You are on page 1of 28

‫استراتيجية جديدة‬:‫أثر أزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‬

‫وفرص وتحديات للدول النامية‬


The Impact of Corona Crisis on Global Value Chains (GVCs): New Strategy ,
Opportunities and Challenges for the Developing countries
)‫ منال عفان أستاذ االقتصاد ورئيس قسم االقتصاد والمالية العامة بكلية التجارة جامعة طنطا‬/ ‫د‬.‫(أ‬
‫ شهد االقتصاد العالمي منذ النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن العشرين تطورات واضحة في‬:‫مستخلص‬
‫ وتعد سالسل القيمة العالمية من أبرز تلك التطورات التي ازداد فيها‬،‫ وأنماط التجارة الدولية‬،‫تقسيم العمل الدولي‬
‫ وتتضمن سالسل القيمة العالمية تجزئة لجميع‬.‫ التي تخضع لسيطرة الدول المتقدمة‬،‫نصيب السلع والخدمات الوسيطة‬
‫ وتسيطر الشركات متعددة الجنسيات على سالسل‬،‫ لما قبل وما بعد التصنيع عبر شركات ودول عديدة‬، ‫مراحل المنتج‬
‫ كما ازداد‬،‫ ومع نمو العولمة االقتصادية ازدادت سيطرة سالسل القيمة العالمية على التجارة الدولية‬.‫القيمة العالمية‬
ً‫ ومع حدوث أزمة كورونا واجهت سالسل القيمة العالمية ضغوطا‬.‫النصيب النسبي للدول المتقدمة من تلك السالسل‬
‫ مما دفعها الى اعادة النظر في‬،‫ حيث تعطلت أغلبها وازدادت الخسائر بها‬،‫غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم‬
.‫ والدول المشاركة‬،‫االستراتيجية المستخدمة‬
‫وتسعى الدراسة الحالية من خالل استخدام المنهج التحليلي واالستقرائي الى اكتشاف أثر أزمة كورونا على‬
‫سالسل القيمة العالمية من خالل استعراض وتحليل المالمح العامة لالستراتيجية الجديدة لتلك السالسل في ظل أزمة‬
‫ وتحليل أهم الفرص المتاحة للدول النامية للمشاركة في تلك السالسل في ظل أزمة كورونا وما‬،‫كورونا وما بعدها‬
‫ وتوضح نتائج الدراسة أن سالسل القيمة العالمية غيرت من‬.‫ وأهم التحديات المصاحبة لتلك المشاركة‬،‫بعدها‬
‫استراتيجيتها واعتمدت على مبادئ جديدة أهمها المرونة وسالسل القيمة المستدامة والشاملة والبعد االقليمي عن‬
‫ اال أنها تتطلب شروطاً هامة تمثل تحديات يجب التغلب‬،‫ كما أن هناك فرصاً جديدة لمشاركة الدول النامية‬.‫الدولي‬
‫ وتبني معايير الجودة‬،‫ زيادة التحرير‬،‫ وتوصي الدراسة بضرورة التحول لالقتصاد الرقمي والتجارة االلكترونية‬.‫عليها‬
.‫والسالمة لزيادة مشاركة الدول النامية في تلك السالسل‬
.‫ االقتصاد الرقمي‬،‫ التجارة الدولية‬،‫ سالسل القيمة العالمية‬،‫ أزمة كورونا‬:‫الكلمات األساسية‬
Abstract: Since the second half of the 1990s, the world economy has witnessed clear
developments in the international division of labor and international trade patterns, and
global value chains are among the most prominent of those developments in which the share
of intermediate goods and services controlled by developed countries has increased. Global
value chains involve segmentation across all stages pre- and post-manufacturing ,across
many corporations and countries ,and multinational corporations control global value
chains .With the growth of economic globalization ,global value chains have increased their
dominance on international trade and the relative share of developed countries in these
chains has increased .With the Corona crisis ,global value chains were unprecedented
pressure all over the world ,as most of them were disrupted and losses increased ,promoting
them to reconsider the used strategy and the involved countries.
Using the analytical and inductive approach ,the present study seeks to discover the
impact of the corona crisis on global value chains by revisit and analyze the general features
of the new strategy for the those chains in the light of the corona crisis and beyond , and
analyzing the most important opportunities available for developing countries in
participating in those chains in light of the corona crises and its aftermath, and the most
challenges associated with their participation . The results of study refer that global value
chains changed their strategies and relied on new principles included flexibility,
comprehensive and sustainable value chains ,regional than international dimension . There
are new opportunities for participating for developing countries but need important
conditions are challenges must be overcome .The study recommends the need to transform
the digital economy and e-commerce ,increase liberalization ,adopt quality and safety
standers to increase participating of developing countries in these Chains.
Key Words: Corona Crisis; Global Value Chains (GVCs);International Trade;Digital Economy.

1
‫‪ )1‬مقدمة البحث ‪:‬‬
‫(‪ )1/1‬تمهيد‪ :‬تعد التجارة الدولية العمود الفقري لالقتصاد العالمي‪ ،‬الذي يؤثر على دول العالم كلياً‪،‬‬
‫والمتغيرات االقتصادية داخل كل دولة‪ .‬ل قد شهدت أنماط التجارة الدولية تطورات واضحة منذ انتهاء الحرب‬
‫العالمية الثانية حتى اآلن‪ ،‬ومع النصف الثاني من عقد التسعينات شهد االقتصاد العالمي نمطاً جديداً للتجارة‬
‫الدولية‪-‬التجارة في المهام التي تضيف قيمة في كل المراحل المختلفة للمنتج سواء سلعة أو خدمة وتقوم على‬
‫تعميق التخصص‪ -‬يسيطر عليه السلع والخدمات الوسيطة من خالل سالسل القيمة العالمية ‪Global Value‬‬
‫)‪ ،Chains (GVCs‬يختلف في محتواه عن التقسيم الدولي الجديد للعمل‪ ،‬وتقوده الشركات متعددة الجنسيات‬
‫وتدعمه المنظمات الدولية‪ ،‬وتزداد عدد الدول المشاركة في تلك السالسل‪ ،‬فضالَ عن آثارها المتعددة على‬
‫‪(World Economic‬‬ ‫التنافسية‪ ،‬وأسواق العمل‪ ،‬والنمو والتنمية االقتصادية لدول العالم‬
‫‪Forum,2012,P4).‬‬
‫وتعد الثورة العلمية والتكنولوجية في النقل واالتصاالت والمعلومات واللوجستية والعولمة االقتصادية‪ ،‬من‬
‫أهم العوامل التي أسهمت في تطور ونمو تلك السالسل‪ .‬وتؤكد الدراسات الحديثة على أن سالسل القيمة‬
‫العالمية تسيطر على الجزء األكبر من التجارة الدولية‪ ،‬كما أنها الطريقة الوحيدة لفهم أنماط التجارة الدولية‬
‫السائدة في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬وأنه يجب تحليل آثارها لزيادة المنافع المتحققة منها ‪(International‬‬
‫‪Trade Centre,2014,P2;Jones et al ,2019,P2).‬‬
‫(‪ )2/1‬الدراسات السابقة ومشكلة البحث ‪:‬‬
‫تعددت األدبيات االقتصادية التي تناولت سالسل القيمة العالمية‪ ،‬والشروط الالزمة لمشاركة الدول بها‬
‫والمنافع التي يمكن أن تتحقق من تلك المشاركة‪ .‬لقد شهدت سالسل القيمة العالمية ازدها اًر واضحاً للفترة‬
‫‪، 2007-1990‬اال أنها تعرضت الضطرابات عديدة فيما بعد شملت زلزال سيشوان عام ‪ ، 2008‬والركود‬
‫العالمي للفترة ‪ 2009-2008‬بسبب األزمة المالية العالمية ‪،‬وزلزال تسونامي توهوكو عام ‪ 2011‬وكارثة‬
‫فوكوشيما دايتشي النووية عام ‪ ،2011‬والثورات العربية للفترة ‪،2014-2011‬فضالً عن العقوبات االقتصادية‬
‫المختلفة التي فرضتها الصين واليابان والواليات المتحدة األمريكية للفترة ‪Kano and (2019-2018‬‬
‫)‪ .Hoonoh,Dec.2020‬ومع الربع األول لعام ‪ ،2020‬واجهت تلك السالسل ضغوطاً غير مسبوقة مع‬
‫تفشي أزمة كورونا استمرت ألكثر من نصف عام‪ ،‬لقد توقفت أغلب سالسل القيمة العالمية باستثناء السلع‬
‫االستهالكية والمستلزمات الطبية وحققت خسائر ضخمة‪ ،‬وقد أسهمت السياسات االقتصادية االصالحية التي‬
‫اتبعتها دول العالم في الحد من أثر أزمة كورونا‪ ،‬حيث بدأت سالسل القيمة العالمية تنشط جزئياً من جديد‪.‬‬
‫لقد اتجهت دراسات عديدة إليضاح الوضع المستقبلي الستراتيجية سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وهل يمكن أن‬
‫يكون ألزمة كورونا أث ًار على استراتيجية تلك السالسل‪ ،‬وهل ستتواجد فرصاً جديدة للدول النامية للمشاركة‬
‫في تلك السالسل مع أزمة كورونا وما بعدها‪ ،‬وهل سترتبط هذه المشاركة بتحديات يجب أن تسعى الدول‬
‫النامية للتغلب عليها‪.‬‬
‫لقد تعددت الدراسات السابقة التي تناولت سالسل القيمة العالمية ونظام المشاركة بها وطبيعة الدول‬
‫المسيطرة على تلك السالسل‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك تعد الدراسات التي تناولت أثر أزمة كورونا على استراتيجية‬
‫سالسل القيمة العالمية محدودة ‪ ،‬فالمالمح والسمات العامة لتلك االستراتيجية غير واضحة ‪ ،‬كما أن امكانية‬
‫وجود فرص جديدة لمشاركة الدول النامية في تلك السالسل مع أزمة كورونا غير واضحة أيضاً‪ ،‬خاصة مع‬

‫‪2‬‬
‫تناول التحديات المصاحبة لتلك المشاركة‪ ،‬وهو ما يتطلب ضرورة البحث والدراسة األعمق في هذا االطار‪.‬‬
‫ان ضيق الفترة الزمنية واستمرار أزمة فيروس كورونا من جانب‪ ،‬وعلى جانب آخر تعطل أغلب سالسل‬
‫القيمة العالمية لفترة تجاوزت النصف عام‪ ،‬مما يجعل تلك األزمة أعمق بكثير من األزمات األخرى يتطلب‬
‫ضرورة معرفة مالمح االستراتيجية الجديدة لسالسل القيمة العالمية بوضوح‪ ،‬والفرص والتحديات المتاحة‬
‫للدول النامية‪.‬وفيما يلي استعراضاً زمنياً ألهم تلك الدراسات التي تناولت هذا الجانب‪:‬‬
‫‪-1‬دراسة )‪ UNCTAD(March2020‬لتوضيح أثر أزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وأهم الدول‬
‫والقطاعات التي تأثرت باألزمة‪ ،‬واالستراتيجية الجديدة التي سوف تتبناها سالسل القيمة العالمية‪ .‬وقد أوضحت‬
‫أن الخسائر الحادثة ألزمة كورونا فاقت األزمة المالية العالمية لعام ‪ ،2008‬حيث بلغت في مارس ‪2020‬‬
‫حوالي ‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬كما أوضحت أن سالسل القيمة العالمية ستتبني استراتيجية جديدة تقوم على تنويع‬
‫ال من الدولي‪ .‬وهكذا تؤكد تلك‬
‫دول المصدر للحد من الخسائر الحادثة‪ ،‬والتركيز على البعد االقليمي بد ً‬
‫الدراسة على وجود استراتيجية جديدة لتلك السالسل لكن معالمها غير واضحة‪ ،‬وفرصاً جديدة متاحة للدول‬
‫النامية لكنها مقرونة بتحديات يجب تجاوزها في تلك الدول‪ ،‬اال أن الدراسة لم تتناول تلك التحديات تفصيالً‪.‬‬
‫‪-2‬دراسة )‪ : Corden(May2020‬استهدفت التنبؤ باالستراتيجية المستقبلية لسالسل القيمة العالمية ‪،‬‬
‫حيث أوضحت أن أزمة كورونا عطلت تلك السالل‪ ،‬كما حدث وقت األزمة المالية العالمية لعام ‪،2008‬‬
‫والتي أعادت بعدها سالسل القيمة العالمية تغيير استراتيجيتها من جديد‪ ،‬وأكدت على ضرورة خفض الروابط‬
‫مع الصين كدولة تسببت في حدوث األزمة ‪ ،‬وضرورة االلتزام بمعايير السالمة والبيئة والجودة‪ ،‬كما أن دول‬
‫العالم يجب عليها التخلي عن السياسات التجارية الحمائية إلعادة نشاط تلك السالسل من جديد‪.‬وهكذا أكدت‬
‫الدراسة على وجود استراتيجية جديدة لتلك السالسل لها معالم كثيرة وفرص أكبر للدول النامية ودور أقل‬
‫للصين للمشاركة في تلك السالسل‪ ،‬كما أكدت الدراسة على ضرورة تحديد معالم تلك االستراتيجية الجديدة ‪.‬‬
‫‪-3‬دراسة)‪ OECD(June2020‬الكتشاف االستراتيجية المستقبلية لسالسل القيمة العالمية أثناء أزمة‬
‫كورونا وما بعدها‪ .‬وقد استعرضت الدراسة طبيعة تلك السالسل ونظام العمل بها ونقاط القوة والضعف في‬
‫تلك السالسل‪ .‬وقد أوضحت الدراسة في نتائجها أن سالسل القيمة العالمية مع أزمة كورونا تبنت استراتيجية‬
‫جديدة تستند على المرونة والشفافية وادارة المخاطر وسالسل القيمة الشاملة‪ .‬وتوصي الدراسة بتوصيات‬
‫سياسية لدول العالم تستند على تحرير أكبر للتجارة الدولية إلعادة االنتعاش في تلك السالسل‪ ،‬على مراحل‬
‫متعددة وقت األزمة ‪،‬وللتعافي من األزمة وفي مستقبل عمل تلك السالسل‪ .‬وعلى الرغم من تأكيد الدراسة‬
‫على وجود استراتيجية جديدة مع أزمة كورونا لسالسل القيمة العالمية‪ ،‬اال أنها أكدت على استمرار الدول‬
‫الحالية المشاركة في تلك السالسل م ع وجود فرص في األجل الطويل للدول النامية ألنها مقرونة بتحديات‬
‫صعبة‪.‬‬
‫‪-4‬دراسة )‪ Kenner(June 2020‬الكتشاف االستراتيجية المستقبلية لسالسل القيمة العالمية بعد أزمة‬
‫كورونا خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي أصابت تلك السالسل في الواليات المتحدة األمريكية وأوروبا‪ ،‬وقد‬
‫أوضحت أن استراتيجية تلك السالسل لن تختلف مع أزمة كورونا‪ ،‬حيث تقوم دائماً على تعظيم الربح‬
‫باالعتماد على مصادر أجنبية رخيصة وتتمتع بالجودة في عملياتها‪ ،‬وأنه سيظل االعتماد على الصين‬
‫كمصدر هام للمنتجات الوسيطة في اطار تلك السالسل خاصة في األجل القصير‪ ،‬ويؤكد ذلك الفائض‬
‫الكبير الذي تحقق في الصين فيما بعد االنحسار الجزئي لألزمة في سبتمبر ‪.2020‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-5‬دراسة )‪ Blyde(July 2020‬الكتشاف االستراتيجية المستقبلية لسالسل القيمة العالمية بعد أزمة‬
‫كورونا‪ ،‬والتي أوضحت أن تلك األزمة أسهمت في ركود واضح لحركة التجارة الدولية وسالسل القيمة‬
‫العالمية‪ ،‬مما انعكس على النمو االقتصادي والتوظف‪ .‬وقد أوضحت أن تلك السالسل ستضع شروطاً جديدة‬
‫في الدول المشاركة أهمها ضرورة الحصول على شهادة األيزو‪ ،14001‬مع ضرورة استيفاء المتطلبات البيئية‬
‫الالزمة لكن س تتغير استراتيجية تلك السالسل في اختيار الدول والشركات المشاركة فيها فقط في األجل‬
‫الطويل‪ ،‬لكن سيظل الوضع كما هو في األجل القصير وستكون االستراتيجية مبنية على مفهوم سالسل‬
‫القيمة العالمية الشاملة والمستدامة‪.‬‬
‫‪-6‬دراسة سيرج (يوليو ‪ )2020‬لتحديد آثار أزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‪ ،‬والتي أوضحت أن‬
‫أثر األزمة اختلف من قطا آلخر وأن قطاعات االلكترونيات والسيارات يليها الخدمات كانت أكثر تضر اًر‪،‬‬
‫بينما انخفضت الخسائر في قطا السلع االستهالكية وحققت السالسل في قطا األدوية عوائد ضخمة‪ .‬وقد‬
‫أوضحت الدراسة أن السالسل ستركز في الفترة القادمة على البعد االقليمي وليس الدولي في المشاركة‪ ،‬كما‬
‫أن هناك فرصة لمشاركة أكبر للدولة النامية‪ ،‬اال أنها تتطلب استيفاء الرقمية والمعايير البيئية‪.‬‬
‫‪ -7‬دراسة )‪ Quak(Sep.2020‬الكتشاف االستراتيجية المستقبلية لسالسل القيمة العالمية مع أزمة كورونا‬
‫وما بعدها‪ ،‬وقد حللت الدراسة أثر األزمة الى آثار على جانب الطلب والعرض مباشرة وغير مباشرة وفي‬
‫األجل القصير والمتوسط والطويل ‪ .‬وقد أوضحت الدراسة أن التركيز على البعد الدولي في سالسل القيمة‬
‫العالمية أسهم في عدم المرونة وانكماش حركة تلك السالسل وقت األزمة‪ ،‬وأن تلك السالسل تغير من‬
‫استراتيجيتها من وقت آلخر لتعظيم أرباحها‪ ،‬وأنها غيرت من بعض األدوات المستخدمة للتجاوب فقط مع‬
‫األزمة كالتركيز على التجارة االلكترونية والرقمية لتكون أدوات ضرورية لزيادة المرونة في تلك السالسل‪.‬‬
‫وفكرة البعد االقليمي والدولي فهذا يتوقف على التكلفة والجودة ‪ ،‬لكن الشك أن األزمة ستؤثر في أنصبة‬
‫الدول المشاركة وسيكون هناك فرصاً جديدة للدول النامية لكن مقرونة بتحديات جديدة أهمها السالمة البيئية‬
‫والصحية ‪.‬‬
‫‪ -8‬دراسة وزارة االقتصاد باإلمارات العربية المتحدة(أكتوبر ‪ )2020‬التي ركزت على أثر أزمة كورونا على‬
‫التجارة الدولية وسالسل القيمة العالمية‪ ،‬وقد أوضحت بالتركيز على مؤشر مدير المشتريات الصناعي في‬
‫الصين أنه شهد أدنى مستوى في قطا الصناعة التحويلية خاصة في اآلالت والسيارات ومعدات االتصاالت‪،‬‬
‫وأن هذا التباطؤ سيكون بتأثير مضاعف على الدول المتقدمة في سالسل القيمة العالمية‪ .‬وتوصي الدراسة‬
‫بأن االستراتيجية الجديدة لسالسل القيمة العالمية سوف تركز على مشاركة أدنى للصين في سالسل القيمة‬
‫العالمية العاملة في قطا الصناعة التحويلية واستبدالها بدول نامية أخرى في األجل الطويل‪ ،‬اال أن ذلك‬
‫مقرون بتوافر شروط المشاركة‪ ،‬كما أن االستعانة بدول جديدة سيكون في األجل الطويل ألنه يتطلب تحديات‬
‫عديدة ‪.‬‬
‫‪-9‬دراسة )‪ Kano andHoonoh(Dec.2020‬إليضاح طبيعة استراتيجية سالسل القيمة العالمية في‬
‫أزمة كورونا وما بعدها‪ .‬وقد أوضحت الدراسة باالعتماد على المنهج التحليلي أن طول فترة أزمة كورونا‬
‫دفعت السالسل الى تغيير استراتيجيتها‪ ،‬حيث ركزت على األجل الطويل واالندماج الرأسي والبعد االقليمي‬
‫والحد من االستثمارات الخارجية لها والحوكمة االدارية والرقمية‪ .‬وأن سالسل القيمة العالمية أصبحت شاملة‬
‫ومستدامة‪ ،‬بحيث تركز على االستجابة الفعالة والسريعة ألية صدمات في العرض والطلب أو أية ظروف‬

