Professional Documents
Culture Documents
حوكمة عالمية
حوكمة عالمية
Development
ECGGD
نحو عالم أفضل
1
سلسلة أوراق بحثية
2
الحوكمة العالمية و نظرة مستقبلية
3
المحتويات
مقدمة
1/1مشاكل العولمة
5/3مركز اإلهتمام
6/3مؤسسة بروكينجز
8/3تجمع بريكس
4
رابعا :ميثاق األمم المتحدة واألهداف التنموية ومؤسستي بريتون وودز ومنظمة
التجارة العالمية
األهداف التنموية لألمم المتحدة 2015 -2000 :و 2030 -2015 2/4
المراجع
مقدمة
شاركنا على مددي األربعدة عقدود الما دية فدي العديدد مدن المدؤتمرات والمحافدل الوطنيدة واالقليميدة والدوليدة،
وتحدددثنا فددي الكثيددر مددن المو ددوعات وبوجددد خددال االقتصددادية والتنمويددة والماليددة والنقديددة علددى المس دتوى
الوطني واإلقليمي والدولي .وكانت اإلجتماعات السنوية للصندوق والبنك الدوليين وإجتماعات اللجان في كدل
منها :اللجنة اإلنتقالية ( التي أصدبحت اللجندة اانقديدة والماليدة الدوليدة التابعدة للصدندوق ولجندة التنميدة التابعدة
للبنك ومجموعة ال 24للدول النامية حافلة بالق دايا العالميدة السداخنة خاصدة مندي بدايدة التسدعينات .كمدا كاندت
إجتماعددات الجهددات المانحددة والم او ددات فيهددا تتعددرل لكثيددر مددن المسددا ل الخاصددة بالتنميددة والنظددام النقدددي
والمالي العالمي و نظم الصرف والتجارة .وكانت لكل حقبة من هيه ال ترة سماتها الخاصة بها .لكن تالحظ أن
وتيرة تغير العالم في العقدد األخيدر أصدبحت مسدرعة بدرجدة كبيدرة وأن التغيدر الحاصدل فدي بنيدان االقتصداد
العالمي وأسواقد المالية المترابطة جعلت األزمات االقتصادية والمالية الوطنية تنتشر بسرعة وتصبح أزمدات
دولية قبل أن يدتمكن العدالم مدن إتخداي الترتيبدات الالزمدة لمعالجتهدا .ومدن خدالل المشداركة فدي أعمدال اللجندة
المالية الدولية لمعالجة األزمات وتجنبها تعلمنا أن التوقيدت للعدالش شده مهدم بدل وأن التعداون الددولي والعمدل
الجماعي أمر أهم لتجنب األزمات.
ددعف تطبيددد معاهدددات القددانون الدددولي ،وتصددادم الح ددارات ،والتحال ددات .إن العددالم المعاصددر يعدداني مددن
دديقة دون مراعدداة لإلنسددانية والعدالددة العالميددة المتحيددزة القا مددة علددى أهددداف ةيددر معلنددة تخدددم مصددلحة
5
والمعاهدددات والمبددادأل واألعددراف والقدديم األصدديلة .كمددا زاد تدداثير التجمعددات اإلقليميددة والشددركات متعددددة
الجنسية وعابرة القارات على مجريات االقتصداد العدالمي فدي الوقدت الديي مدا زال فدي العدالم دوال مت رقدة ال
تستطيع بم ردها مجابهة هيه التجمعات وتسيطر على مقدراتها الكيانات الكبيرة من خدالل فروعهدا ووكاالتهدا
خاصة والعالم يواجد نظام تجاري ةير عادل ونظام نقدي ومالي ةير كفء في إطار عولمة ةير مستدامة.
وهيه األو اع وما يعانيد العالم من إ طرابات وتشتت ومخططات ةير معلنة لبعل القدوى تسدتهدف ت تيدت
دول محورية األهمية للعالم ،يتطلب النظر إلى النظام العالمي والعولمة بصورة أكثدر رشدادة وإنسدانية تسدتند
إلى مبادأل األخالق والقانون والديمقراطية.
ورةددم اإلت دداق دوليددا علددى م هددوم الحوكمددة علددى مسددتوى الدولددة مددن حوكمددة سياسددية واقتصددادية ومحليدات
Global وشركات وتنمية مستدامة ،إال أند لم يصل العالم بعد إلى م هوم موحد ووا ح للحوكمة العالمية
وتطبيقاتها علدى النظدام العدالمي النقددي والتجداري واالقتصدادي ومؤسسداتد والديي م دى )Governance )GG
عليد ما يقرب من سبعين عاما لم يتم خاللها تطوير جيري للنظام ومؤسساتد يواكب التطور الحداد فدي تقددم
الدول وتغير هيكل العالم .كما أن العولمدة والتدي م دى عليهدا مدا يقدرب مدن خمسدة وعشدرين عامدا ال زالدت
تواجد العديد من المشكالت والتحديات وهو ما يرجدع فدي األسداس إلدى ةيداب تطبيدد الحوكمدة العالميدة علدى
النظم والمؤسسات والمنظمدات الدوليدة والشدركات متعدددة الجنسدية وعدابرة القوميدات .فكمدا أن الحوكمدة علدى
مستوى الدولة ينظر إليها على أنها أساسديات للتنميدة المسدتدامة ،فدنن الحوكمدة العالميدة هدي بالتاكيدد أساسديات
للتقدم واإلستقرار والعدالة للمجتمع الدولي باسره.
إن األهداف التنموية لألل ية والتي بيلت األمم المتحدة جهودا كبيرة لتحقيقها خالل الخمسدة عشدر عامدا األولدى
من القدرن ال 21لدم تتحقدد فدي دول كثيدرة .وتبدرز هديه الحقيقدة الدوهن فدي النظدام العدالمي و دعف إسدتدامة
العولمة ،Sustainable Globalizationوهو ما يعني الحاجة إلى خلد بي دة عالميدة جديددة قابلدة لإلسدتمرار فدي
إطار تطوير لميثاق األمم المتحدة يواكب العصر كي ينعم العالم كلد باألمن والرخاء والعدالة والسالم.
6
إن األهددداف الجديدددة للتنميددة المسددتدامة لألمددم المتحدددة لل تددرة 2030-2015والتددي تت ددمن 17هدددفا ر يسدديا
يت درع منهددا 163هدددفا فرعيددا لددن يكددون مددن السدهولة الوصددول إليهددا إال ب ددمان التعدداون الكامددل القددا م علددى
اإلعتماد المتبادل في ظل إحترام سيادة القانون اليي يحمي الحريات وحقوق الشعوب في إطدار نظدام عدالمي
عادل تسود فيد الش افية وتطبد فيد مبادأل الحوكمة العالمية بمختلف مجاالتها.
وفي هيه الدراسة والتي تتناول الحوكمة العالمية ونظرة مستقبلية ،سوف نعدرل فدي أوال مو دوع العولمدة
ومشاكلها وق اياها والتي تقود إلى حتمية الحوكمة العالمية لمجابهة هيه الق ايا والتحديات .وفي ثانيدا سدوف
نناقش م هوم الحوكمة العالمية وعالقتها بالديمقراطية ون ع رؤية شاملة لهيا الم هوم .ونتطرق في ثالثدا إلدى
جهود مبيولة في نطاق تطبيد الحوكمدة العالميدة بمختلدف الم داهيم حيد نلقدي ال دوء علدى كدل مدن معهدد
الحوكمة العالمية ومشروع بريتون وودز ومعهد التنمية األلماني ومؤسسة فريدريش إيبرت ومجموعدة ال24
ومركددز اإلهتمددام ومؤسسددة بروكينجددز والمجلددس االقتصددادي ألمريكددا الالتينيددة والكدداريبي وتجمددع بددريكس
والمجلس األمريكي للعالقات الخارجية.أما فدي رابعدا فنسدتعرل ميثداق األمدم المتحددة واألهدداف التنمويدة لهدا
2015-2000و 2030-2015وكيا مؤ سستي بريتدون وودز ومنظمدة التجدارة العالميدة .أمدا فدي خامسدا وهدو
الجزء األخير من هيه الدراسة فنستطلع نظرة مستقبلية مت منة بعل الرؤى والتطلعات المسدتقبلية فدي هديا
الخصول.
عرفت منظمة العمل الدولية العولمة بانها التكامل بين االقتصادات والمجتمعات في إطار عالمي شامل .ويعني
يلك وجود عالم يقوم على حرية التجارة واألسواق وتحركات رؤوس األموال وإنتقال األفكار.
وجدير باإلشارة إلى أن بعل الددول فدي يسديا وأمريكدا الالتينيدة بددأت قبدل العولمدة ب تدرة طويلدة إتبداع حريدة
التجارة وإنتقال رؤوس األموال .وعندما بدأت العولمة بنت اقيات الجات وقيدام منظمدة التجدارة العالميدة لدم تكدن
7
منص ة ألن اإلت اقيات نظرت إلى الدول النامية في مجموعها دون ت رقة بدرجة كافية تاخي التباين الكبيدر فيمدا
بينها في اإلعتبار .وهكيا لم تكن العولمة في حقيق ة األمر خيارا بل إجبارا ألمر واقدع .فلدم يكدن لمعظدم الددول
الناميددة الددوعي الكددافي واإلسددتعداد الددالزم لهدديه اإلت اقيددات وتاثيراتهددا وإنعكاسدداتها فوافقددت عليهددا دون دراسددة
كافية.وقد أدى التحول إلى القطاع الخال مع عدم مالءمة السياسات والتشريعات في الدول الناميدة إلدى ت شدي
البطالة بها.
ومن المهم أن نيكر مدا أشدار إليدد جوزيدف سدتيجليس الحاصدل علدى جدا زة نوبدل والديي لديدد خبدرات واسدعة
كنا ب لر يس البنك الدولي ور يسا لمجلدس المستشدارين االقتصداديين بالبيدت األبديل فدي كتابدد عدن العولمدة
وعدم الر ا عنها إلى أن العولمة ال تعمل لصالح الشعوب ال قيرة .وفي كتابد التدالي بعندوان مدن أجدل ت عيدل
العولمة ،أو ح بان العولمة يمكن لهدا أن تعمدل لصدالح هديه الشدعوب ولكدن بو دع شدروط محدددة تتمثدل فدي
تطبيد الوسا ل الالزمة للتعامل مع ديون العالم الثال ،وجعل التجارة العالمية عادلة ،ومعالجة األزمات التدي
تنتج عن الوص ات الدراماتيكية للمؤسسات المالية الدولية ،ومعالجة ظاهرة اإلحتباس الحراري وما ينتج عنهدا
من يثار سلبية علدى البي دة .كمدا أو دح أهميدة جعدل المؤسسدات الماليدة الدوليدة مؤسسدات أكثدر متاندة وفاعليدة
لصالح كافة الشعوب إي لم تكن هيه المؤسسات تعمل بما كان يجب أن تقوم بد لمساعدة الدول ال قيدرة والناميدة
بل وفي بعل األحيان تجعل من حياة هيه الدول الكثير من الصعاب والمعاناة.
