You are on page 1of 222

‫الجمهوريت الجسائريت الديمقراطيت الشعبيت‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫حامعت أبو بكر بلقايد – جلمسان‪-‬‬
‫كليت العلوم إلاقتصاديت‪ ،‬التجاريت و التسيير‬

‫أطروحت لليل شهادة دكتوراه جخصص علوم اقتصاديت‬

‫جحدياث الهجرة حلوب ‪ -‬شمال‬


‫ر‬
‫اثر التحويالر املاليراللمملاثوير علر الالتملار الج اث ي‬

‫إعداد الطالب‪ :‬بلميمون عبد اللور‬


‫لجلت امللاقشت ‪:‬‬

‫حامعت جلمسان‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫ألاستاذ الدكتور كرزابي عبد اللطيف‬
‫حامعت جلمسان‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫ألاستاذ الدكتور بوهلت علي‬
‫حامعت جلمسان‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫ألاستاذ الدكتور بوثلجت عبد اللاصر‬
‫حامعت سعيدة‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫الدكتور بلعربي عبد القادر‬
‫حامعت معسكر‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫الدكتور مختاري فيصل‬
‫حامعت بشار‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫الدكتور فراجي بلحاج‬

‫السلت الجامعيت ‪2015 -2014 :‬‬


‫خطة البحث‬

‫الفصل الاول‪ :‬إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬

‫املبحث ألاول‪:‬مفهوم الهجرة‪ ،‬أنواعها و محدداتها‬

‫املبحث الثاني ‪:‬أثار ظاهرة الهجرة على الدول ألاصلية و املستقبلة‬

‫املبحث الثالث‪ :‬هجرة ألادمغة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫املبحث ألاول‪ :‬النظريات املفسرة ملحددات ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫املبحث الثاني‪:‬النظريات املفسرة ألثار ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫املبحث الثالث‪ :‬النظريات الجدًدة لالستدراك الاقتصادي‬

‫الفصل الثالث‪ :‬التحويالت املالية للمهاجرين‬

‫املبحث ألاول‪ :‬مفهوم و محددات التحويالت املالية للمهاجرين‬

‫املبحث الثاني‪ :‬قنوات املعتمدة في ثحويالت املالية من طرف املهاجرين‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أثار التحويالت املالية للمهاجرين‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬

‫املبحث ألاول‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫املبحث الثاني ‪:‬دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على النمو الاقتصادي‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إًجاد العالقة بين خصائص املهاجر العائد و الاستثمار في الجزائر‬
‫املقدمة العامة‬

‫يشيد العالم اليوم‪ ،‬تغي ار واضحا في خريطتو االقتصادية‪ ،‬نتيجة لظاىرة العولمة‪ ،‬حيث ان ىذه الظاىر ة لم‬

‫تأخذ شكميا النيائي و ال تزال في بدايتيا‪ ،‬لتضارب مصالح الدول و تنافسيا عمى المستوى الدولي من‬

‫جية و عدم اتفاقيا عمى وضع آلية تسير العالقة االقتصادية الدولية من جية أخرى‪ ،‬و تعتبر ظاىرة‬

‫العولمة ظاىرة مستمرة ذات اتجاىين متعاكسين ‪ ،‬حيث يتمثل االتجاه األول في تأثير االقتصاد الدولي‬

‫عمى السياسات االقتصادية المحمية‪ ،‬من خالل دفع ىذا األخير إلى تحرر و رفع جميع القيود‪ ،‬أما االتجاه‬

‫الثاني يكون من السياسات االقتصادية المحمية إلى نظام االقتصاد العالمي من خالل قواعد الحماية و‬

‫إيقاف نزيف عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫و تظير مالم ح ظاىرة العولمة من خالل‪ ،‬الدول الصناعية المتقدمة في شمال الكرة األرضية و التي‬

‫تعرف أزمة مالية واقتصادية عنيفة‪ ،‬أثرت عمى توازنيا في جميع قطعتاىا الحساسة من اقتصادية‪،‬‬

‫سياسية و اجتماعية‪ ،‬حيث أصبحت ىذه االزمة تيدد ليس فقط استقرار الدول المتقدمة وانما أسس النظام‬

‫الرأسمالي بأكممو‪ .‬واذا كانت ىذه األزمة قد بدأت من اقتصاد الواليات المتحدة األمريكية فإنو سرعان ما‬

‫انتقمت لتبمغ الدول المتقدمة األخرى مثل أوروبا التي عرفت انييارات لعديد من اقتصاديات الدول داخل‬

‫االتحاد ‪ ،‬ثم بعد ذلك انتقمت إلى باقي أرجاء الكرة األرضية بما فييا دول النامية‪ ،‬و سرعة انتقاليا كان‬

‫مرىون بتطور آليات االتصال المالي ‪ .‬ويطرح ىذا األمر تساؤالت عدة حول طبيعة العالقات االقتصادية‬

‫الدولية والقوانين التي تخضع ليا في عالم يشيد حركة ديناميكية لوسائل اإلنتاج من رؤو س األموال‪،‬مواد‬

‫األولية و اليد العاممة المؤىمة و الغير مؤىمة‪.‬‬

‫إذا كانت لظاىرة العولمة االقتصادية أبعاد رئيسية متعددة ومترابطة متمثمتا في كل من‪ ،‬البعد‬

‫د الثقافي‪ ،....‬فإن الذي ييمنا ىنا ىو الجانب‬ ‫االقتصادي‪ ،‬البعد السياسي‪ ،‬البعد االجتماعي‪ ،‬البع‬

‫االقتصادي في ىذه الظاىرة‪ ،‬وفي حقيقة األمر فإن الذي ييمنا بالدرجة األولى في العولمة االقتصادية في‬

‫ىذه المذكرة ىي تمك اآلثار والنتائج التي تفرزىا‪ ،‬وخاصة السمبية منيا فيما يخص الدول النامية‪ .‬إن من‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫مظاىر العولمة االقتصادية زيادة االعتماد المتبادل بين الدول واالقتصاديا ت الدولية من خالل عولمة‬

‫عمميات اإلنتاج ‪ ،‬حركة اليد العاممة والتسويق لكثير من الصناعات الحديثة‪ ،‬ونمو حجم التجارة الدولية‬

‫وتنويعيا‪،‬وانتقال رؤؤس األموال عبر الحدود‪ ،‬وزيادة عدد ونشاط الشركات المتعددة الجنسيات ‪.‬‬

‫إن حقيقة زيادة الصادرات وتقميل الواردات تسيطر عمى المخططات التجارية الدولية بشكل عام بالنسبة‬

‫ان الدول المتقدمة تعتبر ذات طابع تجاري مزدىر‬ ‫لجميع الدول ولمدول النامية بشكل خاص ‪ ،‬وبما‬

‫استنادا عمى سياساتيا التجارية القوية مع الخارج وانطالقاً من قاعدة اقتصادية متينة أساسيا توفر رأس‬

‫المال البشري والمالي والموارد الطبيعية المستغمة بشكل أمثل بسبب التقدم التقني باإلضافة إلى تعدد‬

‫الكفاءات واأليدي الماىرة‪ ،‬حيث شيد قرن الثمانينات تغيرات عديدة في النواحي االقتصادية وتمثمت ىذه‬

‫التغيرات في زيادة معدالت النمو االقتصادي في الدول الصناعية وزاد معدل التبادل التجاري لدول العالم‬

‫الثالث والدول الصناعية ‪ ،‬وانخفض سعر البترول ‪ ،‬وقد انعكس ىذا التقدم عمى اقتصاد بعض دول العالم‬

‫البطالة ‪ ،‬وقمة قدرة الدولة عمى توفير الخدمات العامة ‪ ،‬وانخفضت‬ ‫الثالث ‪ ،‬فارتفعت بذلك معدالت‬

‫ميزانياتيا ‪ ،‬وارتفعت ديونيا الخاصة ‪ ،‬ما نتج عنو ازدياد معدل المياجرين من الريف لممدن فازداد بذلك‬

‫عدد السكان المناطق الحضرية وقمة فرص العمل فييا‪ ،‬الن المياجرين اغمبيم غير مؤىمين لمعمل في‬

‫المدينة ‪ ،‬ىذه الظاىرة تولد عنيا ظاىرة أخرى اشمل من اليجرة داخل حدود الوطن و متمثمة في اليجرة‬

‫الدولية‪ ،‬حيث يياجر أفراد الدول النامية لعدة أسباب تكون دافعة‪ ،‬وتشمل ىذه األسباب عوامل الحروب‪،‬‬

‫النزاعات‪ ،‬الكوارث الطبيعية‪ ،‬االضطياد‪ ،‬الفقر والبطالة ىذا من جية‪ ،‬و من جية أخرى و نتيجة الوضع‬

‫االجتماعي و االقتصادي الممتاز في الدول المتقدمة ظيرت عوامل جالبة لألفراد المجتمعات األخرى‪،‬‬

‫ومن أىم عو ِ‬
‫امل الجمب ‪ ،‬نجد أن العامل الرئيسي ىو اقتصادي و يشمل الحاجةُ إلى العمال المياجرين‬

‫في الدول المتقدمة‪ ،‬حيث سجمت أرقام البنك الدولي فيما يخص اليجرة الداخمية عن انتقال ما يقارب ‪700‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ 230‬مميون‬ ‫مميون شخص داخل أوطانيم‪ ،‬أما فيما يخص اليجرة الخارجية فكان عدد المياجرين يفوق‬

‫شخص في سنة ‪. 2013‬‬

‫نجد أن أغمبية حركة المياجرين العابرين لمحدود تكون بشكل غير قانوني‪ ،‬نتيجة لعدم وجود قنوات لميجرة‬

‫الشرعية‪ ،‬ال سيما بالنسبة لمعمال ذوي الميارات المتدنية‪ ،‬رغم وجود حاجة ليؤالء في أسواق العمل لدول‬

‫المستقبمة و التي تكون عادة الدول المتقدمة‪.‬‬

‫وينظر العديد من الناس إلى اليجرة باعتبارىا السبيل الوحيد لتحسين وضعيم االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬

‫وال يرون أحياناً خيا اًر آخر سوى اليجرة و القيام بـاألعمال "أسفل اليرم الميني" التي ال يقوم بيا سكان‬

‫متدنية‪ .‬عمى ىذا أصبحت ظاىرة اليجرة الخارجية محل اىتمام‬ ‫األصميون لمدولة‪ ،‬وذلك مقابل أجور‬

‫االكاديميين من خالل محاولة معرفة محددتيا‪ ،‬حيث تسمم النظريات الكالسيكية والنيوكالسيكية لميجرة بان‬

‫السكان ينتقمون أساسا من المناطق التي يتزايد فييا العرض من العمال وينخفض فييا مستوى األجر إلى‬

‫األجر‪ .‬عمى أن استمرار تيار اليجرة‬ ‫المناطق التي يتزايد فييا الطمب عمى العمال ويرتفع فييا مستوى‬

‫سوف يؤدى إلى انخفاض ضغوط البطالة في الدول األصمية ومن ثم ميل مستويات األجور إلى االرتفاع‪.‬‬

‫كذلك نجد أن ازدياد العرض من العمل في الدول المستقبمة سوف يؤدى إلى ميل مستويات األجور إلى‬

‫االنخفاض وىكذا تتالشى الفروق فى مستويات متوسط دخل الفرد بين كل من الدول المرسمة والمستقبمة‬

‫فيتوقف تيار اليجرة‪.‬‬

‫إن استفادة الدول المستقبمة من اليجرة تشمل عدة عناصر‪ .‬من ذلك قدرة أصحاب العمل عمى‬

‫تشغيل العمال لوقت أطول ‪ ،‬وميل األجور نحو االنخفاض‪ ،‬والزيادة في إنتاجية العمل من خالل مزج‬

‫األعمال عمى أرباح‬ ‫التكنولوجي الحديثة مع العمل‪ .‬كذلك من الممكن أن يحصل أصحاب‬
‫ة‬ ‫األساليب‬

‫في عممية اإلنتاج مثمما ىو الحال في‬ ‫إضافية من خالل تخفيض كمية رأس المال الثابت المستثمر‬

‫في العممية اإلنتاجية‬ ‫استخدام أساليب اإلنتاج الكثيفة العمل‪ .‬فمما الشك فيو أن درجة كثافة رأس المال‬

‫‪3‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫إلى الدول‬ ‫في حالة غياب اليجرة‪ .‬وعمى ذلك فان اليجرة‬ ‫لمدول المستقبمة لميجرة سوف تكون أكبر‬

‫المستقبمة تقمل من الحاجة إلى االستثمار الرأسمالي‪.‬‬

‫في قطاعات مثل البناء‬ ‫أما فيما يتعمق بظروف العمل لممياجرين فعادة ما يعمل ىؤالء المياجرين‬

‫والخدمات والزراعة وفى الصناعات ذات القدرة التنافسية المنخفضة‪ .‬ويكثر استخدام العمال المياجرين في‬

‫‪ Seasonality‬عمى سبيل المثال فان صناعة البناء من‬ ‫ٍة‬


‫الموسمية‬ ‫القطاعات التي تخضع لظاىرة‬

‫الصناعات التي ترتبط بالدورات االقتصادية‪ .‬ففي أوروبا فى الستينيات اعتمدت صناعة البناء في المممكة‬

‫ألمانيا اعتمدت صناعة البناء عمى عمال من‬ ‫المتحدة عمى أعداد كبيرة من العمال االيرلنديين‪ .‬وفى‬

‫يوغوسالفيا ( السابقة )‪ .‬وفى سويس ار تم االعتماد عمى عمال البناء االيطاليين‪ ،‬وكذلك اعتمدت صناعة‬

‫البناء في فرنسا عمى عمال البناء االسبانيين والبرتغاليين وعمال البناء من شمال أفريقيا‪.‬‬

‫األجانب في عمميات جني المحاصيل ثم يعودون إلى‬ ‫كذلك من الناحية التاريخية يتم توظيف العمال‬

‫في كاليفورنيا عمى العمال‬ ‫الجني‪ .‬عمى سبيل المثال اعتمدت الزراعة‬ ‫بالدىم فور انتياء عمميات‬

‫الصينيين والينود والفمبنيين وحديثا عمى العمال المكسيكيين لتعويض النقص فى عمال الزراعة ‪ ،‬نجد نفس‬

‫الظاىرة في اسبانيا التي تستخدم العمالة المغربية بتكاليف تنافسية ‪ .‬من ناحية أخرى فقد اعتمدت صناعة‬

‫في كثير من الحاالت عمى العمال‬ ‫المنسوجات والمالبس فى بداية ىذا القرن عمى العمال المياجرين‬

‫المياجرين من أوروبا‪ .‬وبصفة عامة نجد أنو في كثير من الحاالت عادة ما يكون العمال المياجرين تحت‬

‫ظروف تجعميم يقبمون أعماال يرفضيا العمال المحميين‪.‬‬

‫كما أن العمال المياجرين في الصناعات كثيفة االستخدام لعنصر العمل وفى قطاعات اإلنتاج ذات‬

‫القدرة التنافسية األقل يساعدون عمى زيادة مستوى اإلنتاج دون الحاجة إلى استثمار األرباح في عمميات‬

‫تحديث التكنولوجيا اإلنتاجية‪ .‬مثال ذلك صناعات البناء والفنادق والمطاعم والخدمات األخرى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫عمى أن المنافع عمى البمد المستقبل ال تقتصر فقط عمى التحميل االقتصادي لمنفعة المشروعات بل‬

‫أيضا تمتد لتشمل المنافع عمى مستوى الكمية لممجتمع الناتجة عن اليجرة‪ .‬ومن ىذ ين المنافع انخفاض‬

‫التكاليف االجتماعية لإلنتاج‪ .‬وتنصرف التكاليف االجتماعية لإلنتاج إلى االستثمارات الفردية والعامة في‬

‫مجاالت التعميم والصحة واإلسكان وغيرىا من نفقات الرفاىية الالزمة لعممية اإلنتاج‪ .‬ومثل ىذه النفقات‬

‫تنخفض بصورة كبيرة جدا من خالل استخدام العمال المياجرين‪ .‬فبصفة عامة نجد أن العمال المياجرين‬

‫عادة ما يكون صغار فى السن وال يصحبون عائالتيم معيم ( أو غير متزوجين أصال ) ‪ ،‬ومن ثم فان‬

‫تكاليف تدريب وتعميم ىؤالء العمال عادة ما تكون صغيرة جدا إذ أنيا من الناحية الفعمية تمت من خالل‬

‫الدول ا لمصدرة وىو ما يعنى من الناحية الواقعية أن دول األصل ال ترسل فقط عماليا المدربين بتكاليف‬

‫أقل ولكنيا أيضا ترسل مع ىؤالء العمال رأسمال اجتماعي متمثل في ما يحممو ىؤالء العمال من ميارات‬

‫وتعميم وتدريب‪ .‬ومما الشك فيو أن ىذه العوائد تعد مرتفعة خصوصا كمما ارتفع مستوى المياجر التعميمي‬

‫أو التكويني وىى أيضا تكاليف ترتفع بمرور الوقت‪ .‬عمى سبيل المثال في دراسة لو ازرة الزراعة األمريكية‬

‫قدرت أن تكاليف تنشئة طفل ولد عام ‪ 1960‬حتى سن الثامنة عشر سنة تصل إلى ‪ 34‬ألف دوال ار‪ .‬بينما‬

‫‪ 1979‬إلى ‪ 165‬ألف دوال ار ‪ ،‬ىذا ما ولد سياسة اختيار‬ ‫تصل تكمفة تنشئة نفس الطفل المولود عام‬

‫المياجرين من اجل الحد من ىذه التكاليف ‪ .‬والشك إذا ارتفعت مستويات التعميم والتدريب فان ذلك سيعنى‬

‫تضاعف ىذه النفقات و التي تعتمد عمى السنوات التي يقضييا الفرد في التعميم والتدريب‪ .‬وفى دراسة‬

‫لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬قدرت تدفق رأس المال االجتماعي المجسد في العمال‬

‫المياجرين إلى أوروبا بحوالي ‪ 50‬مميون دوال ار سنويا وذلك في بداية السبعينيات من ىذا القرن‪ .‬وىو ما‬

‫يعنى أن نزيف الميارات المرتبط باليجرة يصاحبو أيضا نزيف لرأس المال من الدول األصمية إلى الدول‬

‫المستقبمة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫وتعتمد تكاليف اليجرة الخارجية عمى نوعية المياجرين إلى الخارج‪ ،‬فالبد وأن نفرق أساسا بين ىجرة‬

‫الم ؤىمة من العمال‪ ،‬وىجرة قميمة التأىيل ‪ .‬إذ أن ىجرة الم ؤىمة تعني فقدان دولة األصل ألحد مواردىا‬

‫ؤىمين والمتعممين ىجرة األدمغة‬ ‫النادرة وىو رأس المال البشري‪ .‬ولذلك يطمق عمى ىجرة العمال الم‬

‫"‪ ."Brain Drain‬أما الخسارة الرئيسية ليجرة رأس المال البشري الم ؤىل تتحدد أوال ‪ :‬إن عممية تعميم‬

‫اإلنفاق التعميمي المدعم بواسطة الدولة‬ ‫وتدريب ىؤالء المياجرين أخذت وقتا طويال وقد ار ىائال من‬

‫إلى الخارج تخسر الدولة‬ ‫إلى الخارج عممية مكمفة‪ .‬وبيجرة ىؤالء‬ ‫األصل‪ ،‬ومن ثم تصبح ىجرتيم‬

‫األصمية الخدمات التي يؤذونيا‪ ،‬أو النقص في اإلنتاج الناجم عن ىجرتيم فضال عن ذلك فان عممية‬

‫إحالل ىؤالء المياجرين بأفراد جدد ستكون أيضا مكمفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫وبيذا الشكل تؤدي اليجرة إلى سوء في توزيع الدخل بين دول المستقبمة و الدول المصدر لصالح دول‬

‫‪ Bhagwati‬بفرض ضريبة عمى " ىجرة األدمغة " تفرض عمى دول‬ ‫الميجر‪ .‬لذلك اقترح االقتصادي‬

‫المستقبمة وتحصل بواسطة حكومات الدول المستقبمة ثم يعاد توجيو ىذه الضريبة إلى الدول األم كنوع من‬

‫التعويض عن خسارة الميارات الناجمة عن ىجرة رأس المال البشري‪ .‬عمى العكس من ذلك فان ىجرة‬

‫العمال غير الميرة أحد المكاسب لدول المصدر‪ ،‬فأوال نجد أن ىذه النوعيات من العم ال تكون دائما في‬

‫حالة فائض في دولة األصل‪ ،‬ومن ثم ال تشعر الدولة األصل بخسارة ناجمة عن ىجرة ىؤالء العمال‪.‬‬

‫عمى العكس من ذلك فان ىؤالء العمال عادة ما يقومون بتحويل جزء من أجورىم الى أسرىم التي تركوىا‬

‫عند ىجرتيم في دولة األصل‪ .‬كذلك فان ىناك احتمال أن يعود ىؤالء العمال بعد فترة وقد ارتفعت‬

‫مستويات مياراتيم بسبب أي تدريب يكونون قد تمقوه في الخارج‪ .‬إال أن ظاىرة اليجرة ليست سمبية عمى‬

‫الدول األصمية بما يفترضو البعض‪ ،‬بل ىناك أثار ايجابية شممت التحويالت المالية اليائمة التي يقوم بيا‬

‫المياجرين إلى بمدانيم األصمية‪ ،‬حيث بمغت ىذه األخيرة ما يعادل ‪ 414‬مميار دوالر عام ‪ 2013‬مرتفعة‬

‫المسجمة رسمياً في إحصائيات‬


‫‪ % 6.3‬عن سنة ‪ ،2012‬و البمدان التي تمقت أكبر قدر من التحويالت ُ‬

‫البنك الدولي تمثمت في اليند (‪ 71‬مميار دوالر) والصين ( ‪ 60‬مميار دوالر)‪ ،‬والمكسيك ( ‪ 26‬مميار دوالر )‬

‫والفمبين ( ‪ 22‬مميار دوالر )‪ ،‬فعمى واقع ىذه األرقام نالحظ أن التحويالت المالية لممياجرين تشكل عامال‬

‫ميم في االقتصاد و مصد ار رئيسيا لمعممة الصعبة في العديد من الدول النامية‪ ،‬حيث تحافظ عمى‬

‫التوازنات المالية من خالل ميزان مدفوعات ىذه الدول و تساىم في سياسات اإلنعاش االقتصادي التي‬

‫تنتيجيا ىذه األخيرة‪.‬نجد كذلك أن الدراسات الحديثة في ىذا المجال أثبتت أن زيادة في حجم التحويالت‬

‫كبير في معدل الفقر (نسبة الفقراء) في العديد من البمدان منخفضة الدخل‪ ،‬ويشمل ذلك‬
‫انخفاض ُ‬
‫ُ‬ ‫صاحبو‬

‫كالً من أوغندا ‪ ،% 11‬وبنغالديش ‪ ،%6‬وغانا ‪.%5‬وعالوة عمى ذلك‪ ،‬فإن التحويالت‪ ،‬عمى ما يبدو‪ ،‬قد‬

‫ساعدت األسر في الحفاظ عمى مستوياتيا من االستيالك أثناء الصدمات االقتصادية واألزمات التي‬

‫‪7‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫ية في مجال خدمات التعميم‬ ‫تتعرض ليا‪ .‬وقد صاحب التحويالت كذلك ارتفاعُ في استثمارات األسر‬

‫والرعاية الصحية‪ ،‬فضالً عن ازدياد مشروعات العمل الحر‪.‬‬

‫أصبحت بمدان شمال أفريقيا معب اًر لميجرة‪ ،‬خاصة الغير شرعية إلى أوروبا‪ .‬إذ يقدر أن ما يتراوح من‬

‫‪ 100 000‬إلى ‪ 120 000‬من المياجرين غير القانونيين يعبرون البحر المتوسط سنوياً‪ ،‬يأتي ‪35 000‬‬

‫منيم من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬و ‪ 55 000‬من شمال أفريقيا و ‪ 30 000‬من بمدان أخرى‪.‬‬

‫و عمى واقع كل ما ذكرناه‪ ،‬فان الجزائر كدولة نامية تعد من بين األقطاب الرئيسية في ظاىرة اليجرة‪ ،‬و‬

‫ىذا عمى منظورين‪ ،‬المنظور األول يرى في الجزائر دولة مصدرة لممياجرين كبقية الدول اإلفريقية‪.‬‬

‫أما المنظور الثاني فيرى في الجزائر منطقة عبور رئيسية نتيجة عامل القرب من البحر األبيض المتوسط‬

‫الذي يشكل بوابة رئيسية وصمة وصل بين إفريقيا وأوروبا‪ ،‬ىذا الموقع الجغرافي‪ ،‬ساىم في تسييل عممية‬

‫انتقال األفارقة‪ ،‬و تعد الجزائر من بين اكبر الدول المستقبمة لتحويالت المالية خاصة عن طريق الشبكات‬

‫الغير رسمية التي يصعب تحديد رقم دقيق بشأنيا إال انو و حسب األخصائيين تعدت ىذه التحويالت ‪3.5‬‬

‫مميار دوالر سنة ‪.2013‬‬

‫و تبقى الدراسات في ىذا الموضوع قميمة عمى المستوى الوطني و الدولي ‪ ،‬مما نتج عنو عدم وجود أرقام‬

‫دقيقة بالنسبة لظاىرة و تأثيراتيا االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬و في ىذا العمل حولنا دراسة ىذه الظاىرة‬

‫عمى مستوى االقتصاد الوطني من خالل اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى تأثير التحويالت المالية للمهاجرين على النمو االقتصادي الجزائري؟‬

‫و لإلجابة عن ىذه اإلشكالية قمنا بطرح أسئمة فرعية تمثمت فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ماىية ظاىرة اليجرة و ماىية العوامل المولدة ليا؟‬

‫‪ -‬كيف تؤثر ظاىرة اليجرة عمى كل من الدول المولدة و المستقبمة ليا؟‬

‫‪8‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ -‬ما ىي الرؤى االقتصادية لظاىرة اليجرة؟‬

‫‪ -‬ىل تعتبر التحويالت المالية لممياجرين ظاىرة مستقمة عن اليجرة؟‬

‫‪ -‬كيف يمكن لتحويالت أن تؤثر عمى البمدان المستقبمة ليا؟‬

‫من أجل تحميل اإلشكالية أكثر فإن ىذا البحث ينطمق من ثالث فرضيات تعتمد عمى تحميل آلية‬

‫استغالل األموال المحولة من طرف المياجرين داخل االقتصاد الوطني ‪ ،‬حيث يمكن أن تسمك ىذه‬

‫األخيرة طريق االستثمار من خالل إنشاء مشاريع ‪ ،‬أو طريق االستيالك العائمي و تمبية حاجيات أسرة‬

‫المياجر‪ ،‬نتيجة وجود مشاكل أدت إلى عدم استثماره بحيث ركزنا في وضع الفرضيات عمى ىذا الجانب‬

‫و كانت عمى الشكل التالي‪:‬‬

‫الفرضية األولى ‪ :‬تمعب التحويالت المالية لممياجرين دو ار ايجابيا في االقتصاد الجزائري من‬

‫خالل المساىمة في النمو االقتصادي عن طريق استغالل ىذه األموال في توليد االستثمار و‬

‫خمق مشاريع اقتصادية‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬تولد التحويالت المالية لممياجرين أثار سمبية عمى االقتصاد الوطني‪ ،‬وىذا‬

‫بتوجيو ىذه التحويالت إلى االستيالك العائمي‪ ،‬الذي يركز عمى المواد المستورة عمى حساب اإلنتاج‬

‫الوطني‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪ :‬يجد المياجر حين عودتو مشاكل تحول دون خمقو لمشاريع استثمارية في‬