‫‪4‬‬
‫متغيرة‪ ،‬بحيث تزداد سيطرة الشركات متعددة الجنسية الرائدة في سالسل القيمة العالمية على االقتصاد العالمي‬
‫وخلق القيمة العالمية‪ .‬وعلى جانب آخر ستعزز تلك السالسل مصلحتها بأصحاب المنفعة من دول ومنظمات‬
‫دولية‪ ،‬واالستثمار األكبر في أنظمة المعلومات‪ ،‬وأن ما تم استحداثه من تغيرات في استراتيجية تلك السالسل‬
‫فاق التغيرات الحادثة قبلها‪.‬‬
‫وهكذا يتضح لنا اختالف األدبيات االقتصادية بشأن أثر أزمة كورونا على استراتيجية سالسل القيمة‬
‫العالمية ‪ ،‬مما يتطلب تحليل تلك األدبيات بدقة لمعرفة المالمح العامة لالستراتيجية الجديدة لتلك السالسل‪.‬‬
‫وعلى جانب آخر نجد تلك األدبيات اختلفت في امكانية وجود فرص جديدة للدول النامية في استراتيجية‬
‫سالسل القيمة العالمية مع أزمة كورونا ‪،‬وطبيعة التحديات التي ستواجه الدول النامية في إطار المشاركة مع‬
‫تلك السالسل‪.‬‬
‫وهكذا تتمثل مشكلة البحث في دراسة أثر أزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‪ .‬ويمكن تجزئة‬
‫تلك المشكلة الى بنود فرعية األولى‪ ،‬هل ستتغير استراتيجية سالسل القيمة العالمية مع وبعد أزمة كورونا‬
‫وما هي المالمح العامة لتلك االستراتيجية الجديدة‪ ،‬الثانية هل تتواجد فرص جديدة للدول النامية للمشاركة‬
‫في سالسل القيمة العالمية وهل ستكون مقرونة بتحديات وما هي طبيعة تلك التحديات للتغلب عليها‪.‬‬
‫(‪ )3/1‬أهداف البحث‪ :‬يركز البحث الحالي على تحديد أثر أزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وما‬
‫هي االستراتيجية الجديدة لتلك السالسل وما هي الفرص والتحديات للدول النامية للمشاركة في سالسل القيمة‬
‫العالمية‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل استعراض‪ )1 :‬مفهوم سالسل القيمة العالمية وأنماط التخصص فيها‪)2.‬‬
‫اآلثار والشروط الالزمة للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ )3.‬استراتيجية سالسل القيمة العالمية الجديدة‬
‫في ظل أزمة كورونا وما بعدها‪ )4.‬الفرص والتحديات الجديدة للدول النامية في سالسل القيمة العالمية مع‬
‫أزمة كورونا‪.‬‬
‫(‪ )4/1‬أهمية البحث‪ :‬تتمثل أهمية البحث في أهمية نظرية وعملية‪ .‬فمن الناحية النظرية يقدم البحث‬
‫اسهاماً للمكتبة العربية التي تفتقر الى دراسات حديثة عن سالسل القيمة العالمية في ظل أزمة كورونا‪،‬‬
‫وتحديداً للمالمح العامة لالستراتيجية الحديثة لتلك السالسل‪ ،‬وهل هناك منافع جديدة للدول النامية في إطار‬
‫تلك التطورات‪ .‬ومن الناحية العملية يقدم البحث رؤية جديدة ألهم الفرص والتحديات للدول النامية في ظل‬
‫االستراتيجية الحديثة لسالسل القيمة العالمية‪ ،‬والجهود الالزمة لمواجهة تلك التحديات لدعم المشاركة مع تلك‬
‫السالسل‪.‬‬
‫(‪ )5/1‬منهج البحث‪ :‬يعتمد الباحث على المنهج التحليلي الذي يركز على دراسة مفهوم سالسل القيمة‬
‫العالمية‪ ،‬والشروط الالزمة للمشاركة فيها‪ ،‬وتحليل استراتيجيتها قبل وأثناء وبعد أزمة كورونا‪ ،‬وتحليل ألهم‬
‫الفرص المتاحة للدول النامية والتحديات التي يجب مواجهتها مع أزمة كورونا‪ .‬كما يعتمد الباحث على المنهج‬
‫االستقرائي الذي يركز على تجميع البيانات المتاحة عن سالسل القيمة العالمية للوصول الى نتائج مفيدة في‬
‫هذا اإلطار ‪.‬‬
‫(‪ )6/1‬فروض البحث‪ :‬يسعى البحث الحالي الى اختبار صحة الفروض اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬حدوث أزمة كورونا أسهم في تغيير استراتيجية سالسل القيمة العالمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬توجد فرص جديدة للدول النامية للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬اال أنها مقرونة بتحديات يجب‬
‫التغلب عليها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪ )7/1‬مصادر البيانات‪ :‬اعتمد الباحث على المسح المرجعي للدراسات السابقة في هذا االطار‪ ،‬فضالً‬
‫عن عدة مواقع للبيانات شملت ‪:‬‬
‫‪ -‬بيانات األمم المتحدة للتجارة والتنمية عن سالسل القيمة العالمية ‪UNCTAD,data from UNCTAD-‬‬
‫‪Eora GVC database‬‬
‫(‪ )8/1‬خطة البحث‪ :‬تتضمن الخطة أربعة أقسام – فضالً عن المقدمة والنتائج والتوصيات‪ -‬شملت األولى‬
‫نشأة سالسل القيمة العالمية وأنماط التخصص فيها ‪،‬الثانية اآلثار والشروط للمشاركة في سالسل القيمة‬
‫العالمية ‪،‬الثالثة أزمة كورونا واستراتيجية جديدة لسالسل القيمة العالمية ‪،‬والرابعة فرص وتحديات جديدة للدول‬
‫النامية في سالسل القيمة العالمية مع أزمة كورونا‪.‬‬
‫‪ )2‬نشأة سالسل القيمة العالمية وأنماط التخصص فيها‪:‬‬
‫لقد شهد النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن الماضي وما بعده تغيرات عديدة أسهمت في نشأة‬
‫سالسل القيمة العالمية أهمها( ‪Reichlin ,2017,PP23-25;Lee,2016,PP1-4;Jones et‬‬
‫‪al,2019,P5;World Investment Report , 2013 ,PP 122 -123 ; Amador and Cabral‬‬
‫عدد كبير من الدول برامج‬ ‫)‪ )1:),2014,P7; Baldwin,2013,P5‬زيادة االنفتاح االقتصادي واتبا‬
‫التثبيت والتكيف الهيكلي‪ )2.‬نشأة منظمة التجارة العالمية في يناير‪–1995‬حيث ازداد نمو التجارة الدولية‬
‫بسبب انخفاض مستويات الحواجز الجمركية والتجارية– ودخول الخدمات في قائمة أعمالها ألول مرة في‬
‫اتفاقية أوروجواي‪ )3.‬اتسا نطاق السوق العالمي وارتفا مستويات المنافسة المحلية واالقليمية والعالمية‪.‬‬
‫‪ )4‬اهتمام دول العالم بتحسين مناخ االستثمار وانتهاج العديد من الدول سياسات محفزة لالستثمار األجنبي‬
‫المباشر‪ )5.‬االنفتاح التجاري لبعض الدول كالصين والهند وزيادة مساهمتها في التجارة الدولية‪ )6.‬التطور‬
‫التقني الذي أتاح امكانية تجزئة المنتجات سواء سلع أو خدمات الى مراحل عديدة‪ )7.‬الثورة العلمية‬
‫والتكنولوجية في النقل واالتصاالت والمعلومات واللوجستية‪ ،‬والتي أتاحت تخفيض تكلفة النقل واالتصاالت‬
‫مع زيادة جودتها ‪ )8.‬انخفاض أسعار البترول مع عقد التسعينات‪ ،‬والذي أكدت دراسات عديدة على األثر‬
‫المعنوي الطردي ألسعار البترول على تكاليف النقل‪ ،‬لقد أكد )‪ Baldwin(2013‬أن هناك عالقة طردية بين‬
‫أسعار الطاقة وتطور سالسل القيمة العالمية‪ )9 .‬حد وث أزمات مالية عديدة من بداية أزمة المكسيك عام‬
‫‪ 1994‬وحتي األزمة المالية العالمية عام ‪ )10 . 2008‬اندال الثورات العربية في العديد من الدول العربية‬
‫خالل الفترة ‪.2013-2010‬‬
‫وتتفاوت اآلراء بشأن سالسل القيمة العالمية‪ ،‬فيرى أقلية من االقتصاديين أنها موجودة منذ قرون ونمت‬
‫سريعاً بين الفترة ‪ ،2007-1990‬حيث أسهم التقدم التكنولوجي في مجال النقل والمعلومات واالتصاالت‬
‫وانخفاض الحواجز التجارية في توسع عمليات االنتاج خارج الحدود الوطنية (تقرير التنمية في العالم ‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص ‪ . )2‬ويرى أغلبية من االقتصاديين أن مصطلح سالسل القيمة العالمية لم يظهر اال مع النصف‬
‫الثاني من عقد التسعينات وأن ما ساد مسبقاً يعد تدويل لإلنتاج‪ .‬لقد استخدم )‪Sanyal &Jones(1979‬‬
‫ألول مرة مصطلح سلسلة القيمة على مستوى المنشأة ليشير الى تجارة المنتجات الوسيطة من صادرات‬
‫وواردات)‪.(Sanyal and Jones,1979,PP1-69‬ثم قدم)‪ Porter (1985‬تفسي اًر ووصفاً لسلسلة القيمة‬
‫المحلية على مستوى المنشأة ‪،‬بأنها تصف األنشطة التي تقوم بها المنشأة مع منشآت أخرى من أجل التنافس‬

