Professional Documents
Culture Documents
مقـــــــــدمة عــــــــــــــــــامة •
المبحث األول :األزمة االقتصادية
المطلب األول:تعريف األزمة
المطلب الثاني:أسباب األزمة
المطلب الثالث:أنواع األزمات
المطلب الرابع :المراحل التي تمر بها األزمة
المطلب الخامس :نتائج األزمة
المطلب السادس :الجانب االيجابي لألزمة
المطلب السابع:بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات
المبحث الثاني :أزمة 1929
المطلب األول:مراحل نشأة األزمة
المطلب الثاني :انتشار األزمة
المطلب الثالث:تعددت نتائج األزمة و اختلفت طرق معالجته
خـــــــــــــــــــــاتمة
المراجع
:مقدمة عامة
لقد انتهى العصر الذي يستمتع فيه المرء براحة البال ,فنحن نعيش اآلن في زمن األزمات ,و عصر الكوارث .فعلى المستوى
الفردي أصبح كل واحد منّا يلهث وراء المادة ,وال رادع للطموحات الجامحة التي يمكنهاـ أن توردنا موارد التهلكة .أما على
مستوى المنظمات أصبح أصحاب رأس المال والمديرون في سباق مع غيرهم من المنافسين ,وك ّل المنظمات تواجه أوضاعاـ
تنافسية حادة فالحكومة تفرض ضرائب وجمارك عالية ,والمستهلكون يطالبون بأسعارـ منخفضة والموردون يرفعون أسعار
خاماتهم ,والعاملونـ يطالبون بأجور أعلى وفي هذه األوضاع التنافسية تعّرض الممارسات السيّئة اآلخرين إلى كوارث وعلى
المستوى القومي ال تخلو وسائل اإلعالم من األزمات االقتصادية والسياسية واالجتماعية ...وغيرها ,أ ّما على المستوى العالمي
فقد أصبحت الكياناتـ الكبيرة تقهر األقلّيات وأضحت الدول تتصارع بش ّدة فيما بينها ,وامت ّد األمر إلى صراع بين الحضارات
وحقّا لقد أصبح عصرنا هو عصر األزمات من أشهرها أزمة الكساد العظيم إبّان فترة( )1933-1929حيث ارتبطت أسباب هذه
األزمة بالظروف العالميةـ السائدة بعد ح ع 1وبالفكر الكالسيكي السائد آنذاك ما أدى إلى انهيار البورصة األمريكية وولستريت
وانهيار العملة إضافة إلى أزمة(15من سبتمبر )2008الّتي استيقظ فيها العالم من جديد على أوتار أزمة مالية عاتيةـ أتت من نفس
منبع الكساد الكبير فتسارعت خطاها و تع ّد ت إلى كل أنحاء العالم .من كل ما تقدم تبرز معالم اإلشكالية التي يمكنـ صياغتهاـ
:كالتالي
ما المقصود باألزمة االقتصادية؟
ما تأثيرها على االقتصاد العالمي؟
كيف يمكن تجنبها والتخلص منها؟
:تعريف األزمة
تعبر األزمة عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في احد الكيانات اإلدارية و تتالحق فيها األحداث ,تتشابك فيها األسباب مع
النتائج ,ويفقد معهاـ متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها ,أو على اتجاهاتها المستقبلية(, )1كما تعبر عن تهديد مباشر لبقاء
النظام الذي يواجه مصيره بالفناءـ أو االنهيار ذلك بسبب الكارثة التي قد تؤدي إلى انهيار مقدماتهـ و أسباب وجوده ,فحريق شركة
بالكاملـ قد ينهي حياتها من الوجود وانفجار مجموعة أنابيب شركة بترول يهدد بقاءها ,و الحرب األهلية في إحدى الدول قد تنهي
الحكم فيها و تنقله إلى حكم آخر(, ) 2مما سبق نستخلص أن األزمة تتمثل في مرحلة حرجة تواجهها المنظمات فينتج عنها خلل أو
توقف بعض الوظائف الحيوية لهذه المنظمات ويصاحبها تطور سريع في األحداث ينجم عنه عدم استقرار في النظام األساسي لها
ويدفع سلطة اتخاذ القرار فيها إلى ضرورة التدخل السريع لنجدتها وإعادةـ التوازن لهذا النظام()3
أسباب األزمة-
سوء الفهم-
