You are on page 1of 74

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‬
‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬
‫قسم ‪ :‬العموم التجارية‬

‫تأثيـ ـ ـ ـر أزمـ ـ ـ ـ ـة كوفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد ‪91‬‬


‫على التجارة الخارجية‬
‫قدمة لنيل شيادة الماستر الطور الثالث‪ :‬ل م د‬
‫مذكرة م ّ‬
‫تخصص‪ :‬مالية وتجارة دولية‬
‫ّ‬
‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطـمبة‪:‬‬
‫‪ ‬علي ذهب‬ ‫‪ ‬غرايسه محمد‬
‫‪ ‬حسام الدين نصرات‬
‫أعضاء لجنة التقييم‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اإلسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫د‪.‬نصير احمد‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫د‪.‬ذهب علي‬
‫مناقش ــا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫د‪.‬محلوس زكية‬

‫الموسم الجامعي‪ 2021 :‬م ‪2022 /‬م‬


‫شكر وعرفان‬

‫احلوذ هلل الزي أًاس لنا دسب العلن وادلعشفح وأعاًنا على أداء هزا الىاجة ووفقنا إىل‬

‫إجناص هزا العول‬

‫فوصذاقا لقىله صلى اهلل علٍه وسلن ﴿ هي ال ٌشكش الناط ال ٌشكش اهلل ﴾‬
‫ٌششفين أى أتقذَّم تالشكش اجلضٌل والثناء اخلالص والتقذٌش إىل كل هي هذَّ ٌذ ادلساعذج‬

‫وساهن هعً يف تزٌٍل ها واجهتين هي صعىتاخ يف هزا العول وخنص تالزكش‬

‫الزي مل ٌثخل علًَّ تتىجٍهاته وإسشاداته القٍوح إلمتام هزا العول‬ ‫األستار ادلششف * *‬
‫األساتزج األفاضل‪ :‬أساتزج‬

‫إىل كل هؤالء‪ :‬شكشا جضٌال‬


‫فيرست الموضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫أ–ج‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬التجارة الدولية وأزمة كورونا مفاىيم عامة‬


‫‪06‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التجارة الدولية‬

‫‪06‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تعريف التجارة الدولية وأىميتيا‬

‫‪09‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تطور التجارة الدولية‬

‫‪13‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬نظريات التجارة الدولية‬

‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬األزمة الصحية العالمية كوفيد ‪19‬‬

‫‪17‬‬ ‫المطمب االول‪ :‬نظرة تاريخية حول نشأة وتطور الجائحة‬

‫‪20‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االبعاد االقتصادية لمجائحة عمى التجارة الدولية بشكل عام‬

‫‪23‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجراءات االقتصادية و اإلدارية المتخذة في سياق التصدي لمجائحة‬

‫‪26‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬انعكاسات الجائحة عمى التجارة الدولية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أثر الجائحة عمى االقتصاد وسبل التعافي االقتصادي‬

‫‪29‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬انعكاسات فيروس كورونا عمى األوضاع االقتصادية‬

‫‪29‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬أثر الجائحة عمى أسعار السمع وطرق توريدىا‬

‫‪34‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أثر جائحة كورونا البطالة‬

‫‪40‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أثرىا عمى اجمالي ساعات العمل‬

‫‪44‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أثر الجائحة عمى التجارة الخارجية‬

‫‪44‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬أثر جائحة كورونا عمى التعاقدات وااللتزامات في عقود التجارة الدولية‬
‫‪46‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أثر كورونا عمى نسبة التصدير واالستيراد‬

‫‪49‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬التعامل مع مشكل تأخر تسميم البضائع‬

‫‪52‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬إجراءات مواجية تأثير الفيروس عمى التجارة الخارجية‬

‫‪56‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪60‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫مقدمـــــــــة‬
‫ّ‬
‫مقدّمة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر التجارة الخارجية عمود االقتصاد العالمي‪ ،‬وىي المحرك الفعمي لمتنمية االقتصادية‪ ،‬فالتجارة‬
‫الدولية ليا أىمية كبيرة بالنسبة لكل الدول بما في ذلك الدول النامية‪ ،‬وىذه األىمية راجعت إلى كون‬
‫التجارة الدولية تمنح التحرر التجاري وانفتاح االقتصاديات عمى بعضيا البعض‪ ،‬مما ينعش الحياة‬
‫االقتصادية ويجعميا تتطور بشكل أسرع‪.‬‬
‫ولكن ورغم ذلك قد تواجو التجارة الدولية طوارئ وظروف من شأنيا أن تدخل دوال كبيرة في أزمات‬
‫مادية حادة‪ ،‬ألن تضرر التجارة الدولية يعني تضرر الدول خاصة التي يعتمد اقتصادىا عمى التجارة‬
‫الخارجية بشكل أساسي‪ ،‬وان من بين األزمات التي أثرت عمى سير التجارة الدولية وتطورىا مؤخ ار انتشار‬
‫جائحة كورنا؛ حيث في أواخر سنة ‪ 2019‬دخل العالم في حالة من الطوارئ بسبب انتشار وباء كورونا‪،‬‬
‫أثر بشكل كبير عمى حياة الناس وسبل عيشيم‪ ،‬بوضع ضغط شديد عمى األنظمة االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫أثر فيروس كورونا عمى االقتصاد العالمي بشكل كبير؛ حيث عايشت الدول حالة انكماش اقتصادي‬
‫ال لم تسايرىا من قبل‪ ،‬بسبب خطورة الوباء والبروتوكوالت المتبعة لمحد من انتشاره‪ ،‬كاإلغالق الشبو دائم‬
‫لكافة القطاعات‪ ،‬ودخول البشرية في الحجر الصحي‪ ،‬وىو ما أثر بشكل سمبي عمى سيرورة التجارة‬
‫الدولية ودخوليا في أزمات كبيرة‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن طرح األشكال التالي‪:‬‬
‫ما ىي تداعيات فيروس كورنا عمى التجارة الدولية؟‪.‬‬
‫ويندرج تحت ىذا اإلشكال مجموعة من األسئمة ىي‪:‬‬
‫‪ -‬إلى مدى أثرت كورونا عمى سير التجارة الدولية؟‬
‫‪ -‬كيف أثرت كورنا عمى العمل والبطالة؟‬
‫‪ -‬ماىي تداعيات الجائحة عمى السوق ؟‬
‫‪ -‬ما ىي اإلجراءات التي اتخذتيا الدول لمحد من خطورة الفيروس عمى التجارة الدولية؟ ‪.‬‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫في إطار األجابة عمى األسئمة نحاول اختبار صحة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫أ‬
‫مقدّمة‬
‫‪ -‬التجارة الدولية عمود االقتصاد الدولي والمحرك الفعمي لمتنمية‪.‬‬
‫‪ -‬فيروس كورونا من األوبئة التاجية تسبب انتشاره بخسائر بشرية ومادية مست كل دول العالم‪.‬‬
‫‪ -‬لقد دخمت الحكومات العالمية في صراع مع انشار ىذا الوباء وفرضت الكثير من اإلجراءات‬
‫والسياسات لمتصدي ليذه الجائحة وتفادي خطرىا خاصة عمى التجارة الدولية‪.‬‬
‫أسباب الدراسة‪:‬‬
‫من األسباب التي دفعتنا الختيار ىذا الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬الفضول الذي يجرنا لمعرفة التجارة الدولية وأىميتيا ومدى أثرىا عمى اقتصادات الدول في‬
‫األزمات‪.‬‬
‫‪ -‬الميل لمتعمق أكثر في الكشف عن فيروس كورنا وأثره عمى االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مدى استجابة العالم لألوبئة وصدىا والكف من خطورتيا عمى التجارة الدولية‪.‬‬
‫أىمية الدراسة‪:‬‬
‫تعتبر ىذه الدراسة ذات أىمية كبيرة ألن التجارة الدولية تعتبر من اىم الموضوعات‪ ،‬كونيا أحد النقاط‬
‫التي تربط دول العالم اقتصاديا واجتماعيا بشكل دائم كما انو قطاع حساس تتأثر الدول بمجرد تأثر ىذا‬
‫القطاع‪ ،‬وفيروس كورنا الذي ألحق ضر ار كبي ار بالتجارة الدولية يعتبر سابقة في العصر الحديث أدخمت‬
‫الدول إلى حالة من االضطراب والصدمة‪.‬‬
‫أىداف الدارسة‪:‬‬
‫تيدف ىذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة التجارة الدولية وأىميتيا في الحياة االقتصادية العالمية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أثر كورنا عمى االقتصاد العالمي والتجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات الجيود الدولية من أجل حماية االقتصاد والتجارة الدولية‪.‬‬
‫منيجية الدراسة‪:‬‬
‫وفي سبيل تحقيق ىذه األىداف اعتمد البحث عمى المنيج الوصفي وذلك لوصف وتوضيح بعض‬
‫المفاىيم المتعمقة بالتجارة الدولية وفيروس كورناـ وتحميل مدى أثر ىذا البواء عمى التجارة الدولية الحمول‬
‫التي انتيجتيا الدول لمتعافي االقتصادي‪.‬‬
‫تقسيمات الدارسة‪:‬‬

‫ب‬
‫مقدّمة‬
‫مقدمة وخاتمة حوت أىم ما‬
‫قسمنا العمل إلى فصمين رئيسيين‪ ،‬تسبقيا ّ‬
‫لإللمام بجوانب ىذا البحث ّ‬
‫توصمنا إليو من نتائج وأفكار‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفصل األول‪ :‬الذي يحتوي عمى مبحثين أوليا دراسة المفاىيم األولية لمتجارة الدولية‪ ،‬أما المبحث الثاني‬
‫دراسة أثر فيروس كورنا عمى االقتصاد والتجارة الدولية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تناول ىذا الفصل مبحثين أوليما عالجنا فيو انعكاسات فيروس كورونا عمى األوضاع‬
‫االقتصادية‪ ،‬المبحث الثاني‪ :‬عالج أثر الجائحة عمى التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‬
‫البحث لم يخل من صعوبات – كعادة البحوث األخرى ‪ -‬خاصة في ندرة المراجع‪ ،‬كون الموضوع‬
‫يدرس حالة يسايرىا العالم حالينا لذلك من المعقول ان تنعدم المؤلفات في ىذا الموضوع‪ ،‬أيضا ضيق‬
‫الوقت مقارنة بموضوع الدراسة ‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‬
‫عامـــــــة‬
‫مفاىيـــــــــــم ّ‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التجارة الدولية‪.‬‬


‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬عالقة الحجاج بمجالو المفيومي‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬التجارة الدولية وأزمة كورونا مفاىيم عامة‬

‫المبحث األول‪ :‬التجارة الدولية‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف التجارة الدولية وأىميتيا‪:‬‬

‫‪ – 1‬تعريفيا‪ :‬التجارة الدولية (باالنجميزية‪ )International trade :‬وىي تبادل السمع والخدمات عبر‬
‫‪1‬‬
‫الحدود والمناطق المختمفة‪ ،‬وتشكل حصة كبيرة من الناتج المحمي اإلجمالي في مختمف البمدان‪.‬‬

‫تعرف التجارة الدولية أو التجارة الخارجية أو االقتصاد الدولي بأنيا مجموعة المعامالت التجارية‬
‫الدولية في صورىا الثالثة المتمثمة في انتقال السمع واألفراد ورؤوس األموال تنشأ بين أفراد يقيمون في‬
‫وحدات سياسية مختمفة أو بين حكومات ومنظمات اقتصادية تقطن وحدات سياسية مختمفة‪.‬‬

‫ومقننة لدى‬
‫و ىي عممية تبادل السمع والخدمات بين الدول تتحكم فييا شروط وأساليب معروفة ّ‬
‫مختمف دول العالم وليا نموذجين رئيسيية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التصدير وىو خروج السمع والمنتوجات والخدمات من الدولة إلى وجية خارجية أو دولة أخرى‪.‬‬

‫ب ‪ -‬االستيراد وىو دخول السمع والمنتوجات والخدمات من دولة أجنبية الى الدولة المستقبمة ‪.2‬‬

‫وغير المنظورة ‪:‬‬


‫بأن التجارةً الدوليةً ىي‪ :‬كال من الصادرات والواردات المنظورة ً‬
‫القول ً‬
‫ً‬ ‫نستطيع‬
‫ً‬

‫‪ -‬وعرفت التجارة الدولية بأنيا‪ :‬المعامالت التجارية الدولية المتمثمة في انتقال السمع واألفراد ورؤوس‬
‫األموال‪ ،‬تنشأ بين أفراد يقيمون في وحدات سياسية مختمفة أو بين حكومات ومنظمات اقتصادية‬
‫تقطن وحدات سياسية مختمفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شيخي حفيظة‪ :‬ترشيد السيايات التجارية من أجل اإلندماج اإليجابي لمجزائر في االقتصاد (المنظمة العالمية لمتجارة)‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطمبات شيادة الماجستير في االقتصاد تحصص مالية دولية‪ ،‬إشراف بن بوزيان محمد‪ ،‬المدرسة الدكتورالية‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬عموم التسيير‪ ،‬والعموم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة وىران‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 – 2011 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬رشاد العصار‪ ،‬حسام داود‪ :‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ، 2000 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪5‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬من التعاريف السابقة نستنتج أن التجارة الخارجية عبارة عن مختمف عمميات التبادل التجاري الخارجي‬
‫سواء في صور سمع أو خدمات أو أفراد أو رؤوس أموال بين أفراد يقطنون وحدات سياسية مختمفة‬
‫‪1‬‬
‫بيدف إشباع أكبر حاجات ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن التعاريف أيضا‪ :‬التجارة الدولية ىي وجود اتصال تجاري يتعدى الحدود السياسية لمدولة بحيث‬
‫تصدر إحدى الدول الفائض من منتجاتيا إلى دولة أخرى تحتاج بالفعل إلى ىذه المنتجات وتقوم‬
‫الدولة الثانية بتصدير نوع معين من المنتجات أو المواد األولية تحتاجيا دولة ثالثة وىكذا تتشابك‬
‫العالقات وتتصل الدول بعضيا البعض تجاريا‪.2‬‬
‫مبسط العممية التي يتم فييا تبادل السمع والخدمات‪ ،‬ولكن عبر الحدود والمناطق‬ ‫وىي بشكل ّ‬
‫ِّ‬
‫مصدرة وأخرى مستوردة‪،‬‬ ‫المختمفة‪ ،‬وبين الدول الموجودة فييا والدول التي تحتاج إلييا؛ أي َّ‬
‫أن ىناك دولة‬
‫وتُ ِّ‬
‫شكل حصة كبيرة من الناتج المحمي اإلجمالي في مختمف البمدان‪ ،‬وتختمف عن التِّجارة المحمية التي تتم‬
‫كمياً داخل البمد الواحد؛ وقد يطمق عمى التِّجارة الدوليَّة أحياناً اسم التِّجارة العالمية أو التِّجارة الخارجية‪.‬‬

‫ولمتجارة الدوليَّة مجموعة من القوانين تُطبَّق عمى ىذا النوع من العالقات التجارية‪ ،‬وتشمل ىذه‬
‫القوانين‪ :‬االعتمادات المصرفيَّة‪ ،‬والنقل والتأمين‪ ،‬والممكيَّة الصناعية‪ ،‬وعقود نقل التكنولوجيا‪ ،‬والشركات‬
‫المتعددة الجنسيات واالستثمارات‪.‬‬

‫وتُمثِّل التِّجارة الدوليَّة أحد فروع التِّجارة الذي يختص بمجال المعامالت التجارية التي تتم بين الدول‪،‬‬
‫والتي يتم تبادليا بين البمد المصدر (الدولة البائعة) والبمد المستورد (الدولة المشترية)‪ 3.‬ومنظمة التِّجارة‬
‫َّ‬
‫الدولية‪ ،‬وتأخذ عمى عاتقيا كل ما يتعمق بيا من قوانين ناظمة ليا‬ ‫الدولية‪ 4‬ىي التي تقوم بدعم التِّجارة‬
‫بين مختمف البمدان‪.‬‬

‫‪ – 2‬أىميتيا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فراس األشقر‪ ،‬محاضرة التجارة الدولية‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬جامعة حماة‪ ،‬سوريا‪ ،2017 – 03 – 10 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪2‬صالح الدين نامق‪ :‬التجارة الدولية‪ ،‬دار المعارف مصر القاىرة‪ ،‬ط‪ ، 1967 ،3‬ص‪. 1‬‬
‫‪3‬‬
‫موقع النجاح‪ :‬مفيوم التجارة الدولية وأىميتيا‪ ،2021 – 10 – 31 ،‬تاريخ الدخول ‪. /https://www.annajah.net ،2022 – 05 – 16‬‬
‫‪4‬‬
‫منظمة التجارة الدولية ‪ :‬ىي منظمة عالمية‪ ،‬ليا مقر في مدينة جنيف بسويسرا‪ ،‬وكانت نشأتيا نتيجة لممفاوضات التجارية الدوليَّة متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬وا َّن ميمتيا األساسية ىي ضمان انسياب التِّجارة الدوليَّة انسياباً سمساً وسيالً ويسي اًر‪ ،‬وتضم ‪ 164‬دولة من مختمف أنحاء العالم‪ .‬المرجع‬
‫نفسو‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫لتطور التجارة الدولية وقوانينيا؛ ولنا أن نرى‬
‫إن تطور االقتصاد في كافة دول العالم راجع أساسا ُّ‬
‫أىميتيا البارزة في الدور الذي تمعبو في دعميا لممنافع التي تخمقيا لدى الدول التي تكون نشطة لدييا؛‬
‫المميزات التي تُ ِّ‬
‫قدميا الدول األُخرى؛ وينتج ذلك بسبب عدم قدرة‬ ‫ِّ‬ ‫حيث َّإنيا تدعم استفادة كل دولة من‬
‫بعض الدول عمى توفير حاجات مجتمعاتيا باالعتماد عمى مواردىا المحميَّة فقط‪ ،‬كما من الممكن‬
‫االستفادة من ىذه الموارد في حال استخداميا بطرائق جديدة ومبتكرة تتميز باإلبداع؛ بيدف تصديرىا إلى‬
‫‪1‬‬
‫بناء عمى النقاط اآلتية‪:‬‬ ‫دول العالم‪ ،‬ويمكننا توضيح أىمية التِّجارة الدوليَّة توضيحاً دقيقاً إلى ٍّ‬
‫حد ما ً‬

‫‪ -‬ربط الدول والمجتمعات مع بعضيا البعض زيادة عمى اعتبارىا أداة لتصريح فائض اإلنتاج عن حاجة‬
‫السوق المحمية‪.‬‬

‫‪ -‬اعتبارىا مؤش ار جوىريا عمى قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولي وذلك الرتباط ىذا‬
‫المؤشر باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة عمى التصدير‪ ،‬ومستويات الدخول فييا وقدرتيا كذلك‬
‫عمى االستيراد وانعكاس ذلك كمو عمى رصيد الدولة من العمالت األجنبية وما لو من آثار عمى الميزان‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق المكاسب عمى أساس الحصول عمى سمع تكمفتيا أقل مما لو تم إنتاجيا محميا‪.‬‬

‫‪ -‬التجارة الدولية تؤدي إلى زيادة الدخل القومي اعتمادا عمى التخصص والتقسيم الدولي لمعمل‪.‬‬

‫‪ -‬نقل التكنولوجيات والمعمومات األساسية التي تفيد في بناء االقتصاديات المتينة وتعزيز عممية التنمية‬
‫الشاممة ‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق التوازن في السوق الداخمية نتيجة تحقيق التوازن بين كميات العرض والطمب‪.‬‬

‫‪ -‬االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطمبات والرغبات واشباع الحاجات‪.‬‬

‫‪ -‬إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدول األخرى المتعاممة معيا‪. .‬‬

‫‪ -‬العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود وتقصير المسافات والتي تحاول أن تجعل العالم بمثابة قرية‬
‫جديدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فراس األشقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪7‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -3‬أىدافيا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يمكن إبراز النقاط التي تيدف التجارة الدولية إلى تحقيقيا في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬االستفادة القصوى من فائض اإلنتاج‪ ،‬إذ التصدير يؤدي إلى زيادة الناتج الوطني مما ينعكس عمى‬
‫وضع العمالة‪ ،‬وتوفير السمع الضرورية واألساسية‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬إذ أن ضعف التصدير يؤدي‬
‫إلى خسارة في الناتج الوطني وتخفيض مساىمة الدولة وزيادة البطالة وتدىور المستوى المعيشي‬
‫لألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬استيراد السمع الضرورية التي ال يمكن إنتاجيا محميا لسبب ما‪ ،‬فعمى سبيل المثال يمكن استير اد‬
‫اآلالت والمعدات الضرورية الالزمة لبناء مصنع نسيج‪ ،‬إذ يمكن أن يوفر ىذا المصنع العديد من‬
‫فرص العمل‪ ،‬وبالتالي المساىمة في عممية التنمية ‪ ًً .‬بتكاليف معقولة‪ ،‬فإن مثل ىذا ‪.‬‬
‫‪ -‬إحالل الواردات‪ ،‬وىذا يتوقف عمى عنصر التكمفة‪ ،‬فإذا كانت السمع يمكن إنتاجيا محمياَّ أنو يساعد‬
‫عمى ترويج السياسةً اإلنتاج يمكن أن يسبب مشاكل إدارية ورأسمالية ومشاكل في القدرات الفنية‬
‫أيضا‪ ،‬إال التجارية‪ ،‬وبالتالي يمكن من القيام بعمميات التصدير الميمة‪.‬‬
‫‪ -‬نقل التكنولوجيا والتقنية لبناء واعادة ىيكمة البنى التحتية لمدولة‪.‬‬
‫االستفادة من تكنولوجيا المعمومات باعتبارىا السبيل الوحيد أمام الدول النامية لمعبور اآلمن‪ ،‬وتضييق‬ ‫‪-‬‬
‫الفجوة القائمة بين البمدان المتقدمة والبمدان النامية‪..‬‬
‫‪ -‬دراسة موازين المدفوعات لمدول‪ ،‬ونظم أسعار الصرف فييا ومعالجة االختالف في موازين‬
‫المدفوعات‪.‬‬
‫دراسة السياسات التجارية المتبعة من قبل تمك الدو ل في مجال التجارة الخارجية كسياسة الحماية أو‬ ‫‪-‬‬
‫الحرية وغير ذلك‪.‬‬
‫دراسة العالقات الدولية في إطار التكتالت الدولية وسماتيا المميزة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تطور التجارة الدولية‪:‬‬

‫‪ – 1‬لمحة تاريخية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وليد عابي‪ :‬حماية وتحرير التجارة الخارجية في إطار المنظمة العالمية لمتجارة – دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬أطروحة مقدمة ضمن متطمبات شيادة‬
‫الدكتوراه في العموم االقتصادية تخصص االقتصاد الدولي والتنمية المستدامة‪ ،‬إشراف‪ :‬األخضر عزي‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم‬
‫التسيير ‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ، 2019 – 2018 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪8‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫ظمت التجارة نشاطا شائعا منذ العصر الحجري فمن مقايضة الحبوب بفراء الحيوانات إلى ظيور‬
‫العمالت النقدية والسندات في العصور الوسطى وقد تزايدت المعامالت التجارية طوال التاريخ مع تحسن‬
‫وسائل النقل وتسببت الثورة الصناعية في إعطاء دفعة جديدة لمتطورات التجارية؛ حيث أن التجارة العالمية‬
‫تضاعفت ‪ 46‬مرة في الفترة ما بين ‪ 1720‬إلى ‪ 1971‬أي بنسبة ‪ % 2.1‬سنويا‪ ،‬وقد تضاعفت أكثر‬
‫أىمية التجارة الدولية بحمول اقرون األخيرة سواء إقتصاديا أو سياسيا أو حتى اجتماعيا‪ ،‬وقد عبر المجتمع‬
‫الدولي عن ىذه األىمية من خالل إطالق اتفاقية الجات (‪ )Gatt‬ثم منظمة التجارة العالمية (‪ )OMC‬التي‬
‫يراد ليا أن تنظم العمل التجاري العالمي عمى الرغم من وجود اختالف في وجيات النظر من حيث‬
‫الفوائد المرجوة من ىذه المنظمة‪ ،‬ومن بين االسباب التي أدت بتزايد التجارة الدولية االكتشافات الغير‬
‫مسبوقة التي حدثت في مجاالت النقل ‪ ،‬واالتصاالت وتقنية المعمومات ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ويالحظ أن االقتصاد العالمي قد اجتاز طريقا طويال ومعقدا في تكوينو وتطوره فيرة البعض أن ظيوره‬
‫يعود إلى الحقبة الرومانية فيما يرد آخرون ظيور االقتصاد العالمي إلى زمن االكتشافات الجغرافية‬
‫العالمية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر مما أدى إلى تسريع وتيرة التجارة العالمية باألحجار‬
‫الكريمة والعبيد ‪...‬إلح ومع التطورات الحاصمة آنذاك شيدت التجارة الدولية تطو ار يقترن دائما والعالقات‬
‫االقتصادية الدولية وذلك باتساع شبكات الطرق التي تربط بين الدول واألقاليم‪ ،‬بناء الموانئ‪ ،‬إنشاء‬
‫الممرات المائية‪ ،‬تحسين المالحة‪ ....‬باإلضافة إلى التطور الكبير لشبكات السكك الحديدية عبر القارات‬
‫‪1‬‬
‫الخمس‪.‬‬

