You are on page 1of 49

‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................

‬مليكة الزخنيني‬

‫وال ا ااياا ا ا ي‪ ،‬وهي "أف ا ااثة وإن انت تدخل ي ص ا اامي م ام ة األمن وال ا اال الدولي ن‪،‬‬
‫ف ها ي ج هرها أف ثة تنم ة أو عذل األ ل ل ا ع ة و يوة بوضاألا التنمية"‪ ،1‬ما ترت‪،‬‬
‫بالت‪،‬عية ب ساا نزع ال ك أو الحد منه‪.‬‬
‫وب لب تزت األم اهتزدا ب ظي اها األصاالية ار ب ن‪-‬ثولتي لراثي هدف ال ص ا ا‬
‫للل األات ةدثتها األ راف اهن ا ا ا ا ة له‪ ،‬لكن مع ت‪،‬دا ي ‪،‬يعة التعا ي مع اه ا ا ا ااا ل التي‬
‫سعارض ال ص ا ا ا ا ا للل ه ي الغاألات ألن ه ي اه ا ا ا ااا ل ذاتها د عرفت تز رت بر ‪ .‬وه ما‬
‫ي ا ا ا ات اادعي التع ااام اال مع ااا ب ا ا ا اارع ااة وفع ااالي ااة وب اااندراا جم اااعي لل اااف ااة األ راف نظرا لحج‬
‫تداعياتها ومداهاال فم ا ااا ل ال‪،‬ي ة والهجرات والازوح والجر مة اهنظمة وا رهاب‪ ،‬والتث ر‬
‫العرقي والتهج ر الو ا ا ا ااري‪ ،‬والاهدألد الن وي‪ ،‬هي م ا ا ا ااا ل تهدث أمن ا ف ا ا ا ااان وبوا ي‪ .‬لكن‬
‫عمل اهنظمات الدولية ر ي ا ا اال من سا ا ا ام ارنتواث ال ي عاثا ما تا ر سا ا ااساا اه ا ا ااروعية‪،‬‬
‫والادألمورا ياة ي اهنظماات الادولياة‪ ،‬خااصا ا ا ا ااة ي ظال الت‪،‬ااألناات الحااثا عذل م ا ا ا اات ت ع‬
‫الو ا ب ن الدوا ا تل ة‪ ،‬ل لب سا ‪،‬زر ه ي الدوا لن ا ا عن أ ر أ ثر افسااجاما تمكنها‬
‫من بل غ األاتها ب ااروا أفض اال‪ ،‬وهي ال ظي ة التي س ااتزاوا التكت ت ار تص اااثألة ا جابة‬
‫عنها‪ ،‬ف ل س ت فق؟‬
‫املبحوث الثواني‪ :‬التكتالت االقتص و و و وواديوة وإعوادة رس و و و ووم الخريطوة الس و و و ويواس و و و ويوة‬
‫العاملية‬
‫عااش العاال ي ظال نظاام ت ا ن الو انتعااش ا ا ا ااا ‪ ،‬را ه م الحادوث ومناا ق الن ذ‪،‬‬
‫وس ا ا ا اااثت اهواربة ال ا عية بو ا ال ا ع‪ ،‬لر أن ة و امع هامة خ ا ه ي ال ارا س ا ا ا ااتول‬

‫‪ -‬الدع ا لعود مستمرات للمانز ن‪،‬‬


‫‪ -‬اه ار ة ي عملية لعاثا ال‪،‬نا‬
‫‪ -‬العدالة ارنتوالية‬
‫‪ -‬نزع األلغام‬
‫‪ -‬لع ااداث برامج هع ااالج ااة اد ااار الن ا ا ا اي ااة لكحرب عذل ال ة اادات ارجتم اااعي ااة (أ اااا‪ ،‬ف ا ا ا ا ااا ‪،‬‬
‫م ني ن‪)..‬‬
‫‪ -‬لرجاع النا ة ن وال ج ن الرا ‪ ،‬ن ي ذلب‬
‫‪ -‬اه اهمة ي لعداث برامج التنمية اه تدامة‬
‫و مكن ل ثة بنا ال ا ا ا م أن س ا ا اامل ه ي العمليات جميع ا‪ ،‬و مكن أن توتصا ا اار عذل بعضا ا ا ا فو وذلب‬
‫ت‪،‬عا هد وج ث الدولة من عدمه‪.‬‬
‫‪ - 1‬نافعة ة ن‪ ،‬اهرجع ال ابق‪ ،‬ص‪.392 :‬‬
‫‪172‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ه ا ال ا ع رأس ا ا ااا عذل عو ‪ :‬أول ا الا را الك‪ ،‬را ي عال ارتص ا ا ااارت التي أفض ا ا اات للل تدفق‬
‫اهعل مات ب االل ر م اا‪ ،‬ي بما جعل من "الوضاااألا التوليدألة لل ااياسااة ‪ -‬من ألزك ووفق‬
‫أألة ش ا ااروا – متعلوة بال ض ا ااا ال ا اابرألني‪ cyberspace‬أ ثر منها بالعال ال ا عي"‪ ،1‬و انيها‪،‬‬
‫ةاالاة ارعتماااث اهت‪،‬اااثا الك‪ ،‬ر التي أص ا ا ا اا‪،‬زاات تث‪،‬ع الع اات ليس فو ب ن الادوا بال ب ن‬
‫يااناات ثون‪ -‬و نياة‪ ،‬وب ن يااناات ف ي‪-‬و نياة‪ ،‬وأخ را ظ ر جيال من اه ا ا ا ااا ال التي سعجز‬
‫اهوااربة اهن رثا للادولة عذل لألصااث ةل ل اا‪ ،‬ماا أن تأ رها ألمس بالعاال بأ ملاه‪ .‬وتزيال ه ي‬
‫اهتغ رات الا ث عذل ال صا ا ا ا ااة التي أعثاااهااا روبرت بر ي وص ا ا ا ا ااه لعااال مااا بعااد الحرب‬
‫ال‪،‬ارثا ةير ألو ا‪" :‬ل تتمدض هاألة الحرب ال‪،‬ارثا عن لعاثا ترتي اه ا ا اارح الدولي ال ي‬
‫ألذي عاثا ةروب ال يثرا فز ‪ ،‬وإنما تمدضت أألضا عن سغي ر ثاخذي‪ .‬وةير أن الحرب‬
‫ال‪،‬ااارثا اااناات معر ااة أفلااار بواادر مااا اااناات معر ااة ةرب ب ن جي ش‪ ،‬فا ن تلااب التغي رات ل‬
‫ت رض ا ا ا ا ا ات اةت ا وإنما ت لثخال ا للل ةل مات را ‪،‬ة‪ ،‬وإن انت م ا ا ا اادوهة‪ ،‬من ‪،‬ل‬
‫جماعات من علما ار تصاااث اهدرب ن ي مصاا تكن ل جيا لثارا اهعل مات‪ ،‬وم ا ااار ن ي‬
‫مصاا ا ثارا وةلوات ثراسية وبرامج م اعدا فنية"‪.2‬‬
‫بن ااا علي ااه‪ ،‬فو ااد أث سعو ااد الت اااع ت عذل اه ا ا ا اات الع اااهي ب ع اال ان ا ا ا ا ااار ظ اااهرا‬
‫ارعتماث اهت‪،‬اثا للل جعل العدألد من اه اهي التوليدألة ي الع ات الدولية تل ن م ض ع‬
‫مراجعة‪ ،‬م س ا ااحة ا جاا لظ ر أول ات جدألدا ةير ةل ال‪،‬زر عن الرخا ار تص ا اااثي‬
‫والت جه للل ل امة تكت ت ا تصااثألة مزل الجري ورا ال اجس األمني وال‪،‬زر عن تزال ات‬
‫ع اكر ة (اهثل األوا)‪ ،‬اختل ت أشالال ا وأهداف ا وآليات عمل ا بز ا خصا صايات ل‬
‫تكتل (اهثل الاافي)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬في ترتيب األولويات‪ :‬الرفاه قبل األمن‬
‫شلل التعاون أةد اه اهي اهسس ة للنظام الدولي‪ ،‬ما س‪،‬وت ا شارا للل ذلب‪ ،‬ما‬
‫شااللت ال اار ات اهتعدثا الجن ااية الظاهرا األبر ي تث ر ار تصاااث العاهي من منتصااف‬

‫‪1- KEOHANE Robert & NYE Joseph. S. Jr," Power and Interdependence in The Information Age",‬‬
‫‪Foreign Affairs, Vol. 77, No. 5, September/October, 1998, p p:82-83. [Classic issues of politics-‬‬
‫‪who gouverns and on what terms- are as relevant by cyberspeace as to the real world].‬‬
‫‪ - 2‬بر روبرت‪ ،‬تزث األم ‪ :‬النظام وال ا ا ا ا ى ي الورن الحاثي والع ا ا ا اار ن‪ ،‬ترجمة‪ :‬ه ر ال ا ا ا اام ري‪،‬‬
‫الع‪،‬يلان‪ ،‬الر اض‪ ،2005 ،‬ص‪.41 :‬‬
‫‪173‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الورن اها ي‪ .‬و د أفر ه ان اهعثيان تص را لظاهرا ارعتماث اهت‪،‬اثا‪ ،‬ي ظل ارستعاضة‬
‫عن م م ا جتمع الادولي ب"الجمااعاة ا ف ا ا ا ا ااانياة"‪ .‬وس ا ا ا اايسثي ارعتمااث اهت‪،‬ااثا بادوري للل‬
‫برو ظاهرا أخر هي التكت ت ار تص ا ا اااثألة أةد معال النظام الدولي الراهن ي ل ار ن ع‬
‫من تصاو نزاا الدولة وال ا ي ال ي وسا ه ي ال ارا‪ ،‬فما اهوصا ث بالتكت ت ار تصااثألة‬
‫وما شرو ا (ال رع األوا)‪ ،‬وأألن ألمكن م عة ه ي الظاهرا بالن ‪،‬ة للع هة؟ (ال رع الاافي)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التكتالت االقتصادية وشروطها‬
‫بر ت التكت ت ار تصا اااثألة بصا اايغ متعدثا‪ ،‬ولكنها انت أ را لتزويق التنمية ل‪،‬عض‬
‫الدوا‪ ،‬وتزويق الرفاي بالن اا‪،‬ة ألخر ‪ .‬واس ااتثاع عدث منها بال عل بل غ ه ا ال دف‪ ،‬بل لنه‬
‫ش االل ل‪،‬نة ل‪،‬نا س ااياا ا ي وا تص اااثي لو جدألدا عذل ال اااةة الدولية‪ ،‬لكن عدثا منها ل‬
‫ألكن م فوا بال ا ا ا االل اللا ي‪ ،‬فيما ان ال ا ا ا اال مص ا ا ا ا ر تصارب تكتلية أخر ‪ .‬ولل ف عذل‬
‫ماهية التكت ت ار تص ا اااثألة وثورها ي رس ا ا م مم النظام الدولي الراهن‪ ،‬ر بد من تزدألد‬
‫م م التكت اال ار تص ا ا ا ا اااثي (ال ورا األولل)‪ ،‬وتز اادأل ااد ال ا ا ا ااروا ال اج ا ت فره ااا ااامت ااه‬
‫(ال ورا الاانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التكتالت االقتصادية‬
‫ش ا االلت أ روةة ث‪ .‬ميارافي ‪ David MITRANY‬الواالة بأن "تو ا ااي العال للل وةدات‬
‫ُ‬
‫ساياساية متناف اة ه أصال الصاراع الدولي"‪ ،1‬حجر الزاو ة ي الت ك ر ي ري من شاأ ها أن‬
‫سعالج ه ا ارخت ا ال ي رص ا اادي ‪ .MITRANY‬ولعل الحل ال ي بدا أنه األ ثر نصاعة ي ه ا‬
‫ال ا ا ا اياااي ه الت جااه نز التلاااماال ار تص ا ا ا ا اااثي باااعت‪،‬اااري ب ابااة تزويق الرفاااي لل ا ا ا ااع ب‬
‫ا تل ااة‪ ،‬لذ ألزياال ها ا اه م عذل "العمليااة التي من خ ل ااا تناادمج بلاادان ي يااانااات أ بر‬
‫من أج اال اااثا رف اااهي ااة األم ااة أو الجم اااع ااة"‪ .2‬وه م ااا ألس اادي ‪ Ernest.B.Hass‬ةي اار يعرف‬

‫‪1- MITRANY David « A working peace systeme », p : 93.‬‬


‫‪http://ieie.itam.mx/Alumnos2008/A%20Working%20Peace%20System%20(MITRANY).pdf‬‬
‫‪. (Consulté le 24/12/2015). [ Milrany saw the division of the world ínto "competing polítical‬‬
‫‪units" as 'he root of international conflict].‬‬
‫‪2 - MIROSLAV. N. Jovanovic (Edited by), international economic integration: critical‬‬
‫‪perspectives on the world economy, vol : 1, theory and measurements, (preface),‬‬
‫‪ROUTLEDGE , London & New york, ed : 1, 1998, p :1. [International economic integration is a‬‬
‫‪process by which countries merge into larger entities in order to increase the welfare of the‬‬
‫‪nation or the group].‬‬
‫‪174‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫سياسية ي ثوا متعدثا ومدتل ة بتز ل‬ ‫التلامل‪ 1‬بل نه "العملية التي بم جبها توتنع‬
‫ور اتها وف ا ااا اتها نز مر ز جدألد تل ن هسس ا ا ا اااته ص ا ا ةيات تتصاو ص ا ا ةيات الدوا‬
‫الواااامااة"‪ ،2‬بمعنى أن ظاااهرا التلاااماال لنمااا تل ن عناادمااا ألت فر ار تناااع التااام لااد األ راف‬
‫اهرشا ا ااحة للتلامل بضا ا اارورا وج ثي‪ ،‬وه ما ألصعل التلامل م‪،‬نيا عذل ا راثا الحرا أل رافه‪،‬‬
‫وه عي واختي اااري‪ ،‬وهن ااا مكمن اخت ف ااه مع الع اادأل ااد من اه اااهي اه ا ا ا ا ااابه ااة‪ .‬ومن ج ااة‬
‫انية‪ ،‬فاهعني بالعملية هي " س ا ا ااياس ا ا ااية" بمعنى أن ه ا الورار ارختياري ألك س ا ا ا ي ابعا‬
‫س ا ا ااياس ا ا اايا‪ .‬ومن ج ة الاة‪ ،‬ألو م التلامل عذل عملية تز ل ال ر اه ارض للدولة ال نية‬
‫للل مر ز ي ا ا ااارا فيه أن تتمتع مسسا ا ا ا ا اااته بصا ا ا ةيات تتصاو صا ا ا ةيات الدولة ال نية‬
‫ذاتها‪ ،‬أي أن التلامل ألل ن وفق هيآت ف ي‪-‬و نية‪ .‬ومن ج ة رابعة فأ راف التلامل ة ا‬
‫‪ Hass‬هي الدوا‪ ،‬ومنها ص ة الدولي اللصيوة باه م‪.‬‬
‫و د اعتبر ‪ MITRANY‬أن الثر ق للل ضا اامان ال ا ا م ي العال ه تصاو ما ألو ا اامه‪،3‬‬
‫أي تصاو ال‪،‬نيات التي س ا ا ا ااعر اهناف ا ا ا ااة وتضا ا ا ااارب اهصا ا ا ااال بما هدث باه اج ة وار تتاا‪،‬‬
‫ل ا لااب ااان ت ك ري‪ -‬وه ال ا ي تااأ ر بمرةلااة الحرب ن العاااهيت ن‪ ،‬وفارا األ مااة الكبر ل ا ا ا انااة‬
‫‪ -1929‬مس را بوناعته بل ن الازعة ال نية الضاايوة منافية هنثق ال ا م‪ ،‬ل لب ر بد من‬
‫ارس ا ااتعاض ا اة عنها ب‪،‬داال أخر أص ا اا‪،‬م ال ا ع الدولي ي ا ااتدعيها بو ا بزك ظ ر مصم عة‬
‫من الحاااجيااات التي توف الاادولااة ال نيااة عاااجزا عن تل‪،‬ياهااا بم رثهااا‪ .‬وبا لااب تل ن ماادع ا‬
‫للل ال‪،‬زار عن ترتي‪،‬اات يلاة باأن تادع ادرتهاا عذل ارس ا ا ا ااتصااباة ل ا ي الحااجياات ي ل اار ر‬
‫ألمس ب ا ا ا اي اااثته ااا واس ا ا ا ااتو ل ااا‪ ،‬ولكن ي ادن ذات ااه يغثي عذل عجزه ااا ور ف اااعلي ااة مو ااارب اااتهااا‬
‫اهن رثا‪.‬‬
‫و و ث الت ك ر ي أنصع ال ا ا ا ا‪،‬ال لتزويق ه ي اهعااثلة الص ا ا ا ااع‪،‬اة للل الت ك ر ي الجاان‬
‫ار تص اااثي لذ لن التصارا من ب ن األس اا‪،‬اب اهش ااجعة عذل ال ا م‪ ،‬وا حووة للرفاي‪ ،‬خاص ااة‬

‫‪ - 1‬ألرت‪ ،‬الحدألر عن التلامل باهدرسا ا ا ااة ال ظي ية الك سا ا ا اايكية منها والجدألدا‪ ،‬وبأع م ا ‪ ،MITRANY‬و‬
‫‪ HASS‬و ‪ DEUTSCH‬و ره ‪.‬‬
‫‪2 - HASS Ernest.B, « international integration : the european and the universal process »,‬‬
‫‪international organization, Vol :15, N° 3, summer 1961, pp : 366-367. [the process whereby‬‬
‫‪political actors in several distinct national settings are persuaded to shift their loyalties,‬‬
‫‪expectations, and political activites toward a new and larger center, whose institutions possess‬‬
‫‪or demand jurisdiction over the pre-existant nation states].‬‬
‫‪ - 3‬ألو ا به ا الصدث "ر ألمكن ضمان ال ل لذا نظمنا العال بما ألو مه" اهرجع ال ابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪[Peace will not be secured if we organize the world by what divides it].‬‬
‫‪175‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ي ظل ةالة الجن ح نز تدو ل الحياا ار تص اااثألة مما أل رض ن عا خاص ااا من التعاون ألن‬
‫"التعاون من أجل ال ر اه ا ا ااارك ه ي ادن ن ا ا ااه م مة من أجل ال ا ا ا م وةياا أفضا ا اال‪،‬‬
‫ومن أجل أنه من األس ا اااا ا ا ي أن ت‪،‬وى بعض اهص ا ااال واألف ا ااثة بمنأ عن أج ا اهناف ا ااة‬
‫و عمل الجميع من أجل ا"‪ ،1‬وه ال دف التي س ا ااعت مصم عة من الدوا للل تزويوه ي ل ار‬
‫تكت ت ا تصاثألة‪.‬‬
‫والتكت ت ار تص ا ا ا اااثألة هي أةد مظاهر التلامل الدولي ال ي عرف ترجمته للل ال ا ع‬
‫بو ا عوا الحرب العاااهيااة الاااانيااة‪ ،‬و اااناات الاادوا األوروبيااة راااادا فيااه بزك التغي رات التي‬
‫ةمل ااا ميا اااي األم اهتز اادا واه‪ ،‬اااثئ التي أسى به ااا و ااان اات بما اااب ااة لع ن ثيع ااة مع عوي اادا‬
‫الت س ا ا ا ااع التي اااناات تاادألن بهااا العاادألااد من ثوا أوروبااا‪ .‬فلااان ر بااد ل ااا من ال‪،‬زاار عن ص ا ا ا اايغ‬
‫جدألدا لت س ااع األس ا اي وض اامان اه ارث‪ ،‬ي ظل ه ا النظام الدولي الجدألد‪ ،‬لتصد ض ااالاها ي‬
‫م م التلاااماال‪ ،‬باااعت‪،‬اااري سع‪ ،‬را عن ع ااة ب ن وةاادات بينهااا اعتماااث مت‪،‬اااثا‪ ،‬عناادمااا تل ن‬
‫مصتمع ااة‪ ،‬ألل ن ب ا مل ااا ه ااا الت فر عذل مزاأل ااا‪ ،‬من اهس ااد أ ه ااا س ا ا ا اات تور لليه ااا ي ة ااال ااة بو ااائه ااا‬
‫من صا ا االة‪ ،‬و ‪،‬دو ه ا ال عي ةاض ا ا ارا لد ص ا ا ااناع الورار ي العدألد من ال‪،‬لدان ةير " انت‬
‫ل عاثا وج ة نظر لألصابية تصاي التلامل ار تص ا ا اااثي‪ ،‬و د ةاول ا اس ا ا ااتددامه س ا ا اايلة‬
‫لتأم ن ال ص ا ا ا ا ا للل أس ا ا ا ا اي أوس ا ا ا ااع‪ ،‬وسعز ز النم من أجل بل غ م ا ا ا اات أعذل من الرفاي‬
‫ال ني"‪.2‬‬
‫وهكا ا عرف العاال ي أو الحرب ال‪،‬اارثا مي ث ال ا ا ا ا ي األوروبياة اه ا ا ا ااار اة ومنظماة‬
‫الل ميل ن‪ ،‬تكتل ن ا تص ا ا ا ا اااثأل ن عرفااا م ا ا ا ا اااري تث ر مدتل ن أل همااا تل نااا تزاات ظ ا‬
‫الص ا اراع ا ألدأل ل جي ب ن منظ مت ن ا تص ا اااثألت ن مدتل ت ن‪ .‬ما س ا ااتدر للل الن ر العدألد‬
‫من التصمعااات الجاادألاادا التي تراوح مااآل ااا ب ن النصاااح واألف ا‪ ،‬مااال ات ااا يااة التصااارا الحرا‬

‫‪1 - David MITRANY, op, cit, p :112.[ Cooperation for the common good is the task, both for the‬‬
‫‪sake of peace and of a better life, and for that it is essential that certain interests and activities‬‬
‫‪should be taken out of the mood of competition and worked together].‬‬
‫‪2 -MIROSLAV . N . Jovanovic , op, cit, p : xvii.‬‬
‫‪[Policy makers have usually had a favourable view regarding integration. They have attempted‬‬
‫‪to use economic integration as a means for securing access to a wider market and reinforcing‬‬
‫]‪growth in order to achieve a higher level of national welfare‬‬
‫‪176‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ألمر ل ااا ال ا ا ا ام ااالي ااة ‪ ،NAFTA1‬ورابث ااة جن ب ش ا ا ا ااري آس ا ا ا اي ااا ‪ ،ASEAN2‬وال ا ا ا ا ي العربي ااة‬
‫اه ااار ة‪ ،3‬وجماعة التعاون ار تص اااثي دس اايا ال‪،‬اس ااي يلي ‪ 4APEC‬و رها‪ .‬فما ال ي جعل‬
‫بعض التكت ت ناجحا‪ ،‬وما انت أس‪،‬اب سعثر ال‪،‬عض ادخر؟‬
‫ر بد من ا ش ا اارا بداألة للل أن أه اا الحرب العاهية الاانية‪ ،‬وما ت ه ا اا من تث ر م ا‬
‫ي عال األس ااكحة ش االل هاج ااا ‪ ،‬را للدفع بال‪،‬زر عن ةل ا تو ض لملانات اندرع ةرب‬
‫جاادألاادا‪ ،‬ومن ب ن ها ي ا ملااانااات ااان" التلاااماال"‪ ،‬ااأةااد ال ا ا ا ا‪،‬اال التي با ملااا هااا ا جااابااة عذل‬
‫ال ا ااساا اهسري لدوس‪ " :Karl DEUTSCH،‬يف ألمكن لإلف ا ااان أن ألتعل ي ية التص ا اارف‬
‫هنع الحرب مسس ا ا ا ا ا ا ا ا ااة اجتم اااعي ااة؟"‪ .5‬وب ااالت ااالي ف ااال اادوا األ راف ي عملي ااة تل ااام اال ت ‪،‬نى‬
‫اس اااراتيصيات مرت‪،‬ثة باألس اااا بتثلعات ل‪،‬نا ال اال الدولي والحد من اهظاهر الص اراعية‬
‫ي الع ات الدولية‪ ،‬ولكن ي ادن ذاته‪ ،‬فمي س ا ا ا اااهدف تزويق الرفاي جتمعاتها ا تل ة‪،‬‬
‫لذ لن "التعااون من أجال الص ا ا ا ااال العاام ه ي ادن ذاتاه م ماة من أجال ال ا ا ا ا م‪ ،‬ومن أجال‬
‫ةياا أفضا ا ا اال"‪ .6‬وبال عل فود ش ا ا ا االلت ه ي ال ارا بداألة ت س ا ا ا ااع ا تصا ا ا اااثي اثته ال رألات‬
‫اهتزاادا األمر كيااة‪ ،‬ومع ااا بعااد ذلااب أوروبااا الغربيااة‪ ،‬واليااابااان ل ا ا ا الاال الاااال ث ال ا ي ألصر‬
‫ا را ار تصاااث العاهي‪ ،‬ساايتعز مع ج رت اه اوضااات ب ااأن تزر ر التصارا الدولية ال ي‬

‫‪ - 1‬وهي ات ا ية ض ا اات ب امة منثوة ةرا ب ن ل من ال رألات اهتزدا األمر كية و ندا واهك ا اايب‪ .‬وسعتبر‬
‫ها ي ارت اا ياة ي ال ا ع مكملاة رت اا ياة التصاارا الحرا ب ن نادا وال رألاات اهتزادا والتي ت الت ص ا ا ا اال لليهاا‬
‫ي عام ‪.1988‬‬
‫‪ - 2‬أفش ا ئ ه ا التكتل من ‪،‬ل س اات ثوا هي‪ :‬تاأل ند وس اانغاف را ومال زألا وبروناي وإندوني اايا وال ل‪ ،‬ن س اانة‬
‫‪ .1967‬و د ان ي ال‪،‬داألة ذا أهداف ساياساية ‪،‬ل أن تن ‪،‬ه األ راف ل عالية التعاون ار تصااثي‪ ،‬وتصعل‬
‫من ه ا التكتل ا ا تصاثألة بامتيا ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عواد مصلس ال ةادا ار تص ا ا ا اااثألاة العربياة س ا ا ا اناة ‪1964‬ات اا ياة ذات برناامج مني اش ا ا ا ااتمال عذل مراةال‬
‫متادرجاة ألت خ ل اا تزر ر التصاارا من ال اج‪،‬اات الجمر ياة والوي ث ارس ا ا ا اات راثألاة األخر ‪ .‬وأ لق عذل تلاب‬
‫ارت ا ية اسا "ات ا ية ال ا ي العربية اه اار ة"‪ ،‬وانضامت ي ال‪،‬داألة أربع ثوا هي مصار والعراي واألرثن‬
‫وسا ر ا ساانة ‪ ،1965‬لتلتزق ي ‪ 1977‬ل من ليزيا و اليمن وم ر ثانيا‪ .‬واه ة أن ارت ا ية ل تامر أ ثر‬
‫من منثوة تصارا ةرا اس ا ااتمرت للل ‪ ،1980‬ةير س ا ا تأ ر بم ف الجامعة العربية من مص ا اار بعد ت يع ا‬
‫معاهدا ام ثأل يد لتت ف الدوا األ راف عن تث‪،‬يق ارت ا ية‪.‬‬
‫‪ - 4‬تصمع ها ي الجمااعاة تزات ل ائهاا ماانياة ع ا ا ا اار ثولاة عذل رأس ا ا ا ا اا اليااباان والص ا ا ا ا ن واس ا ا ا ااارالياا وال رألاات‬
‫اهتزادا و نادا واهك ا ا ا اياب وني لنادا و ر ا الجن بياة‪ ،‬وثوا رابثاة ‪ .ASEAN‬و د جا لف ا ا ا ااا ه ا التصمع‬
‫ار تصاثي العم ي رث فعل عذل لع ن يام أوروبا اه ةدا عام ‪.1992‬‬
‫‪5 -DEUTSCH Karl, «Political Community and the North Atlantic Area », Princeton University‬‬
‫‪Press, 1957, p : 122.‬‬
‫]? ‪[how can men learn to act together to eliminate war as a social institution‬‬
‫‪6 -MITRANY David, « A working peace systeme », op, cit, p :112. [Cooperation for the common‬‬
‫‪good is the task, both for the sake of peace and of a better life].‬‬
‫‪177‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫أفق ا ا ا ى للل ات ا ية مرا ‪ ،‬ب ا ا ااأن تزر ر التصارا العاهية‪ ،‬والتي س ا ا ااتصا ا اا‪،‬م مع ا ال ا ا اار ات‬
‫اهتعاادثا الجن ا ا ا ايااات هي الو ا الاادافعااة لعمليااات ارعتماااث اهت‪،‬اااثا ع ض الاادوا‪ ،‬مارجماة‬
‫بد ة م‪،‬دأ ن "ا جارت ار تصا ا ا اااثألة ر تتثابق ثااما مع ا جارت ال ا ا ا ااياسا ا ا ااية"‪ ،1‬أي أن‬
‫العاال س ا ا ا ايادخال مع ات اا ياة اللاات ‪ GATT‬مرةلاة اس ا ا ا ا ‪،‬اداا الحادوث ال ا ا ا ايااس ا ا ا اياة للادوا‬
‫بالحدوث ار تصاثألة لألس اي‪.‬‬
‫وإذا اانات األولل تتمتع بن ع من الا‪،‬ااات وال ض ا ا ا ا ح‪ ،‬فا ن الاااانيااة ه ميااة ومتغ را بتغ ر‬
‫التا اادفوا ااات ال ارثا عذل ها ا ي األس ا ا ا ا اي‪ ،‬من س ا ا ا االع وخا اادما ااات واس ا ا ا ا اما ااارات وتكن ل جيا ااا‬
‫متودمة‪...‬أي أن الحدوث ار تصا ا اااثألة لألسا ا ا اي سعبر عن ت جه جدألد ي التعامل مع الزمان‬
‫واهلاانال ف ي ظال عااهياة ا نتاا وعااهياة األس ا ا ا ا اي‪ ،‬وأج ا اهنااف ا ا ا ااة التي تس ر ي تو ا ا ا ااي‬
‫العمل‪ ،‬و ي رارات ا نتا وارس امار‪ ،‬ونظ الر ابة والحماألة‪ ،‬نص‪،‬م أمام ما ي ى "ع هة‬
‫ا تص اااثألة"‪ ،‬ألتع ر مع ا رس ا ةدوث ابتة لألس ا اي ةير تمتد وتتولل ي ل لحظة ووفق‬
‫اهتغ رات التي ألمكن أن تثرأ عذل أي رف من أ راف العمليات اهعودا لل ي‪.‬‬
‫ومن أه اه‪ ،‬اااثئ التي تو م عليه ااا الل ااات ‪GATT‬ال م‪ ،‬اادأ ع اادم التمي ز‪ 2‬ال ا ي يعني فتم‬
‫األب اب أمااام اهنت جااات األجنزيااة ثونمااا تمي ز مع ماي تهااا ال نيااة‪ ،‬أي أ هااا تو م عذل للغااا‬
‫التمي ز ب ن "ال ا ا ي ال نية" واألسا ا اي األجنزية‪ ،‬وه س اايف ذو ةدألن‪ ،‬ف ي ال ت ال ي‬
‫ألرفع الوي ث عذل ةر ية اهنتصات‪ ،‬ف ألض اارب درا بعض ا ا عذل ال‪،‬وا ب عل اهناف ااة ر‬
‫اهتلاف ة‪ ،‬خاصاة تلب التي تراهن عذل ثع الدولة ل ا‪ .‬ألثرح لذن اهرور من األسا اي ا حلية‬
‫للل ال ا ي اه ت ةة أو ال ا ي العاهية م ااا ل بالن اا‪،‬ة للعدألد من ار تص اااثألات الناش ا ة‬
‫أو الناميةال يف ألت ‪ ،‬لذن‪ ،‬ت سيع ال ي ولكن مع التوليل من األضرار اهرت‪،‬ثة بالعملية؟‬
‫ي االل التلامل ار تص اااثي‪ ،‬ي ه ا ال ااياي‪ ،‬لجابة عذل ه ا ال ااساا‪ ،‬ةير تنص اارف‬
‫ثرلته للل للغا افة أشا االاا التمي ز ب ن ال ةدات ار تصا اااثألة للدوا األعضا ااا ي منثوة‬
‫التلامل‪ ،‬مما يعثي س ا أ ثر اس اعا‪ ،‬بدصاال ف ي‪ -‬ال نية‪ ،‬ولكن أ ل من العاهية لذ‬

