارتبطت أسباب هذه‬
‫األزمة بالظروف العالميةـ السائدة بعد ح ع ‪ 1‬وبالفكر الكالسيكي السائد آنذاك ما أدى إلى انهيار البورصة األمريكية وولستريت‬
‫وانهيار العملة إضافة إلى أزمة(‪15‬من سبتمبر ‪ )2008‬الّتي استيقظ فيها العالم من جديد على أوتار أزمة مالية عاتيةـ أتت من نفس‬
‫منبع الكساد الكبير فتسارعت خطاها و تع ّد ت إلى كل أنحاء العالم‪ .‬من كل ما تقدم تبرز معالم اإلشكالية التي يمكنـ صياغتهاـ‬
‫‪:‬كالتالي‬
‫ما المقصود باألزمة االقتصادية؟‬
‫ما تأثيرها على االقتصاد العالمي؟‬
‫كيف يمكن تجنبها والتخلص منها؟‬
‫‪:‬تعريف األزمة‬
‫تعبر األزمة عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في احد الكيانات اإلدارية و تتالحق فيها األحداث‪ ,‬تتشابك فيها األسباب مع‬
‫النتائج‪ ,‬ويفقد معهاـ متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها‪ ,‬أو على اتجاهاتها المستقبلية(‪, )1‬كما تعبر عن تهديد مباشر لبقاء‬
‫النظام الذي يواجه مصيره بالفناءـ أو االنهيار ذلك بسبب الكارثة التي قد تؤدي إلى انهيار مقدماتهـ و أسباب وجوده ‪,‬فحريق شركة‬
‫بالكاملـ قد ينهي حياتها من الوجود وانفجار مجموعة أنابيب شركة بترول يهدد بقاءها ‪,‬و الحرب األهلية في إحدى الدول قد تنهي‬
‫الحكم فيها و تنقله إلى حكم آخر(‪, ) 2‬مما سبق نستخلص أن األزمة تتمثل في مرحلة حرجة تواجهها المنظمات فينتج عنها خلل أو‬
‫توقف بعض الوظائف الحيوية لهذه المنظمات ويصاحبها تطور سريع في األحداث ينجم عنه عدم استقرار في النظام األساسي لها‬
‫ويدفع سلطة اتخاذ القرار فيها إلى ضرورة التدخل السريع لنجدتها وإعادةـ التوازن لهذا النظام(‪)3‬‬
‫أسباب األزمة‪-‬‬
‫سوء الفهم‪-‬‬
‫وهو يشير إلى خطأ في استقبال وفهم المعلومات المتاحة عن األزمة ويرجع ذلك لألسباب التالية‬
‫‪..‬قلة المعلومات وإشارات اإلنذار عن األزمة ‪ ،‬عدم القدرة على جمع المعلومات وربطها باألزمة‬
‫سوء التقدير‪-‬‬
‫‪:‬ويعني أن المعلومات تعطى لها قيمة وتقدير ومعنى مخالف للحقيقة‪ ,‬ومن أسباب سوء التقدير ما يلي‬
‫‪.‬الشك في قيمة المعلومات والثقة الزائدة في النفس ‪ ،‬االستهانة باألزمة و المعلومات المرتبطة بها‬
‫‪ -‬سوء اإلدارة‬
‫‪:‬حينما يتدهور النظام اإلداري فعليك أن تتوقع توالي الكوارث واألزمات‪ ,‬ومن أسباب سوء اإلدارة ما يلي‬
‫‪ .‬عدم وجود نظام للتخطيط و الرقابة ‪ ،‬االستبداد اإلداري والصراعات على المراكز‬
‫‪ -‬تعارض المصالح واألهداف‬
‫حينما تختلف وجهات النظر أو تختلف المصالحـ واألهداف ينشأ صراع بين األفراد أو بين المديرين أو بين األقسام‪ ,‬األمر الذي قد‬
‫‪:‬يؤدي إلى كوارث وأزمات‪ ,‬ومن أسباب تعارضـ المصالح واألهداف ما يلي‬