‫‪ – 2‬مراحل تطور التجارة الدولية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مرت التجارة الدولية بمراحل ىي‪:‬‬

‫المرحمة األلى (‪ :)1763 - 1488‬ظيرت ىذه المرحمة أثناء االكتشافات الجغرافية وغزو القارات التي‬
‫قام بيا التجار األوروبيون كذلك فتح الطريق التجاري نحو اليند كل ىذا لعب دور المحرك في فك العزلة‬
‫ما بين القارات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شيخي حفيظة‪ ،‬مرجع سابق‪.14 – 13 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪ ، 14‬نقال عن فؤاد محمد الصقار‪ :‬جغرافية التجارة الدولية‪ ،‬منشاة المعارف باإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،199 ،3‬ص ‪.19 – 12‬‬
‫‪01‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫المرحمة الثانية (‪ :)1883 - 1763‬في الجزء الثاني من القرن ‪ 18‬كانت إنجمت ار مركز االقتصاد‬
‫العالمي إذ شيدت إنتاجيا وفرة مما فتح ال مجاالت لتصدير الفائش المنتج إلى المستعمرات مما سمح‬
‫بتقسيم التجارة ما بين الدول األوروبية والدول المستعمرة الي سمحت بظيور ما يسمى بالتبادل االمتكافئ‪.‬‬

‫متعددة الجنسيات ظيرت المرحمة إذ تميزت‬


‫المرحمة الثالثة (‪ :) 1980 – 1883‬مع ظيور أول شكرة ّ‬
‫بسيطة النظام الرأسمالي بقيادة الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫المتعددة الجنسيات‬
‫ّ‬ ‫المرحمة الرابعة (‪ – 1980‬إلى يومنا ىذا)‪ :‬تتمثل ىذه المرحمة بضيور الشركات‬
‫أيضا بإعادة الييكمة التي تربط بين الدول النامية وصندوق النقد الدولي‪ ،‬ظيور ما يسمى بالعولمة والتي‬
‫تدل عمى اندماج أسواق السمع وعوامل اإلنتاج باإلضافة إلى زيادة أنواع السمع التي يتم تصديرىا وأيضا‬
‫ما يترتب من آثار سمبية عمى البيئة‪.‬‬

‫‪ - 3‬عوامل تطور التجارة الدولية‪:‬‬

‫ىناك عوامل دعة ساىمت في تحقيق قفزة نوعية في التجارة الدولية كما ساىمت في رفع العالقات‬
‫االقتصادية بين دول العالم‪ ،‬نذكر أىما‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تطور حجم المبادالت التجارية ‪:‬خالل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أخذت التجارة العالمية‬
‫تتطور بمعدالت نمو اإلنتاج العالمي ‪ ،‬حيث وصل متوسط معدل نمو التجارة الدولية إلى ‪ 5.5‬بالمائة‬
‫سنويا خالل الفترة الممتدة من ‪ 1990‬إلى ‪ 1995‬كما أن المبادالت التجارية الحالية قد تضاعفت بحوالي‬
‫‪ 40‬مرة مقارنة بما تبادلو دوليا سنة ‪ ،1995‬وىناك العديد من العوامل التي ساعدت عمى تحقيق ىذا‬
‫التطور الكبير في حجم المبادالت الدولية أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬تطور وسائل المواصالت ‪:‬حيث يتوفر العالم اليوم عمى وسائل مواصالت متنوع وجد متطورة وسريعة‬
‫وذات قدرات شحن كبيرة‪ ،‬فإذا أخذنا عمى سبيل المثال النقل البحري والذي يعتبر وسيمة النقل األكثر‬
‫استخداما في التبادالت الدولية بضمانو لنقل ثالث أرباع المنتجات المتبادلة دوليا‪ ،‬فقد سجمت ىذه الوسيمة‬
‫تطورات كبيرة خالل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬من خالل الزيادة في حجم السفن البحرية وظيور‬
‫ما يسمى بالبوارج‪ ،‬والتي تممك القدرة عمى نقل كميات ضخمة من المنتجات ‪ ،‬وباإلضافة إلى ظيور‬
‫أصناف عديدة من السفن والبوارج المتخصصة في شحن ونقل بضائع محددة ‪ ،‬مثل البوارج الخاصة بنقل‬
‫الحاويات وكذلك تمك المتخصصة في نقل المواد الطاقوية كالبترول والغاز‪.....‬كل ىذه التطورات في‬

‫‪00‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫وسائل المواصالت في وسائل المواصالت ساىمت بطريقة مباشرة في زيادة حجم المبادالت التجارية‬
‫‪1‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء مناطق التبادل الحر ‪:‬بفضل ظيور بعض المنظمات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬مثل االتفاقية العامة‬
‫لمتعريفات الجمركية والتجارة التي تأسست عام ‪ 1947‬وحمت محميا منظمة التجارة العالمية في عام‬
‫‪ ، 1995‬فإن ميمة منظمة التجارة العالمية ىي التفاوض عمى اتفاقيات دولية لتعزيز تيسير التجارة وتبادل‬
‫باستثناء ظيور بعض المنظمات والمجموعات المحمية‪ ،‬مثل االتحاد األوروبي الذي تم‬ ‫حركة البضائع‪.‬‬
‫إنشاؤه عام ‪ 1957‬أو اتفاقية التبادل ألمريكا الشمالية عام ‪1992‬؛ ألن ىذه المجموعات االقتصادية‬
‫تساعد في دعم التبادل الحر لممنتجات‪.‬‬

‫‪ -‬ظيور الشركات المتعددة الجنسيات‪ :‬عادة ما تتميز ىذه األنواع من الشركات بنطاق واسع‪ ،‬فيي‬
‫تطور وتتوسع في أعماليا في العديد من البمدان من خالل السعي المستمر لإلنتاج بأقل تكمفة ممكنة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وليذا السبب فإنيا تنقل جزًءا من أنشطتيا اإلنتاجية إلى البمدان ذات العمالة بتكمفة منخفضة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬نمو تجارة المنتجات المصنعة‪:‬‬

‫خالل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لوحظ تطور في طبيعة المنتجات المتبادلة دوليا ‪ ،‬حيث‬
‫اتجيت التجارة الدولية لمتركيز أكثر عمى تبادل المواد المصنعة ‪ ،‬مما أدى إلى زيادة حجم المبادالت‬
‫الدولية لمسمع المصنعة ‪ ،‬وىذا نتيجة لمزيادة المطردة في االستيالك وبالتالي الطمب العالمي عمييا ‪ ،‬حيث‬
‫يمثل اليوم ىذا النوع من المنتجات ثالث أرباع الصادرات العالمية والتي تشتمل خصوصا عمى اآلالت ‪،‬‬
‫وسائل النقل ‪ ،‬المعدات المكتبية وباإلضافة إلى أجيزة اإلعالم واالتصال‪ .‬وعادة ما يتم تبادل ىذا النوع‬
‫من المنتجات بين الدول الغنية‪.‬‬

‫أما فيما يتعمق بالمواد األولية والمتمثمة في المنتجات الفالحية (القطن‪ ،‬القمح‪ ،‬البن‪ ،‬الكاكاو‪)...،‬‬
‫والمنتجات المنجمية والطاقوية ( الفحم الحجري‪،‬البترول‪ )...،‬فال تمثل اليوم سوى حوالي ربع الصادرات‬
‫العالمية ‪ ،‬ىذا التوجو الجديد في التجارة العالمية أدى إلى تركز المبادالت الدولية في األساس بين الدول‬
‫الشمال األكثر تطو ار وتقدما عمى حساب دول الجنوب األكثر فق ار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منتدى طالب مستغانم‪ :‬تطور التجارة الدولية‪ ،2010 – 06 – 25 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 01‬‬
‫‪. /https://mostaetud.ahlamontada.net‬‬
‫‪2‬‬
‫لينا الصمادي‪ :‬ما ىي عوامل تطور التجارة الدولية‪ ،‬موقع إي عربي‪ ،2021 – 07 – 28 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 01‬‬
‫‪. /https://e3arabi.com‬‬
‫‪01‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫جـ ‪ -‬تركز التجارة الدولية حول ثالثة أقطاب كبرى‪.‬‬

‫خالل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أخذت التجارة العالمية في التطور خصوصا بين ثالثة‬
‫أقطاب كبرى‪ ،‬والتي تظم الدول ذات االقتصاديات األقوى دوليا ‪ ،‬والمتمثمة في دول أمريكا الشمالية‪ ،‬دول‬
‫ارويا الغربية ‪ ،‬ودول شرق أسيا والتي ترجع سيطرتيا عمى التجارة العالمية في األساس إلى التنويع في‬
‫منتجاتيا وتحكميا في التكنولوجيا المتطورة باإلضافة امتالكيا لطرق مواصالت متطورة حيث تستحوذ ىذه‬
‫األقطاب الثالثة عمى أكثر من ‪ 87‬بالمائة من المبادالت الدولية ‪،‬من خالل تصديرىا لممنتجات المصنعة‬
‫والخدمات باإلضافة إلى رؤوس األموال والمعمومات ‪ ،‬كما تحول كل دولة من ىذه األقطاب الثالثة ‪،‬‬
‫تحاول دعم مركزىا في التجارة الدولية من خالل البحث عن إنشاء مناطق لمتبادل الحر مع الدول‬
‫بيا‪.1‬‬ ‫المحيطة‬
‫المطمب الثالث‪ :‬نظريات التجارة الدولية‪:‬‬

‫نظريات التجارة الدولية ىي ببساطة نظريات مختمفة لشرح التجارة الدولية‪ .‬التجارة ىي مفيوم تبادل‬
‫السمع والخدمات بين شخصين أو كيانين‪ .‬التجارة الدولية إذن ىي مفيوم ىذا التبادل بين الناس أو‬
‫الكيانات في بمدين مختمفين‪.‬‬

‫في ىذا الجزء من البحث سنتناول بالدراسة نظريات التجارة الدولية المختمفة التي تطورت خالل القرن‬
‫الماضي والتي ىي األكثر صمة اليوم‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ - 1‬النظرية الكالسيكية‪:‬‬

‫تشكل النظرية الكالسيكية األساس النظري لدراسة النظريات الحديثة في التجارة الخارجية‪ ،‬حيث‬
‫ظيرت في الربع األخير من القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر‪ ،‬حيث سعت النظرية الكالسيكية‬
‫إلى توضيح السبب الرئيسي لقيام التجارة الخارجية‪ ،‬حيث تعتبر كأساس في تحميل تطور نظرية التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬إذ جاءت كرد فعل لمذىب التجاريين الذين نادوا بضرورة تقييد التجارة الخارجية لمحصول عمى‬
‫أكبر قدر ممكن من المعادن النفيسة‪ ،‬دافعت النظريات الكالسيكية عمى مبدأ التحرير التجاري‪ ،‬وترى فيو‬
‫أنو ضروري لتطور الدول وتحقيق النمو االقتصادي ‪.‬‬

‫تقوم النظرية الكالسيكية عمى الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫منتدى طمبة مستغانم‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪02‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬االقتصاد في حالة التشغيل التام وسيادة حالة المنافسة التامة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى نظرية القيمة في العمل أي أن العمل ىو العنصر اإلنتاجي الوحيد المحدد لتكمفة‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫حيادية النقود وحرية حركة عوامل اإلنتاج داخل الدول وليس خارجيا‬ ‫‪-‬‬
‫ويعتبر دافيد ىيوم وآدم سميث‪ ،‬ودافيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل‪ ،‬أىم منظري المدرسة الكالسيكية‪،‬‬
‫وفيما يمي نتطرق إلى أىم أفكار المدرسة التجارية‪ ،‬وكذا نظريات المدرسة الكالسيكية المفسرة لمتجارة‬
‫‪1‬‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ – 2‬النظرية النيوكالسيكية‪:‬‬

‫تعتبر نظرية ىكشر‪-‬أولين أحد النظريات األكثر تفسي ار ألسباب االختالف القائم في النفقات النسبية‬
‫التجارة الدولية عمى أساس اختالف األسعار النسبية لعناصر اإلنتاج في البمدان المختمفة كنتيجة حتمية‬
‫االختالف في الوفرة والندرة النسبية ليذه العوامل بتفاوت نسب من عناصر اإلنتاج في إنتاج السمع‪.‬‬

‫ويرى "ىكشر" أن التبادل الدولي قائم عمى أساس المزايا النسبية التي يحققيا كل بمد والناتجة عن‬
‫كثافة أو قمة في عوامل اإلنتاج في ىذا البمد‪ ،‬ووفرة عامل اإلنتاج يعني انخفاض سعره نسبيا‪ ،‬وعميو ىذا‬
‫االنخفاض ينتج عنو انخفاض نسبي لسعر السمعة‪ ،‬وقد بين "ىكشر" درجة االىتمام بجانب العرض في‬
‫تفسيره ألسباب قيام التجارة الدولية واختالف دوال اإلنتاج لمسمع بين الدول‪ ،‬أي تباين نسبة عناصر‬
‫اإلنتاج في إنتاج السمع‪ ،‬باالعتماد عمى احتياج السمع إلى نسب متفاوتة من عناصر اإلنتاج‪ ،‬وعميو‬
‫فالتبادل الدولي يرتكز عمى المزايا النسبية التي يحصل عمييا كل بمد من تصديره لمسمع التي يتميز بوفرة‬
‫‪2‬‬
‫عناصر اإلنتاج الالزمة إلنتاجيا‪.‬‬

‫عمى اساس ما سبق قام "أولين" بتكييف النظرية واعتبر أن التفاوت في نسب عناصر اإلنتاج عند‬
‫إنتاج السمع أمر بدييي‪ ،‬أما الميم فيو تماثل دالة اإلنتاج لمسمعة الواحدة‪ ،‬كما يضيف بعض العوامل‬
‫المرتبطة بطمب المستيمكين‪ ،‬والتي تحدد رغباتيم من السمع المختمفة والظروف التي تتحكم في ممكية‬
‫عناصر اإلنتاج ومنو فاألسعار النسبية لعوامل اإلنتاج تتأثر بأذواق المستيمكين‪ ،‬إذ أن ارتفاع الطمب عمى‬
‫سمعة ما يسبب ارتفاع سعرىا فاألسعار النسبية لعوامل اإلنتاج قد تتأثر بأذواق المستيمكين‪ ،‬فارتفاع الطمب‬

‫‪1‬‬
‫وليد عابي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫بن شني عبد القادر‪ :‬تسيير عمميات التجارة الدولية‪ ،‬محاضرات بيداغوجية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم – الجزائر‪– 2020 ،‬‬
‫‪ ،2021‬ص ‪.20 – 19‬‬
‫‪03‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫عمى سمعة يؤدي إلى ارتفاع السعر النسبي لمعنصر المتوفر نسبيا في إنتاج ىذه السمعة‪ ،‬وعميو أذواق‬
‫المستيمكين قد تقمل أو تمغي الميزة النسبية ليذا العنصر‪ ،‬وتماثل األذواق في البمدان المختمفة شرط أساسي‬
‫ليذه النظرية‪ ،‬و السبب الرئيسي لقيام التجارة الدولية يرجع الختالف في الوفرة والندرة النسبية لعناصر‬
‫‪1‬‬
‫اإلنتاج زيادة إلى تماثل أذواق المستيمكين‪.‬‬

‫وتم انتقاد ىذه النظرية كونيا تيتم بالندرة أو الوفرة النسبية لعناصر اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي فيي أغفمت‬
‫الجانب النوعي‪ ،‬وترتكز كذلك عمى تجانس عوامل اإلنتاج في جميع البمدان وىذا غير منطقي ألن ىذه‬
‫العوامل غير متجانسة ومتنوعة تختمف باختالف البمدان‪ ،‬كما أنو ال يمكن أن تتساوى نسب مزج ىذه‬
‫العناصر عند إنتاج منتوج معين في بمدان متباينة نظ ار لمتفاوت التقني والفني الموجود بينيا‪.‬‬

‫‪ – 3‬النظريات الحديثة‪:‬‬

‫تعتبر النظريات الحديثة نتاج لمنقائص التي عرفتيا النظريات السابقة في تفسير خصوصيات التبادل‬
‫الدولي الحالي‪ ،‬ويمكن التطرق إلى أىم النظريات التي تناولت الخصوصيات بدءا بالعامل التكنولوجي‪،‬‬
‫وصوال لممنافسة غير التامة واقتصاديات الحجم‪ ،‬ونموذج الجاذبية‪.‬‬

‫يعتبر العامل التكنولوجي مفتاح لمتجارة الدولية ألنو يسمح باكتساب مزايا التصدير لمدول‪ ،‬وقد دعمت‬
‫الفكرة من خالل نظرية الفجوة التكنولوجية ونظرية دورة حياة المنتج‪ ،‬فحسب "بوسنر" ‪" J. Posner‬في‬
‫نظريتو الفجوة التكنولوجية ‪ ،1961‬فأن الدول ذات التشابو في عوامل اإلنتاج تقوم بالتبادل التجاري فيما‬
‫بينيا‪ ،‬وىذا عكس تماما نتائج "ىكشر واولين" حيث أن اختراع وابتكار طرق جديدة في إنتاج سمع جديدة‪،‬‬
‫يمكن بعض الدول أن تكون مصدرة بغض النظر عن نسب عوامل اإلنتاج التي تتمتع بيا‪ ،‬عمى اعتبار‬
‫أن تفوقيا التكنولوجي يمكنيا بأن يكون ليا احتكار التصدير في سمع القطاع المعني ‪ ،‬ولقد ركز "بوسنر"‬
‫في تفسيره عمى مصطمحين أساسين أوليما فجوة الطمب وىي تمك الفترة الزمنية بين بداية إنتاج السمعة في‬
‫الدولة األم‪ ،‬وبداية استيالكيا في الخارج وثانيما فجوة التقميد وىي تمك الفترة بين بداية إنتاج السمعة‬
‫الجدي دة في الدولة األم وبداية إنتاجيا في الخارج‪ ،‬وحسب ىذا النموذج فإن الدول المتفوقة تكنولوجيا تطرح‬
‫في السوق منتجات جديدة أو منتجات ذات جودة أفضل أو ذات تكمفة اقل‪ ،‬تسمح ليا باكتساب مزايا‬
‫احتكارية مقارنة بغيرىا من الدول المقمدة لممنتوج‪ ،‬وىذا ما يسمح ليا بتصدير ىذا المنتج إلى بقية الدول‪،‬‬
‫كون المستيمكين في الدول األخرى يطمبون السمعة قبل أن يستجيب المنتجون المحميون ليذا الطمب عمى‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪04‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫السمعة المستوردة‪ ،‬وعميو تبقى الدول صاحبة التفوق التكنولوجي تنفرد باحتكار مؤقت في إنتاج وتصدير‬
‫السمع ذات التقدم التكنولوجي إلى الدول األخرى‪ ،‬ما دامت فجوة الطمب أكبر من فجوة التقميد‪ ،‬لكن مع‬
‫توسع إنتاج ىذه السمعة تأخذ العممية اإلنتاجية لممنتوج شكميا النمطي‪ ،‬عندىا يمكن إنتاج نفس المنتوج في‬
‫الدول المستوردة وىذا يزيل االحتكار‪ ،‬ما يعاب عمى ىذه النظرية أنيا لم تتوصل الى قياس لحجم الفجوة‬
‫التكنولوجية‪ ،‬وكذا المدى الزمني الذي تستغرقو تمك الفجوة قبل تالشييا ‪ ،‬إضافة إلى ذلك تأكيد الدراسات‬
‫عدم تميز النموذج بالواقعية‪ ،‬كون األجور العامل اليام في تحديد نمط التجارة في المدى الطويل‪ ،‬وعدم‬
‫‪1‬‬
‫توفر األسباب التي تؤدي إلى االبتكارات‪.‬‬

‫فشمت النظريات السابقة في تفسير أسباب قيام التبادل التجاري بين الدول بسبب سرعة التقدم‬
‫التكنولوجي وزيادة عدد الشركات الكبيرة‪ .‬أما في نظرية دورة حياة المنتج‪ :‬فان العديد من سمع الشركات‬
‫تمر بمراحل حياتية وخالل ىذه العممية التي يمكن وضعيا بعدة مراحل (الظيور ثم النمو ثم النضوج ثم‬
‫االنحدار) وقد اعتمدت عدة دراسات عمى دورة حياة السمعة في تفسيرىا لمتجارة الخارجية ومنيا دراسة‬
‫(ويمز وىيرش ‪ ) 1971‬حيث بينت النتائج عمى أن األداء والسموك التصديري لمشركة يتأثر بخصائص‬
‫السمعة‪ .‬وعمي الرغم من أنيا النظرية األولي لتفسير أسباب التبادل التجاري عمي مستوي الشركات إال أنيا‬
‫تعاني من المشاكل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ليس من الضروري أن تمر جميع أنواع السمع في المراحل نفسيا‪.‬‬


‫كزت في تفسيرىا لسموك التسويق الدولي عمى أنواع معينة من السمع وبالخص السمع ذات التقنية‬ ‫‪-‬‬
‫الفنية العالية‪.‬‬
‫تجاىمت العديد من العوامل األخرى الداخمية ذات العالقة بأىداف وفمسفة الشركة وخصائص متخذي‬ ‫‪-‬‬
‫الق اررات‪.‬‬
‫لم تبين كيفية إمكانية تحسين مستوي األداء التصديري لمشركات والعوامل المحددة لنجاحيا‪.2‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫بن شني عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22 – 21‬‬
‫‪2‬‬
‫أدم سميث‪ :‬نظريات التجارة الدولية‪ ،‬عرض تقديمي‪ ،‬موقع ‪ SlidePlayer‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 02‬‬
‫‪. /https://slideplayer.ae/slide/17166472‬‬
‫‪05‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األزمة الصحية العالمية كوفيد ‪. 19‬‬

‫المطمب االول‪ :‬نظرة تاريخية حول نشأة وتطور الجائحة‪:‬‬

‫‪ - 1‬نشأة فيروس كورنا وتطوره‪:‬‬

‫التزال تثار الكثير من األسئمة حول فيروس كورونا بينيا تمك المرتبطة بتاريخ ظيوره‪ .‬وتطرح في ىذا‬
‫السياق العديد من الفرضيات‪ .‬عمما أن عدة أطراف في العالم تتيم الصين‪ ،‬التي أعمنت ظيور الفيروس‬
‫نياية ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2019‬بأنيا أخفت الحقيقة أو جزءا من ىذا الحقيقة‪ ،‬ولم تبمغ العالم بخطورة‬
‫الوباء في الوقت المناسب حتى تتخذ بقية الدول احتياطاتيا الالزمة‪.‬‬

