Professional Documents
Culture Documents
عزيزي الطالب ،يعد مق رر ( )3422وه و بعن وان «الت دخل في ح االت األزم ات والط وارئ» من المق ررات المهم ة في
برنامج التنمية االجتماعية واألس رية ،حيث يس اعد ه ذا المق رر على تع رف مع نى األزم ة ،والف روق العلمي ة بين االص طالحات
المختلفة ذات الصلة بمصطلح األزمة مثل :الطارئة ،والحدث الطارئ ،والمعضلة ،والمش كلة.......الخ ،فض ًال عن أن واع األزم ات
المختلفة وطرق عالجها.
ويتناول هذا المقرر توضيح األطر النظرية؛ كمدخل األزمة ،وكذلك مراحل نمو اإلنسان واألزمات المصاحبة لكل مرحل ة،
وطرق تشخيصها ،وأساليب عالجه ا ،ه ذا باإلض افة إلى تع رف أزم ة الطف ل الفلس طيني بص فة خاص ة ،وكيفي ة مس اعدته على
مواجهتها ،والتغلب عليها.
عزيزي الطالب ،تشتمل كل وحدة دراسية على القراءات المس اعدة ،وك ذلك على ع دد من الت دريبات ،والتس اؤالت ال تي
تساعدك على سهولة استيعاب مادة هذا المقرر وفهمها بطريقة تيسر لك العمل المهني مع حاالت األزمات والطوارئ.
محتويات المقرر
عنوان الوحدة رقم الوحدة
الصفحة
.1المقدمة
1.1تمهيد
نرحب ب ك ،عزي زي الط الب ،في الوح دة األولى من ه ذا المق رر ،وهي بعن وان
«التدخل في األزمات :البناء النظري وأساليب الممارسة».
إننا نعيش في حقبة من الزمن مليئة باألزم ات بجمي ع أنواعه ا وأش كالها ،حيث
نش اهد ك ل ع ام ماليين من البش ر يواجه ون أح داثًا متأزم ة ال يس تطيعون حله ا أو ال
يعرفون كيفية التعامل معها ،مثل :الحروب وما تخلفه من صدمات ،والزالزل ،والبراكين،
واألعاصير ،والحرائق ،والحوادث.
ويبحث ه ؤالء دائم ًا عن وح دات Unitsلمس اعدتهم على ح ل ه ذه األزم ات
ومواجهتها مثل :مراكز الصحة العقلية والنفسية ،والعيادات الخارجية ،وغرف الط وارئ
بالمستش فيات ،ومراك ز االستش ارات الجامعي ة ،ومؤسس ات اإلرش اد األس ري ،وب رامج
مواجهة العنف األسري ،ووحدات إدارة األزمة ،وغيرها.
ويعّد األخصائي االجتماعي أحد أعضاء فرق العم ل Team Workال ذي يق ع
على عاتقه مسؤولية مهني ة مهم ة في مس اعدة العمالء على حص ار األزم ة وتطويقه ا،
واستعادة التوازن مرة أخرى.
وحتى ينجح األخصائي االجتم اعي في أداء أدواره المهني ة بكف اءة عن د الت دخل
في األزمات فإن ذلك يستلزم أن يفهم معنى األزمة ،وكيفية حدوثها ،والمداخل واألس اليب
الفنية للتعامل معها ،وهو ما سوف نتناوله على الصفحات التالية لهذا الفصل.
2.1أهداف الوحدة
ينتظر منك ،عزيزي الطالب ،بعد دراستك هذه الوحدة دراس ة متعمق ة ،وتنفي ذك
تدريباتها ،وإجابتك عن أسئلة التقويم الذاتي فيها ،واطالعك على المراج ع الخاص ة به ا،
أن تكون قادرًا على أن:
.1تتعرف معنى األزمة وخصائصها.
.2تفسر مفهوم السلوك اإلنساني عند حدوث األزمة.
.3تحدد مراحل حدوث األزمة وتأثيراتها النفسية المختلفة في الفرد واألسرة.
.4توضح مداخل التدخل في األزمة وتكتيكاته.
.5توضح اإلنهاء والمتابعة.
.6تفهم بعض المصطلحات ذات العالقة بالتدخل في األزمة.
3.1أقسام الوحدة
ض مت ه ذه الوح دة ع ددًا من المواض يع ال تي يمكن عبره ا تحقي ق األه داف
المرجوة ،وهذه األقسام تتوالى على النحو اآلتي:
القسم األول :التطور التاريخي لمدخل األزمة.
القسم الثاني :تعريف األزمة.
القسم الثالث :عناصر األزمة.
القسم الرابع :أهمية نموذج التدخل في األزمات.
القسم الخامس :مراحل حدوث األزمة.
القسم السادس :مشاعر العمالء عند حدوث األزمة.
القسم السابع :التأثيرات النفسية لألزمة.
القسم الثامن :األهداف الستة للعالج من األزمة.
القسم التاسع :التدخل في األزمات كاستجابة مخططة.
القسم العاشر :نموذج المراحل السبعة لروبرتز.
القسم الحادي عشر :التقدير ،التدخل في األزمة وعالج الصدمة.
القسم الثاني عشر :مداخل عالج التدخل في األزمة وتكنيكاته.
القسم الثالث عشر :خدمات اإلنهاء والمتابعة في التدخل في األزمات.
تالحظ ،عزيزي الطالب ،أن ه تم توض يح أقس ام الوح دة بطريق ة تغطي األه داف
المرصودة في البداية ،مم ا ي تيح أمام ك فرص ة لتك وين ص ورة ش املة عن م ا تتض منه
الوحدة األولى في الصفحات القادمة.
4.1القراءات المساعدة
عزي زي الط الب ،الق راءات المس اعدة تنمي معارف ك ،وتوس ع م داركك في فهم
حاالت األزمات والطوارئ ،وطرق عالجها ،لذا نحيلك إلى بعض الق راءات ال تي تس اعدك
على تحقيق التنمية المعرفية المثلى عن موضوع هذه الوحدة:
.1جمال الخطيب :تعديل السلوك :القوانين واإلجراءات ،الجامعة األردنية.1996 ،
.2حمدي محمد منصور :الخدمة االجتماعية الكلينيكية ،الرياض ،مكتبة الرشد.2003 ،
.3حمدي محمد منصور (م ترجم) :نظري ة الخدم ة االجتماعي ة المعاص رة ،اإلس كندرية،
المكتب العلمي الحديث للنشر والتوزيع.1998 ،
.4علي إسماعيل :التدخل في األزمات ،اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية.1995 ،
يعّد مدخل األزمات أحد مداخل العالج القصير الذي تكَّو ن له أساس نظري عبر الخمسين عامًا الماضية التي شهدت ميالد
هذا المدخل من خالل التطبيق والممارسة .ولذلك أصبح مدخل األزمات طريقة مرنة للتدخل ،وهي طريق ة متع ددة األبع اد Multi
.Dimensionalوترج ع ج ذور الت دخل في األزم ة إلى اث نين من ال رواد الل ذين عمال أطب اء نفس يين Community
Psychiatristsمن ذ منتص ف األربعين ات من الق رن الماض ي 1940م وهم ا :إرك لين دمان ،Erich Lindemannوجيرال د
كابالن . Gerald Caplanحيث وضع ليندمان إطارا لمفاهيم نظرية األزمة من خالل عمله بمستشفى Massachusttsالعام،
فقد عمل مع أصدقاء وأقارب 493فردًا ممن ماتوا وأصبحوا ضحايا حريق ملهى ليلي ببوسطن .Bostonأما جيرالد كابالن فهو
أستاذ للطب النفسي ،عمل بمستشفى ماساشوستس العام ،وبمدرسة هارفارد للصحة العامة ،وكان عمله امتدادًا ألعمال لين دمان،
حيث كان كابالن في األعوام 1964-1961أول إكلينيكي وصف وحدد مراحل رد الفعل األربعة تجاه األزمة والتي تمثلت في:
.1التوتر االنفعالي الناجم عن األحداث المرسبة واألحداث الخطرة لألزمة.
. 2االضطراب المتزايد في معيشة الفرد اليومية لعجزه عن التعامل مع األزمة وحلها بشكل سريع.
. 3عجز الفرد عن حل مشكالته الطارئة نتيجة لشعوره المتزايد بالتوتر.
. 4قد يصل الشخص إلى حالة االكتئاب أو االنهيار العقلي ،وربما يستطيع في حاالت أخرى إيجاد حل جزئي ألزمته من خالل اتباع
طرق جديدة وغير معتادة.
وعقب محاوالت ليندمان وكابالن ظهر العديد من نماذج ممارسة التدخل في األزم ات في الس نوات الماض ية ،ومن أمثل ة
العلماء الذين اتبعوا هذا النم وذج كولي نز ،كولي نز ،Collins & Collins 2005وج ونز ،Jones 1968وروبرت ز ،وج رو
.Roberts & Grau 1970وبالرغم من ذلك فإن هناك نموذجًا واحدًا للتدخل في األزمات بني على أساس فكر نظرية األزم ة
الذي وض عه المؤسس ون ،وه و نم وذج ك ابالن Caplan 1964ونم وذج ج والن ،Golan 1978ولين دمان Lindemann
،1944ونموذج روبرتز للمراحل السبعة ،R – SSCIM، 1998، 1995، 1991 2005والذي سوف نتع رض ل ه في ه ذا
الفصل.
عرفت األزمة في الكتاب الث اني للت دخل في األزم ات ،Crisis Intervention Book 2وال ذي يحم ل عن وان دلي ل
الممارس للعالج القصير “ ”The Practitioner’s Source book for brief therapyعلى أنه ا اض طراب في حال ة
مس تقرة ،وهي نقط ة تح ول جوهري ة ت ؤدي إلى اض طراب أو تفك ك Breakdownفي أنم اط األداء المعت اد ل دى الش خص أو
األسرة .وهذا االضطراب – أو خلل التوازن – Disequilibriumعادة ما يكون حادًا لدرجة تستدعي التدخل السريع.
إن مواق ف األزم ة وظروفه ا وفق ًا للتعري ف الس ابق ال يمكن حله ا بط رق ح ل المش كلة المعت ادة .وتختل ف األزم ة عن
المشكلة أو الظرف الطارئ :Emergencyحيث أن المشكلة التي ينجم عنه ا ض غط م ا ق د يج د الش خص أو األس رة طريق ًا م ا
لحلها وفقًا لما هو معتاد عند الناس لحل المشكلة ،ولذا فإن المشكلة التي تجد حال عند الفرد أو األسرة ال تعّد أزمة.
أما الظرف الطارئ فهو حدث مفاجئ يسبب نوعًا من الضغط ،ومثال ذلك عندما تكون الحياة في خط ر بس بب حادث ة م ا،
أو محاولة شخص االنتحار ،أو العنف األسري المفاجئ .مما يتطلب ت دخًال فوري ًا عن طري ق المهن يين الم دربين على االس تجابة
لألحداث الخطرة المهددة للحياة .وإذا استمر هذا الموقف دون استجابة للحل وإنقاذ الشخص من الخطر مدة 72-24س اعة فإنه ا
تصبح أزمة.
وتتفاعل هذه العناصر مع بعضها لتشكل الوحدة الفريدة والمميزة لكل أزمة على حده.
وفيما يأتي توضيح للعناصر السابقة:
1.4الموقف الضاغط A Stressful Situation
تظهر خبرات كل واحد منا حينما يواج ه أو يش عر بحال ة من االض طراب أو الفش ل أو العج ز ،وحينم ا تتفاع ل مث ل ه ذه
المشاعر مع المواقف أو األحداث الحياتية فإنها تخلق شعورًا بالضغط والتوتر ،وفيما ي أتي نق دم خمس ة أنم اط لتل ك المواق ف أو
األحداث التي ُتْنِتج الضغط الذي يتحول بعد ذلك إلى مساهم كبير في خلق حالة األزمة:
أ -المواقف األسرية Family Situations
إن بعض المواقف مثل :امته ان الطف ل ،أو امته ان أح د ال زوجين ،أو الحم ل غ ير المخط ط ،أو هج ر أح د الوال دين ،أو
المرض المزمن ألحد أعضاء األسرة ،أو نقص ال دعم االجتم اعي ،هي أمثل ة للمواق ف األس رية ال تي تنتج حال ة الض غط ومن ثم
األزمة.
ب -المواقف االقتصادية Economic Situations
مثل :التوتر االقتصادي المزمن أو المفاجئ والذي يعد مسؤوًال عن كث ير من األزم ات األس رية ،مث ل :البطال ة أو فق دان
الوظيفة ،أو عدم المقدرة على سداد الفواتير ،أو التكلفة العالية للرعاي ة الطبي ة ،أو ض ياع األم وال على اإلدم ان ،وك ذلك الفق ر،
كلها أمثلة بارزة على المواقف االقتصادية التي تخلق األزمة.
ج -المواقف االجتماعية Community Situations
مثل :عنف الجيران ،أو نقص اإلسكان ،أو نقص في موارد المجتمع المحلي ،أو عدم كفاية البرامج التعليمية ،فهن ط رق
توضح اسهامات المجتمع في خلق األزمة.
د -األحداث الحياتية المهمةSignificant Life Events
إن األحداث التي تصنع السعادة مثل :الزواج ،أو مولد طفل ،أو اإللتحاق بوظيفة ،أو التقاعد ،هي نفسها األحداث التي قد
تخلق حالة األزمة مثل:
موت الحب بين الزوجين.
إخفاق الطفل في المدرسة.
عدم كفاية الدخل.
وقت الفراغ المتسع الناجم عن التقاعد.
عدم فهم األسرة لمرحلة المراهقة.
إن اختالل حالة التوازن النفسي التي يعانيها الفرد نتيجة لفشل دفاعاته واختالل قدراته في مواجه ة المواق ف والض غوط
الحياتية المفاجئة تجعله يشعر بالعجز ويرضخ للضغط ،مما يتطلب تدخًال سريعًا إلعادته إلى حالة التوازن المطلوبة ،وتحقيق قدر
من التكيف يجعله يستبصر الموقف الضاغط ويكافح من أجل إيجاد حل له.
وتكمن األسباب الرئيسة لألزمة في:
-األحداث الضاغطة Stress Events
-الصدمة Trauma
-األحداث الخطرة .Hazardous
في ضوء ما تقدم فإننا نحتاج لفهم مدخل األزمات وممارسته وذلك وفقًا لما يأتي:
عندما نتعامل مع شخص في حالة أزمة ف إن الممارس ين يحت اجون إلى عنون ة Addressمن اطق الجم ود والعج ز واالض طراب
وتحديدها بوساطة عمليات منطقية وإجرائية معت ادة .إن أخص ائي األزم ة ،Crisis Workerص احب الخ برات االكلينيكي ة
(العيادية) المحدودة ،يحتاج إلى مزيد من التدريب على فهم فرضيات األزمة واختبارها من خالل نم وذج منهجي منظم للت دخل
في األزمات.
يحتاج أيضًا أخصائي األزمة لنموذج يوضح له الخطوات التي يستطيع بوساطتها مقابلة احتياج ات العمالء أينم ا ك انوا من خالل:
تقدير مستوى الخطر ،وتحريك موارد العمالء ،وبناء استراتيجيات لمواجهة األزمة وتحسين األداء.
ولذلك فإن هؤالء المهنيين يحتاجون إلى فهم مدخل األزمات وتطبيقه ،ومن هؤالء المهنيين:
-أطباء الصحة العقلية.
-المرشدون النفسيون.
-مستشارو الصحة العقلية.
-األطباء النفسيون.
-األخصائيون النفسيون.
-األخصائيون االجتماعيون.
-أخصائيو الخطوط الساخنة Hot lineللتعامل مع األزمة.
.6مراحل حدوث األزمة The Phases of Crisis
عندما يواجه األفراد أو األسر مستويات معقدة من الضغوط تحدث األزمة ،ولكنها عند حدوثها تمر بسلس لة من المراح ل
تتمثل في:
المرحلة األولى :الحدث المعجل Precipitating Event
وهو حدث ضاغط غير عادي وغير متوقع ،ينش أ عن ه حال ة من القل ق ،وألن األف راد واألس ر اعت ادوا ميكانيزم ات ح ل
المشكلة المعتادة ،فإن األحداث الضاغطة التي تندفع بشكل سريع في صورة حدث معجل تفقدهم الق درة على اس تيعاب م ا يح دث،
ومن ثم تعجز قدراتهم عن التعامل مع هذه الضغوط باألساليب المعتادة.
مثال:
أحد الوالدين فقد وظيفته فجأة وبشكل غير متوقع مما جعله عاطًال داخل المنزل،
وال يستطيع تحقيق اإلش باعات المطلوب ة لألس رة .ق د تدفع ه ه ذه الض غوط إلى ممارس ة
العنف مع األبناء أو مع الزوجة؛ وألن األس رة لم تتع ود من ه ذل ك ،فق د ينتهي األم ر إلى
أزمة.
مثال:
قد تدرك األسرة أن امته ان الطف ل Child a buseق د يه دد تماس ك األس رة،
وكذلك أمنها الشخصي.
وبالرغم من إدراكهم لمعنى الحدث لكنهم يواجهون حالة من العجز في كيفية التعامل معه.
. 2يحتاج األفراد واألسرة في هذه المرحلة إلى أخصائي أزمة مدرب يساعدهم دون إصدار أحكام أو توجيه اللوم.
يصف هوارد وليبيى باراد Hawaed and Libbie Paradاستجابة القلق التي تحدث للناس في موقف األزم ة من
خالل بعض المالمح المتمثلة في اضطراب عادات الطعام ،والنوم ،واألحالم ،واضطراب العالق ة الحميمي ة ،والمش اعر ،والتفك ير،
والعمل ،وقد حددا ردود األفعال االنفعالية التسعة اآلتية التي تظهر على الناس في موقف األزمة ،ويمكن أن تساعد المهن يين على
تحقيق فهم أفضل لهم وهي:
.1االرتباك والذهول :Bewildermentحيث يختبر الفرد مشاعر جديدة وغير معتادة.
.2الغضب :Dangerويشتمل على الشعور بالتوتر والخوف والهالك الوشيك.
.3الفوضى والتشوش :Confusionوتتمثل في ارتباك العقل ،وشعور الفرد بأن عقله ال يعمل بشكل جيد.
.4الطريق المسدود :جمود في المشاعر ،وفقدان األمل في الحل.
.5اليأس :Desperationحيث يحتاج الشخص ألن يفعل شيئًا ولكن ال يعرف ما هو.
.6الالمباالة :Apathyلماذا أحاول؟
.7الحاجة للمساعدة :Helplessnessأحتاج إلى شخص يساعدني.
.8اإللحاح :Urgencyالحاجة الماسة إلى المساعدة اآلن.
.9عدم الشعور بالراحة :Discomfortويتمثل في مشاعر اليأس ،والشعور باألرق واالنزعاج.
.8التأثيرات النفسية لألزمة
Psychological Effects of Crisis
عزيزي الطالب ،بالرغم من اختالف قدرات األفراد في مواجهة مشكالتهم الحياتية ،إال أن الضغوط تخل ق مواق ف ص عبة
مما يجعل من كل أزمة نمطًا فريدًا ،Uniqueولذلك فإن توقيت التدخل في أزمة ما يختلف عنه في أزمة أخرى .ونجد األف راد في
مواقف األزمات يواجهون سلسلة مشتركة من التأثيرات النفسية التي تخلقه ا األزم ة ،وال تي تت أثر به ا عملي ة التق دير والعالج،
وتتحدد هذه التأثيرات في الجوانب الستة اآلتية:
ويؤثر اضطراب المشاعر في قدرة الناس على التحرك من فكرة إلى أفكار جديدة أو إلى أفعال أو سلوكيات ضرورية لحل
األزمة الراهنة.
5.8االعتماد Dependence
ويشمل ذلك االعتماد على أخصائي األزمة في الوقت الذي تكون في ه األزم ة في أش د أحواله ا ،ويحت اج الف رد معه ا إلى
وقت طويل حتى يرجع إلى حاله االستقاللية السابقة.
6.8تحديد الهوية
الهوية Identityهي حالة تعبر عن الظرف الداخلي لإلنسان ،كذلك العمليات التفاعلي ة ل ه ،وعن دما يظه ر ح دث يه دد
مفهوم الفرد عن نفسه ،وكذلك يهدد عالقاته األسرية هنا تحدث األزم ة؛ وذل ك لعج ز الط رق المعت ادة عن حله ا ،وبالت الي تت أثر
هوية الشخص بالشكل الذي يتسبب في حالة اضطراب التوازن.
حددت ليديارابابورت Lydia Rapoportأهداف التدخل في األزمات في ستة أهداف أساسية ،تقود كلها إلى الوص ول
إلى حالة االستقرار وتقوية األداء األسرى ،وهذه األهداف هي:
.1تخفيف األعراض الحادة للضغوط األسرية.
.2مساعدة األسرة وأعضائها على العودة إلى مستوى أداء ما قبل األزمة.
.3فهم األحداث المعجلة لألزمة وتحديدها.
. 4تحديد مقاييس التدخل التي يمكن أن تأخذ بها األسرة ،وكذلك الموارد المجتمعية التي يمكن استثمارها في مواجهة األزمة.
. 5بناء حالة من التواصل بين الموقف الضاغط الذي تواجهه األسرة اآلن وخبرتها الماضية في حل المشكالت.
.6تشجيع األسرة على المبادأة في اكتساب طرق جدي دة لإلدراك والتفك ير والش عور ،وك ذلك عملي ات التكي ف الالزم ة لمواجه ة
أحداث حياتية مستقبلية.
وألن التدخل في األزمات يعتمد على زمن محدد فإن محاولة إضافة أو إنجاز مزيد من األهداف ربما يعّد غ ير مالئم ،وق د
يقود إلى مشاعر الفشل .ففي الوقت الذي نشجع فيه العمالء على اكتشاف مواردهم وقدراتهم ال نستطيع توقع أن يقبلوا مزيدًا من
التوجيهات ،أو أن نذهب إلى أبعد من قدراتهم ،ومن األفضل أن نساعد العمالء على أن ينظروا للحياة على أنه ا مج ال للممارس ة
،Practice Fieldويعنى ذلك أننا كلما أنجزنا هدفا من األهداف خطونا خطوة نحو التقدم.
وعلى الجانب الثاني يجب على أخصائي األزمة تحدي ومجابهة Challengingبعض االستجابات التي تحدث في أثن اء
حوار Dialogueشرح األزمة ،والتحدي قد يشتمل على:
.1تقديم معلومات.
.2إعادة صياغة بعض المعلومات.
.3تقديم تفسير لبعض المعلومات.
وباختصار فإن أخصائي األزمة يؤدي دور المدافع من خالل استجابات التحدي ،والتي حينم ا تطب ق في ال وقت المناس ب
فإنها تساعد العميل على التخلص من المعتقدات الالتوافقية Maladaptive Beliefsواكتساب سلوكيات جيدة.
على سبيل المثال :في حالة الفتاة الشابة التي أقدمت على االنتحار؛ ألن خطيبه ا
يخونه ا م ع أع ز ص ديقاتها ،ف إن على أخص ائي األزم ة أن يس اعدها على التعب ير عن
مش اعرها المرتبط ة ب الغيرة والص دمة ،وفي ال وقت نفس ه يح اول تع رف تاريخه ا في
مواقف سابقة تتعلق بفقدان الثقة بالغير ،وفي اللحظة نفس ها علي ه أن يس أل الفت اة :ه ل
تناول جرعات زائدة من الدواء هي الطريقة الصحيحة للتخلص من هذه األزمة؟
المرحلة الخامسة :تحديد البدائل واكتشافها
تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل في حال التدخل في األزمة؛ ألن العميل في موقف األزمة يعرف أن ه ش خص تنقص ه
القدرة على دراسة الموقف في إطاره األشمل ،Study The Big Pictureكما أنه يتج ه إلى اس تخدام ط رق تقليدي ة معت ادة
لمواجهة األزمة ،وغالبًا ما يفشل .وإذا أنجزت المرحلة الرابعة بش كل جي د ف إن العمي ل في موق ف األزم ة س وف يعم ل في إط ار
مشاعر جيدة تمكنه من استعادة توازنه االنفعالي ،وفي هذه الحالة يستطيع أخصائي األزمة والعميل أن يض عا ب دائل الحل ول على
الطاولة مثل:
-تعاقد يشتمل على التعهد بعدم العودة لالنتحار ثانية.
-تلقى الرعاية الصحية لفترة قصيرة.
-مناقشة مسألة التأمين على الحياة.
-مناقشة البدائل المرتبطة بالحصول على منزل أفضل.
-البحث عن عالج فاعل لمسألة االعتماد العقاقيري.
وجدير بالذكر أن هذه الب دائل تك ون أفض ل حينم ا تتم في إط ار من التش اور والمش اركة بين أخص ائي األزم ة والعمي ل،
وحينما يختارها العميل فإنها تصبح قابلة للتنفيذ.
اكتشاف المعاني المرتبط ة ببعض الخ برات مث ل :خ برات الطالق ،وم وت أح د األطف ال،
واالعتماد العقاقيري.
لماذا حدثت هذا األمور؟
-اكتشاف Exploring
-تحديد Identifying
-وصف Describing
-قياس Measuring
-تصنيف Classifying
-تشخيص Diagnosing
ويحدد أوسترين Austrian 2002العناصر العشرة اآلتية للقيام بالتقدير النفسي االجتماعي البيولوجي للعميل:
.1البيانات الديموجرافية.
.2االتصال بالمؤسسات حاليًا وسابقًا.
.3التاريخ الطبي ،والطب النفسي ،وسوء استخدام العقاقير.
.4تلخيص لموقف العميل في الزمن الراهن.
.5التاريخ المختصر للعميل والمهمين في حياته.
.6المتطلبات الحالية .Presenting Request
.7عرض المشكلة كما عَّر فها العميل والمستشار .Counselor
.8اإلتفاق على التعاقد بين العميل ومستشار األزمة.
.9تحديد خطة التدخل.
.10تحديد أهداف التدخل.
ويحتاج مستشار األزمة إلى بعض األدوات والوسائل التي تساعده على عملية التقدير مثل:
الدليل اإلحصائي والتشخيصي لألمراض العقلية واالضطرابات النفسية (اإلصدار الخامس) .DSM-IV-IR
وسائل التقدير السريع RAIS Rapid Assessment Intervention Scrapeمثل قائمة األعراض المختص رة ،وقائم ة
(ب ك) لتق دير االكتئ اب ( )Beck depression Inventory( )BDIوقائم ة أع راض االزدراء The Derogates
) Symptom (SCWومقياس أبعاد المعيشة ،The Reasons For Living Scaleومقياس نتائج األحداث.
نسق تفاعل الفرد مع البيئة .Person– In– Environmental System
مقاييس إنجاز الهدف .Goal Attainment Scales
كما يقترح ليرنر وشيلتون Lerner and Shelton 2001الخطوات اآلتية إلدارة الضغوط الحادة ،وذلك بعد السيطرة
على الكارثة:
.1تقدير الخطر الذي يقع على الفرد واآلخرين.
.2تقدير حالة الضرر الجسمي والنفسي.
.3تقييم مستوى االستجابة.
.4تحديد االحتياجات الطبية.
.5مالحظة دور كل فرد في حدوث الضغط وتحديده.
.6أن يقدم أخصائي األزمة نفسه موضحًا دوره ،ويبدأ في تنمية عملية االتصال.
.7تشجيع الفرد كي يحكي تاريخه وقصته مع حالة الضغط.
.8تقديم الدعم من خالل اإلنصات اإليجابي النشط.
.9إتاحة الفرصة للتعلم واكتساب الثقة.
. 10مساعدة الفرد على أن يصف ويحدد األحداث المستقبلية المترتبة على حالة الضغط ،واالستعداد ببدائل لمواجهتها.
.13مداخل عالج التدخل في األزمة وتكنيكاته
Crisis Intervention Treatment Approaches
and Techniques
تعبر الصفحات التالية عن نوع المعرفة االنتقائية Eclectic Knowledgeالتي ترك ز على ش رح المراح ل العالجي ة،
وكذلك التكنيكات التي يمكن استخدامها مع األسر بعد مرحلة التقدير المب دئي Initial Assessmentلألزم ة .وفي ه ذه الحال ة
يعّد فريق العمل أمرا مرغوبًا فيه؛ ألن كل عض و في الفري ق يمكن أن يق دم خ برة مهم ة في واح دة أو أك ثر من النظري ات -ال تي
سوف نعرضها باختصار -وأفضل التكنيكات التي يمكن أن تستخدم مع شرائح مختلفة من السكان في مواقف األزمات.
كما أنه ال يوجد طريقة واحدة للتدخل في األزمات تصلح مع كل العمالء أو تصلح مع العميل الواحد في أوقات مختلفة من
حياته؛ ألن البناءات األسرية مختلفة ،كما أن األسر تنتمي ثقافيًا ألنساق مختلف ة من المعتق دات ،ويجب على أخص ائي األزم ة أن
يح ترم ه ذه الخصوص ية ال تي تم يز أس رة عن األخ رى ،وفى ه ذا الفص ل س وف نع رض سلس لة من النظري ات المترابط ة
Interconnecting Theoriesوالتي تشكل األس اس ،ويجب على الممارس ين أن يتحل وا بالمرون ة عن د اس تخدام أي م دخل
عالجي أو تكني ك ي رون أن ه ن افع وفاع ل لمس اعدة األس رة في حال ة األزم ة .وت تركز المهم ة األولى لمستش ار األزم ة Crisis
Counselorعلى مس اعدة العمالء على تغي ير أنم اطهم الوجداني ة (المش اعر) والمعرفي ة (التفك ير) والنزوعي ة (الس لوكيات
واألفعال) بالشكل الذي يمكنهم من اكتساب قيم أفضل ،ويشجعهم على صناعة وبناء اتصال جي د ،واتخ اذ س لوك ال دور المناس ب.
ولهذا السبب ينبغي أن يحرص مستشار األزمة على اختيار مدخل انتقائي وتطويره لمساعدة ه ؤالء على تحقي ق األداء اإلنس اني
األفضل (المشاعر ،والتفكير ،والفعل) ،ونق ل األزم ة وتحريكه ا من المس توى الجام د إلى مس توى قاب ل للح ل في إط ار الم وارد
المتاحة والممكنة .ومن أمثلة هذه المداخل االنتقائية -التي يمكن بوساطتها تقديم خدمات ملموسة للعمالء -هي:1
-مدخل التركيز على العمالء وذواتهم Emotive
-العالج االنفعالي العقالني Rationat Emotive Therapy
-العالج السلوكي Behavior Treatment
-مدخل استخدام الموارد المجتمعية Use of Community Resources
-مدخل العالجات المتعددة Mulity Intervention Treatments
-المدخل المعرفي السلوكيCognitive Behavior Intervention
-مدخل التركيز على المهام Task-Centered Approach
-مدخل العالج األسرى Family Therapy Approach
باإلضافة إلى تحقيق االتصال القائم على احترام المشاعر داخل األسرة ،ودعم بناء العالقات اإليجابية فيها.
ويستلزم تحقيق الهدف عددًا من الخطوات اإلجرائية ،ولكن يبقى تركيز عملية التدخل منصبًا على تحقيق الهدفين سالفي
الذكر ،وبعد انتهاء التدخل وتحقيق األهداف المحددة سابقًا ،سوف يستمر العمل م ع األس رة الحت واء الغض ب وإدارت ه ،ولكن من
خالل جلسات عالج فردية أو جماعية يمارسها معهم بعض المعالجين في جلسات إضافية الحقة الحتواء الغضب والس يطرة علي ه
عند حدوث مواقف طارئة داخل األسرة.
وعلى الوجه اآلخر ربما تعاني بعض األسر سلسلة من الضغوط الحياتية الممتدة ،بعضها ق د يك ون مزمن ًا ،وبعض ها ق د
يكون حادًا ،باإلضافة إلى حالة اإلساءة أو اإلهمال السابقة ،وقد ُيفاجأ أخصائي األزمة بسلسلة من المشكالت التي تعرض ها علي ه
األسرة مثل :المشكالت المدرسية ،واالنتقاالت ،واإلسكان ،والمشكالت المادية والقانونية والطبية وغيرها.
في هذه الحالة قد يشعر األخصائي بوخز الضمير ،وأنه يجب عليه أن يعمل م ع ك ل ه ذه المش كالت في آن واح د ،وعن د
هذه اللحظة يحدث الفشل؛ ألنه لن يجد الوقت الكافي وال الطاقة التي تمكنه من فعل كل شيء.
مثال:
أسرة تعبر عن مشاعرها حيال كل هذه المشكالت بالقول :إننا نري د أن نفع ل ك ل
شيء في وقت واحد ،حتى نصبح مقبولين عند الناس.
عزيزي الطالب ،في مدخل األزمات يجب أن يكون لدينا عدد من المؤسسات التي تساعدنا على توف ير الحل ول للمش كالت
في إط ار تن اول مش كلة تل و األخ رى ،وليس الجمي ع في وقت واح د .إن الت دخل في األزم ات كش كل للعالج القص ير ،يرك ز على
مساعدة األسرة على اختيار أهدافها ،ومساعدتها أيض ًا على كيفي ة تحقي ق ه ذه األه داف ،وق د يش عر أخص ائي األزم ة أن بعض
المشكالت أهم من غيرها من وجهة نظره ،ويمكن مناقشة ذلك ،ولكن االختيار النهائي يظل هو االختي ار األول ال ذي رك زت علي ه
األسرة ،ويكون دور أخصائي األزمة هو مساعدة األسرة على إعادة تعريف تلك المشكلة وتحويله ا إلى ه دف من أه داف العالج،
ومن الضروري أن يستمع األخصائي بعناية لألسرة ،وكذلك يستثير األسرة لطرح عدد من األفكار ال تي ترتب ط بإيج اد حل ول ألهم
المشكالت بالنسبة لها ،حيث تساعد هذه العملية على مساعدة األسرة على بناء طاقة جديدة؛ إليجاد حلول للمشكالت األخرى ،كما
أنها تعلم األسرة التفك ير الم رن في ح ل المش كلة ،Problem - Solvingمم ا يزي د في ثق ة األس رة في نفس ها وفي ق دراتها
مستقبًال على حل ما يواجهها من مشكالت.
مثال:
كثير من العمالء يفقدون الثقة في المؤسسات التي تقدم لهم الوعود بالتعاون مع
المنظمات األخرى ثم ال تفي بذلك ،أو تضع العمالء في قائمة انتظار طويلة.
وقد يتفادى أخصائيو األزمة الوقوع في هذا الحرج بإرشاد العمالء للمنظمات والخدمات المالئم ة ،وال تي تق دم خ دماتها
للعمالء من خالل عمليتي التنسيق والتعاون التي تتم بين أخصائي األزمة والمنظمة ،فيقدم اس م العمي ل المع ني بالخدم ة ب دًال من
تقديم رقم تليفونه فقط.
وعند اللحظات األولى لوقوع األزمة يجب أن يترك األخصائي رقم تليفونه أو جهاز االستدعاء Beeperالخاص به ،كم ا
يجب عليه أن يستخدم استراتيجية المدافعة Advocacyعن حقوق العمالء ومساعدتهم على استثمار الموارد المتاحة ،وبالتالي
دعم العالقة المهنية العالجية.
نجد األسر الممتهن ة مثًال Abusive Familiesتحت اج لخ دمات تتطلب فيض ًا
كب يرًا من المنظم ات لتق ديم الخ دمات ونقله ا ،وإس داء النص يحة ،والت دخل في األزم ة،
وتقديم خدمات مادية ملموسة ،وخدمات العالج الممتد ،Long – Termوكذلك خدمات
اإلسكان والخدمات التعليمية واالجتماعية ،وخدمات التوظيف ،وخدمات الصحة النفس ية،
وكذلك كل مكونات الخدمات الضرورية الالزمة إلنجاح حل األزمة.
ويحتاج فريق التدخل في األزمة ،وكذلك مؤسسات الخدمات االجتماعية إلى قيادة تجمع بين ف رق العم ل في إط ار منظم،
وكذلك منظمات المجتمع المحلي لتبادل المعلومات ،وتصميم البرامج الالزم ة لعالج األزم ة وتنفي ذها .ويمكن للجن ة من المجتم ع
المحلي أن تدرس الفجوات في الخدمات االجتماعية ،وتحاول إيجاد شكل جيد لتنسيق الخدمات.
تساعد األسرة على ممارسة االتصال الجي د ،وك ذلك ممارس ة مه ام ح ل المش كلة بين المق ابالت المختلف ة م ع أخص ائي
األزمة ،وهي كفيلة أيضًا بنقل األسرة إلى حالة االستقاللية Independenceوعدم التعرض لسلوكيات االمتهان.
فعلى سبيل المثال يمكن استخدام مدخل التركيز على المهام ،والمدخل الس لوكي،
ونظري ة االتص ال ،Communication Theoryونم وذج ح ل المش كلة ،والعالج
األسري ،والواجبات المنزلية لمساعدة نوعية من العمالء في مواقف األزمة.
ومن جهة أخرى فإن المدخل السلوكي المعرفي يكون أكثر فاعلية في تغيير سلوك األطفال ،وهو أكثر النظريات ص الحية
لالستخدام مع البالغين أيضًا .وذلك ألن النظرية المعرفية تشجع العمالء على التفكير في المشكالت ،وتخطيط الحلول لها ،وبالتالي
فإنهم يكونون على دراية ووعى بمعتقداتهم وانفعاالتهم ودوافعهم وأهدافهم وسلوكياتهم نتيجة لعملية التفكير هذه التي يس تثيرها
المعالج المعرفي.
كما أن المداخل األخرى التي ينتقيها أعضاء فريق العمل مث ل :م دخل العالج األس ري ،يرك ز على الفش ل في أداء ال دور
لدى األنساق األسرية مثل :نسق الوالدين ،أو نسق الزوجين ،ويعّد المعالج أن أحد مظاهر الخلل في أداء األدوار ينعكس في ش كل
امتهان مادي وجنسي للطفل.Sexual and Physical Child Abuse
كما تعّد نظرية األنساق Systems Theoryمن المداخل التي تركز على الجوانب األيكولوجية .وكذلك م داخل الترك يز
على األسرة ،والتي تتناول تفسير سلوك الفرد واألسرة في البيئة االجتماعية ،وهكذا.
2.13بعض تكنيكات التدخل في األزمة Crisis Techniques
يوجد عدد من التكنيكات العالجية الخاصة بمدخل األزمة مثل:
استخدام الدعابة ،والتعميم ،وكشف النفس ،واإلخبار القصصي ،واألهداف المحدودة ،وبث األم ل وهي من التكنيك ات الفاعل ة في
التدخل في األزمة .ومن خالل فهم مقاومة العميل ،وتقدير النتائج العالجية ،يمكن أن تحقق هذه التكنيكات الفائدة المرج وة .وفيم ا
يأتي توضيح لهذه التكنيكات:
2.2.13التعميم Generalization
هو أحد التكنيكات الجيدة أيضًا ال تي تس تخدم في موق ف األزم ة ك أن تق ول على س بيل المث ال ألح د العمالء« :إنن ا كلن ا
نغضب ،ولكننا ال نعرف كيف نعبر عن هذا الغضب بشكل جيد أحيانًا» .ولذلك فإن تعليم العميل كي ف يع بر عن غض به بش كل جي د
سوف يساعده على أن يعمم هذه الخبرة مستقبال على مواقف مماثلة.
مثال:
حينم ا تك ون قيم الوال دين –ال تي اس تمدوها من الطفول ة ح ول التنش ئة– غ ير
ناضجة أو تحتاج إلى تنقية من الرواسب الثقافية السلبية ،يمكن أن نقول لهم بصراحة إن
امتهان الطف ل وإهمال ه عم ل غ ير مرغ وب في ه ،وفي ال وقت نفس ه نح دد معهم الب دائل
المناسبة لعملية التنشئة.
وقد ال تقبل بعض األسر أو قد ال توافق أخصائي األزمة ،أو قد تسيئ تفسير أخصائي األزمة ألساليبهم في عملية التنشئة
على أنها امتهان أو إهمال للطفل ،وهنا يكون من الضروري أن يكرر أخصائي األزم ة لهم أن حال ة الالتواف ق ال تي يك ون عليه ا
الطفل -والتي سببها االمتهان أو اإلهم ال– تع بر عن س لوك غ ير مقب ول من اآلب اء إزاء عملي ة التنش ئة االجتماعي ة – ألن ع دم
التركيز على النواحي السالبة من قبل أخصائي األزمة قد يفسر موافقته على تلك السلوكيات الخاطئة.
مثال:
ال نتفق مع اآلباء على االستخدام المفرط للعقاب في عملي ة التنش ئة االجتماعي ة
لألطفال ،لذلك يجب أن نح دد معهم الب دائل التربوي ة المناس بة ،وك ذلك النت ائج االيجابي ة
الس تخدامها ،ثم بع د ذل ك نس تخدم عملي ة التعليم إلكس ابهم المه ارات الوالدي ة الفاعل ة
Active Parenting Skillsمن خالل عملية التعلم.
إذا اعتقدت األسرة في قدرة أخصائي األزمة على مساعدتها على توف ير الحل ول
المحتملة لألزمة ،فإن ذلك يبعث الثقة في نفوس أعضائها على تنفيذ المتطلبات المرتبط ة
بتلك الحلول.
ويحتاج بث األمل إلى أن يرجع أخصائي األزمة بعمالئه إلى مرحلة ما قبل األزمة للبحث عن ج وانب النج اح والفش ل في
حياتهم ،وإلى أي درجة مروا بأزمات مشابهة ،وكيف استطاعوا التغلب عليها ،مع تشجيع العمالء للبحث عن م داخل جدي دة لح ل
األزمة ،وتجنب اللوم على الفشل أو الرضوخ لألزمة حيث إن ذلك يعطيهم األمل الذي هو في حد ذات ه مبعث لق وة العم ل من أج ل
حل األزمة .واستخدام كلمات متى ،أو عندما ،أو سوف When or Willعند مناقشة خطة الح ل أفض ل من اس تخدام الكلم ات
الشرطية أو االحتمالية مثل :إذا أو ،ربما .If or Maybe
يجب أن نتذكر أن:
. 1نجاح أخصائي األزمة في الوفاء بالوعود ينمي الثقة والقدرة على إحداث التغير.
.2حينما يعمل أخصائيو األزمة مع العمالء كفريق متعاون فإن ذل ك يب ني ق درات العمالء
الالزمة لحدوث التغير.
وبعد تقدير أبعاد االضطراب السلوكي لدى العمالء يقوم أخص ائي األزم ة بتحدي د حاج اتهم ،وتوف ير المعلوم ات الالزم ة
عنهم من خالل بعض األسئلة التي تفيد في عملية التدخل مثل:
.1ما النتائج المتوقعة؟
.2ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟
.3ما توقعات األسرة وأعضائها؟
. 4هل كان أخصائي األزمة يتعامل بالحنكة المهنية المطلوبة كاالحترام وتقدير المشاعر ،وتجنب األحكام القاطعة والنقد؟
. 5ما الموارد التي يمكن أن يقدمها أخصائي األزمة ومؤسسات المجتمع المحلي للمساعدة على حل األزمة؟
.6هل استمع أخصائي األزمة بإيجابية واستجاب لحاجات العمالء؟
.7هل رأى أخصائي األزمة جوانب قوة في عمالئه؟
.8هل أوضح أخصائي األزمة لعمالئه أن هناك حلوًال متاحة لألزمة؟
ما الذي يجب أن يفعله أخصائي األزمة في حالة مقاومة العميل للتغير؟
في أنواع كثيرة من األزمات يجد العمالء أنفسهم في حالة تقاوم التغيير المطلوب من أجل حل األزمة :مثل بعض األزمات
األسرية التي تخشى األسرة فيها من تعرض سمعتها ومكانتها للضرر إذا شعر المجتمع بأنها تتلقى مساعدات مهنية من نوع م ا،
ويجب على أخصائي األزمة الماهر في مثل هذه الحاالت أن يبذل جهدًا أكبر مع األسرة الكتش اف الب دائل المناس بة ب دًال من تق ديم
حلول سريعة (كالطالق مثال) يترتب عليها أزمات أشد صعوبة مستقبًال .وهناك بعض األسباب ال تي ت دفع العمالء لمقاوم ة التغ ير
نذكر منها على سبيل المثال:
وإليك بعض التكنيكات التي يمكن أن تستخدمها في أثناء المقابالت لكسر مقاومة العمالء للتغيير:
-اإلنصات االيجابي والواعي.
-التطبيع .Normalizing
-التجزيئ .Partialization
ونعني به تقسيم المشكلة إلى جزيئات صغيرة تسهل الفهم ومناقشة الحلول.
-تفريغ المشاعر .Ventilation of Feelings
-تلخيص Summarizationمشاعر العميل بعد جلسة استماع ممتدة.
-تقبل العميل كإنسان دون تقبل سلوكياته غير المرغوبة.
-المناقشة المنطقية .Logical Discussion
-تعليم أو إعالم العمالء عن معنى التدخل في األزمة والموارد المجتمعية التي يمكن أن تساهم في حلها.
-وضع الحدود والقواعد للسلوك والتعاقد على البدائل التي تم قبولها.
-تقديم خدمات ملموسة كاإلسكان ،ومديرات المنزل ،وغيرها.
-مواجهة الجمل Statementوالسلوكيات غير المرغوبة.
-إعادة صياغة Reframingعبارات العميل وسلوكياته في جوانب إيجابية.
عندما ينجح أخصائي األزمة في نقل اتجاه إيجابي للعمالء عن عملية اإلنه اء ،والرغب ة في المتابع ة من أج ل التأك د من
نجاح العالج ،فإن ذلك يجعل العمالء يش عرون ب الجهود ال تي ب ذلت من أج ل ح ل األزم ة ،كم ا ي دعم ل ديهم الكف اءة الذاتي ة لح ل
المشكالت المستقبلية .وتشتمل عملية اإلنهاء والمتابعة على ما يأتي:
1.14وضع الحدود منذ البداية
Establish Limits From The Beginning
ترتبط الخطة في حالة التدخل في األزمة بحدود زمنية تنحصر عادة بين 12-4أس بوعًا (ب الرغم من أن االتج اه الح ديث
يميل إلى اختزال جهود األزمة وحلها في ( )4أسابيع ،بما في ذلك عملية المتابعة) ،ولذلك يجب أن يعرف العمي ل الح دود الزمني ة
لحل األزمة ،ويجب التذكير بذلك بين مدة وأخرى .ويساعد تحدي د ال زمن في تك ثيف جه ود العمالء للترك يز في المناقش ة وتنفي ذ
بدائل الحلول من أجل إحداث التغيير اإليجابي.
-تذكير العميل بقدرته على االستقاللية ،ومدى قدرته على تحقيق األداء السوي.
-المهام التي أنجزت.
-المهارات وأنماط السلوك الجديدة التي اكتسبوها.
-كيفية استخدام الموارد مستقبًال.
.15الخالصة
تعرض نا في ه ذه الوح دة (األولى) لش رح مع نى األزم ة وتوض يحه ،وأس باب
حدوثها وكيفية حدوثها ،واآلثار النفسية ال تي تتركه ا األزم ة على األف راد ،كم ا تعرض نا
أيض ًا لدراس ة خص ائص األف راد واألس ر في حال ة األزم ة ،باإلض افة إلى ش رح نم وذج
المراحل الس بعة ال ذي أع ده روبرت ز لعالج األزم ة ومواجهته ا ،وك ذلك التكنيك ات ال تي
ينبغي على األخصائي االجتماعي استخدامها لعالج األف راد واألس ر في حال ة الوق وع في
األزمة .وانتهت الوحدة بسرد بعض المص طلحات ذات العالق ة بالموض وع ،وك ذلك ط رح
بعض األسئلة التي تساعد الطالب عند اإلجاب ة عنه ا في تق ويم ذات ه ،وم دى قدرت ه على
االستيعاب والفهم والتحصيل.
.17مسرد المصطلحات
-اضطراب الشخصية :ويتحدد بعدد من السمات تتمث ل في اض طراب الم زاج ،والعالق ات
الشخص ية الداخلي ة ،وتخي ل ال ذات في أثن اء مرحل ة المراهق ة .Adulthood
وتنعكس ه ذه االض طرابات في ش كل ع دم الق درة على التحكم في الغض ب،
واالندفاعي ة ،وظه ور س لوكيات المي ل لالنتح ار ،والمخ اوف الح ادة من الهج ر،
وتظه ر ه ذه العالق ات بوض وح عن د االس تجابة للض غوط الحياتي ة الواقعي ة أو
الضغوط المتخيلة .Imagined Stress
-خط ة الحال ة :Case Planوهي وثيق ة Documentمهني ة ،تح دد األه داف
واالستراتيجيات التي تس تخدم لتغي ير الظ روف Conditionsوالس لوكيات ال تي
تؤدي لحدوث المشكلة.
-تخطيط الحالة :Case Planningهي عملي ة الت دخل ال تي تب نى على خط ة الحال ة،
والتي تحدد الخدمات التي يقدمها األخصائي باالش تراك م ع مهن يين آخ رين ،ومن
خالل مناقشة كافية مع العميل وأفراد أسرته.
-التضافر :Co- Morbidityهي حالة من الوج ود المتض افر لسلس لة من األع راض
Syndromesأو االض طرابات الشخص ية مث ل :األم راض العقلي ة ،وإدم ان
الكحول ،أو األمراض العقلية والتخلف العقلي.
-األزم ة :Crisisموق ف أو ظ رف مف اجئ تنه ار أمام ه أنم اط الق درات العادي ة للف رد
واألسرة ،وال يمكن حله باستخدام سلوكيات معتادة .ويحت اج في ه العمالء إلى زمن
يتراوح بين 72-24ساعة حتى يمكن االستجابة لهذا الموقف.
أما حالة األزمة الحادة فإنها تحت اج على األق ل إلى زمن ي تراوح بين 6-4أس ابيع
إلمكانية حلها.
-اضطراب الهوية المفكك للشخصية :Dissociative Identity Disorderويطل ق
عليه اضطراب الشخصية المتعدد ،وهو عبارة عن حالة عجز الف رد عن اس تدعاء
المعلوم ات الشخص ية المهم ة ،ومن ثم فإن ه يتخ ذ سلس لة من األفع ال المت واترة
Recurrentlyللتحكم في السلوك.
-التشخيص المزدوج :Dual Diagnosisهو ذلك التشخيص الذي يشتمل على الوجود
المش ترك الث نين من الظ روف (األم راض) Conditionsفي وقت واح د ،ومن
أمثلة ذلك اإلدمان واألمراض العقلية أو األمراض العقلية والتخلف العقلي.
-الخطر :Riskمؤشر يدل على تعرض اإلنسان لحالة سوء توافق مستقبًال.
-تقدير الخطر :Risk Assessmentهو تقدير المؤشرات ال تي س وف تجع ل اإلنس ان
عرضة لحالة سوء توافق مستقبال وقياسها باستخدام مقاييس ،مصفوفات وق وائم
السلوك أو أي أنواع أخرى من المقاييس.
-عوام ل الخط ر :Risk Factorsالس لوكيات واألوض اع ال تي تب دو على الطف ل،
والوال دين ،واألس رة ،وك ذلك المجتم ع المحلي ،وال تي تش ير عن د توافره ا إلى
احتمال تعرض الطفل إلى حالة سوء توافق مستقبًال.