وهو يشير إلى خطأ في استقبال وفهم المعلومات المتاحة عن األزمة ويرجع ذلك لألسباب التالية
..قلة المعلومات وإشارات اإلنذار عن األزمة ،عدم القدرة على جمع المعلومات وربطها باألزمة
سوء التقدير-
:ويعني أن المعلومات تعطى لها قيمة وتقدير ومعنى مخالف للحقيقة ,ومن أسباب سوء التقدير ما يلي
.الشك في قيمة المعلومات والثقة الزائدة في النفس ،االستهانة باألزمة و المعلومات المرتبطة بها
-سوء اإلدارة
:حينما يتدهور النظام اإلداري فعليك أن تتوقع توالي الكوارث واألزمات ,ومن أسباب سوء اإلدارة ما يلي
.عدم وجود نظام للتخطيط و الرقابة ،االستبداد اإلداري والصراعات على المراكز
-تعارض المصالح واألهداف
حينما تختلف وجهات النظر أو تختلف المصالحـ واألهداف ينشأ صراع بين األفراد أو بين المديرين أو بين األقسام ,األمر الذي قد
:يؤدي إلى كوارث وأزمات ,ومن أسباب تعارضـ المصالح واألهداف ما يلي
اختالف الخلفيات التنظيمية ,والثقافية في النوع ,الجنسية والدخل-
.-عدم وجود آلية ونظام لفض النزاعات
-األخطاء البشرية
:وتعني أخطاء النعدام قدرة أو رغبة أطراف األزمة على التعامل مع حقائقها ,وترجع األخطاء البشرية لألسباب التالية
.تدهور الدافعية و المعنويات ،عدم التركيز في العمل و اإلهمال وقلة الخبرة
اإلشاعات-
وهي عبارةـ عن استخدام المعلومات الكاذبة والمضللة و إعالنها في توقيت ومناخ معينـ يؤدي إلى األزمة ومن األسباب التي
:تؤدي إلى اإلشاعات ما يلي
.وجود تخبط لدى المسئولين ،وجود توتر جماهيري
اليأس-
هو فقدان األمل في حل المشاكل والكوارث ,أو هو اإلحباط وعدم الرغبة لدى متخذ القرار في مواجهة المشاكلـ .ويرجع ذلك
:لألسباب التالية
انخفاض الدخل والراتبة ،القمع اإلداري والشعور بالظلم
-الرغبة في االبتزاز
هو تعريض متخذ القرار لضغوط نفسية ومادية و شخصية واستغالل التصرفات الخاطئة التي قام بها إلجبارهـ على المزيد من
:التصرفات األكثر ضررا,ويصبح ذلك مرة أخرى مصدرا لالبتزاز واإلجبار.ومن أسباب ابتزاز بعض الناس لآلخرين
.تعارضـ المصالح واستسالم البعض لالبتزاز ،الرغبة في تدمير اآلخرين أو تدمير المنظماتـ األخرى
انعدام الثقة-
وهو عدم اإليمانـ باآلخرين و وتنعدم الثقة في بعض الناس أو ربما في نظام كاملـ كأنـ تنعدم في اإلدارة العليا أو المنظمة .ويرجع
:سبب عدم الثقة إلى ما يلي
..سيادة ظروف عمل سيئة ،عدم كفاءةـ النظام اإلداري
األزمات المتعمدة-
هو افتعال المشاكل واألزمات للتمويه على أزمات أكبر.وهو محاولة لصرف النظر عن أزمة حقيقة بافتعال أزمات جانبية أو
:وهمية.ويرجع ذلك إلى ما يلي
.محاولة التمويه والتغطية على األزمات الحقيقة ،محاولة كسب أرضية بصورة غير أخالقية على حساب الغير
سوء اإلدراك-
يعد اإلدراك أحد مراحل السلوك الرئيسية فاستعمالهـ بشكل غير سليم يؤدي إلى عدم سالمة االتجاه الذي اتخذه القائد اإلداري و
انفصام العالقة بين األداء الحقيقي للكيانـ اإلداري وبين القرارات التي يتخذها هذا القائد ومن هنا إذا تراكمت نتائج التصرفات
.السابقة بشكل معين فانه يوجد ضغطا مولدا لألزمة
أنواع األزمات-
إن مفهوم األزمة و طريقة التعامل معهاـ يعتمد على درجة معرفتناـ بنوع و طبيعة هذه األزمة وفي هذا الصدد يمكنـ التمييز بين
:أنواع مختلفة لالزمات كاألتي
:األزمات المادية أو المعنوية )(1
أ -األزمات المادية-
:هي أزمات ذات طابع اقتصادي ومادي و كمي ويمكنـ دراستها و التعامل معهاـ ماديا و بأدوات تتناسب مع طبيعة األزمة ،مثال