‫‪6‬‬
‫مع منشآت أخرى بالتمييز بين األنشطة األولية(االنتاج والتسويق والبيع) وأنشطة الدعم والتي تشمل البحوث‬
‫والتطوير والموارد البشرية والبنية األساسية على مستوى الدولة ) ‪. (Porter, 1985,PP12-14‬‬
‫وفي عام ‪ 1994‬قدم ‪ Gereffi‬مصطلح سالسل القيمة العالمية ألول مرة ليصف بها التداخل في كافة‬
‫مراحل المنتج بين شركات آسيوية تعمل في صناعة المالبس مع شركات أخرى عالمية‪ ،‬وأثر ذلك على‬
‫عملية التعلم والتحديث في نمط االنتاج الدولي‪ .‬وقد قسم التحديث الى تحديث في عملية االنتاج وجودة‬
‫المنتج وتحديث وظيفي وتحديث داخل القطا ‪ ،‬اال أن تعريفه اقتصر على الصناعة فقط ‪(Gerreffi ,1994‬‬
‫)‪ ., PP 95-119‬وفي عام ‪ 1995‬أعد البنك الدولي تقريره عن نجاح نمور شرق آسيا‪ ،‬ودعوة الشركات‬
‫للمشاركة في سالسل القيمة‪ ،‬لالستفادة من التكنولوجيا والمعرفة الجديدة )‪. (Kim et al,2019,P2‬‬
‫وفي النصف الثاني من عقد التسعينات انتشر مصطلح سالسل القيمة العالمية من خالل المنظمات‬
‫الدولية والعديد من الباحثين–تختلف عن سالسل القيمة المحلية التي تكون بين شركات داخل الدولة‪ ،‬وسالسل‬
‫القيمة االقليمية التي تتواجد بين شركات على المستوى االقليمي‪ -‬ليشير الى تكامل عدة شركات على المستوى‬
‫الدولي في مجال التصنيع ومراحل أخرى(اسماعيل‪،2019،‬ص‪.)3‬لقد استخدمت مصطلحات عديدة بديلة‬
‫‪، Vertical‬التخصص الرأسي ‪Vertical‬‬ ‫أهمها شبكات االنتاج الرأسية ‪Production Networks‬‬
‫‪، Specialization‬التوجيه الخارجي‪، External Orientation‬اال أن مصطلح سالسل القيمة العالمية هو‬
‫األكثر استخدام ًا)‪ .(Aggarwal ,2017 ,P2‬وتؤكد األدبيات االقتصادية أن سالسل القيمة العالمية تختلف‬
‫عن تدويل االنتاج ‪ – Internationalization of Production‬يشير الى تأسيس فرو تابعة للشركة متعددة‬
‫الجنسية في الخارج وتوزيع مراحل االنتاج عليها في دول مختلفة‪ ،‬فيما يخص فقط مرحلة التصنيع – كما‬
‫تختلف عن ‪-Outsourcing‬االستعانة بمصادر خارجية‪ -‬الذي يشير الى تفضيل الشركة متعددة الجنسية‬
‫شراء مدخالتها من الخارج بدالً من انتاجها داخلياً‪،‬كما تختلف عن‪ - Offshoring‬النقل للخارج‪ -‬الذي يشير‬
‫الى االنتاج من المنبع في الخارج‪ ،‬حيث تشتري الشركة متعددة الجنسية احتياجاتها من الخارج من مصادر‬
‫وفرو تابعة لها وتصدرها للشركة األم)‪.(Reichlin ,2017 , PP22,23‬‬
‫ويشير مصطلح سالسل القيمة العالمية الى مجموعة من األنشطة والمهام التي تتضمن تصميم المنتج‬
‫وانتاجه وتوزيعه بدءاً من المراحل األولى‪ ،‬مثل عمليات التصميم والبحث والتطوير والتصنيع ووصوالً الى‬
‫المراحل النهائية مثل التجميع والتوزيع والتسويق وخدمات ما بعد البيع‪ ،‬وكيفية توزيع تلك األنشطة والمهام‬
‫لشركات متعددة عبر مناطق وحدود دولية مختلفة (األمم المتحدة ‪،2017 ،‬ص‪3‬؛ ‪.)Keane,2008,P3‬‬
‫وال تقتصر تلك السالسل على المنتجات المتقدمة تكنولوجياً كالسيارات واألجهزة الكهربائية والكمبيوتر وغيرها‬
‫بل شملت العديد من المنتجات‪ ،‬وقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تطور تلك السالسل‪.‬‬
‫وتركز سالسل القيمة على خلق القيمة على مستوى عدد من الشركات في دول عديدة‪ ،‬أما سالسل التوريد‬
‫فتركز على خفض التكاليف وليس خلق القيمة)‪ .(Ferrantino and Taglion,2014, P3‬ويشير شكل(‪)1‬‬
‫‪ -‬بمالحق البحث – الى منحنى االبتسامة)‪ (Aggarwal, 2017,P 4‬الذي يوضح المراحل المختلفة‬
‫لسالسل القيمة العالمية‪ ،‬وأن خدمات ما قبل وبعد التصنيع تسهم في الحصول على المزيد من القيمة‬
‫المضافة ‪،‬الذي يفوق التصنيع ذاته والذي تركز عليه دول عديدة ‪.‬‬
‫وهناك أنواع عديدة من السالسل تشمل( ; ‪Hernandez and Pedersen,2017,PP138-139‬‬
‫)‪ )1:Jones etal ,2019,P5;Reichlin,2017,P23‬سلسلة القيمة تضم عدة وحدات تشترك في مراحل‬

‫‪7‬‬
‫المنتج داخل دولة‪ ،‬وتعمل معاً لخلق قيمة تكون مصدر لميزة تنافسية‪ )2.‬سلسة السلعة هي التي تحدد دور‬
‫منشأة قائدة تراقب وتنسق وتوز القيمة لسلعة‪ ،‬وهي اما لمشتري رئيسي أو لمستهلك رئيسي‪ )3.‬سلسلة‬
‫العرض تفسر عالقات الشركات في العمليات التصنيعية مع مورديها ومستهلكيها لنقل منتج أو خدمة عند‬
‫تكلفة منخفضة‪ ) 4.‬سالسل القيمة الصناعية تصف الشركات واألنشطة التي تدخل في انتاج منتج بكافة‬
‫مراحله على مستوى الصناعة فقط ‪ )5.‬سالسل القيمة الزراعية تعتمد على نفس المفهوم على مستوى الزراعة‪.‬‬
‫وتؤكد األدبيات الحديثة أن تعرض الشركات متعددة الجنسيات في القطا الصناعي وروابطها المالية‬
‫لخسائر ضخمة ‪ ،‬بسبب األزمة المالية العالمية لعام ‪ 2008‬والثورات العربية‪ ،‬والتكتالت االقليمية المتزايدة‬
‫أسهم في تطور ونمو سالسل القيمة العالمية ‪،‬وأن دول العالم كما تصدر فإنها البد أن تستورد الستكمال‬
‫حلقة التجارة الدولية)‪.(Kim et al ,2019,PP1-15; Jones et al,2019,P3‬لقد أكدت‬
‫دراسة )‪ Ferrantino and Taglion (2014‬أن نمو سالسل القيمة العالمية للفترة ‪ 2013-2010‬تزامن‬
‫مع الخسائر المالية التي حققتها الشركات متعددة الجنسيات بسبب العوامل السابقة‪ ،‬وأنها لجأت لزيادة التشابك‬
‫لدول العالم من خالل تلك السالسل لزيادة أرباحها وللسيطرة على التجارة الدولية ‪(Ferrantino and‬‬
‫)‪ .Taglion,2014,PP1-60‬لقد سيطرت الشركات متعددة الجنسيات من قبل على التجارة الدولية من‬
‫خالل التقسيم الدولي القديم والجديد للعمل وما تمتلكه من موارد مالية‪-‬تسيطر على النسبة األكبر من‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة على المستوى العالمي‪ -‬وبشرية ضخمة‪،‬واحتكارها لمصادر التجديد‬
‫التكنولوجي(مرسي‪،1990 ،‬ص ص‪77-13‬؛ عفان ‪ ،1998 ،‬ص ص‪46-5‬؛الببالوي ‪ ،2000 ،‬ص ص‬
‫‪30-8‬؛ ‪.)Sanya,1984,PP11-16‬ويؤكد )‪ Gillies (1992);Kim and Hwang(1992‬أن‬
‫استراتيجية تلك الشركات تتغير مع تغير بيئة االقتصاد العالمي‪ ،‬وأنها دائم ًا تبتكر أشكال مستحدثة إلخضا‬
‫الدول النامية لسيطرتها‪ ،‬ولزيادة ثرواتها وأرباحها‪ ،‬كما أنها تدفع المنظمات الدولية لدعم نشاطها‬
‫)‪.(Gillies,1992,PP30-33;Kim and Hwang,1992,PP29-53‬‬
‫وتؤكد الدراسات الحديثة على أن الشركات متعددة الجنسيات تسر من هذا النمط الجديد للتجارة الدولية‪،‬‬
‫لتعظيم مكاسبها وخلق عالقات تجارية متشابكة تقوم على التقدم التكنولوجي بدرجة كبيرة (هيوز وأوهلين ‪،‬‬
‫‪،1980‬ص ص ‪24-21‬؛ ‪.)Kim et al,2019,P2;Reichlin,2017,P8‬كما يوضح )‪Terzea(2016‬‬
‫على جانب آخر أن الشركات متعددة الجنسيات تؤثر باستمرار على المنظمات الدولية‪ ،‬للتجاوب مع مصالحها‬
‫في أنماط التجارة الدولية الجديدة‪ ،‬لالستفادة منها في الدول النامية(‪.(Terzea , 2016 , P 244‬وتتعدد‬
‫أشكال مشاركة الدول في تلك السالسل اما من خالل الشركات متعددة الجنسيات‪،‬والتي تج أز هذه السالسل‬
‫الى مهام وأنشطة في دول مختلفة‪ ،‬أو من خالل شركات محلية تتعامل بشكل غير مباشر مع الشركات‬
‫متعددة الجنسيات من خالل وسطاء(‪ .)Kim et al,2019,P7‬وال تقتصر سالسل القيمة على السلع فقط‬
‫بل تشمل أيضاً الخدمات بأنواعها‪ ،‬حيث أسهم التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في خفض‬
‫تكلفة الخدمات وزيادة جودتها‪.‬ويعد دخول الخدمات بكافة أشكالها من البحوث والتطوير والتصاميم والتسويق‬
‫والتوزيع والنقل والتخزين والخدمات المالية والتأمين واالتصاالت السلكية والالسلكية تطور حديث في عمل‬
‫سالسل القيمة العالمية‪ .‬ويؤكد تقرير األمم المتحدة لعام ‪ 2017‬أن مساهمة الخدمات في الناتج المحلي‬
‫العالمي زادت الى ‪ %70‬في عام ‪ 2016‬بفعل تطور سالسل القيمة العالمية‪ ،‬كما أن التحسن في خدمات‬