-الوقاية الثانوية :Secondary Preventionسلسلة من أنشطة التدخل ال تي ته دف
إلى منع تفكك األسر التي تقع على محك الخطر At – Riskواضطرابها ،وال تي
من أمثلتها تلك التي تمارس أعمال إهمال الطفل وامتهانه.
-العالج :Treatmentعملي ة الت دخل المه ني ال تي يق وم به ا أخص ائي خدم ة الف رد
وأخصائيو األزمة للتقليل من خطر تعرض العميل إلى حالة سوء توافق.
-مظل ة الخ دمات :Wrap-Around Servicesتل ك الخ دمات الوقائي ة ال تي تق دم
لمقابل ة الحاج ات الكلي ة لألس رة باس تخدام م وارد المجتم ع المحلي ،والخ دمات
المادية ،وخدمات اإلرشاد.
-المأزق :Predicamentظرف أو موقف محرج أو خطر غير سار ،وهو ليس أزمة.
-الحال ة الطارئ ة :Emergencyهي مجموع ة من الظ روف ال يمكن التنب ؤ بح دوثها
وتتطلب إجراءًا فوريا ،وتتعل ق في الغ الب بمس ألة الحي اة أو الم وت ،وهي أيض ًا
ليست أزمة.
-الضغط :Stressن وع من االنزع اج أو األلم أو الش عور باالض طراب ينب ع من مص ادر
عاطفية أو اجتماعية أو جسدية .والضغط قد يك ون قص ير الم دى ،يراف ق ظه وره
نتائج متوقعة إلى حد كبير ،وقد يؤدي إلى حدوث أزمة ،وقد يك ون طوي ل الم دى،
وينتج عن ه الم رض .وب الرغم من ذل ك فالض غط ليس أزم ة ،ولكن تط ور الح دث
الضاغط يؤدي إلى أزمة.
-اإلعياء :Burnoutمفهوم حديث عرفه كابوتو بأنه «عدم القدرة على التصدي بش كل
مناسب لألحداث الضاغطة النابعة من أعمالنا أو من حياتنا الشخصية ،وهو يظه ر
على شكل عالقات وأعراض جسدية ،أو مشاعر غضب ،ويتم يز بأن ه أط ول زمن ا
من السلوك الحاد ،ونجد أن األفراد الذين يعانونه ال يدركون في الغالب العالقة بين
مشاعرهم وسلوكهم».
-الم رض :Illnessظ رف معين يمكن التحق ق من ص دقه عن طري ق المالحظ ات
اإلكلينيكية واالختبارات المعملية المختلفة.
أما من الناحية الثقافية فهو يتضمن اعترافا اجتماعيا بأن الشخص ال يستطيع أداء
أدوراه االجتماعية المتوقعة منه ،ويمكن النظر إلى المرض على أنه:
-عقاب :Punishmentيعتقد الشخص أن إصابته بالمرض هي نوع من العقاب نزل به
بسبب خطأ بدر منه.
-انح راف :Devianceي رى بارس ونز أن الم رض ه و «س لوك انس حابي س لبي من
األنشطة والمسؤوليات الطبيعية ،أو هروب من ضغوط الحياة العادي ة ،فيع ّد ش كًال
من أشكال السلوك المنحرف ،وأنه يختلف عن األزمة في أن األزمة ليست مرضًا»
-االضطراب الع اطفي :Emotional Breakdownعج ز الش خص عن التعام ل م ع
مش اعره إلى الح د ال ذي يص ل إلى االض طراب في األداء الط بيعي لوظائف ه ،ومن
مظاهره االكتئاب ،والخوف ،والغضب.
-االض طراب العقلي :Mental Breakdownه و اض طراب في أداء الوظ ائف
المعرفية ،ويظهر في شكل عجز تام عن التفكير والسلوك بشكل طبيعي.
-المشكلة :Problemاألزمة أكثر تعقيدًا من المشكلة ،فعندما يواجه الفرد مش كلة فإن ه
يستخدم مجموعة من الميكانيزمات للتصدي لها عن طريق األن ا ،أم ا األزم ة ف إن
الشخص يحتاج إلى مجموعة جديدة من األدوار.
-الح دث الخط ر :Hazardous Eventوه و ص دمة أولي ة تس بب سلس لة من ردود
األفعال التي تبلغ ذروتها كأزمة ،وهي ليست أزمة بل أحد عناصر األزمة.
-الكارثة واألزمة :Dissaster and Crisisالكارثة حدث في وقت معين ،وفي مجتمع
معين ،أو قطاع من هذا المجتم ع ،يحم ل مخ اطر ش ديدة وخس ائر مادي ة وبش رية
ت ؤدي إلى عج ز التنظيم ات االجتماعي ة في ه ذا المجتم ع عن أداء ك ل أو بعض
وظائفه ا ،وتح دث فوض ى في األداء االجتم اعي س واء على مس توى الف رد أو
المنظمات ،وهي أوسع إنتشارًا من األزمة.
.18المراجع
10. J. Wolpe, The Practice of Behavior Therapy, 3rd ed. (New York:
Pergamon Press,1982); and J. Vincent, ed Advances in Family
Intervention, Assessment and Theory (Greenwich, CT: JAI Press,
1980).
11. L. Rapoport, “Crisis Intervention as a Mode of Brief Treatment”,
in R. W. Roberts and R. H. Nee, eds., Theories of Social Casework
(Chicago: University of Chicago Press, 1970), 297-298.
12. M. Blugerman, “Contributions of Gestalt Theory to Social Work
Treatment”, in F. J. Turner, ed., Social Work Treatment: Interlocking
Theoretical Approaches (New York: The Free Press, 1986), 78.
13. M. Bowen, Family Therapy in Clinical Practice (New York: Jason
Aronson, 1978); and S. Minuchin, Families and Family Therapy,
(Cambridge, MA: Harvard University Press, 1974).
14. N. Golan, “Crisis Theory”, in F. Turner, Social Work Treatment
(Interlocking Theoretical Approaches (New York: The Free Press,
1986), 319- 321.
15. N. Golan, Treatment in Crisis Situations (New York: Free Press,
1978), 9.
16. R. Counts and A. Sacks, “The Need for Crisis Intervention During
Marital Separation”, Social Work 30(March-April 1985): 146-149.
17. R. J. Thomlison, “Behavior Therapy in Social Work Practice”, in
F. 3. Turner, ed., Social Work Treatment: Interlocking Theoretical
Approaches, 3rd ed. (New York: The Free Press, 1986), 146- 148.
18. S. L. Dixon and R. G. Sands, “Identity and the Experience of
Crisis”, Social Casework: The Journal of Contemporary Social Work
64 (April 1983), 224.
19. S. Magura B. S. Moses, and M.A. Jones, Assessing Risk and
Measuring Change in Families (Washington, Dc: Child Welfare
League of America, Publications, 1990), 14.
20. W. J. Reid, The Task-Centered System. (New York: Columbia
University Press) 1978; and J. Larsen and C. Mitchell, “Task-Centered
Strength- Oriented Group Work With Delinquents. Social Casework
61 (March 1980), 154- 163.
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
.1
59 المقدمة ...................................................................................
.................
1.1
59 تمهيد ..................................................................................
..............
داف 2.1أه
59 الوحدة .................................................................................
...
ام 3.1أقس
60 الوحدة .................................................................................
....
راءات 4.1الق
61 المساعدة .............................................................................
.
ة ه في دراس اج إلي ا تحت 5.1م
61
الوحدة ...........................................................
ل ة التحلي .2نظري
62
النفسي ...............................................................................
ول 1.2األص
62 التاريخية ..............................................................................
..
62 اهيم 2.2مف
النظرية ................................................................................
..
ات 3.2مكون
63 الشخصية .............................................................................
.
ي ي الجنس و النفس ل النم 4.2مراح
64
ومظاهره ................................................
اليب 5.2أس
67 العالج .................................................................................
...
.3العالج
69 األسري ...................................................................................
........
أة العالج 1.3نش
69
األسري ............................................................................
ف العالج 2.3تعري
69
األسري .........................................................................
داف العالج 3.3أه
69
األسري ..........................................................................
ا العالج د عليه تي يعتم ات ال 4.3النظري
70
األسري .............................................
دخل 5.3الت
70 األس ري ...............................................................................
....
تراتيجيات العالج 6.3اس
71
األسري ................................................................
اليب العالج 7.3أس
72
األسري .........................................................................
ام يز على المه وذج الترك .4نم
75
ومميزاته ............................................................
ل ارس في ح تخدمها المم تي يس ية ال 1.4األدوات األساس
75
المشكلة ...................
2.4أنم اط المش كالت واألزم ات ال تي يس تخدم معه ا الترك يز على
76
المهام ...........
ة ة الخاص ات العالجي 3.4التكنيك
77
بالنموذج ...................................................
79 4.4اس تراتيجيات ح ل المش كلة ومراحله ا وفق ًا لنم وذج الترك يز على
المهام ....
ة .5النظري
83 المعرفية ..................................................................................
.....
ة ات المعرفي 1.5النظري
84
المعاصرة ..............................................................
2.5العالج العقالني
84
االنفعالي ....................................................................
اه العقالني ًا لالتج ة طبق ات العالجي 3.5العملي
87
االنفعالي ...............................
الج 4.5دور المع
88
العقالني ..........................................................................
5.5العالج
89 الواقعي ................................................................................
....
ور 6.5تط
90 الشخصية .............................................................................
....
ًا للعالج ة وفق ات العالجي 7.5العملي
92
الواقعي .................................................
رفي 8.5العالج المع
93
السلوكي .....................................................................
رفي ادئ العالج المع 9.5مب
93
السلوكي ...........................................................
اليب العالج 10.5أس
93
المعرفي .....................................................................
ائص العالج 11.5خص
105
المعرفي ..................................................................
دخل .6الم
109 الروحاني .................................................................................
.....
دخل ة للم ول التاريخي 1.6األص
109
الروحاني .....................................................
وم 2.6مفه
110 الروحانية .............................................................................
...
111 اء 3.6بن
الشخصية .............................................................................
.......
دخل ا الم د عليه تي يعتم ات ال 4.6النظري
111
الروحي ..........................................
دخل داف الت 5.6أه
112
المهني .........................................................................
دخل ة في الم 6.6األدوات العالجي
112
الروحي ....................................................
.7
115 الخالصة ..................................................................................
.................
ية دة الدراس ة عن الوح .8لمح
117
الثالثة ................................................................
ات .9إجاب
118 التدريبات .................................................................................
.....
رد .10مس
122 المص طلحات .............................................................................
....
.11
123 المراج ع ..................................................................................
................
.1المقدمة
1.1تمهيد
عزي زي الط الب ،مرحب ًا ب ك في الوح دة الثاني ة من ه ذا المق رر وهي بعن وان
«أمثلة لنظريات الخدمة االجتماعية في العمل (مواجهة األزمة)» التي نتناول فيه ا جانب ًا
مهم ًا من نظري ات الممارس ة في الخدم ة االجتماعي ة .حيث يواج ه اإلنس ان في مراح ل
العم ر المختلف ة العدي د من األزم ات ،س واء أك انت أزم ات مرتبط ة بمرحل ة الطفول ة أم
مرحلة المراهقة أم الشباب أم النضج ،وأخيرًا أزمات الشيخوخة .ولمواجهة هذه األزمات
البد من تطبيق إحدى النظريات الممارسة في الخدمة االجتماعية .ولكننا في ه ذه الوح دة
سوف نتعرض ألكثر النظريات شيوعًا وانتشارًا وفاعلية في مواجهة أزمات مراحل العمر
المختلفة.
وسوف نعرض لك ،عزي زي الط الب ،ك ل نظري ة من ناحي ة نش أتها التاريخي ة،
والمفاهيم التي تتض منها ،ثم األس اليب العالجي ة ال تي يس تخدمها األخص ائي االجتم اعي
المعتمدة على تلك النظرية.
ولمساعدتك ،عزيزي الط الب ،على تفهم تل ك النظري ات س وف نق دم ل ك أس ئلة
وأنشطة باإلضافة إلى تقرير حالة عن كل نظرية منها.
2.1أهداف الوحدة
يتوقع منك ،عزيزي الطالب ،بعد فراغك من دراس ة ه ذه الوح دة ،واإلجاب ة عن
أسئلة التدريبات والتقويم الذاتي ،وتنفيذ النشاطات المرافقة ،أن تصبح قادرًا على أن:
.1توضح األصول التاريخية لنظرية التحليل النفسي.
.2تحدد المفاهيم المرتبطة بنظرية التحليل النفسي.
.3تكون لك الق درة على تحدي د أزم ات العم ر ال تي من الممكن اس تخدام نظري ة التحلي ل
النفسي فيها.
.4توضح المقصود بالعالج األسري وأهدافه.
.5تحدد النظريات التي يعتمد عليها العالج األسري.
.6تحدد استراتيجيات العالج األسري.
.7تبين أساليب العالج األسري.
.8توضح مميزات استخدام نموذج التركيز على المهام.
. 9تحدد أهم وأكثر المشكالت واألزمات التي يستخدم فيه نموذج التركيز على المهام.
.10توضح التكنيكات العالجية واستراتيجيات مراحل حل المشكلة وفقًا لهذا النموذج.
4.1القراءات المساعدة
.1همام ،سامية عبد الرحمن ( )1993فاعلية االتجاه المعرفي في خدمة الف رد في عالج
المشكالت االجتماعية للطالب المبتكرين ،دراس ة تجريبي ة مطبق ة على عين ة مخت ارة
من طالب الحلقة الثانية من التعليم األساسي ،رس الة دكت وراة غ ير منش ورة ،جامع ة
حلوان ،كلية الخدمة االجتماعية.
.2هم ام ،س امية عب د ال رحمن ( )2000فاعلي ة العالج ال واقعي في خدم ة الف رد في
التخفي ف من أع راض أح داث الحي اة الض اغطة ل دى الع امالت المتزوج ات ،بحث
منشور ،المؤتمر العلمي الحادي عشر-كلية الخدمة االجتماعية– جامعة القاهرة.
.3همام ،سامية عبد الرحمن ( )2002استخدام العالج األسري في خدم ة الف رد وتنمي ة
المسؤولية االجتماعية لألبناء تجاه والديهم المس نين ،بحث منش ور ،الم ؤتمر الث الث
عشر– كلية الخدمة االجتماعية -جامعة القاهرة.
.4همام ،سامية عبد الرحمن ( )2004استخدام العالج المعرفي السلوكي في خدمة الفرد
لتخفي ف القل ق االجتم اعي ل دى طالب الثانوي ة العام ة ،بحث منش ور كلي ة الخدم ة
االجتماعية ،جامعة حلوان.
5.1ما تحتاج إليه في دراسة الوحدة
عزيزي الطالب ،قبل أن تبدأ دراسة الوحدة تأكد من أنك هي أت المك ان المناس ب
للدراسة ،وأنك مهيأ من الناحية النفسية حتى تستفيد من الدراس ة .ك ذلك علي ك أن تتأك د
من وج ود جمي ع المص ادر الالزم ة للدراس ة .وعلي ك متابع ة ك ل م ا يتعل ق بنظري ات
الممارسة في الخدمة االجتماعية من خالل المؤتمرات العلمية ،أو األبحاث المنش ورة ،أو
وسائل اإلعالم المرئية أو المسموعة وما تتطلبه من ندوات؛ وذل ك لتعمي ق فهم ك للم ادة
التعليمية.
حاول اإلجابة أيضًا عن التدريبات وأسئلة التقويم ال ذاتي؛ ألنه ا تعين ك على تعلم
المادة.
1.2األصول التاريخية
ترجع أصول هذه النظرية إلى عام ،1953وإلى العالم سيجموند فرويد .Freudوقد كانت هذه النظري ة في ذل ك ال وقت
من النظريات المثيرة والغريبة من ناحية تناولها لإلنسان والشخصية ولفترات حياته.
افترض سيجموند فرويد ( )Freud 1962رائد مدرسة التحليل النفسي ،أن الفرد يولد ولديه طاق ة غريزي ة هي الش بق
. Libidoوالشبق قوة حيوية دافعة ،وطاقة نفسية مشوبة برغبة جنسية ،ويتحرك الشبق (الليبيدو) ويتوزع ويؤثر في الس لوك.
فقد تتركز الطاقة الشبقية في جزء من جسم الشخص نفسه ،أو في شخص آخر ،أو في شيء معين ،وقد يعاق أو يتراكم .ومفت اح
فهم السلوك في رأي فرويد هو تحديد مركز الطاقة الشبقية.
(س يجموند فروي دFreud، ، واعتقد فرويد أن الطاقة الشبقية تتركز في مناطق مختلفة من الجسم في مراح ل النم و المختلف ة
. )1949وقد وضع نظرية شاملة لتفسير سلوك الفرد وشخصيته ،وركز على ديناميكية العوامل المؤثرة فيها (انتصار 2000ص.)319 :
2.2مفاهيم النظرية
. 1لكل إنسان حياة شعورية وأخرى ال شعورية ،وكل من هاتين الحياتين :الشعورية ،والالشعورية ،تؤثر في األخرى.
. 2الدوافع هي أساس سلوك اإلنسان ،وخاصة الدوافع الالشعورية ،وال يتحكم فيها الجزء الواعي الشعوري من الشخصية ،ولكن
تدفع إليها العوامل الكامنة في أعماق الالشعور.
وهناك ثالثة مستويات للشعور ،هي:
الشعور :Consciousnessويتكون من كل شيء يعيه الفرد في لحظة معينة.
ما قبل الشعور :Preconsciousnessويتكون من الذكريات المخزونة ،والتي ال يفك ر فيه ا الف رد في اللحظ ة الحاض رة ،ولكن
يمكن استدعاؤها خاصة عن طريق تداعي األفكار.
الالشعور :Unconsciousnessوهو أكبر المس تويات ،ويتك ون من ال ذكريات ال تي ت ؤثر في التفك ير والس لوك ،ولكن ال يمكن
استدعاؤها ،وتظهر فقط في األحالم ،وفي خبرة التنويم اإليحائي والتداعي الحر.
()Freud 1933 وقال فرويد :إن بعض أنماط السلوك يفسرها الصراع بين مستويات الشعور.
3.2مكونات الشخصية
لتوضيح طبيعة هذه الصراعات ،قال فرويد :إن بناء الشخصية يتكون من قوى ثالث هي:
الهو :Id
(Freud وهو مصدر الشبق .وهو الش عوري ،وب دائي ،وال منطقي ،ويوجه ه مب دأ الل ذة (تحقي ق اإلش باع وتجنب األلم).
)1949
وهو مخزن للدوافع واالستجابات ،وال يقيم وزنًا للمثل والمعايير ،وهو يتبع مبدأ اللذة ،Pleasure Principleويتطلب
(انتصار ،ص)319: اإلشباع العاجل دون النظر إلى النتائج.
األنا :Ego
وهو شعوري جزئيا ،والشعوري جزئيا ،ووظيفته األولى ضبط دفعات الالش عور الص ادرة من اله و ،وتقري ر كي ف يع بر
()Freud 1933 عن الطاقة الشبقية ومتى .ويحكمه مبدأ الواقع القائم على التخيل العقالني للمواقف والخبرات.
واألنا تتكون تدريجيًا من تفاعل الفرد مع البيئة ،وتتأثر في تكوينها بالخبرات واالتجاهات والع ادات ال تي يتعلمه ا الف رد.
وعادة تؤجل «األنا» إشباع الدوافع أو تغير طريقها الفطري إلى طريق مقبول اجتماعيًا ،وتتعرض في ذلك لعوامل ثالثة ،كل منها
في غاية القوة ،وهي:
.1عالم الواقع بقوانينه وتقاليده ومعاييره األخالقية.
. 2إلحاح النزعات الغريزية المختلفة التي تريد أن تعبر عن نفسها عن طريق «األنا».
.3األنا العليا :وهي تعّد بعض ما تفعله «األنا» في سبيل إرضاء «الهو» خطأ؛ ألنها دائمًا تعمل وفق المجتم ع بم ا في ه من تقالي د
(انتصار ،2000 ،ص)320 :319 : وآداب ومثل عليا.
تدريب ()1
قال فروي د إن الف رد يتغلب على الص راعات عن طري ق حي ل ال دفاع ،Defense Mechanismsال تي تتم الش عوريا،
()Freud 1949 ولضبط الدفعات البدائية للهو ،وعندما تتراكم الطاقة الشبقية وتتطلب التصريف ،أو حين يحتاج األنا إلى حماية.
ميكانيزميات الدفاع عن وجهة نظر فرويد:
الكبت :Repressionأي كبت الخبرات المؤلمة والمقلقة ،ودفعها إلى حيز الالشعور حتى تنسى.
التكوين العكسي :Reaction Formationويستخدم لضبط الرغبات المهددة حيث يقوم الفرد بأشكال سلوك عكس الملح لديه،
فالفرد حين تلح عليه الرغبات الجنسية نجده يبالغ في سلوك التدين.
اإلسقاط :Projectionحيث يلقي الفرد السلوك الذي ال يعجبه في نفسه على اآلخرين.
اإلعالء (التس امي) :Sublimationويتض من تحوي ل الطاق ة الش بقية من موض وعات الجنس إلى مي ول وأنش طة مقبول ة
اجتماعيا ،وال عالقة لها بالجنس مثل :الفن أو الرياضة.
التبرير :Rationalizationحيث يواجه الفرد موقف ا مه ددا لألن ا ،فيلج أ لتفس ير الس لوك الفاش ل أو الخ اطئ بطريق ة مقبول ة
ومعقولة.
اإلزاحة :Displacementحين يواجه الفرد بإحباط ،فيوجه عدوانه نحو موضوعات أو أشخاص ال عالقة لهم بسبب اإلحباط.
النكوص :Regressionوهو رد فعل لإلحباط حين يرتد الفرد ،ويعود إلى سلوك (غير ناضج) كان يشبعه في مراح ل س ابقة من
()Freud 1962 النمو.
وكل هذه األساليب أو الحيل الدفاعية هي أساليب ال شعورية لرغبة الشخصية في استعادة توازنه ا ،وق د يظه ر ذل ك من
خالل اللسان أو الكتابة أو األحالم.
وقد يحدث أيضًا نك وص Regressionإلى مرحل ة س ابقة لفش ل الف رد في الحص ول على الموض وع األص لي ،ويس ود
سلوك الفرد وحياته النفسية مميزات المرحلة التي ثبت عن دها أو تقهق ر إليه ا ،وت ؤدي العوام ل االجتماعي ة دورًا مهم ًا في ه ذا
(انتصار ،2000 ،ص)326 : التطور بجانب العوامل البيولوجية.
تدريب ()2
نشاط ()1
عزيزي الطالب ،تتبع إحدى حاالت العدوان لدى أحد األطفال داخل دور حض انة،
واكتب تقريرًا عن هذا الطفل موضحًا أسباب العدوان ومظ اهره من خالل نظري ة التحلي ل
النفسي.
5.2أساليب العالج
أ -العالج الذاتي:
يعّد العالج الذاتي العالج الرئيس من خالل نظرية التحليل النفسي .وتتعدد أساليب العالج الذاتي لتشمل:
-أساليب المعونة النفسية ،وتتضمن اآلتي:
تعاطف -توكيد -مبادرة -إفراغ وجداني.
-أساليب تعديل السمات ،وتتضمن اآلتي:
أسلوب االستبصار الذي يتضمن (استدعاء -تفسير -تكوين بصيرة).
-أساليب التأثير المباشر ،وتتضمن اآلتي:
تنبيه -توضيح -تدعيم -سلطة -إقناع.
واآلن ،عزيزي الطالب ،اقرأ التقرير السابق عن حالة عدوان الطفل وأجب عن األسئلة اآلتية.
تدريب ()3
تدريب ()4
ما األهداف التي تسعى إلى تحقيقها المراكز المتخصصة في العالج األسري؟
تدريب ()5
يفض ل في اس تخدام العالج األس ري وفي بدايت ه الترك يز على العمي ل ص احب
المشكلة .ناقش ذلك.
تتب ع إح دى ح االت النزاع ات األس رية من خالل مراك ز التوجي ه واالستش ارات
األسرية ،موضحًا أسبابها واالستراتيجيات المقترحة لعالجها.
تدريب ()6
يعّد نموذج التركيز على المهام أحد نماذج الممارسة المهنية الذي يعتمد على تحديد األس اليب الخاص ة ب ه بدق ة ،وك ذلك
التحديد والتخطيط الجيد للعالج وألسلوبه المستخدم مع العمالء.
كما يعّد أحد أشكال العالج قصير األمد ،والذي تتراوح جلساته ما بين 12-8جلسة ،تستغرق 4أشهر تقريبًا ،بمعدل 4-3
()Reid 1985 p:11 جلسات أسبوعية بين األخصائي والعميل.
وال يعتمد هذا المدخل على نظرية واحدة بل أكثر من نظرية في تفسير المشكالت وعالجه ا ،فه و أك ثر حري ة في اختي ار
األسلوب الذي يتناسب مع طبيعة المشكلة .وبالتالي يتناسب مع ظروف األخصائي االجتماعي وإمكانياته من ناحي ة توف ير ال وقت
والجهد والح ل الس ريع لمش كلة العمي ل .ويع ّد ولي ام ري د Willim J Reidول ورا أبس تن Loura Epsteinأول المهتمين
()Zastro, 1985, p: 9 بالكتابات في هذا النموذج ،وكذلك محاوالتهما المستمرة لتطويره وتطبيقه.
ومن أهم ما يميز ه ذا النم وذج اهتمام ه المتزاي د ب األداء الخ اص بك ل عم ل ،وك ذلك إهم ال الماض ي حيث يتعام ل م ع
الحاضر ،وهو المتاح للعمل مع العميل ،وكذلك يعتمد على إشراك العميل في كل الخطوات الخاص ة بالعم ل ،مم ا ي ؤدي إلى زي ادة
()Epsteim, 1995, p: 313 الكفاءة الخاصة به وزيادة ثقته في نفسه.
تدريب ()7
يعّد نموذج التركيز على المهام أحد أشكال العالج قصير األمد .لماذا؟
وأهم ما يميز هذا النموذج أيضًا هو االتفاق بين كل من Corden & Preston- Shootعام 1988على أن االتصال
(Gorden, هو أحد أشكال العالقة المهنية بين األخصائي والعميل ،والذي يمكن من تحقيق عملية المس اعدة وتحقي ق اله دف منه ا.
)1988, pp 634:623
وتسعى استراتيجيات التدخل من خالل نموذج التركيز على المهام إلى تحقيق األهداف اآلتية:
. 1مساعدة العمالء على مواجهة المشكالت التي تهمهم وحلها بأنفسهم.
. 2منح العمالء الخبرات الجيدة التي تساعدهم على مواجهة مشكالتهم وحلها بأنفسهم في المستقبل.
إن األخصائي االجتماعي والعميل يحددان بدقة المشكالت والمهام التي تكلف العميل باتباعها خارج نطاق المؤسسة.
إن العمل من خالل نموذج التركيز على المه ام يعتم د على مب ادئ عام ة ،واألفك ار الخاص ة ب النموذج ت أتي من مي ادين
مختلفة سيكولوجية نفسية ومصادر اجتماعية ،وكذلك نظرية التعلم االجتماعي ،ونظرية االتصاالت التي تتض ح من خالل التعام ل
()Rayne, 1997, pp 107: 108 مع العمالء.
تدريب ()8
ناقش األهداف التي تس عى اس تراتيجيات الت دخل المه ني إلى تحقيقه ا من خالل
نموذج التركيز على المهام.
)Reid, 1972
(نوال ،1986 ،ص ص )31:34 وإليك ،عزيزي الطالب ،أنواع المهام:
مهام عامة.
مهام مستقلة.
وكما صنفها آخرون كاآلتي:
المهام الفريدة.
المهام المتكررة.
المهام المتكاملة.
المهام المعقدة.
المهام الفردية.
المهام المتبادلة.
المهام المشتركة.
المهام المعرفية.
نشاط ()3
عزيزي الطالب ،تتبع إحدى ح االت الت أخر الدراس ي داخ ل إح دى الم دارس في
أثناء التدريب الميداني ،ثم بّين كي ف يمكن ح ل ه ذه المش كلة باس تخدام نم وذج الترك يز
على المهام.
. 1ما أنماط المشكالت واألزمات التي يكون العمل بالتركيز على المهام فعاًال معها؟
.2ما التكنيكات العالجية الخاصة بنموذج التركيز على المهام؟
.3يعّد التعاقد من المراحل والخطوات المهمة في حل المشكلة وفقًا لنم وذج الترك يز على
المهام .ناقش ذلك.
.4ما أنواع المهام؟
.5هل يصلح نموذج التركيز على المهام للتعام ل م ع مختل ف األعم ار ال تي يعم ل معه ا
األخصائي االجتماعي؟ وضح ذلك من وجهة نظرك.
.5النظرية المعرفية
توطئة:
األصول التاريخية للنظرية المعرفية:
يمكن القول أن االتجاه المعرفي بدأ منذ ع ام 1911على ي د الفري د ال دير ،Alfride Alderال ذي ي رى أن الشخص ية
اإلنسانية كل متكامل ،ونفي وجود صراع في نفسها؛ فالصراع بين الناس ال يتضمن النفس فقط ،ولكنه حول العالم ،ويكون نتيج ة
لسوء التفكير .وقد أوضح الدير Alderأصل االتجاه المعرفي وذلك من خالل تأثيره الجدلي في كل س لوك الش خص ،ويظه ر من
خالل طبيعته وأهدافه المدركة.
وفي الفترة من 1930 :1920وج دت أفك ار ال دير Alderتقبًال في العدي د من أج زاء أوروب ا ،وأعقبته ا في الوالي ات
()Werner, 1979 المتحدة األمريكية.
فالنظرية المعرفية تهتم بالمعرفة ،بأفكار الناس ،ونفترض أن السلوك يق ع مباش رة من خالل التفك ير أك ثر من أن يك ون
من خالل الدوافع الالشعورية؛ الصراع ،والشعور.
فالنظرية المعرفية تق ود الس لوك في الخدم ة االجتماعي ة في الطري ق من األفك ار الميكانيكي ة للس لوك ،وتوض ح طاق ات
()Payne, 1991 العقول اإلنسانية لتعديل السلوك وضبطه.
يشير مصطلح النظرية المعرفية إلى إتجاهات النظريات األمريكية بعد الحرب في العلوم النفسية االجتماعية ،والتي تؤك د
أهمية التنظيم بوساطة الشعور والسلوك ،والتي تعّد بمثاب ة عملي ات أساس ية في الف رد وشخص يته .وه ذه النظري ة في مكوناته ا
تركز على المكانة السيكولوجية والدافعية عن طريق إحداث بعض التعديل والتغيير في االتجاهات أو االعتقادات ،وذلك عن طري ق
التفاعل أو تقسيم عملية اإلدراك.
فالجانب الكبير من هذا المفهوم يكون اتجاهًا لكل من العقالنية والجوانب غ ير العقالني ة للس يكولوجية من أج ل أن يق رر
()Mann, 1983 بنفسه العقالنية.
إن المحور األساسي في االتجاه المعرفي هو العواطف اإلنسانية والسلوكية سواء أكانت طبيعية أم غير طبيعي ة ،وظيفي ة
أم غ ير وظيفي ة ،تص ورات أم اعتق ادات ،باختص ار هي نتيج ة للعملي ات المعرفي ة ،وعالوة على ذل ك األح داث المح ددة مث ل:
التفاعالت ،والبيئة المحيطة بالناس ،والتي تقود إلى المشكالت سواء أكانت عاطفية أم سلوكية.
وأيضًا تشتمل على ما يفكر به الناس ،وما يعتقدونه عن األحداث في البيئ ة المحيط ة بهم ،وال تي ت ؤدي إلى المش كالت،
وهذا هو جوهر العالج في االتجاه المعرفي ،لذلك فهو يساعد العمالء على تغير عملي اتهم المعرفي ة في الطري ق ال ذي يمكنهم من
()Sherman, 1987 التغلب على مشكالتهم العاطفية والسلوكية.
وفي أوائل الستينات من القرن الماضي ازدادت الكتابات التي ركزت على النظرية المعرفية ،وأخذ نطاقها يتسع ،وأص بح
لها أساليبها الفنية الخاصة بها ،وظهرت العديد من النظريات المعرفية المعاصرة:
.1العالج العقالني االنفعالي.
.2العالج الواقعي.
.3العالج المعرفي السلوكي.
وفي السبعينات ازداد انتشار االتجاه المعرفي بصورة كبيرة ،وأجريت العديد من البحوث والدراسات التي أيدت العديد من
االفتراضات التي يقوم عليها هذا االتجاه ،ومن هذه الدراسات:
(A. )J.برج ر (Edes, 1981 )L.إي دز (BRILEY, 1980 )B.ب ريلي ( Ritchie, 1978 )Wonderling,ريتشي (1973 ويندرلنج
.)Berger, 1983
والتي أكدت فاعلية العالج العقالني االنفعالي في التخلص من األفكار غير السليمة والخرافات ،وأوضحت أيضًا أن ه عالج
مرن.
وكذلك دراسات ساندري ( )M, Sandry, 1975روبرتس ( )T. Roberts, 1977ريتر (.)H. Reiter, 1987
والتي أثبتت فاعلية العالج العقالني في مساعدة الطالب على تعديل أفكارهم وحل مشكالتهم.
وقد احتلت النظريات المعرفية مركز القوى في نظريات الخدمة االجتماعية بداية من ،1980وذلك من خالل أعمال جول د
()Payne, 1991 ستين Goldsteinودراساته.
تطور الشخصية:
الحديث إلى الذات Self- talk
يوضح أليس Ellisأن كل ما نفعل ه أو نش عر ب ه يك ون س ببًا أساس يًا لم ا نقول ه ألنفس نا عن المواق ف واألح داث ال تي
نتعرض لها ،ويعّد الخطأ األساسي أن يعتقد الناس أن المواقف التي مر بها هي التي تحدد أفعالنا وانفعاالتنا .والمقص ود بالح ديث
إلى الذات العبارات والجمل التي نقولها ألنفسنا عن األحداث والمواقف التي نتعرض لها ،وتتضمن هذه الجم ل والعب ارات أفكارن ا
ومعتقداتنا التي تعلمناها في أثناء مراحل النمو المختلفة ،وثبتت في عقولنا.
وتتم هذه العملية من خالل تصور أليس ) .A. B. C (Zastrow, 1981, p: 181ففي المنظومة التجريبية ،A. B. Cتمثل A
الحدث أو الموقف ،و Bاالعتقاد أو األفكار ،ومن ثم فإن Bتعد العامل الفاعل في المنظوم ة A. B. Cالتجريبي ة ف إذا ك انت B
اعتقادًا غير عقالني ( )IBأو تفسيرًا غير منطقي Aفإنها سوف تؤدي إلى نتائج انفعالية غير عقالنية ( ،)ICومن ثم فإن العميل
سوف يمر بخبرة سيئة.
وفي العالج المعرفي يتعلم العميل كيف يشرح أفكاره الكافية ،أو كيف يتح دث إلى نفس ه بوض وح .وفي ه ذه العملي ة يتم
التوضيح والشرح لعناصر التفكير غير السوية للعميل مع توجيهه ،وتعليم المعالج للعمي ل كيفي ة تنفي ذ ه ذه األفك ار واالستعاض ة
عنها بأفكار منطقية ( ،)Bوهذا التنفيذ ( )Dيمثل لب النشاط في عملي ة العالج ،وتل ك ال تي ت ؤدي إلى تق ويم جدي د ( )Eللموق ف
()Sherman, 1987, pp 289-240 المشكل والحدث المؤشر ،لذلك فإن ما يسمى A.B.C.Dيمثل منظومة التقييم والعالج.
إن الحديث إلى الذات يحدد كيف نشعر ،وماذا نفع ل .ويس اعد تع ديل ح ديث ال ذات على تغي ير م ا نش عر ب ه وم ا نفعل ه.
وعمومًا نحن ال نستطيع أن نغير األحداث التي تحدث لنا ،ولكن نملك القوة التي تس اعدنا على التفك ير العقالني والتعب ير العالجي
()Zastrow, 1981, p:183 لكل مشاعرنا غير المرغوبة وأفعالنا غير الفاعلة.
ويرى مالتس Maultsbyأنه يمكن الحكم على تفكيرنا وسلوكنا بالعقالنية إذا توافرت فيه الشروط اآلتية:
أن يقوم على أسس موضوعية واقعية.
يساعدنا على حماية أنفسنا.
يساعدنا على تحقيق أهدافنا القريبة والبعيدة.
يساعدنا على تجنب االضطرابات والمشكالت مع األفراد اآلخرين.
يساعدنا على اإلحساس بالمشاعر التي نريد أن نشعر بها.
تدريب ()9
()Zastrow, 1981, p:183 وعندما تتعارض أفكار الفرد مع أحد هذه الشروط أو االعتبارات فإنها تعّد غير عقالنية.
وقد حدد أليس ( )Ellis, 1962مجموعة من األفكار أو المعتقدات غير العقالنية والتي تتمثل في اآلتي:
الفكرة الخاطئة عن العالقات والروابط اإلنسانية بين الفرد وفرد آخر في المجتمع.
فكرة الفرد الخاطئة عن نفسه وعن أفراد معينين وعن األشياء.
الفكرة التي من خاللها يواجه الفرد مواقف معينة صعبة في الحياة والمسؤولية الذاتي ة للف رد ،وفك رة الف رد في ع دم قدرت ه على
التحكم.
فكرة الفرد عن ماضيه والتي تحدد سلوكه الحاضر ،وتصبح مؤثرة في حياته ،وتعمم في المواقف المشابهة.
()Kanfey, 1975, pp: 92- 93 فكرة الفرد في عدم قدرته على إيجاد الحلول الصحيحة للمشكالت اإلنسانية.
ينبغي أن تحصل على حب مخلص واستحسان طوال الوقت من األشخاص الذين يمثلون أهمية بالنسبة لك.
البد أن تسير األمور كما تريد أنت ،وتبدو الحياة سيئة ومرعبة وكريهة عندما ال تحصل على ما تريد.
يتعين أن يعامل اآلخرون اإلنسان بطريقة طيبة ومتسامحة ،وإن لم يفعلوا ذلك فهم في الحقيقة فاسدون يستحقون العذاب الشديد.
عندما يظهر في عالمك أشياء خطرة أو أفراد وأشياء تخاف منها ،فيجب أن تشغل نفسك بها باستمرار ،وتض ايق نفس ك ب التفكير
فيها.
(أحم د ،1991 ،ص تستطيع أن تحصل على السعادة عن طريق القصور الذاتي والكسل أو بأن تمنع نفسك بشكل سلبي أو غير ملتزم.
ص)578-577 :
ويرى المؤيدون للعالج العقالني أن هذا العالج فاعل في زيادة قدرة األف راد على تع ديل مع رفتهم غ ير العقالني ة وتقلي ل
()Berger, 1983, pp: 296-297 مشاعر التعصب أو الشعور باإلثم ،تلك التي تقود اإلنسان إلى سلوك غير سليم.
وقد اختبر تي ل ف و ( )Waugh, 1976نظري ة أليس في العالج العقالني االنفع الي وأثبت فاعلي ة تل ك النظري ة في زي ادة
()Waygh, 1976, p: 110 التوافق وتقدير الذات.
ويرى أليس Ellisأننا ال نستطيع أن نملك قوة التحكم في األحداث التي تحدث لنا ،ولكن نحن نملك الق وة ال تي تس اعدنا
على التحكم في أنفسنا بالتفكير العقالني وكذلك على كل خبراتنا.
()Zastrow, 1981, p:183
ويؤكد أيضًا أهمية المناقشة المنطقية والتي تأتي من خ ارج الش خص وتس اعده على تع ديل تل ك األفك ار غ ير العقالني ة
()Makind, 1984, p:110 وغير المنطقية بأخرى عقالنية منطقية.
طفل في السابعة من عمره ،يحدث نفسه بأفكار وعبارات سلبية خاطئ ة عن ك ره
والدته ووالده له ،وأنه شخص غ ير مرغ وب في ه داخ ل ال بيت ،وأن ه يجب ت رك الم نزل
والذهاب إلى بيت جده ،وذلك بعد أن أصبح له شقيق .ويقول لنفسه من خالل حديث الذات
السلبي :يجب ضرب هذا الطفل ألنه أخذ اهتمام أمي وأبي.
والسؤال اآلن :حدد العبارات السلبية لحديث ال ذات ،ثم ح اول االستعاض ة عنه ا
بعبارات أخرى إيجابية لعالج هذا الموقف.
الخالصة:
العالج العقالني االنفعالي يحدد األس باب األولي ة النفعاالتن ا وأفعالن ا ال تي ال تك ون لخبراتن ا فق ط ولكن أيض ًا م اذا نق ول
ألنفسنا عن الحقائق واألفعال التي تحدث لنا .وعموم ًا نحن ال نس تطيع أن نتحكم في األح داث ولكنن ا نمل ك ق وة التفك ير العقالني
والتغير العالجي لكل انفعاالتنا غير المرغوبة وأفعالنا غير الفاعلة.
ويتأثر حديث الذات الذي يدور داخل كل فرد باالتجاهات ،واألفكار ،والقيم ،واالحتياجات ،والدوافع.
واالهتمام األولي للعالج العقالني االنفعالي هو مساعدة العمي ل على أن يك ون م دركًا لح ديث ال ذات الس لبي ،ومس اعدته
على تع ديل ذل ك ،بوس اطة الم دى الواس ع من التكنيك ات ال تي يس تخدمها األخص ائي المع الج ،ومس اعدته على التفك ير بطريق ة
عقالنية.
5.5العالج الواقعي
يعّد وليم جلسر William Glasserمكتشف العالج الواقعي .كان وليم جلسر معالجًا نفسيًا كبيرًا ،ول ه أهميت ه ورأي ه
،)Payne,وقد ساعده كل ذلك على االس تمرار في الت دريب في مدرس ة البن ات (1991, p.184 المستقيم الواضح في التحليل النفسي
على البرنامج العالجي المستخدم ،باإلضافة إلى تطبيق مبادئ االتجاه الجديد الذي أطلق عليه العالج الواقعي.
طبق جلسر هذا العالج مع مرضاه في عيادته الخاصة ،ومع نوعي ات متع ددة من المش كالت ،وق د ق اده ه ذا النج اح إلى
نشر مبادئ االتجاه ال واقعي ،وب دأ في تفس ير ه ذا االتج اه في نظ ام التعليم المدرس ي ،وك ذلك وض ع مف اهيم العالج ال واقعي في
()Zastrow, 1981, p.197 التعليم ،وأكد ضرورة أن يقوم التعليم على أساس االشتراك والمطابقة والتفكير.
وقد حدد جول ستين Goldsteinأربع مراحل للتعلم ،يجب أن يكون كل منها مدركًا ،وتتمثل في اآلتي:
التعلم التميزي ،حتى يتمكن العمالء من إدراك الفائدة من زيادة المعرفة أو الحساسية للمشكالت والظروف السائدة في عالمهم.
مفهوم التعلم ،لكي يتعلم العمالء األمثلة واألفكار وتقليد استخدامها في الحياة العملية.
مبادئ التعلم ،والتي يجب أن تحدد من خالل القيم ومفهوم الذات.
()Payne, 1991, p: 190 حل المشكلة ،الطريق أو الوسيلة التي يستخدمها العمالء لحل الصعوبات في بيئتهم.
ويوجد العديد من المفاهيم الخاصة بالتعلم ،ويأتي معظمها من التفاعالت مع اآلخ رين؛ أي م ع أك ثر من ش خص ،أو بين
شخص وآخر ،ويتم التغير من خالل عملية التعلم ،ذلك التعلم الذي يتم عبر عملية االتصال.
لذلك يجب على األخصائيين اختبار المدى الواسع لالتصاالت خصوصًا اللغة؛ ألنها توضح ما يأتي:
معرفة العميل عن نفسه وعن حياته.
تصورات العمالء الرمزية عن عالمهم.
األسلوب المعرفي سواء أكان محددًا أم مبتكرًا.
مسؤوليات العمالء الشخصية ،كيف يمكن أن يوضحوا ماذا حدث لهم؟
مفهومهم عن الحياة.
()Payne, 1991, p: 190 شعورهم عن النواحي المختلفة المتعلقة بتاريخهم الشخصي.
وقد بدأت هذه المفاهيم األساسية لهذا االتجاه تنمو وتتعمق من خالل المعالجين ،وبدأت تستخدم م ع العمالء وم ع العدي د
من المشكالت المتنوعة.
تدريب ()10
اللغة هي أهم عناصر التعلم ،ألنها تساعد على االتصال الفاعل ،لماذا؟
6.5تطور الشخصية
ي رى وليم جلس ر William Glasserأن العالج ال واقعي يق وم على حاج ات أساس ية قس مها إلى ج زئين؛ حاج ات
فسيولوجية لحفظ بقاء الكائن الحي ،واالحتياج السيكولوجي الذي يتمثل في حاجتين أساس يتين ،الحاج ة إلى الحب ،والحاج ة إلى
الشعور باألهمية سواء أمام أنفسنا أو أم ام اآلخ رين .وي رى جلس ر أن ه اتين الح اجتين تش كالن حاج ة أساس ية يمكن تس ميتها
باإلحساس بالهوية ،Identityوهذه ضرورية في الجنس البشري.
()Hansen, 1982, pp: 168-169
وعندما يكون سلوك اإلنسان سويًا ويكون محبوبًا من جانب اآلخرين ،فإن هذا السلوك السليم يمكن أن نصفه بأنه سلوك
أخالقي.
ويتحدث جلسر Glasserعن الشخصية وتطورها من خالل الطريقة التي يتعلم به ا الف رد إش باع احتياجات ه ومقابلته ا،
وهل يمكن أن نحكم على هذه الطريق ة بأنه ا مناس بة أم غ ير مناس بة ،فالش خص ال ذي يس تطيع أن يش بع احتياجات ه وبالطريق ة
المناسبة يعّد شخصًا مسؤوًال ،ولكن الشخص الذي ال يستطيع إش باع احتياجات ه يع ّد شخص ًا غ ير مس ؤول .والس لوك المس ؤول
()Gibson, 1986, p: 116 يكون موجودًا في الشخصية الناجحة ،والسلوك غير المسؤول يوجد في الشخصية فاشلة الهوية.
ويرى جلس ر أن الن اس تحت اج إلى العدي د من االحتياج ات الفطري ة ،وال تي إذا لم تش بع فس تؤدي إلى مش كالت متع ددة
ومتنوعة ،وإشباع تلك االحتياجات يتم من خالل عملية التعلم.
ويركز جلسر هنا على عملية التعلم وأهميتها ،وال تي تتم من خالل العالق ة بين الوال دين وطفلهم ا ،وال تي تس اعده على
()Corey, 1981, pp: 336-337 تحمل المسؤولية ،ويستطيع إشباع احتياجاتها بطريقة مناسبة.
كما أوضح جلسر Glasserأن اآلب اء الب د أن يتص فوا بالمس ؤولية في عالقتهم وتف اعالتهم ح تى يتمكن وا من تعليمه ا
لألبناء؛ ألن األطف ال ال يمكن أن يتعلم وا اإلحس اس بالمس ؤولية إال من خالل البيئ ة الص حية ال تي تس اعدهم على تنمي ة الهوي ة
الناجحة والمحتملة للمسؤولية.
إن األشخاص أصحاب الهوي ة الناجح ة والشخص ية الس وية يس تطيعون مواجه ة حي اتهم بكف اءة وذل ك من خالل ثالث ة
()Hansen, 1982, p: 159 معايير أساسية هي:
.1التقويم :Rightيقول جلس ر Glasserإن األش خاص ال ذين ي ؤدون أعم الهم بطريق ة مناس بة ،يملك ون الق درة على تق ويم
أعمالهم إذا كانت سليمة أو خاطئة ،كما أنهم يحاولون تع ديل األعم ال أو الس لوك غ ير الس ليم أو تغي يره ،وبالت الي يح اولون
إشباع احتياجاتهم وتجنب المشكالت.
.2المس ؤولية :Responsibilityوتع ني ق درة الف رد على أن يش بع احتياجات ه ,وأن يح ل مش كالته ،بش رط أال تتع ارض م ع
اآلخرين ،وبالتالي يجب على الفرد أن يتحمل المسؤولية في إطار البيئة االجتماعية التي يعيش فيها.
.3الواقعي ة :Realityوالمقص ود به ا البع د عن الع الم المث الي أو الخي الي ،وأن ي درك الش خص الع الم ال واقعي ،وأن يش بع
األشخاص احتياجاتهم في إطار هذا الواقع بما فيه من شروط وقوانين يلتزمون بها.
تدريب ()11
يقول جلسر Glasserمن الممكن الحكم على الشخصية من خالل الطريقة ال تي
يتعلم بها الفرد إشباع احتياجاته .فكيف يمكن ذلك؟
كما يعرف العالج المعرفي السلوكي أيضًا على أنه مدخل يتم بوساطته تحديد السلوك وتقييمه وتتبعه ،ويركز هذا المدخل
على السلوك ومراح ل تط وره ،كم ا يتم من خالل ه أيض ًا عالج العدي د من المش كالت مث ل :القل ق ،واالكتئ اب ،وتع ديل س لوكيات
()Kazdin, 1994, p:31 المراهقين واألطفال.
)242
(Connaway, 1988, p: كما يعرف أيضًا األسلوب المعرفي بأنه المتغيرات الخاصة بخصائص الفرد وعالقته بحل المشكلة.
)49
صفات األساليب المعرفية:
.Perasiveبمع نى أنه ا تتخطى الح دود )(Cronbach & Snow, 1977, pp: 211-220 .1األساليب المعرفي ة له ا ص فة العمومي ة
التقليدية التي تستخدم في تقسيم الس لوك اإلنس اني ،وب ذلك فهي تس اعد على إع ادة الس لوك اإلنس اني إلى وض عه المناس ب،
وه ذه الص فة له ا أهميته ا في العملي ة التعليمي ة؛ فهي تجع ل األس اليب المعرفي ة من مظ اهر الشخص ية ،واختي ار األس اليب
المعرفية لها قيمة خاصة في قياس الصفات غير المعرفية؛ أي يمكن قياسها بوساطة األدوات غير اللفظية (اإلدراكي ة) ،وه ذه
الوسيلة تساعد على التغلب على الصعوبات التي تواجه األفراد المختلفين في المستوى الثقافي.
. 2أنها ثابتة نسبيا في أثناء حياة الفرد .والثبات النسبي يعني إمكانية التغير ولكن بصعوبة وبطء ،وه ذه الص فة تجع ل لألس اليب
المعرفية أهمية خاصة في عمليات التوجيه واإلرشاد النفسي على المدى البعيد.
.3تهتم بالدرجة األولى بحالة Mamarأو شكل Formالنشاط المعرفي ال ذي يتم ب ه اكتس اب أو أداء س لوك م ا .فه و مفه وم
يتعلق بشكل النشاط المعرفي الممارس وليس بمحتواه ،وبالتالي فهو يشير إلى الفروق الفردية في الطريقة أو األس لوب ال ذي
(نادية)1982 ، يدرك به األفراد كل ما يدور حولهم ،أو عندما ينكرون كل ما يواجههم من مشكالت.
.4أن األساليب المعرفية هي أبعاد مستعرضة ،تمكننا من النظر إلى الشخصية بطريقة كلي ة ،وذل ك ألنه ا ال تقتص ر على الج انب
المعرفي من الشخصية فقط بل هي أساس يتحدد عليه جمي ع ج وانب الشخص ية األخ رى .باإلض افة إلى ذل ك ف إن قي اس تل ك
األساليب المعرفية ،والذي يعتمد على استخدام العبارات أو الوسائل غير اللفظي ة ،يمكن ه أيض ًا أن يقيس ويح دد ج وانب غ ير
معرفية للشخصية.