‫]‪1 - Ibid, [Economic areas do not always run with political areas‬‬
‫‪ - 2‬ألو م ه ا اه‪،‬دأ عذل م‪،‬اثئ ة‪ :‬م‪،‬دأ الدولة األ ثر رعاألة ال ي ألوتق ا ي افس ااحاب أي معاملة ت ض اايلية‬
‫ةااد ثوا اللااات عذل جميع الاادوا األخر اهتعااا اادا‪ ،‬وم‪،‬اادأ اهعاااملااة ال نيااة‪ ،‬ال ا ي ألوتق ا ا ا ا ي معاااملااة‬
‫اهنت جاات اه ا ا ا اات رثا بن س معااملاة ن س اهنت جاات ال نياة‪ ،‬وم‪،‬ادأ ال ا ا ا ا اافياة الا ي ي ا ا ا اتادعي ي ةااا‬
‫ضرورا فرض ي ث عذل التصارا أن تل ن ذات ‪،‬يعة جمر ية ولي ت من أي ‪،‬يعة أخر الوي ث الكمية‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫سع ى الادوا األعضا ا ا ا ااا ي تكتاال ل لي ي من ش ا ا ا اارا الادولاة األ ثر رعااألاة ةياار أن أي سعااامال‬
‫ت ض ا اايذي ُيعمل به ب ن الدوا األعض ا ااا ي التكتل ر ألنس ا ااح عذل الدوا ر األعض ا ااا فيه‪،‬‬
‫ألثرح ال اساا هنا ب اأن ع ة ا ليمية بالعاهيةال هل س الل التكت ت ار تصااثألة التي ر‬
‫تدر عن الثابع ا لي ي تو ضا ااا للع هة ار تصا اااثألة‪ ،‬أم آلية من آلياتها؟ لت ضا اايم األمر‬
‫أ ثر ر بد من تزدألد شروا التكتل ار تصاثي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط التكتل االقتصادي‬
‫ي ا ا ا ااتدعي التكتل ار تص ا ا ا اااثي‪ ،‬ارجمة ه م التلامل ار تص ا ا ا اااثي‪ ،‬ت فر عدث من‬
‫ال ا ااروا‪ ،‬بدو ها ر ألمكن لتكتل ا تص ا اااثي أن ألر الن ر أو ي ا ااتمر أو أل‪،‬لغ أهدافه‪ .‬وهك ا‬
‫نرصد ما ألص ت فري عذل ال لل التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مووا يتعلق بووأطرات التكتوول‪ :‬ي ا ا ا اتاادعي التلاااماال ت فر جماااعااة را ‪،‬ااة ي ارندراا ي‬
‫ها ي العملياة‪ ،‬والجمااعاة هناا بااهعنى الا ي ةادثي لألازأل في ‪ Amitai Etzioni‬بااعت‪،‬اارهاا "مز صاا‬
‫من عنص ا ا ا اار ن‪ :‬أول م اااال ش ا ا ا اا‪،‬ك ااة من الع ااات ا حمل ااة ب ااالت ااأ رات ب ن جم اااع ااة من األفراث‪،‬‬
‫والع ات التي ال‪،‬ا ما تتوا ع و عز بعض ا ا ا ا بعض ا ا ااا بدر من مصرث ع ة رف بثرف أو‬
‫س ا اال ا االة ش ا اا‪،‬يهة بالع ات ال رثألة‪ ،‬و انيهماال لجرا بارلازام بمصم عة من الوي اه ا ااار ة‬
‫واهعااأل ر والادررت‪ ،‬والتاار ر وال اة اه ا ا ا ااار ن‪ ،‬أو بااختص ا ا ا ااار واافاة خااص ا ا ا ااة"‪ ،1‬اال‪،‬اا ماا‬
‫س ا ند عذل وافة اهعام ت ار تصااثألة والتصار ة من ج ة‪ ،‬و وافة ساياساية مرت‪،‬ثة بنظ‬
‫س ااياس ااية متواربة تتواسا ا ال اامة الدألمورا ية فيما بينها من ج ة انية‪ .‬بمعنى أن التلامل‬
‫ليس متاةا أمام أي ان‪ ،‬بل من الض ااروري ت فر ال اار ن ال ااال ن مودمة ألي ت ك ر ي‬
‫ه ي العمليةال وهما شار ان ر مان‪ :‬الاوافة اه اار ة والت اعل ب ن أفراث ا جم عة بما أل يم‬
‫الحدألر عن "جماعة" أرض ااية تمكن من م‪،‬اش اارا اهرور للل اهرةلة اه الية ي بنا التلامل‪،‬‬

‫‪1 -ETZIONI Amitai, « The good society », Seattle Journal for Social Justice: Vol. 1: Iss : 1, Article :‬‬
‫‪7, 2002, p :83.: http://digitalcommons.law.seattleu.edu/sjsj/vol1/iss1/7. [Community is a‬‬
‫‪combination of two elements:‬‬
‫‪A ) A web of affect laden relationships among a group of individuals, relationships that often‬‬
‫‪criss cross and reinforce one another-rather than merely one-on-one or chainlike individual‬‬
‫;‪relationships‬‬
‫‪B ) A measure of commitment to a set of shared values, norms, and meanings, and a shared‬‬
‫‪history and identity-in short, to a particular culture].‬‬
‫‪179‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫والتي تتمال ي الت فر عذل ما ي ا ا ااميه ‪" DEUTSCH‬ةس الجماعة ‪"sense of community‬‬
‫وال ي يعرفه بل نه "لألمان األفراث ي جماعة معينة بأ ه ت ص ا اال ا للل ات اي عذل األ ل ة ا‬
‫ه ي النوثة ال اةدا‪ ،‬وبأن اه ا ا ا ااا ل ارجتماعية اه ا ا ا ااار ة ألص و مكن أن تزل بعمليات‬
‫ت‪،‬اثا سل ي"‪ .1‬وبت فر ه ا ال عي لد أ راف التلامل‪ ،‬تمر الجماعة اهعنية للل مرةلة أ ثر‬
‫نب ا ا ا اج ااا ي ا ا ا ااميه ااا ‪" DEUTSCH‬جم اااع ااة األمن ‪ "security community‬والتي يعرف ااا بل ه ااا‬
‫"جماااعااة من الناااا أص ا ا ا اا‪،‬زاات متلاااملااة"‪ ،2‬أي مصم عااة من األ راف ل وااافااة م ا ا ا ااار ااة‪،‬‬
‫وت ج ااد بينه ت اااع ت‪ ،‬أفر ت ل ااد ه وعي ااا ب ض ا ا ا ااع ذاك أور‪ ،‬وب ا مل اااني ااة العم اال س ا ا ا ا ااا‬
‫للتصاادي للم ااا ل التي أل اج ها انيا‪ ،‬عبر لةداث آليات ل‪،‬ل غ ذلب ال دف ي ل ار ساال ي‬
‫أي بعيد عن أي استعماا للو ا أو العنف ي ع ات األ راف ب‪،‬عض ا ال‪،‬عض‪.‬‬
‫و ي ل ار جماعة األمن ه ي‪ ،‬ألم ز ‪ DEUTSCH‬ب ن ن ع ن‪:‬‬
‫‪ -‬جم اااع ااة األمن التع اادثأل ااة ‪ pluralist‬وت اادا عذل "ة اااظ الحل م ااات اهن ص ا ا ا ال ااة عذل‬
‫اس ااتو ل ا الوان في"‪ ،3‬ةير تتعدث مرا ز الورار بتعدث األ راف‪ ،‬وتمال ةالة ندا نم ذجا‬
‫لجماعة األمن التعدثألة‪.‬‬
‫‪ -‬جمااعاة األمن اهنادمصاة ‪ ،amalgamed‬وتاأخا معنى "ارنادماا الرس ا ا ا ا ي ب ن وةادت ن‬
‫م ااتولت ن أو أ ثر ي ل ار وةدا أ بر مع ن ع من الحل مة اه ااار ة بعد ارندما "‪ ،4‬و مال‬
‫نم ذ ال رألات اهتزدا األمر كية ماار عذل ه ا الن ع من جماعات األمن‪.‬‬
‫وبناا علياه‪ ،‬ألل ن التلاامال أةاد أنمااا الع اات ب ن الادوا الا ي ألرت‪ ،‬أوا ماا ألرت‪،‬‬
‫بمعض االة األمن ألن "ارف ااغاا األوا عذل الص ااعيد الدولي ه م االل الحرب وال ا ا م"‪،5‬‬

‫‪1- DEUTSCH Karl, op, cit ,‬‬ ‫‪p :123. [A belief on the part of individuals in a group that they have‬‬
‫‪came to agreement on at least this one point : that common social problems must and can be‬‬
‫‪resolved by processes of peacefull change].‬‬
‫‪2 - Ibid, p :123. [a group of people which has became integrated].‬‬
‫‪3 -Ibid, p : 124. [ It retains the legal independence of separate gouvernements].‬‬
‫‪4 - Ibid, p :124.[The formal merger of tow or more previously independent unites into a single‬‬
‫‪larger unit, with some type of common gouvernement after amalgamation].‬‬
‫‪5 -DUSAN Sidjanski, « En guise d’hommage : Karl W. DEUTSCH et son role dans le‬‬
‫‪développement de la science politique européenne », Revue Internationale de Politique‬‬
‫‪Comparée, Vol :10, n°: 4, 2003, p : 524.‬‬
‫‪180‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫بال‪،‬زر عن وس اااال م ااار ة لحل اه ااا ل ارجتماعية وار تص اااثألة التي سعارض مصم عة‬
‫من الدوا التي ب ملا ها التز ا ا"جماعة أمن"‪ .‬فما هي ال ا ا ااروا التي ألص ت فرها للتز ا‬
‫للل جماعة أمن؟‬
‫ب‪ -‬خصائص التكامل‪:‬‬
‫لتمي ز التلامل عما سا ا ا ا اي من اه اهي ا جاورا‪ ،‬ولجعله أ ثر وضا ا ا ا ةا وبالتالي ابلية‬
‫للتو ب ا االل س ا االي ر بد من تزدألد خص ا ااااص ا ااه‪ ،‬والتي ألأسي عذل رأس ا ا ا‪ :‬الثابع ال ا اال ي‬
‫للعملياة‪ ،‬ةيار ر ألمكن اعت‪،‬اار ارمبرألاالياة ما آلياة من آلياات التلاامال ر أ هاا اد تسثي ي‬
‫بعض الحارت للل ن س النتااج‪ ،‬نظرا للثابع الو ا ا ااري ال ي أل م ا‪ ،‬و ابع ا راي والعنف‬
‫ال ا ألن ألرت‪،‬ث ااان به ااا‪ .‬ف اااختي ااار ثول ااة م ااا ارندراا ي مصم ع ااة أمن "ألص ا أن ألل ن عي ااا‬
‫وس ا ا ا االميا ااا عذل اعت‪،‬ا ااار أن "عما اااث العمليا ااة ه التز ا ال ا ا ا اال ي ال ا ا ي يعتبر م زا ا جتمع‬
‫اهتلامل"‪.1‬‬
‫و اد ةادث ‪ DEUTSCH‬للتلاامال‪ ،‬اه ق ا ا ا ا ي للل اهرور من جمااعاة أمن سعادثألاة للل أخر‬
‫مندمصة ن ع ن من ال ااروا‪ :‬شاارو ا ر مة‪ ،‬وأخر مكملة أو م اااعدا‪ .‬وعدث ي ل ار األولل‬
‫س ا ا ا ااعة ل صا ا ا ا ا ي ‪ -1":‬س ا ا ا ااابه الوي والتثلعات‪ -2 ،‬نم الحياا اه ا ا ا ااارك‪ -3،‬التثلع للل‬
‫ع ات ا تصااثألة أو ملاسا أ ثر‪ -4 ،‬ارت اع الودرا ال اياساية وا ثار ة ةد ال ةدات‬
‫اه ا ا ا ااار ة عذل األ ل‪ -5 ،‬ف ا ا ا اا‪،‬ة نم عالية ةد ال ةدات األ راف عذل األ ل‪ -6 ،‬رواب‬
‫ثاامة للت اص اال ارجتماعي عذل الص ااعيدألن الجغرا ي ب ن األ الي ‪ ،‬وارجتماعي ب ن الث‪،‬وات‬
‫اهس را‪ -7 ،‬ت س ا ا ا ااع الندا ال ا ا ا اياااس ا ا ا ايااة‪ -8 ،‬ةر يااة األش ا ا ا ا اااص عذل األ اال ب ن الث‪،‬وااات‬
‫ال اياساية ذات الصالة‪ -9 ،‬سعدث ري الت اصال والت‪،‬اثا"‪ ،2‬أي أنه م ز ي ه ي ال اروا ب ن‬
‫ن ع ن‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬ش ا ا ا ااروا س ا ا ا اا‪،‬ق انث ي عملياة التلاامال‪ ،‬وسعتبر ش ا ا ا اارو اا ر ماة من ر‬
‫ت فرها ألل ن مزل ما عذل العملية بال ال‪ ،‬وتتعلق ب ج ث ن ع من ارفساجام ب ن ال ةدات‬
‫ال ا ا ا ايااس ا ا ا اياة ا تل اة عذل م ا ا ا اات الوي والتثلعاات‪ ،‬ألناه من اهنثوي أن "الاراب أ ثر‬
‫ابلية للتزوق ب ن أناا م ا ااابه ن من ةير اهنظ ر وال سا ا ارجتماعي ن‪ ،‬منه ب ن أناا‬

‫‪1- Ibid, p : 524.‬‬


‫‪2 - DEUTSCH Karl, op, cit, p :138.‬‬

‫‪181‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫بدل ي ااات اجتم اااعي ااة مدتل ااة"‪ ،1‬ولع اال ها ا ا اهعثى ه الا ا ي جع اال من التل ااام اال لة ااد‬
‫اهمارس ااات األوروبية بالدرجة األولل ةير يعتبر "التلامل ةويوة تار دية ي أوروبا ي ال ت‬
‫ال ي أل‪،‬دو أن الت كب ه ال اامة اه يمنة خارج ا"‪ ،2‬ألن سعدث ال ةدات ال ااياسااية ي ه ي‬
‫الو ااارا ل ألكن ليمز ارنتم ااا اه ا ا ا ااارك‪ ،‬ال ا ي ألت ارعتم اااث علي ااه لص ا ا ا اي ااا ااة التز ااال ااات‬
‫بمدتلف أن اع ا‪.‬‬
‫وتزت اال اهث ااامم ار تصا ا ا ا ا اااثأل ااة مل ااان ااة مر ز ااة ي بن ااا التل ااام ت ا تل ااة ب اااعت‪ ،‬ااار‬
‫ار تص ا ا ا ا اااث ب اب ااة تل‪،‬ي ااة الح اااجي ااات ا تل ااة واهازاأل اادا ألفراث الجم اااع ااات اهتل ااامل ااة‪ ،‬و ن‬
‫التصارا أةد ر ااز ارعتماث اهت‪،‬اثا اه ق ي للل ال م ب ن األم ‪ ،‬ل لب انت ال مة ال‪،‬ار ا‬
‫للنظام الدولي الراهن ظ ر التكت ت ار تص اااثألة ن ع من ارس ااتصابة للمعاثرت الجدألدا‬
‫اهتزكمة ي ال اااةة الدولية‪ ،‬والتي ة لت الحروب للل فزاعات لصاايا ة الت ا نات أ ثر منها‬
‫اةتمارت ابلة للتزوق عذل أرض ال ا ع‪ ،‬ي موابل ارت اع أس العامل ار تصاثي‪.‬‬
‫أمااا النوع الثوواني ف م ا ا للعمليااة من خ ا برو ا عذل األ اال تض ا ا ا ااثلع بم مااة‬
‫الوياثا‪ ،‬و ل ذلب ي ظل أج ا مش ا ا ااجعة من الت اص ا ا اال اه ا ا ااتمر عذل مدتلف اه ا ا اات ات‬
‫وباألخل عذل اه ا اات ال ا اايااا ا ي‪ ،‬أي أن عملية التلامل‪ ،‬ة ا ا ‪ ، DEUTSCH‬تت ي ظل‬
‫ا م يمن ااة عذل األ اال‪ ،‬أي ي ظ اال نظ ااام فرعي ذي ‪،‬يع ااة ل ليمي ااة‪ ،‬أة اااثي الوث‪،‬ي ااة أو‬
‫متعدث األ ثاب ألزكمه م‪،‬دأ "التغي ر ال ال ي ‪ "peaceful change‬ال ي يعني "ةل اه اا ل‬
‫ارجتماعية عاثا وفق لجرا ات مسس ا اااتية وثون لج للل الو ا عذل نثاي واسااع"‪ ،3‬ألنه ر‬
‫ألمكننا أن نتصاهل ن ار تص ا ا ا اااث العاهي ما ه ي مزص ا ا ا االة األمر لر "تر ي‪،‬ة من عدث من‬
‫ار تص ا ا ا اااثات ال نية التي‪ ،‬من ناةية‪ ،‬ت‪،‬دو صزر معزولة‪ ،‬لكنها من ناةية انية‪ ،‬مرت‪،‬ثة‬
‫ا را ب‪،‬عضا ا"‪ ،4‬وبالتالي ألوتقا ي أي ةدألر عن األمن وال ال تصن ارصاثدامات ب ن ه ي‬

‫‪1-‬‬ ‫‪ETZIONI Amitai, op, cit, p :85.[bonding is much more achievable with people who are‬‬
‫‪similar in social background and perspective than with those whose social attributes are‬‬
‫‪different].‬‬
‫‪2 - HASS Ernest.B, op, cit, p :366 [Integration among descrete political units is a historical fact‬‬
‫‪in Europe, but disintegration seems to be the dominant motif elsewhere].‬‬
‫‪3 -DEUTSCH Karl, op, cit, p :124 [the resolution of social problems, normally by‬‬
‫‪institutionalized procedures, without resort to large- scale physical force].‬‬
‫‪4 -TINBERGEN Jan, International Economic Integration , Books (Jan Tinbergen).‬‬
‫‪Elsevier,1954 ,p : 9, p :30. Retrieved from http://hdl.handle.net/1765/15343 [The world‬‬
‫‪182‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الكيانات ا تل ة‪ .‬و ‪،‬وى التن اايق ب ن ال ةدات ا تل ة ي ل ار مسس ا اااسي واة ا أس اال‬
‫ر ق ل ي العملية‪ .‬وس ا ا ا االل ه ي الوناعة أةد ال ا ا ا ااروا اهم دا ه‪،‬اش ا ا ا اارا عملية التلامل‬
‫وس ر ع ا‪.‬‬
‫وبا ض ا ا ااافة ل ي ال ا ا ااروا ال مة‪ ،‬ألزدث ‪ DEUTSCH‬ا أخر ألراها م ا ا اااعدا عذل‬
‫ل ااماة التلاامال‪ ،‬وهي‪ -"1 :‬ت ا ن تياارات الت اص ا ا ا اال والت‪،‬ااثا وم ا ناهاا‪ -2 ،‬ت‪،‬ااثا أثوار مت اتر‬
‫بما فيه الك األة ب ن الجماعات‪ -3 ،‬الودرا عذل ت ع س ا ا اال ات ال ةدات األخر "‪ ،1‬وهي وإن‬
‫س ااميت ش اارو ا م اااعدا‪ ،‬ت‪،‬دو نتااج لص اايوة بت فر ال ااروا ال مة‪ ،‬بل ت عي ل ا ي ل ار‬
‫ثألنامي‪ ،‬ألن عملية التلامل ر سعبر عن أوض اااع جامدا أو مزدثا س اال ا بودر ما س االل ل ارا‬
‫لت ااعال ثاا ب ن ال ةادات ا تل اة‪ ،‬ألز ت ا ن الن ا ا ا ااق الوااا بناا عذل التز رت التي‬
‫تثرأ عذل مدخ ته‪ ،‬وما يعاري بيئته ال ارجية من سغ رات‪.‬‬
‫ور ألمكن الحاادألاار عن تلاااماال لر عناادمااا نتصاااو عت‪،‬ااة معينااة س ا ا ا ا ى "عت‪،‬ااة التلاااماال"‬
‫‪ treshold‬والتي ألت بل ا ب ضا ا اال آلية ارن ا ا ااار‪ .‬وتصا ا ااثدم مزاولة سعر ف عت‪،‬ة التلامل‬
‫بل ن تمي زها "أل‪،‬دو أ ثر اس ا اااعا‪ ،‬وأ ثر صا ااع بة‪ ،‬موارنة مع ما ت تزدألدي سا اال ا"‪ ،2‬لكن ما‬
‫ألمكن الجزم بااه ه أن ‪،‬يعااة التلاااماال لنمااا ترت‪ ،‬به ا ي العت‪،‬ااة ةياار يعتبر أن وج ث ه ا ي‬
‫العملية ألصاا‪،‬م مراثفا "لتصاو ه ي العت‪،‬ة الد يوة"‪ ،3‬وهي مرت‪،‬ثة با شاالاا األساااا ال ي‬
‫ألزك الع ااات الاادوليااة أي ناااايااة الحرب وال ا ا ا ا م‪ ،‬ةياار ت صا ا ا ا اال العت‪،‬ااة ب ن وض ا ا ا ااع ن‪:‬‬
‫"عندما سعتبر ال ا ااع ب وص ا ااافع الورار الحرب ب ن الدوا أو ال ةدات ال ا ااياس ا ااية لملانية‬
‫جادألاة‪ ،‬وتتاأها ل اا‪ ،‬وعنادماا ت ارض أناه اان عليهاا أن تتاأها ب ا ا ا الال أ بر"‪ ،4‬بمعنى أن عت‪،‬اة‬
‫التلامل ترت‪ ،‬بمد ما ألمكن بنا ي من ش ا ا ااروا س ا ا ا ‪،‬عد لملانية لج األ راف لكحرب ي‬

‫‪economy consists of a great number of national economis, which in some respects are almost‬‬
‫] ‪watertight compartments but in other respects are narrowly connected‬‬
‫‪1 - DEUTSCH Karl, op, cit, p :138.‬‬
‫‪2- Ibid, p : 129, [The threshold of integration thus turned out to be far broader and far less easy‬‬
‫‪to discern, in our historical cases than we had envisaged at the outset].‬‬
‫‪3 - Ibid, p : 128. [in our earliest analytical scheme, we had envisaged this as an all-or-none‬‬
‫‪process, analogous to the crossing of a narrow threshold].‬‬
‫‪4 - Ibid, [on the one side of this threshold, population and policy-makers considered warfare‬‬
‫‪among the states or political units concidered as still a serious possibility, and prepared for it,‬‬
‫‪on the other side of the threshold they were supposed to do so no longer].‬‬
‫‪183‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫سعام تها‪ ،‬با ضافة للل الودرا عذل ت ع رثوث أفعاا األ راف ا تل ة‪ ،‬بنا عذل ارخت فات‬
‫التي تث‪،‬ع بالضاارورا ار تصاااثات ا تل ة س ا ا "عذل م اات ال ااا نة‪ ،‬أو الثروات"‪ ،1‬أو‬
‫التثلعاات واألول اات‪ ،‬وباالتاالي ارخت فاات ي ال ا ا ا ايااسا ا ا ا ااات الاداخلياة وال اارجياة للادوا لذ‬
‫"ي ا ا ااتزيل فص ا ا اال اهعثى ال ا ا اايااا ا ا ا ي عن اهعثى ار تص ا ا اااثيال ألس ر ار تص ا ا اااث أةيانا ي‬
‫ال ا ا ا ايااس ا ا ا ااة‪ ،‬وتس ر ال ا ا ا ايااس ا ا ا ااة أةيااناا ي ار تص ا ا ا اااثال ل هاا عملياة ت‪،‬ااثلياة من ةيار التاأ ر‬
‫والتأ ر"‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلقليمية‪ :‬خصائص الظاهرة وتداعياتها‬
‫ي ظل ت جه ار تصا ا ا اااث العاهي نز التزر ر ال ا ا ا ااامل لألسا ا ا ا اي‪ ،‬وارنتواا من ع هة‬
‫اه‪،‬اثرت التصار ة عذل م ا ا ا اات الت ع وال ا ا ا ا ق‪ ،‬للل ع هة س ا ا ا ا رورا ا نتا ي ةد ذاتها‬
‫ا نتا أو وس ا ا ااااله أو ع اته‪ ،‬عرف الت جه نز‬ ‫س ا ا ا ا عذل م ا ا اات الرس ا ا اااميل‪ ،‬أو‬
‫التكت ت ار تص اااثألة الج ة انتعاش ااا ‪ ،‬را من مانينيات الورن اها ا ي ي ل ار ما يعرف‬
‫ي األثبيات ار تصااثألة با ليمية ار تصااثألة‪ ،‬التي فرضات ن ا ا بو ا‪ ،‬وإن اختلف مآا‬
‫التص ااارب ا تل ااة ل ااا‪ ،‬أل ه ااا ر سع اادم معيو ااات (ال ورا األولل)‪ ،‬م ااا أن ع اه ااا ب ااالع ه ااة‬
‫ظاهرا م ا ة ت‪،‬دو مرت‪،‬كة (ال ورا الاانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دواعي التكامل اإلقليمي ومعيقاته‬
‫تزيل ظاهرا التكت ت ار تصا ا ا اااثألة عذل ما يعرف بظاهرا ا ليمية ار تصا ا ا اااثألة ‪Le‬‬
‫‪ ،régionalisme économique‬والتي توارن بص ا ا ا ا ة "الدولية"‪ ،‬وسعتبر "با ض ا ا ا ااافة للل ع هة‬
‫األسا اي‪ ، la globalisation des marchés‬لةد ال‪،‬صامات اهم زا ل تصااث العاهي ها بعد‬
‫الحرب"‪.3‬‬