‫لقد بدأ تسارع التطورات المرتبطة بالفيروس خالل النصف الثاني من شير يناير‪/‬كانون الثاني‬
‫‪ .2020‬ففي ‪ 20‬يناير‪ /‬كانون الثاني من نفس السنة أعمن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن فيروس‬
‫كورونا مرض معد ينتقل بين البشر‪ .‬وفي ‪ 21‬من نفس الشير بمغ عدد الوفيات في الصين ‪ ،6‬وقال‬
‫متحدث باسم و ازرة الخارجية الصينية‪ ،‬قنغ شوانغ‪ ،‬إن بالده أطمعت منظمة الصحة العالمية والدول المعنية‬
‫حول الوباء منذ ظيوره ألول مرة‪.‬‬

‫وفي ‪ 23‬من يناير‪/‬كانون الثاني‪ ،‬تحدثت بكين عن إصابة ‪ 614‬شخصا بالوباء‪ ،‬توفي إثرىا ‪ 17‬شخصا‪،‬‬
‫وفرضت الصين الحجر الصحي في ووىان‪ .‬ومع ارتفاع عدد الضحايا‪ ،‬بدأت تتضح خطورة المرض‪،‬‬
‫وانتاب العالم القمق والخوف من توسع انتشار الوباء‪ ،‬ثم الشك في المعمومات الصينية بخصوصو بينيا‬
‫‪1‬‬
‫تاريخ ظيوره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فرانس ‪ ،24‬تاريخ ظيور فيروس كورونا‪...‬المغز الذي يحير العالم‪ ،‬موقع إلكتروني‪. /https://www.france24.com/ar :‬‬
‫‪06‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫لمحت وأظيرت شكوكا حول إمكانية ظيور‬
‫في حين نجد العديد من الجيات المختصة في العمم قد ّ‬
‫الوباء قبل التاريخ الذي أعمنت عنو الصين؛ أي أن الفيروس يمكن أن يكون قد ظير قبل ذلك لكن‬
‫الصين قد أحفت األمر عن العالم ألغراض مجيولة ومن بين الجيات التي صرحت بيذا األمر نجد‪:‬‬

‫أ ‪ -‬صحيفة "ساترداي تمغراف" األسترالية‪:‬‬

‫نشرت ىذه الصحيفة ممفا‪ ،‬قالت فيو إن الصين كذبت عمى العالم بشأن تفشي فيروس كورونا‪،‬‬
‫وقامت "بإسكات األطباء الذين حاولوا التحدث عن الفيروس في وقت مبكر‪ ،‬وتدمير األدلة في المختبرات‪،‬‬
‫ورفض تقديم عينات لمعمماء الذين كانوا يسعون إليجاد لقاح ‪".‬وىذا يحيل أيضا إلى تحميل الرئيس‬
‫‪1‬‬
‫األمريكي دونالد ترامب بكين مسؤولية انتشار الجائحة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الفرنسية إيمودي كموفيل‪:2‬‬

‫صرحت ىذه األخيرة في مقابمة مع قناة محمية فرنسية في مارس‪ /‬آذار األخير أن الكثير من الرياضيين‬
‫الذين شاركوا في األلعاب العسكرية العالمية في ووىان في أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪ ،2019‬قد تعرضوا‬
‫صرحت‬
‫لوعكة صحية صعبة جدا‪ ،‬مما يزيد الشكوك بظيور الوباء في ذلك الوقت أي قبل التاريخ الذي ّ‬
‫عنو الصين‪.‬‬

‫وقالت البطمة الفرنسية إنيا "ربما أصيبت بكوفيد‪ 19-‬مثل العديد من أعضاء الوفد الفرنسي"‪ ،‬معتمدة‬
‫في تصريحاتيا عمى فحوصات أجراىا أحد األطباء الفرنسيين العسكريين‪ .‬وكانت كموفيل من البطالت‬
‫الرياضيات األوائل المواتي تحدثن عن فرضية إصابتين بفيروس كورونا أثناء مشاركتين في األلعاب‬
‫‪3‬‬
‫العسكرية ‪ 2019‬في الصين‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬الطبيب الفرنسي إيف كوىين‪:4‬‬

‫قال طبيب فرنسي إن مريضا ٌشخصت حالتو عمى أنيا التياب رئوي سابقا‪ ،‬بالقرب من العاصمة‬
‫الفرنسية باريس‪ ،‬في ‪ 27‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2019‬كان مصابا بالفعل بفيروس كورونا المستجد‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن الفيروس ربما وصل إلى أوروبا قبل شير تقريبا مما كان ُيعتقد‪ ،‬وقال الطبيب إيف كوىين‬

‫‪1‬‬
‫فرانس ‪ ،24‬تاريخ ظيور فيروس كورونا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫*إيمودي كموفيل‪ :‬المتخصصة في المسابقات الخماسية العسكرية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فرانس ‪ ،24‬مرجع سابق‪.‬‬
‫*‬
‫إيف كوىين ‪:‬ىو رئيس طب الطوارئ في مستشفيي "أفيسين" و"جان‪-‬فردييو" بالقرب من باريس‪.‬‬
‫‪07‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫لوسائل إعالم فرنسية إن المسحة التي أخذىا من المريض في ذلك الوقت خضعت لفحص جديد مؤخرا‪،‬‬
‫وتبين إيجابية اإلصابة بفيروس كورونا (كوفيد‪ .)19-‬وقال المريض‪ ،‬الذي تعافى بالكامل في وقتيا‪ ،‬إنو‬
‫‪1‬‬
‫ال يعرف من أين أصيب بعدوى الفيروس‪ ،‬نظ ار ألنو لم يسافر إلى أي منطقة متضررة‪.‬‬

‫وعميو فالوباء ليس بالضرورة أن يكون قد ظير في ديسمبر ‪ ،2019‬ربما أخفت الصين التاريخ‬
‫الحقيقي لظيور الوباء وساىمت بذلك‪ ،‬كما يتيميا الكثيرون‪ ،‬وربما طبيعة الفيروس (مشابو لفيروسات‬
‫سابقة) في حد ذاتو تكون ىيا السبب في تردد الصين في اعالن انتشار وباء جديد‪.‬‬

‫‪ – 2‬تعريف فيروس كورونا وطرق انتشاره‪:‬‬

‫أ – تعريفو‪:‬‬

‫فيروسات كورونا فصيمة كبيرة من الفيروسات التي تسبب اعتالالت تتنوع بين الزكام وأمراض أكثر‬
‫وخامة‪ ،‬مثل متالزمة الشرق األوسط التنفسية)‪ ، (MERS-CoV‬ومتالزمة االلتياب الرئوي الحاد الوخيم‬
‫ويمثِّل فيروس كورونا المستجد )‪ (nCoV‬ساللة جديدة لم يسبق تحديدىا‬ ‫(سارس) ‪ُ (SARS-CoV).‬‬
‫ص َدر‪ ،‬ويعني ذلك أنيا تنتقل بين الحيوانات‬ ‫ِ‬
‫الم ْ‬
‫لدى البشر من قبل‪ ،‬وتعد فيروسات كورونا َح َيوانّية َ‬
‫والبشر‪ .‬وتوصَّمت االستقصاءات المستفيضة إلى َّ‬
‫أن فيروس كورونا المسبب لمتالزمة االلتياب الرئوي‬
‫الحاد الوخيم (سارس) قد انتقل من َس َنانير الزبَّاد إلى البشر‪ ،‬بينما انتقل فيروس كورونا المسبب لمتالزمة‬
‫الشرق األوسط التنفسية من الجمال الوحيدة السنام إلى البشر‪ .‬وينتشر العديد من فيروسات كورونا‬
‫المعروفة بين الحيوانات‪ ،‬ولم تُصيب البشر بعد‪.‬‬

‫اضا تنفسية والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبات في‬


‫وتشمل األعراض الشائعة لمعدوى أعر ً‬
‫التنفس‪ .‬وفي الحاالت األكثر وخامة‪ ،‬قد تسبب العدوى االلتياب الرئوي‪ ،‬ومتالزمة االلتياب الرئوي الحاد‬
‫‪2‬‬
‫وي‪ ،‬وحتى الوفاة‪.‬‬
‫الوخيم‪ ،‬والفَ َشل ال ُكمَ ّ‬

‫ب‪ -‬طرق انتشاره‪:‬‬

‫ينتشر فيروس كرونا غالبا بالطرق التالية‪:‬‬

‫الطريقة المباشرة‪ :‬وىي تنتقل من شخص إلى آخر مباشرة بوساطة أحد األمور التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بي بي سي نيوز‪ ،‬فيروس كورونا‪ :‬أول حالة إصابة بكوفيد‪ 19-‬في فرنسا كانت "في ديسمبر الماضي" (‪،)2019‬‬
‫‪. https://www.bbc.com/arabic‬‬
‫‪2‬‬
‫موقع منظمة الصحة العالمية‪ :‬عن مرض كوفيد‪. http://www.emro.who.int/ar/index.html ، 19-‬‬
‫‪08‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫المالمسة الشخصية لممريض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الرداد الصادر من المصاب بواسطة السعال أو العطس أو البصق‪.‬‬
‫الطريقة غير المباشرة‪ :‬والذي يحتاج إلى وسيط آخر لنقل المرض من شخص إلى آخر مثل‪:‬‬

‫‪ -‬الوسائط الحية أي الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة مثل القوارض والحشرات والحيوانات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬الوسائط غير الحية الموجودة في الطبيعة مثل الماء والتربة واليواء والحميب واألغذية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬االبعاد االقتصادية لمجائحة عمى التجارة الدولية بشكل عام‪:‬‬

‫لقد اثرت ازمة كورونا عمي التجارة الدولية في وقت وجيز منذ انتشار الوباء بالسمب بعد ان كانت في‬
‫طريقيا نحو االنتعاش الجيد‪ .‬ولكن جائحة كورونا تحمل في طياتيا جوانب ايجابية وجوانب سمبية وتتمثل‬
‫الجوانب االيجابية في انخفاض أثمان مواد الطاقة التي تستخدم في الصناعات الكبري وذلك بسبب خفض‬
‫الصين الطمب عمي المواد البترولية ونتيجة لذلك انخفض سعر برميل النفط من ‪ 52.5‬دوالر الي‬
‫حوالي ‪ 45.3‬دوالر ‪.‬ولكن الجوانب السمبية تفوق الجوانب االيجابية أضعاف مضعفة وتتمثل في‬
‫انخفاض مبيعات العديد من كبري الشركات التي تتركز في الصين مثل شركة أبل وشركة شيفرولية‬
‫ونتيجة انخفاض مبيعات تمك الشركات فقد تأثرت اقتصاديات العديد من دول العالم ومنيا االقتصاد‬
‫‪2‬‬
‫االمريكي الن تمثل ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم‪.‬‬

‫ومن بين األضرار واألثار التي سببيا فيروس كورون عمى التجارة الدولية عامة نذكر‪:‬‬

‫‪ - 1‬تضرر معدالت اإلنتاجية في العالم‪:‬‬

‫تس ببت الجائحة في خنق معدل نمو اإلنتاجية الذي كان ضعيفا خالل العشرة أعوام الماضية‪ ،‬وكانت‬
‫األوبئة السابقة قد صاحبيا ىبوط معدل إنتاجية األيدي العاممة بنسبة ‪ ،%6‬وتراجع معدالت االستثمار‬
‫بنسبة ‪ %11‬بعد مرور خمسة أعوام في البمدان المتأثِّرة‪.‬‬

‫وتمثمت أىم التداعيات االقتصادية في حدوث ىبوط متزامن كبير في اجمالي الناتج المحمي‪،‬‬
‫وانخفاض كبير في ناتج االستيالك والخدمات بسبب عدد من العوامل المؤثرة كإجراءات التباعد‬

‫‪1‬‬
‫قدري الشيخ عمي وآخرون‪ :‬عمم االجتماع الطبي‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬عمان‪ ، 2008 ،‬ص ‪.102 – 101‬‬
‫‪2‬‬
‫المركز الديمقراطي العربي لمدراسات االستراتيجية االقتصادية والسياسية‪ :‬تأثير فيروس كورونا عمى االقتصاد العالمي والمصري‪ 7 ،‬يولو‬
‫‪ ،2020‬تاريح الولوج ‪. /https://democraticac.de ،2022 – 05 – 14‬‬
‫‪11‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫االجتماعي واالغالق العام لتجنب انتقال العدوى‪ ،‬كما خفضت الشركات من اإلنتاج نتيجة االنخفاض‬
‫الحاد في الطمب وانقطاع االمدادات وانكمشت التجارة العالمية بما يقارب ‪ % 3.5‬في الربع األول من‬
‫‪1‬‬
‫العام الجاري نتيجة انخفاض الطمب وانييار السياحة واالضطرابات في االمدادات‪.‬‬

‫‪ - 2‬دخول الجكومات والشركات في ديون‪:‬‬

‫ويمحق ىذا الضرر أكبر باقتصادات األسواق الصاعدة والبمدان النامية‪ ،‬كانت األشد تضر ار اقتصاديا‪،‬‬
‫ىي تمك التي تعاني ضعف أنظمتيا الصحية‪ ،‬أو تعتمد اعتمادا كبي ار عمى التجارة أو السياحة أو‬
‫تحويالت المغتربين من الخارج‪ ،‬أو تعتمد عمى صادرات السمع األولية‪ ،‬أو التي تعاني من مواطن ضعف‬
‫مالية حيث شيدت اقتصادات األسواق الصاعدة والبمدان النامية ارتفاع مستويات ديونيا عما كانت عميو‬
‫‪2‬‬
‫قبل األزمة المالية العالمية‪ ،‬وىو ما يجعميا أكثر عرضةً لمضغوط المالية‪.‬‬

‫‪ -‬ديون الحكومات والشركات‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سميحة جديدي‪ ،‬عبد المالك باىي‪ ،‬تداعيات جائحة كوفيد – ‪ 19‬عمى التجارة عبر سالسل القيمة العالمية‪ ،‬مجمة رؤى االقتصادية‪ ،‬جامعة الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع‪ ،2021 ،1‬ص ‪.101‬‬
‫ِّ‬
‫ستخمف ندوبا اقتصادية دائمة في أنحاء العالم‪ ،‬مدونات البنك الدولي‪ ،2020 – 08 – 06 ،‬تاريخ الدخول ‪– 15‬‬ ‫‪ 2‬دانا فوريسك‪ :‬جائحة كورونا‬
‫‪. https://blogs.worldbank.org/ar ،2022 – 05‬‬
‫‪10‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫الشكل رقم (‪ :)1‬المصدر‪ :‬دانا فوريسك‪ :‬جائحة كورونا ‪...‬مدونات البنك الدولي‪،‬‬
‫‪.https://blogs.worldbank.org/ar‬‬

‫‪ - 3‬تأثر سوق العمل‪:‬‬

‫من جية أخرى تمقى سوق العمل ضربة حادة نتيجة التراجع الكبير في النشاط وانخفاض ساعات‬
‫العمل والتسريح المؤقت لعدد من العمالة‪ ،‬وقد كن الضرر شديدا عمى العمال ومحدودي الميارة‪ ،‬والعاممين‬
‫في القطاع غير الرسمي‪ ،‬فمن مجموع ‪ 2‬مميار عامل في القطار غير الرسمي عمى المستوى العالم تقدر‬
‫منظمة العمل الدولية أن ما ييقارب ‪ % 20‬قد تضرروا بشدة‪.‬‬

‫‪ - 4‬انخفاض سوق النفط‪:‬‬

‫واجو سوق النفط العالمي أكبر انخفاض في الطمب منذ عقود بسب انتشار الوباء‪ ،‬واستمر الضغط‬
‫النزولي عمى أسعار النفط ألكثر من ثالثة سنوات بعد الجائحة حيث أدى االنخفاض المستمر في الطمب‬
‫إلى زيادة أخرى في المخزونات‪ ،‬وىو ما تسبب في ضرر كبير لمدول المصدرة لمنفط خاصة تمك التي‬
‫يعتمد اقتصادىا عمى المحروقات‪ ،‬لذلك فقد انيارت اقتصادات الكثير من تمك الدول‪ ،‬وىو ما جعميا أكثر‬
‫‪1‬‬
‫صرامة في تنفيذ السياسات لتقميص اعتمادىا عمى عائدات النفط‪.‬‬

‫‪ – 5‬ارتفاع الحاصالت الزراعية والمواد األولية بشكل جنوني‪:‬‬

‫من آثار الجائحة أيضا ارتفاع أسعار الحاصالت الزراعية بشكل كبير إلى نحو ‪ %3‬في عام ‪، 2020‬‬
‫سببت مخاوفا بشأن انعدام األمن الغذائي في العديد من اقتصادات األسواق الصاعدة والبمدان النامية‪.‬‬
‫ونشأت ىذه المخاوف من الضربات التي لحقت بمستويات الدخل من جراء الركود العالمي ومعوقات توافر‬
‫الغذاء عمى المستوى المحمي‪ ،‬باإلضافة إلى القيود المفروضة عمى عبور الحدود التي أعاقت المعروض‬

‫‪1‬‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي ‪ :‬االثار االجتماعية واالقتصادية لجائحة كوفيد – ‪ 19‬في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي اآلفاق‬
‫والتحديات‪ ،‬مركز األبحاث اإلحصائية واالجتماعية والتدريب لمدول اإلسالمية (سيسرك)‪ ،‬تركيا‪ ،‬مايو ‪ ،2020‬ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫من األيدي العاممة‪ .‬وقد ارتفع معدل تضخم أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبي ار في العديد من البمدان‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعد جائحة كورونا ىي آخر صدمة تمقتيا أسواق السمع األولية في تاريخيا الطويل من الصدمات‪.‬‬

‫‪ - 7‬تأثر االستثمار األجنبي ‪:‬‬

‫سبب فيروس كورونا انتشار حالة من عدم اليقين حول آفاق االقتصاد العالمي مما أسفر عنو تراجع‬
‫ّ‬
‫حجم تدفقات االستثمار األجنبي المباشر في العالم حالل ‪ ،2020‬ومع وجود توقعات باستمرار ىذا‬
‫التراجع ولكن بشكل أبطأ عمى مدار العام الجاري ‪ ،2021‬وسجل االستثمار األجنبي المباشر خالل‬
‫‪ 2020‬أدنى مستوياتو منذ تسعينات القرن الماضي‪ ،‬حيث انخفض بنحو ‪ % 30‬مقارنة مع المستويات‬
‫المسجمة عقب األزمة المالية العالمية ‪ ،2009 – 2008‬ثم واصل انحفاضو بحوالي ‪ % 42‬عمى أساس‬
‫‪2‬‬
‫سنوي إلى ‪ 859‬مميار دوالر مقارنة مع ‪ 1.5‬ترليون دوالر في ‪.2019‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬اإلجراءات االقتصادية و اإلدارية المتخذة في سياق التصدي لمجائحة‪:‬‬

‫انتيجت دول العالم طرقا تكاد تكون متماثمة من اجل التصدي لفيروس كورونا اقتصاديا والتعافي من‬
‫آلثار التي سببيا انتشار فيروس كورنا في العالم‪ ،‬والمؤكد أنو انصب تركيز السياسة االقتصادية العالمية‬
‫‪3‬‬
‫عمى ثالثة أىداف لمحد من خطورة الفيروس عمى االقتصاد العالمي ىي‪:‬‬

‫‪ - 1‬ضمان عمل القطاعات الضرورية ‪ :‬حيث تم العمل عمى تعزيز الموارد الالزمة إلجراء اختبارات‬
‫تشخيص كوفيد‪ 19-‬وعالجو‪ .‬والحفاظ عمى انتظام الرعاية الصحية‪ ،‬وانتاج الغذاء وتوزيعو‪ ،‬والبنية‬
‫التحتية والمرافق الضرورية‪ .‬بل إن ذلك قد انطوي عمى إجراءات تَ َد ُّخمية من جانب الحكومة لتوفير‬
‫اإلمدادات األساسية استنادا إلى صالحيات وقت الحرب التي تعطي أولوية إلبرام عقود حكومية توفر‬
‫المدخالت التي ال غنى عنيا والسمع النيائية‪ ،‬أو تحويل الصناعات إلى احتياجات بعينيا‪ ،‬أو إجراء‬
‫عمميات تأميم انتقائية‪ .‬ومما يوضح ذلك قيام فرنسا بمصادرة الكمامات الطبية في وقت مبكر من األزمة‪،‬‬
‫وقيام الواليات المتحدة بتفعيل "قانون اإلنتاج الدفاعي" لضمان إنتاج المعدات الطبية الالزمة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫البنك الدولي‪ :‬تأثير جائحة كورونا عمى أسواق السمع األولية أشد وطأة عمى أسعار الطاقة؛ وترجيح استمرار الطمب المنخفض عمى النفط لما بعد‬
‫‪ ،2021‬بيان صحفي رقم ‪ ،2020 – 10 – 22 ، 2021/047/EFI‬تاريخ الدخول‪،2022 – 05 – 02 :‬‬
‫‪. /https://www.albankaldawli.org‬‬
‫‪2‬‬
‫صالحي سممى‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر في المنطقة العربية وتداعيات كوفيد‪ ، 19-‬مجمة أبعاد اقتصادية‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج‬
‫‪ ،11‬ع ‪ ، 2021 ،2‬ص ‪.530‬‬
‫‪3‬‬
‫جيوفاني ديالريتشا وآخرون‪ :‬السياسات االقتصادية لمحرب عمى كوفيد‪ ،19-‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬رأي وتعميق‪ ،2020 – 04 – 01 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪https://www.imf.org/ar/News/Articles/2020/04/01/blog040120 -economic-policies-for- ،2022 – 05 – 15‬‬
‫‪. the-covid-19-war‬‬
‫‪12‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ - 2‬توفير موارد كافية لممتضررين من األزمة ‪ :‬دعم الحكومة لألسر التي تفقد دخميا بشكل مباشر أو‬
‫غير مباشر نتيجة إلجراءات االحتواء‪ .‬حيث يساعد الدعم عمى بقاء الناس في بيوتيم مع االحتفاظ‬
‫بوظائفيم (اإلجازات المرضية الممولة من الحكومة تحد من حركة األفراد‪ ،‬ومن ثم تخفض مخاطر‬
‫العدوى)‪ .‬أيضا التوسع في إعانات البطالة واطالة مدتيا‪ ،‬وتقديم تحويالت نقدية تصل إلى المشتغمين‬
‫باألعمال الحرة وغير العاممين‪.‬‬

‫‪ - 3‬الحيمولة دون االضطراب االقتصادي المفرط ‪:‬عممت السياسات المتبعة من قبل الدول عمى‬
‫حماية شبكة العالقات بين العاممين وأصحاب األعمال‪ ،‬والمنتجين والمستيمكين‪ ،‬والمقرضين والمقترضين‪،‬‬
‫حتى يتسنى استئناف األعمال بشكل جدي عندما ينحسر ىذا الطارئ الطبي‪ .‬وفي ظل ىذه الظروف أدى‬
‫إلى إغالق الشركات إلى فقدان الدراية الفنية في المؤسسات وايقاف المشروعات اإلنتاجية طويمة األجل‬
‫بشكل نيائي‪ ،‬وأدي االضطرابات في القطاع المالي أيضا إلى توسيع نطاق العسر االقتصادي‪ .‬لذلك‬
‫عممت الحكومات عمى تقديم دعما استثنائيا لمشركات الخاصة‪ ،‬بما في ذلك دعم األجور‪ ،‬مع وضع‬
‫شروط مالئمة لذلك‪ .‬وقد ُوضعت بالفعل برامج كبيرة لمقروض والضمانات (مع تحمل دافعي الضرائب‬
‫المخاطر النيائية) كما سيل االتحاد األوروبي عمميات ضخ رؤوس األموال المباشرة في الشركات عن‬
‫طريق تخفيف القواعد الحاكمة لممساعدات من الدولة‪.‬‬