.5أن مفهوم األساليب المعرفية يتعّل ق بشكل النشاط الممارس وليس بمحتواه ،فهو فروق ترتبط بالطريقة التي يدرك به ا األف راد
ويفكرون ويحلون مشكالتهم ،ولذلك فإن األساليب المعرفية تتحدد في عبارات العمليات النفسية.
.6على الرغم من أن مفهوم األساليب المعرفية قد يوحي بأنه مفهوم ثنائي القطب إال أن ذلك مخالف للواقع .تبعا لهذا المفه وم ال
يكون لدينا نمطان متمايزان في أساليب اإلدراك بل هو توزيع متصل يبدأ من أحد الطرفين وينتهي باآلخر .وتختلف التصنيفات
واألبعاد المختلفة لألساليب المعرفية باختالف النظرة الفلسفية أو التصور النظري لكل باحث ،إال أنه يمكن تحديد مجموعة من
األساليب المعرفية التي تميز األفراد في تعاملهم مع مواقف الحياة المختلفة.
ويمكن إجمال األساليب المعرفية بأبعادها المختلفة فيما يأتي:
بعد االستقالل -االعتماد اإلدراكي.
بعد التريث -االندفاع.
بعد تكوين المدركات.
بعد ترتيب الثبات.
بعد الفحص والتدقيق.
بعد الشمولية -القصور.
البعد المعرفي البسيط -المعقد.
بعد التحمل.
بعد النزيف -المرونة.
أسلوب إعادة البناء المعرفي.
أسلوب االستشارة.
أسلوب الحرية /االعتمادية.
أسلوب الدافع /المتأمل.
أسلوب الضبط أو الرقابة.
( Elikind & Weiner, هذا وبعد أن استعرضنا األساليب المعرفية المتعددة سوف نعرض مجموعة منتقاة من هذه األساليب.
)1976, p: 460
أسلوب الحرية /االعتمادية:
يعّد هذا األسلوب المعرفي ،والذي وصفه ،H. Witkinنموذجًا للطريقة ال تي يك ون فيه ا الف رد نفس ه غ ير مس تجيب
للبيئة المحيطة به.
أما األسلوب اآلخر فهو أسلوب االعتمادية وهو نقيض األس لوب األول ،وفي ه يك ون الف رد منس حبًا إلى ال داخل ومت أثرًا
بالبيئة المحيطة به ،وينظر إليها كسبب رئيس إلرشاده وتوجيهه.
أسلوب المدافع /المتأمل:
في بعض األحيان عندما تقع مشكلة نجد أن بعض األشخاص يتعامل معها مباشرة ودون أي اختبارات ،بينما نجد آخرين
يفكرون فيها قبل الفعل .بمعنى آخر نجد بعض األشخاص مندفعًا في مواجه ة أي مش كلة يتع رض له ا وحله ا .بينم ا نج د آخ رين
(أحمد ،1991 ،ص)576 : يفكرون ويتأملون في كل المواقف التي يتعرضون لها قبل أن يتخذوا قرارًا وينفذوه.
أسلوب إعادة البناء المعرفي:
يختلف هذا األسلوب عن غيره من األس اليب األخ رى في تأكي ده التحكم في العملي ات المعرفي ة أو إع ادة تركيبه ا ،فه ذا
األسلوب يهتم بالدرجة األولى بمساعدة العميل على تعديل أفكاره ومعتقداته غير العقالني ة وتب ديلها ،ألنه ا ت ؤدي إلى ع دم الفهم
الدقيق لألشياء ،وبالتالي إلى ضعف األداء االجتماعي ،أما األفكار العقالنية فتوجه اإلنسان إلى السلوك االجتماعي المرغوب في ه.
()Hepworth, 1982, p: 461
ويطبق هذا األسلوب من خالل مجموعة من الخطوات تتمثل في اآلتي:
.1مساعدة العميل على تقبل فكرة أن عباراته الذاتية وتصوراته واعتقاداته هي التي تح دد بدرج ة كب يرة ردود أفعال ه االنفعالي ة
(القلق -الغضب -الخوف) لألحداث التي تمر في حياته.
يؤمن الغالبية العظمى من الناس أن األحداث التي يتعرض ون له ا هي ال تي تح دد مش اعرهم نحوه ا ،ولكن من الض روري أن
يعرفوا أنهم يملكون القدرة على تعديل اضطراباتهم االنفعالية ال تي تنب ع من عب ارتهم الذاتي ة وأفك ارهم ومعتق داتهم الخاطئ ة
وضبطها من خالل تعديل معارفهم بصورة واقعية.
ويجب على األخصائي عند استخدامه هذا األسلوب أن يقرن هذا االس تخدام بالعدي د من الخ برات والتج ارب في الحي اة س واء
الخاصة باألخصائي أو المتعلقة بأشخاص آخ رين ،وذل ك لزي ادة فهم العمي ل ،ثم بع د ذل ك من المتوق ع أن تع دل األفك ار غ ير
()Hepworth, 1982, p: 352- 353 المناسبة ،ويكون ذلك بالمناقشة والتفسير من جانب األخصائي والعميل.
.)Sahaفمن أقوال شكسبير الش هيرة، (kian, 1977 فهذا األسلوب يعتمد على اختبار الفرد بنفسه وتفسيره للتفكير الذي يتوقعه
والتي توضح لنا ما سبق (ليس هناك شيء جيد أو سيء ولكن التفكير يجعله كذلك) .ولم يقصد (شكسبير) ب ذلك أن الص دمات
أو اإلصابات التي نواجهها ال تؤلمنا ،ولكن أفكارنا عن هذه الصدمات هي التي يمكن أن تؤلف عدم الراحة الجسمية لنا.
.2مساعدة العميل على تحديد معتقداته الخاطئة وأنماط سلوكه التي تسبب مشكالته (أحمد ،1991 ،ص .)576 :ويقوم األخص ائي هن ا
بدور رئيس في معرفة توقعات الشخص لألح داث وذل ك من خالل تفس ير ردود الفع ل ،وال ذي ي زود العمي ل في ال وقت نفس ه
. )Hepworth,وهنا يهتم األخصائي بالتركيز على حديث الذات وردود األفعال االنفعالي ة .وتش مل ( 1982, p: 353 بخبرات عديدة
هذه المرحلة أيضا تحديد األفكار التي تظهر تحديد االنفعاالت التي تظه ر قب ل وفي أثن اء وبع د المواق ف ال تي تواج ه العمي ل،
ومساعدة العميل على أن يستدعى أفكاره عنها وانفعاالته المصاحبة لها.
إن تحديد العبارات التي تحدث بها العميل لنفسه ،وتحديد أفكاره ومعتقداته التي تسبق هذه المواقف ،تجع ل من الممكن معرف ة
الجوانب المعرفية التي تعرض العميل الكتساب هذه االنفعاالت بعد ذلك يقيم األخصائي درجة العقالنية في العبارات الذاتي ة من
خالل حديث الذات؛ حتى يتعلم العميل أن يحدد مدى عقالنية حديث الذات الذي يلقيه بينه وبين نفسه ،وذلك بعد انتهاء جلس ات
العالج ،ويجب أيضا أن يوضح له األضرار التي سوف تصيبه إذا لم يغير حديث الذات ويقتنع بعدم عقالنية أفكاره ومعتقداته.
بعد ذلك يساعد األخصائي العميل على تس جيل ح ديث ال ذات في الم دة بين المق ابالت العالجي ة ،وتس مى تل ك الخط وة التحكم
الذاتي .وتساعد تلك الخطوة األخصائي على معرفة مدى انتشار األفكار غير العقالنية والمشاعر المضطربة التي يتع رض له ا
العميل.
.3مساعدة العميل على تحديد المواقف التي تولد المعارف غير العقالنية:
بعد أن يقوم العميل بعملية التسجيل اليومي لحديث الذات ،والتي تحدثنا عنها ،يجب عليه أن يهتم بتس جيل المواق ف المتك ررة
في تسجيالت العمالء؛ ألن التحديد الدقيق لوقت حدوث هذه المواقف واألش خاص الم رتبطين به ا يس اعد األخص ائي والعمي ل
على اختبار االستراتيجيات التي تتالءم مع هذه المواقف.
. 4مساعدة العميل على إبدال عبارات ذاتية بناءة محل العبارات االنهزامية السابق تحديدها .بعد أن يساعد األخصائي العميل على
االقتناع بأن أفكاره ومعتقداته غير العقالنية هي التي سببت له ه ذه المش كالت وردود األفع ال الس لبية ف إن جه ود األخص ائي
تنصب نحو شرح كيفية االستعاضة عن األفكار السابقة التي أدت إلى تلك النتيجة بعبارات أخرى إيجابية وأكثر واقعي ة ،ويجب
أن يتم ذلك من خالل المشاركة بين كل من األخصائي والعميل ،وعدم إلزام العميل بأفكار معينة بل يترك األخصائي الفرصة ل ه
لتحديد العبارات المناسبة له ،ويثني عليه في حالة العبارات اإليجابية البناءة ،ويقنعه بعدم ج دوى العب ارات الس لبية ال تي من
الممكن أن يعترضها العميل ،وذلك حتى يشعر العميل بقدرته على توليد عبارات ذاتية جديدة.
ومن الضروري أن يربط األخصائي العميل هنا بموقف معين ويطلب منه أن يعيش هذا الموقف ،ويشجعه على تكوين عب ارات
ذاتية متعلقة به ،وتعّد هذه المرحلة أساس أو لب أسلوب إعادة البناء المعرفي ،وتستغرق هذه المرحلة عدة أسابيع ،ويجب أن
تتم تدريجيا.
.5مساعدة العمالء على مكافأة أنفسهم على جهودهم الناجحة:
تعّد هذه الخطوة على درجة كبيرة من األهمية؛ ألنها بمثابة دعم لجهود العميل ،وخاصة عندما تكون خبراته في النج اح قليل ة
أو تكاد تكون معدومة.
كما أنها تساعد العميل على تذوق التقدم الذي أحرزه نتيج ة تعلم ه أنم اط تفك ير جدي دة وش عور ط بيعي نح و ذات ه ،وتتم تل ك
الخطوة األخيرة من خالل توضيح األخصائي للعميل أن الفضل في تحقيق هذا التقدم يرجع إلى العمي ل نفس ه ،ويق دم ل ه بعض
العبارات الذاتية التي تمتدح العميل ( . )Hepworth, 1982, pp: 345-361وكذلك صياغة أبعاد البناء المعرفي وتصنيفه حتى يتحكم
()Sahakian, 1977, p: 245 الفرد في المستقبل وترجمة البناء الواقعي.
نشاط ()5
طالب في الصف الثالث الثانوي (ثانوية عام ة) يع اني من القل ق والخ وف كلم ا
اقترب موعد االمتحان على الرغم من أن ه حص ل على مجم وع 98%في الص ف الث اني
الثانوي .وكلما بدأ في الدراسة شعر بالخوف والقلق ،فيترك الكتاب ويظل يبكي خوف ًا من
المجموع.
-كيف يمكن تطبيق أس لوب االس ترخاء على ه ذا الط الب ح تى يش عر ب التوافق النفس ي
ويستمر في الدراسة والتفوق؟
وهنا ،عزيزي الطالب ،من المفيد لك أن تتذكر مجموعة المبادئ التي يقوم عليها العالج المعرفي السلوكي ال تي ذكرناه ا
سابقًا.
)1985, p: 197
إن الهدف األساسي والفائدة المباشرة من العالج تكمن في بناء مهام يشترك فيها الهدف ،والفعل ،والنظرية.
تحديد مهام محددة للعمي ل من ذ البداي ة ف ذلك يس اعده على التفك ير ،وك ذلك المناقش ة والتس اؤالت ال تي تفي د في تع ديل الس لوك
واألفكار غير العقالنية.
أن يلعب األخصائي دورًا فاعًال في العالج)Kazdin, 1985, p: 198( .
وأن يكون على علم بمراحل النمو المعرفي ،وفي أي مرحلة من المراحل يقع العميل.
فالنمو المعرفي من خالل أفكار يتم عبرها سلسلة متتابعة من الخطوات تختلف باختالف المرحلة العمرية السنية:
.1من الميالد حتى عامين
في هذه المرحلة يكون السلوك ب دائيًا أو أولي ًا ،ويك ون الترك يز هن ا على إش راك الطف ل في التف اعالت ،الحرك ة -النظ ر
بفاعلية.
.2من سن ( )7 - 2سنوات
تظهر بعض الخصائص من خالل نم و اللغ ة .وفي أثن اء ه ذه المرحل ة يش ترك الطف ل أو يق وم بمجموع ة من الوظ ائف
األولية تأخذ شكل الطابع األلي لوظائف شخص آخر في مفهومها .والطف ل في ه ذه المرحل ة يمكن أن يس تعيد األح داث (للعق ل أو
التفكير) ،بينما يصبح أقل اعتمادية في القوى المحركة لسلوكه مباشرة.
.3من سن ( 11 - 7سنة
الطفل في هذه المرحلة يوضح أسباب العمليات بطريقة منطقية ،وه ذا يع ني نم وه ،وك ذلك نم و عملي ات التفك ير العقلي
والتي من الممكن أن تظهر من خالل الموضوعية أو الخبرات ،غير أنه ال يستطيع أن يتناول مشكالته بطريقة منطقية.
.4من سن ( )15 - 11سنة
( في هذه المرحلة يص ل تفك ير الطف ل إلى مرحل ة عالي ة من النم و ،وتظه ر المنطقي ة في جمي ع ج وانب ح ل المش كلة.
)Schiamberg, 1985, pp: 27-28
-يستخدم المعالج نماذج من العمليات المعرفية من خالل صنع متغيرات محددة تظهر متتابع ة ومناس بة لمش كلة معين ة،
كما أنه يمد العميل بالمعلومات والمهارات المختلفة ويحث ه على اس تخدامها .وعلى ال رغم من تع دد تكتيك ات العالج وأس اليبه إال
أنها تكون موجهة مباشرة تجاه حل المشكلة ،وكذلك تعديل السلوك غير السليم.
()Kazdin, 1985, p: 198
وأخيرًا فإن األساليب المعرفية تهتم بشكل النشاط المعرفي الممارس وليس بمحتواه ،والطريقة أو األس لوب ال ذي ي درك
به األفراد كل ما يدور من حولهم.
ويمكن ألخصائي خدمة الفرد في أثناء تدخله المهني استخدام هذه األساليب بما لدي ه من مه ارات مختلف ة تس اعده على
تغيير أو تعديل سلوك عمالئه.
واستخدام هذه األساليب بفاعلية ،ولفهمه أللوان السلوك اإلنساني بصفة عامة ،وكذا قدرته على تمييز األسلوب المعرفي
المناسب للعميل ،وإدراك العميل بتعرف األسلوب المعرفي وإمداده بالمعلومات الالزمة عن خصائص الشخصية وبنائها .ويتوق ف
تمييز األساليب المعرفية المناس بة للعمي ل طبق ا لطبيع ة س لوك العمي ل وموقف ه واس تعداده وخبرات ه ومهارات ه وأه داف الت دخل
المهني المراد تحقيقه.
نشاط ()6
تقرير عن حالة:
بل غ م درس الرياض يات بإح دى الم دارس اإلعدادي ة حال ة الط الب (أ.م ).إلى
األخصائي االجتماعي بالمدرسة ،والتي ذكر فيها أن ه ذا الط الب لم يحض ر إلى المدرس ة
منذ 15يومًا ،على الرغم من أنه من الطلب ة المتف وقين واألوائ ل على اإلدارة التعليمي ة،
فذهب األخصائي االجتماعي إلى منزل الط الب ،وعلم أن ه يم ر بالعدي د من األزم ات منه ا
وفاة األب ،وبعد ذلك بيومين اثنين توفيت األم.
تابع ،عزيزي الطالب ،هذه الحال ة موض حًا كي ف يمكن إخ راج الط الب من ه ذه
األزمات من خالل النظرية المعرفية.
أسئلة التقويم الذاتي ()4
.6المدخل الروحاني
1.6األصول التاريخية للمدخل الروحاني
عزيزي الطالب ،مع منتصف الق رن العش رين ب دأ العدي د من المتخصص ين في الخدم ة االجتماعي ة يش عرون بالخس ارة
الكبيرة نتيجة ابتعاد الخدمة االجتماعية عن أصولها الدينية ،ومن ثم بدأت العودة للدعوة مرة أخرى إلى األص ول الديني ة للخدم ة
االجتماعية واالستفادة منها ،وقد أسفرت هذه الدعوة عن ظهور العديد من التوجيهات الحديثة في الخدمة االجتماعية التي ت أثرت
بالديانات المختلفة في الواليات المتحدة األمريكية ،وخاصة الديان ة اليهودي ة ،والمس يحية بم ذاهبها المختلف ة ،وظه ر العدي د من
األديان ال تي ت دعو وتس اهم في إنش اء نم اذج للممارس ة المهني ة في الخدم ة االجتماعي ة مت أثرة به ذه ال ديانات منه ا :الخدم ة
االجتماعية اليهودية ،والخدمة االجتماعية المسيحية ،Gelmans- schuall, 1997ونظرا للتنوع الدينى الواسع في الوالي ات
(علي ،2004 ،ص ص )329 :328 المتحدة األمريكية بدأت الدعوة إلى االهتمام بالجوانب الروحانية للعميل أيا كانت ديانته.
وعند اإلشارة للناحية التاريخية نجد أن هناك ثالث مراحل تاريخية في العالقة بين الروحانية ومهنة الخدمة االجتماعي ة،
وذلك في الواليات المتحدة األمريكية وهي:
المرحلة األولى:
وتبدأ هذه المرحلة منذ نشأة المستعمرات األمريكي ة ح تى العق ود األولى من الق رن العش رين ،وق د نش أت فيه ا الخدم ة
االجتماعية في إطار المؤسسات واأليديولوجيات الدينية الفئوي ة أو المذهبي ة المتص لة باإلحس ان ،وخدم ة المجتم ع ،حيث ك انت
الخدمات تقدم عادة ألبناء الديان ة أو الم ذهب ،كم ا تتج ه إلى اجت ذاب أص حاب الم ذاهب األخ رى وتح ويلهم إلى ديان ة أو م ذهب
(إبراهيم ،1999 ،ص)503 : مقدمي الخدمات.
المرحلة الثانية:
في هذه المرحلة التي تمتد من العشرينات إلى السبعينات من الق رن المنص رم ،تع اظم دور الحكوم ة في تق ديم الخ دمات
للمواطنين ،وهي خدمات تقدم بطبيعتها لجميع المواطنين دون االقتصار على إتباع أي دين ،وذل ك على أس اس فك رة الفص ل بين
الدين والدولة ،وفي الوقت نفسه فإن تعليم الخدمة االجتماعية قد إتجه إلى التوجيهات الفرويدية أو السلوكية أو الماركسية.
المرحلة الثالثة:
بدأت بواكير هذه المرحلة في الظهور في أواخر السبعينات ،ولكنها اكتسبت قوة دافعة بشكل سريع منذ الثمانين ات ،حيث
بدأ الكثيرون يطالبون بإيجاد طرق مناسبة للتعامل مع العوامل الروحية على وجه يتسع للتنوع الكب ير في الص ور ال تي تع بر به ا
تلك العوامل عن نفسها ،فجاءت هذه المرحلة تمثل عودة االهتمام الواسع ب الجوانب الروحي ة للخ برة اإلنس انية ،فظه ر ع دد من
المقاالت التي تعكس هذا االتجاه ،وقد اتسمت التسعينات بتزايد البحوث عن العوامل الروحانية في الخدمة االجتماعية مع الترك يز
(إبراهيم ،2000 ،ص)18 : على قضايا محددة تواجه ممارسة الخدمة االجتماعية وتعليمها.
2.6مفهوم الروحانية
تعرف الروحانية في قاموس روبرت باركر على أنها «تكريس اإلنسان للجزء غير المادي من حياته اإلنس انية» .وهن اك
مهن تهتم بهذا الجانب ،وتدعو الناس إلى التمسك بالعقيدة والنواحي الدينية واألخالقية .واألخص ائيون االجتم اعيون ي دركون أن
العديد من عمالئهم يستخدمون الروحاني ة كمكم ون مهم في التغلب على مش كالتهم ،وه ذه الممارس ة تتمش ى م ع ه دف الخدم ة
()Robert, 1997, p 363 االجتماعية في مساعدة عمالئها على إشباع احتياجاتهم األساسية للوصول إلى السالمة النفسية والعقلية.
والروحاني ة كم ا يراه ا عب د العزي ز فهمي الن وحى كلم ة مش تقة من ال روح ،وتع ني درج ة أعلى من ال وعي
،Consciousnessولهذا تشتمل على عدة معان هي (عبد العزيز ،2002 ،ص:)347 :
الفهم العام لمعنى ما هو مقدس ،والتقدير العام للمعاني الدينية.
الشعور بمغزى الوجود وهدفه ،وانعكاس ذلك على الفرد.
عدم اقتصار إدراك الفرد على ما هو مادي ومحسوس ،وإنما إيمانه ووعيه إلى جانب ذلك بما هو مطلق وال نهائي وغيبي.
اإليمان بمعاني الخير ،والرغب ة في أن يعم ذل ك ذات اإلنس ان والمجتم ع البش رى والبيئ ة المحيط ة كله ا ،ومن هن ا ت أتى عالق ة
الروحانية بالمنظور األيكولوجي في الخدمة االجتماعية.
والروحانية بالمعاني السابقة قابلة للنمو والتزكية ،كما أنها قابلة ألن يعاق نموها فيصيبها التدهور واالنحط اط،
ومرد ذلك كله على الفرد نفسه أو نسق العميل.
تدريب ()12
()James W & Other, 1999, p: 4 المكونات واألبعاد الفرعية المرتبطة بالروحانية:
.1المكون المعرفي :يتضمن المعارف والمعتقدات والقيم التي يؤمن بها الفرد ،واألحداث الشخصية الحالي ة والماض ية المرتبط ة
بالنواحي الدينية لديه.
.2المكون النفسي أو الوجداني :المتضمن جميع الخبرات الداخلية للشخص والمشاعر التي يعبر الفرد في عالقاته م ع اآلخ رين،
وهذه الخبرات يتم دعمها من خالل التفاعل بين معارفه المكتسبة وخبراته التي يمر بها.
.3المكون السلوكي :ويتضمن أنشطة الشخص المرتبطة بالسلوك الديني أو الروحي سواء أكانت تلك األنشطة يتم تأديته ا بش كل
فردي أم مع اآلخرين.
ويالحظ في الحياة الواقعية وجود تداخل بين هذه األبعاد الفرعية أو مكونات الروحانية ،وهذا الت داخل ينتج عن ه الهوي ة
الدينية أو الروحانية المميزة للفرد.
تدريب ()13
3.6بناء الشخصية
تتكون الشخصية اإلنسانية طبقًا لهذا المنظور من مكونين أساسين هما :الجس د ال ذي خل ق من طين ،وال روح ال تي هي
تعبير عن إرادة هللا في سريان الحياة في هذا المخلوق .وينتج عن سريان الحياة في الجسد أن يص بح نفس ا بش رية تتس م بالعدي د
من خصائص مكوناتها وهي الروح والجسد؛ فالجسد يحتاج إلى الطعام والشراب والمأوى والملبس والن وم ،ويحت اج إلى حمايت ه
والدفاع عنه ،وغير ذل ك من الحاج ات البدني ة .أم ا ال روح فتحت اج إلى التق رب إلى هللا باألعم ال الص الحة ،وتحقي ق اله دف من
(علي)2002 ، الوجود في هذه الحياة ،وهو عبادة هللا ،وتحقيق االستخالف في األرض.
تدريب ()14
-هناك ثالث مراحل تاريخية في العالقة بين الروحانية ومهنة الخدمة االجتماعية .ن اقش
ذلك.
-ما النظريات التي يعتمد عليها المدخل الروحاني؟
-تحدث عن أساليب العالج وفقًا للمدخل الروحاني.
.7الخالصة
يعّد نموذج التركيز على المهام من أشكال العالج قصير األمد .ويعتم د على ثالث
أدوات أساس ية يس تخدمها المم ارس تتح دد في (التعلم والت دريب -مس اعدة العمي ل على
أداء المهام -استخدام المصادر البشرية وغير البشرية).
وهناك مجموعة من التكتيكات العالجية تتمثل في :التوض يح -البن اء -التش جيع-
التوجيه -الفهم الواضح -التفسير -النمذجة -لعب الدور.
-استراتيجيات ح ل المش كلة ومراحله ا وفق ًا لنم وذج الترك يز على المه ام ،وتتح دد في
اآلتي:
أ -توضيح المشكلة وتحديدها.
ب -مرحلة التعاقد.
ج -مرحلة تخطيط المهام وتنفيذها.
د -مرحلة المهام.
هـ -مرحلة اإلنهاء.
-النظرية المعرفية:
ترج ع أص ول ه ذه النظري ة إلى ع ام 1911على ي د الفري د إل در Alfride
.Alder
وفي الستينات ظهرت العديد من النظريات المعرفية المعاصرة التي تتحدد في:
.1العالج العقالني االنفعالي.
.2العالج الواقعي.
.3العالج المعرفي السلوكي.
أوًال :العالج العقالني االنفعالي:
يعّد البرت اليس مؤسس العالج العقالني االنفعالي .وقد تحدث ال برت عن تط ور
الشخصية .وتتضمن العملي ات العالجي ة وفق ًا للعالج العقالني االنفع الي مس اعدة العمالء
على تحديد حديث الذات ،ثم تحليل حديث الذات وتتابع االنفعاالت ،وتحديد عقالنية التفكير
من عدمها ،ويتم ذلك من خالل دور المعالج العقالني.
ثانيًا :العالج الواقعي:
يعّد وليم جلسر William Glasserمؤسس هذا العالج.
ويركز العالج الواقعي على مجموعة من المبادئ الموجهة للعالج منها (العالق ة
المش تركة -الس لوك المس ؤول -الترك يز على الحاض ر -الترك يز على الس لوك أك ثر من
الشعور -أهمية التمييز).
ثالثًا :العالج المعرفي السلوكي:
يعّد دونالد هربرت مؤسس العالج المعرفي السلوكي.
أساليب العالج المعرفي:
-أساليب معرفية.
-أساليب انفعالية.
-أساليب معرفية سلوكية.
وأخ يرا فالنظري ة المعرفي ة من أك بر النظري ات ال تي تعتم د عليه ا الخدم ة
االجتماعية؛ وذلك الحتوائها على ثالث نظريات معرفية معاصرة.
ولكل منهم أساليبهم العالجية الخاصة بهم.
-المدخل الروحاني:
الروحانية هي تكريس اإلنسان للجزء غير المادي من حياته اإلنسانية .كم ا أنه ا
تعني درجة أعلى من الوعي.
وللروحانية ثالثة مكونات أساسية (المكون النفسي -المك ون المع رفي -المك ون
السلوكي).
وللروحانية أساليب متعددة للعالج ،يمكن تقسيمها إلى :أس اليب عام ة -أس اليب
قطاعية -أساليب أخرى.
تتناول الوحدة الدراسية التالية (الثالثة) بعنوان محددات أساسية للتدخل المه ني
«عملية المساعدة» فلسفة الممارسة المهنية وإطار عملي ة المس اعدة ومح ددات الت دخل
المهني باإلضافة إلى المهارات التي يمتلكها األخصائي االجتماعي
.9إجابات التدريبات
تدريب ()1
يجب أن تكون شخصية اإلنسان في حالة من التوازن والتكامل ،وال يتحق ق ه ذا الت وازن والتكام ل إال من خالل الت وازن
والتكامل في القوى الثالث (الهو -األنا -األنا األعلى) وذلك ألن أي خلل أو انحراف يؤدى إلى خلل في الشخصية.
تدريب ()2
حدد فرويد مراحل النمو النفسي والجنسي والمظاهر المصاحبة لكل مرحلة كاآلتي:
-المرحلة الفمية من الميالد حتى عامين:
وفي هذه المرحلة تتركز اللذة في المنطقة الفمية ،ويكون اهتم ام الطف ل ولذت ه في الغ ذاء ،ويحص ل على ه ذه الل ذة من
مص الثدي أو اإلصبع.
-المرحلة الشرجية من 3-2سنوات:
وفي هذه المرحلة يتركز مصدر اللذة في المنطقة الشرجية ،ويحصل الطفل على لذة وراحة من عملي ة اإلخ راج .ويع اني
الطفل في هذه المرحلة الصراع بين الشعور باللذة واالمتثال للقيود االجتماعية.
-المرحلة القضيبية في العام الرابع:
وفي هذه المرحلة يهتم الطفل بأعضائه التناسلية ،وتظهر عقدة أوديب عند الذكور وعقدة الكترا عند البنات.
-مرحلة الكمون من العام السادس حتى البلوغ:
وفي هذه المرحلة يتركز االهتمام على اآلخرين ،وتظهر حيل الدفاع النفسي.
-المرحلة التناسلية -مرحلة المراهقة:
وفي هذه المرحلة يتم البلوغ الجنسي ،ويتم االتجاه جنسيا نحو الجنس اآلخر.
تدريب ()3
.1المرحلة التي حصل فيها تثبيت للطفل المرحلة الفمية.
. 2أسباب العدوان تتمثل في عض الطفل ألقرانه في المدرسة ،والعدوان عليهم باستمرار ،باإلضافة إلى شكوى مدرس الفصل من
هذا الطفل.
. 3يجب على األخصائي االجتماعي أن يضع خطة للعالج تتمثل في العالج الذاتي والعالج البيئي ،وقبل أن يضع خط ة العالج يجب
أن يركز على التاريخ التطوري الخاص بالطفل بداية من مرحلة حمل األم ثم الميالد ثم الجو العاطفي الذي استقبل ه ذا الطف ل،
وكيف اجتاز مراحل النمو النفسي كما حددها فرويد ،ثم يركز األخصائي على الطفل من ج انب وأف راد األس رة من ج انب آخ ر
مستخدمًا أساليب العالج.
تدريب ()4
األهداف التي تسعى إلى تحقيقها المراكز المتخصصة في العالج األسري هي:
.1إحداث تغيرات في سلوك األشخاص داخل األسرة.
.2توضيح أشكال االتصاالت اإليجابية داخل األسرة وأنواعها.
.3تحقيق التوازن الداخلي لألسرة ،ووضع حدود للبيئة الداخلية.
تدريب ()5
يفضل في بداية استخدام العالج األسري التركيز على العميل صاحب المشكلة ،بغض النظ ر عن الن وع ،وك ذلك مالحظت ه
من مختلف الجوانب الشخصية ،وتحديد القيم والعادات والتقاليد التي يؤمن بها والتي تظهر واض حة من خالل المقابل ة األس رية،
وكذلك تحديد القيم السائدة في البيئة المحيطة والتي بوساطتها يمكن رسم صورة واضحة توضح مدى االنس جام أو االختالف بين
العميل والبيئة.
تدريب ()6
.1أسباب الخالفات األسرية بين الزوجين
اختالف المستوى التعليمي والثقافي للزوجين -ال زواج من األق ارب دون رغب ة في ذل ك -ك ثرة الخالف ات بين ال زوجين-
حدوث الطالق مرتين قبل ذلك.
.2أهم األهداف التي يجب أن يضعها األخصائي أمام عينه:
أ -إيجاد وسيلة مناسبة لالتصال بين الزوجين وتقريب الفوارق بينهما.
ب -االستعانة باألبناء لتحديد دورهم في العمل مع اآلباء.
ج -التركيز على أهمية استمرار الحياة الزوجية من أجل األبناء.
د -تحديد دور كل من الزوجين داخل األسرة.
تدريب ()7
-يعّد نموذج التركيز على المهام من أشكال العالج قصير األمد ،والذي تتراوح جلساته ما بين 12-8جلس ة ،تس تغرق 4
أشهر تقريبًا ،بمعدل 4-3جلسات أسبوعية بين كل من األخصائي والعميل.
وبالتالي تتناسب ظروف األخصائي االجتماعي وإمكانياته من حيث توفير الوقت والجهد والحل السريع لمشكلة العميل.
تدريب ()8
أهداف استراتيجيات التدخل المهني من خالل نموذج التركيز على المهام تتحدد في:
. 1مساعدة العمالء على مواجهة المشكالت التي تهمهم وحلها بأنفسهم.
. 2منحهم الخبرات الجديدة الجيدة التي تساعدهم على مواجهة مشكالتهم وحلها بأنفسهم في المستقبل.
تدريب ()9
يرى مالتس Maultsbyأنه يمكن الحكم على تفكيرنا وسلوكنا بأنه عقالني إذا توافرت فيه الشروط اآلتية:
-أن يقوم على أسس موضوعية واقعية.
-يساعدنا على حماية أنفسنا.
-يساعدنا على تحقيق أهدافنا القريبة والبعيدة.
-يساعدنا على تجنب االضطرابات والمشكالت مع األفراد اآلخرين.
-يساعدنا على اإلحساس بالمشاعر التي نريد أن نشعر بها.
تدريب ()10
تعّد اللغة أهم عناصر التعلم ،ألنها توضح لنا ما يأتي:
-معرفة العميل عن نفسه وعن حياته.
-تصورات العمالء الرمزية عن عالمهم.
-مسؤوليات العمالء الشخصية ،وكيف يمكن أن يوضحوا ماذا حدث لهم.
-مفهومهم عن الحياة.
-شعورهم من النواحي المختلفة المتصلة بتاريخهم الشخصي.
تدريب ()11
من الممكن الحكم على الشخصية من خالل الطريقة التي يتعلم به ا الف رد إش باع احتياجات ه .ومن الممكن أيض ًا أن تحكم
على هذه الطريقة بأنها مناس بة أم غ ير مناس بة؛ فالش خص ال ذي يس تطيع أن يش بع احتياجات ه بالطريق ة المناس بة يع ّد شخص ًا
مسؤوًال ،ولكن الشخص الذي ال يستطيع أن يشبع احتياجاته يعد شخصًا غير مسؤول.
تدريب ()12
يقصد بالروحانية تكريس اإلنسان للجزء غير المادي من حياته اإلنسانية ،كم ا تع رف أيض ًا على أنه ا كلم ة مش تقة من
الروح تعني درجة أعلى من الوعي.
ولهذا تشتمل على عدة معان:
-الفهم العام لمعنى ما هو مقدس.
-الشعور بمعنى ومغزى ما هو هدف الوجود.
-عدم اقتصار إدراك الفرد لما هو مادي ومحسوس ،بل إيمانه ووعيه بما هو مطلق والنهائي.
-اإليمان بمعاني الخير.
والروحانية قابلة للنمو والتزكية ،ويرجع ذلك كله لنسق العميل أو الفرد.
تدريب ()13
للروحانية ثالثة مكونات أساسية:
أ -المكون المعرفي :ويتضمن المعارف والمعتقدات والقيم التي يؤمن بها الفرد.
ب -المكون النفسي أو الوجداني :ويش مل جمي ع الخ برات الداخل ة للش خص والمش اعر ال تي يع بر عنه ا الف رد في عالقات ه م ع
اآلخرين.
ج -المكون السلوكي :ويتضمن أنشطة الشخص المرتبطة بالسلوك الديني أو الروحي.
وفي الحياة الواقعية هناك تداخل بين هذه األبعاد الفرعية ،وهذا التداخل ينتج عنه الهوية الدينية.
تدريب ()14
.1أسباب رفض العميل العالج:
أ -المكانة االجتماعية المتميزة للمريض.
ب -اقتناع المريض بأن العالج ال قيمة له.
ج -عدم رغبة المريض في أن يراه أوالده وزوجته في هذه الصورة من الضعف.
هذه األسباب مقنعة لكل شخص قوى يشعر في المرض بضعف شديد ،وبالتالي تتأثر حالته النفسية ،ويرفض الحياة ،ويريد
نهايتها اليوم بدًال من الغد.
. 2يعتمد المدخل الروحاني في عالج تلك الحالة؛ ألنه يساعد على تقوية العالقة بين اإلنسان وربه ،وخاصة في مواقف األزمات.
.10مسرد المصطلحات
-األنا :Egoوهو شعور جزئي ،ووظيفته ضبط دفعات الالشعور.
-األنا العليا :Super Egoوهي بعض ما تفعله األنا في سبيل إرضاء الهو ،وهي تمث ل
الضمير.
-البن اء :Structuringاإلج راءات ال تي يق وم به ا المم ارس وال تي تعتم د على
االتصاالت.
-التوضيح :Explorationهو العمل المنظم الذي يقوم به الممارس من أجل جمع أكبر
قدر من المعلومات.
-الشعور :Consciousnessويتكون من كل شيء يعيشه الفرد في لحظة معينة.
-النمذجة :Modelingوهي استخدام األخصائي نفسه في استجابات مح ددة لكي يك ون
نموذجًا يحتذى به.
-الهو :Idوهو مصدر الشعور ،وهو ال شعوري وبدائي.
.11المراجع
63. Seymouv, Hollec (1976) family Therapy and Social Change, Social
Case Work, Vol. 27, N.B.
64. Sherman, Ednund (1987) Cognitive Therapy, In: Encyclopedia of
Social Work, V. ICN. A.S.W., N.Y.
65. Thompson, Neil (2000) Understanding Social Work Preparing for
Practice First Published, Macmillan Press, LTD.
66. Walton, Elain, al (2001) Balancing Family, Centered Service and
Child well- Being, Exploring Issues in Policy, Practice, Theory, and
Research, N.Y., Columbia Univ., Press.
67. Werner, Harold D. (1979) cognitive Theory, in: Francis J. Turner,
Social Work Treatment, N.Y., The Free Press, 2nd. Ed.
68. Witkin, K.A., Morre, C.A., and others (1977) Field Development and
Field Independent cognitive Style and their Educational
Implications, Review of Educational Research, No. 47.
69. Zastrow, Charles (1981) the Practice of Social Work, N.Y., The
Dorsy Press.
70. Zastrow, Charles (1985) the Practice of Social Work, Dorsy Press,
2nd ed.
محتويات الوحدة
الصفحة الموضوع
.1
133 المقدمة ...................................................................................
.................
1.1
133 تمهيد ..................................................................................
..............
داف 2.1أه
133 الوحدة .................................................................................
...
ام 3.1أقس
134 الوحدة .................................................................................
....
راءات 4.1الق
134 المساعدة .............................................................................
.
ة ه في دراس اج إلي ا تحت 5.1م
134
الوحدة ...........................................................
ة وذج عملي ة لنم ة المهني فة الممارس .2فلس
135
المساعدة .........................................
ة ار عملي .3إط
137
المساعدة .................................................................................
دخل ية للت ددات أساس .4مح
139
المهني .................................................................
ه ذي ينتمي إلي ع ال 1.4المجتم
140
العميل ...........................................................
2.4
142 العميل .................................................................................
..............
كلة 3.4مش
149 العميل .................................................................................
....
ة 4.4المؤسس
152
وطبيعتها .............................................................................
ار راءات واستحض د الق .5تحدي
154
المعلومات .......................................................
ة ة المهني .6العالق
156
العالجية .............................................................................
.7
158 التعاقد .....................................................................................
.................
اعي ائي االجتم ارات األخص .8مه
160
المطلوبة ........................................................
ارة 1.8المه
160 المعرفي ة ..............................................................................
...
ارة تفهم 2.8مه
160
الدور ................................................................................
ارة 3.8المه
161 العالقية ................................................................................
..
161 ارة 4.8المه
اإلدراكية ..............................................................................
...
ارة 5.8المه
161 التأثيرية ...............................................................................
..
ارة في 6.8المه
162
التسجيل ...........................................................................
االت ل الح س تحلي .9أس
163
ومناقشتها ..................................................................
ال 1.9االتص
163 بالعميل ................................................................................
.
ف حة في الموق ة واض ة بداي ار نقط 2.9اختي
164
اإلشكالي ...................................
ل كل العم دش ل من خالل تحدي ع العمي ةم 3.9البداي
164
المطلوب .........................
.10
166 الخالصة ..................................................................................
...............
ية دة الدراس ة عن الوح .11لمح
166
الرابعة .............................................................
ات .12إجاب
167 التدريبات .................................................................................
...
رد .13مس
168 المص طلحات .............................................................................
....
.14
169 المراج ع ..................................................................................
................
.1المقدمة
1.1تمهيد
مرحب ًا ب ك عزي زي الط الب في الوح دة الثالث ة من ه ذا المق رر وهي بعن وان
(محددات أساسية للتدخل المهني «عملية المساعدة»).
هناك العديد من النظريات والم داخل العالجي ة في خدم ة الف رد ،وم ع تع دد ه ذه
النظريات إال أنه ال يمكن القول إن هناك اتجاهًا صحيحًا وآخ ر خاطئ ًا ،وإنم ا يمكن الق ول
إن هناك اتجاهًا أكثر فاعلية في مواقف محددة.
ويعتمد التدخل المهني في إطار النموذج االختيار الح ر ألس اليب الت دخل المه ني
بعد تقدير الموقف وتحديد قدرات وإمكانيات العميل والمؤسسة والمجتمع.
وفي إطار التعامل مع األزمات يحتاج األمر إلى مهارات متعددة للت دخل المه ني،
بداية من مهارة التقدير المالئم للموقف إلى مه ارة اختي ار األس اليب ال تي تحق ق س رعة
الت أثير واس تعادة الت وازن .وس وف نتن اول ،عزي زي الط الب ،أس س عملي ة المس اعدة
والمهارات الالزمة للعمل في هذه الوحدة.
بعد عرض األطر النظرية للتدخل في ح االت األزم ات والط وارئ ،فمن المهم أن
نتعرف ،عزيزي الطالب ،محددات عملية المساعدة في ضوء عرض نماذج ألمثلة عملية،
تس اعد على فهم تل ك المح ددات ،كي تتمكن من تحقي ق الت دخل المه ني الفاع ل م ع تل ك
الحاالت ،ولذلك ينبغي عليك فهم األمثلة الشارحة لمحددات عملية المساعدة ،وحاول ق در
اس تطاعتك تط بيق التكنيك ات ال تي احت وت عليه ا ه ذه األمثل ة م ع ح االت ش بيهة في
مجتمعك.
2.1أهداف الوحدة
يتوقع منك ،عزيزي الطالب ،بعد دراسة هذه الوحدة أن تكون قادرًا على أن:
.1تعرف فلسفة الممارسة المهنية لنموذج عملية المساعدة.
.2تحدد إطار عملية المساعدة.
.3تذكر المحددات األساسية للتدخل المهني.
.4تحديد القراءات واستحضار المعلومات.
.5توضح أهمية العالقة المهنية العالجية.
.6توضح أهمية التعاقد.
.7توضح المهارات المطلوبة من األخصائي االجتماعي.
.8تبين أسس تحليل الحاالت.
3.1أقسام الوحدة
تقس م ه ذه الوح دة إلى ثماني ة أقس ام رئيس ة تحق ق بص ورة متكامل ة األه داف
المذكورة وهي على النحو اآلتي:
القسم األول :فلسفة الممارسة المهنية لنموذج عملية المساعدة ،ويحقق الهدف األول.
القسم الثاني :إطار عملية المساعدة ،ويحقق الهدف الثاني.
القسم الثالث :محددات أساسية للتدخل المهني ،ويحقق الهدف الثالث.
القسم الرابع :تحديد القراءات واستحضار المعلومات ،ويحقق الهدف الرابع.
القسم الخامس :العالقة المهنية العالجية ،ويحقق الهدف الخامس.
القسم السادس :التعاقد ،ويحقق الهدف السادس.
القسم السابع :مهارات األخصائي االجتماعي ،ويحقق الهدف السابع.
القسم الثامن :أسس تحليل الحاالت ،ويحقق الهدف الثامن.
4.1القراءات المساعدة
إن ظهور اتجاه عملية المساعدة في خدمة الفرد لم يكن ولي د الص دفة ،وإنم ا نتيج ة لخ برات وممارس ات مهني ة وعم ل
مستمر ،واالستفادة من األطر النظرية للتدخل المهني في خدمة الفرد.
ولقد تتابعت تطورات الممارسة المهنية في خدمة الفرد تبعًا لتطورات تواكبت وتولد منه ا العدي د من االتجاه ات الحديث ة
المعاصرة والتي تم تعرف بعض هذه االتجاهات بشكل مختصر في العام الماضي ،وبشكل تعليمي هذا العام.
ونتيجة لتعدد المداخل العالجية كان من الضروري أن يواكب ذلك تطوير وتغي ير في مفه وم الممارس ة المهني ة الواقعي ة
بغية التوصل إلى إطار يمكن من خالله التحرر من اإلطار التقليدي ،وتقديم الخدمات للعمالء بشكل أكثر مناسبة وفاعلية.
إن فلسفة نموذج عملية المساعدة يقوم على افتراض أن الحياة اإلنسانية ذاتها عملية مستمرة المش كالت الرئيس ة ح تى
تتحقق لإلنسان السعادة بدًال من األلم ،وذلك من خالل تفاعل اإلنس ان م ع اآلخ رين ،ومن ثم يس عى اإلنس ان إلى الث واب ب دًال من
العقاب ،ويتم ذلك بشكل تلقائي ،معتمدًا على القدرات الذاتية التي قد تحتاج إلى مساعدة على االكتشاف والتدريب.
استفاد نموذج عملية المس اعدة من المعطي ات النظري ة والعملي ة لتل ك الم داخل
المهنية المتعددة في إطار هدف واضح يتعلق بمس اعدة العمي ل ،وباالعتم اد على النظ رة
الح رة في العم ل ،ومن ثم ف إن نم وذج عملي ة المس اعدة في خدم ة الف رد ينظم األه داف
الخاصة واألهداف المؤثرة في العم ل والتعام ل م ع المواق ف والعمالء في ظ ل مجموع ة
مبادئ مهنية ومسلمات تتفق واإلطار السياسي والديني والمجتمعي.
وتعتمد هذه الفكرة على وص ف الس لوك اإلنس اني من ج انب ،والتنظيم االجتم اعي من ج انب آخ ر ،ومن ثم يك ون ل دى
األخصائي االجتماعي مجموعة من االفتراضات التي تقود العمل إلى طرق المساعدة ،وبالتالي إلى اجتياز العميل لمشكلته.
وتعتمد فلسفة عملية المساعدة في خدمة الفرد على:
أوًال :االستفادة من التطور الهائل في مختلف العل وم االجتماعي ة النفس ية والطبي ة ،واالتج اه إلى األس اليب المقنن ة والفاعل ة في
الممارسة المهنية.
ثانيًا :التطور في النظرة النفسية واالجتماعية لطبيعة العالج وعملية المساعدة والتي تركزت في تحدي د أنس ب األس اليب الم ؤثرة
في موق ف العمي ل وال تي تتناس ب م ع قدرات ه دون تقيي ده باتج اه نظ ري معين في إط ار واض ح من الخط وات اإلجرائي ة
المخططة.
ثالث ًا :اإليم ان بحتمي ة المش كلة الفردي ة ،وارتباطه ا بالحاج ات المتج ددة ،وبض رورة مواجه ة ه ذه االحتياج ات من خالل العلم
والمهارة في إطار من األهداف الواضحة والقيم المهنية واالعتراف المجتمعي.
رابعًا :تناسب نموذج عملية المساعدة للتعامل مع مختلف المشكالت المرتبطة بالواقع االجتماعي واالقتصادي المرتب ط بإمكاني ات
المؤسسات ومهارات األخصائيين االجتماعيين.
ويعتمد االتجاه على مدى تفهم الممارس المهني األخصائي االجتماعي ألدواته ليحقق مدخًال متوازنًا لمساعدة العميل.
خامسًا :عملية المساعدة هي منهج وطريق ة تتعام ل م ع الواق ع لتحق ق أه دافًا ملموس ة في ش كل بس يط ليص ف عملي ات معق دة
وصعبة التناول من خالل نموذج واضح ،فال مجال للتخبط واالرتجال ولكن هناك تصورًا للعمل بواقعية وبق در من المرون ة
والفردية.
يتحدد إطار عملية المساعدة منذ الخطوة التي يتم فيها اتصال العمي ل باألخص ائي االجتم اعي المس اعد ،أو العكس ،تل ك
الخطوة التي يتوقف عليها اكتشاف المشكالت الحقيقية للعمالء ،وطبيعة شخصياتهم ،ومن ثم تحديد األهداف بدقة ،ووضع تصور
الستراتيجية العمل المهني.
ومن األمور المهمة التي يركز عليها نموذج عملية المساعدة ،في خدمة الف رد ،فك رة إدراك العمي ل للتف اعالت ال تي تتم
بينه وبين اآلخرين ،ومنهم األخصائي االجتماعي.
ومن المناسب هنا أن نوضح أن العمي ل ق د يج د ص عوبة في ممارس ة دوره كعمي ل ،فال يع ني طلب ه للمس اعدة أن ه على
اس تعداد بالفع ل للتع اون واالس تفادة من الخ دمات؛ ألن ممارس ة الواجب ات بفاعلي ة تحت اج إلى فهم العمي ل لتل ك الواجب ات
والمسؤوليات المطلوبة منه ،ويكون من أهم أدوار األخص ائي االجتم اعي ومس ؤولياته مس اعدة الش خص المتق دم ليق وم ب دورة
كعميل ،ويتحرك لطلب المساعدة واالستفادة من خدمات المؤسسة.
فاألخص ائي االجتم اعي ع ادة م ا يتوق ع من العمي ل االنتظ ام والحض ور في
المواعيد المحددة للمق ابالت ،وال دخول في عالق ة مهني ة ،كم ا يتوق ع من ه اإلفص اح عن
العديد من المعلومات بموقفه الحاضر والماضي ،فضًال عن استعداداته للقيام بمس ؤولياته
كعميل .وأن يواجه الصعاب النفسية واالجتماعية القائمة في موقفه مس تمعا في ذل ك كل ه
ومستجيبا إليضاحات األخصائي وتوجيهاته.
إال أن الواقع يشير إلى أن غالبية العمالء في خدمة الفرد يتصورون أن دورهم هو تلقى الخدمة المباشرة أو المعون ة في
أسرع وقت ممكن ،وإذا لم يحدث ذلك يشعر العميل بالصدمة أو اإلحباط ،أو على األقل عدم االرتياح ،ويفسر ذلك على أنه نوع من
التعاون من جانب األخصائي في التصرف السريع ،أو نوع من عدم االهتمام به وبحالته ،والعميل في هذا الموقف له قدر كبير من
العذر ،فهو لم يمارس من قبل دوره كعميل ،وال يدرك أن هناك دورا لألخصائي االجتم اعي ووظيف ة للمؤسس ة تختل ف كث يرًا عن
التصور البسيط للموقف.
فالعميل في حالة اقتصادية ،قد يتصور أن دوره هو تلقي المساعدة المالية ،بينما
يسعى األخصائي أساسًا إلى معاونته على فهم أسباب تعطله عن العم ل ،وكيفي ة مواجه ة
ذلك .ومثال آخر في حالة ح دث منح رف؛ فوال د الح دث المنح رف ق د يظن أن المؤسس ة
سوف تخلصه من ولده المنحرف ،بينم ا ي رى األخص ائي االجتم اعي أن ه من الض روري
إعادة شعور الوالد بمس ؤوليات دوره كوال د ،ومعاونت ه على فهم األس باب ال تي أدت إلى
انحراف الحدث وتالفيها.
