Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بمفهوم اليقظة اإلستراتجية بإعتبارها أحد األساليب اإلدارية الحديثة ملواجهة
التحديات ومساعدة املؤسسات على االستمرار والبقاء وسط محيط ملئ باملفاجآت ،كما تهدف إلى إبراز واقع اليقظة
اإلستراتيجية في الدولة الجزائرية ،وقد اعتمدت الدراسة في جمعها للبيانات واملعلومات على عدة مصادر ومراجع مختلفة،
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها :اليقظة اإلستراتيجية هي عبارة عن عملية جماعية مستمرة ،من خاللها يتعقب فريق من
األفراد بطريقة طوعية املعلومات ذات الطبيعة التوقعية ،والتي تتعلق بالتغييرات املحتملة الحدوث في املحيط الخارجي
للمؤسسة ،ويستخدمونها في خلق فرص أعمال وتقليص املخاطر وفي خفض حالة عدم التأكد .أفصحت معظم املؤسسات
االقتصادية الجزائرية املستجوبة عن رغبتها في استخدام نظام اليقظة الستشراف املستقبل واالستعداد له .وفي النهاية تم تقديم
مجموعة من التوصيات تدور في معظمها حول ضرورة إدخال اليقظة اإلستراتيجية في تسيير وتنظيم مؤسساتنا الجزائرية.
كلمات مفتاحية :اليقظة ،املؤسسات الجزائرية ،اإلستراتيجية ،دراسة ميدانية.
تصنيفات L 23 , M 10 : JEL
Abstract:
This study aims to introduce the concept of strategic vigilance as one of the modern
administrative methods to face challenges and help organizations to continue and stay in the
midst of an environment full of surprises, as it aims to highlight the reality of strategic
vigilance in the Algerian state, and the study relied on collecting data and information on
several different sources and references, and reached The study has several results, the most
important of which are: Strategic vigilance is a continuous collective process, through which
a team of individuals voluntarily tracks information of a predictive nature. Most of the
interviewed Algerian economic organizations have indicated their desire to use a vigilance
system to anticipate and prepare for the future.
Key words: alertness, Algerian organizations, strategy, field study.
JEL Classification Codes: L 23 , M 10
__________________________________________
املؤلف املرسل :وقنوني باية ،اإليميلouaguenounia@gmail.com :
35
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
.0مقدمة:
أفرزت التحوالت العاملية توجهات جديدة و شهدت املنظمات العديد من التغييرات التي مست كافة املستويات ،حيث
أبرزت واقعا جديدا و أدخلت مفاهيم و تقنيات حديثة تتسم بمالمح و رؤى تتوافق مع طبيعة العالم املعاصر القائم على الحركة
و التغير إلى جانب التطورات السريعة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال.
وتعتبر اليقظة اإلستراتيجية من بين األساليب التسييرية الجديدة التي تسمح للمؤسسات االقتصادية باإلكتشاف
السريع واملسبق للمفاجآت التي قد تواجهها في املستقبل القريب أو البعيد ،كما أنها تعتبر وسيلة للمراقبة والتنبؤ بالتغيرات التي
قد تؤثر عليها ،وطريق إلقتناص الفرص وتجنب املخاطر والتهديدات.
وتعمل اليقظة اإلستراتيجية على تحسين أداء املؤسسات وزيادة إنتاجيتها ،وذلك من خالل تزويد مراكز إتخاذ القرار
باملعلومات الفورية واإلستباقية عن كل ما يدور في البيئة الخارجية.
من هنا تنطلق إشكالية بحثنا التي يمكن ترجمتها في السؤال التالي :
ما درجة اهتمام املؤسسات الجزائرية بتببي اليقظة اإلستراتيجية ؟
وتندرج تحت هذا السؤال عدة أسئلة فرعية منها:
-ما املقصود باليقظة اإلستراتيجية ،وفيما تتمثل أهم أنواعها؟
-هل تولي املؤسسات الجزائرية إهتمام ملوضوع اليقظة اإلستراتيجية ؟
وكاجابة مؤقتة على السؤال الجوهري ،وضعنا الفرضية التالية:
-الزالت اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية.
أهداف البحث:
تتمثل أهداف البحث فيمايلى:
-توعية املؤسسات واإلطارات املستقبلية الجزائرية بأهمية اإلعتماد على اليقظة كوسيلة عمل جديدة تتيح ملؤسساتنا
اإلقتصادية إمكانية التهيؤ والتأهب املسبق ملواجهة التحديات في محاولتها لإلندماج إلى اإلقتصاد العاملي والتكيف مع
مقتضياته.