‫اختالف الخلفيات التنظيمية‪ ,‬والثقافية في النوع‪ ,‬الجنسية والدخل‪-‬‬
‫‪.-‬عدم وجود آلية ونظام لفض النزاعات‬
‫‪ -‬األخطاء البشرية‬
‫‪:‬وتعني أخطاء النعدام قدرة أو رغبة أطراف األزمة على التعامل مع حقائقها‪ ,‬وترجع األخطاء البشرية لألسباب التالية‬
‫‪.‬تدهور الدافعية و المعنويات ‪ ،‬عدم التركيز في العمل و اإلهمال وقلة الخبرة‬
‫اإلشاعات‪-‬‬
‫وهي عبارةـ عن استخدام المعلومات الكاذبة والمضللة و إعالنها في توقيت ومناخ معينـ يؤدي إلى األزمة ومن األسباب التي‬
‫‪:‬تؤدي إلى اإلشاعات ما يلي‬
‫‪.‬وجود تخبط لدى المسئولين ‪ ،‬وجود توتر جماهيري‬
‫اليأس‪-‬‬
‫هو فقدان األمل في حل المشاكل والكوارث‪ ,‬أو هو اإلحباط وعدم الرغبة لدى متخذ القرار في مواجهة المشاكلـ ‪.‬ويرجع ذلك‬
‫‪:‬لألسباب التالية‬
‫انخفاض الدخل والراتبة‪ ،‬القمع اإلداري والشعور بالظلم‬
‫‪ -‬الرغبة في االبتزاز‬
‫هو تعريض متخذ القرار لضغوط نفسية ومادية و شخصية واستغالل التصرفات الخاطئة التي قام بها إلجبارهـ على المزيد من‬
‫‪ :‬التصرفات األكثر ضررا‪,‬ويصبح ذلك مرة أخرى مصدرا لالبتزاز واإلجبار‪.‬ومن أسباب ابتزاز بعض الناس لآلخرين‬
‫‪.‬تعارضـ المصالح واستسالم البعض لالبتزاز‪ ،‬الرغبة في تدمير اآلخرين أو تدمير المنظماتـ األخرى‬
‫انعدام الثقة‪-‬‬
‫وهو عدم اإليمانـ باآلخرين و وتنعدم الثقة في بعض الناس أو ربما في نظام كاملـ كأنـ تنعدم في اإلدارة العليا أو المنظمة‪ .‬ويرجع‬
‫‪:‬سبب عدم الثقة إلى ما يلي‬
‫‪..‬سيادة ظروف عمل سيئة ‪ ،‬عدم كفاءةـ النظام اإلداري‬
‫األزمات المتعمدة‪-‬‬
‫هو افتعال المشاكل واألزمات للتمويه على أزمات أكبر‪.‬وهو محاولة لصرف النظر عن أزمة حقيقة بافتعال أزمات جانبية أو‬
‫‪:‬وهمية‪.‬ويرجع ذلك إلى ما يلي‬
‫‪.‬محاولة التمويه والتغطية على األزمات الحقيقة‪ ،‬محاولة كسب أرضية بصورة غير أخالقية على حساب الغير‬
‫سوء اإلدراك‪-‬‬
‫يعد اإلدراك أحد مراحل السلوك الرئيسية فاستعمالهـ بشكل غير سليم يؤدي إلى عدم سالمة االتجاه الذي اتخذه القائد اإلداري و‬
‫انفصام العالقة بين األداء الحقيقي للكيانـ اإلداري وبين القرارات التي يتخذها هذا القائد ومن هنا إذا تراكمت نتائج التصرفات‬
‫‪.‬السابقة بشكل معين فانه يوجد ضغطا مولدا لألزمة‬
‫أنواع األزمات‪-‬‬
‫إن مفهوم األزمة و طريقة التعامل معهاـ يعتمد على درجة معرفتناـ بنوع و طبيعة هذه األزمة وفي هذا الصدد يمكنـ التمييز بين‬
‫‪:‬أنواع مختلفة لالزمات كاألتي‬
‫‪:‬األزمات المادية أو المعنوية )‪(1‬‬
‫أ‪ -‬األزمات المادية‪-‬‬
‫‪:‬هي أزمات ذات طابع اقتصادي ومادي و كمي ويمكنـ دراستها و التعامل معهاـ ماديا و بأدوات تتناسب مع طبيعة األزمة‪ ،‬مثال‬