‫‪1 - TINBERGEN Jan, op, cit, p : 9. [There is a considerable difference in population and in wealth‬‬
‫‪beteween the national economies. This wealth consists of natural resources and capital‬‬
‫‪goods ; some figures].‬‬
‫‪ - 2‬عدنان ال ا اايد ة ا ا ن‪ ،‬ضا اااألا ثولية‪ :‬األ مة العاهية‪ ،‬اهسسا ا ا ااة الجامعية للدراسا ااات والن ا اار والت ع‪،‬‬
‫ب روت‪ ،‬ل‪،‬نان‪ ،‬ا‪ ،2010 ،1:‬ص‪.9:‬‬
‫‪3 - DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, « Le régionalisme économique international : de‬‬
‫‪la première à la deuxième génération », Texte publié dans : Tous pour un ou chacun pour soi.‬‬
‫‪Promesses et limites de la coopération régionale en matière de sécurité. (sous la direction de‬‬
‫‪184‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫عرفت س عينيات الورن اها ي‪ ،‬ا ثهارا ‪ ،‬را ل ت ا يات التصار ة‪ ،‬بما أل يم الو ا لن‬
‫"هناك ع ة ب ن أ مة اه اروعية التي تمر منها الي م اهسسا اات ار تصااثألة الدولية‪ ،‬وب ن‬
‫تناس ا ا اال ارت ا يات التصار ة من ل اه ا ا اات ات من عود من الزمن"‪ ،1‬أي أن األ ر التي ت‬
‫لةادا هاا اداا الحرب العااهياة الااانياة لتاأ ر الحيااا ار تص ا ا ا اااثألاة الادولياة وت جيه اا‪ ،‬ل سعاد‬
‫اااثرا عذل ت ااأ ر التع اااون ال اادولي‪ ،‬ااأة ااد األس ا ا ا ااس التي ألو م عليه ااا النظ ااام ال اادولي الراهن‪،‬‬
‫وباالتاالي تمات ارس ا ا ا ااتعااض ا ا ا ااة عنهاا‪ ،‬باآلياة أخر تازات األر اام ا التعاا ي ل اا وهي ارت اا اات‬
‫التصار ة ا ليمية‪ ،‬وه ما ألثرح س ا ااسار د أل‪،‬دو م ا اات زا‪" :‬التلامل ا لي ي عندما ألرتكز‬
‫عذل ارت ا ات التصار ة‪ ،‬هل ألل ن بانيا أو مدمرا للتصارا؟"‪.2‬‬
‫وبال ا اعل‪ ،‬س ر منظا امة التص ا اارا العاهية للل "أن تزاألد ارت ا ات التص ا اار ة ا لي ا امية‬
‫)‪ (ACR‬ل ألاراجع منا بااداألااة ‪ .1990‬و ااد تلواات اللااات ‪ /GATT‬منظمااة التصااارا العاااهيااة‪ ،‬للل‬
‫ةدوث فاتم ألناألر ‪ ،2016‬خمس وع ا ا اارون وس ا ا ااتمااة لش ا ا ااعار به ا الن ع من ارت ا ات‪ ،‬لذا‬
‫اعتبرنا فو ال‪،‬ضامع وال دمات‪ ،‬س ع ع را وأربعمااة منها انت د ثخلت ة ز التن ي "‪.3‬‬
‫لكن من اه ب ااات التي ترت‪ ،‬بدراس ااة التلامل ار تص اااثي ه ربثه ب االل م‪،‬اش اار ب ج‬
‫اه‪،‬اااثرت ار تصا ا ا ا اااثألااة‪ ،‬وه مااا ألن‪،‬ااه لااه اال من ‪ KEOHANE‬و ‪ ،NYE‬ةياار ي ا ا ا ا اادثان‪ ،‬ي‬
‫تن اااول م ااا ه ض ا ا ا ا ع التل ااام اال‪ ،‬عذل أن ااه "من اه ا ش ا ا ا ا ااارا من ا ال‪ ،‬ااداأل ااة للل أن ااه ر التل ااام اال‬
‫ار تصا ا ا اااثي ور ارعتماث اهت‪،‬اثا‪ ،‬أللا م‪ ،‬أو ألواا تماما ب ج اه‪،‬اثرت ار تصا ا ا اااثألة ب ن‬
‫ال ةدات التي ألن ا ا ا ااغل بها ا حلل"‪ .4‬ولعل من أس ا ا ا اا‪،‬اب ه ا اللزس ه ما يعاري اس ا ا ا ااتعماا‬

‫‪Michel Fortmann, S. Neil MacFarlane et Stéphane Roussel),Institut québécois des hautes‬‬


‫‪études internationales, Québec, 1996, p :3.‬‬
‫‪http://www.ieim.uqam.ca/IMG/pdf/Deblock_Dorval_Le_regionalisme_economique_interna‬‬
‫‪tional.pdf (consulté le 25/6/2016).‬‬
‫‪1 - DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, « Le régionalisme économique international : de‬‬
‫‪la première à la deuxième génération », op, cit, p :3.‬‬
‫‪2 - GANA Alia, RICAHRD Yann (sous la direction de), La régionalisation du monde.‬‬
‫‪Construction territoriale et articulation global/local, IRMC, Tunis , KARTHALA , Paris, 2014,‬‬
‫‪p :13.‬‬
‫‪ -3‬م ع منظمة التصارا العاهية‪.https://www.wto.org/french/tratop_f/region_f/region_f.htm ،‬‬
‫‪4 - KEOHANE Robert & NYE Joseph S. « International Interdependence and Integration », p :‬‬
‫‪389.‬‬
‫‪https://bramvdc.files.wordpress.com/2007/12/article_presentation_11_december06_12_ar‬‬
‫‪t_3.pdf‬‬
‫‪185‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫التلاامال من اخت ف ب ن ال‪،‬ااةا ن‪ ،‬ةيار لن "بعض ا ا ا ا يعرف التلاامال عملياة‪ /‬س ا ا ا ا رورا‪،‬‬
‫وال‪،‬عض يعرفا ااه ا ا ا اارا ها ااامي ‪( terminal condition‬ال ا ا ا اارا اهتعلق با ااأن ألل ن هنا اااك‬
‫تلامل)‪ ،‬وال‪،‬عض ألر فيها تألي ة ب ن النظرت ن"‪ .1‬وس ا ا ا ا ا سعلق األمر بأي من وج ات النظر‬
‫الا ث‪ ،‬فال ا ع ي ا ا ا ا ر للل أن "التلامل ا لي ي ألك س ا ا ا ا ي ابعا متعدث األبعاث‪ ،‬و زيل عذل‬
‫اس ااراتيصيات يعتمدها فاعل ن متعدثون"‪ ،2‬ور ألمكن ص ااره عذل ال اعل ن ار تص اااثأل ن‬
‫ل ةاده ‪ ،‬بال لن أي تلاامال بني عذل أسا ا ا ا اااا م‪،‬ااثرت تصاار اة فو ر ألمكن أن أل‪،‬لغ أهادافاه‬
‫بال ا ا االل اهر ب ما ل ي ا ا ااتزضا ا اار األبعاث األخر للتلامل‪ ،‬و ‪،‬دو ذلب واةا ا ااحا من خ ا‬
‫العدألد من التصارب ةير "ل ت ض التصمعات ب ن ال‪،‬لدان النامية للل س ا ا ا اار ع النم ال ي‬
‫اانات تنتظري األ راف‪ ،‬وإذا رةظناا ا حااورت اهتعادثا‪ ،‬وا خ اا اات اهتعادثا أألض ا ا ا ااا ي ها ا‬
‫ا جااا‪ ،‬ألمكن أن ف ا ا ا ااتنتج أن ارت اا اات اهوتص ا ا ا اارا عذل التصاارا ر اافياة للرفع ب ا ا ا الال‬
‫ملم ا وم ا ااتدام من اه‪،‬اثرت ب ن اهنا ق"‪ .3‬و رجع ض ا ااعف اه‪،‬اثرت ب ن ه ي اهنا ق للل‬
‫مصم عة أس ا ا ا اا‪،‬اب سع ي تكاي ه منها‪" :‬ش ا ا ا اا‪،‬ه ياب التن ع ي ار تص ا ا ا اااثات و ياب التلامل‬
‫بينه ااا‪ ،‬لض ا ا ا ا اااف ااة للل ل ااة ةم اااا ال ا ا ا االث ااات ا ثار ااة لتث‪،‬يق ارت ااا ااات اهبرم ااة‪ ،‬ال ف ااات‬
‫ال ا ا ااياسا ا ااية‪ ،‬وتضا ا ااارب اهصا ا ااال ‪ ،‬عدم األة ا ملانات اهالية لتودأل روض تصار ة‪،4"...،‬‬
‫وهي أبعاث تتصاو ار تص اااثي للل ما ه س ااياا ا ي واجتماعي و وا ي ومالي و ان في‪ .‬ص ااحيم أن‬
‫"ال ا ا اار ات س ا ا ا ا انت ص ا ا ااغر أو بر أو متعدثا الجن ا ا اايات‪ ،‬تصد ي التص ر ا لي ي‬
‫‪ nearshoring‬ال ارا ات والت ا نات التي تزتاج ا للي س ااتثيع الت جه ي س ااياي ع هة أ ثر‬
‫تناف اية وأ ل ت عا"‪5‬ال ألن اه‪،‬اثرت التصار ة تتث ر أ ثر فأ ثر ي ل ار ل لي ي منه ي ل ار‬
‫عااهي ةيار ألل ن التنوال ب ن بلادان متصااورا أس ا ا ا ا ال من التنوال ب ن بلادان بعيادا‪ ،‬لكناه "ماا‬

‫‪[It is important to clarify at the outset that neither economic integration nor interdependence‬‬
‫‪is equivalent to, or perfectly measured by, the volume of economic transactions between the‬‬
‫‪units with which the analyst is concerned] .‬‬
‫‪1 - Ibid, p : 387. [Considerable confusion continues to persist among scholars about the uses‬‬
‫‪of the term "integration." Some scholars define it as a process, others as a terminal condition‬‬
‫]‪(the "condition of being integrated" )and still others as a combination of the two‬‬
‫‪2 - GANA Alia, RICAHRD Yann (sous la direction de), La régionalisation du monde, op, cit, p :14.‬‬
‫‪3 -BERTHELOT Yves, « Globalisation et régionalisme, une mise en perspective »,‬‬
‫‪in : L’intégration régionale dans le monde : innovations et ruptures , Ed KARTHALA, Paris,‬‬
‫‪1994, p :13.‬‬
‫‪4 - BERTHELOT Yves, op, cit, p :13.‬‬
‫‪5 - GANA Alia, RICAHRD Yann, op, cit, p :14‬‬

‫‪186‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ان رت اي ا تص اااثي ل لي ي أن ألصي عذل ارهتمامات ذات الثابع ار تص اااثي فو ‪ .‬من‬


‫خ ا ا ليمية ار تصاثألة ألتوا ع ثااما م ت ان من العو نية‪ :‬عو نية الدوا من ج ة‪،‬‬
‫وعو نيا ااة ال ا ا ا اار ااات من ج ا ااة ااانيا ااة‪ .‬ألتوا ااا ع ها ا ان الن ع ااان من العو نيا ااة‪ ،‬ولكنهما ااا ر‬
‫ألتثابوان بالضرورا"‪.1‬‬
‫تتعلق عو نية ال ا ا ا اار ات باألرباح وتزصا ا ا اايل أ بر در من اهنافع‪ ،‬من خ ا تد يض‬
‫الن وات در اه ا ااتثاع‪ ،‬وت س ا اايع األس ا ا اي‪ ،‬فيما تنص ا اارف عو نية الدولة للل لألصاث ةل ا‬
‫مرنة هعاثلة األس ا اي الحرا والدولة ذات ال ااياثا‪ ،‬ي الحدوث التي س اامم بها ال امع‪ 2‬لذ لن‬
‫بعض ارسا ا اااراتيصيات واهمارسا ا ااات ارجتماعية ت‪ ،‬ن ضا ا اارورا الع ثا للل ن ع من الت ا ن ب ن‬
‫اه‪،‬اثرت الحرا وتون ن ه ي اه‪،‬اثرت و نيا‪ ،‬أي أن التلامل ألل ن "م ج ا مسس ا ا ا اااتيا"‪ ،3‬ي‬
‫ل ار و ني ألن ه ا ا ار‪ -‬ور الضا ا ا ااربات الو ة التي وج اها له الني ليبرالية‪ -‬ر اا ا ار‬
‫ال ي ألزت ي به "اه ا ن العاهي" لما ا عذل ال ا ا ا ااثم معثى ال ة وال صا ا ا ا ص ا ا ا ااية‪ ،‬أو‬
‫ب اااختصا ا ا ا ااار اهعثى الاو ااا ي وارجتم اااعي‪ ،‬لذ ر ب ااد من الت ا ر ي ه ا ا الصا ا ا ا اادث أن التل اااماال‬
‫ار تصا ا ا اااثي م م "ر ألت فر ي األثبيات ار تصا ا ا اااثألة عذل معنى واةا ا ا ا اهعال ‪ .‬وبعض‬
‫الكتاب ألدمص ن فيه التلامل ارجتماعي فيما ال‪،‬عض ادخر ألدر ي نثا ه أشا ا االاا مدتل ة‬
‫من التعاون الدولي اس ناثا عذل حجة أن مصرث وج ث ع ات تصار ة ب ن ا تصاثات و نية‬
‫م ااتولة ه مسشاار عذل وج ث تلامل"‪ ،4‬وه ما يعارض عليه ‪ BAlASSA‬اا ‪" :‬ألن‪،‬مي التمي ز‬

‫‪1- DEBLOCK Christian & BRUNELLE‬‬ ‫‪Dorval, « Le régionalisme économique international : de‬‬
‫‪la première à la deuxième génération », op, cit, p :4.‬‬
‫‪ - 2‬عذل اعت‪،‬اار عاال الي م ه ماا ألو ا برتران بااثي ي تااباه "عاال ب س ا ا ا ايااثا" مزل م بظااهرا ارعتمااث‬
‫اهت‪،‬اثا‪" :‬اعتماثات مت‪،‬اثلة ب ن الدوا‪ ،‬تمز ال ا ا ااياس ا ا ااات الو مية العامة بل وأألض ا ا ااا األمن الو مي لدوا‬
‫متعاادثا‪ ،‬اعتماااثات مت‪،‬اااثلاة ب ن الادوا وال اااعل ن الادولي ن من خاار الادوا‪ ،‬اعتماااثات مت‪،‬اااثلاة ترب ب ن‬
‫هسر ال اعل ن بعض ا ا ب‪،‬عض‪ .‬ه ا ارعتماث اهت‪،‬اثا ألنا ض م‪،‬دأ ال ا ااياثا بعدا ري‪ :‬أور ألنه مسسا ااس‬
‫عذل للغا اه ا ااافات‪ ،‬األمر ال ي ألز‪ ،‬ل امة ع ات م‪،‬اش ا اارا ب ن فاعل ن تزرروا به ي ال س ا اايلة جزايا من‬
‫سيثرا الدولةال ألنه ألصعل من اهتع ر الويام باختيار من رث‪ ،‬وبالتالي س اور سياثي ةويوي"‪.‬‬
‫برتران باثي‪ ،‬عال بدون سا ا ا ااياثا‪ :‬الدوا ب ن اهراو ة واه ا ا ا ااسولية‪ ،‬ترجمة‪ :‬لثيف فر ‪ ،‬مكت‪،‬ة ال ا ا ا ااروي‪،‬‬
‫الواهرا‪ ،‬ا‪ ،2001 ،1:‬ص‪.10 :‬‬
‫‪3 - DAVID Charles-Philippe & BENESSAIEH Afef, « La paix par l’intégration ? théories sur‬‬
‫‪l'interdépendance et les nouveaux problèmes de sécurité», Études internationales, vol : 28, n°:‬‬
‫‪2, 1997, p :230.‬‬
‫‪http://id.erudit.org/iderudit/703736ar .‬‬
‫‪4 - BAlASSA Bela, The Theory of Economic Integration, Routledge, NewYork, 2011 (First ed in‬‬
‫"‪1961 by Richard B Irwin),p : 2. [In the economic literature the term , "economic integration‬‬
‫‪does not have such a clear-cut meaning. Some authors include social integration in the‬‬
‫‪187‬‬
‫ مليكة الزخنيني‬................................................................................................................... ‫ أي ضمانات لألمن الدولي؟‬:‫الننظام الدولي الراهن‬

‫ ف ي‬.‫ ةي اار ألك س ا ا ا ا ي ال ري بينهم ااا ااابع ااا مي ااا ون عي ااا ي ادن ذات ااه‬،‫ب ن التع اااون والتل ااام اال‬
‫ تنص ا ا ا اارف عمليااة‬،‫ال اات الا ي ي ا ا ا اماال التعاااون ا جرا ات الراميااة للل التولياال من التمي ز‬
‫ وباالتاالي‬،1"‫التلاامال ار تصا ا ا ا اااثي للل التاداب ر التي تنث ي عذل للغاا بعض أش ا ا ا الااا التمي ز‬
‫ ووفو ا تتزدث‬،2"‫تتزدث ال اصية اهم زا للتلامل ار تصاثي ي "للغا التمي ز ي منثوة ما‬
‫مااهيتاه بعيادا عن ال سعوياد أو تمييع من ش ا ا ا ااأن لثرا لجرا ات متعلواة باالتعااون الادولي أن‬
.‫تكحوه باه م‬
‫ بالن ا اااا ار تصا اااثي بامتيا ال ي " هدف للل‬،‫ اهرت‬، ‫بنا عذل ه ا اه م اهز ا ا‬
‫ ر ألمكن تناوا م ض ا ا ع التلامل ار تص ا اااثي بمنأ عن س ا ااساا‬،3"‫الرفع من م ا اات الرفاي‬
‫ا مل اااني ااات التي أل يز ااا أم ااام تزويق الرف اااي وسعز زي ي اهنثو ااة اهعني ااة ب ااه ر أن م م‬
،‫ ر أنه م ما ت سعت ثرلته أو ضا ت‬.4‫وى امضا و ر مزدث ب لل جيد‬،‫الرفاي ن ه أل‬
‫ا ما ألنظر للتلامل " ي‬،‫ و ال‬،‫وى م اارو ا ب اار ن أس اااس ااي نال هما ارس ااتورار واألمن‬،‫ف نه أل‬
‫ ألن التصارا والتنافس التصاري انا‬،5"‫ساياي الع هة ار تصااثألة مصادر ل ساتورار واألمن‬
.‫ أو ورا اندرع الحروب والصراعات‬،‫عذل الدوام لما مصدرا لألمن وارستورار‬

concept, others subsume different forms of international cooperation under this heading, and
the argument has also been advanced that the mere existence of trade relations between
independent national economies is a sign of integration].
1 -Ibid, p : 2. [In interpreting our definition , distinction should be made between integration
and cooperation. The difference is qualitative as well as quantitative. Whereas cooperation
includes actions aimed at lessening discrimination. The process of economic integration
comprises measures that entail the supression of some forms of discrimination].
2 - Ibid , p :2 .
3 - BAlASSA Bela, The Theory of Economic Integration, Routledge, NewYork, 2011 (First ed in
1961 by Richard B Irwin),p : 2 .
4 - Ibid, p : 11 . [It can be said that the ultimate objective of economic activity is an increase in
welfare. Thus, in order to assess the desirability of integration, its contribution to welfare needs
to be considered. But the concept of welfare is fraught with much obscurity. First, the
noneconomic aspects present some ambiguity; second, even restricting the meaníng of the
concept to "economic welfare" in the Pigovian tradition, we are confronted with the well-
known difficulties of interpersonal comparisons if we try to say anything over and above the
Pareto condition: an increase in one man's welfare leads to an increase in social welfare only
if there is no reduction in the welfare of any other members of the group].
5 - DAVID Charles-Philippe & BENESSAIEH Afef, op, cit, p :227 .

188
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ر أن الحرب ل سعد شا ااأن ثوا‪ ،‬بودر ما أصا اا‪،‬زت ت اع ي "م ا اارح ألزتله (من ادن‬
‫فصاعدا) عدث ش‪،‬ه ر هامي من ال اعل ن"‪ ،1‬شأ ها ي ذلب شأن التصاراال فر ار تصاثات‬
‫الو ة لعدث من الدوا لر أ ها أصا‪،‬زت س ا اعر ن عا من عدم الودرا عذل اهناف اة ي ظل‬
‫الو ا الض ا اااربة لل ا اار ات اهتعدثا الجن ا اايات‪ ،‬وبالتالي انت ه ي الدوا مصبرا‪ ،‬لكحص ا ا ا‬
‫عذل ةص ا ااة من ال ا ا ي العاهية اه ت ةة‪ ،‬عذل ارنتظام ي أ ر ف ي‪ -‬و نية‪ ،‬وثون‪-‬عاهية‪،‬‬
‫عبر التكت ت ار تص ا ا ا ا اااثألااة‪ ،‬خاااص ا ا ا ا ااة أن منظمااة التصااارا العاااهيااة‪ ،‬و ‪،‬ل ااا ات ااا يااة اللااات‬
‫‪GATT‬س ا اامزان بويام ه ا الن ع من التكت ت التي ر ارت‪،‬ا ا بال‪،‬عد ار تص ا اااث بالدرجة‬
‫األولل‪ ،‬لر أنه " ال‪،‬ا ما ي ا ا ااتلزم التلامل اسا ا ااتعماا ال سا ا اااال ار تصا ا اااثألة لتزويق أهداف‬
‫س ا ا ا ايااس ا ا ا اياة تز ا ا ا ا ن الع اات ب ن الادوا‪ ،‬أو سعز ز األمن ي منثواة معيناة‪ .‬ي الع اات‬
‫الادولياة التي ل اا تاار ر ص ا ا ا اراعي ال‪ ،‬أو عنادماا تنعادم أي تواالياد ش ا ا ا ارا اة‪ ،‬ألمكن للتعااون‬
‫ار تصاثي أن ألل ن ل‪،‬نة ي عملية سعز ز الاوة"‪.2‬‬
‫ووفوا للتو ا ااي ‪ 3‬ال ي ا ارةه ‪ BAlASSA‬هراةل عملية التلامل ار تص ا اااثي ‪ -‬ر ما‬
‫يعارأله من ثغرات‪ -‬ألمكن الو ا لن التلامل لنما ألرت‪ ،‬ب "التث ر‪ ،‬عبر الزمن‪ ،‬لنظام اتداذ‬
‫رار جماااعي ب ن األم "‪ ،4‬أو مااا ألمكن س ا ا ا ااميتااه بتث ر "س ا ا ا اياااسا ا ا ا ااات التلاااماال"‪ ،‬أي التث ر‬
‫اهسس ا ا ا اااسي والوان في لعملية "للغا بعض أش ا االاا التمي ز" بما أل يم ا جابة عذل التزدألات‬
‫التي ألثرة ا من ج ة ارنتظام ي التكتل اهعني‪ ،‬ومن ج ة انية ارندراا ي التصارا العاهية‬
‫ألن من م ااار ااات التل ااام اال أن ااه "يعز التص ااارا وع ااام اال التنو اال و وي اادهم ااا ي ادن ذات ااه"‪ ،5‬بم ااا‬
‫ألمكن معه النظر للتكت ت ار تصاثألة مرةلة ل‪،‬ل غ التزر ر اللامل للتصارا العاهية‪ ،‬ما‬
‫ألمكن أن ف ا اف منه العكس أي أن ه ي التكت ت هي سع‪ ،‬ر عن نل ص عن األهداف التي‬
‫من أجل ا ت لف ا منظمة التصارا العاهية !‬

‫‪ -1‬باثي برتران ‪ ،‬عال بدون سياثا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17 :‬‬


‫‪2 - RAVENHILL John, Regionalism, p : 120.‬‬
‫‪.pdf (consulté le 14/8/2016).‬ار ليمية‪hamdoucheriad.yolasite.com/resources/‬‬
‫‪ - 3‬أنظر‪ BAlASSA Bela, The Theory of Economic Integration‬ص‪.2:‬‬
‫‪4- KEOHANE Robert & NYE Joseph S. « International Interdependence and Integration », op,‬‬
‫‪cit, p : 392.‬‬
‫‪5- MIROSLAV . N . Jovanovic ( Edited by),international economic, op, cit, p :1.‬‬
‫‪[Integration, both promotes and restricts tarde and factor mobility at the same time].‬‬
‫‪189‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عالقة اإلقليمية بالعوملة‬


‫ما ع ة ا ليمية بالع هة؟ ه سا ا ااساا ألثرح ن ا ا ااه بو ا ي ظل تضا ا ااارب ادرا ة ا‬
‫ه ا ي الع ااة‪ ،‬ف اال ألتعلق األمر بظ اااهرت ن متع ااارض ا ا ا اات ن‪ ،‬أو م ااا يعبر عن ااه ‪" :HETTNE‬ه اال‬
‫ألمكن لإل ليميااة أن س ا ا ا الاال س ا ا ا ا اادا منيعااا ض ا ا ا ا ااد الع هااة‪ ،‬باال أن تمااال ةواال تصربااة لتنظي‬
‫اجتمااعي جادألاد لألس ا ا ا ا اي؟"‪ ،1‬أي اابزاا للماد الو ي نز األس ا ا ا ا اي اه ت ةاة‪ ،‬والتعر اات‬
‫اه ةدا‪ ،‬والحدوث اهغي‪،‬ة‪ ،‬عذل اعت‪،‬ار أن التلامل ار تصا ا ا اااثي ألل ن أ ثر نصاعة وسا ا ا ا لة‬
‫عندما ألل ن ذا بعد ج ي؟ لذ من اهس د أن "ارس ا ا ا اااراتيصيات ا ليمية للص ا ا ا ا ن ي ش ا ا ا ااري‬
‫وجن ب ش ا ا ا ااري آس ا ا ا اايا‪ ،‬والبرا ل ي أمر لا الجن بية ت‪ ،‬ن أن الحل مات تأخ ه ا ال‪،‬عد عذل‬
‫مزمال الجاد"‪ ،2‬خااص ا ا ا ااة مع اس ا ا ا ااتزض ا ا ا ااار ال‪،‬عاد الاواا ي الا ي أل‪،‬وى لاه تاأ ري عذل أي تلاامال‬
‫ا تص اااثي ألنه "ي ا ل تص ا ر األول ات والت ض ااي ت الجماعية عذل الص ااعيد ا لي ي منه‬
‫عذل الصعيد الدولي"‪.3‬‬
‫َ‬
‫أ ْم ألا اص ا ا الا ا ا ا ف أم ا ااام ارةا اتا ام ا اااا األ ا اث اار رواج ا ااا وال ا ا ي م ا ا اااثي أن ا ا الا ايا ام اي ا ااة‬
‫والعاهية‪/‬الع هة‪ ،‬عذل العكس مما سا ا ا اا‪،‬ق‪ ،‬عمليتان متعاي ا ا ا ااتان‪ ،‬ومت متان‪ ،‬بل ل منهما‬
‫شا ا اارا للاانية ونتا ل ا ي ادن ذاتهال أي أ هما بتع‪ ،‬ر ‪" Peter SUTHERLAND‬وج ان لعملة‬
‫واةدا"‪ ،4‬والتنا ض ال ي ألدعيه أنصا ااار وج ة النظر األولل ليس لر انث‪،‬اعا سعثيه النظرا‬
‫ال ا ااثزية أو األولل لألم ر‪ .‬ألو ا ‪ SUTHERLAND‬به ا الصا اادث‪" :‬بثر وة متنا ضا ااة لل هلة‬
‫األولل‪ ،‬ت ما اات الع ها ااة ‪globalisation‬مع تو ا ااة ا ليميا ااةال سعميق لكجما اااعا ااة األوروبيا ااة‪،‬‬
‫وإرسا ا ا ااا ات ا ية الت‪،‬اثا الحر ل ا ا ا ااماا أمر لا وتكايف ارس ا ا ا ا امارات اه‪،‬اشا ا ا اارا اليابانية ي‬
‫آس ا ا ا اياا‪ ،‬وا ج ثات اهت اص ا ا ا الاة للادوا الناامياة للتصمع وفق أ ر ثون‪-‬ل ليمياة"‪ ،5‬بمعنى أن‬
‫الع هة وا ليمية مرت‪،‬ثتان فيما بينهما ارت‪،‬ا ا و يوا‪" ،‬ف ا ا ا ي أوروبا أو آس ا اايا ال ا اار ية‬

‫‪1-DEBLOCK‬‬ ‫‪Christian, « Régionalisme économique et mondialisation: que nous apprennent‬‬