-الوقوف على مستوى ممارسة عدة مؤسسات جزائرية لليقظة اإلستراتيجية.
-إبراز أهمية إنشاء وتطوير وظيفة اليقظة في منظماتنا اإلقتصادية للتكفل بإنجاز الدراسات اإلستشرافية التي أصبحت
ضرورية وسط املحيط املضطرب الذي تنشط فيه املؤسسات الجزائرية.
منهجية البحث:
من اجل اإلجابة على اإلشكالية السابقة الذكر و اإلملام بكل الجوانب واألسس النظرية للموضوع واثبات صحة الفرضية
املتبناة من عدمها ،قمنا بإتباع املنهج الوصفي التحليلي ،لتحديد اإلطار النظري للدراسة و تحضير املفاهيم و املداخل التي
يحتاج إليها في الدراسة امليدانية ،كما قمن بإتباع املنهج االستداللي الستقراء النتائج واملنهج اإلحصائي لتحليل النتائج املتحصل
عليها في الجانب امليداني باستخدام األساليب اإلحصائية.
محاور البحث:
يتضمن هذا البحث أربعة محاور رئيسية تتمثل في األتي:
-ماهية اليقظة اإلستراتيجية ،وأنواعها.
-اإلطار العام للدراسة امليدانية.
-عرض وتحليل بيانات اليقظة اإلستراتيجية في املنظمات الجزائرية ،وعوائق تطبيقها.
-اختبار فرضية الدراسة.
36
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
ويمكن للمؤسسة أن تكون يقظة إذا كانت واعية بما يحصل في محيطها من تطورات و تغيرات و في استماع لإلشارات
الصادرة منه ،هذا الوعي واالستماع يمكنها من اتخاذ القرارات والقيام باألفعال املناسبة بالكيفية و الوقت املناسبين .
وعبارة اليقظة اإلستراتيجية هي ترجمة ملا يعرف في اللغة الفرنسية " "veille Stratégiqueونادرا ما يستخدم مصطلح
الذكاء االقتصادي" "Intelligence économiqueللداللة على اليقظة ،وإذا بحثنا في األدبيات االنجليزية فإننا نجد العديد من
املصطلحات التي تتشابه مع اليقظة اإلستراتيجية في التعريف ،الوظائف ،األهداف ،املراحل ،وتختلف عنها في جزئيات بسيطة،
من بين هذه املصطلحات نجد" ،Environment Scanning " "Business Intelligence" ، Competitor Intelligence " :
" ،Competitive Intelligenceوتجدر اإلشارة ،أن الذكاء هو أكثر من مجرد جمع للمعلومات ،فالذكاء يتمحور حول إضافة قيمة
لهذه املعلومات ،هذه القيمة تظهر عند دمج املعلومة مع معارف األفراد واستخدام قدراتهم على التحليل ،التفسير ،استخالص
(الدين ،2310- 2312 ،صفحة ..)20 األفكار وتقديم توصيات من تلك املعلومات ّ
ولقد تعددت التعاريف التي تناولت اليقظة بصفة عامة واليقظة اإلستراتيجية بصفة خاصة ،وتطورت بمرور الزمن ،مع
تطور ممارساتها من قبل املؤسسات ،ومن هذه التعريف نجد:
يعرفها Lesca N.على انها " عملية إعالمية وتنظيمية وإنسانية تجعل املؤسسة على اتصال باملصادر النشطة للمعلومات
الخارجية عن طريق تعبئة املوارد التكنولوجية ...وهي عملية استباقية تقوم املؤسسة من خاللها بتتبع واستيعاب ونشر
املعلومات من البيئة الخارجية لالستخدام في العمل"). (Afef, 2018, p. 03
ويعرفها Laurent Hermelعلى أنها" املراقبة الشاملة والذكية لبيئة املنظمة من اجل اإلطالع على املعلومات الواقعية
والحاملة ملالمح املستقبل "). . (Hermel, 2007, p. 02
وتعرف اليقظة اإلستراتيجية أيضا على أنها" عملية جماعية مستمرة ،من خاللها يتعقب فريق من األفراد بطريقة طوعية
املعلومات ذات الطبيعة التوقعية ،والتي تتعلق بالتغييرات املحتملة الحدوث في املحيط الخارجي للمؤسسة ،ويستخدمونها في
(الدين ،2310- 2312 ،صفحة .)32خلق فرص أعمال وتقليص املخاطر وفي خفض حالة عدم التأكد بصفة عامة" ّ
ومن خالل ما تقدم نستنتج أن اليقظة اإلستراتيجية هي نشاط جماعي إستباقي ومستمر ،تقوم بجمع وتحليل املعلومات
ذات الطبيعة اإلستراتيجية واملتعلقة ببيئة املنظمة الخارجية لتستخدم في صنع القرارات املهمة ،وتهدف اليقظة اإلستراتيجية إلى
الكشف املبكر للتغيرات املحتمل حدوثها بغية إستغالل الفرص والتقليل من حاالت عدم التأكد وتجنب التهديدات.