‫‪ .‬أزمة الديون‪ ،‬عدم توافر سيولة في الشركة‪-‬انخفاض حاد في المبيعات ‪،‬‬
‫ب‪ -‬األزمات المعنوي‪-‬‬
‫وهي أزمات ذات طابع نفسي وشخصي وغير ملموس وال يمكن اإلمساك بأبعادها بسهولة وال يمكن رؤية أو سماع األزمة بل‬
‫‪:‬يمكنـ الشعور بها‪ ،‬مثال‬
‫‪.-‬أزمة الثقة‬
‫‪.‬عدم رضاءـ و استياء العاملين‪ ،‬انخفاض الروح المعنوية‬
‫األزمات البسيطة أو الحادة‪(2) -‬‬
‫‪:‬أ‪ -‬األزمات البسيطة‬
‫‪:‬وهي األزمات خفيفة التأثر و يسهل معالجتها بشكل فوري و سريع ومن أمثال هذه األزمات البسيطة‬
‫‪ .‬عمل تخريبي في بعض أجزاء الشركة ‪ ،‬إضراب عمالـ احد األقسام ‪ ،‬عطل في خط إنتاج‬
‫ب‪ -‬األزمات الحادة‪-‬‬
‫‪:‬وهي األزمات التي تتسم بالشدة و العنف و قهر الكيان اإلداري للمنظمة و تقوض أركانه ومن أمثلة هذه األزمات الحادة‬
‫‪ .‬حريق مخازنـ بها سلع جاهزة ‪ ،‬مظاهرات في كافة مدن الدولة‪ ،‬اعتماد من دولة خارجية‬
‫‪:‬أزمات جزئية أو عامةـ )‪(3‬‬
‫‪:-‬أ‪ -‬أزمات جزئية‬
‫وهي أزمات تطول جزءا من كيان المنظمة أو النظام وليس كله ويكون الخوف من أن استمرار األزمة قد يتعدى إلى باقي أجزاء‬
‫‪:‬النظام‪ ,‬مثال‬
‫‪.‬اعتصام لبعض العاملين في احد األقسام ‪ ،‬انخفاض الروح المعنوية في إحدى اإلدارات‪ ،‬ظهور وباء في احد المدن الصغيرة‬
‫‪:-‬ب‪ -‬أزمات عامةـ‬
‫‪:‬وهي أزمات لها تأثير على كافة أجزاء النظام (سواء كان شركة أو منظمة أو دولة )و يؤثر كذلك على أشخاصه و منتجاته‪ ،‬مثال‬
‫‪.‬حريق يأتي على الشركة بأكملهاـ ‪ ،‬تدهور حاد في إنتاجية المصنع ‪ ،‬إضراب عام لكافة الموظفين و العاملينـ بالشركة‬
‫أزمات وحيدة أو متكررة‪(4) -‬‬
‫أ‪ -‬األزمات الوحيدة‪-‬‬
‫وهي أزمات فجائية غير دورية وغير متكررة ويصعب التنبؤ بوقوعها و عادة ما يكون هناك أسباب خارجية عن اإلدارة هي‬
‫‪:‬التي تؤدي إليها‪ ،‬مثال‬
‫‪ ..‬أمطار عنيفة أو جفاف يؤدي إلى خسائر ‪ ،‬سيول تؤدي إلى هدم المنشات ‪ ،‬حر شديد يؤدي إلى حرائق‬
‫ب‪ -‬األزمات المتكررةـ‪-‬‬
‫وهي أزمات تتسم بالدورية و التكرار و أنها تحدث في مواسم أو دورات اقتصادية يمكن التنبؤ بها و بالدراسة و البحث يمكنـ‬
‫تحديد متى ستقع األزمة و درجة حدتها و بالتالي يمكن السيطرة عليها و يتم حدوث هذه األزمات المتكررة بسبب وجود ظواهر‬
‫المواسم الزراعية و المواسم الطبيعية كالصيف و الشتاء و المواسم االقتصادية كالرواج و الكساد و كلها تؤدي إلى األزمات‬
‫‪ :‬التالية على سبيل المثال‬
‫أزمة عدم توافر القوى العاملة في مواسم الحصاد‪ ،‬عدم االحتياج للعاملينـ في شهور معينة دوريا‪ ،‬أزمات الصقيع التي تهدد‬
‫‪.‬المزروعات‬
‫‪ -‬المراحل التي تمر بها األزمة‬