‫الوطن‪.‬‬

‫أما فيما يخص دوافع اختيار الموضوع فيمكن إرجاعيا إلى مجموعة من األسباب و التي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬تماشي الموضوع مع تخصصنا العممي‪.‬‬

‫‪ -‬القدر الكبير الذي أخذتو ظاىرة اليجرة عمى المستوى اإلعالم المحمي و الدولي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫‪ -‬االنتشار الكبير لظاىرة اليجرة خاصة الغير شرعية عمى مستوى الوطن‪.‬‬

‫‪ -‬مساىمة التحويالت المالية في إظيار الفوارق االجتماعية و االقتصادية في المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫بالنسبة لألىداف فيمكن تمخيصيا في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬توضيح ماىية ظاىرة اليجرة و مدى تأثيرىا عمى اقتصاديات الدول المصدرة ليا‪.‬‬

‫‪ -‬إثراء المكتبة بمرجع عممي يمكن االستناد إليو في الدراسات الخاصة بظاىرة اليجرة الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية المتمثمة في تحديد تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى‬

‫االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬محاولة معرفة أسباب التي تعيق المياجرين عمى توجيو أمواليم المحولة إلى االستثمار و ىذا إن‬

‫وجدة ‪.‬‬

‫فيما يخص المنيج المستخدم فقد تم االعتماد عمى مجموعة من المناىج فنجد المنيج الوصفي‬

‫الذي تم من خاللو التركيز عمى خصائص ظاىرة كل من اليجرة و التحويالت المالية لممياجرين‬

‫كما تم استخدام المنيج اإلحصائي و ذلك باالعتماد عمى التحاليل متغيرات القتصاد الكمي‬

‫الجزائري بما فييا التحويالت المالية خالل فترة زمنية من خالل نمذجتيا و االستعانة بطريقة‬

‫االستبيانات اإلحصائية‪.‬‬

‫لمعالجة اشكاليتنا اعتمدنا عمى مجموعة منّ األدوات و التي تتمثل في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المسح المكتبي لمختمف الكتب‪ ،‬المقاالت‪ ،‬المجالت و الجرائد الرسمية و اإلنترنت‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد عمى بعض الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ -‬المقابالت الشخصية لتجميع البيانات و المعمومات ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫املقدمة العامة‬

‫برنامج ‪ )SPSS20‬لتحميل البيانات و‬ ‫(برنامج‪eviews 7‬‬ ‫‪ -‬استعمال الطرق اإلحصائية‬

‫المعطيات‪.‬‬

‫كغيره من المواضيع فإن ىذا البحث ال يخمو من الصعوبات التي واجيتنا أثناء القيام بو و التي تتمثل‬

‫في ‪:‬‬

‫‪ -‬قمة المراجع الخاصة بظاىرة اليجرة بالنسبة لدول المصدرة ليا‪.‬‬

‫‪ -‬تضارب أرقام الخاصة باليجرة و التحويالت المالية لممياجرين في مختمف قواعد البيانات و عدم‬

‫وجودىا في بعض األحيان‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة الوصول و توزيع االستبيانات عمى المياجرين العائدين حيث تمت العممية في مدة سنتين‬

‫‪.‬‬

‫لإلجابة عن اشكاليتنا ىذه قمنا بتقسيم بحثنا إلى أربعة فصول حيث تضمن الفصل األول دراسة‬

‫مفيوم ظاىرة اليجرة و أىم تأثيراتيا عمى مستوى كل من الدول المصدرة و المستقبمة ليا‪ ،‬أما في‬

‫الفصل الثاني تطرقنا ألىم المقاربات و النظريات الخاصة بظاىرة المدروسة من خالل تحديد‬

‫أسس كل تيار أو نظريات التي عالجت الموضوع‪ ،‬كما جاء في الفصل الثالث دراسة تفصيمية‬

‫حول التحويالت المالية لممياجرين و المحددات التي تدخل في توليدىا‪ ،‬ليأتي في الفصل األخير‬

‫الدراسة التطبيقية التي تناولنا من خالليا مجموعة من النقاط المتمثمة في إيجاد نوع التأثير الذي‬

‫تولده التحويالت المالية لممياجرين عمى االقتصاد الجزائري كمرحمة أولى‪ ،‬ومن ثم محاولة معرفة‬

‫األسباب التي تحول دون استثمار المياجر ألموالو في الجزائر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تمهيد‬

‫شيد القرف الػ ‪20‬أكبر مكجات التنقؿ لؤلشخاص في العالـ مقارنة بسابقو‪ ،‬كيرجع ىذا إلى التطكر‬

‫التكنكلكجي لكسائؿ االتصاؿ التي ساعدت عمى التقارب الثقافي كحتى الديني مما جعؿ اتخاذ قرار التنقؿ‬

‫كالعيش في بيئة مغايرة عف األصمية ‪ -‬كالذم كاف يعد مستحيبل في السابؽ ‪-‬أم ار سيبل بؿ كعاديا‪ ،‬ىذا مف‬

‫جية‪ ،‬مف جية أخرل فإف تطكر كسائؿ النقؿ مف حيث السرعة كالراحة ككذا تناقص تكمفيا جعؿ الفرد ال‬

‫بالتنقؿ‪.‬‬ ‫يحتاج إلى كقت كبير لتجسيد ق ارره‬

‫إف مكضكع اليجرة بشكؿ عاـ‪ ،‬كاليجرة الدكلية بشكؿ خاص‪ ،‬ىك مكضكع قديـ ككبير ال يمكف اإلحاطة‬

‫بو مف كؿ جكانبو مف خبلؿ مقاؿ عممي أك محاضرة‪ ،‬فظاىرة اليجرة أصبحت معركفة في جميع البمداف‬

‫العالـ‪ ،‬كىي تطاؿ جميع الدكؿ كاألدياف كاألجناس مف البشر دكف استثناء ‪.‬كال يجكز استقراء الحمكؿ دكف‬

‫النظر إلى األسباب كالعمؿ كالكشؼ عف بعض األرقاـ التي ربما تفيد في إثارة التفكير في آثار اليجرة‪ ،‬إال‬

‫جماعي ‪.‬‬ ‫أف قرار اليجرة ىك قرار فردم قبؿ أف يككف‬

‫كنعتقد أف فحكل ما يصبك إليو الباحثكف في الحديث عف اليجرة ىك اإلجابة عف بعض األسئمة الجكىرية‬

‫ك المتمثمة فيما يمي‪:‬‬

‫ما ىي مخمفات‬ ‫لماذا اليجرة أصبلن ؟ كما الدكافع المباشرة كغير المباشرة لميجرة؟ كمف ىك المياجر؟ ك‬

‫الظاىرة؟ قبؿ كبعد اليجرة؟ كماىي انعكاسات الظاىرة عمى الدكؿ األصمية ك المستقبمة لممياجر؟ ك‬

‫لئلجابة عف ىذه األسئمة تطرقنا إلى تقسيـ ىذا الفصؿ إلى ثبلث مباحث نتناكؿ مف خبلليا مفيكـ اليجرة‪،‬‬

‫العالـ‪.‬‬ ‫محدداتيا ك أثارىا عمى دكؿ‬

‫‪13‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المبحث األول‪:‬مفهوم الهجرة‪ ،‬أنواعها و محدداتها‬

‫اىتماـ المعرفة بظاىرة اليجرة أنتج مجمكعة مف التعاريؼ ليا كالتي اختمفت باختبلؼ المنظكر الذم‬

‫االقتصادم)‪ ،‬حيث تكافقت في مفيكـ المصطمح‬ ‫درست منو (الجغرافي‪ ،‬السياسي‪ ،‬السكسيكلكجي أك‬

‫كاختمفت مف ناحية محدداتو كىذا ما سنكضحو مف خبلؿ ىدا المبحث‪.‬‬

‫المطمب األول ‪:‬مفهوم الهجرة‬

‫تعد اليجرة مف الظكاىر القديمة التي شاىدتيا اإلنسانية‪ ،‬حيث تغيرت مفاىيميا بتغير كجيات النظر إلييا‬

‫‪ emigration‬التي ظيرت سنة ‪1652‬‬ ‫المعنى االصطبلحي لميجرة مترجـ مف كممة‬


‫أكاآلليات التي تتحكـ فييا‪ ،‬ؼ‬

‫ـ كالتي كانت تدؿ عمى فعؿ ترؾ المكاف األصمي أك المغادرة‪ ،‬كأصؿ ىذه الكممة المغة البلتينية اقتبست مف‬

‫الفعؿ ‪ Immigrare‬كالذم يعنى الكلكج إلى أك المجيء إلى‪ .‬كعمى ىذا فإنو في المغة األجنبية يشير تعبير اليجرة‬

‫ينتقؿ إلى بمد آخر فيك مياجر كافد‬ ‫‪Migrant‬‬ ‫‪Migration‬إلى التغيير الدائـ لمكاف اإلقامة‪ ،‬فإذا كاف المياجر‬

‫مف البمد القديـ‪ .‬كاذا كاف انتقالو في داخؿ نطاؽ‬ ‫ك ىك مياجر نازح ‪emigrant‬‬ ‫‪Immigrant‬بالنسبة لذلؾ البمد‬

‫في‬ ‫الراحؿ)‪(out-Migrant‬‬ ‫في المنطقة الجديدة كالمياجر‬ ‫)‪(in–Migrant‬‬ ‫ببلده فيك يسمى بالمياجر النزيؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫المنطقة القديمة‬

‫كفي إطار ىذه المعاني الثبلثة تعكس‬ ‫‪Migrate‬‬ ‫أما قامكس كيبستر )‪ (Webster‬فقد أعطى ثبلثة معاف لمفعؿ‬

‫اليجرة "عممية التحرؾ التي يقكـ بيا الفرد أك مجمكعة األفراد كالتي ينجـ عنيا تغيير محؿ إقامتيـ"‪.‬‬

‫مف ىذا نجد أف ىناؾ أكثر مف مفيكـ اصطبلحي لميجرة في المغة األجنبية بحسب النظر إلى اتجاه اليجرة‪،‬‬

‫أف‬ ‫‪Mirrel‬‬ ‫حيث ذكر عمماء االجتماع العديد مف التعاريؼ المحددة لمفيكـ الظاىرة محؿ الدراسة فيرل‬

‫اليجرة ىي "تمؾ الظاىرة التي تحدث في حياة األفراد كالجماعات مرة كاحدة كتغير مف نسؽ حياتيـ كميا"‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Body-Gendrot (S.). « Les immigrants dans la vie politique aux Etats-Unis et en France »,vol. 4, n° 3, 1988.‬‬
‫‪Rath (J). « La participation des immigrants aux élections locales aux Pays-Bas », vol. 4, n° 3, 1988. Entzinger‬‬
‫‪(H.). « Y a-t-il un avenir pour le modèle néerlandais des "minorités ethniques" ? », vol. 10, n° 1, 1994.‬‬

‫‪14‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ك ما يعاب عمى التعريؼ أنو لـ يحدد اليدؼ مف اليجرة كما يمكف أف تحدث ىذه الظاىرة أكثر مف‬

‫‪2‬‬
‫مرة‪.‬‬

‫أف اليجرة ىي "تغير دائـ لممكاف الجغرافي لؤلفراد" كيتفؽ عبد الرسكؿ عمي‬ ‫‪Lundberg‬‬ ‫في حيف يرل‬

‫مرسي مع التعريؼ السابؽ بصكرة كبيرة إال انو يرل أف اليجرة ليست بالضركرة التغير الدائـ لمحؿ اإلقامة‬

‫‪3‬‬
‫بؿ يمكف أف يككف ىذا التغير شبو دائـ‪.‬‬

‫كما أضاؼ محمد عاطؼ غيث مصطمحا جديدا لميجرة كىك "االنتقاؿ الفيزيائي لفرد أك جماعة مف منطقة‬

‫إلى أخرل أك مف الريؼ إلى المدينة قصد تغير دائـ نسبيا لمكاف اإلقامة"‪ .‬كذلؾ نجد ‪ E.Thompson‬الذم‬

‫يغير مكاف سكنو المعتاد لفترة زمنية معتبرة عاب انر حدكدان سياسية فى أثناء‬
‫يعرؼ المياجر بأنو "الشخص الذم ّ‬
‫ّ‬

‫ىذا التغيير" أما عف تعريفو لميجرة فأنو يعرؼ اليجرة بأنيا "انتقاؿ الشخص مف مكاف األصمي أك المكاف الذم‬

‫غادره إلى مكانو آخر جديد يقصده بشرط أف يجتاز الشخص المياجر حدكدان إداريو أك حدكدا سياسية لبمداف‬

‫ترث إلى المسافة التي يقطعيا‬


‫معينة‪ .‬ك تقتضى اليجرة التغير الدائـ أك شبو الدائـ لمكاف اإلقامة دكف االؾ ا‬

‫الشخص المياجر"‪. 4‬‬

‫فعرؼ اليجرة عمى النحك اآلتي ‪":‬التغيير الدائـ أك شبو الدائـ لمكاف اإلقامة بغض النظر عف‬ ‫‪Evertt Lee‬‬ ‫أما‬

‫حرة أك إجبارية أك التفريؽ مابيف اليجرة الداخمية ك اليجرة‬


‫المسافة المقطكعة دكف االىتماـ إلى ككف اليجرة ّ‬

‫الدكلية"‪5.‬ك يمكف النظر إلى تعريؼ اليجرة مف ثبلث زكايا مختمفة‪:‬‬

‫فمف خبلؿ التفسير االقتصادم لظاىرة اليجرة فإف المياجر يترؾ كطنو األصمي بحثا عف العمؿ كيتضمف‬

‫ذلؾ تصك ار يمكف تمخيصو في نقطتيف أساسيتيف‪ :‬أ‪ -‬أف حدكث اليجرة يرتبط بمجمكعة مف العكامؿ‬

‫محمد فؤاد الحجازم االسر ك التصنيع مكتبة ك ىبة القاىرة الطبعة االكلى ‪ ,1972‬صفحة ‪.233‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬محمد فؤاد الحجازم نفس المرجع السابؽ صفحة ‪233‬‬


‫‪4 Veit Bader, "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford University Press, 2013," (Wiley‬‬

‫‪Online Library, 2014).‬‬


‫‪5 Alexandre Abreu, "The new economics of labor migration: beware of Neoclassicals bearing gifts" (paper‬‬

‫‪presented at the Forum for social economics, 2012).‬‬

‫‪15‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كالمتغيرات الطاردة كالجاذبة أم أف الحالة أك الكضعية المكجكدة في البمد األصمي تدفع الناس الى‬

‫مغادرتو كتركو كفي نفس الكقت فالحالة االقتصادية المربحة كالمزدىرة في البمد المستقبؿ تجذب المياجريف‬

‫إليو‪.‬‬

‫ب‪ -‬سمكؾ اإلنساف كالذم يبحث دائما عف تعظيـ المنفعة يمكف اعتباره أحد العكامؿ المفسرة‬

‫لمظاىرة فطبقا لمتفسير االقتصادم لمفيكـ اليجرة فاف البحث عف دخؿ كتحسيف المستكل المعيشي مف‬

‫خبلؿ إيجاد عمؿ مبلئـ يعد أحد العكامؿ الرئيسية في تحديد كتفسير ظاىرة اليجرة ىذا مف جية‪.‬‬

‫ذا التفسير عمى بعديف‬ ‫كمف جية أخرل يمكف تفسير ظاىرة اليجرة مف الجانب الجغرافي بحيث يقكـ ق‬

‫حسب‬
‫أساسييف أحدىما يرتبط بأسباب الطرد مف المكطف األصمي كاآلخر مرتبط بتحديد البمد المستقبؿ‪ .‬ؼ‬

‫النظرية الجغرافية فإف اختيار المياجر لمبمد المستقبؿ يتـ عمى أساس تشابو كتماثؿ الظركؼ الطبيعية‬

‫كالجغرافية مع ظركؼ البمد األصمي‪ .‬كأضاؼ الجغرافيكف في ىذا الباب عامبل آخر يتمثؿ في المسافة‬

‫حيث ذكركا أف ىناؾ عبلقة عكسية بيف طكؿ المسافة كتفضيؿ البمد المستقبؿ‪.‬‬

‫كىناؾ منظكر آخر ال يقؿ أىمية عف األكليف كالمتمثؿ في المنظكر االجتماعي كالثقافي ك الذم ينظر إلى‬

‫المياجريف عمى أنيـ حمقة الكصؿ التي تربط بيف البمد األصمي كالبمد الذم يياجركف إليو‪ .‬فالتفسير‬

‫االجتماعي يرتكز عمى العكامؿ االجتماعية لميجرة متمثمة في األسباب الثقافية كالتنظيمية االجتماعية‪.‬‬

‫أنصار العامؿ الثقافي يركف أف الثقافة الخاصة في المجتمع ىي المس ؤكلة (كالى حد كبير ) عف ميكؿ‬

‫األفراد كالجماعات لميجرة إلى بمد معيف حيث انتقاؿ الناس كتحركيـ داخؿ أك خارج حدكد البمد يحدث‬

‫المتزاج كترابط الثقافات بيف البمديف األصمي كالمستقبؿ‪ .‬أما أنصار التنظيـ االجتماعي فيركف أف كؿ‬

‫(بيف فترتيف مختمفتيف ) في النسؽ الثقافي االجتماعي‬ ‫مجتمع يمر بمرحمة مف التغير االجتماعي‬

‫‪16‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كالشخصي كفي ىذه العممية تأخذ اليجرة دكرىا الرئيسي مف أجؿ المحافظة عمى التكازف الديناميكي لمنظاـ‬

‫‪6‬‬
‫االجتماعي عند الحد األدنى مف التغير‪.‬‬

‫كلغرض الحصكؿ عمى تعريؼ شامؿ البد مف الرجكع إلى تعريؼ ىيئة األمـ المتحدة الذم ينص عمى أف‬

‫"اليجرة ىي شكؿ مف أشكاؿ التنقؿ الجغرافي أم تغير محؿ اإلقامة كبصفة دائمة مف مكاف يدعى المكاف‬

‫معينة‬ ‫األصمي إلى جية مغايرة تدعى المكاف المستقبؿ أك مكاف الكصكؿ‪ ،‬تفصؿ بيف المكانيف مسافة‬

‫تحديد نكع اليجرة‪.7‬‬ ‫كيستغرؽ التنقؿ زمنا معينا آخذيف في االعتبار أسباب ىذا التنقؿ مف أجؿ‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع الهجرة‬

‫لـ يتفؽ الباحثكف عمى أنكاع ثابتة لميجرة الختبلؼ المنظكر الذم درست فيو إال أف أغمبيـ قامكا بتصنيؼ‬

‫اليجرة إلى نكعيف أساسييف ىما‪ :‬اليجرة الداخمية كاليجرة الخارجية‪:‬‬

‫‪- 1‬الهجرة الداخمية‬

‫بالتطرؽ لمفيكـ اليجرة الداخمية نجدىا تنحصر في المجاؿ الجغرافي لحدكد الدكلة أم أف ينتقؿ الشخص مف‬

‫مكاف إلى أخر أك مف إقميـ إلى أخر ‪ .8‬إال أف األمر المتعارؼ عميو عند عمماء االجتماع في ىذا النكع مف‬

‫اليجرة ىك انتقاؿ األفراد مف األرياؼ إلى المدف بحثا عف متطمبات حديثة بسبب نقص اإلمكانيات كضركريات‬

‫أعماؿ أخرل بأجكر أحسف ك جيد أقؿ‪.‬‬ ‫الحياة في المحيط الذم يعيشكف فيو‪ .‬فيترككف العمؿ في األراضي إلى‬

‫يمي‪:‬‬ ‫تندرج تحت اليجرة الداخمية مجمكعة مف التصنيفات كالتي يمكف حصرىا فيما‬

‫‪ -‬اليجرة مف الريؼ إلى المدف ‪ ،‬اليجرة مف المدف إلى الريؼ‬

‫‪6‬عبد اهلل عبد الغني غانـ المياجركف دراسة سكسيك انثركبكلكجية‪,‬المكتب الجامعي‪,‬اإلسكندرية الطبعة الثانية ‪ 2002‬مف صفحة ‪35-23‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries." Paper presented at the‬‬
‫‪United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in the Arab Region, Beirut,‬‬
‫‪May, 2006.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Kulu, Hill, and Francesco C Billari. "Migration to Urban and Rural Destinations in Post-Soviet Estonia: A‬‬
‫‪Multilevel Event-History Analysis." Environment and Planning A 38, no. 4 (2006): 749.‬‬

‫‪17‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬اليجرة مف الريؼ إلى الريؼ ‪ ،‬اليجرة داخؿ المدينة الكاحدة‬

‫‪ -‬تغير مكاف اإلقامة إلى إقامة أخرل‬

‫شكل رقم (‪:)1-1‬أنواع الهجرة‬

‫المدينة في البلد المستقبل‬

‫اىمذيىح اىثاويح في اىثيذ‬


‫األصيي‬

‫هجرة العودة‬
‫هجرة الذهاب‬

‫المدينة األولى في البلد‬


‫األصلي‬

‫المناطق الريفية‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب‬

‫بالنظر إلى نتائج اليجرة الداخمية فيذه األخيرة ستؤدم إلى زيادة االختبلالت الييكمية بيف الريؼ كالمدينة‬

‫متمثمة في زيادة عدد الباحثيف عف العمؿ كبشكؿ غير متكازف مع نسبة اؿزيادة الطبيعية لعدد السكاف في‬

‫المدف‪ .‬حيث أف عدد األشخاص الزائديف مف الريؼ سيؤدم إلى خمؽ فائض في عرض العمالة مما‬

‫يتسبب في تناقص رأس الماؿ البشرم في األرياؼ كانخفاض األجكر في المدينة‪.‬‬

‫كما أف لميجرة الداخمية تأثي ار سمبيا عمى التنمية االقتصادية يتجمى في زيادة البطالة الكاممة كالجزئية في‬

‫المدف‪ .‬فأىمية ظاىرة اليجرة في البمداف النامية ال تكمف بالضركرة في الظاىرة نفسيا بؿ في تداعياتيا‬

‫عمى النمك االقتصادم بشكؿ عاـ‪ .‬كألجؿ صياغة السياسات لمحد مف الظاىرة يتكجب عمى أصحاب‬

‫القرار فيـ كتحميؿ أىـ األسباب التي تؤدم إلى نزكح األشخاص مف الريؼ إلى المدينة‪ .‬الجدكؿ رقـ (‪-1‬‬

‫‪ )1‬يمثؿ عكامؿ الجذب كالطرد لظاىرة اليجرة الداخمية بيف الريؼ كالمدينة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫جدول رقم (‪ )1-1‬يمثل عوامل الجذب و الطرد لظاهرة الهجرة الداخمية بين المدن و األرياف‬
‫عكامؿ الجذب اؿمرتبط بالمدف‬ ‫عكامؿ الطرد اؿمرتبط بالريؼ‬
‫‪ 1‬ا‪-‬رتفاع مستكل دخؿ الفرد‪.‬‬ ‫‪- 1‬انتشار الفقر كانخفاض مستكل المعيشة‬
‫‪-‬كافر فرص العمؿ ألعداد كبيرة كلجميع المستكيات‪.‬‬
‫ت‬ ‫‪2‬‬ ‫كاالجتماعية‪.‬‬ ‫‪- 2‬تدنى مستكل الخدمات الصحيحة‬
‫‪-‬كافر الخدمات الصحية كالثقافية كاالجتماعية‪.‬‬
‫ت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪- 3‬انتشار البطالة لصغر الممكية بالنسبة لمسكاف‬
‫‪-‬مركزية اإلدارة في المدف الكبرل‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬انخفاض أجكر العماؿ الزراعييف‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬رغبة الفرد في تحسيف مستكل دخمو‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬انخفاض خصكبة التربة كتعرضيا لمتجريؼ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬ازدىار الحياة االقتصادية في المدف‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 6‬ا‪-‬رتفاع معدؿ الزيادة الطبيعية فى الريؼ عف‬
‫‪- 7‬اإلحساس بأف الفكائد التي يحصؿ عمييا الفرد في‬ ‫المدف‬
‫المدف تفكؽ الريؼ‪.‬‬
‫‪Source : Michel, Vaillant. "L'araire Ou La Barque. Migrations, Mondialisation Et Transformations‬‬
‫‪Agraires En Haute Vallée Du Cañar (Andes Australes De L'équateur)." AgroParisTech, 2013.‬‬

‫‪- 2‬الهجرة الخارجية‬

‫أما فيما يخص اليجرة الخارجية فيي ال تككف غالبا حرة كحتى في حاؿ ككنيا حرة فعمى الفرد دائما أف‬

‫يستكفي متطمبات الدخكؿ إلى بمد الميجر ‪،‬اما إذا لـ يقـ بذلؾ اعتبر مياج ار غير قانكني‪ .‬كيكاجو‬

‫المياجر في حالة اليجرة الخارجية مشاكؿ في عممية التكيؼ مع ثقافة كلغة دكلة الميجر‪ .‬مف ناحية‬

‫أخرل فإننا نجد أف اليجرة الداخمية تعتمد أساسا عمى الخصائص الشخصية لممياجر أما في حالة اليجرة‬

‫الخارجية فالمناخ االجتماعي كالسياسي كىيكؿ الفرص المتاحة في بمد الميجر تمعب دك ار أساسيا في اتخاذ‬

‫القرار باليجرة‪ .‬ىذا كقد تختمؼ طبيعة األىداؼ التي يسعى إلييا المياجر في حالة اليجرة الخارجية عف‬

‫الداخمية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫كبالمقارنة مع اليجرة الداخمية فإف التنقؿ الدكلي مازاؿ محدكدا‪ .‬فمف خبلؿ تقسيـ األمـ المتحدة لمسكاف‬

‫مميكف‪ .‬كنس بة‬ ‫‪232‬‬ ‫‪ %3‬مف سكاف العالـ أم حكالي‬ ‫لعاـ ‪ 2013‬مخزكف المياجريف الدكلييف يمثؿ‬

‫مف الحجـ الكمي لممياجريف الدكلييف‪ .‬الجدكؿ التالي‬ ‫‪%‬‬ ‫‪37‬‬ ‫المياجريف مف بمداف الدكؿ النامية تمثؿ‬

‫يكضح التكزيع الجغرافي لنسب المياجريف مف الدكؿ النامية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )2-1‬نسبة المهاجرين لكل منطقة في العالم‬


‫نسبة المهاجرين‬ ‫المنطقة المصدرة لمهجرة‬

‫‪%28‬‬ ‫أسيا‬

‫‪% 33.6‬‬ ‫أوروبا‬

‫‪% 23.3‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬

‫‪%9‬‬ ‫إفريقيا‬

‫‪% 3.5‬‬ ‫أمريكا الجنوبية والكاريبي‬

‫‪% 2.6‬‬ ‫أوقيانوسيا‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطالب باعتماد عمى معطيات ىيئة األمـ المتحدة‬

‫‪ ،‬أمريكا الشمالية ‪ ، %23.3‬إفريقيا ‪، %9‬‬ ‫‪%‬‬ ‫يمثؿ المياجريف اآلسيكييف نسبة ‪ ، %28‬أكركبا ‪33.6‬‬

‫أمريكا البلتينية كالكاريبي ‪ ، %3.5‬أكقيانكسيا ‪ .%2.6‬أما فيما يخص النساء فقد شكمف نصؼ السكاف‬

‫‪9‬‬
‫المياجريف‪.‬‬

‫إف تنقؿ المياجريف مف دكلة ألخرل (عبكر الحدكد) يمكف أف يختمؼ باختبلؼ أىداؼ ككجية نظر‬

