You are on page 1of 22

‫العولمة‬

‫محمد الصريدي و هبة ابيش ‪:.‬أسماء مقدمين العرض‬


‫‪ .‬السنة ‪2022/2023 :‬‬
‫‪ .‬مادة ‪ :‬اللغة العربية‬
‫‪ .‬الثانوية التقنية لالخديجة‬
‫‪ .‬تم انجاز العرض في ‪05/10/2022 :‬‬
‫‪ :‬فهرست العرض‬
‫‪ )1‬تقديم ‪.‬‬
‫‪ )2‬مفهوم العولمة ‪.‬‬
‫‪ )3‬مقاييس العولمة ‪.‬‬
‫‪ )4‬نتائج العولمة ‪.‬‬
‫‪ )5‬سلبيات العولمة ‪.‬‬
‫‪ )6‬عالقة العولمة و الهوية الثقافية ‪.‬‬
‫‪ )7‬التركيب ‪.‬‬
‫‪ :‬تقديم‬
‫شه د العال م الیوم ف ي ك ل أجزائ ه وف ي مختل ف المیادین الحیویـة‬
‫مختل ف المس ـتجدات والمـتغیرات والت ي ل م یس بق للعال م أ ن عرفه ا بص ورتها‬
‫الحالیة‪ .‬ولعــل أهـــم تلـــك المس ــتجدات وأبرزهــا علـــى الس ــاحة العالمیـــة هــي‬
‫ظـــاهرة العولم ــة ه ــذه الظاهرة حدیثة المفهوم عریقة الجذور والتي أصبحت‬
‫محط أنظار الجمیع لما تشكله فـي حیـاة األمم والشعوب من تحدیات اقتصادیة‬
‫وسیاسیة وثقافیة وتربویة‪ ..‬الخ‪.‬والتي انعكست آثارها اإلیجابیة والسلبیة في‬
‫مختلف جوانب حیاتنا الیومیة‪ .‬وبما أن ظاهرة العولمة أصبحت حتمیة تاریخیة‬
‫تفرض نفسها على األمم والشعوب خاصة منها السائرة في طریق النمو‪ ،‬فرض‬
‫هذا الواقـع عل ى هذه الدول أ ن تراجــع إس تراتيجيتها وانجازاته ا المرحلیة‬
‫وتغییر وتطور نظمها المحلیة مع ما یتالءم مع النظام العالمي الجدید‪.‬‬
‫‪ :‬مفهوم العولمة‬
‫إن العولم ة مص طلح جدي د يعبّر ع ن ظاهرة‬ ‫ّ‬
‫قديم ة‪ ،‬أدّت إل ى جع ل العال م قري ة إلكترونيّ ة‬
‫ص غيرة تتراب ط أجزاؤه ا ع ن طري ق األقمار‬
‫الص ناعيّة واالتص االت الفضائيّ ة والقنوات‬
‫التلفزيونيّ ة‪ ،‬وق د ورد ع ن علماء التاري خ أن ّ‬
‫العولم ة ليس ت ظاهرة جديدة ب ل قديم ة ترج ع‬
‫في أصلها وبداياتها إلى نهاية القرن السادس‬
‫عش ر الميالدي‪ ،‬حي ث ظهرت م ع بداي ة‬
‫االس تعمار الغرب ي آلس يا وأوروب ا‬
‫ثم ارتبط ت بتطور النظام‬ ‫ّ‬ ‫واألمريكيتي ن‪،‬‬
‫التجاري الحدي ث ف ي أوروب ا‪ ،‬مم ا أدى إل ى‬
‫ظهور نظام عالم ي معق د اتص ف بالعالميّ ة ثم ّ‬
‫ة‪.‬‬ ‫م العولم‬ ‫ه اس‬ ‫ق علي‬ ‫ُأطل‬
‫‪ ‬يمك‪/‬ن وض‪/‬ع مفهوم أخ‪/‬ر للعولم‪/‬ة إال وه‪/‬و الكلم‪/‬ة المس‪/‬تخدمة لوص‪/‬ف التراب‪/‬ط المتزاي‪/‬د القتص‪/‬اديات العال‪/‬م‪ ،‬والثقافات‪،‬‬
‫والس‪/‬كان‪ ،‬النات‪/‬ج ع‪/‬ن التجارة ع‪/‬بر الحدود ف‪/‬ي الس‪/‬لع والخدمات‪ ،‬والتكنولوجي‪/‬ا‪ ،‬وتدفقات االس‪/‬تثمار‪ ،‬واألشخاص‪،‬‬
‫والمعلومات‪ .‬أقامت البلدان شراكات اقتصادية لتسهيل هذه التحركات على مدى قرون عديدة‪.‬‬