‫كل أزمة دورة حياة تشبه دورة حياة اإلنسان‪ .‬وأساليب التعاملـ مع األزمة يعتمد على معرفتك بالمراحل التي تمر بها األزمة‪ .‬و‬
‫‪ :‬مراحل دورة الحياة األزمة تتجلى في ما يلي‬
‫‪.‬مرحلة النشأة *‬
‫‪.‬مرحلة النمو *‬
‫مرحلة النضج‪ .‬مرحلة االنحسار *‬
‫‪ -‬مرحلة النشأة‬
‫يشعر المسئولين بإحساس مبهم بأن ثمة مشكلة في الطريق‪ .‬وان استطاع المدير أن يتعرف و لو جزئيا على العوامل األساسية‬
‫‪.‬فيها استطاع أن يقوم بتنفيس األزمة‪ .‬أي تحويل مسارها من خالل خلق اهتمامات جديدة أو امتصاص المحركين لها‬
‫مرحلة النمو‪-‬‬
‫حينما يتم تغذية األزمة بمحركات و أسباب و أشخاص إضافية تبدأ في الكبر و النمو وفي هذه المرحلة يجب على المسئولين‬
‫‪.‬استقطاب محركات و عوامل النمو أو تحييدها أو خلق تعارض في المصالح بين األشخاص المحركين لها‬
‫مرحلة النضج‪-‬‬
‫هنا تصبح األزمة في قمتها و تبدأ في إفراز خسائر فادحة للمنظمة وتدمر من حولها من مديرين أو أشخاص أو موجودات‪.‬‬
‫وتصبح السيطرة على األزمة صعبة ما لم يقم متخذ القرار بمواجهة جذرية مع مسببات األزمة و محركيها أو البحث عن كبش‬
‫‪.‬فداء يتحمل وزر الخسائر و تنتهي عنده األزمة‬
‫مرحلة االنحسار‪-‬‬
‫هنا تبدأ األزمة في األفول و االنتهاء و ذلك بسبب الصدام أو المواجهة معها فإذا فقدت األزمة أسبابها و أشخاصهاـ بدأت في‬
‫االنحسار‪ .‬وعلى المسئولين عدم التفاؤل فربما يلم األشخاص المسببون األزمة شتاتهم أو تبدأ األزمة في النهوض مرة أخرى‪.‬‬
‫‪.‬وعلى المنظمة أن تعيد بناء نفسها وأن تتعلم من أخطائها‬
‫‪ -‬نتائج األزمة‬
‫يشير ذلك إلى الخسائر الناجمة عن وقوع األزمة و األضرار التي تصيب المنظمة من جراء حدوت الخسائر ومن أمثلة نتائج و‬
‫‪:‬أضرار األزمات نذكر ما يلي‬
‫‪-‬وفيات ‪ ،‬تشريد أشخاص ‪ ،‬انهيار في البنية األساسية ‪ ،‬توقف المصانع واإلنتاج والمبيعات‬
‫‪..‬تدهور في األرباح وتحقيق خسائر‪ ،‬إفالس وانهيار السمعة ‪ ،‬انهيار في الروح المعنوية‬
‫‪ -‬الجانب اإليجابي لألزمة‬
‫هناك جانب إيجابي لألزمة و ذلك بالنسبة لمنافس ما بغية ربح مشروع أو صفقة‪ ،‬ألن خلق أزمة لمنافسه تتيح له الفرصة للدخول‬
‫في السوق بقوة دون عراقيل أو الربح بسهولة و ذلك بعد وضع خطة محكمة من خالل معرفة نقاط ضعف المنافس‪ ،‬فالسوق‬
‫‪".‬أحيانا يطبق قانون الغابة و هو‪" :‬القوي يأكل الضعيف‬
‫‪:‬كما أن بعد حدوث أي أزمة يستفيد منها العالم من خالل النقاط التالية‬
‫انخفاض أسعار السلع في السوق‪ ،‬انخفاض تكاليف مواد اإلنتاج‪ ،‬صعود بعض دول العالم الثالث (و التي ال تتضرر كثيرا ‪-‬‬
‫باألزمات العالمية النعزالها‪ )....‬ببضعة درجات على سلم التقدم‪....،‬الخ‬