‫وقد عممت الدول عمى دعم ىذه السياسات المحمية بالحفاظ عمى التجارة والتعاون الدوليين‪ ،‬وىما‬
‫أساسيان ليزيمة الجائحة وتعظيم فرص التعافي السريع‪ ،‬ويمكن أن نمخص مجموعة من اإلجراءات‬
‫االقتصادية واإلدارية عمى المستوى الخارجي التي عممت عمييا دول العالم لمتعافي االقتصادي وسير‬
‫‪1‬‬
‫األمور التجارية في نقاط‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان حركة سفن الشحن‪ :‬يتم نقل حوالي ‪ 80‬في المائة من حجم التجارة العالمية عن طريق‬
‫الشحن التجاري البحري‪ ،‬الذي ينقل الغذاء والطاقة والمواد الخام في العالم‪ ،‬باإلضافة إلى السمع‬
‫والمكونات المصنعة ‪.‬ولضمان استم اررية عمل شركات النقل‪ ،‬تحتاج دول العالم ودول الميناء إلى‬
‫مواصمة تقديم جميع الخدمات الضرورية‪ ،‬من تموين السفن واإلمدادات‪ ،‬إلى الخدمات الصحية‬
‫لمبحارة وشيادة االمتثال التنظيمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صادر من منظمة االوكتاد‪ :‬ممخص خطة عمل لسياسات في نطاق دعم التجارة الدولية وتسييل الشحن والتبادل التجاري بين الدول خالل فترة‬
‫وباء فيروس كورونا‪ ،‬إدارة السياسات التجارية والمنظمات الدولية‪،‬و ازرة االقتصاد‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص ‪.6 – 3‬‬
‫‪13‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬الحفاظ عمى فتح المنافذ‪ :‬تقدم الموانئ الخدمات األساسية لمتجارة الدولية لذلك عممت عمة أن‬
‫تضل مفتوحة لمسفن والشحن متعدد الوسائط لمرونة ساعات العمل واستمرار العمميات بدون‬
‫توقف‪ ،‬أن تساعد في تقميل وتوزيع ضغط العمل والتواصل المادي‪ .‬باإلضافة إلى تقميل الضوابط‬
‫التعسر كأداء األعمال خالل العطل واجازات نياية‬
‫ّ‬ ‫والقيود المفروضة عمى األعمال خالل فترة‬
‫األسبوع‪.‬‬
‫‪ -‬التخمي عن المعامالت الورقية واالنتقال إلى البدائل اإللكترونية‪ :‬إن تسميم الطمبات بشكل‬
‫إلكتروني وتقييد المعامالت الورقية أصبح ضرورة خالل فترة الوباء لضمان تقميل التواصل المادي‬
‫بين األفراد‪ .‬وعمى الرغم من أن البضائع ال تزال بحاجة إلى نقل مادي‪ ،‬فإن عمميات التخميص‬
‫وتبادل المعمومات استفادت من التبادل اإللكتروني لمبيانات قدر اإلمكان‪ ،‬واستخدام وثائق النقل‬
‫غير القابمة لمتداول عندما ال تكون ىناك حاجة ألمن وثائقي مستقل أو عندما ال يتوخى بيع‬
‫البضائع ال عابرة‪ .‬يجب أن تكون العمميات بدون أوراق‪ ،‬من خالل المدفوعات اإللكترونية وقبول‬
‫النسخ الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية ودعم شركات الشحن ومزودي خدمات النقل وضمان استمرارية األعمال لدييم‪ :‬تدابير‬
‫الطوارئ االقتصادية والحماية االجتماعية لمزودي خدمات النقل الموجستية من بين المستفيدين‬
‫وقد يحتاج مقدمو خدمات النقل والخدمات الموجستية لدعم مالي لتمكينيم من البقاء في العمل‬
‫وضمان مرونة سمسمة التوريد في خالل فترة الوباء أو بعده‪ .‬حيث تضمن الحكومات عدم فرض‬
‫رسوما وغرامات غير ضرورية‪ ،‬مثل غرامات التأجير عمى الشاحنين أو التأخير في‬
‫ً‬ ‫شركات النقل‬
‫عمميات التحميل ‪ /‬التفريغ أو العودة ما وغيرىا من العمميات خصوصا يخرج عن سيطرتيم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حق العبور‪ :‬تحتاج جميع البمدان‪ ،‬بما في ذلك البمدان غير الساحمية وبمدان المرور‬
‫العابر‪ ،‬لممحافظة عمى إمكانياتيا في الوصول إلى الموانئ البحرية‪ ،‬مما يحتم عمى الحكومات‬
‫الوطنية والمن ظمات اإلقميمية أن تدعم ممرات العبور والنقل والتجارة وأن تحافظ عمى نظم المرور‬
‫العابر الجمركية وغيرىا من إجراءات التيسير المتعمقة بالمرور العابر‪ ،‬وتشير التجارب األخيرة‬
‫إلى أن العبور يعوقو بالفعل زيادة الضوابط الصحية‪ ،‬مما يبطئ تدفق السمع إلى البمدان غير‬
‫الساحمية‪.‬‬
‫‪ -‬تسييل النقل عبر الحدود‪ :‬يجب أن تكون الشاحنات والقطارات والطائرات وعمال النقل ذوي‬
‫الصمة قادرين عمى عبور الحدود من أجل الحفاظ عمى عمل سالسل التوريد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫إن ىذه اإلجراءات ساىمت وبشكل فعال من التعافي االقتصادي لمكثير من دول العالم ومن‬
‫‪1‬‬
‫الدول التي حققت نتائج مبيرة في التعافي االقتصادي والتصدي لفيروس كورونا نذكر‪:‬‬
‫أ – الدانمارك‪ :‬تصدرت الدنمارك المرتبة الثانية في مؤشر المرونة العالمي بفضل قدرتيا عمى‬
‫مراقبة سمسمة التوريد وانخفاض الفساد الحكومي‪ .‬وبمجرد ما ظيرت بضع حاالت إصابة بفيروس‬
‫كورونا المستجد في الدنمارك‪ ،‬فرضت الحكومة عمى الفور تدابير التباعد االجتماعي‪ ,‬وغمق‬
‫المدارس والمؤسسات والعمل عمى تدابير فعالة في التصدي لمجائحة‪.‬‬
‫ب – نيوزيالندا‪ :‬حمت نيوزيمندا في المرتبة ‪ 12‬عمى مؤشر المرونة بفضل القواعد والممارسات‬
‫التي تنظم إدارة الشركات والرقابة عمييا واستقرار سمسمة التوريد‪ .‬وفرضت نيوزيمندا تدابير احت ارزية‬
‫مبكرة الحتواء الفيروس‪ ،‬من إغالق الحدود أمام المسافرين واغالق المتاجر غير الضرورية‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬الواليات المتحدة األمريكية‪ :‬رغم الصعوبات التي واجيتيا الواليات المتحدة الحتواء‬
‫الفيروس في المدن الكبرى مثل نيويورك‪ ،‬وارتفاع معدالت البطالة إلى مستويات غير مسبوقة في‬
‫أعقاب فرض إجراءات اإلغالق الشامل عمى أكثر من نصف الواليات األمريكية‪ ،‬إال أن حكومة‬
‫الواليات المتحدة استجابت سريعا لمعواقب االقتصادية بتوقيع حزمة تحفيز االقتصاد بقيمة‬
‫تريميوني دوالر وفرضت استراتيجيات التباعد االجتماعي في سائر أنحاء البالد‪.‬‬
‫يقول إريك سيمس‪ ،‬أستاذ االقتصاد بجامعة نوتردام‪ ،‬إن االقتصاد األمريكي يمتمك من‬
‫المقومات ما يتيح لو التعافي من الصدمات الكبرى والتقمبات طويمة المدى قبل غيره‪ .‬إذ يمثل‬
‫الشباب نسبة أكبر من السكان مقارنة بدول كثيرة من العالم‪ ،‬وتفرض الحكومة قيودا أخف نسبيا‬
‫عمى سوق العمالة لتسييل انتقال العاممين من مكان آلخر‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬انعكاسات الجائحة عمى التجارة الدولية‪:‬‬

‫لقد امتد أثر الجائحة إلى الكثير من الميادين االجتماعية واالقتصادية ‪...‬إلخ‪ ،‬إال أن األكثر ضر ار‬
‫عمى اإلنسان ىي تمك الميادين التي تمس عيشو وأمنو واستق ارره وراحتو؛ والتجارة بشكل عام والتجارة‬
‫الدولية بشكل خاص ىي العجمة التي تسير بحياة العالم كمو لمعيش الكريم والراحة واالستقرار‪.‬‬

‫فمنذ ان ظيرت جائحة كورونا وانتشرت في العالم كان ليا تأثير واضح عمى التجارة الدولية وعمى‬
‫اقتصاديات دول العالم بدون استثناء‪ ،‬تغيرت القدرات الشرائية ونمط الشراء لممستيمكين حول العالم حيث‬

‫‪1‬‬
‫ليندسي غاالواي‪ :‬فيروس كورونا‪ :‬ما الدول األكثر قدرة عمى التعافي االقتصادي بعد انتياء األزمة؟‪ ،‬موقع بي بي سي عربي‪ 9 ،‬أفريل ‪.2020‬‬

‫‪15‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫انتشرت التجارة االلكترونية وازدىرت صناعة االتصاالت وتكنولوجيا المعمومات وصناعة الدواء‬
‫والمطيرات والكيماويات بينما تدىورت صناعة السياحة‪.‬‬

‫ويعد ‪ COVID-19‬أكبر اختبار ضغط واجيو التعاون االقتصادي والتجاري الدولي عمى اإلطالق وتحتم‬
‫المصمحة المشتركة لضمان البقاء المشترك أن يتم التعاون في ىذا الموضوع دولياً ‪ .‬في حين أنو ال يمكن‬
‫ألحد آن ذاك أن يتنبأ بالضرر الذي يمحق باالقتصادات وسبل العيش الناجم عن استجابات السياسات لو‪.‬‬

‫وكان لمجائحة أثر مباشر عمي تغير نمط استيالك العديد من مواطني دول العالم نحو استيالك السمع‬
‫األساسية والشراء عن بعد وارتفاع معدالت االنفاق عمي بعض السمع تحسبا لظروف الغمق او انخفاض‬
‫معدالت االنفاق عمي سمع اخري بسبب انخفاض الدخل او التخوف من التعرض لمخاطر البطالة‪.‬‬

‫كان لمجائحة أيضا اثا ار عمى سياسات الدول التجارية فظيرت توجيات حمائية لم تكن موجودة قبل‬
‫الجائحة كما ظيرت بوضوح الصين كدولة أقوي اقتصاديا واكثر تنافسية عقب الجائحة مما سيكون لو‬
‫اثار مستقبمية في توازنات المصالح التجارية واالقتصادية العالمية‪.‬‬

‫كانت أيضا لمجائحة اثار مباشرة عمى سالسل االمداد والتوريد في العالم التي تأثرت بسبب االغالق في‬
‫بعض الدول أو المدن مما كان لو نتائج سمبية وتكمفة أعمى في التامين و الشحن بالنسبة لمتجارة الدولية‪.‬‬

‫لقد تسبب ‪ ،COVID-19‬بسرعة تنذر بالخطر‪ ،‬في إحداث صدمة ىائمة الحجم تمس التجارة الدولية‬
‫العالمية‪ ،‬مما أدى إلى‪:‬‬

‫ركود حاد في العديد من البمدان‪ .‬كان ليا آثار مدمرة عمى النساء والشباب‪ ،‬الفقراء والموظفون في‬ ‫‪‬‬

‫القطاع الغير رسمي‬

‫اضعاف األسواق الناشئة واالقتصادات النامية التي تقمصت في عام ‪2020‬‬ ‫‪‬‬

‫انكماش االقتصاد العالمي بنسبة ‪ %3.5‬وفقا لصندوق النقد الدولي‬ ‫‪‬‬

‫أعمق ركود عالمي منذ الحرب العالمية الثانية و أكثر ضر اًر بالمقارنة باألزمة المالية العالمية‬ ‫‪‬‬

‫في عام ‪ ،2009‬حيث انخفض الناتج االقتصادي العالمي بنسبة ‪ 0.1‬في المائة فقط‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫التجارة الدولٌة وأزمة كورونا مفاهٌم عامة‬ ‫الفصل األول‬
‫أدى ‪ COVID-19‬إلى انخفاضات حادة في التجارة العالمية‪ ،‬منظمة التجارة العالمية )‪(WTO‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.2020‬‬ ‫عام‬ ‫في‬ ‫العالمية‬ ‫التجارة‬ ‫حجم‬ ‫في‬ ‫المائة‬ ‫في‬ ‫انخفاض ‪9.2‬‬ ‫تقدر‬

‫‪1‬‬
‫موقع التمثيل التجاري المصري‪ :‬تأثير كوفيد ‪ 19‬عمي تجارة مصر مع دول العالم وخاصة الدول التي بيا مكاتب لمتمثيل التجاري‪ ،‬تاريح الدخول‬
‫‪. /http://ecs.gov.eg/Arabic ،2022 – 05 – 03‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافي االقتصادي‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬انعكاسات فيروس كورونا عمى األوضاع االقتصادية‪.‬‬


‫‪ -‬أثرىا عمى اجمالي ساعات العمل المبحث الثاني‪ :‬اثر الجائحة عمى‬
‫التجارة الخارجية ‪.‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أثر الجائحة عمى االقتصاد وسبل التعافي‬


‫االقتصادي‬

‫المبحث األول‪ :‬انعكاسات فيروس كورونا عمى األوضاع االقتصادية‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أثر الجائحة عمى أسعار السمع وطرق توريدىا‪:‬‬

‫ال شك أن جائحة كورونا ألقت بأثارىا عمى جميع القطاعات االقتصادية واالجتماعية والصحية وحتى‬
‫التعميمية‪ ،‬إذ أدت ىذه الجائحة إلى تراجع األمن االقتصادي والصحي والغذائي لماليين البشر‪ ،‬واذ أن‬
‫اآلثار الصحية واالقتصادية كانت مدمرة فإن ارتفاع معدالت الجوع كان واحدا من أشد األعراض‬
‫الممموسة‪ ،1‬لقد أثَّرت جائحة كورونا (‪ )COVID-19‬عمى الطمب والمعروض من السمع األولية‪ :‬إذ كانت‬
‫ليا تداعيات مباشرة من جراء اإلغالقات وتعطل سالسل التوريد‪ ،‬وتداعيات غير مباشرة ناجمة عن توقُّف‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬وكانت اآلثار والتداعيات بالفعل بالغة الشدة‪ ،‬السيما عمى السمع األولية المتصمة‬
‫بقطاع النقل‪ ،2‬وأدى ذلك إلى نقص في المواد الغذائية وارتفاع أسعارىا عمى المستوى العالمي والمحمي‪،‬‬
‫إذا ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة ‪ % 14‬في عام ‪ 2020‬كما أشار لذلك مؤشر أسعار الغذاء الذي يصدره‬
‫البنك الدولي‪ ،‬وفيما يمي عرض لمسعار الشيرية ألسعار الغذاء ومؤشر أسعار السمع الزراعية العالمية‬
‫‪3‬‬
‫‪.2021 – 2019‬‬ ‫لممدة‬

‫وكانت آثار الجائحة بالفعل بالغة الشدة‪ ،‬السيما عمى السمع األولية المتصمة بقطاع النقل‪ .‬فقد‬
‫ٍ‬
‫متدن في ‪ 2020‬وجرى تداول‬ ‫تراجعت أسعار النفط منذ بداية الجائحة‪ ،‬ووصمت إلى مستوى تاريخي‬
‫ويعزى ىذا التراجع إلى ىبوط حاد لمطمب‪ ،‬وفاقمت منو‬
‫بعض الخامات القياسية عند مستويات سمبية‪ُ .‬‬
‫درجة عدم اليقين التي تحيط بمستويات اإلنتاج لدى كبار منتجي النفط‪ .‬وبسبب الجيود الرامية لمحد من‬
‫تفشي الجائحة والتي قيَّدت معظم أنشطة السفر‪ ،‬أدى إلى تدني الطمب عمى النفط عمى نحو لم يسبق لو‬
‫مثيل بمقدار ‪ 9.3‬ماليين برميل يوميا ىذا العام عن مستواه في ‪ 2019‬الذي بمغ ‪ 100‬مميون برميل‬

‫‪1‬‬
‫بالل نجاح شبير‪ ،‬سارة قاسم عجيل‪ :‬انعكاسات جائحة كورونا عمى أسعار السمع الزراعية العالمية و أثرىا عمى أسعار الغذاء باعتماد تحميل‬
‫المسار ‪ ، Analysis P‬مجمة دراسات العدد االقتصادي‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع‪ ،2022 ،1‬ص ‪. 10‬‬
‫‪2‬‬
‫البنك الدولي‪ :‬صدمة منقطعة النظير‪ :‬جائحة فيروس كورونا تزلزل أسواق السمع األولية‪ ،2020 – 04 – 23 ،‬تاريخ الدحول ‪– 05 – 03‬‬
‫‪. /https://www.albankaldawli.org ،2022‬‬
‫‪3‬‬
‫بالل نجاح شبير‪ ،‬سارة قاسم عجيل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪29‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫يوميا‪ .‬ولنخفظت أسعار النفط كثي ار حيث بمغت أسعاره في المتوسط حوالي ‪ 35‬دوال ار لمبرميل في عام‬
‫‪ ،2020‬وتراجع نسبتو ‪ %43‬عن المتوسط في ‪ 2019‬الذي بمغ ‪ 61‬دوال ار لمبرميل‪ .‬وانيارت أيضا أسعار‬
‫‪1‬‬
‫المطاط الطبيعي والبالتين المذين يستخدمان عمى نطاق واسع في قطاع النقل‪.‬‬

‫وساعدت الجيود التي بذلتيا منظمة البمدان المصدرة لمبترول أوبك ومنتجون آخرون في خفض اإلنتاج‬
‫في مواجية ىبوط الطمب عمى تخفيف بعض الضغوط عمى أسواق النفط‪.‬‬

‫في ىذا الشكل نبين النسبة الكبيرة النخفاض الطمب عمى النفط مقارنة بالسنوات والحقب الماضية‬

‫‪ -‬النسبة المئوية النخفاض الطمب عمى النفط‪:‬‬

‫الشكل (‪ ،)2‬المصدر‪ :‬دانا فوريسك‪ :‬جائحة كورونا ‪ ...‬مرجع سابق‪.‬‬

‫كما وانخفضت أسعار الطاقة التي تشمل أيضا الغاز الطبيعي والفحم‪ ،‬بنسبة تقدر بـ ‪ %40‬في المتوسط‬
‫في عام ‪ 2020‬عن مستوياتيا في ‪ ،2019‬كما وأضر توقف األنشطة االقتصادية بالسمع األولية‬
‫الصناعية مثل النحاس والزنك ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫دانا فوريسك‪ :‬جائحة كورونا ‪ ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫إن األثر السمبي لجائحة كورونا مس أيضا وبشكل كبير السمع الغذائية والزراعية؛ حيث شيدت‬
‫ارتفاعا غير مسبوق في األسعار مما أثر عمى سكان العالم وأدخل الحياة البشرية في صدمة كبيرة‪ ،‬لقد‬
‫كان لسياسة الغمق والوقاية من كورونا السبب األكبر في وصول األسعار ليذه المستويات المختمفة رغم‬
‫جيود الدول في ىذا الجانب إال أن الوضع الوبائي فرض عمى الدول إجراءات صعبة ساىمت في ندرة‬
‫تواجد السمع في األسواق المحمية لسبب الغمق الخارجي‪.‬‬

‫وفي ىذا الجدول نعرض نسبة زيادة أسعار المواد الزراعية والغذائية خالل فترة الوراء‪:‬‬

‫جدول تأثير جائحة كورونا عمى مؤشرات األسعار الشيرية لمسمع الزراعية والغذائية في وقت الجائحة‬

‫‪31‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫‪32‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫*تقدر عمى اساس القيمة االسمية لمدوالر األمريكي باعتماد سنة األساس ‪.2010‬‬

‫*معدالت النمو حسبت وفق الصيغة‪bt+a=lny .‬‬

‫الشكل(‪ ،)3‬المصدر‪ :‬بالل نجاح شبير‪ ،‬سارة قاسم عجيل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫يبين لنا ىذا الشكل مدى تأثر مستوى أسعار السمع بانتشار فيروس كورونا‪ ،‬خيث أثبتت ىذه األرقام‬
‫والقياسات األثر الوتيرة السريعة لصعود األسعار إلى قيم خيالية مقارنة باألشير القميمة قبل انتشار الوباءـ‬
‫وعمى العموم فيذا الفيروس ىو عبارة عن شمل أصاب التجارة الدولية وأدخل الدول في حالة اضراب ال‬
‫مثيل ليا‪.‬‬

‫أما في الحديث عن التوريد نستشيد بأكبر مراكز التوريد العالمية؛ حيث قال مركز التجارة الدولية‪ ،‬إن‬
‫خسائر فيروس كورونا “كوفيد – ‪ ”19‬في صادرات التصنيع في مراكز سمسمة التوريد العالمية الثالثة –‬
‫الصين واالتحاد األوروبي والواليات المتحدة – بمغت حوالي ‪ 126‬مميار دوالر في ‪ ،2020‬مبينة أن‬
‫الوباء أثر بشدة في العمميات التجارية لما يقرب من ‪ 55‬في المائة من الشركات الصغيرة والمتوسطة في‬
‫العالم‪ ،‬ويظير الوضع الذي سايرتو الدول في مجال التجارة الدولية عمق تأثر ىذه الشركات وسالسل‬
‫التوريد العالمية بوباء “كوفيد – ‪″19‬؛ حيث حول الوباء التجارة العالمية والشركات التي تحركو في حالة‬
‫من االضطراب‪.‬‬

‫إن إجراءات الحجر في الصين واالتحاد األوروبي والواليات المتحدة كان ليا أكبر األثر في التجارة‬
‫وتمثل ىذه االقتصادات الثالثة مجتمعة ‪ 63‬في المائة من واردات سمسمة التوريد العالمية و‪ 64‬في المائة‬
‫من صادرات سمسمة التوريد ويقدر مركز التجارة الدولية أن التعطيل العالمي ليذه المراكز الصناعية بمغ ما‬
‫يقارب ‪ 126‬مميار دوالر في ‪2020‬ـ‪ ،‬وىذا التعطيل لو أيضا أثر سمبي عمى الدول النامية نذكرىا في‬
‫شكل نقاط‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫‪ -‬خسر المصدرون األفارقة أكثر من ‪ 2.4‬مميار دوالر من صادرات سمسمة التوريد الصناعية العالمية‬
‫نتيجة إلغالق المصانع في الصين واالتحاد األوروبي والواليات المتحدة‪ ،‬ويعزى الجزء األكبر من الخسارة‬
‫(أكثر من ‪ 70‬في المائة) إلى االنقطاع المؤقت لروابط سمسمة التوريد مع االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫‪ -‬أكثر من ‪ 55‬في المائة من جميع الشركات الصغيرة والمتوسطة قد تأثرت بشدة بيذا الوباء وقال ثمثا‬
‫ىذه الشركات إن األزمة أثرت بقوة في عممياتيا التجارية‪ ،‬مقارنة بـ‪ 40‬في المائة من الشركات الكبرى‪،‬‬
‫والشركات في قطاع الخدمات ىي أكثر الشركات تضر ار بالوباء‪ ،‬وال سيما تمك التي تقدم خدمات اإلقامة‬
‫‪1‬‬
‫تعسر الحصول عمى المعدات الطبية من الدول المتطورة‪.‬‬
‫والغذاء‪ .‬بقوة – ّ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثر جائحة كورونا البطالة‪:‬‬