.0.0.0أهداف اليقظة اإلستراتيجية
يشير Coutenceauإلى أن اليقظة تهدف إلى :معرفة مفصلة وبشكل دائم عن املحيط ،جمع املعلومات املرتبطة
بالتوجهات اإلستراتيجية ،تقديم املعلومات في الوقت املناسب من أجل توقع التغيرات قبل القيام بأي إجراء دفاعي أو هجومي،
37
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
زيادة القدرة على تطوير وتنفيذ إستراتيجية فعالة ،اإلبداع والبحث في عناصر التميز مقارنة باملنافسين ،والقدرة على مواجهة
األزمة). (Coutenceau, 2008, pp. 19-20
وتهدف اليقظة اإلستراتيجية أيضا إلى:
-التدارك واالستباق بمعنى معرفة التغيرات من تقنيات جديدة ،آالت جديدة ،زبائن ،منافسين ...وحث تستطيع املؤسسة
أن تتأقلم مع محيطها البد أن تكون على إطالع بما يجري في هذا املحيط أي البد أن تراقبه بصفة مستمرة.
-تخفيف املخاطر أي بمعنى معرفة املخاطر من منتجات ،منافسين ،تشريعات قانونية...الخ
-مقارنة األداء وتطويره بمعنى ما هو موقع املشروع من حيث املنافسة في مجال عمله.
-معرفة الفوارق أي فوارق املنتجات مقارنة بالطلبات وكذا فوارق املؤسسة مقارنة باملنافسين.
-معرفة األفكار والحلول الجديدة ،اإلبداع واقتصاديات البحث والتطوير.
-التدارك الجيد للفرص ،ضف إلى ذلك التدارك الجيد لألزمات وكذلك قدرة جيدة على التكيف.
.5.0.0أهمية اليقظة اإلستراتيجية:
اليقظة اإلستراتيجية نظام يساعد على اتخاذ القرارات من خالل مالحظة و تحليل بيئة املؤسسة واآلثار االقتصادية
الحالية و املستقبلية من اجل استخراج الفرص والتهديدات ،كما أنها تركز أساسا على املعلومات اإلستراتيجية ،ويمكن تلخيص
أهميتها فيما يلي (ولد عابد ،2312 ،صفحة : )31
-تسمح اليقظة من الناحية املالية بتحقيق الوفرة ألن املعلومات التي تم جمعها قادرة على التحسين من الخصائص
التقنية للمنتج ،جودته ،و التخفيض من كلفته.
-تسمح بمرور جيد للمعلومة عبر مختلف املستويات التنظيمية في املؤسسة ،كما تسمح لها أيضا بمراقبة مستمرة
ومتواصلة لبيئتها.
-تسمح بالتحدير والتنبؤ بالعراقيل املستقبلية التي سوف تواجهها املؤسسة.
-تعد وسيلة إستراتيجية للتسيير ،أين تكشف خلية اليقظة على مناطق النفوذ ،التهديدات و الفرص والتي تستطيع أن
تغير من إستراتيجية املؤسسة و من املنافسة في السوق.
وقد أوضح كل من Salima Kriaa medhafferو ،Herbert Lescaاهمية اليقظة االستراتيجية في املؤسسات االقتصادية
من خالل النقاط التالية(Kriaa medhaffer, 2010, pp. 19-20) :
تعتبر أداة للمساعدة في إتخاذ القرار اإلستراتيجي.
تسمح بالكشف املبكر للتغيرات التي يجب (أو يمكن) أن تتكيف معها املؤسسة.
تسمح للمنظمة برد فعل سريع واإلستعداد في الوقت املناسب.
تعتبر وسيلة لتكوين إستراتيجية املنظمة أو إعادة توجيهها.
تسمح باإلقتصاد في املوارد ،ألن التأخر يؤدي إلى إرتفاع التكلفة.
تمثل وسيلة إلستباق التغيرات وربح الوقت ،وتساهم في اتخاذ القرارات الهامة.