‫المياجر فيمكف أف يككف مؤقتا‪ ،‬دائريا‪ ،‬دائما‪ ،‬عكدة‪ ،‬طكعيا‪ ،‬اضطرارم أك إجبارم‪.‬‬

‫ظاىرة اليجرة الخارجية ‪-‬ككنيا ظاىرة ديناميكية‪ -‬مف الصعب قياس حركة المياجريف كالحصكؿ عمى‬

‫بيانات كأرقاـ حقيقية حكؿ أماكف إقامتيـ‪ .‬معطيات ىيئة األمـ المتحدة تسمح لنا بتحديد أىـ اتجاىات‬

‫‪9‬‬
‫‪Centre d’actualités de l’ONU, Nation unies département des affaire économiques et sociales ; rapport du 11‬‬
‫‪septembre 2013.‬‬

‫‪20‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تدفؽ المياجريف عمى المستكل الدكلي كتتضح ىذه المكجات باألخص مف خبلؿ اليجرة جنكب – شماؿ‬

‫كجنكب – جنكب‪ .‬الشكؿ رقـ(‪ ) 2-1‬يكضح األىمية الكمية لمكجات اليجرة الدكلية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ ) 2-1‬أهم اتجاهات تدفقات المهاجرين عمى المستوى العام‬

‫الهجرة شمال شمال ‪ 30‬مميون‬


‫الهجرة شمال جنوب ‪ 19‬مميون‬

‫الهجرة جنوب شمال ‪ 81.7‬مميون‬


‫الهجرة جنوب جنوب ‪ 82.3‬مميون‬

‫المصدر‪ :‬مف اعداد الطالب اعتمادا عمى احصائيات سنة ‪ 2013‬لمبنؾ الدكلي‬
‫منذ بداية الستينيات بدأت ظاىرة اليجرة الدكلية تعرؼ تطك ار ممحكظا‪ .‬ففي سنة ‪ 1960‬كاف عدد البمداف‬

‫المستقبمة لممياجريف ال يتعدل ‪ 30‬دكلة كتعداد المياجريف كاف يساكم نصؼ مميكف مياجر ليصؿ سنة‬

‫‪ 48‬دكلة فقط‪.‬‬ ‫‪ 2005‬إلى ‪ 64‬بمد مستقبؿ‪ .‬مع ذلؾ فإف ثبلثة أرباع ىؤالء المياجريف يتكزعكف عمى‬

‫‪ 45.8‬مميكف‬ ‫فالكاليات المتحدة األمريكية كحدىا تقكـ باستيعاب خمس ىؤالء المياجريف برقـ يقدر ب‬

‫مياجر كتعتبر الكجية األكثر استقطابا كاألكلى مف ناحية الجاذبية‪ .‬ثـ نجد دكؿ االتحاد األكركبي فمثبل‬

‫فرنسا كحدىا تستقطب ‪ 7.4‬مميكف مياجر‪ .‬كظيرت في اآلكنة األخيرة دكؿ جديدة مستقبمة لممياجريف‬

‫القادميف مف دكؿ شرؽ آسيا بالخصكص كىي الدكؿ الخميجية فالمممكة العربية السعكدية استقبمت إلى‬

‫‪10‬‬
‫غاية سنة ‪ 2013‬ما يقارب ‪ 9.1‬مميكف مياجر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪Centre d’actualités de l’ONU, Nation unies département des affaire économiques et sociales ; rapport de 11‬‬
‫‪septembre 2013.‬‬

‫‪21‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ىناؾ العديد مف العكامؿ المفسرة لنمك ك زيادة تدفقات المياجريف نحك البمداف المتقدمة‪ .‬بداية نجد االنفتاح‬

‫الكبير لدكؿ المستقبمة (أمريكا – كندا – استراليا – ألمانيا) ك باألخص المؤىميف منيـ مف خبلؿ نظاـ‬

‫كد في‬ ‫انتقائي‪ .‬العامؿ الثاني المؤدم إلى زيادة اليجرة نحك الدكؿ المتقدمة ىك المستكل التعميمي المكج‬

‫ىذه البمداف كالذم يزيد مف احتماؿ خركج األشخاص مف مكاطنيـ األصمية لمتمدرس كزيادة المعارؼ‪ .‬أما‬

‫فيما يخص العامؿ الثالث فيكمف في التبادالت التجارية كالمالية ككذا حركة األشخاص‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )3-1‬حركة المهاجرين عبر مناطق العالم‬

‫‪Source : Rapport mondial sur le développement humain PNUD 2009 .‬‬

‫المطمب الثالث ‪:‬العوامل المفسرة لمهجرة الخارجية و الداخمية‬

‫‪22‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫يعتبر انتقاؿ األفراد نتيجة لمجمكعة متنكعة مف العكامؿ االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬البيئية‪،‬‬

‫الصحية‪ ،‬الصراع‪ ...‬كعميو ال يكجد مسبب كاحد لمظاىرة (حتى ك إف كاف لبعض المتغيرات تأثير أكثر‬

‫مف غيرىا ) كعمى نكع اليجرة (مؤقتة أك دائمة ) ك ألجؿ فيـ تدفؽ اليجرة البد مف تحميؿ مختمؼ العكامؿ‬

‫التي تككف مترابطة في معظـ األحياف‪.‬‬

‫‪- 1‬العوامل االقتصادية‬

‫إف العكامؿ االقتصادية تعتبر مف أىـ األسباب التي تدفع بالفرد كالجماعة إلى اليجرة كىذا مف خبلؿ‬

‫الفكارؽ االقتصادية المكجكدة بيف الدكؿ المصدرة كالمستقبمة لممياجريف‪ .‬كالتي نتجت عف ضعؼ كتيرة‬

‫التنمية في البمداف المصدرة لممياجريف التي تعتمد في سياستيا االقتصادية عمى قطاع الثركات الطبيعية‬

‫أك القطاع الفبلحي المذيف يخضعاف لمتغيرات المكجكدة في سكؽ التجارة الدكلية بالنسبة لمقطاع األكؿ‪،‬‬

‫كالمناخ كاألمطار بالنسبة لمقطاع الثاني‪ .‬فبل يحققاف االستقرار التنمكم في االقتصاد كينعكس ىذا عمى‬

‫سكؽ العمؿ‪.‬‬

‫كذلؾ نجد أف الدكؿ المصدرة لممياجريف في ممارسة السياسات االقتصادية كتسيير الميزانيات ال تتكزع‬

‫بشكؿ عقبلني بيف القطاعات كأفراد المجتمع‪ .‬حيث تستخدـ ىذه األمكاؿ عمى االستيراد االستيبلكي الذم‬

‫ال يخمؽ قيمة مضافة في االقتصاد إضافة إلى أف الكثير مف األمكاؿ تستثمر في الدكؿ المتقدمة كىذا ما‬

‫ينقص مف حصة الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي‪ .‬أيضا ظاىرة التفاكت في تكزيع الدخؿ في كؿ مف‬

‫الدكؿ المستقبمة كالدكؿ المصدرة لممياجريف حيث نجد أف ىذه الظاىرة تسجؿ أرقاما قياسية في أكبر الدكؿ‬

‫المصدرة لممياجريف عمى غرار الب ارزيؿ‪ ،‬غكاتيماال‪ ،‬دكؿ إفريقيا كالخميج‪ .‬في حيف تسجؿ أدف ل مستكياتيا‬

‫‪ % 20‬مف األغنياء‬ ‫في أكبر الدكؿ المستقبمة لممياجريف كسكيس ار‪ ,‬كندا‪ ,‬ك‪.‬ـ‪ .‬ا‪ .‬ففي الب ارزيؿ مثبل‬

‫يحصمكف عمى ‪ % 74‬مف الدخؿ القكمي في حيف ‪ % 80‬مف الفقراء يحصمكف عمى ‪ % 2.2‬مف نفس‬

‫‪23‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الدخؿ‪ ،‬ك يترتب عف ىذا عجز االقتصاديات عف خمؽ فرص عمؿ كارتفاع عرض العمؿ داخؿ سكؽ‬

‫‪11‬‬
‫الشغؿ ما يدفع الفرد إلى اليجرة‪.‬‬

‫إف انخفاض مستكل األجكر في الدكؿ المصدرة لممياجريف يدفع الفرد كالجماعة إلى التنقؿ لمعيش في دكؿ‬

‫اقتصادمتيا عمى مستكيات أجكر مرتفعة‪ .‬كلتكضيح ىذه الظاىرة نأخذ أغني دكلة في العالـ كىي‬
‫ا‬ ‫تتكفر‬

‫دكلة ليكسكمبكغ التي يبمغ متكسط الدخؿ السنكم لمفرد ‪ 86441‬دكالر أمريكي بينما أفقر دكلة في العالـ‬

‫‪ 286‬دكالر فقط‪ .‬كينطبؽ ىذا عمى الدكؿ العربية‬ ‫ىي زيمبابكم التي يصؿ متكسط دخميا الفردم إلى‬

‫‪ 86000‬دكالر أمريكي‬ ‫النامية التي نجد في المرتبة األكلى قطر بمتكسط الدخؿ الفردم السنكم يعادؿ‬

‫‪12‬‬
‫بينما تسجؿ السكداف ك اليمف اضعؼ متكسط دخؿ فردم سنكم‪.‬‬

‫عامؿ آخر يتمثؿ في مشكمة البطالة حيث نبلحظ أف معظـ الدكؿ المصدرة لممياجريف تسجؿ مستكيات‬

‫بطالة عالية بينما الدكؿ المستقبمة تككف عكس ذلؾ‪ .‬كتشير اإلحصائيات إلى أف الدكؿ العربية تأتي في‬

‫المراتب األكلى بالمقارنة مع بقية دكؿ العالـ كىذا راجع إلى التزايد المستمر في حجـ قكة العمؿ خبلؿ‬

‫السنكات األخيرة دكف أف يقابمو نمك اقتصادم بنفس المستكل كبالتالي عدـ مكاكبة معدالت التكظيؼ‬

‫لمزيادة اليائمة في عرض العمؿ كأدل ىذا باألفراد إلى ترؾ أسكاؽ العمؿ في بمدانيـ األصمية ليمتحقكا‬

‫‪ )3‬يبيف التبايف بيف معدالت النمك في المناطؽ المستقبمة‬ ‫رقـ (‪-1‬‬ ‫بأسكاؽ الدكؿ المستقبمة‪ .‬اؿ جدكؿ‬

‫كالمصدرة لميجرة‪.‬‬

‫جدول رقم )‪ (3-1‬معدالت البطالة في كل من المناطق المصدرة و المستقبمة لممهاجر بالنسبة المئوية‬

‫معدالت البطالة‬ ‫الدول‬

‫‪11‬‬
‫‪Faure, François, and Christine Peltier. "Les Risques De Credit Dans Les Pays Émergents: Le Feu Sous La‬‬
‫‪Cendre." Conjoncture, 2013..‬‬
‫‪12‬‬
‫‪RANI, Uma, Patrick BELSER, Martin OELZ, and Setareh RANJBAR. "Couverture Et Respect De La‬‬
‫‪Législation Sur Le Salaire Minimum Dans Les Pays En Développement." Revue internationale du Travail 152,‬‬
‫‪no. 3-4 (2013): 411-42.‬‬

‫‪24‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪3.8‬‬
‫شرق آسيا‬
‫‪4.2‬‬
‫جنوب آسيا‬
‫‪6.1‬‬
‫جنوب شرق آسيا و محيط الهادي‬
‫‪6,7‬‬
‫الدول المتقدمة‬
‫‪7.1‬‬
‫أمريكا اؿال تمنية ك الكاريبي‬
‫‪9.3‬‬
‫أكركبا الشرقية ك الكسطى‬
‫‪10.2‬‬
‫إفريقيا جنكب الصحراء‬
‫‪12.4‬‬
‫المنطقة العربية‬
‫‪Source : Lautier, Bruno. "Le Tiers Monde Face À La Question Du Partage." Revue Tiers Monde, no. 2‬‬
‫‪(2013): 119-28.‬‬

‫‪- 2‬العوامل االجتماعية‬

‫تعد المشاكؿ االجتماعية مف بيف األسباب الرئيسية التي تدفع بالفرد كالجماعة إلى اليجرة‪ .‬فسياسات تقييد‬

‫الحريات الفكرية في المجتمعات يخمؼ لدل الفرد ازدكاجية في الشخصية كتراجع اآلمؿ كالثقة في النفس‬

‫مما يدفعو إلى ترؾ مكطنو األصمي‪ .‬مف جية أخرل فغياب الجمعيات كالمنظمات غير الحككمية لمترفيو‬

‫داخؿ المجتمع تزيد مف تفاقـ ىذه المشاكؿ النفسية عمى الفرد خاصة الذم لـ يتحصؿ عمى تككيف جيد‪.‬‬

‫فتدني المستكل االقتصادم لو انعكاسات اجتماعية مف خبلؿ تفشي ظاىرة الفقر لدل نسبة كبيرة مف أفراد‬

‫المجتمع الذيف يصعب عمييـ تأميف ظركؼ العيش الكريمة كينجر عف ىذا تعقيدات نفسية كاجتماعية‬

‫كالشعكر بالغربة داخؿ الكطف مما يدفع الفرد إلى اتخاذ قرار اليجرة إلى بمد آخر‪.‬‬

‫فشؿ الدكؿ المصدرة لممياجريف في حؿ المشاكؿ االجتماعية المتمثمة في الفقر‪ ،‬المجاعة‪ ،‬البطالة‪،‬‬

‫األمراض‪ ،‬شعكر الفرد بتقيد حريتو كأف حاجتو اليكمية غير مشبعة مقارنة بما يركنو في الدكؿ المستقبمة‬

‫عبر كسائؿ اإلعبلـ مف إغراءات كرغبتيـ في تحسيف كضعيتيـ المادية كالمعنكية كتحقيؽ أىدافيـ يدفعيـ‬

‫إلى اليجرة لمكاطف تكفر ليـ ىذه الحاجات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫نجد كذلؾ في العكامؿ االجتماعية التي تدفع بالفرد إلى اليجرة عامؿ النمك السكاني الذم تشو دق البمداف‬

‫المصدرة لميجرة حيث أف متكسط التركيبة األسرية ىي ‪ 6‬أفراد في العائمة كىذا عدد كبير مقارنة مع الدكؿ‬

‫المتقدمة التي ال يتجاكز عدد أفرادىا ‪ 3‬فاألسر كثيرة العدد تدفع برب األسرة ‪-‬أك أحد أفرادىا‪ -‬لميجرة إلى‬

‫بمد آخر لتاميف دخؿ أفضؿ مف أجؿ تغطية النفقات اليكمية‪ .‬مف جانب آخر يمكف ليذا العامؿ ‪-‬النمك‬

‫السكاني‪ -‬أف يزيد مف الخبلفات العائمية كتدىكر القيـ األخبلقية كاالجتماعية السائدة مما يدفع األفراد إلى‬

‫‪13‬‬
‫مغادرة أكطانيـ ‪.‬‬

‫‪- 3‬العوامل الثقافية‬

‫أصبحت العكلمة في الكقت الراىف كمف خبلؿ القنكات اإلعبلمية تخمؽ مشاكؿ ثقافية بيف األجياؿ في‬

‫الكطف الكاحد حتى صارت عميقة الجذكر ككصمت إلى حد تضارب كتعارض المصالح كاألىداؼ‪ .‬ىذا ما‬

‫انعكس سمبا عمى المجتمع خاصة فئة الشباب الذيف يبحثكف دائما عف االستطبلع كيحبكف اكتشاؼ‬

‫‪14‬‬
‫األشياء الجديدة المنعشة لمركح كالعقؿ فيمجئكف إلى اليجرة‪.‬‬

‫نجد أف معظـ الدكؿ التي تعاني مف ىذا النكع مف المشاكؿ فشمت في تجميع كجيات النظر بيف األجياؿ‪.‬‬

‫كعمى العكس زادت مف حدة الصراع بتطبيؽ سياسات تعميمية مبنية عمى تمقيف العادات كالتقاليد بدال مف‬

‫‪ 40‬ك ‪ %60‬مف‬ ‫المنيجية التعميمية كالتنمية البشرية‪ ،‬كما أف محطات التمفزيكف العربي تستكرد ما بيف‬

‫برامجيا مف الدكؿ الغربية ك يحتؿ اإلنتاج األمريكي ‪ %80‬منيا‪ .‬كال يخفى أف المنطقة العربية تعانى مف‬

‫التبادؿ البلمتكافئ إعبلميا فيما يعبر عنو بحاؿ التبعية اإلعبلمية‪ .‬كحذر "حامد عمار" مف االنبيار‬

‫باإلعبلـ الغربي بصفة عامة كاألمريكي بصفة خاصة كتمثيؿ أفكاره كثقافتو كمفاىيمو‪ .‬كما يترتب عمى‬

‫‪13‬‬
‫حالة سكان العالم‪ ,‬تقرير شعبة اإلعالم والعالقات الخارجية في صندوق األم م المتحدة للسكان‪ ,‬لسنة ‪ ,2011‬الصفحة ‪81 - 70‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Hanson, Gordon Howard. The Economic Logic of Illegal Immigration. Council on Foreign Relations, 2007.‬‬

‫‪26‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬
‫‪15‬‬
‫حيث يصبح األفراد كالجماعات يبحثكف عف تمؾ األفكار فبل‬ ‫ذلؾ مف آثار سمبية عمى ثقافتنا القكمية‬

‫يجدكنيا فيتخذكف قرار اليجرة لبللتحاؽ بالبمداف المشبعة بيذه الثقافات‪.‬‬

‫إف ضعؼ قطاع التعميـ كالبحث العممي عمى كؿ المستكيات في الدكؿ المصدرة لميجرة دفع باألفراد لمتنقؿ‬

‫مف أجؿ البحث عف تككيف جيد‪ .‬فالدكؿ المتقدمة تنفؽ أمكاال كبيرة عمى ىذا القطاع ليصؿ معدؿ متكسط‬

‫اإلنفاؽ فييا إلى ‪ % 2.4‬مف الناتج المحمي اإلجمالي‪ .‬بعكس الدكؿ المصدرة لممياجريف فاف معدؿ نفقاتيا‬

‫‪– 2000‬‬ ‫في مجاؿ التعميـ لـ يتجاكز ‪ % 1‬مف الناتج المحمي اإلجمالي في الفترة الممتدة مابيف سنة‬

‫‪16‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪2005‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أثار ظاهرة الهجرة عمى الدول األصمية‬

‫يثير مكضكع اليجرة اليكـ الكثير مف المشاكرات كالصراعات السياسية كاالقتصادية حكؿ االندماج كتيديد‬

‫السمـ داخؿ الدكؿ المستقبمة كفرص العمؿ كفي نفس الكقت نجد الدكؿ تتنافس في تقديـ اإلغراءات لؤلفراد‬

‫خاصة عالي التككيف كالتعميـ كجذبيـ بالمقابؿ‪ .‬كاىتمت البحكث في اآلكنة األخيرة بالتطرؽ إلى آثار‬

‫ك‬ ‫اليجرة عمى الدكؿ المصدرة ليا مف حيث تأثيرىا عمى النمك‪ ،‬التحكيبلت المالية‪ ،‬ىجرة األدمغة‪...‬‬

‫سنتناكؿ في ىذا المبحث آثار اليجرة عمى كؿ مف الدكؿ المصدرة كالمستقبمة‪.‬‬

‫المطمب األول ‪:‬تأثير الهجرة عمى الدول المصدرة‬

‫في ىذا المطمب نتطرؽ لآلثار المترتبة عمى الدكؿ المصدرة أك األصمية مف ظاىرة اليجرة مف جانبييا‬

‫السمبي كاإليجابي‪:‬‬

‫‪-1‬المنظور السمبي لظاهرة الهجرة‬

‫حامد عمار ‪ :‬أصكؿ اإلنساف فى ربكع مصر كمؤشراتيا فى مطمع التسعينات‪ ،‬المؤتمر العممي السنكم الرابع عشر‪ ،‬التعميـ كاإلعبلـ ‪ ،‬رابطة‬
‫‪15‬‬

‫التربية الحديثة‪ ،‬القاىرة‪ 13-11 ،‬جكيمية‪ ،1994‬ص ‪48‬‬


‫‪16‬‬
‫ربٍع قبسن ‪,‬عذًبى فرحبى الجىارٌي ‪ ,‬هعىقبث البحث العلوً فً هراكز الذراسبث‪ ,‬هجلت الغري للعلىم االقتصبدٌت و االدارٌت جبهعت البصرة كلٍت‬
‫اإلدارة واالقتصبد ‪. 2008‬‬

‫‪27‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫نتطرؽ في ىذا الفرع إلى نقاط نظير مف خبلليا أىـ التأثيرات السمبية لظاىرة اليجرة عمى الدكؿ‬

‫األصمية أك المصدرة‪.‬‬

‫‪ -‬تكاليف التكوين‬

‫تعد خسارة التكاليؼ التعميمية كالتككينية لمفرد المياجر مف بيف اآلثار السمبية اآلنية لظاىرة اليجرة عمى‬

‫الدكؿ األصمية أك المصدرة‪ .‬حيث تتمثؿ ىذه الخسارة في االستثمار الذم تقكـ بو الدكلة في العنصر‬

‫‪17‬‬
‫انطبلقا مف مبدأ أف الفكائد التي يتيحيا التعميـ يتقاسميا الفرد‬ ‫البشرم دكف أف تستغمو في سكؽ عمميا‪.‬‬

‫كالمجتمع مف الطبيعي جدان أف تقسـ التكاليؼ أيضا فتكاليؼ التدريب في الكاقع متنكعة جدان حيث يعتبر‬

‫التخمي عف العمؿ كاعانة الكالديف كتكريس الفرد نفسو ؿ ؿتعميـ مف بيف التكاليؼ التي تدخؿ في العممية‬

‫التعميمية كيعبر عنيا الجانب المعنكم‪ .‬زد إلى ذلؾ فإف التكاليؼ ال تمثؿ في نفقات الدكلة فقط بؿ حتى‬

‫‪،18‬‬ ‫في ما تنفقو األسرة عمى الفرد مف أجؿ تككينو مثؿ مصاريؼ التسجيؿ كأدكات المدرسية كالعممية‬

‫كتدخؿ في ىذه الخسارة كؿ األمكاؿ المنفقة عمى تككيف كتحسيف معارؼ المعمميف كاألساتذة خبلؿ‬

‫المشكار الدراسي لمفرد‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )4-1‬العالقة بين الربح و تكاليف التكوين و سنوات الدراسة‬

‫الرب و الت الي‬


‫ال دية لو دة وا دة‬
‫م الر المال‬
‫الب ر‬

‫نقطة التوا‬

‫الت الي ال دية‬

‫الرب ال د للدراسة‬
‫‪17‬‬ ‫‪Franck, Bernard, and Robert F Owen. "Formation À L'étranger, Fuite Des Cerveaux Et Bien-Être National:‬‬
‫سنوا الدراسة‬
‫‪Enjeux Et Paradoxes Dans Une Perspective Microéconomique." Revue d'économie politique‬‬ ‫‪ no. 2 (2011):‬دد‬
‫‪121,‬‬
‫‪233-57‬‬ ‫*‪C‬‬
‫‪18‬‬
‫"‪Haupt, Alexander, and Eckhard Janeba. "Education, Redistribution and the Threat of Brain Drain.‬‬
‫‪International Tax and Public Finance 16, no. 1 (2009): 1-24.‬‬

‫‪28‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫"‪Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine.‬‬
‫‪Revue d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82.‬‬

‫عمى ىذا تج در اإلشارة إلى أف ىذه النقطة تحتاج إلى دراسة خاصة مبنية عمى التحميؿ الميداني فدراسة‬

‫تجمع فيو‬ ‫‪DIE‬‬ ‫تكاليؼ التككيف في نظاـ مفتكح تعتمد عمى مؤشر يدعى مؤشر التكاليؼ الداخمية لتعميـ‬

‫جميع المككنات االقتصادية التي ليا صمة بالمنظكمة التعميمية مف المؤسسات التعميمية‪ ،‬المؤسسات‬

‫الخاصة‪ ،‬كزارات كادارات محمية كمركزية‪ .‬حسب المنظكمة التعميمية الجزائرية فاف متكسط تكمفة الفرد‬

‫‪ 200000‬دكالر أمريكي كعمى ىذا يمكف‬ ‫الكاحد بإكمالو األطكار الخمسة بدكف إعادة السنة يقدر ب‬

‫حساب التكاليؼ المنفقة عمى أم فرد كاف باعتماد عمى النمكذج التالي‪:‬‬

‫حيث‬

‫تمثؿ متكسط تكمفة الدراسة اإلجمالية ؿؿشخص (التمميذ أك الطالب) ‪،‬‬ ‫‪:Cs‬‬

‫طكر في مستكيات التعميـ‪،‬‬ ‫‪m‬‬ ‫يمثؿ عدد األدكار التي يقكـ بيا الشخص كىي مف ‪ 1‬إلى‬ ‫‪:I‬‬

‫‪:‬يمثؿ نسبة السنكات المدركسة لمعدد اإلجمالي في الدكرة‪،‬‬ ‫‪ai‬‬

‫‪:‬يمثؿ العدد الرسمي لمسنكات في الدكرة‪،‬‬ ‫‪ni‬‬

‫‪:‬يمثؿ عدد سنكات الرسكب في الدكرة كما يمكف أف يشير أيضا إلى أف متكسط نسبة الرسكب في كؿ‬ ‫‪fi‬‬

‫دكرة‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫يمثؿ متكسط اإلنفاؽ لكؿ دكرة‪.‬‬ ‫‪: Ei‬‬

‫‪19‬‬
‫‪http://www.senat.fr/rap/r98-3281/r98-32812.html consulté le 25-05-2011.‬‬

‫‪29‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫نشير كذلؾ إلى أف ىذا النكع مف النماذج يستعمؿ في الدراسات االقتصادية الجزئية أما إذا أردنا دراسة‬

‫التكاليؼ التعميمية كمقارنتيا بدكؿ أخرل‪ ،‬أم في سياؽ االقتصاد الكمي فيجب استعماؿ معيار كاحد يتمثؿ‬

‫في نسبة اإلنفاؽ التعميمي مف الناتج المحمي اإلجمالي‪ .‬كنقطة إضافية‪ ،‬فأف التكاليؼ التي يتحمميا الفرد‬

‫كعائمتو في تعميمو تعرؼ بالنفقات عمى التعميـ الخاص كال تزاؿ صعبة المقارنة كشديدة التقمب بيف البمداف‬

‫نظ ار لككنيا تشكؿ جزءا مف الجكانب االجتماعية كالثقافية المختمفة مف بمد آلخر‪.‬‬

‫يتألؼ اإلنفاؽ عمى التعميـ في المقاـ األكؿ مف مرتبات المعمميف كبالتالي ىي تمثؿ تكاليؼ التشغيؿ فيذه‬

‫الركاتب تمثؿ جزءا ىاـ كنسبة كبيرة مف اإلنفاؽ العاـ عمى التعميـ‪.‬‬

‫‪ -‬أثر الهجرة عمى المؤسسة في البمد األصمي‬

‫المؤسسة في ظؿ الحركة الدينامكية لميد العاممة داخؿ المحيط الذم تنشط فيو تتأثر إما إيجابا أك سمبا‪,‬‬

‫بالنسبة لممؤسسة التي تعمؿ داخؿ محيط البمد األصمي لممياجر يككف التأثير بشكؿ سمبي نتيجة تحمؿ‬

‫التكاليؼ الزائدة في مستكل األجكر‪ .‬كيمكف إثبات ذلؾ مف نمكذج عرض كطمب العمؿ البسيط حيث يمثؿ‬

‫‪20‬‬
‫الشكؿ أدناه نتيجة ىذه الظاىرة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )5-1‬العالقة بين األجر الحقيقي وحجم اليد العاممة المؤهمة‬

