You are on page 1of 16

‫املجلد ‪ / 50‬العــدد‪ ،)0505( 50 :‬ص ‪05 -50‬‬ ‫مجلة الدراسات االقتصادية املعاصرة‬

‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية‬


‫(دراسة ميدانية لعينة من مؤسسات جزائرية)‬
‫‪The reality of strategic vigilance in the Algerian economic institutions‬‬
‫( ‪)A field study of a sample from Algerian institutions‬‬
‫عبد الكريم نادية ‪0‬‬ ‫وقنوني باية ‪،0‬‬
‫‪Ouaguenouni Baya 1, Abdelkrim Nadia 2‬‬
‫‪ 1‬جامعة أكلى محند اولحاج – البويرة‪ouaguenounia@gmail.com ، -‬‬
‫‪ 2‬جامعة أكلي محند اولحاج – البويرة‪nada8565@hotmail.com ، -‬‬

‫تاريخ النشر‪2323/30/ 03 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2323/30/ 22 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2323/30/ 11 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بمفهوم اليقظة اإلستراتجية بإعتبارها أحد األساليب اإلدارية الحديثة ملواجهة‬
‫التحديات ومساعدة املؤسسات على االستمرار والبقاء وسط محيط ملئ باملفاجآت‪ ،‬كما تهدف إلى إبراز واقع اليقظة‬
‫اإلستراتيجية في الدولة الجزائرية‪ ،‬وقد اعتمدت الدراسة في جمعها للبيانات واملعلومات على عدة مصادر ومراجع مختلفة‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها‪ :‬اليقظة اإلستراتيجية هي عبارة عن عملية جماعية مستمرة‪ ،‬من خاللها يتعقب فريق من‬
‫األفراد بطريقة طوعية املعلومات ذات الطبيعة التوقعية‪ ،‬والتي تتعلق بالتغييرات املحتملة الحدوث في املحيط الخارجي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬ويستخدمونها في خلق فرص أعمال وتقليص املخاطر وفي خفض حالة عدم التأكد‪ .‬أفصحت معظم املؤسسات‬
‫االقتصادية الجزائرية املستجوبة عن رغبتها في استخدام نظام اليقظة الستشراف املستقبل واالستعداد له‪ .‬وفي النهاية تم تقديم‬
‫مجموعة من التوصيات تدور في معظمها حول ضرورة إدخال اليقظة اإلستراتيجية في تسيير وتنظيم مؤسساتنا الجزائرية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬اليقظة‪ ،‬املؤسسات الجزائرية ‪،‬اإلستراتيجية‪ ،‬دراسة ميدانية‪.‬‬
‫تصنيفات ‪L 23 , M 10 : JEL‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study aims to introduce the concept of strategic vigilance as one of the modern‬‬
‫‪administrative methods to face challenges and help organizations to continue and stay in the‬‬
‫‪midst of an environment full of surprises, as it aims to highlight the reality of strategic‬‬
‫‪vigilance in the Algerian state, and the study relied on collecting data and information on‬‬
‫‪several different sources and references, and reached The study has several results, the most‬‬
‫‪important of which are: Strategic vigilance is a continuous collective process, through which‬‬
‫‪a team of individuals voluntarily tracks information of a predictive nature. Most of the‬‬
‫‪interviewed Algerian economic organizations have indicated their desire to use a vigilance‬‬
‫‪system to anticipate and prepare for the future.‬‬
‫‪Key words: alertness, Algerian organizations, strategy, field study.‬‬
‫‪JEL Classification Codes: L 23 , M 10‬‬
‫__________________________________________‬
‫املؤلف املرسل‪ :‬وقنوني باية ‪ ،‬اإليميل‪ouaguenounia@gmail.com :‬‬
‫‪35‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫‪ .0‬مقدمة‪:‬‬
‫أفرزت التحوالت العاملية توجهات جديدة و شهدت املنظمات العديد من التغييرات التي مست كافة املستويات‪ ،‬حيث‬
‫أبرزت واقعا جديدا و أدخلت مفاهيم و تقنيات حديثة تتسم بمالمح و رؤى تتوافق مع طبيعة العالم املعاصر القائم على الحركة‬
‫و التغير إلى جانب التطورات السريعة في مجال تكنولوجيات اإلعالم و االتصال‪.‬‬
‫وتعتبر اليقظة اإلستراتيجية من بين األساليب التسييرية الجديدة التي تسمح للمؤسسات االقتصادية باإلكتشاف‬
‫السريع واملسبق للمفاجآت التي قد تواجهها في املستقبل القريب أو البعيد‪ ،‬كما أنها تعتبر وسيلة للمراقبة والتنبؤ بالتغيرات التي‬
‫قد تؤثر عليها‪ ،‬وطريق إلقتناص الفرص وتجنب املخاطر والتهديدات‪.‬‬
‫وتعمل اليقظة اإلستراتيجية على تحسين أداء املؤسسات وزيادة إنتاجيتها‪ ،‬وذلك من خالل تزويد مراكز إتخاذ القرار‬
‫باملعلومات الفورية واإلستباقية عن كل ما يدور في البيئة الخارجية‪.‬‬
‫من هنا تنطلق إشكالية بحثنا التي يمكن ترجمتها في السؤال التالي ‪:‬‬
‫ما درجة اهتمام املؤسسات الجزائرية بتببي اليقظة اإلستراتيجية ؟‬
‫وتندرج تحت هذا السؤال عدة أسئلة فرعية منها‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصود باليقظة اإلستراتيجية ‪ ،‬وفيما تتمثل أهم أنواعها؟‬
‫‪ -‬هل تولي املؤسسات الجزائرية إهتمام ملوضوع اليقظة اإلستراتيجية ؟‬
‫وكاجابة مؤقتة على السؤال الجوهري‪ ،‬وضعنا الفرضية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الزالت اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫تتمثل أهداف البحث فيمايلى‪:‬‬
‫‪ -‬توعية املؤسسات واإلطارات املستقبلية الجزائرية بأهمية اإلعتماد على اليقظة كوسيلة عمل جديدة تتيح ملؤسساتنا‬
‫اإلقتصادية إمكانية التهيؤ والتأهب املسبق ملواجهة التحديات في محاولتها لإلندماج إلى اإلقتصاد العاملي والتكيف مع‬
‫مقتضياته‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على مستوى ممارسة عدة مؤسسات جزائرية لليقظة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز أهمية إنشاء وتطوير وظيفة اليقظة في منظماتنا اإلقتصادية للتكفل بإنجاز الدراسات اإلستشرافية التي أصبحت‬
‫ضرورية وسط املحيط املضطرب الذي تنشط فيه املؤسسات الجزائرية‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫من اجل اإلجابة على اإلشكالية السابقة الذكر و اإلملام بكل الجوانب واألسس النظرية للموضوع واثبات صحة الفرضية‬
‫املتبناة من عدمها ‪ ،‬قمنا بإتباع املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬لتحديد اإلطار النظري للدراسة و تحضير املفاهيم و املداخل التي‬
‫يحتاج إليها في الدراسة امليدانية‪ ،‬كما قمن بإتباع املنهج االستداللي الستقراء النتائج واملنهج اإلحصائي لتحليل النتائج املتحصل‬
‫عليها في الجانب امليداني باستخدام األساليب اإلحصائية‪.‬‬
‫محاور البحث‪:‬‬
‫يتضمن هذا البحث أربعة محاور رئيسية تتمثل في األتي‪:‬‬
‫‪ -‬ماهية اليقظة اإلستراتيجية‪ ،‬وأنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطار العام للدراسة امليدانية‪.‬‬
‫‪ -‬عرض وتحليل بيانات اليقظة اإلستراتيجية في املنظمات الجزائرية‪ ،‬وعوائق تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار فرضية الدراسة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫‪ .0‬ماهية اليقظة اإلستراتيجية وأنواعها ‪:‬‬