‫‪8‬‬
‫النقل واالتصاالت ه و الطريق لمشاركة فعالة في سالسل القيمة العالمية( األمم المتحدة‪ ،2017،‬ص‪5‬‬
‫؛ ‪.(Reichlin,2017,PP25,28‬‬
‫‪)3‬اآلثار والشروط للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪:‬‬
‫تسيطر سالسل القيمة العالمية على التجارة واالستثمار الدولي ليس فقط بين الدول المتقدمة والنامية‬
‫ولكن أيضاً بين الدول النامية وبعضها البعض(‪ . (Cusolito,Safadi and Taglioi,2016,P14‬لقد ازداد‬
‫نشاط سالسل القيمة العالمية مع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين‪ ،‬ففي عام ‪ 2017‬سيطرت سالسل‬
‫القيمة العالمية على ‪ %47‬من التجارة الدولية(اسماعيل‪،2019،‬ص ‪ ،)1‬ثم ازدادت تلك النسبة الى ‪%55‬‬
‫‪ %70 ،‬في ‪ 2020،2018‬على التوالي‪ ،‬وتسيطر الشركات متعددة الجنسية على ‪ %50‬من التجارة الدولية‬
‫وحوالي ‪ %35‬من االنتاج العالمي في عام ‪ .(OECD,June2020( 2020‬ويعد زيادة نسبة المنتجات‬
‫الوسيطة من سلع وخدمات من التجارة الدولية على جانبي الصادرات والواردات وفي القطاعات المختلفة‬
‫‪(Johansson and‬‬ ‫مؤشر هاماً لزيادة نشاط سالسل القيمة العالمية على المستوى الدولي‬
‫اً‬
‫)‪ .Olaberra,2014,PP15-20;Bayoumi ,2011, PP33-35‬فوفقاً لتقدير ‪- UNCTAD‬على‬
‫الرغم من الركود في التجارة الدولية في ظل األزمة العالمية لعام ‪ 2008‬والفترة ‪ 2013 - 2010‬بسبب‬
‫الثورات العربية‪ -‬ازدادت نسبة السلع الوسيطة من التجارة الدولية من ‪ %50‬الى ‪ %69‬للفترة ‪-2009‬‬
‫‪.(World Economic Forum,2012,P5;Kim et al ,2019,P3) ،2018‬‬
‫وتسيطر الدول المتقدمة على سالسل القيمة العالمية والتي تشمل أمريكا الشمالية وأوروبا‪ ،‬ويلي ذلك دول‬
‫شرق وجنوب شرق آسيا‪ ،‬ثم الدول المتحولة واألقل تقدم ‪،‬بينما يعد نصيب دول افريقيا منخفض للغاية (انظر‬
‫جدول ‪ 1‬بمالحق البحث‪ .‬ويعد مبدأ الميزة التنافسية األساس في اختيار الدول المشاركة في سالسل القيمة‬
‫العالمية)‪.(Hernandez and Pedersen , 2017,P142‬‬
‫وتؤكد األدبيات االقتصادية التطبيقية‪(Quak,2020,P3; Amador and Cabral,2014,PP6-‬‬
‫)‪ 9; Amador and Cabral,2011,PP15-19‬أن مشاركة دول العالم متفاوتة في سالسل القيمة العالمية‬
‫‪ ،‬كما أن نطاق التخصص أيضاً متفاوت ‪ .‬فمشاركة الدول المتقدمة تكون مرتفعة في مجال الخدمات وفي‬
‫المراحل التي تسبق وتلي التصنيع في سالسل القيمة العالمية والتي يكون فيها فائض القيمة مرتفعة‪ ،‬خاصة‬
‫في مرحلة التصميم واالبتكار والبحوث والتطوير والعالمات التجارية والتوزيع والتسويق وخدمات ما بعد البيع‪.‬‬
‫وتعد مساهمة الدول المتقدمة وكذلك الصين مرتفعة في الخدمات التجارية والمهنية وتكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت والخدمات اللوجستية‪.‬‬
‫وتقتصر مشاركة أغلب الدول النامية على المنتجات األولية والتصنيع ‪ ،‬اال أن مشاركة الدول النامية‬
‫الصناعة التحويلية‬ ‫االجمالية في الصادرات والواردات في سالسل القيمة العالمية ازدادت في قطا‬
‫‪ -Cusolito,Safadi and Taglioi,2016,P13‬من ‪ %20‬الى ‪ %47‬الى ‪ %55‬للسنوات ‪1990‬‬
‫‪ 2017 ،2010،‬على التوالي‪ ،‬اال أن منطقة آسيا تستحوذ على معظم حصة الدول النامية‪ ،‬ولقد ازدادت‬
‫بشكل واضح خالل العقدين األخيرين‪ ،‬لكن الزالت حصة منطقة افريقيا محدودة للغاية ‪-‬خاصة في المعدات‬
‫واألجهزة الكهربائية والمالبس ومعدات النقل والمعدات االلكترونية واالتصاالت ويكون مكون الواردات في‬
‫تلك الصناعات مرتفعاً للغاية مقارنة بمكون الخدمات الوسيطة الذي غالباً ما تسيطر عليه الدول‬
‫المتقدمة( ‪UNCTAD,March2020‬؛ عبد اهلل النجار‪ ،2019 ،‬ص ‪496‬؛اسماعيل ‪.)2019 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫وتعد الصين من أكثر الدول مشاركة في سالسل القيمة العالمية بعد الدول المتقدمة ‪ ،‬ففي نهاية ‪2019‬‬
‫كانت الصين تسيطر على ‪ %20‬من المنتجات الوسيطة في التجارة العالمية في األجهزة الدقيقة واآلالت‬
‫والسيارات ومعدات االتصاالت)‪ .)UNCTAD,March2020‬وعلى جانب آخر تسيطر الصين على أكثر‬
‫من ‪ %85‬من الطاقة االنتاجية لمعادن األرض النادرة‪ ،‬والتي تعد ضرورية للمكونات الموجودة في البطاريات‬
‫وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وتوربينات الرياح والخاليا الشمسية والليزر واأللياف الضوئية وأشباه‬
‫الموصالت‪ ،‬مما جعلها تسيطر على نصيب كبير من سالسل القيمة العالمية ‪ ،‬وهكذا فان أي خلل في‬
‫العرض الصيني في هذه القطاعات سيؤثر على سالسل القيمة العالمية لها )‪.(Kenner,June2020‬وتعد‬
‫الواليات المتحدة األمريكية يليها الدول األوروبية واليابان أكثر الدول استيرادًا من الصين(سيرج‪ ،‬يوليو‪.)2020‬‬
‫ويشير ‪ Aggarwal,2017‬الى أن مكاسب كل الدول من المشاركة في سالسل القيمة العالمية ليست مؤكدة‬
‫‪ ،‬ألنها تختلف حسب وضع كل دولة وطبيعة المراحل التي تشارك الشركات التابعة لها فيها‪ ،‬وهل هي في‬
‫أعلى السلسلة أم في أدناها‪ ،‬كما أن المكاسب ليست ثابتة وقد تزداد مع األجل الطويل ‪(Aggarwal‬‬
‫‪,2017,P3).‬‬
‫وتحقق سالسل القيمة العالمية منافع عديدة للدول المشاركة أهمها‪:‬‬
‫‪ )1‬نمو التجارة الدولية وزيادة الصادرات وتحقيق تكامل واندماج أكبر مع دول العالم في كافة مراحل االنتاج‬
‫قبل وبعد التصنيع‪ ،‬وذلك من خالل المشاركة في سالسل القيمة العالمية بدالً من خلق سالسل قيمة كاملة‪.‬‬
‫ان صادرات كل دولة يمكن النظر اليها على أنها تتكون من قيمة مضافة محلية وأخرى أجنبية ( ‪Baldwin‬‬
‫‪.)and Forsild,2013,P9‬‬
‫‪ )2‬زيادة واستقرار معدل النمو االقتصادي‪ ،‬من خالل تطبيق التعلم عن طريق الممارسة‪ ،‬والقدرة على‬
‫التحديث‪ ،‬مما يسهم في تحقيق التنمية االقتصادية)‪ .(Keane , 2008 ,P11‬ويؤكد تقرير التنمية في العالم‬
‫لعام ‪ 2020‬أن زيادة واستقرار معدل النمو االقتصادي يتطلب االنتقال الى مراحل أكثر تعقيداً في سالسل‬
‫القيمة العالمية(تقرير التنمية في العالم‪،2020 ،‬ص ‪.)4‬‬
‫‪ )3‬تحسين الكفاءة االقتصادية وزيادة التطوير على مستويات عديدة في دول العالم‪ ،‬حيث يتم انتاج منتجات‬
‫أحدث من حيث الجودة أو المواد المصنوعة‪ ،‬كما تتبني الدول نظام ادارة الجودة في تصميم المنتج وانتاجه‬
‫وتسويقه وعرضه على مستهلكين في مناطق جغرافية مختلفة ‪(Kim et al ,2019,P8;World Economic‬‬
‫)‪.Forum ,2012,PP9-12‬‬
‫‪ )4‬تطوير الشركات من خالل االطال على كل ما هو جديد واالستفادة من التطورات التكنولوجية في‬
‫االنتاج‪ ،‬والشك أن تلك السالسل أتاحت تكنولوجيا متقدمة كالمستخدمة في الصناعات الرقمية‬
‫(‪ .(International Trade Centre ,2014,P6‬ويوضح )‪ Jones et al (2019‬أن سالسل القيمة‬
‫العالمية ال تركز فقط على تطوير الصناعة‪ ،‬ولكن تمتد لتطوير الشركات وتنمية قدراتها الذاتية ‪،‬لمقابلة‬
‫المعايير العالمية‪ ،‬وزيادة نصيبها من التبادل الدولي(‪.(Jones et al ,2019,PP6,7‬‬
‫‪ (5‬تطوير تجارة القيمة المضافة من خالل مشاركة شركات في دول مختلفة في مراحل مختلفة يتحقق فيها‬
‫قيمة مضافة في كل مرحلة‪ .‬ويؤكد تقرير االستثمار الدولي لعام ‪ 2013‬أن تجارة القيمة المضافة بلغت‬
‫‪ %30‬في الدول النامية وحوالي ‪ %18‬في الدول المتقدمة‪ ،‬مما يؤكد على استفادة الدول النامية من سالسل‬
‫القيمة العالمية (األمم المتحدة ‪ ،2017،‬ص‪4‬؛‪.) World Investment .Report,2013,PX‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ )6‬زيادة كفاءة رأس المال البشري ‪ ،‬واالهتمام باالقتصاد الرقمي ألن المشاركة في سالسل القيمة العالمية‬
‫تتطلب امكانيات بشرية خاصة كما تتطلب اتبا الرقمية في كافة أوجه النشاط االقتصادي( ‪Paula ,Safadi‬‬
‫‪and Taglioni ,2016).‬‬
‫‪ )7‬خفض مستوى الفقر ‪ :‬حيث تتيح تلك الشركات للدول النامية فرص عديدة أهمها زيادة النمو وخلق فرص‬
‫للتوظف وزيادة التقدم التكنولوجي وتحسين مستويات الدخول مما يخفض من مستوى الفقر في‬
‫المستقبل( ‪ . (OECD,June 2020‬ويوضح البنك الدولي في دراسته لعام ‪ 2020‬أن زيادة مشاركة الدول‬
‫في سالسل القيمة العالمية بحوالي ‪ %1‬يسهم في زيادة نصيب الفرد من الدخل بحوالي ‪%0.1‬في المتوسط‬
‫في الدول النامية‪ ،‬مما يجعلها قناة لخفض الفقر (تقرير التنمية في العالم ‪ ،2020 ،‬ص ‪.)3‬‬
‫وتوضح األدبيات االقتصادية أن اشتراك شركات معينة في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬يتطلب توافر شروط‬
‫(تقرير التنمية في العالم ‪ ،2020‬ص‪1‬؛‪Cusolito,Safadi and Taglioi,2016;PP16-‬‬
‫‪18;Hernandez‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Pedersen,P2017;the‬‬ ‫‪Global‬‬ ‫‪Competitiveness‬‬ ‫‪Report‬‬
‫‪,2018;Kim et al ,2019,PP6-8;World Economic Forum,2012,PP7,8;Johansson‬‬
‫)‪:and Olaberra, 2014,PP15,16;Kano and Hoonoh,Dec.2020,P1773‬‬
‫‪ )1‬تحرير التجارة الدولية واالستثمار بعدم اتبا الدول سياسات تجارية مقيدة للصادرات والواردات واالستثمار‪،‬‬
‫وتؤكد الدراسات أن الشركات التي نالت نصيب ًا كبي ًار من سالسل القيمة العالمية كانت في دول تتبع تحرير‬
‫التجارة على نطاق واسع‪ .‬ويؤكد تقرير التنمية في العالم لعام ‪ 2020‬أن سياسات التجارة واالستثمار في‬
‫الدول هي التي تعزز مشاركة دول العالم في سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪ )2‬أن يتوافر في الدول المشاركة مزايا تنافسية واضحة‪-‬التي يركز عليها تقرير التنافسية العالمي‪-‬بحيث‬
‫تحصل تلك الدول على ترتيب متقدم أو مناسب في مؤشرات التنافسية‪ ،‬التي يحددها تقرير التنافسية العالمي‪،‬‬
‫وتشمل الجودة المؤسسية وجودة البنية األساسية والصحة والتعليم األساسي واالستقرار على المستوى الكلي‬
‫وكفاءة التعليم والتدريب وسوق العمل واألعمال والسلع والتمويل والتحديث التكنولوجي واالبتكار‪.‬‬
‫‪)3‬انخفاض حجم االقتصاد غير الرسمي حيث يعد االقتصاد الرسمي ذلك شرطاً ضرورياً للمشاركة في‬
‫سالسل القيمة العالمية فال يجوز ادخال شركات غير رسمية في التعامل مع سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪)4‬االستقرار السياسي للحد من مخاطر عدم التأكد في حالة المشاركة في تلك السالسل‪.‬‬
‫‪ )5‬التزام الشركات بالتحديث التكنولوجي‪ ،‬ومعايير الجودة العالمية‪.‬‬
‫‪ )6‬استخدام مواد وسيطة ذات جودة مرتفعة‪ ،‬وااللتزام فيها بالمعايير العالمية‪.‬‬
‫‪ ) 7‬القدرة على تنفيذ المهام واألنشطة والعمليات المطلوبة بأعلى جودة‪ ،‬وأقل سعر‪ ،‬وفي التوقيت المناسب‪.‬‬
‫‪ )8‬القدرة على االقتراب من األسواق العالمية‪ ،‬والتواصل معها وفقاً للنظم الحديثة‪.‬‬
‫وعلى جانب آخر نجد أن سالسل القيمة العالمية تتضمن مشاكل عديدة يجب تحليلها‪ ،‬ووضع‬
‫‪:‬‬ ‫االستراتيجيات الالزمة للتعامل معها ‪،‬لتعظيم المنافع من المشاركة فيها‪ ،‬وأهمها‬
‫‪ )1‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية يحمل في طياته المزيد من االندماج التجاري والتبعية مع العديد من‬
‫الدول‪ ،‬ومن المحتمل أن يزداد العجز التجاري في المراحل األولى من المشاركة في تلك السالسل‪ ،‬بسبب‬
‫انخفاض المكاسب خاصة للدول النامية ‪ ،‬وضرورة قبول زيادة الواردات خاصة من المواد والخدمات‬
‫الوسيطة(‪ Tolba,2015,P3‬؛ عبد اهلل النجار‪ ،2019 ،‬ص ‪.)489‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ )2‬تزداد نسبة السلع الوسيطة في التجارة الدولية في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وبحيث يصعب السيطرة عليها‪،‬‬
‫حيث ي تزايد عدد مرات دخولها وخروجها‪ ،‬ومن المحتمل أن يتم تقديرها بأكثر من قيمتها ‪،‬مما قد يجعل الدول‬
‫أكثر عرضة للصدمات الخارجية في فاتورة وارداتها (‪.(Reichlin,2017,P6‬وتعد السلع الوسيطة ذات‬
‫الجودة المرتفعة ‪،‬التي تتفق مع المعايير العالمية شرطاً هاماً‪ ،‬مما يشكل قيوداً على بعض الدول‪ .‬وقد‬
‫أوضحت دراسة )‪ -Lee(2016‬بالتمييز بين دول الشمال والجنوب المشاركة في سالسل القيمة العالمية‬
‫للفترة ‪ -2014-2005‬أن دول الجنوب تخصصت في تصدير سلع صناعية‪ ،‬بينما تخصصت دول الشمال‬
‫في تصدير المواد الوسيطة‪ ،‬وهو ما يؤكد على تركيز السالسل على الجودة العالية للمواد الوسيطة ‪(Lee‬‬
‫)‪., 2016 ,PP1-21‬وقد أكد )‪ Kim et al(2019‬على نفس االتجاه بأنه في اطار سالسل القيمة العالمية‬
‫يتم التركيز على المدخالت الوسيطة ذات الجودة العالية‪ ،‬والتركيز على استيرادها من الدول المتقدمة ‪(Kim‬‬
‫‪et al,2019,P3).‬‬
‫‪ )3‬في اطار سالسل القيمة العالمية تتأثر التجارة بشكل واضح بالحواجز الجمركية ‪ ،‬ألن السلع تعبر الحدود‬
‫الخارجية مرات ومرات‪ ،‬مما يجعل تكلف ة الحماية مرتفعة للدول المطبقة لها ( ‪Cusolito,Safadi and‬‬
‫)‪ .Taglioni,2016,P2‬وقد أوضحت دراسة )‪ Kim et al(2019‬أن التجارة تتم بشكل معقد جدًا في اطار‬
‫سالسل القيمة العالمية التي تسيطر عليها شركات متعددة الجنسيات‪ ،‬وأن السياسات التجارية للدول تعد من‬
‫المحددات الها مة الختيار الشركات المنضمة اليها‪ ،‬وكلما زادت السياسات الحمائية انخفضت مكاسب الدول‬
‫المشاركة (‪. (Kim et al ,2019,PP1-15‬‬
‫‪ ) 4‬المشاركة في سالسل القيمة العالمية ال تعني بالضرورة تحقيق مكاسب مرتفعة‪ ،‬ألن توزيع المكاسب‬
‫يتوقف على الدول والشركات األقدم واألحدث في الدخول للسالسل‪ ،‬ومدى امكانية االستفادة منها‪ .‬فهناك‬
‫دول تقع على هامش تلك السالسل وأخرى تقع في مركزها ‪ ،‬واألخيرة تحصل على مكاسب أكبر ‪،‬واألولى‬
‫‪.‬‬ ‫تكون مكاسبها ضئيلة(‪(Reichlin,2017,P50‬‬
‫‪)5‬اختيار الدول والشركات التي تدخل في سالسل القيمة العالمية ‪ ،‬يتم وفقاً للمزايا التنافسية للدولة والشركة‬
‫المزمع اختيارها في آن واحد‪ ،‬والشك أن ذلك يمثل صعوبة بالغة للدول النامية ذات االمكانيات المحدودة‪،‬‬
‫كما أن المكاسب المحتملة ترتبط بتلك المزايا التنافسية)‪.(Jones et al ,2019 ,P1‬وقد أكدت دراسة‬
‫)‪ Tolba (2015‬بالتطبيق على دول آسيا وجنوب افريقيا أن الدول التي شاركت منها في سالسل القيمة‬
‫العالمية هي التي تمتعت فيها الدول والشركات بميزة تنافسية(‪ .) Tolba,2015,PP1-26‬كما أكدت دراسة‬
‫)‪ Hernandez and Pedersen(2017‬أن أغلب سالسل القيمة العالمية تمركزت في دول تتمتع بميزة‬
‫تنافسية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬وأن نمط السيطرة الهرمية كان الشكل السائد‪ ،‬وأنه تم اختيار‬
‫الشركات المشاركة وفق ًا للميزة التنافسية والكفاءة والفاعلية والجودة ‪(Hernandez and Pedersen‬‬
‫)‪ . ,2017,PP137-150‬كما أكدت دراسة )‪ Aggarwal (2017‬نفس النتيجة بالتطبيق على الصين‬
‫والهند واليابان وكوريا ‪،‬أن المشاركة في تلك السالسل يتطلب شروطاً عديدة (‪Aggarwal , 2017 ,PP1-‬‬
‫‪.) 14‬‬
‫‪ )6‬مع بداية القرن الواحد والعشرين ازداد حجم الخدمات في إطار سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وأصبحت تشكل‬
‫نسبة كبيرة منها‪ ،‬مما يقتضي تطوير الخدمات على مستوى الدول لتعظيم المكاسب منها‪ .‬وقد أكدت احدى‬
‫الدراسات بالتطبيق على كوستاريكا للفترة ‪ 2013-2003‬أن سالسل القيمة العالمية فسرت جزًء من التجارة‬