‫عاش العالم أزمو صحية كبيرة (أزمة كورونا)؛ حيث تضررت جميع الدول من جراء انتشار ىذا‬
‫الوباء‪ ،‬فقتل الكثير في الصين‪ ،‬وايطاليا واسبانيا وفرنسا وكذلك الواليات المتحدة وألمانيا وجنوب أوروبا‬
‫والمنطقة العربية‪...‬إلخ‪ ،‬واعتبرت منظمة الصحة العالمية فيروس كرونا جائحة كونية‪ ،‬ووضعت رزنامة‬
‫من التدابير والبروتوكوالت عمى الدول‪ .‬أثرت سمبا عمى الكثير من المجاالت منيا‪ :‬الشمل الذي أصاب‬
‫حركة الطيران والمسافرين و السياحة والتأثير السمبي عمى سالسل اإلنتاج والتوريد‪ ،‬أدى إلى ركود‬
‫اقتصادي عالمي مما تسبب في خمخمة سوق العمل في كثير من الدول‪ ،‬و تفاقم المشاكل االجتماعية‬
‫من جراء تسريح الموظفين والعمال و انياء لمعالقات الشغمية أو منحيم إجازات مفتوحة غير مدفوعة‬
‫األجر وبعضيم فصل تعسفيا من العمل‪ ،‬بفعل التراجع الحاد في األنشطة التشغيمية حول العالم الناجمة‬
‫عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد‪ ،)19-‬و ارتفاع وتيرة اإلجراءات العالمية الصارمة التي‬
‫تفرضيا ال دول لمنع الحركة وغمق الحدود‪ .‬كما تجاوزت التداعيات بكثير حتى أعمى التوقعات التي‬
‫وضعيا االقتصاديون‪ ،‬ما يعكس تزايد األضرار التي تعرض ليا االقتصاد العالمي مع انتشار الوباء‬
‫وارتفاع عدد ضحاياه‪.‬‬

‫ووفقا لدراسة قامت بيا منظمة العمل الدولية حول تأثير كورونا عمى العالم‪ ،‬أن االزمة االقتصادية‬
‫وأزمة سوق الشغل التي أحدثيا تفشي جائحة كورونا كانت بعيدة المدى ودفعت الماليين من الناس إلى‬
‫البطالة والعمل الجزئي وفقر العاممين‪ ،‬أدى ذلك إلى زيادة أعداد العاطمين عن العمل في العالم بنحو ‪25‬‬

‫‪1‬‬
‫دالل العكيمي‪:‬كيف اثرت جائحة كورونا عمى سالسل التوريد العالمية؟‪ ،‬أخبار اإلدارة العربية‪ ،2020 – 10 – 23 ،‬تاريخ الدخول ‪05 – 04‬‬
‫– ‪. /https://www.arado.org/MNGNews ،2022‬‬
‫‪34‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫مميون شخص‪ .‬وييم ىذا الرقم دول العالم بأكمميا‪ ،‬ألن معظميا أغمقت الحدود الجوية والبرية والبحرية‪،‬‬
‫ناىيك عن الحد من أنشطة اقتصادية في سبيل محاصرة تفشي الفيروس‪.1‬‬

‫ولقد سجمت دول العالم أرقاما ونسبا قياسية في البطالة وعدد العاطمين عن العمل‪ ،‬سنذكر بعض دول‬
‫العالم المتضررة بشكل كبير والتي زادت فييا نسب البطالة بشكل قياسي وىي‪:‬‬

‫‪ – 1‬الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫ارتفع معدل البطالة في الواليات المتحدة إلى ‪ 14.7‬في المئة‪ ،‬مع فقدان ‪ 20.5‬مميون وظيفة في‬
‫األشير األولى من بداية األزمة فقط‪ ،‬وتزايد العدد في حمول سنة ‪.. 2020‬إلخ‪ ،‬ويعني ىذا االرتفاع أن‬
‫معدل البطالة أصبح اآلن أسوأ مما كان عميو في أي وقت منذ الكساد الكبير في ثالثينيات القرن‬
‫الماضي‪ .‬ومنذ أن بدأ الوباء‪ ،‬عانت الواليات المتحدة من أسوأ أرقام نمو فييا منذ عقد‪ ،‬فضال عن أسوأ‬
‫تقرير لمبيعات التجزئة عمى اإلطالقـ فقبل انتشار الوباء كان معدل البطالة ‪ 3.5‬في المئة فقط‪ ،‬وىو أدنى‬
‫مستوى لو منذ ‪ 50‬عاماـ وىي سابقة تاريخية عمى لسان الخبيرة االقتصادية إيريكا غروشين‪ ،‬وضعت‬
‫‪2‬‬
‫اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية في غيبوبة أدت إلى فقدان الوظائف بشكل كبير لم يحدث من قبل‪.‬‬

‫‪ – 2‬ألمانيا‪:‬‬

‫بعد تفشي الوباء وفي ربيع ‪ ،2020‬قفز معدل البطالة في ألمانيا إلى ‪ 6.0‬بالمئة‪ ،‬وواجيت ألمانيا‬
‫منذ الخريف في العام نفسو حاالت انتشار متغيرات كورونا تسببت في حاالت إغالق جزئية في بعض‬
‫المناطق في البالد أواخر السنة ذاتيا‪ ،‬تسببت في زيادة نسبة البطالة‪ ،‬وتقول اإلحصاءات الخاصة‬
‫بالوكالة اآلنفة الذكر‪ ،‬لقد سجل حوالي ‪ 710‬آالف شخص في أكتوبر ‪ 2020‬في قائمة البطالة "الجزئية"‬
‫واستفاد من اإلجراء منذ إطالقو أبريل ‪ 2020‬حوالي ‪ 6‬ماليين مستفيد‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ، INSTITUT AMADEUS‬عمى أعتاب جائحة عالمية من البطالة‪ ،2020 – 04 – 09 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 08‬‬
‫‪. https://amadeusonline.org/publications/analyses‬‬
‫‪2‬‬
‫بي بي سي عربي‪ :‬فيروس كورونا يرفع معدل البطالة في الواليات المتحدة إلى ‪ 14.7‬في المئة‪ ،‬تاريخ ‪ ،2020 – 05 – 08‬تاريخ الدخول‬
‫‪. https://www.bbc.com/arabic ،2022 – 05 – 04‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ، Euro nows‬معدالت البطالة تتراجع في ألمانيا‪ ،2022 – 01 – 04 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 03‬‬
‫‪. /https://arabic.euronews.com‬‬
‫‪35‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫‪ – 3‬اسبانيا‪:‬‬

‫ارتفع معدل البطالة في إسبانيا إلى ‪ 16,26‬بالمئة في حالل سنة ‪ 2020‬وىي رابع أكبر اقتصاد في‬
‫منطقة اليورو‪ ،‬في وقت سدد فيروس كورونا المستجد ضربة القتصاد البالد الذي يعتمد عمى السياحة‪،‬‬
‫كما وسجمت ‪ 355‬ألف شخص إلى قائمة العاطمين عن العمل في أواخر السنة نقسيا‪ ،‬وىو مع ذلك‬
‫تحسن عن الرقم المسجل في بداية السنة عندما سجمت خسارة أكثر من مميون وظيفة وخصوصاً في‬
‫قطاع السياحة‪.‬‬

‫وبمغ إجمالي عدد العاطمين عن العمل ‪ 3,7‬ماليين شخص في نياية سبتمبر ‪ ،2020‬وال يشمل ىذا العدد‬
‫‪1‬‬
‫قرابة ‪ 650‬ألف شخص يستفيدون من برنامج حكومي لمبطالة الجزئية في نفس التاريخ‪.‬‬

‫‪ – 4‬الصين‪:‬‬

‫ارتفع معدل البطالة في الصين والذي تراقبو السمطات بشكل خاص‪ ،‬من ‪ % 5,8‬في مارس ‪2020‬‬
‫سجمتيا البطالة عند ‪ % 6,2‬في‬
‫إلى ‪ % 6,1‬في أفريل من نفس السنة‪ .‬وىذه النسبة قريبة من أعمى نسبة ّ‬
‫فيفري ‪ 2020‬في ذروة موجة الوباء األولى‪ ،‬لكن المؤشر يرسم صورة غير كاممة لموضع‪ ،‬ففي الصين‬
‫تحتسب البطالة لسكان المدن فقط فيما يستثنى ماليين العمال المياجرين‪ ،‬لذا يرجح الخبراء أن‬
‫يصل معدل البطالة الحقيقي في الصين إلى ‪ .%20‬كما يعاني العمال المياجرون من عدم وجود تأمين‬
‫‪2‬‬
‫صحي وطني‪ ،‬وال يتمتعون بما يسمى بتأمين البطالة الذي أًضحى عممة نادرة حتى لممواطنين أنفسيم‪.‬‬

‫‪ – 5‬اليند‪:‬‬

‫ارتفع معدل البطالة في اليند إلى أعمى مستوى في ‪ 4‬أشير بعد انتشار الوباء‪ ،‬وبعد أن فرضت بعض‬
‫الواليات قيوداً مشددة جراء فيروس كورونا‪ ،‬لوقف االرتفاع في عدد اإلصابات؛ حيث ارتفع معدل البطالة‬
‫إلى ما يفوق ‪ ، %7.91‬وصعد في المناطق الحضرية والريفية عمى ٍّ‬
‫حد سواء‪ ،‬وفقاً لبيانات مركز مراقبة‬
‫االقتصاد اليندي‪ ،‬وىي شركة أبحاث خاصة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬معدل البطالة في إسبانيا يرتفع إلى ‪ 16,26‬بالمئة بسبب جائحة كورونا‪ ،2020 – 10 – 27 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 03‬‬
‫‪.2022‬‬
‫‪2‬‬
‫فرانس ‪ ،24‬الصين‪..‬البؤرة األولى لتفشي فيروس كورونا تتكبد خسائر اقتصادية بمعدل بطالة يصل إلى ‪ ،2020 – 05 – 29 ،%6‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://www.france24.com/ar ،2022 – 05 – 05‬‬
‫‪3‬‬
‫اقتصاد الشرق‪ :‬قيود "كورونا" ترفع البطالة في اليند ألعمى مستوى‪ ،2022 – 01 – 03 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 06‬‬
‫‪. /https://www.asharqbusiness.com‬‬
‫‪36‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫‪ – 6‬البرازيل‪:‬‬

‫ذكر معيد اإلحصاء الوطني الب ارزيمي أن معدل البطالة ارتفع خالل بداية سنة ‪ 2021‬إلى ‪%14.7‬‬

‫وىو معدل البطالة تجاوز أعمى مستوى سابق لو‪ ،‬أي في بداية الجائحة‪ ،‬عندما أغمقت آالف الشركات‬
‫أبوابيا في ذروة الموجة األولى لجائحة كورونا‪ ،‬وارتفع عدد العاطمين في الب ارزيل بنياية الربع األول من‬
‫‪1‬‬
‫عام ‪ 2021‬إلى ‪ 14‬مميون عاطل وىو رقم قياسي أيضا‪.‬‬

‫‪ – 7‬الدول العربية‪:‬‬

‫ضربت البطالة مختمف الدول العربية بنسب متفاوتة‪ ،‬حيث ال تزال الدول العربية التي تشيد زيادة في‬
‫عدد العمالة تعيش صدمة الوباء‪ ،‬ولم تستطع حصر عدد العاطمين فييا‪ ،‬سواء الذين تم تسريحيم من‬
‫أعماليم بسبب توقف نشاطيم‪ ،‬أو الذين عادوا من خارج الديار بسبب إنياء عقودىم واالستغناء عن‬
‫‪2‬‬
‫خدماتيم‪...‬‬

‫ووفقا لمدكتورة ربا جرادات المديرة اإلقميمية لمنظمة العمل الدولية‪ ،‬فإن أزمة كوفيد_‪ 19‬زادت من‬
‫الضغط عمى سوق العمل ورفعت معدالت البطالة بشكل كبير‪ ،‬حيث أن المنطقة غير قادرة عمى خمق‬
‫فرص عمل لألعداد المتزايدة من السكان وذلك بسبب تضخم القطاع العام من جية وضعف إنتاجية‬
‫القطاع الخاص من جية أخرى‪ 3،‬وتعاني الدول العربية من تزايد نسب البطالة في السنوات األخيرة وحتى‬
‫قبل انتشار الجائحة بسبب األوضاع السياسية التي شيدتيا المنطقة‪ ،‬ورغم ذلك فأثر كويد ‪ 19‬واضح جدا‬
‫عمى ارتفاع نسبة البطالة في المنطقة‪ ،‬ويمكن أن نوضح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الشروق‪ :‬ارتفاع معدل البطالة في الب ارزيل إلى مستوى قياسي‪ ،2021 – 05 – 28 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 06‬‬
‫‪. /https://www.shorouknews.com‬‬
‫‪2‬‬
‫موقع االقتصاد اإلسالمي‪ :‬البطالة ‪ ..‬مشكمة تواجو الدول العربية في ظل «كورونا»؟‪ ،2020 – 06 – 22 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 06‬‬
‫‪. /https://www.aliqtisadalislami.net ،2022‬‬
‫‪3‬‬
‫نغم قاسم‪ ،‬سيرينا غوكا‪ :‬أزمة البطالة‪ 26 :‬في المئة من الشبان والشابات العرب عاطمون عن العمل‪ ،‬بي بي سي نيوز عربي‪– 09 – 10 ،‬‬
‫‪ ،2021‬تاريخ الدخول ‪ ،2022 – 05 – 07‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫معدالت البطالة في المنطقة العربية حسب الجنس ‪2019 - 2010 – 2000‬‬

‫الشكل (‪ ،)4‬المصدر تقديرات منظمة العمل الدولية‬

‫لقد جعمت كورونا نسبة البطالة تتفاقم أكثر مما كانت عميو الحالة في الدول العربية فالبطالة ىي أحد‬
‫أىم المشكالت التي تعترض الدول العربية منذ حقب زمنية‪ ،‬وسنحاول في ىذا العنصر عرض معض‬
‫الدول العربية التي ألحق فيروس كورنا بيا ضر ار كبي ار في تزايد نسبة البطالة وىي‪:‬‬

‫أ – األردن‪:‬‬

‫إن معدل البطالة في األردن بمغ خالل بداية ‪ 25 2021‬بالمئة بارتفاع مقداره ‪ 5.7‬نقاط مئوية مقارنة‬
‫بالعام الذي سبقو‪ ،‬إن ىذه األرقام الصادرة عن دائرة اإلحصاءات العامة تعكس واقع الحال‪،‬‬
‫فالجائحة التي أثرت سمبا عمى القطاعات واألنشطة االقتصادية ساىمت بارتفاع معدالت البطالة في‬
‫األردن كما ىي الحال ويعاني األردن باألساس أوضاعا اقتصادية صعبة فاقمتيا قيود واغالقات لنحو‬
‫عام بسبب جائحة كورونا‪ ،‬فيما بمغ معدل الفقر‪ ،‬وفق األرقام الرسمية في األردن في خريف ‪ ،2020‬نحو‬
‫‪ 15.7‬بالمئة‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الجزائر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سكاي نيوز عربية‪ :‬دول عربية تئن من البطالة‪ – 22 ،‬جوان ‪ ،2021‬تاريخ الدخول ‪ ،2022 – 05 – 07‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫إن األزمة الصحية التي شيدتيا الجزائر بسبب تفشي جائحة كورونا عمقت من حدة البطالة حيث‬
‫كبير في معدالت البطالة وصل إلى ‪ % 14.2‬سنة ‪ 2020‬مقارنة بسنة ‪2019‬‬
‫سجمت الجزائر ارتفاعا ا‬
‫التي سجمت ‪ ، % 7.11‬فاإلجراءات الوقائية التي فرضتيا الدولة من أجل الوقاية من الوباء عمقت من‬
‫حدة البطالة العتماد الكثير عمى األعمال الحرة مثل‪ :‬الحرفيين‪ ،‬التجار‪ ،‬عمال النقل الخاص‪ ،‬عمال‬
‫‪1‬‬
‫المقاىي‪ ،‬عمال قاعات الحفالت والفنادق‪ ،‬عمال قطاع السياحة والخدمات وغيرىم‪.‬‬

‫ج – مصر‪:‬‬

‫كانت معدالت البطالة في مصر قد بدأت في التراجع قبل جائحة كورونا مفوعة بتركيز الدولة عمى قطاع‬
‫التشييد والبناء وتكثيف االستخدام لمعمالة وبإقامة المشروعات القومية العمالقة‪ ،‬حيث انخفض معدل‬
‫البطالة في ديسمبر ‪ 2019‬إلى ‪( %8‬وىو أدنى مستوى لو منذ عام ‪ ،)2011 - 2010‬مقارنة بنحو‬
‫‪ %9‬خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫إال أن انتشار فيروس كورنا – بما ترتب عميو من تراجع لمنشاط االقتصادي واتخاذ الحكومة إلجراءات‬
‫احت ارزية مثل تعميق الدراسة وحركة الطيران واغالق العديد من األنشطة واضطرار بعضيا إلى تسريع‬
‫العمالة أدى إلى اتجاه معدل البطالة إلى االرتفاع؛ حيث وصل بالفعل إلى ‪ %9.9‬في الربع الثاني من‬
‫عام ‪ 2،2020‬وعميو فقد أثرت كورنا وبشكل مباشر في ارتفاع نسبة كورونا في مصر وتضخميا‪.‬‬

‫إن أضرار كورونا عمى العالم كانت وخيمة جدا وخاصة في مجال االقتصاد وبالتحديد ارتفاع نسبة‬
‫البطالة وتراجع التوظيف‪ ،‬حيث سجمت دول العالم خسائر كبيرة في دخل العاممين‪ .‬وتقدر ىذه الخسائر‬
‫حسب دراسة أنجزتيا منظمة العمل الدولية بين ‪ 860‬مميار دوالر أمريكي و‪ 3.4‬تريميون دوالر مع نياية‬
‫عام ‪ 2020‬مما يعني بالنتيجة ازدياد عدد العاممين الفقراء زيادة كبيرة أيضاً‪.‬‬

‫إن أزمة فيروس كورونا بال شك أثبتت صحة العولمة االقتصادية‪ ،‬وأن الدول وحتى األفراد تتأثر بما‬
‫يجري في العالم‪ ،‬بل وقد يتأثر الفرد تأثي ار مباش ار في حياتو اليومية‪ ،‬ويتجمى الخطر األكبر عمى الدول‬
‫‪3‬‬
‫النامية‪ ،‬التي دخمت في جائحة عالمية من البطالة‪ .‬وىو ما يتطمب اتخاذ تدابير حاسمة‪ ،‬منسقة وفورية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوقجان وسام‪ ،‬واضح فواز‪ :‬دراسة تحميمية ألثر كورونا عمى معدالت البطالة في الجزائر‪ ،‬مجمة البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،8‬ع ‪ ،2021 ،2‬ص ‪.213‬‬
‫‪2‬‬
‫أميرة عمارة‪ :‬تأثير جائحة كورونا عمى البطالة في مصر‪ ،‬مجمة دراسات‪ ،‬مصر‪ ،‬مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2021 ،4‬ص ‪.52 – 51‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ، INSTITUT AMADEUS‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أثرىا عمى اجمالي ساعات العمل‪:‬‬

‫كان لق اررات اإلغالق في أعقاب جائحة (كوفيد‪ ،)19-‬وما يرتبط بيا من تعطل األعمال وقيود السفر‬
‫واغالق المدارس وتدابير االحتواء األخرى؛ آثار مفاجئة وجسيمة عمى العمال والمؤسسات‪ ،‬حيث تشير‬
‫تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن عمميات اإلغالق في أماكن العمل قد زادت بسرعة كبيرة في أثناء‬
‫الجائحة‪ ،‬بحيث يعيش ‪ ٪81‬من القوى العاممة العالمية في الدول التي تم إغالقيا بشكل إلزامي أو موصى‬
‫بو‪ ،‬وأثرت جائحة كورونا عمى القوى العاممة في العالم والتي تبمغ ‪ 3.3‬مميارات فرد‪ ،‬حيث تسببت‬
‫التخفيضات الحادة غير المتوقعة في النشاط االقتصادي في انخفاض كبير في التوظيف‪ ،‬سواء من حيث‬
‫عدد الوظائف أو ساعات العمل اإلجمالية‪ .‬فمع تزايد عدد عمميات اإلغالق الجزئي أو الكمي التي تُقيد‬
‫األعمال وحركة الغالبية العظمى من العمال‪ ،‬أصبح من المستحيل بالنسبة لمكثيرين العمل‪ .‬إلى جانب‬
‫ذلك‪ ،‬عانى معظم العمال من تغييرات جذرية في أساليب عمميم‪ .‬فقد أثرت الجائحة بشدة عمى عديد من‬
‫‪1‬‬
‫أنشطة قطاع الخدمات (اإلقامة والخدمات الغذائية‪ ،‬وتجارة التجزئة‪ ،‬وما إلى ذلك)‪.‬‬

‫وسجمت ساعات العمل العالمية في عام ‪ 2021‬أقل بنسبة ما يقارب ‪ 4.3‬في المائة من مستويات‬
‫ما قبل الجائحة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 125‬مميون وظيفة بدوام كامل‪ ،‬حيث يعتبر ىذا التراجع دراماتيكياً لتوقعات‬
‫منظمة العمل الدولية أثناء بداية الجائحة‪ ،‬والتي كانت النسبة فييا ‪ 3.5‬في المائة أو ‪ 100‬مميون وظيفة‬
‫أن الدول‬
‫بدوام كامل‪ .‬ويجدر القول وأشار أن الجائحة قد عززت من الفوارق بين الدول وداخميا‪ ،‬حيث ّ‬
‫األغنى كانت لدييا قدرة أكبر عمى دعم االقتصاد من خالل الحوافز الضريبية ووسائل أخرى‪ ،‬مقارنة‬
‫‪2‬‬
‫بالدول األفقر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منظمة العمل الدولية‪ :‬تأثيرات أزمة كورونا عمى أسواق العمل في العالم‪ ،‬المستقبل لألبحاث والدراسات المتقدمة‪ ،2020 – 05 – 06 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪https://futureuae.com/ar- ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪. AE/Home/Index/2/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9‬‬
‫‪2‬‬
‫الشرق األوسط (جريدة العرب الدولية)‪ :‬تأثير «كورونا» عمى العمالة أسوأ مما كان متوقعاً‪ ،2021 – 10 – 28 ،‬العدد ‪ ،15675‬تاريخ الدخول‬
‫‪. /https://aawsat.com ،2022 – 05 – 17‬‬

‫‪40‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫إن دول أوروبا وآسيا الوسطى شيدتا أقل خسارة لساعات العمل‪ ،‬مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة‬
‫‪ 2.5‬في المائة‪ ،‬تمييا منطقة آسيا والمحيط اليادي بنسبة ‪ 4.6‬في المائة‪ ،‬في الوقت الذي سجمت أفريقيا‬
‫واألميركتان والدول العربية انخفاضاً بنسبة ‪ 5.6‬و‪ 5.4‬و‪ 6.5‬في المائة عمى التوالي‪.‬‬
‫أن‬
‫ويرجح ىذا التباين الكبير إلى االختالفات الرئيسية في نشر التطعيمات وحزم التحفيز المالي؛ حيث ّ‬
‫االحصاءات تشير إلى أنو لكل ‪ 14‬شخصاً تم تطعيميم بالكامل في الربع الثاني من عام ‪ .2021‬تمت‬
‫إضافة وظيفة واحدة مكافئة بدوام كامل إلى سوق العمل العالمية‪ ،‬وىو األمر الذي عزز االنتعاش بشكل‬
‫أن الخسائر في ساعات العمل (في حالة عدم وجود أي لقاحات) كانت سترتفع إلى ‪ 6.0‬في‬
‫كبير‪ .‬كما ّ‬
‫المائة خالل الربع الثاني من عام ‪ ،2021‬بدالً من ‪ 4.8‬في المائة المسجمة بالفعل‪ ،‬وان االنتشار غير‬
‫المتكافئ لمقاحات يعني أن التأثير اإليجابي كان األكبر في البمدان ذات الدخل المرتفع‪ ،‬وال يكاد يذكر في‬
‫‪1‬‬
‫البمدان ذات الدخل المتوسط األدنى‪ ،‬وتقريباً صفر في البمدان منخفضة الدخل‪.‬‬