‫لقد تعاظم دور اليقظة اإلستراتيجية في عالم األعمال بعد أن أدركت املؤسسات االقتصادية انه لم يعد عليها انتظار ما‬
‫سيحدث في بيئتها الخارجية‪ ،‬وإنما يتجه فيها التفكير االستراتيجي نحو املعرفة املسبقة بالتغيرات املستقبلية‪ ،‬واالستعداد الالزم‬
‫لها باعتبار هذه التغيرات تصنع الفرص كما تصنع التهديدات‪.‬‬
‫وسنحاول في هذا املحور التعرف على ماهية اليقظة اإلستراتيجية ومختلف أنواعها‪.‬‬
‫‪ .0.0‬ماهية اليقظة اإلستراتيجية‪:‬‬
‫‪ .0.0.0‬مفهوم اليقظة اإلستراتيجية ‪:‬‬
‫كلمة يقظة مأخوذة من الكلمة الالتينية (‪ ، )Veille‬والتي تعني السهر‪ ،‬و انطالقا من املجال الطبي و مجال علم النفس‬
‫فإن اإلنسان يكون اما في حالة نوم‪ ،‬أو في حالة حلم أو في حالة يقظة‪ ،‬ويمارس اإلنسان يوميا املالحظة واملراقبة واالستماع‬
‫واالنتباه‪ ،‬و هي أنشطة طبيعية للبشر منذ القدم )‪. (LARBI, 2006‬‬

‫ويمكن للمؤسسة أن تكون يقظة إذا كانت واعية بما يحصل في محيطها من تطورات و تغيرات و في استماع لإلشارات‬
‫الصادرة منه‪ ،‬هذا الوعي واالستماع يمكنها من اتخاذ القرارات والقيام باألفعال املناسبة بالكيفية و الوقت املناسبين ‪.‬‬
‫وعبارة اليقظة اإلستراتيجية هي ترجمة ملا يعرف في اللغة الفرنسية "‪ "veille Stratégique‬ونادرا ما يستخدم مصطلح‬
‫الذكاء االقتصادي"‪ "Intelligence économique‬للداللة على اليقظة‪ ،‬وإذا بحثنا في األدبيات االنجليزية فإننا نجد العديد من‬
‫املصطلحات التي تتشابه مع اليقظة اإلستراتيجية في التعريف‪ ،‬الوظائف‪ ،‬األهداف‪ ،‬املراحل‪ ،‬وتختلف عنها في جزئيات بسيطة‪،‬‬
‫من بين هذه املصطلحات نجد‪" ،Environment Scanning " "Business Intelligence" ، Competitor Intelligence " :‬‬
‫"‪ ،Competitive Intelligence‬وتجدر اإلشارة‪ ،‬أن الذكاء هو أكثر من مجرد جمع للمعلومات‪ ،‬فالذكاء يتمحور حول إضافة قيمة‬
‫لهذه املعلومات‪ ،‬هذه القيمة تظهر عند دمج املعلومة مع معارف األفراد واستخدام قدراتهم على التحليل‪ ،‬التفسير‪ ،‬استخالص‬
‫(الدين‪ ،2310- 2312 ،‬صفحة ‪..)20‬‬ ‫األفكار وتقديم توصيات من تلك املعلومات ّ‬
‫ولقد تعددت التعاريف التي تناولت اليقظة بصفة عامة واليقظة اإلستراتيجية بصفة خاصة‪ ،‬وتطورت بمرور الزمن‪ ،‬مع‬
‫تطور ممارساتها من قبل املؤسسات‪ ،‬ومن هذه التعريف نجد‪:‬‬
‫يعرفها ‪ Lesca N.‬على انها " عملية إعالمية وتنظيمية وإنسانية تجعل املؤسسة على اتصال باملصادر النشطة للمعلومات‬
‫الخارجية عن طريق تعبئة املوارد التكنولوجية‪ ...‬وهي عملية استباقية تقوم املؤسسة من خاللها بتتبع واستيعاب ونشر‬
‫املعلومات من البيئة الخارجية لالستخدام في العمل")‪. (Afef, 2018, p. 03‬‬
‫ويعرفها ‪ Laurent Hermel‬على أنها" املراقبة الشاملة والذكية لبيئة املنظمة من اجل اإلطالع على املعلومات الواقعية‬
‫والحاملة ملالمح املستقبل ")‪. . (Hermel, 2007, p. 02‬‬
‫وتعرف اليقظة اإلستراتيجية أيضا على أنها" عملية جماعية مستمرة‪ ،‬من خاللها يتعقب فريق من األفراد بطريقة طوعية‬
‫املعلومات ذات الطبيعة التوقعية‪ ،‬والتي تتعلق بالتغييرات املحتملة الحدوث في املحيط الخارجي للمؤسسة‪ ،‬ويستخدمونها في‬
‫(الدين‪ ،2310- 2312 ،‬صفحة ‪.)32‬‬‫خلق فرص أعمال وتقليص املخاطر وفي خفض حالة عدم التأكد بصفة عامة" ّ‬
‫ومن خالل ما تقدم نستنتج أن اليقظة اإلستراتيجية هي نشاط جماعي إستباقي ومستمر‪ ،‬تقوم بجمع وتحليل املعلومات‬
‫ذات الطبيعة اإلستراتيجية واملتعلقة ببيئة املنظمة الخارجية لتستخدم في صنع القرارات املهمة‪ ،‬وتهدف اليقظة اإلستراتيجية إلى‬
‫الكشف املبكر للتغيرات املحتمل حدوثها بغية إستغالل الفرص والتقليل من حاالت عدم التأكد وتجنب التهديدات‪.‬‬
‫‪ .0.0.0‬أهداف اليقظة اإلستراتيجية‬
‫يشير ‪ Coutenceau‬إلى أن اليقظة تهدف إلى ‪ :‬معرفة مفصلة وبشكل دائم عن املحيط‪ ،‬جمع املعلومات املرتبطة‬
‫بالتوجهات اإلستراتيجية‪ ،‬تقديم املعلومات في الوقت املناسب من أجل توقع التغيرات قبل القيام بأي إجراء دفاعي أو هجومي‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫زيادة القدرة على تطوير وتنفيذ إستراتيجية فعالة‪ ،‬اإلبداع والبحث في عناصر التميز مقارنة باملنافسين‪ ،‬والقدرة على مواجهة‬
‫األزمة)‪. (Coutenceau, 2008, pp. 19-20‬‬
‫وتهدف اليقظة اإلستراتيجية أيضا إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التدارك واالستباق بمعنى معرفة التغيرات من تقنيات جديدة‪ ،‬آالت جديدة‪ ،‬زبائن‪ ،‬منافسين‪ ...‬وحث تستطيع املؤسسة‬
‫أن تتأقلم مع محيطها البد أن تكون على إطالع بما يجري في هذا املحيط أي البد أن تراقبه بصفة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيف املخاطر أي بمعنى معرفة املخاطر من منتجات‪ ،‬منافسين‪ ،‬تشريعات قانونية‪...‬الخ‬
‫‪ -‬مقارنة األداء وتطويره بمعنى ما هو موقع املشروع من حيث املنافسة في مجال عمله‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة الفوارق أي فوارق املنتجات مقارنة بالطلبات وكذا فوارق املؤسسة مقارنة باملنافسين‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة األفكار والحلول الجديدة‪ ،‬اإلبداع واقتصاديات البحث والتطوير‪.‬‬
‫‪ -‬التدارك الجيد للفرص‪ ،‬ضف إلى ذلك التدارك الجيد لألزمات وكذلك قدرة جيدة على التكيف‪.‬‬
‫‪ .5.0.0‬أهمية اليقظة اإلستراتيجية‪:‬‬
‫اليقظة اإلستراتيجية نظام يساعد على اتخاذ القرارات من خالل مالحظة و تحليل بيئة املؤسسة واآلثار االقتصادية‬
‫الحالية و املستقبلية من اجل استخراج الفرص والتهديدات‪ ،‬كما أنها تركز أساسا على املعلومات اإلستراتيجية‪ ،‬ويمكن تلخيص‬
‫أهميتها فيما يلي (ولد عابد‪ ،2312 ،‬صفحة ‪: )31‬‬
‫‪ -‬تسمح اليقظة من الناحية املالية بتحقيق الوفرة ألن املعلومات التي تم جمعها قادرة على التحسين من الخصائص‬
‫التقنية للمنتج‪ ،‬جودته‪ ،‬و التخفيض من كلفته‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح بمرور جيد للمعلومة عبر مختلف املستويات التنظيمية في املؤسسة‪ ،‬كما تسمح لها أيضا بمراقبة مستمرة‬
‫ومتواصلة لبيئتها‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح بالتحدير والتنبؤ بالعراقيل املستقبلية التي سوف تواجهها املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تعد وسيلة إستراتيجية للتسيير‪ ،‬أين تكشف خلية اليقظة على مناطق النفوذ‪ ،‬التهديدات و الفرص والتي تستطيع أن‬
‫تغير من إستراتيجية املؤسسة و من املنافسة في السوق‪.‬‬
‫وقد أوضح كل من ‪ Salima Kriaa medhaffer‬و ‪ ،Herbert Lesca‬اهمية اليقظة االستراتيجية في املؤسسات االقتصادية‬
‫من خالل النقاط التالية‪(Kriaa medhaffer, 2010, pp. 19-20) :‬‬
‫‪ ‬تعتبر أداة للمساعدة في إتخاذ القرار اإلستراتيجي‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح بالكشف املبكر للتغيرات التي يجب (أو يمكن) أن تتكيف معها املؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح للمنظمة برد فعل سريع واإلستعداد في الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر وسيلة لتكوين إستراتيجية املنظمة أو إعادة توجيهها‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح باإلقتصاد في املوارد‪ ،‬ألن التأخر يؤدي إلى إرتفاع التكلفة‪.‬‬
‫‪ ‬تمثل وسيلة إلستباق التغيرات وربح الوقت‪ ،‬وتساهم في اتخاذ القرارات الهامة‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد في إدارة األخطار والرفع من درجة األمن‪.‬‬
‫‪ ‬تسمح بربح املستهلكين وأسواق جدد‪ ،‬وتجنب خسارة مستهلك حالي رئيس ي‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم في البحث عن إستراتيجيات جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي إلى تحسين القدرة اإلبداعية في املؤسسة‪ ،‬والتميز في السوق الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد في تحديد وتوفير الفرص من أجل تحسين أداء املؤسسة وسط املحيط التنافس ي‪.‬‬
‫‪ .0.0‬أنواع اليقظة اإلستراتيجية‬
‫تتميز اليقظة اإلستراتيجية بتعدد أنواعها‪ ،‬ويمكن توضيح أهمها في األتي‪:‬‬
‫‪38‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)50‬أنواع اليقظة اإلستراتيجية‬


