Professional Documents
Culture Documents
المطلب الثاني :المشاكل التي يتعرض لها البنك نتيجة نقص السيولة
خاتمة
تعتبر مخاطر السيولة من أهم المخاطر التي تواجهها البنوك ٬وكذلك تعتبر من أهم القضايا الحرجة التي
تزايدت أهميتها في الوقت الحالي نتيجة تغيرات الظروف االقتصادية والسياسية وتأثيرها على المصارف
في معظم دول العالم ٬حيث تواجه البنوك في العالم تحديات كبيرة حول مخاطر السيولة والخطوات و
اإلجراءات الواجب اتخاذها لضمان سالمة البنك من أجل تجاوز األزمات والخروج منها بشكل يتناسب مع
تحقيق النمو مع يتناسب بشكل منها والخروج األزمات تجاوز أجل لذلك البد من وجود نظام قادر على توفير
كون البنوك تتعرض من حين إلى أخر إلى سحوبات مفاجئة من قبل المودعين ألسباب خاصة بهم مما قد
يترتب عليها أحيانا ً التزامات مالية طارئة ٬والبد للبنوك أن تحتاط لمثل هذه السحوبات و االلتزامات المالية,
إما باالحتفاظ بمبلغ احتياطي بشكل نقدي في خزائنها أو بشكل ودائع لدى البنوك أو االحتفاظ بموجودات
و نتيجة لهذا ظهر مايسمى بإدارة مخاطر السيولة و التي ظهرت للوقوف عند أهم الجوانب السلبیة المؤدیة
للوقوع في خطر السیولة ومحاولة معالجتها ،والحد منها ومحاولة تفادیها في المستقبل و انطالقا من هذا
يمكن تعريف السيولة بأنَّها الكفاءة أو المالءمة التي يمكن بها تحويل األصل أو الورقة الماليّة إلى نقد
ي دون التأثير على قيمته السوقيّة ،ويعد النقد أكثر األصول سيولةً بين جميع األصول ،ومن ناحية
فور ّ
أخرى يُشار إلى األسهم والسندات عادةً على أنَّها أصول سائلة نظ ًرا لسهولة تحويلها إلى نقد أي ً
ضا ،ولكن
ضا وتحتاج إلى بيعها أو أي نوع من األصول العقاريّة؛ مثل العقارات واألراضي فقد
إذا كنت تمتلك أر ً
يستغرق األمر أسابيع أو شهور لتصفية الحساب مما يجعل األصول العقاريّة أقل سيولةً ،باإلضافة إلى
األسهم الممتازة أو المقيدة والتي تشمل عادةً التعهدات التي تحكم كيف ومتى يمكن بيعها
وعليه تعرف مخاطر السيولة على أنها المخاطر الناتجة عن عدم توافر النقد الالزم لمواجهة التزامات
المصرف عندما تستحق و خاصة طلبات السحب على الودائع مما يضطر المصرف إلى اللجوء إلى
االقتراض لتغطيةـ احتياجاته من النقد مما يؤثر على أرباحه .للخارج بسبب تغير مفاجئ في سلوك
المودعين ,و مثل هدا الوضع يمكن أن يفرض على البنك نشاط غير مخاطر السيولة هي المخاطر التي يمكن
أن يتعرض لها البنك من جراء تدفق غير متوقع لودائع عمالئه اعتيادي في التمويل القصير األجل إلعادة
تمويل الفجوة الناجمة عن نقص السيولة في السوق النقدية بأسعار مرتفعة,ـ أي في حالة إمكانية حدوث
سحب مفاجئ و غير متوقع ألرصدة قروض لم تستخدم مما يحد مقدرة البنك على التمويل .و تتمثل مخاطر
السيولة في عنصرين أساسين هما:
1حـدوش شــروق ،ادارة مخاطر السيولة ،تخصص مالية المؤسسة ،السنة الثانية ماستر ،جــامعة ابو بكــــــر بلقايد -تلمســـــــان -السنـــــة
الجامعيــــــة ، 2019-2020ص 14
المطلب الثاني :تعريف إدارة مخاطر السيولة :
هناك من یعرفها على أنها " :كافة اإلجراءات التي تقوم بها إدارات المصارف من أجل وضع حدود لآلثار
السلبیة الناجمة عن تلك المخاطر بأشكالها المختلفة و المحافظة علیها من أدنى حد ممكن و تحلیل المخاطر