تساعد في إدارة األخطار والرفع من درجة األمن.
تسمح بربح املستهلكين وأسواق جدد ،وتجنب خسارة مستهلك حالي رئيس ي.
تساهم في البحث عن إستراتيجيات جديدة.
تؤدي إلى تحسين القدرة اإلبداعية في املؤسسة ،والتميز في السوق الحالي.
تساعد في تحديد وتوفير الفرص من أجل تحسين أداء املؤسسة وسط املحيط التنافس ي.
.0.0أنواع اليقظة اإلستراتيجية
تتميز اليقظة اإلستراتيجية بتعدد أنواعها ،ويمكن توضيح أهمها في األتي:
38
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
39
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
40
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
املصدر :من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج SPSSوبرنامج EXEL
يتضح من الشكل أعاله أن هناك تقارب بين نسبة املؤسسات املتوسطة والكبيرة ،حيث بلغت نسبة املؤسسات املتوسطة
،% 22في حين بلغت نسبة املؤسسات الكبيرة ،% 00أما نسبة املؤسسات الصغيرة فقد بلغت .% 22
وتجدر اإلشارة أنه تم إستهداف املؤسسات الصغيرة وليست املصغرة ،أي التي يتراوح عدد عمالها من 13إلى 13عامل،
كما حاولنا إستهداف املؤسسات الكبرى وذلك إلحتمال إحتوائها بشكل كبير على خلية اليقظة أو املراقبة.
.5.0.3تاريخ إنشاء مؤسسات الدراسة:
تضمن اإلستبيان زمن تقريبي لتاريخ إنشاء املؤسسات املستجوبة ،وبعد فرز اإلجابات تحصلنا على الجدول التالي:
41
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
100
80
60
40
20
0
نعم ال المعيار
املصدر :من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج SPSSوبرنامج EXEL
يبين الشكل أن كل املؤسسات املستجوبة تعتقد أنها يقظة وتراقب بيئتها ،وذلك من خالل جمعها املستمر أو املتقطع
لبيانات تهمها من بيئتها الخارجية.
.0.0.3درجة يقظة املؤسسات الجزائرية املستجوبة:
يمكن تمثيل درجة يقظة مؤسسات العينة في الشكل التالي:
42
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
املصدر :من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج SPSSوبرنامج EXEL
يتضح من الشكل أن %12من مؤسسات العينة صرحت أن يقظتها ضعيفة لكنها ليست منعدمة ،بينما %22منها
صرحت بأن درجة يقظتها متوسطة ،أما % 23من املؤسسات املستجوبة ،فقد إعتبرت أن يقظتها عالية.
وبالنظر إلى املعطيات نجد أنه ما يعادل النصف تقريبا من املؤسسات الجزائرية املستجوبة صرحت أنها يقظة بدرجة
متوسطة أو عالية ،ويمكن تفسير ذلك إلى نوع العينة التي غلب عليها الطابع العمدي (عينة عمديه).
.4.0.3تنظيم نشاط اليقظة:
يرتبط تنظيم نشاط اليقظة بدرجة ممارستها في املؤسسات اإلقتصادية ،ويوضح الشكل التالي تنظيم نشاط اليقظة في
املؤسسات املستجوبة.
الشكل رقم ( :)53تنظيم نشاط اليقظة في مؤسسات العينة
60% 52%
40%
40%
20%
8%
0%
خلية
نشاط يمارس فقط
مصلحة تابعة
املصدر :من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج SPSSوبرنامج EXEL
حسب الشكل ،فإن % 23من املؤسسات املستجوبة صرحت بأنها تمتلك خلية يقظة أو مراقبة ،بينما صرح % 12من
املؤسسات بأنها تمارس اليقظة كنشاط فقط ،وال تخصص له أية خلية ،أما نسبة % 32من مؤسسات العينة ،فقد صرحت
بأنها تمتلك مصلحة خاصة باليقظة تابعة لخلية التسويق أو خلية البحث والتطوير.
ورغم أن % 12من املؤسسات تمارس اليقظة كنشاط وبشكل ضعيف نوعا ما ،إال أن نسبة املؤسسات املالكة لخلية
اليقظة والتي تمثل ،% 23تعتبر كمؤشر لتطور اليقظة اإلستراتيجية في الجزائر.