‫التنبؤ ‪ /‬االستشراف‬ ‫الحاضر ‪/‬املاض ي‬ ‫نوع اليقظة‬
‫سوق محيطي‪ ،‬سوق ناش ئ‪،‬‬ ‫السوق االساس ي‬ ‫اليقظة التسويقية‬
‫احتياجات املستهلكين‪.‬‬
‫متدخلين محتملين‬ ‫منافسين مباشرين‬ ‫اليقظة التنافسية‬
‫منتوجات‪ ،‬تكنولوجيات أو خدمات في‬ ‫منتوجات‪ ،‬تكنولوجيات‪،‬‬ ‫اليقظة التكنولوجية‬
‫طور التطوير‪،‬منتوجات تكنولوجية‬ ‫أو خدمات املنافسين‪.‬‬
‫أو خدمات إحالل‪.‬‬
‫املوردون والزبائن املحتملون‬ ‫يقظة املورد– زبون (التجارية) املوردون والزبائن الحاليين‬
‫التطورات املستقبلية للقوانين‪.‬‬ ‫التشريعات الوطنية والدولية‬ ‫يقظة تشريعية وقانونية‬
‫االستشراف االقتصادي‪.‬‬ ‫االتفاقيات واملعاهد االقتصادية‬ ‫يقظة االقتصاد الكلي‬
‫األخطار والتهديدات الدولية‬ ‫األحداث الدولية الحالية‬ ‫اليقظة الجيوسياسية‬
‫التحوالت عبر األجيال‪.‬‬ ‫سلوك املستهلكين‬ ‫اليقظة املجتمعية‬
‫‪La source : véronique MESGUICH, veille et IE mode d’emploi, universitaire leonard de‬‬
‫‪vinci, versailles , France, 15 december 2008, p6.‬‬
‫يوضح الجدول أعاله أن هناك أنواع متعددة من اليقظة اإلستراتيجية يمكن للمؤسسة االقتصادية أن تستفيد من كل‬
‫نوع من املعلومات لدراسة املاض ي‪ ،‬الحاضر واملستقبل بهدف تحقيق األهداف اإلستراتيجية املسطرة‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلطارالعام للدراسة امليدانية‪:‬‬
‫لقد تم بناء الدراسة امليدانية على منهجية علمية‪ ،‬تنطلق من تحديد املنهج املتبع إلى تحديد املجتمع والعينة‪.‬‬
‫‪ .0.5‬منهج الدراسة امليدانية‬
‫يمكن وصف املنهج املستخدم في هذا البحث على أنه خليط بين املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬املنهج االستداللي واملنهج‬
‫اإلحصائي‪.‬‬
‫حي ث يظهر املنهج الوصفي التحليلي من خالل وصف مكانة اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات الجزائرية‪ ،‬ويظهر املنهج‬
‫االستداللي عند إستنتاج قضية أو عدة قضايا‪ ،‬من قضية أو عدة قضايا أخري‪ ،‬وقد تم االعتماد على املنهج الوصفي اإلحصائي‬
‫من خالل إستخدام طرق إحصائية في معالجة اإلستبيان‪.‬‬
‫‪ .0.5‬مجتمع الدراسة‬
‫تم تحديد إطار مجتمع البحث باملؤسسات اإلقتصادية الجزائرية خاصة املوجودة في كل من والية الجزائر والية بومرداس‬
‫ووالية البويرة‪.‬‬
‫ووفقا إلحصائيات مديرية التجارة التابعة للواليات السابقة‪ ،‬بلغ عدد املتعاملين االقتصاديين املسجلين بمركز السجل‬
‫التجاري ما يقارب ‪ 230313‬مؤسسة إقتصادية بوالية الجزائر )‪ ،(Direction du commerce d'alger, 2015‬و‪ 22330‬مؤسسة‬
‫إقتصادية بوالية بومرداس ( مديرية التجارة لوالية بومرداس‪ )2312 ،‬وما يقارب ‪ 02221‬مؤسسة إقتصادية بوالية البويرة‬
‫)‪ ،(Direction du commerce de bouira , 2015‬غير أن دراستنا ركزت على املؤسسات االقتصادية التي تتميز ب ـ ‪:‬‬
‫‪ -‬إنتاجها للسلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬مؤسسات متوسطة وباألخص كبيرة‪ ،‬إلحتمال إمتالكها لخلية اليقظة‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسات املشاركة في برامج املرافقة‪ ،‬والتي قامت بإعداده وزارة الصناعة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة وترقية‬
‫اإلستثمار سابقا‪ ،‬وذلك في شهر ديسمبر من سنة ‪.2313‬‬

‫‪39‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫‪ .5.5‬عينة الدراسة وأسباب إختيارها‪:‬‬