1/1مشاكل العولمة
ال يوجد مو وع مهم في مجاالت االقتصاد والسياسة والثقافة فدي أيامندا هديه إال وفيدد جددل ونقداش حدول
العولمة بشان أبعادها العالمية الواسعة .وقد تمخل عن يلك حصيلة مكث ة من المؤتمرات الدولية تتدارس
ما يحد من تدمير للبي ة وإنتشار لل قر وزيادة النمو السكاني والمواقف ةير العادلة تجداه المدرأة والط دل
درورة األخدي فدي في كثير من بلدان الجنوب ،عالوة على مو وعات حقدوق اإلنسدان .وقدد أظهدر يلدك
اإلعتبار األو اع الدولية يات السمات العالمية في صياةة أهداف السياسات الداخلية .وأن موجدة العولمدة
حتى اآلن تقف أمام إيجاد صيغ لحلول النمو االقتصادي والتغلب على ال قدر .وفدي األدب االقتصدادي نجدد
أربعة مجموعات من المشاكل للعولمة تتمثل في:
8
.1البيئةةة :حي د تصدددرت مو ددوعات البي ددة واإلسددتخدام ةيددر المتكددافه للمددوارد الشددحيحة واأل ددرار
البي ية عبر الحدود والتي لها أبعاد ماساوية وكارثية طويلة األمد .وتبدو فدي ايامندا هديه كارثدة المندا
التي إمتدت لعقود طويلة دون إتخاي أية إجراءات حما ية لمخاطرها تجاه األجيال القادمة.
.2الفقر :عدم تكافؤ ال رل واإلحساس بالعجز وهي ق ايا تعكس عولمدة ةيدر وا دحة المعدالم وةيدر
منص ة.
.3أسواق تمويل العولمة :وهي أسواق تقع في دوامة التقهقر ملحقة ال رر بالنمو والتشغيل.
.4الهجرة :وتاثيرها السلبي على الددول المهداجر منهدا وهدي ةالبدا دول ناميدة والمهداجر إليهدا مدن عددم
مان سيادة السالم الداخلي في المجتمع وعدم المساواة.
وعموما نالحظ أند رةم إن العولمة والتجارة الحرة المطلقة هي خير للبلدان األكثر ةنى والمالك والمتعلمدين
والمغامرين ولألرباح والمشدروعات ال دخمة والقطداع الخدال بوجدد عدام ،لكنهدا علدى الجاندب ااآلخدر تدؤثر
العولمة بصورة سلبية على البلدان األكثر فقدرا وعلدى العمدال األقدل مهدارة وعلدى القطداع العدام والمشدروعات
الصغيرة والنساء واألط ال.
هناك ستة مجاالت على األقل يجب القيام بها وهي مجاالت إقتنع المجتمع الدولي بتطبيقها:
9
إن تطبيد الديمقراطيات الصحيحة تؤدي إلى اإلستلهام الياتي لألفراد.والص ات الحميدة عامدل أساسدي فدي
تسيير األعمال.
وكل يلك يدخل في إطار ديمقراطية العولمة .وهكيا ترتبط حلدول مشداكل العولمدة بتطبيدد الحوكمدة .وقدد
أكد على يلك توماس فريدمان بقولد أن العالم أصبح قرية صغيرة وليس كرة أر ية كبيرة من منظور أن
ددل التطددور الها ددل الحدداد فددي تكنولوجيددا المسددافات واألفكددار بددين الشددعوب أصددبحت متقاربددة للغايددة ب
المعلومات واإلتصاالت والمعرفة التي اصبحت متوفرة في ثوان معدودة مما شكل قوة دافعة لنمو وتطور
قطاعات األعمال والبي ة والتنمية المستدامة.
ومع سقوط الحوا ط والحواجز بين الدول على مستوى العالم إستجابة للعولمة ,إال أند ما زال هنداك العديدد
من الحواجز التي تعوق التكامل العالمي كما أدت العولمة إلى إنكماش العالم من الحجم الصغير إلى الحجم
األكثر صغرا والمتناهي في الصغر بدرجة تسمح بالتحاور بدرجة كبيرة بين الدول والشعوب في مختلف
القددارات .هدديه القددوي الدافعددة بددين األفددراد والتددي تجعددل مددن المجموعددات الصددغيرة القددادرة علددى التحددرك
بسهولة قوة دافعة ومنصة العالم المسطح.
إن األمر يكمن في أسداليب إدارة األقتصداد العدالمي الجديدد والتدي تسديطر عليدد القدوة العظمدى ،والحدد مدن
الت اوتات الصارخة في الدخول والثروات بين الدول ،وأساليب مكافحة ال قر .وما نحن في حاجدة إليدد هدو
إتبدداع السياسددات الرشدديدة وتغييددر األنظمددة الحاكمددة للمؤسسددات الدوليددة والشددركات متعددددة الجنسددية بحيد
تؤدي إلى مستوى مدن الرفاهيدة المقبولدة لجميدع الشدعوب فدي قرنندا الحدادي والعشدرين أخديا فدي اإلعتبدار
حقوق األجيال القادمة في تنمية مستدامة .إن تطبيد الديمقراطية وحقدوق اإلنسدان علدى جميدع المسدتويات
والحوكمة االقتصادية العالمية لهو أمر حيوي مالزم للتغيرات الجديدة في االقتصداد العدالمي ،هديا إن أرد
العالم أن تكون العولمة هي السبيل للرفاهية بين جميع الشعوب في المستقبل.
رورة لجعل العولمة تعمل لصالح جميع الدول والشعوب. وخالصة ما سبد هو إن الحوكمة العالمية
10
ثانيا :مفهوم الحوكمة العالمية وعالقتها بالديمقراطية
أن الحوكمدة العالميدة تعدرف بانهدا حركدة نحدو تكامدل سياسدي Wikipedia جاء بالموسوعة العالمية للمعرفة
بين الدول للتحاور حول اإلستجابة تجاه مشاكل تؤثر على أكثر مدن دولدة أو إقلديم .وتشدير الموسدوعة إلدى أن
الهي ات المعنية بالحوكمة العالميدة :األمدم المتحددة ومحكمدة العددل الدوليدة ومنظمدة التجدارة العالميدة وصدندوق
النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ..الخ يحكم توجهاتها قدوى بمدا يجعدل ن ويهدا محددود وةيدر ملدزم لت عيدل
اإلستجابة لمتطلبات الحوكمة العالمية .والسؤال اليي يددور حدول حوكمدة العدالم حاليدا يكمدن فدي مددى عولمدة
قوى النظم سياسيا واقتصاديا وثقافيا .وبناء على اإلسراع في تبني سياسة اإلعتماد المتبادل على نطداق واسدع
عالميددا سددواء بددين المجتمعددات أو األفددراد ،يمكددن أن يطلددد علددى الحوكمددة العالميددة أنهددا عمليددة و ددع القددوانين
والقواعد والتنظيمات الحاكمة على المستوى العالمي بما ي من تحقيد العدالة وإحتدرام القدانون الددولي وتن يدي
اإلت اقات والتعهدات الدولية.
وفي تعريف مبسط للحوكمة عن منظمة التجارة العالميدة يشدير إلدى أن كلمدة الحوكمةة تعندي ببسداطة االدنظم
والقواعددد المختل ددة التددي ت ددعها المنظمددات والمؤسسددات ووحدددات قطاعددات األعمددال بشددان تطبيددد القددوانين
والقواعدد المنظمدة والعدادات والقديم واألعدراف المتبعدة .وتعندي الحوكمةة الجيةدة أن سدير األمدور وإدارتهدا
حسنة .وال ي هم من يلك أن القانون والقواعد هي بياتها جيدة .وتشدير الحوكمةة العالميةة إلدى الطريقدة التدي
تدار بها كل األمور العالمية.
11
وبما أند ال توجد حكومة واحدة عالمية ،تشير الحوكمة العالمية بالطبع إلى عدد من األطراف يشمل الحكومات
والمنظمات الدولية .لكن عادة ما تخول لمنظمة واحدة الدور الر يسي لتناول ق ية بعينها مثل منظمة التجارة
العالمية التي تعني بق ايا التجارة الدولية .وتلعب منظمة التجارة العالميدة دورا ر يسديا فدي الحوكمدة العالميدة.
فمني إنشا ها وهي تعمل على توسيع تطبيد قواعد عالميدة للتجدارة وإدخالهدا فدي منظومدة هيكدل قواعدد الددول
األع اء .والمنظمدة فدي حدد ياتهدا دعدم مؤسسدي للتعداون االقتصدادي العدالمي ورةدم أنهدا نجحدت فدي خ دل
عوا د التجارة وتسييرها وفقدا لقواعدد مت دد عليهدا عالميدا إال أندد مدا زال أمامهدا الكثيدر لتحقيدد نظدام تجداري
عالمي عادل.
وهكيا نجد أن الحوكمة العالمية ينظر إليها على أنها طرق دولية لتشكيل توافد من شاند عقد قواعد وإت اقات
تؤثر على الحكومات القوميدة والمنظمدات الدوليدة .وهنداك ثدال فجدوات فدي مناقشدات الحوكمدة العالميدة بهديا
التعريف:
فجوة السلطة :بين الحاجة المتزايدة للحوكمة العالمية في مختلف المجاالت وةياب السلطة التي تمتلك
القدرة على تلبية هيه الحاجة.
عالميا في مجال التعداون وء ما يحد فجوة الدافع :بين الحاجة لتعاون دولي والدافع لتحقيقد .وفي
ينتظر أن تكون هيه ال جوة في سبيلها لإلخت اء ،إي أن العولمة توفر مجاالت عديدة دافعة للتعاون.
فجةةوة المشةةاركة :والتددي تشددير إلددى حقيقددة أن التعدداون ال ددولي مددا زال هددو مجددال للحكومددات تارك دا
مجموعات المجتمع المدني على حافة المشاركة في و ع السياسات .إال أند مدن جاندب يخدر ،نجدد أن
عولمة االتصاالت أسهمت في دفع حركات المجتمع المدني عالميا.
وء يلك نجد أن فجوة السلطة هي ال جوة المطلوب التعامل معها في هيا الزمن المعاصر. وفي
إتصف النظام اإلداري فدي كثيدر مدن الددول خاصدة قبدل الحدرب العالميدة الثانيدة بالبيروقراطيدة الشدديدة والتدي
إتسمت بتسلسل هرمي للسلطة وقواعد صارمة وتقسيم عمل وتنظيمدات وإجدراءات ةيدر مرندة وعالقدات ةيدر
إنسانية من الصعب تغييرها.