.4.0.3تسمية نشاط اليقظة في الهيكل التنظيمي:
بالرغم من أن %22من مؤسسات العينة صرحت أنها تمتلك خلية يقظة مستقلة أو تابعة ،إال أن تسميتها تختلف من
مؤسسة إلى أخرى ،ويمكن توضيح ذلك في الجدول األتي:
43
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
44
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
45
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
نالحظ من الجدول أن آراء املؤسسات املستجوبة تميل إلى اإلجابة بنعم على كل األسئلة والعبارات حيث تعدت عدد
اإلجابات بنعم نسبة ،%13وهذا مؤشر على ميل مؤسسات العينة إلى ممارسة نشاط اليقظة بالرغم من تخصيصها حاليا
ميزانية غير كافية له.
فمن خالل الجدول يتضح أن % 22من عينة الدراسة أشارت أن لها رؤية إستراتيجية على املدى املتوسط والبعيد ،كما
أشارت % 22من املؤسسات أنها متابعة للتطورات التكنولوجية ،أما % 22منها فقد صرحت بأنها تقوم بجمع املعلومات من
أطراف خارجية مختلفة ،بينما صرح % 12من املؤسسات أنها تقوم بدراسات ملعرفة صورة املؤسسة ومنتجاتها ،أما عن تدريب
العمال على جمع وتحليل املعلومات بشكل مستمر ،فقد أشارت % 22من املؤسسات بأنها ال تقوم بتدريب العمال ،بينما % 10
منها صرحت أنها تقوم بالتدريب لكن على جمع وتحليل املعلومات الداخلية خاصة ثم الخارجية.
ومن خالل الجدول يتضح أيضا أن % 22من املؤسسات التي ال تملك خلية يقظة صرحت أنها ترغب في تبنيها مستقبال،
كما إعتبر % 22من املؤسسات املستجوبة أن األنترنت هي مصدر مهم لحراسة البيئة الخارجية ،أما عن املؤسسات التي لها موقع
إلكتروني فعددها 20مؤسسة من أصل 13مؤسسة ،علما أن للموقع اإللكتروني دور مهم في جمع ونقل ونشر املعلومات
املختلفة.
هذا وقد أشارت %22من املؤسسات إلى أن هناك عالقة سيئة بين املؤسسة الجزائرية واملحيط الجامعي ،وأنه ال يوجد
تعاون بينهما ،خاصة في مجال إستفادة املؤسسات من أبحاث وخبرات الباحثين واألساتذة.
ومن الجدول أيضا نالحظ أن % 23من املؤسسات املستجوبة صرحت أن ملعلومات اليقظة أهمية في جميع مراحل إتخاذ
القرار اإلداري ،سواءا كان مالي ،محاسبي ،تسويقي ،ترويجي ...إلخ.
.2.2عوائ تببي اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات الجزائرية:
من الجدول رقم ( ،)32يمكن استنتاج بعض الصعوبات التي تقف أمام تطبيق نظام اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات
الجزائرية وهي:
عــدم وجــود تواص ــل بــين مخــابر البح ــث مــن جهــة واملؤسس ــات اإلقتصــادية مــن جه ــة أخــرى ،وهــذا ي ــؤدي إلــى عــدم إس ــتفادة
املؤسس ــات م ــن أبح ــاث الجامع ــات الجزائري ــة ،خاص ــة ف ــي مج ــال التط ــورات التكنولوجي ــة وع ــدم تحوي ــل منتج ــات البح ــث إل ــى
إستثمارات إبتكارية ،كما يؤدي إلى عـدم الشـعور بأهميـة اليقظـة اإلسـتراتيجية فـي تحقيـق التنميـة والتطـور اإلقتصـادي لهـذه
املؤسسات ،وذلك لعدم حضورها للمؤتمرات وامللتقيات التي تنظمها الجامعات بخصوص اليقظة اإلستراتيجية.
يضــعف مــن يقظتهــا ،ويصــعب عمليــة التبــادل املباشــر إن عــدم إمــتالك كــل املؤسســات الجزائريــة ملوقــع إلكترونــي خــاص بهــا ع
للمعلومات بين املؤسسات اإلقتصادية واألطراف الخارجية خاصة املستهلكين.
نقص اإلطارات املتكونين في مجال اليقظـة اإلسـتراتيجية ،وضـعف اإلعتمـادات املاليـة املخصصـة لهـا ،ممـا يـنعكس سـلبا علـى
قدرة املؤسسة في كشف فرص وتهديدات البيئة الخارجية.
عـ ــدم تبنـ ــي عـ ــدد كبيـ ــر مـ ــن املؤسسـ ــات الجزائريـ ــة لخاليـ ــا اليقظـ ــة ،وهـ ــذا راجـ ــع لعـ ــدة أسـ ــباب منهـ ــا حداثـ ــة مفهـ ــوم اليقظـ ــة
اإلستراتيجية في أوساطها وتخوفهم من تبني النظم الحديثة لتحسين إنتاجيتهم والرفع من مردوديتهم.