‫‪les théories ? », Cahiers de recherche 05 -07, CEIM (Centre Études internationales et‬‬
‫‪Mondialisation), GRIC, Montréal, 2005, p :2.‬‬
‫‪2 - GANA Alia, RICAHRD Yann (sous la direction de), La régionalisation du monde, op, cit, p :13.‬‬
‫‪3 - Ibid, p :14.‬‬
‫‪4 - DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, op, cit, p :4.‬‬
‫‪5 -BERTHELOT Yves, « Globalisation et régionalisme, une mise en perspective »,‬‬
‫‪in : L’intégration régionale dans le monde : innovations et ruptures, Ed KARTHALA, Paris,‬‬
‫‪1994, p :13.‬‬
‫‪190‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫أو أمر لااا ال ا ا ا اماااليااة أو الجن بيااة‪ ،‬ي لفر ويااا الغربيااة أو الجن ب‪ ،‬فرضا ا ا ا اات "ا ليميااة" أو‬
‫"التلامل ا لي ي" أ الي عذل م ا ا اات وس ا ا ا ب ن اه ا ا اات العاهي‪/‬ال ا ا ااامل‪ ،‬واه ا ا اات‬
‫ا حذي‪/‬ال ني"‪.1‬‬
‫ألص ا ا ا اع ا ‪ ،‬لذن‪ ،‬الح ا ا ا ا ي ‪،‬يع ااة الع ااة ب ن ا ليمي ااة والع ه ااة‪ ،‬أل ه ااا ذات ااابع‬
‫لش ا ا ا الاالي‪ ،‬وةماالاة أوجاهال لذ ألمكن النظر للل ا ليمياة لاابم للع هاة‪ ،‬ي ن س ال ات الا ي‬
‫ألمكن النظر لليها راع للع هة‪.‬‬
‫س ا ا ا ااننثلق من وا ع أناه " ي الع اات الادولياة‪ ،‬سعبر ا ليمياة عن أي ن ع من التعااون‬
‫اهمأسا ا ااس ب ن بلدألن أو أ ثر‪ .‬نزن أمام "سعدثألة منظمة ‪ ،" pluralisme ordonné‬وال ي ر‬
‫ألتم ز عن سع اادث األ راف ‪ multilatéralisme‬لر بع اادث ال اااعل ن‪ ،‬ونث اااي الو اع ااد"‪ ،2‬بغض‬
‫الثرف عن الت اصيل التونية ذات ال‪،‬عد ار تصاثي‪ ،3‬أي أنه ألمال "استصابة ل ف غارت‬
‫بالر ‪،‬ة ي التعاون التي ألمكن أن تل ن ل‪،‬لدان تتواسا ا ا ا ن س الح ز الجغرا ي"‪ 4‬ي ظل ةالة‬
‫عدم الودرا عذل ال‪،‬وا من رثا التي أصا ا اا‪،‬زت عليها الدوا ب عل ا ارعتماث اهت‪،‬اثا ال ي‬
‫ألث‪،‬ع ه ي اهرةلة من تار ر الز ا ا اار ة‪ ،‬وارت‪،‬اا نم ها ار تص ا ا اااثي بع امل تتصاو ةدوثها‬
‫ال نية ةير ألرت‪" ،‬ب لل و يق بم ار ة مازاألدا ي التو ي الدولي للعمل"‪.5‬‬
‫وترت‪ ،‬الع هاة بظ ر نم جادألاد ي تو ا ا ا ااي العمال الادولي ألس ر بادوري ي تنااف ا ا ا اياة‬
‫ار تصاثات ا تل ة و ي ت ع ا نتا عبر العال ‪ ،‬و مز أي أ ر لكحدوث ار تصاثألة‬
‫مما ألصعل الحدوث ال اياساية ي ةر ‪ ،‬ي الل التلامل ا لي ي أةد الحل ا لتصاو ي خاصاة‬
‫أنه ألمكن النظر ل ت ا ات ا ليمية ك "تكملة وت س ا اايع ل ت ا ات التي ت ع عذل م ا اات‬
‫اهنظمات الدولية الكبر "‪ ،6‬لكن مع ارةت اظ بهام‪ ،‬معو ا من ممارس ا ااة ال ا ااياثا س ا ا ا‬
‫عذل اه ا ا ا اات ال ني أو الادولي ألن أةاد ال روي الج هر اة ب ن الع هاة وا ليمياة ألتماال ي‬

‫‪1 - GANA Alia, RICAHRD Yann , op, cit , p :13.‬‬


‫‪2 -DEBLOCK Christian, « Régionalisme économique.. », op, cit, p :2.‬‬
‫‪ - 3‬ألص التمي ز ب ن م ا ا اات ن ي التلامل ار تصا ا اااثي‪ -1:‬عندما ألتعلق األمر فو بات ا ات الت‪،‬اثا الحر‬
‫اهتعلوة بال ا االع وال دمات و‪ -2‬تن ا اايق ال ا اار عات اهتعلوة بارسا ا امارات والعمليات اهالية وةر ة ةر ة‬
‫الرساميل واألفراث‪.‬‬
‫‪4 -DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, op, cit, p :3.‬‬
‫‪5- SECCHI Carlo, « Le GATT et l’intégration économique en Amérique latine », in : L’intégration‬‬
‫‪régionale dans le monde : innovations et ruptures , Ed KARTHALA, Paris, 1994, p :26.‬‬
‫‪6 -DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, op, cit, p :3.‬‬

‫‪191‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ن ع األ ر التي س ا ا ا اارف عذل ترتيا الع اات ار تصا ا ا ا اااثألاة ب ن األ راف‪ ،‬لذ ت يم ا ليمياة‬
‫لألصااث ل اار أ ثر سع‪ ،‬را عن ت ض ا ا ا ااي ت ومص ا ا ا ااال الادوا اهندر اة ي التلاامال واهت فرا عذل‬
‫خصاال جغرافية وتار دية و ‪،‬يعية متواربة‪ ،‬تنتظ وفق أ ر ف ي‪ -‬و نية مت ق ب أ ها‪،‬‬
‫ب االل ألص ااد ممارسااة ال ااياثا لد ل ثولة‪ ،‬و عثي تن ي الورارات والت صاايات الصاااثرا‬
‫عن ه ا ي األ ر م م ااا ااان ن ع ااا ااابع ااا بعي اادا عن ا راي‪ ،‬وأ ثر افس ا ا ا اج ااام ااا مع ارختي ااارات‬
‫ال اعي ااة وا راثأل ااة ل اادوا التكت اال‪ .‬ي ال اات ال ا ي سغي ا في ااه ه ا ي ال اااص ا ا ا اي ااة عن الع ه ااة‬
‫مز اااول ااة للتنمي ‪ ،‬والحك الع اااهي ال ا ي ر ألراعي ارخت ف ااات الح اااثا ب ن اهن ااا ق لن عذل‬
‫الص ا ا ا ااعيااد ار تصا ا ا ا اااثي أو الاوااا ي أو ارجتماااعي‪ ،‬ومااد اس ا ا ا ااتعااداثهااا ل ندراا ي مصم ع‬
‫التداب ر التي "ت رض ا ا" مسس ا ااات الع هة‪ ،‬عذل مصم ع ال‪،‬لدان باعت‪،‬ارها عملية ثألنامية ر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سعرف الت ف أو ارنتظ ااار ور ألز ي ال ا ا ا اي اااثا من بث ا ا ا ا ااا لر اادرا ال اادول ااة عذل تكييف‬
‫انينها وأوضا ا ا اااع ا ال ا ا ا ااياسا ا ا ااية مع متثل‪،‬ات النظام ار تصا ا ا اااثي العاهي وإ راهاته‪ .‬وبه ا‬
‫اهعنى تمال ا ليمية مرةلة وسا ا ا ااثية ب ن ا نك ا والتو ع ي ل ار ا تصا ا ا اااثات و نية ما‬
‫عااث باا ملاان عزل اا عن بااقي ار تص ا ا ا اااثات األخر ‪ ،‬من ج اة‪ ،‬وب ن ارندراا ي ار تص ا ا ا اااث‬
‫العاهي من خ ا تزر ر التصارا ي ا ار اهتعدث األ راف عبر مسس ا ا ا ااات الع هة ال ا اااهرا‬
‫عذل بل غ ه ا ا ا ال ا ا ا ا ادف‪ ،‬عذل ض اتصا ا ا ا ااي "عدث ‪ ،‬ر من الدوا نز ا تص ا ا ا ااثات ال ا ا ا ي‬
‫وارندما ي الت ع الرأسمالي العاهي لليد العاملة"‪ 1‬من ج ة أخر ‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬أر ألمكن النظر لإل ليمي ااة من او ااة أ ه ااا لع ن عن تن اااس ا ا ا ا اال ع اادث من التكت ت‬
‫اهتناف ا ا ا ااة فيما ي ا ا ا اا‪،‬ه "تو ا ا ا اايما ف ا ا ا ااويا جدألدا للعال للل تل متناف ا ا ا ااة‪ ،‬فو أن ه ا‬
‫التو اي لن ألل ن ال اابق عذل أساس لألدأل ل جية ولكن ا تصااثألة"‪2‬؟ أي أن عال اهيل للل‬
‫لف ااا تكت ت ا تص اااثألة ل ليمية ه ي العمق عال مناهض للع هة‪ ،‬ي ل أبعاثها‪ .‬ألنه ر‬
‫ألمكن أن نتصااهال التغ رات التي رأت عذل ال ا ا ا ايااي الادولي بعاد هااألاة الحرب ال‪،‬اارثا‪ ،‬والتي‬
‫ااان التل ااام اال ي ظل ااا يعكس ة ااال ااة ارس ا ا ا ااتوث اااب التي ااان عليه ااا الع ااال ‪ ،‬و ااان ال اادافع ااان‬

‫‪ - 1‬فراف ا ا اايس ف اما‪ ،‬الاوة‪ :‬ال ض ا ا اااال ارجتماعية وتزويق ار ثهار‪ ،‬ترجمة مر ز ا مارات للدراس ا ا ااات‬
‫وال‪،‬ز ث ا ساراتيصية‪ ،‬أب ظبي‪ ،‬ا‪ ،1998 ،1:‬ص‪.15:‬‬
‫‪2 -DEBLOCK Christian & BRUNELLE Dorval, op, cit, p :3.‬‬

‫‪192‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ال ا ا ااياا ا ا ا ي‪ 1‬واألمني‪ 2‬ألزكمان العملية أ ثر من الدافع ار تص ا ا اااثي‪ ،‬ر أن ه ي التكت ت‬


‫لنماا اانات ذات اابع ا تصا ا ا ا اااثي‪ ،‬ليثمل ها ا الثاابع األخ ر ب ا ا ا الال ي عذل عاال ماا بعاد‬
‫الحرب ال‪،‬ااارثا اه س ا ا ا ا م بااالع هااة باادون منااا عال لنااه العااال الا ي اااا عنااه ف ااامااا‪" :‬ونزن‬
‫نوارب من الورن الحاثي والع ا ا ا اار ن‪ ،‬ةدث توارب مكح ظ ب ن اهسسا ا ا ا ا ا ا ااات ال ا ا ا ااياسا ا ا ااية‬
‫وار تص ا ا ا اااثألاة ي ش ا ا ا ااتى أنزاا العاال "‪ ،3‬جاا ماا باأن "الار ز عذل ار تص ا ا ا اااث أللااث ألل ن أمرا‬
‫ةتمي ااا"‪ ،4‬وه األمر ال ا ي ثفع ااه للل أن أل ‪،‬ع ت اااب ااه ال ا ا ا ا ر " ه اااأل ااة الت ااار ر"‪ ،‬بكت اااب ة ا‬
‫ار تصاث‪.5‬‬
‫وفق ه ي ال رضية ألمكن النظر للتكت ت ار تصاثألة ضا ات تتث ر فيها اه‪،‬اثرت‬
‫وةر يات الرساميل بعيدا عن ل راهات اهناف ة ار تصاثألة العاهية‪ ،‬و ن ع من "الحمااية‬
‫اه ا ا ا ااروعااة"‪ 6‬التي تنتهج ااا ثوا التكتاال من خ ا مااا أل يزااه ل ااا ها ا ا ااار من ت‪،‬اااثا اهزاألااا‬
‫والت ض ا ا ا ااي ت فيما ااا بينها ااا‪ ،‬و ي ادن ذاتا ااه عا اادم تمتيع األ راف ر اهنتميا ااة للتكتا اال بها ا ي‬
‫ارمتيا ات سا ا ا سعلق األمر بالدوا اهن رثا‪ ،‬أو التكت ت األخر ‪ .‬لكن تصا ا را ا أل ارض‬
‫تمتع التكت ت عذل اخت ف ا ااا بن س م ارث الو ا التي ت يم ل ا ااا ب ااال عا اال خلق بي ا ااة ثاخليا ااة‬
‫خاص ا ا ا ااة بها وم امة لتث ر ا تص ا ا ا اااثاتها‪ ،‬وض ا ا ا اامان نم مثرث ه‪،‬اثرتها س ا ا ا ا ا ال‪،‬ينية‪ ،‬أو‬
‫ال ااارجي ااة‪ ،‬أي تم ع ااا جي اادا عذل خر ث ااة ار تص ا ا ا ا اااث الع اااهي‪ ،‬وه م ااا ر أل‪ ،‬اادو فعلي ااا لذ أن‬
‫تناس اال التكت ت ار تص اااثألة باألخل عذل م اات الدوا النامية ل ألامر تز ا ن وض ااع ا‬
‫بواادر مااا سا ا ا ا اااه ي لعاااثا لنتااا ناااايااة اهر ز وال ام‪ ،‬لكن ها ي اهرا ليس عذل م ا ا ا اات‬
‫الدوا‪ ،‬وإنما عذل م ت ا جم عات ا ليمية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ر ألمكن أن نتصااهال أن الادافع األوا لوياام تكتال "ادس ا ا ا اياان" ه م اج اة الت س ا ا ا ااع ال ا ا ا ااي عي‪ ،‬ماا أن‬
‫الل‪،‬ن ااات األولل لل‪،‬ن ااا األوروبي لنم ااا ااان اات ولي اادا لثراك أورب ااا ل ث را تزاأل ااد ت ااأ ر ومل ااان ااة ال رأل ااات اهتز اادا‬
‫األمر كية بعد اناها الحرب العاهية الاانية‪ ،‬مما ولد ناعة بض ا اارورا ل امة تكتل ا تص ا اااثي أوربي ي ا ااتثيع‬
‫مصاراا ه ي الو ا‪ ،‬ي ة ن ش ا ا ا االلت النافتا ليس فو ل ارا ا تص ا ا ا اااثألا بالن ا ا ا اا‪،‬ة لل رألات اهتزدا ألصمع ا‬
‫بدوا أمر لا ال تينية‪ ،‬ولكن فرصة هرا ‪،‬ة وت جيه ندبها ال ياسية وار تصاثألة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ندر به ا الصا ا اادث الدور ال ي لع‪،‬ه "اه ر سا ا ا ر" ي تد يف الص ا ا اراع ب ن األرجنت ن والبرا ل‪ ،‬واةت ا‬
‫خثر البرامج الع كر ة الن و ة ب ن الثرف ن ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ف اما‪ ،‬الاوة‪ :‬ال ضاال ارجتماعية وتزويق ار ثهار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫‪ - 4‬اهرجع ن ه‪ ،‬ص‪.9:‬‬
‫‪ - 5‬أنظر مودمة تابه‪ :‬الاوة‪ :‬ال ضاال ارجتماعية وتزويق ار ثهار‪ ،‬ي ص‪.9:‬‬
‫‪ - 6‬ااهاا أن منظماة التصاارا العااهياة سع ي التكت ت ا ليمياة من م‪،‬ادأ الادولاة األ ثر رعااألاة‪ ،‬باا ض ا ا ا ااافاة للل‬
‫أ ها سعارف ب ض ح بارت ا ات التصار ة الانااية واهتعدثا األ راف‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع التكتالت االقتصادية وتأثيراتها‬


‫تدتلف التكت ت ار تص ا ا ا اااثألاة من ةيار ا اار الواان في للال منهاا والا ي انث اا مناه‬
‫ألزدث نثاي عمل ا ومداي‪ .‬و مكن للتكتل أن ألوتص اار عذل مصرث ات ا ية ت ض ااي ت تصار ة‪،1‬‬
‫أو منثواة تصاارا ةرا‪ ،2‬ليمر للل اتزااث جمر ي‪ ،3‬اتزااث نوادي‪ ،4‬ماا با ملااناه بل غ التلاامال‬
‫ار تصااثي اللامل‪ .‬وورا شالل التكتل الواا تنتصا أسا‪،‬اب تار دية وساياساية‪ ،‬وأهداف‬
‫مرس ا ا ا ا ماة للغرض من لف ا ا ا اااااه‪ .‬ور تزتعاد ها ي األهاداف عن الر ‪،‬اة ي التاأ ر عذل مصر اات‬
‫األةااداث العاااهيااة‪ ،‬س ا ا ا ا ا من خ ا تكر س م ع الو ا‪ ،‬باااخت ف أن اع ااا‪ ،‬أو ال‪،‬زاار عن‬
‫تو ض منااابع ا ال ص ا ا ا ا م‪ .‬وباااخت ف ال ا ا ا ااروا التي ت فرت للاال مصم عااة من الاادوا‪،‬‬
‫ألمكنن ا ااا أن نم ز ب ن ن ع ن من التكت ت ار تصا ا ا ا ا اااثأل ا ااة‪ ،‬تل ا ااب التي تمكن ا اات من ارنتظ ا ااام‬
‫مسسا ا اااتيا وفق سا ا رورا تث ر اسا ا ندت عذل ار تص اااث لتغثي مناةي أخر (ال رع األوا)‪،‬‬
‫وتل ااب التي ي اات أهااداف ااا مع التز رت الاادولي ااة لكن ثون أن تتزرر من ش ا ا ا ااروا ف ا ا ا ا ااأتهااا‬
‫ال اصة (ال رع الاافي)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تكتالت اقتصادية مهيكلة مؤسساتيا‬
‫ر ألمكن ذ ر التكت ت ار تص ا ا ا اااثألاة اه يللاة مسس ا ا ا ا ا ا ا اااتياا ثون ذ ر التصرباة الرااادا‬
‫ل تزاث األوروبي باعت‪،‬اري من أه النماذ التلاملية ي العال من ج ة‪ ،‬واعت‪،‬ارها اس ااتمرارا‬

‫‪ - 1‬و عد ه ا الن ع من ارت ا يات من أضااعف أشاالاا التلامل‪ ،‬و مكن اعت‪،‬اري من اهراةل األولل له‪ .‬وتو م‬
‫ه ي ارت ا يات عذل سع د ر ي أو أ راف ارت ا ية بمعاملة ت ض ا ا اايلية ل‪،‬عض ا ا ا ا ال‪،‬عض‪ ،‬وتتض ا ا اامن ه ي‬
‫اهعاملة منم مزاألا وامتيا ات جمر ية لل لع ال ارثا من الدوا اهتعا دا‪ ،‬خ فا لتلب ال ارثا من ثوا خار‬
‫منثوة "الت ضيل"‪ ،‬وتمال منثوة الل من لر ماار ل ا الن ع من ارت ا يات‪.‬‬
‫‪ - 2‬منثوااة التصااارا الحرا هي نتااا ات اااي مصم عااة من الاادوا عذل للغااا التعر ااات الجمر يااة عذل وارثاتهااا‬
‫ال‪،‬ينية ب الل امل‪ ،‬مع اةت اظ ا ب ملانية سان سعر ات جمر ية ر م ةدا عذل ال الع ال ارثا من خار‬
‫ثوا منثوة التصارا الحرا‪ .‬ولت اثي م ااا ل ارساات راث الناتصة عن ه ا الت‪،‬األن ي التعر ات الجمر ية ب ن‬
‫الدوا األعضاا ل ا الدوا ر األعضاا ‪ ،‬ألت لعماا " اعد اهن اأ" هنع ثخ ا ال الع من ثوا خار اهنثوة‬
‫للل الدوا ذات التعر ات الجمر ية اهند ضة‪ ،‬ومن لثخال ا للل الدوا ذات التعر ة اهرت عة‪.‬‬
‫‪ - 3‬ه ش االل متث ر من منا ق التصارا الحرا‪ ،‬ةير ألت فيه ارت اي أألض ااا عذل ت ةيد التعر ة الجمر ية‬
‫عذل ال ارثات من خار اهنثوة‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ - 4‬يعبر ارتز اااث التو اادي عن مرةل ااة متو اادم ااة من التل ااام اال تارج ب ‪،‬ني عمل ااة م ة اادا ب ن ثو ارتز اااث‬
‫النواادي‪ ،‬لضا ا ا ا ااافااة للل ت‪،‬ني س ا ا ا اياااسا ا ا ا ااة نواادألااة م ةاادا فيااه‪ ،‬ي ا ا ا اارف عليهااا بنااب مر زي‪.‬وجاادألر بااالتا ر أن‬
‫‪ BALASSA‬د اعتبر ه ي األشلاا مراةل تدر صية ل‪،‬ل غ التلامل ال امل‪ .‬ونكت ي ي ه ا ال ياي باعت‪،‬ارها‬
‫أشلار للتلامل ثون النظر ي أفق تث رها للل أشلاا أخر ‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫حاورت اساتعاثا اه‪،‬اثرا األوروبية التي ضاع ت ب عل مدل ات الحرب العاهية الاانية‪ ،‬من‬
‫ج ا ااة ا ااانيا ااة (ال ورا األولل)‪ ،‬والتصربا ااة ال اعا اادا للمر س ا ا ا ا ر تكتا اال من خا ااار الجغرافي ااا‬
‫األوروبي ااة ةوق نت ااااج رفت ااة (ال ورا الا ااالا ااة)‪ ،‬مرورا بتصرب ااة ‪ CEDEAO‬التي تن اادر ي ل ااار‬
‫ا حااورت ا فر وياة اهتعادثا للتلاامال ي مزااولاة لتصااو لرث الحو‪،‬اة ارس ا ا ا ااتعماار اة (ال ورا‬
‫الاانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االتحاد األوروبي‬
‫يعتبر ارتزااث األوروبي تص ا ا ا ايادا لحل ر م الا ا را األوروبياة اهادناة با ر اات ةروب‬
‫ثامياة واجاه فيهاا األوروبي ن بعض ا ا ا ا بلال ض ا ا ا اراوا‪ .‬وعبر س ا ا ا ا رورا لاة‪ ،‬ش ا ا ا االلات الحرب‬
‫العاهية الاانية مزثة هامة بالن ا اا‪،‬ة ألوروبا وهي تر مر ز الو ا بدأ ألدألر ظ ري ل ا‪ ،‬و ار ز‬
‫ي ألد ا ر أوروبية‪ ،‬لت‪،‬دأ ال ث ات األولل نز لعاثا بنا ال ات‪ ،‬لتدارك ال ض ااع‪ ،‬لذ أن‬
‫أوروبااا التي اااناات رثأل ااا للنظااام الاادولي مااا تاادا عذل ذلااب الحر ااة ارس ا ا ا ااتعمااار ااة س ا ا ا ا ااابوااا‪،‬‬
‫أص ا ا اا‪،‬زت الي م تمال فو نظاما فرعيا من ب ن نظ فرعية أخر ‪ .‬وس ا ا ااي ا ا االل أف ا نظام‬
‫الاناااايااة الوث‪،‬يااة‪ ،‬وإعاااثا ت ةيااد أهااانيااا مزثااة ااانيااة وةاااس ا ا ا امااة ي عمليااة ال‪،‬نااا األوروبي‪.‬‬
‫وهك ا ا س ا ا ا اات ثع أوروب ااا الورن الع ا ا ا اار ن بل اال ذ ر ااات ااه األليم ااة‪ ،‬ب"اتز اااث أوروبي" ل ااه و ن ااه‬
‫ار تص اااثي وال ااياا ا ي عذل ال اااةة الدولية‪ ،‬ولكنه ر يغثي الوارا العج بلل مل ناتها‪،1‬‬
‫و عاافي من ترثث بعض مل نااتاه خااصا ا ا ا ااة بر ثاانياا‪ ،2‬و اجاه تزادألاات ‪ ،‬را عذل اه ا ا ا اات ن‬
‫األمني وارجتماعيال فت س ااع ارتزاث اهت اص اال أص اا‪،‬م ألزمل من ب ور األ مات أ ثر مما أل‪،‬دأله‬
‫من مرات آنية للت سااع‪ ،‬لضااافة للل ع ة ارتزاث بزلف شااماا األ لسا ي وإملانية بنا ا‬
‫ع ا ا ااكر ة أوروبية‪ ،‬وما ألزمله ذلب من اسا ا ااتمرار وضا ا ااع اليد األمر لي عذل أوروبا أو مدث‬
‫مارشاا ال ي ألرفض أن ألنتمي‪.‬‬

‫‪ - 1‬با ضا ااافة للل األعضا ااا اهسسا ا ا ا ن واه ع ن عذل معاهدا روما سا اانة ‪ ،1957‬سا ااتلتزق بر ثانيا وإألرلندا‬
‫والدانمارك ي سانة ‪ ،1972‬الي نان ي ‪ ،1981‬وإسا‪،‬انيا والبرسغاا سانة ‪ ،1986‬والنم اا وفنلندا وال ا د‬
‫س اانة ‪ ،1995‬وس اايعرف ارتزاث أ بر عملية انض اامام بالتزاي ‪7‬ثوا من أوروبا ال اار ية س ااابوا‪ ،‬و ث ثوا‬
‫مت س ا ااثية س ا اانة ‪ ،2003‬و تعلق األمر بلل من اس ا اات نيا وب لندا و ال ا اايب وس ا اال فيكيا وس ا اال فينيا و برص‬
‫ورتي يا وليت انيا ومالثا وا جر انضمت رومانيا وبلغار ا ي ‪ ،2007‬وأخ را رواتيا ي سنة ‪.2013‬‬
‫‪ - 2‬وسينتمي ه ا الارثث بز بر ثانيا ي ال رو من ارتزاث بعد است تا أل ني ‪.2016‬‬
‫‪195‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫من اهس د أن الجغرافيا ال ا ا ا ااياس ا ا ا ااية ألوروبا د عرفت سغي را ‪ ،‬را مع ثخ ا معاهدا‬
‫ماسااارألدت‪ 1‬ة ز التن ي ‪ ،‬وإرسااا ال يا ل‪ 2‬التي نصاات عليها بنصاحال م اات يدا من اهعثي ن‬
‫التار ةي والجغرا ي ل‪،‬لدان ارتزاث‪ ،‬وا ثهار اه‪،‬اثرت بينها‪ ،‬ووعيها باه ا ل اه ار ة خاصة‬
‫ذات الث‪،‬يعة األمنية‪ .‬وه ال عي ال ي سعك ا ا ااه ش ا ا ااروا ارنض ا ا اامام ل تزاث التي ر تدر ي‬
‫مصمل ا عن اه ااروع الليبرالي الدألمورا ي‪ ،‬اهم ز لألم "اهتمدنة" ي موابل رها من األم ‪،‬‬
‫وتتك ل ي‪ :‬وج ث نظاام ثألمورا ي‪ ،‬واةارام الواان ن وةو ي ا ف ا ا ا ا ااان‪ ،‬وةمااألاة األ لياات‬