12
وعندما بدأ دي يد هيلد الكتابة عن فكرة الديمقراطية العالمية في التسعينات من القرن الما ي ،لم يهتم بها سوى
القليل ،لكن مني بداية األل ية والحكومات والمنظمات الدولية تنظم العديد من المؤتمرات والندوات لمناقشدة تلدك
ال كرة يشارك فيها منظمات المجتمع المدني من كل دول العالم لجعل الحكم في العالم ديمقراطيدا .وقدد شدهدت
الديمقراطية تطورا يكاد يصل بها إلى مرحلة تجعل منها مبددأ أو قاعددة سدلوك تطبدد علدى مسدتوى العدالم .إن
الديمقراطيددة بالمشدداركة والتددي ال يسدديطر عليهددا أصددحاب المصددالح هددي مطلددب مسددبد للوصددول إلددى التنميددة
المستدامة.
يالحظ أند بدالرجوع إلدى الموسدوعة العالميدة نجدد أن تعريدف الحوكمدة العالميدة جداء كل دظ مدرادف لحوكمدة
سياسيا ومن ثم فننها حركة للتكامل السياسي .ولعلد من المناسب هنا و ع م هوم World Governance العالم
شددامل للحوكمددة العالميددة ال يقتصددر علددى المنحددي السياسددي فقددط وإنمددا يت ددمن ثالثددة مندداحي ر يسددية تتعلددد
بالحوكمة العالمية السياسية واألمنية ،والحوكمة العالمية االقتصادية ،وحوكمة المؤسسدات والمنظمدات الدوليدة.
وهكيا يندرش تحت الحوكمة العالمية من المنظور الشامل هيا ثال مناحي:
الحوكمة العالمية السياسية واألمنية : :الجمعية العامة ،مجلس األمن ،المجلس االقنصادي .1
واالجتماعي ، ،محكمة العدل الدولية ،األمانة العامة.
ومن األمثلة على مدى تطبيق الحوكمة العالمية السياسية واألمنية اإلجابة على:
-هل هناك قواعد ملزمة فيما يتعلد بمخططات تقسيم الدول ونصول معاقبة من يثبت إخاللد بهيه
القواعد؟
.2الحوكمة العالمية االقتصادية :وتعني تطبيد مبادأل الحوكمة على النظام االقتصادي العالمي :النظام
النقدي والمالي الدولي والنظام التجاري الدولي.
ومن األمثلة على مدى تحقيق الحوكمة العالمية االقتصادية ألهدافها اإلجابة على:
13
-ما مدى إعتبار الدوالر األمريكي كعملة دولية أمرا منص ا بين الدول بالنسبة للسياسات المجابهة لحالة عجز
في ميزان المدفوعات؟
-ه ل إستطاع النظام االقتصادي العالمي و ع نظام يجنب األزمات الناتجة عن سياسات مالية ةير رشيدة؟
-هل إستطاع النظام التجاري العالمي تحقيد العدالة فيما بين الدول وو ع مؤشرات حاكمة لنظم الدعم؟
-هل إستطاع االقتصاد العالمي تقليل الت اوت بين الدول ومحاربة ال قر؟
-هل إستطاع االقتصاد العالمي تحديد مس وليات الدول الكبرى تجاه تغير المنا ؟
. 3حوكمة المؤسسات والمنظمات الدولية :وتعني تطبيد مبادأل الحوكمة على وكاالت األمم المتحدة
المتخصصة ومنظماتها الدولية ،والمتمثلة في:
14
المنظمة العالمية للملكية ال كرية (جنيف /سويسرا 1974 .15
المنظمة العالمية لألرصاد الجوية (جنيف /سويسرا 1950 .16
منظمة األمم المتحدة للط ولة (نيويورك /الواليات المتحدة . .17
منظمة السياحة العالمية (مدريد /أسبانيا . 1974 .18
منظمة األمم المتحدة للتنمية الزراعية. .19
منظمة التجارة العالمية (جنيف /سويسرا . 1994 .20
منظمة حظر األسلحة الكيماوية. .21
المنظمة الدولية للعلوم اإلدارية. .22
وجدير باليكر أن البنك الدولي يت من منظومة تشمل إلى جانبد كل من وكالة التنمية الدولية ،مؤسسة
مان اإلستثمار متعددة األطراف ،والمركز الدولي لتسوية منازعات اإلستثمار. التمويل الدولية ،وكالة
وال شك أن مبادأل الحوكمة للمؤسسات والمنظمات الدولية هي يات المبادأل التي تحكم الشركات ،وهي
المتمثلة في العشرة مبادأل لحوكمة الشركات للمرصد العالمي لألمم المتحدة وكيا مبادأل وقواعد السلوك
للشركات لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية.
وبناء على ما سبد تستهدف الحوكمة العالمية تعظيم منافع الديمقراطية وتوطيد الترابط بين الدول مما يعزز
من عمد التنمية وإستدامتها.
15
من أبرز الجهود في مجال الحوكمة العالمية إنشاء معهد الحوكمة العالمية في بروكسل ومشروع بريتون
وودز ومعهد التنمية األلماني ومؤسسة فريدريش إيبرت مع مجموعة ال 24ومركز اإلهتمام ومؤسسة
بروكينجز والمجلس االقتصادي ألمريكا الالتينية والكاريبي وتجمع بريكس والمجلس األمريكي للعالقات
الخارجية .ونعرل في التالي نبية عن أنشطة كل منها.
هو مركز فكر مستقل ال يهدف إلدى الدربح ومقدره بروكسدل ،و يعمدل المعهدد علدى إجتدياب وا دعوا السياسدة
واألكاديميين والخبراء من المؤسسات العالمية الرا ددة بهددف و دع وتقويدة وتحسدين أسداليب تطبيدد الحوكمدة
العالمية .والمعهد في يلك يستهدف إجدراء الدراسدات الشداملة والمتعمقدة وتقدديم التحلديالت القاطعدة والنصدا ح
المبتكرة لق ايا أساسية في السياسات .كما يستهدف توعية العامة بالتحديات الكبيرة للحوكمة العالمية .وتتمثل
رؤية المعهد في إقامة نظام عالمي أكثر عدالة يدنعم بالسدالم واإلسدتدامة وعالميدة سديادة القدانون إعتمدادا علدى
منظمات دولية ك وءة يات قدرة وتاثير يمكن اإلعتماد عليها ،وكيا على تمكين الشعوب ألن تلعب دورا فاعال
عبر الحدود والثقافات في تطوير الحوكمة العالمية.
ويولي المعهد أهمية خاصة لتحسين نظام األمم المتحدة وعالقاتها بالمنظمات األقليمية يات الشان.
-األمن والسالم.
-البي ة والتنمية المستدامة.
-االقتصاد العالمي.
-العدالة العالمية.
باإل افة إلى بح مس ولية الحماية في مواجهة تغير المنا .
وفددي مجددال األمددن والسددالم ،يعمددل المعهددد علددى تقويددة قددوات األمددم المتحدددة لح ددظ السددالم وجهددود بندداء السددالم
واألمن والتعليم المؤسسي في هيا الم مار ومس ولية رجال الجيش فيما يتعلد بامن وسالم المدنيين ،وقددرات
16
المدنيين على ح ظ السالم ،وقددرة األمدم المتحددة علدى اإلسدتجابة السدريعة والتعداون بدين المنظمدات فدي إطدار
متسد للحوكمة العالمية.
وفي مجال ال بي ة والتنمية المستدامة ،يشير المعهد إلى أن هناك ثالثة باليين فدرد فدي العدالم يعيشدون تحدت حدد
ال قر عند 5و 2دوالر في اليوم ،وبليون نسمة ي تقرون المياه النظي ة ،و2و 1بليون فدرد جدا ع ،و4و 2بليدون
فقراء في الطاقة .وفي هيا اإلطار يركز قسم البي ة والتنمية المستدامة بالمعهد علدى تمكدين األطدراف السياسدية
والمس ولين على مواجهة هيه التحديات من خالل ممارسة حوكمة شاملة ومتسقة في ثالثة مجاالت:
أما في مجال االقتصاد العالمي ،يشير المعهد إلى أن العولمدة أخرجدت ماليدين مدن البشدر مدن ال قدر وسداعدت
عدد من الدول على تحقيد معدالت نمو ةير مسبوقة .وبالرةم مدن هديه المندافع ،فقدد خلقدت للعولمدة حالدة مدن
عدددم التدديقن وتقلبددات بي يددة اقتصددادية أدت إلددى ظهددور ق ددايا تحددول وأزمددات ماليددة وحددروب أسددعارالعملة
وسياسات حم ا ية وفقر .وقد أحاط يلك كل أطراف االقتصاد العالمي .و يالحدظ أن ق دايا التحدول هديه تداثرت
بها كل الدول ،وال يمكن إدارتها أو حلها بواسطة دولة وحدها.
ويسعى معهد الحوكمة العالمية في دراساتد إلى البح عن أسلوب متوازن ومترابط تجاه الق ايا الميكورة من
خالل تحليل دقيد ومتعمد .ويقدم المعهد األفكار اآلنية والتحليالت في هيه األمور.
وأخيرا ،يشير المعهد في مجال العدالة العالمية إلى أن الحكومات واألجهزة الخاصة تت اعل فيما بينها .وتؤثر
المنظمات االقليمية والدولية في حياة األفراد من خالل إتخاي قرارات ،وعندما تظهر أخطاء تؤدي إلى خالفات
في مواجهة ق ايا العدالة العالمية يتجد األفراد إلي أجهزة العدالة العالمية .ويركز المعهد جهوده إليجاد تحليدل
عميدد وإجابددات لجميددع التسدداؤالت حددول القدانون الدددولي مددن أجددل حمايددة سديادة القددانون والعدالددة عالميددا .هدديا
باإل افة إلى البح عن أساليب مبتكرة وتطورات قانونية.
17
مركزا في يلك على كل من: ويقوم المعهد حاليا بمشروعات أبحا
هو مؤسسة إعالمية مستقلة أنش ت في عام 1995مدن مجموعدة منظمدات بريطانيدة ةيدر حكوميدة بهددف
المطالبة بمزيد من الش افية ومشاركة المجتمع المدني في سياسات مؤسسدتي بريتدون وودز ( الصدندوق والبندك
الدوليين .ويصل عددد المنظمدات المنتسدبة إلدى المؤسسدة ألكثدر مدن 7يالف منظمدة ةيدر حكوميدة إلدى جاندب
رجال سياسات وصح يين وباحثين وبرلمانيين على مستوى العالم.
وبتشدجيع تبدادل المعلومدات والمناقشدات ،تهددف مؤسسددة مشدروع بريتدون وودز إلدى تحدرك مؤسسدتي بريتددون
وودز من المناهج البسيطة وفد تخصصهم إلى منهج التنمية .وتعطي المؤسسة قي ميادين عملها أولوية وفقا
لما يلي:
وتنسد المؤسسة وتتشاور مع العديد من الجمعيات البريطانية التي تعمدل فدي ميدادين التنميدة وحقدوق اإلنسدان.
وتعمل المؤسسة وتت ابع من خالل شبكة معلومات وتتواصل وتبح بدقة بما يساعدها على التاثير في سياسات
كددل مددن صددندوق النقددد الدددولي والبنددك الدددولي .ويصدددر عددن المؤسسددة مجلددة نصددف شددهرية تغطددي مبددادرات
18
المؤسستين واآلراء المختل ة لتوجهات سياستهما وتقوم بمراقبة المشدروعات وبدرامج االصدالح واإلدارة بشدكل
عام للصندوق ومجموعة البنك.