‫‪ ‬ويمك‪/‬ن أيض‪/‬ا وض‪/‬ع مفهوم آخ‪/‬ر للعولم‪/‬ة عل‪/‬ى أنه‪/‬ا عملي‪/‬ة التفاع‪/‬ل والتكام‪/‬ل بي‪/‬ن األفراد والشركات والحكومات ف‪/‬ي‬
‫جمي‪/‬ع أنحاء العالم‪ .‬تس‪/‬ارعت العولم‪/‬ة من‪/‬ذ القرن الثام‪/‬ن عش‪/‬ر بس‪/‬بب التقدم ف‪/‬ي تكنولوجي‪/‬ا النق‪/‬ل واالتص‪/‬االت‪ .‬أدت‬
‫هذه الزيادة ف‪/‬ي التفاعالت العالمي‪/‬ة إل‪/‬ى نم‪/‬و التجارة الدولي‪/‬ة وتبادل األفكار والمعتقدات والثقافة‪ .‬العولم‪/‬ة ه‪/‬ي ف‪/‬ي‬
‫المقام األول عملي‪/‬ة اقتص‪/‬ادية للتفاع‪/‬ل والتكام‪/‬ل ترتب‪/‬ط بالجوان‪/‬ب االجتماعي‪/‬ة والثقافية‪ .‬وم‪/‬ع ذل‪/‬ك‪ ،‬فإ‪/‬ن الخالفات‬
‫ضا أجزاء كبيرة من تاريخ العولمة والعولمة الحديثة‪.‬‬ ‫والدبلوماسية هي أي ً‬
‫‪ :‬مقاييس العولمة‬
‫‪‬مجاالت العولمة ‪:‬‬
‫تدل العولمة إلى عملية تغيير جميع الحاالت اإلقليمية إلى حالة عالمية‪ ،‬حيث يتم عن‬
‫طريقها دعم التواصل بين الدول في جميع العالم‪ .‬ويعد الهدف الرئيسي من العولمة‬
‫اتحاد الطاقات وتوجيهها‪ ،‬نحو األحسن على جميع األصعدة السياسية والتكنولوجية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫– المجال االقتصادي والمالي ‪:‬‬
‫المقصود بالعولمة في المجال االقتصادي والمالي هو ما جعل العالم سوقاً واحداً‬
‫مفتوحاً أي العودة إلى إلغاء الرسوم الجمركية بين الدول‪ ،‬وكذلك كافة القيود التي‬
‫تحول دون حركة البضائع والخدمات ورؤوس األموال‪ ،‬فيمكن ألي شركة صناعية أن‬
‫تقي م مص انع ف ي أ ي دول ة ويمك ن أل ي بن ك أ و شرك ة تأمي ن أ و مكت ب محاس بة أ و‬
‫‪.‬هندسة أن يفتح فروعاً له‪ ،‬كما تنتقل رؤوس األموال من عملة إلى أخرى كما تشاء‬
‫وتشم‪/‬ل العولم‪/‬ة أيضا ً تحوي‪/‬ل ملكي‪/‬ة الدولة والقطاع العام للمشروعات إلى القطاع الخاص‬
‫كم‪/‬ا تشم‪/‬ل تحري‪/‬ر أس‪/‬واق المال واألوراق المالي‪/‬ة م‪/‬ن أ‪/‬ي قيود بحي‪/‬ث أ‪/‬ن يكون تداول العمالت‬
‫واألسهم دون قيود فيشتريها من يريد وبأي قدر يريد‪.‬‬
‫– المجال السياسي ‪:‬‬
‫تظهر هذه ال َعولَمة بشكل كبير في الهيمنة ا‪/‬لمفروضة من قِبَل ُدول العالم القويّة على ال‪ُّ /‬دول‬
‫النَّامية والضعيفة‪ ،‬وذلك من خالل تأثيرها في اقتصادها واختراقه‪ ،‬مما يدفع الدول النَّامية‬
‫إلى ال ُخضوع لِما يُرضي ال ُّدول القوية ويخدم مصالحها‪ ،‬ويتم ذلك دون ال‪/‬رجوع إلى الرأي‬
‫اضطرابات كبيرة وعدم استقرار‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬العام في ال ُّدول النَّامية‪ ،‬األمر ال‪/‬ذي يُؤدي إلى حدوث‬

‫– المجال االجتماعي و حقوق اإلنسان ‪:‬‬