‫‪12‬‬
‫الدولية في الخدمات فيها‪ ،‬واستطاعت تحقيق مكاسب كبيرة منها ( ‪International Trade‬‬
‫)‪. Centre,2014,PP1-17‬‬
‫‪ )7‬تتواجد صعوبات عديدة في قياس سالسل القيمة العالمية على مستوى الدول والقطاعات والشركات‪ ،‬حيث‬
‫يصعب تحديد مساهمات كل دولة‪،‬مما يثير تخوف العديد من الدول من سالسل القيمة العالمية‪ ،‬ويجعل من‬
‫الصعب تحديد المكاسب للدول المشاركة(‪ .(Jones et al, 2019,P8; Reichlin , 2017 , P32‬فعلى‬
‫الرغم من أهمية سالسل القيمة العالمية‪ ،‬اال أنها ينقصها المقاييس الدقيقة على المستوى الكلي والقطاعي‬
‫والجزئي للشركات الداخلة فيها دولياً‪ .‬فالحركة السريعة الداخلة والخارجة لتلك السالسل‪ ،‬والتي تتضمن أنشطة‬
‫عديدة ودول عديدة‪ ،‬تجعل من الصعب تحديد المكاسب والخسائر للدول المشاركة فيها بشكل دقيق‪ .‬كما أن‬
‫سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على تلك السالسل يثير مخاوف عديدة‪ .‬لذلك يجب أن تتيح المنظمات‬
‫الدولية كمنظمة التجارة العال مية والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي‪ ،‬البيانات التي تتعلق‬
‫بتلك السالسل على المستوى الدولي والقطاعي وعلى مستوى الشركات ذاتها بالتفصيل‪ ،‬لتحقيق الشفافية‬
‫المطلوبة وتقييم آثارها على التجارة الدولية بدقة‪.‬‬
‫وعلى جانب آخر البد من وضع خطة مستقبلية للتعامل مع الشركات المشاركة في سالسل القيمة العالمية‬
‫تتضمن جوانب هامة هي‪ :‬أ) ضرورة نشر بيانات تلك الشركات سنوياً لتقييم أدائها قبل وبعد المشاركة في‬
‫سالسل القيمة العالمية‪ .‬ب) وضع مقاييس ومؤشرات لألداء وقيم مستهدفة على مستوى القطا والصناعة‬
‫والشركات لتقييم األداء في إطار المشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ .‬ج) وضع اجراءات تحفظية والرقابة‬
‫على دخول وخروج المدخالت الوسيطة‪ ،‬حتى ال تستخدم كوسيلة لتحويل أرباح الشركات متعددة الجنسيات‬
‫‪ )8‬المنافسة في سالسل القيمة العالمية ليست منافسة تامة‪ ،‬ولكن منافسة بين كيانات اقتصادية وتجارية‬
‫كبرى‪ ،‬أي بين احتكارات ضخمة‪ ،‬وهكذا فالبعد عن المشاركة معها سيتضمن خطورة في مواجهتها خاصة‬
‫للدول النامية (األمم المتحدة ‪ ،2017 ،‬ص ‪.)6‬‬
‫‪ )4‬أزمة كورونا واستراتيجية جديدة لسالسل القيمة العالمية‪:‬‬
‫تعددت وكثرت الدراسات السابقة التي تحدثت عن سالسل القيمة العالمية مفهومها وشروطها‬
‫واستراتيجيتها ‪ ،‬وأنماط توزيع األنشطة المختلفة على مستوى الشركات والدول المساهمة‪ ،‬ومبدأ المشاركة في‬
‫إطار تلك السالسل‪ .‬لقد واجهت سالسل القيمة العالمية والتجارة الدولية ضغوطاً غير مسبوقة‪ ،‬مع تفشي‬
‫أزمة كورونا في جميع أنحاء العالم ‪ -‬واجهت سالسل القيمة العالمية تحديات ومشاكل ضخمة تمثل مخاطر‬
‫غير سوقية منذ ‪ 2008‬استمرت حتى ‪ 2019‬لقد حدثت األخيرة بسبب التوترات التجارية المتصاعدة بين‬
‫الواليات المتحدة األمريكية والصين‪ ،‬وارتفا درجات الحماية التجارية بسبب زيادة الرسوم الجمركية المفروضة‬
‫على الواردات من الصين ودول أوروبا وكندا‪ ،‬والحواجز المالية الجديدة من جانب الواليات المتحدة األمريكية‪-‬‬
‫خطر كبي اًر‬
‫اً‬ ‫بسبب االضطرابات الصحية واالقتصادية‪ ،‬كما تعطلت أغلب سالسل القيمة العالمية مما شكل‬
‫على االقتصاد العالمي‪ ،‬ألن وجود سالسل القيمة العالمية يجعل أي تباطؤ فيها له أثر مضاعف على النشاط‬
‫االقتصادي في جميع أنحاء العالم)‪ . (UNCTAD ,March 2020 ; Corden ,May 2020‬فلقد توقعت‬
‫‪ WTO‬في الربع األول لعام ‪ 2020‬حدوث انكماش في التجارة الدولية يتراوح بين ‪ %32-%13‬لعام ‪2020‬‬
‫‪ ،‬كما وصلت بعض التوقعات التشاؤمية في تقدير هذا االنكماش الى ما يفوق ‪(%50‬والكر‪،‬ابريل ‪.)2020‬‬
‫ويشير سيرج ‪ 2020‬الى أن تقديرات االنكماش للتجارة الدولية ستفوق بكثير ما حدث في األزمة المالية‬

‫‪13‬‬
‫العالمية لعام ‪ -2008‬بلغ االنكماش ‪ -%12.5‬وأن سياسات االغالق المتزامنة في دول العالم ستحد من‬
‫العولمة االقتصادية‪ ،‬التي تعد األساس الذي تقوم عليه سالسل القيمة العالمية(سيرج‪ ،‬يوليو ‪.)2020‬‬
‫لقد أوضحت دراسة أخرى )‪ Holland&Liadze(2020‬أن زيادة الروابط التجارية الدولية بسبب سالسل‬
‫القيمة العالمية قد أحدثت صدمات محلية على مستوى كل دول العالم عند حدوث أزمة كورونا وصلت كحد‬
‫أدني الى ‪ %1‬من الناتج المحلي االجمالي في دول العالم ‪ ،‬وأن حجم الصدمات ازداد بدرجة كبيرة في‬
‫االقتصاديات كبيرة الحجم األكثر انفتاحاً(‪. (Holland and Liadze,2020‬ويوضح تقرير)‪OECD(2020‬‬
‫أن سالسل القيمة العالمية تأثرت بأزمة كورونا من خالل أربعة قنوات األولى تأثير مباشر بسبب‬
‫االحتياطيات الصحية نتيجة تأثر العمالة وقواعد التباعد االجتماعي والثانية تأثير غير مباشر بسبب سالسل‬
‫التوريد واالنتاج في مواقع مختلفة ومخاطر توقف شبكات النقل الدولية والثالثة تأثير غير مباشر على الطلب‬
‫وانخفاضه بسبب انخفاض الدخل وزيادة الطلب على المستلزمات الصحية ‪ .‬والرابع تأثير مباشر على التجارة‬
‫واالستثمار بسبب حظر التصدير واالستيراد والتزام بعض الدول بسياسة تأمين المنتجات للمستهلكين‪ .‬ويؤكد‬
‫التقرير أنه على الرغم من تأثر سالسل القيمة العالمية اال أنها ال زالت بها نقاط قوة ‪،‬حيث اتسمت بالمرونة‬
‫والقدرة على مواجهة المخاطر واستمرت في نشاطها وتحمل الخسائر رغم ظروف األزمة القاسية‬
‫(‪.)OECD,June2020‬‬
‫يوضح شكل (‪ )2‬أن أزمة كورونا كان لها تأثيرات مختلفة على سالسل القيمة العالمية شملت( ‪Meester‬‬
‫‪and‬‬ ‫‪Ooijens,June‬‬ ‫;‪2020,P3‬‬ ‫‪Quak,Sep.2020,P7;Kano‬‬ ‫‪and‬‬
‫)‪ )1 :Hoonoh,Dec.2020,P1774‬االيراد الكلي لسالسل القيمة العالمية الذي تمثل في تباطؤ اقتصادي‬
‫شمل كل السالسل‪ )2 .‬الطلب النهائي حيث انخفض بسبب تنفيذ دول العالم عمليات االغالق وانخفاض‬
‫االيراد الكلي للسالسل‪ ،‬مما أثر على مستوى المعيشة والوظائف المتاحة ‪،‬حيث تأثرت فرص التوظف الرسمي‬
‫وغير الرسمي في كافة الدول‪ .‬اال أن اآلثار على الطلب النهائي تباينت من قطا آلخر‪ ،‬وقد تأثر التوظف‬
‫بشكل واضح في القطاعات التي تعتمد على أساليب كثيفة العمل عن القطاعات األخرى‪ )3 .‬العمليات حيث‬
‫تأثرت كل مراحل عمليات المنتج بسبب انتقال العدوى واالغالق ألغلب السالسل على مستوى العالم‪)4 .‬‬
‫االنتاج تأثر أيضاً في الوحدات الفردية بسبب اغالق أغلب السالسل وانخفاض الروابط بين المشروعات ‪،‬‬
‫كما تأثرت الموارد البشرية بسبب التأثير المتباعد واالعتماد على النقل الجوي مما أثر على تكاليف المنتج ‪،‬‬
‫وسعت أغلب السالسل للبحث عن مصادر مختلفة للمنتج‪ .‬وتعد اللوجستيات من أهم األنشطة في عمل‬
‫سالسل القيمة العالمية ‪ )5.‬التعاون بين الشركات داخل سالسل القيمة العالمية‪ ،‬الذي تأثر بانتقال العدوى‬
‫ووجود اختناقات في مواقع عديدة لسالسل القيمة العالمية ‪ .‬كما أن الشفافية التي كانت واضحة مع تطور‬
‫األزمة تطلبت مرونة أكثر ل لحد من االختناقات داخل عمل تلك السالسل‪ .‬والشك أن هذا الشكل يؤكد أن‬
‫سالسل القيمة العالمية ستغير من استراتيجيتها في العمل مع وبعد أزمة كورونا‪.‬‬
‫مع أزمة كورونا تأثرت أكثر الدول مشاركة في سالسل القيمة العالمية وهي الدول المتقدمة وعلى رأسها‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ودول أوروبا والصين ودول آسيا األخرى‪ ،‬خاصة في قطاعات الصناعة التحويلية‪-‬‬
‫ذات سالسل القيمة المعقدة مثل االلكترونيات والسيارات‪ -‬والخدمات بسبب قيود النقل والسعر والتباعد‬
‫االجتماعي (مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬ابريل ‪2020‬؛ ‪. )UNCTAD,March2020‬‬