وبعد تفريغ إجابات املؤسسات املستجوبة حول السؤال املرتبط بالصعوبات التي تواجهها في مراقبة البيئة بإستمرار،
تحصلنا على الجدول التالي:
46
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
الجدول رقم( :) 54التكراراملبل والنسبي لبعض الصعوبات املتعلقة بمر اقبة البيئة الخارجية للمؤسسات
التكراراملبل التكرارالنسبي العب ـ ـ ـ ـ ــارات
% 22 22 عدم توفير البيانات املطلوبة.
% 02 02 عدم توفير املوارد البشرية واملادية الالزمة.
% 23 23 نقص الوعي بأهمية إستمرارية حراسة البيئة الخارجية
املصدر :من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج SPSS
يوضح الجدول أن أكبر صعوبة تواجهها املؤسسات املستجوبة في جمع املعلومات عن البيئة الخارجية هي عدم توفر رجال
مدربين وموارد مادية كافية لذلك ،وهذا مؤشر على النقص الكبير لألنشطة التكوينية في مجال اليقظة اإلستراتيجية داخل
املؤسسات املستجوبة.
كما صرحت % 22من العينة بأن هناك صعوبة في توفير البيانات املطلوبة ،وصرحت % 23بأن هناك نقص في وعي
املسيرين بأهمية إستمرارية مراقبة البيئة الخارجية.
ومن بين الصعوبات األخرى التي صرحت بها املؤسسات املستجوبة نجد:
نقص مراكز جمع املعلومات واملؤسسات املتخصصة في جمع ،تحليل ونشر املعلومات.
تباعية التسيير اإلداري إلى الدولة بالنسبة للمؤسسات الحكومية يحيل من رغبتها وقدرتها في جمع املعلومات الخارجية.
نقــص املنافســة والرغبــة فــي اإلبــداع عنــد العديــد مــن املؤسســات املســتجوبة تــؤدي إلــى عــدم جمــع املعلومــات بشــكل مســتمر،
وعدم اإلسراع في وضع نظام لليقظة اإلستراتيجية.
إن سرية املعلومات عند املنظمات تقف أمام تدفقها للمنظمات األخرى.
هذا ويمكن إضافة عوائق أخري تقف أمام تجسيد اليقظة اإلستراتيجية في الجزائر منها:
غياب ثقافة نشر املعلومة ،ومركزية نشر املعلومة اإلحصائية.
وج ــود بع ــض الف ــوارق ب ــين الع ــرض اإلحص ــائي املق ــدم م ــن ط ــرف الجه ــات املختص ــة ،وتطلع ــات املس ــتعملين ال ـراغبين ف ــي
الحصول على معلومات دقيقة ،فورية وسريعة.
ضــعف إس ــتخدام تكنولوجيــا اإلع ــالم واالتص ــال مــن ط ــرف املؤسســات االقتص ــادية الجزائري ــة ،مــع نق ــص كبيــر ف ــي مج ــال
اإلبداع واالبتكار.
إن ض ــعف أو غيـ ــاب املنافسـ ــة فـ ــي بعـ ــض القطاعـ ــات يـ ــؤدي إلـ ــى عـ ــدم االهتمـ ــام بـ ــأدوات التسـ ــيير الجديـ ــدة منهـ ــا اليقظـ ــة
اإلستراتيجية.
.0اختبار فرضية الدراسة:
تتعلق فرضية الدراسة بمدى إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية ،وقد كانت صيغتها كاألتي:
ال زالت اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية.
وإلختبار هذه الفرضية تم إستخدام إختبار نسبة خاصية معينة ،ويستخدم هذا اإلختيار في الحالة التي تظهر الحاجة
فيها إلختبار نسبة بدال من إختبار املتوسط ،ولهذا الغرض تم إستخدام الصيغة التالية :
Ṕ − P
=Z
𝑛√P. Q/
حيث أن:
:Pنسبة وقوع الظاهرة في املجتمع.
́:Pالنسبة الفعلية لوقوع الظاهرة في عينة الدراسة.
:Qنسبة عدم وقوع الظاهرة ،وهي عبارة (.)1-P
:nحجم العينة.