‫‪ - 1‬ت ت يع ه ا ي ارت ااا ي ااة ي ‪ 7‬فبراألر ‪ ،1992‬وثخل اات ة ز التن ي ا ف اااتم ن نبر ‪ ،1993‬أي بع ااد ت ةي ااد‬
‫األهااانيت ن‪ ،‬وإع ن أف ا النظااام الاادولي الانااامي الوث‪،‬يااة‪ .‬وش ا ا ا االلاات باادأل رت ااا يااة رومااا‪ ،‬وأعثاات انث ااة‬
‫عملياات ارنادماا من خ ا اة مزااور بر ألصا ت ج اا نز ال ةادا‪ :‬الحيااا ار تصا ا ا ا اااثألاة والنوادألاة‪،‬‬
‫ال ياسات الداخلية‪ ،‬وال ياسات ال ارجية واألمنية ‪.‬‬
‫لل ص ا ا ا ا ا للل ا ار الوان في ال ر د ال ي ه عليه الي م‪ ،‬لذ ألمال‬ ‫‪ - 2‬عرف ارتزاث األوروبي م ا ا ا ااارا‬
‫ل ارا ف ي‪-‬و ني جم ع أعض ااااه الامانية والع اار ن ثون أن ألتد ش ااك فدراليا‪ .‬وب ض اال س ا رورا التث ر‬
‫ال ي أنبا ا ا ااج ه ا ا ار متمالة ي مصم عة من اهعاهدات (معاهدا روما لكجماعة ار تصا ا ا اااثألة اروروبية‬
‫ل اانة ‪ ،1957‬والوان ن األوروبي اه ةد ل اانة ‪ ،1986‬ومعاهدا ماسااارألدت عام ‪ ،1992‬ومعاهدا ام ااارثام‬
‫لعام ‪ ،1997‬ومعاهدا ل اا‪ ،‬نة س اانة ‪ ،)2007‬سعتبر معاهدا ماس ااارألدت مزثة بار ا‪ ،‬رس اات مصم عة من‬
‫اهسس ا ا ا ااات‪ ،‬وأسا ا ا ا اات ألخر من خ ا الصا ا ا ةيات الجدألدا التي ة لت ا جم عة األوروبية للل ارتزاث‬
‫األوروبي‪ .‬و ض ا ال يلل اهسس ا اااسي ل تزاث أج زا راي ااية سعكس ما ي اا‪،‬ه ال االثات الا ث عذل اه اات‬
‫ال ني‪ :‬سلثة س ر عية‪ ،‬وتن ي ألة و ضااية‪ ،‬ةير ألض ‪:‬‬
‫املجلس األوروبي‪ ،‬و تل ن من ر ساا الدوا أو ر ساا ةل مات الدوا األعضاا ‪ ،‬با ضاافة للل راي اه ورايس‬
‫اه ضااية األوروبية‪ ،‬و ااارك اهمال األعذل لل ااياسااة ال ارجية واألمنية ل تزاث ي عمله‪ .‬و ضااثلع ا جلس‬
‫بتزدألد اتصاي وأول ات ال ااياس ااات العامة ل تزاث األوروبي‪ ،‬أي أنه من ألرس ا س ااياس ااة ارتزاث‪ ،‬ي ة ن ر‬
‫ألضثلع بم ام س ر عية‪.‬‬
‫املفوض و و و ويوة األوروبيوة‪ ،‬تتل ن من م ض عن ال بلاد‪ ،‬وهي ال ي اة التن يا ألاة ل تزااث األوروبي‪ ،‬ةيار تت لل‬
‫لعداث م ااار ع الو ان ن األوروبية الجدألدا وتزيل ا للل ل من البرهان األوروبي وا جلس‪ ،‬وس ا ر عذل تن ي‬
‫ال ياسات اه ار ة ل تزاث األوروبي وإثارا أم اا وبرامج ارتزاث األوروبي‪.‬‬
‫مجلس االتحاد األوروبي‪ ،‬و عد الج ة الراي ااية لص اانع الورار ي ارتزاث‪ ،‬و ااارك البرهان األوروبي ي س اان‬
‫ال ر عات وإ رار اه زانية ال ن ة ل تزاث األوروبي‪ .‬وه ألتل ن من و را من ةل مات الدوا األ راف‬
‫البرمل ووان األوروبي‪ ،‬و ت لل اه م ااة ال ا ا ا اار عي ااة ي ارتز اااث عذل ض ا ا ا ا اهوارة ااات اهو اادم ااة من اه ض ا ا ا اي ااة‬
‫األوروبية‪ ،‬وبتعاون مع مصلس ارتزاث‪ .‬و ت انتداب أعضااا البرهان األوروبي ل ‪ 5‬ساان ات من ‪،‬ل شااع ب‬
‫ارتزااث األوروبي لتمايال مصا ا ا ا ااالح ‪ ،‬لكن وفق الو ان ن ال نياة للال ثولاة‪ ،‬وب نااسا ا ا ا ا مع عادث س ا ا ا الاا هاا‬
‫ألتزدث عدث مماليها‪.‬‬
‫محكموة العودل األوروبيوة‪ ،‬وهي الج اا الوضا ا ا ا ااامي لإلتزااث األوروبي‪ ،‬ومورهاا ل ل ا ا ا اام‪ ،‬ر ‪ ،‬وتتل ن من‬
‫ا ا ي من ل ثولة‪،‬وتدتل ب ا ة اهنا عات ب ن مدتلف مسس ا ااات ارتزاث والدوا األعض ااا فيه‪ ،‬ما‬
‫يع ث ل ا ت ر ان ن ارتزاث‪ ،‬وتلوي الدعاو من جميع م ا ني ارتزاث ي الوضاألا اهتعلوة به‪.‬‬
‫با ضا ااافة للل ال ي ات ال مس ال ا ااابوة‪ ،‬ألت فر ارتزاث عذل العدألد من اهسسا ا ا ااات التي تضا اامن ممارسا ااته‬
‫رختص ا اااص ا اااته س ا ا ا الحص ا اار ة منها أو اه ا ااار ة مع الدوا األعض ا ااا ‪ ،‬ون ر منها‪ :‬ثأل ان ا حاس ا اا‪ ،‬ن ال ي‬
‫ألدتل بالر ابة عذل م زانية ارتزاث أو صرف ا‪ ،‬وال‪،‬نب اهر زي األوروبي‪ ،‬وبنب ارس امار األوروبي و رها‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ال ني ااة‪ ،‬وج ث م ا ا ا اات مع ن لل ا ا ا اار ع ااات ارجتم اااعي ااة وةم اااأل ااة ال‪،‬ي ااة‪ ،‬والتمتع بنظ ااام‬
‫ا تص ا ا ا ا اااثي يعم اال بك ااا ا ع ااالي ااة‪ ،‬والو اادرا عذل النه ض ب ااأع‪ ،‬ااا العض ا ا ا ا ااة وسعز ز أه ااداف‬
‫ارتزاث ي ال ةدا األوروبية‪.‬‬
‫والحدألر عن أوروبا ووةدتها اهأم لة ر ألمكن أن ألت لر ي ل ار مل ن أس اااا ا ي لل ة‬
‫األوروبية وهي الدألانة اه ا ا اايزية‪ ،‬با ض ا ا ااافة للل الجغرافيا األوروبية‪ .‬وش ا ا االلت ه ي النوثة‬
‫بال ات م ضا ع جدا ‪ ،‬ر ي صاايا ة ثساات ر ارتزاث‪ ،‬ةير ان مثل ا شااارا للل الج ور‬
‫اه ا ا اايزية ألوروبا من النواا اها را ي م ا ا اال ا ا اال بنا ارتزاث األوروبيال و زض ا ا اار هنا بو ا‬
‫م ف ارتزاث من انض ا اامام تر يا‪" ،‬ف ذا ان رفض ل اهغرب بارنض ا اامام س ا اانة ‪ 1988‬ر‬
‫ألنا ‪ ، ،‬ف ن الحالة الار ية تثرح م ا ل أ ثر ألنه تتم ع ي أوروبا وآسيا ي ادن ذاته‪،‬‬
‫و د ة ا ا ا ا ا جلس األوروبي ي اه ا ا ااألة بو‪ ،‬ا ترش ا ا اايز ا خ ا مة بنهاجن عام ‪.2003‬‬
‫وإذا انت الدواعي ار تص ا اااثألة والجي س ا اااراتيصية ترج ة انض ا اامام تر يا‪ ،‬ت‪،‬وى س ا ا ة‬
‫م كذي اةارام ةو ي ا ف ان والدألن وم عه ي الدولة الار ية معيوة"‪.1‬‬
‫وتمال ال ااروا ال ااابوة ما ألمكن اعت‪،‬اري األرض ااية الص اال‪،‬ة لل‪،‬نا األوروبي اهتصافس‪،‬‬
‫فكما ألو ا‪" : GAUTHIER‬ارت اي ة ا ال ضا ا ااا ار تصا ا اااثي األوروبي ل أل ضا ا ااع لكحيل لة‬
‫ثون التزاي أ راف أخر بارتزاث ولكن رس ااا ال‪،‬نية اه ااتو‪،‬لية ألوروبا الكبر "‪ ،2‬وال ي‬
‫ي لل التصافس شرا يام ا ال م‪ ،‬ألن ال‪،‬نا األوروبي ل ألصل للل م ت الدولة اه ةدا‬
‫أو ةتى ال ادرالياة بوادر ماا ه سع‪ ،‬ر عن مصتمع ف ي‪-‬و ني ‪،une société transnationale‬‬
‫ألربثه ‪ R.ARON‬باه‪،‬اثرت التصار ة‪ ،‬وهجرا األشا ا ا ا اص واهعتودات اه ا ا ا ااار ة واهنظمات‬
‫التي سعبر الحدوث واهراساي واهناف اات اه ت ةة أمام أفراث جميع ه ي ال ةدات"‪ .3‬ما أن‬
‫ارنتما للل ارتزاث ألوتق ا ا ا ا ي أن تل ن "أوروبيا وثألمورا يا وليبراليا"‪ ،4‬عذل اعت‪،‬ار الليبرالية‬
‫الدألمورا ية هي ا ألدأل ل جيا "اهتناس ا ا ا ااوة وال ةيدا التي تزظى بال ا ا ا اارعية العاهية"‪ .5‬وهي‬

‫‪1-‬‬ ‫‪FEVRIER Jean-Marc, TERPAN Fabien, Les mots de l'union européenne: droit, institutions,‬‬
‫‪politique , Presse universitaire de Mirail, Toulouse, 2004, p :10.‬‬
‫‪2 - GAUTHIER François, Relations économiques internationales, les presses de L’université‬‬
‫‪Laval, Sainte-Foy, 2ème ed, 1992, p : 221.‬‬
‫‪3 - ARON Raymond, Paix et guerre entre les nations, op, cit, p :113.‬‬
‫‪4 - DU REAU Elisabeth ( sous la direction de) , L'élargissement de l'Union européenne: quels‬‬
‫‪enjeux, quels défis?, La presse de la Sorbonne nouvelle, Paris, p : 17.‬‬
‫‪ - 5‬ف اما‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 49:‬‬
‫‪197‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫نت ااا ا"تث ر ت ااار ةي اجتم اااعي وس ا ا ا اي اااا ا ا ا ا ي عرفت ااه الث‪،‬و ااة ال‪ ،‬رج ا ااة ي ال اادوا الغربي ااة‬
‫الرأساامالية‪ ،‬تصد مرجعياها ي ال كر ال اايااا ي ال‪ ،‬رج ا ي النهضا ي‪ ،‬و ي الا رات والا رات‬
‫اهضا ا ا ا اااثا وش ا ا ا اارعاات ةو ي ا ف ا ا ا ا ااان التي ت لادت ي فرف ا ا ا ا ااا وبر ثاانياا وال رألاات اهتزادا‬
‫األمر كياة"‪ .1‬وباالتاالي فمي تص ا ا ا ا ااد أةاد معاال انتصا ا ا ا ااار ا ألادأل ل جياا الليبرالياة مااثام الا ي‬
‫انتمى باناها الحرب ال‪،‬ارثا ل ألكن ا ألدأل ل جيا وإنما فو الص ا اراع ا ألدأل ل جي ال ي ان‬
‫سمة النظام الدولي ال ابق‪.‬‬
‫وألن الل‪،‬نات األولل ل تزاث األوروبي بنيت عذل أس ا اااا ا تص ا اااثي‪ ،‬بعد ذلب س ا اااه‬
‫تداخل ار تص اااثي وال اايااا ا ي بال ا ا ر باه ااروع عذل ما ه عليه الي م‪ ،‬ر بد من الت ر‪،‬‬
‫بأن ال‪،‬لدان اه ا ا االلة للمصم عة األوروبية عو ت كب النظام الدولي ال ا ا ااابق (س ا ا ااعينيات‬
‫الورن اها ا ا ي)‪ ،‬ل تكن عذل ن س س ا اال الو ا‪ ،‬ور بالتنا اللامل فيما بينها‪ ،‬وهك ا انت‬
‫"الن اا الص ا ا ا اال‪،‬ااة للمصم عااة تتل ن من أهااانيااا وفرف ا ا ا ا ااا وثوا ال‪،‬نل س‪ ،‬والا ي ااان لااه ي‬
‫ال ت ذاته ا راثا والودرا عذل سعميق س ا ااياس ا ااات ارندما األوروبية"‪ ،2‬بما ي ا اامم بت و‬
‫الحدوث ار تصا اااثألة وال ا ااياسا ااية ي ل ار سا ااياسا ااات م ةدا‪ ،‬ألن "ال ا ااياسا ااة التصار ة التي‬
‫ألمارسا ا ا أي بلد هي نتا ع امل ا تصا اااثألة وضا ااغ ا سا ااياسا ااية ثاخلية وخارجية ‪ ،‬وهي بنا‬
‫عذل ذلب مصدر صراع"‪.3‬‬
‫ولئن نجحت أوروبا ي التز ا للل سا ا ا ا ي م ةدا بعملة وسا ا ا ااياسا ا ا ااة نودألة واةدا‪ ،‬ف ن‬
‫م ا ا ا ااتو‪ ،‬اال ارتز اااث وم ااآل ااه أل‪،‬وى متعلو ااا بم ااا لذا ااان ي ا ا ا ااتثيع أن ألل ن " ا س ا ا ا اي اااس ا ا ا اي ااة‬
‫وثأل‪،‬ل مااس ا ا ا اياة تتلل ن س اللغاة وبص ا ا ا ا ت واةاد ي عاال ر م ا ا ا ااتور و ‪،‬زار عن معاال‬
‫جاادألاادا و اعااد لعا جاادألاادا‪ ،‬أم أ هااا س ا ا ا ااتل ن مزل مااة بااأر تتصاااو هااا س ا ا ا ا ااا ممتااا ا‬
‫واس ا ا ااعة‪ ،‬بأعذل "ر معام ت"‪ ،‬ولكن ر ا ا ا ي آخر لر س ا ا ا ا ممتا ا؟"‪ ،4‬أي بعيدا عذل أن‬
‫س االل ا سااياسااية أو ثأل‪،‬ل ماسااية ما أ َّش ا َرت عذل ذلب ةرب ال ليج الاانية‪ ،‬ب عل الارثث‬

‫‪ - 1‬ا تار مثيع‪ ،‬م ااا ل س ااياس ااية بر و ض اااألا ثولية ي الورن الع اار ن‪ ،‬ثار الول ‪ ،‬ا‪ ،2000 ،2:‬ص‪:‬‬
‫‪.276‬‬
‫‪2 - DU REAU Elisabeth , op, cit, p : 17.‬‬
‫‪3- GAUTHIER François, Relations économiques internationales, op, cit, p :222 .‬‬
‫‪4 - MANOURY Jacques & SARPE Daniela( sous la direction de), L'élargissement de l'Union‬‬
‫‪européenne et la Roumanie: problèmes et percpectives, Publications des universités du Havre‬‬
‫‪et du Rouen, 2004, p :12.‬‬
‫‪198‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫وارة ا ااام ال ألن ‪،‬عا اه ف األوروبي ن يصة انو ا ااامه عذل ن ا ااه من ج ة‪ ،‬وت‪،‬عية جز‬
‫من مل ناته لو خار ارتزاث من ج ة أخر ‪.1‬‬
‫عذل ض ا ا ال ا ااساا ال ا ااابق ألمكن را ا نزوع ارتزاث نز الت س ا ااع‪ ،‬ي ظل ال ا ااروا‬
‫الا ث ثاام ااا‪ ،2‬عذل نز ن‪ :‬من ج ااةال الر ‪ ،‬ااة ي اس ا ا ا ااتع اااثا اه‪ ،‬اااثرا األوروبي ااة عبر سعظي‬
‫عناصاار الو ا التي ت يم ه ي العملية‪ ،‬ومن ج ة انيةال ةمل رسااالة الرجل األبيض اهتمدن‪،‬‬
‫وف ا ا ا اار الوي األوروبية ال ا ا ا ااابوة ل ا ا ا ااد ال‪،‬اب أمام أي لألدأل ل جيا بدأللة لذ ألك س ا ا ا ا ي ‪ ،‬ا‬
‫انضا ا اامام ثوا أوروبا ال ا ا اار ية سا ا ااابوا بعدألن "أةدهما شا ا اا‪،‬ه جي سا ا اااراتييي ألتمال ي ثع‬
‫اسا ا ااتورار الوارا بمنع مأسا ا اااا أل سا ا ا فية أخر ‪ ،‬وشا ا اا‪،‬ه أخ قي (ثأل ن م ا ني ثوا أوروبا‬
‫ال ا اار ية بالن ا اا‪،‬ة ألوروبا الغربية)" ‪ ،3‬لذ ألصا ااع عذل ال ا را األوروبية اهعاصا اارا أن تمز‬
‫اهأس ا ا اااا الي سا ا ا ا فية ةير " دمت روس ا ا اايا م ا ا اااعدات ثأل‪،‬ل ماس ا ا ااية للص ا ا اارب و دمت‬
‫ال ا ا ا ااع ثألاة وتر ياا وإألران وليزياا مع ناات وأس ا ا ا ااكحاة لل‪ ،‬س ا ا ا ااني ن ر ألس ا ا ا ا‪،‬ااب لألادأل ل جياة أو‬
‫س ااياس ااة ا أو مص ااكحة ا تص اااثألة‪ ،‬وإنما ب ااز الوربى الاوافية"‪ 4‬التي انت س ااز‪،‬ا ي آرف‬
‫البحاألا األوروبي ن‪.‬‬
‫هل ي االل ارتزاث األوروبي لةد التث‪،‬يوات الناجحة أل روةة "ص اادام الحض ااارات"‬
‫لص ا ا ا ا اااةبه ااا هنتغت ن ال ا ي اثعل أن ه اااأل ااة الحرب ال‪ ،‬ااارثا لع ن عن "نظ ااام ع اااهي اااا عذل‬
‫الحض ا ا ا ااارا ألدر للل ال ج ث‪ ،‬ا جتمعاات التي س ا ا ا ااارك ي ع اات ربى واافياة تتعااون معاا‪،‬‬
‫الج ث اه‪ ،‬ولة لتز ل ا جتمعات من ةض ا ااارا للل أخر فاش ا االة‪ ،‬الدوا تتصمع ة ا ثولة‬
‫اهر ز أو ثولة الوياثا ي ةضارتها"‪5‬؟‬
‫لود بدأت فكرا ارتزاث عذل أساااا ا تصاااثي لكنه ل ألدر عن الجغرافيا األوروبية‪،‬‬
‫وما ألتعلق بها من تار ر ومسس ا ا ا ا ا اااتال بل وإألدأل ل جيا‪ ،‬ليت جه نز الت س ا ا ااع ي ل ار تصاو‬

‫‪ - 1‬سعتبر بر ثانيا سع‪ ،‬را عن ه ي ال ض ا ا ااعية ةير سعتبر ن ا ا ا ا أ ل ا ا ااية أ ثر منها أوروبية‪ ،‬وتار ر ع اها‬
‫بارتزاث مث‪ ،‬عة بن ع من عدم الاوة‪ ،‬نظرا لنهج ا سا ا ااياسا ا ااة ا تصا ا اااثألة وخارجية أ ثر تواربا مع ال رألات‬
‫اهتزادا األمر كياة‪ .‬ماا أ هاا ناأت بن ا ا ا ا اا عن ارلازام باالعملاة األوروبياة اه ةادا‪ ،‬ليت ها ا اه ا ا ا ااار اهارثث‬
‫باست تا ‪ 23‬أل ني ‪ 2016‬ال ي تمدض عنه رار البرألثاني ن ال رو من ارتزاث‪.‬‬
‫‪ - 2‬ارنتما للوارا األوروبية‪ ،‬الدألمورا ية‪ ،‬الليبرالية‪.‬‬
‫‪3 -DE RAULIN Arnaud, « les défits de l’Europe face aux nouveaux élargissements », in‬‬
‫‪MANOURY Jacques & SARPE Daniela( sous la direction de), op, cit, p :79‬‬
‫‪ - 4‬هنتغت ن صم ل‪ ،‬صدام الحضارات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46:‬‬
‫‪ - 5‬اهرجع ن ه‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫‪199‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ار تصاث للل ال ياسة ولكن ثااما ي ظل ن س ال روا ال‪،‬داية‪ ،‬و ي أفق خلق ا أوروبية‬
‫اثرا عذل اهعالجة ال اتية لنواا ضا ا ا ااع ا ةير لنه من وج ة نظر جي سا ا ا ااياسا ا ا ااية‪" ،‬أل ل‬
‫ال‪،‬نا األوروبي ألوروبا م مة تأم ن ال‪،‬لدان ال ا ا ااة‪ ،‬وتو ة الدألمورا ية وا تصا ا اااث ال ا ا ا ي‬
‫فيها"‪1‬ال أي لرسا ا ا ااا م م الحر ة ي شا ا ا ااويها ال ا ا ا اايااا ا ا ا ي وار تصا ا ا اااثي‪ ،‬وبلل تداعياتها عذل‬
‫اه ا ا ا اات ااات اااف ااة‪ ،‬ف اال ي ا ا ا ااتثيع ارتز اااث األوروبي النه ض به ا ي اه م ااة‪ ،‬وتث ر ل اااري‬
‫ال ياا ي للل وضع أ ثر تودما؟‬
‫ي العو ااد الا ااافي من الورن الح اااثي والع ا ا ا اار ن أل‪ ،‬اادو ارتز اااث األوروبي "معلو ااا م ااا ب ن‬
‫ال ي اادرالي ااة ‪ fédéralisme‬والحل م ااة ال‪،‬يني ااة‪ inter-gouvernementalisme‬و ر اااثر عذل‬
‫ا اراح نم ذ ج ا ا اب لج اري"‪2‬ال ه ل ا ااار يعي‪ ،‬في ا ااه اه ا ن األوروبي مزثو ارنتم ا ااا ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ألتصااذباه‪ ،‬من نااةياة‪ ،‬انتماا ي األ بر ل ا ا ال ض ا ا ا ااا الا ي تتوااس ا ا ا ا فياه العادألاد من التواالياد‬
‫واألعراف واهماارس ا ا ا ااات‪ ،‬ومن نااةياة اانياة‪ ،‬انتماا ي لادولتاه ال نياة ي ل اار ن ع من ارةتماا‬
‫بال ص صية ال اتية‪-‬ال نية التي تث عذل ال ثم لما وهن ارنتما األ بر أو تزعزع‪،3‬‬
‫أو رجحت ة "ال اار" عذل ة "اهلاس "‪ ،‬لتارج بر ثانيا ه ا الولق من خ ا لع ن‬
‫افسحابها من ارتزاث األوروبي سنة ‪ 2016‬منتصرا ب لب لندا ال ص صية وةاسمة الارثث‬
‫ال ا ي ‪،‬ع وج ثهااا ي ارتزاااث‪ ،‬وليث عذل ال ا ا ا ااثم التو ع الو مي وال اااسي من خ ا‬
‫مثل ارن صااا ال ي سايدشانه اهل ن الكث في ي لسا‪،‬انيا فيما ي ا‪،‬ه ن عا من الرثا عذل‬
‫ما ةووه النم ذ األوروبي من تصاو ار الدولة ال نية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تجربة التكامل االقتصادي في إفريقيا‪ :‬املجموعة االقتصادية‬
‫لغرب إفريقيا نموذجا‬
‫ترت‪ ،‬لفر ويا بتار ر مدألد من ارس ا ا ااتغ ا لثرواتها الز ا ا اار ة وم ارثها الث‪،‬يعية‪ ،‬و د‬
‫شا ا ا االلت الحو‪،‬ة ارسا ا ا ااتعمار ة للورن الع ا ا ا اار ن لةد الحلوات ا حدثا لث‪،‬يعة الع ات‬

‫‪1‬‬ ‫‪-DE RAULIN Arnaud, « les défits de l’Europe face aux nouveaux élargissements », in‬‬
‫‪MANOURY Jacques & SARPE Daniela( sous la direction de), op, cit, p :79.‬‬
‫‪2 - GANA Alia, RICAHRD Yann (sous la direction de), La régionalisation du monde.‬‬
‫‪Construction territoriale et articulation, op, cit, p :14.‬‬
‫‪ - 3‬ترجمات ب ض ا ا ا ا ح ي معاالجاة ارتزااث لتاداعياات األ ماة اهاالياة ‪ ،2008‬ي عادث من بلادان ارتزااث خااص ا ا ا ااة‬
‫الي نان‪ ،‬وخثابات اليم ن اهتثرف ي عدث من بلدان ارتزاث‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ال‪،‬ينية الراهنة ي ه ي الوارا وشاالل األنظمة ال ااياسااية وار تصاااثألة فيها‪ .‬وهك ا ترت عن‬
‫م جة ارس ا ااتو ا التي س ا اااثت العال ي منتص ا ااف الورن اها ا ا ا ي ف ا ااي ا ااا من الدوا ي‬
‫لفر ويا‪ ،‬وفق تو ااي س ااياا ا ي ةض اارت فيه مص ااال الو ارس ااتعمار ة ال ااابوة وأجنداتها‬
‫ال اصا ااة‪ ،‬و اب عنه أي اسا ااتزضا ااار لل ا ع الو‪،‬ذي والعرقي اهتص ر ي الوارا‪ ،‬مما أفر ثور‬
‫سعافي م ا ل التنمية وارستورار ال ياا ي‪ ،‬با ضافة للل الصراعات الحدوثألة‪.‬‬
‫ي ظاال ها ي األوضا ا ا ا اااع‪ ،‬ش ا ا ا الاال الت ك ر ي أنماااا من التكتاال هاااجس الاادوا ا فر وياة‬
‫ا تل ة‪ ،‬وباثرت للل اعتماث أش ا ا االاا مدتل ة منه‪ ،‬و ان التلامل ار تص ا ا اااثي وال ا ا ااياا ا ا ا ي‬
‫اه تاح ال ي ب ملانه "ضا ا ا اامان التنمية ار تصا ا ا اااثألة وارجتماعية من ج ة‪ ،‬وبوا ‪viabilité‬‬
‫الاادوا وال ا ا ا اال بينهااا من ج ااة أخر "‪ ،1‬مااا أن التلاااماال ة ا ا ا ا ا ‪ ،GILPIN‬ومنا عو ث ه‬
‫"ارس ا ا ا اااراتيصياة التي أل‪،‬ادو أن الادوا اختاارتهاا لتادعي وض ا ا ا ااع اا التوليادي ‪،‬لادان م يمناة ي‬
‫الن اق الرأسامالي العاهي‪ ،‬أو ر ااب مناعة ي م اج ة اد ار ال ال‪،‬ية للع هة"‪ ،2‬لكن ه ي‬
‫العملية م اارو ة بمصم ع التزدألات التي تث‪،‬ع وا ع لفر ويا والتي "ت‪،‬دأ من صااع بة ال ل‬
‫لك دمات العم مية‪ ،‬لتصا ا ا اال للل الاهدألدات بل ا ا ر ا رهابية‪ ،‬مرورا بت اتر الص ا ا ا اراعات‬
‫الداخلية‪ ،‬و ل األش ا اايا التي تس ر عذل اس ا ااتورار الوارا‪ ،‬وسعود ةلامة ش ا ااسو ها‪ .‬تتظافر ه ي‬
‫التزدألات مع ظرفية ثولية ونظام ثولي وع ات ا ر تصا ا ا ي مصا ا ااكحة الوارا"‪ .3‬و مكن‬
‫رص ا ا ااد ه ي التزدألات ي ص ا ا ا ر متعدثا وم ا ا ااتعاثا ي مدتلف تصارب التلامل التي سعج بها‬
‫ال ا ا ا ا اااةااة ا فر ويااةال فا فر ويااا هي "الوااارا التي ظ رت فيهااا التصااارب األولل للتلاااماال ا لي ي‬
‫بم‪،‬اثرات ال االثات ارس ااتعمار ة"‪4‬ال ول تكن اس اااراتيصية التلامل ار تص اااثي "نتا ت ك ر‬
‫ثاخذي من األفار ة‪ ،‬فود انت م روضاة ي ال‪،‬داألة من سالثات ارساتعمار لتصا‪،‬م بعد ذلب‬

‫‪1-‬‬ ‫‪DIAKITE Moussa, Le défit de l’intégration économique en Afrique de l’ouest (Etudes et‬‬
‫‪suggestions), L’Harmattan, Paris, France, 1997, p :11.‬‬
‫‪2 - In : SOUARE K.Issaka, « Regard critique sur l’intégration Africaine : Comment relever les‬‬
‫‪défis », l’Institut d’Etudes de Sécurité, Tshwane, Afrique du Sud, Paper :140, Juin, 2007, p :1.‬‬
‫‪www.files.ethz.ch/isn/98928/PAPER140_French.pdf. (consulté le11/8/2017).‬‬
‫‪3 - MANDE Issiaka & MBALLA Charlie, « L’Afrique est-elle partie ? », Transformations, Revue‬‬
‫‪Interventions Economiques, Mars, 2017 (hors série), p :2.‬‬
‫‪https://interventionseconomiques.revues.org/3156. (consulté le: 26/8/2017).‬‬
‫‪4 - DIOUF Makhtar, « Mondialisme et Régionalisme Le ‘’nouveau régionalisme’’ en Afrique »,‬‬
‫‪CODESRIA - BIT,Août 2002, p :16.‬‬
‫‪www.ilo.org/public/english/wcsdg/docs/diouf.pdf.‬‬
‫‪201‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫م لااة ل برا من م ا ني اه ا ا ا ااتعمر الواادأل "‪ .1‬وإفر ويااا هي أألض ا ا ا ا ااا الوااارا التي تزتض ا ا ا اان‬
‫م ار ة صااارخة فمي تت فر عذل ما أل ي الع اار مصم عات ا تصاااثألة‪ ،‬وهي "وضااعية فر دا‬
‫ي العال س ا ا االل عو‪،‬ة ةويوية أمام نصاح التلامل ار تصا ا اااثي"‪2‬ال فكثرا ا جم عات بودر‬
‫ماا تزيال عذل الر ‪،‬اة ي تزويق التلاامال بوادر ماا سعكس حج الع ااق التي تنتص ا ا ا ا أمااماه‪.‬‬
‫و عبر ‪ M. DIOUF‬عذل ه ا ا ا ال ا ع ب"التل ا ااام ا اال التصز ي ‪"intégration- balkanisation‬‬
‫وال ي ألوص ا ااد به "الت جه لدع التلامل ا لي ي ب ن مصم عات ص ا ااغ را من الدوا"‪ 3‬أ ر‬
‫لتن اايق ال ااياسااات ار تصاااثألة بينها‪ 4‬والتي سعتبر شاار ا للتلامل ار تصاااثي‪ .‬وساانوتصاار‪،‬‬
‫ي ه ا ال ا ا ااياي‪ ،‬عذل تصربة ا جم عة ار تص ا ا اااثألة لدوا رب لفر ويا ‪ CEDEAO5‬ةد‬
‫التص ااارب التي ل ت اات ارن ‪ ،‬اااي لليه ااا ب اااعت‪ ،‬اااره ااا "التصمع ا لي ي األ ثر ان اادم اااج ااا ي اهنثو ااة‬
‫الغربية للوارا"‪.6‬‬
‫و عتبر ه ا التكتل ال ي ثخل عودي ال ا ا اامس لةد مرات اهراجعات التي ا اامت بها‬
‫مصم عة من ثوا رب لفر ويا هنظ رها للتلامل‪ ،7‬ف ي س ا اا‪،‬عينيات الورن اها ا ا ي انثلوت‬
‫ه ي ال‪،‬لدان من "وعيها بالض اارورا الوص ا ل اار ع التث ر ار تص اااثي وارجتماعي لدول ا‬
‫وتن ا اايثه وسش ا ااجيعه بهدف تز ا ا ا ن م ا اات ةياا ش ا ااع بها"‪ ،8‬واةت ظت به ا الثم ح ي‬
‫ات ا ياها اهعدلة س ا ا ا اانة ‪ ،1993‬ي ة ن انتول ال دف النهامي من ارت ا ية‪ ،‬ما نص ا ا ا اات عذل‬
‫ذلب ثأل‪،‬اجاها‪ ،‬من بل غ "تنمية ا تصا ا ا اااثألة م ا ا ا ااارعة وم ا ا ا ااتدامة لدول ا‪ ،‬وإةداث مصتمع‬