‫‪14‬‬
‫ووفقاً لتقديرات ‪ UNCTAD‬فان الخسارة المتحققة في التجارة الدولية في مارس ‪ 2020‬بلغت في االتحاد‬
‫األوروبي‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬اليابان ‪ ،‬كوريا الجنوبية ‪ ،‬الصين‪ ،‬فيتنام ‪،3.8 ،5.2 ،5.8 ،15.6‬‬
‫‪ 2.3 ،2.6‬مليار دوالر(‪. (UNCTAD,March2020‬وتؤكد التقارير الواردة من البنك الدولي أنه مع سبتمبر‬
‫‪ 2020‬شهدت التجارة الدولية حاالت من التعافي النسبي وتحسنت سالسل القيمة العالمية نسبياً ‪ ،‬حيث‬
‫ارتفعت صادرات كوريا الجنوبية بحوالي ‪ %8‬وسجلت الصين نموًا قدره ‪ %9.5‬وارتفعت أوامر التصدير في‬
‫‪ 14‬دولة من ‪ 38‬دولة مشاركة في سالسل القيمة العالمية (حسن‪،‬سبتمبر ‪.)2020‬ان النمو الذي حققته‬
‫الصين ان دل فهو مؤشر على أن الصين ال زالت دولة هامة في سالسل القيمة العالمية ولها نصيب هام‪.‬‬
‫ويشير )‪ Corden(2020‬الى أن أزمة كورونا فرضت على سالسل القيمة العالمية ضرورة تغيير‬
‫استراتيجيتها‪ ،‬ألن تلك األزمة أظهرت ضخامة التكاليف الناتجة عن االعتماد على مصدر واحد في السالسل‬
‫وضعف المرونة في التكيف مع الصدمات الحادثة(‪.)Corden,May2020‬ان استعراض ما أوضحته‬
‫األدبيات االقتصادية النظرية والتطبيقية يشير الى وجود استراتيجية جديدة لسالسل القيمة العالمية تقوم على‬
‫عدة مبادئ جديدة‪،‬ويمكن تجميع أهم مالمح تلك االستراتيجية الجديدة فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬التركيز على استقرار سالسل القيمة العالمية في األجل الطويل( ‪Kano and Hoonoh ,Dec. 2020‬‬
‫)‪ : ,P1774‬ان االضطرابات العديدة التي تعرضت لها سالسل القيمة العالمية وخاصة أزمة كورونا ‪،‬والتي‬
‫تعد أغلبها مخاطر غير سوقية دفعت الشركات متعددة الجنسية الرائدة والمسيطرة الى ضرورة التركيز على‬
‫االستقرار في األجل الطويل‪ ،‬وخلق قيمة أعلى على المستوى العالمي‪ ،‬واالعتماد على االدارة العالئقية في‬
‫تلك السالسل كوسيلة لتحسين تدفق المعلومات وتأمين االلتزامات المطلوبة‪ ،‬بما يمكن من االستجابة السريعة‬
‫ألية صدمات في العرض أو ‪ /‬والطلب التي يمكن أو ال يمكن التنبؤ بها‪ ،‬واالستجابة للظروف المغايرة‬
‫وبسرعة ‪.‬‬
‫‪-2‬تحقيق المزيد من المرونة واالستعانة بمصادر متعددة (سيرج يوليو‪2020‬؛ ‪Corden ,May 2020‬‬
‫‪ ;Quak,Sep.2020; Kenner,June 2020;UNCTAD,March2020‬؛حسن ‪ ،‬سبتمبر ‪: ( 2020‬‬
‫قبل أزمة كورونا كان االعتماد األكبر على الصين في قطاعات مهمة لصحة ورفاهية السكان واستيراد‬
‫احتياجات سالسل القيمة العالمية من المواد الوسيطة‪ ،‬والشك أن مشاركة الصين يضمن انخفاض أسعار‬
‫المنتجات‪ .‬اال أن حدوث األزمة أظهر ضخامة التكاليف الناتجة عن االعتماد على مصدر واحد وضعف‬
‫المرونة في التكيف مع صدمات الوقت الفعلي‪ .‬لذلك سعت تلك السالسل مع مرور الوقت الى زيادة مرونتها‬
‫باالستعانة بمصادر متعددة ودول متعددة ‪ -‬فلقد سعت سالسل القيمة العالمية للبحث عن دول أخرى مكملة‬
‫للصين خاصة في معادن األرض النادرة وهي موجودة بدول عديدة ‪ -‬في الحصول على احتياجاتها المختلفة‪،‬‬
‫خاصة أن حدوث األزمة ترتب عليها ارتفا تكلفة العمالة الصينية بسبب انتشار الوباء‪ ،‬مما أفقد الصين‬
‫ميزتها النسبية ‪ -‬وهذا ما أعلنه الرئيس األمريكي ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ورئيسة المفوضية األوروبية‬
‫أورسوال ‪،‬بضرورة تنويع المصادر لسالسل القيمة العالمية ألن عدم التنويع كان سبب رئيسي لتعطل السالسل‬
‫مع أزمة كورونا‪ .‬وعلى الرغم من هذا التوجه الجديد سيظل االستعانة بالصين في سالسل القيمة العالمية في‬
‫األجل القريب‪ .‬ان المرونة تقتضي األخذ في الحسبان التفاعل اآلني بين الطلب والعرض‪ ،‬ويعد ذلك محو اًر‬
‫هاماً في نظام عمل سالسل القيمة العالمية الجديد‪ ،‬فقبل أزمة كورونا كان التركيز فقط على الطلب ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-3‬التركيز على انتاج المستلزمات الطبية ‪ :‬تؤكد التقارير الواردة عن البنك الدولي أنه مع أزمة كورونا‪ ،‬فان‬
‫سالسل القيمة العالمية لمختلف األنشطة قد تعطلت باستثناء السلع االستهالكية والمستلزمات الطبية‪ .‬فمع‬
‫حدوث أزمة كورونا ازداد الطلب على المستلزمات الطبية كمعدات الحماية الشخصية وأجهزة التنفس‬
‫الصناعي‪ ،‬وازدادت العوائد المتحققة في هذا المجال وتحولت بعض سالسل القيمة العالمية في انتاجها ‪-‬‬
‫كسالسل جنرال موتورز العالمية المتخصصة في انتاج السيارات وتخصيص بعض خطوط االنتاج منها الى‬
‫أجهزة التنفس الصناعي‪ -‬بسبب تحقيق الصين مكاسب غير مسبوقة في هذا المجال‪ .‬وهكذا ازداد االهتمام‬
‫بسالسل القيمة العالمية في المجال الصحي ألنها األكثر عائد من السالسل األخرى‪.‬‬
‫‪)Corden,May2020;Kenner,June 2020(.‬‬
‫‪ -4‬التركيز على الجودة األعلى والمعايير الصحية( ‪ Quak ,Sep. 2020;Blyde,July2020‬؛مركز‬
‫االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬ابريل‪ : )2020‬بالتركيز على ضرورة سالمة المنتجات والمعايير‬
‫البيئية والصحية ‪ ،‬لقد أصبحت المعايير البيئية والصحية معيا اًر هاماً يضاف الى جودة المنتجات‪ .‬ان تجاهل‬
‫المعايير البيئية والصحية يعني صعوبة المشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬والشك أن االلتزام بتلك المعايير‬
‫قد يؤدي الى زيادة التكاليف‪ .‬وعلى جانب آخر يجب االلتزام بأعلى مستويات الجودة العالمية مع تطورها‪،‬‬
‫وجودتها باأليزو ‪ 14001‬وهو ما يعني التزام أكبر بالجودة‪ ،‬هذا بجانب معايير بيئية عديدة‪ .‬ويشير‬
‫)‪ Blyde(2020‬أن عدد شهادات األيزو التي حصلت عليها الدولة أصبحت معيا اًر هاماً في مشاركة الدول‬
‫في تلك السالسل ‪ ،‬ويشير الى أن دول آسيا وأوروبا كانت أكثر الدول حصوالً على شهادات األيزو للفترة‬
‫‪ 2018-1999‬عن دول أمريكا الالتينية لذلك كانت مشاركتها أكثر‪.‬‬
‫‪ -5‬التركيز على البعد االقليمي وليس الدولي ‪(Blyde,July 2020;Corden ,May 2020 ; Kenner‬‬
‫)‪ :,June2020;Cusolito,Safadi andTaglioni,2016,P13‬ان الروابط مع سالسل القيمة العالمية‬
‫اما داخل االقليم ‪ Intraregional‬أو خارج االقليم ‪ . Extraregional‬ومع بداية انشاء سالسل القيمة‬
‫العالمية في عقد التسعينات من القرن العشرين كان التركيز على البعد االقليمي في الحصول على مستلزمات‬
‫االنتاج ‪ ،‬مع األخذ في الحسبان الصين بسبب فروق مستويات األجر‪ ،‬ثم ركزت سالسل القيمة بعد األزمة‬
‫المالية العالمية لعام ‪ 2008‬على البعد الدولي في حصولها على احتياجاتها المختلفة ‪ .‬ومع أزمة كورونا‬
‫وتعطل سالسل القيمة العالمية خاصة التي اعتمدت على دول ذات مسافات متباعدة قررت الرجو لمبدأ‬
‫البعد االقليمي‪ -‬بسبب انخفاض الفجوة بين العمالة الصينية ودول العالم‪-‬والتركيز على مشاركة الدول القريبة‬
‫في سالسل القيمة العالمية‪ .‬أن التباعد بين الدول المشاركة في السالسل أسهم في رفع تكلفة العديد من‬
‫المنتجات ‪،‬وقد ظهر هذا واضحاً مع أزمة كورونا‪ .‬لذا قررت العديد من السالسل العودة للدول األم األصلية‬
‫في الحصول على مدخالتها الوسيطة‪ ،‬لقد أصبحت تكلفة النقل لها أهمية كبيرة في مشاركة الدول بسالسل‬
‫القيمة العالمية‪ ،‬كما أنها تؤثر على القدرة التنافسية‪.‬‬
‫‪-6‬االهتمام برأس المال البشري ‪ :‬لقد ركزت سالسل القيمة قبل األزمة على أهمية األتوماتية ‪ ،‬اال أن حدوث‬
‫األزمة أسهم في ركود عالمي وارتفا معدالت البطالة‪ ،‬مما دفع تلك السالسل الى التركيز على الخبرة البشرية‬
‫بجانب األتوماتية‪ ،‬فالشك أن رأس المال البشري مهم في ادارة األزمات‪ .‬ان ادارة الموارد البشرية تكون لها‬
‫أهمية خاصة في الرقمية والتجارة االلكترونية‪ ،‬كما أنها مفيدة في الحد من المخاطر المحتملة‬
‫(‪. (Kenner,june2020‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -7‬التركيز على الرقمية والحوكمة والتجارة االلكترونية‪ :‬تعد التكنولوجيا والرقمية أحجار بناء لسالسل القيمة‬
‫العالمية الشاملة والمستدامة‪ ،‬حيث يمكن أن تساهم في اتخاذ الق اررات خاصة في حالة األعطال الشديدة‪،‬‬
‫التي تحدث مع تفشي األوبئة واألمراض ‪ .‬فمع أزمة كورونا كان البد من اعادة النظر في نقاط القوة والضعف‬
‫في تلك السالسل وضرورة توافر البنية التحتية الرقمية ‪-‬في الدول التي تشارك بها شركات في تلك السالسل‪-‬‬
‫الالزمة للحد من الخسائر المحتملة في تلك السالسل في أوقات األزمات خاصة الصحية كأزمة كورورنا‪.‬‬
‫لذلك سعت تلك السالسل الى االستثمار األكبر في أنظمة المعلومات والتحليل االداري‪ ،‬بما يسمح بالوصول‬
‫السريع للمعلومات‪ ،‬واعداد السيناريوهات المختلفة لالستجابة أية صدمات خارجية‪ ،‬وسوف يسهم االعتماد‬
‫المتزايد على الحوكمة في تحقيق ذلك ‪ .‬وتعد التجارة االلكترونية والرقمية أكثر أهمية للحفاظ على الروابط‬
‫بين الشركات الرئيسية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم‪ ،‬وتسهم الرقمية في سهولة تقييم التكاليف‬
‫والمخاطر لسالسل القيمة العالمية‪ .‬وعلى جانب آخر يجب دعم الدول للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‬
‫للتجارة االلكترونية ‪ ،‬حيث تعد التجارة االلكترونية هامة في أوقات األزمات وغيرها لتصريف فائض منتجات‬
‫تلك السالسل )‪.(Quak,Sep.2020;Kano and Hoonah,Dec,2020,P1775‬‬
‫‪ -8‬ادارة المخاطر وزيادة الشفافية‪ :‬لقد أصبح ادارة المخاطر والحد منها األساس في سالسل القيمة العالمية‬
‫‪ ،‬وتسعى السالسل لوضع استراتيجية جديدة إلدارة المخاطر تستند على ; ‪(OECD ,June 2020‬‬
‫‪:Meester and Ooijens, June 2020,P5; Kenner ,June 2020).‬‬
‫أ‪ -‬االستعانة بمصادر متعددة للخدمات والسلع الوسيطة وبالمشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم ‪ :‬تبنى‬
‫االستراتيجية الجديدة على زيادة الشفافية أيضاً في البيانات والمعلومات المتاحة وذلك الستعادة نشاط سالسل‬
‫القيمة العالمية‪.‬‬
‫ب‪-‬الصحة المالية بإعادة النظر في التدفقات النقدية واالحتياطيات النقدية وتأجيل االستثمارات وزيادة قدرتها‬
‫في الحصول على القروض وستكون الفرص متاحة أكثر للمشروعات الكبيرة في تنفيذ ذلك ‪.‬‬
‫ج‪-‬خفض التكاليف‪ :‬بالتركيز على جوانب التكلفة التي يمكن تخفيضها وخطوط المنتجات ذات الربح األقل‬
‫والتي يجوز وقفها أو المراحل من سالسل التوريد التي يجوز اختصارها‪ ،‬اال أن خفض التكاليف قد يتعارض‬
‫مع المعايير الصحية والبيئية‪.‬‬
‫د‪ -‬استغالل فرص الربح الجديدة في المجاالت المطلوبة على وجه السرعة وأهمها المستلزمات الطبية‪.‬‬
‫‪-9‬ممارسة المزيد من الضغوط على المنظمات الدولية‪ :، WTO,UNCTAD,OECD,‬على الرغم أن تلك‬
‫سمة خاصة بالشركات متعددة الجنسيات التي تعد القاطرة األساسية التي تقود سالسل القيمة العالمية منذ‬
‫عقود عديدة‪ ،‬اال أنه مع أزمة كورونا سعت تلك الشركات الى ممارسة ضغوط أكبر وذلك لخفض أية قيود‬
‫على التجارة الدولية‪ ،‬ولزيادة االجراءات التحريرية للحد من آثار الركود الحادث بسبب أزمة كورونا وتعطل‬
‫سالسل القيمة العالمية وتحقيق خسائر فادحة بها)‪.(UNCTAD,March 2020 ,Corden , May 2020‬‬
‫‪ -10‬تعزيز الصلة بأصحاب المنفعة المباشرين مع السالسل( ‪Kano and Hoonah ,Dec. 2020‬‬
‫)‪ :,P1777‬يعد هذا محو ًار هاماً منذ نشوء السالسل لكن ازدادت أهميته مع أزمة كورونا‪ ،‬وتعد الجهات‬
‫الفاعلة للمصالح مع تلك السالسل البلدان المضيفة واألم لنشاط تلك السالسل‪ ،‬ولن تقتصر أسس تعزيز‬
‫المصلحة على البلدان فقط‪ ،‬بل تمتد الى الجهات التنظيمية التي تمتلك القرار فيها بما يدعم العالقة ويزيد‬
‫من روابط التعامل مع تلك السالسل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-11‬تبني مفهوم سالسل القيمة العالمية المستدامة والشاملة(‪ :(Quak,Sep.2020‬لقد تبنت السالسل‬
‫قبل حدوث أزمة كورونا مفهوم يقوم على استقرارها حيث ساد مفهوم سالسل القيمة العالمية المستقرة ‪ ،‬الذي‬
‫يركز على خفض التكاليف والجودة المقبولة‪ .‬أما مع حدوث أزمة كورونا فلقد تبنت سالسل القيمة العالمية‬
‫مفهوماً جديداً يستند على االستدامة والشمول فلقد ساد مفهوم سالسل القيمة العالمية المستدامة والشاملة‪،‬‬
‫التي تركز على التخطيط طويل األجل والمرونة والرقمية والتجارة االلكترونية‪ ،‬مع احداث روابط بين شركات‬
‫كبيرة وصغيرة الحجم وذلك لتقاسم المخاطر الحادثة واألخذ في الحسبان مفهوم التنمية المستدامة على مستوى‬
‫الدول المشاركة بجانب التنافسية‪.‬‬
‫ويشير تقرير )‪ OECD(June2020‬أن استعادة نشاط سالسل القيمة العالمية يتطلب وضع‬
‫توصيات سياسية من جانب دول العالم على ثالثة مراحل هي‪ :‬األولى وقت األزمة بالحفاظ على سالسل‬
‫القيمة العالمية األساسية(االمدادات الطبية واألدوية) وزيادة العرض منها‪ ،‬تكيف النقل والخدمات اللوجستية‬
‫مع األزمة وازالة الحواجز التجارية وضمان األداء الفعال للنقل الدولي وحركة الموظفين واعطاء أولويات‬
‫لشحن السلع الضرورية وتشجيع االستثمار واالقراض لزيادة عرض السلع الضرورية‪ .‬الثانية للتعافي من‬
‫األزمة وتتمثل في تقديم الحوافز لسالسل القيمة العالمية للوصول لمستوياتها السابقة من التشغيل قبل األزمة‪،‬‬
‫وتحفيز االنفتاح لالستثمار والتجارة ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومعالجة القضايا المالية بها النتعاش‬
‫سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وتكييف التدابير الصحية مع احتياجات الشركات التي تعمل في إطار دولي‪ .‬الثالثة‬
‫بعد انتهاء األزمة بوضع اتفاقيات تجارية واستثمارية تسهم في خلق بيئة محفزة لسالسل القيمة العالمية ‪،‬‬
‫وتعزيز المعايير الصحية والبيئية وتحسين أنظمة النقل ونشر التكنولوجيات الرقمية (‪.(OECD,June2020‬‬
‫‪ )5‬فرص وتحديات جديدة للدول النامية في سالسل القيمة العالمية مع أزمة كورونا‪:‬‬
‫تشارك الدول النامية في سالسل القيمة العالمية اما من خالل استيراد سلع وخدمات وسيطة أو‪/‬وتصدير‬
‫سلع وخدمات وسيطة‪.‬وتقاس مشاركة الدول في سالسل القيمة العالمية من خالل مقاييس عديدة‬
‫هي( ‪(Cusolito,Safadi and Taglioi,2016,PP13-15; Meester and Ooijens, June 2020‬‬
‫أ) معدل المشاركة من منظور المنبع‪ :Upstream‬ويقاس بنسبة القيمة المضافة األجنبية في صادرات الدولة‬
‫الى اجمالي الصادرات العالمية كالتالي‬
‫القيمة المضافة األجنبية في صادرات الدولة‬
‫× ‪100‬‬ ‫معدل مشاركة الدولة من منظور المنبع =‬
‫اجمالي الصادرات العالمية‬

‫ب) معدل المشاركة من منظور المصب ‪ Downstream‬أو المراحل النهائية‪ :‬ويقاس بنسبة القيمة المضافة‬
‫المحلية في صادرات الدولة الى اجمالي الصادرات العالمية كالتالي‬
‫القيمة المضافة المحلية في صادرات الدولة‬
‫× ‪100‬‬ ‫معدل مشاركة الدولة من منظور المصب =‬
‫اجمالي الصادرات العالمية‬
‫ج) معدل المشاركة الكلية في سالسل القيمة العالمية من منظور المصب والمنبع‪ :‬ويقاس بنسبة القيمة‬
‫المضافة المحلية واألجنبية في صادرات الدولة الى اجمالي الصادرات العالمية كالتالي‬