وقد يظن العميل أن سرد المعلوم ات أو البيان ات والتعب ير عن المش اعر ليس ت أم رًا مهم ًا ،ولكن المهم أن يحص ل على
الخدمة ،وتبدأ تظهر أنماط من مقاومة العمالء.
وبذلك ف إن عملي ة المس اعدة يتح دد إطاره ا وفق ًا لق درات العمي ل وإمكانيات ه وحاجات ه كون ه طرف ا متف اعًال وم ؤثرًا في عملي ة
المساعدة.
ويكون الهدف العام لعملية المساعدة تحريك قدرات العميل واستثارتها لتفهم الموق ف .وع دم األخ ذ بالرمزي ة في س لوك
العميل ،والوعي بعمليات الضغط الداخلي والخارجي ،وما يترتب عليه من مواجهة لمواقف الحياة.
ويمثل إطار عملية المساعدة تصورًا شامًال لطريقة العمل وخطته .ويتحدد في نطاقها معلوم ات وبيان ات تتعل ق بالعمي ل،
وفكرته عن حاجاته ،والمبادئ األساسية التي يلتزم بها وهي التعاون اإليجابي الجتياز الموقف المشكل.
.4محددات أساسية للتدخل المهني
إن نموذج عملية المساعدة في خدمة الفرد يعتمد على مجموعة من المؤشرات كإطار للتدخل المهني تتمثل فيما يأتي:
.1التركيز على تنظيم التعبير ،واستثمار قدرات العميل المتاحة والتي يمكن أن تتاح.
.2االهتمام بمهارات التدخل المهني لألخصائي االجتماعي ،واالعتماد على النظرة الحرة في المساعدة ،واالستفادة من
المعطيات النظرية لمختلف االتجاهات المعاصرة في خدمة الفرد.
.3التدخل ال ينحصر في العميل ،والتأثير اإليجابي ال يوجه إلى شخصيته فقط ،فهناك نمط من التدخل البيئي ،وتهيئة الظروف
لصالح العميل ،وذلك دعمًا للتغيير الحادث واستمرارًا الستقرار العميل.
.4االهتمام بشكل النهاية في عملية المساعدة ،وتحديد الفرق بين موقف العميل قبل التدخل المهني وموقف العميل بعد التدخل
المهني ومن ثم يلتزم األخصائي االجتم اعي ب وعي ومه ارة بالمق ابالت الختامي ة والتتبعي ة ،وت دريب العمي ل على االعتم اد
الفعلي على قدراته وإمكانياته لمواجهة المواقف المختلفة.
.5يجب أن يكون هناك نوع من التغيير والنمو في شخصية العميل ،وذلك بإضافة خبرات جديدة متنوعة إلى شخصيته.
.6أن يدرك األخصائي االجتماعي أن الخبرة الفردية تؤدي دورًا مهمًا في تفهم العالم المحيط به ،ومن ثم إدراك حقيقة األمور.
.7رغبة الفرد في التغيير ترتبط بقدراته الذاتية الفردية ،والتي تختلف من عميل إلى آخر.
.8تتأثر استجابة العمالء لعملية التدخل المهني بقدرات األخصائي االجتماعي ومهاراته ،فكلما كان األخصائي االجتماعي واعيا
ألدواته وقدراته أمكن االستفادة من قدرات العمالء ،وتكون استجابة العمالء إيجابية والعمل مؤثرًا.
.9يتشكل سلوك العمالء من خالل خبراتهم الذاتية ،وكذلك الضغوط الخارجية في العمل واألسرة والمجتمع.
.10قد يصبح سلوك العميل عقالنيًا إذا أدركنا وتفهمنا شخصيته ،ومن ثم يتجنب األخصائي االجتماعي التسرع في إص دار أحك ام
على العمالء وإدانتهم.
.11من أهم أسس المساعدة أن يدرك العميل خطأ أفكاره وسلوكه المرتبط بخبراته الفردي ة ،وتك ون مهم ة األخص ائي األساس ية
توضيح ما هو ممكن وما هو غير ممكن ،وكذلك توضيح الصواب والخطأ بعقالنية وواقعية.
. 12يحتاج العمالء في كل األوقات للدعم بإظهار مشاعر معينة تجاه العميل ،وبيان تقدير األخصائي للجهود التي يقوم بها خاص ة
وأن هذا التقدير يعّد دافعًا لزيادة السلوك المرغوب فيه.
. 13ليس هناك أسلوب محدد يصلح لكل العمالء ،ولكن لكل عميل طريقه أو أسلوبًا يك ون أك ثر ت أثيرًا في س لوكه وأفك اره ،وهن ا
يجب على األخصائي معرفة المدخل المناسب للتأثير في العميل.
. 14العالقة المهنية بمستوياتها المتعددة هي أساس عملية المساعدة ،ويجب أن تتحرر من الضغط والتهديد.
وهناك بعض المحددات اإلجرائية التي يجب أن يلتزم بها األخصائي االجتماعي سنوضحها من خالل األمثلة العملي ة فيم ا
يأتي:
مثال:
أسند إلى األخصائي االجتم اعي دراس ة حال ة تلمي ذ كث ير الغي اب واله روب من
المدرسة ،ومن خالل زي ارة األخص ائي االجتم اعي لبيئ ة العمي ل الح ظ وج ود س ينما في
الحي الش عبي الموج ود ب ه المدرس ة ،وه ذه الس ينما تعم ل ص باحا ،وبس عر في متن اول
الطالب ،وتعتمد على اإلثارة في اإلعالن ات .اف ترض األخص ائي أن الس ينما تك ون عام ل
جذب مهم تساعد على غياب الطالب أو هروبهم من المدرسة .وهك ذا بدراس ة األخص ائي
للبيئة وتعرفها أمكنه أن يتعرف سببًا مهمًا ومؤثرًا في الموقف اإلشكالي.
وحالة ثانية لطالب يعاني تخلف ًا دراس يًا ،ومن خالل دراس ة األخص ائي لظ روف
الطالب اتضح عدم مالءمة السكن لعدد أفراد األسرة ،مما يؤثر في مستوى إعداد الط الب
لدروسه لعدم وجود أماكن للدراسة نظرا لضيق السكن.
وفي حالة ثالثة كانت أسرة الطالب تعاني عدم الوفاق األسرى نتيجة لتسلط أح د
الوالدين ،ومن خالل زيارة بيئته أتضح أن والدة الزوجة متسلطة أيضًا نظرا لعجز ال زوج
ومرضه ،وأن تدخلها الدائم في حياة األسرة السبب الرئيس للمشكلة.
وقد تكون البيئة الوظيفية والعمل من أهم أسباب الموقف اإلشكالي ،فعند دراسة مشكلة أسرية تتمثل في نزاع ات أس رية
مستمرة اتضح أن سوء عالقة الزوج برؤسائه في العمل وزمالئه ،وإحساسه بالتهديد المس تمر ،خاص ة أن العم ل قط اع خ اص،
وعدم األمان في العمل ،أثر تأثيرا سلبيا ومباشرا في سلوك العمي ل في أس رته .وفي حال ة أخ رى لحال ة إدم ان اتض ح أن العمي ل
المدمن يعمل سائق سيارة نقل ،وقد تعرض في أثناء عمله لصداقات وجلسات تعاطي مخدرات ،إلى أن أصبح مدمنا.
وبالت الي ي ؤثر العم ل وطبيع ة عالقات ه في مش كلة العمي ل .واألخص ائي االجتم اعي الن اجح يس تخدم المالحظ ة العلمي ة
والمقصودة بل وغير المقصودة في أثناء التعامل مع العمي ل أو زي ارة بيئت ه بحيث تك ون من اطق المالحظ ة الواقعي ة عن العمي ل
وموقفه ،صورة تسمح برؤية مخاوف السلوك ودوافع ه ح تى يتمكن األخص ائي من التعام ل م ع األس باب وليس األغ راض فق ط،
فيكون التأثير والتغيير مستمرًا وال يرتبط بوجود األخصائي االجتماعي أو تأثيره المباشر في العميل ،وإنما يجب أن يك ون الت أثير
نابعا من تغيير حقيقي في سلوك العميل.
ومن ناحية أخرى يجب على األخصائي االجتم اعي أن يلم ب القيم والع ادات والتقالي د المرتبط ة ببيئ ة العمي ل ح تى يمكن
تفسير الكثير من السلوك ،وكذلك عدم إغفال تلك القيم والعادات عند وضع استراتيجية العالج وخطته.
فنجد أن هناك ثقافات فرعية للمناطق بل واألحياء ،فضال عن الثقافات المميزة لبعض المهن.
ففي دراسة حالة طالبة في المرحلة الثانوية وجدتها األخصائية االجتماعية تبكي
في إح دى الم دارس ،اتض ح أن أهله ا ق رروا تزويجه ا دون موافقته ا وهي ال تس تطيع
معارضتهم أو الرفض .وفي زي ارة األخص ائية ألم الطالب ة أوض حت األم أنه ا ال تس تطيع
معارضة األب ،وأن على الطالبة االلتزام بذلك ،ولم تس تطع األخص ائية أن تتج اوز ح دود
تدخلها المهني الذي يتمثل في توضيح خطورة هذا الموقف لألم.
إال أنه خالل عملية اإلشراف والتوجيه المهني أشارت المشرفة على األخصائية االجتماعية أن تتصل بعميد العائل ة ،ومن
خالل هذا االتصال ،ونظرًا لتف وق الطالب ة الدراس ي ،تم تأجي ل ال زواج .ويالح ظ أن اتص ال األخص ائية بعمي د العائل ة لم يتض من
الحديث عن موضوع زواج الطالبة ،وإنما ذكر اهتزاز مستواها الدراسي ،وأن التدخل المهني يهدف أساسًا إلى استرجاع مستوى
الطالبة الدراسي.
ومن المالحظ أن مدخل التدخل المهني يتفق مع القيم والعادات والتقاليد لهذه البيئة.
2.4العميل
عزيزي الطالب ،لكي ينجح األخصائي االجتماعي في وضع استراتيجية مناسبة وخط ة عالجي ة فاعل ة يجب علي ه أن يلم
بجوانب مهمة تحدد من هو عميله ،وما شخصيته ،وما قدرته وأفكاره وسلوكه وظروفه البيئية ،بحيث تكون خطة العالج متكاملة
تحقق الهدف من التدخل المهني.
ويجب على األخصائي االجتماعي أن يجيب عن مجموعة من األسئلة:
.1من العميل أو وحدة العمل؟
.2ما المرحلة العمرية التي يمر بها العميل وخصائصها؟
.3ما الصفات المشتركة للعمالء ؟
.4هل العميل متطوع أو غير متطوع؟ وما مصادر تحويل الحالة؟
.5هل العميل يدخل ضمن طائفة السواء أو عدم السواء؟
بالنسبة للتساؤل األول:
من هو العميل أو وحدة العمل ؟
تباينت األقاويل واآلراء فيمن هو العمي ل األساس ي ،ومن هم العمالء الق انونيين ،خاص ة أن هن اك بعض الح االت يك ون
العميل أو وحدة العمل فيها أكثر من فرد ،وعلى مستوى متقارب من األهمية ،إال أن الذي يعنينا ه و كيفي ة مواجه ة الموق ف ،فال
حرج إذا كان في الحالة الواحدة أكثر من عميل ،وعلى المستوى نفسه من التأثر في المشكلة ،وبالتالي على مس توى متق ارب من
أهداف التدخل المهني في العمل الفعلي ،بل إن الكثير من المشكالت األسرية نجد الزوجين فيه ا عمالء أص ليين ،ومن الص عب أن
يكون أحدهما ثانويًا.
وفي حاالت أخرى يكون مقدم الطلب للخدمة أو المساعدة هو مرش د عن العمي ل
األساسي ،ففي حالة الطالب المهمل ،ومن خالل زيارة األخص ائي للبيئ ة وتع رف األس رة
اتضح له أن السبب ال رئيس واألساس ي للموق ف ه و س وء معامل ة زوج ة األب ،وك ذلك
إهمال الوالد للطالب وتفضيل أخوته من زوجته الثانية عليه ،وبالتالي قد يج د األخص ائي
صعوبة في تحديد من هو العميل األساسي ،هل هو الطالب طالب الخدمة أو المس اعدة ،أم
هو الوالد المهمل في واجباته تجاه ابن ه وأس رته ،أم العمي ل زوج ة األب المتس لطة ال تي
تفرق في معاملة األبناء.
إال أنه يجب التركيز على أن خط ة العالج واس تراتيجية الت دخل المه ني في مث ل تل ك الح االت هي اس تراتيجية متناس قة
متكاملة ،فيقدر تأثير الفرد في المشكلة ،وطواعيته للتغيير بقدر ما تنصب عليه الجهود المهني ة العالجي ة .وبالت الي ق د يك ون في
الحالة الواحدة أكثر من عميل ،وجميعهم على درجات متفاوتة من األهمية وفقا لنصيب كل منهم في إحداث المشكلة أو الموقف.
وكما ذكرنا من قبل فقد تكون األسرة هي وحدة العم ل وفق ا لنم وذج العالج األس ري وال ذي اس تفاد من ه نم وذج عملي ة
المساعدة في خدمة الفرد في التعامل مع مش كالت األس رة كوح دة كلي ة ،وبالت الي يج د األخص ائي االجتم اعي نفس ه يتعام ل م ع
األسرة كلها أو مع الزوجين باألهمية نفسها.
ففي مشكلة أسرية ،وبعد االطالع على ملف الحالة ،اتضح أن الزوجة هي طالب ة
المساعدة ،وتشكو من سوء معاملة الزوج وبخل ه الش ديد ،وعلى الج انب اآلخ ر نج د أن
ال زوج ب دأ يكي ل االتهام ات لزوجت ه ويتهمه ا باإلس راف وإث ارة المش كالت ،وبع د ع دة
مق ابالت اتض ح أن الس بب األساس ي ع دم اإلنج اب ،خاص ة أن ال زواج م ّر علي ه ثالث
س نوات ،وأن هن اك ت دخالت من أس رة الج انبين إلث ارة ه ذا الموض وع ،ومن هن ا ب دأ
األخصائي يضع استراتيجية التدخل المه ني ال تي ترك ز على ال زوجين في ال وقت نفس ه،
وعلى العناص ر الم ؤثرة في أس رة ك ل منهم ا ،واالس تعانة ب الخبراء «الط بيب» لتحدي د
أسباب الموقف الحقيقي ،وبالتالي تحديد أهداف واقعية الجتياز المشكلة.
والخالصة أن األخصائي االجتماعي يتعامل مع الموقف اإلشكالي كوحدة واحدة ،ويح دد األط راف الم ؤثرين في الموق ف
ومدى تأثير كل منهم ،ودوره في إحداث المشكلة ،ويضع استراتيجية العم ل وتكنيكات ه وفق ا لواق ع المش كلة؛ فاله دف ه و كيفي ة
مساعدة العميل وحل المشكلة من خالل تنمية شخصية األطراف المشاركين وزيادة خبراتهم الفعلية واستثمار إمكانياتهم.
بالنسبة للسؤال الثاني:
ما المرحلة العمرية التي يمر بها العميل وخصائصها؟
من المسلم به أن اإلنسان يمر في أثناء حياته بمراحل متعددة ،لكل منها خصائصها المميزة ،وقد سبق أن أش رنا أنن ا إذا
علمنا المرحلة العمرية التي يمر بها العميل فيمكن تفسير الكثير من سلوكه وأفكاره؛ فالطالب في المرحلة الثانوي ة ،وال ذي يش كو
والده من سوء سلوكه مع والدته وأخوته ،إذا علمنا طبيع ة مرحل ة المراهق ة بم ا فيه ا من تغي يرات فس يولوجية ونفس ية ،أمكن
إعطاء الدليل لكيفية معاملته في األسرة ،وبالتالي نجتاز جانبا كبيرا من المشكلة.
ويجب على األخصائي االجتماعي أن يدرك مبادئ النمو التي تتضمن:
. 1تسير عملية النمو بطريقة منظمة ونمط محدد؛ فالطفل مثال ال يستطيع المشي قبل الوقوف وهكذا.
. 2يسير النمو في عمليات تمايز وتكامل ،ومن المتوقع أن نجد توازنا في التمايز بين التك وين العض وي والس لوك ،ويتض ح ذل ك
بالنمو الحركي للطفل.
. 3عملية النمو مستمرة ومتصلة ،وبالتالي فإن أي توقف يدل على وجود حالة غير طبيعية نتجت عن عوامل عارضة؛ كالمرض،
أو عوامل بيئية ،واستمرار عملية النمو تشير إلى أنه ال يوجد صفات جسمية أو عقلية تظهر فجأة.
. 4تختلف سرعة النمو من مرحلة الحمل األولى مقارنة بمرحلة الطفولة المت أخرة ،ثم تزي د في بداي ة المراهق ة ح تى تس تقر في
مرحلة الرشد.
. 5يختلف األفراد فيما بينهم في سرعة النمو ،وتظل هذه الفروق قائمة في المراحل المختلف ة ،كم ا تختل ف س رعة النم و لل ذكور
عن اإلناث.
. 6تتالزم معظم الصفات تالزما موجبا في عملية النمو ،فالعالقة الموجودة بين مظاهر النمو في النواحي المختلفة عالقة موجب ة،
فالطفل الذي يمتاز بالذكاء يمتاز عادة في االستعدادات والقدرات األخرى ،ويتميز بالثبوت االنفعالي ،وفي تفاعل ه االجتم اعي،
وفي نموه العام.
.7لكل مرحلة من المراحل العمرية صفات تتميز به ا ،فمثال تمت از مراح ل الج نين والمه د والمراهق ة ب النمو الجس مي الس ريع،
وتمتاز مرحلة الطفولة المبكرة بالقدرة على التحكم في الجسم ،وهكذا.
.8لكل مرحلة أنواع من المشاكل السلوكية ال تي تع ّد عادي ة في مرحلته ا ،وه ذه المش اكل الس لوكية تنتهي بانته اء المرحل ة إذا
قوبلت بمعاملة متزنة ،مثال ذلك التبول الالإرادي في الطفول ة المبك رة أم ر ط بيعي أو ع دم اهتم ام ط الب المرحل ة االبتدائي ة
بالنظافة ،وسرعان ما تنتهي هذه المظاهر السلوكية بانتهاء المرحلة العمرية لها.
. 9كل فرد يمر بجميع مراحل النمو ،إال أن الزمن الالزم الكتمال نمو كل مرحلة من المراحل يختلف من فرد إلى آخر طبقا لتكوين ه
الخاص ،وتوفير الظروف المالئمة لنموه.
ومن هنا يركز األخصائي االجتماعي على الصفات المميزة للمرحلة العمرية مع مراعاة قاعدة مهم ة وهي الفردي ة؛ فك ل
عميل حالة فردية ،وخبرة لألخصائي االجتماعي ال تتكرر ،وإن اشتركت في العديد من الصفات مع حاالت أخ رى ،وبالت الي تك ون
استراتيجية التدخل المهني وأهدافه مرتبطة أيضًا بفردية العميل وخبراته.
بل إن هناك بعض االنفعاالت ال تي ترتب ط بالمش كلة أو تس ببها كمش اعر الخ وف ،ال ذي أص بح س مة من مظ اهر الحي اة
الحديثة ،ولكل مرحلة عمرية مخاوفها .ويرتبط قلق العميل بخوف ه ،وإن ك ان هن اك قل ق إيج ابي؛ ك القلق من االمتح ان ،فه و في
شكله العادي ظاهرة صحية ،ولكن القلق دون معرفة السبب أو االنطواء هو ما يهدد حياة الفرد النفسية.
واألخصائي االجتماعي الواعي بطبيعة المرحلة التي يمر بها العميل يحدد اتجاهات التدخل المهني الرئيسة وفقا لظ روف
المرحلة وطبيعتها وخصائصها ،فإن ما يكون منطقيا في مرحلة قد ال يكون كذلك في مرحلة أخرى.
أما بالنسبة للسؤال الثالث:
وهو :ما الصفات العامة أو المشتركة بين العمالء؟
فنحن نعرف أن كل ثقافة لها خاصيتها التي تساهم في تشكيل سلوك األفراد بل وتضفي عليهم خص ائص مم يزة وفري دة،
ويمكن مالحظة ذلك بالنظر إلى بعض األنماط الشائعة للسلوك مثل:
.1التدين :ويتفاوت ذلك بين التدين الواعي والتدين غير الواعي.
.2التسامح والتواكل.
.3االعتقاد بالبدع والخرافات والطالع ...خاصة في المناطق الشعبية.
. 4الثبوت النسبي ،ولكن ليس إلى حد الجمود والتصلب ،ولكن هناك دائما مقاومة للتغيير والجديد.
. 5االزدواجية بين القول واالعتقاد ،أو بين القول والعمل ،وبين ما في الداخل وما يصدر في الخارج.
ويالحظ أيضًا أن بعض الشخصيات تكون شديدة االنفعالية بحيث ال تتناس ب انفعاالته ا م ع المواق ف ،أو تتم يز بالكتم ان
والحرص على عدم إباحة األسرار العائلية ،مما ينعكس مباشرة على إدالئه بمعلومات أو بيانات حقيقية عن واقعه.
واألخص ائي االجتم اعي الن اجح يجب أن يك ون من ض من اس تراتيجية الت دخل المه ني م ع العمالء األم يين بحثهم على
التعليم واالستفادة من الخبرات والخدمات التي تتيحها الدولة في مختلف المؤسسات.
وهناك صفة أخرى يشترك فيها العديد من العمالء وهي التسرع والتعجيل في طلب الخدم ة أو المس اعدة ال تي يراه ا من
وجهة نظره ضرورية أو التي اتصل بالمؤسسة ألجلها ،وإن ك انت مش كلته غ ير حقيقي ة ،أو ج اء بمش كلة وهي ع رض لمش كلة
أخرى.
فالعميل الذي لجأ إلى مؤسسة اقتصادية كالضمان االجتماعي أو األسر البديلة لطلب مساعدة اقتص ادية يتخي ل أن األم ر
ال يتعدى مجموعة إجراءات بسيطة يحصل بعدها على الخدمة التي يريدها وبالقدر الذي يتناسب معه ،ولكن خالل دراسة الحالة
بواقعية قد يجد األخصائي أن شروط المؤسسة ال تنطب ق علي ه ،أو أن ه ج اء بمش كلة غ ير حقيقي ة ،أو أن مش كلته ال تكمن في
العوز المادي ،ولكنها سوء تصرف .فنجد أن األخصائي االجتماعي يحتاج إلى جهد مض اعف ومه ارات خاص ة ح تى يتمكن من
تعرف المشكلة الحقيقية أوًال ،ثم يستخدم مهاراته إلقناع العميل بها ،ففي حالة طالب في المرحلة الثانوية الفني ة يع اني مش كلة
اللجلجة في الحديث ،وبعد دراسة المشكلة اتضح أن الوالد «أمي» ويسيء معاملة االبن ،وه و في مرحل ة المراهق ة ،ويم ارس
العنف ضده بشدة ،وهو دائم المعايرة له ،مما أشعر الطالب بالنقص والدوني ة .وق د ب ذل األخص ائي االجتم اعي جه دًا مض اعفا
للتعامل مع والد الطالب لتعديل فكرته عن الطالب ،وعن عيوب النطق التي ترسبت من اإلحباط المستمر ،والمعاملة السيئة ال تي
أصبحت سمة فعانى الطالب القلق وعدم الثق ة ب النفس ،وبالت الي من خالل اس تراتيجية مهني ة والتعام ل م ع الوال د أوًال ثم م ع
الطالب أمكن التوصل إلى درجة مقبولة من حل المشكلة وإعادة الطالب إلى السواء مرة أخرى.
ومن أمثل ة ه ؤالء الط الب ال ذي يع اني ض عف الق درة على الترك يز في أثن اء
الدراسة ويخشى من الرسوب الذي يه دد مس تقبله .ومن ثم يلج أ لألخص ائي االجتم اعي
طالبا المساعدة .ومن أمثلة هؤالء العمالء الزوج ة ال تي تخش ى انهي ار حياته ا الزوجي ة
بسبب توتر العالقة بينها وبين زوجها .ومنهم أيضا المدمن الذي شعر بأن مستقبل أسرته
قد ينهار بسبب إدمانه .ك ل ه ؤالء يتم يزون ب إدراكهم خط ورة المش كلة ال تي يعانونه ا،
فضال عن أنهم يملكون الدافع نحو بذل كل ما يستطيعون من جه د من أج ل مواجه ة ه ذه
المواقف .ولذلك يتقدمون بأنفسهم إلى المؤسسات االجتماعية المعنية طالبين المساعدة.
وهكذا أيضًا في حالة أن يكون التحويل غير رسمي ،بمعنى إذا حض ر ولي أم ر ط الب إلى األخص ائي االجتم اعي ليش كو
إليه من سلوك ابنته ،فإن الوالد هو الذي لديه المعلومات عن الموقف ،وعن سلوك ابنته ،ويمكن أن نطلق عليه ص احب الش كوى
أو المشكلة ،مع أنها تتعلق بابنته ،ويكون مصدرًا مهمًا يجب أن يستثمره األخصائي االجتماعي أفض ل اس تثمار ليتع رف الموق ف
والعميل.
تدريب ()1
نشاط ()1
يتحدد إطار عملية المساعدة وفقًا لقدرات العميل وطبيعة المشكلة .ناقش ذلك.
. 1يعتمد نموذج التدخل المهني في عملية المساعدة على العديد من المحددات األساس ية.
ناقش ذلك.
.2أكمل ما يأتي بجمل مفيدة:
ات ل األوق ل في ك اج العمي أ -يحت
إلى .....................................................................
ًا ل منطقي لوك العمي ون س ب -يك
إذا ......................................................................
ل من لوك العمي كل س ج -يتش
خالل ......................................................................
اهم في ة تس ة الوظيفي د -البيئ
تحديد ...................................................................
ني دخل المه دخل الت قم هـ -يتف
مع .....................................................................
. 3حدد األسئلة التي يحتاج األخصائي لإلجابة عنها لتحديد نمط شخصية العميل.
3.4مشكلة العميل
يرتكز نموذج عملية المساعدة في خدمة الفرد على أن المشكلة الحقيقية للعميل تتمثل في التهديد الذي يعانيه وي ؤثر في
سلوكه ومواقفه ،سواء أكانت هذه الضغوط أو التهديدات داخلية ،أم خارجية ،وعلى هذا فال وجود لمشكلة مجردة ،وإنما المشكلة
كيان حقيقي ناتج من عدم التوافق أو القدرة على التوازن.
ويتأثر اإلنسان كذلك بمجموعة من الصفات مكتسبة ،أو وراثية ،وتمدد السمات والصفات -الثابتة أو الس اكنة -واألخ رى
سريعة التغيير ،وجميعها تتفاعل مع حاجات اإلنسان.
ومن ثم يمكن القول إن النفس البش رية تمث ل وع اء لالتص االت ،فتتم عملي ات التفاع ل ،وال تي ت ؤثر في م دى اإلش باع
وقدرته ،وتختلف استجابات األفراد وتظهر المشكالت من خالل إدراك العالم المحسوس.
ويتمثل التهديد كأساس لمشكلة العميل في تلك الضغوط الداخلية والخارجية التي
تعوق الفرد عن التفاعل والتعامل بواقعي ة م ع مواق ف حيات ه اليومي ة ،وتك ون المش كلة
تفاعًال غير مناسب بين الفرد واآلخرين.
هذا ،وتعطي ظروف الموقف اإلشكالي اتجاهات المساعدة لألخصائي االجتماعي ،غير أن ذلك يتأثر بشكل مباشر بمه ارة
األخصائي المساعد في تحليل العوامل ،واكتشاف األس باب الحقيقي ة للمش كلة ،والترك يز على العوام ل الخارجي ة والبيئي ة حس ب
درجة تأثيرها في الموقف ،فتجاهل العوامل والظروف البيئية قد يكون الفاصل بين النجاح والفشل.
فعلى سبيل المثال مشكلة طالبة بالمرحلة الثانوية ،حولته ا م ديرة المدرس ة إلى
األخصائية االجتماعي ة حيث ض بطتها ت دخن الس جائر في دورة المي اه ،وتلبس مالبس ال
تتفق مع الزي المدرسي ،وكثيرة الغياب .وبعد دراسة المشكلة اتضح تفاعل عوامل ذاتية
عند الطالبة ،خاصة أنها في مرحلة المراهقة ،باإلضافة إلى عوامل بيئية تتمثل في إهمال
والدتها لها ووفاة والدها ،فال يوجد من يتابع حالة الطالبة .تعاملت األخصائية مع الطالب ة
في محاولة لتعديل سلوكها ،وبالفعل تم التأثير في شخص ية الطالب ة داخ ل المدرس ة ،فق د
احتشمت ،على حد تعبير األخصائية ،في تسجيلها للحالة ،إال أنه بعد مدة شاهدتها م ديرة
المدرسة في الموقف نفسه ،واتضح فيما بع د ع دم تغي ير الس لوك الفعلي للعملي ة ،نظ را
لعدم التحكم والتأثير في العوامل البيئية ومتابعتها ،وعدم وجود الرعاية األسرية الالزمة.
وهكذا يصبح الفاصل بين التغيير الحقيقي للموقف والقضاء على بعض األع راض ه و م ا يوج ه من جه ود نح و أس باب
الموقف الحقيقية.
ومن ناحية أخرى يرتبط الضغط بالتهديد ،والذي يمثل في حقيقة األمر المشكلة األساسية للعميل ،ويتمثل ذلك في اإلجابة
عن تساؤل مؤداه :لماذا نتقبل أشياء معينة؟ ولماذا نستجيب هذه االس تجابة في ه ذا الموق ف؟ واإلجاب ة تك ون في أغلب األحي ان
نتيجة لواقع أو لتهديد يواج ه ذواتن ا ،وال ن درك ه ذا التهدي د بالطريق ة ال تي تفس ر الس لوك ،ول ذلك ف الحكم على األم ور يختل ف
باختالف المواقف.
ومن ثم فالضغط أو التهديد يؤثر في الرؤية الموضوعية للحقائق والمواقف ،فنركز على هذه الض غوط والتهدي دات أك ثر
من تركيزنا على الحدث المسبب لها ،فيتولد السلوك المشكل ،ويزيد ذلك من قلق العميل والذي يؤثر بدوره في مواجه ة الموق ف.
ويطلق على هذه العملية نظرة (النفق) أو (السرداب) بمعنى أن العميل يرى المشكلة من وجهة نظره هو وتتم المجادل ة على ه ذا
األساس ،ودون االلتفات إلى أي حقائق تتعلق بقدراته أو إمكانياته ،وقد يدرك حقيقة الموقف في أوقات غير مناسبة ،وتحت تأثير
هذه الضغوط يكون الوقت غير مناسب ،وبالتالي فإن العميل ال يستطيع الحكم على سلوكه ،ويوصف بأنه عميل مشكل.
ويتخذ التهديد أشكاال متنوعة ،فقد يرتبط بالحياة ذاتها ،وتكون هي مصدر التهديد ،وعن دها ال يس تطيع العمي ل أن ي درك
الطرق المناسبة للتعامل م ع الحي اة ،ويوص ف العمي ل بأن ه من فئ ة المض طربين نفس يا .وفي بعض األحي ان يس تطيع العمي ل أن
يتعامل بواقعية مع عمليات التهديد ،ويتواءم مع الموقف من خالل بعض الب دائل المتاح ة والمش روعة ،ومن ثم ق د يوص ف بأن ه
سوى يضطرب في مواقف خاص ،أي أن الموقف المضطرب هو سمة أساسية لمن نطلق عليهم عمالء خدمة الفرد.
ولكل مشكلة جانب ان :موض وعي ،وذاتي ،فالج انب الموض وعي للمش كلة يع نى المش كلة كم ا هي في الواق ع؛ أس بابها،
وأعراضها ،التي تكون واضحة لألخصائي االجتماعي ،أما الجانب الذاتي للمشكلة فهي المشكلة كما يراها العمي ل ،وعلى ه ذا ق د
يتفق الجانبان الذاتي والموضوعي للمشكلة في حال ة العمي ل الس وي ،ال ذي ي درك مش كلته ،ويع رف حقيقته ا ويس عى لعالجه ا.
وتختلف الجوانب الذاتية والموضوعية إذا كان العميل غير سوي ،أو ال يدرك حقيقة الموقف ،أو يتظاهر بمشكالت أخرى وهمي ة.
وبناء عليه فإن الواقعية من أهم األسس التي يلتزم بها الممارس المهني في نموذج عملية المساعدة؛ ألنها أساس نجاح العمل.
أما إذا كان نموذج عملية المساعدة يرى أن المشكلة الحقيقية للعميل تكمن أسبابها في تلك الضغوط الداخلية أو الضغوط
الخارجية أو االثنتين معًا في موقف ال يستطيع العميل االس تجابة إلي ه اس تجابة متوافق ة لعوام ل تتعل ق بشخص يته أو قدرات ه أو
تكمن فى بيئت ه ،ف إذا تم تحدي د ه ذه المص ادر أمكن التعام ل على خل ق وتحقي ق الت وازن ،وزي ادة ق درات العمي ل؛ إليج اد ب دائل
مشروعة لممارسة حياته بنجاح.
4.4المؤسسة وطبيعتها
أصبحت المؤسسات والمنظمات االجتماعية أكثر وضوحًا في تشكيل أهدافها التي أنشأتها ،وكذلك األهداف النوعي ة ال تي
تحاول تحقيقها ،وبينما اتض حت ه ذه األه داف ف إن إدارة المؤسس ة أص بحت في وض ع أفض ل لكي تخت ار من مجموع ة الط رق
الموجودة ما يمكن استخدامه ،وتلك التي تكون أكثر مالءمة لوظيفتها التي يتم أداؤها إلى الحد الذي يكون في إمكان الموظفين أن
يستخدموا هذه الطرق؛ ألن غالبية المؤسسات متعددة األغراض ،ومن ثم تستخدم العديد من المتطلبات المهنية.
وقد ترى بعض المؤسسات أن وظيفتها هي توفير وسائل التنشئة االجتماعية وتنمية العالقات االجتماعية التي تتالءم مع
كل مستوى من مستويات النضج ،وفي سبيل تحقي ق ذل ك تهتم بناحي ة مواجه ة مش كالت العمالء ال تي تح ول دون تحقي ق ذل ك،
وكذلك تعمل على تنمية مهارات الفرد المختلفة ،وتعديل وبناء قيم جديدة من خالل برامج لألخصائيين االجتماعيين.
ويفي دنا ،عزي زي الط الب ،أن نتع رف طبيع ة المؤسس ة ووظيفته ا ،ألن األخص ائي االجتم اعي يمث ل المؤسس ة وينف ذ
سياستها ،وهو ملتزم بشروطها ووظيفتها ،وقد يستعين بجهود أخرى لمساعدة عمالئه ،فغالب ا يمي ل العمي ل إلى تع اون أك ثر من
مؤسسة في الوقت نفسه ،وعلى األخصائي أن يكون واعيا إلمكانيات المؤسسة ،ولعل هذا يرتبط بنقطة فني ة وهي ع دم اإلس راف
في إعطاء وعود ،ويالحظ أن األخصائي حديث العهد قد يظن أنه إذا طمأن العميل على موقفه ووعده بالمساعدة ف إن ذل ك يس اعد
على تقوي ة العالق ة المهني ة بينهم ا ،وبالت الي اختص ار طري ق المس اعدة المهني ة ،ولكن غالب ًا إن لم تتحق ق الوع ود بالس رعة
المطلوبة من وجهة نظر العميل تكون هذه النقطة نقط ة ض عف ومقاوم ة للعالق ة المهني ة ،من ناحي ة أخ رى على األخص ائي أن
يحرص تماما على توضيح إمكانيات المؤسسة للعميل وكذلك شروطها ،وأن يتناول مع المعاونين واإلداريين طبيع ة العالق ات بين
العمالء والموظفين اإلداريين والعاملين في منظومة تجعل من العمل المهني جهدًا متكامًال.
فعلى سبيل المثال ،في حالة اقتصادية ،وبعد أن أوضح األخصائي االجتماعي للعميل
إمكانيات المؤسسة وشروطها ،وقب ل العمي ل ذل ك ،وأحض ر جمي ع المس تندات ،ولكن بس بب
اإلج راءات الروتيني ة في العم ل ،وس وء معامل ة بعض الع املين في المؤسس ة ،والتعقي دات
البيروقراطية ،فقد يترك العمي ل المس اعدة أو الخدم ة؛ فالعمي ل ال ي ود أن يش عر أن ه بحاج ة
اآلخرين ،وأنه يتعرض للعديد من المخاطر ،بل يجب أن يحصل على الخدمة بالكرامة الالزم ة
له كإنسان ،وهذه مسؤولية من مسؤوليات األخصائي االجتماعي ،فعلي ه أن يعم ل على تالفي
أوج ه القص ور عن د الك وادر الفني ة العلمي ة المدرب ة للتعام ل م ع العمالء ،وك ذلك س يطرة
البيروقراطي ة والمج االت في إدارة المؤسس ات ،وأن يعم ل على مس اندة المؤسس ة لتحقي ق
أهدافها ،وتطوير هذه األهداف بما يخدم مصالح العمالء.
ومثال على ما تقدم أن أحد األخص ائيين االجتم اعيين الع املين في مج ال رعاي ة
المع وقين وج د أن نظ ام المؤسس ة يكل ف العمالء مش قة من خالل االتص ال ببعض
المؤسسات األخرى لتقدير مدى حاجة العميل إلى األجه زة التعويض ية ،وم ا يح دد نس بة
العجز ،فقدم تقريرًا وتوصية بش أن التوس ع في أه داف المؤسس ة لتتض من أيض ًا تحدي د
نسبة العجز واإلص ابة من خالل لج ان متخصص ة تحض ر للمؤسس ة في مواعي د مح ددة
تس هيال على العمالء ،ثم بع د ذل ك تق وم المؤسس ة ب دورها في تزوي د العمالء ب األجهزة
المناسبة وفقا للتقارير الفنية ال تي يحص ل عليه ا العمي ل من المؤسس ة نفس ها ،ب دال من
اللجوء إلى النظام القائم والمتمث ل في تحوي ل العمالء إلى مؤسس ات أخ رى إلج راء تل ك
الفحوص.
نجحت الفك رة تمام ا ،وزاد إقب ال العمالء على المؤسس ة ،وأب دوا ش كرهم
وسعادتهم بتوفير الوقت ومراعاة ظروفهم الصحية .وهنا فقد ساهم األخصائي االجتماعي
من خالل خبراته الميدانية في تعرف أوجه القصور ،أو تعرف معاناة العمالء والعمل على
حلها ،وإكساب المؤسسة تطويرًا في إجراءاتها أو أهدافها بما يحقق صالح العمل وكس ب
التأييد المجتمعي.
.5تحديد القراءات واستحضار المعلومات
عزيزي الطالب ،من األمور المهمة التي يجب أن نوجه النظر إليها أن عملية إعداد األخصائي االجتم اعي يجب أن تك ون
مستمرة من خالل اعداد نظري ومي داني مم يز ،يعم ل على زي ادة الخ برات باس تمرار ،وبالت الي زي ادة المه ارات الالزم ة للعم ل
المهني.
وال تقتصر مدة اإلعداد على ما يتلقاه الطالب في مرحلة البكالوريوس وإنما تتعداه إلى اإلعداد الرس مي وغ ير الرس مي،
والمقص ود باإلع داد الرس مي ه و اإلع داد المه ني من خالل ال دورات والت دريبات ال تي تعق دها المؤسس ة أو الهيئ ة الت ابع له ا
األخصائي ،وفي بعض األحيان تكون ضرورية للترقية .أما اإلعداد غ ير الرس مي فه و اإلع داد ال ذاتي ال ذي يق وم ب ه األخص ائي
االجتماعي بنفسه من خالل عمله وزيادة خبراته الميدانية ،وإطالعه على كل ما هو جديد في مجال العلوم النفسية واالجتماعية.
ومن المناسب أن نتذكر أن األخصائي االجتماعي قبل عقد المقابالت عليه واجبات يجب االس تعداد له ا ،ومن أهم مظ اهر
هذا االستعداد القراءة الجيدة الموجهة نحو هدف المقابلة كجزء من اإلعداد العلمي والنفسي إلنجاح هذه المقابلة.
فمثًال األخصائي الذي سوف يقابل عميال كفيف البص ر من المتوق ع أن يس ترجع
معلوماته عن اإلعاقة عامة ،وإعاقة كف البصر خاصة؛ ليتع رف طبيع ة العمي ل وظروف ه
المرتبطة باإلعاقة فهذا من شأنه إنجاح المقابل ة ،وبالت الي المس اهمة في توطي د العالق ة
المهنية كأداة رئيسة في العالج .واألخصائي الذي يس تعد لمقابل ة عمي ل م ريض بم رض
(معدي) يجب عليه أن يتعرف طبيعة المرض ،وطرق الع دوى واإلص ابة ،والوقاي ة ح تى
يأمن لنفسه أوًال ،وبالتالي ال يحدث في أثناء المقابلة ما يعك ر ص فوها أو يبعث القل ق في
نفس األخصائي ،أو الشعور بالنقص من جانب العميل .ومن ناحية أخ رى تفي د الق راءات
واالطالعات المتصلة بموضوع العميل أو مشكلته في تركيز جه د األخص ائي واستحض ار
المعلومات المرتبطة بالموقف من خالل المقابالت السابقة ومراجعة التعاقد العالجي ،ف إن
هذا يتيح فرصة أفضل لنجاح العمل المهني.
ومن المعروف أن األخصائي االجتماعي يعمل بش كل دائ ري وليس بش كل خطي ،بمع نى أن ه يتعام ل في وقت واح د م ع
العديد من العمالء.
وعلى مختلف درجات التعامل ،فهو يتعامل مع عميل لديه مقابلة أولى ،وفي اليوم نفسه قد يقابل عميال في مقابلة ثالث ة،
وآخر يقابله مقابلة ختامية وهكذا ،وهذا يجعل مسؤولية اإلعداد المستمر درع ا واقي ة لمواجه ة م ا يس مى باإلعي اء المه ني «أو
االحتراق النفسي ،نتيجة ضغوط العمل المس تمر؛ فالت دريب المس تمر ،واالطالع ،والمزي د من الدراس ات والبح وث واإلع داد هي
الحصن الذي يدفع األخصائي إلى مستوى الجودة واالمتياز للتعامل مع مختلف العمالء ومختلف المشكالت في وقت واحد.
تدريب ()2
يجب على األخصائي أن يدرك مبادئ نمو شخصية العميل .ح دد خمس ة من ه ذه
المبادئ:
...................................................................... .1
...................................................................... .2
...................................................................... .3
...................................................................... .4
...................................................................... .5
نشاط ()2
يعتمد نموذج عملية المساعدة -في خدمة الف رد -على أن الت دخل المه ني ال يك ون من ط رف واح د ،وإنم ا يتم من خالل
عالقة تبادلية تتميز بالوضوح المتبادل مع كونها عالقة ليست متكافئة ولكنه ا مهني ة ،تق وم على أس اس أن هن اك شخص ًا مهني ًا
مدربًا يمتلك مهارة بالعلم والقيم المهنية التي تساعده على تقديم االستشارات والمساعدة في الوقت المناسب.
وبالتالي يكون أساس العالقة المهنية العالجية االحترام والرغبة في المساعدة وضمان التع اون ال ذي يع ّد خط وة مهم ة
للتدخل المهني ،وأساس العمل المخطط ،فال يمكن تصور وجود مباشر بين األخصائي االجتماعي والعمي ل دون االل تزام بالتع اون
اإليجابي في ظل عالقة مؤسسية تقوم على حقائق ثابتة تتضمن:
( )1العالقة المهنية حقيقة واقعية ترتبط بالحاضر والهدف من عملية المساعدة.
( )2العالقة المهنية تتضمن جوانب إنسانية وعاطفية.
( )3العالقة المهنية تتضمن تقديم االستشارات في الوقت المناسب.
( )4العالقة المهنية تستلزم مهارة االتصال.
( )5العالقة المهنية تتضمن الدعم لتخطي مواقف مؤلمة.
( )6العالقة المهنية تخلق نوعا من التفاهم المتبادل للموقف.
( ) 7من خالل تطور العالقة المهنية يمكن تفسير الكثير من الرموز في سلوك العميل.
( )8تتضمن العالقة المهنية تحريك دوافع العميل ومشاركته في العمل.
( )9العالقة المهنية عالقة مؤقتة ،وتخضع لظروف المؤسسة.
( )10العالقة المهنية أداة توفيق بين تقديم المساعدة وتحقيق األهداف.
ويع ّد األخص ائي االجتم اعي دافع ا الس تمرار العمي ل في تنفي ذ خط ة العم ل؛ ألن العمي ل وح ده يمي ل إلى االنس حاب أو
االستسالم ،ولكن مع وجود المساعدة كقدوة وقدرة تتعدل فكرة العميل ويبدأ في العمل المطمئن لمواجهة مشكالته.
وتتميز العالقة المهنية وتتطور تبعًا لموقف العميل ومدى نضج شخصيته ،وهي مؤقتة وعميقة بالقدر الذي يتناس ب م ع
الموقف اإلشكالي .ويجب أن يدرك األخصائي االجتماعي:
أن العميل يعاني مجموعة مشاعر سلبية؛ كالقلق ،والتوتر ،والش عور ب النقص ،والش عور بالع ار ،والش عور بالدوني ة ...وينعكس
ذلك على عالقته باآلخرين ومنهم األخص ائي االجتم اعي ،فيك ون حريص ًا على امتص اص المش اعر الس لبية واالس تجابة له ا
االستجابة المناسبة لتحقيق الهدف من التدخل المهني.
إدراك أهداف العمل بدقة ،وتحديد المطلوب عمله؛ فالعميل يكون متوترا بطبع ه ،ويتس اءل دائم ا عن المس تقبل ،وإذا لم يكن ل دى
العميل تصور واضح لما هو مطلوب منه فإنه يشعر بالضياع ،وعدم جدوى االتصال باألخصائي االجتم اعي ،ل ذلك ف إن واجب
األخصائي االجتماعي أن يحدد خطوات أو واجبات مرحلية يقوم بها العمي ل ،وفي ال وقت نفس ه تك ون اختب ارا حقيقي ا لرغب ة
العميل في العمل وعالج مشكلته.
من المهم أيضًا أن يلتزم األخص ائي االجتم اعي بالمه ارات ال تي تس اعده ليس فق ط في تحقي ق اتص ال ن اجح م ع العمي ل ب ل في
استمرار هذا النجاح ،فالمهارة العالقية ترتبط بال شك بالمهارة التأثيرية وهكذا......
مما سبق يمكن القول إن نم وذج عملي ة المس اعدة في خدم ة الف رد يعتم د على
وجود العالقة المهنية كأساس لعملية المساعدة وتقديم الخدمات للعميل ،سواء أكانت هذه
العالقة الجسر الذي تق دم من خالل ه الخدم ة العالجي ة أم ك انت هي في ح د ذاته ا أس لوبا
عالجيا متميزا ،وهذا يستلزم الوعي الدقيق بالعوامل المؤثرة في نم و العالق ة وتكوينه ا،
وفي التعامل مع العمالء كشخصيات منفردة كما يستلزم خبرات مم يزة تس اهم في ق درات
األخصائي ومعلوماته ،مما يؤدي إلى زيادة كفاءته المهنية.
.7التعاقد
يمكن النظر إلى عملية المساعدة في خدمة الفرد كعملي ة ت أثيرات اجتماعي ة ،ولكي يتحق ق ذل ك الب د من ت وافر عناص ر
التعاون والمشاركة لتدبير المسؤوليات وتنظيمها في شكل واضح يترجم ه ذا في هيئ ة التعاق د ،كوس يلة أساس ية ومهم ة لتحدي د
طرق التعامل وضمانا لاللتزام والتعهد من قبل العميل ومرجع لألخصائي.
وبالرغم من معاناة العميل من مشكالت وصعوبات إال أنه يملك القدرات واإلمكاني ات ،وبالت الي يمكن مالحظ ة التغي يرات
الفعلية من خالل مراجعة بنود التعاقد.
والتعاق د به ذا يع ني أن العمي ل كشخص ية مس تقلة لدي ه طموح ات وأم ال ورغب ات ي ود أن يحققه ا من خالل اتص اله
باألخصائي االجتماعي ،ويمكن أن تترجم هذه الطموحات والرغبات إلى بنود في العقد سواء أكان العق د ش فهيًا أم تحريري ًا ،فه و
معبر عن ماذا يريد العميل ،ومن ناحية أخرى فهو يعبر عن ماذا يريد األخص ائي االجتم اعي من العمي ل ،وبالت الي يتم يز التعاق د
العالجي بالوضوح ،وكذلك االلتزام من قبل الطرفين.
وال يعبر وجود التعاقد عن جم ود وعن أه داف ال تتغ ير ،ف الواقع يش ير إلى أن التعاق د يك ون مح ددًا ولكن ي تيح فرص ة
للمرونة التي تحقق صالح عملية المساعدة.
وعلى هذا فمن المتوقع أن ال يتم االتفاق على التعاقد وتحديد بنوده إال بع د دراس ة المواق ف بدق ة ،واكتش اف المش كالت
الحقيقية ،ودراسة العميل وإمكانياته ،وتحديد األهداف في ضوء وظيفة المؤسسة.
ويشمل التعاقد عددا من البنود التي تتض من البيان ات األولي ة ،وتحدي د ج وانب الس لوك ،ومواعي د المق ابالت وأماكنه ا،
ومجموعة البدائل التي تكون واضحة للعميل والتي يجب أن تتبع في أثناء مناقش ة العمي ل ودراس ة الموق ف ،وه ذا من ش أنه أن
يساعد العميل على التفكير واختيار البدائل المناسبة.
وترجع أهمية التعاقد إلى ما لوحظ من تحسن في أداء العمالء عندما يساهمون في وض ع ال برامج الخاص ة بهم ب دال من
فرضها عليهم ،كما أثبتت العديد من الخبرات نجاح عمليات التعاقد.
وإن كان الواقع الميداني يشير إلى صعوبة التعاقد الكت ابي أحيان ًا ،إال أن التعاق د
يمكن أن يكون شفهيا وفقا لظروف العميل والمؤسسة.
وعلى هذا يختلف التعاقد باختالف المشكالت ،ودرجته ا ،ونوعيته ا ،وطبيع ة العمالء ،ووظيف ة المؤسس ة ،فليس هن اك
قالب جامد أو نموذج محدد تمامًا لعقد مهني ،ولكن هناك بنودًا أساسية يجب أن يتضمنها التعاقد العالجي وهي:
.1البيانات األولية عن العميل.
.2أطراف الموقف اإلشكالي.
.3الجوانب المؤثرة في الموقف.
.4تحديد األهداف واجبة التنفيذ.
.5تحديد واجبات كل طرف.
.6تحديد أماكن المقابالت ومواعيدها وطرق االتصال.
.7تحديد مدة سريان العقد.
.8توقيع األطراف المشتركين في التعاقد.
وبهذه البنود يكون التعاقد مرجعًا للعميل واألخصائي والمؤسسة معًا ،ويكون ل دى ك ل ط رف ص ورة من التعاق د المتف ق
عليه ،والذي يوضح أهم المشكالت واألهداف ،ومسؤوليات عمل األخصائي والعميل.