‫تتنوع عينة الدراسة امليدانية بين العينة امليسرة‪ 1‬والعينة العمدية أو الفرضية‪ ،‬حيث تم إستخدام العينة امليسرة أثناء‬
‫القيام بالدراسة اإلستطالعية خاصة‪ ،‬وذلك من أجل التعرف على املشاكل التي يحتمل مواجهتها أثناء إجراء البحث‪.‬‬
‫أما العينة الفرضية‪ ،‬فقد تم إختيارها من أجل التركيز على املؤسسات التي تتسم باملواصفات الخاصة بمجتمع الدراسة‪،‬‬
‫ولتحقيق هذا الغرض‪ ،‬تم توزيع (‪ )212‬قائمة إستبيان‪ ،‬غير أنه تم إسترجاع ‪ 02‬منها فقط‪ ،‬وبعد تفحصها تم إستبعاد (‪)12‬‬
‫قائمة‪ ،‬لعدم إكتمال البيانات فيها‪ ،‬وأيضا لعدم توافقها مع خصائص العينة املختارة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن عملية جمع االستبيانات تمت خالل الفترة املمتدة مابين ‪ 2312/31/32‬إلى غاية ‪.2312/30/03‬‬
‫‪ .3.5‬اختبارات الصدق والثبات الخاصة باالستبيان‪:‬‬
‫‪ .0.3.5‬إختبارالصدق‪:‬‬
‫من أجل التحقق من الصدق الظاهري لإلستبيان‪ ،‬تمت اإلستعانة بمجموعة من األساتذة املحكمين الذين ينتمون إلى‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة البويرة وجامعة بومرداس‪ ،‬وذلك لإلستفادة من خبرتهم وإجراء‬
‫التعديالت في ضوء املقترحات املقدمة‪ ،‬كما تم فحص صدق املحتوى منذ املراحل األولى إلعداد اإلستبيان‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫مراجعتها بشكل مستقل لكل فقرة‪.‬‬
‫‪ .0.3.5‬إختبار الثبات‪:‬‬
‫للتأكد من ثبات اإلجابة‪ ،‬قمنا بإعادة توزيع اإلستبيان على عينة اإلستطالعية‪ ،‬ورغم أن عدد اإلستبيانات املسترجعة كانت‬
‫قليلة‪ ،‬إال أنه تم التأكد من خاللها أن هناك ثبات نسبي بين اإلجابات‪.‬‬
‫ولدعم إختبار صدق األداة وثباتها‪ ،‬تم إستخدام معامل الثبات الفاكرونباخ (‪ )Alpha Cronbach’s‬لتقييم مدى اإلتساق‬
‫الداخلي لفقرات املقياس وقوة اإلرتباط فيما بينها‪ ،‬فتحصلنا على القيمة (‪)3.002‬‬
‫وتعتبر هذه القيمة مقبولة ألنها تجاوزت ‪ 3.03‬والتي تمثل القيمة املعقولة في البحوث املتعلقة باإلدارة والعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .3‬عرض وتحليل بيانات اليقظة اإلستراتيجية في املنظمات الجزائرية‪ ،‬وعوائ تببيقها‪:‬‬


‫يتضمن هذا املحور عرضا كامال ومفصال ملختلف النتائج التي توصلت إليها الدراسة مع تحليلها وتفسيرها إحصائيا‪.‬‬
‫‪ .0.3‬عرض خصائص عينة الدراسة وتحليلها‪:‬‬
‫إقتصرت الدراسة امليدانية على بعض الخصائص التي يمكن أن يكون لها تأثير على إختالف رؤية املؤسسات املبحوثة إزاء‬
‫محاور وأبعاد الدراسة املختلفة‪ ،‬وتجسد الفروع اآلتية هذه الخصائص املتمثلة في نوع القطاع اإلقتصادي‪ ،‬متوسط عدد‬
‫املستخدمين والفترة الزمنية التي تم فيها إنشاء املؤسسات املستجوبة‪.‬‬
‫‪ .0.0.3‬القباع اإلقتصادي‪:‬‬
‫حسب النتائج األولية لإلحصاء اإلقتصادي الجزائري لسنة ‪ ،2311‬فإن القطاع التجاري يحتل املرتبة األولى متبوعا بقطاع‬
‫الخدمات‪ ،‬ثم القطاع الصناعي وأخيرا قطاع البناء‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعينة الدراسة‪ ،‬فتختلف النتائج كما يوضحها الجدول رقم (‪.)32‬‬

‫‪40‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)50‬أنواع القباعات اإلقتصادية لعينة الدراسة‬


‫التكرارالنسبي‬ ‫التكراراملبل‬ ‫نوع القباع‬
‫‪% 12‬‬ ‫‪32‬‬ ‫قباع الخدمات‬
‫‪% 23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫القباع الصناعي‬
‫‪% 30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫القباع التجاري‬
‫‪% 33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫قباع آخر‬
‫‪%133‬‬ ‫‪13‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد مخرجات برنامج ‪SPSS‬‬
‫يتبين من خالل الجدول أن مؤسسات العينة تنتمي إلى ثالثة قطاعات أساسية يترأسها القطاع الصناعي بنسبة ‪ ،% 23‬ثم‬
‫قطاع الخدمات بنسبة ‪ ،% 12‬وأخيرا القطاع التجاري بنسبة ‪.%30‬‬
‫وتعود هذه النتائج إلى نوع العينة املستخدمة‪ ،‬وإستهداف املؤسسات التي يرتفع إحتمال امتالكها لخلية اليقظة وخلية‬
‫التسويق‪.‬‬
‫‪ .0.0.3‬متوسط عدد املستخدمين‪:‬‬
‫يمكن توضيح متوسط عدد املستخدمين من املؤسسات املعنية في الشكل األتي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)10‬متثيل املؤسسات املستجوبة حسب عدد املستخدمني‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪SPSS‬وبرنامج ‪EXEL‬‬

‫يتضح من الشكل أعاله أن هناك تقارب بين نسبة املؤسسات املتوسطة والكبيرة‪ ،‬حيث بلغت نسبة املؤسسات املتوسطة‬
‫‪ ،% 22‬في حين بلغت نسبة املؤسسات الكبيرة‪ ،% 00‬أما نسبة املؤسسات الصغيرة فقد بلغت ‪.% 22‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنه تم إستهداف املؤسسات الصغيرة وليست املصغرة‪ ،‬أي التي يتراوح عدد عمالها من ‪ 13‬إلى ‪ 13‬عامل‪،‬‬
‫كما حاولنا إستهداف املؤسسات الكبرى وذلك إلحتمال إحتوائها بشكل كبير على خلية اليقظة أو املراقبة‪.‬‬
‫‪ .5.0.3‬تاريخ إنشاء مؤسسات الدراسة‪:‬‬
‫تضمن اإلستبيان زمن تقريبي لتاريخ إنشاء املؤسسات املستجوبة‪ ،‬وبعد فرز اإلجابات تحصلنا على الجدول التالي‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫الجدول رقم (‪ :)55‬تمثيل املؤسسات املستجوبة حسب الزمن‬


‫التكرار النسبي‬ ‫التكرار املطلق‬ ‫املدة‬
‫‪% 13‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أقل من ‪ 50‬سنوات‬
‫‪% 23‬‬ ‫‪13‬‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪ 05‬سنوات‬
‫‪% 23‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أكثرمن ‪ 05‬سنوات‬
‫‪%133‬‬ ‫‪13‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪SPSS‬‬
‫تظهر النتائج أن أغلبية مؤسسات العينة تجاوز تاريخ إنشائها العشر سنوات‪ ،‬وهي مدة جيدة إلكتساب الخبرة وإدراك‬
‫أهمية اليقظة اإلستراتيجية في مواجهة املنافسة والبقاء في السوق‪.‬‬
‫أما النسبة األقل والتي تقدر ب ـ ‪ ،% 13‬فتعود إلى املؤسسات التي دخلت حديثا إلى السوق الجزائري وذلك منذ أقل من‬
‫خمس سنوات‪.‬‬
‫وتعود نسبة ‪% 23‬إلى املؤسسات التي تتراوح مدة دخولها من ‪ 31‬إلى ‪ 13‬سنوات‪.‬‬
‫ويمكن إرجاع النتائج إلى اإلستهداف القصدي للمؤسسات التي لها مدة جيدة في السوق الجزائرية‪ ،‬إعتقادا منا أنها تدرك‬
‫َ‬
‫أهمية اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسة‪ ،‬وتعي ضرورة تبنيها في الهيكل التنظيمي الخاص بها‪.‬‬
‫‪ .3.0.3‬مدى إعتقاد املؤسسات املستجوبة بأنها يقظة‪:‬‬
‫بعد طرح السؤال على مؤسسات العينة‪ ،‬تحصلنا على اإلجابة املوضحة في الشكل األتي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)50‬مدى إعتقاد املؤسسات املستجوبة بأنها يقظة‬

‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫المعيار‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪ SPSS‬وبرنامج ‪EXEL‬‬
‫يبين الشكل أن كل املؤسسات املستجوبة تعتقد أنها يقظة وتراقب بيئتها‪ ،‬وذلك من خالل جمعها املستمر أو املتقطع‬
‫لبيانات تهمها من بيئتها الخارجية‪.‬‬
‫‪ .0.0.3‬درجة يقظة املؤسسات الجزائرية املستجوبة‪:‬‬
‫يمكن تمثيل درجة يقظة مؤسسات العينة في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)55‬درجة يقظة املؤسسات الجزائرية املستجوبة‬