‫‪18‬‬
‫القيمة المضافة المحلية واألجنبية في صادرات الدولة‬
‫× ‪100‬‬ ‫معدل المشاركة الكلية للدولة =‬
‫اجمالي الصادرات العالمية‬
‫وتعد مشاركة دول افريقيا محدودة بسالسل القيمة العالمية مقارنة بدول آسيا ‪ ،‬وتؤكد األدبيات االقتصادية‬
‫أن ضعف مشاركة افريقيا يعود الى عوامل عديدة أهمها(عبد اهلل النجار‪2019 ،‬؛ اسماعيل ‪ ،2019 ،‬ص‬
‫‪8‬؛ البنك الدولي ‪2019 ،‬؛ ‪.(UNCTAD,2020,P10‬‬
‫‪ )1‬تركيز أغلب الدول على تصدير الموارد الطبيعية والرغبة في زيادة الصادرات دون الواردات والشك أن‬
‫ذلك يعد غير مقبول في سالسل القيمة العالمية‪ )2 .‬رغبة الدول في الحصول على قيمة مضافة مرتفعة من‬
‫المشاركة بسالسل القيمة العالمية والشك أن زيادة تلك القيمة يأخذ فترة زمنية ‪ )3.‬عدم توافر البنية التحتية‬
‫الالزمة للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ )4.‬وجود العديد من القيود التعريفية وغير التعريفية على التجارة‬
‫الدولية مما يؤدي الى زيادة تكلفة المشاركة مع سالسل القيمة العالمية‪ ،‬فضالً عن االختالفات الثقافية عن‬
‫الدول المتقدمة‪ )5 .‬عدم تمتع أغلب الدول بمزايا تنافسية عالية‪ ،‬حيث ال تحتل معظم الدول ترتيب متقدم في‬
‫مؤشر التنافسية وسهولة ممارسة األعمال ومؤشر العوائق التجارية والكفاءة اللوجستية وهذا مهم في المشاركة‬
‫مع سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫ويؤكد )‪ Corden(2020‬أن سالسل القيمة العالمية هي نتاج للعولمة االقتصادية وأن دول العالم يجب‬
‫جميعاً أن تشارك في سالسل القيمة العالمية لالستفادة من منافعها‪ ،‬اال أن المشاركة تتضمن منافع وفرص‬
‫على جانب مقرونة بتحديات أكثر خاصة مع أزمة كورونا‪ ،‬أهمها اتبا الرقمية والسالمة البيئية والجودة‬
‫األعلى‪ ،‬وأن دول العالم النامي يجب أن تتخذ خطوات جادة تتناسب مع االستراتيجية الجديدة لسالسل القيمة‬
‫العالمية ‪ ،‬كما يجب االطال على كل تغيرات جديدة في استراتيجية سالسل القيمة العالمية للقدرة على‬
‫االستفادة منها (‪.(Corden,May2020‬‬
‫وتؤكد األدبيات االقتصادية المتاحة النظرية والتطبيقية أن فرص مشاركة الدول النامية في سالسل القيمة‬
‫العالمية ستزداد مع أزمة كورونا وما بعدها ‪ ،‬بسبب المشاكل العديدة التي عانت منها تلك السالسل وتعطل‬
‫أغلبها وزيادة الصعوبات في استمرار مشاركة الدول المتقدمة والصين نتيجة تفشي الوباء لفترة طويلة ‪،‬كما‬
‫أن منطقة افريقيا ستجد فرص جديدة للمشاركة لم تكن متوافرة من قبل بشرط توافر الشروط الالزمة للمشاركة‪.‬‬
‫ولتعظيم المنافع والحد من الخسائر من المشاركة في إطار سالسل القيمة العالمية فان ذلك يتطلب ما‬
‫‪Blyde,July2020;Corden,May2020;Kenner,June2020;Meester‬‬ ‫‪and‬‬ ‫يلي( ‪Ooijen,‬‬
‫‪June 2020 ;OECD,June2020;Quak,Sep.2020;Kano and Hoonah ,Dec.2020 ,PP‬‬
‫‪1774-1775‬؛عفان‪ ، 2009 ،‬ص ص ‪:)50-20‬‬
‫‪ )1‬زيادة االستثمار في التعليم والصحة لزيادة رأس المال البشري‪ :‬لتوافر المهارات االدارية ومهارات القوة‬
‫العاملة المناسبة القادرة على المشاركة في تلك السالسل‪ ،‬واستيعاب المعارف المختلفة وزيادة االبتكار‪،‬‬
‫واالطال على كل ما هو جديد إلمكانية االندماج مع سالسل القيمة العالمية في كل مراحلها المختلفة بما‬
‫يسمح بزيادة االنتاجية وتبني التكنولوجيا الجديدة ‪،‬الذي يعد محدداً هاماً للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪،‬‬
‫ألنه يسهم في زيادة انتاجية الشركة وخفض تكاليف االنتاج وزيادة حصة الشركة في السوق‪.‬‬
‫‪ )2‬توفير البنية التحتية الرقمية‪ :‬تعد الرقمية أحد الشروط الهامة الالزمة للتعامل مع سالسل القيمة العالمية‬
‫الشاملة‪ ،‬لذلك فان توجيه المزيد من االستثمارات الالزمة للتحول لالقتصاد الرقمي‪ ،‬في كافة القطاعات‬

‫‪19‬‬
‫واألنشطة االقتصادية المختلفة ونشر التكنولوجيات الرقمية بما يحسن من نظم المعلومات إلدارة المخاطر‪،‬‬
‫يضمن امكانية أكبر لالندماج مع سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪ )3‬االلتزام بمعايير السالمة البيئية والجودة العالمية‪ :‬بما يضمن سالمة وجودة المنتجات وبما ال يخل بمبدأ‬
‫التكلفة‪ .‬على الرغم من أهمية معيار السالمة ضمن معايير الجودة الذي يعد أساساً في المعايير المتبعة‬
‫ال كمعيار للمشاركة في عمل تلك السالسل كما تم‬
‫بسالسل القيمة العالمية اال ان هذا المعيار أصبح منفص ً‬
‫تحديث الجودة بما يتوافق مع أحدث المعايير الدولية‪ .‬والشك أن االلتزام باتبا معايير السالمة البيئية والجودة‬
‫العالمية سيتيح امكانية أكبر للمشاركة مع سالسل القيمة العالمية ‪.‬‬
‫‪ )4‬تخفيض حجم االقتصاد غير الرسمي( ;‪Henrique, Bruhn , and McKenzie, 2015, PP 24–45‬‬
‫)‪ : Cusolito, Safadi,and Taglioni,2016,PP20-28‬تعمل سالسل القيمة العالمية مع الشركات الرسمية‬
‫فقط‪ ،‬ويشير البنك الدولي في تقييمه لمشاركة الدول النامية في سالسل القيمة العالمية لعام ‪ 2015‬أن الطابع‬
‫غير الرسمي يعد واحد من أهم خمسة قيود تواجه الدول النامية في المشاركة مع سالسل القيمة العالمية –‬
‫يلي السلطة والفساد ومعدل الضريبة وعدم االستقرار السياسي‪ -‬والتي من أهمها مصر وبوليفيا وكولومبيا‬
‫واكوادور وسلفادور وهندوراس والهند وأندونسيا وليبريا ومدغشقر ومالي والمكسيك‪ .‬وتتفاوت درجة اندماج‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع سالسل القيمة العالمية حسب توافر الرسمية من عدمها ‪ ،‬فكلما زادت‬
‫الرسمية داخل الدولة ازدادت مشاركة تلك الشركات‪ .‬وهكذا فان اتخاذ االجراءات المختلفة لدعم الرسمية داخل‬
‫الدولة يعد من الدعائم الهامة لمشاركة الدولة في سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪ )5‬سعي الدول المشاركة التخاذ مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية‪ :‬حيث أكدت الدراسات‬
‫التطبيقية عن سالسل القيمة العالمية أن اختيار الدول والشركات المشاركة في تلك السالسل يكون وفقاً لمبدأ‬
‫الميزة التنافسية ‪ -‬التي سبق وأن أوضحها )‪ -Porter(1985‬التي تنطبق على الدول والشركات ‪ .‬وتتمتع‬
‫الشركة بميزة تنافسية عندما تخطط وتنفذ استراتيجية تجعلها متميزة عن منافسيها في نفس المجال‪ .‬أما تنافسية‬
‫الدولة فتشير الى قدرة اقتصاد الدولة على خلق الثروة وتحقيق معدالت نمو مستدامة بما يضمن رفاهية‬
‫المواطنين‪ .‬وتتضمن التنافسية على مستوى الدولة جوانب عديدة تشمل بيئة االقتصاد الكلي وجودة المؤسسات‬
‫والبنية األساسية والتعليم (األساسي والعالي) والتدريب والصحة وكفاءة سوق العمالة والسلع والتمويل‪ .‬وقد‬
‫أكدت األدبيات الحديثة على أن مكاسب الدول المشاركة في السالسل تزداد مع تمتع الدول بمراكز متقدمة‬
‫في مؤشرات التنافسية العالمية‪ ،‬وتمتع الشركات التابعة لها بمزايا تنافسية عالية‪.‬كما أنه في حالة عدم تحقق‬
‫ذلك ستضطر الدول للمشاركة في نمط السوق للصفقات البسيطة‪ ،‬وستكون مكاسبها ضئيلة جداً من تلك‬
‫السالسل‪.‬‬
‫‪ )6‬تحرير االستثمار والتجارة الخارجية‪ :‬بما يتناسب مع قواعد منظمة التجارة العالمية ونمط المشاركة مع‬
‫سالسل القيمة العالمية‪ ،‬ويتحقق ذلك بالتزام الحكومات بعدم فرض تعريفات جمركية جديدة أو اتخاذ اجراءات‬
‫تقييدية تجارية ‪ ،‬وكلما ازدادت درجات التحرير في الدولة ازدادت مشاركتها في سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪ )7‬تنفيذ العديد من السياسات االقتصادية التوسعية‪ :‬الستعادة رواج الطلب الكلي‪ ،‬مع الحفاظ على االستقرار‬
‫والتوازن االقتصادي ‪ :‬لقد أحدثت أزمة كورونا ركود اقتصادي في كل دول العالم بدرجات مختلفة‪ ،‬لذلك فان‬
‫االعتماد على سياسات مالية ونقدية توسعية للحد من هذا الركود بما ال يخل بالتوازن االقتصادي يكون محفز‬

‫‪20‬‬
‫على المشاركة في سالسل القيمة العالمية ويقصد بالتوازن االقتصادي تحقيق معدل نمو اقتصادي أمثل‬
‫يصاحبه أقل معدل للتضخم والبطالة والعجز الخارجي وبالطبع مع استقرار سعر الصرف للدولة‪.‬‬
‫‪ )8‬تحسين أنظمة النقل واللوجستيات‪ :‬ان تحسين الخدمات بكافة أنواعها يعد شرطاً هاماً للمشاركة الفعالة‬
‫في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬ويضمن امكانية المشاركة في المراحل السابقة والتالية للتصنيع والتي تزداد فيها‬
‫القيمة المضافة المتحققة‪ ،‬لذلك يجب أن يكون ذلك هدف هام في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ )6‬النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫لقد شهد النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن العشرين تغيرات عديدة أسهمت في نشأة سالسل‬
‫القيمة العالمية‪ ،‬أهمها نشأة منظمة التجارة العالمية والعولمة االقتصادية والثورة العلمية والتكنولوجية‪ ،‬خاصة‬
‫في النقل والمعلومات واالتصاالت وغيرها‪ .‬لم يظهر التفسير السليم لمصطلح سالسل القيمة العالمية اال مع‬
‫النصف الثاني من عقد التسعينات‪ ،‬ويشير الى كل األنشطة والمهام إلنتاج منتج وتوزيعه وتسويقه بدءاً من‬
‫المراحل األولى للتصميم واالبتكار والبحوث والتطوير والتصنيع‪ ،‬حتى التوزيع والتسويق وخدمات ما بعد‬
‫البيع‪ .‬وتعد الشركات متعددة الجنسية والدول المتقدمة هي المسيطة على سالسل القيمة العالمية‪ ،‬وتعد زيادة‬
‫نسبة السلع والخدمات الوسيطة من التجارة الدولية مؤش اًر واضحاً على زيادة نشاط سالسل القيمة العالمية ‪.‬‬
‫ان ضعف امكانيات الدول النامية سيجعل مشاركة تلك الدول مقتصرة على التصنيع وهو المرحلة األقل‬
‫في فائض القيمة‪ ،‬كما أن قبول المشاركة مع تلك السالسل البد ان يتضمن قبول التصدير واالستيراد معاً‪.‬‬
‫وتعد الصين ودول شرق وجنوب شرق آسيا من أكثر الدول مشاركة بعد الدول المتقدمة‪ .‬ان توزيع المكاسب‬
‫بين الدول المشاركة سيعتمد على طبيعة المراحل لكل دولة‪ ،‬وهناك شروطا ومكاسب للمشاركة في سالسل‬
‫القيمة العالمية‪.‬‬
‫لقد واجهت سالسل القيمة العالمية العديد من االضطرابات والمشاكل‪ -‬التي تعد في جوهرها مخاطر‬
‫غير سوقية‪ -‬للفترة ‪ ،2019-2008‬اال أن أزمة كورونا تعد أكثرها أث ًار على تلك السالسل‪ ،‬حيث تعد أزمة‬
‫صحية واقتصادية وصناعية‪ ،‬لقد أثرت على االيراد الكلي والطلب النهائي والعمليات واالنتاج وطبيعة الروابط‬
‫بين الشركات ‪ .‬لقد أثرت أزمة كورونا على استراتيجية تلك السالسل ‪ ،‬وعلى الرغم من محدودية الدراسات‬
‫السابقة في هذا االطار‪ ،‬اال أن هناك مالمح جديدة لتلك االستراتيجية يجب معرفتها بدقة‪ .‬لقد شملت المالمح‬
‫العامة لالستراتيجية الجديدة لتلك السالسل في أزمة كورونا وما بعدها عناصر عديدة أهمها‪:‬المرونة واالستعانة‬
‫بمصادر متعددة ‪ ،‬التركيز على انتاج المستلزمات الطبية ‪ ،‬التركيز على الجودة األعلى والمعايير الصحية‪،‬‬
‫التركيز على ا لبعد االقليمي وليس الدولي ‪ ،‬االهتمام برأس المال البشري ‪ ،‬التركيز على الرقمية والتجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬ادارة المخاطر وزيادة الشفافية‪ ،‬ممارسة المزيد من الضغوط على المنظمات الدولية ‪ ،‬وتبني‬
‫مفهوم سالسل القيمة العالمية المستدامة والشاملة‪.‬‬
‫ان األدبيات الحديثة تؤكد أن هناك فرصاً جديدة ستكون متاحة للدول النامية في األجل الطويل‪ -‬اال أن‬
‫الصين ستظل مسيطرة في األجل القصير على المشاركة في تلك السالسل‪ -‬بشرط التغلب على التحديات‬
‫الموجودة في تلك الدول وأهمها زيادة االستثمار في التعليم والصحة‪ ،‬توافر البنية التحتية الرقمية‪ ،‬االلتزام‬
‫بمعايير السالمة البيئية والجودة العالمية ‪ ،‬تخفيض حجم االقتصاد غير الرسمي‪ ،‬تحقيق مراكز متقدمة في‬
‫مؤشرات التنافسية العالمية‪ ،‬تحرير االستثمار والتجارة الخارجية‪ ،‬تنفيذ السياسات االقتصادية التوسعية ‪،‬‬
‫تحسين أنظمة النقل واللوجستيات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ان زيادة المشاركة للدول النامية ومنها مصر في سالسل القيمة العالمية يمكن أن يتحقق‬ ‫*التوصيات‪:‬‬
‫في عصر أزمة كورونا لكنه يتطلب‪:‬‬
‫‪-1‬ضرورة وضع استراتيجية شاملة لزيادة رأس المال البشري وذلك بزيادة االنفاق على التعليم وزيادة كفاءة‬
‫هذا االنفاق واصالح منظومة التعليم األساسي والجامعي ورفع مستوى جودة التعليم والتدريب واالنفتاح على‬
‫العالم الخارجي بما يتناسب مع التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة االنفاق على الصحة وزيادة كفاءة الخدمات الصحية مع تقديم الحوافز الالزمة لالستثمار في‬
‫المستلزمات الطبية ‪.‬‬
‫‪-3‬ضرورة تطوير البنية التحتية التي تدعم االقتصاد الرقمي والذي يعد ضرورة في أوقات األزمات الحادة‬
‫كما يعد ضرورة للمشاركة في سالسل القيمة العالمية‪ ،‬مع توجيه االعالم في تلك الدول للتحول الرقمي وزيادة‬
‫الوعي بالرقمية وأهميتها وكل ما يتعلق بها ‪.‬‬
‫‪-4‬وضع الحوافز الالزمة لتبني المنشآت معايير السالمة البيئية والجودة وبما يتناسب مع المعايير المحلية‬
‫والدولية حيث تعد تلك المعايير شرطاً هاماً للمشاركة مع سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع االجراءات والسياسات الالزمة للحد من االقتصاد غير الرسمي ويمكن أن يتحقق ذلك من خالل‬
‫دعم الشمول المالي ألن مشاركة سالسل القيمة العالمية مقرونة بالرسمية ‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة المراحل المختلفة لسالسل القيمة العالمية والعمل على الدخول في مراحل تسبق وتلي التصنيع‬
‫لزيادة القيمة المضافة المتحققة من المشاركة مع تلك السالسل‪.‬‬
‫‪-7‬الحفاظ على التوازن واالستقرار االقتصادي والعمل على تحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية‬
‫العالمية‪.‬‬
‫*موضوعات بحثية مستقبلية‪ :‬يمكن أن ننصح بالبحث في‪:‬‬
‫‪-1‬دور سالسل القيمة العالمية في التنمية المستدامة(دراسة مقارنة)‪.‬‬
‫‪ -2‬دور االقتصاد الرقمي في دعم مشاركة الدول النامية في سالسل القيمة العالمية‪.‬‬
‫‪-3‬أثر سالسل القيمة العالمية على العجز التجاري (دراسة مقارنة للدول النامية والمتقدمة)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المالحق‪:‬‬
‫أوالا الجداول‪:‬‬
‫جدول(‪ )1‬معدل النمو في المشاركة في سالسل القيمة العالمية من منظور المصب والمنبع معا‬
‫(متوسط سنوي)‬
‫‪2020‬‬ ‫‪-2017 -2010‬‬ ‫‪-2000‬‬ ‫الفترة‬ ‫بيان‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪.25‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ )1‬الدول المتقدمة‬
‫‪.20‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-‬االتحاد األوروبي‬
‫‪.24‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪.22‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬اليابان‬
‫‪.68‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ )2‬الدول النامية‬
‫‪.15‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬افريقيا‬
‫‪1.8‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬آسيا‬
‫‪1.7‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪-‬شرق وجنوب شرق آسيا‬
‫‪.12‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬أمريكا الالتينية والكاريبي‬
‫‪.43‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪)3‬االقتصاديات المتحولة‬
‫‪.35‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪)4‬الدول األقل تقدم‬
‫‪Source:UNCTAD, Based on Data from UNCTAD-EORA GVC Database.‬‬
‫جدول (‪ )2‬ترتيب أكبر ‪ 25‬دولة نامية في معدل المشاركة في سالسل القيمة العالمية‬
‫(من مكون المصب والمنبع)‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫بيان‬ ‫الدولة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الصين(هونج كونج)‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الصين‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الفلبين‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫كوريا‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جنوب افريقيا‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫تركيا‬
‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫تايوان الصينية‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫موروكو‬
‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫شيلي‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مصر‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تايالند‬