إدارة المخاطر عبارة عن تنظیم متكامل یهدف إلى مجابهة المخاطر بأفضل الوسائل و أقل التكالیف و ذلك
عن طریق
تحلیله؛ .2
قیاسه؛ .3
و یرتكز مفهوم إدارة المخاطر على مجموعة من األسالیب العلمیة التي یجب أخذها في الحسبان عند اتخاذ
القرار لمواجهة أي خطر و ذلك من أجل منع أو تقلیل الخسائر المادیة المحتملة و من ثم الحد من ظاهرة
عدم التأكد ،كما و یرتكز هذا المفهوم على خفض التكالیف المصاحبة للخطر
ان إدارة المخاطر لیست موضوعا واحد و إنما مجموعة مبادئ مختلفة ،و یمكن وصف إدارة الخطر على
أساس أنها داللة نظم متعددة ،فهي تأخذ فقط ما هو مهم من مناطق متعددة مختلفة و مزجها لیتكون
2
موضوع جدید من هذه األجزاء
2فالح حسن الحسیني ومؤید عبد الرحمن الدوري ،إدارة البنوك ،مدخل كمي واستراتیجي معاصر ،دار وائل للنشر عمان ،الطبعة األولى ،2013 ،
ص 93-94.
المطلب األول :أسباب حدوث مشكلة السيولة في البنوك :
تنجم مشاكل السيولة في المؤسسات المالية نتيجة لخطأ في ادارة الموار د المتداولة بشكل رئيسي او نتيج ة
لخط أ في تركيب ة الج انب االيس ر للميزاني ة العمومي ة مم ا ي ؤدي الى ع دم ت وزان طبيع ة المص ادر
ضعف تخطيط السيولة مما يؤدي الى عدم التناسق بين األصول وااللتزامات من حيث آجال االستحقاق. .2
سوء توزيع األصول على االس تعماالت ذات درج ات متفاوت ة مم ا ي ؤدي الى ص عوبة التحوي ل ألرص دة .3
سائلة.
وما دام الخطر والمكروه يقوم على عنصر االحتمال ،فال بد من وضع مع ايير خاص ة لتص نيف ن وع الخط ر
والتمكن من معرفة درجته ،لذلك قامت البنوك والشركات بالعمل على إنشاء وحدات خاصة لمتابعة ومعرف ة
3
درجات المخاطرة في العمليات المالية وأساليب إدارتها.
3مفيدة طلبة ،إدارة مخاطر السيولة ومدى تأثيرها على منح القروض في البنوك التجارية ،مذكرة تخرج لنيل ماستر تخصص مالية وبنوك ،جامعة
العربي بن مهيدي أم البواقي ، 2013 -2012 ،ب ص
تتضمن إدارة مخاطر السيولة أنظمة لتعريف ،قياس ومراقبة السيولة ومن العناصر األساسية لقياس
ومراقبة المخاطر الحالية والمتوقعة ،وجود إعالم فعال ،مخطط التمويل الطارئ وتحديد مجموعة من
.1ضرورة إنشاء نظام إعالم :حيث يجب توفير المعلومة إلدارة السيولة يوميا ومراقبة الخطر في فترات
التوتر واألزمات ،هذه المعلومات يمكن أن تقدم من خالل تقارير مثل " :تحليل تتفق األموال" باإلضافة إلى
التقارير الروتينية المتضمنة قائمة مصادر التمويل ،تقارير فجوة التمويل أو التدفقات النقدية ،جدول
•انخفاض األرباح
حدود ومعدالت السيولة وحدود التدفقات النقدية :حيث يقوم البنك بوضع مجموعة من المعامالت والحدود
لقياس السيولة ،هذه المعامالت تستخدم مقترنة مع معلومات كمية أخرى حول قدرة اإلقراض مثل الطلب
المرتفع للسحب المبكر ،االنخفاض في القروض ،االنخفاض في حجم المعامالت أو التمويل القصير المتوفر
للبنك .باإلضافة إلى وضع معدالت وحدود للتدفقات النقدية ألتي تقيس وتراقب حجم الخصوم المستحقة
بنسبة من األموال السائلة كما قد يعبر عنها بنسبة الودائع لألموال المشتراة أو الخصوم اإلجمالية ،وهناك
معدالت أخرى منها :مجموع القروض ،مجموع الودائع ،مجموع القروض ،حقوق رأس المال ،األموال
المقترضة،
مجموع األصول.