وقد يتضمن بعض الجداول التي توضح طبيعة التدخل المهني وطرق المتابعة المهنية.
وعلى هذا يعّد التعاقد أساس تقديم خدمة تتميز بالواقعية وااللتزام ،وتساعد على ضمان التعاون والمشاركة كونها تترجم
حاجة العميل ورغبته في تلقي الخدمة ،ورغبة األخص ائي االجتم اعي وقدرت ه على مس اعدة العمي ل ،إلى ج انب تحدي د األط راف
المؤثرة في المشكلة ،ومشاركتهم في تغيير الموقف في ضوء المشاركة والتعاون اإليجابي لتنمية شخصية العميل وقدراته.
ويمكن أن يكون التعاقد مرحليا؛ أي وفقا لكل خطوة أو هدف يتفق علي ه ،وه ذا يص لح في ح االت المش كالت المعق دة أو
التي يتضمن الحل جزئيات متعددة تتعلق بأطراف الموقف اإلشكالي.
إن عملية اإلعداد المه ني لألخص ائي االجتم اعي عملي ة مس تمرة ،حيث يعتم د العم ل المه ني على خلي ط من االس تعداد
والعلم والفن ،وهذا الخليط هو ما يسمى المهارة أو الحرفية في أداء العمل المهني.
وتعبر المهارة عن درجة الكفاءة أو القدرة والجودة في األداء ،بمعنى الق درة على تط بيق المعلوم ات النظري ة بفاعلي ة،
وممارسة العمل المهني في يس ر وس هولة واقت دار .وترتب ط المه ارة باختي ار المعلوم ات المناس بة للموق ف ،وممارس ة النش اط
المهني المالئم لألهداف المحددة.
وتقدم خدمة الفرد نوعا من الخدمات المميزة العالجي ة والوقائي ة لألف راد وأس رهم من خالل التعام ل معهم في المواق ف
المش كلة ومواق ف األزم ات ،ألن الواق ع يش ير إلى أن مش كالت اإلنس ان غالب ًا م ا تك ون ذات طبيع ة اجتماعي ة ،ويع ّد الت دريب
والمعرفة النظرية من أهم دعائم إكساب المهارة في العمل والتي يعود أثرها مباشرة على مستوى الخدمة للعمالء.
3.8المهارة العالقية
إن العالقة المهنية من أهم أسس التدخل المهني وفقا لنم وذج عملي ة المس اعدة في خدم ة الف رد ،ويتوق ف نج اح خط ة
الت دخل المه ني على م دى نم و العالق ة المهني ة في ال وقت المالئم وبالدرج ة المطلوب ة ،فمن المع روف أن التغي ير الم أمول أو
المطلوب إحداثه في العميل يتناسب طرديا مع درجة نمو العالقة المهنية.
فإذا كان المقصود التأثير في اس تجابات العمي ل وس لوكه فمن المتوق ع أن تنم و
العالقة المهنية بالقدر الذي يسمح بهذا التغيير ،أما إذا ك ان ه دف الت دخل المه ني تع ديل
أفك ار العمي ل واتجاهات ه فإن ه يحت اج إلى درج ة من العم ق المه ني في العالق ة المهني ة
مقارنة بتعديل السلوك .وتختلف ال درجتان عن درج ة نم و العالق ة المهني ة في المواق ف
البسيطة كالمساعدة االقتصادية أو غيرها.
إن المهارة العالقية مهارة عالجية؛ فقد تكون مشكلة العميل األساسية عدم قدرته على تكوين عالقة ناجحة مع اآلخرين،
وبمجرد النجاح في تكوين عالقة مهنية م ع األخص ائي تتض ح الص ورة للعمي ل ،ويكتس ب الثق ة المفق ودة ،ويطب ق عملي ة تعميم
للعالقات الناجحة في مجاله.
4.8المهارة اإلدراكية
وتتمثل في قدرة األخصائي على إدراك حقيقة الموقف اإلشكالي ،وطبيعة العوامل المؤثرة في المشكلة ،ومالحظة م ا ه و
ملموس وما هو غير ذلك؛ أي ما يقوله العميل وما يود أن يقوله ،وما يود أن يخفيه ،وأن يكون واعيا للرموز في حديث العميل.
وإذا شعر العميل أن األخصائي االجتماعي يدرك ما يود أن يقوله وما يعنيه فإنه يبدأ في التنفيس وس رد حق ائق الموق ف
بواقعيته حيث لم يعد هناك ما يخفيه ،فتخف مقاومة العمالء ،ويكتسبون المرونة المطلوبة للعمل المهني.
5.8المهارة التأثيرية
إن نهاية المطاف من عملية المس اعدة ه و إح داث التغي يرات المطلوب ة والمرغوب ة .وتتم يز شخص ية العمي ل من خالل
سلسلة مخططة من التصرفات والتأثيرات في شخصيته وبيئته بما يتناسب مع إمكانياته وظروفه الفردية.
وهذا الهدف العام يرتبط بالهدف من التدخل المهني مع الحالة ،والذي غالبًا ما يكون تغيير سلوك العميل وتعديله وتع ديل
أفكاره ،وبعض اتجاهاته المؤثرة في الموقف.
وعلى هذا ترتبط هذه المهارة بالمهارات السابقة المعرفية ،وتفهم الدور والعالقية واإلدراكية.
وتعّد المهارة التأثيرية من أهم مؤشرات النضج المهني لألخصائي االجتم اعي حيث إنه ا اله دف والمحص لة من الت دخل
المهني ،فيستخدم األخصائي خبراته المهنية وشخص يته المهني ة ،ومختل ف معارف ه وإمكاني ات المؤسس ة والبيئ ة ،واس تعدادات
العميل وقدراته للتأثير اإليجابي في الموقف اإلشكالي.
6.8المهارة في التسجيل
إذا كان التسجيل هو العملية الفنية المهارية لتدوين العمليات المهنية المختلفة لكل حالة على ح دة في ص ياغات متع ددة؛
فالتسجيل أداة مهمة وفاعلة لتحقيق العديد من األهداف المهنية التي سبق ودرسها الطالب في األعوام السابقة.
ويجب على األخصائي أن ال يخشى سؤال العميل عن مختلف األمور التي يتوقع نسيانه لها في أثناء التسجيل بعد انته اء
المقابلة ،وبالتالي يكون التس جيل ناقص ًا .عزي زي الط الب ،يجب أن يعلم األخص ائي أن تس جيل بعض المالحظ ات ال تي تمث ل ل ه
مرشدًا في عمليات التسجيل ال ينقص من قدرته ،ولكن ال يجب أن ينشغل األخصائي االجتماعي بالتدوين ،وهذه العملية تحتاج إلى
تدريب مستمر.
تعّد أسس تحليل الحاالت مرشدا للممارس المهني في كيفية التعامل مع الحاالت ،وأهم المناطق التي يركز عليه ا إلنج اح
عمله وفقا لنموذج عملية المساعدة ،وتتضمن األسس اآلتية:
1.9االتصال بالعميل
إن بداية االتصال بين األخصائي االجتماعي والعميل تعّد مؤشرًا مهمًا لنجاح أو فشل عملي ة المس اعدة؛ فالمقابل ة األولى
أساس مهم لتكوين عالقة مهنية ناجحة.
ويصاحب العميل عادة مجموعة من المشاعر المتناقضة في أول المقابلة ،وهذه المشاعر السلبية تتضمن:
قد يشعر العميل بالخوف للقائه بإنسان غريب لم يره من قبل ،ويملك في الوقت نفسه سلطة مساعدته.
قد يشعر العميل بالقلق حول احتماالت رفضه لمساعدته ليواجه طريقًا مسدودًا أو مصيرًا مجهوًال.
قد يشعر العميل بعجزه عن تناول شؤون حياته بنفسه.
قد يشعر العميل بالخجل نتيجة إفضائه ببعض أسرار حياته الخاصة أمام األخصائي.
قد يساور العميل بعض الشكوك في قدرة األخصائي على مساعدته في مواجهة مشكلته.
هذا باإلضافة إلى مجموعة التساؤالت التي تكون في ذهن العمي ل عن األخص ائي والمؤسس ة وعملي ة المس اعدة ذاته ا.
ويالحظ أن هناك دائما درجة من القلق والخوف التي ترتبط بطبيع ة المش كلة ،أو شخص ية العمي ل ،وق د يب دأ العمي ل في عملي ات
اختبار مدى قدرة األخصائي وفهمه وذلك لالطمئنان على موقفه.
ومن ثم فإن على األخصائي االجتماعي أن يبدأ بتقديم نفسه للعميل ،وتوض يح وظيفت ه وق درات المؤسس ة ،وه ذا ي دخل
ضمن إجراءات العمل حيث إن األخصائي يعمل كوسيط بين مهام خاصة بالعميل ومهام خاصة بالمؤسسة ،ويعم ل على وض ع ك ل
من العميل والمؤسسة على أرضية مشتركة.
ويجب أن نوضح أنه ال يوجد خطوات آلية في نم وذج عملي ة المس اعدة ،ولكن ه ذه العملي ات تتعل ق بمه ارة األخص ائي
وموقف العميل ،وليس لدينا تكنولوجيا حديثة تمكننا من ح ل المواق ف ،ولكن يوج د إنس ان لدي ه مش اعر يش عر به ا ويحت اج إلى
عالقة مهنية فريدة.
ومن أهم األمور التي يمكن االسترشاد بها لتكون أساسا لبداية عملية المساعدة وهي:
البداية مع العميل من خالل إخباره بحقيقة الموقف اإلشكالي وأهمية المشكلة:
ففي بعض الحاالت ال يشعر فيها العميل بأهمي ة الموق ف أو خطورت ه ،فيحت اج إلى عناص ر المواجه ة الكتش اف من اطق
القوة فيه من خالل إحساسه ببعض القلق الذي يعّد دافعا ومحركا للعمل.
مثال:
في حالة مريض اإليدز الذي يرغب في الزواج .وهو يعلم بمرضه ولكن ال يراه ا
مش كلة فيجب على األخص ائي االجتم اعي أن يك ون واعي ا بخط ورة الموق ف ،وطبيع ة
المرض .ونمط شخصية المريض ال ذي ق د يلج أ لالنتق ام من اآلخ رين أو المجتم ع ،ومن
هن ا ف إن األخص ائي يلج أ في مث ل تل ك الح االت إلى مواجه ة العمي ل بخط ورة الموق ف
وضرورة أخذ القرار المناسب لصالح العميل والمجتمع.
وهكذا قد تكون بداية االتصال عملية مواجهة واقعية للموق ف ،مم ا يس اعد على
اجتياز المشكلة ،والسهولة في تقديم جوانب المساعدة األخرى.
2.9اختيار نقطة بداية واضحة في الموقف اإلشكالي «البدء من بؤرة اهتمام العميل»
ال بد عزيزي الطالب من اختيار نقطة بداية واضحة في الموقف اإلشكالي بحيث تتفق مع وجهة نظر العميل لتك ون بداي ة
مناسبة للتدخل المهني
ففي إحدى الحاالت األسرية أوضح الزوج أن حياته األسرية مه ددة باالنهي ار ،وأن زوجت ه ووال دتها تت آمران علي ه من
وجهة نظره ،وأن الزوجة تركت منزل الزوجية ومعها األبناء ،وأن طفلته الصغيرة مريضة وتحتاج لجراحة عاجلة ويود أن يق وم
بواجبه نحوها ،ولكن األم تعاند وتشعره بعجزه ،وأنها ال تحتاج إلى شيء منه ،وإن كان ذلك على حس اب الطفل ة الص غيرة .وهن ا
يختار األخصائي االجتماعي نقطة بداية واضحة وهي ضرورة تنفيذ وصية الطبيب وإجراء الجراحة.
عزيزي الطالب ،إن البداية مع العميل تكون بمساعدته على الرؤية الواضحة للموقف ككل ،فغالبا ما يكون العمي ل ،وه و
في الموقف اإلشكالي ،متأثرًا بظروف الموقف ،وال يرى من الموقف إال األجزاء المؤثرة فيه ،وق د يغف ل عن الكث ير من الحق ائق.
ونشير هنا أن العميل حين يسرد بعض المعلومات لألخصائي االجتماعي فكأنما يسردها لنفسه أيضًا ،ويكتشف العديد من العالقات
والمواقف األخرى التي كانت خافية عنه.
فمن المعروف أن االنفعال يعطل التفكير ،والعميل صاحب المش كلة ي رى الموق ف من زاوي ة مح ددة ،وبالت الي ق د تك ون
هناك أمور مهمة ولكنها خافية عنه.
تدريب ()3
تقوم العالقة المهنية العالجية على عدة حقائق حدد سبعة من هذه المبادئ:
...................................................................... .1
...................................................................... .2
...................................................................... .3
...................................................................... .4
...................................................................... .5
...................................................................... .6
...................................................................... .7
نشاط ()3
التعاقد هو نوع من االلتزام بين األخصائي والعميل .ناقش ذلك موضحًا محتويات
التعاقد في خدمة الفرد.
.10الخالصة
عزيزي الط الب ،نس تخلص مم ا س بق أن فلس فة عملي ة المس اعدة تعتم د على
االختيار المالئم ألفضل أساليب التدخل المهني للتعامل مع العمالء ،وفي مواق ف األزم ات
من خالل إطار واضح يعتمد على ق درة األخص ائي لتع رف المجتم ع وخصائص ه وتع رف
الس مات األساس ية للعمي ل ومش كلته ،وطبيع ة المؤسس ة ال تي يعم ل فيه ا األخص ائي.
ويستلزم العمل قدرًا من المعارف النظري ة المرتبط ة بموض وع المش كلة ونم ط شخص ية
العمي ل من خالل عالق ة مهني ة عالجي ة ،واس تخدام المه ارات المتع ددة لتحلي ل الموق ف
والتأثير فيه.
تتن اول الوح دة الدراس ية الرابع ة بعن وان «الك وارث واألزم ات اإلنس انية
والطبيعي ة» نم اذج ألزم ات حياتي ة يتع رض له ا اإلنس ان من خالل الح وادث المروري ة
وتأثيرها في الفرد واألسرة والمجتم ع ،وم ا ينجم عنه ا من مش كالت نفس ية واجتماعي ة
واقتصادية وصحية ،وكذلك الزالزل والسيول كنماذج ألزم ات عام ة ينتج منه ا مش كالت
مرتبط ة بعنص ر المفاج أة ،م ع توض يح دور األخص ائي في التعام ل معه ا ،والمه ارات
الالزمة لتصميم برامج التدخل المهني للتعامل في مواقف األزمة.
.12إجابات التدريبات
تدريب ()1
.1االستفادة من تطور العلوم االجتماعية والنفسية.
.2تحديد األساليب المؤثرة دون النظر إلطار نظري معين.
.3اإليمان بحتمية المشكلة الفردية.
. 4تناسب النموذج مع مشكالت المجتمع وقدرات المؤسسات ومهارات األخصائي.
.5العمل المهني يعتمد على التخطيط الواقعي لحل المشكلة.
تدريب ()2
.1تسير عملية النمو وفقًا للتتابع وبطريقة منتظمة.
.2يختلف األفراد فيما بينهم في سرعة النمو.
.3لكل مرحلة عمرية صفات وخصائص.
.4لكل مرحلة عمرية مشاكلها التي تختلف عن المراحل األخرى.
.5كل فرد يمر بجميع مراحل النمو.
تدريب ()3
.1العالقة المهنية حقيقة ترتبط بالواقع والهدف من عملية المساعدة.
.2العالقة المهنية تتضمن جوانب إنسانية وعاطفية.
.3العالقة المهنية تستلزم مهارات االتصال.
.4تعتمد على التفاهم المتبادل للموقف.
.5تتضمن العالقة المهنية تحريك دوافع العميل ومشاركته في العمل.
.6العالقة المهنية مؤقتة وتخضع لظروف المؤسسة.
.7العالقة المهنية تفسر الكثير من الرموز في سلوك العميل.
.13مسرد المصطلحات
.14المراجع
.1المقدمة
1.1تمهيد
أرحب بك ،عزي زي الط الب ،في الوح دة الرابع ة من ه ذا المق رر ،وهي بعن وان
«الكوارث واألزمات اإلنسانية والطبيعية» ،والتي س وف تتن اول معلوم ات توض ح ت أثير
الحوادث المرورية في األطفال كنموذج ألزمات إنسانية ،باإلض افة إلى ال زالزل والس يول
كنم اذج للك وارث الطبيع ة .نرج و أن تس تمتع ،عزي زي الط الب ،بدراس ة ه ذه الوح دة
واإلفادة منها.
2.1أهداف الوحدة
يتوقع منك ،عزي زي الط الب ،بع د دراس ة ه ذه الوح دة أن تك ون ق ادرًا على أن
تتعرف:
.1أسباب الحوادث المرورية كنموذج لألزمات اإلنسانية.
.2الحوادث المرورية كظاهرة عالمية.
.3ماهية الحوادث المرورية.
.4العوامل المؤدية للحوادث المرورية.
.5تأثير الحوادث المرورية في األطفال.
.6دور األخصائي في التعامل مع تأثير الحوادث المرورية في األطفال.
. 7كيفية تصميم برنامج للتدخل المهني للتعامل مع آثار الحوادث المرورية.
3.1أقسام الوحدة
تشتمل هذه الوحدة على أحد عشر قسمًا رئيسًا ترتبط باألهداف السابقة وهي:
.1أزمة حوادث المرور كظاهرة عالمية وماهيتها.
.2تأثير الحوادث المرورية في األطفال.
.3دور األخصائي االجتماعي في التعامل مع تأثير الحوادث المرورية في األطفال.
.4العمليات المهنية للتعامل مع األزمة.
.5تصميم برنامج مالئم لمواجهة األزمة.
.6مفهوم الكوارث.
.7مفهوم السيول والزالزل.
.8المشكالت المترتبة على حدوث الكوارث.
.9المشكالت المترتبة على حدوث الكوارث الطبيعية (السيول والزالزل).
.10دور األخصائي االجتماعي في التعامل مع الكوارث.
.11عمليات التدخل المهني مع الكوارث.
4.1القراءات المساعدة
ننصحك ،عزيزي الطالب ،باإلضافة لقراءة المادة التي بين ي ديك أن تتطل ع على
المراجع اآلتية:
.1محم د حس ن حس ين :إدارة الك وارث واألزم ات – الم ؤتمر الس نوي الث اني إلدارة
الكوارث واألزمات – القاهرة.1997 ،
.2دانيل الجاس :ترجمة مصطفى زيوار – المجمل في التحليل النفس ي -مكتب ة النهض ة
المصرية -القاهرة.1997 ،
توطئة
إن االهتمام بالطفولة ورعايتها ال يقصد به االهتمام بقطاع ح الي من قطاع ات الس كان بق در م ا يعكس اهتم ام المجتم ع
بمستقبله .والحفاظ على الطفولة يعنى الحفاظ على طموحات المجتمع وآماله ،ول ذلك ف إن مج ال رعاي ة الطفول ة واألس رة يحظى
باهتمام العديد من وزارات الدولة وهيئاتها ،وهو اهتمام بالمستقبل ،وقد تمثل ذلك في مضمون سياسة الرعاي ة االجتماعي ة ال تي
تنتهجها الحكومات الرشيدة في مختلف المجاالت ،وتمثل الطفولة بمراحلها العمرية المختلفة الرصيد االجتماعي واالقتصادي ألي
مجتمع من المجتمعات ،فالطفولة هي المستقبل ،واألمة التي ترعى الطفولة هي أمة تخطط للمستقبل والغد األفضل ،ويستلزم ذل ك
تبني مجموعة سياسات ومدخالت اجتماعية واقتصادية وأمنية ،يثمر عنه ا جي ل أفض ل؛ ألن م ا يتع رض ل ه األطف ال من أح داث
ومواقف تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في مستقبل هؤالء األطفال .وت ؤدي العوام ل االجتماعي ة واالقتص ادية دورا م ؤثرا في
النظرة إلى حماية الطفولة ورعايتهم؛ فإهمال الوالدين لألبناء ،وتركهم يتعرضون لألخطار ،يرتبط بعوام ل ثقافي ة واجتماعي ة في
المجتمع يمكن التعامل معها والتأثير فيها لصالح الطفولة واألسرة والمجتمع.
إن الحوادث المرورية ليست حتمية ،خاصة إذا كانت أسبابها معلومة وواض حة،
ويمكن التحكم فيه ا ،وبالت الي فيمكن ،بمش يئة هللا تع الى ،أن نأخ ذ بأس باب ت دعو إلى
انخف اض نس بة الح وادث إلى أق ل م ا يمكن من خالل تجنب األخط اء البش رية الرتك اب
الحادث ،فإذا نظرنا إلى مكونات الحدث أو الفعل فهي تشمل السيارة ،والسائق ،والمن اخ،
واإلجراءات المتبعة ،واألسباب المعلومة المتعلق ة به ذه المكون ات يمكن قياس ها وتحدي د
مستوى األمان فيها.
وقد أش ار Crossفي التس عينات 95-91من الق رن الس ابق إلى أن أك ثر الض حايا للط رق هم األطف ال ،ب ل ذهب بعض
الدارسين إلى أن كل طفل قد يتعرض لحادث ،واقترح Platoأن ي درس مق رر لألطف ال عن الس المة المروري ة ،وي رى أن ه يجب
تدريس السرعة والبعد والزمن لألطفال ،وأن هذا يدخل ضمن الحاجة لممارس ة تعليم الحي اة المعاص رة ،ومن ثم يحت اج ذل ك إلى
جهد تعاوني وتنسيقي بين جهات المرور وجهات البحث والتعليم ،وربط مقرر الس المة من الح وادث في الط رق بأنش طة الطالب
المختلف.
واتفق ذلك مع ما أشارت إليه الدراسات العربية التي تناولت الموضوع بطريقة ماسة من خالل دراسة ض حايا الجريم ة،
فأشار إلى ذلك أنور مرسي وآخرون ،وعلى زيدان ،وصالح عبد العال.
يجب وضع التدابير الالزمة لمواجهة اآلث ار المرتبط ة بارتك اب ج رائم ت ؤثر في
المجني عليهم سواء األطفال أو أسرهم ومن ضمنها حوادث الط رق والم رور ال تي ي دفع
فيها األطفال حياتهم أو مستقبلهم ثمنا لرعونة بعض الن اس أو أخط ائهم المرتبط ة أيض ا
بمسؤولية الكبار ،وقصور عمليات التنشئة االجتماعية.
إن طرق الوقاية المتمثلة في التوعية والتربية والرعاية تعمل على تجنب أسباب الحوادث ،ويتض من ذل ك ت دريب الطف ل
نفسه على اإلجراءات التي يقوم بها في أثناء السير والمواقف الطارئة ،وهذه الحوادث تصيب الذكور أكثر من اإلناث ،وق د يفس ر
ذلك بأن الذكور في الغالب أكثر اندفاعا وأقل ح ذرا ،وتك ثر بين س ن الثالث ة من العم ر حيث يك ون الول د أك ثر حرك ة وق درة على
السير ،وقد يحدث عند النزول من السيارة أو اللعب حول السيارات.
إن توفير األمن والسالمة لألطفال ،والعمل على وق ايتهم من التع رض لألخط ار والح وادث يرتب ط أوال ب دور األس رة في
عمليات التنشئة االجتماعية ،ومن ثم ينطلق ليشمل أيضا دور المدرسة ،والرفاق ،ووس ائل اإلعالم المختلف ة ،فالحاج ة إلى األمن
واالستقرار ليست فقط لحماية األطفال ووقايتهم من الحوادث وأخطارها ،وإنما يحقق حاجة نفسية أصلية ،ف إن الحاج ة إلى األمن
تأتي في المرتبة الثانية من الحاجات األساسية بعد الحاجة الفسيولوجية على ترتيب حاجات ماسلو ،وك أن بق اء العض و على قي د
الحياة بإشباع حاجاته البيولوجيه يتبعه دعم لهذه الحياة بحاجته إلى األمن ،والطف ل لدي ه ق درات عقلي ة تمكن ه من فهم المواق ف
االجتماعية والتفاعل معها بما يناسب المواقف.
وخدمة الفرد لم تع د مرادف ا لخدم ة مادي ة أو معنوي ة تق دم للعج زة أو الفق راء،
وإنما أصبحت تس اهم م ع غيره ا من الط رق ،والتخصص ات في تنمي ة شخص ية العمالء
وزيادة خبراتهم ليكونوا أكثر إيجابية في التعامل مع المواقف ،ف إن ذل ك يع نى أن إش باع
حاجات األفراد ،وتوفير الحياة اآلمنة لهم يدخل ضمن أهداف خدمة الفرد التنموية ،دعم ا
لتطورها ومواجهة االنتقادات التي تتعرض لها بأنها طريقة انتظارية.
إن مستوى رقي اإلنسان وتحضره مرتبط بشكل وثيق مع قدرته على التعامل مع
معطيات التقدم والتطور ،وأن حوادث السيارات تمثل واقعا مرتبطًا بالتق دم ،وأنه ا ليس ت
محتومة الحدوث ،وال تقع ألسباب مجهول ة من خالل تجنب األخط اء البش رية المعلوم ة،
وأن هذه الحوادث ال تفرق في تأثيرها بين طفل أو أسرة ،إال أن تأثيرها في األطفال يكون
مض اعفا من خالل مس ؤولية اآلخ رين عنهم ،وك ذلك لم ا يص يبهم مباش رة من ج راء
الحوادث سواء أكانوا ضحايا مباشرين لها أم غير مباشرين.
الحادث المروري هو الموقف الذي يحدث في لحظات معدودة ،ثم بع د ذل ك مجموع ة وق ائع وأح داث متعاقب ة على ف ترة
زمنية محدودة ،وتؤثر هذه الوقائع في األفراد والبيئة ،وتختلف النتيجة بعد التأثير عن قبله .والحوادث المرورية ال تح دث ص دفة
فهناك ثالثة عناصر مساهمة في ذلك هي :الطريق ،والسيارة ،ومستخدم الطريق من سائقين ومش اه .وتت أثر الح وادث المروري ة
باأليام ،وساعات الذروة أو االزدحام بل والشهر وحال ة الطقس والرؤي ة ون وع الس يارة واألض واء وتص ميم الطري ق وتص رفات
مستخدم الطريق.
فإذا ذكر على سبيل المثال أن انزالق السيارة هو السبب في الحادث فإن ذل ك ق د
يعني ارتباطا بحالة السيارة ،وسطح الطريق ،والمناخ ،وسرعة السائق.
تدريب ()1
نشاط ()1
يمثل قطاع المرور مرفقا من أهم مرافق الدولة ،ويه دف ه ذا القط اع إلى ت أمين انتق ال األش خاص والبض ائع بأق ل ق در
ممكن من القيود أو النفقات ،وأعلى درجة من السرعة والسالمة .وتظهر مشكالت الم رور في الع الم في مظ اهر ثالث ة :الت أخير،
والتلوث البيئي ،والحوادث المرورية.
والحوادث المرورية ال تحتاج إلى اهتمام عام فحسب ،بقدر ما تحتاج إلى إجراءات متالزمة تقوم بها الدولة بالتعاون م ع
المستفيدين إلكسابهم معلومات ،ولتعديل سلوكيات القيادة وأنماطها ،وطرق التصرف في مختلف المواقف.
فالحوادث المرورية لها آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية متنوعة ،سواء على المستوى االقتصادي واالجتم اعي الع ام،
أو على مستوى المتأثرين مباشرة بها ،خاصة أن أعمار المصابين والمتوفين من حوادث السيارات تكثر نسبيا في الفئ ة العمري ة
من 30-15عامًا ،وهو سن إعداد الشباب ،وبداية اإلنتاج ،ومستقبل األمم .إن ح وادث الم رور الس بب ال رئيس للوف اة في ال دول
الصناعية خاصة عند الشباب ،وقد فاق عدد الوفيات نتيجة الحوادث جميع الوفيات التي تسببها األمراض المعدية.
وباستقراء آثار حوادث المرور فهي متداخلة ،فما يؤثر اقتصاديا يؤثر في ال وقت نفس ه اجتماعي ا ونفس يا وهك ذا .ونحن
نلجأ إلى التقسيم هنا إللقاء الضوء على التأثيرات المختلفة.
1.3اآلثار االقتصادية
تتعدد اآلثار االقتصادية سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي جراء الحوادث المرورية ،وتتمثل في اآلتي:
.1خسارة الشخص المتوفي ،بما يمثله من قوة عمل في المجتمع ،أو ما أنفق عليه وعلى إعداده ،وما تكلفته أس رته ودولت ه من
تعليم وصحة وخدمات ورعاية ،وما يتبع ذلك من خسارة أسرة المتوفي لدخله ورعايته وأدواره المختلفة في األسرة.
.2خسارة تكاليف العالج ،في حالة إصابة الفرد ،وما يتبعه ذلك من عبء اقتص ادي علي ه شخص يا وعلى أس رته وعلى مجتمع ه
من خالل ما ينف ق من رعاي ة ص حية عالجي ة متنوع ة ومتكامل ة ،إض افة إلى زمن التعط ل عن العم ل واإلنت اج ،مض افة إلى
تكاليف العالج واألجهزة واألدوات وغير ذلك.
.3الخسارة المادية للمركبة ،فعلى سبيل المثال بلغ عدد المركبات المتض ررة من ج راء الح وادث في البح رين في ع ام ( 1996
44.743مركبة)؛ وهذا يعني فاقدا اقتصاديا وماليا وهدرا في األموال التي تنفق على اإلصالح ،أو التغيير لهذه المركبات.
.4العبء على إدارة المرور؛ إن قطاع المرور يتحم ل نفق ات وأعب اء مادي ة واقتص ادية ،إض افة إلى تك اليف االنتق ال والمعاين ة
والجوانب الفنية واإلدارية ،والوقت والجهد المبذول من رجال هذا القطاع الحيوي والمهم ،وال ذي يمكن أن يوج ه إلى تحقي ق
أهداف هذا القطاع.
2.3اآلثار االجتماعية
تتأثر العالقات االجتماعية من جراء حوادث المرور بطريقة مباشرة وغير مباشرة متمثلة في اآلتي:
. 1فقدان الرعاية االجتماعية لألبناء أو األسرة في حالة فقدان راعي األسرة أو ولي األمر ،مما يتسبب في حالة من عدم الت وازن
االجتماعي التي قد تستمر إلى مرحلة ما بعد وقوع الحادثة ،وينتج عن ذلك ما يسمى المشكالت المرتبطة بالحادثة من الناحي ة
االجتماعية.
.2اختالل التوازن األسري في حالة فقدان أو إصابة أحد أفراد األسرة ،مما ي ؤثر مباش رة في االس تقرار األس ري ،وق د ي ؤثر في
عادات األسرة وتقاليدها وقدرتها على أداء وظائفها االجتماعية ،والقيام بمسؤولياتها في اإلشباع والتنشئة المختلفة.
.3ظهور المشكالت االجتماعية سواء على مستوى األسرة أو المجتمع فيما تخلف ه الح وادث المروري ة من درج ات متنوع ة من
اإلعاقات أو العجز التي تؤثر مباشرة في قدرة األفراد على أداء أدوارهم أو وظائفهم االجتماعية في األسرة أو المجتمع.
.4الحد من األنشطة االجتماعية لمتعرضي الحوادث المرورية وأس رهم ،وم ا يرتب ط ب ذلك من اإلحس اس بالعزل ة االجتماعي ة أو
التأثير االجتماعي لنسق األسرة نظرا لفقدانها القدرة الطبيعية على التوازن مدة قد تطول بعد الحادث الم روي وفق ا آلث ار ه ذا
الحادث.
.5ما تعانيه بعض األسر من جراء الحوادث مثل توقع الض رر أو انتظ ار الوف اة لآلخ رين المق ربين المص ابين في الح ادث ،وم ا
يرتبط بذلك من إجراءات اجتماعية تؤثر في البرنامج المعتاد لألسرة ،مما قد يؤثر في عالق ات أف راد األس رة وتف اعالتهم ،ب ل
واختالل القيادة داخل األسرة.
3.3اآلثار النفسية
إن ما يسببه الحادث المروري من صدمات نفسية سواء لمرتكبي الحادث المصابين ،أو ألسرهم وأقاربهم في حالة الوفاة
يستدعي البحث والدراسة ،ألنه يؤثر مباشرة في المصابين والمحيطين بهم على النحو اآلتي:
.1صدمة األزمة عند مرتكب الحادث ،وما يتبعه من خوف وقلق وضغوط نفسية ق د يص احبها الش عور بال ذنب خاص ة إذا تس بب
الحادث في إصابة أو وفاة أخرى ،وإن مرتكبي الحوادث غالبا ما يكون إحساسهم بتوقع ارتكاب حادث مع دوم؛ ف يرى بعض هم
أن الحادث يمكن أن يقع ولكن ليس له.
.2مواجهة المتاعب النفسية واألعراض التي تبدأ حادة ،ويمكن ،إن لم تواجه بشكل صحيح ،أن تصبح مزمنة وتتمثل في الخ وف
من المجهول.
.3إن مرتكب الحادث ال يستمتع بعده بأوقات فراغه ،ويستمر ذلك مدة من الزمن يحتاج فيها إلى التدخل المهني للمساعدة.
.4ما يتعرض له مرتكب الحادث ،بل وبعض المحيطين المقربين ،من خلل في عمليات االتصال وما يرتبط بها من الت ذكر ،خاص ة
أن جوهر عملية االتص ال توص يل المعلوم ات واس تقبالها ،وهن ا طبيع ة المعلوم ات عن الحادث ة وتأثيره ا في إع ادة التمثي ل
الخاص بالذاكرة ،وما يتعلق بها من مواقف يحتفظ بها اإلنسان في الذاكرة قد تؤثر في استجاباتهم بعد ذلك.
.5ت أثر عملي ات اإلدراك والتخي ل بوق وع الح ادث س واء لم رتكب الح ادث أو المحيطين ب ه ،حيث إن اإلدراك يت أثر بالعدي د من
العوامل الداخلية والخارجية والحالة النفسية والجسمية العامة ،في عمليات االسترجاع أو التخيل ،فتتكون ص ورة ذهني ة ،هي
ليست صورة طبق األصل ولكنه ا ق د تك ون أق ل وض وحًا ،إال أنه ا لألطف ال أك ثر وض وحًا ،وق د تنقلب إلى تخيالت س معية أو
بصرية.
.6ما يعانيه مرتكب الحادث من االسترجاع باالرتباط ،أو ما يعانيه المقربون منه ،وقد وهبنا هللا سبحانه وتعالى نعمة النس يان إال
أنها تختلف باختالف قوة األثر ،إال أنه في خالل 30يوما قد تقل نسبة التذكر إلى نح و 20%في األح وال العادي ة ،خاص ة أن
اإلنسان يسعى لنسيان الخبرات المؤلمة.
إال أن االرتباط في حالة الحوادث المرورية قد يسبب مشاكل نفسية ،فت ذكر م ا يرتب ط بالح ادث يعي د ذك راه م رة أخ رى،
كتذكر السيارة ،أو الطريق ،أو االبن الذي فقد ،أو أشياء مرتبطة به.......،
.7ما يسببه الحادث المروري من إعاقات مختلفة خاصة اإلعاقة النفسية التي ال تقل في تأثيرها عن اإلعاقة الجسدية أو الحسية،
وتعّد حوادث الطرق مسؤولة عن حوالي .10% - 8.5%من المعاقين في العالم.
تدريب ()2
نشاط ()2
عزيزي الطالب ،على الرغم من تعدد اآلثار المترتبة على الحوادث المرورية على األطفال فإن نمط التعامل المه ني ال يش مل
األطفال أنفسهم فحسب ،وإنما يمتد للمحيطين بهم خاصة األسرة.
وإن التركيز على التعامل مع تلك اآلثار التي يتعرض لها األطفال يحتاج إلى فري ق عم ل متخص ص ،وإلى اختي ار أنس ب
األساليب المهنية للتعامل معهم على المستوى العالجي ،وعلى المستوى الوقائي أيضا.
وفي الناحية العالجية فإن من أنسب المداخل للتعامل مع هذه األزمة هو العالج المع رفي في خدم ة الف رد .وال ذي ارتب ط
بمفهوم العالج المنطقي العقالني Rational theoryخاصة مع كتاب ات ورن ر Wenerوزمالئ ه ،وك ان الترك يز على ارتب اط
العقل اإلنساني بالسلوك من خالل إدارة ميكانيكية تربط بين الفكرة والسلوك ،وأن العالج بالمنطق والمناقشة والت أثير في األفك ار
من شأنه أن يساهم مع عوامل أخرى في تعديل السلوك ،خاصة إذا اتف ق ذل ك م ع أه داف الف رد وطموحات ه ،أو عم ل على إزال ة
موقف أو مشكلة.
وأضاف Shermanقضية التصورات الشخصية التي يكتسبها اإلنس ان من خالل عملي ات التنش ئة االجتماعي ة ،ووفق ا
ألسس التعليم ،وهي عملية محورية في حياة اإلنسان؛ فالفكرة ،والتصور ،والمعتقد يحرك الس لوك ويح دد االتج اه ،ومن ثم يمكن
القول إن ما ينطبق على السلوك السوي ينطبق أيضا على غيره ،بمعنى أن األفكار والتصورات الشخصية والمعتقدات ال تي ي ؤمن
بها الفرد سواء أكانت منطقية سوية ،أم غير سوية هي التي توجه سلوكه الظاهري.
وأثيرت آراء حول ماهي ة العالج المع رفي ،وه ل يرك ز على الش عور أم الالش عور ،وق د اتفقت اآلراء على أن ه ش عوري
واقعي يتعامل مع معطيات الموجود والحقيقة ،إال أن فك رة الح ديث إلى ال ذات وتأثيره ا في الس لوك جعلت بعض اآلراء تعتق د أن
الحديث إلى النفس قد ينطوي على دوافع وعوامل ال شعورية أيضا ،وفي إطار هذا المعنى أشار Coryإلى أن االهتمام في العالج
المعرفي االنفعالي يتزايد بالعمليات الشعورية كمحدد أساس ي للشخص ية وتص رفاتها ،وأن االض طرابات في الس لوك ق د تنتج من
عبارات ومعان خاطئة في العقل.
وبالت الي فالس لوك المنطقي يرتب ط ب التفكير المنطقي ،ويتس م بالواقعي ة
والموضوعية ،ويمكن تعلمه؛ ألنه يحقق الحماية الذاتية للفرد ويجنبه المش كالت .ويمي ل
أنصار العالج المعرفي إلى فرضية إمكانية األفكار والدوافع إذا تعارضت مع الواق ع ،ألن ه
غالبا ما يكون إمكانية تغيير الواقع أكثر صعوبة أو ال يمكن تغييره ،وبالتالي فإن عملي ات
الت دخل تك ون من خالل الترك يز على الحاض ر والمس تقبل ،وتع ديل األفك ار لتتواف ق م ع
الحاضر.
عزيزي الطالب ،يمكن تحديد العمليات المهنية للتعامل مع األزمة فيما يأتي:
أ -تحديد أهداف التدخل ،والتي ترتبط برغبات العميل من ناحية ،والواقع من ناحية أخرى.
ب -تحديد نظام العمل ،وقد يكون من خالل التعاقد الشفهي أو الكتابي ،والذي يشكل التزامًا متبادًال بين األطراف.
ج -تحديد أساليب التدخل سواء معرفية ،أو انفعالية ،أو معرفية سلوكية.
د -تقييم العمل والنتائج في ضوء قياس األفكار ،والسلوك ،واالرتباط بينهما.
مفه وم العالج المع رفي في خدم ة الف رد :نم ط من الت دخل المه ني يعتم د على
التركيز على الواقع والحاضر ،والعمل على تعديل األفك ار وال دوافع ح تى يتع دل الس لوك
من خالل العم ل على تع ديل م دركات الف رد وأهداف ه ،ومنح ه الب دائل المناس بة ألفك اره
الخاصة.
تدريب ()3
نشاط ()3
حدد العمليات المهنية الالزمة للتعامل في موقف األزمات؟
يمكن تصميم برنامج مالئم لتعديل هذه األفكار من خالل وسائل متعددة تتضمن:
أ -تنمية االهتمام بالذات واالعتماد على النفس.
ب -المرونة لتغيير األفكار.
ج -الواقعية الستقرار الحقائق ووضع التصورات.
د -االلتزام بالمشاركة االيجابية.
و -استثمار أساليب التعليم ،والدعم ،واإلقناع ،والمواجهة.
وباإلضافة إلى الجهود العالجي ة ف إن هن اك جه ودًا وقائي ة لزي ادة وعي األطف ال الم روري وتنميت ه كعام ل من العوام ل
المؤثرة في إحداث الموقف أو األزمة.
وفيما يأتي برنامج لزيادة الوعي المروري لدى األطفال من منظور العالج المعرفي في خدمة الفرد:
أوًال :المنطلقات النظرية للبرنامج
يستمد البرن امج إط اره النظ ري من خالل االتج اه المع رفي في خدم ة الف رد ،كمنطل ق نظ ري يتض من محتوي ات ترتب ط
بالقواعد المرورية المرغوبة ،ومن خالل النقاط اآلتية:
. 1أن الهدف األساسي في تعديل السلوك المروري يتضمن إيجاد العالقات الوظيفية بين المتغيرات البيئية والسلوك.
. 2تعديل السلوك يستلزم توافر منفذي برامج أصحاب كفاية ومعرفة بقوانين السلوك ،ولديهم قدرات اإلشراف والتطبيق.
. 3يمكن استثمار الدعم الرمزي في أثناء تنفيذ البرنامج إضافة إلى دعم الحق .ويقترح تقديم شهادة اجتياز البرنامج لتحقيق ذلك.
. 4مراعاة أن هناك عوامل بيئية محيطة قد تؤثر في نجاح البرنامج ،سواء في مرحلة اإلع داد الجي د ،أو مرحل ة العم ل والتنفي ذ،
فنجاح برنامج معين ال يتوقف فقط على المحتوى واألداء ،وإنما يخضع للعديد من التغ يرات ال تي ق د تق ع خ ارج إط ار إمك ان
التحكم.
.5تعاون التخصصات المهنية من شأنه تحقيق الهدف المهني لخدم ة الف رد خاص ة ،وارتب اط ذل ك بالمج ال المدرس ي؛ ألن ه م ع
اختالف أوجه الرعاية إال أن أهمية دور الممارس المهني ترتبط بقدرته على تحقيق التوافق بين المستفيدين والواقع.
.6تناسب عمليات االتصال مع الهدف من البرن امج ،وطبيع ة الموق ف ،ومس توى المس تهدفين العقلي ،والتعليمي ،واالجتم اعي،
واستخدام وسائل اتصال متعددة ومناسبة.
. 7السلوك يرتبط باألفكار ،وإذا تم تعديل بعض األفكار والمعتقدات فإنه من المتوقع تغيير السلوك ،بمعنى أن ما يحتويه العق ل من
معارف ومعلومات يؤثر في نوع السلوك وكمه.
ثالثًا :المحتوى
يرتبط محتوى البرنامج بأهدافه ،ومن ثم يتضمن معلومات مرتبطة باألهداف ،وك ذلك بعض المه ارات؛ إلكس اب األطف ال
سلوكيات مناسبة ،وبالتالي يتضمن المحتوى معلومات مناسبة عن:
.1قواعد المرور عامة.
.2الحوادث المرورية وآثارها.
.3قواعد السير للمشاة.
.4آداب الجلوس بالسيارة.
.5آداب القيادة.
.6الواجبات في حالة الحوادث.
رابعًا :األدوات
. 1المحاضرات :ما ورد في النقاط السابقة ،وتكون بلغة سهلة ،ويستخدم فيها وسائل إيضاح متعددة مثل :مواد فلمية ،أو ع رض
صور ثابتة ،أو نماذج.
.2التدريبات الفعلية :وذل ك باالس تفادة من إمكاني ات إدارة الم رور ،وم دارس تعليم القي ادة ،وه و م ا يمكن أن نطل ق علي ه لعب
الدور ،ونموذج االقتداء.
. 3الكتيبات والنشرات :خاصة المصورة منها لتناسب أعمار األطفال ومستواهم التعليمي والثقافي.
. 4المالحظة من قبل القائمين على البرنامج لألطفال ،خاصة في أثناء لعب الدور في مدارس تعليم القيادة.
.5المقابلة الجماعية للمستهدفين.
. 1حدد أهم محتويات برنامج التدخل المهني للتعامل مع أزمة حوادث المرور.
.2ما األدوات المناس بة لبرن امج الت دخل المه ني ،وطبيع ة أدوار األخص ائي االجتم اعي
للتعامل في مواقف األزمات؟
.3تتعاون المؤسس ات والهيئ ات للتعام ل م ع األزم ات .ن اقش ذل ك ب التطبيق على أزم ة
حوادث المرور.
تذكر أن:
.1الحوادث المرورية آثاره ا متع ددة؛ اقتص ادية ،واجتماعي ة ،ونفس ية ،وعلى مس توى
المجتمع واألسرة واألطفال ،وهذه اآلثار متداخلة ومتشابكة وأهمها:
أ -من الناحية االقتصادية:
-خسارة الشخص المتوفي بعد إع داده وم ا أنف ق علي ه ،وفقدان ه كق وة عم ل في
المجتمع.
-خسارة تكاليف العالج واألدوية واألدوات وإهدار الوقت.
-الخسارة المادية للمركبات ،وما ينفق عليها من إصالح أو هالك.
-العبء على إدارة الم رور ،وم ا تق وم ب ه من إج راءات ونفق ات مالي ة وإداري ة
وفنية.
ب -من الناحية االجتماعية:
-فقدان الرعاية االجتماعية لألبناء واألسر في حالة فقدان العائل أو إصابته.
-اختالل التوازن األسري ،وتأثير ذلك في االستقرار األسري.
-ظهور المشكالت االجتماعية بما تسببه الحوادث من مخلفات وإعاقات.
-الحد من األنشطة االجتماعية لمتعرضي الحوادث وأسرهم.
-ما تعانيه بعض األسر بعد الحادث من توقع الضرر أو انتظار الوفاة.
ج -من اآلثار النفسية:
-ص دمة األزم ة عن د وق وع الح ادث ،وم ا يرتب ط من ش عور بال ذنب ،والض غوط
النفسية المختلفة.
-مواجهة المتاعب النفسية التي قد تبدأ حادة ثم إن لم تواجه تصبح مزمنة.
-ما يتعرض له مرتكبو الحادث والمصابون من خلل في عمليات االتصال والت ذكر
وتأثير ذلك في استجاباتهم للمواقف المختلفة.
-تأثير عملي ات اإلدراك والتخي ل المرتبط ة بوق وع الح ادث ،واس ترجاع الموق ف
باالرتباط.
ال توجد أمة دون كوارث وأزمات ،وهي إن نجحت في ذلك لفترة من ال زمن إلى أنه ا تظ ل ف وق برك ان من الك وارث ،ال
تعلم متى يث ور ،وفي الحقيق ة هن اك أزم ات وك وارث يمكن الس يطرة عليه ا ،إال أن هن اك أزم ات وك وارث أمني ة يص عب التنب ؤ
بحدوثها ،وإن تم التنبؤ بها فليس من السهل تفسيرها ،وإن فسرت صعب معالجتها ،وإن تم العالج صعب التخلص من آثارها.
فتعرف الكارثة بأنها حالة مدمرة حدثت ،نجم عنها ض رر س واء في المادي ات أو غ ير المادي ات أو كليهم ا مع ا ،كم ا أن
الكوارث قد تكون سبب األزمات ،ولكنها بالطبع ال تكون هي بذاتها األزمات؛ أي أن الكارثة قد ينجم عنه ا أزم ة ولكنه ا ب الطبع ال
تكون هي األزمة في حد ذاتها.
مثال:
إذا حدثت كارث ة طبيعي ة مث ل ال براكين والس يول ،فهي ك وارث طبيعي ة ال يمكن
توقع حجم الضرر الناجم عنها ،ومن ثم ينتظر حتى تنتهي الكارثة لمعرفة ما أسفرت عنه
من نتائج ،ونتائج هذه الكوارث هي التي تسبب أزمات مثل :أزمة المسكن أو الم أوى ،أو
التغذية والمواصالت واالتصاالت ،وغيرها من األزمات ،وبالتالي فإن مث ل ه ذه الك وارث
الطبيعية قد يترتب عليها أزمات .وكذلك يمكن توض يح الف رق بين الكارث ة واألزم ة فيم ا
يأتي:
1.7أنواع الكوارث
من صنع اإلنسان سقوط شهب رياح -أعاصير حشرات وآفات زراعية
إحداث أعمال شغب إشعاع كوني أخطار السدود أمراض وأوبئة على
اإلنسان
أمواج زلزالية
براكين
تشققات وهبوط
انهيارات صخرية
مثال:
إذا ح دثت كارث ة طبيعي ة مث ل ال براكين أو الس يول واألعاص ير ،فهي ك وارث
طبيعية ال يمكن توقع حجم الضرر الناجم عنها ،ومن ثم ينتظر حتى تنتهي الكارثة لمعرفة
م ا أس فرت عن ه من نت ائج مث ل :أزم ة المس كن أو الم أوى ،وأزم ة التغذي ة وأزم ة
المواصالت ،وبالتالي فإن مثل هذه الكوارث يترتب عليها أزمات ،وليست بالض رورة هي
السبب الوحيد في األزمات.
تدريب ()4
نشاط ()4
1.8مفهوم السيول
الكوارث الطبيعية ما هي إال كوارث قدرية وليس لإلنسان دخل فيها ،فهي تق ع كظ واهر بيولوجي ة أو مناخي ة أو كوني ة،
وال يمكن ألي إنسان إيقافها أو منعها بالرغم من قدرته على تخفيف حدة آثارها من خالل إج راءات احتياطي ة تك ون أحيان ا قليل ة
التكاليف.
وتعرف السيول على أنها شكل من أشكال الجريان المائي الناجمة عن أحد أنظمة المطر الناشئ عن أعاصير الزواب ع في
ظل ظروف معينة للضغط المحلي ،ويتمثل هذا النظام بمصر في جهاتها الشرقية خاصة في فص ل الخري ف .كم ا تع رف على أنه ا
مجار كونتها المياه في كثير من الصحارى في عصور مناخية قديمة تميزت بأنه ا أك ثر رطوب ة من الظ روف الحاض رة ،وتص بح
أكثر رطوبة بتميزها بشدة فعل عمليات التجوبة بأسطحها ،ل ذا تتمث ل بالس يول عملي ات التعري ة كامل ة من نحت ونق ل وإرس اب،
وتعد عملية الجريان السيلي نتاجًا لعدد من العوامل والمتغيرات التي تتداخل وتتشابك وي ؤثر بعض ها في بعض ب درجات مختلف ة،
ويمكن تحديد هذه العوامل في اآلتي:
.1األمطار وخصائصها.
.2الفواقد (التبخر -التسرب).
.3أحواض التصريف.
.4شبكات الصرف.
.5أنماط المجاري.
.6العمليات الطبقية.
.7خصائص المجاري.
وتعرف السيول على أنها حدث متكرر تخف حدته وتزداد وفقًا لعوامل مناخية جغرافية وجيولوجية.