‫‪ – 1‬القطاعات األكثر تضر ار في العمل‪:‬‬

‫أن األفراد األكثر عرضة لمخطر ىم أولئك الذين يعممون في قطاع الصحة‪ ،‬فيم يحاربون الفيروس‪،‬‬
‫ويحرصون عمى تمبية احتياجات الناس األساسية‪ .‬عمى الصعيد العالمي‪ ،‬ىناك ‪ 132‬مميون عامل في‬
‫أنشطة الصحة والعمل االجتماعي‪ ،‬بما في ذلك الممرضات واألطباء وغيرىم من العاممين في قطاع‬
‫الصحة وفي مرافق الرعاية السكنية واألخصائيين االجتماعيين‪ ،‬باإلضافة إلى عمال الدعم مثل موظفي‬
‫الغسيل والتنظيف الذين يواجيون مخاطر كبيرة في مكان العمل‪ .‬وتشغل النساء حوالي ‪ ٪70‬من تمك‬
‫الوظائف في ىذا القطاع‪.‬‬

‫تضررا‪ ،‬الذين عادة‬


‫ً‬ ‫أيضا عمال قطاع تجارة الجممة والتجزئة من بين القطاعات االقتصادية األكثر‬
‫أجور منخفضة وغير محمية‪ .‬والذي يشمل أنشطة تعتبر ضرورية (مثل توزيع الطعام) لكنيم‬
‫ما يتقاضون ًا‬
‫واجيوا مخاطر صحية أكبر‪ .‬بينما واجو العمال في الشركات غير الضرورية عمميات إغالق واسعة‬
‫تأثر‬
‫النطاق وتخفيضات حادة في التوظيف وساعات العمل‪ ،‬أما قطاع اإلقامة والخدمات الغذائية تأثر ًا‬
‫شديدا‪ ،‬حيث يعمل بو حوالي ‪ 144‬مميون عامل‪ .‬وعانى ىذا القطاع من إغالق شبو كامل في بعض‬
‫ً‬
‫ويعد أكثر من نصف ىؤالء‬
‫الدول‪ ،‬وتراجع حاد في الطمب في الحاالت التي يمكن أن يستمر فييا العمل‪ُ .‬‬
‫العمال من النساء‪ .‬كما تضرر قطاع التصنيع الذي يعمل فيو ‪ 423‬مميون عامل بشدة في بعض‬

‫‪1‬‬
‫الشرق األوسط (جريدة العرب الدولية)‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫الشرائح‪ ،‬حيث طُمب من العمال البقاء في المنزل واغالق المصانع وتوقف سالسل التوريد العالمية‪.‬‬
‫فإجراءات الحجر الصحي‪ ،‬واغالق متاجر البيع بالتجزئة‪ ،‬والطمبات الممغاة‪ ،‬وخفض الرواتب؛ تعمل عمى‬
‫‪1‬‬
‫كبح الطمب في الصناعات الرئيسية (مثل‪ :‬السيارات‪ ،‬والمنسوجات‪ ،‬والمالبس‪ ،‬والجمود واألحذية)‪.‬‬

‫في حين تمثل صناعة النقل والتخزين واالتصاالت ‪ 204‬ماليين وظيفة حول العالم‪ ،‬بما في ذلك‬
‫طيارو الخطوط الجوية‪ ،‬وأفراد الطاقم‪ ،‬والسائقون‪ ،‬وعمال البريد‪ ،‬وغيرىم من عمال التوصيل‪ ،‬وكذلك‬
‫األشخاص الذين يعممون في المستودعات التي تدعم النقل وسالسل التوريد العالمية‪ .‬في حين أن بعض‬
‫ىؤالء العمال تأثروا سمبا (عمى سبيل المثال أولئك في صناعة الطيران)‪ ،‬بتقميل ساعات العمل أو‬
‫انعداميا‪،‬‬

‫أن حصة العمالة في القطاعات المعرضة لمخطر تراوحت من ‪ ٪26.4‬في إفريقيا إلى‬
‫ويمكن القول ّ‬
‫‪ ٪ 43.2‬في األمريكتين‪ .‬وأن جميع القطاعات أو جميع العمال لن يتأثروا عمى قدم المساواة‪ .‬فأكثر‬
‫تأثر ىم العمال ذوو األجور المتدنية بالفعل ولدييم وصول أقل إلى تغطية الحماية‬
‫األشخاص ًا‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪ – 2‬إجراءات المؤسسات تجاه عقود العمل جراء تأثير كورونا‪:‬‬

‫لقد تعاممت المؤسسات في شتى ربوع العالم مع العمال وعقود عمميم بمجموعة طرق اتخذتيا لتخفيف‬
‫الضغط عن المؤسسات والشركات لمنقص المالي الذي سايرتو‪ ،‬وكعمل وقائي لتفادي انتشار الفيروس ومن‬
‫‪3‬‬
‫بينيا نذكر‪:‬‬

‫إنياء الخدمة‪ :‬استغمت بعض منشآت القطاع الخاص ليذه األزمة وتعمدىا فصل موظفييا تحت ذريعة‬
‫(الظروف القاىرة) جراء انتشار الفيروس‪ ،‬وقد سارت بعض المؤسسات عمى ىذا النيج لتفادي خسار‬
‫مادية أكبر مما لحقيا أثناء الجائحة‪.‬‬

‫تخفيض األجر‪ :‬لقد أثر انتشار فيروس كورونا عمى الكثير من المؤسسات والشركات الخاصة وغيرىا‪،‬‬
‫فمقد تدنى مردودىا المادي إلى نسب قميمة جدا مما أدى بيا إلى اتخاذ بعض الق اررات منيا تخفيض أجور‬

‫‪1‬‬
‫منظمة العمل الدولية‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫منظمة العمل الدولية‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كمال أحمد المومني‪ :‬أثر جائحة كورونا عمى عقود العمل‪ ،‬إشراف‪ :‬مأمون أحمد الحنيطي‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات شيادة الماجستير في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪ ،2021 ،‬ص ‪.62 – 57‬‬
‫‪42‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫العمال لتغطية النقص والضرر الذي لحقيا من الجائحة‪ ،‬ورغم انو أحد الق اررات المجحفة لمعمال إال أنو‬
‫أفضل من سابقو‪.‬‬

‫الخروج في اإلجازة السنوية‪ :‬من اإلجراءات أيضا إعطاء العمال إجازة مدفوعة لمقطاعة التابعة لمدول أو‬
‫إجازات غير مدفوعة في القطاعات الخاصة‪ ،‬وتعبر ىذه األخيرة مجحفة في حق العمال‪.‬‬

‫العمل عن بعد‪ :‬يعتبر ىذا اإلجراء أفضل من سابقيو كونو يضمن الوظيفة لمعمال ويساعد عمى الحد من‬
‫انتشار الفيروس‪ ،‬فالعمل في البيت من الوسائل الناجعة في التصدي لمجائحة وتقميل ضررىا‪ ،‬ولكن ىذا‬
‫اإلجراء يتناسب فقط مع بعض القطاعات التي تتماشى مع العمل عن بعد والتواصل عبر اإلنترنت‬
‫ووسائل التواصل األخرى‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثر الجائحة عمى التجارة الخارجية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أثر جائحة كورونا عمى التعاقدات وااللتزامات في عقود التجارة الدولية‪:‬‬

‫أحدث فيروس كورنا تغيرات ممموسة وجذرية خصوصا بالنسبة لمشركات األجنبية والدول والعقود‬
‫الدولية ذات الطبيعة الصناعية والتجارية واالقتصادية بسبب ىذا الوباء الذي عرقل سير النظام‬
‫االقتصادي في العالم كمو وأدى إلى وقف حركة المبادالت التجارية بين الدول بصفة كمية‪ ،‬وىذا ما قد‬
‫يترتب عنو إخالل بااللتزامات التعاقدية المبرمة بين األشخاص الطبيعية أو المعنوية وتعطيل القطاعات‬
‫الزراعية والصناعية والسياحية وعقود النقل الد ولية خصوصا ما نتج عنيا خسائر مالية كبيرة لشركات‬
‫النقل‪ ،‬لذا قد يمجأ األطراف المتعاقدين إلى حمول تم االتفاق عمييا مسبقا في العقد‪ ،‬وأن لم يتم االتفاق في‬
‫‪1‬‬
‫طرف‪.‬‬
‫العقد عمى ىاتو النقاط قد يتم المجوء إلى التحكيم التجاري الدولي أو إلى القضاء الذي يختاره األ ا‬

‫‪ - 1‬تأثير جائحة كورونا عمى التنفيذ المادي لمعقود الدولية‪:‬‬

‫تعتبر جائحة فيروس كورونا ظاىرة بعثرة األوراق في مجال المال واالعمال بصفة عامة وفي اطار‬
‫العقود الدولية بصفة خاصة حيث أدى األمر الى العديد من الخالفات والصراعات بين المتعاقدين‬
‫خصوصا حينما أصدرت معظم دول العالم ق اررات تيم بتوقيف خط اإلنتاج ووقف المقاوالت مما يعني‬
‫عدم تنفيذ العقود في الوقت المحدد ليا باإلضافة الى التوقف المؤقت لممقاوالت و تسريح العمال واقفاليا‬

‫‪1‬‬
‫يواو شيرزاد‪ ،‬بشير محمد أمين‪ ،‬أثر جائحة كورونا عمى االلتزامات التعاقدية في عقود التجارة الدولية‪ ،‬مجمة القانون العام الجزائري والمقارن‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع ‪ ،2020 ،1‬ص ‪.268‬‬
‫‪44‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫مؤقتا مما يعني عدم الوفاء بااللتزامات نتيجة قوة قاىرة بفعل الواقع وبفعل القانون( ق اررات الدولة ) وىذا‬
‫‪1‬‬
‫األمر قد شكل اشكاال عميقا عمى المستوى الدولي وخصوصا أن أغمب العقود الدولية تتسم بطول مدتيا‪.‬‬

‫فالعقود الدولية والتي تعتبر االداة القانونية األكثر استعماالً في مجال المعامالت المالية الدولية وادارة‬
‫وتيسير التجارة الدولية العابرة لمحدود وىذه العقود ال تختمف عن عقود التجارة الداخمية من حيث خضوعيا‬
‫ألحكام القوة القاىرة‪ .‬وطبيعة العقد التجاري الدولي أطرافو من دول مختمفة واالجراءات التي تتخذىا كل‬
‫دولة بشأن الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد تجعمو عائقا لتنفيذ العقود وتقدير مدى اعتبار ىذه‬
‫االجراءات قوة قاىرة من عدمو يتوقف عمى طبيعة ىذه االجراءات التي اتخذتيا الدولة وطبيعة الوباء‬
‫وموضوع االلتزام ومدى تأثره بيذه االجراءات فان توافرت شروط القوة القاىرة يعفى المدين من التزامو اما‬
‫اذا لم تتوافر شروطيا فان المسؤولية تكون قائمة قبل المدين فاألمر نسبي يرجع تقديره الى محكمة‬
‫الموضوع وقدرة المدين عمى اثبات توافر شروط القوة القاىرة‪.‬‬

‫حيث نصت اتفاقية الجات الدولية ‪ 1994‬في المادة ‪ 7‬عمى األثر المعفى من المسؤولية ومنيا وقوع‬
‫كوارث طبيعية او توقف النقل او قوة قاىرة أخرى تؤثر بصورة كبيرة عمى المنتجات المتاحة لمتصدير …‬
‫وعالجت مبادئ العقد الدولي لتوحيد قواعد القانون الدولي الخاص حال وقوع القوة القاىرة في المادة ‪6‬‬
‫عمى أنو يحق لمطرف المتضرر أن يطمب التفاوض من الطرف اآلخر عمى تعديل بنود العقد فإن قبميا‬
‫األخير يستمر في التنفيذ العقد الدولي أما اذا فشمت عممية التفاوض فال سبيل سوى فسخ العقد مع احتفاظ‬
‫الطرف المتضرر بحقو في المطالبة بالتعويض وىذا ما أكدت عميو اتفاقيات دولية عديدة ومنيا اتفاقية‬
‫فيينا ‪ 1980‬حيث قضت المادة ‪ 81‬عمى أنو بفسخ القعد يصبح الطرفان في حل من االلتزامات التي‬
‫يرتبيا العقد مع عدم االخالل بأي تعوض مستحق ‪ .‬ونصت المادة ‪ 1/79‬من اتفاقية األمم المتحدة بشأن‬
‫العقود الدولية عمى حماية مماثمة توفرىا أحكام القوة القاىرة وقد تنطبق عمى العقود الدولية إال إذا تم‬
‫استبعاد تطبيق االتفاقية صراحة من قبل االطراف في العقد‪.‬‬

‫وعمميا شرط عدم توقع الحدث ىو أحد أىم شروط القوة القاىرة والعبرة في تحديد توقع الحدث من‬
‫عدمو ىو النظر الى تاريخ ابرام العقد واستقر القضاء الفرنسي عمى أن شرط عدم التوقع الذي يبرر فسخ‬
‫العقد يجب ان يكون قد ورد في االتفاق قبل ظيور الوباء‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫أمينة رضوان‪ ،‬المصطفى الفوركي‪ :‬تأثير فيروس كورونا عمى االلتزامات التعاقدية‪ ،‬مجمة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪،‬‬
‫المغرب‪ ،2020 – 04 – 7 ،‬تاريخ الدخول ‪. /https://www.droitetentreprise.com ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪45‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫‪ - 2‬تأثير جائحة كورونا عمى التجارة االلكترونية‪:‬‬

‫يمجأ الجميع إلى الخدمات اإللكترونية واألدوات الجديدة التي تسمح ليم بالتكيف مع الظروف االستثنائية‬
‫السائدة حاليا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد الذي ألزم نحو مميار شخص حول العالم البقاء في‬
‫منازليم‪ ،‬فضال عن تسببو في انييار البورصات ووضع الشركات الصعب‪ ،‬مما يترك أث ار اقتصاديا بالغ‬
‫الشدة قد تأتي بعده تحوالت كبرى في العالم سيكون المستفيد األكبر منيا ‪-‬عمى ما يبدو‪ -‬بعض شركات‬
‫قطاع التكنولوجيا واإلنترنت‪ ،‬حيث شيد العالم الرقمي انتعاشا منقطع النظير جراء لجوء العديد من‬
‫األش خاص الى التبضع والقيام بعمميات الشراء و االستفادة من الخدمات عبر االنترنت لتعوض الشمل‬
‫الحاصل في المعامالت التجارية عمى مستوى الواقع لذلك ظيرت مجموعة من المعامالت والتي لم تكن‬
‫تحقق أرباحا كبرى وظيرت برامج أخرى عوضت االجتماعات الفعمية و التجمعات إلى اجتماعات و‬
‫‪2‬‬
‫تجمعات افتراضية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثر كورونا عمى نسبة التصدير واالستيراد‪:‬‬

‫أظيرت بيانات مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية "أونكتاد"‪ ،‬انكماش حركة التجارة العالمية في فترة‬
‫انتشار كورونا فخالل ‪ 2020‬عرفت حركة التجارة العالمية انكماشا بنسبة ‪ 9‬بالمئة‪ ،‬وأفاد "أونكتاد" أن‬
‫االضطرابات االقتصادية واالجتماعية التي أحدثيا الوباء‪ ،‬أثرت بشكل كبير في التجارة العالمية خالل‬
‫‪ .2020‬وتسببت تداعيات كورونا في تضرر االقتصاد العالمي خالل ‪ ،2019‬وفرضت أوضاعا مالية‬
‫صعبة عمى الشركات وسط تعسر االستيراد والتصدير‪ ،‬وسجمت التجارة في السمع انخفاضا بنسبة ‪ 6‬بالمئة‬
‫خالل ‪ ،2019‬فيما تراجعت التجارة في الخدمات ‪ 16.5‬بالمئة‪ 3‬في نفس السنة‪.‬‬

‫لقد ألحق فيروس كورونا بنسب التصدير واالستيراد انخفاضا لم يراه العالم من قبل‪ ،‬فكان لمدول‬
‫الكبرى األثر األكبر باعتبار أنيا أكثر الدول من جانب التصدير واالستيراد مقارنة بالدول النامية‪ ،‬وفي‬
‫ىذا الجزء سنحاول عرض بعض من الدول وأثر الجائحة في نسبة التصدير واالستيراد لدييا‪:‬‬

‫‪ – 1‬الصين‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫موضي الموسى‪ ،‬مدى اعتبار فيروس كورونا قوة قاىرة وأثره عمى العقود المحمية والدولية‪ ،‬موقع مكتب المحامية موضي الموسى‪ ،‬تاريخ الدزخل‬
‫‪. /https://almousalawfirm.com ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪2‬‬
‫أمينة رضوان‪ ،‬المصطفى الفوركي‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وكالة األناضول‪" :‬أونكتاد"‪ :‬انكماش التجارة العالمية ‪ 9‬بالمئة خالل ‪ 2020‬بضغط تداعيات فيروس كورونا‪ ،2021 – 02 – 10 ،‬تاريخ الدخول‬
‫‪. https://www.aa.com.tr/ar ،2022 – 05 – 18‬‬
‫‪46‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫انيارت الصادرات الصينية في فترة انتشار الوباء بنسبة تقارب ‪ 17,2‬بالمئة مقارنة مع الفترة نفسيا من‬
‫العام قبل حدوث الحاجة‪ ،‬وىو أكبر تراجع لصادرات العمالق اآلسيوي منذ فيفري ‪ 2019‬خالل النزاع‬
‫التجاري مع الواليات المتحدة‪ .‬وتراجعت الواردات بنسبة ‪ 4‬بالمئة‪ ،‬بحسب البيانات التي أعمنتيا الجمارك‬
‫الصينية‪.1‬‬

‫‪ – 2‬الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫أثر انتشار فيروس كورونا في الواليات المتحدة األمريكية عمى معدل صادراتيا‪ ،‬حيث انخفضت‬
‫صادرات الواليات المتحدة بنسبة ‪ 9,6‬في المئة في مارس ‪ ،2020‬في تراجع شيري قياسي‪ ،‬ليرتفع العجز‬
‫التجاري إلى ‪ 44,4‬مميار دوالر‪ ،‬في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد‪ ،‬وفق ما أفادت و ازرة التجارة‬
‫األمريكية‪...‬فقد تراجع حجم الواردات كذلك‪ ،‬لكن بنسبة ‪ 6,2‬بالمئة فقط‪ ،‬مع توقف حركة النقل والشحن‬
‫حول العالم‪ ،‬مما تسبب بازدياد الفجوة التجارية بنسبة ‪ 12‬في المئة من ‪ 39,9‬مميار دوالر في‬
‫فيفري‪.2020‬‬

‫وأكدت الواليات المتحدة أن التراجع في الصادرات والواردات يعود جزئيا إلى تداعيات فيروس كورونا‪،‬‬
‫حيث إن العديد من األعمال التجارية تعمل بطاقة محدودة‪ ،‬أو أوقفت نشاطيا تماما‪ ،‬بينما فرضت قيودا‬
‫‪2‬‬
‫عمى حركة المسافرين عبر الحدود‪.‬‬

‫‪ – 3‬ألمانيا‪:‬‬

‫أظيرت الدراسات أن الصادرات والواردات األلمانية تراجعت في أبريل ‪ ،2020‬مسجمة أكبر انخفاض‬
‫ليا منذ عام ‪ 1990‬إذ أدت أزمة فيروس كورونا إلى تقميص الطمب مما زاد من التوقعات القاتمة ألكبر‬
‫اقتصاد في أوروبا‪ .‬ويرى العديد من االقتصاديين أن الوباء دفع االقتصاد األلماني إلى أكبر انخفاض لو‬
‫منذ نياية الحرب العالمية الثانية خالل الربع الثاني‪ ،‬وتراجعت الصادرات المعدلة في ضوء العوامل‬

‫‪1‬‬
‫فرانس ‪ ،24‬صادرات الصين تسجل تراجعا حادا وسط أزمة فيروس كورونا‪ ،2020 – 03 – 07 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫موقع اليوم السابع‪ :‬كيف أثر انتشار كورونا عمى معدالت الصادرات األمريكية؟‪ ،2020 – 05 – 05 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪. /https://www.youm7.com‬‬
‫‪47‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫الموسمية بنسبة ‪ 24‬بالمئة خالل الشير‪ ،‬بينما تراجعت الواردات بنسبة ‪ 16.5‬بالمئة‪ .‬وقال مكتب‬
‫‪1‬‬
‫اإلحصاءات االتحادي إن الفائض التجاري تقمص إلى ‪ 3.2‬مميار يورو‪.‬‬

‫‪‘ – 4‬بطاليا‪:‬‬

‫أظيرت بيانات نشرىا المعيد الوطني اإليطالي لإلحصاء‪ ،‬أن الصادرات انخفضت في مارس ‪2020‬‬
‫بنسبة ‪ %12.7‬عمى أساس سنوي‪ ،‬وىو األسوأ ألكثر من ‪ 20‬عاما‪ ،‬أما عمى أساس شيري فقد تراجعت‬
‫بنسبة ‪ ،%12.9‬مسجمة االنخفاض األسوأ منذ ‪ ،2009‬كذلك أشارت بيانات المعيد إلى وجود تراجع في‬
‫الواردات لم يشيد لو مثيل عمى المستوى الشيري‪ ،‬حيث انخفضت نسبتو ‪ 2،%12.4‬وتعود ىذه األزمة‬
‫لمقيود التي فرضتيا كورونا عمى الدول؛ حيث ترتب عمييا خسائر كبيرة جدا‪.‬‬

‫‪ – 5‬كوريا الجنوبية‪:‬‬

‫أظيرت بيانات رسمية أن صادرات كوريا الجنوبية في فترة جائحة كورونا انخفضت بنسبة ‪ %5.4‬في‬
‫عام ‪ ،2020‬مقارنة بعام ‪2019‬؛ فقد سجمت الصادرات ‪ 512.8‬مميار دوالر في العام ‪،2020‬‬
‫وانخفضت الواردات بنسبة ‪ %7.2‬لتسجل ‪ 467.2‬مميار دوالر‪ ،‬وبفائض بمغ ‪ 45.6‬مميار دوالر في عام‬
‫‪3‬‬
‫‪.2020‬‬

‫‪ - 6‬الجزائر‪:‬‬

‫سجل الميزان التجاري الجزائري عج از بحوالي ‪ 6.11‬مميار دوالر خالل سنة ‪ 2019‬مع انخفاض في‬
‫حجم الصادرات التي سجمت ‪ 35.82‬مميار دوالر أي انخفاض بنسبة ‪ ، 14.29‬في المائة مقارنة بنتائج‬
‫سنة ‪ ،2018‬أما بالنسبة لمواردات فقد سجل الحجم االجمالي ليا ‪ 41.93‬مميار دوالر بانخفاض قدره‬
‫‪4‬‬
‫‪ 9.49‬في المائة بنسبة ‪ ،2019‬مقارنة بنتائج سنة ‪.2018‬‬

‫‪ – 7‬تركيا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫موقع القبس‪ :‬تراجع كبير في صادرات وواردات ألمانيا في أبريل‪ ..‬بسبب «كورونا»‪ ،2020 – 06 – 09 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪. /https://alqabas.com‬‬
‫‪2‬موقع ‪ rt Arabic‬انخفاض حاد في صادرات إيطاليا‪ ،2020 – 04 – 23 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪. /https://arabic.rt.com‬‬
‫‪3‬‬
‫العربي الجديد‪ :‬تراجع صادرات كوريا الجنوبية ‪ %5.4‬في ‪ ،2021 – 01 – 01 ،2020‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪. /https://www.alaraby.co.uk‬‬
‫‪4‬‬
‫موسر كاسحي‪ ،‬دربال رقية‪ ،‬أزمة فيروس كورونا وآثاره عمى الجزائر‪ ،‬مجمة أبحاث‪ ،‬جامعة الجمفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع ‪1‬ـ ‪ ،2021‬ص ‪.901‬‬
‫‪48‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد بتركيا في انخفاض حاد في الصادرات التركية خالل شير‬
‫مارس ‪ ،2020‬حيث انخفض إجمالي صادرات تركيا خالل شير ىذا الشير لمعام نفسو مقارنة بشير‬
‫مميار و‪ 426‬مميون دوالر‪ .‬وارتفعت الواردات خالل‬
‫بمارس ‪ ،2019‬بنسبة ‪ ،% 17.8‬لتتراجع إلى ‪ً 13‬ا‬
‫مميار و‪ 821‬مميون دوالر‪.‬‬
‫نفس الفترة بنسبة ‪ %3.13‬لتصل إلى ‪ً 18‬ا‬