-تركيب األصول والخصوم وتنويع الخصوم :حيث يتم خلط األموال والخصوم للمحافظة على السيولة،
ويجب أن يكون هناك تكامل بين إدارة مخاطر السيولة وإدارة األصول والخصوم لتجنب التكاليف الكبيرة
المرتبطة بإعادة محفظة األصول والخصوم من ريحية عالية إلى سيولة مرتفعة.
كما يجب على إدارة البنك أن تدرس مصادر التمويل وخصص أن هناك تنوع لمصادر التمويل لمواجهة
احتياجات السيولة اليومية ،فالبنك يكون أكثر مرونة في مواجهة مشاكل السيولة إذا كانت خصومه (مصادر
4
أمواله) تتكون من مصادر مستقرة.
4د .حسين شحاتة :إدارة السيولة في المصارف المعايير واألدوات ،بحث مقدم للمجمع الفقهي اإلسالمي في الدورة العشرون المنعقدة في مكة
المكرمة 9–25ديسمبر 2010م.
المطلب األول :أهداف إدارة مخاطر السيولة :
إن الهدف الرئیسي إلدارة المخاطر لیس المساهمة بشكل مباشر في أهداف المنظمة األخرى مهما تكن ،ب ل
ضمان أن بلوغ هذه األهداف األخرى لن تمنعه الخسائر التي قد تنشأ بس بب المخ اطر البحت ة ،و یع ني ه ذا
أن الهدف األكثر أهمیة لیس تقلیل التكالیف إلى أدنى حد أو اإلسهام في ربح المنظمة بل أن الهدف الرئیس ي
إلدارة المخاطر هو الحفاظ على الفاعلیة التشغیلیة للمنظمة و بالنسبة لمعظم المنظمات.
و الفاعلیة التشغیلیة هي ضمان أال تحول الخسائر التي قد تنشأ بسبب المخاطر البحتة دون تحقیق المنظم ة
لألهداف األخرى.
باإلضافة إلى البقاء الذي نعتبره الهدف األول بین أهداف إدارة المخ اطر ،هن اك ع دد من األه داف األخ رى
االقتصاد :هو أول األهداف الفرعیة أو الثانویة إلدارة المخاطر ،هنا یكون الهدف هو خفض تكلف ة التعام ل
تقلیل القلق :و هو هدف " النوم الهادئ لیال " راحة الباب ال تي ت أتي من معرف ة أن ت دابیر مناس بة ق د تم
اتخاذه ا للتص دي للظ روف المعاكس ة ،و یمكن أن یك ون للقل ق و االنزع اج ال ذي ینش أ من ع دم التأك د
بخصوص بقاء المنظمة له تأثیر ضار على صحة و رفاهیة إدارة المنظمة.
استمراریة النمو :ال یكون تعظیم األرباح الهدف الغ الب في المنظم ة فالق درة على مواص لة النم و أح د أهم
5
أهدافها.
المطلب الثاني :المشاكل التي يتعرض لها البنك نتيجة نقص السيولة :
5طارق عبد العال حماد ،إدارة المخاطر ،دار الجامعية ،اإلسكندرية 2017 ،ص81.