ويعّد الجريان السيلي وما يصاحبه من أخطار ومشاكل بيئية من التحديات التي تواج ه اإلنس ان في المن اطق الص حراوية
بصفة عامة ،فكثيرًا ما يؤدي الجريان إلى تخريب مظاهر الحياة وتدميرها في الص حارى ،وال تحت اج أخط ار الس يول إلى تنوي ه،
شأنها في ذلك شأن الكوارث الطبيعية األخرى لوضعها المفاجئ وسرعة تدفق المياه السارية ،وم ا تحمل ه ه ذه المي اه من رم ال،
وما تجرفه من كتل صخرية ومواد عالقة تؤدي إلى إحداث أضرار جسمية مادية ونفسية.
2.8مفهوم الزالزل
أظهرت عمليات المسح العقلي المغناطيسي والثقافي وجود من اطق ذات ش دة مغناطيس ية وكثاف ة عالي ة ،مم ا ي دل على
وجود مصهور من دفع خالل الطبق ات الرس وبية بالقش رة األرض ية من الس طح العل وي يتجم د خالله ا ،ونظ رًا لكثاف ة المص هور
المتجمد فإن اإلجهاد الناشئ من ذلك يؤثر على الصخور المج اورة ال ذي ق د ي ؤدي ب دوره إلى إح داث زالزل في من اطق الفوال ق
القديمة ،وقد كانت مثل هذه المصهورات المتجمدة في مناطق أخرى مماثلة ذات صفات زلزالية.
كما يعرف الزلزال أيضًا على «أنه اضطرا بات ناجمة من انفجار بركاني نتيجة لتشوهات أو تصدعات بالقشرة األرضية،
وتعرف هذه باسم الزلزال التكوينية ،والنوع اآلخر هو األكثر انتشارًا كما أنه معروف بإحداث الخراب.
والزلزال منه ما هو قوي وما هو ضعيف ال يح دث اض طرابًا كب يرًا في القش رة األرض ية ،كم ا أن موجات ه ال تك ون ذات
عمق في جوف األرض .وعند حدوث أي زلزال في منطقة من المناطق فإنه يكون أقوى ما يكون في منطقة المركز ،أي ال تي تق ع
فوق البركان أو التصدع أو االنهيار مباشرة ،أما خارج هذه المنطقة فتضعف شدة الزلزال ،ويمكن تحديد مناطق دائري ة كنطاق ات
أو أحزمة حول المركز تتساوى فيها شدة الزلزال وتعرف بخطوط أو األحزام الزلزالية متساوية الشدة.
تحت سطح األرض التي نعيش عليها توجد طبقات أولى ،هذه الطبق ات تس مى الطبق ة الس طحية ،وهي تتك ون من طبق ة
صلبة تمتد في األعماق إلى عشرات الكيلومترات ،هذه الطبقة تطفو على طبقة تحتية شديدة الحرارة بحيث تكون طاقة هائلة تؤثر
في الطبقة السطحية فتحدث الزلزال نتيجة تحرر الطاقة الكامنة التي بداخلها.
1.2.8أنواع الزالزل
الزلزال عبارة عن هزة أو ذبذبة نتيجة الضطراب وقتي في توازن رخ اوة الص خور أو ت وازن جاذبيته ا على الس طح أو
أسفله .وينقسم الزلزال إلى ثالثة أنواع حسب الضغط الذي وقع على الصخور الناشئ بها الزلزال وحسب موضوعها وهي:
.1زالزل بركانية:
وهي التي تصحب الثورات البركاني ة ،وهي ليس ت عنيف ة في الع ادة ،وتح دث نتيج ة لتش وهات وتص دعات في القش رة
األرضية وتعرف باسم الزالزل البركانية.
.2الزالزل التكوينية:
وهي تنتج عن حركات انكسارية تؤدي إلى تكسر الصخور ،وتختلف التكوينية في كثافتها فبعضها يتميز بالعنف الشديد.
.3زالزل بلوطوفية:
وهي أقل الزالزل دراسة ،وتحدث على عمق يتراوح بين 450: 150ميلي ويحتمل أن تحدث بسبب انفج ارات كيميائي ة
أو نتيجة إلعادة الصخور لتبلورها بسبب تغير المعادن بجزيئاتها بغير انتظام ،مما يس بب خلخل ة في تل ك المواض ع ،وت ؤدي إلى
انكسار مفاجئ.
2.2.8تصنيف الزالزل
.1طبيعية :عندما يكون الزلزال على عمق 50كم أو أقل.
.2متوسطة :عندما يكون المركز على عمق ما بين 70كم 250 -كم.
.3عميقة :عندما يكون ما بين 700 - 250كم.
وهناك تصنيف آخر حسب درجات مقياس رختر:
.1زلزال عنيف جدا من 8.6 - 7.7
.2زلزال قوي من 7.7 - 7
.3زلزال مخرب من 7 - 6
.4زلزال متوسط من 6 - 4
.5زلزال ضعيف من 4 - 2.5
-األحزمة الزلزالية المتمركزة حولها الزالزل:
.1حزام الزالزل الموجود حول المحيط الباس يفكي يح دد الط رف الخ ارجي للص فيحة الباس فيكية ال تي تتح رك في اتج اه الش مال
الغربي بالقارة اآلسيوية وأالسكا.
. 2مواقع بؤرة الزالزل التي تحيط بإفريقيا ،والتي تهدد الصفيحة األفريقية.
. 3هناك حلقة من بؤرة الزلزال تهدد أطراف الصفيحة التي تحمل الهند واستراليا.
. 4نطاق دائري حول سواحل المحيط الهادي في غرب األمريكتين وجزر شرق أسيا وخاصة اليابان.
. 5نطاق يبدأ من أمريكا الوسطى إلى األراضي المحيطة بالبحر المتوسط وعنه إلى تركيا ووسط أسيا وينتهي إلى اندونيسيا.
. 6يتعرض الجزء الشرقي من مصر ،والذي يحتوي على جبال البحر األحمر لهزات زلزالية وذلك باإلض افة إلى األرض المحيط ة
بالبحر المتوسط والمتمركزة بسواحل شمال غرب أفريقيا (بالد المغرب العربي).
تمتاز األزمات والكوارث بالمفاجأة والتهديد ،وكذلك ثنائية (السرعة والغم وض) كتح ديات تطرحه ا األزم ة في مواجه ة
الفعل البشرى بثنائية (اإلدراك واالنفعال) اللذين يؤثران بدورهما في كفاءة القرار.
فاألزمة والكارثة تعتمد على الوعي باألوضاع االجتماعية من خالل النسق القيمي للف رد أو الجماع ة ،وأن الحكم بوج ود
المشكلة بحكمة توفر عنصر (موضوعي) وآخر (ذاتي) ،والعنصر الموضوعي هو الحالة نفسها ،بينما العنصر الذاتي هو االعتقاد
بضرورة هذه الحالة ويرتبط الوعي بالمشاكل ،ويتأثر ببناء العالقات االجتماعية بين الناس ،وكلم ا ك انت األبع اد االجتماعي ة بين
ضحايا إحدى الكوارث كبيرة ،وبين الناس الذين يشعرون بها ،قل وعي الناس بهذه المشكلة ،ومن ثم قلت دوافعهم إلزال ة آثاره ا
أو حتى المواساة الكامنة.
ومن أهم المفاهيم المرتبطة بحدوث الكوارث مفهوم األسر المنكوبة ،أي التي تأثرت بهذه الكارثة ،وتتحدد مالمحها فيم ا
يأتي:
. 1مجموعة من األفراد يقيمون في معيشة مشتركة واحدة بغض النظر عن وجود درجة القرابة.
.2تعرضت األسرة النهيار منزلها بغض النظر عن حدوث وفاة أو عدم حدوثها.
.3اضطرار األسرة إلخالء المنزل بسبب انهياره.
. 4ظهور أزمات مختلفة تعانيها األسرة بعد انهيار المنزل وإخالئه.
. 5عدم قيام هذه األسرة ببعض أو كل وظائفها االجتماعية بسبب تلك األزمات.
. 6أن يكون انهيار المنزل من النوع غير المتوقع ،وأن يكون كليا ،ويترتب عليه إخالء المنزل عقب حدوث االنهيار مباشرة.
. 7حاجة األسرة إلى من يقدم لها المساعدات المادية والمعنوية أو كليهما.
تتداخل المشكالت التي تعانيها األسر المنكوبة وتتنوع ،وتع ّد مش كلة الحص ول على المس كن الب ديل من أولى المش كالت
الملحة والضرورية التي تواجه األسر المنكوبة ،كما تواجه بعض المشكالت المرتبطة بالجوانب النفسية – والعالقات االجتماعية-
واالقتصادية -واألسرية – والمرتبطة بالعمل – وتعليم األبناء – وباإلصابات والصحة العامة.......
وفيما يأتي سنعرض هذه المشكالت وتصنيفها بشيء من التفصيل:
2.10المشكالت النفسية
يترتب على حدوث هذه الكارثة خسائر تتمث ل في إزه اق أرواح أو مص ابين أو مفق ودين تحت األنق اض ،وه ذا الموق ف
يصاحبه مشاعر أليمة لدى األحياء من باقي أفراد األسرة الذين نجوا من الكارثة ،ألنه على سبيل المثال ال يوجد شخص يحل محل
الشخص المتوفي ،ألن حالة الموت يتسبب عنها:
.1توقف اإلشباع الجنسي لدى أي من الزوجين.
. 2فقدان اإلحساس باألمن والصداقة والحب نتيجة فقدان األعزاء من األسر خاصة إذا كان المتوفي يمثل العائل الوحيد لألسرة.
.3عدم وجود مثل أعلى لدور الكبير الذي كان يمثل نموذجًا لالبن ال يستطيع أن يترسمه.
. 4زيادة األعباء الملقاة على الطرف الموجود ،وبالذات بالنسبة لرعاية األطفال الذين نجوا من الموت وما زال وا في أدوار التعليم
المختلفة.
.5زيادة المشكالت المادية ،وبالذات إذا كان الزوج هو المتوفي.
وتؤدي العادات وشعائر الموت دورًا مهمًا في التخفيف من هذه اآلالم النفسية التي تعانيها األسر المنكوبة بفقد أعزائه ا،
إال أن ذلك ال يلغي مدى الحزن والحداد الذي تمارسه األسر المنكوبة لفترات قد تطول أو تقصر.
إن موقف األسرة بين فقدها لمسكنها الذي انهار وكفاحها من أجل الحصول على المسكن الب ديل يجعله ا في موق ف قل ق
من إمكانية الحصول على هذا السكن .كم ا ق د تع اني األس رة الص راع في إمكاني ة قب ول اإلقام ة أو المعيش ة ل دى أح د المص ادر
السابقة .وقد ينتاب بعض أفراد األسرة حالة من االكتئاب بتأثير ما فقدت من خسائر مادية ومعنوي ة .وق د تع اني األس ر المنكوب ة
إحساسا بالدونية نتيجة القتراض المال حتى نتمكن من مواجهة متطلبات األزمة الحالية.
8.10المشكالت األخالقية
ربما يتعرض أبناء تلك األسر لبعض المشكالت التي تنطوي على الجوانب األخالقية التي فرضتها ظروف األزمة ،ويرجع
ذلك إلى الضغوط اآلتية:
. 1وجود اآلباء واألبناء في مكان معيشة واحد ال يتعدى غرفة وصالة وتكدسهم مع غيرهم من أبناء بعض األقارب ،وم ا ق د ينتج
عن ذلك من مشكالت.
. 2اضطرار األسر إلى المبيت المؤقت في العراء لحين حصولها على مأوى بديل ،األمر الذي يعرضهم إلى مشكالت جانبية ،فضال
عن أن هذا األمر يعّد متعارضا مع الحقوق اإلنسانية ومنها المسكن المناسب.
ينبغي أن يكون األخصائي االجتماعي على دراية ببعض المبادئ األساسية التي يقوم عليها التعامل م ع مواق ف الك وارث
وأهمها:
.1الخدمة العاجلة مادية أو عينية واجبة التقديم فورًا دون انتظار استقصاء األحقية بمعناها الدقيق.
. 2التركيز على الحاضر في المقام األول ،فال حاجة هنا لدراسة ماض قديم أو بعيد.
. 3عمليات خدمة الفرد تطبق بشكل غير تقليدي ،بمعنى القيام بدراسة وتشخيص سريع وإعط اء عالج ف وري ثم الع ودة للتعم ق
في الدراسة والتشخيص إلعطاء العالج النهائي المتكامل.
. 4يجب أن يقوم األخصائي بتوعية األسر المتضررة بكيفية التصرف في حالة األزمة.
.1اله دف العاج ل :وه و في حال ة ح دوث كارث ة يك ون مس اعدة األق ارب والج يران
المتضررين وتدبير مأوى ولو بصورة مؤقتة.
.2الهدف النهائي :وتسعى إلى تحقيقه عندما يسترد العميل توازن ه بعض الش يء نتيج ة
تحقيق الهدف العاجل ،كما تخف حدة الموقف ،ويصبح أكثر قابلية لالحتمال ،وتتالشى
األخطار التي كانت تهدد حياة العميل ،وبذلك تضعف المشاعر السلبية ويص بح العمي ل
أكثر كفاءة في التعام ل م ع الموق ف ،عن د ذل ك يس عى األخص ائي إلى تحقي ق اله دف
النهائي.
وتسعى خدمة الفرد في مواجهة المشكالت المترتبة على الكوارث لتحقيق األهداف اآلتية:
.1مساعدة الفرد على اكتساب الفهم ألزمته.
.2تفريغ المشاعر المرتبطة بموقف أزمته.
.3اكتشاف األسباب الحقيقية لألزمة الناتجة عن الكارثة.
.4استعادة التوازن وإعادة االنفتاح على العالم الخارجي.
تذكر ،عزيزي الطالب ،أن حدوث األزمات التي ينتج عنها كارثة تتسم بعوامل أربعة هي:
.1المفاجأة :أي وقوع الصدمة.
.2التهديد :أي أنها تمثل تهديدًا مباشرًا للقيم والحاجات.
.3السرعة :إذ تتولد عنها سلسلة من المواقف المتجددة الحادة.
.4الغموض :إذ إن عوامل المفاجأة والتهديد والسرعة ال تسمح غالب ًا ب إدراك جمي ع العوام ل المتش ابكة في المواق ف المتالحق ة
وخاصة إذا كانت ال تزال في الجانب المعتاد.
تدريب ()5
نشاط ()5
.13الخالصة
تتعرض الوحدة التالية إلى نماذج ألزمات حياتي ة من خالل ثالث ة أمثل ة أساس ية
وهي :اإلدمان بوصفه أهم األزمات المعاصرة ،والثاني اإلصابة بالس رطان ال ذي يع ّد من
األمراض التي تولد أزمة توقع الموت ،والثالث التعام ل م ع أزم ة وج ود طف ل مع اق في
األسرة.
.15إجابات التدريبات
تدريب ()1
أ -قلة الخبرة والتدريب.
ب -الجوانب النفسية والجسدية والعقلية للسائق والمشاة.
ج -سوء القيادة والسرعة الزائدة.
د -عدم إدراك المشاة لقواعد المرور.
تدريب ()2
أ -الضغوط النفسية على الطفل وتهديد الستقراره النفسي.
ب -فقدان الثقة بالنفس والشعور بالعجز.
ج -استجابات الكبار وتأثيرها في نفسية الطفل.
د -فقدان أشخاص مؤثرين في حياة الطفل النفسية واالجتماعية.
هـ -االكتئاب والقلق المرضي.
تدريب ()3
أ -ارتباط السلوك باألفكار والمعتقدات ،وإذا تعدلت الفكرة تعدل السلوك.
ب -البدء بالموقف الحالي ،وعدم الرجوع للماضي.
ج -االلتزام باألسس المهنية لخدمة الفرد.
د -استخالص األفكار وقياسها.
تدريب ()4
أ -الشعور بالصدمة.
ب -التفاعل مع اآلثار السلبية ومحاولة التوافق.
ج -العمل الفردي والجماعي للتغلب على اآلثار بواقعية.
تدريب ()5
أ -ظهور أزمات مختلفة لألسرة وأفرادها خاصة في مجال العمل والدراسة.
ب -مشكالت اجتماعية نتيجة لعدم توافر السكن المناسب.
ج -مشكالت نفسية نتيجة مواقف القلق والتوتر.
د -فقدان األمن ونقص في مستلزمات المعيشة.
.16مسرد المصطلحات
-الحادث الم روري :ه و الموق ف ال ذي يح دث في لحظ ات مع دودة ،ثم يتبع ه مجموع ة
وقائع وأحداث تؤثر في الفرد والبيئة.
-الس لوك المنطقي :يرتب ط ب التفكير المنطقي ،ويتس م بالواقعي ة والموض وعية ،ويمكن
تعلمه ،ويحقق الحماية الذاتية للفرد ويجنبه المشكالت.
-العالج المعرفي :هو نمط من التدخل المه ني ،يعتم د على الترك يز على الواق ع والعم ل
على تعديل األفكار وال دوافع ح تى يتع دل الس لوك من خالل تع ديل م دركات الف رد
وأهدافه.
-مفهوم الك وارث :حال ة م دمرة ح دثت نجم عنه ا أض رار مادي ة ومعنوي ة ،وهي تك ون
مفاجأة ومباشرة ،وخسائرها كبيرة ،وقد تك ون بيولوجي ة ،أو مناخي ة ،أو كوني ة،
أو صناعية.
-مفهوم السيول :شكل من أشكال الجريان المائي الناجمة عن أحد أنظم ة المط ر الناش ئ
عن أعاصير الزوابع في ظل ظروف معينة للضغط الجوي.
-مفهوم الزالزل :اضطرابات ناتجة عن انفجار بركاني أو تصدعات بالقشرة األرضية.
.17المراجع
1.1تمهيد
أرحب بك ،عزيزي الطالب ،في الوحدة الخامس ة من ه ذا المق رر ،وهي بعن وان
«نماذج ألزمات حياتية» والتي سوف نحصل من خاللها على معلومات توضح لك مفه وم
اإلدمان ،الذي يعّد من أهم األزمات المعاصرة ،وكيفي ة التعام ل المه ني م ع ه ذه األزم ة،
باإلضافة إلى موضوع اإلصابة بالسرطان كأحد األمراض ال تي تول د أزم ة توق ع الم وت.
وستجد في هذه الوحدة ما يعرفك كيفية التعامل مع أزمة وجود طفل معاق في األسرة.
2.1أهداف الوحدة
يتوق ع من ك ،عزي زي الط الب ،بع د دراس تك ه ذه الوح دة أن تكتس ب المع ارف
النظرية والتطبيقية والمهارية في الموضوعات اآلتية:
.1ظاهرة اإلدمان بوصفها أهم األزمات المعاصرة.
.2التفرقة بين االعتياد واالعتماد على المخدرات.
.3المراحل التي يتم من خاللها اإلدمان.
.4الخصائص المعاصرة لظاهرة اإلدمان.
.5ضعف الدفاعات االجتماعية في أزمة التعاطي.
.6التعامل المهني مع أزمة اإلدمان.
.7السرطان كأحد األمراض التي تولد األزمات الحياتية.
.8أنواع السرطان وخصائصه.
.9العوامل المسببة للسرطان والتعامل معها.
.10دور األخصائي المهني في التعامل مع أزمة قلق الموت.
.11أزمة وجود طفل معاق في األسرة.
.12أعراض الشلل الدماغي.
.13األسباب المتوقعة لإلصابة بالمرض.
.14التصنيفات المختلفة للشلل الدماغي.
.15خطوات حل المشكلة من منظور األزمة.
. 16تصميم برنامج التدخل المهني للتعامل مع أزمة تقبل الوالدين ألطفالهم المعاقين.
3.1أقسام الوحدة
تقسم هذه الوحدة إلى ثالثة أقسام رئيسة ترتبط بقائمة األهداف السابقة:
القسم األول :يتناول ظ اهرة اإلدم ان والتع اطي بوص فها من األزم ات ال تي يتع رض له ا
اإلنسان واألسرة والمجتمع.
القسم الثاني :يتناول السرطان كم رض ي ؤدي لح دوث العدي د من األزم ات خاص ة أزم ة
توقع الوفاة وما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية على المجتمع.
القسم الثالث :يعالج األزمات المرتبطة بوجود طفل معاق في األسرة ،وكيفية التعامل مع ه
بأساليب والدي ة متزن ة ،ومحاول ة تص ميم ب رامج إرش ادية من خالل نم وذج ح ل
المشكلة.
4.1القراءات المساعدة
توطئة
قد يتساءل بعض الناس لماذا يدمن اإلنسان؟ وكيف يتعرض لهذه األزمة على الرغم من علمه باألخطار المحيطة به؟
إن المتتبع للتراث النظري يجد العديد من الكتابات والدراسات عن األسباب المختلفة الدافع ة لإلدم ان ،ولكن س نحاول أن
نبدأ بمدخل آخر يعبر عن وجهة نظر بديهية تتعلق بمنهج اإلنسان وتحرك الم واد الكيمائي ة بين خالي اه ،وهي حقيق ة قائم ة على
فلسفة تكيف المخ ،وهي تحقيق أقصى قدر من اللذة وتقليل األلم ،ومن ثم فإن اإلنسان قد يلج أ تلقائي ًا أو ب وعي ،أو تحت ض غوط
معينة أو ظروف خاصة إلى بعض المواد التي تعينه على تحقيق الل ذة ،وفي ال وقت نفس ه تس اعده على زوال األلم ،أو ح تى تل ك
المواد التي يعتقد أنها تحقق ذلك.
إذن هناك مواد كيمائية حينما يتعاطاها اإلنسان تحدث له تأثيرا ما؛ فهي تدعم إحساس ه بالل ذة النفس ية بم ا تتض منه من
السعادة واالسترخاء واألمان والثقة حتى الزائفة منها ،أو أنها تبع ده عن اإلحس اس بالمس ؤولية واأللم ،وبه ذه الص فة ت ؤثر في
مشاعره وأفكاره ،وتكون ما يسمى التعزيز الذاتي ،مما يدفع اإلنسان إلى تك رار التع اطي ح تى يحص ل على الت أثير الطيب ،ولكي
يحدث له التأثير نفسه يجب زيادة الجرعة.
والمتتبع للحاالت األكثر إقباًال على اإلدمان يجد هناك أربعة أنماط من الشخصيات أكثر عرضة لإلدم ان وهي :الشخص ية
االكتئابية ،واالنطوائية ،والمكروبة ،والسيكوباتية.
يجب التفرق ة بين المخ درات ،Narcoticsوهي ال تي ت ؤثر في انتب اه اإلنس ان
ودرجة وعيه ويقظته ،وقد يصل إلى حد فقدان الوعي.
والمنش طات Stimulantsهي تزي د من درج ة ال وعي واإلحس اس بالنش اط
الزائد ،وعدم الشعور بالتعب .وفي كل األحيان يمكن أن يكون هذا اإلحس اس زائف ًا وغ ير
حقيقي.
ويؤدي التعاطي إلى االعتماد ،Prng Dependenceويرتبط بس وء اس تخدام
العق اقير ،وظه ور أع راض االنس حاب المؤلم ة نفس يًا وعض ويًا في حال ة التوق ف عن
التعاطي.
تدريب ()1
ح دد ثالث ة أنم اط من الشخص يات المعرض ة لإلدم ان م ع تحدي د النم ط األك ثر
عرضة لذلك:
أ....................................................................... -
ب....................................................................... -
ج....................................................................... -
النمط األكثر عرضة لإلدمان هو:
نشاط ()1
هناك من يخلط بين المخدرات والمنشطات .ن اقش ذل ك موض حًا ت أثير االنط واء
في تعاطي المخدرات.
2.2مراحل اإلدمان
المرحلة األولى:
هي المرة األولى أو الرغبة في التجربة ،ولعلها من أهم المراحل وأجدرها بالتأمل والفهم .إنها الخطوة األولى في طري ق
االعتماد (اإلدمان) .وتتكرر المرة تلو األخرى حتى تحدث األلف ة بين اإلنس ان والعق ار ،ويص بح أم رًا عادي ًا أن يلمس ه بي ده وأن
يتعاطاه بطريقة معينة.
والمرة األولى تأتي عادة من صديق أو زميل أو قريب ،في حفلة أو في رحلة أو في مستش فى .ويك ون اإلنس ان م دفوعًا
بالرغبة في التجربة وحب االستطالع ،أو مجاراة المجموعة ،أو يكون به ضعف ،أي أنه في حالة قلق أو وهم أو ألم.
المرحلة الثانية:
هي استمرار للمرحلة األولى ،ولكن مع مزيد من السلبية ومزيد من االستسالم ،حيث يقب ل ه ذا اإلنس ان بس هولة ويس ر
على التعاطي في أي مناسبة .وتأتي الدعوة عادة من أصدقاء يتعاطون بشكل منتظم ،وهؤالء دائمًا يرغبون ش عوريًا أوال ش عوريًا
في ضم متعاطين جدد ،فالمتعاطي بشكل منتظم يكره أن يجد إنسانًا يرفض التعاطي ،ويستعمل كل األساليب والحيل لدفعه للتعاطي.
المرحلة الثالثة:
هي االس تعمال المنتظم ،أي يب دأ الش خص في ت أمين احتياجات ه الخاص ة من العق ار واس تعماله بش كل منتظم ومس تمر،
ويساعده على ذلك سهولة الحصول على العقار وتوافره وإمكانياته المادية التي تسهل له األمر.
المرحلة الرابعة:
هي مرحلة اإلدمان (االعتماد) ،وهي الطريق إلى الضياع؛ فالتعاطي يصبح جزءًا أساسيًا في حياته ،وأي محاولة إلبع اده
عن العقار تواجه بمقاومة ..يتوقف اإلنسان في هذه المرحلة عن أش ياء كث يرة في حيات ه من أج ل أن يبقى مرتبط ًا بالعق ار ،وإذا
كان في موقف المفاضلة بين شراء طعام أو شراء العقار فإنه يشتري العقار بال تردد.
3.2األبعاد االجتماعية والثقافية لظاهرة تعاطي المخدرات كأحد أهم األزمات المعاصرة
الخصائص المعاصرة لظاهرة تعاطي المخدرات
صاحب ظهور المخدرات وانتشارها في المجتمع استنفار التفكير لتأمل هذه الظ اهرة من ناحي ة متغيراته ا ،وطبيعته ا أو
عناصرها ،ثم آثارها في الفرد واألسرة والمجتمع .بيد أننا إذا تأملنا تطور االهتمام العلمي بهذه الظاهرة فس وف نج د أن الظ اهرة
ذاتها قد انتابها قدر كبير من التغير في متغيراتها وطبيعتها .وفي هذا النطاق فإننا نعتقد أن ظاهرة تعاطي المخدرات المعاصرة ق د
تميزت ببعض الخصائص الرئيسة التي نعرض أبرزها فيما يأتي:
.1حضور بعد العالمية :نجد أن بعد العالمي ة أص بح من األبع اد الحاض رة في ظ اهرة تع اطي المخ درات المعاص رة ،ويتجلى ه ذا
الحضور للعالمية من خالل عدة مظاهر؛ يتمثل المظهر األول في زيادة اإلنتاج الع المي للمخ درات؛ فبع د أن ك انت دول المثلث
الذهبي هي الدول المنتجة للمخدرات ،أصبحت نسبة غالبة من دول العالم منتجة للمخ درات س واء أك انت طبيعي ة أم تخليقي ة.
ويتجلى بعد العالمية أيضًا في الدور الذي بدأت تلعبه تكنولوجيا االتصال والمواصالت في تسهيل انتشار المخدرات حاليًا ،فهي
صغيرة الحجم وسهلة النقل ،وهو ما يعني أن ظاهرة المخدرات القديمة كانت شأنًا قوميًا باألساس ،على خالف ذلك فأنن ا نج د
أن بعد العالمية من األبعاد الحاضرة في ظاهرة المخدرات المعاصرة.
.2سقوط حاجز النوع :يمكن تشبيه الظاهرة المعاصرة لتع اطي المخ درات ك النهر ال ذي يج رف أمام ه ك ل ش يء ،وهي في ذل ك
تختلف عن طبيعة ظ اهرة المخ درات ق ديما؛ ألن متغ ير الن وع ك ان ي ؤدي دورًا محوري ًا في الح د من ظ اهرة انتش ار تع اطي
المخدرات ،حيث كان التعاطي قديمًا ينتشر باألساس بين ال ذكور ،فق د ك ان المجتم ع أك ثر حماي ة لإلن اث ،وهي الحماي ة ال تي
تتجلى في التنشئة االجتماعية على أساس من القيم والعادات والتقاليد ،األمر الذي قل ل من ف رص مش اركة اإلن اث في ظ اهرة
تعاطي المخدرات .إال أننا نالحظ تغيرًا في ذلك المدة األخيرة بسبب موجة العولمة التي بدأت تخترق مجتمعاتنا وت ؤدي دوره ا
في الدفع باإلناث للمشاركة في تفاعالت المجتمع .ومنها الظواهر ذات الطبيعة السلبية ،ومن بين هذه الظواهر ظ اهرة تع اطي
المخدرات.
.3سقوط حاجز السن :يكشف المتأمل لظاهرة تعاطي المخدرات منذ خمسة عقود تقريبًا ،أن انتشارها كان بين كب ار الس ن ،حيث
كان التعاطي يؤدي دورًا ترفيهيًا لكبار السن الذين انتهوا من أداء أدوارهم االجتماعية ،هذا باإلضافة إلى انخفاض ع ددهم إلى
درجة أنهم كانوا معروفين في مجتمعاتهم المحلية ،فقد كان التعاطي يبدأ لديهم بع د س ن الخمس ين ،ف إذا افترض نا أن متوس ط
العمر حينئذ ستون عامًا ،فمعنى ذلك أن مدة استهالك المخدر سوف تكون عشر سنوات فقط ،على خالف ذل ك نج د أن تع اطي
المخدرات في السنوات األخيرة انتشر بين األطفال صغار السن ،حتى أن بعضهم بدأوا تعاطي المخدرات وهم في سن التاس عة،
وهذا يعني أن أمامهم ما يزيد على خمسين عامًا -إذا عاشوا -في استهالك المخدرات.
.4سقوط اإلرادة :تعد اإلرادة اإلنسانية العنصر الجوهري الذي يختل ف اإلنس ان على أساس ه عن الحي وان ،فبوس اطتها يس تطيع
اإلنسان التحكم في غرائزه ،ويعمل عقله في الموقف الذي يتفاعل في ه ،ومن ثم فانتف اء اإلرادة عن د اإلنس ان تع د مؤش رًا إلى
عجزه عن التحكم في غرائزه وسلوكه ،األمر الذي يهبط ب ه إلى المرحل ة الحيواني ة .وفي ه ذا اإلط ار ي ؤدي تع اطي اإلنس ان
بعض المواد المخدرة -إن لم يكن غالبها -إلى تعطيل اإلرادة اإلنس انية ،إن لم يتوق ف إعم ال العق ل .وفي ه ذا النط اق نج د أن
تعاطي اإلنسان بعض المواد المخدرة يؤدي بعد مدة من الزمن إلى إدمان هذه الم واد المخ درة ،وب ذلك نج د أن اإلنس ان ال ذي
كان يتعاطى هذه المواد للترفيه عن نفسه أو للهروب من بعض المشكالت أصبح يتحول إلى عب د له ا بع د إدمانه ا؛ ففي حال ة
اإلدمان يفقد اإلنسان عقله وإرادته ويصبح مستعدًا ألن يقدم أي شيء في سبيل الحصول على المخدر ،إض افة إلى أن المخ در
يدفعه إلى إرتكاب بعض السلوكيات اإلجرامية أو المنحرفة؛ كالسرقة للحصول على المخدر ،وقب ول الرش وة ،والتض حية بك ل
غال وثمين حتى يحصل على المخدر.
تدريب ()2
نشاط ()2
ما المراحل التي يمر بها اإلنسان ليصل إلى مرحلة اإلدمان؟
. 2تشكل األسرة الدفاع الثاني في مواجهة انتشار تعاطي المخدرات وإدمانها .وتؤدي األسرة هذا الدور بفاعلية إذا كانت مستقرة،
فيتم التفاعل في نطاقها وفق منظومة قيمية قوية تصبح مرجعية ثقافية لتنشئة أعضائها وفق قيم المجتمع .وتكون قادرة أيضًا
على إشباع حاجات أبنائها ،مما يدفعهم إلى االرتباط بها ،ومن ثم إلى االرتباط ب المجتمع .وفي ه ذه الحال ة فإنه ا تش كل درع ًا
تقي أبناءها من تعاطي المخدرات.
أما إذا كانت األسرة مفككة أو ع اجزة عن إش باع الحاج ات األساس ية ألبنائه ا ،أو أن
منظومتها القيمي ة منه ارة بس بب انهي ار قيم المجتم ع ذاته ا ،أو أن أح د األب وين ق د
انصرف عن األدوار التي ينبغي أن يقوم بها في األس رة ،أو أن األس رة وقعت فريس ة
للظ روف االقتص ادية الص عبة ،في ه ذه الحال ة تعج ز األس رة عن احتض ان أبنائه ا
وحمايتهم من تعاطي المخدرات وإدمانها.
.3تشكل المدرسة المؤسسة االجتماعي ة ال تي ك ان من الممكن أن ت ؤدي دورًا في الح د من انتش ار المخ درات ،بوص فها الق دوة
السوية للطلبة ،وأيضًا تقوم بتربيتهم وتنشئتهم اجتماعيًا وفقًا لقيم المواطنة السوية أو السليمة.
غير أنن ا إذا تأملن ا أوض اع المدرس ة كمؤسس ة اجتماعي ة يمكن أن تش كل دفاع ًا في
مواجهة انتشار المخدرات فإننا نجد أن المدرسة تعاني بعض المش كالت ال تي تعوقه ا
عن أداء هذا الدور ،ومن هذه المشكالت تالشي الق دوة أو على األق ل تقلص فاعليته ا
بس بب انتش ار ال دروس الخصوص ية ،ال تي تخل ع عن العملي ة التعليمي ة مثاليته ا
وقداستها ،وبس ببها تس قط الق دوة .يض اف إلى ذل ك أن المدرس ة اخ تزلت إلى ح دود
وظيفتها التعليمي ة دون التربوي ة بس بب كثاف ة الفص ل الدراس ي من ناحي ة ،وبس بب
انخف اض س اعات الي وم المدرس ي من ناحي ة ثاني ة ،إلى ج انب أن المدرس ة ،بس بب
غياب المنظومة القيمية القوية والقادرة على تنظيم التفاعل االجتماعي ،تش كل تجمع ًا
طالبيًا متجانسًا ييسر عدوى انتشار تعاطي المخ درات وإدمانه ا ،خاص ة إذا تقاعس ت
إدارة المدرسة عن المراقبة القوية ،والتوعية المقنع ة بمخ اطر تع اطي المخ درات أو
إدمانها.
.4تشكل المؤسسة الدينية أحد الدفاعات األساس ية في مواجه ة انتش ار تع اطي المخ درات أو إدمانه ا ،ويتحق ق ذل ك في مجتم ع
العواطف والمشاعر الدينية ،والتي تمتلك قدرًا من القوة ،يمكن االستعانة به لتأسيس مواجهة فاعلة لمشكلة تعاطي المخدرات
وإدمانها.
غير أن الخطاب الديني عادة ما ينفصل عن مشكالت المجتم ع هارب ًا إلى تردي د أفك ار
نمطية؛ ك الترغيب في الجن ة وال ترهيب من الن ار ،وفي ه ذه الحال ة ،نج د المؤسس ة
الدينية (مسجدًا أو كنيسة) ال تؤدي دوره ا في المواجه ة ،وفي نط اق ذل ك يجب على
المؤسسة الدينية أن تطور أداء خطابها الديني في مواجهة مشكلة المخدرات.
.5يمكن أن تؤدي تنظيمات المجتمع المدني دورًا محوريًا في مواجه ة مش كلة تع اطي المخ درات وإدمانه ا ،وذل ك يرج ع إلى أن
تنظيمات المجتم ع الم دني ،وبخاص ة المنظم ات غ ير الحكومي ة ،تعم ل من خالل البش ر وبهم ،فهي ليس ت تنظيم ات علوي ة،
ولكنها تنظيمات تبدأ من القاع ،وتسعى إلى استنفاد قدرات البشر من أجل المواجهة.
تدريب ()3
نشاط ()3
توطئة:
السرطان ليس مرضًا واحدًا كما كان معتقدًا ،بل إنه مئات من األمراض التي تتشابه في خواصها البيولوجية ،لكن تختلف
في مسبباتها ونوعياتها وطرق عالجها.
إن الجينات المسببة للسرطانات تعرف باسم «أونكوجينز» ،وهي فرع من الجينات المسيطرة على النمو الع ادي للجس م،
ولسبب غير معلوم إلى اآلن فإنها تنشط وتنتج بروتينات تسبب نمو الخاليا بطريقة شاذة.
والخاليا السرطانية عكس الخاليا الطبيعية؛ فالخاليا الطبيعية لها وظيف ة مح ددة
تؤديها بالتنسيق مع الخالي ا األخ رى ،أم ا الخالي ا الس رطانية فإنه ا تنم و بال ه دف ،وال
تؤدي وظيفة نافعة ،بل إنها تدمر الخاليا الطبيعية .وإذا لم يتم السيطرة على ه ذه الخالي ا
فور ظهورها فإنها تنتشر وتمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
عزيزي الطالب ،تذكر :أن الذي يشرب الكحوليات ،وي دخن ،يزي د خط ر إص ابته
خمس عشرة مرة عن الذي ال يشرب الكحول وال يدخن.
.3الطعام:
أثبتت الدراسات أن هناك عاملين بالنسبة للطعام ومرض السرطان:
األول :نوعية الطعام وكميته.
الثاني :مدى تلوث الطعام بالعديد من المواد المسببة للسرطان.
.4نوعية العمل:
ينتج سرطان الكبد من التعرض لمادتي الزرنيخ وكلوريد الفنيل المستخدمتين في مجال صناعة البالستك والمعادن.
ينتشر سرطان التجويف الفمي بين العمال الذين يتعرضون لمعدني الكروم والنيكل ،واألخشاب والجلود ،فهذه المواد ت دخل في
صناعة الزجاج والصيني والبطاريات وتنكيل المعادن ،وفي مجال األحذية والصناعات الخشبية.
ينتج سرطان الرئة من التعرض للزرنيخ ،واألسبيستوس ،والكروم ،والفحم ،والبترول ،والنيكل ،والمواد المشعة.
يك ثر س رطان المثان ة بين المش تغلين في مج ال إنت اج الفحم ومكونات ه ،وك ذا بين الع املين في مج ال الص باغة ،والمط اط،
وصناعة األحذية الجلدية ،وصناعة األنسجة ،ورصف الطرق.
.5تلوث الهواء:
يوجد بالبيئة مصادر عديدة تساهم في تلوث الهواء وأهمها:
عادمات السيارات.
التدخين.
نواتج احتراق الطاقة المستخدمة في تشغيل المصانع ،والمتمثلة في مداخن المصانع.
واستجابة الخوف لدى مريض السرطان ترتبط بفكرته عن المرض ،وعدم توق ع
الشفاء ،ومن ثم رفض تناول الدواء واالعتقاد بعدم جدواه ،األم ر ال ذي ي ؤدي إلى خفض
المناعة وانتشار المرض.
ويتعرض م ريض الس رطان للقل ق؛ وه و حال ة انفعالي ة س لبية ح ول موض وع
الموت كحالة من الفهم الغامض.
كما يتعرض للخوف ،وهو أكثر موضوعية ،ألنه يرتبط بتهديدات مادي ة مباش رة
النتشار المرض وعدم جدوى العالج.
تدريب ()4
نشاط ()4
.1هناك من يعتقد وجود عالق ة بين التل وث واإلص ابة بالس رطان .ن اقش ذل ك ب التطبيق
على نوعية الطعام وتلوث الهواء.
.2تؤدي اإلصابة بالسرطان إلى حدوث أزمة توقع الموت .فم ا المف اهيم ال تي يت أثر به ا
المريض؟
. 3ما دور األخصائي من منظور المدخل الروحاني للتعامل مع أزمة اإلصابة بالسرطان؟
توطئة:
يمثل موضوع التعامل م ع المع اقين قض ية محوري ة للعدي د من التخصص ات والمهن ارتباط ًا بتط ور األس اليب الخاص ة
باكتشاف اإلعاقة وتشخيصها والتعامل معها ،وذلك ألن مشكلة اإلعاقة ال تؤثر في المعاق فحسب ،وإنما تتعدى آثارها لألسرة ككل
بل والمجتمع.
واختلفت النظرة للمعاقين وتطورت من كونهم فئة من العجزة إلى كونهم طاقات قادرة ،إن أحسن إع دادها ،على التواف ق
مع المجتمع .وتتعدد أنواع اإلعاقات وتختلف في درجاتها ،وقدرات المعاقين ،والقابلية للتعديل والتوافق.
وتؤثر األسرة في تنشئة المعاق ،خاصة الوالدين ،حيث تحدد طرق التعام ل م ع المع اق فكرت ه عن نفس ه وقدرات ه ،فق د
يرى الطفل نفسه محبوبًا مرغوبًا ،أو منبوذًا غير مرغوب فيه ،فينشأ راضيًا عن نفسه أو نافرًا منها.
فالطفل المعاق كسائر األطفال األسوياء يت أثر باتجاه ات الوال دين نح وه ،ووفق ًا
له ذه االتجاه ات ق د ينم و اعتمادي ًا ،أو ع دوانيًا ،أو منس حبًا .وترتب ط ه ذه االتجاه ات
بالتوقعات الوالدية للطفل منذ الوالدة ،وال تي تتض من أن يك ون الطف ل ق ادرًا على تج اوز
مستوى الوالدين في اإلنجازات ،ومثل هذه التوقعات تب دو متناقض ة م ع الواق ع في حال ة
الطفل المعاق ،وهذه التوقعات ليست مصاحبة للوالدين قبل ال والدة فق ط وإنم ا تص احبهم
في مراحل النمو كافة ،ومن ثم فإن اإلعاقة تسبب انحرافًا في توقع ات الوال دين ،ويتبعه ا
استجابات انفعالية مختلفة بين الرفض والنبذ أو الحماية الزائدة ،كم ا ق د يحم ل الوال دان
مسؤولية اإلعاقة للطرف اآلخر ،فتتولد مشاعر اإلحساس بالذنب ،أو ع دم الرض ا ب األمر
الواقع ،مما يؤثر في تقبل األسرة للطفل المعاق.
عزيزي الطالب ،إن الشلل الدماغي إعاقة جسدية تنتج من تلف خاليا المخ سواء ألسباب وراثية ،أو في أثناء الوالدة ،أو
اإلصابة في السنوات األولى .وتتوقف األعراض التي تتبعها اإلصابة على شدة الج زء الت الف من المخ ونوع ه ،إال أن ه غالب ًا م ا
يظهر في هيئة ليونة أو تصلب العضالت ،وتأخر في تماسك جسم الطفل ،إضافة إلى الحركات الالإرادية .والطفل المص اب بالش لل
الدماغي قد ال تبدو عليه مظاهر اإلعاقة ظاهريًا خاصة في المرحلة األولى من العمر ،وهو ما يسبب تناقضًا في توقع ات الوال دين
مع التشخيص الطبي بعد ذل ك ،فيق اوم الوال دان تقب ل اإلص ابة مم ا ي ؤثر في ت أخر عملي ات التأهي ل واإلع داد ،خاص ة أن الش لل
الدماغي لم يكتشف له عالج إلى اآلن.
عزيزي الطالب ،أشارت اإلحصاءات إلى أن عدد المصابين بهذا المرض يتزايد في مختلف دول الع الم خاص ة م ع تط ور
عمليات التشخيص ،فهناك مثًال أكثر من مليون طفل مصاب في الواليات المتحدة األمريكي ة ،وال توج د إحص اءات دقيق ة في دول
العالم ،إال أن العدد قد يرتفع إلى 25%من المعاقين في دول العالم الثالث .ويعاني الطفل المصاب بالشلل ال دماغي ع دم الس يطرة
على الحركات في األطراف ،Athetoid, cp, dysasthriaأو رجفة يصعب السيطرة عليها Athetoid or Dyskienekic
.Cerebal Plasy
كم ا أش ارت دراس ة مرك ز رعاي ة المص ابين بالش لل ال دماغي Nindsإلى أن
الطريقة الوحيدة للتغلب على الشلل ال دماغي ه و تجنب ه ،واألس لوب المالئم للتعام ل م ع
المصابين هو التأهيل من خالل األسرة والمؤسسات المتخصصة.
ويحتاج الوالدان للتوجيه في كيفية معاملة األبن اء المص ابين ،والتواف ق م ع الوض ع الق ائم؛ فالطف ل يحت اج إلى معاون ة
الوالدين ،والوالدان بحاجة إلى معاونة ،ويتساءل الوالدان دائمًا :هل سيكون الطفل طبيعيًا؟ وما قدراته الحالية والمستقبلية؟ ومن
خالل اإلجابات الواقعية التي تنخفض بتوقعات الوالدين تج اه االبن ت زداد ص عوبة تقب ل الوض ع الح الي ،وينعكس ذل ك على تقب ل
األبناء وبالعكس.
إن تفهم الوالدين لحقيق ة اإلعاق ة يمه د الطري ق لتقب ل الطف ل إلعاقت ه ،ومن ثم
الوص ول إلى أرقى درج ة من التأهي ل وفق ًا لقدرات ه .وإن رعاي ة المؤسس ة وح دها ال
تستطيع أن تعد الطفل المصاب بالشلل الدماغي ،ألن ه يحت اج إلى تنب ه الوال دين لحركات ه
وتعديلها كلما دعت الحاجة إلى ذلك ،وهي عملية شاقة على الوالدين خاصة م ع ض رورة
استمرارها.
ويجب التنسيق في رعاي ة المص ابين بالش لل ال دماغي بين رعاي ة المؤسس ة والرعاي ة المنزلي ة؛ لمحاول ة التغلب على
القصور الوظيفي لقدرات الطفل المصاب Functional Limitation؛ ألن الطفل المصاب بالش لل ال دماغي يحت اج إلى رعاي ة
تكميلية Residual Welfareإضافة إلى الرعاي ة المنزلي ة ،Home Careوالرعاي ة الالحق ة After Careفال غ نى عن
مساعدة الوالدين ومتابعتهما ألطفالهم المصابين ،وإن كان الرفض واإلنكار هو رد فعل طبيعي للوالدين.
وتتعاون الخدمة االجتماعية عامة ،وخدمة الفرد على وجه الخصوص ،م ع العدي د من التخصص ات األخ رى في التعام ل
مع مشكالت المعاقين ،والتي تتمثل في ما يخص المعاق نفسه ،وأسرته .إن لطريق ة خدم ة الف رد دورًا يع دل االتجاه ات الوالدي ة
السالبة لألمهات نحو اإلعاقة.
إن المعاقين غالبًا ما تك ون ق دراتهم أق ل إدراك ًا من اٍأل س وياء إال أن لهم س مات
األسوياء ،وإن عزل المعاقين في المؤسسات وداخ ل األس ر ال تي تهملهم وتف رض عليهم
قيودًا ينعكس على أساليب المعاملة ،وبالتالي على تنمي ة مه اراتهم .إن تخفي ف الض غوط
ل دى األمه ات الالتي ل ديهن أطف ال مع اقين عقلي ًا يس اهم في زي ادة ق درات الطف ل على
التوافق ،ويساهم في تعديل االتجاهات الوالدية السالبة لمتعددي اإلعاق ة ،وه ذا من ش أنه
أن يؤثر في فكرة المعاق عن نفسه ،ودوره في األسرة والمجتمع.
3.4دور األخصائي االجتماعي في التعامل مع تقبل الوالدين ألزمة وجود طفل معاق بالشلل
الدماغي
تتن وع اس تجابات األس رة خاص ة الوال دين لوج ود طف ل مع اق م ا بين ال رفض واإلهم ال ،أو الحماي ة الزائ دة والع زل
االجتماعي ،وفي الحالتين فإنها استجابات سلبية ،تتوقف على العديد من العوام ل منه ا م ا ه و مرتب ط بدرج ة اإلعاق ة ونوعه ا،
وسلوكيات الطفل ،وسنه ،واستجاباته للتأهيل ،وكذلك عدد أفراد األسرة ومس تواها :االقتص ادي ،والثق افي ،والتعليمي ،والس ياق
المجتمعي العام المتمثل في نظرة المجتمع للفئات الخاصة.
وهناك العديد من المداخل العالجية التي يمكن لألخصائي أن يمارسها لتحسين قدرات الوالدين لتقبل الطفل المع اق إال أن
من أنسب االتجاهات والنماذج نموذج حل المشكلة.
خطوات حل المشكلة:
.1مرحلة البداية:
وهي مرحلة بناء العالق ة المهني ة في إط ار مؤسس ي ،ومرحل ة تفهم للموق ف وتوض يح المش كلة وتجزئته ا إلى أج زاء
صغيرة.
.2مرحلة الوسط:
وهي مرحلة تقدير الموقف ،وتفسير العوامل المؤثرة ،وتحدي د أس باب عج ز العمي ل عن ح ل المش كلة ،وتحدي د أه داف
العمل.
.3مرحلة النهاية:
وهي امتداد للمراحل السابقة يتم بوساطتها مساعدة العميل على تأكيد إيجابيته لحل المشكلة ،وإيجاد الدافعية ،واس تخدام
قدراته ،وتحقيق األهداف ،واالنفصال المهني.
.4مرحلة المتابعة:
4.4برنامج التدخل المهني من منظور نموذج حل المشكلة للتعامل مع أزمة تقبل الوالدين
ألطفالهم المصابين بالشلل الدماغي
أوًال :المنطلقات النظرية للبرنامج:
.1عجز العميل عن مواجهة المواقف بفاعلية قد يرجع إلى:
.2نقص الدافعية لحل المشكلة.
.3عدم توافر اإلمكانيات لحل المشكلة.
.4عدم إتاحة الفرصة «الزمن» لحل المشكلة.
. 5المشكلة حلقة في سلسلة من الحلقات ،ومن ثم يمكن تجزئتها لمواجهتها.
. 6تفاعل األخصائي مع العميل وأطراف الموقف أساس لمواجهة الموقف.
. 7العالقة المهنية أساسية للتأثير في أفكار العميل وإيجاد الدافعية للعمل المهني والتغيير.
. 8تدريب العميل على كيفية تناول الموقف ودراسته ،والتخطيط للعمل أساس عملية المساعدة.
. 9انتقال الخبرات من األخصائي إلى العميل وتوظيفها يساهم في نجاح التدخل المهني.
. 10يجب أن يشعر العميل بالتغيير وتحقيق جزء من أهدافه العاجلة لالستمرار بدافعية في العمل المهني.
. 11مراعاة مخاوف العميل وما ينتابه من قلق ،والتعامل مع هذه المخاوف يساهم في تكوين العالقة المهنية.
. 12استثمار عنصر الزمن ،والميل إلى التدخل السريع -العالج القصير يتناسب مع طبيعة االتجاه.
ثانيًا :أهداف البرنامج:
.1تعرف واقع معاملة الوالدين ألطفالهم المصابين بالشلل الدماغي.
.2تزويد الوالدين بالمعلومات والمعارف النظرية المرتبطة بالمرض.
.3تزويد الوالدين بطرق التعامل مع أطفالهم المصابين بالمرض.
. 4تعديل أفكارهم وبالتالي انفعاالتهم وسلوكهم نحو أطفالهم المصابين بالمرض.
.5تحسين تقبل الوالدين ألطفالهم المصابين بالمرض.