‫‪20%‬‬ ‫درجة عالية‬


‫‪52%‬‬
‫‪28%‬‬ ‫درجة متوسطة‬
‫درجة ضعيفة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪ SPSS‬وبرنامج ‪EXEL‬‬
‫يتضح من الشكل أن ‪ %12‬من مؤسسات العينة صرحت أن يقظتها ضعيفة لكنها ليست منعدمة‪ ،‬بينما ‪ %22‬منها‬
‫صرحت بأن درجة يقظتها متوسطة‪ ،‬أما ‪% 23‬من املؤسسات املستجوبة‪ ،‬فقد إعتبرت أن يقظتها عالية‪.‬‬
‫وبالنظر إلى املعطيات نجد أنه ما يعادل النصف تقريبا من املؤسسات الجزائرية املستجوبة صرحت أنها يقظة بدرجة‬
‫متوسطة أو عالية‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك إلى نوع العينة التي غلب عليها الطابع العمدي (عينة عمديه)‪.‬‬
‫‪ .4.0.3‬تنظيم نشاط اليقظة‪:‬‬
‫يرتبط تنظيم نشاط اليقظة بدرجة ممارستها في املؤسسات اإلقتصادية‪ ،‬ويوضح الشكل التالي تنظيم نشاط اليقظة في‬
‫املؤسسات املستجوبة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)53‬تنظيم نشاط اليقظة في مؤسسات العينة‬

‫‪60%‬‬ ‫‪52%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬
‫‪8%‬‬
‫‪0%‬‬
‫خلية‬
‫نشاط يمارس فقط‬
‫مصلحة تابعة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪ SPSS‬وبرنامج ‪EXEL‬‬
‫حسب الشكل‪ ،‬فإن ‪ % 23‬من املؤسسات املستجوبة صرحت بأنها تمتلك خلية يقظة أو مراقبة‪ ،‬بينما صرح ‪% 12‬من‬
‫املؤسسات بأنها تمارس اليقظة كنشاط فقط‪ ،‬وال تخصص له أية خلية‪ ،‬أما نسبة ‪ % 32‬من مؤسسات العينة‪ ،‬فقد صرحت‬
‫بأنها تمتلك مصلحة خاصة باليقظة تابعة لخلية التسويق أو خلية البحث والتطوير‪.‬‬
‫ورغم أن ‪ % 12‬من املؤسسات تمارس اليقظة كنشاط وبشكل ضعيف نوعا ما‪ ،‬إال أن نسبة املؤسسات املالكة لخلية‬
‫اليقظة والتي تمثل ‪ ،% 23‬تعتبر كمؤشر لتطور اليقظة اإلستراتيجية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .4.0.3‬تسمية نشاط اليقظة في الهيكل التنظيمي‪:‬‬
‫بالرغم من أن ‪ %22‬من مؤسسات العينة صرحت أنها تمتلك خلية يقظة مستقلة أو تابعة‪ ،‬إال أن تسميتها تختلف من‬
‫مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك في الجدول األتي‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫الجدول رقم(‪ :) 53‬تسمية نشاط اليقظة في املؤسسات املستجوبة‬


‫التكرار‬ ‫التكرار‬ ‫التسمية‬ ‫التكرار‬ ‫التكرار‬ ‫التسمية‬
‫النسبي‬ ‫املطلق‬ ‫النسبي‬ ‫املطلق‬
‫اليقظة اإلستراتيجية والذكاء‬ ‫اليقظة‬
‫‪% 2.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلقتصادي‬ ‫‪% 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اإلستراتيجية‬
‫‪% 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الذكاء اإلقتصادي‬ ‫‪% 2.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫يقظة تنافسية‬
‫‪% 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ذكاء األعمال‬ ‫‪% 2.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫يقظة تكنولوجية‬
‫‪% 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املسح البيئي‬ ‫‪% 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يقظة علمية‬
‫‪%2.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املر اقبة اإلستراتيجية‬ ‫‪% 0.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫يقظة تسويقية‬
‫‪% 12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال توجد تسمية‬ ‫‪% 02‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تسمية أخرى‬
‫‪% 133‬‬ ‫‪50‬‬ ‫املجموع‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪SPSS‬‬
‫يظهر الجدول أن اليقظة التسويقية هي أكثر التسميات إختيارا‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،% 30‬تلتها اليقظة التكنولوجية بنسبة‬
‫‪ ، % 32‬ثم اليقظة التنافسية‪ ،‬املراقبة اإلستراتيجية‪ ،‬اليقظة اإلستراتيجية والذكاء اإلقتصادي وذلك بنسبة ‪ ،% 32‬لكل وحدة‬
‫منها‪.‬‬
‫ويتضح من الجدول أيضا أن هناك ‪ ، % 12‬من مؤسسات العينة ليس لها تسمية لنشاط اليقظة في هيكلها التنظيمي‪،‬‬
‫وذلك لعدم تخصيص لها خلية مستقلة أو تابعة‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ ،% 02‬فهي نسبة املؤسسات التي أشارت أنها تمتلك خلية تقوم بوظيفة اليقظة‪ ،‬لكن بتسميات أخرى نوضحها‬
‫في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬مديرية نشاطات الحماية‪.‬‬ ‫‪ ‬خلية الرصد‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس املخاطر‬ ‫‪ ‬قسم املراقبة الدائمة‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية تسيير املخاطر‪.‬‬ ‫‪ ‬مديرية اإلستراتيجية واملراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية اإلستراتيجية‪ ،‬التخطيط واإلقتصاد‪.‬‬ ‫‪ ‬مديرية التوقعات ومراقبة التسيير‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية الجودة والبيئة‪.‬‬ ‫‪ ‬قسم املراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة الذكاء السوقي‪.‬‬ ‫‪ ‬مديرية املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة البحث واملراقبة‪.‬‬ ‫‪ ‬مصلحة املبيعات والتنبؤات‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة املتابعة‪.‬‬
‫‪ .4.0.3‬املصادراملستخدمة في جمع املؤسسات للمعلومات الخارجية‪:‬‬
‫إعتمدت املؤسسات املستجوبة على عدة مصادر لجمع املعلومات من بيئتها الخارجية‪ ،‬ويمكن تمثيل هذه املصادر حسب‬
‫درجة إستخدامها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الزبائن (آرائهم وشكاويهم)‪.‬‬
‫‪ ‬األنترنت بما فيها من قواعد البيانات املجانية‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل اإلعالم األخرى ( الصحف‪ ،‬التلفاز‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬املجالت املتخصصة)‪.‬‬
‫‪ ‬املنافسون(املواقع االلكترونية للمنافسون‪ ،‬منتجات املنافسين ونشراتهم‪ ،‬عمال لدى املنافسين)‪.‬‬
‫‪ ‬األصدقاء والعالقات الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬العالقات مع املؤسسات األخرى‪ ،‬والنشرات الخاصة بهم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫‪ ‬العمال داخل املؤسسة‪.‬‬