يعتبر مؤشر السيولة من أهم المسائل التي يعتمد عليها العمالء في تقييمهم لمدى ق وة البن ك وقدرت ه
على مواجهة االلتزامات المالية المختلفة ،فمثالً ال يستطيع تأجيل صرف الش يكات المس حوبة علي ه أو دف ع
الودائع المستحقة ،أو مطالبة الم دينين بس داد م ا عليهم من أم وال قب ل حل ول األج ل ،ل ذلك تعت بر مش كلة
تعد نقص السيولة في البنك من العالمات الدالة على أن البنك يواج ه ص عوبات مالي ة ق د ت ؤدي إلى التوق ف
عن الدفع و من ثم اإلفالس كما حدث لبنك انثرا عام ( 1966لبنان ) الذي اعلن إفالسه نتيجة نقص الس يولة
التي نتجت عن ريادة السحب المفاجئ على الودائع و كذا تع ثر بن ك مص ر ال ذي ل وال ت دخل الحكوم ة ب دعم
ومن بين المشاكل التي يواجهها البنك نتيجة نقص السيولة ما يلي:
-1التعرض لإلفالس.
-2خس ارة الودائ ع بحيث ال يس تطيع اس تقطاب ودائ ع نتيج ة مش اكل الس يولة لدي ه مم ا يض طر البن ك إلى
-3تردد البنوك األخرى في إقراض البنك المتعثر ب دون ض مانات كافي ة و بفوائ د عالي ة مم ا يقل ل أرباح ه و
6
-5تقاس كفاءة إدارة البنك بمقدرتها على إدارة السيولة بكفاءة .
خاتمة :
ذلك بمتابعة ومراقبة مقياس الخطر بشكل مستمر ،وهذا يقع على عاتق ومسؤولية دائرة المخاطر في
المصرف وكيفية تعاملها مع التقلبات النقدية ومخاطرها ،واإللمام بالنشاطات المالية التي يقوم بها
المصرف ومدى مالئمتها للسياسات المرسومة وإعالم مجلس اإلدارة والجهاز التنفيذي بكل التطورات
لذلك يشترط في الموظف المسؤول عن هذه الدائرة أن يتمتع بالخبرة الكافية في مجال العمل المصرفي
اإلسالمي وما يقدمه من خدمات ومنتجات ومدى عالقتها وتأثيرها بوقوع المخاطر النقدية ،وأن يكون لهذا
الجهاز منهجية ونظم معلوماتية حديثة ،ونظام واضح لمراقبة أنواع المخاطر التي قد تحدث خاصة مخاطر
كما أن على مجلس إدارة البنك مسؤولية كبيرة في وقوع ومواجهة المخاطر كونه المسؤول األول أمام
المساهمين والعمالء عن إدارة أعمال المصرف ورسم سياساته االقتصادية بكفاءة عالية ومنح الدعم
الكافي والصالحيات المناسبة لدائرة المخاطر للتعامل مع األزمات والمخاطر المالية بمهنية وكفاءة للتقليل
من اآلثار السلبية لمخاطر السيولة ،ويتوجب عليه أن يكون على علم ودراية كافية بوضع السيولة في
المصرف والتغيرات المختلفة التي قد تطرأ عليه فور حصولها ،وهذا يستلزم منه السهر والمتابعة لمسألة
فالح حسن الحسیني ومؤید عبد الرحمن الدوري ،إدارة البنوك ،مدخل كمي واستراتیجي معاصر ،دار .2
مفيدة طلبة ،إدارة مخاطر السيولة ومدى تأثيرها على منح القروض في البنوك التجارية ،مذكرة .3
تخرج لنيل ماستر تخصص مالية وبنوك ،جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي 2013 -2012 ،
د .حسين شحاتة :إدارة السيولة في المصارف المعايير واألدوات ،بحث مقدم للمجمع الفقهي اإلسالمي .4
طارق عبد العال حماد ،إدارة المخاطر ،دار الجامعية ،اإلسكندرية2017 ، .5