‫بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات ‪-‬‬
‫ومن أهم المنظمات المستهدفة لالزمات‬
‫المدارس و الجامعاتـ ‪ -‬شركات األسمدة الكيماوية ‪ -‬المنظماتـ التي بها تجمع عمالي كبير ‪ -‬األماكنـ السياحية و مدن المالهي ‪- -‬‬
‫‪...‬شركات الكمبيوتر ‪ -‬البنوك ‪ -‬الفنادق‪ -‬المؤسسات الغذائية‬
‫أزمة ‪-1929‬‬
‫‪ :‬مراحل نشأة األزمة‬
‫بدأت األزمة االقتصادية في عام ‪ (1929‬التي تذكر بها االضطرابات المالية التي تشهدها األسواق حاليا)‪ ،‬بانهيارـ في البورصة ال‬
‫‪.‬سابق له في الواليات المتحدة أدت إلى عمليات إفالس وبطالة معممة عبر الدول الصناعيةـ‬
‫وانطلقت األزمة يوم الخميس في ‪ 24‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ 1929‬في بورصة نيويورك بعدما طرح ‪13‬مليون سهم في السوق‬
‫‪.‬لكن األسعار انهارت بسبب غياب مشترين‬
‫وانتشر الذعر وهرع المستثمرون والفضوليون إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة‪ .‬وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر‬
‫مؤشر داوو جونز ‪ %22.6‬من قيمته‪ .‬وبعد ساعات قليلة وجد آالف المساهمينـ أنفسهم مفلسين‪ .‬وتفيد الروايات أن ‪11‬مضاربا‬
‫‪.‬انتحروا في نهاية النهار بإلقاءـ أنفسهم من ناطحات سحاب في مانهاتنـ‬
‫وقد تبخر ما مجموعه سبعة إلى تسعة مليارات دوالر في يوم واحد‪ .‬وانهارت البورصة خاسرة ‪ %30‬من‬
‫‪14‬‬
‫قيمتها في تشرين األول أكتوبر و‪ %50‬في تشرين الثاني نوفمبر‪ .‬وبلغت الخسائر اإلجمالية ‪30‬مليار دوالر أي عشرة مرات أكثر‬
‫‪.‬من الميزانية الفدرالية وأكثر من النفقات األمريكية خالل الحرب العالميةـ األولى‬
‫وبقي "الخميس األسود" راسخا في الذاكرة الجماعيةـ ويحضر هاجس العام ‪ 1929‬إلى النفوس كلما حصلت اضطرابات في‬
‫‪.‬األسواق المالية‬
‫وكانت هذه النكسة المالية الكبيرة مقدمة لالزمة الكبرى التي ضربت الواليات المتحدة وأوروبا‪ .‬واتى ذلك رغم أن الواليات‬
‫المتحدة كانت تتمتع منذ مطلع عشرينات القرن الماضي بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في أرباح الشركات وفي أسعار‬
‫‪.‬أسهمها‪ .‬وكان نحو ‪ %2‬من الشعب األمريكي يملك أسهماـ وسندات في البورصة اقتناعاـ منهم بإمكانيةـ تحقيق مكاسب سريعة‬
‫وبلغت بورصة وول ستريت أعلى مستوى لها في الثالث من أيلول سبتمبر ‪ 1929‬والمضاربونـ الذين لم تكن تتوافر لهم الوسائل‬
‫‪.‬كانوا يجرون تعامالتهم معتمدين على قروض أو من خالل إيداع سندات أخرى تشكل ضماناتـ‬
‫ولم يكن احد يدرك أن أسعار األسهم في البورصة كانت تفوق قيمتها الفعلية مما جعل وول ستريت تفقد أي اتصال مع الواقع‬
‫‪.‬االقتصاديـ‬