‫هدف العولمة في المجال االجتماعي إلى تنميط البشر في جميع البالد وفقا لمعايير الغرب‪،‬‬
‫وقد تبدى هذا بوضوح في مؤتمرات األمم المتحدة للسكان وال‪/‬مرأة وحقوق اإلنسان وكشفت‬
‫حرارة المناقشات عن مدى شراسة الهجمة الغربية الهادفة إلى تغليب معايير الثقافة الغربية‬
‫‪ .‬والحضارة الغربية وتعميمها في العالم كله‬
‫وم‪/‬ا يمي‪/‬ز العولم‪/‬ة أنه‪/‬ا بقدر م‪/‬ا تعم‪/‬ل عل‪/‬ى تفكي‪/‬ك الفاعلي‪/‬ن االجتماعيي‪/‬ن التقليديي‪/‬ن‬
‫مث‪/‬ل الدول‪/‬ة القومي‪/‬ة والطبق‪/‬ة واألم‪/‬ة‪ ،‬تترك األفراد أ‪/‬و األغلبي‪/‬ة الس‪/‬احقة منه‪/‬م مشتتي‪/‬ن‬
‫خارج أ‪//‬ي إطار يس‪//‬مح له‪//‬م بممارس‪//‬ة دوره‪//‬م الجماع‪//‬ي أ‪//‬و بالتحول إل‪//‬ى جزء م‪//‬ن‬
‫مشروع عمومي‪ .‬وهذا التفكي‪///‬ك ه‪///‬و الذي س‪///‬مح للنخ‪///‬ب الحاكم‪///‬ة بالتحرر م‪///‬ن‬
‫االلتزامات التقليدي‪//‬ة وتحوي‪//‬ل الدول‪//‬ة الت‪//‬ي يس‪//‬يطرون عليه‪//‬ا إل‪//‬ى أداة لتحقي‪//‬ق أجندة‬
‫خاص‪/‬ة تتناق‪/‬ض م‪/‬ع األجندة الوطني‪/‬ة العام‪/‬ة أ‪/‬و تختل‪/‬ف اختالف‪/‬ا ك‪/‬بيرا عنه‪/‬ا بقدر م‪/‬ا‬
‫تتفق وأجندة السيطرة الخارجية النازعة إلى أن تكون سيطرة إمبراطورية ‪.‬‬
‫‪ :‬نتائج العولمة‬
‫‪ ‬ويف ما يأيت أمه النتاجئ النامجة عن العوملة عىل األصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية ‪:‬‬
‫‪ ‬الصعيد‪ -‬الث ّقايف ‪:‬‬
‫تعت‪-‬رب الث ّقاف‪-‬ة قوة ديناميكي‪-‬ة غري‪ -‬اثبت‪-‬ة وقابةل‪ -‬للتغيري‪ ،-‬ذلكل‪ -‬جنده‪-‬ا األكرث‪ -‬تأ ًثرا مبظاه‪-‬ر الانفتاح‬
‫العامل‪-‬ي الناجت‪ -‬ع‪-‬ن العومل‪-‬ة‪ ،‬وم‪-‬ا رافق‪-‬ه م‪-‬ن تدف‪-‬ق خض‪-‬م للمعلومات واألموال واأليدي العامةل‪ ،-‬مم‪-‬ا عزز م‪-‬ن‬
‫اندماج الشعوب م‪--‬ع بعضه‪--‬ا البع‪--‬ض‪ ،‬وعزز الاس‪--‬تامثر‪ ،‬وفت‪--‬ح العدي‪--‬د م‪--‬ن اآلفاق أمام األفراد حن‪--‬و فرص‬
‫جديدة لل‪-‬تقدم والابتاكر‪ ،‬وعىل ‪ -‬الص‪--‬عيد اآلخ‪--‬ر زاد ذكل ‪ -‬م‪--‬ن خط‪--‬ر فقدان الهوي‪--‬ة احمللي‪--‬ة‪ ،‬األم‪--‬ر اذلي‬
‫تطل‪--‬ب إتباع مس‪--‬ار دقي‪--‬ق‪ ،‬كفي‪--‬ل ابملوا نز‪--‬ة م‪--‬ا بني‪ -‬تأثريات العومل‪--‬ة‪ ،‬واحلفاظ عىل‪ -‬الهوي‪--‬ة‪ ،‬بوجود احرتام‬
‫‪.‬متبادل لالختالف‪ ،‬بص‪--------‬ورة تضم‪--------‬ن احلوار اإلجيايب‪ --------‬والس‪--------‬الم والتفامه‪ --------‬بني‪ --------‬امجليع‬
‫‪‬الصعيد السياسي ‪:‬‬
‫انبثق عن العولمة سياسيًا ظهور العديد من المنظمات الدولية‪ ،‬بما فيها‪:‬‬