‫‪1 - Ibid, p : 3.‬‬


‫‪2 - Ibid, p : 7.‬‬
‫‪3- Ibid, 5 : 5.‬‬
‫ضار العدألد من ا جم عات ن ر منها ال ا ي اه اار ة لجن ب وشاري لفر ويا ‪ ،COMESA‬واتزاث‬ ‫‪ -4‬هنا َت ْز ُ‬
‫اهغرب العربي ‪ ،UMA‬وا جم عة ار تص اااثألة لدوا وس ا لفر ويا ‪، CEEAC‬وا جم عة ار تص اااثألة لدوا‬
‫رب لفر وي ااا ‪ ،CEDEAO‬وتصمع ثوا ال ا ا ا ا اااة اال والص ا ا ا ااحرا ‪ ، CEN-SAD‬ومصم ع ااة التنمي ااة فر وي ااا‬
‫الجن بية ‪ SADC‬وال لثة ب ن الحل مية للتنمية ‪ IGAD‬ومصم عة شري لفر ويا ‪.CAE‬‬
‫‪ - 5‬وضا ه ا التكتل من نيص رألا ومالي ال اانغاا و ينيا و ينيا ارساات ااية وب ر ينافاسا وساااةل العا‬
‫والنيصر وبن ن والث و انا وليبرألا وس ا رالي ن و ام‪،‬يا وجزر الرأا األخض اار وم ر تانيا‪ ،‬لكن ه ي األخ را‬
‫ستنسح سنة ‪ 2000‬لي‪،‬وى التكتل مل نا من خمس ع را ثولة‪.‬‬
‫‪6 - MAREI Nora, « Régionalisation entre Maghreb et Afrique de l'ouest : regard géographique »,‬‬
‫‪Transformations, Revue Interventions Economiques, Mars, 2017 (hors série), p :33.‬‬
‫‪ - 7‬تصدر ا ش ااارا ذل أن فكرا تكتل بلدان ه ا ا لي انت وليدا ةو‪،‬ة ال ااتينيات من الورن اها ا ي أي‬
‫‪،‬ل نيل مصم ع الدوا رساتو ل ا‪ ،‬ما أن اه م األ ثر ةضا را ي ارت ا ية اهن ا ة ل ا التكتل ان ه‬
‫التعاون ‪ ،coopération‬ول ألظ ر م م التلامل ‪ intégration‬لر ي ارت ا ية اهعدلة ل نة ‪.1993‬‬
‫‪8- Traité de la CEDEAO (1975) & (1993), préambule.‬‬

‫‪202‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫متصافس من شااأنه تزويق وةدا بلدان رب لفر ويا‪ ،‬خاصااة من خ ا ة ف ع ااق ةر ة‬


‫ال االع والرس اااميل واألش ا اص ب ااتى أن اع ا" ي ات ا ية ‪ ،1976‬للل "بل غ تنمية ا تص اااثألة‬
‫م ا ا ااارعة وم ا ا ااتدامة للدوا األعض ا ا ااا من ش ا ا ااأ ها بل غ ال ةدا ار تص ا ا اااثألة ل‪،‬لدان رب‬
‫لفر وياا" ي ات اا ياة ‪ ،1993‬وه ماا ألمكن اعت‪،‬ااري سغ را ي النظر باالن ا ا ا ا‪،‬اة ألهاداف التكتال‪،‬‬
‫من خ ا الار ز عذل بل غ ال ةدا ار تص ا اااثألة ل‪،‬لدان التكتل ع ض ال ةدا ال ا ااياس ا ااية‪،‬‬
‫مماا ألزيال عذل التاأ ر الك‪ ،‬ر لظااهرا الع هاة وانتصا ا ا ا ااار البراثيغ الليبرالي‪ ،‬الا ي ألمكن هس‬
‫تأ ري سا ا ي الجان ار تصااثي أو عذل م ات الحياا ال اياساية ي بلدان التكتل بصا ة‬
‫خاصا ا ااة وإفر ويا عم ما‪ .‬ومن الجدألر بال ر أن ه ا التكتل د نج ي تصاو ارسا ا ااتوثاب‬
‫فرانل ف في – انصل ف في ال ا ي ع اااثا م ااا أللوي بظ ل ااه عذل الع ااات ال‪،‬يني ااة ي لفر وي ااا‪ ،‬لذ‬
‫ألض ا ا ا ا ثور من الت ج ااه األوا وأخر من الا ااافي‪ ،1‬م ااا أن ااه ألض ا ا ا ا ثور مت اااوت اة من ةي اار‬
‫مو مااات تهااا س ا ا ا ا ا الاادألمغرافيااة أو ار تصا ا ا ا اااثألااة أو الث‪،‬يعيااة أو الاوااافيااة‪ ،‬و ا ا مااد‬
‫تمتع ااا ب ااارس ا ا ا ااتورار ال ا ا ا اي اااا ا ا ا ا ي‪ ،‬لذ لن منثو ااة رب لفر وي ااا من اهن ااا ق التي ي ا ا ا ا ثه ااا‬
‫ارضا ا ا ااثراب‪ ،‬وتدار ا اه ا ا ا ااا ل األمنية ب ا ا ا ااتى أن اع ا‪ ،‬مما سا ا ا ااي رض عذل التكتل ارتصاي‬
‫هعالجة اه ااا ل األمنية اهرت‪،‬ثة بارس ااتورار ال ااياا ا ي عذل اعت‪،‬اري ش اار ا أس اااس اايا لتزويق‬
‫التلامل اهن ث‪ ،‬من خ ا تزويق تنمية م تدامة ي مصم ع ثوا التكتل‪.‬‬
‫وتندرا ‪ CEDEAO‬ي مع ااالج ااة اه ا ا ا ا ااا اال األمني ااة اهرت‪،‬ث ااة به ا ا الح ز الجغرا ي ال ا ي‬
‫ألزتضا ا اان العدألد من الت ترات‪ ،‬ةير ألندر ضا ا اامن م ام ا‪ ،‬بموتقا ا ا ى اهاثا ‪ 58‬من مياا ا‬
‫اهعدا‪ ،‬العمل عذل الح اظ عذل أمن واس ا ا ااتورار اهنثوة‪ ،‬والتعاون من أجل لف ا ا ااا وسعز ز‬
‫ادليات اهناس‪،‬ة هنع ف ب الازاعات س ا ب ن الدوا األعضا ‪ ،‬أو ثاخل ا‪.‬‬
‫ووعيا من ا جم عة ب ج التزدي ال ي ألثرةه تناس اال الازاعات الحدوثألة والحروب‬
‫األهلياة وارنو باات الع ا ا ا ااكر اة ي اهنثواة وتاأ ري ال ا ا ا االبي عذل م ة اا ي تزويق التلاامل‬
‫ار تص ا اااثي‪ ،‬اعتماثا عذل " ناعة م ا ااار ة بل ن ياب ارس ا ااتورار ال ا ااياا ا ا ي ي ا االل أةد‬
‫الل ابم الكبر ل ا ا ا ايااس ا ا ا ااات التنمياة"‪ ،2‬عملات ا جم عاة عذل بل را البرت ا اهتعلق باآلياة‬

‫‪ - 1‬ومع ذلب ر بد من ا ش ا ا ااارا للل انتظام الدوا ذات الت جه ال رنل ف في الامانية ي ل ار ا تص ا ا اااثي آخر‬
‫ه ارتزاث ار تصاثي والنودي لغرب لفر ويا ‪. UEMOA‬‬
‫‪2 RAPPORT ANNUEL 2012 de la CEDEAO, Intégration et stabilité politique en Afrique de‬‬
‫‪l’Ouest, Abuja, Décembre 2012, p : 100.‬‬
‫‪203‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ت اادب ر وإثارا وة اال الازاع ااات وة ال ا ا ا ا م واألمن‪ ،1‬ال ا ي ت الت يع علي ااه ي األن اااا‬
‫األخ را من الورن ال ا ااابق‪ ،2‬ةير انت س ا ااعينيات ه ا الورن "ةاسا اامة ي تث ر ‪CEDEAO‬‬
‫للل منظمة اثرا عذل التدخ ت الدأل‪،‬ل ماسية والع كر ة أألضا ي ةالة الاهدألد الك‪ ،‬ر ألمن‬
‫ثولة عضا ا أو فض ااا اهنظمة ي مصم عه"‪ .3‬وسعمل ه ي ادلية وفق ل ار مسسا ا اااسي ألضا ا‬
‫ة م ت ات "مستمر ر سا الدوا والحل مات للدوا األعضا ‪ ،‬ومصلس ال سا ة واألمن‬
‫اهل ن من س ا ااع ثوا ألنتد اهستمر س ا اا‪،‬عة منه ثور ا هدا س ا اانت ن ابلة للتصدألد‪ ،‬ورااس ا ااة‬
‫‪ ،4"CEDEAO‬من أج اال تزويق مصم ع ااة من األه ااداف التي ت‪،‬وى ذات ااابع أمني ب ااال اادرج ااة‬
‫األولل‪.‬‬
‫وسعتبر ‪ CEDEAO‬هي "اهنظمة ال رعية األولل ي لفر ويا التي ص ااا ت بروت رت أمنية‬
‫لعملية س ا ا ا ا ة الصا ا ا اراعات"‪ ،5‬ونجحت ي التدخل ي عدث منها‪ ،‬وتزاوا ترتي ال ض ا ا ا ااعية‬
‫اه امة رنث ي ا تص اااثي ي مصم ع الدوا اهنض ا ة تزاها‪ .‬وت ارض ه ي ال ض ااعية وج ث‬
‫بي ااة أمني ااة ألث‪،‬ع ااا ال ا ا ا ا م وارس ا ا ا ااتورار ب ااال اادرج ااة األولل م اادخ اال ل‪،‬ن ااا ال اادول ااة ي م ااا بع ااد‬
‫اس ااتو ا الدوا ا فر وية‪ ،‬مرةلة ل ألت بل ا ب االل س االي ‪ ،‬وبالتالي ل مزاولة للو ز‬
‫عليها س ااتعيد لنتا ال اال ي "اس اات راث" النماذ ار تص اااثألة وال ااياس ااية اهنتمية ل ااروا‬
‫وافية وةضار ة أخر ‪.‬‬

‫‪file:///C:/Users/windows/Downloads/Documents/rapport-annuel-‬‬
‫‪2012_fran_o_ais_version-finale.pdf.‬‬
‫‪ - 1‬بموتق ا ا ى البروت ا‪ ،‬ان من م ام اهنظمة – ما ي ا ا ر للل ذلب اس ا ا البروت ا‪ -‬العمل عذل ال األة‬
‫من الازاعات‪ ،‬ولكن أألضا لثارتها وةل ا‪ ،‬والح اظ عذل األمن وال ل ي اهنثوة‪ ،‬و لب التدخل ا ف افي‪،‬‬
‫ومزاربة الجر مة العابرا لكحدوث‪..‬‬
‫‪ - 2‬اي ثجانابار ‪ ،1999‬بالا ماي ب ا ااالاثا ا ‪( ،‬وتا تاتامايام ا ااه ب ا ااالاباروتا ا ا ا ض ا ا ا ا ا ااا اي اي ثجانابار ‪ 2001‬واهاتاعالاق‬
‫وعرفت‬ ‫اس ف ا ااا أوا ا فصا اال أفر وية للتدخل و ت األ مات ُ‬ ‫بالدألمورا ية والحلامة الجيدا) و د أسا ا َ‬
‫باس ا " ‪،"ECOMOG‬باش اارت م اما ‪،‬ل البروت ا ن ااه من خ ا تدخل ا ي ليبرألا ‪ ،1990‬و ينيا بي اااو‬
‫س ا ا اانة ‪ ،1997‬س ا ا ا رالي ن ‪ ،1998‬وبعد ذلب ي س ا ا اااةل العا س ا ا اانة ‪ .2002‬ليت ي س ا ا اانة ‪ 2004‬تز ل‬
‫للمنظمة" بورار من مة ا جم عة‪ ،‬وذلب ي ل ار س ا ا ااكيل ا التدخل‬ ‫‪ ECOMOG‬للل " ا الرثع التابعة ُ‬
‫بلد ي الوارا‬‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫أي‬ ‫ي‬ ‫ار‬‫ر‬‫وارستو‬ ‫األمن‬ ‫لح‬ ‫التدخل‬ ‫مة‬ ‫م‬ ‫لليها‬ ‫لت‬ ‫و‬‫أ‬ ‫والرثع التابعة ل تزاث األفر وي‪ ،‬التي‬
‫ي د اضثرابات م كحة‪.‬‬
‫‪3 - YABI GILLES Olakounlé, Le rôle de la CEDEAO dans la gestion des crises politiques et des‬‬
‫‪conflits cas de la Guinée et de la Guinée Bissau, Friedrich-Ebert-Stiftung, Bureau Régional,‬‬
‫‪Abuja, Nigeria, Septembre 2010, p : 10.‬‬
‫‪4 - RAPPORT ANNUEL 2012 de la CEDEAO, op, cit, p : 100.‬‬
‫‪ - 5‬ال ااافعي بدر ة اان‪ ،‬س ا ة الص اراعات ي لفر ويا (نم ذ ا اا)‪ ،‬ثار الن اار لكجامعات‪ ،‬الواهرا‪،‬‬
‫ا‪ ،2009 ،1 :‬ص‪.5 :‬‬
‫‪204‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬امليركوسير‪MERCOSUR‬‬


‫بعيدا عن الجغرافيا األوروبية بلل ما أللتص ا ا ااق بها من م م اهر ز ة الغربية‪ ،‬ونم ذ‬
‫ا ف ااان اهتمدن واألم اهتمدنة‪ ،‬والتصربة ا فر وية اهادنة بالص اراعات والتصاذبات‪ ،‬بدا‬
‫ا ةااداث التاادر يي مااا ب ن ‪ 1985‬و ‪ ،1991‬ي أمر لااا الجن بيااةال ل ضا ا ا ا ااا ا تصا ا ا ا اااثي تزاات‬
‫م ا ى اه ر س ا ر ‪ 1MERCOSUR‬ةد ا مم زا‪ ،‬باعت‪،‬اري "ةلوة ض اامن ةلوات أخر من بنا‬
‫التكت ت ار تصاثألة أو التصار ة والتي ان من أهم ا األةدث وال ي ألض ال رألات اهتزدا‬
‫و ناادا واهك ا ا ا ايااب منا ألناااألر ‪ ،2"1994‬وهي تناادر ي ل ااار لعاااثا نظ الع ااات الاادوليااة ي‬
‫ل ااار مصم ع ااات ل ليمي ااة متضا ا ا ا ا ااامن ااة ومتل ااامل ااة‪ ،‬ته اادف للل تزويق التنمي ااة ل‪،‬ل اادان اال‬
‫مصم عة‪ ،‬وتزويق الرفاي ل ا ا ااع بها ي مزاولة رس ا ا اتن ا ا اااخ التصربة األوروبية التي ان ل ا‪،‬‬
‫بر و ا تصربة راادا تدضع ل رورا تث ر ر م ‪ ،‬ة ي تار ر الع ات الدولية الحدألاة‪.‬‬
‫وض ا ا ا ا تصمع ‪ MERCOSUR‬أربع ثوا هي البرا اال األرجنت ن ال‪ ،‬ااارا اي واألورو اي‪،‬‬
‫بعااد أن نجحاات البرا اال واألرجنت ن ي تصاااو لر همااا الاوياال من ال فااات‪ ،‬وب عاال التز رت‬
‫ال اياساية الداخلية ي ل من ال‪،‬لدألن‪ ،‬بدخ ل ما مرةلة لرساا الدألمورا ية من منتصاف‬
‫الام ااانين ااات من الورن ال ا ا ا ا ااابق‪ ،‬وه م ااا م ااد الثر ق أم ااام التصرب ااة التل اااملي ااة التي ألمكن‬
‫اعت‪،‬ارها تصاو ا شاجاعا لعو ث من عدم الاوة ب ن الج ران‪ ،‬وتصاو ا د ار التو اي ال ايااا ي‬
‫اهلاه ا ا ‪ 3‬لأل ا ااالي ب ن ه ا ا ي ال ا اادوا‪ ،‬وللت‪،‬عي ا ااة الك‪ ،‬را لل رأل ا ااات اهتز ا اادا األمر كي ا ااة لذ لن‬
‫"ارت ااا ااات ب ن ثوا أمر لااا ال تينيااة اااناات ثاامااا تنظ ي ت‪،‬عيااة مازاألاادا لل رألااات اهتزاادا‬
‫األمر كية‪ ،‬ي ل ار مستمرات منظمة الدوا األمر كية ‪ ،4"OEA‬والتي انت آ ارها واة ا احة من‬

‫‪ - 1‬ت لةداث اهر س ر بموتق ى ات ا ية ‪ Asuncion‬ي ‪ 26‬مارا ‪ ،1991‬والتي شللت استعاثا هوتضيات‬
‫ميااي بي فس أألر س ( أل لي ‪ )1990‬اهتعلق بآليات ووسا اااال تل ن س ا ا ي م ا ااار ة شا االلت م ض ا ا ع اهاثا‬
‫األولل من ها ي ارت اا ياة‪ .‬وتماال ها ي ارت اا ياة ات اا ياة ل اارا تت تكملاهاا باات اا اات خااص ا ا ا ااة‪ ،‬ألت الت ااوض‬
‫ب أ ها وفق التث ر ال ي سيعرفه التكتل‪.‬‬
‫‪2 - MÉRIAN Jean-Yves, "Le MERCOSUR, les voies nouvelles de l’intégration : Brésil – Argentine‬‬
‫‪– Uruguay – Paraguay", in Géopolitiques des mondes lusophones, Maison des pays‬‬
‫‪ibériques, Centre d'étude d'Afrique noire (Institut d'études politiques de Bordeaux),‬‬
‫‪L'Harmattan, 1994, p : 75.‬‬
‫‪ -3‬ن ر هنا بال ص ا ا ا ص ارةتوان ال ي سا ا اااث ع ات األرجنت ن بالبرا ل من الورن التاسا ا ااع ع ا ا اار‪ ،‬وه‬
‫ارةتوان ال ي يعتبر اس ا ااتمرارا للتنافس ا س ا اا‪،‬افي البرسغالي ي اهنثوة خ ا الحو‪،‬ة ارس ا ااتعمار ة ي الورن‬
‫الاامن ع ر ة ا ال يثرا عذل ة ض ‪.PLATA‬‬
‫‪4 - MÉRIAN Jean-Yves, op, cit, p :81.‬‬

‫‪205‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫خ ا ال راغ الك‪ ،‬ر ال ا ي ع اااش ا ا ا ات ااه ه ا ي ال اادوا لب ااان اندراا ال رأل ااات اهتز اادا ي الحرب‬
‫ال ي نامية‪.‬‬
‫ي ادن ذاته‪ ،‬ر ألمكن تصاهل تأ ر ةالة ارس ا ا ااتوثاب الدولي عذل مآا اه ا ا ااار التلامذي‬
‫ي أمر لاا ال تينياة‪ ،1‬و ا ا ‪،‬يعاة األنظماة ال ا ا ا ايااس ا ا ا اياة ي ال‪،‬لادان األمر كياة‪ ،‬خااصا ا ا ا ااة مع‬
‫ع كرا‪ 2‬عدث منها‪ ،‬وما أفر ي ذلب من تداعيات عذل ه ا اه ار‪.‬‬
‫سعتبر الجمعي ااة األمر كي ااة ال تيني ااة للت‪ ،‬اااثا الحر ‪ 3 ALALC‬أة ااد األ ر التي ة اااول اات‬
‫تص اااو وض ا ا ا ااعي ااة الت‪،‬عي ااة‪ ،‬والعم اال خ ااار منظم ااة ال اادوا األمر كي ااة بمنثق تل ااامذي‪ ،‬لتتث ر‬
‫التصربااة ي الامااانينااات للل ل ااار آخر ه الجمعيااة األمر كيااة ال تينيااة للتلاااماال ‪ ALADI‬والتي‬
‫سعتبر "تزيينا ا‪ ،4" ALALC‬التي انت "ةصايلاها سال‪،‬ية"‪ .5‬و د ضا ا ار الجدألد با ضاافة‬
‫للل األعضا ا ا ااا ال ا ا ا ااابو ن ي ‪ ALALC‬ب لي يا واهك ا ا ا اايب‪ ،‬وت الرفع من سا ا ا ااوف األهداف للل‬
‫لةداث منثوة ت ضا ااي ت ا تصا اااثألة‪ ،‬وإرسا ااا آليات ضا اار زية وجمر ية مناسا اا‪،‬ة لأل راف‪،‬‬
‫وإةاداث آلياات لل ا ا ا اااور‪ ،‬باا ض ا ا ا ااافاة أ هاا ش ا ا ا االلات خث ا عذل ثرب الوثيعاة مع ال ص ا ا ا اااألاة‬
‫األمر كيااة‪ ،‬لذ ش ا ا ا االلاات "ألوا مرا ات ااا يااة سعثي م ماا ألمر لااا ال تينيااة‪ ،‬ور يعني ال رألاات‬
‫اهتزدا األمر كية التي اها انت شا اار لا أو وصا اايا ر نى عنه"‪ ،6‬ما أ ها سعتبر "مرةلة نز‬
‫لف ا ا ا ااا س ا ا ا ا ي م ا ا ا ااار ة"‪ 7‬أل ها ش ا ا ا االلت ل ارا رت ا يات نااية ومتعدثا األ راف ب ن ثوا‬
‫‪ ،ALADI‬ثون أن تل ن ملزمة لجميع األ راف‪ ،‬وه ما ألصعل ‪" ALADI‬ال‪،‬يت اه ارك لجميع‬

‫‪ -1‬وفعني باألخل الحض ر ا حدث ه ض ع الدألمورا ية وة مه ي سعثيل اه ار التلامذي أو ال ر ع به‪.‬‬


‫‪ -2‬انت مانينيات الورن اها ا ا ا ي واعدا بالن ا اا‪،‬ة ألمر لا ال تينية التي نجحت ي تزويق انتواا ثألمورا ي‬
‫سا ا ا اال بموتضا ا ا اااي الجارارت سا ا ا اادا الحك لر سا ا ا ااا منتد‪ ،‬ن ثألمورا يا من ال ا ا ا ااع ‪ ،‬وباسا ا ا ااترنا التدخل‬
‫الع ا ا ا ااكري األمر لي ي بنما‪ ،‬وارنو ب الع ا ا ا ااكري ي هاألتي مثلع ال ا ا ا ااعينيات من الورن اها ا ا ا ا ي‪ ،‬ألمكن‬
‫الو ا لن ه ي الوارا د نجحت ي اةتض ااان الدألمورا ية الليبرالية ي ش ااويها ال ااياا ا ي وار تص اااثي‪ ،‬مما‬
‫م د األرضية أما الت ك ر ي م ار تلامذي عذل أسس جدألدا‪.‬‬
‫‪ -3‬وتض ا ا ا ا ‪ 9‬ثوا هي‪ :‬األرجنت ن واألورو اي وال‪،‬ارا اي والبرا ل‪ ،‬وال ا ا ا اايذي وال‪ ،‬رو وا ات ر و ل م‪،‬ياا‬
‫وفازو ‪ ،‬وشلل تزر ر اه‪،‬اثرت ي اهنثوة سوف أهداف ا‪ ،‬مما جعل النتااج اهت صل لليها مت اضعة‪.‬‬
‫‪4 - MÉRIAN Jean-Yves, op, cit, p :83.‬‬
‫‪5 - DABENE Olivier, « L’intégration régionale en Amérique latine :Le Mercosur », Les études du‬‬

‫‪C E R I ( Centre d’études et de recherches internationales), Fondation nationale des sciences‬‬


‫‪politiques, N° 8, novembre 1995, p :2.‬‬
‫‪https://halshs.archives-ouvertes.fr/hal-01010092/document. (Consulté le:30/6/2016).‬‬
‫‪6 - MÉRIAN Jean-Yves, op, cit, p :83.‬‬
‫‪7- DABENE Olivier, op, cit, p :2.‬‬

‫‪206‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫عمليات التلامل ار تص ا اااثي التي تنم ي اهنثوة"‪ . 1‬ر أنه ر ما ألز ا ا ا‪ ALADI‬من‬
‫لنصا ات لر أ ها بويت موتص اارا عذل التصارا وة ا وهنا ان من الث‪،‬يعي ال‪،‬زر عن ل ار‬
‫يعالج نوثة الضعف ه ي‪.‬‬
‫ة ل اات م ااانيني ااات الورن اه ااا ا ا ا ا ي بمصم ع ااة من األة ااداث التي جعل اات ثوا أمر ل ااا‬
‫ال تينيااة تت فر عذل الاادوافع اللااافيااة للت جااه نز ع ااات بينيااة أ ثر تث را‪ ،‬فمن ناااةيااة‪،‬‬
‫س ا ا ا ا اااهم اات ةرب اه ااال ن س ا ا ا ان ااة ‪ 1982‬ب ن األرجنت ن وبر ث اااني ااا وانزي ااا ال رأل ااات اهتز اادا‬
‫لكجان البرألثافي ي مي ث وعي جدألد بأن ر م ا ا ا ااتو‪،‬ل ألمر لا ال تينية بدون تلامل ةويوي‬
‫ب ن أ ثارها‪ ،‬وأنه ر ألمكن الرهان ثااما عذل أمر لا ال‪،‬يضا اهزه ا بأص ل ا األوروبية‪.‬‬
‫ومن ناةية انية‪ ،‬شا ا االل التغي ر عذل م ا ا اات النظام ال ا ا اايااا ا ا ي ي أ بر ثوا اهنثوة‬
‫وأ ثرها تناف ااا وس ااابوا عذل الزعامة‪ ،‬واأل بر مدأل نيةال البرا ل واألرجنت ن‪ ،‬مناساا‪،‬ة لاراجع‬
‫العويدا الع ا ااكر ة فيهما‪ ،‬والتز ا من خصا اام ن للل شا اار ك ن‪ ،‬بعد أن عرفت الدألمورا ية‬
‫ر و ا للل ال‪،‬لدألن‪ ،‬لت س ا ا جاا أمام تص ا ر أ ثر وا عية ي ظل ع هة ا تص اااثألة جارفة‪،‬‬
‫و ي ظل تكت ت ا تصااثألة أ ‪ ،‬ت نصاعاها سا ا ي أوروبا أو آسايا‪ ،‬بل وشاللت مصادر ل عا‬
‫ل تصا ا ا ا اااثألااات األمر كيااة التي اااناات سعتمااد ارت ااا يااات الاناااايااة مع عاادث من ال‪،‬لاادان خااار‬
‫أمر لا‪ ،‬فأص ا ا ا اا‪،‬زت بزك ال ا ع الجدألد سعافي من ض ا ا ا ااعف دراتها الت اوض ا ا ا ااية من رثا ي‬
‫م اج ة تصمعات ا تصاثألة تزثاث ا أل ما بعد أل م‪.‬‬
‫بنااا عليااه‪ ،‬ألمكن الو ا لن ل‪،‬نااة ال‪،‬نااا األمر لي ال تيني الجاادألاد تتمااال ي التوااارب ب ن‬
‫األرجنت ن والبرا ال‪ ،‬والتي تثل‪،‬ات س ا ا ا اان ات من بناا الاواة‪ ،2‬لتت ي ماارا ‪ 1991‬با ف ا ا ا ا ااا‬
‫ال ا ا ا ا ي اه ا ا ا ااار اة والتي التزوات بهاا ال من األورو اي وال‪،‬اارا اي ي اس ا ا ا ااتعااثا وتنويم‬
‫هوتض ا ا ا اي ا ااات ‪ ،ALADI‬وسعميق تا اادر يي للت‪ ،‬ا اااثا الحر ب ن ال‪،‬ل ا اادان األربع ا ااة ي ل ا ااار تكت ا اال‬

‫« ‪1- PEÑA Felix,‬‬ ‫‪Le Mercosur et ses perspectives : une option pour l'insertion compétitive dans‬‬
‫‪l'économie mondiale », Séminaire sur Les perspectives des processus d'intégration sous-‬‬
‫‪régionale en Amérique latine et en Amérique du Sud, IRELA-BID-CEE, Bruxelles, 1er-5‬‬
‫‪novembre 1991,In DABENE Olivier, op, cit, pp :2-3.‬‬
‫‪ - 2‬سعتبر ال ارا من ‪ 1986‬ةي ا اار ا ع ن عن ميا ا اااي التل ا ااام ا اال البرا ذي األرجن يني‪ ،‬ي بي فس األر س‪ ،‬للل‬
‫أل لي ‪ 1990‬ةيار لرسا ا ا ا ااا مياااي بي فس لألر س فارا ل‪،‬ناا الاواة ب ن ال‪،‬لادألن تدللاهاا العادألاد من اه ا يق‪،‬‬
‫منها ميااي الص ا ا ا اادا ة األرجنتينية البرا لية س ا ا ا اانة ‪ ،1986‬ومعاهدا التلامل والتعاون والتنمية ب ن ال‪،‬لدألن‬
‫سنة ‪.1988‬‬
‫‪207‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ا تصاااثي فرض ن ااه بو ا ه اه ر س ا ر ‪ ،MERCOSUR‬ةاوا أن ألتصاو ثغرات ‪ALADI‬‬