‫‪ ‬املوردون واملوزعون (رجال البيع)‪.‬‬
‫‪ ‬املركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬املعارض والصالونات‪.‬‬
‫‪ ‬الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ ‬براءات اإلختراع‪.‬‬
‫‪ ‬امللتقيات‪.‬‬
‫‪ ‬بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬سبر اآلراء‪.‬‬
‫‪ ‬مكاتب الدراسات املتخصصة في جمع املعلومات‪.‬‬
‫هذه أهم املصادر املصرح بها من قبل مؤسسات العينة‪ ،‬والتي كلها تعتبر مصادر معلومات اليقظة اإلستراتيجية (وهذا ما‬
‫يؤكد على ممارسة تلك املؤسسات لنشاط اليقظة)‪.‬‬
‫‪ .4.0.3‬اإلجابة على العبارات املختلفة‪:‬‬
‫بهدف التأكد من صدق إجابات املؤسسات املستجوبة‪ ،‬وضعنا جدول يتضمن إحدى عشر(‪ )11‬سؤاال وعبارة مختلفة‪،‬‬
‫ويمكن تلخيص النتائج التي تم الحصول عليها في الجدول األتي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)50‬آراء املؤسسات املستجوبة حول أسئلة وعبارات‬
‫مرتببة باليقظة اإلستراتيجية‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫التكرار التكرار التكرار التكرار‬ ‫األسئلة و العبارات‬
‫النسبي‬ ‫املبل‬ ‫النسبي‬ ‫املبل‬
‫‪% 12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫هل تملكون رؤية إستراتيجية على املدى املتوسط والبعيد؟‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫هل تقومون بمتابعة التبورات التي تحدث في املحيط التكنولوجي؟‬
‫هل تقومون بجمع املعلومات عن املستهلكين‪ ،‬األسواق‪ ،‬املنافسين‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫املوزعين‪ ،‬واملوردين؟‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪% 12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫هل تقومون بدراسات ملعرفة صورة مؤسستكم ومنتجاتها؟‬
‫‪% 02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪% 00‬‬ ‫‪12‬‬ ‫هل تخصصون ميزانية جيدة لنشاط اليقظة واملر اقبة؟‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫هل تقومون بتدريب العمال على جمع وتحليل املعلومات املستمرة؟‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫إن كنت ال تملك خلية يقظة‪ ،‬فهل ترغب في تبنيها مستقبال؟‬
‫‪% 20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫تعتبراألنترنت مصدرمهم لحراسة البيئة الخارجية‪.‬‬
‫‪%23‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫تعتبرمعلومات اليقظة مهمة في جميع مراحل إتخاذ القراراإلداري‪.‬‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪% 12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫هل تملك مؤسستكم موقع إلكتروني خاص بها؟‬
‫هناك عالقة وطيدة بين املؤسسة الجزائرية واملحيط الجامعي في مجال‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪12‬‬ ‫التعاون العلمي‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪SPSS‬‬

‫‪45‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫نالحظ من الجدول أن آراء املؤسسات املستجوبة تميل إلى اإلجابة بنعم على كل األسئلة والعبارات حيث تعدت عدد‬
‫اإلجابات بنعم نسبة ‪ ،%13‬وهذا مؤشر على ميل مؤسسات العينة إلى ممارسة نشاط اليقظة بالرغم من تخصيصها حاليا‬
‫ميزانية غير كافية له‪.‬‬
‫فمن خالل الجدول يتضح أن ‪ % 22‬من عينة الدراسة أشارت أن لها رؤية إستراتيجية على املدى املتوسط والبعيد‪ ،‬كما‬
‫أشارت ‪ % 22‬من املؤسسات أنها متابعة للتطورات التكنولوجية‪ ،‬أما ‪% 22‬منها فقد صرحت بأنها تقوم بجمع املعلومات من‬
‫أطراف خارجية مختلفة‪ ،‬بينما صرح ‪ % 12‬من املؤسسات أنها تقوم بدراسات ملعرفة صورة املؤسسة ومنتجاتها‪ ،‬أما عن تدريب‬
‫العمال على جمع وتحليل املعلومات بشكل مستمر‪ ،‬فقد أشارت ‪ % 22‬من املؤسسات بأنها ال تقوم بتدريب العمال‪ ،‬بينما ‪% 10‬‬
‫منها صرحت أنها تقوم بالتدريب لكن على جمع وتحليل املعلومات الداخلية خاصة ثم الخارجية‪.‬‬
‫ومن خالل الجدول يتضح أيضا أن ‪ % 22‬من املؤسسات التي ال تملك خلية يقظة صرحت أنها ترغب في تبنيها مستقبال‪،‬‬
‫كما إعتبر ‪% 22‬من املؤسسات املستجوبة أن األنترنت هي مصدر مهم لحراسة البيئة الخارجية‪ ،‬أما عن املؤسسات التي لها موقع‬
‫إلكتروني فعددها ‪ 20‬مؤسسة من أصل ‪ 13‬مؤسسة‪ ،‬علما أن للموقع اإللكتروني دور مهم في جمع ونقل ونشر املعلومات‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫هذا وقد أشارت ‪ %22‬من املؤسسات إلى أن هناك عالقة سيئة بين املؤسسة الجزائرية واملحيط الجامعي‪ ،‬وأنه ال يوجد‬
‫تعاون بينهما‪ ،‬خاصة في مجال إستفادة املؤسسات من أبحاث وخبرات الباحثين واألساتذة‪.‬‬
‫ومن الجدول أيضا نالحظ أن ‪ % 23‬من املؤسسات املستجوبة صرحت أن ملعلومات اليقظة أهمية في جميع مراحل إتخاذ‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬سواءا كان مالي‪ ،‬محاسبي‪ ،‬تسويقي‪ ،‬ترويجي ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .2.2‬عوائ تببي اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات الجزائرية‪:‬‬
‫من الجدول رقم (‪ ،)32‬يمكن استنتاج بعض الصعوبات التي تقف أمام تطبيق نظام اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات‬
‫الجزائرية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬عــدم وجــود تواص ــل بــين مخــابر البح ــث مــن جهــة واملؤسس ــات اإلقتصــادية مــن جه ــة أخــرى‪ ،‬وهــذا ي ــؤدي إلــى عــدم إس ــتفادة‬
‫املؤسس ــات م ــن أبح ــاث الجامع ــات الجزائري ــة‪ ،‬خاص ــة ف ــي مج ــال التط ــورات التكنولوجي ــة وع ــدم تحوي ــل منتج ــات البح ــث إل ــى‬
‫إستثمارات إبتكارية‪ ،‬كما يؤدي إلى عـدم الشـعور بأهميـة اليقظـة اإلسـتراتيجية فـي تحقيـق التنميـة والتطـور اإلقتصـادي لهـذه‬
‫املؤسسات‪ ،‬وذلك لعدم حضورها للمؤتمرات وامللتقيات التي تنظمها الجامعات بخصوص اليقظة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫يضــعف مــن يقظتهــا‪ ،‬ويصــعب عمليــة التبــادل املباشــر‬ ‫‪ ‬إن عــدم إمــتالك كــل املؤسســات الجزائريــة ملوقــع إلكترونــي خــاص بهــا ع‬
‫للمعلومات بين املؤسسات اإلقتصادية واألطراف الخارجية خاصة املستهلكين‪.‬‬
‫‪ ‬نقص اإلطارات املتكونين في مجال اليقظـة اإلسـتراتيجية‪ ،‬وضـعف اإلعتمـادات املاليـة املخصصـة لهـا‪ ،‬ممـا يـنعكس سـلبا علـى‬
‫قدرة املؤسسة في كشف فرص وتهديدات البيئة الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬عـ ــدم تبنـ ــي عـ ــدد كبيـ ــر مـ ــن املؤسسـ ــات الجزائريـ ــة لخاليـ ــا اليقظـ ــة‪ ،‬وهـ ــذا راجـ ــع لعـ ــدة أسـ ــباب منهـ ــا حداثـ ــة مفهـ ــوم اليقظـ ــة‬
‫اإلستراتيجية في أوساطها وتخوفهم من تبني النظم الحديثة لتحسين إنتاجيتهم والرفع من مردوديتهم‪.‬‬
‫وبعد تفريغ إجابات املؤسسات املستجوبة حول السؤال املرتبط بالصعوبات التي تواجهها في مراقبة البيئة بإستمرار‪،‬‬
‫تحصلنا على الجدول التالي‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫الجدول رقم(‪ :) 54‬التكراراملبل والنسبي لبعض الصعوبات املتعلقة بمر اقبة البيئة الخارجية للمؤسسات‬
‫التكراراملبل التكرارالنسبي‬ ‫العب ـ ـ ـ ـ ــارات‬
‫‪% 22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عدم توفير البيانات املطلوبة‪.‬‬
‫‪% 02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عدم توفير املوارد البشرية واملادية الالزمة‪.‬‬
‫‪% 23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫نقص الوعي بأهمية إستمرارية حراسة البيئة الخارجية‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين بإالعتماد على مخرجات برنامج ‪SPSS‬‬
‫يوضح الجدول أن أكبر صعوبة تواجهها املؤسسات املستجوبة في جمع املعلومات عن البيئة الخارجية هي عدم توفر رجال‬
‫مدربين وموارد مادية كافية لذلك‪ ،‬وهذا مؤشر على النقص الكبير لألنشطة التكوينية في مجال اليقظة اإلستراتيجية داخل‬
‫املؤسسات املستجوبة‪.‬‬
‫كما صرحت ‪ % 22‬من العينة بأن هناك صعوبة في توفير البيانات املطلوبة‪ ،‬وصرحت ‪ % 23‬بأن هناك نقص في وعي‬
‫املسيرين بأهمية إستمرارية مراقبة البيئة الخارجية‪.‬‬
‫ومن بين الصعوبات األخرى التي صرحت بها املؤسسات املستجوبة نجد‪:‬‬
‫‪ ‬نقص مراكز جمع املعلومات واملؤسسات املتخصصة في جمع‪ ،‬تحليل ونشر املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬تباعية التسيير اإلداري إلى الدولة بالنسبة للمؤسسات الحكومية يحيل من رغبتها وقدرتها في جمع املعلومات الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬نقــص املنافســة والرغبــة فــي اإلبــداع عنــد العديــد مــن املؤسســات املســتجوبة تــؤدي إلــى عــدم جمــع املعلومــات بشــكل مســتمر‪،‬‬
‫وعدم اإلسراع في وضع نظام لليقظة اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬إن سرية املعلومات عند املنظمات تقف أمام تدفقها للمنظمات األخرى‪.‬‬
‫هذا ويمكن إضافة عوائق أخري تقف أمام تجسيد اليقظة اإلستراتيجية في الجزائر منها‪:‬‬
‫‪ ‬غياب ثقافة نشر املعلومة‪ ،‬ومركزية نشر املعلومة اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ ‬وج ــود بع ــض الف ــوارق ب ــين الع ــرض اإلحص ــائي املق ــدم م ــن ط ــرف الجه ــات املختص ــة‪ ،‬وتطلع ــات املس ــتعملين ال ـراغبين ف ــي‬
‫الحصول على معلومات دقيقة‪ ،‬فورية وسريعة‪.‬‬
‫‪ ‬ضــعف إس ــتخدام تكنولوجيــا اإلع ــالم واالتص ــال مــن ط ــرف املؤسســات االقتص ــادية الجزائري ــة‪ ،‬مــع نق ــص كبيــر ف ــي مج ــال‬
‫اإلبداع واالبتكار‪.‬‬
‫‪ ‬إن ض ــعف أو غيـ ــاب املنافسـ ــة فـ ــي بعـ ــض القطاعـ ــات يـ ــؤدي إلـ ــى عـ ــدم االهتمـ ــام بـ ــأدوات التسـ ــيير الجديـ ــدة منهـ ــا اليقظـ ــة‬
‫اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .0‬اختبار فرضية الدراسة‪:‬‬
‫تتعلق فرضية الدراسة بمدى إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية‪ ،‬وقد كانت صيغتها كاألتي‪:‬‬
‫ال زالت اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية‪.‬‬
‫وإلختبار هذه الفرضية تم إستخدام إختبار نسبة خاصية معينة‪ ،‬ويستخدم هذا اإلختيار في الحالة التي تظهر الحاجة‬
‫فيها إلختبار نسبة بدال من إختبار املتوسط ‪ ،‬ولهذا الغرض تم إستخدام الصيغة التالية ‪:‬‬
‫‪Ṕ − P‬‬
‫=‪Z‬‬
‫𝑛‪√P. Q/‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪:P‬نسبة وقوع الظاهرة في املجتمع‪.‬‬
‫́‪:P‬النسبة الفعلية لوقوع الظاهرة في عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪:Q‬نسبة عدم وقوع الظاهرة‪ ،‬وهي عبارة (‪.)1-P‬‬
‫‪ :n‬حجم العينة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫باية وقنوني‪ ،‬نادية عبد الكريم‬