‫منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وهيئة األمم المتحدة وظهرت مفاهيم القانون الدولي‪،‬‬
‫ق واسع مفاهيم حقوق اإلنسان‪ ،‬والعدالة‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فقد فعززت على نطا ٍ‬
‫‪.‬االجتماعية على المستوى الدولي‬
‫‪ ‬الصعيد االقتصادي ‪:‬‬
‫ينعكس التطور السريع المرافق للعولمة‪ ،‬مثل‬
‫تطور أساليب النقل واالتصال على تقدم الجانب‬
‫االقتصادي العالمي‪ ،‬حيث عزز مفهوم التجارة‬
‫الدولية‪ ،‬وحقق الميزة التنافسية للعديد من‬
‫الشركات من خالل حصولها على المواد األولية‬
‫بأسعار زهيدة‪ ،‬وخفض كذلك من تكاليف‬
‫العمال‪،‬و حقق االستفادة من المهارات والخبرات‬
‫الفنية الخارجية‪ ،‬كما تؤثر العولمة أيضا ً على‬
‫الخدمات‪ ،‬إذ تستعين بعض الشركات الخدماتية‬
‫في قطاع االتصاالت والتكنولوجيا مثالً بمصادر‬
‫خارج حدودها‪ ،‬وتستفيد الدول المستقبلة لهذه‬
‫الشركات بالحصول على الوظائف ومحاربة‬
‫البطالة في صفوف مواطنيها‪.‬‬
‫‪ :‬سلبيات العولمة‬
‫لكل ظاهرة عالمية جانبها المظلم‪ ،‬وينطبق ذلك على العولمة‪،‬‬
‫سلبا على العديد من الجوانب‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬ ‫إذ أثرت ً‬
‫‪ ‬فقدان الهوية الثقافية‪ :‬في الوقت الذي أدت فيه العولمة إلى‬
‫عالميا‪ ،‬أدى ذلك إلى فقدان الهوية المحلية الخاصة‬
‫االندماج الثقافي ً‬
‫باألفراد والجماعات‪ ،‬وأفقدها عاداتها وسماتها المميزة‪ ،‬مما أفقد البشرية‬
‫ما يسمى بالتنوع الثقافي العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور الم‪/‬شاكل االقتصادية‪ :‬خلقت العولمة العديد من المشاكل‬
‫االقتصادية على الصعيد العالمي‪ ،‬فقد أدت إلى هجرة الكفاءات‬
‫والعقول من أوطانها لاللتحاق بما يسمى التوظيف الدولي‪ ،‬ودفعت‬
‫الشركات الكبرى على استغالل األيدي العاملة بأجور قليلة‪.‬‬
‫‪ ‬هيمنة وصراعات الدول الكبرى‪ :‬ظهرت العديد من الصراعات‬
‫السياسية بين قوى عالمية كبرى‪ ،‬بما في ذلك الصراع التجاري‬
‫القائم والمستمر إلى وقتنا الحاضر بين كل من الصين والواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعولمة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة إدارة رواتب الموظفين‪ ،‬ومتابعة التزامهم بالتعليمات‪،‬‬
‫والقوانين المتعلقة بتشغيل العمالة‪ ،‬وتنظيم الضرائب‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب تع ّدد األسواق‪.‬‬
‫‪ ‬استغالل العمالة الوافدة؛ حيث تدفع المنافسة الشديدة بين‬
‫الشركات لتقديم سلع منخفضة التكلفة لكسب أكبر عدد من‬
‫العمالء على حساب إيجاد عمالة وافدة بتكاليف أقل واستغالل‬