‫من خ ا عدم ار تص ااار عذل الجان التصاري وار تص اااثي‪ ،‬وذلب بمعالجته جم عة من‬
‫الج انا التي تصعاال منااه نم ذجااا للتلاااماال ي أبعاااثي ار تصا ا ا ا اااثألااة وارجتماااعيااة والاوااافيااة‬
‫وال ا ااياسا ااية‪ .‬وسا اايعرف ه ا التكتل انضا اامام فازو سا اانة ‪ ،20121‬وتصا اا‪،‬م خامس عضا ا ‪،‬‬
‫م ا اااهمة ب لب ي ت سا اايع ه ا التكتل‪ ،‬وثع دراته من خ ا اسا اات اثته من الر ع الن ثي‬
‫ال يازو ذي اه َامر‪ .‬ف ل ألمكن الحدألر عن تصربة ر ‪،‬ة من التصربة األوروبية؟‬
‫من الجدألر بال ر أن "التلامل ار تص ا ا ا اااثي وال ا ا ا ااياا ا ا ا ا ي ل‪،‬لدان أمر لا ال تينية له‬
‫تااار ر اال‪ ،‬ربمااا أ ا من مايلااه األوروبي‪ ،‬لكن مع فاااري ج هريال ف ي الحااالااة األمر كيااة‬
‫ال تيني ااة ااان التل ااام اال مرتكزا عذل الن األ ااا وال ع ث أ ثر منه ااا الازام ااات ملم س ا ا ا ا ااة ألت ج ا‬
‫اةارام ا ااا"‪ ، 2‬وبا ا لا ااب يعتبر اهر س ا ا ا ا ر ن عا ااا من الوثع مع ها ا ا اهنثق‪ ،‬لكنا ااه أل‪،‬وى "أثاا‬
‫للتعااون أ ال فعاالياة من ارتزااث األوروبي"‪ ،3‬بال ألمكن الو ا أناه ر اا ألزمال با را ارخت ا‬
‫ال ات ااي ا ااان ا اات س اع ا اااف ااي م ان اه ا ااا ‪ ،ALADI‬ة اي ا اار أن ن اظ ا ااام اه اار ا سا ا ا ا ا ا اار ن اظ ا ااام ب ا اان‪-‬ة ال ا م ااي‬
‫‪ ،intergouvernemental‬مرتكز عذل التصااارا‪ ،‬و تدا رارتااه با جماااع الاادوا األعضا ا ا ا ااا عبر‬
‫ج ا ي األعذل‪ :‬مصلس ال ا ا ا ي اه ا ا ااار ة‪ ،‬وال ي ي ا ا ا ر عذل تن ي راراته الج ا التن ي ي‬
‫للمر سا ا رال مصم عة ال ا ا ي اه ا ااار ة التي تتمتع راراته با لزامية تصاي الدوا األعضا ااا ‪.‬‬
‫لكن ذلب ل ألمنع أن ه ا التكتل والظروف ا حيثة بن ااأته د س اااهمت ي سعظي عناص اار‬
‫ا‪ 4‬الدوا األعضاا ‪ ،‬وبرو لةد أه الو الصااعدا فيه‪ ،‬والتي س اعل الي م للل التز ا‬

‫‪ - 1‬ب اااش ا ا ا اار التكت اال مع ااالج ااة انض ا ا ا ام ااام فيازو من ا ‪ ،2005‬لكن األمر ل ألكن مز اال لجم اااع‪ ،‬ول ألت ه ا ا‬
‫ارنض ا ا اامام لر س ا ا اانة ‪ ،2012‬ي فارا سعليق عض ا ا ا ة ال‪،‬ارا اي‪ ،‬اهعارض الرايس رنض ا ا اامام ا بعلة نظام ا‬
‫ال ياا ي‪ ،‬عذل ل ر ارنو ب عذل الرايس ال‪،‬ارا ي‪.‬‬
‫‪2 -DE AMMEIDA .P.Roberto, « l’intégration de l’Amérique de sud : une perspective historique‬‬
‫‪et un bilan », in Intégration en Amérique du sud( éd : GIRAULT Christian A.), Presse Sorbonne‬‬
‫‪Nouvelle, 2009, pp : 23-24.‬‬
‫‪3- Yves Chapellier, « Le Venezuela intègre le Mercosur », La Croix, 1er août 2012.‬‬
‫‪http://www.la-croix.com/Actualite/S-informer/Monde/Le-Venezuela-integre-le-Mercosur-‬‬
‫‪_NG_-2012-08-01-837666, )Consulté le :30/6/2016(.‬‬
‫‪ - 4‬ب ف ا ا ااا اهر س ا ا ا ر ت تصميع عدث من عناص ا ا اار الو ا ي ل ار م ا ا ااارك ن ر أهم ا‪ :‬ألض ا ا ا ه ا التصمع‬
‫البرا ل بعدث سالان ألتصاو ‪ 165‬ملي ن ف امة‪ ،‬و روات ‪،‬يعية متن عة‪ ،‬تصانف ضامن الو ار تصااثألة‬
‫الع ا اار األواال ي العال ‪ ،‬ومن أ بر الدوا اهص ا اادرا لل ا ا ا ح‪ ،‬فازو بثرواتها الن ثية الك‪ ،‬را‪ ،‬ونظام ا‬
‫ال ا ا اايااا ا ا ي اهناهض للت‪،‬عية‪ ،‬واألرجنت ن وال‪،‬ارا اي واألورو اي بمسه تها الز ا ا اار ة‪ ،‬ووضا ا ااع ا أسا ا ا اي‬
‫عاهية‪ ،‬خاصااة مع تمكنها من اجتيا فارا الك اااث مع هاألة الورن اها ا ي‪ ،‬با ضااافة للل تن ع ا الاوا ي ال ي‬
‫‪208‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫من ا ل ليمياة للل ا ثولياة‪ ،‬تثاالا با جرا سعادأل ت عذل النظاام الادولي الراهن من خ ا‬
‫لعاثا النظر ي تر ي‪،‬ة عدث من مسس اته‪ ،‬ونوصد هنا البرا ل‪.‬‬
‫أفر نصاح اهر سا ا ا ر سعدأل عذل الع ات الدولية التي س ا اااثت أمر لا ال تينية‪ ،‬وأ ر‬
‫عذل مزيث اا ب ا ا ا الال ‪ ،‬ر‪ ،‬أ ر ثور‪ 1‬باالتوادم بثل‪،‬اات ارنض ا ا ا اماام للتكتال‪ ،‬ماا ثفع ثور‬
‫أخر للل الت جا ااه نز ل ا اااما ااة تكتا اال جا اادألا ااد منا ااافس ألارج التد فا ااات التي ولا اادها ااا لا ااد ه ااا‬
‫اهر س ا ا ا ا ر‪ ،‬ونوصا ا ا ا ااد هناا باالض ا ا ا اا‪ ،‬تكتال الناافتاا الا ي ض ا ا ا ا ال رألاات اهتزادا األمر كياة‬
‫واهك يب و ندا‪ ،‬ما اث عدثا من التكت ت الودألمة للل لعاثا النظر ي ل ارها التنظي ي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تكتالت بطبيعة خاصة‬
‫ل تز ال التكت ت ار تصا ا ا ا اااثألاة ب نظي مسس ا ا ا ا ا ا ا ا اااسي ألو ث للل التلااامال‪ ،‬فاا ت ى‬
‫بعض ا ا ا ا بات ا يات التصارا الحرا ما هي ةاا النافتا (فورا أولل)‪ ،‬فيما اب أي أفق تلامذي‬
‫عذل بعض التصااارب لعو ث من الزمن ‪،‬اال أن سعيااد النظر ي أهااداف ااا مااال ادس ا ا ا ايااان (فورا‬
‫انية)‪ ،‬فيما اسا ااتثاعت أخر أن تصا اال فع ل نتظام مسسا ا ا اااتيا لكنها ل س ا ااتثع التزرر‬
‫من شا ا ااروا ف ا ا ااأتها التي ل تكن ا تصا ا اااثألة مزضا ا ااة مال منظمة شا ا اانغاي للتعاون (ال ورا‬
‫الاالاة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬النافتا‬
‫جااا ت النااافتااا‪ 2‬ي س ا ا ا ااعينيااات الورن اهااا ا ا ا ا ي‪ ،‬باااه ا اا مع خض ا ا ا ا ع برنااامج ارتزاااث‬
‫األوروبي للنواااش‪ ،‬فلااان تد ف ال رألااات اهتزاادا األمر كيااة من أي ت جااه ةمااامي ألوروبااا من‬
‫ش ا ااأنه تو ض األس ا ا اي أمام ا‪ ،‬أو انازاع تنا رت تصار ة منها‪ .‬لكن ثون أن ف ا ااو التد ف‬

‫ل ي ا ا ا االل مص ا ا ا اادر ت تر ل ا‪ ،‬وامتداثها عذل م ا ا ا اااةة ‪ 13‬ملي ن لمار مربع‪ ،‬وب ا ا ا ااا نة تناهز ‪ 300‬ملي ن‬
‫ف ا اامة‪ .‬ل ه ي اهعثيات س ا اااهمت ي انتواا ثوا التكتل من ثوا ار ة‪ ،‬جميع ا‪ ،‬ي اهدأل نية ال ارجية‪،‬‬
‫ا تصاثألة مس را ي ال ياسة الدولية (مع اخت ف الدرجات ب ن الدوا ال مس)‪.‬‬ ‫للل‬
‫‪ - 1‬ف ا ا ا ا ر هنا للدوا ال ا ا ا اار كة للمر س ا ا ا ا ر وهي‪ :‬ال ا ا ا اايذي وب لي يا و ل م‪،‬يا وا ات ر وال‪ ،‬رو‪ ،‬ني رندا‬
‫بص ة م ة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ات ا ية التصارا الحرا ب ن ال رألات اهتزدا األمر كية و ندا واهك ا ا ا اايب و د نص ا ا ا اات عذل ل الة الح اجز‬
‫التصار ة ب ن ال‪،‬لدان الا ث بالتدر ةير أم لت اهك ا ا اايب للل سا ا اانة ‪ ،2008‬أي ع ا ا اار سا ا اان ات بعد الازام‬
‫الثرف ن ادخر ن‪ ،‬مع ال ماح ل ا ب بوا سعر اها الجمر ية األصلية ل ا بوية العال ‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫من الو ادس ااي ة الص اااعدا بما فيها اليابان‪ ،‬وتكتل أمر لا الجن بية التي تزاوا أن س ا‬
‫عن الث ي األمر لي‪.‬‬
‫ان التكتل الكندي األمر لي اهك ايلي لذن لجابة عذل تد ف من أن تصا‪،‬م أوروبا ا‬
‫ا تص ا ا ا اااثألاة عظ ى‪ ،‬ألص ا ا ا اا‪،‬م مع اا األورو وار تص ا ا ا اااث األوروبي عم ماا أ ثر ا من الادورر‪،‬‬
‫وار تص ا اااث األمر لي‪ ،‬عبر التأ ر عذل اتصاهات ارس ا ا امارات العاهية‪ .‬ما أنه ألندر ي ل ار‬
‫سغي ر ال رألات اهتزدا من سا ا ا ااياسا ا ا اااتها ال ارجية وباألخل تصاي ما سعتبري تار ديا "ةدألواها‬
‫ال ل ية"‪ ،‬لذ اس ا ا ااتعاض ا ا اات عن س ا ا ااياس ا ا ااة منم الوروض ب ا ا ااياس ا ا ااة فتم األس ا ا ا اي وإملانية‬
‫التن يق‪ ،‬ي ت عيل لعويدا "الو ا الناعمة"‪.‬‬
‫هاادفاات ال رألااات اهتزاادا من خ ا ها ي ارت ااا يااة للل ل الااة ااافااة الح اجز الجمر يااة‬
‫و ر الجمر ي ااة التي ااان اات سع ي انتو اااا ال ا ا ا االع وال اادم ااات ب ن ال اادوا الا ث‪ ،‬م ااا ااان اات‬
‫ت‪،‬زر عن اثا فرص ارس ا ا ا امار ي اهنثوة‪ ،‬ومعالجة م ا ا االل ال‪،‬ثالة ي اهك ا ا اايب ال ي‬
‫ااان أللوي بظ ل ااه عذل ال رأل ااات اهتز اادا من خ ا سعو ااد م ا ا ا ال اال الهجرا لليه ااا وت ااداعي ااات ااه‪.‬‬
‫وإضا ا ا ا ااافاة للل ذلاب فاالناافتاا هي لع ن مي ث س ا ا ا ا ي واس ا ا ا اعاة ااثرا عذل اس ا ا ا ا يعااب ال ا ا ا االع‬
‫وال دمات اهنتصة ي ه ي الدوا‪.‬‬
‫صحيم أن الوا ا ا ا اارا األمر كية د عرفت عدا تصمعا ا ا اات ل ليمية‪ 1‬خ ا ا الورن اه ا ا ا اا ي‬
‫س ا ا منها ال اامالية أو ال تينية‪ ،‬لكن ات اي الت‪،‬اثا الحر ألمر لا ال اامالية أل‪،‬وى ذا ‪،‬يعة‬
‫خاصة ل عت‪،‬ارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬انتم ااا ه ا ا التكت اال ا لي ي‪ ،‬مني ااا‪ ،‬ل ارا م ااا بع ااد الحرب ال‪ ،‬ااارثا ةي اار اندر اات‬
‫ال رأل ااات اهتز اادا األمر كي ااة و ن اادا واهك ا ا ا اي ااب ي ات ااا ي ااة للتص ااارا الحرا ي أواخر ‪،1992‬‬
‫لتدخل ة ز التن ي ي فاتم ‪ 1994‬بعد مص ا اااث ة األج زا ال ا اار عية ي ال‪،‬لدان الا ث عذل‬
‫موتضياتها‪.‬‬
‫‪ -2‬ض ا ا ا امات ارت اا ياة بلادا ألص ا ا ا اانف من ار تص ا ا ا اااثات الكبر ي العاال ‪ ،‬وآخر يعي‪،‬‬
‫لشاالارت ا تصاااثألة ةويوية (اهك اايب)‪ ،‬ل لب شاالل التدر ي ل الة الح اجز التصار ة من‬
‫خ ا تمتيع اهك ا اايب بأجل ع ا اار س ا اان ات ن عا من ثع وتأهيل ار تص ا اااث اهك ا اايلي‪ ،‬ي‬

‫‪ -1‬با ض ا ا ا ااافة للل اهر س ا ا ا ا ر‪ ،‬ن ر اتزاث أم أمر لا الجن بية (الي ناس ا ا ا ا ر)‪ ،‬ومصم عة ثوا األند (‪،)can‬‬
‫ومصلس الدفاع اه ارك لدوا ارا أمر لا الجن بية‪ ،‬والنافتا‪...‬‬
‫‪210‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫ل ااار م ااا ألمكن اعت‪ ،‬اااري ع ج ااا للم ا ا ا ا ااا اال التي ألص ا ا ا ا اادره ااا ه ا ا ال‪،‬ل ااد لج اري ب ع اال وض ا ا ا اع ااه‬
‫ار تصاثي اهتأ م‪ ،‬وعذل رأس ا الهجرا ر ال رعية وتداعياتها‪.‬‬
‫‪ -3‬م زت ارت ا ية ب ن الح ز الداخذي (الدوا اهنض ا ة تزت ل ائها)‪ ،‬والح ز ال ارجي‪،‬‬
‫ةير ت ارةت اظ بالتعر ة الجمر ية األصالية ل ا بوية العال ‪ ،‬فيما أ رت ل الة الح اجز‬
‫التصار ة ب ن ال‪،‬لدان الا ث‪.‬‬
‫‪ -4‬ثت ارت ا ية بدص ص تزر ر اه‪،‬اثرت من ال لع وال دمات وارس امارات‬
‫األجنزية‪ ،‬ما شاملت عدا ثاعات منها ال ايارات و الزراعة والثا ة وال دمات اهصارفية‪،‬‬
‫والنول با ضافة للل م ض ع ال‪،‬ي ة‪.‬‬
‫‪ -5‬من نواا ا ارت ا ية‪ ،‬ا أج زتها‪ ،‬وعذل رأس ا ا ا ا ا لجنة الت‪،‬اثا الحر التي تتل ن‬
‫من و را الدوا األعضا ال ألن ي رون عذل ة ن تث‪،‬يق موتضياتها‪ ،‬با ضافة للل ت فرها‬
‫عذل آلية ل ض الازاعات‪ ،‬وأخر هرا ‪،‬ة الو اعد الجمر ية وةل الوضاألا اهتعلوة بها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلسيان‬
‫تمال التكت ت ار تصاثألة ال ال ة ال ر نماذ لت عيل فكرا اامة عذل ال‪،‬زر عن‬
‫أس‪،‬اب تزويق الرفاي لل ع ب‪ ،‬والو ا لل ةدات ال ياسية عبر تو ة مرا زها الت اوضية‪،‬‬
‫من مدخل ا تص ا ا ا اااثي ولكن بأبعااث س ا ا ا ايااس ا ا ا اياة‪ ،‬ووفق تص ا ا ا ا ر تلاامذي تدر يي ألأخ ي ع ن‬
‫ارعت‪،‬ار خص ا ص اايات الدوا اهعنية والتي ت ا عاثا بارخت ف‪ ،‬س ا ا عذل م اات نم ها‬
‫ار تص ا ا اااثي أو مسه تها الث‪،‬يعية والز ا ا اار ة أو أنظماها ال ا ا ااياس ا ا ااية‪ .‬و ‪،‬وى اه ا ا ااارك ب ن‬
‫اعتماثها عذل الجغرافيا مزدث ا"ل ليمياها"‪ ،‬ةير أن ال‪،‬لدان اهتكتلة‬ ‫ُ‬ ‫التصارب ال ا ااابوة‬
‫ا ااال‪،‬ا ااا ما ااا تنت ي لن س الح ز الجغرا ي‪ .‬لكن اها ر ل هتما ااام ه ظ ر تكت ت ألمكن فعاها ااا‬
‫ب"خاار ل ليمياة"‪ ،‬تصمع عادثا من الادوا التي ر تنت ي لن س الر عاة الجغرافياة ماال تكتال‬
‫‪ ،APEC‬لض ا ااافة للل بعض التصارب التي ت لف ا ااا ها ليس بدافع ا تص ا اااثي ولكن لألدأل ل جي‬
‫س ا ااياا ا ا ي خاص ا ااة تلب التي ف ا ااأت ي ظ ا الانااية الوث‪،‬ية للورن ال ا ااابق وأبر مااا عليها‬
‫رابثة ادسيان‪.‬‬
‫وب ااال ع اال‪ ،‬ف ي أو الحرب ال‪ ،‬ااارثا‪ ،‬ي س ا ا ا ااتيني ااات الورن اه ااا ا ا ا ا ي‪ ،‬ررت خمس ثوا‬
‫آس ا ا ا ااي ااة مت ج ا ا ا ا ااة من الزةف ال ا ا ا ااي عي ي الوااارا ادس ا ا ا ااي ااة ‪-‬هي‪ :‬مااال زألااا وأناادوني ا ا ا ايااا‬
‫وس اانغاف را وتاأل ند وال ل‪ ،‬ن‪ -‬لف ااا رابثة ثوا جن ب ش ااري آس اايا ‪ ،ASEAN‬لك‪،‬م ه ا اهد‬

‫‪211‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الوااثم س ا ا ا ا ا من في ناام أو ب رماا أو م‪ ،‬ثألاا و رهاا‪ .‬وبناا عذل ها ا ال ادف‪ ،‬فواد اانات ها ي‬
‫الرابثة ل ارا للتعاون لتزويق هدف س ا ااياا ا ا ي أ ثر منها ل ارا للتلامل بأهداف ا تص ا اااثألة‪،‬‬
‫َّ‬
‫أي أنه ارتكز عذل معالجة اه ا ا ااا ل اه ا ا ااار ة اهعلنة والحالة‪ ،‬ول ألزدث آفا ا لتث ري خار‬
‫ه ي اه ااا ل التي ش االل ل منها م ض ا ع اش ااتغاا لجان خاص ااة ي ل ار التعاون ب ن ال‪،‬لدان‬
‫اه را لحل ا‪ ،‬وهنا فراثا التصربة بالن ا اا‪،‬ة ل ا التكتل‪ ،‬لذ "أنه ال ةيد ض ا اامن التصمعات‬
‫الج ااة اه ج ثا الا ي ر ألت فر عذل ميااااي"‪ ،1‬باال لنااه "ألتعااارض مع أي أفق للتلاااماال‪ ،‬ألنااه‬
‫ة ا اهسس ا ا ن له "ا ار اهسس ا اااسي ر ألدلق تض ااامنا بثر وة ت ااحر ة""‪ .2‬وليس معنى‬
‫ذلب ياب الت ك ر ي التلامل ب ا ا ا االل مثلق بودر ما ألتعلق األمر بنظرا خاصا ا ا ااة للم ا ا ا ااألة‬
‫ةير ر ألت تزدألد أفق التصربة ي ال ص ا ا ا ا للل التلامل أو ارندما دف أس ا ا ا ى بل ألت‬
‫النظر للتلامل س اايلة س ااتع ن بها الدوا اهعنية لتزويق أهداف ا س ا ا منها اه ااار ة‪ ،‬أو‬
‫ال اصة بلل بلد ي ل ار اهعاثلة ال‪،‬د هية ما ب ن اهلاس وارلازامات والتي توتق ي رجحان‬
‫ا ااة األولل عذل الاا ااانيا ااة با ااالن ا ا ا ا‪،‬ا ااة لكجميع‪ .‬وبنا ااا عليا ااه‪ ،‬ألماا اال ادس ا ا ا ايا ااان نم ذجا ااا "آليا ااة‬
‫‪ instrument‬لت اادب ر الت ج ااات ال ني ااة ‪ les nationalismes‬وارعتم اااثات اهت‪ ،‬اااثل ااة ‪les‬‬
‫‪.3"interdependences‬‬
‫و ي مانينيات الورن اها ا ا ي‪ ،‬وبداألة انتعاش التكت ت ار تص ا اااثألة ي ه ي ال ارا وما‬
‫ترت عن سااياساااتها الت ضاايلية من نتااج ساال‪،‬ية عذل األ راف خار ل تكتل‪ ،‬بدت الرابثة‬
‫ي ةاجة للل مراجعة أهداف ا والتز ا للل م ااروع تكتل ا تص اااثي من خ ا م‪،‬اش اارا لف ااا‬
‫منثو ااة للتص ااارا الحرا س ا ا ا ان ااة ‪ ،1991‬به اادف ا ال ااة الت اادر صي ااة لكح اجز الجمر ي ااة و ر‬
‫الجمر ية ي أفق خمس ع اارا س اانة‪ .‬و ‪،‬دو ه ا التث ر ي ت جه الرابثة منس ااجما ا را مع‬
‫التز رت التي عرف ااا النظااام الاادولي باااناهااا الحرب ال‪،‬ااارثا‪ ،‬ومع التز رت التي عرفاهااا ه ا ي‬
‫‪،‬يعة أنظماها ال ا ا ااياسا ا ااية (لذ انتولت من أنظمة شا ا اام لية للل‬ ‫الدوا ن ا ا ا ا عذل م ا ا اات‬
‫أنظمة ثألمورا ية وفق معاأل ر الليبرالية ال اياساية)‪ ،‬ةير سغ رت األهداف والدوافع ي ادن‬
‫ذاته‪ ،‬وأص اا‪،‬م ار تص اااث ي ل ص ااناعة ال ااياس ااة الدولية ي ل اهناةي‪ ،‬مما أل اار انتواا‬

‫‪1- BOISSEAU DU ROCHER Sophie, L'ASEAN et la construction régionale en Asie du Sud-Est,‬‬


‫‪L’Harmattan, Paris, France, 1988, p :12.‬‬
‫‪2 - Ibid, p :9.‬‬
‫‪3- 3- BOISSEAU DU ROCHER Sophie, L'ASEAN et la construction régionale en Asie du Sud-Est,‬‬
‫‪L’Harmattan, Paris, France, 1988, p :9.‬‬
‫‪212‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الرابثة نز نم ذ التلامل ار تص اااثي اهرن‪ ،‬ال ي ر ألوتص اار عذل الدوا األعض ااا فو ‪،‬‬
‫بل ي عل لتن ع ع اته مع أ راف أخر ‪ 1‬من خ ا ل امة منا ق تصارا ةرا مع ا‪.‬‬
‫وإذا ااان اات التصرب ااة األوروبي ااة تما اال اهرجع ال ا ي سعو ااد وفو ااه اهو ااارن ااات ب ن التكت ت‬
‫ار تصا ا اااثألة‪ ،‬ف ها ر ت‪،‬دو مغر ة بالن ا ا اا‪،‬ة هسس ا ا اس ا ا ا ي ادس ا ا اايان ةير ألصزم و ر ال ا ا ااسون‬
‫ال ارجية ال ا اانغاف ري‪ ،‬ي ت ض ا اايم ل ة ادس ا اايان وثر ا ألي لزس ألمكن أن أل لدي موارنته‬
‫بغ ري من التكت ت ‪-‬علما أنه من اهسس ا ا ن للرابثة‪ -‬بأن "أي مما لة ‪ analogie‬ب ن ادساايان‬
‫وا جم ع ااة األوروبي ااة مرف ض ا ا ا ا ااة بو ا‪ ،‬ألن ل ليمي ااة ادس ا ا ا اي ااان مدتل ااة ج ا ر ااا‪ .‬ال اادف من‬
‫ادس اايان ل ألكن أبدا‪ ،‬ور ألص أن ألل ن أبدا التلامل ال ااياا ا ي وار تص اااثي ب ن أعض ااااه‪.‬‬
‫ل ان ه ا ال دف عند لف ا ااا الرابثة عام ‪ ،1967‬أسا ااتثيع أن أ د لك أن التصربة انت‬
‫س ااتل ن صا ا را اهدا‪ ،‬و انت س ااتدلف ندبات ثاامة لعدا ش اادألد وش اال ك واض ااثرابات ي‬
‫اهنثواة"‪ .2‬وه ماا ألزيال عذل ادرا الرابثاة عذل اس ا ا ا ا يعااب ال فاات الحااثا التي اانات ب ن‬
‫أعضا ا ا ا ااائه ااا‪ ،‬وتز ل ااا للل مصا ا ا ا اادر ا للتكت اال‪ ،‬من خ ا تز اادأل ااد ه اادف واة ااد ه "تث ر‬
‫اهصا ا ا ا ااال ال نياة"‪ 3‬ل ا ي ال‪،‬لادان‪ ،‬فيماا ألمكن اعت‪،‬ااري تصرباة فر ادا "تتث ر فيهاا ا ليمياة‬
‫وال نية بت ا "‪ ،4‬ةير ألز ا ا للرابثة درتها عذل التأ ل مع اهتغ رات الدولية بما ألددم‬
‫مصا ا ااال بلدا ها األعضا ا ااا ‪ ،5‬وه ما يعني بصا ا اايغة أخر انتصا ا ا َاار ه ا التصمع ه م الدولة‬
‫ص ا ا ا اه عذل ةماألاها من معاوا الني ليبرالية اللات ا ا ا ااحة‪ ،‬وإن ل ألت ا ع ن عذل‬ ‫ال نية وةر َ‬
‫ه ا ال دف ب ا ا ا االل م‪،‬اش ا ا ا اار أو ةتى التدثي لهال ةير لن "مر ز ة الدولة والرهانات التي‬
‫تهدث اسا ااتورارها ل تسخ بع ن ارعت‪،‬ار بما ألك ي لكنها ذات أهمية من أجل ف ادسا اايان"‪.6‬‬

‫‪ - 1‬عذل سزيل اهااا ر الحصر‪ :‬اليابان‪ ،‬و ر ا الجن بية و‪...‬‬


‫‪2- in BOISSEAU DU ROCHER Sophie, L'ASEAN et la construction régionale en Asie du Sud-Est,‬‬
‫‪op, cit, p :10.‬‬
‫‪3 - in BOISSEAU DU ROCHER Sophie, L'ASEAN et la construction régionale en Asie du Sud-Est,‬‬
‫‪op, cit, p :10.‬‬
‫‪4 - Ibid, p :10.‬‬
‫‪ - 5‬من أبر األمالة التزاي ال ي نام بالرابثة (‪ )1995‬بعد أن انت سعد أةد مص ا ا اااثر الاهدألد ل ا‪ ،‬والت يع‬
‫ي ‪ 2004‬عذل ات ا ية مع الص ا ا ا ن لتل ن منثوة تصارا ةرا بعد أن انت الص ا ا ا ن ي اامة الاهدألدات‪ .‬ما‬
‫ف ا ر هنا ما للدور اهتعلق بوض ااية م‪ ،‬ثألا التي ت صرت عذل أ ر الغزو ال ي نامي لكم‪ ،‬ثألا أواخر ‪،1978‬‬
‫لذ تزر ت ادسا ا ا اايان و أثانت الغزو ‪ ،‬وأسا ا ا ا رت تزر اتها عن اسا ا ا ااتصا ا ا اادار رارات من مصلس األمن تثال‬
‫في ناام باارفس ا ا ا احااب من م‪ ،‬ثألاا‪ ،‬و اانات ن يصاة ذلاب عواد مستمر لألم اهتزادا ة ا م‪ ،‬ثألاا ي ني رك‬
‫عام ‪ 1981‬بزض ر ال ات األربعة اهمالة لل ع الكم‪ ،‬ثي تزت للحاح ادسيان‪.‬‬
‫‪6 - Ibid, p :13.‬‬