.أزمة الديون ،عدم توافر سيولة في الشركة-انخفاض حاد في المبيعات ،
ب -األزمات المعنوي-
وهي أزمات ذات طابع نفسي وشخصي وغير ملموس وال يمكن اإلمساك بأبعادها بسهولة وال يمكن رؤية أو سماع األزمة بل
:يمكنـ الشعور بها ،مثال
.-أزمة الثقة
.عدم رضاءـ و استياء العاملين ،انخفاض الروح المعنوية
األزمات البسيطة أو الحادة(2) -
:أ -األزمات البسيطة
:وهي األزمات خفيفة التأثر و يسهل معالجتها بشكل فوري و سريع ومن أمثال هذه األزمات البسيطة
.عمل تخريبي في بعض أجزاء الشركة ،إضراب عمالـ احد األقسام ،عطل في خط إنتاج
ب -األزمات الحادة-
:وهي األزمات التي تتسم بالشدة و العنف و قهر الكيان اإلداري للمنظمة و تقوض أركانه ومن أمثلة هذه األزمات الحادة
.حريق مخازنـ بها سلع جاهزة ،مظاهرات في كافة مدن الدولة ،اعتماد من دولة خارجية
:أزمات جزئية أو عامةـ )(3
:-أ -أزمات جزئية
وهي أزمات تطول جزءا من كيان المنظمة أو النظام وليس كله ويكون الخوف من أن استمرار األزمة قد يتعدى إلى باقي أجزاء
:النظام ,مثال
.اعتصام لبعض العاملين في احد األقسام ،انخفاض الروح المعنوية في إحدى اإلدارات ،ظهور وباء في احد المدن الصغيرة
:-ب -أزمات عامةـ
:وهي أزمات لها تأثير على كافة أجزاء النظام (سواء كان شركة أو منظمة أو دولة )و يؤثر كذلك على أشخاصه و منتجاته ،مثال
.حريق يأتي على الشركة بأكملهاـ ،تدهور حاد في إنتاجية المصنع ،إضراب عام لكافة الموظفين و العاملينـ بالشركة
أزمات وحيدة أو متكررة(4) -
أ -األزمات الوحيدة-
وهي أزمات فجائية غير دورية وغير متكررة ويصعب التنبؤ بوقوعها و عادة ما يكون هناك أسباب خارجية عن اإلدارة هي
:التي تؤدي إليها ،مثال
..أمطار عنيفة أو جفاف يؤدي إلى خسائر ،سيول تؤدي إلى هدم المنشات ،حر شديد يؤدي إلى حرائق
ب -األزمات المتكررةـ-
وهي أزمات تتسم بالدورية و التكرار و أنها تحدث في مواسم أو دورات اقتصادية يمكن التنبؤ بها و بالدراسة و البحث يمكنـ
تحديد متى ستقع األزمة و درجة حدتها و بالتالي يمكن السيطرة عليها و يتم حدوث هذه األزمات المتكررة بسبب وجود ظواهر
المواسم الزراعية و المواسم الطبيعية كالصيف و الشتاء و المواسم االقتصادية كالرواج و الكساد و كلها تؤدي إلى األزمات
:التالية على سبيل المثال
أزمة عدم توافر القوى العاملة في مواسم الحصاد ،عدم االحتياج للعاملينـ في شهور معينة دوريا ،أزمات الصقيع التي تهدد
.المزروعات
-المراحل التي تمر بها األزمة
كل أزمة دورة حياة تشبه دورة حياة اإلنسان .وأساليب التعاملـ مع األزمة يعتمد على معرفتك بالمراحل التي تمر بها األزمة .و
:مراحل دورة الحياة األزمة تتجلى في ما يلي
.مرحلة النشأة *
.مرحلة النمو *
مرحلة النضج .مرحلة االنحسار *
-مرحلة النشأة
يشعر المسئولين بإحساس مبهم بأن ثمة مشكلة في الطريق .وان استطاع المدير أن يتعرف و لو جزئيا على العوامل األساسية
.فيها استطاع أن يقوم بتنفيس األزمة .أي تحويل مسارها من خالل خلق اهتمامات جديدة أو امتصاص المحركين لها
مرحلة النمو-
حينما يتم تغذية األزمة بمحركات و أسباب و أشخاص إضافية تبدأ في الكبر و النمو وفي هذه المرحلة يجب على المسئولين
.استقطاب محركات و عوامل النمو أو تحييدها أو خلق تعارض في المصالح بين األشخاص المحركين لها
مرحلة النضج-
هنا تصبح األزمة في قمتها و تبدأ في إفراز خسائر فادحة للمنظمة وتدمر من حولها من مديرين أو أشخاص أو موجودات.