‫‪.‬و"الخميس األسود" الذي شكل نهاية لمرحلة المضاربةـ هذه انعكس على كل األسواق المالية العالمية بدءا بلندن‬
‫وفي ربيع العام ‪ 1930‬دخلت الواليات المتحدة مرحلة انكماش ما أدى إلى تراجع اإلنتاج وإلى عمليات إفالس وكانت تداعياتهاـ‬
‫‪.‬األخطر بطالة واسعة‬
‫وتحول حادث في البورصة سريعا إلى أزمة عالمية حادة للغاية هي األخطر التي شهدها النظام الرأسمالي‪ .‬وبسبب ثقل االقتصاد‬
‫األمريكي (‪ % 45‬من اإلنتاج الصناعي العالمي) انتقلت عدوى األزمة االقتصادية الكبرى في الثالثينات إلى الدول الغربية‪ .‬وبدأ‬
‫االنتعاش في الواليات المتحدة العام ‪ 1933‬مع سياسة "العهد الجديد" (نيو ديل) التي وضعهاـ فرانكلين روزفلت‪ .‬وفي ألمانياـ‬
‫تسببت األزمة االقتصادية واالجتماعيةـ في انهيارـ جمهورية فيمار واستغلها النازيون للوصول إلى السلطة وعمدوا إلى تنشيط‬
‫‪.‬االقتصاد عبر مشاريع ضخمة وإعادة تسليح عسكريةـ كثيفة‬
‫‪.‬اعتاد العالم الرأسمالي منذ القرن ‪19‬م على مواجهة أزمات دورية‪ ،‬لكن أزمة ‪ 1929‬كانت أكثرها حدة‬
‫فتحت الحرب العالمية األولى المجال أمام الصناعةـ األمريكية لغزو األسواق العالمية بعد تراجع القوة االقتصادية ألوربا‪ ،‬فعرف‬
‫اقتصادها فترة من االزدهار والرخاء بفعل استفادتها من فعالية التنظيم الصناعي وارتفاع مردودية الفالحة وكثرة االستهالك‬
‫بفعل تطور الدخل الفردي‪ .‬لكن دخل االقتصاد األمريكي سنة ‪ 1929‬في أزمة دورية بفعل معاناته من نقط ضعف عديدة كعدم‬
‫مسايرةـ االستهالك لضخامة اإلنتاج‪ ،‬وانتشار المضارباتـ بالبورصة‪ ،‬حتى أصبحت أسعار األسهم ال تساير الزيادة الحقيقة في‬
‫‪.‬أرباح الشركات‬
‫انطلقـت األزمة االقتصادية من بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك يوم ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1929‬بعد طرح ‪ 19‬مليون سهم للبيع دفعة‬
‫واحدة فأصبح العرض أكثر من الطلب فانهارت قيمة األسهم‪ ،‬فعجز الرأسماليون عن تسديد ديونهم فأفلست البنوك وأغلقت عدة‬
‫مؤسسات صناعية أبوابها‪ ،‬كماـ عجز الفالحون عن تسديد قروضهم فاضطروا للهجرة نحو المدن‪.‬و لهذا سميت هذه األزمة‬
‫"ب‪":‬أزمة الكساد األعظم‬
‫ـ انتشار األزمة‬
‫اضطرت الواليات المتحدة األمريكية إلى سحب رؤوس أموالها المستثمرةـ بالخارج وأوقفت إعاناتهاـ لبعض‬
‫الدول‪ ،‬فامتدت األزمة إلى البلدان الصناعية األوربية‪ ،‬وبفعل ارتباطهاـ باالقتصاد األوربي فقد امتدت األزمة لبلدان المستعمرات‬
‫‪.‬كما مست باقي دول العالم بفعل نهج سياسة الحمائية لحماية االقتصاد الوطني‬
‫لم يفلت من األزمة سوى االتحاد السوفيتي النعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعهـ نظاما اشتراكيا‪.‬ذ†ذ†– تعددت نتائج األزمة‬