ويطلع على المجلة نحو 6يالف مس ول وصح يين وجمعيات أهلية وباحثين ،كما يطلب من المؤسسة النصدح
والمساعدة في التواصل مع العاملين بالبنك الدولي وكبار المسدؤولين فدي الدوزارات المسد ولة عدن المسداعدات
الثنا ية .وتحصل المؤسسة أساسا على تمويل من عدة مصادر حكومية وةير حكومية في بريطانيا والسويد.
هو مركز فكر را د للسياسات التنموية ينتمي للحكومة األلمانيدة .وهدو مدن العشدرة األوا دل عالميدا .ويقدوم
المعهد بنعداد أوراق بحثية وإجراء الدراسات للسياسات كما يقوم بالتدريب وتقديم اإلستشارات.
وقد إهتم المعهد في السنوات األخيرة بمستقبل التنمية على مستوى العالم وبق ايا العولمة والحوكمدة العالميدة،
وأنشا في هيا اإلطار مدرسة للحوكمة العالمية تستهدف تدريب الباحثين والدارسين بالدراسات العليدا مدن يوي
والوزارات والجامعات ومراكدز ال كدر .ويقددم المعهدد مدن خدالل يلدك بدرامج الك اءة بالحكومة ومراكز البح
تدريبية لتكوين كوادر قادرة تسهم في رسم الحوكمة العالمية.
ويقدم المعهد ليوي الك اءة من الشباب في دول التعاون مدع ألمانيدا لإللتحداق بمدرسدة الحوكمدة العالميدة .وهديه
الدول ثمانية هي :البرازيل والصين ومصر والهندد وأندونيسديا والمكسديك وباكسدتان وجندوب أفريقيدا .وتهددف
المدرسة ال ريدة في نوعها إلى تكوين كوادر لمنظومة مستدامة وعادلة وفعالة للحوكمة العالمية.
19
4/3مؤسسة فريدريش إيبرت ومجموعة ال24
في ديسمبر ،2013عقدت مؤسسة فريدريش إيبرت ومعهد التنمية األلماني ومشروع بريتون وودز بالتعداون
مع مجموعة ال 24ورشة عمل مشتركة عالية المستوى في برلين حول مسدتقبل الحوكمدة االقتصدادية العالميدة
وصندوق النقد الدولي -التحديات وال رل ألوروبا وإقتصدادات الددول الصداعدة والددول الناميدة .وكدان الهددف
هددو تعزيددز تبددادل اآلراء حددول التغيددرات العميقددة فددي االقتصدداد العددالمي ويثددار يلددك علددى الحوكمددة االقتصددادية
العالمية وموقف مؤسساتها وأع ا ها .وأس رت اإلجتماعات عن الق ايا الر يسية التالية:
-يجددب أن يعكددس تصددميم الحوكمددة العالميددة االقتصددادية التحددول الهيكلددي الدديي أخددي مسدداره فددي الالقتصدداد
رورتها. العالمي .وهي عملية معقدة متعددة األقطاب رةم
-التعددية ال عالدة هدي سدلعة عالميدة لمصدلحة النظدام ككدل ولمصدلحة كدل طدرف فيدد .ومدع وجدود دول يات
سيادة ال يمكن تجنب االقتصاد السياسي ومن ثم اإلعتراف بد حتى يتم التوافد بين المصلحتين.
-يجب الوصول لتحقيد التوازن الصعب والحساس بين ال اعلية واألحقية في النظام متعدد األطراف.
سيكون صندوق النقد الدولي فعداال إيا مدا إقتندع أع داؤه بديلك .مدن ةيدر الوا دح عمدا إيا كدان تصدميم هيكدل
التمويل الدولي كافيا لمواجهة أزمات مستقبلية.
مني عام 1995وهديا المركدز يعكدف علدى دراسدة وتطدوير اإلصدالحات فدي قواعدد ومؤسسدات النظدام المدالي
دمان إسدهام النظدام الدولي بما في يلك الصندوق والبنك الدوليين .ويستهدف اإلصدالح الديي يقدمدد المركدز
المالي الدولي في جعل رسم السياسات االقتصادية عمليدة ديمقراطيدة ،وحمايدة حقدوق اإلنسدان ،وتقددم التنميدة
المستدامة.
فرةم نمو الموارد في القطاع المالي ،إال أند مدا زال ال قدر والجدوع وعددم المسداواة حقدا د قا مدة لباليدين مدن
البشر حول العالم .وتدفع األخالق والمبدادأل إلدى إجدراء تحدول فدي المؤسسدات والقواعدد والهياكدل لمؤسسدات
تمويل التنمية ،كما تحكم التحديات التي دفعت بالتمويل الخال اليي ال يحكمد مبادأل إلدى شدتى الميدادين فدي
الحياة العامة والخاصة.
20
ويستهدف مركز اإلهتمام إعادة الت كير في مشروع بريتون وودز عن طريد المشاركة في الرأي وجعل القيادة
التن يييددة للمركزبص د تها الوكيددل لددد تقددديم حددوارات بندداءة وسياسددات عامددة فددي الق ددايا المشددار إليهددا وجدديب
المس ولين الحكوميين والمسؤولين عن السياسات ومنظمات المجتمع المدني والدارسين والحركدات االجتماعيدة
وةيرها من العامة .ويعمل المركز عن كثب مع المنتمين إليد بالتعداون مدع المراكدز المهتمدة باألسدواق الماليدة
في الواليات المتحدة وأوروبا ودول الجنوب جميعا .وميادين العمل الحالية يات األولوية لمركز اإلهتمام هي:
الترابط بين التجارة والتمويل على المستوى العالمي واإلقليمي والقومي .وهناك مجموعة عمل دولية
تجمع أكثر من 350منظمة مدن منظمدات التجدارة والتمويدل فدي دول الشدمال والجندوب وتددار بلجندة
تسيير تطوعية من مؤسسات وشبكات حول العالم.
جدديور أسددباب المديونيددة .رةددم مبددادرات خ ددل المديونيددة الخارجيددة علددى مددر العقددود السددابقة ،إال أن
المشكلة ما زالت تتارجح وتعرقل فرل التنمية .وإعادة الت كير في بريتون وودز سدوف يخلدد حلدوال
طويلة األجل وشاملة لمشكلة المديونية.فبندخال تاثير سياسات التجدارة واإلسدتثمار علدى المديونيدة فدي
رسم هيه السياسدات .فقدد أصدبح الددين المحلدي ومديونيدة القطداع الخدال مركدز ق دايا المديونيدة فدي
الدول النامية بص ة متزايدة .ومن ثم يدرس مركز اإلهتمام ديناميكية التنمية من منظور المديونيدة مدن
خالل األسواق المالية المحلية والعالمية.
الحوكمة العالمية االقتصادية واالجتماعية .إن التركيز على الحوكمة العالمية االقتصادية واالجتماعية
يقوم على اإلعتقاد الراسخ بان عدم المساواة التي تكمن في السياسات االقتصادية واالجتماعية العالمية
هي نتاش مباشر لإلختالالت في عمليات إتخاي القرار .وبدون تغيير لمثل هيه العمليدات فسدوف يكدون
اإلصالح قصير المدى وةير مكتمل وينقصة رؤية هيكلية.
حقوق اإلنسان في السياسة االقتصادية الدولية .ويعتبر هيا الميدان هو محور كل أعمال المركز.
هي مؤسسة فكر أمريكية أنش ت عام 1916في مدينة واشنطن دي سي بالواليدات المتحددة األمريكيدة وهدي
من أقدم بيوت ال كدر فدي الواليدات المتحددة .وهدي تقدوم بعمدل الدراسدات واألبحدا فدي الميدادين االجتماعيدة
وخاصددة فددي االقتصدداد والحوكمددة والسياسددة الخارجيددة واالقتصدداد العددالمي والتنميددة فددي العددالم .وتعتب در هدديه
المؤسسة في الواقع من أكثر المؤسسات تاثيرا من الناحية ال كرية في العالم .ويساهم فيها مؤسسات وعدا الت
وأفراد.
21
وفي دراسة أصدرتها المؤسسة في أكتوبر 2007عن إصالح الحوكمدة العالميدة :أولويدات العمدل ،أشدارت
إلى أن كثيرا من المؤسسات الدولية أنش ت بعد الحرب العالمية الثانية أي مني أكثدر مدن سدتون عامدا .لكدن لدم
تحول ييكر في الهياكل األساسية لهيه المؤسسات العالمية وهي ال تعمل بصدورة جيددة سدواء من دردة أو يحد
كمجموعة .فهيه المؤسسات الدولية بما فيهدا األمدم المتحددة ومجموعدة الثمانيدة يعدانون مدن الهشاشدة بددرجات
مت اوتة وةير فاعلين ويعانون من إنخ ال المصداقية وهم ةير قادرين على مواجهدة تحدديات القدرن الواحدد
والعشرين.
و أشارت مؤسسة بروكنجز إلى أند من المهم اإلعتراف بان خلد مؤسسات دوليدة لهدا مصدداقيتها البدد مدن أن
يكون لها مجموعة من األهداف :فال بد وأن تكون هيه المؤسسات يات أهليدة وفاعلدة وأن تخددم معدا حوكمدة
عالمية فعالة .وأخيرا البد أن توفر فرل للقيادات القطرية والدولية لكي تدفع العمل لإلصالح.
وما يحتاجد العالم هو توجيد إستراتيجي ورؤية وقيادات إلصدالح مؤسسدي .وهديه العوامدل يمكنهدا خلدد نظدام
حوكمة عالمي قادر عل ى الوصول إلى الهدف لمواجهة التحديات العالميدة .إن العمدل علدى إيجداد نظدام حوكمدة
عالمية يعكس الواقع االقتصادي والديموجرافي الجديد ويتواكب ب اعلية مع تحدديات القدرن الواحدد والعشدرين
لهو أمر مطلوب بشدة لتجنب حدو أزمات وخلد مستقبل أف ل.
كيلك أو حت المؤسسة بان العمل يجري وهناك بعل التقدم في إصالح الحوكمة العالمية ،لكن هل هيا كاف
أم يحتاش األمر ألزمة طاحنة لكي يتم تغيير هيكلي في النظام العالمي والحوكمة العالمية؟ وإنتظارا لديلك تامدل
مؤسسة بروكينجز أن تسداعد اآلراء المطروحدة علدى اإلسدراع فدي اإلصدالح التددريجي .فالتداريخ والتجدارب
المؤلمة تعلمنا أن األزمات العالمية تسبب معاناة ويالم .ومن ثم فنن خلد نظام حوكمة عالمية مطلوب وبشدة.