وتصبح السيطرة على األزمة صعبة ما لم يقم متخذ القرار بمواجهة جذرية مع مسببات األزمة و محركيها أو البحث عن كبش
.فداء يتحمل وزر الخسائر و تنتهي عنده األزمة
مرحلة االنحسار-
هنا تبدأ األزمة في األفول و االنتهاء و ذلك بسبب الصدام أو المواجهة معها فإذا فقدت األزمة أسبابها و أشخاصهاـ بدأت في
االنحسار .وعلى المسئولين عدم التفاؤل فربما يلم األشخاص المسببون األزمة شتاتهم أو تبدأ األزمة في النهوض مرة أخرى.
.وعلى المنظمة أن تعيد بناء نفسها وأن تتعلم من أخطائها
-نتائج األزمة
يشير ذلك إلى الخسائر الناجمة عن وقوع األزمة و األضرار التي تصيب المنظمة من جراء حدوت الخسائر ومن أمثلة نتائج و
:أضرار األزمات نذكر ما يلي
-وفيات ،تشريد أشخاص ،انهيار في البنية األساسية ،توقف المصانع واإلنتاج والمبيعات
..تدهور في األرباح وتحقيق خسائر ،إفالس وانهيار السمعة ،انهيار في الروح المعنوية
-الجانب اإليجابي لألزمة
هناك جانب إيجابي لألزمة و ذلك بالنسبة لمنافس ما بغية ربح مشروع أو صفقة ،ألن خلق أزمة لمنافسه تتيح له الفرصة للدخول
في السوق بقوة دون عراقيل أو الربح بسهولة و ذلك بعد وضع خطة محكمة من خالل معرفة نقاط ضعف المنافس ،فالسوق
".أحيانا يطبق قانون الغابة و هو" :القوي يأكل الضعيف
:كما أن بعد حدوث أي أزمة يستفيد منها العالم من خالل النقاط التالية
انخفاض أسعار السلع في السوق ،انخفاض تكاليف مواد اإلنتاج ،صعود بعض دول العالم الثالث (و التي ال تتضرر كثيرا -
باألزمات العالمية النعزالها )....ببضعة درجات على سلم التقدم....،الخ
بعض المنظمات المستهدفة من طرف األزمات -
ومن أهم المنظمات المستهدفة لالزمات
المدارس و الجامعاتـ -شركات األسمدة الكيماوية -المنظماتـ التي بها تجمع عمالي كبير -األماكنـ السياحية و مدن المالهي - -
...شركات الكمبيوتر -البنوك -الفنادق -المؤسسات الغذائية
أزمة -1929
:مراحل نشأة األزمة
بدأت األزمة االقتصادية في عام (1929التي تذكر بها االضطرابات المالية التي تشهدها األسواق حاليا) ،بانهيارـ في البورصة ال
.سابق له في الواليات المتحدة أدت إلى عمليات إفالس وبطالة معممة عبر الدول الصناعيةـ
وانطلقت األزمة يوم الخميس في 24تشرين األول/أكتوبر 1929في بورصة نيويورك بعدما طرح 13مليون سهم في السوق
.لكن األسعار انهارت بسبب غياب مشترين
وانتشر الذعر وهرع المستثمرون والفضوليون إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة .وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر
مؤشر داوو جونز %22.6من قيمته .وبعد ساعات قليلة وجد آالف المساهمينـ أنفسهم مفلسين .وتفيد الروايات أن 11مضاربا
.انتحروا في نهاية النهار بإلقاءـ أنفسهم من ناطحات سحاب في مانهاتنـ
وقد تبخر ما مجموعه سبعة إلى تسعة مليارات دوالر في يوم واحد .وانهارت البورصة خاسرة %30من
14
قيمتها في تشرين األول أكتوبر و %50في تشرين الثاني نوفمبر .وبلغت الخسائر اإلجمالية 30مليار دوالر أي عشرة مرات أكثر