‫طاقاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة تكلفة بيع المنتجات في الدول الخارجية؛ وذلك بسبب‬
‫فر‪/‬ض الرسوم الجمركية ور‪/‬سوم التصدير‪./‬‬
‫‪ :‬عالقة العولمة والهوية الثقافية‬
‫‪ ‬مفهوم الهوية الثقافية ‪:‬‬
‫إن مفهوم الهوية الثقافية يعرف من جهتين‪ ،‬األولى خارجية بدأت في‬
‫اآلونة األخيرة مع العولمة وتعددت تعريفاتها على مستوى كل المجاالت‬
‫المعروفة وما تمثله العولمة من محاولة لتنظيم أو إعداد نظام عالمي جديد بكل‬
‫ما يترتب عليه من هذا النظام من سلبيات تطال في معظمها بلدان العالم الثالث‪.‬‬
‫أما الجهة الثانية‪ ،‬فهي داخلية وتتمثل في ندرة المقاربات العلمية والموضوعية‬
‫بهذا الموضوع خاصة في دول العالم الثالث فالهوية الثقافية ال تكتمل إال إذا‬
‫كانت مرجعيتها جماع الوطن واألمة والدولة بوصفها التجسيد القانوني لوحدة‬
‫‪.‬الوطن واألمة‪ ،‬وكل ما يمس بواحدة من هذه فهو يمس بالهوية الثقافية‬
‫‪‬عالقة العولمة والهوية الثقافية ‪:‬‬

‫إ‪/‬ن العالق‪/‬ة بي‪/‬ن العولم‪/‬ة والهوي‪/‬ة الثقافي‪/‬ة ف‪/‬ي‬


‫التناف‪///‬ر والتص‪///‬ادم والص‪///‬راع إ‪///‬ذ تس‪///‬عى‬
‫العولم‪/‬ة إل‪/‬ى خل‪/‬ق وحدة ومنظوم‪/‬ة متكامل‪/‬ة‪،‬‬
‫ف‪//‬ي حي‪//‬ن تداف‪//‬ع الهوي‪//‬ة ع‪//‬ن التنوع والتعدد‪.‬‬
‫كم‪//‬ا نج‪//‬د العولم‪//‬ة تهدف إل‪//‬ى القضاء عل‪//‬ى‬
‫الحدود والخص‪////‬وصيات المختلف‪////‬ة بينم‪////‬ا‬
‫الهوي‪/////‬ة تس‪/////‬عى إل‪/////‬ى االعتراف بعال‪/////‬م‬
‫االختالفات وترف‪///‬ض الذوبان‪ ،‬وباختص‪///‬ار‬
‫فالعولم‪/‬ة تبح‪/‬ث ع‪/‬ن ك‪/‬ل م‪/‬ا ه‪/‬و عام وشام‪/‬ل‬
‫بينم‪/‬ا الهوي‪/‬ة ه‪/‬ي انتقال م‪/‬ن العام إل‪/‬ى الخاص‬
‫‪.‬وم‪/‬ن الشام‪/‬ل إل‪/‬ى المحدود‬
‫‪ :‬بعض ردود الفعل‬
‫• في العالم العربي تتشكل صورة تنوع متعدد فهو يضم مجموعة من الثقافات‬
‫واللغات واألعراف المتعددة والمتنوعة غير أن ثمة قيم ومثل عليا تتوحد حولها هذه‬
‫األمم والشعوب وتشكل بالنسبة لها إرثا ً مشتركا ً ينبغي حمايته والدفاع عنه‪ ،‬لقد‬
‫أصبحت جهود البلدان اليوم تتجه نحو خلق‪ ‬تنمية مستدامة‪ ‬تضمن لجميع الشعوب‬
‫حياة آمنة في جو من األخوة واالنسجام‪ ،‬وذلك من خالل استغالل توجيه التنوع‬
‫الثقافي لصالح جهود التنمية ومحاربة الفقر واألوبئة التي تجتاح مناطق عديدة من‬
‫العالم‪ .‬إن التنوع داخل المجتمع الواحد يمكن أن يستغل كحافز للتنمية واالستقرار إذا‬
‫ما كرست الجهود الحكومية وغير الحكومية لذلك‪ ،‬وهو ما يمكن أن يحدث عن‬
‫طريق خلق برنامج وأنشطة مهتمة بهذا المجال‪ .‬فالعالم العربي واإلسالمي أصبح‬