‫اقتصاديا‬
‫ً‬ ‫وقالت الو ازرة‪ ،‬خالل بيان ليا‪ ،‬بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد تأثر العالم بشكل أجمع‬
‫اجتماعيا بطريقة سمب ية لمغاية‪ .‬وكان السبب الرئيسي النخفاض صادرتنا في شير مارس ىو تدابير‬
‫ً‬ ‫و‬
‫الحجر الصحي الذي تطبقو الدول المجاورة مثل إيران والعراق‪...1‬إلخ‪.‬‬

‫من خالل ىذه النسب يتبين لنا أن قطاع التصدير واالستيراد قد تضرر كثي ار أثناء فترة جائحة كورونا‪،‬‬
‫والسبب الرئيسي وراء ذلك ىو اإلجراءات التي قامت بيا دول العالم من أجل الحد من انتشار ىذا الوباء‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التعامل مع مشكل تأخر تسميم البضائع‪:‬‬

‫تضرر العالم في السنوات الثالثة األخيرة من مضاعفات الجائحة‪ ،‬حيث ألحق الوباء الضرر بكافة‬
‫القطاعات‪ ،‬ولعمى أكثرىا تضر ار ىو جانت التوريد العالمية‪ ،‬والذي كانت مصدر تيديد القتصاد العالم بعد‬
‫انتشار الوباء والعمل بالبروتوكوالت الصحية؛ حيث تراكمت السمع في الموانئ‪ ،‬وتضاعفت أوقات االنتظار‬
‫فييا‪ ،‬كما زادت أسعار الشحن عشرة أضعاف ما قبل الجائحة‪ ،‬كل ذلك أدى إلى نقص حاد في البضائع‬
‫حول العالم في الربع األخير من سنة ‪.2020‬‬

‫‪ – 1‬عدت أسباب مشاكل تأخر تسميم البضائع وتكدسيا‪:‬‬

‫فرضت الجائحة عدة عراقيل كانت أحد األسباب وراء الوضع الذي سايرتو الدول عمى مستوى توريد‬
‫‪2‬‬
‫البضائع منيا‪:‬‬

‫‪ -‬اغالق العديد من الموانئ في العالم مما سبب نقصا كبي ار في التوريد‪ ،‬وتأخر أوقات تسميم‬
‫البضائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تركيا اآلن‪ :‬انخفاض الصادرات التركية خالل شير مارس بنسبة ‪ %17.8‬عن العام الماضي‪ ،2020 – 04 – 02 ،‬تاريخ الدخول ‪– 17‬‬
‫‪. /https://www.turkeynow.news ،2022 – 05‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد اهلل الردادي‪ :‬مرونة سالسل التوريد‪ ،‬الشرق األوسط (جريدة العرب الدولية)‪ ،2021 – 10 – 25 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 17‬‬
‫‪.،2022‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫‪ -‬اختالف سموك المستيمكين خالل الجائحة‪ ،‬حيث زادت الطمبات عمى السمع اإللكترونية مع تحول‬
‫الموظفين لألعمال من منازليم فيما قممت مصانع الرقائق اإللكترونية إنتاجيا‪ ،‬مما سبب أزمة‬
‫خانقة في الرقائق اإللكترونية خمفت وراءىا أزمات من مصانع السيارات حتى األجيزة المنزلية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة عمى إعادة توظيف العمال بنفس الرتم‪ ،‬وقد بمغ عدد الوظائف الشاغرة في قطاع‬
‫المستودعات في الواليات المتحدة فقط في شير يوليو (تموز) مستوى تاريخيا بمغ ‪ 490‬ألف‬
‫وظيفة! كما وصل عدد الوظائف الشاغرة في قيادة شاحنات النقل نحو ‪ 80‬ألف شاغر!‪.‬‬
‫‪ -‬منع التصاريح لشركات نقل البضائع التي تسببت في تأخر وصول السمع والمنتجات لطالبييا‪.‬‬
‫‪ -‬توقف أو إبطاء عممية اإلنتاج‪ .‬والذي أدى بدوره إلىً توليد ضغط مباشر عمى سالسل اإلمداد‬
‫التجارية واإلمدادات العالمية والتي تحافظ عادة عمى تزويد الدول بمختمف السمع والحاجيات‬
‫األساسية‪.‬‬
‫أن ىذه اإلجراءات التي فرضتيا الجائحة عمى دول العالم كانت المتسبب في إغالق الكثير من‬
‫المصانع والشركات وتكدس البضائع في أماكن نقل السمع الموانئ‪ ...‬وغيرىا‪ ،‬وتأخر توريد السمع‬
‫ألصحابيا‪ ،‬وىو ما أدخل الدول في حالة فوضى ال مثيل ليا في ىذا القطاع‪ ،‬وىو ما جعل دول العالم‬
‫تتعامل بشكل جدي وسريع لتخطي ىذه األزمة وىو ما سنبينو في ىذا العنصر‪.‬‬

‫‪ – 2‬إجراءات الدول لحل مشكل تأخر تسميم البضائع‪:‬‬

‫واجيت ىيئات ادارة الحدود التحدي المتمثل في تسريع الواردات والصادرات والعبور‪ ،‬يما في ذلك‬
‫اإلمدادات الطبية الالزمة والتبرعات وشحنات اإلغاثة‪ ،‬مع ضامن الوقاية من األوبئة وتوفير التخميص‬
‫الجمركي المالئم وضوابط االمتثال لمسمع وموظفي النقل‪ ،‬وفي سبيل ذلك بذلت الحكومات جيود خاصة‬
‫لتأمين وتعزيز إنتاج وتوزيع السمع مع أولوية توزيع السمع الطبية والوقائية لمحد من انتشار الفيروس‪.‬‬

‫احتاجت الحكومات إلى اعتماد نيجاً مشتركاً تقريبا لمعالجة ىذه األزمة عبر سالسل التوريد العالمية‬
‫لتجنب االضطرابات الحادة في التوزيع‪ ،‬ومثل ىذا التعاون أم اًر حيوياً‪ ،‬ألن سياسات الحماية االقتصادية‬
‫قد تؤدي إلى تفاقم األزمة الصحية العالمية بشكل كبير وتأخير االنتعاش االقتصادي بعد الجائحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫واعتمدت الدول خطة عمل لمتعامل مع مشكالت تأخر التوزيع نذكرىا في شكل نقاط وىي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األونكتاد‪ :‬كوفيد ‪( 19‬خطة عمل من عشرة نقاط لتعزيز التجارة الدولية وتيسير حركة النقل في ضل الجائحة)‪ ،‬مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة‬
‫والتنمية‪ ،‬ع ‪ ،79‬أفريل ‪ ،2020‬ص ‪. 4 – 2‬‬
‫‪50‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫أ – ضمان الشحن المستمر‪:‬‬

‫عممت دول العالم ودول الميناء عمى مواصمة تقديم جميع الخدمات الضرورية‪ ،‬من التزويد بالوقود‬
‫واإلمدادات إلى الخدمات الصحية لمبحارة‪ ،‬ألنيم أفراد أساسيون وال يمكن ليم العمل عن بعد‪ ،‬وانتعاش‬
‫سيرورة عمميم يضمن التسريع في التوزيع واإلمدادات‪.‬‬

‫ب – الحفاظ عمى استمرارية عمل الموانئ‪:‬‬

‫وتوفر الموانئ الخدمات األساسية لمتجارة الدولية؛ حيث عممت الدول عمى أن تظل مفتوحة أمام السفن‬
‫ووصالت النقل المتعدد الوسائط‪ ،‬من خالل تعزيز ساعات العمل المتداخمة والتشغيل المستمر‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬حماية التجارة الدولية لمسمع الحرجة وتسريع التخميص الجمركي وتيسير التجارة‪:‬‬

‫عممت الحكومات عمى التخميص السريع واإلفراج عن ىذه السمع الحرجة في الموانئ ومعابر الحدود‪.‬‬
‫وتشمل ىذه التدابير أحكاما خاصة ومعجمة لمشحنات العاجمة‪ ،‬وشحنات اإلغاثة‪ ،‬والشحنات الطبية‪،‬‬
‫والشحنات القابمة لمتمف‪.‬‬

‫د ‪ -‬تسييل النقل عبر الحدود‪:‬‬

‫عممت الحكومات والقطاع الصناعي عمى التنسيق بشكل وثيق لتسييل توافر اإلمدادات االستراتيجية‬
‫في جميع أنحاء سالسل التوريد‪ ،‬وعميو فقد قاموا تشجيع القطاع الصناعي عمى توفري مرافق النقل‬
‫والتخزين عند الحاجة الماسة‪.‬‬

‫ىـ ‪ -‬ضمان حق المرور العابر‪:‬‬

‫عممت الحكومات الوطنية‪ ،‬وال سيم بمدان العبور‪ ،‬والمنظمات اإلقميمية عمى دعم ممرات العبور والنقل‬
‫والتجارة‪ ،‬والحـفاظ عمى نظم المرور الجمركي وغيرىا من اإلجراءات المتعمقة بالمرور العابر‪ ،‬مثل استخدام‬
‫اإلجراءات والممرات الخاصة لحركة المرور العابر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫و – ضمان تدفق وشفافية المعمومات‪:‬‬

‫في ضل الظروف التي سايرتيا الشعوب‪ ،‬والوضع المزي لمتجارة العالمية‪ ،‬عممت الحكومات عمى‬
‫التواصل بوضوح وجعل المعمومات متاحة لجميع الجيات الفاعمة وأصحاب المصمحة‪ ،‬وأن تبقي معمومات‬
‫التجارة عبر اإلنترنت‪ ،‬وتساعد المكاتب عمى تحديثيا وتشغيميا باستمرار‪ ،‬كما عممت عمى أن توفر‬
‫إمكانية الوصول عن بعد إلى جميع النماذج والمتطمبات‪ ،‬وأن تضمن أن أي شخص يتفاعل مع الحكومة‬
‫يمكنو العثور عمى ما ىو مطموب منيا عبر اإلنترنت دون الحاجة إلى الذىاب لطمب المعمومات فعميا‪.‬‬

‫ز ‪-‬حماية الشاحنين ومقدمي خدمات النقل عمى حد سواء‪:‬‬

‫تقديم دعم مالي مقدمو خدمات النقل والخدمات الموجستية لتمكينيم من البقاء في العمل وضمان مرونة‬
‫سمسمة التوريد طوال فترة الوباء وما بعد الوباء‪ ،‬وفي الوقت نفسو‪ ،‬العمل عمى تخفيض الرسوم التي تفرض‬
‫في العادة عمى شركات النقل‪.‬‬

‫ح ‪ -‬التنسيق بين القطاعين العام والخاص‬

‫في العديد من البمدان‪ ،‬تم تشكيل فرق عمل خاصة بفيروس كورونا إلدارة جميع الميام المتعمقة‬
‫بالجائحة‪ .‬وعمى الرغم من ذلك‪ ،‬فإنو في البمدان التي ال توجد فييا آلية لمتنسيق مع ىيئات المنافذ‬
‫الحدودية لضمان سرعة تخميص البضائع‪ ،‬كان عمى القطاع الخاص في كثير من األحيان الحصول عمى‬
‫موافقات متعددة وتقديم مستندات مكررة‪ .‬ويتطمب خفض تكاليف التجارة عمى الحدود نيج شراكة بين‬
‫القطاع الخاص والحكومة لضمان تحديد التحديات التي تواجو التجارة والتحقق من صحة إصالحات‬
‫تيسير التجارة ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬إجراءات مواجية تأثير الفيروس عمى التجارة الخارجية‪:‬‬

‫إضافة إلى اإلجراءات الموجستية لحماية التجارة الدولية التي ذكرناىا أنفا في المطمب السابق ىنالك‬
‫‪1‬‬
‫عدة إجراءات اتبعتيا الدول لمواجية تأثير فيروس كورونا عمى التجارة الخارجية وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ – 1‬التوافق مع المعايير الدولية‬

‫‪1‬‬
‫بيل غين‪ :‬تيسير التجارة‪ :‬أمر بالغ األىمية لمتعافي من فيروس كورونا‪ ،‬مدونات البنك الدولي‪ ،2021 – 02 – 11 :‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 18‬‬
‫‪ ،2022‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫عندما انتشر فيروس كورونا‪ ،‬سارعت وكاالت التجارة إلى زيادة االشتراطات والضوابط الكتشاف‬
‫السمع التي تحمل الفيروس‪ .‬وفي كثير من األحيان‪ ،‬لم تكن التغييرات متسقة‪ ،‬بل تعارضت أحياناً مع‬

‫بعضيا بعضاً‪ .‬وفي معظم البمدان‪ ،‬أصبحت اإلجراءات التي تتخذىا البمدان عمى الحدود أكثر تعقيداً‬
‫واستيالكاً لموقت‪ ،‬مع تأخر العديد من السمع من أجل إعطاء األولوية لمسمع الضرورية المتعمقة بفيروس‬
‫كورونا‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعين عمى الييئات الحكومية حماية صحة الموظفين وأولئك الذين يتعاممون‬
‫عادة وجياً لوجو عمى الحدود وسالمتيم‪ ،‬وفوق كل ىذا التعامل مع نقص الموظفين بسبب المرض‪.‬‬

‫تيدف اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن تيسير التجارة إلى التصدي ليذه األنواع من التحديات‪.‬‬
‫وتتضمن االتفاقية أحكاماً لزيادة وتيرة حركة السمع‪ ،‬واإلفراج عنيا‪ ،‬وتخميصيا في الجمارك‪ ،‬بما في ذلك‬
‫السمع المنقولة‪ .‬وىي تحدد أيضاً تدابير لمتعاون الفعال بين الجمارك وىيئات المنافذ الحدودية األخرى‬
‫والسمطات المختصة بشأن تيسير التجارة ومسائل االمتثال لمنظم الجمركية‪ .‬ودفعت الضرورة الممحة‬
‫لألزمة العديد من البمدان إلى تسريع تنفيذ ىذه التوصيات ودعم أنشطة تجارة أكثر كفاءة عبر الحدود‪.‬‬

‫‪ - 2‬اإلجراءات عمى الحدود‪:‬‬

‫اتخذت العديد من الحكومات تدابير مبتكرة ومرنة لمحفاظ عمى استمرار تدفق التجارة عبر الحدود‬
‫وتضمنت بعض ىذه اإلجراءات تبسيط النماذج واإلجراءات المطموبة‪ ،‬والتنازل عن الرسوم والمصروفات‬
‫أو تأجيل سدادىا‪ ،‬وقبول النسخ المصورة بالماسح الضوئي من الشيادات وغيرىا من الوثائق الداعمة‪،‬‬
‫وزيادة وتيرة التحول الرقمي في اإلجراءات عمى الحدود‪.‬‬

‫وقد تم الجزء األكبر من عممية التحسين عندما تولت لجنة تيسير التجارة الوطنية قيادة عممية‬
‫االبتكار وتعميمو عمى مستوى جميع ىيئات المنافذ الحدودية‪ .‬عالوة عمى ذلك‪ ،‬أظيرت جائحة كورونا‬
‫ضرورة إشراك و ازرات الصحة بشكل كامل في تصميم األنظمة الخاصة بالمقاحات والمنتجات الطبية‬
‫وتبسيطيا‪.‬‬

‫‪ - 3‬تعاون ىيئات المنافذ الحدودية‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫التعاون بين ىيئات المنافذ الحدودية ُيعد أحد أىم العوامل لتيسير التجارة في أثناء جائحة كورونا‪ .‬عمى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬من شأن التنسيق بين ىذه الييئات من أجل إجراء عممية تفتيش مشتركة واحدة أن يؤدي إلى‬
‫توفير الوقت والتكاليف‪.‬‬

‫‪ - 4‬التحول الرقمي‪:‬‬

‫أوضح االستقصاء الذي أجرتو منظمة التجارة العالمية أيضاً أن التدابير الرقمية‪ ،‬مثل "النوافذ‬
‫اإللكترونية الموحدة"‪ ،‬ساعدت البمدان في أثناء األزمة وما سيأتي بعدىا‪ .‬وىذه النوافذ الموحدة ىي‬
‫منصات عمى شبكة اإلنترنت تعمل عمى تحويل اإلجراءات التجارية إلى العمل إلكترونياً واستبدال الحاجة‬
‫إلى العمميات المادية واليدوية والتي تحدث فييا ازدواجية‪ .‬وتمعب المنصات الرقمية دو اًر ميماً في تسريع‬
‫اإلجراءات عمى الحدود‪ ،‬مما يتيح العمل بسالسة وتقميل الحاجة إلى االتصال المادي بين ىيئات المنافذ‬
‫الحدودية والتجار‪.‬‬

‫وتعمل النوافذ الموحدة أيضاً عمى تعزيز الشفافية من أجل أنشطة التجارة‪ .‬وفي كثير من األحيان‪،‬‬
‫تتيح منصات النوافذ اإللكترونية الموحدة الحصول عمى المعمومات المتعمقة بالتجارة‪ ،‬مما يضمن إمكانية‬
‫وصول جميع التجار‪ ،‬بما في ذلك الشركات متناىية الصغر والصغيرة والمتوسطة والتجار من النساء‪،‬‬
‫الذين تضرروا بشدة من األزمة إلى جميع اإلجراءات الرسمية‪.‬‬

‫‪ – 5‬إجراءات غرفة التجارة الدولية ومنظمة الصحة العالمية لمكافحة الجائحة‪:‬‬

‫في إطار جيد منسق لمكافحة جائحة فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد‪ ،19-‬اتفقت غرفة التجارة‬
‫عممت غرفة التجارة‬
‫الدولية ومنظمة الصحة العالمية عمى العمل عن كثب معاً لمتصدي لمفايروس‪ ،‬وقد ّ‬
‫تضم أكثر من ‪ 45‬مميون مؤسسة أعمال‪ ،‬ليتسنى‬
‫ّ‬ ‫المحدثة بانتظام عبر شبكتيا التي‬
‫ّ‬ ‫الدولية اإلرشادات‬
‫ليذه المؤسسات في مختمف أنحاء العالم اتخاذ إجراءات فعالة ومستنيرة تضمن حماية موظفييا وزبائنيا‬
‫والمجتمعات المحمية التي تخدميا‪ ،‬والمساىمة في الوقت ذاتو في إنتاج وتوزيع اإلمدادات الضرورية في‬
‫ىذا السياق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أثر الجائحة على االقتصاد وسبل التعافً االقتصادي‬ ‫الفصل الثانً‬
‫كذلك تعزيز تدفق المعمومات عن فاشية فيروس كورونا من خالل تقصي شبكتيا العالمية لمقطاع‬
‫تحوط‬
‫الخاص لرسم معالم االستجابة العالمية لقطاع األعمال‪ .‬ويشجع ذلك المؤسسات عمى اعتماد ُنيُج ّ‬
‫ٍ‬
‫بشدة النداء الذي وجيتو المنظمة إلى الحكومات الوطنية في جميع البمدان‬ ‫تؤيد غرفة التجارة الدولية‬
‫فالحد من زيادة تفشي‬
‫ّ‬ ‫باعتماد نيج شامل لمحكومة ككل ولممجتمع ككل في االستجابة لجائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫المرض وتخفيف آثاره ينبغي أن يشكال األولوية القصوى لرؤساء الدول والحكومات‪ .‬وينبغي تنسيق‬
‫اإلجراءات السياسية بين مختمف الجيات الفاعمة في القطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫أقصى أثر ممكن من حيث نطاق األثر والفعالية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومن النقاط التي اتخذتيا أيضا نجد‪:‬‬

‫شجعت غرفة التجارة الدولية ومنظمة الصحة العالمية غرف التجارة الوطنية عمى العمل عن كثب‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫مع األفرقة القطرية لألمم المتحدة‪ ،‬بما في ذلك المكاتب القُطرية لمنظمة الصحة العالمية حيث‬
‫ُوجدت‪ ،‬وتعيين نقاط اتصال مشتركة من أجل تنسيق ىذا التعاون‪.‬‬
‫شجعت غرفة التجارة الدولية أعضاءىا عمى دعم جيود االستجابة الوطنية في بمدانيا والمساىمة‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫في جيود االستجابة العالمية التي تنسقيا المنظمة من خالل الصندوق التضامني لالستجابة‪.‬‬
‫إن ىذه التدابير ساعدت وبشك فعال في جعل التدفقات التجارية أكثر قدرة عمى الصمود‬
‫وقممت من حدة تداعيات األزمة الوبائية عمى التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬بيان مشترك لغرفة التجارة الدولية ومنظمة الصحة العالمية‪ :‬نداء غير مسبوق لمقطاع الخاص من أجل اتخاذ إجراءات‬
‫لمتصدي لجائحة كوفيد‪ ،2020 – 03 – 16 ،19-‬تاريخ الدخول ‪ ،2022 – 05 – 18‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫خاتمـــــــــــــة‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يعتبر فيروس كورنا سابقة عالمية لم يشاىد العالم في العصر الحديث مثميا من‬ ‫‪-‬‬
‫قبل من حيث الخسائر البشرية والمادية‪ ،‬ففيروس كورونا ألق الضرر بشتى‬
‫القطاعات المختمفة في العالم وأدخل العالم في حالة صدمة‪ ،‬ومن القطاعات التي‬
‫شيدت تضر ار كبي ار إثر الجائحة قطاع التجارة الدولية التي أثرت فييا تداعيات الدول‬
‫وبروتوكوالتيا الصحية من أجل التصدي لمفايروس‪ ،‬حيث شيدت قطاعاتيا تدىو ار‬
‫كبي ار في األزمة‪.‬‬

‫‪* -‬اختبار الفرضيات‬


‫يمكن اختبار الفرضيات السابقة وذلك من خالل تحميل ودراسة مختمف جوانب الموضوع‬
‫حيث تم التوصل إلى‪:‬‬
‫‪ -‬نعم إن التجارة الدولية تعتبر عمود االقتصاد الدولي والمحرك الفعمي لمتنمية‪ ،‬والدليل‬
‫عمى ذلك سقوط االقتصادات بمجرد توقف امدادات التجارة الدولية وىو ما يؤكد‬
‫صحة الفرضية األولى‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح فيروس كورونا من األوبئة التاجية تسبب انتشاره بخسائر بشرية ومادية مست‬
‫كل دول العالم‪ ،‬وىو ما شيده العالم ويؤكد لنا صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬نعم دخمت الحكومات العالمية في صراع مع انشار ىذا الوباء وفرضت الكثير من‬
‫اإلجراءات والسياسات لمتصدي ليذه الجائحة وتفادي خطرىا خاصة عمى التجارة‬
‫الدولية ‪ ،‬ولقد درسنا في ىذا الموضوع مجموع اإلجراءات التي اتخذتيا الدول لمحد من‬
‫انتشار الفيروس وتيسير التجارة الدولية‪ ،‬وىو ما يؤكد صدق الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫‪* -‬نتائج البحث‪:‬‬
‫وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر التجارة الدولية ىي العمود الفقري لالقتصاد العالمي؛ بحيث يمكن أن يكون‬
‫شمل بسيط عمى مستوى ىذا القطاع يؤدي بالعالم إلى حالة اضطراب وخسائر مادية‬