‫‪213‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫لود ان ارنك‪،‬اب عذل بنا ال ات ال نية أ ثر أهمية من أي بنا آخر‪ ،‬وال عي للتكتل ان‬
‫ألندر ي ل ار ادليات اه اعدا عذل ه ا ال‪،‬نا ‪.‬‬
‫ت‪،‬دو تصربة ادس اايان‪ ،‬لةد تصارب العمل اه ااارك‪ ،‬ال ي ت فيه الار ز عذل التعاون‬
‫ار تصااثي ثون ال ايااا ي باعت‪،‬ار األوا ه ا جاا األسا ل واأل ل ة ااساية‪ ،‬ر أن األمر‬
‫ألتعلق ب ض ا ا ا ااا ف ا ا ا ااي ا ا ا ااامي ةيار تدتلف الادألااناات واللغاات واه ارث وامتاداثات األ االي‬
‫ال نية وم ا اات ات التص ا اانيع وم ا اات ات التنمية‪ ،‬وه ما يعتبر نويض ا ااا ه ا ااار ع التكت ت‬
‫التي عرفاها اهنثوة العربية ما ‪ 1‬واه‪،‬نية عذل أسا اااا "اه ا ااارك" س ا ا ا الدألني أو اللغ ي أو‬
‫ال ياا ي‪ ،‬والتي ل ألكت ل ا النصاح ال ي ان لآلسيان ر ياب الع امل ال ال ة ال ر‪.‬‬
‫ومرث ذلب للل درا األس ا اايان عذل تث ر بنائها التنظي ي لينس ا ااج مع التز رت التي عرفاها‪،‬‬
‫وعذل رأسا ا انتواا عدث األعضااا من أربعة للل ع اارا مثلع الورن الحالي‪ ،‬با ضااافة للل تأ ر‬
‫اناهاا الحرب ال‪،‬اارثا عذل حج ارس ا ا ا اات ااثا من اهظلاة األمر كياة‪ -‬الغربياة‪ ،‬وتث ر األهاداف‬
‫اه ااثرا نز الت ك ر ي عملية تلامل ةويوية من خ ا برمصة ال صا ا للل مرةلة ال ا ي‬
‫اه ا ا ااار ة‪ ،‬والعملة اه ةدا‪ ،‬بعد أن اتد اثا ال‪،‬لدان األعض ا ا ااا س ا ا اانة ‪ 2005‬رار وض ا ا ااع‬
‫ماياا ا اااي لالاراباث ا ااة‪ ،‬لاياتا الاتا اياع عالاي ا ااه اي ‪ ،2007‬وتالاتازاق الاراباث ا ااة بصا ا ا ا ا ا ف الاتاكاتا ت‬
‫ار تصا ا ااثألة اه يللة مسسا ا ا ا ا اااتيا‪ ،‬ةير سعتبر مة ادسا ا اايان أعذل ج ا تور ري ي التكتل‪،‬‬
‫لضا ااافة للل وج ث أمانة عامة تضا ااثلع بم مة تن ا اايق العمل ب ن أعضا ااا ا جم عة‪ ،‬وال ا ا ر‬
‫عذل تن ي ما ألت اتداذي من رارات‪ .‬ما ر ألوتص ا ا اار ثور الرابثة عذل الجان ار تص ا ا اااثي‬
‫بل سغثي م ام ا ا جارت ار تصاثألة واألمنية والع كر ة وال ياسية واهالية وا ثار ة‪.‬‬
‫و ارج التز ا ال ي رأ عذل ادسا ا ا اايان ن عا من الدفاعية تصاي الو اهتكتلة ي ل‬
‫ارا‪ ،‬بل وعبر الوارات أألضا ا ااا‪ .‬و مال منتد التعاون ار تصا ا اااثي دسا ا اايا وا حي ال اثي ‪-‬‬
‫الا ي ألض ا ا ا ا ي عض ا ا ا ا تاه عادثا من الادوا اهتوادماة والناامياة وال ا عاة ي اارات أمر لاا‬
‫ال اامالية والجن بية‪ ،‬وآس اايا‪ ،‬وأس اااراليا‪ -‬نم ذجا ل ا الن ع األخ ر من التعاون ال ي ي اااال‬
‫م م ا ليمية ي ةد ذاته ليمتد للل ما ورا ال‪،‬زار‪.‬‬

‫‪ - 1‬ما ‪ ،‬ال ي العربية اه ار ة‪ ،‬واتزاث اهغرب العربي ومصلس التعاون ال لييي‪.‬‬


‫‪214‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬منظمة تعاون شنغاي‬


‫َ‬
‫سعتبر منظمة سعاون ش اانغاي ‪ OCS‬مرا تث ر ت َص ُّمع ل ألن ااأ بدافع ا تص اااثي مزض‪،‬‬
‫فود انت الدوافع األمنية التوليدألة أه األس ا ا اا‪،‬اب التي ثفعت من الص ا ا ا ن وروس ا ا اايا للل‬
‫الت اجد ي ه ا ا ار لألمانا منهما بض ا اارورا العمل اه ا ااارك للتص ا اادي للاهدألدات التي ألمكن‬
‫َ‬
‫أن تكحو ماا من الج ار‪ ،‬لماا ب عال األوض ا ا ا اااع الاداخلياة ي الادوا ا جااورا أو ب عال األجنادات‬
‫الدولية اهتعلوة بآسيا ال سثى خاصة األجندا األمر كية‪.‬‬
‫لود ان من أه نتااج ت كب ارتزاث ال ا فياسي مثلع س اعينيات الورن اها ا ي ظ ر‬
‫مصم عة من الجم ر ات الجدألدا ي آسيا ال سثى‪ .‬وسيث عذل ال ثم م لل التزدألد‬
‫خاص ا ا ااة مع الص ا ا ا ن‪ ،‬مما ان معه من ال م‪ ،‬من أجل ت اثي م اج ات ع ا ا ااكر ة ونزاعات‬
‫ةدوثألة‪ ،‬لألصاث ل ار رس ا ا ااا تداب ر وة عذل ه ا اه ا ا اات ‪ .‬و انت ات ا ية ش ا ا اانغاي ل ا ا اانة‬
‫‪ 1996‬معااهادا من أجال لرسا ا ا ا ااا تاداب ر واة عذل م ا ا ا اات اهناا ق الحادوثألاة و عاهاا ال من‬
‫الص ا ا ا ا ن وروس ا ا ا اياا و زاخ ا ا ا اتاان و ر زألاا و ااثجيك ا ا ا اتاان بعاد ت ص ا ا ا اال الادوا ال مس للل‬
‫ْ‬
‫ات ااا يااات بدص ا ا ا ا ص الحاادوث بينهااا‪ ،‬وف َو َ اا ت "التزاادألااد التااام وألوا مرا ي تااار ر الص ا ا ا ا ن‬
‫لحدوثها ال مالية الغربية وال مالية ال ر ية"‪.1‬‬
‫و ااد ش ا ا ا االل اات ات ااا ي ااة ش ا ا ا اانغ اااي ن اا هي ث تكت اال من ن ع خ اااص ااان ثافع ااه تد ف ااات‬
‫وت ج ات ع كر ة‪ ،‬سعز ي ‪ 24‬أبر ل ‪ 1997‬بات ا ية مكملة الغرض منها تد يض الت اجد‬
‫الع ا ااكري ي اهنا ق الحدوثألة‪ .‬وس ا ااي‪،‬وى ه ا ال اجس ه اهتزك ي تث ر ه ي ارت ا ية‬
‫هاألة ال ااعينات ةير س اايت ا ع ن الص اار م عن الاهدألدات الا ث التي ةاولت التص اادي‬
‫ل ا وهي "التثرف ا سا مي‪ ،‬وارن صاااا ا ني وا رهاب"‪ ،2‬با ضااافة للل عدث من الاهدألدات‬
‫العابرا لكحدوث من ‪،‬يل تصارا ا درات وتهر األسكحة و رها‪.‬‬
‫وبصمع اا لادولت ن تت فر ال منهماا عذل موعاد ثاا ي مصلس األمن وتتوااس ا ا ا اماان ن س‬
‫الت ج ا ااات تصاي ال رألات اهتزدا األمر كية‪ ،‬والغرب عم ما‪ ،‬ومثامز ا ي آس ا اايا‪ ،‬ر ألمكن‬

‫‪1 - KELLNER Thierry, « La Chine, l’Organisation de coopération de Shanghai et les «révolutions‬‬


‫‪colorées» », Hérodote, n°: 129, La Découverte, 2ème trimestre, 2008, p :167.‬‬
‫‪2 - KELLNER Thierry, « La Chine, l’Organisation de coopération de Shanghai et les «révolutions‬‬
‫‪colorées» », Hérodote, n°: 129, La Découverte, 2ème trimestre, 2008, p :168.‬‬
‫‪215‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫التغا ا ا ا ا ي عذل ن ه ي ارت ا ية مناس ا ا ا اا‪،‬ة "لتو ض ارخاراي الغربي دس ا ا ا اايا ال س ا ا ا ااثى‪،‬‬
‫ََ‬
‫ال‪،‬لدان "ضا‬ ‫وسشاجيع سعدث األ ثاب ي النظام الدولي"‪ ،1‬لذ من خ ا ه ا اهنتد ‪ ،‬ألزاوا‬
‫ش اار ائه ي آس اايا ال س ااثى ألهداف ما ال ااياس ااية ال ارجية وتم عاتهما الدولية ي م اج ة‬
‫ال رألات اهتزدا األمر كية"‪.2‬‬
‫و ي عام ‪ ،2001‬س ا ا تز ا ارت ا ية للل منظمة سعاون ش ا اانغاي ‪ OCS‬منظمة ل ليمية‬
‫رساات ارت ا ية اهن ااأا ل ا التصاادي للاهدألدات الا ث التي ساا‪،‬ق وأعلناها ات ا ية شاانغاي‬
‫واهتمالة ي التثرف (ا س ا ا مي) وارن ص ا اااا وا رهاب‪ .3‬ما أن ه ي اهنظمة س ا ااتسش ا اار عذل‬
‫ثخ ا الصا ا ن مصاا لةداث اهنظمات الدولية لتكرا ما يعرف عنها ب"الصا ااع ث ال ا اال ي"‬
‫الواا عذل تا ااح الز ا اااا من تزت أ دام ال صا ا م ال علي ن أو ا حتمل ن ومناف ا اااه ي‬
‫ا جارت التي سعتبر ةكرا عليه ‪ ،‬فمنظمة سعاون ش ا اانغاي ‪ OCS‬هي بال عل "أوا منظمة ب ن‪-‬‬
‫ةل مية تو ثها الص ا ا ا ن للل ةد ‪ ،‬ر"‪ ،4‬مما ألمال تز ر ‪ ،‬را ي العويدا الص ا ا ااينية وع مة‬
‫عذل تزنيه ااا هنثق سع اادث األ راف ي ع اااته ااا ا ليمي ااة بع ااد أن ااان تر زه ااا عذل الع ااات‬
‫الانااية ه الواعدا‪.‬‬
‫وتص ا ا ا اانف الي م ‪OCS‬من "أه اهنظماات الادولياة ا ليمياة ي اهعم ر"‪ 5‬عذل اعت‪،‬اارهاا‬
‫سغثي ة الي ربع س ا ا االان العال ‪ ،‬وتت فر ال‪،‬لدان األعض ا ا ااا فيها وال ألن ألت فرون عذل صا ا ا ا ة‬
‫م ة عذل أه اةتي ا ااا ي ا ااات ال‪،‬اروا والغ ا ااا ي الع ا ااال ‪ .‬م ا ااا يعتبر وج ث ثولت ن ثاامتي‬
‫العض ا ة ي مصلس األمن فيها‪ ،‬تتواس اامان اهص ااال ثون أن تص اال للل التثابق‪ ،‬مص اادر ا‬
‫وضعف‪ 6‬ي ادن ذاته ةير تر ل منهما ي آسيا ال سثى ةدألوة خل ية ل ا‪ ،‬س ا ما سعلق‬

‫‪1 - Ibid, p : 169.‬‬


‫‪2 - Ibid, p : 169.‬‬
‫‪3- Article 1 de la Charte de l'Organisation de coopération de Shanghai.‬‬
‫‪http://people.unica.it/annamariabaldussi/files/2015/04/SCO-Charter.pdf‬‬
‫‪4 - SONG Weiqing, China's Approach to Central Asia: The Shanghai Co-operation‬‬
‫‪Organisation, Volume 148 de Routledge Contemporary China Series, Routledge, 2016, p :viii.‬‬
‫‪[SCO is the first inter-gouvernmental organisation largely iniciated and driven by China ].‬‬
‫‪5 - KELLNER Thierry, « Quand la Chine s’éveille… », Les Cahiers de l'Orient, N° : 89, 1er‬‬
‫‪trimestre, 2008, p : 73.‬‬
‫‪ - 6‬أل‪،‬دو اهلف الثاقي من اهل ات التي ألث فيها عذل ال ا ا ااثم ارخت ف ب ن روس ا ا اايا والص ا ا ا ن وال ي ألز ا‬
‫ثون تز ا اهنظمة لناثي اقي مس ر‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫منها بصم ر ات ارتزاث ال ا ا ا فياسي ال ا ا ااابوة أو ما "ارت‪ ،‬ي ال ا را الجماعية الص ا ا ااينية‬
‫بثر ق الحر ر ال ا ا ا ا ر‪ ،‬التي تزي اال عذل الت س ا ا ا ااع والت ااأ ر الع ا ا ا ااكر ي ن وال ا ا ا اي اااس ا ا ا ااي ن‬
‫وار تص ا اااثأل ن الص ا اايني ن خار الحدوث الغربية للص ا ا ن خ ا األل ن س ا اانة ال ار ة"‪ .1‬و ي‬
‫ه ا ا ار‪ ،‬انت ‪ OCS‬ي ال‪،‬داألة "التص ا ا ا اايد اهسسا ا ا ا ا ا ا اااسي راثا ال‪،‬لدألن من أجل تزويق‬
‫ارس ا ااتورار ي منثوة آس ا اايا ال س ا ااثى فيما بعد ارتزاث ال ا ا فياسي‪ ،‬وال ي يعتبر رهانا أمنيا‬
‫م ار ا"‪ 2‬ي م عذل ل ارعت‪،‬ارات األخر ‪.‬‬
‫ومن ن اااةي ااة اااني ااة‪ ،‬يعتبر انض ا ا ا ام ااام ال ن ااد وب ااا ا ا ا ات ااان ي أل ني ‪ 32017‬للل اهنظم ااة‬
‫عض ا ن امذي العض ا ة ن عا من ارنتص ااار ألهداف اهنظمة األمنية بالدرجة األولل‪ ،‬وعذل‬
‫رأس ا ا "سعز ز الاوة اهت‪،‬اثلة والص اادا ة وة اان الج ار ب ن الدوا األعض ااا "‪ ،4‬با ض ااافة للل‬
‫"الح اااظ عذل ال ا ا ا اال واألمن وارس ا ا ا ااتورار ي اهنثوااة وتاادعيمااه‪ ،‬و"سعز ز ل ااامااة نظااام ثولي‬
‫س اايااا ا ي وا تص اااثي جدألد ثألمورا ي وعاثا وعو في"‪ ،5‬ماثامت د ض اامت تزت جناةيها‬
‫ت ن ن و ت ن متن اااف ا ا ا اات ن‪ ،‬ب ا مل ااا هم ااا ارندراا ي "خلق ش ا ا ا ااروا تنمي ااة س ا ا ا االمي ااة بت ي‬
‫الت ترات ب ن الدوا الجارا ومدتلف الجماعات العر ية"‪ ،6‬بما يعكس ال ال ي رس ا ا ا اامته‬
‫اهنظمة ل ياستيها الداخلية وال ارجية عذل النز اهعبر عنه ب‪" :‬ت اصل منظمة شافغ ا‬
‫للتعاون س ا ااياس ا اااها الداخلية الواامة عذل م‪،‬اثئ الاوة اهت‪،‬اثلة واهن عة اهت‪،‬اثلة واه ا اااواا‬

‫‪1- SONG Weiqing, op, cit, p :1. [Central Asia features in the Chinese collective memory of the‬‬
‫‪renowned Silk Road, wich connotes Chinese military political and commercal expansion and‬‬
‫]‪influence while beyond the western frontier of China over the past two millennia‬‬
‫‪2- FACON Isabelle, « L'Organisation de coopération de Shanghai. Ambitions et intérêts russes»,‬‬
‫‪Le Courrier des pays de l'Est, n° : 1055, 2006/3, p : 26‬‬
‫‪ - 3‬ان الحض ا ا ا ا ر األوا للدولت ن ي أش ا ا ا ااغاا اهنظمة من ‪ 2005‬ي أس ا ا ا ااتانا‪ ،‬وبويا بص ا ا ا ا ة م ة للل ة ن‬
‫ال فا بارلازامات ال اج‪،‬ة لنيل العض ة اللاملة‪.‬‬
‫‪4 -Article 1 de la Charte de l'Organisation de coopération de Shanghai.‬‬
‫‪5 - Article 1 de la Charte de l'Organisation de coopération de Shanghai.‬‬
‫‪6 - PIERACCINI Federico, « La Route de la soie arctique : un énorme bond en avant pour la‬‬
‫‪Chine et la Russie » , Mondialisation.ca, 2017.‬‬
‫‪https://www.mondialisation.ca/la-route-de-la-soie-arctique-un-enorme-bond-en-avant-‬‬
‫‪pour-la-chine-et-la-russie/5619360.‬‬
‫‪217‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫واه ا ا ا اااورات اهت‪،‬ااثلاة واةارام التن ع الاواا ي والر ‪،‬اة ي التنمياة اه ا ا ا ااار اة بينماا ألت تن يا‬
‫سياساها ال ارجية وفوا ه‪،‬اثئ عدم ارنزيا ‪ ،‬وعدم اساهداف أي بلد الر‪ ،‬وارن تاح"‪.1‬‬
‫ور أنه ال‪،‬ا ما ألنظر ا ‪ OCS‬مزاولة ه ا نة ةلف ال ا ا ااماا األ لسا ا ا ي بت ف ر ل ار‬
‫للتادخال وتادب ر األ ماات ي آس ا ا ا اياا ال س ا ا ا ااثى‪ ،‬أي أ هاا "توارح نم ذجاا بادأل لنظاام التزاال اات‬
‫ال ا ي ي ا ا ا اايثر علي ااه الغرب"‪ ،2‬عذل األ اال من ج ااة اهث ااامم الروس ا ا ا اي ااة‪ ،3‬لر أن اهتم ااام ااا‬
‫س ا ا ا ااينص ا ا ا اارف ابتا اادا من منتص ا ا ا ااف العوا ااد األوا للورن الحا اااثي والع ا ا ا اار ن للل الجا ااانا ا‬
‫ار تصا ا ا اااثي من خ ا ر اثا صا ا ا ااينية ل تم مز د من األسا ا ا ا اي ي وجه تصارتها اه ا ا ا ااتمرا ي‬
‫النم ‪ ،‬و ي اس ا ا ا ااتع اااثا لت ااار د ااا التص اااري العر ق ألن "اهنظم ااة ت يم ال ص ا ا ا ا ا للل أس ا ا ا ا اي‬
‫وتكن ل جيااات جاادألاادا‪ ،‬فض ا ا ا ا عن الثااا ااة واه ارث الحي ااة األخر التي تزتاااج ااا الص ا ا ا ا ن‬
‫ب ا اادا"‪ .4‬وبه ا الص ا اادث ر بد من ا ش ا ااارا للل مزثت ن هامت نال تتعلق األولل ببرنامج التعاون‬
‫ار تصاثي والتصاري متعدث األ راف ال ي أعلنت عنه اهنظمة سنة ‪ ،52003‬و"ال ي وضع‬

‫‪ - 1‬عن اه ع الرس ي للمنظمة ‪. http://eng.sectsco.org/about_sco‬‬


‫‪[the SCO pursues its internal policy based on the principles of mutual trust, mutual benefit,‬‬
‫‪equality, mutual consultations, respect for cultural diversity, and a desire for common‬‬
‫‪development, while its external policy is conducted in accordance with the principles of non-‬‬
‫‪alignment, non-targeting any third country, and openness].‬‬
‫‪2 - KELLNER Thierry, « La Chine, l’Organisation de coopération de Shanghai et les «révolutions‬‬
‫‪colorées» », op, cit, p : 170.‬‬
‫‪3 - CARROLL William. E, « China in the Shanghai Cooperation Organization: Hegemony,‬‬
‫‪Multi-Polar Balance, or Cooperation in Central Asia », International Journal of Humanities and‬‬
‫‪Social Science Vol. 1 No. 19; December 2011, Centre for Promoting Ideas, USA, p :4 [China‬‬
‫‪has been reluctant to see the SCO turned into a NATO-like military alliance, which, again,‬‬
‫‪seems to be more of a Russian aspiration].‬‬
‫‪4 - McCLELLAN Scott Andrew , « The Shanghai Cooperation Organization: Should the U.S. be‬‬
‫‪Concerned? », United States Army War College Class of 2013, p :11.‬‬
‫‪file:///C:/Users/windows/Downloads/Documents/a589436.pdf. [More recently, China’s‬‬
‫‪priorities have shifted somewhat as the SCO provided access to new markets and‬‬
‫‪technologies, as well as energy and other vital resources that China desperately needs].‬‬
‫‪ -5‬بعد ثخ ا ارت اي اهنش ا ئ ل ا ة ز الن اذ ي ش ا نبر ‪ ،2003‬وإرسااا هيلل ا اهسس اس ا ي ةير تت فر اهنظمة‬
‫عذل مصلس ر سا ا ا ا ااا الاادوا ه ال ي ااة العليااا لص ا ا ا اانع الورار ي اهنظمااة‪ .‬و صتمع س ا ا ا اان ااا رعتماااث الورارات‬
‫واه‪،‬اثئ الت جيهية ب ااأن جميع اه اااال ال امة للمنظمة‪ .‬و صتمع ر سااا ةل مات الدوا األعضااا بمنظمة‬
‫ش ا ااافغ ا للتعاون مرا واةدا ي ال ا اانة هنا ا ااة لس ا اااراتيصية اهنظمة متعدثا األ راف للتعاون ومصارت‬
‫األول ة لحل الوض ا ا اااألا اهثروةة‪ ،‬واه افوة أألض ا ا ااا عذل اه زانية ال ا ا اان ة للمنظمة‪ .‬ولد اهنظمة لجنتان‬
‫ثاامتان‪ :‬أمانة منظمة ش ا ا ااافغ ا للتعاون ومورها بك ن والكجنة التن ي ألة ل يلل ملافزة ا رهاب ا لي ي‬
‫‪ RATS‬ومورها ي ‪.Tashkent‬‬
‫‪218‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫أ ثر من ‪ 100‬م ا ا ا ااروع ي ا ا ا اماال التعاااون ي مصااارت اهاااليااة والتصااارا وال‪،‬نيااة التزتيااة للنواال‬
‫وارتصا ا ا ا ااارت والزراعااة والثااا ااة‪ .‬مااا أعلن عن خثااة لتن ي ا ه ا ا البرنااامج بعااد عااام‪ ،‬تليهااا‬
‫لف ا ا ا ا ااا رابثااة ب ن بن ك اهنظمااة ومصلس أعماااا اهنظمااة ي س ا ا ا اان ات متتاااليااة بعااد ذلااب"‪.1‬‬
‫وتتعلق الااانياة بم‪،‬ااثرا "ةزام واةاد ر ق واةاد"‪ ،‬أو "الحزام والثر ق"‪ 2‬مزثاة مم زا من‬
‫أجل بل غ أةد األهداف اه مة للمنظمة وهي " تي ا ا ر النم ار تص ا اااثي ال ا ااامل واهت ا ن‬
‫والتنمية ارجتماعية والاوافية ي اهنثوة من خ ا العمل اه ا ا ااارك عذل أسا ا اااا ال ا ا ارا ة‬
‫اه ا اااو ة من أجل تزويق اثا مثرثا ي م ا اات ات اهعي ا ااة وتز ا ا ن األة اا اهعي ا ااية‬
‫ل ا ا ااع ب الدوا األعضا ا ااا "‪ ،3‬و ي اةارام للم‪،‬اثئ التي امت عليها اهنظمة خاصا ا ااة "ارةارام‬
‫اهت‪،‬اثا ل ياثا الدوا واستو ل ا ووةدتها الارابية‪ ،‬واه اواا ب ن الدوا"‪.4‬‬
‫لواد ةااولات الص ا ا ا ا ن‪ ،‬ي س ا ا ا ايااي ماا بعاد ارتزااث ال ا ا ا ا فيااسي‪ ،‬ال‪،‬زار "عن اس ا ا ا ااتورار‬
‫ع اتها بم س ا ا اال و مأنة ج را ها ي وس ا ا ا آس ا ا اايا ة ا تثلعاتها وأألض ا ا ااا سعز ز ارس ا ا ااتورار‬
‫وإرس ا ا ا ااا مناخ من الاوة عذل الص ا ا ا ااعيد ا لي ي ه ض ا ا ا ااروري ه اص ا ا ا االة تزدأل ها"‪ ،5‬لكنها ي‬
‫الع ا ا ا اار اة الااانياة من الورن الحاالي ت‪،‬ادو منثلواة لتزويق "ص ا ا ا ااع ثهاا ال ا ا ا اال ي" عبر ب اباة‬
‫ار تصاااث‪ ،‬مسشاارا عذل "انتواا الصا ن من م ف ساالبي م ااتو‪،‬ل ل سا امارات‪ ،‬للل وضااع‬

‫‪1-ARIS Stephen, « Shanghai Cooperation Organization », Mapping multilaterasim in transition,‬‬


‫‪n° :2, December 2013, p :4.‬‬
‫‪https://www.ipinst.org/wp.../ipi_e_pub_shanghai_cooperation.pdf.‬‬
‫‪ - 2‬رةت الص ا ن م‪،‬اثرتها الحزام والثر ق س اانة ‪ 2013‬وهي تض ا لةيا ر ق الحر ر البري و ر ق الحر ر‬
‫ال‪،‬زري للورن الحاثي والع ار ن من خ ا لرساا شا‪،‬كة بنية تزتية ترب أسايا بأوروبا وإفر ويا‪ ،‬مع م ح‬
‫ل تم ممر جدألد ي الداارا الوث‪،‬ية ال ا ا اامالية بم ا ا اااندا روس ا ا ااية‪ ،‬ي م ا ا ااروع يعني "‪ 65‬ثولة و مس ة الي‬
‫أربعة م أل ر ف امة ونصاف‪ ،‬تمال ‪ 30‬ي اه ة من الدخل ا جمالي العاهي باسا امار لجمالي من الصا ن ألمكن‬
‫أن ألصل للل ألف مليار ثورر"‪.‬‬
‫‪https://www.mondialisation.ca/la-route-de-la-soie-arctique-un-enorme-bond-en-avant-‬‬
‫‪pour-la-chine-et-la-russie/5619360.‬‬
‫‪3 -Article 1 de la Charte de l’OCS.‬‬
‫‪4 - Article 2 de la Charte de l’OCS.‬‬
‫‪5 - KELLNER Thierry, « La Chine, l’Organisation de coopération de Shanghai et les «révolutions‬‬
‫‪colorées», p :167. [ Dans le nouveau contexte postsoviétique, Pékin a cherché à stabiliser ses‬‬
‫‪relations avec Moscou, à rassurer ses voisins centrasiatiques sur ses intentions mais aussi à‬‬
‫‪promouvoir la stabilité et l’établissement d’un climat de confiance régional nécessaire à la‬‬
‫‪poursuite de sa modernisation].‬‬
‫‪219‬‬
‫الننظام الدولي الراهن‪ :‬أي ضمانات لألمن الدولي؟ ‪ ...................................................................................................................‬مليكة الزخنيني‬

‫أ ثر لألصااابيااة لن ل ألكن هج ميااا"‪ 1‬اعتماااثا عذل ا تصا ا ا ا اااث مدتل عذل الثر وااة الص ا ا ا ااينياة‬
‫َ‬
‫اثر عذل اهناف ا ا ااة وت َز ُّمل األ مات وذلب ما ثللت عليه األ مة اهالية ل ا ا اانة ‪ ،2008‬وبنظام‬
‫س ا ااياا ا ا ي ل تدار ه منظ مة الليبرالية ال ا ااياس ا ااية بال ا االل ال ي ألراث ل ا‪ ،‬وبمزي ممافع‬
‫لل ا اادألمورا ي ا ااة الليبرالي ا ااة ب ا ا ا ال ا اال ع ا ااام بم ا ااا يعثي للمنظم ا ااة ص ا ا ا اا‪،‬غ ا ااة ""ن ا ا ٍااث" ألصمع ثور‬
‫اس ا ا ا ا ‪،‬ااداثألااة"‪ ،2‬مواااومااة ررتااداثات التز ا ال ا ا ا ا اااماال الا ي س ا ا ا ااعل اهنظ مااة الني ليبراليااة‬
‫ةدا ه‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪- GARAPON Antoine, « Les nouvelles routes de la soie : la voie chinoise de la‬‬
‫‪mondialisation », p :1.‬‬
‫‪file:///C:/Users/windows/Downloads/Documents/La_route_de_la_soie_Garapon.pdf.‬‬
‫‪2 - KELLNER Thierry, « La Chine, l’Organisation de coopération de Shanghai et les «révolutions‬‬
‫‪colorées» », op, cit, p : 180.‬‬
‫‪220‬‬

You might also like