‫‪:‬واختلفت طرق معالجتها‬
‫نتائج األزمة‪1-‬‬
‫تضررت المؤسسات البنكية وانهارـ اإلنتاج الفالحي والصناعي بفعل انخفاض األسعار وتراجع االستهالك‬
‫‪.‬فتأزمت المبادالت العالمية‪ ،‬كما انتشر البؤس وتزايدت أعداد العاطلين وتكاثرت الهجرة القروية‬
‫أحيت األزمة الصراعاتـ االستعمارية‪ ،‬كما أدت إلى وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازيةـ في ألمانياـ والفاشية في‬
‫‪.‬إيطاليا‬
‫ـ مواجهة األزمة‪2‬‬
‫تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات‪ ،‬وتم تقليص ساعاتـ العمل مع تجميد األسعار والرفع من الضرائب وتطبيق‬
‫‪.‬سياسة االكتفاءـ الذاتي وتشجيع استهالك المنتجات الوطنية‬
‫نهجت بعض الدول أسلوب التوجيه عن طريق سياستها الجبائية وبتحديد نسب الفائدة‪ ،‬كماـ اعتمدت أخرى على مستعمراتهاـ وعلى‬
‫‪.‬الصناعاتـ العسكرية والمشاريع العمومية الكبرى‬
‫تبنى الرئيس األمريكي روزفلت «الخطة الجديدة» سنة ‪ 1933‬لمواجهة األزمة‪ ،‬حيث تم تنظيم البنوك ومراقبة المؤسسات المالية‬
‫ودعم الفالحين مع إصالح الصناعةـ بالتخفيف من المنافسة وتحديد الحد األدنى لألجور‪ ،‬وفي الميدان االجتماعي تم فتح ورشات‬
‫‪.‬كبرى للتخفيف من البطالة مع تحسين األجور‬
‫خاتمـة‪-‬‬
‫وضعت األزمة االقتصادية حدا الزدهار االقتصاد الرأسمالي الليبرالي السائد منذ القرن ‪ 19‬وأحيت الصراعاتـ الدولية ممهدة‬
‫‪.‬لحرب عالمية ثانية‬
‫و هكذا يمكن القول أن الصورة قد اكتملت عن األزمة االقتصادية التي يشهدها العالم االقتصادي منذ القدم فاألزمة ولدت مع‬
‫‪.‬اإلنسان وال طالما عاشت معه إال أنه ال يعلم أنها تسمى باألزمة و أنها ستصبح مشكلة العصر في يوم من األيام‬
‫‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪.‬كتاب‪ :‬إدارة األزمات ‪-‬للدكتور‪:‬أحمد ماهر – د‪/‬النشر‪ :‬الدار الجامعية‪ /‬اإلسكندرية ‪1-‬‬
‫السنة‪ –2006:‬رقم اإليداع‪)19590-2005( :‬‬
‫كتاب‪ :‬األزمة الماليةو إصالح النظام المالي العالمي – للدكتور‪ :‬إبراهيم عبد العزيز النجار ‪2-‬‬
‫د‪/‬النشر‪ :‬الدار الجامعية‪/‬اإلسكندرية – سنة النشر‪ – 2009 :‬رقم اإليداع‪)24047/2008( :‬‬
‫كتاب‪ :‬مبادئ إدارة األزمات ل‪ :‬ماجد سالم الهدمي‪+‬جاسم محمد – دار زهران للنشر و التوزيع ‪3-‬‬
‫‪ .‬كتاب‪ :‬األزمات المالية في األسواق الناشئة – ألحمد يوسف الشحات – دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة – ‪4- 2005‬‬
‫كتاب‪ :‬عدي األزمات المالية‪ ،‬العولمة المالية و إمكانات التحكم – لعبد الحكيم مصطفى الشرقاوي ‪ -‬مطبعة التركي‪ ،‬طنطا – ‪5-‬‬
‫‪2002.‬‬

You might also like