‫‪56‬‬
‫خاتمة‬
‫كبيرة تتكبدىا كافة الدول‪ ،‬لذلك فعمى جميع دول العالم رسم مخططات مستقبمية‬
‫لتفادي ضرر أي أزمة مفاجئة عمى الصعيد العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬تضررت التجارة الدولية كثي ار منذ حمول األزمة في أواخر ‪ 2019‬حتى ‪ 2021‬إلى‬
‫يومنا ىذا بأقل حدة‪ ،‬وقد عرف العالم مجموعة من اإلغالق الشبو دائمة لممؤسسات‬
‫والمنشئات والمحالت التجارية‪ ،‬وغمق الحدود والمعابر‪ ،‬وحتى توقف الخطوط الجوية‪،‬‬
‫عسر عمى الدول االتصال التجاري فيما بينياـ وىو ما خمق فوضة عارمة عمى‬
‫مما ّ‬
‫مستوى مراكز العبور والموانئ‪ ،‬وقد أدى ذلك لمكثير من الخالفات بين الشركات التي‬
‫تنشط في مجال التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تأثرت حركة التصدير واالستيراد كثي ار بحمول الوباء بسبب اإلغالق المستمر‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى عد وفرة المنتوجات وشح السمع في المحالتـ وأيضا نقص األدوية‪.‬‬
‫‪ -‬أثرت األزمة التي تخممت قطاع التصدير واالستيراد والسالسل التوريد عمى أسعار‬
‫السمع بشكل كبير؛ حيث دخل العالم موجة غالء غير مسبوقة عمى مستوى السمع‬
‫خاصة الجانب الغذائي‪ ،‬وىو ما أثر سمبا عمى حياة البشرية خاصة في الظروف التي‬
‫شيدتيا دول العالم مؤخرا‪.‬‬
‫تأثر قطاع العمل كثي ار بسبب اإلجراءات التي انتيجتيا الدول لمتصدي لجائحة‬ ‫‪-‬‬
‫كورونا‪ ،‬ومن إجراءات الغمق المستمر وافالس الكثير من الشركات مما أدى إلى‬
‫اختالالت كبيرة عمى مستوى العمالة في تغيير األجور والفصل من العمل ‪...‬إلخـ‬
‫أدى ذلك لرفع نسبة البطالة في العالمة بمستوى غير مسبوق‪ ،‬وىو ما ألحق ضر ار‬
‫بالمستوى المعيشي لمفئة المتوسطة والضعيفة في العالم نتج عنيا تزايد كبير في نسبة‬
‫الفقر في ربوع العالم‪.‬‬
‫‪ -‬لقد دخمت دول العالم في حرب من الوباء لمتصدي لتداعيات وآثاره عمى البشرية‪،‬‬
‫وىو ما فرض عمييا القيام بعدة إجراءات لمتعافي من الوباء وارجاع األمور إلى حاليا‬

‫‪57‬‬
‫خاتمة‬
‫وسيرىا المعروف‪ ،‬بل وتتطمع دول العالم لبناء منظومات اقتصادية ال تتأثر‬
‫بالمتغيرات الطبيعية المفاجئة مثل األوبئة وغيرىا‪.‬‬
‫‪ -‬لقد استطاعت الجيود المكثفة والمتعاونة من قبل دول العالم والمنظمات الخيرية‬
‫والشركات المختمفة لمتقميد من حدة الفيروس‪ ،‬والخروج من ىذه األزمة بأقل األضرار‬
‫الممكنة‪ ،‬كما عرفت الكثير من الدول سرعة كبيرة في احتواء الجائحة والتصدي ليا‬
‫مثل دولة الصين باعتبارىا بؤرة الوباء إال انيا استطاعت أن تنعش اقتصادىا‬
‫ومختمف قطاعاتيا بعد احتواء الجائحة‪.‬‬

‫‪* -‬آفاق الدراسة‪:‬‬


‫بعد تناول ىذا الموضوع يمكن طرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف ستتعامل الدول مستقبال مع األزمات المفاجئة كاألوبئة؟‬
‫‪ -‬ىل ستجعل التجارة الدولية أكثر سالسة وأكثر تطو ار بحيث ال تؤثر فييا األزمات‬
‫العالمية؟‬
‫‪ -‬ىل يمكن القول أن الظرر الذي ألحقو فيروس كورونا بالتجارة الدولية سيكون الدافع‬
‫األكبر لحماية القطاع التجاري مستقبال من أي طارئ أو أزمة عالمية؟‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوال ‪ :‬المصادر والمراجع العربية‪:‬‬
‫‪ - 1‬صالح الدين نامق‪ :‬التجارة الدولية‪ ،‬دار المعارف مصر القاىرة‪ ،‬ط‪. 1967 ،3‬‬
‫‪ - 2‬فؤاد محمد الصقار‪ :‬جغرافية التجارة الدولية‪ ،‬منشاة المعارف باإلسكندرية‪ ،‬ط‪.199 ،3‬‬
‫‪ - 3‬قدري الشيخ عمي وآخرون‪ :‬عمم االجتماع الطبي‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجالت والدوريات العممية‪:‬‬


‫‪ – 4‬أميرة عمارة‪ :‬تأثير جائحة كورونا عمى البطالة في مصر‪ ،‬مجمة دراسات‪ ،‬مصر‪ ،‬مج ‪ ،22‬ع ‪،4‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -‬بالل نجاح شبير‪ ،‬سارة قاسم عجيل‪ :‬انعكاسات جائحة كورونا عمى أسعار السمع الزراعية العالمية‬ ‫‪5‬‬
‫و أثرىا عمى أسعار الغذاء باعتماد تحميل المسار ‪ ، Analysis P‬مجمة دراسات العدد االقتصادي‪،‬‬
‫جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع‪.2022 ،1‬‬
‫‪ - 6‬بوقجان وسام‪ ،‬واضح فواز‪ :‬دراسة تحميمية ألثر كورونا عمى معدالت البطالة في الجزائر‪ ،‬مجمة‬
‫البحوث االقتصادية والمالية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،8‬ع ‪.2021 ،2‬‬
‫‪ 7‬سميحة جديدي‪ ،‬عبد المالك باىي‪ ،‬تداعيات جائحة كوفيد – ‪ 19‬عمى التجارة عبر سالسل القيمة‬
‫العالمية‪ ،‬مجمة رؤى االقتصادية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع‪.2021 ،1‬‬
‫‪ - 8‬صالحي سممى‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر في المنطقة العربية وتداعيات كوفيد‪ ، 19-‬مجمة أبعاد‬
‫اقتصادية‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع ‪. 2021 ،2‬‬
‫‪ – 9‬موسر كاسحي‪ ،‬دربال رقية‪ ،‬أزمة فيروس كورونا وآثاره عمى الجزائر‪ ،‬مجمة أبحاث‪ ،‬جامعة الجمفة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع ‪1‬ـ ‪.2021‬‬
‫‪ - 10‬يواو شيرزاد‪ ،‬بشير محمد أمين‪ ،‬أثر جائحة كورونا عمى االلتزامات التعاقدية في عقود التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬مجمة القانون العام الجزائري والمقارن‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مج ‪ ،6‬ع ‪،2020 ،1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬


‫‪ - 11‬شيخي حفيظة‪ :‬ترشيد السيايات التجارية من أجل اإلندماج اإليجابي لمجزائر في االقتصاد‬
‫(المنظمة العالمية لمتجارة)‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطمبات شيادة الماجستير في االقتصاد تحصص‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مالية دولية‪ ،‬إشراف بن بوزيان محمد‪ ،‬المدرسة الدكتورالية‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬عموم التسيير‪ ،‬والعموم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة وىران‪ ،‬الجزائر‪.2012 – 2011 ،‬‬
‫‪ - 12‬كمال أحمد المومني‪ :‬أثر جائحة كورونا عمى عقود العمل‪ ،‬إشراف‪ :‬مأمون أحمد الحنيطي‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطمبات شيادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪،‬‬
‫األردن‪.2021 ،‬‬
‫‪ - 13‬وليد عابي‪ :‬حماية وتحرير التجارة الخارجية في إطار المنظمة العالمية لمتجارة – دراسة حالة‬
‫الجزائر ‪ ، -‬أطروحة مقدمة ضمن متطمبات شيادة الدكتوراه في العموم االقتصادية تخصص‬
‫االقتصاد الدولي والتنمية المستدامة‪ ،‬إشراف‪ :‬األخضر عزي‪ ،‬كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم‬
‫التسيير ‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪. 2019 – 2018 ،‬‬
‫رابعا‪ :‬محاضرات جامعية‪:‬‬
‫‪ - 14‬بن شني عبد القادر‪ :‬تسيير عمميات التجارة الدولية‪ ،‬محاضرات بيداغوجية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن‬
‫باديس‪ ،‬مستغانم – الجزائر‪ ،2021 – 2020 ،‬ص ‪.20 – 19‬‬
‫‪ - 15‬رشاد العصار‪ ،‬حسام داود‪ :‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪، 2000 ،‬‬
‫ص‪.12‬‬
‫‪ - 16‬فراس األشقر‪ ،‬محاضرة التجارة الدولية‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬جامعة حماة‪ ،‬سوريا‪– 03 – 10 ،‬‬
‫‪.2017‬‬

‫رابعا‪ :‬المؤتمرات العممية‪:‬‬


‫‪ - 17‬منظمة التعاون اإلسالمي ‪ :‬االثار االجتماعية واالقتصادية لجائحة كوفيد – ‪ 19‬في الدول‬
‫األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي اآلفاق والتحديات‪ ،‬مركز األبحاث اإلحصائية واالجتماعية‬
‫والتدريب لمدول اإلسالمية (سيسرك)‪ ،‬تركيا‪ ،‬مايو ‪.2020‬‬
‫‪ - 18‬منظمة األونكتاد‪:‬‬
‫‪ -‬كوفيد ‪( 19‬خطة عمل من عشرة نقاط لتعزيز التجارة الدولية وتيسير حركة النقل في ضل‬
‫الجائحة)‪ ،‬مؤتمر األمم المتحدة لمتجارة والتنمية‪ ،‬ع ‪ ،79‬أفريل ‪2020‬‬
‫‪ -‬ممخص خطة عمل لسياسات في نطاق دعم التجارة الدولية وتسييل الشحن والتبادل التجاري بين‬
‫الدول خالل فترة وباء فيروس كورونا‪ ،‬إدارة السياسات التجارية والمنظمات الدولية‪ ،‬و ازرة االقتصاد‪،‬‬
‫االمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫خامسا‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬


‫‪– 19‬أدم سميث‪ ،‬نظريات التجارة الدولية‪ ،‬عرض تقديمي‪ ،‬موقع ‪ ، SlidePlayer‬تاريخ الدخول ‪– 02‬‬
‫‪. /https://slideplayer.ae/slide/17166472 ،2022 – 05‬‬
‫‪ - 20‬اقتصاد الشرق‪ :‬قيود "كورونا" ترفع البطالة في اليند ألعمى مستوى‪ ،2022 – 01 – 03 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://www.asharqbusiness.com ،2022 – 05 – 06‬‬
‫‪ - 21‬أمينة رضوان‪ ،‬المصطفى الفوركي‪ :‬تأثير فيروس كورونا عمى االلتزامات التعاقدية‪ ،‬مجمة القانون‬
‫واألعمال الدولية‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬المغرب‪ ،2020 – 04 – 7 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 17‬‬
‫‪. /https://www.droitetentreprise.com ،2022‬‬
‫‪ - 22‬البنك الدولي‪:‬‬
‫‪ -‬تأثير جائحة كورونا عمى أسواق السمع األولية أشد وطأة عمى أسعار الطاقة؛ وترجيح استمرار‬
‫الطمب المنخفض عمى النفط لما بعد ‪ ،2021‬بيان صحفي رقم ‪10 – 22 ، 2021/047/EFI‬‬
‫– ‪ ،2020‬تاريخ الدخول‪.2022 – 05 – 02 :‬‬
‫‪ -‬صدمة منقطعة النظير‪ :‬جائحة فيروس كورونا تزلزل أسواق السمع األولية‪،2020 – 04 – 23 ،‬‬
‫تاريخ الدحول ‪. / https://www.albankaldawli.org ،2022 – 05 – 03‬‬
‫‪ - 23‬بي بي سي نيوز‪:‬‬
‫فيروس كورونا‪ :‬أول حالة إصابة بكوفيد‪ 19-‬في فرنسا كانت "في ديسمبر الماضي" (‪،)2019‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ الدخول ‪.2022 – 05 – 05‬‬
‫‪ -‬فيروس كورونا يرفع معدل البطالة في الواليات المتحدة إلى ‪ 14.7‬في المئة‪ ،‬تاريخ ‪– 05 – 08‬‬
‫‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 04‬‬
‫‪ -‬ليندسي غاالواي‪ :‬فيروس كورونا‪ :‬ما الدول األكثر قدرة عمى التعافي االقتصادي بعد انتياء‬
‫األزمة؟‪ 9 ،‬أفريل ‪ - - .2022 – 05 – 08 ،2020‬نغم قاسم‪ ،‬سيرينا غوكا‪ :‬أزمة البطالة‪:‬‬
‫‪ 26‬في المئة من الشبان والشابات العرب عاطمون عن العمل‪ ،‬بي بي سي نيوز عربي‪– 10 ،‬‬
‫‪ ،2021 – 09‬تاريخ الدخول ‪.2022 – 05 – 07‬‬
‫‪. https://www.bbc.com/arabic‬‬
‫‪ – 24‬تركيا اآلن‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬انخفاض الصادرات التركية خالل شير مارس بنسبة ‪ %17.8‬عن العام الماضي‪– 04 – 02 ،‬‬
‫‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل الردادي‪ :‬مرونة سالسل التوريد‪ ،‬الشرق األوسط (جريدة العرب الدولية)‪– 10 – 25 ،‬‬
‫‪ ،2021‬تاريخ الدخول ‪. / https://www.turkeynow.news.2022 – 05 – 17‬‬
‫السياسات االقتصادية لمحرب عمى كوفيد‪ ،19-‬صندوق النقد‬ ‫وآخرون‪:‬‬ ‫‪ - 25‬جيوفاني ديالريتشا‬
‫‪ ،2020 – 04 – 01‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 15‬‬ ‫الدولي‪ ،‬رأي وتعميق‪،‬‬
‫‪https://www.imf.org/ar/News/Articles/2020/04/01/blog040120-economic-‬‬
‫‪. policies-for-the-covid-19-war‬‬
‫‪ - 26‬دالل العكيمي‪:‬كيف اثرت جائحة كورونا عمى سالسل التوريد العالمية؟‪ ،‬أخبار اإلدارة العربية‪23 ،‬‬
‫‪،2022‬‬ ‫–‬ ‫‪05‬‬ ‫–‬ ‫‪04‬‬ ‫الدخول‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،2020‬‬ ‫–‬ ‫‪10‬‬ ‫–‬
‫‪./https://www.arado.org/MNGNews‬‬
‫‪ - 27‬سكاي نيوز عربية‪ :‬دول عربية تئن من البطالة‪ – 22 ،‬جوان ‪ ،2021‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 07‬‬
‫‪. /https://www.skynewsarabia.com ،2022‬‬
‫‪ - 28‬الشروق‪ :‬ارتفاع معدل البطالة في الب ارزيل إلى مستوى قياسي‪ ،2021 – 05 – 28 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://www.shorouknews.com ،2022 – 05 – 06‬‬
‫‪ - 29‬الشرق األوسط (جريدة العرب الدولية)‪ :‬تأثير «كورونا» عمى العمالة أسوأ مما كان متوقعاً‪– 28 ،‬‬
‫‪ ،2021 – 10‬العدد ‪ ،15675‬تاريخ الدخول ‪. /https://aawsat.com .2022 – 05 – 17‬‬
‫‪ - 30‬العربي الجديد‪ :‬تراجع صادرات كوريا الجنوبية ‪ %5.4‬في ‪ ،2021 – 01 – 01 ،2020‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://www.alaraby.co.uk ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪ - 31‬فرانس ‪:24‬‬
‫تاريخ ظيور فيروس كورونا‪...‬المغز الذي يحير العالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الصين‪..‬البؤرة األولى لتفشي فيروس كورونا تتكبد خسائر اقتصادية بمعدل بطالة يصل إلى ‪،%6‬‬
‫‪ ،2020 – 05 – 29‬تاريخ الدخول ‪.2022 – 05 – 05‬‬
‫‪ -‬صادرات الصين تسجل تراجعا حادا وسط أزمة فيروس كورونا‪ ،2020 – 03 – 07 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://www.france24.com/ar ،2022 – 05 – 17‬‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ - 32‬لينا الصمادي‪ :‬ما ىي عوامل تطور التجارة الدولية‪ ،‬موقع إي عربي‪ ،2021 – 07 – 28 ،‬تاريخ‬
‫الدخول ‪. /https://e3arabi.com ،2022 – 05 – 01‬‬
‫‪ - 33‬مدونات البنك الدولي‪:‬‬
‫بيل غين‪ :‬تيسير التجارة‪ :‬أمر بالغ األىمية لمتعافي من فيروس كورونا‪،2021 – 02 – 11 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ الدخول ‪.2022 – 05 – 18‬‬
‫‪ -‬دانا فوريسك‪ :‬جائحة كورونا ستخمِّف ندوبا اقتصادية دائمة في أنحاء العالم‪– 08 – 06 ، ،‬‬
‫‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪. https://blogs.worldbank.org/ar .2022 – 05 – 15‬‬
‫‪ - 34‬المركز الديمقراطي العربي لمدراسات االستراتيجية االقتصادية والسياسية‪ :‬تأثير فيروس كورونا عمى‬
‫االقتصاد العالمي والمصري‪ 7 ،‬يولو ‪ ،2020‬تاريح الدخول ‪،2022 – 05 – 14‬‬
‫‪. /https://democraticac.de‬‬
‫‪ – 35‬منتدى طالب مستغانم‪ :‬تطور التجارة الدولية‪ ،2010 – 06 – 25 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 01‬‬
‫‪. /https://mostaetud.ahlamontada.net ،2022‬‬
‫‪ - 36‬منظمة التجارة الدولية‪ :‬ىي منظمة عالمية‪ ،‬ليا مقر في مدينة جنيف بسويسرا‪ ،‬وكانت نشأتيا‬
‫نتيجة لممفاوضات التجارية الدوليَّة متعددة األطراف‪ ،‬وا َّن ميمتيا األساسية ىي ضمان انسياب التِّجارة‬
‫الدوليَّة انسياباً سمساً وسيالً ويسي اًر‪ ،‬وتضم ‪ 164‬دولة من مختمف أنحاء العالم‪.‬‬
‫‪ - 37‬منظمة العمل الدولية‪ :‬تأثيرات أزمة كورونا عمى أسواق العمل في العالم‪ ،‬المستقبل لألبحاث‬
‫والدراسات المتقدمة‪ ،2020 – 05 – 06 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪https://futureuae.com/ar-‬‬
‫‪AE/Home/Index/2/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3‬‬
‫‪. %D9%8A%D8%A9‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ - 39‬موضي الموسى‪ ،‬مدى اعتبار فيروس كورونا قوة قاىرة وأثره عمى العقود المحمية والدولية‪ ،‬موقع‬
‫‪،2022‬‬ ‫–‬ ‫‪05‬‬ ‫–‬ ‫‪17‬‬ ‫الدزخل‬ ‫تاريخ‬ ‫الموسى‪،‬‬ ‫موضي‬ ‫المحامية‬ ‫مكتب‬
‫‪. /https://almousalawfirm.com‬‬
‫‪ - 40‬موقع االقتصاد اإلسالمي‪ :‬البطالة ‪ ..‬مشكمة تواجو الدول العربية في ظل «كورونا»؟‪06 – 22 ،‬‬
‫– ‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪. /https://www.aliqtisadalislami.net ،2022 – 05 – 06‬‬

‫‪64‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ - 41‬موقع التمثيل التجاري المصري‪ :‬تأثير كوفيد ‪ 19‬عمي تجارة مصر مع دول العالم وخاصة الدول‬
‫‪،2022‬‬ ‫–‬ ‫‪05‬‬ ‫–‬ ‫‪03‬‬ ‫الدخول‬ ‫تاريح‬ ‫التجاري‪،‬‬ ‫لمتمثيل‬ ‫مكاتب‬ ‫بيا‬ ‫التي‬
‫‪. /http://ecs.gov.eg/Arabic‬‬
‫‪ - 42‬موقع القبس‪ :‬تراجع كبير في صادرات وواردات ألمانيا في أبريل‪ ..‬بسبب «كورونا»‪– 06 – 09 ،‬‬
‫‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪. /https://alqabas.com ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪ - 43‬موقع منظمة الصحة العالمية‪:‬‬
‫‪ -‬عن مرض كوفيد‪. 19-‬‬
‫‪ -‬بيان مشترك لغرفة التجارة الدولية ومنظمة الصحة العالمية‪ :‬نداء غير مسبوق لمقطاع الخاص من‬
‫أجل اتخاذ إجراءات لمتصدي لجائحة كوفيد‪ ،2020 – 03 – 16 ،19-‬تاريخ الدخول ‪– 18‬‬
‫‪. http://www.emro.who.int/ar/index.html.2022 – 05‬‬
‫‪ - 44‬موقع النجاح‪ :‬مفيوم التجارة الدولية وأىميتيا‪ ،2021 – 10 – 31 ،‬تاريخ الدخول ‪– 05 – 16‬‬
‫‪. /https://www.annajah.net ،2022‬‬
‫‪ - 45‬موقع اليوم السابع‪ :‬كيف أثر انتشار كورونا عمى معدالت الصادرات األمريكية؟‪– 05 – 05 ،‬‬
‫‪ ،2020‬تاريخ الدخول ‪. /https://www.youm7.com ،2022 – 05 – 17‬‬
‫‪ - 46‬موقع ‪ rt Arabic‬انخفاض حاد في صادرات إيطاليا‪ ،2020 – 04 – 23 ،‬تاريخ الدخول ‪– 17‬‬
‫‪./https://arabic.rt.com ،2022 – 05‬‬
‫‪ - 47‬وكالة األناضول‪" :‬أونكتاد"‪ :‬انكماش التجارة العالمية ‪ 9‬بالمئة خالل ‪ 2020‬بضغط تداعيات‬
‫فيروس كورونا‪ ،2021 – 02 – 10 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 18‬‬
‫‪https://www.aa.com.tr/ar‬‬
‫‪: Euro nows - 48‬‬
‫‪ -‬معدالت البطالة تتراجع في ألمانيا‪ ،2022 – 01 – 04 ،‬تاريخ الدخول ‪،2022 – 05 – 03‬‬
‫‪ -‬معدل البطالة في إسبانيا يرتفع إلى ‪ 16,26‬بالمئة بسبب جائحة كورونا‪،2020 – 10 – 27 ،‬‬
‫تاريخ الدخول ‪. / https://arabic.euronews.com.2022 – 05 – 03‬‬
‫‪ ، INSTITUT AMADEUS - 49‬عمى أعتاب جائحة عالمية من البطالة‪،2020 – 04 – 09 ،‬‬
‫‪،2022‬‬ ‫–‬ ‫‪05‬‬ ‫–‬ ‫‪08‬‬ ‫الدخول‬ ‫تاريخ‬
‫‪. https://amadeusonline.org/publications/analyses‬‬

‫‪65‬‬
‫ممخص‪:‬‬
‫تعالج ىذه المذكرة مدى تأثير أزمة كوفيد ‪ 19‬عمى تجارة الخارجية‪ ،‬حيث قسمنا العمل إلى‬
‫فصمين أساسيين عرفنا في الفصل األول التجارة الدولية أو الخارجية وأىميتو ومكانتيا في‬
‫االقتصاد الدولي ‪ ،‬ثم تطرقنا لجائحة كورنا ومدى تأثيرىا عمى االقتصاد‪ ،‬أما الفصل الثاني‬
‫فد عالجنا خاللو أثار كورونا وتداعياتيا عمى التجارة الدولية ؛ حيث أثرت ىذه الجائحة عمى‬
‫أىم الجوانب التي تقووم عمييا التجارة الخارجية فأدت إلى أغالق كافة المؤسسات وأدخمت‬
‫العالم في فوضة عارمة في الجانب التجاري حيث شيدت مناقط العبور التجارية ضغطا‬
‫كبي ار بتكدس البضائع وتأخر تسميميا‪ ،‬أيضا تطرقنا إلى تداعيتيا عمى العمال وزيادة نسب‬
‫البطالة في العالم وانتشار الفقر‪ ،‬كما درسنا في اخر المذكرة اإلجراءات التي اتخذتيا‬
‫الحكومات من اجل تسيير التجارة الخارجية والحد من تداعيات كورنا عمى ىذا القطاع الميم‬
‫‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬التجارة الخارجية‪ ،‬كوفيد ‪ ،19‬االقتصاد‪ ،‬تداعيات كوفيد ‪ 19‬عمى‬
‫التجارة‪.‬‬

‫‪65‬‬

You might also like