‫‪20‬‬
‫‪Mishra, Prachi. "Emigration and Wages in Source Countries: Evidence from Mexico." Journal of‬‬
‫‪Development Economics 82, no. 1 (2007): 180-99.‬‬

‫‪30‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue‬‬
‫‪d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82‬‬

‫بفرض أف مخزكف اليد العاممة في سكؽ العمالة ثابت كأف المؤسسة تبحث دائما عف تكظيؼ داخؿ السكؽ‬

‫كالطمب ‪.D‬‬ ‫‪S‬‬ ‫مف خبلؿ منحنى العرض‬

‫الذم يقابمو مستكل أجكر ‪.W0‬‬ ‫‪H‬‬ ‫مف خبلؿ الشكؿ نبلحظ أف عدد العماؿ قبؿ اليجرة يمثميـ مستكل‬

‫مجب ار منحنى العرض‬ ‫‪H-M‬‬ ‫الى مستكل‬ ‫‪H‬‬ ‫بعد عممية اليجرة نبلحظ أف عدد العماؿ سينقص مف مستكل‬

‫إلى مستكل‪.W1‬‬ ‫مف‪W0‬‬ ‫رافعا بذلؾ مستكل األجكر‬ ‫مستكل ‪S1‬‬ ‫عمى االنتقاؿ مف مستكل ‪ S0‬إلى‬

‫نبلحظ أف ظاىرة اليجرة تخدـ األفراد في المجتمعات كالتي لـ تقرر اليجرة كىذا بارتفاع مستكيات األجكر‬

‫أما بالنسبة لممؤسسات فإنيا سكؼ تتحمؿ تكاليؼ أجكر إضافية ك‬ ‫بالمستطيؿ‪a, b, W1, W0.‬‬ ‫كالمعبر عنو‬

‫المعبر عنيا بالشبو المنحرؼ ‪.a, c, W1, W0‬‬

‫‪ -‬تقميص فرص النمو لمبمد األصمي‬

‫يحصمكف تدريباتيـ كتككينيـ في بمدانيـ‬


‫ّ‬ ‫في الكاقع إف العديد مف حاممي الشيادات كالكفاءات المينية‬

‫األصمية لكف نسبة كبيرة منيـ تياجر لمعمؿ في الخارج مما يشكؿ خسارة لمبمد األصمي مف المنظكر‬

‫التنمكم بإنقاص فرص النمك الذم يرتبط بخسارة رأس الماؿ البشرم‪ .‬حيث يعد التعميـ العمؿ الرئيسي لرفع‬

‫‪21‬‬
‫مف القدرات اإلنتاجية ك أداء العامؿ‪.‬‬

‫يعتقد عمى نطاؽ كاسع أف ىناؾ عبلقة إيجابية بيف الناتج المحمي اإلجمالي كمستكل التعميـ‪ .‬مف ىنا فإف‬

‫انتقاؿ اليد العاممة المؤىمة لمعمؿ في الخارج يؤدم إلى تقميص حجميا داخؿ مجتمع البمد األصمي مما‬

‫يترتب عنو نقص في المستكل العاـ لمتعميـ كالحد مف قدرتو عمى التنافس مع نظائره مف الدكؿ المتقدمة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪Dumont, Jean-Christophe, and Georges Lemaître. "Beyond the Headlines." Revue économique 56, no. 6‬‬
‫‪(2005): 1275-99.‬‬

‫‪31‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ىذا ما ساىـ في الفجكة التكنكلكجية بيف الدكؿ كتقمص فرص التنمية في قطاع التعميمي كمحاكلة االلتحاؽ‬

‫بمستكل الدكؿ المتطكرة‪.‬‬

‫في األصؿ يمكف أف يككف ليجرة األفراد المؤىميف تأثير ضعيؼ إلمكانية قطاع التككيف تعكيض ىذا‬

‫النقص إذا كانت ىذه اليجرة مؤقتة أما إف كانت دائمة فتترتب عمييا تأثيرات سمبية عمى كؿ المستكيات‬

‫خاصة االجتماعية كاالقتصادية‪ .‬كيمعب حجـ الدكلة مف التعداد السكاني دك ار ىاما في تحديد حجـ‬

‫الخسارة مف خبلؿ حساب مؤشر العزكؼ الذم يعبر عنو مف خبلؿ قسمة عدد المياجريف المؤىميف عمى‬

‫عدد خريجي الجامعات‪ .‬فمثبل نجد أف الدكؿ الكبرل المصدرة لميجرة مثؿ الصيف‪ ،‬اليند كركسيا تتأثر‬

‫بنسب ال تفكؽ ‪ , % 3‬أما الدكؿ صغيرة الحجـ السكاني مثؿ جاميكا‪ ،‬ىايتي‪ ،‬ترينداد كتكباغكا فيصؿ‬
‫ة‬

‫مؤشر العزكؼ فييا ‪ % 35‬كاستطمعت معطيات ‪ 2005‬أف دكلة مبلكم عرفت ىجرة الممرضيف فييا‬

‫بنسبة ‪ % 53‬في سنة ‪ 2004‬ك ‪ % 72‬في سنة ‪ 2005‬مما أضعؼ القطاع الصحي فانتشرت األكبئة‬

‫‪22‬‬
‫كتدىكرت التنمية الصحية في الببلد‪.‬‬

‫‪- 2‬اآلثار اإليجابية لظاهرة الهجرة عمى الدول األصمية‬

‫مف خبلؿ البحكث التي أنجزت في ىذا السياؽ يمكف تمخيص اآلثار اإليجابية لظاىرة اليجرة عمى الدكؿ‬

‫األصمية في نقطتيف رئيسيتيف متمثمتيف في التحكيبلت المالية لممياجريف كالتحكيؿ العممي‪.‬‬

‫‪ -‬التحويالت المالية لممهاجرين‬

‫‪22‬‬
‫‪Mouhoud, EM. "Migrations Internationales, Mondialisation Et Development." La lettre de la régulation, no.‬‬
‫‪55 (2006).‬‬

‫‪32‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تعتبر التحكيبلت المالية مف المصادر الميمة التي تدعـ االستيبلؾ العائمي مف جية كاالستثمار مف جية‬

‫أخرل حيث أثبتت العديد مف الدراسات أف ىناؾ عبلقة ارتباط قكية بيف ىذه التحكيبلت ككؿ مف‬

‫االستيبلؾ العائمي كاالستثمار المحمي‪ .‬لكف قكة ىذه العبلقة يمكف أف تختمؼ مف دكلة إلى أخرل نتيجة‬

‫الخصائص االقتصادية لمدكلة المستقبمة ليذه التحكيبلت‪ .‬زد إلى ذلؾ فإف التحكيبلت المالية تعتبر تدفقات‬

‫مالية مستقرة إلى حد بعيد كيككف اتجاىيا معاكسا التجاه الدكرات االقتصادية‪ .‬ففي االقتصاديات التي‬

‫تعرؼ تراجعا في نشاطيا االقتصادم نتيجة الصدمات المالية أك المشاكؿ السياسية‪ ،‬التحكيبلت المالية‬

‫يمكنيا تغطية العجز الناتج بحيث تحافظ عمى السمكؾ االستيبلكي داخؿ المجتمع االقتصادم مما يضمف‬

‫‪23‬‬
‫الحفاظ عمى مستكل النشاط اإلنتاجي‪.‬‬

‫كتساىـ التحكيبلت المالية لممياجريف أيضا في تحسيف الصكرة االئتمانية لمدكلة المستقبمة ليا مما يسيؿ‬

‫عمييا الحصكؿ عمى قركض كبشركط أفضؿ ألف الدكلة يمكف اف تحتسب ىذه التحكيبلت كصادرات في‬

‫‪B+‬‬ ‫إلى‬ ‫‪B-‬‬ ‫ميزاف مدفكعاتيا‪ .‬كأحسف مثاؿ عمى ذلؾ ىي دكلة لبناف التي تحسف صكرتيا االئتمانية مف‬

‫‪24‬‬
‫كىذا باحتساب تحكيبلت المالية لمياجرييا‪.‬‬

‫كمف اآلثار اإليجابية لمتحكيبلت المالية لممياجريف إمكانية تحكيميا إلى أكراؽ مالية عمى مستكل األسكاؽ‬

‫العالمية آك المحمية مما يسيؿ عمى البمد المستقبؿ االتصاؿ بأسكاؽ مالية جديدة تضمف ليا الحصكؿ عمى‬

‫تمكيبلت مالية مف خبلؿ قركض كبتكاليؼ منخفضة‪ .‬كقد أشار البنؾ العالمي إلى أف الدكؿ النامية حققت‬

‫أرباحا مف خبلؿ األكراؽ المالية المتحصؿ عمييا مف التحكيبلت المالية لممياجريف قدرت ب ‪ 10.4‬مميار‬

‫دكالر في الفترة الممتدة بيف ‪.2004- 2000‬‬

‫‪23‬‬
‫‪Efionayi-Mäder, Denise, Gérard Perroulaz, and Catherine Schümperli Younossian. "Migration Et‬‬
‫‪Développement: Les Enjeux D’une Relation Controversée." Annuaire suisse de politique de développement 27,‬‬
‫‪no. 2 (2008): 11-20.‬‬
‫‪ 24‬هحوذ الخشبًً التحىٌالث الوبلٍت للوهبجرٌي و اثرهب على التٌوٍت فً بلذاى الوشرق العربً ‪ :‬سىرٌب‪ ,‬لبٌبى‪ ,‬االردى‪ ,‬هصر هٍئت االهن الوتحذة‪,‬‬
‫لجٌت االقتصبدٌت و االجتوبعٍت لغربً اسٍب‪-‬االسكىا ‪.2010‬‬

‫‪33‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أما فيما يخص أثر التحكيبلت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم فقد أظيرت الدراسات اإلحصائية‬

‫التي أنجزت حكؿ تأثير ىذه التحكيبلت عمى الدكؿ المستقبمة ليا أنيا تؤثر بشكؿ ايجابي عمى النمك مف‬

‫خبلؿ الزيادة في مستكل دخؿ الفرد كتخفيؼ حدة الفقر داخؿ المجتمع االقتصادم كالتقميؿ مف فكارؽ‬

‫‪25‬‬
‫تكزيع الدخؿ عمى أفراد ىذه الدكؿ‪.‬‬

‫‪ -‬هجرة األدمغة‬

‫تمكف ظاىرة ىجرة األدمغة مف الحصكؿ عمى آثار إيجابية في الدكؿ األصمية لكف عند مستكل معيف‬

‫يسمى بالمستكل المبلئـ فبل يككف ىناؾ إفراط في استنزاؼ الميارات حتى تتمكف المنظكمة التعميمية مف‬

‫تغطية ىذا النقص‪ ،‬بالتالي يجد الفرد نفسو مجب ار عمى رفع المستكل التعميمي كالتأىيؿ طمعا في اليجرة‬

‫كالحصكؿ عمى مستكل دخؿ أعمى‪ ،‬ىذا ما يتكلد عنو زيادة في التنمية البشرية داخؿ المجتمع األصمي‬

‫كمف ثـ الزيادة في النمك االقتصادم بشكؿ عاـ‪ ،‬ىذا مف جية‪ .‬كمف جية أخرل فاف العقكؿ المياجرة‬

‫يمكف في حالة عكدتيا نقؿ الميارات كالمعرفة المكتسبة في الدكؿ المتقدمة إلى الدكؿ األصمية مما يعمؿ‬

‫‪26‬‬
‫عمى الزيادة في النمك بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تأثير الهجرة عمى الدول المستقبمة‬

‫تعرؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف عدـ استقرار قكل العرض كالطمب في أسكاقيا كليذا كجدنا كؿ الدراسات‬

‫في ىذا السياؽ تركز عمى تأثير ىذه الظاىرة في ىاتيف القكتيف عمى المستكل االقتصادم لمبمد المستقبؿ‪.‬‬

‫سيتـ تكضيح ىذه التأثيرات في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬التأثيرات السمبية لظاهرة الهجرة عمى الدول المستقبمة لها‬

‫‪ -‬تكاليف االندماج‬

‫‪25‬‬
‫‪Faini, Riccardo. "Développement, Commerce International Et Migrations." Revue d’économie du‬‬
‫‪développement 2 (2002): 85-116.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Borta, Oxana. "Brain Drain Controversy." (2007).‬‬

‫‪34‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إف الدكؿ المستقبمة لممياجريف كخاصة في الكقت الراىف تعاني مف إشكالية اندماج المياجريف في‬

‫مجتمعاتيا فيما يتعمؽ باحتراـ ديانتيا كثقافتيا‪ .‬فنجد أف الفكارؽ الدينية كالثقافية تكمؼ الدكؿ المستقبمة‬

‫الكثير مف األمكاؿ بسبب التيديدات األمنية التي تعد ىاجس أمميا نتيجة تفشي ظاىرة اإلرىاب‪ ،‬فأحداث‬

‫‪ 11‬سبتمبر كتفجيرات لندف فرضت عمى الدكؿ المستقبمة لممياجريف تخصيص ميزانيات بأكمميا مف أجؿ‬

‫الحد مف ىذه الظاىرة‪.‬‬

‫مف جية أخرل تحاكؿ الدكؿ المستقبمة لممياجريف إنشاء منظمات حككمية كغير حككمية لتسييؿ عممية‬

‫اندماج المياجريف‪ .‬الجدكؿ أدناه يمثؿ نفقات بعض الدكؿ المستقبمة لممياجريف‪.‬‬

‫جدول رقم (‪: )4-1‬الميزانيات المخصصة لممهاجرين من اجل عممية االندماج‬

‫وصية اىفزد اىمهاجز‬ ‫ميزاويح اإلجماىيح اىمخصصح ىالوذماج اىمهاجزيه تاىمييىن اورو‬ ‫اىذوىح اىمستقثيح‬

‫‪350‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اىىمسا‬


‫‪1300‬‬ ‫‪208‬‬ ‫أىماويا‬
‫‪2400‬‬ ‫‪120‬‬ ‫اىذومارك‬

‫‪1700‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فزوسا‬

‫‪-‬‬ ‫‪2600‬‬ ‫مىذا محافظح اىنيثل‬


‫‪895‬‬ ‫‪358‬‬ ‫تزيطاويا‬
‫‪Source: l’OCDE Chapitre 6. Intégration des immigrés : enseignements tirés de l’expérience des pays‬‬
‫‪de l’OCDE 2008/5 (n° 5) .‬‬

‫األمكاؿ التي تنفؽ عمى اندماج المياجريف يككف مصدرىا األمكاؿ العمكمية كتككف مكجية بشكؿ كبير‬

‫لمتككيف المغكم لممياجر أك لمتككيف القانكني المختص في تسيير المجتمع المدني مف أجؿ تسييؿ العيش‬

‫ضمف المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬الرفع من مستوى البطالة‬

‫نجد األثر الناتج عف ظاىرة اليجرة في الدكؿ المستقبمة ينقسـ بيف إيجابي ك سمبي كىذا األخير يككف‬

‫نتيجة الفكر الرأسمالي الذم يبحث عف المكارد بأقؿ التكاليؼ فمف ىنا تتجو اقتصاديات الدكؿ المستقبمة‬
‫‪35‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫إلى تكظيؼ العمالة المياجرة نتيجة رخص أثمانيا مما يؤدم إلى ازدياد البطالة في كسط األفراد األصميف‪.‬‬

‫فمثبل في ألمانيا القطاع الصناعي يشغؿ ما قيمتو ستة أعشار اليد العاممة خاصة العمالة المنحدرة مف‬

‫‪ %‬مف األجر الذم يتقاضاه السكاف األصميف_ مما دفع‬ ‫‪17‬‬ ‫تركيا _كالتي يمثؿ األجر الذم تتقصاه‬

‫األلماف إلى تشغيؿ المياجريف‪ ،‬لكنيـ كجدكا صعكبة في ىذا نتيجة تأثير القكل النقابية مما دفعيـ إلى نقؿ‬

‫مصانعيـ إلى الدكؿ التي تعتبر أصمية لظاىرة اليجرة كالتي تمتاز برخص يد عـ اليا‪ .‬كىذا ما يترتب عنو‬

‫‪27‬‬
‫نقص عرض العمؿ كزيادة في نسبة البطالة‪.‬‬

‫‪- 2‬التأثيرات اإليجابية لظاهرة الهجرة عمى الدول المستقبمة‬

‫‪ -‬تنشيط النمو الديموغرافي‬

‫تعرؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف نمكا سكانيا ضعيفا مما ينتج عنو عدـ مقدرتيا عمى تعكيض األجياؿ ‪-‬‬

‫كالذم يتطمب نسبة نمك تعادؿ ‪ -% 2.1‬لممحافظة عمى المستكل العاـ لمبمد‪ ،‬عمى ىذا نجد أف المياجر‬

‫يعمؿ عمى تفعيؿ النمك السكاني في الدكلة التي يقيـ فييا كتعكيض النقص المكجكد في األجياؿ خاصة‬

‫كأف ىذا المياجر قدـ مف دكلة أصمية تعرؼ نمكا سكانيا عاليا كدرجة خصكبة مرتفعة‪ .‬يمكف تكضيح ىذا‬

‫مف خبلؿ الجدكؿ أدناه كالذم يمثؿ درجة الخصكبة لكؿ مف الدكؿ المستقبمة كالمصدرة لممياجريف‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ )5-1‬درجة الخصوبة لكل من المناطق المصدرة و المستقبمة لممهاجرين‬


‫معذه اىخصىتح‬ ‫مىاطك اىثيذان اىمصذرج ىيمهاجزيه‬
‫‪4.83‬‬ ‫إفزيقيا‬
‫‪2.46‬‬ ‫أمزينا اىالتيىيح‬
‫‪2.40‬‬ ‫أسيا‬
‫معدل الخصوبة‬ ‫مىاطك اىثيذان اىمصذرج ىيمهاجزيه‬
‫‪1.41‬‬ ‫أوروتا‬
‫‪2.27‬‬ ‫اىمحيظ‬
‫‪1.99‬‬ ‫أمزينا اىشماىيح‬

‫‪27‬‬
‫‪Galor, Oded, and Omer Moav. "Natural Selection and the Origin of Economic Growth." Quarterly Journal of‬‬
‫‪Economics (2002): 1133-91.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬
‫‪Source: World Population Prospects. Nations Unies. 2005, pourcentages calculés‬‬

‫تشير تقارير ىيئة األمـ المتحدة أف عدد سكاف الدكؿ المتقدمة سينخفض ب ‪ 126‬مميكف فرد إذا لـ تبؽ‬

‫ظاىرة اليجرة في العالـ عمى ىذه الكتيرة ‪ ،‬كما أف االتحاد األكركبي ال يستطيع المحافظة عمى مستكيات‬

‫‪28‬‬
‫التطكر االقتصادم كالتكنكلكجي بدكف التحاؽ حكالي ‪ 50‬مميكف مياجر في السنكات العشر القادمة‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة فرص النمو‬

‫فيما يخص أثار ظاىرة اليجرة عمى الدكؿ المستقبمة نجدىا عامبل أساسيا في استقرار األسكاؽ االقتصادية‬

‫حيث تعرؼ ىذه الدكؿ اضطرابات دكرية خاصة في األسكاؽ المالية كسنحاكؿ تبياف ذلؾ مف خبلؿ‬

‫منحنى عرض ك طمب العمؿ‪.‬‬

‫كىذا تحت‬ ‫‪S1‬‬ ‫إلى الكضعية‬ ‫‪S0‬‬ ‫مف خبلؿ المنحنى أدناه نبلحظ أف منحنى العرض ينتقؿ مف الكضعية‬

‫تأثير ظاىرة اليجرة خاصة المياجريف المؤىميف مما يترتب عنو انخفاض في مستكل األجكر مف مستكل‬

‫‪ ،W1‬كعمى ىذا سترتفع رفاىية المجتمع بمقدار شبو المنحرؼ المعبر عنو ب‬ ‫إلى مستكل‬ ‫‪W0‬‬

‫مف جية‪ .‬مف جية أخرل فإف المؤسسات كنتيجة االنخفاض في مستكل األجكر ستحقؽ‬ ‫‪a,c ,h ,h+m‬‬

‫مما سيرفع مف االستثمار كيرتفع النمك بشكؿ عاـ‪.‬‬ ‫‪W0 ,W1,a ,b‬‬ ‫أرباحا يعبر عنيا بالمستطيؿ‬

‫شكل رقم (‪ :)6-1‬العالقة بين األجر الحقيقي وحجم اليد العاممة المؤهمة‬

‫األجر‬
‫ال قيقي‬
‫‪S0‬‬ ‫‪S1‬‬
‫‪D‬‬

‫‪W1‬‬
‫‪a‬‬

‫‪c‬‬
‫‪W0‬‬
‫‪b‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Nations Unies Perspectives de la population mondiale, La Révision de 2006, un.org, consulté le 13-02-2011.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪H‬‬ ‫‪H+M‬‬ ‫اليد العاملة الم هلة‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue‬‬
‫‪d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82‬‬

‫‪ -‬رفع مستوى االستثمار‬

‫لزيادة العماؿ في الدكؿ المستقبمة مف طرؼ المياجريف أثر إيجابي عمييا في حالة تحقؽ الفرضية المبنية‬

‫عمى أف المياجريف يممئكف مناصب العمؿ الشاغرة في سكؽ العمؿ فيمعبكف دكر المكمؿ نتيجة عدـ تكاجد‬

‫تخصصاتيـ في سكؽ العمؿ ’ كعمى ىذا تؤدم ىذه االخيرة إلى قياـ االقتصاد باستثمارات جديدة ‪ .‬كالشكؿ‬

‫أدناه يمثؿ تؤثر قكل الطمب كعرض العمؿ في ىذه الحالة مف خبلؿ منحنى الطمب الذم ينتقؿ إلى اليميف‬

‫في حالة كجكد مياجريف مكمميف لدكرة االقتصادية مما يدفع بمستكل األجكر إلى االرتفاع‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)7-1‬العالقة بين األجر الحقيقي و اليد العاممة المؤهمة‬

‫األجر‬
‫ال قيقي‬
‫‪D‬‬
‫‪A‬‬ ‫’‬ ‫‪S‬‬
‫’‬ ‫‪0‬‬

‫‪S‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪D‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪B‬‬
‫’‬
‫‪W1‬‬
‫‪B‬‬
‫‪W0‬‬
‫‪C‬‬

‫‪o‬‬ ‫اليد العاملة‬


‫‪L‬‬ ‫’‪L‬‬ ‫’‪L‬‬ ‫الم هلة‬
‫‪38‬‬ ‫’‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue‬‬
‫‪d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82‬‬

‫كيمكف تمخيص جميع المكاسب التي تحققيا المؤسسات كالعماؿ في الجدكؿ أدناه‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )6-1‬المكاسب التي يحققها كل من العمال و المؤسسات في ظل ظاهرة الهجرة‬

‫الحبلت‬ ‫ارببح الوؤسسبث‬ ‫هكتسببث العوبل‬ ‫‪ΔPIB‬‬

‫االمتفاء اىذاتي مه‬


‫‪ABw0‬المنطقة‬ ‫‪ w0BLO‬منطقة‬
‫حيث اىعماه‬

‫'‪ w1B'L‬منطقة‬ ‫منطقة‪A'B'L'LBA‬‬


‫تنميح سىق اىعمو‬ ‫)‪(> 0‬‬
‫‪ A'B'w1‬منطقة‬
‫مه طزف اىمهاجزيه‬ ‫‪ :‬مكاسب السكان األصليين‬ ‫مكاسب المهاجرين‬
‫‪w0CL"O‬‬ ‫‪w1B'L'L"Cw0‬‬

‫‪Source: Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue‬‬
‫‪d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82‬‬

‫فمف خبلؿ ىذا الجدكؿ نبلحظ أف المياجريف ال يتسببكف في انخفاض مستكل األجكر لمسكاف األصميف‬

‫بؿ بالعكس حيث يستطيعكف تعكيض ذلؾ مف خبلؿ الرفع مف مستكل الناتج المحمي اإلجمالي كزيادة‬

‫نصيب الفرد منو بما فييـ السكاف األصميف أم أف رفاىية الفرد داخؿ المجتمع المستقبؿ لممياجريف ستزيد‬

‫مف خبلؿ رفع مستكل اإلنتاج ك تنكعو الذم يحقؽ تمبية رغبات الفرد في تمؾ المجتمعات‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬سياسات الهجرة بين الجنوب و الشمال‬

‫إف مشكمة اليجرة الدكلية ستبقى مطركحة ما دامت المجتمعات االقتصادية تنمك كتتطكر‪ .‬كمف خبلؿ‬

‫اآلثار المعركضة في المطمب السابؽ اتضح لنا أف لظاىرة اليجرة أثا ار سمبية عمى كؿ مف الدكؿ‬

‫المستقبمة كالمصدرة ليا كأخرل إيجابية‪ .‬عمى ىذا نجد كؿ مف ىذه الدكؿ تضع سياسات تيدؼ لمحد مف‬

‫سمبيات الظاىرة كاستغبلؿ إيجابيتيا مما أكجد صراعات بيف ىذه الدكؿ خاصة في محاكر االتفاقيات‬

‫االقتصادية التي تدرج ضمف أعماليا مسألة اليجرة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ليذا سنتطرؽ في ىذا العنصر إلى أىـ السياسات كاآلليات التي تعتمد عمييا أىـ المناطؽ المستقبمة‬

‫لممياجريف في العالـ كالمتمثمة في االتحاد األكركبي كالكاليات المتحدة األمريكية‪ .‬فيما يعتمداف عمى آليات‬

‫انتقاء المياجريف كيفضبلف اليد العاممة المؤىمة أك عالية التأىيؿ مف خبلؿ كضع شركط كمكاصفات‬

‫مينية لمسماح لمفرد المياجر باإلقامة في المنطقة‪ .‬مف جية أخرل يحاكالف محاربة اليجرة غير الشرعية‬

‫التي تنامت بسبب عدـ السماح لؤلفراد اآلخريف بالدخكؿ‪.‬‬

‫فنجد االتحاد األكركبي يعتمد عمى جياز يسمى بالشرطة األكركبية أك اليكركبكؿ كىك جياز مسئكؿ عف‬

‫جمع البيانات كتبادليا مع مختمؼ األجيزة األمنية لدكؿ االتحاد في مختمؼ المجاالت بما فييا اليجرة‬

‫كاليجرة غير الشرعية مف خبلؿ إحصاء عدد الداخميف كالمغادريف إلى كمف االتحاد األكركبي‪.‬‬

‫قاعدة البيانات شفغف ىي قاعدة تيتـ بعدد التأشيرات التي تخرج مف سفارات دكؿ األعضاء في االتحاد‬

‫فإذا رفضت تأشيرة دخكؿ فرد مف إحدل سفارات دكلة في االتحاد فبل يمكنو الحصكؿ عمييا مف دكلة‬

‫أخرل في االتحاد األكركبي‪.‬‬

‫نجد كذلؾ أف االتحاد األكركبي كضع جياز يسمى بجياز العكدة أك الترحيؿ ميامو إقناع المياجريف غير‬

‫الشرعييف بالعكدة إلى بمدانيـ األصمية مقابؿ بعض االمتيازات المالية كيشرؼ عميو البرلماف األكركبي‪.‬‬

‫أما فيما يخص الكاليات المتحدة األمريكية فاف سياستيا تشمؿ نقطتيف رئيسيتيف ىما بناء جدار عازؿ‬

‫‪ 1200‬كمـ لمنع سكاف قارة أمريكا جنكبية مف‬ ‫يشمؿ ثمث الحدكد الجنكبية مع المكسيؾ أم ما يعادؿ‬