.من الميزانية الفدرالية وأكثر من النفقات األمريكية خالل الحرب العالميةـ األولى
وبقي "الخميس األسود" راسخا في الذاكرة الجماعيةـ ويحضر هاجس العام 1929إلى النفوس كلما حصلت اضطرابات في
.األسواق المالية
وكانت هذه النكسة المالية الكبيرة مقدمة لالزمة الكبرى التي ضربت الواليات المتحدة وأوروبا .واتى ذلك رغم أن الواليات
المتحدة كانت تتمتع منذ مطلع عشرينات القرن الماضي بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في أرباح الشركات وفي أسعار
.أسهمها .وكان نحو %2من الشعب األمريكي يملك أسهماـ وسندات في البورصة اقتناعاـ منهم بإمكانيةـ تحقيق مكاسب سريعة
وبلغت بورصة وول ستريت أعلى مستوى لها في الثالث من أيلول سبتمبر 1929والمضاربونـ الذين لم تكن تتوافر لهم الوسائل
.كانوا يجرون تعامالتهم معتمدين على قروض أو من خالل إيداع سندات أخرى تشكل ضماناتـ
ولم يكن احد يدرك أن أسعار األسهم في البورصة كانت تفوق قيمتها الفعلية مما جعل وول ستريت تفقد أي اتصال مع الواقع
.االقتصاديـ
.و"الخميس األسود" الذي شكل نهاية لمرحلة المضاربةـ هذه انعكس على كل األسواق المالية العالمية بدءا بلندن
وفي ربيع العام 1930دخلت الواليات المتحدة مرحلة انكماش ما أدى إلى تراجع اإلنتاج وإلى عمليات إفالس وكانت تداعياتهاـ
.األخطر بطالة واسعة
وتحول حادث في البورصة سريعا إلى أزمة عالمية حادة للغاية هي األخطر التي شهدها النظام الرأسمالي .وبسبب ثقل االقتصاد
األمريكي ( % 45من اإلنتاج الصناعي العالمي) انتقلت عدوى األزمة االقتصادية الكبرى في الثالثينات إلى الدول الغربية .وبدأ
االنتعاش في الواليات المتحدة العام 1933مع سياسة "العهد الجديد" (نيو ديل) التي وضعهاـ فرانكلين روزفلت .وفي ألمانياـ
تسببت األزمة االقتصادية واالجتماعيةـ في انهيارـ جمهورية فيمار واستغلها النازيون للوصول إلى السلطة وعمدوا إلى تنشيط
.االقتصاد عبر مشاريع ضخمة وإعادة تسليح عسكريةـ كثيفة
.اعتاد العالم الرأسمالي منذ القرن 19م على مواجهة أزمات دورية ،لكن أزمة 1929كانت أكثرها حدة
فتحت الحرب العالمية األولى المجال أمام الصناعةـ األمريكية لغزو األسواق العالمية بعد تراجع القوة االقتصادية ألوربا ،فعرف
اقتصادها فترة من االزدهار والرخاء بفعل استفادتها من فعالية التنظيم الصناعي وارتفاع مردودية الفالحة وكثرة االستهالك
بفعل تطور الدخل الفردي .لكن دخل االقتصاد األمريكي سنة 1929في أزمة دورية بفعل معاناته من نقط ضعف عديدة كعدم
مسايرةـ االستهالك لضخامة اإلنتاج ،وانتشار المضارباتـ بالبورصة ،حتى أصبحت أسعار األسهم ال تساير الزيادة الحقيقة في
.أرباح الشركات
انطلقـت األزمة االقتصادية من بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك يوم 24أكتوبر 1929بعد طرح 19مليون سهم للبيع دفعة
واحدة فأصبح العرض أكثر من الطلب فانهارت قيمة األسهم ،فعجز الرأسماليون عن تسديد ديونهم فأفلست البنوك وأغلقت عدة
مؤسسات صناعية أبوابها ،كماـ عجز الفالحون عن تسديد قروضهم فاضطروا للهجرة نحو المدن.و لهذا سميت هذه األزمة