طالبت اللجنة االقتصادية ألمريكا الالتينية والكاريبي في إجتمداع مشدترك مدع وزارة الخارجيدة فدي شديلي
بتقويددة المجلددس االقتصددادي واالجتمدداعي لألمددم المتحدددة وجعلددد منتدددى يجمددع كددل مؤسسددتي بريتددون وودز:
صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمدة التجدارة العالميدة .وأكدد المجتمعدون علدى أهميدة التكامدل اإلقليمدي
22
للوصدول إلددى مواقددف موحددة وقويددة سياسددية واقتصددادية .وإعدادة تعريددف مجتمددع القطداع العددام ليشددمل مواثيددد
إجتماعية.
وأشار وزير خارجية شيلي إلى أن معالجة األزمة االقتصادية قادها مجموعدة العشدرين مت دمنة دول صداعدة
وهو ما يشير إلى أهمية ربط العالقة بين مجموعة العشرين باألمم المتحددة (تشدمل مجموعدة العشدرين كدل مدن
مجموعة الدول المتقدمة الصناعية السبعة :المملكة المتحدة وألمانيدا وفرنسدا وإيطاليدا وكنددا واليابدان والواليدات
المتحدددة ،وتجمددع بددريكس :البرازيددل وروسدديا والهنددد والصددين وجنددوب أفريقيددا ،إلددى جانددب سددتة دول صدداعدة:
األرجنتددين وأندونيسدديا وكوريددا الجنوبيددة والمكسدديك والمملكددة العربيددة السددعودية وتركيددا ،وأسددتراليا واإلتحدداد
األوروبي هو الع و العشرين في المجموعة .كما أكد المجتمعون على أهمية التجمعات اإلقليمية في الحوكمدة
العالمية وخاصة في مواجهة النظام االقتصادي العالمي.
وأشار المجتمعدون إلدى أن ر ديس الددورة ال 65للجمعيدة العامدة لألمدم المتحددة عبدر عدن أن أر دية الحوكمدة
العالمية أصدبحت أكثدر تشدتتا وتعقيددا ،وأن مؤسسدات متعدددة الجنسدية مثدل األمدم المتحددة ومؤسسدات بريتدون
وودز تواجددد إنتقددادات لعدددم تمثيلهددا تمثدديال مناسددبا ول ددعف ك اءتهددا .وهندداك خطددورة أن تصددبح األمددم المتحدددة
مهمشة .حي أنها والجمعية العامة لهما دور مركزي لمواجهة العالم الجديدد بتعقيداتدد ولتشدكيل هيكدل حوكمدة
عالمية يتمتع بالك اءة والش افية .ويحتاش يلك إلعادة الجمعية العامة لألمم المتحدة إلى حيويتها وإصدالح مجلدس
األمن ولمراجعة العمل لمجلس حقوق اإلنسان ،وتقوية الكيانات االقتصادية لألمم المتحدة وبوجد خال المجلس
اإلقتصادي واالجتماعي وكيا إيجاد اآلليات المناسبة للتواصل والتشاور والتعداون بدين األمدم المتحددة وال داعلين
اآلخرين في الحوكمة العالمية.
8/3تجمع بريكس
من المعلوم أن التجمع يتشكل من خمس دول صاعدة هي البرازيدل وروسديا والهندد والصدين وجندوب أفريقيدا.
ولكونها إقتصادات كبيرة لها وزنها وتنمو بمعدالت مرت عة فدنن مسد ولياتها العالميدة يخدية فدي اإلزديداد ،وهدي
بالتددالي تكتسددب قددوة تدداثير متزايدددة فددي عمليددة إتخدداي القددرارات علددى المسددتوى الدددولي .وفددي إطددار مجموعددة
العشرين ،أكد أع اء التجمع إلتزامهم وأسهامهم في عمليات لح ظ السدالم لألمدم المتحددة كمدا عدززوا مدوق هم
كقوة فعالة .وجدير باإلشارة أن التعاون بين دول التجمع يخي في اإلزدياد مما نتج عندد مبدادرات مؤسسدية مثدل
23
إنشاء بندك تنميدة جديدد .وهدو األمدر الديي سدي تح للعدالم الندامي مدوارد جديددة وخبدرات وت هدم ألولويدات القدوي
الصاعدة .وبوجد عام فنن اإلتجاه التعاوني المتزايد بين دول التجمع سوف يساعد التجمع بصدورة أف دل فدي
جهودهم نحو تغيير النظام العالمي الحالي سلميا و بصورة بناءه في إطار تظلعات دول العالم النامي والصاعد.
وأخيا في اإلعتبار التوسع في الحجم االقتصادي وإزدياد الدبلوماسدية ال عالدة ،تكتسدب دول التجمدع قدوة تداثير
متزايدة في مجال إتخاي القرارات الدولية .وبالتالي فنن تاثير هيا التجمع من زاوية إصدالح المؤسسدات الماليدة
العالمية وإقامة نظام فعال للحوكمة بهيه المؤسسات سيصبح من الق ايا الحاسم في السنوات القليلة المقبلة.ة .
بطء مسيرة الحوكمة العالمية وبطء إصالح نظام الحصل هي بمثابة رجوع إلى الوراء.
يهتم المجلس من بين إهتماماتد البحثية بالحوكمة العالمية ولكن من منظور المراقبة لما يحد من تطورات في
هيا الشان ومتابعة مساراتها وإبراز أهم الق ايا المرتبطة بالتعداون الددولي لمواجهدة التحدديات العالميدة .لديلك
.ومدن أهدم التحدديات )GLOBAL GOVERNANCE MONITOR )GGM أنشدا مدا يسدمى بمراقدب الحوكمدة العالميدة
العالمية التي يوليها المجلس:
النزاعات المسلحة.
الح اظ على األمن والسالم العالمي.
مجابهة الجريمة الدولية.
الطاقة اليرية.
التمويل الدولي والمخاطر االقتصادية.
التغير في المنا واالقتصاد األخ ر.
اإلرهاب.
الصحة العامة.
الحقوق االنسانية.
24
رابعا :ميثاق األمم المتحدة واألهداف التنموية ومؤسستي بريتون وودز ومنظمة
التجارة العالمية
لعلد من الم يد في هيا الجزء وقبل تقديم بعل الرؤى والتطلعات المستقبلية في مو وع الحوكمة العالميدة أن
نتناول أهم سمات ميثاق األمم المتحدة كوند المعاهدة التي أسست المنظمة الدولية ،يلك الميثاق اليي حكم العدالم
لما يقرب من سبعون عاما .و من ثم سوف نتعرل للميثاق مع إبراز أهم الق ايا التدي يسدتوجب األمدر النظدر
فيها مستقبال من منظور الحوكمة العالمية مركزين في يلك على الجمعية العامة لألمم المتحدة ومجلدس األمدن.
كما نتناول األهداف التنم وية لألمم المتحدة ومؤسستي بريتون وودز ومنظمة التجارة العالمية.
لقد تم التوقيع في 26يونية عام 1945على المعاهدة التي قامت على أساسها األمم المتحدة في مدؤتمر بمركدز
أداء ال نون ويكرى الحرب في سان فرانسيسكو /كالي ورنيا بالواليات المتحدة األمريكية من جانب 50دولدة
من بين 51دولة مؤسسة .إي تغيبت بولندا لكنها وقعت على المعاهددة بعدد يلدك بشدهرين .وقدد دخلدت المعاهددة
حيددز التن يددي فددي أكتددوبر 1945بعددد التصددديد عليهددا مددن الخمددس دول األع دداء الدددا مين فددي مجلددس األمددن (
الصين ،فرنسا ،روسيا ،المملكة المتحدة ،والواليدات المتحددة األمريكيدة وكديا مدن جاندب عددد كبيدر مدن الددول
الموقعة .وكميثاق ،فهي معاهدة تلتزم بنصوصها جميع الدول األع اء .إي تلزم المادة 103من االميثاق الدول
األع اء إعتبار إلتزامها تجاه األمم المتحدة ال ي وقد اي إلتزام يخر أو أي معاهدة أخدرى .وجددير باإلشدارة أن
أةلب دول العالم صدقت على ميثاق األمدم المتحددة .ويشدمل الميثداق 19فصدل إلدى جاندب الديباجدة .وت دمنت
الديباجة جز ين ،يطالب الجزء األول منها الدول األع اء الح اظ على السلم واألمن الددوليين وإحتدرام حقدوق
اإلنسان بشكل عام ،إي نصت علدى أن جميدع شدعوب األمدم المتحددة مصدممين علدى حمايدة األجيدال القادمدة مدن
25
ويالت الحروب وعلى التاكيد على حقوق اإلنسان األساسية :المساواة في حقدوق الرجدل والمدرأة ،وفدي حقدوق
الدول صغيرة كانت أم كبيرة .كما أنهم مصممون على تحسين التقدم االجتماعي وعلى الوصول إلدى مسدتويات
أف ل للحياة في ظل حريات أوسع ،بينما جاء الجزء الثاني بمثابة إعالن بموافقة جميع الشدعوب الديين تمدثلهم
حكوماتهم علي الميثاق.
وتناول ال صل األول من الميثاق أةرال منظمة األمم المتحددة بمدا فدي يلدك أهميدة الح داظ علدى السدلم واألمدن
الدوليين .ونل في هيا اإلطار على العمل للوصول إلى إيجاد التواصل والعيش معا في سالم وأمن في جيرة
حسنة ،توحيد قوة العالم للح اظ على السلم واألمن العالميين ،والتاكيد على عددم إسدتخدام قدوة السدالح وح ظهدا
للمن عددة العامددة فقددط ،وأخيددرا ،إسددتخدام المؤسسددات والمنظمددات الدوليددة مددن أجددل تحسددين التقدددم االقتصددادي
واالجتماعي لجميع شعوب العالم.
وفي سبيل يلك ستعمل المنظمة والدول األع اء فيها وفقا للمبادأل اآلتية:
26
.1تقوم المنظمة على مبدأ السيادة والمساواة لجميع أع ا ها .من أجل تاكيد الحقوق والمندافع الناتجدة عدن
الع وية في المنظمة ،سوف يعمل جميع األع اء بنية صادقة على تحقيد إلتزاماتهم التدي تبنوهدا فدي
الميثاق.
.2سدديقوم جميددع األع دداء بتسددوية خالفدداتهم الدوليددة بطددرق سددلمية بمددا ال يعددرل العدالددة والسددلم واألمددن
الدوليين للمخاطر.
دد وحددة الحددود أو .3سوف يمتنع جميع األع اء فدي عالقداتهم الدوليدة عدن التهديدد أو إسدتخدام القدوة
اإلستقالل السياسي ألي دولة أو باي صورة أخرى ال تت د مع أةرال األمم المتحدة.
.4سددوف يقدددم جميددع األع دداء كددل المعاونددة لألمددم المتحدددة فددي أي إجددراء تتخدديه وفددد الميثدداق ،وسددوف
دها إجراء مانع. يمتنعون عن تقديم المساعدة ألي دولة تتخي األمم المتحدة
.5ت من المنظمة أن تعمل الدول التي لم تن م لع وية األمم المتحددة وفدد هديه المبدادأل كلمدا كدان يلدك
روريا للمحافظة على السلم واألمن الدوليين.