‫وبالعودة إلى فرضية الدراسة‪ ،‬فإنه يمكن وضع نسبة ‪ %01‬للحكم على قبول أو رفض الفرضية املطروحة‪ ،‬حيث إذا‬
‫تجاوزت إجابات املبحوثين نسبة ‪ % 01‬لصالح اليقظة اإلستراتيجية‪ ،‬فإن هذا يشير إلى رفض الفرضية املطروحة والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬ومن هذا املنطلق يمكن صياغة الفرضية الصفرية كالتالي‪:‬‬
‫ال تتجاوز نسبة إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية عن ‪.%50‬‬
‫وتصبح الفرضية البديلة‪:‬‬
‫تتجاوز نسبة إهتمام املؤسسات الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية عن‪.%50‬‬
‫وتحدد الفرضيتين كالتالي‪:‬‬
‫≤ ‪3.01 Hₒ: P‬‬
‫> ‪3.01H1: P‬‬
‫وبما أن اإلختبار من جانب واحد‪ ،‬فإننا نرفض الفرضية الصفرية ‪ ،Hₒ‬إذا كانت قيمة‪ Z0.05‬املحتسبة عند‪،α=3.31‬أكبر‬
‫من قيمة ‪ Z 0.05‬الجدولية التي تساوي ‪. 1.02‬‬
‫وبالنظر إلى قائمة اإلستبيان‪ ،‬فإنه يتم الحكم على قبول أو رفض الفرضية األولى‪ ،‬من خالل اإلجابات املرتبطة باألسئلة‬
‫التي أرقامها على التوالي ‪ 22 ،21 ،23‬و ‪ ، 21‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :) 54‬نتيجة الفرضية األولى بإستخدام إختبار نسبة خاصية معينة‬
‫نتيجة‬
‫الفرضية األولى‬ ‫نتيجة السؤال‬
‫‪ %133‬من املستجوبين صرحوا بأن مؤسستهم يقظة وتراقب البيئة‪ ،‬ومنه ‪:‬‬
‫رفض الفرضية‬ ‫‪1 − 0.35‬‬ ‫‪0.6‬‬
‫=‪Z‬‬ ‫=‬ ‫‪= 8.57‬‬
‫الصفرية‬ ‫‪√(0.35). (0.65)/50 0.07‬‬
‫ومنه فإن ‪ Z 0.05‬املحتسبة أكبر من ‪Z 0.05‬الجدولية‪.‬‬

‫‪ % 23‬من مؤسسات العينة صرحوا بأن درجة يقظتهم عالية‪ ،‬و‪ % 22‬صرحوا بأنها متوسطة و ‪ % 12‬صرحوا بأن يقظتهم‬
‫رفض الفرضية‬ ‫ضعيفة‪.‬‬
‫الصفرية‬ ‫‪(0.20 + 0.28) − 0.35 0.13‬‬
‫=‪Z‬‬ ‫=‬ ‫‪= 1.86‬‬
‫‪√(0.35). (0.65)/50‬‬ ‫‪0.07‬‬
‫ومنه فإن‪ Z 0.05‬املحتسبة أكبر من‪ Z 0.05‬الجدولية‪.‬‬
‫‪ % 23‬من العينة أشارت أنها تملك خلية خاصة باليقظة أو املراقبة‪ ،‬لكن بتسميات مختلفة بينما ‪ % 32‬من العينة أشارت‬
‫أنها تملك مصلحة تهتم باليقظة‪ ،‬أما ‪ % 12‬من العينة فقد صرحت بأنها ال تخصص أية خلية لنشاط اليقظة (مديرية أو‬
‫رفض الفرضية‬ ‫مصلحة) ومنه‪:‬‬
‫الصفرية‬ ‫‪(0.08 + 0.40) − 0.35 0.13‬‬
‫=‪Z‬‬ ‫=‬ ‫‪= 1.86‬‬
‫‪√(0.35). (0.65)/50‬‬ ‫‪0.07‬‬
‫ومنه فإن‪ Z 0.05‬املحتسبة أكبر من ‪ Z 0.05‬الجدولية‪.‬‬
‫يتضمن الجدول املوضح في السؤال رقم ‪ ،21‬أسئلة وعبارات مختلفة‪ ،‬وبعد تفريغ اإلجابات‪ ،‬تبين أن متوسط اإلجابات بنعم‬
‫رفض الفرضية‬ ‫يساوي ‪ ،% 22‬ومنه‪:‬‬
‫الصفرية‬ ‫‪0.82 − 0.35‬‬ ‫‪0.47‬‬
‫=‪Z‬‬ ‫=‬ ‫‪= 6.71‬‬
‫‪√(0.35). (0.65)/50 0.07‬‬
‫ومنه فإن ‪ Z 0.05‬املحتسبة أكبر من‪ Z 0.05‬الجدولية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثتين باالعتماد على‪ :‬عبد الحميد عبد املجيد البلداوي‪ :‬األساليب اإلحصائية التطبيقية‪ ،‬دار الشروق‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2332 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪48‬‬
‫و اقع اليقظة اإلستراتيجية في املؤسسات االقتصادية الجزائرية – دراسة ميدانية‪-‬‬