تدريب ()5
يحتاج الطفل المعاق إلى رعاية متكاملة ،حدد أنماط هذه الرعاية:
أ....................................................................... -
ب....................................................................... -
ج....................................................................... -
د....................................................................... -
نشاط ()5
.5الخالصة
تعرضنا في هذه الوحدة لشرح ظاهرة االدمان كأهم األزم ات المعاص رة ،وك ذلك
إلى االصابة بالسرطان كأحد األمراض التي تولد أزمة الموت ،والقين ا الض وء على أزم ة
وجود طف ل مع اق في األس رة (الش لل ال دماغي نموذج ًا) .حيث يع ّد الش لل ال دماغي من
اإلعاق ة الناتج ة عن تل ف في بعض أج زاء المخ ،وال ت ؤثر غالب ًا في المظه ر الخ ارجي
للطفل في سنوات حيات ه األولى ،فيتوق ع الوال دان أن الطف ل غ ير مع اق ،وحين اكتش اف
اإلعاقة تتولد مشاعر متناقضة لدى الوالدين نتيج ة الختالف توقعاتهم ا عن الواق ع ،مم ا
يتبعه رفض لهذا الواقع وعدم تقبل الحقيقة ،وينعكس ذلك على تقبلهم ا للطف ل المص اب،
خاصة أن الرعاية س تكون مالزم ة للطف ل في الم نزل والمؤسس ة .وم ع فاعلي ة الت دخل
المهني للخدمة االجتماعية عامة وخدمة الفرد خاصة فإن التدخل لتحس ين تقب ل الوال دين
للطفل المعاق من شأنه مساعدة الوالدين على تعديل توقعاتهما نحو الطفل ،وينعكس ذل ك
على استقرار الرعاية المقدمة للطفل المصاب ،ويمثل الواقع مشكلة لدى الوال دين تحت اج
لتع اون تخصص ات مختلف ة ،وفري ق عم ل يتض من األخص ائي االجتم اعي ال ذي يح اول
تطبيق المعارف النظرية المالئمة مع طبيعة الموقف.
تتناول الوحدة الدراسية السادس ة وهي بعن وان «أزم ة النم و» جانب ًا مهم ًا من
جوانب النمو وهي األزمات المرتبطة بكل مرحلة من مراح ل النم و وك ذلك العوام ل ال تي
تؤثر في النمو باإلضافة إلى مراحل النمو المختلفة.
.7إجابات التدريبات
تدريب ()1
الشخصية ج- ب -الشخصية االكتئابية. أ -الشخصية االنطوائية.
السيكوباتية.
النمط األكثر عرضة لإلدمان هو الشخصية ضد االجتماعية (السيكوباتية).
تدريب ()2
أ -حضور ما بعد العالمية في زيادة اإلنتاج وتسهيل انتشاره.
ب -سقوط حاجز النوع فلم يعد هناك فرق بين الذكور واإلناث.
ج -سقوط حاجز السن فكل الفئات أصبحت معرضة للمخدرات.
د -سقوط اإلدارة نظرًا لضغوط الحياة اليومية.
تدريب ()3
.1تطهير الجسم من السموم وتحريره كيميائيًا من االعتماد على العقاقير.
.2عملية التأهيل وإعادة الصياغة النفسية للمدمن.
.3عمليات المتابعة الميدانية للتأكد من ممارسة األدوار الطبيعية.
.4تغيير الظروف البيئية المحيطة بالشخص المدمن.
.5تق ديم خ دمات مباش رة مادي ة للم دمن وأس رته ،إض افة إلى الخ دمات النفس ية
واالجتماعية.
تدريب ()4
.1العوامل البيولوجية وتتكون من:
ب -استعداد بين أفراد العائلة الواحدة. أ -أمراض وراثية وخلقية.
ج -نقص كفاءة الجهاز المناعي.
د -اإلصابة ببعض األمراض التي لها آثار تساهم في ظهور المرض.
.2العوامل البيئية وتتكون من:
ب -نوعية الطعام. أ -التدخين والمشروبات الكحولية.
د -تلوث الهواء. ج -نوعية العمل.
تدريب ()5
ب -الرعاية المؤسسية. أ -الرعاية المنزلية.
د -الرعاية الالحقة. ج -الرعاية التكميلية.
.8مسرد المصطلحات
-تكيف المخ :تحقيق أقصى قدر ممكن من اللذة وتقليل األلم ،ويلج أ اإلنس ان إلي ه تلقائي ًا
أو بوعي أو تحت ضغوط ،وتحقق بعض الموارد الكيميائية هذا الشعور.
-الشخص ية االكتئابي ة :Depressive Personalityيمي ل اإلنس ان إلى اإلحس اس
بالحزن ،ويفتقد الرغبة والحماس ،باإلضافة إلى هبوط المعنويات.
-الشخصية االنطوائية :Schizoid Personalityيميل اإلنسان إلى االنطواء والعزلة،
ويهرب من التجمعات البشرية ،وال يعبر عن رأيه.
Social ”Pathetic Pasgcho يكوباتية “Pathetic ية الس -الشخص
:Personalityوهي شخص ية عنيف ة عدواني ة ،وص احبها دائم التح دي ،ي ؤذي
اآلخرين ويحقق ما يريد بأي ثمن.
-الشخصية المتوترة :Stressed Personalityوهو دائم القل ق والت وتر وفي عجل ة
من أمره ،يرهق نفسه دائمًا ،وهو سهل االستثارة واالندفاع.
-عملية المساعدة :Assistanceهو نم وذج للت دخل المه ني يرتب ط بخط وات إجرائي ة
وهي :تحديد المشكلة ،وتحليل الموق ف الح الي ،وتحدي د أه داف الت دخل المه ني،
واختيار أساليب التدخل واستخدامها ،والتقويم.
-المخدرات :Narcoticsتؤثر في االنتباه ودرجة الوعي ،وتصل إلى حد فقدان الوعي.
-المنشطات :Stimulantsتزيد من درجة ال وعي واإلحس اس بالنش اط ح تى وإن ك ان
اإلحساس غير حقيقي (زائف).
.9المراجع
: المراجع األجنبية-ب
1. Kastembaun, R.: The Psychology of death N.Y, 1972.
2. Rheingold. J.: The Mother Anxiety and death Boston. 1967.
3. Wilson, E: Parental attitudes inlouen feld, The blind press. School
Child, American Foundation, N.Y. 1977. P. 5.
4. Petterson and Garner, a.: Spastic quadriplegia in Weston Australia
Pedigrees and Family Patterns of birth weight and gestational age,
Developmental Medicine and Child Neurology March 1993, Volume
35 (3). PP. 202- 215
5. Unicef: the disabled Child: Anew Approach to prevention and
Rehabilitation, Assignment children Journal- 1995.
.1المقدمة
1.1تمهيد
أرحب بك ،عزيزي الطالب ،في الوحدة السادسة من هذا المقرر وال تي س نتناول
فيها جانبا مهمًا من جوانب النمو ،وه و األزم ات المرتبط ة بمراح ل النم و ،حيث يواج ه
اإلنسان في مختلف مراحل نموه أزمات متعددة ،تختلف باختالف مراحل النم و من ج انب
والف روق الفردي ة بين األف راد من ج انب آخ ر .م ع مراع اة ص عوبة التح دث عن جمي ع
األزمات التي يتعرض لها اإلنسان في مراحل العمر المختلفة ،ل ذلك س نتعرض ألك ثر تل ك
األزمات شيوعًا وانتشارا وتأثرًا من جانب األفراد.
وس وف نع رض ل ك ،عزي زي الط الب ك ل مرحل ة من مراح ل النم و ،ثم يعقبه ا
األزمات التي ترتبط بتلك المرحلة ،وكذلك أمثلة توضيحية.
2.1أهداف الوحدة
يتوق ع من ك ،عزي زي الط الب ،بع د فراغ ك وانتهائ ك من دراس ة ه ذه الوح دة،
واإلجابة عن أسئلة التدريبات والتقويم الذاتي أن تصبح قادرًا على أن:
.1تعرف المقصود بكلمة النمو.
.2تعرف مكونات النمو المختلفة والمقصود بكل مكون.
. 3تعرف بدقة العوامل المؤثرة في النمو ،وأكثر تلك العوامل تأثيرًا.
.4تحدد مراحل النمو المختلفة تحديدًا دقيقًا.
.5تكون قادرًا على تحديد األزمات التي تواجه مرحلة الطفولة.
.6تعرف األزمات المرتبطة بمرحلة المراهقة.
.7تبين األزمات المرتبطة بمرحلة الشباب.
.8توضح ماهية األزمات التي تواجه مرحلة النضج.
.9تكون تلك القدرة على معرفة األزمات التي تواجه المسنين أو الشيوخ.
3.1أقسام الوحدة
عزي زي الط الب ،تش تمل ه ذه الوح دة على تس عة أقس ام رئيس ة تغطي جمي ع
األهداف سابقة الذكر ،وهذه األقسام هي:
القسم األول :معنى النمو .ويحقق هذا القسم الهدف األول.
القسم الثاني :مكونات النمو .ويحقق هذا القسم الهدف الثاني.
القسم الثالث :العوامل الم ؤثرة في النم و :الوراث ة ،والبيئ ة ،والغ ذاء ،والغ دد ،والنض ج
والتعلم .ودراسة هذا القسم تحقق الهدف الثالث.
القسم الرابع :تحديد مراحل النمو المختلفة ودراسة هذا القسم تحقق الهدف الرابع.
القسم الخامس :مرحلة الطفولة :تقسيمها وتحديد مراحلها ،تحديد األزمات المرتبطة بك ل
مرحلة منها .ودراسة هذا القسم تحقق الهدف الخامس.
القسم السادس :المراهقة :تعريفها ،وتقسيم مراحلها ،وأسباب أزمات المراهقة ،وأزم ات
المراهقة .ودراسة هذا القسم تحقق الهدف السادس.
القسم السابع :مرحلة الشباب :تعريفها ،واألزمات التي يتعرض لها الشباب .ودراسة هذا
القسم تحقق الهدف السابع.
القسم الثامن :النضج :تعريف مرحلة النضج ،وأكثر األزم ات ال تي تواج ه تل ك المرحل ة.
ودراسة هذا القسم تحقق الهدف الثامن.
القسم التاس ع :الش يخوخة :تعريفه ا ،والنظري ات المفس رة للش يخوخة ،واألزم ات ال تي
تواجه المسن أو الشيخ .ودراسة هذا القسم تحقق الهدف التاسع.
4.1القراءات المساعدة
تحت اج ،عزي زي الط الب ،إلى مزي د من االطالع؛ لتع رف العدي د من األزم ات
المختلفة التي يتعرض لها اإلنسان في مراحل العمر المختلفة ،وتأثيرها في شخصيته .لذا
يتوجب عليك االطالع على القراءات اآلتية:
.1أحمد عزت راجح ( ،)1979أصول علم النفس ،القاهرة ،دار المعارف ،ط.12
.2حامد عبد السالم زهران ،علم نفس النمو الطفولة والمراهقة ،القاهرة ،عالم الكتب.
.2معنى النمو
النمو Developmentهو السلسلة المتتابعة من المتغيرات التي تحدث في شكل نسق منتظم ومترابط .كما يع ني النم و
تلك العملية التي تتكامل فيها التغيرات الفسيولوجية والعمليات النفس ية المرتبط ة بتل ك التغ يرات ،وذل ك بطريق ة تيس ر للف رد أن
يتمكن من بيئته ومن التفاعل مع مثيراتها (عبد الرحمن ،1997ص .)241 :ويعرف النمو أيضًا على أنه:
تغيرات كمية في الحجم والبناء ،فالطفل ال يكبر جس ميًا فق ط ،ب ل ي زداد الحجم والبن اء ال داخلي لألعض اء الداخلي ة والمخ أيض ًا،
وكنتيجة لنمو المخ يصبح الطفل أكثر قدرة على التعلم والتذكر والفهم ،فهو ينمو عقليًُا كما ينمو جسميًا.
(محمد ورفيقه ،1989 ،ص)84 تغيرات كيفية ،قد نشير إليها على أنها سلسلة منتظمة مترابطة من التغيرات التقدمية.
فالنمو يقصد به تغيرات كمية من ناحية الطول والعرض والحجم ،ومن الممكن مالحظة ذلك على نم و األطف ال ،والكيفي ة
يقصد بها المضمون والعمليات العقلية.
وكلمة «تقدمي» تعني أن التغيرات تتجه لألمام وليس للخلف .وكلمة منظمة مترابطة تعني وج ود عالق ة مح ددة بين ك ل
مرحلة والمراحل السابقة والالحقة بها ،وكما يقول «أندر سون» “ :”.Anderson, Jالنمو ليس مجرد إضافة أطوال إلى الط ول
أو قدرة إلى قدرة ،بل هو عملية معقدة تهدف إلى تك ييف البن اء الجس مي ألدوار ووظيف ة معين ة .بس بب ه ذا التكام ل بين البن اء
الجسمي ووظائفه فإن كل تغير يعتمد على ما سبقه -وهو بدوره يؤثر في ما يليه» .وق د أوض ح «نيوج ارتن» “Neygarten, B.
”Lأن التغيرات الكيفية في النمو تؤثر في الشخص كلما زاد نموه ،فيقول «يتغير الناس سواء إلى األحسن أو إلى األسوء كنتيجة
لتراكم الخبرة ،حيث تترك األحداث آثارها في الكائن».
ويختلف األفراد في قدرتهم على تجريد آثار هذه الخبرات ،ثم بناء معايير أكثر دقة لتفسير األحداث الجديدة.
كما أن التنظيم العقلي ال ينمو فيصبح كبيرًا فقط ،ولكنه يزداد تنظيمًا عبر الزمن أيضًا.
وال يتميز البالغون بأنهم أكثر تعقيدًا عن األطفال بل أنهم يختلفون بعضهم عن بعض أيضًا ،ويزداد االختالف كلما اتجهوا
من الشباب إلى األعمار الكبيرة.
(محمد جميل ورفيقة ،1989 ،ص)84
كما يعرف النمو أيضًا على أنه سلسلة من التغيرات التي تحدث بطريقة مرتب ة ومتوقع ة كنتيج ة للنض ج والخ برة ،وه و
ليس مجرد إضافات أو تحسينات ولكنه عملية معقدة من تكامل عديد من التركيبات والوظائف.
ويأخذ النمو طريقة لعمليتين متزامنتين ومتناقضتين في الوقت نفس ه هم ا :البن اء ،واله دم ،ب دءًا من لحظ ة الحم ل إلى
لحظة الوفاة ،ولكن في السنوات األولى يكون البناء هو الغالب بالرغم من حدوث الهدم مع ه من البداي ة ،وبع د الوص ول إلى قم ة
(محمود ،1991 ،ص)25 النضج تنعكس اآلية فتصبح الغلبة للهدم بالرغم من استمرار النمو معه ،ويتبعه الهدم والضمور والضعف.
والنمو لغة هو الزيادة ،حيث جاء في لسان العرب البن منظور« :نمى – ينمى -نميًا -ونماًء ،وقالوا ينمو نموًا بمعنى زاد
وكثر ،وأنميت الشيء ونميته جعلته ناميًا ( .»)215وفي المعجم الوسيط (« )1956 :1973أنما الشيء نماًء ،بمع نى زاد وك ثر،
(محمود ،1992ص)31 : ويقال نما الزرع ونما الولد».
ويعرف «فؤاد البهي السيد» النمو بأنه سلسلة متتابعة ومتماسكة من تغيرات تهدف إلى غاية واحدة هي اكتم ال النض ج
(فؤاد)1974 ، ومدى استمراره وبدء انحداره.
تدريب ()1
.3مكونات النمو
( )1المكون الجسمي:
ويشمل التركيب الجسمي العضوي لإلنسان ،وم ا يتص ل ب ه من وزن وط ول وحرك ة وح واس ووظ ائف ه ذه الح واس،
واألعصاب ونشاطها ،والجهاز الغددي ووظائفه.
ودراسة هذا المك ون ذات أهمي ة كب يرة في النم و االنفع الي لإلنس ان «ألن الجس م ه و م وطن االنفع ال واإلدراك وأدات ه
وميدانه ،واألجهزة العصبية والدموية والغدية إنما تمثل الصلة المحكمة بين م ا يس مى البع د الجس مي الم ادي ،والبع د االنفع الي
(عبد الحميد ،1980 ،ص)67 : واإلدراكي لإلنسان».
( )2المكون االنفعالي:
ويتضمن طبيعة االنفعال األولية عند اإلنسان ،ومظاهر السلوك التعبيري عن االنفعاالت ،ومراحل تكوينها ،وطرق توجيه
هذه االنفعاالت ،وطرق تصنيف األفراد وفقًا لحاالتهم االنفعالية ،وأساليب االستجابة لمواقف الحياة االنفعالية.
( )3المكون العقلي:
ويتضمن هذا المكون دراسة جميع العمليات العقلي ة المعرفي ة؛ كالت ذكر ،والنس يان ،والتفك ير ،والتخي ل ،وك ذلك دراس ة
مستويات اإلدراك وما يرتبط بها من دراسة للذكاء وكل العمليات ذات الصلة به.
( )4المكون االجتماعي:
وذلك عن طريق دراسة مراحل النمو االجتماعي ،وتعدد العالقات االجتماعي ة وتعق دها من ناحي ة االتس اع والعم ق ع بر
(عب د مراحل النمو المختلفة ،باإلضافة إلى دراسة األزمات االجتماعية ،وعملية السلوك االجتماعي ،ومشكالت نم و ه ذا الس لوك.
الرحمن ،1997 ،ص)13 :
تدريب ()2
تتك ون شخص ية اإلنس ان من أربع ة ج وانب :جس مية ،وعقلي ة ،ونفس ية،
واجتماعية.
والسؤال:
أ -حلل مكونات النمو.
ب -ما عالقة هذه المكونات (مكونات النمو) بجوانب شخصية اإلنسان؟
يتأثر النمو بالعديد من العوامل وقد تكون هذه العوامل داخلية أو خارجية.
2.4البيئة Environment
تمثل البيئة كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيرًا مباشرا أو غير مباشر في الفرد ،منذ أن تم اإلخصاب وتحددت العوامل
الوراثية .وتشمل البيئة بهذا المعنى العوامل المادية واالجتماعية والثقافية والحضارية.
وللبيئة دور كبير إيجابي حيث تسهم في تشكيل شخصية الفرد النامي ،وفي تعيين سلوكه أو أساليبه في مجابه ة مواق ف
الحياة.
والبيئة االجتماعية التي يعيش فيها الطفل منذ أن يرى النور ،تشكله اجتماعيا ،وتحوله إلى شخصية اجتماعية متميزة.
وتؤثر الطبقة االجتماعية والخلفية االجتماعية االقتصادية والتربوية للفرد وتوجيهه النفسي والفرص المتاحة أمام ه في
عملية النمو ،وخاصة النمو الجسمي والعقلي واالجتماعي واالنفعالي.
ومن أوضح العوامل المؤثرة هنا :التعليم ،والوسط الثقافي والخلقي ،والدين ،ومستوى الذكاء ،وسن الزواج واستقراره،
وعدد األطفال.....
ويالحظ أن هناك تداخال في نمط الحياة في األسر التي تقع في النطاق الح دي بين طبق ة اجتماعي ة وطبق ة أخ رى ،إال أن
الفروق تتضح كلما تدرجنا صعودًا وهبوطًا في سلم الطبقات االجتماعية.
ويالحظ أن االنخفاض الحاد في مستوى المعيشة مع الفقر الشديد يؤثر تأثيرا سيئا في مستوى التحص يل الدراس ي ،وفي
(فوني مكلويد ،Mcloyd، 1998 ،روبرت برادلي روبرت كوروين )Bradley & Corwyn، 2002 السلوك االجتماعي واالنفعالي لألطفال.
3.4الغذاء Diet
نعلم أن المواد الغذائية لها وظائف حيوية مهم ة مث ل :تولي د الطاق ة الالزم ة لتحري ك العض الت وتش غيل الفك ر ،ومنه ا
الكربوهيدرات والمواد الدهنية ،وبناء أنسجة الجسم عند النمو ومنها البروتينات ،وإمداد الجس م بالعناص ر والمركب ات األساس ية
(علي عويضة)1974 ، لحفظ الصحة ،ومساعدة النمو ،ومنها األمالح المعدنية والفيتامينات والماء.
فالغذاء الذي يأكله اإلنسان هو أصل المادة التي تعمل على تكوين الجس م ونم وه ،والمص در األساس ي للطاق ة والس لوك
جسميا وعقليا .وبغير الغذاء ال يمكن أن تستمر الحياة مدة طويلة من الزمن.
ويعتمد الفرد على الغذاء في نموه وبناء خالياه التالفة ،وتكوين خاليا أخ رى جدي دة ،وتجدي د الطاق ة ال تي يحت اج إليه ا
(حامد ،ص)69 : نشاطه الداخلي والخارجي؛ الجسمي والنفسي ،ويتأثر نمو الفرد بنوع غذائه وكميته.
ويؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقيق إمكانيات نموه.
ويؤدي نقص التغذية إلى أمراض خاصة كاإلسقربوط ولين العظام ،باإلضافة إلى أنه يؤدي إلى ض عف الف رد في مقاوم ة
األمراض .ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النم و ،وإلى نقص النش اط والتبل د والس قم واله زال وربم ا الم وت .وي ؤدي اض طراب
التوازن الغذائي ،وعدم تناسق المواد الغذائية (البروتينية ،والدهنية ،والسكرية ،والنش وية ،والزاللي ة ،وبعض األمالح المعدني ة،
والفيتامينات )...إلى اضطراب النمو بصفة عامة .وهنا قد يدخل يسر وعسر الحصول على الغذاء كعامل مهم .ويالحظ أثر عوام ل
أخرى مثل :المجاعات ،والحرمان ،وفترات الحروب.
والغذاء الملوث يعّد مسؤوال إلى حد كبير عن تأخر نمو األطفال ،وعن وفاتهم أيضًا.
وسوء التغذية أو نقصها له آثاره الضارة على مستوى التحصيل ،إذ يجعل التعليم مجهدا وغير مثمر ،بينما ت ؤدي كفاي ة
(هدى برادة وحامد زهران)1974 ، التغذية إلى تحسين مستوى األداء بصفة عامة بما في ذلك التحصيل.
4.4الغدد Glands
جهاز الغدد له أهمية كبيرة في تنظيم النمو ووظائف الجسم .وللغدد وإفرازاتها (الهرمونات) تأثيرها الواض ح في عملي ة
النمو (فيلمور سانفورد .)Sanford ،1962 ،وتؤثر الغدد في السلوك بشكل واضح.
وترتبط وظيفة الغدد الصماء ارتباط ا وثيق ا بوظ ائف أجه زة الجس م المختلف ة ،خاص ة الجه از العص بي ،وبص فة أخص
الجهاز العصبي الذاتي.
ومعروف أن العمليات الفسيولوجية والنفسية تعّد متغيرات ،يعتمد بعضها على بعض .وت ؤدي الغ دد الص ماء دورًا مهم ا
في وظائف األعضاء ،وتؤثر عن هذا الطريق في السلوك والشخصية ،وهي تؤثر بشكل واضح في :النشاط الع ام للف رد ،وس رعة
السلوك االنفعالي وشدته ،وكم السلوك الذي يختاره الفرد ونوعه واستمراره.
فعلى سبيل المثال ،يتدخل النضج الجنسي في تحديد مدى التوافق االجتماعي للمراه ق .وت ؤدي الغ دد الجنس ية دورًا في
(بريكينري دج إبراز الفروق بين الجنسين في الحجم ،وشكل الجسم ،والق وة العض لية ،ويس تتبع ذل ك ف روق في التفاع ل م ع البيئ ة.
وفينسنت )Breckenridge & Vincent، 1960
والغدد نوعان:
الغدد الصماء أو الالقنوية :التي تطلق إفرازتها (الهرمونات) في الدم مباشرة لتحكم وظائف الجسم ،وهي في عمله ا ت ؤثر أح دها
في األخرى.
الغدد القنوية :وهي التي تطلق إفرازتها في قنوات إلى المواضع التي تستعمل فيها ،مثل :الغدد اللعابي ة ،والغ دد الدهني ة ،والغ دد
العرقية ،والغدد الدمعية ،والمعوية ،والبروستاتا.
5.4النضج والتعلم Maturation & Learning
النضج هو ظهور أنماط السلوك التي تعتم د بص ورة كب يرة على نم و الجس م ،والجه از العص بي ،والوراث ة .والتغ يرات
الناتجة عن النضج هي تغيرات سابقة على الخبرة والتعلم ،ويقتصر دور العوامل البيئية على دعم هذه التغيرات وتوجيهها.
وهناك عالقة بين النضج والتعلم تتضح من خالل النقاط اآلتية:
يرجع النضج إلى عوامل داخلية ،على حين يعزى التعلم إلى عوامل خارجية بيئية.
النضج شرط من شروط التعلم.
النضج وحده ال يكفي لحدوث التعلم ،فالبد من الدافعية والممارسة.
يصبح تعلم مهارة ما أكثر سهولة إذا توافر النضج المناسب لها.
كلما زاد النضج قل التدريب الالزم للتعلم.
إن التدريب قبل الوصول إلى النضج المناسب ال يؤدي إلى تحسن التعليم.
إن التعليم قبل الوصول إلى النضج المناسب قد يعوق التعلم مستقبًال( .أحمد ،1991 ،ص)216-215 :
تدريب ()3
.5مراحل النمو
تدريب ()4
نشاط ()1
تتبع مجموع ة من الطالب والطالب ات في الص ف األول االبت دائي خالل األس بوع
األول من بداية العام الدراسي ،والحظ األزمة المرتبطة بدخول المدرسة وح اول تس جيلها
وتحليلها.
يع ني مص طلح المراهق ة كم ا يس تخدم في علم النفس مرحل ة االنتق ال من مرحل ة الطفول ة (مرحل ة اإلع داد لمرحل ة
المراهقة) إلى مرحلة الرشد والنضج؛ فالمراهقة مرحلة تأهب لمرحلة الرشد ،وتمت د في العق د الث اني من حي اة الف رد من الثالث ة
عشرة إلى التاسعة عشرة تقريبًا ،أو قبل ذلك بع ام أو ع امين أو بع د ذل ك بع ام أو ع امين (أي بين 21-11س نة) ،ول ذلك تع رف
المراهقة أحيانا باسم ،Teen Ageوالمراهقون باسم .Teen Agers
ومن السهل تحديد بداية المراهقة ،ولكن من الصعب تحديد نهايتها ،ويرج ع ذل ك إلى أن بداي ة المراهق ة تتح دد ب البلوغ
(حامد ،ص)337 : الجنسي ،بينما تتحدد نهايتها بالوصول إلى النضج في مظاهر النمو المختلفة.
(محم ود ،1991 ،ص: وهي مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد ،وهي غير محددة ويمكن أن تعتبرها العقد الثاني من العمر.
)37
ويمكن النظر إلى المراهقة ،بطريقة أخرى ،على أنها مدة طويلة من التحول من عالم الطفولة إلى عالم الشباب.
وتتسم هذه المرحلة عادة باعتماد المراهق على أسرته اقتصاديًا ،وبتأخر دخوله إلى عالم العمل ،وبامتداد التعليم لفترات
(رمضان ،1997 ،ص)342 : طويلة من العمر ،وبالتأثر بعالم الميكنة الصناعية ،وبتأخر سن الزواج.
وترى إليزابيث هيرلوك ( ) Hurlock, 1973أن المراهقة قد يشاهد فيها «الشقاء» نتيجة لعوامل كثيرة منها :المثالية،
ومشاعر نقص الكفاءة ،ونقص المكانة ،ونقص إشباع الحاجات ،والضغوط االجتماعية ،وفشل العالقة بالجنس اآلخر ،ومش كالت
التوافق.
ويؤثر شعور المراهق في توازن سلوكه على النحو اآلتي:
اض طراب الس لوك :مث ل نقص الترك يز ،والتقلب الس لوكي ،وقص ور النش اط العقلي والجس مي ،واض طراب الكالم ،واالن دفاع
والعدوان.
االنفعالية :واالستثارية والحساسية النفسية واالنفجارات االنفعالية.
المشاكسة :وتكون معظمها في إطار األسرة ،وعلى مستوى لفظي.
السلوك المضاد للمجتم ع :ويتض من رفض النص ح والتوجي ه ،ومغ ايرة المع ايير االجتماعي ة في اللبس والكالم والس لوك بص فة
عامة.
الوحدة :وتتضمن الشعور باإلهمال والرفض من قبل الرفاق ،وحتى أعضاء األسرة والكبار.
نقص اإلنجاز :ويرافقه اإلهمال ونقص الدافعية في المدرسة وشؤون األسرة واألنشطة االجتماعية.
لوم اآلخرين :وإلقاء التبعية عليهم واتهامهم بأنهم سبب كل شقاء.
التهرب :ويتضمن الهروب من المنزل والزواج المبكر ،واالستغراق في أحالم اليقظ ة ،وق د يص ل الح ال إلى محاول ة االنتح ار أو
االنتحار فعًال.
المراهق في هذه المرحلة االنتقالية يتح دى طفولت ه في ثق ة مطلق ة بال ذات ،ويث ور على ع الم الكب ار ،مح اوًال تجري د الراش دين
(حامد ،ص)339 : وآرائهم من كل ثقة ،فيرفع االستقاللية المسرفة في وجه التبعية والتسلطية ليصل إلى تبعية متبادلة.
تدفق طائفة من الدوافع الجديدة الغريبة يسبب له الكثير من الحيرة واالرتباك ،فإلى جانب اشتداد الدافع الجنسي هناك الرغب ة في
االستقالل ،وهي دوافع البد وأن تالقي موانع وعوائق من المجتمع ومن األسرة ومن ضمير المراهق ،مما يسبب له ص راعات
(أحمد عزت ،1979ص)531 : نفسية شتى.
نشاط ()2
تتب ع من خالل الت دريب المي داني في الم دارس الثانوي ة طالب الص ف األول
الث انوي وهم في محاول ة تحدي د الرغب ات (ش عبة علمي – ش عبة أدبي) والح ظ أزم ة
االختيارات والقرارات التي يمرون بها ،وكيفية التغلب عليها.
3.7أزمة البطالة
وتعد من أشد األزمات التي يعانيها المراهق ،ويقصد بها البطالة االقتصادية والبطالة الجنسية.
فالمراهق يعتمد على والديه في اإلنفاق عليه ،وكذلك ال يس تطيع أن يم ارس الجنس ألن ه غ ير مس موح ل ه إال من خالل
(آرثر جير سيلد )Jersild، 1963 الزواج.
تعد مرحلة الشباب من أكثر المراحل العمرية طوًال في حياة اإلنسان ،تبدأ من سن 21وتستمر إلى أواخ ر س ن األربعين.
وهذه المرحلة من أهم مراحل العمر ،تكتمل فيها شخصية اإلنسان ،وتنتهي مرحلة التعليم الجامعي ،وتبدأ الحياة العملي ة .ويس عى
الش اب إلى االس تقرار الع ائلي ب الزواج ،واالس تقرار االقتص ادي ،وك ذلك الحص ول على المكان ة االجتماعي ة وتقل د المراك ز
االجتماعية ،والتنقل من درجة إلى درجة أعلى.
األمر الذي يؤدي إلى مواجهة الشباب العديد من األزمات ،وتتحدد تلك األزمات في:
1.8األزمات األسرية
وتتمث ل ه ذه األزم ات في الخالف ات واالنفص ال أو الطالق بين الوال دين ،م وت الوال دين أو أح دهما ،رجعي ة الوال دين،
الشعور بالبعد عن الوالدين في الميول ،عدم القدرة على مناقشة الموضوعات الشخصية مثل المسائل الجنسية مع الوالدين وال رد
عليهما ،الخوف من إخبار الوالدين عندما يخطئ ،عدم القدرة على اعتبار الوالدين كصديقين ،الشعور بأن الوال دين يتوقع ان من ه
أكبر من طاقته ،تدخل الوالدين في اختيار األصدقاء ،عدم السماح ل ه ب الخروج ليًال أي ام الدراس ة ،إلزام ه ب الوجود في ال بيت في
ساعة محددة ،اعتباره غير مسؤول ،زيادة الرقابة في األسرة ،معاملته كطفل في األسرة ،التفرقة بين اإلخوة ،العراك مع اإلخ وة،
النزاع الدائم بخصوص النقود ،قلة المص روف والمالبس ،نقص التمت ع بالحري ة في األس رة ،ع دم حري ة إب داء ال رأي ،الش عور
بالحرمان من أشياء كثيرة ،نقص الخصوص ية ،ع دم وج ود مك ان للدراس ة ،ع دم وج ود غرف ة خاص ة ،ش عوره أن ه عبء على
(حامد ،ص)516-515 : الوالدين ،مشكالت تكوين أسرة جديدة.
ومن أهم هذه األزمات وأكثرها شيوعًا:
التمرد على السلطة الوالدية ،والرغبة في التحرر من سلطان األسرة.
صراع األجيال ،ومؤداه الصراع بين قيم اآلباء الكبار عامة ومعايير الشباب ومفهوماتها الجديدة ،واعتبارهم أن اآلباء على خطأ.
مشكلة الزواج وتكوين أسرة ،وما يتطلبه ذلك من حسن االختيار ،أو من األعباء المادية المرتبطة بارتفاع المه ور ،والمبالغ ة في
(ماهر ورفاقه ،1999 ،ص)89 : تأثيث منزل الزوجية ،وارتفاع أسعار إيجار أو بيع الشقق.
التسلط األبوي أو التراخي في التعامل ،وينجم عن ذلك سوء التربية وضعف التنشئة االجتماعية
فقد يكون هناك حرمان من الرعاية األبوية تجاه األبناء أو التقصير في إشباع الحاج ات األس رية ،أو اإلف راط في الت دليل
واإلفساد ،وما يتبع ذلك من االتكالية التي يتصف بها األبناء ،أو التسلط والقوة الزائدة وما يتبعها من عدوانية.
ضعف الرقابة الوالدية أو الالمباالة من قبل الوالدين في التوجيه واإلرش اد وانع دام الرقاب ة والمس ؤولية ال تي ترش د الش باب إلى
سوية السلوك ،وتوضح لهم نوازع الخير والشر.
البعد االجتماعي والنفسي بين الوالدين واألبناء ،وما يظه ر من ع دم اح ترام الحري ة الشخص ية للش باب والتعب ير عن آرائ ه ،أو
السخرية منه أمام اإلخوة الصغار أو الكبار ،وما يتبعه من نفور من األبناء.
اإلغراق على األبناء بالماديات واإلسراع إلى تلبية طلب اتهم بش راء الس يارات أو الس فر وح دهم إلى خ ارج البالد مثًال ،ويتم ذل ك
(عبد المجيد ،2005 ،ص)74 : كتعويض عن اإلهمال خاصة عند انشغال الوالدين عن األسرة.
تدريب ()5
. 1تعد مرحلة الشباب من أطول المراحل التي يمر بها اإلنسان ،وبالتالي يواجهه ا العدي د
من األزمات .ناقش ذلك.
.2ينتشر الزواج العرفي بين شباب الجامعة .وضح ذلك.
.3ما أسباب اإلدمان؟
.4هل يمكن فصل األخالق عن الدين؟
مرحلة النضج هي تلك المرحلة التي تبدأ مع بداية العقد الرابع من العمر ،وتستمر حتى نهاية العقد الخامس من العمر.
وعلى الرغم من أن ه ذه المرحل ة له ا العدي د من الس مات والمم يزات ال تي تالزمه ا مث ل الوص ول إلى أعلى المناص ب
والمراكز االجتماعية ،وتحقيق العديد من اآلمال والطموحات واالستقرار العائلي ،وإنج اب األوالد وتعليمهم وك ذلك زواجهم ،غ ير
أن هناك أزمات تالزم هذه المرحلة .وإن كانت هذه األزمات تقترب من بعض األزمات في مرحلة الشباب.
ومن أهم تلك األزمات:
1.9األزمات االقتصادية
تعّد األزمات االقتصادية من أكبر وأكثر األزمات التي يتعرض لها اإلنسان في تل ك المرحل ة ،وذل ك بس بب زواج األبن اء،
ودفع مصاريف الزواج ،بما تعنيه تلك الكلمة من التزامات مالية قد تف وق طاق ة الف رد .األم ر ال ذي يجعل ه يس تدين من ج انب أو
يحاول االلتحاق بأكثر من عمل من جانب آخر.
هذا فضًال عن رغبة بعض األبناء في استكمال دراستهم في المجاالت المحببة لهم ،والتي قد ال تتناسب مع ق درات اآلب اء
المالية ،فتدفع هؤالء اآلباء إلى استرضاء األبناء على حساب ضوائقهم وأزماتهم المالية.
تدريب ()6
(Jenng Ongx, 2001, المسن أو الشيخ هو الشخص المعال من اآلخرين وبحاجة إلى أشكال مختلفة من الرعاي ة وال دعم.
)P.: 47
كما يعرف المسنون أو الش يوخ كفئ ة إحص ائية ب أنهم األف راد ال ذين تبل غ أعم ارهم ( )60عام ًا ف أكثر .أم ا من الناحي ة
الواقعية فهناك من يبلغ الشيخوخة قبل الس تين ،وق د تت أخر عن د آخ رين إلى م ا بع د الس تين ،وذل ك يرج ع إلى الف روق الفردي ة
(عزت ،1999 ،ص)124 : والظروف االجتماعية.
3.1.10نظرية األزمة
ترى هذه النظرية أن اإلنسان يواجه العديد من األزمات في مراحل حياته المختلفة ،ومن ثم فإن نظرية الت دخل في العم ل
مع األزمات تتطلب تحديدًا دقيقًا لخصائص الموقف المتأزم (موقف األزمة) التي تعّد ضرورية وديناميكية مع الترك يز على العالج
()Hagon, 1994, P. 11 الذي يأخذ اهتمامًا كبيرًا ومؤثرًا في األفراد واألسر والجماعات ،ويؤثر كذلك في توازنهم.
كما يرتبط التدخل المهني من خالل نظرية األزمة ارتباطا جوهريا بالعالج قصير األمد ،Time Limitedوالذي يتطلب
التحديد الدقيق للعوامل الداخلية المؤدية والمؤثرة في موقف األزمة ،وتحديد خصائصها التي ت ؤدي دورا حيوي ا وأساس يًا واس ع
()Fischer, 1978, pp 111-113 المدى ،وتلك الظواهر التي تؤثر في األفراد والجماعات واألسر.
إن التدخل المهني من خالل نظرية األزمة يعتمد على مجموع ة من األس اليب العالجي ة الموض وعية والمالئم ة للت وقيت
الزمني والتي يظهر تأثيرها في مدة بسيطة ،ويمتد سريعًا على المدى البعيد)Bloom, B. L, 1992, pp 223-226( .
4.1.10نظرية التداخل الرمزي
ترى هذه النظرية أن المسن يمثل مشكلة شخصية في حد ذاته وليس مشكلة اجتماعية ،ومن خالل ذل ك يجب العم ل على
()Gox H, 1992, P. 36 تجميع المسنين مع هؤالء المتشابهين معهم في المشكالت واالحتياجات من أجل حل مشكالتهم.
2.10أزمة الشيخوخة
يرى «موريل براونز »Muriel Brownsأن المسنين تواجههم بعض األزم ات العادي ة ولكن ق د ال يس تطيعون حله ا
بأنفس هم ب الرغم من أن ه ذه األزم ات عادي ة بالنس بة لألف راد الع اديين ،ولكنه ا أزم ة بالنس بة لهم وله ذا يجب الت دخل من قب ل
()Patyoung, 1985, P.: 200 المجتمع ،ومعاملتهم معاملة خاصة.
ويوجد العديد من األزمات التي تواجه مرحلة الشيخوخة والتي تتحدد في اآلتي:
1.2.10األزمات االجتماعية
واألزمات االجتماعية تعبر عن بعض األشياء التي يحتاجها ويريدها المسن ولكنه ال يمتلكه ا .وق د ترج ع أس باب ح دوث
(هدى ،1987ص)88 : هذه األزمات إلى فقدان بعض األدوار ،وفقدان األهمية وانعدام الفائدة ،والفراغ ،وانخفاض الدخل.
واألزم ات االجتماعي ة ال تي يعانيه ا المس ن خصوص ية تتمث ل في انقط اع الص لة والعالق ات االجتماعي ة بين المس نين
ومجتمعهم ،واإلحساس باإلهمال واالنعزالية ،وزي ادة وقت الف راغ ،ونقص ال دخل ،والش عور بأن ه أص بح مس تهلكًا غ ير منتج( .
. )William.وانحسار الميول والعالقات والنشاطات االجتماعية ربما لقلة الطاق ة وص عوبات االتص ال باأله ل Red, 1997, P.: 145
واألقارب واألصدقاء ،أو لفقدهم ،أو للشعور بالنبذ والكآبة ،واالنشغال الشديد بالص حة الجس مية ،والقل ق الش ديد والمبالغ ة إزاء
(عب د الشعور بأدنى ألم جسمي ،وتناقص االهتمام بالمظهر ،والسلبية والالمباالة باألحداث من حولهم ،وتزايد االهتمام ات الديني ة.
المطلب ،2003ص)223 :
إن التدهور في قواه الجسمية والعقلية وما يصاحبها من تغيرات ألدوار المسن وتوقعاته االجتماعية تجعله عرضة للعديد
من الص راعات وس وء التكي ف والتباع د بين ه وبين زوجت ه وأبنائ ه ،وت دهور عالقات ه االجتماعي ة ،وانخف اض ف رص مقابل ة
األصدقاء ،وزيادة وقت الفراغ ،كما يعاني المسن الش عور بالوح دة نتيج ة لوف اة الزوج ة أو األص دقاء المق ربين ،وزواج األبن اء
(ثريا ،1996ص)145 : وابتعادهم.
2.2.10األزمات العقلية
يرى بعض الباحثين أن االضطرابات العقلية تنشأ بدون التغيرات العضوية ،وأنها اض طرابات أص لية في الش يخوخة ،أي
تخص مرحلة الشيخوخة ،ومن أهم األمراض العقلية عن د المس نين ض عف ال ذاكرة والنس يان ،والبطء في التفك ير ،واض طرابات
البرانوي ا ،وعت ة الش يخوخة .ويتف ق علم اء النفس والطب النفس ي فيم ا بينهم على أن هن اك ت أثيرًا واض حًا للس ن في الج وانب
(محمد ،1988ص)25 : المختلفة عامة والذاكرة قصيرة المدى بصفة خاصة.
فتدهور العمليات العقلية؛ كالذكاء واالنتباه والمرونة والذاكرة -خاصة ذاكرة المدى القص ير -وازدي اد ص عوبات عملي ات
اإلدراك نتيجة لضعف القشرة المخية تبعًا لزيادة العمر الزمني ،وضعف القنوات اإلدراكية اإلحساس ية؛ كاإلبص ار والس مع ،وبطء
الفهم واالستيعاب ،وتدهور القابلية للتعلم ومستوى األداء.
ويزداد هذا التدهور بازدياد مستوى التعقد في األداء المطل وب ،وبض عف االس تثارة الحاس ية المت وافرة ،وبع دم تناس ب
(عبد المطلب ،2003ص)223-222 : المادة المطلوب تعلمها ومستوى األداء المرغوب مع الخبرات السابقة للمسنين.
4.2.10األزمات الصحية
هبوط معدل عملية األيض ( Metabolismالبناء والهدم الحيويين) ،وضعف نشاط الجهاز العصبي ،وما يؤدي إلي ه من
بطء الحركة واالستجابة للمثيرات المختلفة ،وتدهور القدرات الحركية كمهارة القوة العضلية والسرعة ،وضعف قوة االس تجابات
الحاسية السمعية والبصرية والذوقية.
(عب د المطلب ،2003 تؤدي هذه التغيرات وغيرها إلى نقص القوة والطاقة ،وتدهور وظائف الجسم والحالة الص حية العام ة.
ص)222 :
كما يصاحب الشيخوخة نقص في حجم األعضاء ،ونقص في حجم الجس م كل ه نتيج ة للض مور الفس يولوجي الن اتج عن
نقص عدد الخاليا ونقص حجمها ،كما أن عملية تعويض الخاليا واستبدالها تصبح غير كافية ،وتفق د األوعي ة الدموي ة مرونته ا،
كل هذه التغيرات وغيرها تؤدي إلى إصابة المسن بالعدي د من األم راض وال تي من أهمه ا :أم راض الض غط وتص لب الش رايين،
والروماتيزم ،وأمراض القلب ،وأمراض الجهاز التنفسي ،وأم راض الجه از الهض مي ،وض عف البص ر والس مع ،وله ذا يجب أن
(ثريا ،1996ص)144 : تنظم لهم برامج للرعاية الصحية ،وخاصة فيما يتعلق بالنواحي الوقائية والعالجية.
5.2.10األزمات االقتصادية
إن وصول اإلنسان إلى سن التقاعد يعني نقصان دخله ،وبالتالي انخفاض مستوى معيشته ،حتى بالنسبة لمن يعملون في
(س ناء ،1992 مهن حرفية ،فإن تقدمهم في السن يحول دون تمكنهم من ممارسة العمل بصورة مالئمة كما يحدث في س ن الش باب.
ص)278 :
6.2.10األزمات النفسية
ومن أهم األزمات النفسية التي يعانيها كبار السن ما يأتي:
(أ) مش كالت تكي ف المس ن م ع واقع ه االجتم اعي الجدي د ،وع دم قدرت ه على التواف ق المطل وب ،مم ا ي ؤدي إلى ب روز بعض
السلوكيات العدوانية لدى المسن أو مظاهر االنطواء المبالغ فيها.
(ب) الالمباالة التي يعيشها المسنون في ظل ما يدور حولهم من مشكالت اجتماعية واقتصادية وسياسية ،مم ا ي دفعهم إلى موق ع
هامشي بالنسبة لحياة من حولهم ،وهذا يساهم أكثر في تنمية إحساسهم بالغربة ،كما يقوي لديهم االتجاه االجتماعي الس لبي
نحو الشيخوخة.
(ج) الشك والريبة ،وقد يصل هذا الشك إلى درجة كبيرة ليصبح الس لوك البران اوي ،وق د ي دفعهم ذل ك إلى الس خرية من األجي ال
الالحقة.
(د) احتدام صراع األجيال بينهم وبين أبنائهم وأحفادهم مما يؤدي إلى تفكك األسرة الممتدة ،وتقلص العالق ات القرابي ة ،وانع دام
(محمد ،1986ص)55 : المودة والرحمة بين المسن وأبنائه.
(هـ) تتسم انفعاالت المسنين بالخمول وبالتحفظ وبالسلبية ،وبالبخل واألنانية ،وربما يشعرون بعدم األمن وبعجزهم الجسمي ،كم ا
يتسمون بالمعاندة وصالبة الرأي .ويتميز بعضهم بالقابلية لالستهواء وباالندفاعية ،وبضعف التحكم في انفع االتهم كاألطف ال
وبتمركز انفعاالتهم ح ول ال ذات أك ثر مم ا ت دور ح ول اآلخ رين ،ل ذا يتس م س لوكهم بالس خرية واإلغاظ ة والتس لط لف رض
شخصياتهم ،وبالشك والريبة في اآلخرين ،وتوهم االضطهاد والمرض ،وفق دان الش هية للطع ام ،والش عور باإلهم ال والنب ذ
(عبد المطلب ،2003 ،ص)222 : وبالقلق خاصة قلق األقوال أو الموت.
(و) هناك احتمال أن يمارس بعض المسنين سلوكيات اضطهادية موجهة نحو اآلخرين ك رد فع ل س لبي على إحساس هم بالفش ل،
وكتعبير عن أنانيتهم المفرطة.
(ز) الشعور بالقلق ،ويتمثل في شعور عام غامض غير سار بالتوقع والخوف والحذر والتوتر ،يكون مصحوبًا ببعض األحاس يس
الجسدية مثل :ضيق التنفس ،والشعور بالتوتر واالرتعاش ،وخفقان القلب بسرعة ،وهو ينشأ نتيجة لعوام ل داخلي ة متمثل ة
في شخصية الفرد ،وعوامل خارجية متمثلة في ظروف البيئة المحيطة به.
ومشاعر القلق تبدأ عند المسن بوصوله سن المعاش أو التقاعد ،وتتزايد هذه المشاعر عندما يتخذ األبناء دوًر ا مس تقًال،
(محمد ،1986 ،ص)56 : ويشعر اإلنسان المسن بأنه قد بدأ يدخل مرحلة النهاية ،ويكون عليه التوافق أو االنسحاب.
نشاط ()3
تتبع ،عزيزي الطالب ،إحدى حاالت المسنين داخل دار لرعاية المس نين ،والح ظ
األزمات المختلفة التي يعانونها وسجلها موضحًا كيف يمكن عالج تلك األزمات.
.11الخالصة
في الوحدة الحالية تناولنا النمو والمقصود بالنمو ،ومراحل النمو المختلفة بداية
بمرحلة الطفولة ونهاية بمرحلة الشيخوخة ،وتعرضنا لألزمات المرتبطة بك ل مرحل ة من
هذه المراحل.
وفي الوحدة التالية سوف نتعرف األحداث والخبرات الصادمة للطفل الفلس طيني
وطرق عالجها.
.13إجابات التدريبات
تدريب ()1
يقصد بالنمو السلسلة المتتابعة من التغيرات التي تحدث في شكل منتظم ومترابط.
كما يقصد بالنمو أيضًا التغ يرات الكمي ة في الحجم والبن اء ،وك ذلك التغ يرات الكيفي ة وال تي يقص د به ا سلس لة متص لة
مترابطة منظمة من التغيرات التقدمية.
تدريب ()2
أ -يتكون النمو من أربعة مكونات:
المكون الجسمي :ويشمل التركيب الجسمي العضوي لإلنسان ،وما يتصل به من وزن وطول وحركات وكذلك األعصاب.
المكون االنفعالي :ويتضمن طبيعة االنفعال عند اإلثارة ،واالنفعاالت األولية له ،ومظاهر السلوك التعبيري.
المكون العقلي :ويتضمن دراسة جميع العمليات العقلية المعرفية؛ كالتذكر والتحليل والنسيان.
المكون االجتماعي :وذلك عن طريق دراسة مراحل النمو االجتماعي.
ب -الحظ ،عزيزي الطالب ،أن شخص ية اإلنس ان تتك ون من أربع ة ج وانب :جس مية (الط ول – الع رض – ال وزن – األعص اب)
عقلية :العمليات العقلية مثل (التفكير – التذكر – النسيان – التخيل) انفعالية مثل :االنفعاالت التي يتعرض لها اإلنسان وت ؤدي
إلى العزلة أو االنطواء ،وأخيرًا جوانب اجتماعية ،ويقصد بها العالقات االجتماعية للفرد أو الشخص مع رفاقه .ومن المالح ظ
أن مكونات الشخصية األربع هي نفس ها مكون ات النم و ،بمع نى أن اإلنس ان ح تى ينم و الب د من النم و في الج وانب األرب ع،
وشخصية اإلنسان ال تكتمل إال من خالل هذه الجوانب األربع.
تدريب ()3
.1تتحدد العوامل المؤثرة في النمو في اآلتي:
أ -العوامل الوراثية :ويقصد بها انتقال السمات من الوال دين إلى أوالدهم ا ،وتمث ل الوراث ة ك ل العوام ل الداخلي ة ال تي ك انت
موجودة عند بدء الحياة ،وتنتقل الخصائص الوراثية للفرد من والديه عن طريق الموروثات.