ومددن الطبيعددي أال يت ددمن الميثدداق الحددالي أي نددل يخددول لألمددم المتحدددة التدددخل فددي مسددا ل هددي باألسدداس
إختصال أصيل للق اء الوطني ألية دولة ،أو مطالبة األع اء بتقديم تسوية ألمر ق ا ي في إطار الميثاق.
%
530و12 -اليابان
018و8 -ألمانيا
123و6 -فرنسا
999و4 -إيطاليا
207و3 -كندا
27
189و3 -الصين
177و3 -أسبانيا
356و2 -المكسيك
ويت ح من يلك أن نسب مساهمات عشر دول فقط تصل ألكثر من ثالثة أرباع ،بينما ال تصل مسداهمات
باقي الدول وعددها 186دولة حاليا على أقل من الربع .وهيا مدا يعكدس أن نسدب المشداركة ال تتسدد مدع
هيكل المجتمع الدولي الحالي .ومن ثم ال تتصف بالعدالة .فرةم أن لكل ع و صوت فدي الجمعيدة العامدة،
إال أن الصوت يحمل في طياتد على أرل الواقع دون شك وزن وثقل الدولة ونسبة المساهمة في الن قات.
ورةم كل األهداف النبيلة والمبادأل اإلنسانية السدامية التدي ت دمنها ميثداق األمدم المتحددة ،إال أندد بحلدول
عقد السبعينات من القرن العشرين أصبحت منظومة األمم المتحدة في مازق .فقدد أسدهمت عمليدات التحدرر
مدن اإلسدتعمار فدي تغييدر بنيدة الجمعيدة العامدة وصدارت دول الجندوب المسدتقلة تشدكل األةلبيدة بدين الدددول
األع اء باألمم المتحدة عام .1970وقد نادت األةلبية الجديدة بنظام اقتصادي عالمي جديد ،لكن لم تقبدل
دد أي خطدوة إلدى األمدام وعملدت علدى معظم القوى الصدناعية الكبدرى تلدك الددعوة .ووق دت تلدك القدوى
عرقلتها .وهيا أمدر خطيدر .فدال شدك أن أو داع المجتمدع الددولي فدي عصدرنا الحدالي تتطلدب بال درورة
توافددد عددالمي لرؤيددة جديدددة لمنظومددة معاصددرة تسددتند إلددى الحوكمددة العالميددة حتددى تددنعم جميددع الشددعوب
باالستقرار والسلم واألمن .وعلى األمم المتحدة مس ولية أن تتبني يلك بقوة.
وقد خصل ال صل الخامس من الميثاق لمجلس األمن واليي يتشكل من 15ع وا من أع اء األمم المتحددة
منهم 5أع داء دا مدي الع دوية هدم الواليدات المتحددة وبريطانيدا وفرنسدا وروسديا والصدين وهدي الددول التدي
خرجت من الحرب العالمية الثانية منتصرة ،بينما يتم توزيع بقية المقاعد وفد حصل إقليمية يتم اإلنتخاب لها
دوريا ومدة الع وية فيها سنتان .ولكل ع و في مجلس األمن ممثال واحدا فيد .وللدول دا مدة الع دوية حدد
ال يتو .وكان الهددف مدن يلدك مندع األمدم المتحددة مدن اإللتدزام ب درل عمليدات دون تاييدد مدن الددول األع داء
الكبرى ،وكيا منع القوى النووية الر يسية من الدخول في صراعات مع بع ها البعل .ويعطي النظام صدوت
28
لكل ع و في مجلس األمن.وتكون القرارات المتعلقة بالمسا ل اإلجرا ية سارية بموافقة تسعة أع اء من بين
الخمسة عشر ع وا بينما أند بالنسبة للمسا ل ةير اإلجرا ية يتطلدب األمدر أن يكدون مدن بدين التسدعة أصدوات
الخمسة أع اء الدا مين .ويمتنع عن التصويت الع و إيا كان طرفا في النزاع.
مان ينية وفاعلية اإلجدراء مدن جاندب األمدم المتحددة ،ينيدب أع داء األمدم وقد نل الميثاق على أ ند من أجل
المتحدة مجلس األمن مس ولية ر يسدية للمحافظدة علدى السدلم واألمدن الددوليين ،ووافدد األع داء علدى أن قيدام
مجلس األمن بمس ولياتد في إطار يلك هو عمل نيابة عنهم .وفي اإل طالع بهيه الواجبات سوف يعمل مجلس
األمن طبقا ألةرال ومبادأل األمم المتحدة السابد عر ها .وينل الميثاق أي ا على موافقة جميع األع اء
على قبول وتن يي قرارات مجلس األمن ،وان التقارير السنوية والتقارير األخرى التدي يقددمها المجلدس للجمعيدة
العامة هي لألخي في اإلعتبار فقط.
وهكيا فرق ميث اق األمدم المتحددة بدين مهدام المنظمدة فيمدا يتعلدد بالمحافظدة علدى السدلم واألمدن الددوليين وبدين
المهام األخرى ،وإعتبر الميثاق مجلس األمن هو صداحب اإلختصدال األصديل فدي كدل مدا يتعلدد بح دظ السدلم
واألمن الدوليين وحظر على الجمعية العامة إصدار قرارات في أي من هيه المسا ل .فمجلس األمن هو اليي لد
حد إصدار القرار الملزم بينما ال تملك الجمعية العامة سوي صالحية إصدار توصديات ةيدر ملزمدة .فدالمجلس
هو اليي يقدر ما إيا كان هناك تهديد للسلم أو إخالل بد ،وأن ما حد يشكل عدوانا وهو اليي يحدد الطرف أو
األطراف المعتدية ،وهو اليي يقرر أسلوب الحل المقترح لعالش األزمة أو تهدأتها ونطاق العقوبات الم رو دة
وأنواعها وتوقيتاتها (ال صل السدابع مدن الميثداق .وهديا و دع معكدوس ،فالجمعيدة العامدة هدي األم وهدي التدي
يجب أن تقرر كل شه يتعلد باع ا ها ومجلس األمن يكون يراعها األيمن يقدم لها التوصيات.
وقددد تسددبب إسددتخدام حدد ال يتددو فددي مجلددس األمددن بصددورة متكددررة فددي أن يصددبح مددن المسددتحيل عمليددا علددى
المجلس أن يحقد أي تقدم بشان أي مو وع من تلك المو وعات التي تهم الدول النامية.
29
تبنى العالم في بداية األل ية أهداف تنموية أعلنتها األمم المتحدة فدي ثمانيدة أهدداف تتحقدد فدي 2015وهدي
بنختصار::
وإيا تم قياس ما تحقد بمعيار ال قر والتنمية البشرية وتقليل ال جوة بين الدول ،نجد أن االقتصاد العالمي لم يتقدم
في هيا الخصول بدرجة الطموح التي إبتغاها العالم في قمة القرن في سبتمبر .2000وقد يرجع يلك إلى حدد
عف المشاركة الدولية من أجل التنمية .ليا و ع العدالم أهدداف لل تدرة 2030-2015والمتمثلدة فدي كبير إلى
17هدف للتنمية المستدامة تطبد في جميع دول العالم المتقددم والصداعد والندامي واألقدل نمدوا .وهدي األهدداف
المنتظر التصديد عليها من الدول األع اء في األمم المتحدة في سبتمبر .2015
الهدف ( : 2الق اء على الجوع والوصول لألمن الغيا ي وتحسين التغيية وتنمية زراعية مستدامة.
مان حياة صحية وتحسين الصحة للجميع في كل األعمار. الهدف (: 3
مان تعليم شامل بجودة بدون تمييز وتحسين فرل التعلم للجميع مدى الحياه. الهدف (: 4
الهدف ( : 5الوصول لمساواة أكبر بين النوع وتمكين المرأة واإلنا .
30
مان توفير إدارة مستدامة للمياه والصرف الصحي للجميع. الهدف (: 6
مان الحصول على طاقة حديثة مستدامة لها مقوماتها وبتكل ة في متناول الجميع. الهدف (: 7
الهدف ( : 8تحقيد نمو شامل باق ونمو اقتصادي مستدام وعمالة كاملة ومنتجة وعمل ال د للجميع.
الهدف ( : 9إنشاء بنية تحتية راسخة وقوية وتطويرعملية تصنيع شاملة مستدامة ودفع اإلبتكار.
الهدف ( : 14المحافظة على إستخدام البحار والمحيطات و الموارد البحرية من أجل تنمية مستدامة.
الهدف ( : 15حماية وتحسين اإلستخدام المستدام للغابات ومحاربة التصحر ووقف تدهور التربة وتحسين
خصوبتها ووقف خسا رالتنوع البيولوجي.
الهدف ( : 16تطوير سلمي وشامل للمجتمعات من أجل التنمية المستدامة و مان وصول الجميع للعدالة
وبناء مؤسسات فعالة ويات مصداقية على جميع المستويات.
الهدف ( : 17إحياء وتح يز الشراكة العالمية وتقوية وسا ل تن ييها للتنمية المستدامة.
هيه األهداف التنموية الشاملة على مستوى العالم الشك تتطلب إلى جانب بناء المؤسسات الوطنية والعالمية
ال عالة ويات المصداقية بناء شراكات عالمية تستهدف التنمية المستدامة وما تنطدوي عليدد مدن حوكمدة عالميدة
شاملة.
31
3/4مؤسستي بريتون وودز ومنظمة التجارة العالمية
تحركت على مر العقود القليلة الما ية رمال الحوكمدة العالميدة .كمدا حققدت الددول الصداعدة والناميدة معددالت
نمو ةير مسبوقة .وشهد هيكل االقتصاد العالمي عملية تحول .ولدم ت دخم األزمدة الماليدة العالميدة هديا التحدول
فقط بل أنتجدت أي دا عددة تحدديات وصدعوبات جديددة .وإت دح منهدا أن ت دخم مع دالت الحوكمدة العالميدة
سوف تبدأ في أن تلعب دورها .لهيا السبب سوف يكون للتساؤالت حدول مسدتقبل دور مؤسسدتي بريتدون وودز
(صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالميدة فدي االقتصداد العدالمي أهميدة متزايددة عدن يي
قبل.
وتجدر اإلشارة على أن نشاة المؤسستين تمت بنهاية الحرب العالمية الثانية بزعامة إنجلترا والواليات المتحددة
في مؤتمر بريتون وودز عام 1946بهدف:
ولتحقيد يلك ،يقوم الصندوق بمنح التمويدل لمواجهدة العجدز فدي ميدزان المددفوعات بهددف تجندب و دع قيدود
على عمليات النقد األجنبي و مان حرية المدفوعات الجارية بوجد خال .ويركز نشاطد على الجانب النقدي
وتجنددب األزمددات .أمددا البنددك الدددولي فيركددز علددى مددنح القددرول والتدددريب والمسدداعدات بتمويددل مشددروعات
وبرامج تنمية إجتماعية (صحية ،وتعليمية ،وثقافية الخ .ويركز البنك في منحدد القدرول علدى الددول الناميدة
واألقل نموا.