"ب":أزمة الكساد األعظم
ـ انتشار األزمة
اضطرت الواليات المتحدة األمريكية إلى سحب رؤوس أموالها المستثمرةـ بالخارج وأوقفت إعاناتهاـ لبعض
الدول ،فامتدت األزمة إلى البلدان الصناعية األوربية ،وبفعل ارتباطهاـ باالقتصاد األوربي فقد امتدت األزمة لبلدان المستعمرات
.كما مست باقي دول العالم بفعل نهج سياسة الحمائية لحماية االقتصاد الوطني
لم يفلت من األزمة سوى االتحاد السوفيتي النعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعهـ نظاما اشتراكيا.ذ†ذ†– تعددت نتائج األزمة
:واختلفت طرق معالجتها
نتائج األزمة1-
تضررت المؤسسات البنكية وانهارـ اإلنتاج الفالحي والصناعي بفعل انخفاض األسعار وتراجع االستهالك
.فتأزمت المبادالت العالمية ،كما انتشر البؤس وتزايدت أعداد العاطلين وتكاثرت الهجرة القروية
أحيت األزمة الصراعاتـ االستعمارية ،كما أدت إلى وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازيةـ في ألمانياـ والفاشية في
.إيطاليا
ـ مواجهة األزمة2
تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات ،وتم تقليص ساعاتـ العمل مع تجميد األسعار والرفع من الضرائب وتطبيق
.سياسة االكتفاءـ الذاتي وتشجيع استهالك المنتجات الوطنية
نهجت بعض الدول أسلوب التوجيه عن طريق سياستها الجبائية وبتحديد نسب الفائدة ،كماـ اعتمدت أخرى على مستعمراتهاـ وعلى
.الصناعاتـ العسكرية والمشاريع العمومية الكبرى
تبنى الرئيس األمريكي روزفلت «الخطة الجديدة» سنة 1933لمواجهة األزمة ،حيث تم تنظيم البنوك ومراقبة المؤسسات المالية
ودعم الفالحين مع إصالح الصناعةـ بالتخفيف من المنافسة وتحديد الحد األدنى لألجور ،وفي الميدان االجتماعي تم فتح ورشات
.كبرى للتخفيف من البطالة مع تحسين األجور
خاتمـة-
وضعت األزمة االقتصادية حدا الزدهار االقتصاد الرأسمالي الليبرالي السائد منذ القرن 19وأحيت الصراعاتـ الدولية ممهدة
.لحرب عالمية ثانية
و هكذا يمكن القول أن الصورة قد اكتملت عن األزمة االقتصادية التي يشهدها العالم االقتصادي منذ القدم فاألزمة ولدت مع
.اإلنسان وال طالما عاشت معه إال أنه ال يعلم أنها تسمى باألزمة و أنها ستصبح مشكلة العصر في يوم من األيام
.
قائمة المراجع
.كتاب :إدارة األزمات -للدكتور:أحمد ماهر – د/النشر :الدار الجامعية /اإلسكندرية 1-
السنة –2006:رقم اإليداع)19590-2005( :
كتاب :األزمة الماليةو إصالح النظام المالي العالمي – للدكتور :إبراهيم عبد العزيز النجار 2-
د/النشر :الدار الجامعية/اإلسكندرية – سنة النشر – 2009 :رقم اإليداع)24047/2008( :
كتاب :مبادئ إدارة األزمات ل :ماجد سالم الهدمي+جاسم محمد – دار زهران للنشر و التوزيع 3-
.كتاب :األزمات المالية في األسواق الناشئة – ألحمد يوسف الشحات – دار النهضة العربية ،القاهرة – 4- 2005
كتاب :عدي األزمات المالية ،العولمة المالية و إمكانات التحكم – لعبد الحكيم مصطفى الشرقاوي -مطبعة التركي ،طنطا – 5-
2002.