ب -البيئة :وتمثل البيئة كل العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في الفرد .وللبيئة دور كبير إيج ابي حيث
تسهم في تشكيل شخصية الفرد النامي ،وفي تعيين أنماط سلوكه أو أساليبه في مجابهة مواقف الحياة.
ج -الغذاء :يعّد الغذاء أصل المادة التي تعمل على تكوين الجسم ونموه ،والمصدر األساسي للطاقة والسلوك جسميًا وعقليًا.
د -الغدد :جهاز الغدد له أهمية كبيرة في تنظيم الدم ووظائف الجسم ،كما أن لها تأثيرها في عملية النمو .والغدد نوعان:
-الغدد الصماء أو الالقنوية.
-الغدد القنوية.
هـ -النض ج والتعلم :ويقص د بالنض ج ظه ور أنم اط الس لوك ال تي تعتم د بص ورة كب يرة على نم و الجس م والجه از العص بي
والوراثة ،والنضج هو تغيرات سابقة على الخبرة والتعلم.
. 2تتداخل هذه العوامل بعضها في بعض مشكلة شخصية اإلنسان التي تنم و ب اختالف مراح ل العم ر ،ولكن في ال وقت نفس ه من
الممكن فصل هذه العوامل ومعرفة درجة تأثير ك ل منه ا منف ردة .فعلى س بيل المث ال :إج راء اختب ارات وتحالي ل قب ل ال زواج
لمعرفة تأثير العوامل الوراثية.
تدريب ()4
.1نعم يؤثر أسلوب الفطام في الطفل؛ فالفطام المفاجئ غير المقترن بالعطف يسبب أزمة في حياة الطف ل ،ألن الفط ام ليس معن اه
إبدال طعام بآخر بل يعني انفصاله عن شخص يزوده بالعطف والغذاء في آن واحد ،فالفطام المفاجئ يمثل خ برة مري رة تش عر
الطفل بأنه فقد شيئًا عزيزًا عليه وشيئًا مهمًا ينتمي إليه.
.2تؤدي عالقة الطفل بأخوته ووالدي ه إلى أزم ات؛ ف األبوان أو من يق وم مقامهم ا يعمالن من ذ عه د مبك ر على ت رويض الطف ل
وفطامه من اإلشباع األناني لدوافعه الفطرية ،وذلك بمقاومتها ،وقد يسرفان في الكبح وكل إحباط ل دافع أساس ي يك ون بمثاب ة
صدمة انفعالية ،هذا باإلضافة إلى التفرقة بين األبناء في المعاملة تؤدى إلى أزمات.
.3تعّد المدرسة بيئة جديدة للطفل يتعلم من خاللها مختلف أنواع المعرفة ،وك ذلك يتع ود على أس اليب للمعامل ة لم تكن موج ودة
داخل المنزل.
تدريب ()5
من أكثر األزمات األسرية ش يوعًا وانتش ارًا التم رد على الس لطة الوالدي ة ،وص راع األجي ال ،ومش كلة ال زواج وتك وين
األسرة ،والتسلط األبوي أو التراخي في التعامل ،وضعف الرقابة الوالدية ،والبع د االجتم اعي والنفس ي بين الوال دين ،واإلغ راق
على األبناء بالماديات.
تدريب ()6
.1يعاني الزوج أزمة االرتداد لمرحلة المراهقة.
. 2ترجع أسباب األزمة إلى مرور األب بمرحلة االرتداد للمراهقة ،وبقاء األب وحده في البلد العربي ،وترك الزوجة زوجها وح ده
وتركيزها على األبناء فقط.
تدريب ()7
.1أكثر العوامل تأثيرًا في حدوث األزمة وفاة الزوجة ،وفق دان المكان ة االجتماعي ة ،واإلقام ة عن د األبن اء ،والت دخل في ش ؤون
األبناء.
.2تصرفات األبناء تجاه والدهم المسن غير مقبولة ،وتدل أيضًا على جحود األبناء تجاه والدهم المسن.
. 3تصرف إدارة الدار سليم في حالة االتصال باألبناء ،ولكن كان يجب على إدارة الدار معرفة األسباب التي تجعل األبناء يمتنعون
عن زيارة والدهم المسن على الرغم من وج ودهم في محافظ ة واح دة ،فك ان يجب على األخص ائي االجتم اعي القي ام بزي ارة
منزلية إلى األبناء ومناقشتهم في هذا األمر.
.14مسرد المصطلحات
.1المقدمة
1.1تمهيد
أرحب بك ،عزيزي الطالب ،في الوحدة الس ابعة واألخ يرة من ه ذا المق رر وهي
بعنوان «األحداث والخبرات الصادمة للطفل الفلس طيني وط رق عالجه ا» .ونعتق د بأن ك،
عزيزي الطالب ،ال تجهل أن الطفل الفلسطيني يعيش مرحلة جديدة من العنف اإلس رائيلي
المبرمج من خالل توظيف األسلحة باختالف أنواعه ا ،وممارس ة الحص ار ،وهي مرحل ة
جديدة بشكلها وأدواتها ونتائجها.
ولعل ما يميز الطفل الفلسطيني عن غيره هو أنه يعيش دومًا في معان اة يومي ة،
وتشكل هذه المعاناة مصدر ضغط نفسي خارجًا عن قدرته الس تعمال ق وة الض بط ال ذاتي،
األمر الذي يقضي على الشعور بالطمأنينة واألمان.
2.1أهداف الوحدة
ينتظر منك ،عزيزي الطالب ،بعد دراسة هذه الوحدة ،أن تكون قادرًا على أن:
.1تمتلك خلفية معرفية قوية عن الواقع النفسي االجتماعي للطفل الفلسطيني.
.2تتعرف أنواع األزمات المختلفة التي يواجهها معظم األطفال في فلسطين.
.3تشخص حالة األزمة للطفل الفلسطيني في ضوء ما درسته في الوحدة.
.4تضع وتقترح خططًا للتدخل المهني لمواجهة أزمة الطفل الفلسطيني وعالجها.
.5تنتج وح دات ومراك ز لعالج أزم ة الطف ل الفلس طيني تمش يًا م ع واق ع ذل ك المجتم ع
وخصوصيته.
3.1أقسام الوحدة
تقسم هذه الوحدة إلى سبعة أقسام رئيس ة ترتب ط بقائم ة األه داف الس ابقة وهي
على النحو اآلتي:
القسم األول :حقوق الطفل الفلسطيني.
القسم الثاني :أضواء على حياة الطفل الفلسطيني والمؤسسات الفاعلة في تنشئته.
القسم الثالث :إحصاءات عن االضطرابات النفسية والسلوكية للطفل الفلسطيني.
القسم الرابع :الخبرات الصادمة للطفل الفلسطيني.
القسم الخامس :أثر العوامل االجتماعية والدينية في وقوع الصدمات على األفراد.
القسم السادس :وسائل العالج إلضطراب كرب ما بعد الصدمة.
القسم السابع :حاالت للدراسة.
4.1القراءات المساعدة
يمكن ،عزيزي الط الب ،أن تع ود إلى المراج ع اآلتي ة من أج ل التعم ق أك ثر في
دراسة الوحدة:
.1ف ادي أن ور ،س ايا رغ دة ،الخ برات الص ادمة وردود الفع ل ل دى الطف ل الفلس طيني،
برنامج غزة للصحة النفسية.2004 ،
.2دحالن ،جليلة إدريس ،الطبعة الخاصة لألسرة الفلسطينية والطفل الفلسطيني (الحلق ة
الثانية).2007 ،
توطئة
يعيش الطفل الفلسطيني حالة قديمة جديدة من العنف -اإلسرائيلي الذي تمثل في استخدام جمي ع الوس ائل العس كرية ض د
األطفال الذين يعبرون عن احتجاجهم ضد الممارسات اإلسرائيلية بأبسط الوسائل وهي الحجارة .وقد نجد أن غالبية الشهداء ممن
هم دون سن المراهقة أو أكثر بقليل قد عايش االنتفاضة األولى وما زالت تترسخ في ذاكرته تلك الصور المرعب ة والمخيف ة ال تي
عاشها في السابق.
ك ذلك يتع رض الطف ل الفلس طيني لالعتق ال التعس في والتع ذيب ،ويش اهد بعين ه أحب اءه وأص دقاءه يتعرض ون للم وت
واإلصابة برصاص المحتلين ،ويشاهد أيضًا قوات االحتالل تدمر منزله وممتلكاته .باإلضافة أن أطف ال فلس طين يعيش ون س اعات
طويلة من الرعب والخوف عند تعرض منازلهم وأحيائهم السكنية للقص ف الوحش ي ،كم ا يع انون الفق ر والحرم ان من حق وقهم
األساسية التي أقرتها االتفاقية العالمية لحقوق الطفل .ففي الوقت الذي تنص فيه االتفاقية على حق وق الطف ل ابت داًء من حق ه في
الحياة وحقه في أن يكون ل ه اس م وجنس ية ،وحق ه في حري ة التعب ير وب الفكر والوج دان وال دين ،وفي حري ة تك وين الجمعي ات
واالجتماع السلمي نجد أن االحتالل اإلسرائيلي يقت ل ويلغي ه ذه الحق وق ،وعلى رأس ها ح ق الطف ل الفلس طيني في الحي اة ال ذي
أكدته االتفاقية بقولها« :تعترف الدول األطراف بأن لكل طفل حقًا أص يًال في الحي اة» والفق رة الثاني ة ال تي نص ت على أن «تكف ل
الدول األطراف إلى أقصى حد ممكن بقاء الطفل ونمّو ه».
فأطفال فلسطين يعرفون م ا ج رى ألهلهم في التاس ع من م ارس 1948م في دي ر ياس ين عن دما ق ام اإلره ابيون بقي ادة
مناحيم بيغن بذبح « 245عربيًا» بينهم « 145امرأة» منهن « 35سيدة حامل» بقر اإلره ابيون بط ونهن ،كم ا قتل وا ع ددًا كب يرا
من األطفال الرضع.
في ضوء ذلك يعيش الطفل الفلسطيني -بصفة مستمرة -حالة من التأزم النفسي نتيجة لألوضاع المأساوية التي يحي ا في
ظلها ،مع اإلخفاق المتواصل في إشباع احتياجاته ،وتهيئة المناخ السياسي ،والنفس ي ،واالجتم اعي ،ال ذي يس تطيع أن ينم و في
رحابه نموًا سويًا مثل باقي أطفال العالم.
1.2الحق في التعليم
كفلت المواثيق الدولية خاصة اإلعالن العالمي لحق وق اإلنس ان الم ادة ،26واتفاقي ة ج نيف الرابع ة الم ادة ،50وك ذلك
اتفاقية حقوق الطفل المادة ،28حق الطفل في التعليم ،وبالرغم من ذلك عملت إسرائيل على مدار سنين االحتالل ،وبش كل خ اص
هذه الفترة ،على حرمان األطفال الفلسطينيين من حقهم بالتعليم بشتى السبل ،ففي هذه األي ام ق امت س لطات االحتالل اإلس رائيلي
بعدد من اإلجراءات التي بها حرمت األطفال الفلسطينيين من حقهم في مواصلة تعليمهم ،ومن بين هذه اإلجراءات:
أ -أصدرت القيادة العسكرية لجيش االحتالل أمرًا عسكريًا بإغالق بعض المدارس في بلدة الخض ر /بيت لحم ،وبه ذا ح رم جمي ع
طالب هذه البلدة من حقهم في التعليم ،إضافة إلى أن العشرات من األطفال من القرى المجاورة يتلقون تعليمهم المدرسي بهذه
المدارس.
ب -قامت قوات االحتالل ،ومنذ بداية االنتفاضة ،بفرض منع التجول على عدد من المواقع السكنية الفلس طينية ،األم ر ال ذي ح رم
سكان المناطق من مواصلة تعليمهم ،وأبرز مثال على ذلك ما جرى ويج ري في البل دة القديم ة من مدين ة الخلي ل حيث بس بب
منع التجول المف روض على المنطق ة ح رم أك ثر من 12000ط الب من حقهم في التعليم ،حيث اس تمر من ع التج ول أك ثر من
شهرين ،وأكثر من ذلك حولت أربع مدارس إلى ثكنات عسكرية ،وحولت ساحاتها إلى مواق ع لل دبابات والمدفعي ة اإلس رائيلية
التي تواصل بالقذائف المختلفة قصف منازل السكان تحت منع التجول.
ج -منذ بداية االنتفاضة قام جيش االحتالل بفرض الحصار العسكري المشدد على جميع المناطق الفلسطينية ،ومن ع حرك ة التنق ل
بين المدن ،األمر الذي تسبب في عرقلة خطيرة في مواصلة سير العملية التعليمية ،حيث لم يتمكن العديد من المعلمين والطلبة
من الوصول لمدارسهم.
كما أن االعتداءات اإلسرائيلية بمختلف أنواعها رفعت نسبة األطفال الذين تعرضوا لإلصابات منهم:
%7أصيبوا بالرأس.
%13أصيبوا بالصدر.
%52أصيبوا بالبطن
%27أصيبوا باألطراف.
فض ًال عن س وء التغذي ة ،والت دهور الص حي ،واالعت داء على الم دارس ،وإص ابة األطف ال بالرص اص أو االستش هاد،
وتراجع الوضع االقتصادي ،والسجن واالعتقال ،واللجوء والتشرد ،واإلبعاد...
يعّد الشعب الفلسطيني شعبًا فتيًا نسبًيا ،حيث تصل نسبة من هم دون سن 16عاًم ا إلى 48%من المجتم ع ،ه ذه النس بة العالي ة
قياًس ا بالفئات األخرى من المجتمع ،البد أن تمنح اهتماًم ا كبيرًا ،ورعاية خاصة.
تعّد فئة األطفال الفلسطينية فئة مهملة ال تلقى االهتمام الالزم من قبل المؤسس ات ،إال من المؤسس ات الديني ة (المس جد) ،وال ذي
يعّد األكثر تأثيرًا في مفاهيم المجتمع الفلسطيني واتجاهاته.
هذه الفئة أيًض ا تتميز بأنها بيئة خصبة لزرع ثقافة التغيير ،حيث يمكن تنفيذ العديد من البرامج لرعايتهم.
وتتناوب على الطفل الفلسطيني العديد من الجهات والمؤسسات ال تي ت ؤثر في شخص يته بك ل مكوناته ا :الفس يولوجية،
والسيكولوجية ،واالجتماعية ،وهذه الجهات والمؤسسات هي :األسرة ،والمدرسة ،والشارع ،والمؤسسات االجتماعي ة ،ووس ائل
اإلعالم ،والفصائل واألحزاب ،وهذا يعطي خصوصية لطبيعة الحياة ل دى الطف ل الفلس طيني ،ولكي أعكس الض وء على ت أثير ك ل
جهة أو مؤسسة على حياة الطفل سوف أتناول بالشرح طبيعة هذا التأهيل وأشكاله كما يأتي:
1.3األسرة
تتميز األسرة الفلسطينية عن األسر األخ رى في الع الم -نتيج ة الض ائقة المالي ة والكثاف ة الس كانية ،والمس احة الض يقة
لألراضي ،خاصة في قطاع غزة -بظهور ما يسمى األسر المركبة؛ حيث يكون في ال بيت الواح د أك ثر من أس رة ،ك ل أس رة تمل ك
غرفة بها عدد من اإلخوة ،ويختلط أبناء العمومة ،ويتن اولون الطع ام من إن اء واح د ،ه ذه الحال ة تح رم األطف ال من خصوص ية
مطلوبة لكل طفل ،وتؤدي إلى نقص في إشباع حاجاته العاطفية ،ونقص في االهتمام الخاص الذي سيناله لو ك ان في بيت مس تقل
مع والديه ،هذا الوضع المعقد يؤدى بالطفل إلى أحد السلوكين اآلتيين ،أو كليهما:
إما الهروب من البيت أطول وقت ممكن ،واللجوء للشارع ،وال يهتم األهل بالسؤال عنه كثيرًا ،وهنا يفق د الطف ل س اعات
يحب أن يعيش ها بين والدي ه ،حيث يب دأ ت أثير الش ارع في الظه ور .أو الخم ول واالنط واء في ال بيت ،واللج وء إلى العن ف ض د
مكونات البيت ،من أثاث وأفراد وغيره ،وذلك للفت االنتباه إليه من المحيطين به ،ويتأهل هذا السلوك مع الوقت ليصبح اتجاًها أو
ميًال عند الطفل.
وقد ال يحفل الطفل باألسرة الكبيرة ،وال يندمج فيها ،وال يكون ل ه دور م ؤثر في ق رارات األس رة وخياراته ا مث ل :ن وع
الغذاء ،أو وجبة العشاء ،أو البرنامج التلفزيوني ،ومع الوقت تص بح الالمب االة والش عور بع دم األهمي ة ص فة مالزم ة لشخص ية
الطفل.
2.3المدرسة
تؤثر المدرسة في صقل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة ،من خالل ما تحتويه من صور الشهداء ،وشعارات حزبي ة ،أو
نصب لشهداء من المسيرة التعليمية ،ومن أقرانهم ،ولهذه المتغيرات تأثير أكبر ،ويغلب على تأثير الشعارات والرس وم التربوي ة،
التي من المفترض وجودها في المدرسة ،القدرة على صقل قيم الطفل الفلسطيني واتجاهاته ،بحيث يتم يز عن ب اقي أطف ال الع الم
في هذا الجانب ،ويمكن تحديد تأثير المدرسة في:
3.3الشارع
يتميز الشارع الفلسطيني بالتنوع الشديد في مكوناته ،فهذا الشارع مزدحم بالشخصيات واالتجاهات المتباينة ،كذلك نج د
أعراس الشهداء تزين الشوارع الفلسطينية خالل االنتفاضتين.
كم ا نج د في الش ارع الفلس طيني مش اهد االقتحام ات ،والمع ارك الض ارية بين ش باب ع زل ،أو ش باب بأس لحة خفيف ة
يواجهون آلة عسكرية إسرائيلية عنيفة ،أرضية وجوية.
الشارع الفلسطيني يتم يز بالعدي د من المهرجان ات الحزبي ة ال تي ُتَنِّظ ر له ذا الح زب أو ذاك ،وُت َر ِّو ج لبرامج ه ،كم ا أن
الشارع الفلسطيني يزخر بحلقات النقاش السياسي ،وال تي ي برع فيه ا الص غير قب ل الكب ير في التحلي ل السياس ي ،ويتب ارون في
تداول األخبار واألحداث اآلتية:
نشاهد مناظر غير مألوفة ألجهزة المذياع التي تصدح بأخبار األحداث واالنتفاضة في ك ل
ركن ،وم ع ك ل ش خص ،نش اهد المط اردة بين س يارات الجيش اإلس رائيلي وفتي ة
المقاومة.
نشعر بالخوف من الموت ،والرغب ة في الش هادة ،تتق افزان مًع ا من عي ون الش باب وهم
يتابعون حركة مروحيات صيادي البشر وصواريخهم ،وهم يتصيدون المقاومين.
قد تج ري في الش ارع المحاكم ات العلني ة ،وتنفي ذ الحكم والتص فية الجس دية من ض باط
االنتفاضة المقنعين للعمالء والجواسيس ال ذين يعمل ون لص الح االحتالل .ك ثرت ه ذه
المظاهر في االنتفاضة األولى ومن هذه المحاكمات ما هو عادل ،ومنها م ا ه و ظ الم،
وبعد التنفيذ يبدأ النقد والتبرير من الجميع.
إن كل هذه المتغيرات في الشارع الفلس طيني ت ؤثر في شخص ية رواده ،وال ش ك أن ه ذا
التأثير يتناسب طرديًا مع الوقت الذي يقضيه الفرد فيه.
فكيف إذا كان هذا التأثير في مرحلة تكوين الشخصية بأبعادها المختلفة ،وفي مرحلة تكوين القيم واالتجاهات والمركب ات
النفسية ،وخصوصًا في مرحلة المراهقة.
إن تأثير هذا الدافع لن يخرج إال بشخصية مركبة ،امتألت بخصومات ،وب ذور العن ف ،والت أجج للمف اهيم ،والتط رف في
الميول ،والسلوك العدواني لآلخر ,واآلخر هنا هو كل من يخالف الطفل أو ينافسه في رأي أو لعبة أو مباراة.
حيث ال وجود مع هذا الجو لمفاهيم الديمقراطية ،فيكون الطفل متعصب لرأيه ،مدافع عن أفكاره .وتختفي مع الم الطفول ة
من حياته ،حيث إن الِعَو ز والحاجة في البيت ال يسمحان بتوفير ألعاب الطفولة االعتيادية ،والشارع بكثافة مؤثراته المفتقرة غالبًا
إلى أي ضبط ،ال يسمح إال بظهور صورة مشوه للرجولة في قلب الطفل.
وفي الواقع فإن صراعات األطفال وممارستهم (لعبة الحرب) فيما بينهم ،تمثل بشكل كبير ما يح دث ،فل و راقبن ا األطف ال
في شوارع غزة لشعرنا بالفعل بحجم المأساة التي يواجهها هؤالء األطفال ،حيث تشرب الطفل الفلسطيني منطق الحرب.
4.3المؤسسات المجتمعية
إن المؤسسات المجتمعية خارج أسوار المدرسة نادرة في حياة الطفل الفلسطيني ،وتنحصر في المسجد والنادي.
1.4.3المسجد
من المؤسسات شديدة التأثير في األطفال ،ويرجع ذلك التأثير إلى المؤثرات العاطفية.
وللمسجد في فلسطين دور مهم في صقل شخصية الطفل الفلسطيني ،خاصة في االنتفاضتين ،حيث الوازع الديني الق وي
لألهل ،مما يدفعهم الصطحاب أبنائهم للمساجد أيًا كان إنتماء األب الحزبي .ويتعلم الطفل منذ نعومة أظفاره ،أن النقد مسموح لكل
األشياء ،ويعزز هذا الدور ما تقوم به المساجد من تشييع للشهداء ،رمز البطولة عن د األطف ال ،وم ا تق وم ب ه المس اجد من الحث
على الجهاد واالستشهاد في أثناء االقتحامات التي ينفذها جيش االحتالل للمخيمات والم دن ،مم ا يجع ل للمس جد دورًا مهم ًا عن د
الطفل.
وإذا كانت نغمة الح ديث في المس اجد اإلس المية ع بر الع الم تتح دث عن التس امح والس الم والعب ادات وآداب المعامل ة،
فالمتتبع لخطب المساجد الفلسطينية ودروسها يرى أنها تخطت هذا الدور مج برًة بس بب األح داث والمقاوم ة ،وخ رج ال دور إلى
النقد السياسي ،وتعنيف اآلخر ،وتعزيز دوافع الجهاد والعنف والقتال ،ومآثر اإلستش هاد ،مم ا يب نى شخص ية طف ل غ ير عادي ة،
تحمل الكثير من مركبات العنف والشك في اآلخر.
5.3وسائل اإلعالم
يصعب تحديد اتجاه أثره ا في شخص ية الطف ل الفلس طيني ،فالطف ل الفلس طيني يقض ي ع ددًا من الس اعات أم ام أجه زة
التلفاز ،وال يملك في بعض األوقات اختيار القناة التي يرغبها ،والسبب وج ود الوال دين ،ومت ابعتهم لنش رة األخب ار بس بب تت ابع
أحداث الوطن ،ومتابعته لهذه األخبار تجعله يندمج فيها ،ويتابع اتجاهات األب في نقد األحداث أو تحليلها أو تفسيرها ،وغالب ًا م ا
يتوحد الطفل مع هذه األفكار ويؤيدها ،حتى أصبح الطفل الفلسطيني متتبعًا لكل موعد نشرة أخبار.
طفل بهذه الشخصية ،ال يشاهد ما يرغب فيه إال نادرًا ،ولو شاهد شيئًا من برامج الترفيه فإن م ا تبني ه ه ذه ال برامج من
شخصية طفل سليمة ينسف مع أول نشرة أخبار يتابعها مع الوالد ،وهنا ينشأ لدى الطفل اتجاهان :فإما أن يكره الطفل ما ي رد في
الخبر من شخصيات أو أحداث ألنها حرمته من برامجه المفضلة ،أو ين دمج م ع األخب ار ال تي يتابعه ا وال داه وإخوت ه خاص ة إذا
كانت قصفًا أو اغتياًال ،وال يهتم الوالد بحجب صور أشالء الشهداء عن أطفاله ،بل قد يثبت الص ور ،وين ادي على اآلخ رين ل يروا
أشالء الشهداء ،أو نتائج العمليات االستشهادية ،وفي تصور األب أن هذه المشاهد ستعزز لدى طفله مبادئ أو اتجاه ات أو متع ة
معينة ،ويراها الطفل ،ومن ثم يرى مشاهد مسيرات الشهداء والمقنعين والبنادق والصياح والعويل والندب ل ذوي الش هداء ،وفي
الوقت نفسه التهاني باالستشهاد ،والزغاريد من أم الش هيد البنه ا ،ك ل ه ذه المش اهد والمش اعر المعق دة ت رد أم ام عين الطف ل،
ويتأملها ،وفي الوقت نفسه يكون هناك بناًء لميول واتجاهات موازية في نفسية الطفل ،تظهر كسلوك في األلعاب التي يلعبه ا م ع
الرف اق أو م ع إخوت ه ،تظه ر في العن ف تج اه ك ل ش يء :األش جار ،واألزه ار ،وخط وط وكواب ل الهوات ف في الش ارع ،وأث اث
المدرسة ،والكتب والكراسات ،واآلخرين.
كما أن مشاهدة الطفل لوالديه أو لآلخرين ،وهم منكبون على أجهزة التلفاز يتابعون األحداث الس اخنة ،تجعل ه مت وترًا ال
يفهم ما يحدث ،ويشعر أن هناك شيًئا سيقع من نظرات الكبار ،ومن حديثهم ونقاشهم ال ذي غالًب ا م ا يك ون مرتفًع ا ،وه ذا يخل ق
شخصية طفل غير سوية.
ومن وسائل اإلعالم التي تؤثر في الطفل ،والتي تعد أيًض ا من مقدرات الش ارع الفلس طيني ،الش عارات ال تي تنتش ر على
الجدران ،والملصقات التي تغطي الواجهات ،وكلها نعٌي لشهيد ،أو تهديد للعدو ،أو نقد للفص يل اآلخ ر ،وخط وط وأل وان وكت ائب
وفصائل وتواقيع مختلفة األلوان والحجوم واألصناف ،وق د يش ارك كش بل م ع أح د التنظيم ات في طالء ج دران أو مس حها ،ليتم
الكتابة عليها ليًال ،وتصبح ممتلئة بشعارات وطنية وحزبية ،تجعل الطفل يسبق طفولته ،وتسرق منه طفولته الطبيعية مثل أقران ه
في العالم ،فيخرج عندنا الطفل الرجل.
في ضوء ما تقدم مطلوب منك ،عزيزي الطالب ،أن تحلل شخصية الطفل الفلسطيني للوقوف على:
يعاني 69%من األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4إلى 14عاما اضطرابات نفسية ،وتأتي كحاالت مثل:
1.5معنى الصدمة
تطلق الصدمة النفسية على نوع الخبرة المفرطة للفرد ،بحيث ال يستطيع احتماله ا ،فيت داعى له ا ب األعراض المرض ية،
ويأتي تأثيرها الضار من الفجائية التي تحدث في أثناء الصدمة ،والتي بالتالي تعيق من قدرة الطفل الذي تعرض لحدث ص ادم من
السيطرة على الموقف والمعالجة السليمة لآلثار الناتجة عن ه ذا الح دث .وُتَع َّر ف الص دمة أيض ًا على أنه ا تع رض الف رد لح دث
صادم ،سواء أكان بوساطة التهديد الجسدي أم النفسي أم التعرض الفعلي للموت أم اإلصابة للفرد نفسه أو اآلخرين ،ويشمل ذل ك
الخوف الشديد والشعور الشديد بالتوتر ،والشعور بالعجز والرعب ،ونالح ظ أن األطف ال يظه رون أعراض ًا أخ رى ب دًال من ذل ك؛
كاللعب غير المنظم ،والسلوك االهتياجي.
ومن خالل هذه التعريفات يمكننا أن نحدد عنصرين أساسيين هما:
العنصر األول:
وهو أن هن اك اختالف ا بين الص دمة والض غط النفس ي؛ فالص دمة ش ديدة ومفاجئ ة ،وي ترتب عليه ا ض غط نفس ي لمعظم
األطفال الذين تعرضوا لها.
العنصر الثاني:
وهو أن ردود أفعال هؤالء األطفال تكون متشابهة في أي مكان وزمان ،وفي جميع الثقافات المختلفة ،وهذا ال يعني ع دم
وجود اختالفات بسيطة ترجع إلى العمر وطبيعة الصدمة النفسية.
إن األعراض الشائعة الناتجة عن أحداث ص ادمة عن د األطف ال هي :اض طرابات
في النوم ،وكوابيس ،وعدم القدرة على التركيز خاصة فيما يتعلق بالمدرسة ،واللعب غير
المنظم ،وقلة االهتمام ،وعدم التمتع باألنشطة المعت ادة للطف ل ،واالنفص ال االنفع الي عن
اآلب اء واألص دقاء ،وزي ادة اليقظ ة واالح تراس من الخط ر ،والعص بية واالنس حاب
االجتماعي ،والقلق والخوف ،والصراخ والصداع ،وأعراض جسمية ونفسية أخرى.
إن تعرض الطفل للصدمة ال يتكون بمجرد المواجهة المباشرة لتلك الصدمة ،وإنما قد تكون بشكل غير مباشر ،وذل ك من
خالل فقد اآلباء ،أو موتهم نتيجة العنف والمواجهة الحتمية مع االحتالل اإلسرائيلي ،فهناك الكثير من الح االت المختلف ة لألطف ال
والمراهقين الذين كانوا ضحية ،أو تعرضوا للعنف ،أظهروا أعراض الصدمة النفسية.
إن األطفال الذين شاهدوا أحداث عنف ،كمشاهدة االعتقال لآلباء ،أو األقارب ،أو
تعذيبهم أظهروا االكتئاب.
مثال:
أن يستش هد شخص ًا فج أة ،س يؤثر ذل ك عميق ًا في والدت ه ال تي فقدت ه لألب د،
وسيكون أثر تلك الصدمة أشد من ص دمة أم أخ رى ق د أص يب ابنه ا برصاص ة في قدم ه
ويحتاج لعملية ليعود لطبيعته.
.2عدد مرات تعرض األفراد أنفسهم لصدمات :أي الخبرات السابقة لكل فرد ،فتختل ف ردة فع ل ش خص أص يب بعي ار ن اري مثًال
وكان قد أصيب في االنتفاضة السابقة عن ردة فعل آخر يصاب ألول مرة.
.3عامل العمر.
.4النضج والشخصية :فكلما كان العمر صغيرًا كان ت أثير الص دمة أق وى ،لكن هن اك ب الغين ويت أثرون أك ثر من األطف ال ،وذل ك
لغياب النضج االنفعالي أو العقلي ،فتكون ردود األفعال غير متزنة وغ ير مناس بة ،إض افة ل دور الشخص ية هن ا ،ف التعبير عن
الصدمة يختلف بين الشخصية االنبس اطية واالنطوائي ة مثًال ،أو بين االنفعالي ة والمتزن ة ،والمض طربة المرض ية ال تي ل ديها
استعداد لتطوير اضطراب نفسي.
.5كيفية إدراك األفراد وتفسيرهم للحدث الصادم :مثًال شخص استشهد زميله بجانبه ،قد يحمل نفسه مسؤولية موته؛ ألنه مثًال لم
يبعده بسرعة عن طريق الرصاص ،وقد ينتابه شعور مرير بالذنب ،بينما شخص آخر قد يفسر الحدث نفسه بأنه قدر وأن ذل ك
تشريف له بأن ينال الشهادة.
.6مقدار الدعم االجتماعي الذي يقدمه األفراد ألهالي الثكلى :والذي يتميز به مجتمعن ا الع ربي عن المجتمع ات الغربي ة الفردي ة،
حيث يشارك الناس بعضهم بعضًا آالمهم وأحزانهم ،مما يخفف عن المنكوبين شعورهم بالوحدة والحزن.
إن لألحداث الصادمة آثارها النفسية على األطفال والبالغين ،فهن اك ض رورة أن نالح ظ على أنفس نا وأطفالن ا ظه ور أي
تغيرات أو اضطرابات نفسية وسلوكية لم نلحظها في فترة ما قبل األحداث.
لقد أثبتت الدراسات العلمية أن ت أثير الص دمات النفس ية خاص ة م ا يتم يز منه ا
بالعنف والقهر والظلم يستمر عبر األجيال القادمة ،ويكون له التأثير الواض ح في مرحل ة
الطفولة المبكرة ،لما لهذه المرحلة من أهمية تتمثل في القدرة على تكوين األفك ار ،وتعلم
معنى الفرح والحزن والحب والكراهية.
إن ما يتع رض ل ه الطف ل الفلس طيني من عن ف اجتم اعي يزي د من معانات ه وأعراض ه المرض ية ،وفي دراس ة للباحث ة
الفنلندية (بوناماكى) وجدت أنه (ال توجد عائلة في قطاع غزة لم تجرب المداهم ة الليلي ة ،والمالحق ة ،والمواجه ات ،واستنش اق
الغاز ،وتكس ير العظ ام والتحقيق ات من قب ل الجن ود اإلس رائيليين ،ك ل ذل ك س بب اإلحب اط والك در والقل ق واالكتئ اب الن اتج عن
االحتالل).
هـ -األعراض مستمرة م دة ش هر على األق ل ،أم ا إذا ك انت أق ل من ش هر فيطل ق عليه ا
اضطراب الكرب الحاد.
و -يس بب ه ذا االض طراب ض غطًا إكلينيكي ًا واض حًا ،أو ي ؤدي إلى ت دهور في األنش طة
االجتماعية أو الوظيفية أو جوانب أخرى مهمة.
وفي األطفال ربما ال نجد عملية استعادة الحدث بالشكل المألوف ل دى الكب ار ،وإنم ا نج د عملي ة تمثي ل الح دث في أثن اء
اللعب ،أو نجد أحالما مفزعة ال يستطيع الطفل ذكر محتواها.
وعند تعرض هذا الطفل للحدث الصادم فإن هذه االفتراضات أو القناعات األساس ية ت تزلزل ،وتته دم في لحظ ة االعت داء
على الطفل أو ذويه ،حيث يرى كل شيء يتغير أمام عينيه ،فتهتز كل ثوابته ،ويتعرض للتن اثر والتش تت ،وتتع رض ص ورته عن
نفسه وعن العالم للتشوه .وبما أن تكوينه المعرفي والوجداني لم ينض ج بع د ل ذلك تك ون اآلث ار عميق ة وم ؤثرة بش كل أك ثر من
الكبار.
وقد يقول قائل :إن الطفل لديه قدرة كبيرة على الت أقلم م ع األح داث ربم ا تف وق
قدرة الكبار؛ وذلك بسبب عدم وجود تصورات جاهزة كثيرة عن العالم لديه ،وبالتالي فهو
أكثر تقبًال للتصورات واألنماط الواقعة فعًال دون مقارنتها بنمط قياس.
وهذا القول صحيح من ناحية ،ولكنه من ناحية أخرى يعني أن التأقلم حين يحدث في هذه الظروف فإنه ي ؤدي إلى تث بيت
أفكار واتجاهات العدوان واالنتقام وعدم الثقة في أي شيء.
عزيزي الطالب ،في المجتمعات العربية واإلسالمية غالبًا ما يتلقى الناس الص دمات بش كل جم اعي وليس بش كل ف ردي،
فمازال هناك ترابط داخل األسرة النووية المكونة من أب وأم وأطفال ،وم ازال هن اك نظ ام األس رة الممت دة ،بمع نى وج ود عائل ة
كبيرة في بيت واحد أو وظيفيًا بمعنى ارتباط األسرة النووية بالعائلة الكبيرة من خالل الزي ارات واالتص االت بش كل دائم ،وم ازال
هناك الترابط االجتماعي على مستوى القرية أو الحي أو المدينة.
ولدور العبادة :المس اجد والكن ائس ،دور مهم في المحافظ ة على تماس ك المجتم ع ودعم ه ،خاص ة في أوق ات األزم ات
الشديدة .وهذه العوامل تخفف كثيرًا من وقع الصدمات على األفراد؛ ألنها تشكل شبكة من الدعم والمساندة تمتص جزءًا مهمًا من
الصدمات وتساعد على مواجهة آثارها.
المسار والمآل:
يأخذ كرب ما بع د الص دمة في بعض األحي ان بعض ال وقت كي تظه ر أعراض ه ،وه ذا ال وقت يتف اوت فيقص ر في بعض
.)Kaplanوتتف اوت ش دة األع راض من ( and Sadock 1994 الحاالت إلى أسبوع ويطول في حاالت أخرى ليصل إلى ثالثين س نة
وقت آلخر ،ولكنها تبلغ ذروتها في أوقات االنضغاط النفسي .وقد تبين من الدراسات التي أجريت على الح االت النمطي ة من ك رب
م ا بع د الص دمة أن 30%من الح االت يتم ش فاؤها تمام ا ،و 40%يس تمرون في معان اة بعض األع راض البس يطة ،و 20%
يعانون أعراضًا متوسطة الشدة ,في حين يبقى 10%كما هم أو يتدهورون أكثر.
وهناك عالمات تش ير إلى توق ع تحس ن الحال ة منه ا :ظه ور األع راض بع د وقت قص ير من وق وع الح دث (قص ر م دة
األعراض) أقل من ستة شهور ،كفاءة أداء الشخصية قب ل الم رض ,وج ود دعم اجتم اعي جي د ,وأخ يرا ع دم وج ود اض طرابات
)Kaplanوقد وجد بشكل عام أن الم آل يص بح أس وأ في األطف ال وكب ار الس ن ( and Sadock 1994 نفسية أخرى مصاحبة للحالة
مقارنة بمتوسطي العمر ربما الفتقاد هاتين الفئتين لقدرات المواجهة ومهارات التكيف.
والسؤال اآلن :هل تكرار الخبرات الصادمة نتيجة االعتداءات واالختراقات المستمرة للجيش اإلسرائيلي ضد شعب أعزل
يؤدي إلى تراكم خبرات صدمية ل دى األطف ال أم ي ؤدي إلى تقلي ل الحساس ية ل ديهم نح و ه ذه األخط ار وع دها ج زءا من الحي اة
اليومية لهم؟ وإذا كانت هذه الخبرات الصدمية ستتراكم فما تأثيره ا في بن اء شخص ية ه ؤالء األطف ال على الم دى الطوي ل؟ ه ذه
وغيرها تساؤالت تحت اج لدراس ات تتبعي ة طولي ة لإلجاب ة عنه ا ،ولكن الدراس ات الس ابقة على الح االت النمطي ة لك رب م ا بع د
الصدمة توصلت إلى وجود آثار ضارة على النمو النفسي لألطفال الذين تعرضوا لهذه الخبرة الصدمية ،وأن ه ذه اآلث ار تمت د إلى
( )Freud and Burilngham 1943, Brander 1841, Bunsdon 1941, Fraser 1974 سن الرشد ،وتؤدي إلى تغير نوعي في الشخصية.
.1استعادة األمان :وذلك بنقل الطفل إلى مك ان يش عر في ه باألم ان والطمأنين ة بعي دًا عن
مكان الحادث ،وإن كان هذا غير متاح في كثير من األحيان.
.2استعادة القدرة على التعامل مع عواقب الحدث الصادم ،من خالل مس اعدة الطف ل على
معرفة ما ح دث ل ه وألس رته بش كل يحتمل ه وعي ه م ع إيج اد ب دائل مناس بة إلقامت ه
ورعايته وعودته إلى مدرسته.
. 3استعادة شبكة الدعم والمساندة :من خالل إحاطته بمن تبقى من أفراد أسرته وأقاربه،
وجمعيات الدعم والمساندة في المجتمع.
.4إمكانية استيعاب الخبرة الصادمة :في البناء المعرفي البس يط للطف ل من خالل إعط اء
تفسير ومعنى لما حدث.
2.7العالج الدوائي
هن اك بعض األدوي ة ال تي ثبتت فاعليته ا في عالج ه ذا االض طراب ومنه ا مض ادات االكتئ اب ثالثي ة الحلق ات مث ل:
اإلميبرامين تفرانيل ،واألميتريبتيأتين تريبتزول .ونبدأ بجرعات صغيرة منها لألطفال :1مجم/كجم من وزن الطفل ،ونزيد الجرعة
بالت دريج ح تى تتحس ن الحال ة م ع مراع اة أن ال نتج اوز 3مجم/كجم من وزن الطف ل يومي ًا .وي راعى في اس تخدام ه ذه األدوي ة
االطمئنان على قلب الطفل بوساطة الفحص اإلكلينيكي ،وعمل رسم القلب خاصة إذا زادت الجرعة ،وهن اك مجموع ة من األدوي ة
األح دث وهي مانع ات اس ترداد الس يروتونين االنتقائي ة ماس ا ( )SSRISمث ل :الفلوكس تين ،والس يتالوبرام ،والس يرترالين،
والباروكستين ،والفلوفوكسامين ،وغيرها ،وهذه المجموعة تتميز بأن أعراضها الجانبية أقل وتقبلها أفضل.
وتوجد بعض األدوية المساعدة نذكر منها مضادات القلق مثل :ألبرازوالمزاناكس ،ومضادات الصرع مثل :كاربام ازيبين
تيجريتول ،وفالبروات الصوديوم ديباكين ( ، )Kaplan & Sadock 1994ويمكن استخدام البروبرانولول إندرال بجرعات بسيطة في
حالة زيادة ضربات القلب أو وجود المظاهر الجسمانية للقلق (التعرق ،والرعشة ،وعدم االستقرار) ،وهذا يجعلنا نط الب الهيئ ات
الدولية بتوفير مثل هذه األدوية لهذا االضطراب الذي يك اد يص يب ك ل األطف ال في فلس طين ,إض افة إلى توف ير الخ برات الالزم ة
لتشخيصه وعالجه سواء من الداخل أو الخارج.
3.7العالج النفسي
الفكرة األساسية في العالج النفسي تتلخص في إزالة الضغط النفسي الواقع على الطفل وذلك بإبعاده عن مص ادر الخط ر
والتهديد بقدر اإلمكان ،ثم مساعدته على التنفيس عما تراكم بداخله من مشاعر وذكريات في أثناء وقوع الحدث ،ويتم ه ذا بش كل
تدريجي في جو آمن ومدعم حتى يستطيع الطفل في النهاية اس تيعاب آث ار الص دمة وتجاوزه ا .وي أتي ذل ك تعليم الطف ل مه ارات
مواجهة األحداث حتى تزداد مناعته في مواجهة أحداث مماثلة.
ويمكن أن يتم ذلك من خالل جلسات عالج فردي للطفل أو عالج أسري يضم أفراد األسرة الموجودين مع الطفل أو عالج
جمعي يضم الطفل المصاب مع أطفال آخرين واجهوا أحداثا مشابهة أو عالج جمعي يضم أسر األطفال المصابين ...وهكذا.
والعالج النفسي الفردي أو الع ائلي أو الجمعي غالب ًا م ا يأخ ذ الوجه ة التدعيمي ة للطف ل وألس رته ،ويق وم على أس اس
العالج المعرفي السلوكي الذي يساعد على استيعاب الحدث في البناء المعرفي من خالل إعطائ ه مع نى لم ا ح دث ،ثم التغلب على
اآلثار السلوكية الناتج ة من خالل تم ارين االس ترخاء أو التع رض الت دريجي لمث يرات القل ق ،م ع تقلي ل الحساس ية أو التع رض
الفيضاني في وجود دعم ومساندة.
5.7البرامج التدريبية
نظرًا لنقص الخدمات الطبية عمومًا والنفسية بوجه خاص في المجتمع الفلسطيني ،ونقص الكوادر المدربة على التعام ل
مع مثل هذه الحاالت بالرغم من كثرتها في األطفال والكبار فإن ذلك يستلزم تدريب عدد كاف من األطباء واألخص ائيين النفس يين،
واالجتماعيين ،وأعضاء هيئة التمريض ،والمدرسين ،والمرشدين الدينيين ،على اكتشاف هذه الحاالت والتعامل معها بشكل جي د.
ويمكن تحقيق هذا الهدف من خالل عدد من المحاضرات وورش العمل عن هذا االضطراب المنتشر في المجتم ع الفلس طيني .كم ا
يمكن طباعة كتيبات مبسطة توزع على المستشفيات والمدارس ودور العبادة تبين كيفية مساعدة من تعرضوا لألح داث الص ادمة
وتأثروا بها (وهم كثير).
كم ا يمكن أن تق وم النقاب ات الطبي ة في الع الم الع ربي وفي الع الم بش كل ع ام ب دور إيج ابي في ذل ك األم ر مس تعينة،
بمستش ارين في الطب النفس ي والعالج النفس ي واالجتم اعي ،وبمنظم ة أطب اء بال ح دود ،وبمنظم ة الص حة العالمي ة ،ومنظم ة
اليونيسيف ،وذلك لخرق الحصار الصهيوني األمريكي حول الشعب الفلسطيني ،وتوصيل الخدمات النفس ية والص حية الض رورية
له في هذه الظروف شديدة القسوة.
6.7العون اإللكتروني
عزيزي الطالب ،في حالة استمرار الحصار اإلسرائيلي المدعوم أمريكيًا والمسكوت عنه عالميًا للشعب الفلس طيني ،وفي
حالة استحالة توصيل الخدمات الص حية والنفس ية المش ار إليه ا س ابقًا ،وه و أم ر وارد وق ائم فعال .فإن ه يبقى أن تتم المس اعدة
باستخدام وسائل االتصال الحديثة وعلى رأسها اإلنترنت؛ لمساعدة أطب اء الرعاي ة األساس ية ،وهيئ ات التم ريض ،واألخص ائيين
النفسيين واالجتماعيين على تشخيص مثل هذه الحاالت وعالجه ا ورعايته ا ،وأيض ًا لمس اعدة األطف ال وأس رهم من خالل تق ديم
العون والمشورة من متخصصين مقيمين خارج الحدود .ويمكن أيضًا عمل خطوط تليفون ساخنة تعمل على م دار الس اعة لتق ديم
الدعم والمساعدة لألطفال المصابين وأسرهم ،أو تقديم البرامج التدريبية عن بعد للمتع املين م ع ه ذه الح االت ،وخاص ة اآلب اء،
والمدرسين ،وأطباء الرعاية األساسية ،واألخصائيين االجتماعيين.
بعد قراءت ك ه ذه الوح دة تحق ق ،عزي زي الط الب ،من المعرف ة ال تي اكتس بتها
باإلجابة عن األسئلة اآلتية:
.1ما الواقع النفسي االجتماعي للطفل الفلسطيني؟ وهل هو حقًا مختلف عن باقي أطفال العالم؟
.2ما هي حقوق الطفل الفلسطيني؟ وإلى أي مدى توفرت هذه الحقوق؟
.3الصدمات التي يعانيها الطفل الفلسطيني كثيرة ومتعددة .أكتب مقاًال نقديًا تحليليًا موضحًا فيه:
-معنى الصدمة.
-أنواعها.
-تأثيراتها في الطفل الفلسطيني.
-سبل عالجها.
.8حاالت للدراسة
عزيزي الطالب ،ناقشنا في هذه الوح دة حق وق الطف ل الفلس طيني المنتهك ة من
قبل االحتالل وهي :الحق في التعليم ،والص حة ،والحي اة اآلمن ة .كم ا القين ا الض وء على
حي اة الطف ل الفلس طيني والمؤسس ات الفاعل ة في تنش ئته مث ل :األس رة ،والمدرس ة،
والشارع ،والمؤسسات المجتمعية (المسجد ،والنوادي الترفيهية ،ووسائل اإلعالم).
كما ألقينا الض وء على إحص اءات عن االض طرابات النفس ية والس لوكية للطف ل
الفلسطيني والتي تمثلت في المعاناة من اض طرابات الن وم ،والقل ق ،والخ وف ،والت وتر،
والعصبية باإلضافة إلى ظهور أعراض جسدية ونفسية ،وضعف التركيز والعدوانية.
كما تناولنا في هذه الوحدة الخبرات الصادمة للطفل الفلسطيني ،ووض حنا مع نى
الص دمة ،والعوام ل ال تي تعتم د عليه ا ،وأن واع الص دمات ال تي يتع رض له ا الطف ل
الفلسطيني وتأثيراتها والخصائص التشخيصية لها.
وبينا في هذه الوحدة أيضًا أثر العوامل االجتماعية والدينية في وق وع الص دمات
على األف راد ،ودور دور العب ادة مث ل :المس اجد والكن ائس في المحافظ ة على تماس ك
المجتمع ودعمه خاصة في أوقات األزمات الشديدة.
وتناولنا أيضًا وسائل العالج المختلفة الضطراب كرب ما بع د الص دمة بم ا فيه ا
الدوائية والنفسية واالجتماعية ،والبرامج التدريبية الالزمة.
وأخيرًا طرحنا في هذه الوحدة حاالت للدراسة تس اعد ال دارس على فهم الوح دة
والتفكير في كيفية معالجة كل حالة ،ودور األخصائي االجتماعي في الحاالت التي يلزمه ا
تدخل األخصائي.
المراجع.10
: المراجع العربية-أ
.2005 ، ديسمبر، الطفل الفلسطيني وحياته اليومية: مخيم الجلزون.1
WWW. Acrossbord. Ps. Refugee Camps Forums
الطبيعة الخاصة لألسرة الفلسطينية والطفل الفلسطيني (الحلق ة: جليلة أدريس دحالن.2
.م2007 /6 /26 ، مجلة أمد.)الثانية
. الخ برات الص ادمة وردود الفع ل ل دى الطف ل الفلس طيني: رغ دة س ايا، أن ور وادي.3
.2004 ،برنامج غزة للصحة النفسية
اآلثار النفسية لألحداث الصادمة على البالغين واألطفال وط رق التعام ل: هالة السراج.4
.2004 . برنامج غزة للصحة النفسية.معها
.2007 ،) لدى أطفال فلسطينPTSD( كرب ما بعد الصدمة: محمد المهدى.5
دلي ل للع املين. مس اعدة الطف ل ال ذي يع انى من الص دمة النفس ية: اليونس يف.6
.م1995 ، عمان.االجتماعيين والصحيين ولمعلمى مرحلة ما قبل المدرسة
: المراجع األجنبية-ب
1. Quota, S. and El- Sarraj E. (2001). Trauma and PTSD. In: Images in
Psychiatry: An Arab Perspective, Edited Ahmed Okasha and Mario
Maj, WPA Series, Pages 136- 141.
2. Van Eenwyk, J., EL- Marsi, Mand Abu Tawahina, A (1992).
Adaptation Disorder: The Gaza Syndrome, Unpublished article.
3. Dunsdon, M (1941) A Psychologist, s Contribution to Air Raid
Problems Mental Health, 2, 3 7041.
4. Fraser, M (1974). Children in Conflict. Middle East, England:
Penguin.
5. American Psychiatric Association (1994). Diagnostic criteria from
DSM IV. Washington DC.
6. Kaplan, Hand Sadock, B (1994). PTSD, in Synopsis of Psychiatry,
seventh edition, Williams and Wilkins, Middle East Edition, Cairo.
: المواقع االلكترونية-ج
1. WWW. Acrossbord. Ps. Refugee Camps Forums