وتمددنح كددال مددن الم ؤسسددتين التمويددل ربطددا ببددرامج إصددالح تتجددد نحددو تحريددر التجددارة والتدددفقات الرأسددمالية
وتحرير األسواق الداخلية وتشجيع اإلستثمارات األجنبية وخ ل عجز الموازنة وتحسين وتطوير أسواق المال
والقطاع المصرفي ،وتنمية القطاع الخال ،وخ ل االستثمارات الحكومية وخصخصدة قطداع األعمدال العدام
والبنددوك .ويجتمددع محددافظي الدددول األع دداء للمؤسسددتين (محددافظي البنددوك المركزيددة ووزراء الماليددة سددنويا
لمتابعددة أعمددال المؤسسددتين ومناقشددة التطددورات العالميددة والق ددايا المطروحددة فددي المحافددل الدوليددة الماليددة
واالقتصادية وتقييم أو اع االقتصاد العالمي.
32
وبالنسبة لصندوق النقد الددولي ،فقدد تدم فدي عدام 2010اإلت داق علدى إصدالح الصدندوق بحيد تحصدل الددول
الصدداعدة والناميددة علددى زيددادة فددي بددرامج التمويددل و علددى نصدديب أكبددر فددي التمثيددل والقددوة التصددويتية .وكددان
المقترح تحويل مقعدين من مقاعد مجلس المديرين التن يييين ألوروبا إلى الدول الصاعدة .ولكن لم ين ي أي مدن
هيه اإلصالحات المت د عليها في إطار المديرين التن يييين ويلك لدرفل الكدونجرس األمريكدي التصدديد علدى
اإلت اق ،مما ي عف من موقف ال ندوق .ويدور النقاش حتى اآلن حول بنود اإلصالح هيه .ورةم أن اإلت اق
علددى اإلصددالح لد م يكددن حددول الق ددايا الر يسددية المو ددوعية إي مددا زالددت الق ددايا الهيكليددة مثددل بطالددة الشددباب
مت اقمة .إال أند في مناقشة اإلصالح في مجلس إدارة الصندوق أشار ممثل فرنسدا إلدى أهميدة اإلصدالح إلعدادة
التوازن لالقتصادات ومطالبة الدول يات ال ا ل العمل علدى تشدجيع الطلدب المحلدي علدى عكدس السدابد الديي
كان ي ع العبء كلد على دول العجز .إال أن يلك ليس كافيا لتلبية إحتياجات االقتصاد العالمي لتحقيد المساواة
والتنمية واإلستقرار .وعندما يحد اإلصالح للصندوق وتعطى الدول الصاعدة والنامية وزن أكبر فسوف يقود
يلك إلى مناقشة واسعة لمعنى السياسة االقتصادية في عولمة المجتمدع الددولي .وجددير بالتنويدد إلدى أن تحسدين
الموازنات العامةفي دول ا إلتحاد األوروبي والتي أدت إلى بطالة جامحة وت داوت أكبدر فدي الددخول ومعددالت
ة يجب أن تاخي أولوية قصوى .كمدا أن سديطرة األسدواق الماليدة ومدداهمتها لإلسدتقرار االقتصدادي نمو منخ
ددرورة إصددالح صددندوق النقددد الدددولي مددن الزاويددة المو ددوعية والحوكمة.وحددديثا تنددادي العدالمي تشددير إلددى
األصوات المعار ة لجمود الو ع العالمي بمطالبدة بداقي العدالم التقددم بددون الواليدات المتحددة أي إسدتبعادها
تماما من الصندوق إيا لم تستجيب للتحرك المطلوب .ورةم قبول هيا الموقف إال أندد سدوف ي دعف االقتصداد
العالمي كون الواليات المتحدة هي أكبر اقتصادات العالم .وجدير باإلشارة إلى أن اإلتحاد األوروبي وهدو ثداني
إقتصادات العالم يبدو أكثر رةبة في الدخول في الحوكمة العالمية.
أما بالنسبة للبنك الدولي ،فقيامد في األل ية الجديدة بنعادة هيكلة كان لد أثر كبير على العاملين بالبنك خوفدا مدن
اإلستغناء عنهم .وجدير باليكر أن إنخ ال سعر ال ا دة عالميا خلد منافسة وفتح مجال للدول الصاعدة بديال عن
البنك الدولي ،فالبنوك تعطي التمويل أسرع وال تتطلب بيروقراطية وأقل مشروطية لقرو ها .ويؤدي يلك بال
شك إلى أن برامج ال قدر للبندك الددولي للددول األقدل نمدوا -وهدي التدي يتواجدد فيهدا أكثدر ال قدراء -مدن الصدعب
تن ييها.
ويجدر التنويد إلى أن البنك الدولي هو أقل حاجة لإلصالح الحوكمي عن الصندوق ولو أند ما زالت هناك حاجة
إلى إعطاء حد تصويت أكبر للدول المتلقية للتمويل .باإل افة إلى يلك تتطلب الحوكمة العالمية تغيير اإلت اق
33
مدير الصندوق أوروبي ور يس البنك أمريكي على الدوام الودي بين اإلتحاد األوروبي والواليات المتحدة حي
وهيا أمر البد من تغييره في عالم متغير.
مما سبد تت ح الحاجة إلى إصالح كل من الصتدوق والبنك الدوليين حتى يستمرا في اإلحت اظ بمراكزهما في
دروري اإلعتدراف بدد إي أن العدالم تغيدر بشدكل جديري وبدرجدة كبيدرة مندي إطار الحوكمة العالمية .وهيا أمر
بريتون وودز وهو مستمر في التغيدر بدوتيرة سدريعة .وإيا إسدتمر الو دع دون إصدالح فسدوف ي قددان ن ويهمدا
وليس هناك بديل عن يلك.
وجدددير بالدديكر أن جهددود مجموعددة العشددرين فددي 2009لتاكيددد وجددود الصددندوق والبنددك كمؤسسددتين أساسدديتين
للحوكمددة العالميددة ومددا حددد فددي 2010قددد جعددل هدديه الجهددود كددان لددم تكددن .فددنن كددان قددد تددم تن يددي هدديه الجهددود
ألصبحت نمويش للمؤسستين لها مكانتهما إلى جانب المؤسسات األخرى التي تتعامل مع اإلستثمار عبدر الحددود
واألسواق المالية والجريمة الدولية ومنظمات العمل والش ون االجتماعية ومؤسسات ق ايا البي ة العالمية.
وفيمددا يتعلددد بمنظمددة التجددارة العالميددة ،والتددي تددم التوقيددع عليهددا عددام 1994تاسيسددا علددى اإلت اقي دة العالميددة
للتعري ات والتجارة (الجات المنشاة عام 1947في دورة أوروجدواي للم او دات التجاريدة التدي إمتددت لل تدرة
.1993-1986وقد تشكلت المنظمة عام 1995بعد التوقيع عليها لتحل محل سكرتارية الجات .فمن أجل رفع
مستويات المعيشة والق اء على البطالة وتحقيد التوظف الكامدل وتحقيدد تددفقات سدلعية قويدة وطلدب فعدال مدع
توسع االنتاش والتجارة السدلعية والخددمات مدع السدماح باالسدتخدام األمثدل للمدوارد العالميدة وفدد أهدداف التنميدة
المسددتدامة مددع العمددل علددى حمايددة والمحافظددة علددى البي ددة وتح يددز وسددا ل يالددك بصددورة تتسددد مددع إحتياجددات
وإهتمامات العالم على إختالف مستوياتد التنموية ،فمن ال روري الدخول في ترتيبات تحقد المزايا المشتركة
من خالل تخ يل جوهري للتعري ة الجمركيدة والحدواجز المقيددة للتجدارة والق داء علدى التمييدز فدي العالقدات
التجارية الدولية.
وت م المنظمة هيكل ثالثي لإلت اقيات :اإلت اقية العامة للتجارة في السلع (الجات واإلت اقية العامة للتجدارة فدي
الخدم ات (جاتس واإلت اقبة العامة المرتبطدة بحقدوق الملكيدة ال كريدة (تدريبس .ويتعدين علدى الددول األع داء
القبول بهديه االت اقيدات الدثال .وعلدى العكدس مدن نظدم التصدويت فدي كدل مدن الصدندوق والبندك الددوليين ،فدنن
الجهاز اليي يتخي القرارات الر يسية في المنظمدة هدو مجلدس العمدوم الديي يتشدكل مدن منددوب م دول مدن كدل
34
دولة ع و ولكل منهم صوت واحد متساو .مما يحعدل المنظمدة ديمقراطيدة .لكدن يلدك نظريدا حيد ال تددار فدي
الواقع بصورة ديمقراطية إي تسير قراراتها بالتوافد وهو نظام إستعارتد المنظمة مدن الجدات .ويدتم التوافدد بدين
المجموعة الرباعيدة المكوندة مدن الواليدات المتحددة واليابدان واإلتحداد األوروبدي وكنددا .وال بدد أن توافدد هديه
الدول على أي خطوات كبرى يجري إتخايها .ويقع المركز الر يسي للمنظمة فدي جنيدف .وإلدى جاندب العداملين
الر يسيين هناك مساعدين أع اء من الوفود القومية.
وتوفر المنظمة اإلطار المؤسسي لممارسة العالقات التجاريدة فيمدا بدين األع داء .وتت دمن الوظدا ف الر يسدية
للمنظمة :اإدارة السياسات التجارية ويلية مراجعتها ،وإدارة األبحدا التجاريدة ،والمسداعدة والتددريب بالنسدبة
لإلجددراءات التددي تعددزز القدددرة التجاريددة لألع دداء ،وحددل النزاعددات التجاريددة ،وعقددد إجتماعددات الم او ددات
التجاريددة ،والتددرويج العددام لتحريددر التجددارة .وتتعدداون المنظمددة مددع كددل مددن الصددندوق الدددولي والبنددك الدددولي
ومجموعتد من أجل الوصول إلى إتساق في السياسات االقتصادية العالمية .وقد و عت المنظمة إلدى جاندب
دورات الم او ددات التجاريددة جددداول أعمددال علددى أسددس بينيددة للم او ددات لددبعل المندداطد وأي ددا فيمددا بددين
الدورات التجارية لم او ات قطاعية تكمل الم او ات التي إستكملت بال عل في مجاالت التمويدل واإلتصداالت
والتجارة اإلليكترونية.
وقددد كددان هندداك عدددد مددن دورات الم او ددات التجاريددة ،وبدداءت الدددورة التاسددعة فددي سدياتل عددام 1999بال شددل
بصورة كبيرة بسبب ةياب الش افية في إتخاي القرارات .وفي هيا السياق نشير إلى أن وزير خارجية إنجلتدرا
كان قد يكر بان المنظمة لن تكون قادرة على اإلستمرار بالو ع القا م وال بد من تغييرات أساسية وجيرية حتى
تصبح المنظمة قادرة على تلبية إحتياجات وتطلعات أع ا ها .ثم عقددت الم او دات مدرة أخدرى فدي الدوحدة /
قطر عام 2001وهي الدورة التي أعلنت بانها دورة التنميدة وكدان مدن المسدتهدف أن تسدتكمل فدي عدام 2005
لكنها ما زالت مستمرة دون أن يتم إحراز أي تقدم.