‫‪ 11.6‬مميكف مياجر سنة ‪ 2011‬ـ‪ .‬كالنقطة الثانية تتمثؿ في‬ ‫التسمؿ إلى أراضييا كالذيف بمغ عددىـ‬

‫برنامج يسمى بالعامؿ الضيؼ حيث يمنح لممياجر بطاقة إقامة بمدة عممو داخؿ التراب الكاليات المتحدة‬

‫األمريكية كتنقضي بانقضاء عقد عممو‪.‬‬

‫بينما تسعى الدكؿ المتطكرة الجتذاب األدمغة مف الدكؿ األخرل تحشد جيكدىا لممحافظة عمى أدمغتيا‬

‫كعمى كضع حكافز لعدـ ىجرتيا‪ .‬ففي بريطانيا مثبلن قامت الحككمة باستيراد التكنكلكجيا مف الكاليات‬

‫‪40‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المتحدة لتحفيز عممائيا عمى البقاء فييا كعدـ اليجرة‪ .‬أما في الصيف فمقد كضعت سياسة تجبر أصحاب‬

‫اإلجازات الجامعية عمى العمؿ لمدة خمس سنكات داخؿ الببلد أك "افتداء" شياداتيـ بػ ‪ 6.000‬دكالر تُدفع‬

‫‪،2000‬‬ ‫ُقرت في اجتماعات المجمس األكركبي المتعاقبة (لشبكنو‬


‫لمسمطات المعنية‪ .‬أما في أكركبا فقد أ ّ‬

‫ستككيكلـ ‪ ،2001‬برشمكنو ‪ 2002‬كبرككسؿ ‪ )2003‬سياسة زيادة مخصصات األبحاث بنسبة ‪ %3‬مف‬

‫الناتج الممحي اإلجمالي لمحيمكلة دكف ىجرة أدمغتيا كجذب األدمغة مف باقي الدكؿ بما فييا الكاليات‬

‫‪29‬‬
‫المتحدة األميركية‪.‬‬

‫أما الدكؿ المصدرة لممياجريف فبدأت في كضع سياسات لممحافظة عمى أدمغتيا فنجد اليند (كالتي كانت‬

‫قد فقدت اآلالؼ مف أدمغتيا ) اعتمدت أكالن إنشاء ك ازرة لشؤكف الينكد المقيميف في الخارج بيدؼ التكاصؿ‬

‫مع المياجريف كتسييؿ مشاركتيـ عمى مستكل أكبر في حياة اليند االقتصادية كمساعدتيـ كما أف‬

‫العائديف منيـ ال يضطركف إلى التنقؿ بيف إدارات الدكلة كالكقكؼ في الصفكؼ الطكيمة كاختبار‬

‫البيركقراطية كغيرىا مف العكائؽ‪ ،‬فيستطيعكف تأدية كؿ حاجاتيـ اإلدارية كاالستثمارية في ىذه الك ازرة‪ .‬كما‬

‫بدأت بالسماح بالجنسية المزدكجة ما دفع بالكثيريف مف الينكد المغتربيف إلى العكدة مع المميارات مف‬

‫أيضا كضع اقتصادم مزدىر كبيئة مضيافة لبلستثمار كاألعماؿ كفرح كبير بأنيـ‬
‫الدكالرات يستقطبيـ ن‬

‫عادكا إلى كطنيـ كالى عائبلتيـ‪ .‬كفي الدكؿ النامية مثؿ أثيكبيا كككريا الشمالية كجنكب أفريقيا ِ‬
‫فشرع‬

‫‪30‬‬
‫الحد مف ىجرة الكفاءات العالية‪.‬‬
‫أيضا في اتباع سياسات تساعد عمى ّ‬

‫عمى سياسات تتمحكر في النقاط‬ ‫كعمى العمكـ نبلحظ أف الدكؿ النامية بما فييا الدكؿ العربية تعتمد‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تشجيع مؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫)‪Giannoccolo, Pierpaolo. "Brain Drain Competition Policies in Europe: A Survey." (2005‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Forum International for Ethiopians Living in Diaspora, (FIELD),Transforming Brain Drain Into Brain Gain,‬‬
‫‪Final Report, Part I, p.4, January 14, 2005‬‬

‫‪41‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬مراجعة نظاـ األجكر كالحكافز ككذا مكاقع المعمكمات كالتكنكلكجيات الحديثة داخؿ المؤسسات‬

‫العمكمية بإعطائيا األكلكية‪.‬‬

‫‪ -‬تطكير الفضاء العاـ داخؿ الشركات كالمؤسسات الكطنية المتخصصة حتى تتمكف مف االحتفاظ‬

‫بخبراتيا‪.‬‬

‫‪ -‬إعادة النظر في شركط كظركؼ العمؿ في بمداف حتى تصبح جذابة كمقنعة كتستجيب لشركط‬

‫العيش الكريـ‪.‬‬

‫‪ -‬خمؽ قنكات لمشراكة كالمناكلة بيف الشركات الكطنية كالشركات األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬االستفادة مف الخبرات المياجرة بخمؽ كسائؿ لمتكاصؿ معيا (شبكات ػ بكرصات ػ مكاقع في‬

‫اإلنترنت‪ ،‬ممتقيات سنكية)‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع الخبرات الكطنية التي تستثمر في الخارج أك تحتؿ مكاقع متقدمة في الشركات العالمية‬

‫الكبرل عمى االستثمار في الدكؿ المصدرة لميجرة‪.‬‬

‫استمرت ىذه السياسات بالتصاعد ‪ ،‬فسكؼ نرل منافسة حادة بيف الدكؿ األصمية كالمستقبمة‬
‫ّ‬ ‫كاذا ما‬

‫الستقطاب ىذه الثركات البشرية ما يعني ارتفاع أثماف ىذه الكفاءات‪ .‬كمف أجؿ ىذا ظيرت بعض‬

‫المنظمات الدكلية التي تعمؿ عمى دراسة ىذه الظاىرة محاكلة إعطائيا قالبا قانكنيا لمحد مف الصراع بيف‬

‫الدكؿ المصدرة المستقبمة‪ .‬كمثاؿ عمى ذلؾ ىيئة األمـ المتحدة التي رسمت سياسات تنظيمية لميجرة يمكف‬

‫تمخيصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬دعـ المنظمة العالمية لميجرة كتكميفيا بيذا الممؼ مف أجؿ كضع سياسات بشكؿ يضمف مصالح‬

‫جميع الدكؿ المعنية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬الحد مف اليجرة غير الشرعية كمحاربة ظاىرة تيريب البشر مف جية كفتح قنكات اليجرة‬

‫المشركعة الستفادة األفراد منيا مع ضماف جميع حقكقيـ‪ .‬فمحاكلة بعض الدكؿ خاصة المستقبمة‬

‫تشديد اليجرة سيشجع اليجرة غير المشركعة عمى المدل البعيد‪.‬‬

‫‪ -‬الدكؿ المستقبمة يجب عمييا مراجعة سياساتيا تجاه ظاىرة اليجرة كىذا مف التحديات الكبرل ليا‬

‫مستقببل‪.‬‬

‫‪ ،‬فيي تقدـ مساعدة لمحككمات كلمشركاء الدكلييف اآلخريف في مجاؿ‬ ‫)‪(OIM‬‬ ‫أما المنظمة العالمية لميجرة‬

‫اليجرة‪ ,‬حيث أصبحت كاحدة مف المنظمات اإلنسانية األكثر أىمية عمى الصعيد الدكلي بفضؿ برامجيا‬

‫ال تنتمي ىذه المنظمة‬ ‫‪.‬‬ ‫الميجريف كالعكدة إلى الحياة المدنية‬
‫المتعمّقة بصحة المياجريف كدمج البلجئيف ك ّ‬

‫لكف ذلؾ ال يمنعيا مف إقامة عبلقات عمؿ عف كثب مع أجيزة األمـ المتحدة‬
‫إلى منظكمة األمـ المتحدة ّ‬

‫كالمنظمات غير الحككمية كسياسات ىذه المنظمة مبنية عمى دراسات ميدانية ينجزىا خبراء أك مراقبكف‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬هجرة األدمغة‬

‫إف اآلثار السمبية لميجرة الدكلية لـ تقتصر عمى ىجرة األفراد قميمي كمتكسطي التككيف كانما شممت بشكؿ‬

‫كبير األفراد ذكم الكفاءات العالية أك ما يسمى بالعقكؿ كاألدمغة‪ .‬ىذه األخيرة تعتبر مصدر النمك كالتطكر‬

‫لممجتمعات ليذا حظيت باىتماـ كبير مف طرؼ الباحثيف كالسياسييف كمف ىنا ارتأينا تخصيص مبحث‬

‫مف ىذا البحث لظاىرة ىجرة األدمغة‬

‫المطمب األول مفهوم و أسباب هجرة األدمغة‬

‫‪- 1‬مفهوم هجرة األدمغة‬

‫ظير مصطمح ىجرة األدمغة أك الكفاءات ألكؿ مرة في سنة ‪ ،1949‬أم بعد نياية الحرب العالمية الثانية‬

‫أيف عبرت الصحافة البريطانية عف ىجرة الميندسيف كاألطباء البريطانييف إلى الكاليات المتحدة األمريكية‬

‫‪43‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫بعد انشغاؿ الحككمة بإعادة بناء ما خمفتو الحرب‪ .‬كقد أعطى األكادميكف كالباحثكف عدة تعاريؼ ليجرة‬

‫األدمغة أىميا تعريؼ ديفيف برينر الذم ّبيف أف "األمكاؿ كاألفراد المؤىميف يتجيكف إلى األماكف التي‬

‫يستفيدكف منيا كيفيدكف فييا" أما منظمة اليكنسكك عرفت الظاىرة عمى أنيا "نكع شاذ مف أنكاع التبادؿ‬

‫العممي بيف الدكؿ بحيث تتميز باتجاه كاحد (مف الدكؿ النامية التي ال تستطيع استغبلؿ ىذا النكع مف‬

‫الكفاءات إلى الدكؿ المتقدمة التي بإمكانيا تكظيفيـ ) أما االتجاه المعاكس فيسمى بالنقؿ التكنكلكجي‬

‫المباشر كىك أحد أىـ عناصر العممية اإلنتاجية"‪.‬‬

‫مف خبلؿ بحثنا كجدنا ليجرة األدمغة نمطيف أساسياف يتحدداف مف خبلؿ آلية انتقاؿ األدمغة مف دكلة إلى‬

‫أخرل يتمثبلف في‪:‬‬

‫‪ -‬نمط تبادل العقول واألدمغة‬

‫يشتمؿ ىذا المصطمح عمى تبادؿ العقكؿ كالميارات مابيف الدكؿ كعادة ما تككف أصؿ تمؾ التبادالت‬

‫اتفاقيات اقتصادية أك عممية أك ثقافية تتـ مابيف الدكؿ المتقدمة بيدؼ التكامؿ المعرفي أك ألجؿ العمؿ‬

‫‪ ،‬ناىيؾ عف الخبرة‬ ‫المشترؾ في مشاريع عممية كبحثية تعكد عمى الطرفيف بالنفع المعرفي كالمعمكماتي‬

‫‪ ،‬فالصيف كاليند تأتياف في‬ ‫المكتسبة المتكلدة نتيجة لذلؾ‪ .‬ك ىذا النمط نجده بقكة في القارة اآلسيكية‬

‫المرتبة األكلى مف حيث إبراـ اتفاقيات التبادؿ المعرفي بينيما كبيف االتحاد االكركبي كالكاليات المتحدة‬

‫األمريكية‪ ،‬أما في الدكؿ العربية فنجد أف دكؿ الخميج بدأت تستعمؿ ىذا النكع مف اليجرة لتنمية قدرات‬

‫كفاءاتيا كاستغبلؿ الكفاءات الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬نمط استنزاف العقول واألدمغة‬

‫إف استنزاؼ العقكؿ عادة ما يتـ بيف الدكؿ المتخمفة (الفقيرة) كالدكؿ المتقدمة (الغنية) مف خبلؿ الرفع مف‬

‫العكامؿ الطاردة كالجاذبة لمعقكؿ كالكفاءات‪ .‬ىذه العممية تسير دائما باتجاه كاحد أم منيا إلى صالح‬

‫‪44‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪-1960‬‬ ‫الدكؿ المتقدمة كبدرجة أقؿ إلى دكؿ نامية أخرل‪ .‬كطبقا لئلحصائيات األمريكية لمفترة ما بيف‬

‫‪ 850‬ألؼ إطار ذم كفاءة عالية عممية مف‬ ‫‪ 1987‬شيدت الكاليات المتحدة األمريكية ىجرة أكثر مف‬

‫‪31‬‬
‫الدكؿ النامية‪.‬‬

‫لذا ازداد اىتماـ المفكريف كاألكادمييف حكؿ معرفة كتحميؿ أسباب ظاىرة ىجرة األدمغة كاختمفكا إلى حد ما‬

‫في رؤيتيـ ليا كىذا حسب الخصائص المككنة لكؿ دكلة حيث ال تتشابو عكامؿ طرد كجذب العقكؿ‬

‫البشرية مف منطقة إلى أخرل إال أنيـ اتفقكا عمى نقطتيف رئيسيتيف‪:‬‬

‫‪ -‬إف ظاىرة ىجرة األدمغة أخذت أبعاد جديدة كاتسع نطاقيا في الدكؿ النامية ليصؿ حتى الدكؿ‬

‫المتقدمة خاصة بعد األزمة االقتصادية األخيرة‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة قكة االرتباط الذم أصبح مباش ار بيف تكفر الكفاءات كالتنمية عمى مستكل المجتمعات بصفة‬

‫عامة كاالقتصاد بصفة خاصة‪.‬‬

‫‪- 2‬عوامل طرد و جذب الكفاءات‬

‫الدراسات المنجزة لتفسير ظاىرة ىجرة األدمغة أك الكفاءات اعتمدت في غالبيتيا عمى نظرية العكامؿ‬

‫الطاردة كالجاذبة لؤلفراد كسنتطرؽ إلييا بالتفصيؿ في الفصؿ الثاني‪ .‬حيث تصؼ ىذه النظرية أف ىناؾ‬

‫عكامؿ طرد لمكفاءات في المكاطف األصمية كأخرل جاذبة ليـ في الدكؿ المستقبمة حيث يمكف تمخيص‬

‫األكلى في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عوامل طرد األدمغة‬

‫‪31‬‬
‫‪Adams, Richard. "Migration, Remittances and Development: The Critical Nexus in the Middle East and North‬‬
‫‪Africa." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and‬‬
‫‪Development in The Arab Region Population Division Department of Economic and Social Affairs, United‬‬
‫‪Nations Secretariat Beirut, 2006.‬‬

‫‪45‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫قمة قدرة الدكؿ األصمية عمى تكظيؼ الكفاءات داخؿ أسكاقيا لضعؼ التكنكلكجيا فييا‪ .‬فيصبحكف‬ ‫‪‬‬

‫عاطميف عف العمؿ أك يشغمكف كظائؼ ال تتكافؽ مع تخصصاتيـ كمستكياتيـ مما يدفعيـ إلى‬

‫اليجرة ىذا مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل فيذه الكظائؼ تقدـ ليـ مقابؿ مردكد مالي ضعيؼ ما‬

‫يؤدم إلى انخفاض مستكاىـ المعيشي فاألجكر التي يتقاضكنيا ال تؤمف ليـ ظركؼ العيش‬

‫الكريمة‪.‬‬

‫نتيجة إلى طبيعة األنظمة السياسية الحاكمة كنيجيا األمني في العديد مف الدكؿ النامية فقد‬ ‫‪‬‬

‫يتدخؿ النظاـ الحاكـ بفرض رقابة مشددة عمى تحديد نكعية البحكث العممية التي يتـ التعامؿ‬

‫معيا خدمة لرؤيتو السياسية‪ .‬مما يجعؿ الباحثيف يترددكف في تحقيؽ طمكحيـ العممي في دراسة‬

‫كتحميؿ مكاطف الخمؿ في ظاىرة ما مف أجؿ معالجتيا كتقديـ الحمكؿ العممية المناسبة ليا خكفا‬

‫مف أف تككف نتائج تمؾ األبحاث كالحمكؿ مخالفة لطبيعة كسمكؾ المؤسسة الحاكمة األمر التي‬

‫تصادر نتائج البحث أك تمنعيا مف النشر‪.‬‬

‫نجد كذلؾ أف عدـ اىتماـ الدكؿ األصمية بيذا النكع مف الكفاءات راجع إلى الرككد المكجكد في‬ ‫‪‬‬

‫تطكر القكل المنتجة‪ .‬كنممس ىذا في بقاء كسائؿ اإلنتاج بدائية أك ضعيفة التكنكلكجيا كاقتصارىا‬

‫عمى القطاع الزراعي كالصيد‪ .‬أما القطاعات الحيكية كالصحة فبل تحتكم حتى عمى البنى‬

‫التحتية كتبرز ىذه الحالة خاصة في الدكؿ الفقيرة غير النفطية‪.‬‬

‫كجكد التفرقة الكاضحة بيف خريجي الجامعات الكطنية كخريجي الجامعات األجنبية مما أدل إلى‬ ‫‪‬‬

‫تشجيع الدراسة في الخارج كساعد عمى انتشار استخداـ الكفاءات األجنبية عمى حساب الكفاءات‬

‫الكطنية مما شكؿ دافع طرد ليـ إلى خارج حدكد الكطف‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ك في غالب األحياف يككف سبب ىذه الظاىرة عدـ االستقرار السياسي كاالجتماعي المتمثؿ في‬ ‫‪‬‬

‫البيركقراطية‪ ،‬التشريعات القانكنية‪ ،‬تقيد الحريات كعدـ فتح المجاؿ لئلبداع مما يدفع ىذا النكع مف‬

‫الكفاءات إلى البحث عف مجتمعات تؤمف لو حقكقو‪.‬‬

‫عدـ التكازف بيف المنظكمة التربكية كالمنظكمة التنمكية فالتككيف في الكثير مف الدكؿ النامية يعمؿ‬ ‫‪‬‬

‫عمى تكفير جميع االختصاصات العممية الممكنة إال أف سكؽ العمؿ كالسياسة التنمكية في الببلد‬

‫ال يعتمداف عمى كؿ المؤىبلت التي يكفرىا النظاـ التعميمي مما يدفع الكثير منيـ إلى ترؾ‬

‫أكطانيـ األصمية‪.‬‬

‫‪ -‬عوامل جذب الكفاءات‬

‫رغـ كقكؼ الدكؿ المستقبمة لممياجريف ضد ىجرة أفراد الدكؿ النامية إلييا إال أنيا تتبنى سياسات‬ ‫‪‬‬

‫مخططة كمدركسة بدقة الجتذاب أصحاب الكفاءات كالميارات الخاصة مف ىذه الدكؿ‪ .‬عمى‬

‫سبيؿ المثاؿ أصدر الككنغرس األميركي ق ار انر بزيادة تصريحات الحصكؿ عمى بطاقة اإلقامة‬

‫‪ 90‬ألفا في السنة إلى ‪150‬ألؼ ثـ‬ ‫لمخريجيف األجانب في مجاالت التكنكلكجيا المتطكرة مف‬

‫‪32‬‬
‫‪.‬‬ ‫الى‪ 210‬ألؼ خبلؿ العاـ الماضي‬

‫تييئ الدكؿ المستقبمة _كالتي تككف في أغمب األحياف متقدمة_ المحيط العممي الذم يحفز عمى‬ ‫‪‬‬

‫مكاصمة البحث كالتطكير كزيادة الخبرات حيث أف ظركؼ العمؿ في البمداف المتقدمة مشجعة‬

‫لتحقيؽ الطمكحات العممية بما تكفره مف فرص لمبحث العممي ككسائمو المختمفة‪.‬‬

‫فاطمة زىرة افريحة عكامؿ ىجرة الكفاءات بالجزائر ‪ ،‬مف بحكث ندكة ىجرة الكفاءات العربية التي نظمتيا االككا ‪ ،‬مركز دراسات الكحدة‬ ‫‪32‬‬

‫العربية‪ ،‬بيركت ص‪.156 /155‬‬

‫‪47‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫تكفير الثركات المادية الضخمة التي تمكنيا مف تمكيؿ فرص عمؿ ىامة كمجزية ماديان كتشكؿ‬ ‫‪‬‬

‫مشي ممتاز كضمانات‬ ‫إغراء قكيا لمعقكؿ المتكاجدة بالدكؿ األصمية بما تكفره مف مستكل مع‬

‫اجتماعية كخدماتيا العديدة فضبل عف تكفر كؿ كسائؿ االستيبلؾ كالرفاىية المادية كتسييبلتو ‪.33‬‬

‫انخفاض نسبة العقكؿ العممية في الدكؿ المتقدمة صناعيان بسبب انخفاض نسب الكالدة كعدد‬ ‫‪‬‬

‫المتخصصيف في الفركع العممية كالتقنية مما يجعميا تبحث عف عقكؿ ككفاءات أجنبية كتقدـ ليا‬

‫اإلغراءات المادية لممئ ىذا الفراغ كبخاصة في السنكات األخيرة‪ ،‬حيث كصمت غالبية الدكؿ‬

‫المتقدمة إلى مستكل دكف النمك السكاني الصفرم بينما يسير ىذا المعدؿ في دكؿ العالـ الثالث‬

‫كمنيا الدكؿ العربية في االتجاه المعاكس‪.34‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬واقع الدول النامية من ظاهرة هجرة األدمغة‬

‫إف تقدـ ظركؼ العيش في كؿ مف االتحاد األكركبي كالكاليات المتحدة األمريكية نتيجة االستقرار السياسي‬

‫كالتقدـ التكنكلكجي أدل إلى تزايد ظاىرة ىجرة األدمغة مف الدكؿ النامية‪ .‬فعمماء ىذه الدكؿ شكمكا ما‬

‫‪1967‬ـ‪ .‬كآخر اإلحصائيات‬ ‫يقارب ‪ % 13‬مف مجمكع عمماء الكاليات المتحدة األمريكية في سنة‬

‫المتحصؿ عمييا أظيرت أف قارة إفريقيا أصبحت أكبر متضرر مف ىركب أدمغتيا إلى الخارج‪ .‬حيث‬

‫سجمت ىذه األخيرة نسبة ‪ % 31‬مف مجمكع المياجريف األفارقة في سنة ‪ 2000‬ـ لتصؿ إلى مستكيات‬

‫قياسية في بعض المناطؽ االستكائية في القارة متجاكزة ‪ % 65‬مف حجـ المياجريف في المنطقة‪ .‬كمف‬

‫خبلؿ تحميمينا لمعطيات ىذه الظاىرة يتبيف لنا أف ىناؾ مناطؽ تفكؽ فييا نسبة المياجريف المؤىميف نسبة‬

‫‪ % 50‬كالمقدرة ب ‪ 13‬دكلة‪ .‬تأتي في المرتبة الثانية ‪ 22‬دكلة كالتي تصؿ نسبة المؤىميف المياجريف‬

‫منيا نسبة ‪ ,% 45‬تمييا ‪ 16‬دكلة بنسبة تفكؽ ‪ .% 20‬كفي األخير تأتي الدكؿ التي نسبة نزكح المؤىميف‬

‫‪33‬‬
‫مجمة البرلماف العربي ‪ ،‬السنة‪ /‬ديسمبر ‪ ،2001‬العدد ‪, 22 /‬ص‪3-2‬‬
‫‪34‬‬
‫فالح عبد القادر حممي‪ ,‬مستقبؿ الرأسمالية ‪ ,‬مف منشكرات بيت الحكمة ‪ ،‬طبع شركة السرمد ‪2000 ،‬ـ ص‪204‬‬

‫‪48‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬
‫‪35‬‬
‫كالشكؿ التالي يمثؿ نسب الدكؿ اإلفريقية مف‬ ‫فييا أقؿ مف ‪ % 20‬مف بينيا الجزائر ب ‪.% 16‬‬

‫ظاىرة ىجرة االدمغة‪.‬‬

‫شكل رقم(‪ )8-1‬يمثل نسب هجرة االدمغة في القارة االفريقية‬

‫‪Source : Emigration, stopper l'hémorragie, Publié dans l’Etat de l’Afrique 2006, par Abdeslam‬‬
‫‪Marfouk‬‬

‫ىذا التفاكت في نسب ىجرة األدمغة بيف مختمؼ الدكؿ اإلفريقية ناتج عف خصائص كؿ دكلة مف حيث‬

‫التركيبة االقتصادية‪ ,‬االجتماعية ك السياسية‪ .‬كعمى ىذا يمكف تقسيـ الدكؿ مف حيث الخصائص كعبلقتيا‬

‫بنسب ىجرة األدمغة إلى أربعة أصناؼ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫"‪Frédéric Docquier, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk, "Brain drain in developing regions (1990-2000),‬‬
‫‪(IZA Discussion Papers, 2005).‬‬

‫‪49‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬الصنؼ األكؿ مف الدكؿ نجد نسبة ىجرة األدمغة فيو األضعؼ في القارة نتيجة تكفر ىذه الدكؿ‬

‫عمى ثركات طبيعة كمؤىبلت بشرية تكظؼ في قطاع استغبلؿ الثركة مع استقرار سياسي إلى حد‬

‫كبير مثؿ ما ىك الحاؿ بالنسبة لمجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬الصنؼ الثاني نجد فيو دكال ال تتكفر عمى ثركات طبيعة لكنيا تضـ مؤىبلت بشرية تستغؿ في‬

‫قطاع الخدمات كالسياحة بحيث تككف ىجرة األدمغة فيو أكبر مف الصنؼ األكؿ كأقؿ مف‬

‫الصنؼ الثالث مثؿ تكنس ك أنغكال‪.‬‬

‫‪ -‬الصنؼ الثالث مف الدكؿ مستكيات ىجرة األدمغة فيو كبيرة نتيجة تكفر ىذه الدكؿ عمى ثركات‬

‫طبيعية لكف تقؿ فييا المؤىبلت البشرية مما يدفع الدكؿ إلى االستنجاد بمؤسسات خارجية ال‬

‫تكظؼ المؤىبلت المحمية المتكفرة مما يدفع ىذه األخيرة إلى اليجرة مثؿ دكلة نيجيريا‪.‬‬

‫‪ -‬الصنؼ الرابع مف الدكؿ يفتقر إلى الثركات الطبيعية كالمؤىبلت البشرية زيادة إلى قمة الكثافة‬

‫السكانية فيو‪ .‬كؿ ىذا يدفع باألدمغة إلى اليجرة إلى الدكؿ الغنية مثؿ دكلة الرأس األخضر‪.36‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أف ىجرة األدمغة بالنسبة لمصنؼ األكؿ مف الدكؿ ليا تأثيرات كبيرة عمى اقتصاديتيا‬

‫فالجزائر قاربت خسارتيا نتيجة ىذه الظاىرة مابيف سنة ‪ 40 1996 - 1992‬مميار دكالر‪ .‬قدر ىذا الرقـ‬

‫‪ 100.000‬دكالر ىذا مف جية‪ .‬كمف جية‬ ‫عمى أساس أف كؿ كفاءة عممية تكمؼ الجزائر في تككينيا‬

‫أخرل عدـ إمكانية استغبلؿ كفاءتيا كاالستعانة بالكفاءات الخارجية مثؿ القطاع الصحي فنرل أف السياسة‬

‫الجزائرية تمجا إلى األطباء الصينييف كاألكركبييف الذيف يتقاضكف أربعة أضعاؼ الطبيب الجزائرم الذم‬

‫يفضؿ اليجرة إلى الخارج خاصة فرنسا‪ .‬بحيث يمثؿ عدد األطباء الجزائرييف الذيف يشتغمكف فكؽ التراب‬

‫الفرنسي المرتبة األكلى مغاربيا بنسبة ‪ % 10,26‬مف مجمكع ‪ 9112‬طبيبا أجنبيا‪ .‬كتأتي المغرب في‬