47
باية وقنوني ،نادية عبد الكريم
وبالعودة إلى فرضية الدراسة ،فإنه يمكن وضع نسبة %01للحكم على قبول أو رفض الفرضية املطروحة ،حيث إذا
تجاوزت إجابات املبحوثين نسبة % 01لصالح اليقظة اإلستراتيجية ،فإن هذا يشير إلى رفض الفرضية املطروحة والعكس
صحيح ،ومن هذا املنطلق يمكن صياغة الفرضية الصفرية كالتالي:
ال تتجاوز نسبة إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية عن .%50
وتصبح الفرضية البديلة:
تتجاوز نسبة إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية عن.%50
وتحدد الفرضيتين كالتالي:
≤ 3.01 Hₒ: P
> 3.01H1: P
وبما أن اإلختبار من جانب واحد ،فإننا نرفض الفرضية الصفرية ،Hₒإذا كانت قيمة Z0.05املحتسبة عند،α=3.31أكبر
من قيمة Z 0.05الجدولية التي تساوي . 1.02
وبالنظر إلى قائمة اإلستبيان ،فإنه يتم الحكم على قبول أو رفض الفرضية األولى ،من خالل اإلجابات املرتبطة باألسئلة
التي أرقامها على التوالي 22 ،21 ،23و ، 21كما هو موضح في الجدول التالي:
الجدول رقم( :) 54نتيجة الفرضية األولى بإستخدام إختبار نسبة خاصية معينة
نتيجة
الفرضية األولى نتيجة السؤال
%133من املستجوبين صرحوا بأن مؤسستهم يقظة وتراقب البيئة ،ومنه :
رفض الفرضية 1 − 0.35 0.6
=Z = = 8.57
الصفرية √(0.35). (0.65)/50 0.07
ومنه فإن Z 0.05املحتسبة أكبر من Z 0.05الجدولية.
% 23من مؤسسات العينة صرحوا بأن درجة يقظتهم عالية ،و % 22صرحوا بأنها متوسطة و % 12صرحوا بأن يقظتهم
رفض الفرضية ضعيفة.
الصفرية (0.20 + 0.28) − 0.35 0.13
=Z = = 1.86
√(0.35). (0.65)/50 0.07
ومنه فإن Z 0.05املحتسبة أكبر من Z 0.05الجدولية.
% 23من العينة أشارت أنها تملك خلية خاصة باليقظة أو املراقبة ،لكن بتسميات مختلفة بينما % 32من العينة أشارت
أنها تملك مصلحة تهتم باليقظة ،أما % 12من العينة فقد صرحت بأنها ال تخصص أية خلية لنشاط اليقظة (مديرية أو
رفض الفرضية مصلحة) ومنه:
الصفرية (0.08 + 0.40) − 0.35 0.13
=Z = = 1.86
√(0.35). (0.65)/50 0.07
ومنه فإن Z 0.05املحتسبة أكبر من Z 0.05الجدولية.
يتضمن الجدول املوضح في السؤال رقم ،21أسئلة وعبارات مختلفة ،وبعد تفريغ اإلجابات ،تبين أن متوسط اإلجابات بنعم
رفض الفرضية يساوي ،% 22ومنه:
الصفرية 0.82 − 0.35 0.47
=Z = = 6.71
√(0.35). (0.65)/50 0.07
ومنه فإن Z 0.05املحتسبة أكبر من Z 0.05الجدولية.
املصدر :من إعداد الباحثتين باالعتماد على :عبد الحميد عبد املجيد البلداوي :األساليب اإلحصائية التطبيقية ،دار الشروق
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ، 2332 ،ص .222
48
و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية-
يتبين من الجدول أعاله ،أنه تم رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة ،مما يعني أن نسبة إهتمام املؤسسات
الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية تتجاوز % 01وبهذا فإنه:
لم تعد اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية.
.4الخاتمة
تعتبر املعلومة اليوم املصدر اإلستراتيجي الذي يمهد طريق النجاح والتميز للمؤسسات االقتصادية شرط إكتسابها مسبقا
َ
ومعالجتها واستغاللها بطريقة ذكية قبل املنافسين ،وهذا ما يتجسد في نظام اليقظة اإلستراتيجية والذي يساهم عبر وسائله في
تفعيل التحسينات املستمرة في جميع عمليات املؤسسة للوصول إلى الجودة املتوقعة في املخرجات النهائية.