ومن األهمية بمكان التاكيد على أن العالم اآلن في حاجة ماسة إلى تقوية الثقة في منظمة التجارة العالميدة وكديا
الثقة المتبادلة بين الدول الصناعية والدول الناميدة بمدا يك دل إقامدة نظدام تجداري عدالمي عدادل يحكمدد سدلوكيات
أخالقية وقواعد ومعايير مت د عليها واإللتزام بها ،.ويلك من خالل قيام الددول الصدناعية بتن يدي إلتزاماتهدا وفدد
إت اقية إنشاء المنظمة كشرط لإلنتقال إلى جولة جديدة من الم او دات التجاريدة .فقدد تنازلدت الددول الناميدة عدن
الكثير خالل جولة أوروجواي ولم تحصل في المقابل إال على القليل .ويؤكدد التداريخ أندد حتدى وقتندا هديا لدم يدتم
تن يي اإلت اقيات والتعهدات بشكل مر ي ولم يصل إلى توقعات ويمال الدول النامية .وكانت الدول النامية تتوقع
35
مصداقية كبر بكثير بشان الخطوات الالزمة من جانب الدول الصناعية لتنمية التجارة بين الشمال والجنوب .فقد
وقعت الدول الناميدة علدى مقدررات جولدة أوروجدواي يقيندا منهدا بدان الددول الصدناعية سدتبادر بتن يدي إلتزاماتهدا
وت حقيد مطالبها .وجدير باليكر أن توقيع الدول الناميدة علدى بعدل اإلت اقيدات أدى إلدى تكبيددها باعبداء ثقيلدة إي
شملت نصوصا تنم عن إختالالت صارخة تلحد أ رارا بالغة بمصالحها.
لقددد باتددت حكومددات وشددعوب الدددول الصدداعدة والناميددة علددى يقددين بددان هياكددل صددناعة القددرار للوكدداالت متعدددة
الجنسية تتناقل مع الترا الديمقراطي بل وتخاصم الديمقراطية وهو أمر ال يجوز إستمراره باي حال.
لقد كاندت الحوكمدة العالميدة االقتصدادية مو دوع السداعة فدي السدنوات األخيدرة بدالنظر إلدى الق دايا المرتبطدة
با لتجارة العالمية واألسواق المالية وتاثير العولمة واألزمات االقتصادية والمالية .وعلى يلك فالحوكمدة العالميدة
االقتصادية هي عامل هام للوصول إلى أهداف األمم المتحدة التنموية المستدامة.
36
وجدير باليكر أند قد ظهر على مر العقود القليلة الما ية العديد من المبادرات التي نادت بتغيير عميد في
النظددام العددالمي يسددتهدف تاسدديس منظمددات عالميددة جديدددة تمامددا .وعلددى الجانددب اآلخددر ظهددرت مقترحددات
ومبادرات طالبت بنصالح أجزاء من نظام األمم المتحدة أو إصدالح المنظمدة دون تبدديل مالمحهدا األساسدية.
وإلى جانب يلدك ظهدرت مبدادرات طالبدت بمراجعدة بعدل قواعدد ومبدادأل مؤسسدتي بريتدون وودز ومنظمدة
التجارة العالمية ،وإصالح العديد من األنظمة األمنية والحقوقية والبي ية في العالم ونادت بننشاء برلمان عالمي
ولجنة عالمية لتقصي الحقا د .وال شك في أن تحقيد هيه المبادرات سوف يسهم في تشكيل ةدد أف دل أكثدر
إستقرارا وأمنا وعدالة للبشرية.
إن مطالبة األمم المتحدة بما في يلك وكاالتها ومنظماتهدا وكديا المؤسسدات الدوليدة بداإللتزام بتطبيدد الحوكمدة
العالمية في مجاالتها الثالثة لهو أمر مطلوب في هيا الوقت من عمر اإلنسانية اليي يعاني فيد المجتمع الدولي
من إ طراب وعدم إستقرار وعدم عدالة ،وتباعد بين الشعوب وأساليب دبلوماسية خ ية لدبعل الدنظم ال تتسدم
بالش افية بل وتبعدد كثيدرا عدن المبدادأل السدام ية التدي ت دمنها ميثداق األمدم المتحددة الحدالي رةدم مدا يعانيدد مدن
عف شموليتد .ومن هنا تاتي رؤى متعددة مطلوبة نوجزها فيما يلي:
.1إدراك جديد للحوكمة العالمية من جاندب المجتمدع الددولي ومؤسسداتد وإعتبدار العشدر سدنوات القادمدة
عقد إجتماعي عالمي للحوكمة العالمية.
.2تعددديل ميثدداق األمددم المتحدددة بمددا ياخددي فددي اإلعتبددار الحوكمددة العالميددة وتعهددد الدددول بتطبيقه دا وإتخدداي
اإلجراءات والسياسات التي من شانها أن تدفع بالقدرات البشرية والمؤسسية الالزمة لتن ييها.
(جدير باليكر أن المادة 109من الميثاق تنل على أند يجوز عقد مؤتمر عام ألع اء األمدم المتحددة
إلعادة النظر في الميثاق في الزمان والمكان اليين تحددهما الجمعية العامة باةلبية ثلثي األع اء وبموافقة
أي تسعة من أع اء مجلس األمن .
ددمن أجهددزة األمددم المتحدددة تكددون مهمتددد متابعددة تطبيددد الحوكمددة العالميددة فددي مختلددف .3إنشدداء جهدداز
المجاالت وفي الوكاالت والمؤسسات والمنظمات الدولية.
37
.4تطبيددد أمددين لمبددادأل المعاهدددات والش د افية فددي السياسددات وإبعدداد السياسددة عددن االقتصدداد فددي صددياةة
العالقات االقتصادية الدولية.
.5العمل على جعل العولمة منظومة تكامل بين اإلقتصادات والمجتمعات فدي إطدار عدالمي تعداوني شدامل
درورة األخدي فدي الحسدبان إحتدرام عدادات وعقا دد وتقاليدد وح دارة كدل مجتمدع فدي مع التاكيد على
حوارات دا مة لمعرفة اآلخر .فهيه هي مبادأل الحوكمة التدي بهدا نعدزز التنميدة الشداملة ونحقدد التنميدة
المستدامة ونع د النمو في الدول المتقدمة لينعم المجتمع الدولي باإلستقرار والتقدم .ومن هيا المنطلد
يصبح قا ما علدى أسدس ي ست يد العالم وتتمتع جميع الدول بمنافع اإلعتماد المتبادل وحرية التجارة حي
ديمقراطية وحوكمة عالمية.
وء أن نمويش العولمة الحالي يسدتبعد البعدد االجتمداعي ،مدن المهدم إدراجدد فدي مبدادأل العولمدة .6في
ومددن ثددم اخدديه فددي اإلعتبددار فددي م او ددات منظمددة التجدارة العالميددة وبددرامج مؤسسددتي بريتددون وودز
إستنادا على التكافل والت امن اإلجتماعي وحماية ال ات األ عف في كافة المجتمعات.
.7مددن المنتظددر أن ينظددر أع دداء الجمعيددة العامددة لألمددم المتحدددة فددي أمددر قددرارات مجلددس األمددن بشددان
الح اظ على السلم واألمن الدوليين بحي يتخي المجلس قراراتد و يتم التصديد عليها من جانب الجمعية
العامة و من ثم جعل الجمعية العامة هي المختصة بالسلم واألمن الدوليين أساسا .ويتطلدب يلدك تعدديل
ميثاق األمم المتحدة .كيلك من المهم إصالح مجلس األمن من حي توسيع الع وية وإلغاء حد ال يتو
رورة ليكون أكثر ديمقراطية بما يتواكب مع متطلبات العصر. بات
.8تعدديل إت اقيددات إنشدداء كددل مدن الصددندوق والبنددك الدددوليين ومنظمدة التجددارة العالميددة لتت ددمن مشداركة
البرلمانيون في اإلت اقات الثنا ية مع الدول األع داء واإلت اقدات متعدددة األطدراف فدي مرحلتدي و دع
بنود اإلت اقية ،ولمتابعة التن يي وفد المت د عليد .وهو األمر الديي يحقدد الشد افية والمصدداقية وقبدول
الشعوب لهيه اإلت اقيات.
38
.9إصالح النظام النقدي العالمي بحي يسود فيد وبثقل عملة دولية ويلك بتوسيع إستخدام وحدات حقدوق
السحب الخاصة .وللمؤسسات المالية الدولية دور مهم في إقرار سبل وطرق التوسع في إسدتخدام هديه
الوحدات.
.10تحقيد األمل في أن يصل العالم إلى تحديد المس وليات تجاه تغير المنا وإنشاء جهداز عدالمي تشدترك
دوء مسد وليات فيد كل الدول تكون مهمتد متابعدة سياسدات وإجدراءات الحمايدة مدن تغيدر المندا فدي
محددة.
.11مددن المهددم توجددد العددالم إلددى بحد التندداقل بددين إت اقيددات التجددارة واإلت اقيددة العالميددة لحقددوق اإلنسددان
السياسية و االقتصادية واالجتماعية والق افية حيثما تطلب األمر يلك.
.12عقد مؤتمر دولي وإبرام إت اقية دولية ت ع تعري ا لألرهداب كوندد واجدب عدالمي وت درق بيندد وبدين
المقاومة المشروعة وت ع اإلجراءات الك يلة بمواجهتد إعتمادا على التعاون الدولي الوثيد.
ولعلنا نشير في هيا الصدد إلى إن نظام األحادية في العالم اليي نعيشد حاليا يعكس بال شك خلال من شاند
إحدددا عدددم اإلسددتقرار وعدددم العدالددة .ومددع ظهددور التعدديددة االقتصددادية فددي العددالم والتددي بدددأت تبددرز فددي
السنوات القليلة الما ية من المتوقع أن ي تبعهدا تعدديدة سياسدية لهديه القدوى االقتصدادية ممدا يسدتوجب ويددفع
بالعالم ال محالة إلى إتباع الديمقراطية والحوكمة العالمية .هيا التوجد في التوازن في القوى بوجود أكثر من
قطب في النظام الدولي أمر حتمي إلستقرار العالم وتحقيد أمند وسالمتد في ظل سيادة العدالة .
39
المراجع
باللغة اإلنجليزية
40
http..//en.wikipedia.urg/wiki/Sustainable_Governance_Indicators. .17
http//www.sgi-network.org/2014/Questionnaire. .18
http:// www.brettonwoodsprogect.org/update/hndex.shtml .19
باللغة العربية
(ECGGD)
41