‫‪36‬‬
‫‪Docquier, Frédéric, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk. "Brain Drain in Developing Regions (1990-‬‬
‫‪2000)." IZA Discussion Papers, 2005.‬‬

‫‪50‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫المرتبة الثانية ب‪ % 7,69‬تمييا تكنس ب ‪. 37.% 4,85‬كأضاؼ تقرير المجنة االقتصادية اإلفريقية التابعة‬

‫لييئة األمـ المتحدة أف ‪ % 70‬مف مدرسي معيد الرياضيات بجامعة الجزائر لـ يعكدكا إلى أرض الكطف‬

‫بعد تكميؿ تككينيـ مما دفع بالمؤسسات المعنية إلى مطالبتيـ بتكاليؼ التككيف كاإلقامة‪.‬نفس التقرير أفاد‬

‫أف ما يقارب ‪ 40000‬باحث جزائرم ىاجر إلى خارج الكطف في الفترة الممتدة مابيف سنة ‪.2000-1990‬‬

‫ىذه األرقاـ تعكس نسبة التكاليؼ التي تتكبدىا الخزينة دكف تمكف المحيط االقتصادم مف استغبلؿ ىذه‬

‫الكفاءات‪.‬‬

‫عمى ىذا الكاقع فإف ىجرة االدمغة أصبحت ىاجس جميع الدكؿ العربية التي تتكفر عمى إمكانيات طبيعية‬

‫ىائمة كاحتياطات صرؼ ضخمة‪ .‬كالجدكؿ التالي يمثؿ نسبة األدمغة المياجرة مف العدد الكمي لممياجريف‬

‫في الدكؿ العربية‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ )7-1‬نسبة المهاجرين االكفاء من مجموع المهاجرين في كل دولة عربية‬


‫الجزائر‬ ‫مصر‬ ‫ايران‬ ‫العراق‬ ‫االردن‬ ‫الكويت‬ ‫البمــد‬
‫‪14,1‬‬ ‫‪58,9‬‬ ‫‪58,6‬‬ ‫‪38,6‬‬ ‫‪55,6‬‬ ‫نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين ‪67,8‬‬
‫لبنان‬ ‫ليبيا‬ ‫المغرب‬ ‫عمان‬ ‫قطر‬ ‫السعودية‬ ‫البمــد‬
‫‪44,5‬‬ ‫‪54,1‬‬ ‫‪12,9‬‬ ‫‪62,7‬‬ ‫‪69,6‬‬ ‫نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين ‪64,6‬‬
‫سوريا‬ ‫تونس‬ ‫االمارات العربية‬ ‫فمسطين‬ ‫اليمن‬ ‫البمــد‬
‫‪44,3‬‬ ‫‪14,9‬‬ ‫‪67,3‬‬ ‫‪55‬‬ ‫نسبة االدمغة المهاجرة من مجموع المهاجرين ‪34,5‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير المجنة االقتصادية ( اكك ) لدكؿ غرب اسيا‪ ,‬االمـ المتحدة‪ ,‬لعاـ ‪2000‬ـ‪.‬‬

‫‪2000‬‬ ‫كفي أغمب الدكؿ العربية يشكؿ األطباء أكبر نسبة مف المياجريف األكفاء حيث كصمت في سنة‬

‫إلى ‪ % 50‬ثـ في المرتبة الثانية يأتي الميندسكف بجميع تخصصاتيـ بنسبة ‪ % 23‬ك آخر مرتبة نجد‬

‫عمماء الطب ب ‪ ، % 15‬لمسنا مف خبلؿ تصفحنا لؤلبحاث التي أنجزت في ىذا السياؽ عدـ ك جكد‬

‫أرقاـ صحيحة تعكس حجـ ىذه الظاىرة رغـ أف ىناؾ العديد مف المحاكالت العممية مف أجؿ حصر ىذه‬

‫‪ 37‬اإلحصبءاح الصبدرث عه النجلس االقخصبدي واالجخنبعي الجزائري‪ ،‬الذي هو تنثبتج هيئج رقبتج اشخشبريج خبتعج لرئبشج الجنهوريج ‪:‬عه‬
‫الودوث العلنيج حول هجرث األدنغج الذي أقيم في نقر جريدث الشعة ‪ 13‬افريل ‪ 20011‬م‬

‫‪51‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫الذم كضع الصيغة الرياضية‬ ‫‪Docquier et Marfouk 2004‬‬ ‫الظاىرة في أرقاـ‪ .‬كأىـ ىذه األعماؿ نجد‬

‫لحساب حدة ىجرة األدمغة التي كانت عمى النحك التالي‪:‬‬

‫يمثؿ حدة ىجرة األدمغة في البمد ‪. j‬‬ ‫𝐬‪𝐦𝐭,‬‬


‫𝐣‬

‫‪t‬‬ ‫يمثؿ عدد األفراد المكلكديف في البمد ‪ j‬كالمتحصميف عمى مستكل تعميمي ‪ s‬في الفترة‬ ‫𝐬‪𝐌𝐭,‬‬
‫𝐣‬

‫كالمقيميف في الخارج‪.‬‬

‫يمثؿ عدد األفراد الذيف تفكؽ أعمارىـ اؿ ‪ 25‬سنة في البمد ‪ j‬كالمتحصميف عمى مستكل‬ ‫𝐣‬
‫𝐬‪𝐍𝐭,‬‬

‫تعميمي ‪ s‬في الفترة ‪. t‬‬

‫نتائج ىذا البحث عبارة عف قاعدة بيانات تخص مجمكعة مف الدكؿ اإلفريقية في بداية األمر لتعمـ عمى‬

‫جميع دكؿ العالـ ك تقدـ جميع المعمكمات فيما يخص مككنات النمكذج‪ .‬الجدكؿ التالي يمثؿ مجمكعة مف‬

‫دكؿ اإلفريقية األكبر نسبة مف ظاىرة ىجرة األدمغة‬

‫جدول رقم (‪ )8-1‬يمثل نسبة المهاجرين في كل مستوى تعميمي لبعض البمدان االفريقية‬

‫وسثح اىمهاجزيه مه مو مستىي تعييمي‬


‫اىثيذان اإلفزيقيح‬
‫مستىي اىجامعي‬ ‫مستىي األساسي‬ ‫مستىي االتتذائي‬
‫‪25,6‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫اوغىال‬
‫‪34,1‬‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫غيىيا االستىائيح‬
‫‪69‬‬ ‫‪60,9‬‬ ‫‪14,7‬‬ ‫رأس األخضز‬
‫‪36,1‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫ويجيزيا‬
‫‪5,4‬‬ ‫‪0,5‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫جىىب إفزيقيا‬
‫‪Source : Base des données Frédéric Docquier et Marfouk 2004.‬‬

‫‪52‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫أرقاـ الجدكؿ تكضح أف معظـ الدكؿ اإلفريقية تعاني مف ظاىرة ىجرة األدمغة حيث كصمت نسب ىجرتيـ‬

‫إلى مستكيات قياسية لتصؿ إلى نسبة ‪ % 69‬مف المؤىميف مف دكلة الرأس األخضر‪ .‬كيجب اإلشارة إلى‬

‫أف ىذه النسبة ترتفع بانخفاض الكثافة السكانية لمبمد‪.‬‬

‫المطمب الثالث استراتجيات الدول النامية لمحد من هجرة أدمغتها‬

‫منذ أف تفشت ظاىرة ىجرة األدمغة في الدكؿ النامية حاكلت كضع سياسات كاستراتجيات ليس بيدؼ‬

‫القضاء عمى الظاىرة كذلؾ لكجكد عكامؿ طاردة المتعمقة بالتنمية‪ ،‬كانما الحد منيا كتقميصيا عف طريؽ‬

‫استرجاع بعض الكفاءات المياجرة كالحفاظ عمى التي في الكطف ىذا مف جية‪ .‬كمف جية أخرل محاكلة‬

‫الدكؿ استغبلؿ األمكاؿ المحكلة مف ىذه الطبقة مف المياجريف ك صيرىا في العجمة التنمكية‪ .‬كمف أىـ‬

‫النماذج في ىذا الميداف نجد البرنامج األكؿ لييئة األمـ المتحدة كالمسمى تككتاف‪.‬‬

‫‪- 1‬برنامج توكتان‬

‫كضع ىذا البرنامج في سنة ‪ 1990‬مف طرؼ ىيئة األمـ المتحدة محاكلة لتخفيؼ حدة ىجرة الكفاءات‬

‫عمى كؿ الدكؿ التي ترغب في االنضماـ إلى ىذا البرنامج عف طريؽ كضع جسر كاصؿ بيف الكفاءات‬

‫المياجرة كأكطانيـ األصمية مف أجؿ االستفادة مف خبراتيـ كمعرفتيـ العممية بتنظيـ تربصات قصيرة يمكف‬

‫أف تدكـ إلى ستة أشير يتبادؿ مف خبلليا المغتربكف كالكفاءات األصمية معارفيـ العممية المغكية كالثقافية‪.‬‬

‫انضمت إلى ىذا البرنامج ‪ 49‬دكلة مف بينيا الجزائر كأشاد تقرير ىيئة االمـ المتحدة بدكر ىذا البرنامج‬

‫في كؿ مف المغرب كفمسطيف‪ .‬حيث تمكف المغرب مف استغبلؿ ىذه الكفاءات في ميداف ىيكمة السياحة‬

‫‪38‬‬
‫المغربية التي أعطت ثمارىا الحقا‪ .‬كجمع أكؿ لقاء في المغرب ‪ 300‬باحثا مف بينيـ ‪ 180‬مياجر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪Projet EUROMED Migration III Réunion entre pairs en matière de Migration et Développement/ 18-19‬‬
‫‪novembre 2012 Madrid.‬‬

‫‪53‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪- 2‬التجربة الصينية في استرجاع أدمغتها‬

‫بعد تبني الحككمة الصينية لسياسة االنفتاح‪ ,‬ركزت كؿ جيكدىا في استرجاع اليد العاممة المؤىمة‬

‫ك التي قدرت ب ‪ 1.067‬مميكف طالب جامعي ك الذيف ىاجرك ما بيف سنة ‪ 1978‬ك ‪ , 2006‬ك‬

‫ىذا مف خبلؿ برامج عممية أك إدماجيـ كيمزة كصؿ بيف المؤسسات العالمية الميتمة بالسكؽ‬

‫الصينية ك الحككمة الصينية‪ ,‬حيث عرضت عمييـ أجكر كبيرة جدا مقارنة بما ينقضاه الصينيكف‬

‫‪ 300000‬دكالر أمريكي ك ىذا حسب‬ ‫‪ 200000‬دكالر أمريكي إلى‬ ‫ك التي تراكحت بيف‬

‫التخصص ك حجـ المشركع المدمج فيو المياجر العائد‪.‬‬

‫ففي مجاؿ استرجاع األدمغة‪ ,‬أصبحت الصيف مف بيف الدكؿ الرائدة مف خبلؿ عدد البرامج ك‬

‫تنكعيا في مجاؿ عكدة المياجريف‪ ,‬ك مف بيف أىـ البرامج نذكر ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬صندكؽ اإلعانة المكجو إلى البحث العممي ك التكنكلكجي لممياجريف العائديف‪ ,‬ك يعد ىذا البرنامج‬

‫األقدـ‪ ,‬حيث تـ تأسيسو سنة ‪ ,1990‬ك يضـ ‪ 24‬برنامج عممي يعمؿ مف خبللو‪ 10926 ,‬مياجر‬

‫عائد‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج تأىيؿ األدمغة‪ ,‬حيث كجو ىذا البرنامج إلى تككيف األدمغة العائدة ك التي تحمؿ شيادة‬

‫‪ , 1993‬ك الزاؿ قائـ حيث أدرج ىذا البرنامج‬ ‫بركفيسكر حديثا‪ ,‬حيث أسس ىذا األخير سنة‬

‫‪ 922‬شخص إلى حد أالف‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج الشنكم‪ ,‬ييتـ باستقطاب المياجريف الصينييف الذيف يحممكف شيادة دكتكراه ك ليـ صمعة‬

‫عمى مستكل البمد المستقبؿ ليـ‪ ,‬أسس ىذا البرنامج سنة ‪ 1996‬ك يضـ إلى غاية الساعة حكالي‬

‫‪ 8000‬شخص‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫‪ -‬برنامج مئة مكىبة‪ ,‬مخصص إلى األبحاث التي يقكـ بيا الصينيكف في الخارج‪ ,‬بحيث تمنح‬

‫األكاديمية الصينية لمعمكـ ك التكنكلكجيا‪ ,‬ما يعادؿ مميكنيف يف ألحسف الباحثيف‪ ,‬مف اجؿ إقامة‬

‫‪39‬‬
‫مخابر عممية في التراب الصيني ك شراء كؿ العتاد البلزـ لذلؾ‪.‬‬

‫‪- 3‬التجربة المغربية في استرجاع أدمغتها‬

‫نتيجة نقص المكارد الطبيعية‪ ,‬ك المؤىبلت البشرية عمى مستكل االقتصاد المغربي‪ ,‬يحاكؿ ىذا‬

‫األخير إلى إيجاد السياسات األمثؿ التي تحقؽ لو استرجاع اكبر عدد ممكف مف اليد العاممة‬

‫المؤىمة ك التي تنشط في الخارج‪ ,‬فزيادة إلى برنامج تككتاف‪ ,‬نجد أف المغرب أطمؽ عدة‬

‫مبادرات أخرل‪ ,‬أىميا مبادرة فينككـ (‪)Forum internationales des compétences marocains‬‬

‫‪ ,‬ىذا البرنامج أسس سنة ‪ 2004‬مف خبلؿ تضافر جيكد ك ازرة التعميـ العالي المغربية ك ك ازرة‬

‫المنتدبة لمجارية المغربية ‪ ,‬حيث تمكنتا مف إنشاء قاعدة بيانات لممؤىميف المغربيف في الخارج‬

‫حسب تخصصاتيـ‪ ,‬أيف تعمؿ الحككمة المغربية لتكظيؼ ىؤالء كؿ عمى حسب تخصصاتو‪,‬‬

‫فمف خبلؿ ىذا البرنامج أك المبادرة استطاعة المغرب أف تككف مف بيف أحسف الدكؿ في مجاؿ‬

‫‪40‬‬
‫المعمكماتية في إفريقيا‪.‬‬

‫بدأت الجزائر تنتيج سياسة اجتذاب أدمغتيا مف خبلؿ كضع ممتقيات عممية‪ ,‬التي تكجو دعكة‬

‫مشاركة لممياجريف الجزائرييف المؤىميف‪ ,‬مف اجؿ تبادؿ المعمكمات ك إشراكيـ في سياسة‬

‫التنمكية‪ ,‬حيث أقيمة أكؿ جامعة صيفية في الجزائر لمكفاءات المقيمة في الخارج سنة ‪,2011‬‬

‫ايف التحؽ بيذه التظاىرة ‪ 120‬باحثا مف الخارج‪ ,‬ك كاف اليدؼ مف ىذه األخيرة تكطيد جسر‬

‫االتصاؿ‪ ,‬ك بحث سبؿ استغبلؿ ىؤالء المياجريف في بعث السياسة التنمكية ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪Le Bail, Hélène, and Wei Shen. "Le retour des «cerveaux» en Chine: quel impact socio-politique." Asie.‬‬
‫‪Visions 11 (2008).‬‬
‫‪40‬‬
‫‪Belguendouz, Abdelkrim. "Compétences marocaines expatriées: Quelles politiques de mobilisation suivies‬‬
‫‪pour le développement du Maroc? Du TOKTEN au FINCOME." (2010).‬‬

‫‪55‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫ضريبة باغواتي‬

‫ك قد اقترحت ىذه الضريبة مف أجؿ تخفيؼ اآلثار السمبية ليجرة األدمغة عمى بمد المنشأ‪ .‬ك فيما يتعمؽ‬

‫يفكركف في إقامة نظاـ لمضرائب مف اجؿ‬ ‫بالفئة الثانية مف التدابير ‪،‬فقد كاف الباحثيف في ىذه الفترة‬

‫رأسماؿ بشرم ممتزـ ببمد المنشأ ‪ ،‬ىذه "الضريبة عمى‬ ‫تعكيض الخسائر في االستثمارات العامة لتشكيؿ‬

‫العقكؿ"‪ ،‬سميت فيما بعد "ضريبة ‪ "Bhagwati‬ك التي كاف مف المفترض أف تدفع لممياجريف ذكم مستكل‬

‫تعميـ عالي أك مؤىبلت عالية في بمد اليجرة ‪ ،‬في نياية المطاؼ يجب أف تدفع ضريبة الدخؿ لؤلمـ‬

‫المتحدة لتمكيؿ مشاريع التنمية في البمداف األصمية لممياجريف ‪،‬كفي أعقاب مناقشات عديدة مثيرة لمجدؿ‬

‫حكؿ ىذا االقتراح‪ ،‬لـ تتحقؽ ىذه الفكرة ألنيا أثارت العداء لكثير مف البمداف كالمياجريف ‪ .‬جميع البحكث‬

‫التي أجريت خبلؿ ىذا الكقت عمى اآلثار السمبية لميجرة ىي معركفة تحت مصطمح الرؤية 'التقميدية' أك‬

‫‪41‬‬
‫'المتشائمة"‪.‬‬

‫خاتمة الفصل‬

‫‪41‬‬
‫‪Dumitru, Speranta. "Migration Qualifiée, Développement Et Égalité Des Chances. Une Critique De La Taxe‬‬
‫‪Bhagwati." Revue de philosophie économique 13, no. 2 (2012): 63-91.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬ ‫الفصل ألاول‬

‫مف خبلؿ ىذا الفصؿ تكصمنا عمى أف ظاىرة اليجرة ىي نعمة ك نقمة لكؿ مف الدكؿ المستقبمة لممياجريف‬

‫ك مصدرة ليـ‪ ,‬حيث تستفيد الدكؿ المستقبمة لممياجريف مف عنصر التكممة االقتصادية مف خبلؿ تكفر‬

‫اختصاصات لدل المياجريف ال يممكيا السكاف األصميف ما يدفع بالحركة االستثمارية ك خمؽ سمع جديدة‬

‫في السكؽ ما يضمف زيادة رفاىية المجتمع‪ ,‬ك نممس ىذه النتيجة األخيرة مف خبلؿ خفض المياجريف‬

‫لمستكيات األجكر ما يعمؿ عمى تحكيؿ الفارؽ إلى استثمارات جديدة تعمؿ عمى اؿ حد مف البطالة في‬

‫الدكؿ المستقبمة ليا‪.‬‬

‫إال اف ىذه الدكؿ نجدىا تضع سياسات لكبح معدالت اليجرة إلييا نتيجة ارتفاع قكل الطمب عف العمؿ‬

‫فييا ك ارتفاع مستكيات البطالة‪ ,‬حيث ركزت ىذه السياسات عمى كضع شركط تاىيمية لمياجريف مف اجؿ‬

‫استغبلؿ إال اليد العاممة المؤىمة ك مككنة جيدا‪ ,‬ما أدل إلى استنزاؼ عقكؿ الدكؿ النامية التي تشتكي‬

‫أصبل نقص اليد العاممة المؤىمة في بعث النشاط التنمكم فييا مف جية ك مف جية أخرل خسارة التكاليؼ‬

‫التككينية ليذا النكع مف اليد العاممة‪ ,‬فعمى ىذا الكاقع تحاكؿ الدكؿ المصدرة لمياجريف مف تعكيض ىذه‬

‫التكاليؼ مف خبلؿ التحكيبلت المالية التي أصبحت محؿ اىتماـ العالـ لما تمثمو مف أىمية اقتصادية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تمهيد‬

‫نتيجة الظركؼ االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬السياسية ك الثقافية‪ ،‬أدت الزيادة في نسبة المياجريف‬

‫‪ ،‬فنتج عف ىذا الكاقع‬ ‫عبر العالـ إلى تفاقـ أثارىا عمى مستكل كؿ مف الدكؿ المستقبمة ك المصدرة ليا‬

‫اىتماـ األكاديمييف بيذه الظاىرة‪ ،‬حيث كجدت العديد مف الدراسات ك النماذج التي حاكلت إعطاء‬

‫تكضيحات حكؿ ظاىرة اليجرة‪ ،‬فكاف اليدؼ مف ىذا الفصؿ ىك اإللماـ بالنظريات المفسرة لظاىرة اليجرة‬

‫اؿدكلية‪ ،‬حيث قمنا بتقسيـ ىذه النظريات حسب تكجييا التحميمي إلى قسميف ‪ ،‬األكؿ يشمؿ تحميؿ الظاىرة‬

‫مف حيث محددتيا أك األسباب التي تدفع بالفرد كالجماعة لترؾ بمدانيـ األصمية ‪ ،‬ك الثاني ييتـ بتفسير‬

‫اآلثار المترتبة عف ظاىرة اليجرة عمى كؿ مف البمداف األصمية كالمستقبمة لممياجريف‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النظريات المفسرة لمحددات ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تيتـ ىذه النظريات بتحديد محددات ظاىرة اليجرة الدكلية كتحميميا‪ ،‬فيي تيدؼ إلى تقديـ تكضيحات حكؿ‬

‫نشأة التدفقات ‪ ،‬كلكف رغـ اليدؼ المشترؾ ؿلنماذج المقترحة إال أنو يمكف تحديد مجمكعة متنكعة مف‬

‫المفاىيـ المختمفة كالفرضيات المتضاربة كمستكيات تحميؿ منفصمة ليذه األخيرة دكف السعي ألف تككف‬

‫شاممة‪.‬‬

‫يتـ تصنيؼ النظريات التي تفسر بدء عممية اليجرة استنادا إلى مستكيات التحميؿ التالية‪:‬‬

‫مع‬ ‫‪Structuralistes‬‬ ‫أوال ينصب التركيز عمى دراسة مقاربات االقتصاد الكمي كالذم يسمى كذلؾ بالبنيكم‬

‫األخذ بعيف االعتبار القكل الخارجية التي تؤثر في تنقؿ األفراد خارجيا ‪ ،‬فيدكر شرح ىذه النظريات حكؿ‬

‫كحدة التحميؿ التي تتمثؿ في المجتمع أك البمد ‪ ،‬حيث سنقكـ بالتطرؽ الى دراسة ثبلث نظريات تتعمؽ بيذا‬

‫التصنيؼ ىي نظرية االقتصاد الكمي النيككبلسيكي‪ ،‬نظرية ازدكاجية سكؽ العمؿ كنظرية النظـ العالمية‪.‬‬

‫ثانيا يتضمف ىذا المستكل تحميؿ مقاربات االقتصاد الجزئي المستكحاة مف االقتصاد الجزئي‬

‫النيككبلسيكي‪ ،‬كالتي تقكـ عمى الفكرة القائمة بأنو يتـ اتخاذ قرار اليجرة عمى المستكل الفردم ‪ ،‬حيث ينظر‬

‫لممياجر عمى أف سمككو عقبلني ‪ ،‬ييدؼ مف خبللو إلى تحقيؽ رفاىيتو‪ .‬فحسب نمكذج االقتصاد الجزئي‬

‫الفكائد‪ ،‬في حيف أنو حسب‬ ‫النيككبلسيكي‪ ،‬تمثؿ اليجرة ق ار ار فرديا يتخذ بعد التقييـ العقبلني لمتكاليؼ ك‬

‫نظرية االقتصاد الجديد لميجرة التي ترل أف قرار اليجرة ال يقكـ فقط عمى المستكل الفردم كلكف عمى‬

‫ك إنما‬ ‫مستكل العائمة أك الجماعة ‪ .‬ىذا النمكذج يؤكد أف الغرض مف اليجرة ليس فقط تعظيـ اإليرادات‬

‫كذلؾ التقميؿ مف المخاطر حسب النمكذج النيككبلسيكي الذم يأخذ في الحسباف سكؽ العمؿ‪.‬‬

‫أما حسب ثالث نمكذج كىك "دفع‪/‬سحب" المقدـ في فئة مقاربات االقتصاد الجزئي لميجرة الخارجية فإف‬

‫اتخاذ قرار اليجرة يككف عمى المستكل الفردم كما ىك الحاؿ في النمكذج النيككبلسيكي إضافة إلى األخذ‬

‫في الحسباف عكامؿ الطرد كالدفع في البمد األصمي كعكامؿ الجذب كالسحب في البمد المستقبؿ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫كأخي ار يتـ عرض النظريات الكسيطية التي تحاكؿ دمج المستكييف الكمي كالجزئي ألجؿ شرح محددات‬

‫تدفقات اليجرة الخارجية أيف يتـ تحميؿ نمكذج النظامية كذم الدكافع السياسية ككذا المقاربات األكثر‬

‫حداثة مثؿ نظرية الشبكات‪.‬‬

‫المطمب االول‪ :‬مقاربات االقتصاد الكمي‬

‫بالنسبة لتفسير نظريات االقتصاد الكمى لظاىرة اليجرة ‪ ،‬فو م تستند عمى أسكاؽ العمؿ حيث الفجكات أك‬

‫رأس الماؿ ‪ ،‬مف خبلؿ‬ ‫االختبلفات في األجكر الناجمة عف عدـ المساكاة في العبلقة بيف اليد العاممة ك‬

‫‪ ،‬كمف جية أخرل الطمب‬ ‫مز العامميف عمى االنتقاؿ نحك المناطؽ التي تقدـ أجكر أعمى مف جية‬
‫تحؼ‬

‫المستمر لميد العاممة لكظائؼ كضعت أسفؿ السمـ االجتماعي مف قبؿ البمد المضيؼ كالتي ىي غالبا‬

‫البمداف المتقدمة‪ .‬كبالنسبة لنظرية النظـ العالمية فحسب ركادىا فإف التنقؿ الخارجي لؤلفراد ىك نتيجة‬

‫طبيعية ناجمة عف تغمغؿ الرأسمالية في الدكؿ غير الرأسمالية كىك ما يعرؼ باليامشية ‪.Périphériques‬‬

‫‪- 1‬النموذج االقتصادي الكمي النيوكالسيكي‬

‫‪ ،‬فقد اعتبرت أسباب اليجرة في معظميا‬ ‫تعتبر اليجرة في ىذه النماذج جزءا ال يتج أز مف التنمية‬

‫‪ 1970‬الذيف كضعكا األسس‬ ‫‪Horris.Todero‬‬ ‫‪ Lewis1954‬و‬ ‫اقتصادية‪ .‬ىذه الفكرة قد طكرت الحقا مف قبؿ‬

‫‪1‬‬
‫النظرية لممقاربة النيككبلسيكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Krichel, Thomas, and Paul Levine. "The Welfare Economics of Rural‐to‐Urban Migration: The Harris‐Todaro‬‬
‫‪Model Revisited." Journal of Regional Science 39, no. 3 (1999): 429-47.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تـ تطكير النظرية النيككبلسيكية في إطار اليجرة الداخمية كقد ركز التحميؿ خصكصا عمى اليجرة مف‬

‫المناطؽ الريفية إلى المناطؽ الحضرية كأحد عناصر التنمية ‪ ،‬فالمناطؽ الريفية تتكفر عمى فائض اليد‬

‫‪2‬‬
‫فبتطبيؽ النماذج االقتصادية النيككبلسيكية‬ ‫‪Lewis1954‬‬ ‫العاممة لبلقتصاد الصناعي في المناطؽ الحضرية‬

‫عمى السمـ الدكلي أم عمى المستكل الكمي كشرح االختبلفات الييكمية ما بيف الدكؿ‪ ،‬كخصكصا تمؾ التي‬

‫عمى أسكاؽ العمؿ كالتي تترجـ مف خبلؿ االختبلفات في األجكر ‪ ،‬حيث تشجع األفراد عمى التنقؿ مف‬