‫ينظر إلى العولمة على أساس أنها أداة للهيمنة والسيطرة القوية على الضعيف‪ .‬فليس‬
‫االنكماش واالنطواء على الذات هو الوقاية من العولمة بل يمكن التعامل مع العولمة‬
‫على أنها تطور هائل في التقنيات ووسائل المعرفة وأن التطور ليس موجه ضدنا‬
‫بالضرورة وإنما هو لصالحنا إن نحن استخدمناه استخداما سليما يمكننا من الحفاظ‬
‫على هويتنا الثقافية في ظل تعاطي إيجابي مع العالم والمستجدات الدولية في هذا‬
‫• الدول النامية والتي تعتبر الدول العربية واإلسالمية منها‪ ،‬ال يمكنها أن تمنع‬
‫العولمة الثقافية من االنتشار‪ ،‬ألنها ظاهرة واقعية تفرض نفسها بحكم النفوذ‬
‫السياسي والضغط االقتصادي والتغلغل ألمعلوماتي واإلعالمي التي يمارسها‬
‫النظام العالمي الجديد‪ ،‬لكن تستطيع أن تتحكم في اآلثار السلبية لهذه العولمة‪ ،‬إذ‬
‫بذلت جهودا مضاعفة للخروج من مرحلة التخلف إلى مرحلة التقدم في المجاالت‬
‫كلها وليس فحسب في مجال واحد نظراً للترابط بين عناصر التنمية الشاملة‬
‫ومكوناتها‪.‬‬
‫‪ :‬التركيب‬
‫نستخلص من خالل ما سبق إن العولمة ما هي إلى أداة‬
‫للربط بين مختلف األجناس و نشر ثقافتهم في عدة مجاالت‬
‫كالمجال االقتصادي السياسي واالجتماعي غير‪/‬ها كما إن‬
‫العولمة حققت عدة نتائج مهمة على مختلف‪ /‬األصعدة لكن مع‬
‫ذلك لكل ظاهرة عالمية فللعولمة أيضا جانب مظلم والذي سلبا‬
‫على العديد من الجوانب نذكر منها فقدان الهوية الثقافية ظهور‬
‫المشاكل االقتصادية صر‪/‬اعات الدول الكبرى وغيرها ‪.‬‬
‫وأن العولمة هي حقا ظاهرة متداخلة متجلية في‬
‫مختلف لمستويات‪ ،‬فقد أحدثت العديد من التغيرات على‬
‫البشر‪ ،‬وفي الوقت الذي تسعى فيه إلى توحيد العالم‪،‬‬
‫فهي وفي المقابل‪ ،‬تزيد في قطر الفجوة بين الغرب‬
‫المتقدم والجنوب المتعثر نموه بسبب مختلف العراقيل‬
‫التي تحول دون تجاوزه لعتبة النمو ‪.‬‬
‫فالزمن الذي نعيش فيه أصبح ال يعترف بالحدود‬
‫بكلى المفهومين ‪ :‬الحدود الجغرافية؛ ذلك أن معجزة‬
‫االتصال قربت بين البشر عبر آلة الحاسوب‪ ،‬والحدود‬
‫اإلنسانية؛ أي كل ما يتعلق بالقيم واألخالق والعادات‬
‫والتقاليد ‪.‬‬
‫العولمة سالح ذو حدين؛ ال يمكن الهروب منها‪ ،‬وال ينبغي‬
‫الرضوخ لها بشكل مطلق‪ ،‬فال بد أن تحافظ كل الدول‬
‫والشعوب‪ ،‬وخاصة المستضعفة منها‪ ،‬على سيادتها من أجل‬
‫صد الهيمنة الخارجية‪ ،‬عن طريق وضع سياسات لمواجهة‬
‫السيل الجارف للعولمة ‪.‬‬
‫يف‬
‫اخلتام أشكرمك عىل حسن‬
‫اسامتعمك وإ نصاتمك و أمتىن إ ن‬
‫يكون العرض قد انل إ جعابمك ‪.‬‬

You might also like