ومن خالل هذه الورقة البحثية توصلنا إلى جملة من النتائج يمكن إدراجها في األتي:
-اليقظة اإلستراتيجية هي نشاط جماعي إستباقي ومستمر ،تقوم بجمع وتحليل املعلومات ذات الطبيعة اإلستراتيجية
واملتعلقة ببيئة املنظمة الخارجية لتستخدم في صنع القرارات املهمة ،وتهدف اليقظة اإلستراتيجية إلى الكشف املبكر
للتغيرات املحتمل حدوثها بغية إستغالل الفرص والتقليل من حاالت عدم التأكد وتجنب التهديدات.
-تتعدد أنواع اليقظة اإلستراتيجية أهمها :اليقظة التنافسية ،التسويقية ،التكنولوجية ،القانونية ،التجارية واملجتمعية.
-دلت النتائج املتوصل إليها بعد التحليل اإلحصائي للبيانات أن %12من مؤسسات العينة تمارس اليقظة كنشاط ،في حين
%22منها تخصص لها وحدة أو خلية تحت تسميات مختلفة كاملراقبة والحماية والرصد والتنبؤ وتسيير املخاطر.
-تميل مؤسسات العينة إلى ممارسة نشاط اليقظة بالرغم من ع دم تخصيصها ميزانية كافية ،وعدم تعاونها املشجع مع
الجامعة لتطويره من خالل االستفادة من أبحاث وخبرات الباحثين.
-تواجه املؤسسات الجزائرية املستجوبة صعوبات كثيرة في املراقبة املستمرة للبيئة الخارجية أهمها عدم توفير املوارد
البشرية واملادية الالزمة ،عدم توفير البيانات املطلوبة ،نقص الوعي بأهمية استمرارية مراقبة البيئة الخارجية ،نقص
مراكز جمع املعلومات واملؤسسات املتخصصة في جمع ،تحليل ونشر املعلومات ،وأيضا نقص املنافسة والرغبة في اإلبداع
عند العديد من املؤسسات املستجوبة.
وبعد إختيار فرضية الدراسة امليدانية ،توصلنا إلى أنه لم تعد اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات
املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،حيث أن هناك سعي لتبنيها واالهتمام بها خاصة لدى املؤسسات الكبرى.
بناءا على ما سبق توص ي دراستنا بــ:
ضرورة تهيئة اإلدارة العليا لثقافة اليقظة و بثها بين العاملين ،و اقتناعهم بأنها صارت حتمية ال مفر منها وأنها ضرورية
لتنافسية املؤسسات االقتصادية.
ضرورة غرس ثقافة العمل الجماعي لدى موظفي وإطارات املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،ألن مسؤولية اليقظة هي
مسؤولية الجميع كل من موقعه.
إنشاء خلية لليقظة أو على األقل خلية لليقظة التنافسية تكون مجهزة بالحد األدنى من اإلمكانيات البشرية واملادية
الضرورية.
التعامل مع املعلومات كمورد استراتيجي واالهتمام الخاص باملعلومات غير الرسمية ،ألنها أساس عمل اليقظة.
إعداد برامج تكوينية ودورات تأهيلية بالنسبة ملتخذي القرارات اإلستراتيجية في املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،غايتها
تحسين آليات تطبيق مفهوم اليقظة اإلستراتجية ،وتحقيق فوائد إضافية للمؤسسات املساهمة فيها.
ترسيخ التواصل بين مخابر ومراكز البحث العلمي من جهة واملؤسسات اإلقتصادية من جهة أخرى والعمل على تحويل
منتجات البحث املرتبطة باليقظة اإلستراتيجية خاصة التكنولوجية إلى إستثمارات إبتكارية مجسدة ميدانيا.
49
نادية عبد الكريم،باية وقنوني
: قائمة املراجع.7
(مذكرة مقدمة ضمن، دور اليقظة اإلستراتيجية في تحسين تنافسية املؤسسة.)2310-2312( .الدين ّ زواو ضياء-
، سطيف، جامعة فرحات عباس:، تخصص اإلدارة اإلستراتيجية، قسم علوم التسيير، متطلبات نيل شهادة املاجستير
.الجزائر
: متاح على الرابط، توزيع التجار حسب قطاع النشاط: مديرية التجارة لوالية بومرداس-
http://www.dcwboumerdes.dz/index.php/2016-08-04-17-32-18
مجلة األكاديمية. آليات تطبيق اليقظة اإلستراتيجية باملؤسسات االقتصادية الجزائرية.) 2312( . علواطي ملين، ولد عابد عمر-
https://www.univ- : متاح على الرابط، ) 12 للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ( العدد
.chlef.dz/ratsh/la_revue_N_17/Article_Revue_Academique_N_17_2017/Science_eco_admin/Article_1.pdf
Bibliographie
50