‫مناطؽ الدخؿ المنخفض إلى مناطؽ ذات الدخؿ المرتفع ‪ ،‬ىذا التنقؿ لميد العاممة يعتبر إيجابيا ألنو يؤدم‬

‫إلى تقميص الفكارؽ كالتكجو نحك التقارب الدكلي في مجاؿ األجكر‪ .‬حسب النظرية النيككبلسيكية فإف‬

‫ات كالتي مف خبلليا يتحقؽ تكازف‬ ‫اختبلؼ األجكر الحقيقية ما بيف الدكؿ يسبب نكعيف مف التدفؽ‬

‫م ىك نفسو في جميع البمداف ‪ ،‬بالنسبة لمتدفؽ األكؿ‬


‫اقتصادم جديد ‪ ،‬حيث يصبح مستكل األجكر الحقيؽ ة‬

‫يحتكم عمى تنقؿ اليد العاممة مف البمداف ذات األجكر المنخفضة إلى ذات األجكر المرتفعة ‪ ،‬أما التدفؽ‬

‫الثاني يككف انتقاؿ رأس الماؿ مف البمداف المستقبمة لممياجريف إلى الدكؿ المصدرة ليـ‪ .‬فيككف اتجاه مكجة‬

‫اليجرة مف البمداف المصدرة لممياجريف الذيف ىـ عمكما أقؿ تطك ار أيف عامؿ العمؿ متكفر ك عامؿ رأس‬

‫‪ ،‬فتنقؿ اليد العاممة يؤدم إلى‬ ‫الماؿ منخفض ‪ ،‬أما الثاني فيمثؿ تدفؽ رأس الماؿ في االتجاه المعاكس‬

‫تحقيؽ التكازف بيف العرض كالطمب عمى اليد العاممة بجعميا أقؿ ندرة في بمد المقصد كأقؿ كثافة في بمد‬

‫"‬ ‫‪Hechscher-Ohlin‬‬ ‫المنشأ‪ .‬ففي عالـ مثالي نيككبلسيكي تككف عممية المعادلة بيف أسعار العكامؿ "نمكذج‬

‫ستؤدم في األخير إلى تقارب األجكر بيف البمد المصدر كالبمد المضيؼ كىكذا يتـ التكصؿ إلى حالة‬

‫ميكانيزـ التكازف كما يمي‪:‬‬ ‫‪Oberg‬‬ ‫التكازف‪ .3‬في سنة ‪ 1997‬أكضح‬

‫الشكل رقم (‪ )1_2‬آليات النيوكالسيكية التي تؤدي إلى التوازن‬

‫‪2‬‬
‫"‪Fall, Abdou Salam, and Rokhaya Cissé. "Migrations Internationales Et Pauvreté En Afrique De L’ouest.‬‬
‫‪Document de travail, no. 5 (2007).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Zaiceva, Anzelika, and Klaus F Zimmermann. "Scale, Diversity, and Determinants of Labour Migration in‬‬
‫‪Europe." Oxford Review of Economic Policy 24, no. 3 (2008): 427-51.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫البمد ذك األجر المنخفض‬ ‫البمد ذك األجر العالي‬


‫العمل‬
‫اليجرة‬ ‫العمل‬

‫رأسمال‬ ‫رأسمال‬

‫تدفؽ رأسماؿ‬

‫‪Source :jennissen Causality chains in the international migration systems approach 2007‬‬

‫في حالة التكازف النيككبلسيكي كبعد تقارب األجكر ما بيف الدكؿ فإنو قد تتغير اتجاىات اليجرة مف خبلؿ‬

‫التكقؼ‪ ،‬أك عمى األقؿ تسجيؿ انخفاض كبير أك تكليد ىجرة عائدة (العكدة) كىذا راجع الختفاء العامؿ‬

‫الذم أدل إلى اليجرة في األساس‪ .‬كمف ىذا المنظكر فإنو ينظر لميجرة الخارجية لمعمؿ كعامؿ لمتكيؼ‬

‫االقتصادم بيف البمداف كأف طابعيا مؤقت‪.‬‬

‫‪- 2‬النظرية التاريخية ‪ -‬الهيكمية للنظم العالمية‬

‫لقد أدل االنتقاد المكجو لمنمكذج النيككبلسيكي إلى ظيكر المقاربة التاريخية الييكمة كالتي تعكد جذكرىا‬

‫الفكرية لبلقتصاد السياسي الماركسي كنظرية النظـ في العالـ‪ .‬فحسب البنية الماركسية فإف القكة الدافعة‬

‫لميجرة ال تتمخص في الفكارؽ في األجكر بيف الدكؿ حسب ما جاء في النمكذج االقتصادم‬

‫النيككبلسيكي‪ ،‬كانما ىي رد طبيعي لمتنمية غير المتكازنة الناجمة عف تدخؿ الرأسمالية في بمداف العالـ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫العكامؿ المسببة لميجرة ىي عكامؿ اجتماعية كتاريخية عمى نطاؽ‬ ‫‪Wallerstein1974 ،Castels1989‬‬ ‫فحسب‬

‫‪4‬‬
‫كاسع كليس عمى نطاؽ ضيؽ "ق اررات فردية أو شركات خاصة هدفها تعظيم المنفعة" ‪.‬‬

‫يشير النمكذج التاريخي لمييكمة إلى أف القكة السياسية كاالقتصادية مكزعة بشكؿ غير متساكم بيف البمداف‬

‫المتقدمة ك المتخمفة‪ ،‬لذا يعاني الناس مف عدـ المساكاة في الكصكؿ إلى المكارد ‪ ،‬حيث تكسيع الرأسمالية‬

‫يميؿ إلى تعزيز ىذا التفاكت‪ ،‬فبدال مف التحرؾ تدريجيا نحك الحداثة كالتنمية االقتصادية يتـ حظر أك منع‬

‫أكضاعيا غير المبلئمة في الييكؿ‬ ‫البمداف المتخمفة مف التطكر بمنظكـ رأس مالي الذم يزيد مف‬

‫الجيكسياسي العاـ‪ .‬حيث تقسـ ىذه الفظرية الدكؿ الى ثبلث مناطؽ حيث تسمى المنطقة األكلى بمركز’‬

‫ك تتميز بكثافة النفقات االستثمارية ك كثرتيا‪ ,‬زد إلى ذلؾ ‪ ,‬فاالستقرار السياسي ك التكزيع الثركة يككف‬

‫بشكؿ يبلئـ افراد المجتمع ‪ ,‬أما المنطقة الثانية تسمى المحادية لممركز ك تككف فييا درجة اإلنفاؽ اقؿ مف‬

‫دكؿ المركز ك التي تككف متطكرة ك تتبع النظاـ الرأس مالي كاديكلكجية‪ ,‬أما المنطقة الثالثة فتسمى‬

‫الجانب‪ ,‬ك تمتاز ىذه الدكؿ بقمة رؤك س األمكاؿ ك النفقات االستثمارية‪ ,‬ك عدـ االستقرار السياسي‪ ,‬نتيجة‬

‫قمة رؤكس األمكاؿ‪ ,‬فيذا الكضع يؤدم إلى انتقا ؿ األفراد‪ ,‬بشكؿ إجبارم مف مناطؽ الجكانب الى المركز‬

‫مف اجؿ الحصكؿ عمى نصيب مف التكاليؼ االستثمارية‪.5‬‬

‫ك الثمانينيات ‪ ،‬لكف‬ ‫لقد ىيمنت المقاربة التاريخية لمييكمة عمى البحكث المتعمقة باليجرة في السبعينيات‬

‫الناشطيف في ىذا النمكذج لـ يقكمكا بتطكير النظرية بؿ عممكا عمى تقديميا كمظير مف مظاىر عدـ‬

‫التكازف االقتصادم الجكىرم لعممية التراكـ الرأسمالي ‪ ،‬فيي تترجـ اليجرة كنتيجة لتدخؿ الرأسمالية في‬

‫البمداف المتخمفة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Ambrosetti, Elena, and Giovanna Tattolo. "Le Rôle Des Facteurs Culturels Dans Les Théories Des‬‬
‫‪Migrations." 16p, 2007.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Yamada, Nobuyuki. "Development in the World-System." Routledge Handbook of World-Systems Analysis‬‬
‫‪(2012): 112.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫إال أف نتيجة ىذه المقاربة تمحكرت حكؿ أف اليجرة ال تتكلد بأسباب إقتصادية‪ ،‬بؿ بظركؼ تاريخية‬

‫ت ليذه‬ ‫المتمثمة في العبلقة بيف المستعمر ك مستعمراتو‪ ،‬ك عمى أساس ىذه النتائج كجية عدة انتقادا‬

‫المقاربة تمثمت في حتمية كجمكد ىذه النظرية‪ ،‬نتيجة كضع المياجر كضحية لمنظاـ الرأس مالي الذم‬

‫يرضخ إلى آلياتو ك قكانينو‪.‬‬

‫‪- 3‬النظرية الثنائية لسوق العمل‬

‫تستند ىذه النظرية دائما عمى الجكانب الييكمية في سكؽ العمؿ‪ .‬ىذا النمكذج يعتبر دليبل لكجكد عبلقات‬

‫كآخركف إلى أف اليجرة الخارجية‬ ‫‪Massey‬‬ ‫صمة بيف أسكاؽ البمداف المستقبمة كأسكاؽ بمداف المنشأ‪ .‬أشار‬

‫‪.‬‬ ‫ىي نتيجة لمطمب الدائـ لمعماؿ األجانب كالتي ىي خصكصية الييكؿ االقتصادم في الدكؿ المتقدمة‬

‫ىناؾ عامؿ آخر يفسر الطمب المزمف لمعماؿ المياجريف ‪ ،‬كىك عدـ اىتماـ المحمييف ببعض الكظائؼ ‪،‬‬

‫ففي الدكؿ المتقدمة ال يعمؿ السكاف فقط مف أجؿ الدخؿ كلكف كذلؾ ألجؿ الكضع اإلجتماعي‪ ،‬فالكظائؼ‬

‫حسب كجية نطر سكاف المجتمع‬ ‫التي ال تتطمب الميارة نجدىا في الجزء السفمي مف السمـ الميني‬

‫المتقدـ‪ ،‬أم تعتبر ميينة كتترؾ فرصة ضئيمة لمتقدـ ‪ ،‬لذا فأرباب العمؿ بحاجة لؤلفراد الذيف يركف ىذه‬

‫الكظائؼ ككسيمة لكسب الماؿ كليس ككسيمة لبمكغ مكانة اجتماعية معينة‪.‬‬

‫كآخركف إلى أف العماؿ المياجريف يمبكف ىذه المعايير عمى األقؿ في بداية ىجرتيـ‪.‬‬ ‫‪Massey‬‬ ‫كما أشار‬

‫فالكثير منيـ يبدؤكف بغاية اكتساب المكارد المالية كتراكميا ألجؿ تحقيؽ أىداؼ مثؿ شراء أك بناء منزؿ‬

‫أك إنشاء نشاط اقتصادم في البمد األصؿ ‪ ،‬كمف خبلؿ التحكيبلت المالية يمكنيـ الحصكؿ عمى رفاىية‬

‫‪6‬‬
‫أكثر كاحتراـ الذات في البمد االصمي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor.‬‬
‫‪"Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review‬‬
‫‪(1993): 431-66.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪ 1979‬يؤثر عمى الطمب ىك كجكد قطاعيف لسكؽ العمؿ قطاع يتسـ بتركيز عاؿ‬ ‫‪Piore‬‬ ‫ثالث عامؿ ذكره‬

‫لرأسماؿ كفئة كظائؼ مستقرة ذات كفاءة تتميز بأجر جيد إضافة لمحماية ‪ ،‬كقطاع ثاف يتميز بكثافة عمؿ‬

‫عالية ك إنتاجية منخفضة كبالمكاقؼ المحفكفة بالمخاطر (ال تتطمب ميارة كبيرة) كما أنيا غير مكمفة‬

‫‪7‬‬
‫بالنسبة لمشركات‪.‬‬

‫إذا ما الحظنا فإننا نجد أف القطاع األكؿ ىك قطاع جاذب بطبيعتو المستقرة مع إمكانية تراكـ رأسماؿ‬

‫البشرم الخاص بالشركات ‪ ،‬في حيف أف القطاع الثاني ال يمكنو ضماف ىذا االستقرار بسبب تدني‬

‫ؿد‬ ‫الركاتب‪ ،‬انعداـ األمف الكظيفي كانخفاض إمكانية التنقؿ إلى القطاع الثاني‪ .‬اليد العاممة المحمية لمب‬

‫المضيؼ تذىب لمقطاع األكؿ الذم يكفر المزيد مف األماف ‪ ،‬لذا كمف أجؿ تغطية النقص في اليد العاممة‬

‫بالنسبة لمقطاع الثاني يتجو أرباب العمؿ لبلعتماد عمى العماؿ األجانب‪.‬‬

‫‪ ،‬انخفاض معدالت الكالدة‬ ‫أما العامؿ األخير فيك يتألؼ مف التغيرات الديمغرافية (شيخكخة السكاف‬

‫‪..‬الخ)‪ ،‬التغيرات االجتماعية في المجتمعات الحديثة (تحرر المرأة ‪ ،‬تكسيع نطاؽ التعميـ) الذم يمكف أف‬

‫يؤدم أيضا ؿلحاجة إلى ىيكمية العماؿ األجانب‪ ،‬حيث أنو سابقا قد كانت المناصب متدنية األجر تشغميا‬

‫النساء كالشباب المحميكف كحاليا تميؿ النساء لمحصكؿ عمى كظيفة كبالتالي يككف ليا مستقبؿ ميني‬

‫كالشباب لمكاصمة دراساتيـ فنقصت اليد العاممة في ىذا القطاع كعمد أرباب العماؿ لتكظيؼ العماؿ‬

‫المياجريف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪Anderson, Bridget. "Migration, Immigration Controls and the Fashioning of Precarious Workers." Work,‬‬
‫‪employment & society 24, no. 2 (2010): 300-17.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫عمى كاقع ىذه النظرية فاف المياجريف إلى الدكؿ المتقدمة يتـ تكجيييـ إلى القطاع الثاني أيف تككف‬

‫‪Massey‬‬ ‫مناصب العمؿ ال تعتمد عمى تأىيؿ أك تككيف كبير‪ ،‬ك تـ إثبات ىذه النظرية مف خبلؿ دراسة‬

‫‪8‬‬
‫‪ 1994‬عمى المياجريف المكسيؾ إلى الكاليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪- 4‬نظرية االنتقال نحو الحركة‬

‫ىذه المقاربة ترل أف حركة األفراد في حدكد الدكلة أك العابرة لمحدكد‪ ،‬تككف متصمة بدرجة أك مراحؿ‬

‫فإف تدفقات اليجرة عادة ما‬ ‫‪De Haas‬‬ ‫التطكر الذم تمر بو المنطقة المياجر منيا ك المياجر إلييا‪ ،‬حسب‬

‫تنمك فقط خبلؿ المراحؿ األكلى مف التنمية ‪ ،‬أيف تطكر كسائؿ النقؿ كاالتصاالت ‪ ،‬تدفؽ المعرفة ‪ ،‬شعكر‬

‫األفراد بالحاجة لمفرص االقتصادية كارتفاع مستكل رفاىية الناس الذيف ىاجركا ‪ ،‬حيث تعمؿ ىذه األخيرة‬

‫‪،‬‬ ‫عمى تحفيز العديد مف األفراد الختيار االنتقاؿ إلى أماكف أخرل حيث ظركؼ عمؿ كمعيشة أفضؿ‬

‫فيناؾ مستكل معيف مف التنمية االقتصادية كاالجتماعية مقترنة بتصكر الحرماف النسبي مف حيث عدـ‬

‫المساكاة الشاممة لفرص التنمية كباألحرل الفقر المطمؽ ‪ ،‬قد يككف سببا لميجرة‪ .‬بمعناىا الكاسع فإف ىذا‬

‫النيج يفسر لماذا بعض الدكؿ مثؿ ‪ :‬المكسيؾ‪ ،‬المغرب‪ ،‬تركيا‪ ،‬الفمبيف ليست جزءا مف مجمكعة الدكؿ‬

‫الفقيرة إال أنيا مصدر رئيسي لممياجريف ؟ يبدك أف التنمية ترتبط بالحر اؾ (التنقؿ) الكبير حيث تتزايد‬

‫داخؿ البمد األصمي‪،‬‬ ‫تدفقات اليجرة ‪ ،‬كيبلحظ كجكد زيادة حادة في اليجرة خبلؿ المراحؿ األكلى لمتنمية‬

‫حيث يعمؿ ىذا التطكر إلى الزيادة في تطمعات الفرد عمى المستكل االقتصادم ك االجتماعي‪ ،‬أيف ينظر‬

‫إلى اليجرة ككسيمة مف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ ك إمكانية القياـ بيذ الحراؾ‪ ،‬نتيجة تطكر كسائؿ النقؿ‬

‫‪9‬‬
‫في بمده األصمي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Gielis, Ruben. "A Global Sense of Migrant Places: Towards a Place Perspective in the Study of Migrant‬‬
‫‪Transnationalism." Global Networks 9, no. 2 (2009): 271-87.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪De Haas, Hein. "The Myth of Invasion: The Inconvenient Realities of African Migration to Europe." Third‬‬
‫‪World Quarterly 29, no. 7 (2008): 1305-22.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫في دراسة لتجربة اليجرة مف بمداف جنكب أكركبا ‪ Faini‬و ‪ )1994 ( Venturini‬تمت دراسة العبلقة بيف اليجرة‬

‫بالمقمكب ‪ ،‬كىي تشير‬ ‫‪U‬‬ ‫كانت النتيجة أف العبلقة بيف اليجرة كالتنمية االقتصادية تأخذ شكؿ‬
‫ك التنمية‪ ،‬ؼ‬

‫إلى أف اؿزيادة في األجكر حتى ك إف كانت نسبية في الدكؿ الفقيرة سيككف ليا تأثير إيجابي عمى الميؿ‬

‫إلى اليجرة ‪ ،‬كىذا ألف ىذه المكارد أك الزيادة تستخدـ لدفع التكاليؼ المرتبطة باليجرة ‪ ،‬كفي المقابؿ فإف‬

‫البمداف الغنية نسبيا سيخفض معدؿ نمك األجكر نتيجة ضغكط اليجرة‪ .‬في الكاقع فإف النمك االقتصادم‬

‫في البداية يؤدم إلى معدالت ىجرة كبيرة ثـ تنخفض في حالة معينة عند الكصكؿ لمستكل أعمى مف‬

‫التنمية االقتصادية كالتي تككف فييا التنمية كالقدرة عمى اليجرة خطية عمى األقؿ لتصؿ إلى ما يسمى"‬

‫‪10‬‬
‫‪ ،‬ك ىذا ما يؤكد تجربة دكؿ جنكب أكركبا‪ :‬إسبانيا‪ ،‬إ يطاليا‪ ،‬اليكناف‬ ‫" " حدبة اليجرة"‬ ‫‪bosse migratoire‬‬

‫كمؤخ ار البرتغاؿ كايرلندا ك بعض الدكؿ في جنكب شرؽ آسيا مثؿ‪ :‬ماليزيا ‪ ،‬تايكاف كككريا الجنكبية ك دكؿ‬

‫‪11‬‬
‫مثؿ تركيا‪ ،‬تكنس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المكسيؾ قد شمميا ىذا النكع مف التغيير‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المقاربة النظرية الجزئية لمهجرة الدولية‬

‫‪- 1‬نموذج االقتصاد الجزئي النيوكالسيكي‬

‫إف نمكذج االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي يكضح االختبلفات في األجكر بيف الدكؿ الفقيرة كالغنية كأحد‬

‫الدكافع الرئيسية لميجرة‪ ،‬فيمكف اعتبارىا خاصية عامة‪ .‬حقيقة أف المياجريف ينتقمكف مف البمداف الفقيرة إلى‬

‫البمداف األغنى ‪ ،‬كلكف نماذج االقتصاد الكمي النيككبلسيكي حكؿ اليجرة الخارجية تفسر لماذا فقط بعض‬

‫األشخاص مف الدكؿ الفقيرة قرركا التنقؿ كالبعض اآلخر ال ؟ أك لماذا ليسكا بنفس القدر ؟‪ .‬ىذا الكضع‬

‫‪10‬‬
‫‪Faini, Riccardo. "Développement, Commerce International Et Migrations." Revue d’économie du‬‬
‫‪développement 2 (2002): 85-116.‬‬
‫‪11‬‬‫‪De Haas, International migration, remittances and development: Myths and facts ,Third World Quarterly,‬‬
‫‪Volume 26,n°8, pp 1269-1284 , 2005 .‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫في أعمى القائمة‬ ‫‪Harris‬‬ ‫‪ Todaro‬ك‬ ‫أدل لظيكر نماذج كبلسيكية جديدة في السبعينات‪ :‬النمكذج النظرم‬

‫المقدمة عمى المستكل الجزئي "تكاليؼ اليجرة ك المقاربة االحتمالية" تسمح بفيـ أفضؿ لنشأة تدفقات‬

‫اليجرة‪.‬‬

‫إلى أنو لتفسير ظاىرة اليجرة فمف الضركرم تعديؿ كتمديد المقاربة البسيطة التي‬ ‫‪Harris‬‬ ‫يشير ‪ Todaro‬و‬

‫تشمؿ الفارؽ في األجر كاألخذ بعيف االعتبار احتماؿ العثكر عمى منصب عمؿ لمفرد المياجر في البمد‬

‫المستقبؿ‪.‬‬

‫لقد ركز النمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي عمى أسكاؽ العمؿ كدراسة المياجريف كأفراد فاعميف‬

‫عقبلنييف يسعكف لتعظيـ دخميـ كاالنتقاؿ إلى األماكف التي يمكف أف تككف أكثر إنتاجية ‪ ،‬فقرار االنتقاؿ‬

‫ىك نتيجة لتقييـ عقبلني لمتكاليؼ كالعكائد ‪ ،‬ليس فقط اختيار االنتقاؿ مف عدمو كلكف أيضا تقييـ المزايا‬

‫كالعيكب المرتبطة بالكجيات المحتممة‪.‬‬

‫كفي ىذا الصدد كمما كانت فجكة االمداخيؿ عميقة بيف البمداف زادت المكاسب مف اليجرة كىذا ىك المنطؽ‬

‫لتحديد التكاليؼ كالعكائد المكجكدة في العديد مف النظريات التي درست انتقاؿ األشخاص السيما في نيج‬

‫‪ ،‬فيي أساس عممية اتخاذ قرار اليجرة مف‬ ‫دفع‪/‬جذب الذم ييدؼ إلى التمييز بيف قكل الجذب كالدفع‬

‫‪12‬‬
‫عدمو‪.‬‬

‫في نيج االقتصاد الجزئي النيككبلسيكي‪ ،‬فإف قرار الرحيؿ ىك نتيجة مكازنة بيف التكاليؼ كاحتماؿ ارتفاع‬

‫األجكر في بمد المقصد مع األخذ بعيف االعتبار احتماؿ إيجاد فرص عمؿ في ذلؾ البمد‪ .‬كذلؾ تندرج في‬

‫قرار ىجرة الفرد التكاليؼ المرتبطة باليجرة الخارجية كتشمؿ مصاريؼ السفر ‪ ،‬انعداـ أك قمة الدخؿ في‬

‫فترة البحث عف عمؿ في البمد المستقبؿ ‪ ،‬الكقت مف أجؿ التكيؼ كتعمـ لغة جديدة ‪ ،‬ككذا التكاليؼ النفسية‬

‫‪12‬‬
‫‪Lee, Chul-In. "Migration and the Wage and Unemployment Gaps between Urban and Non-Urban Sectors: A‬‬
‫‪Dynamic General Equilibrium Reinterpretation of the Harris–Todaro Equilibrium." Labour Economics 15, no. 6‬‬
‫‪(2008): 1416-34.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫التي يتحمميا المياجركف بعد انفصاليـ عف أسرىـ كأصدقائيـ ‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار التكمفة كالعائد‬

‫‪ ،‬فالنمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي لو‬ ‫كاحتماؿ العثكر عمى كظيفة في تحميؿ أسباب اليجرة‬

‫امتداد آخر لتحميؿ رأس الماؿ البشرم أيف تعتبر اليجرة كقرار استثمارم‪.‬‬

‫في النظرية االقتصادية تـ االعتراؼ منذ فترة برأس الماؿ البشرم كاعتباره كعامؿ لمتنمية االقتصادية في‬

‫المجتمعات الحديثة ‪ ،‬أيف بدأت األبحاث تتكمـ عف ىجرة األدمغة ‪ ،‬فقد كانت المناقشات حكؿ ىذه الظاىرة‬

‫في الستينات ‪ ،‬ك كفقا‬ ‫‪Becker Gary‬‬ ‫تستند إلى األسس المنطقية لمفيكـ رأس الماؿ البشرم التي كضعيا‬

‫ليذه الدراسات النمكذجية فإف رأس الماؿ البشرم يتشكؿ مف القدرات كالميارات كالمكاىب التي يمتمكيا‬

‫الشخص‪ ،‬ك الدكؿ تقرر االستثمار في ىذا النكع مف رأس الماؿ مف خبلؿ تمكيؿ الدراسات كانتظار العائد‬

‫في ىذا‬ ‫كيبدؤكف في دفع الضرائب‪ .‬ك‬ ‫عمى االستثمار حيف يصبح ىؤالء األشخاص ناشطيف مينيا‬

‫المنطؽ فإف مغادرة األشخاص المؤىميف خسارة صافية لبمد المنشأ ألنو لف يحصؿ عمى عائد االستثمار‬

‫في رأس الماؿ البشرم مف مكاطنيو ‪ ،‬ك لمحد مف ىذا الكضع فقد تـ أخذ كتنفيذ عدة تدابير تيدؼ لمحد مف‬

‫‪13‬‬
‫التأثير السمبي ليذا االنتقاؿ البشرم‪.‬‬

‫كآخركف ‪ 1997‬أف البمداف قد بادرت التخاذ استراتيجيات تستند عمى مفيكميف اثنيف مف‬ ‫‪Meyer‬‬ ‫كما الحظ‬

‫المفاىيـ النظرية‪ ،‬مف جية ىجرة األدمغة التي كانت مكضكع السياسات التقييدية (جعؿ اليجرة أكثر تعقيدا‬

‫)‪ ،‬تقديـ الحكافز (جعؿ المناطؽ أكثر جاذبية لؤلفراد المؤىميف عف طريؽ تكفير ظركؼ عمؿ أفضؿ‬

‫‪ ،)1976‬كمف‬ ‫‪Baghawti‬‬ ‫كأجكر مرتفعة) كالسياسة التعكيضية (جمع الرسكـ عمى العقكؿ حسب ما اقترح‬

‫اف ىجرة االدمغة ظاىرة مكسبة اك مربحة‬ ‫جية أخرل فإف أكثر االستراتيجيات الحديثة قائمة عمى نيج‬

‫لدكؿ األصؿ مف خبلؿ اليجرة العائدة‪ .‬كتكضح التجربة أف استراتيجيات كسب العقكؿ المياجرة مف خبلؿ‬

‫إيجاد قنكات اتصاؿ بيف البمد األصمي ك جميع الكفاءات المياجرة يعمؿ عمى تطكير ك تنمية قدرات البمد‬

‫‪13‬‬
‫‪DJEFLAT, Abdelkader. "Les Compétences Algériennes À L'étranger." Hommes & Migrations, no. 6 (2012):‬‬
‫‪36-50.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫األصمي‪ ,‬حيث أثبتت سياسات المنيج الثاني نجاعتيا عمى سياسات المنيج األكؿ في الدكؿ التي طبقت‬