‫‪23‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫فيتنام‬
‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫أندونسيا‬
‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫غانا‬
‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫بيرو‬
‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الهند‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المكسيك‬
‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫باكستان‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫البرازيل‬
‫‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ماكاو‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫األرجنتين‬
‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫كولومبيا‬
‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫بنجالديش‬
‫‪Source:UNCTAD, Based on Data from UNCTAD-EORA GVC Database.‬‬

‫ثانيا األشكال‪:‬‬

‫مركز البحوث‬ ‫مركز المنتج والخدمة ذو‬ ‫مركز اللوجستية‬


‫قيمة‬ ‫والتطوير واالبتكار‬ ‫القيمة المضافة العالمية‬ ‫العالمية‬
‫مضافة‬
‫أعلى‬ ‫المعايرة‬ ‫عالمة‬
‫تجارية‬

‫االبتكار‬
‫تسويق‬

‫البحوث‬
‫والتطوير‬ ‫لوجستية‬

‫التصميم‬
‫تجميع‬
‫التصنيع‬

‫قيمة مضافة أقل‬

‫شكل (‪ )1‬المراحل المختلفة ألي منتج في سالسل القيمة العالمية ‪Source :Aggarwal, 2017 , P 4‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪ )2‬الطلب‬
‫انفاق المستخدم النهائي‬
‫االيراد (‪)1‬‬
‫تباطؤ اقتصادي‬
‫سبل كسب الرزق‬
‫نقص الوظائف في القطاع‬

‫أثر أزمة‬ ‫الموارد البشرية ‪ /‬االنتاج‬


‫التأثير المتباعد‬
‫كورونا‬

‫(‪) 4‬‬ ‫اللوجستيات‬


‫االنتاج‬ ‫االعتماد على الهواء‬

‫لوحدة‬
‫المصدر‬
‫فردية‬
‫(‪)3‬العمليات‬ ‫اتاحة المستلزمات من مصادر‬
‫انتقال العدوى‬ ‫عديدة‬
‫و االغالق‬ ‫الشفافية‬
‫الرؤية من النهاية الى النهاية‬

‫(‪)5‬‬ ‫المرونة التكامل الرأسي تسليم‬


‫التعاونبين‬ ‫في الوقت المناسب‬
‫الشركاء في‬
‫االختناقات‬
‫سالسل‬
‫القيمة‬ ‫االعتماد على المواقع ‪/‬‬
‫العالمية‬ ‫المنتجون‬

‫شكل (‪ )2‬اآلثار المختلفة ألزمة كورونا على سالسل القيمة العالمية‬

‫‪Source :Quak,Sep.2020,P7‬‬

‫‪25‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوالا المراجع العربية ‪:‬‬
‫‪ -‬اسماعيل ‪ ،‬محمد‪ " ،‬االندماج في سالسل القيمة العالمية "‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬موجز سياسات‪ ،‬العدد ‪،7‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2019‬ص ص ‪. 7-1‬‬
‫‪-‬األمم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪ " ،‬دور النقل في تعزيز االتصال بسالسل القيمة العالمية‬
‫‪.‬‬ ‫"‪ ،‬لجنة النقل واللوجستيات ‪ ،‬الدورة الثامنة عشرة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬صص ‪17-1‬‬
‫‪ -‬الببالوي‪ ،‬حازم‪ ،‬النظام االقتصادي الدولي المعاصر من نهاية الحرب العالمية الثانية الى نهاية الحرب الباردة‪،‬‬
‫سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت ‪ ،‬مايو ‪.2000‬‬
‫‪ -‬حسن ‪ ،‬صالح ‪ " ،‬أيهما أسوأ كورونا أم أزمة ‪.. 2008‬أوضا التجارة العالمية تجيب" ‪ ،‬العين االخبارية ‪21 ،‬‬
‫سبتمبر ‪2020‬‬
‫االسترتيجية ‪،‬‬
‫ا‬ ‫‪ -‬سيرج ‪ ،‬كنزي‪ " ،‬مستقبل التجارة الدولية بعد جائحة كورونا " ‪ ،‬المركز المصري للفكر والدراسات‬
‫‪ 25‬يوليو ‪2020‬‬
‫‪-‬عبد الخالق‪ ،‬جودة‪ ،‬االقتصاد الدولي من المزايا النسبية الى التبادل المتكافئ ( القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫‪ ،1986،‬الطبعة الثالثة) ص ص‪90-73‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل النجار ‪ ،‬وسام عبد الفتاح ‪ "،‬تطبيق سالسل القيمة العالمية في اقتصاديات الدول النامية " ‪ ،‬مجلة التجارة‬
‫والتمويل ‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬مجلد ‪ ،39‬عدد ‪ ،2019 ، 1‬ص ص ‪.512-485‬‬
‫‪ -‬عفان ‪ ،‬منال محمد الحسانين ‪" ،‬أثر الشركات متعددة الجنسية على التوظف واألجور في القطا الصناعي المصري‬
‫(دراسة تطبيقية) "‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬غير منشورة ‪،‬كلية التجارة ‪ ،‬جامعة طنطا‪ ،1998 ،‬ص ص ‪.60-46‬‬
‫‪ -‬عفان ‪ ،‬منال ‪ "،‬تقييم استخدام أدوات السياسات االقتصادية في تحقيق التوازن االقتصادي‪ -‬دراسة تطبيقية على‬
‫االقتصاد المصري مع اشارة الة تجارب الدول حديثة التصنيع"‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬جامعة‬
‫طنطا ‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬عفان ‪ ،‬وابراهيم ‪ ،‬ايمان ‪ ،‬االقتصاد الدولي (طنطا‪ ،‬مركز الطالب الجامعي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،)2015/2014 ،‬‬
‫ص ص ‪.13 ، 12‬‬
‫‪ -‬مرسي‪ ،‬فؤاد ‪" ،‬الرأسمالية تجدد نفسها " ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬مارس ‪ ،1990‬ص ص ‪-69 ،12-7‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-‬مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪" ،‬التجارة العالمية ‪..‬األكثر تضر اًر من كورونا" ‪ 5 ،‬ابريل ‪.2020‬‬
‫‪ -‬هيوز‪،‬هيلين وأوهلين‪،‬جوران‪ "،‬التكيف مع هيكل االنتاج الدولي المتغير"‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬يونيو‪،1980‬ص‬
‫ص‪24-21‬‬
‫‪-‬والكر ‪ ،‬أندرو‪ " ،‬فيروس كورونا ‪ :‬تراجع حجم التجارة العالمية الى ما هو أسوأ من أزمة ‪ ، "2008‬بي بي سي ‪،‬‬
‫‪ 8‬ابريل ‪.2020‬‬
‫‪ -‬وزارة االقتصاد ‪ ،‬االمارات العربية المتحدة‪ " ،‬أثر وباء كورونا على التجارة العالمية " ‪ ،‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫‪https://unctad.org/en/PublicationsLibrary/ditcinf2020d1.pdf?user=1653‬‬
‫ثانيا المراجع األجنبية ‪:‬‬
‫‪- Aggarwal ,S. ,"Smile Curve and its Linkages with Global Value Chains ", MPRA , May‬‬
‫‪2017, Working Paper ,No. 79324 , PP 1-14.‬‬
‫‪-Amador ,J. and Cabral ,S.," Global Value Chains Surveying Drivers and Measures ",‬‬
‫‪European Central Bank ,Working Paper , No. 1739, Oct. 2014 , PP 1-45.‬‬

‫‪26‬‬
- Baldwin R. and Forslid R., The development and future of Factory Asia, ADB’s
project "The Future of Factory Asia", June 2013,PP1-23.
-Bayoumi,T., "Changing Patterns of Global Trade", International Monetary Fund ,June
15,2011, PP 1-60.
-Blyde,J.,"Global Value Chains and the Environment in a Post –Covid World ", Beyond
Borders (blog).,July 2020. http://blogs.iadb.org/integration-trade /en/global-
value-chains-environment-covid-19/.
-Corden,C. and Eric,B.,"a Post Covid -19 Outlook:the Future of the Supply Chain ", IMD
Business School,May2020 . http: // www.imd.org/research-kowledge/articles/a-
post-covid-19-outlook-thefuture -of-the-supply-chain/(May2020).
- Cusolito,A.P., Safadi,R.,and Taglioni,D.,Directions in Development Trade, Inclusive
Global Value Chains :Policy Options for Small and Medium Enterprises and
Low Income Countries (Washington,OECD and World Bank,2016).
-Ferrantino ,M.and Taglioni,D. ,"Global Value Chains in the Current Trade Slowdown ",
Economic Premise, World Bank ,No.137, March 2014, PP1-60.
-Gerreffi,G.,The Organization of Buyer –Driven Global Commodity Chains, in
Commodity Chains and Global Capitalism ,Edit by Gerreffi,G and Korzeniew ,M.
(London ,Westport ,Connecticut ,1994),PP 96-119.
- Gillies ,G.,L.,International Production-Trends ,Theories, Effects(Cambridge :Polity
Press ,1992),PP30-33.
- Henrique, A.G., Bruhn ,M. and McKenzie , "A Helping Hand or the Long Arm of Law
? Experimental Evidence on What Governments Can Do to Formalize Firms", World
Bank Economic Review Vol. 30 ,No. 1, 2015, PP 24–54.
- Hernandez ,V. and Pedersen, T.," Global Value Chain Configuration : A Review and
Research Agenda ", ACEDE Business Research Quarterly ,2017, No .20 , PP 137-
150.
-Holland,D., and Liadze , I. "Quantifying the Global Macroeconomic Spillovers of Illness
and Lockdown Measures", National Institute Economic Review,2020.
https://www.niesr.ac.uk/publications/quantifying-global-macroeconomic-spillovers-
illness-and-lockdown-measures
- International Trade Centre," Global Value Chains in Services: A Case Study on
Costarica", 2014, PP 1-44.
- Johansson, A. and Olaberra , E.," Global Trade and Specialization Patterns Over The
Next 50 Years, July 2014, No. 10, OECD, Economic Policy Paper, PP 1-44.
- Jones, L. et al," Global Value Chain Analysis : Concepts and Approaches ", Journal of
International Commerce and Economics ,April 2019, PP 1-29.
- Kano,L.and Hoonoh.CH., "Global Value Chains in the Post Covid World :Governance
for Reliability ",Journal of Management Studies ,57, No. 8, Dec. 2020, PP 1773-
1777.
-Keane,J., "A New Approach to Global Value Chain Analysis ", Overseas Development
Institute ,London ,Working Paper 293, Aug. 2008, PP 1-18.
-Kenner,J.,"the Imperative to Diversify Value Chains Post Covid-19 ", Institute
Montaigne ,June 2020. http://www.istitutmontaigne.org/en/blog/imperative-
diversify-value-chains-post-covid19.
-Kim, C. and Hwang ,P. ,"Global Strategy and Multinationals, Entry Mode Choice ",
Journal of International Business Studies ,Vol. 23, No.1, First Quarter ,1992, PP
29-53.
-Kim, I. S.et al ,"Firms and Global Value Chains : Identifying Firms' Multinational
Trade Preferences", International Studies Quarterly ,2019, PP 1-15.
-Lee,J.,"Global Value Chains and the Changing Pattern of North-South Trade
:Apparel, Electronics and Automative Sectors in 2005-2014 ", Journal of
International Trade & Commerce ,Vol. 12 ,No.6,Dec.2016, PP1-21.

27
-Meester,J.and Ooijens,M.,"Covid-19 Impact on the Value Chain-Conceptual Paper",
Clingendael , Netherlands Institute of International Relations, June 2020, PP1-19.
- OECD, "COVID-19 and Global Value Chains: Policy Options to Build More Resilient
Production Networks" , 3June 2020,PP1-10 .
OECD. http://www.oecd.org/coronavirus/policy-responses/covid-19-and-global-
value-chains-policy-options-to-build-more-resilient-production-networks-04934ef4/.
- Paula,A.,Safadi,R. and Taglioni,D.,"Inclusive Global Value Chains : Policy Options for
Small and Medium Enterprises and low –Income Countries (OECD and World Bank
Group ,Washignton,2016).
-Porter ,M., Competitive Strategy – in Competitive Advantage Creating and
Sustaining Superior Performance( Canada and United States of America ,Maxwell
Macmillan ,Inc., 1985).
-Quak,E.J.,"the Covid -19 Pandemic and the Future of Global Value Chains
GVCs",Helpdesk Report K4D, Sep.2020,PP1-39.
-Reichlin ,P.," Global Value Chains and the Transformation of Global Trade ", LUISS,
Department of Bussiness and Management ,2017, PP 1-66.
-Sanya,A.A.,Multinationals in a changing Environment ( New York, 1984).
-Sanyal, K. K. and Jones, R. W., "The theory of trade in middle products", Seminar Paper
,No. 128, Institute for International Economic Studies ,Stockholm ,1979, PP 1-69.
-Terzea, E. R.," The Concept of International Trade and Main Classic Theories ", Sea –
Practical Application of Science ,Vol. IV, Issue 2(11),2016, PP 243-247.
-Tolba, H. E.," The Effects of Global Value Chain(GVCs)on the Pattern of Trade
",Proceedings of the Second East Conference on Global Business ,Economics
,Finance and Banking ,Dubai-UAE ,22-24 May ,2015 ,PP 1-26 .
-The Global Competitiveness Report ,different numbers.
-UNCTAD,"Coronavirus Outbreak has Cost Global Value Chains $50 Billion in
Exports",Geneva ,March2020,PP8-14.
-World Economic Forum ,"The Shifting Geography of Global Value Chains
:Implications for Developing Countries and Trade Policy ",Global Agenda Council
on the Global Trade System ,2012, PP 1-36.
-World Investment Report , Global Value Chains : Investment and Trade For
Development ",United Nations , New York and Geneva ,2013

28

You might also like