‫يتبين من الجدول أعاله‪ ،‬أنه تم رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة‪ ،‬مما يعني أن نسبة إهتمام املؤسسات‬
‫الجزائرية باليقظة اإلستراتيجية تتجاوز ‪ % 01‬وبهذا فإنه‪:‬‬
‫لم تعد اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات املؤسسات الجزائرية‪.‬‬

‫‪ .4‬الخاتمة‬
‫تعتبر املعلومة اليوم املصدر اإلستراتيجي الذي يمهد طريق النجاح والتميز للمؤسسات االقتصادية شرط إكتسابها مسبقا‬
‫َ‬
‫ومعالجتها واستغاللها بطريقة ذكية قبل املنافسين‪ ،‬وهذا ما يتجسد في نظام اليقظة اإلستراتيجية والذي يساهم عبر وسائله في‬
‫تفعيل التحسينات املستمرة في جميع عمليات املؤسسة للوصول إلى الجودة املتوقعة في املخرجات النهائية‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الورقة البحثية توصلنا إلى جملة من النتائج يمكن إدراجها في األتي‪:‬‬
‫‪ -‬اليقظة اإلستراتيجية هي نشاط جماعي إستباقي ومستمر‪ ،‬تقوم بجمع وتحليل املعلومات ذات الطبيعة اإلستراتيجية‬
‫واملتعلقة ببيئة املنظمة الخارجية لتستخدم في صنع القرارات املهمة‪ ،‬وتهدف اليقظة اإلستراتيجية إلى الكشف املبكر‬
‫للتغيرات املحتمل حدوثها بغية إستغالل الفرص والتقليل من حاالت عدم التأكد وتجنب التهديدات‪.‬‬
‫‪ -‬تتعدد أنواع اليقظة اإلستراتيجية أهمها‪ :‬اليقظة التنافسية‪ ،‬التسويقية‪ ،‬التكنولوجية‪ ،‬القانونية‪ ،‬التجارية واملجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬دلت النتائج املتوصل إليها بعد التحليل اإلحصائي للبيانات أن ‪ %12‬من مؤسسات العينة تمارس اليقظة كنشاط‪ ،‬في حين‬
‫‪ %22‬منها تخصص لها وحدة أو خلية تحت تسميات مختلفة كاملراقبة والحماية والرصد والتنبؤ وتسيير املخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬تميل مؤسسات العينة إلى ممارسة نشاط اليقظة بالرغم من ع دم تخصيصها ميزانية كافية‪ ،‬وعدم تعاونها املشجع مع‬
‫الجامعة لتطويره من خالل االستفادة من أبحاث وخبرات الباحثين‪.‬‬
‫‪ -‬تواجه املؤسسات الجزائرية املستجوبة صعوبات كثيرة في املراقبة املستمرة للبيئة الخارجية أهمها عدم توفير املوارد‬
‫البشرية واملادية الالزمة‪ ،‬عدم توفير البيانات املطلوبة‪ ،‬نقص الوعي بأهمية استمرارية مراقبة البيئة الخارجية‪ ،‬نقص‬
‫مراكز جمع املعلومات واملؤسسات املتخصصة في جمع‪ ،‬تحليل ونشر املعلومات‪ ،‬وأيضا نقص املنافسة والرغبة في اإلبداع‬
‫عند العديد من املؤسسات املستجوبة‪.‬‬
‫وبعد إختيار فرضية الدراسة امليدانية‪ ،‬توصلنا إلى أنه لم تعد اليقظة اإلستراتيجية بعيدة جدا عن إهتمامات‬
‫املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية‪ ،‬حيث أن هناك سعي لتبنيها واالهتمام بها خاصة لدى املؤسسات الكبرى‪.‬‬
‫بناءا على ما سبق توص ي دراستنا بــ‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة تهيئة اإلدارة العليا لثقافة اليقظة و بثها بين العاملين‪ ،‬و اقتناعهم بأنها صارت حتمية ال مفر منها وأنها ضرورية‬
‫لتنافسية املؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة غرس ثقافة العمل الجماعي لدى موظفي وإطارات املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية‪ ،‬ألن مسؤولية اليقظة هي‬
‫مسؤولية الجميع كل من موقعه‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء خلية لليقظة أو على األقل خلية لليقظة التنافسية تكون مجهزة بالحد األدنى من اإلمكانيات البشرية واملادية‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫‪ ‬التعامل مع املعلومات كمورد استراتيجي واالهتمام الخاص باملعلومات غير الرسمية‪ ،‬ألنها أساس عمل اليقظة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد برامج تكوينية ودورات تأهيلية بالنسبة ملتخذي القرارات اإلستراتيجية في املؤسسات اإلقتصادية الجزائرية‪ ،‬غايتها‬
‫تحسين آليات تطبيق مفهوم اليقظة اإلستراتجية‪ ،‬وتحقيق فوائد إضافية للمؤسسات املساهمة فيها‪.‬‬
‫‪ ‬ترسيخ التواصل بين مخابر ومراكز البحث العلمي من جهة واملؤسسات اإلقتصادية من جهة أخرى والعمل على تحويل‬
‫منتجات البحث املرتبطة باليقظة اإلستراتيجية خاصة التكنولوجية إلى إستثمارات إبتكارية مجسدة ميدانيا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ نادية عبد الكريم‬،‫باية وقنوني‬

:‫ قائمة املراجع‬.7

‫قائمة املراجع باللغة العربية‬

‫ (مذكرة مقدمة ضمن‬،‫ دور اليقظة اإلستراتيجية في تحسين تنافسية املؤسسة‬.)2310-2312( .‫الدين‬ ّ ‫ زواو ضياء‬-
،‫ سطيف‬،‫ جامعة فرحات عباس‬:،‫ تخصص اإلدارة اإلستراتيجية‬، ‫ قسم علوم التسيير‬، ‫متطلبات نيل شهادة املاجستير‬
.‫الجزائر‬
: ‫ متاح على الرابط‬،‫ توزيع التجار حسب قطاع النشاط‬:‫ مديرية التجارة لوالية بومرداس‬-
http://www.dcwboumerdes.dz/index.php/2016-08-04-17-32-18
‫ مجلة األكاديمية‬.‫ آليات تطبيق اليقظة اإلستراتيجية باملؤسسات االقتصادية الجزائرية‬.) 2312( .‫ علواطي ملين‬،‫ ولد عابد عمر‬-
https://www.univ- :‫ متاح على الرابط‬، ) 12 ‫للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ( العدد‬
.chlef.dz/ratsh/la_revue_N_17/Article_Revue_Academique_N_17_2017/Science_eco_admin/Article_1.pdf

Bibliographie

- Afef, Z. e. (2018). Veille stratégique : du concept à la pratique Cas de groupes ’entreprises


tunisiennes. XXVIIe Conférence Internationale de Management Stratégique,.
Montpellier,France.
- Coutenceau, C. (2008). guide pratique de l’intelligence économique. édition
EYROLLES.paris, France.
- Direction du commerce d'alger. (2015). sur bilan de control par objectifm, sur le site:
http://www.dcwalger.dz/fr/index.php/component/content/category/10-direction
- Direction du commerce de bouira . (2015, 12 31), sur Opérateurs économiques inscrits au
registre de commerce au 31/12/2015, sur le site: http://www.dcwbouira.dz/fr/
- Hermel, L. (2007). Maitriser et Pratique … Veille Stratégique et Intelligence économique.
éditions: AFNOR, 2 e, France.
- Kriaa medhaffer, S. H. (2010). L’animation de la veille stratégique, édition Lavoisier.
paris, France.
- LARBI, A. (2006). sur Contribution à la mise en place d'un dispositif de veille stratégique
dans une entreprise commerciale, sur le site:
https://www.memoireonline.com/04/08/1066/m_contribution-mise-en-place-dispositif-
veille-strategique-naftal4.html

50

You might also like