‫‪14‬‬
‫آليات االتصاؿ بشكؿ صحيح‪.‬‬

‫ينظر لرأسماؿ البشرم عمى أنو عامؿ حاسـ في عممية التنمية في أم بمد كقد تـ إدراج رأس الماؿ البشرم‬

‫‪ 1988 Lucas ،1986‬حيث يعتبر تكظيؼ‬ ‫‪Romer‬‬ ‫في العديد مف الدراسات عمى نماذج النمك المحمية مثبل ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫األشخاص في التعميـ كالقدرات البدنية ضركريا لزيادة الناتج االقتصادم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إلى أنو مف أجؿ تفسير أسباب اليجرة بشكؿ أفضؿ فمف الضركرم‬ ‫يشير ‪ Bauer‬و ‪1998 Zimmerman‬‬

‫األخذ بعيف االعتبار ليس فقط تفاكت األجكر كاحتماؿ الحصكؿ عمى كظيفة كلكف كذلؾ الييكؿ الداخمي‬

‫اؿماؿ األشخاص الذيف يقرركف‬ ‫كتجزئة سكؽ العمؿ ككذا الخصائص االجتماعية كاالقتصادية كرأس‬

‫اليجرة‪.‬‬

‫أخي ار ك كفقا لمنمكذج االقتصادم الجزئي النيككبلسيكي ‪ ,‬فإف قرار اليجرة الفردم يرتكز أساسا عمى حرية‬

‫االختيار كالكصكؿ الكامؿ لممعمكمات الخاصة بالبمد األصمي ك المستقبؿ‪ ،‬كيتأثر ىذا القرار بالفكارؽ في‬

‫األجكر بيف البمديف‪ ،‬احتماؿ الحصكؿ عمى كظيفة في البمد المضيؼ‪ ،‬التكاليؼ كالمخاطر المرتبطة بعممية‬

‫اليجرة‪ ،‬الخصائص الفردية لرأسماؿ البشرم ككذا الييكؿ الخاص كتجزئة سكؽ العمؿ‪.‬‬

‫‪- 2‬نظرية االقتصاد الجديد لمهجرة‬

‫‪14‬‬
‫‪Meyer, Jean-Baptiste, Jorge Charum, Dora Bernal, Jacques Gaillard, José Granés, John Leon, Alvaro‬‬
‫"‪Montenegro, et al. "Turning Brain Drain into Brain Gain: The Colombian Experience of the Diaspora Option.‬‬
‫‪Science Technology & Society 2, no. 2 (1997): 285-315.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Hernandez, Emile-Michel. L'entrepreneuriat: Approche Théorique. Editions L'Harmattan, 2001.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Bauer, Thomas, and Klaus F Zimmermann. "Causes of International Migration: A Survey." Crossing Borders:‬‬
‫‪Regional and Urban Perspectives on International Migration (1998): 95-127.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫إف فشؿ تفسير النظرية النيككبلسيكية لظاىرة اليجرة أدل إلى ظيكر نماذج أخرل تسعى لشرح أسباب‬

‫‪ 1989‬كالتي‬ ‫‪Taylor‬و‪Stark‬‬ ‫اليجرة‪ ،‬كمف أحدث النظريات نجد نظرية "االقتصاد الجديد لميجرة" لكؿ مف‬

‫‪17‬‬
‫عممت عمى تحميؿ محددات اليجرة الخارجية عمى المستكل الجزئي‪.‬‬

‫العنصر الجديد أك المبتكر في ىذه النظرية مقارنة بالنظرية الكبلسيكية الجديدة ىك أنيا لـ تبدأ بالفرد‬

‫ككحدة اتخاذ القرار في األسكاؽ المثالية ‪ ،‬بؿ ترل أف خيارات اليجرة تخضع لق اررات جماعية متخذة في‬

‫مف خبلؿ فرضية اختيار‬ ‫‪livhari‬‬ ‫‪ Starck‬و‬ ‫غير الكاممة‪ .‬حيث يرل‬ ‫كاألسكاؽ‪²‬‬ ‫سياؽ عدـ اليقيف‬

‫المحفظة أف ىجرة مجمكعة مف أفراد األسرة إلى الخارج يسمح بتنكيع مصادر الدخؿ ‪ ،‬كىذا مف خبلؿ‬

‫‪18‬‬
‫التحكيبلت المالية‪ ،‬ك يقمؿ مف مخاطر الفقر ك األمف عمى اؿمستكل األسرم‪.‬‬

‫‪ ،‬كلكف‬ ‫إضافة إلى ذلؾ فإف اختبلؼ األجكر بيف الدكؿ حسب ىذه النظرية ليس المحدد الكحيد لميجرة‬

‫في البمد األصمي‪ ،‬حيث تقكـ ىذه االخيرة بتكزيع‬ ‫أيضا المخاطر التي تكاجييا األسر كعدـ اليقيف‬

‫المخاطر مف خبلؿ القياـ بمجمكعة مف األنشطة الداخمية‪ ،‬حيث تتجو مف القطاع الفبلحي إلى المقاكالتية‪،‬‬

‫االعتماد عمى التكنكلكجيات الجديدة أك إنشاء مؤسسات لمشركع في عممية تكظيؼ جميع أفراد األسرة أك‬

‫إرساؿ أفراد آخريف الى الميجر ‪ .‬فالمقاربة الجديدة تأخذ باالعتبار تأثير األسكاؽ األخرل إضافة لسكؽ‬

‫العمؿ كذلؾ لمكصكؿ إلى االئتماف كالضماف االجتماعي‪ .‬كفي الكاقع فإف الجزء الرئيسي لمداخيؿ األسر‬

‫في المناطؽ الريفية يأتي مف األنشطة الزراعية التي تككف حساسة لمظركؼ المناخية كتقمبات أسعار‬

‫المنتجات الزراعية كفي بيئة حيث أسكاؽ التأميف قميمة التطكر أك منعدمة‪ .‬كفي ىذا السياؽ تمثؿ اليجرة‬

‫إستراتيجية اقتصادية كاجتماعية لمتغمب عمى المخاطر كعدـ اليقيف في االقتصاد الكطني كعمى ىذا‬

‫لمخارج‪.‬‬ ‫األساس تقرر األسر إرساؿ أحد أفرادىا‬

‫‪17‬‬
‫‪De Haas, Hein. "Mobility and Human Development." (2009).‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Gubert, Flore. "Pourquoi Migrer? Le Regard De La Théorie Économique." Regards croisés sur l'économie, no.‬‬
‫‪2 (2010): 96-105.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪- 3‬نموذج (دفع‪/‬سحب)‬

‫يعتبر نمكذج (دفع‪/‬سحب) أحد المقاربات األكثر شيكعا في مجاؿ البحكث المتعمقة باليجرة كما ىك الحاؿ‬

‫في المجاؿ النيككبلسيكي ‪ ،‬فنمكذج (دفع‪/‬سحب) يرل أف تدفقات اليجرة ىي نتيجة لق اررات فردية متعمقة‬

‫بتقييـ التكاليؼ كالفكائد‪.‬‬

‫قرار اليجرة يتحدد مف خبلؿ النظر إلى جية العكامؿ السمبية كىي العكامؿ الطاردة المحددة لمبمداف‬

‫‪19‬‬
‫المصدرة‪ ،‬كجية العكامؿ اإليجابية الجاذبة التي تميز البمداف المستقبمة‪.‬‬

‫‪ 1966‬تتجاكز اإلطار التقميدم المحدكد أساسا‬ ‫‪Lee‬‬ ‫ىذه المقاربة التحميمية الجديدة لميجرة التي اقترحيا‬

‫بالعكامؿ االقتصادية ‪ ،‬كتكسع التحميؿ إلى المحددات األخرل التي تكجب قرار االنتقاؿ كالحاجة لميركب‬

‫مف المكاقؼ الخطرة أك البحث عف ظركؼ أفضؿ لمتطكير الميني كالشخصي ‪ .‬تستند ىذه الرؤية عمى‬

‫فكرة اختبلؼ العكامؿ المفسرة لقرار اليجرة كحقيقة أف عممية اليجرة ليست دائما خيا ار طكعيا كما نجد في‬

‫‪20‬‬
‫التفسير النيككبلسيكي‪.‬‬

‫العكامؿ‬ ‫كما سبقت اإلشارة فإف اليجرة تتكلد مف خبلؿ العكامؿ اإليجابية الخاصة بالبمد المستقبؿ أك‬

‫السمبية المرتبطة ببمد األصؿ ‪ ،‬فالفئة األكلى مف العكامؿ تتعمؽ بالمزايا المكجكدة في البمداف الصناعية‬

‫بينما الفئة الثانية تتعمؽ بالسياؽ االقتصادم كاالجتماعي في البمداف النامية ‪ ،‬كبالتالي يتميز النكع األكؿ‬

‫بعكامؿ إيجابية أك قكل جذب كيتميز النكع الثاني بعكامؿ سمبية أك قكل دفع ككمما كانت الفكارؽ بيف‬

‫أف‬ ‫‪lee‬‬ ‫يفترض‬ ‫البمداف كبيرة (البمد األصؿ كالبمد المضيؼ) كاف احتماؿ اليجرة كبي ار‪ .‬باإلضافة لذلؾ‬

‫اليجرة االنتقائية تتـ عمى أساس خصائص فردية لممياجريف‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to European Countries: A‬‬
‫‪Structural Explanation of Patterns, 1980–20041." International Migration Review 42, no. 2 (2008): 476-504.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political Economy 8, no. 2‬‬
‫‪(2010): 6-24.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫حسب ىذه المقاربة أكلئؾ الذيف حفزكا بكاسطة عكامؿ جذب البمداف المضيفة ىـ باألحرل قامكا باختيار‬

‫إيجابي اعتمادا عمى العمر ‪ ،‬المستكل التعميمي كالكفاءات ‪ ،‬في حيف أف األشخاص الذيف ىاجركا بسبب‬

‫قكل الدفع لمبمد األصمي يميمكف إلى االختيار السمبي‪ ،‬إضافة لذلؾ فإف الفئة األكلى لدييا ميؿ كبير لميجرة‬

‫الطكعية أكثر مف الثانية‪.‬‬

‫المطمب الثالث النظريات اإليجابية المدمجة لظاهرة الهجرة‬

‫‪- 1‬نظرة العموم السياسية لظاهرة الهجرة‬

‫حسب ‪ 1981 Zolberg‬اليجرة ىي عممية تنقؿ بيف الدكؿ تتحكـ فييا مجمكعة مف السياسات كالسياسة التي‬

‫تحدد العبلقة بيف الفرد كالدكلة‪ .‬ليذا فالنظريات المذككرة أعبله ال تستطيع تفسير لماذا يختار عدد كبير‬

‫مف األشخاص عقبلنيا اليجرة إلى دكؿ أخرل مف عدميا‪ .‬فيك يقكؿ أف كؿ دكلة ليا مجتمع متجانس إلى‬

‫‪ ،‬كعمى ىذا فاف اليجرة‬ ‫حد ما ‪ ،‬كحدكده االجتماعية تتكافؽ مع الحدكد المعترؼ بيا في القانكف الدكلي‬

‫تشكؿ تبادال بيف الدكؿ مف خبلؿ "نقؿ االختصاص" كىذا ألف المياجريف ليسكا أعضاء في المجتمع‬

‫األصمي كلكف أصبحكا أعضاء في المجتمع المضيؼ ‪ ،‬كفي ىذا السياؽ فاليجرة تعتبر كاستثناء ؿلقاعدة‬

‫التي تقكؿ أف المجتمع لديو قدرات اجتماعية كثقافية ال يمكف التخمي عنيا‪.21‬‬

‫مف خبلؿ ىذا ينصب تحميؿ ىذه النظرية عمى أف تحميؿ عكامؿ اليجرة الدكلية ينبغي أف يأخذ بعيف‬

‫االعتبار الطابع االستثنائي ليذه الظاىرة في إطارىا التفسيرم ‪ ،‬فتنظيـ العالـ المعاصر يمكف أف ينظر إليو‬

‫كمجمكعة تتككف مف عنصريف‪ :‬العنصر االكؿ يتمثؿ في األشخاص الذيف يسعكف إلى تحسيف شركط‬

‫معيشتيـ عف طريؽ اتخاذ قرار اليجرة ‪ ،‬أما العنصر الثاني يتمثؿ في الدكلة التي يتعيف عمييا ضماف‬

‫‪21‬‬
‫‪Zolberg, Aristide R. "The Next Waves: Migration Theory for a Changing World." International Migration‬‬
‫‪Review (1989): 403-30.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تحقيؽ األىداؼ الجماعية مف خبلؿ التحقؽ مف اإليرادات كالنفقات باإلضافة لمكضع السياسي‪ .‬كيتحقؽ‬

‫كثي ار ما‬ ‫ىذا مف خبلؿ سياسات اليجرة التي تساعد في خفض التكتر السياسي داخؿ البمد االصمي‪ .‬ك‬

‫تكاجو الدكؿ مأزؽ مصالح األفراد الذيف يسعكف إلى زيادة كتعزيز رفاىيتيـ ‪ ،‬ك المصالح الكطنية‪ ،‬ك نتيجة‬

‫‪22‬‬
‫لذلؾ ترتبط اليجرة الدكلية بالتكتر األساسي القائـ بيف المصالح الفردية كالمصالح الكطنية‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف التكتر إال أنو في بعض الحاالت تتكافؽ المصالح الفردية مع المصالح الجماعية كفي‬

‫ىذا السياؽ فإنو يمكف أف يككف خيار االغتراب (اليجرة) الحؿ الذم يسمح لممياجريف بتحسيف كتطكير‬

‫‪ ،‬كالدكؿ تستفيد مف المكارد التي‬ ‫مستكل معيشتيـ كمستكل معيشة األقارب الباقييف في البمد األصمي‬

‫يحكليا المياجر إلى بمدقاألصمي‪.‬‬

‫‪- 2‬المقاربة النظامية‬

‫كاف النقاش النظرم لميجرة يرتكز عمى كؿ مف النظرية الكبلسيكية الجديدة كالنظرية التاريخية الييكمية ‪،‬‬

‫كمع تأثير الحداثة اتسمت المناقشات بشأف الظاىرة المدركسة باالنفتاح كاتساع النطاؽ كالتركيز عمى‬

‫الدمج بيف الرؤل النظرية لمعديد مف التخصصات المختمفة‪ .‬فالنماذج الحالية أصبحت مجتمعة كمدمجة‬

‫أعـ ‪ ،‬كتعتبر المقاربة النظامية مف أكلى ىذه النماذج ‪ ،‬حيث ترل أف ظاىرة اليجرة تجمع‬
‫في أطر نظرية ّم‬

‫عددا ميما مف النماذج ك المقاربات‪ ،‬فنظاـ اليجرة عبارة عف مجمكعة دكؿ مرتبطة بتبادالت اليجرة كىك‬

‫نظاـ يتسـ بالديناميكية إلى حد كبير مف خبلؿ تشغيؿ مختمؼ الشبكات التي تضـ أعكاف اليجرة في‬

‫مختمؼ مستكيات التجميع ‪ ،‬كلذلؾ تضـ نظرية أنظمة اليجرة مستكييف لمتحميؿ‪ :‬األكؿ عمى مستكل البمد‬

‫‪22‬‬
‫‪Syrett, Stephen, and Michal Lyons. "Migration, New Arrivals and Local Economies." Local Economy 22, no.‬‬
‫‪4 (2007): 325-34.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫األصمي كالثاني عمى مستكل البمداف المستقبمة مع محاكلة تكحيد المسافة المكجكدة بيف البمداف‪ .‬عمى ىذا‬

‫يمكف القكؿ أف المقاربة النظامية ترتكز عمى خمس عناصر‪: 23‬‬

‫أ ‪-‬شكؿ اليجرة‪ :‬فضاء مكحد يغطي البمد األصمي ك يشرح أسباب مغادرتو كاآلثار التي ينبغي‬

‫تقميميا مع األخذ بعيف االعتبار المساحة المكحدة‪.‬‬

‫ب ‪-‬اليجرة ليست إال نكعا مف العبلقة التي تجمع المناطؽ األصمية بالمناطؽ المستقبمة ‪ ،‬فيي العممية‬

‫التي تتـ بطريقة مترابطة مع غيرىا مف العمميات التاريخية ‪ ،‬الثقافية أك االقتصادية كالتي غالبا ما‬

‫نجد جذكرىا في التاريخ‪.‬‬

‫ت ‪-‬اليجرة يمكنيا التطكر مع الكقت ‪ ،‬كبالتالي إحداث تغيير في تدفقات اليجرة كالتأثير عمى مناطؽ‬

‫معينة‪.‬‬

‫ث ‪-‬لمدكلة دكر ىاـ تقكـ بو في عممية اليجرة ‪ ،‬إما مف خبلؿ سياسات اليجرة التي ليا أثر مباشر‬

‫عمى اليجرة‪ ،‬أك عف طريؽ العبلقات االقتصادية اإلستراتيجية أك السياسية مع الدكؿ األخرل التي‬

‫يحتمؿ أف تؤثر فييا بطريقة غير مباشرة‪.‬‬

‫ج ‪-‬تحديد الكسائؿ التي مف خبلليا يمكف لمقكل االقتصادية الكمية التأثير عمى ظاىرة اليجرة‪ .‬أحد‬

‫ىذه الكسائؿ يمثؿ شبكات الركابط بيف المياجريف كعائبلتيـ كأصدقائيـ إضافة إلى العكامؿ عمى‬

‫المستكل الجزئي بيف المجتمعات األصمية كالمستقبمة‪.‬‬

‫بما أف اليجرة ىي الفضاء المكحد الذم يغطي في آف كاحد البمد األصمي كالمستقبؿ فمف الميـ التحميؿ‬

‫عمى المستكل الجزئي كالكمي لفيـ تطكرات اليجرة ‪ .‬النظر لمشبكات بالمقاربة النظامية كعنصر تكحيد‬

‫لممسافة ما بيف البمد األصمي كالمضيؼ يسمح لنا بإظيار أف اليجرة تربط بيف أراضي الكصكؿ كاالستق ارر‬

‫‪23‬‬
‫‪Zlotnik, Hania. "Migrants’ Rights, Forced Migration and Migration Policy in Africa." Paper presented at the‬‬
‫‪Migration in Comparative Perspective conference, Johannesburg, 2003.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫مع أراضي المغادرة مف خبلؿ شبكات اليجرة كتيسير نقؿ المكارد لبمد المنشأ التي يمكف استخداميا لصالح‬

‫التنمية‪.‬‬

‫‪- 3‬نظرية الشبكات و النظرية المؤسساتية‬

‫النماذج االقتصادية األكلى تفسر أسباب اليجرة كترتكز أساسا عمى اليجرة لمعمؿ كتحميؿ كيفية تشكؿ‬

‫‪ ،‬كقيكد‬ ‫التدفقات كاستمرارىا في ظؿ ظركؼ التفاكت بيف أسكاؽ العمؿ كالميارات الشخصية لؤلفراد‬

‫االقتصاد الكمي التي ىيمنت طكيبل عمى الفكر النظرم لدراسة ظاىرة اليجرة‪ .‬عمى المستكل الكمي عمكما‪,‬‬

‫اليجرة ىي نتيجة لبلختبلفات الييكمية بيف االقتصاديات مع السياؽ التاريخي لميجرة أما عمى المستكل‬

‫الجزئي فاليجرة تعرؼ كقرار فردم متخذ عمى أساس الفكارؽ في األجكر بيف الدكؿ أك بيف القطاعات‬

‫‪24‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬المقاربة المؤسساتية ‪:‬‬

‫المقاربة السياسية تؤكد عمى‬


‫العبلقة بيف الدكلة كالفرد تمثؿ خاصية ىامة لبلرتباط الجزئي‪-‬الكمي‪ .‬ؼ‬

‫عبلؽ أما المقاربة النظامية تشير إلى ىذه التفاعبلت التي تتحقؽ مف خبلؿ القكانيف المعمكؿ‬
‫أىمية ىذه اؿ ة‬

‫بيا في المؤسسات ‪ .‬يتـ التعريؼ بأنكاع المؤسسات كطريقة تشغيميا كفقا ألىداؼ ينبغي تحقيقيا مف قبؿ‬

‫الدكؿ‪ ،‬ففي حالة الدكؿ ذات االستجابة القكية لطمب الجميكر ‪ ،‬فإف المؤسسات تعمؿ جنبا إلى جنب مع‬

‫كىذا‬ ‫الدكلة كتشارؾ في عممية كضع السياسات ‪ ،‬في حيف أنو في سياؽ يتسـ بعدـ كفاءة أداء الدكلة‬

‫غالبا ما يككف مف خصائص الدكؿ النامية ‪ ،‬ؼاؿمؤسسات تعمؿ عمى كضع تشريعات قانكنية أك فرضيا‬

‫‪24‬‬
‫‪Guilmoto, Christophe Z, and Frédéric Sandron. "La Dynamique Interne Des Réseaux Migratoires Dans Les‬‬
‫‪Pays En Développement." Population (french edition) (2000): 105-35.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫عمى الدكلة مف خبلؿ استعماؿ ظاىرة اليجرة ككسيمة ضغط‪ ،‬مثؿ تحسيف المناخ االستثمارم عمى حساب‬

‫الزيادة في حجـ التحكيبلت المالية‪.‬‬

‫نجد كذلؾ اف النظاـ القانكني ك المؤسساتي الجامد ك الذم ال يخدـ المصالح الفردية لممجتمع يتسبب‬

‫في زيادة عدد المياجريف في البمد األصمي‪ ،‬كما نجد ىذه الظاىرة تتفاقـ خاصة في كسط األفراد ذكم‬

‫التككيف العالي‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم شبكات الهجرة‬

‫‪ ،‬إنما يغطي كذلؾ الركابط الناجمة عف‬ ‫مفيكـ شبكات المياجريف ال يقتصر عمى األقرباء فقط‬

‫‪ ،‬فإف‬ ‫الصداقة أك االنتماء إلى نفس المجتمع األصمي‪ .‬كمع تثبيت كتمة مف المياجريف في بمد المقصد‬

‫نقاط قكة ىذا المجتمع تبدأ في لعب دكر رئيسي في تنقؿ اآلخريف مف نفس منطقة األصؿ كىذا ما يؤدم‬

‫لظيكر ظاىرة "ىجرة السمسمة "‪.‬‬

‫شبكات اليجرة عمى أنيا "مجمؿ العبلقات الشخصية التي تربط المياجريف السابقيف كغير‬ ‫‪Massey‬‬ ‫يعرؼ‬

‫في البمد‬ ‫المياجريف في المناطؽ األصمية كالمضيفة مف خبلؿ ركابط القرابة أك الصداقة أك المصاىرة‬

‫‪25‬‬
‫المنشأ"‬

‫‪ ،‬ألنو يتـ‬ ‫يرل الباحثكف أنو مع إنشاء عدد كبير مف االتصاالت تصبح اليجرة عممية نشر متكيفة ذاتيا‬

‫إنشاء الييكؿ االجتماعي الذم يدعـ بكصكؿ كؿ كافد جديد‪ .‬كىذا الييكؿ االجتماعي المصغر لمبمد‬

‫األصمي في البمد المستقبؿ يخفض مف تكاليؼ مشركع اليجرة لؤلصدقاء كاألقرباء الذيف تـ تشجيعيـ عمى‬

‫اليجرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor.‬‬
‫‪"Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):‬‬
‫‪431-66.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫نظرية الشبكات ىي نمكذج شامؿ مستمد مف المقاربة النظامية ‪ ،‬ككما سبقت اإلشارة فإف المقاربة النظرية‬

‫البمد المضيؼ‬ ‫تعتبر الشبكات االجتماعية مثؿ األدكات التي تسمح بتكحيد الفضاء بيف البمد األصمي ك‬

‫مف خبلؿ األنشطة العابرة لمحدكد المنفذة مف قبؿ المياجريف ‪ ،‬كإقامة عادات كتقاليد البمد األصمي في‬

‫بمداف الميجر مثمما ىك حاؿ الجالية الصينية في الكاليات المتحدة األمريكية أك في فرنسا‪.‬‬

‫‪- 4‬النظرية السببية التراكمية‬

‫أنو كبغض النظر عف تطكير شبكات اليجرة ‪ ،‬فاليجرة الدكلية تفسر كذلؾ بعكامؿ‬ ‫‪Massey‬‬ ‫لقد الحظ‬

‫‪ ،‬كعمى ىذا سميت ىذه العممية‬ ‫أخرل تحدد الزيادة في تدفقات اليجرة مف خبلؿ تراكـ تأثير كؿ عامؿ‬

‫ب"التراكمية السببية"‬

‫كىناؾ عدة عناصر تدخؿ في أصؿ العبلقة السببية التراكمية ‪ ،‬ك مف بيف العكامؿ المحددة يمكف ذكر‬

‫‪ ،‬كبالتالي تؤدم إلى‬ ‫التحكيبلت المالية المرسمة مف قبؿ المياجريف كالتي تزيد مف حدة عدـ المساكاة‬

‫تصكرات الحرماف النسبي في األسر التي ال يكجد فييا عضك بالخارج ‪ ،‬مما يشجعيـ عمى اليجرة‪ .‬فبداية‬

‫اليجرة تنطكم عمى التكاليؼ كالمخاطر بحيث ال يستطيع أف يياجر إال األشخاص مف الطبقة المتكسطة‬

‫أك العميا ‪ ،‬ىذا ما يزيد مف رفاىية األسر المستفيدة مف المكارد المالية ‪ ،‬في حيف تظؿ األسر الفقيرة دكف‬

‫تغيير ما يدفع ىذه األخيرة إلى االقتراض مف أجؿ اليجرة‪.‬‬

‫آلية أخرل تشجع السببية التراكمية ىي استخداـ أمكاؿ التحكيبلت كالتجييزات المحكلة مف طرؼ‬

‫اؿماؿ‪ ،‬ىذا ما يؤدم إلى‬ ‫المياجر مف أجؿ شراء األراضي كاستثمارىا في مشاريع أكثر كثافة في رأس‬

‫خفض الطمب عمى العمالة الزراعية في البمد األصمي ‪ ،‬كنتيجة لذلؾ تزداد كتيرة اليجرة إلى الخارج‪ .‬ك‬

‫عبلكة عمى ىذا يمكف لممياجريف في كقت الحؽ أف يصنعكا تغيي ار ثقافيا عمى الباقيف في البمد األصمي‬

‫كيشجعكىـ عمى تبني ما يعرؼ ب "ثقافة اليجرة" أك الحركية التي ينظر إلييا كطريؽ نحك النجاح‪ .‬أما‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫أكلئؾ الذيف ليست ليـ أم محاكلة لتحسيف مستكاىـ مف خبلؿ اليجرة فقد تـ اعتبارىـ أشخاصا دكف إرادة‬

‫‪26‬‬
‫كدكف مبادرات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬النظريات المفسرة ألثار ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫بما أف سمسمة النظريات اإليجابية حاكلت شرح محددات اليجرة الخارجية‪ ،‬فإف مجمكعة النظريات العادية‬

‫(المعيارية) لميجرة بحثت عف تكضيح عكاقب الظاىرة (النتائج المترتبة عف اليجرة)‪ ،‬ك خبلؿ العقكد‬

‫أف‬ ‫‪Ellerman‬‬ ‫الماضية فقد أثار مكضكع أثر اليجرة عمى تنمية بمداف المنشأ جدال كاسعا‪ ،‬ك قد الحظ‬

‫اإلجابة عمى ىذه المشكمة حكؿ اآلثار اإليجابية أك السمبية لميجرة تعتمد عمى المقاربة النظرية المتخذة‬

‫‪27‬‬
‫كأساس لممنطؽ‪.‬‬

‫قاعدة لمحجج ‪ ،‬فمف جية النماذج التي تتأثر بالمدرسة‬ ‫غالبا ما تكجد رؤيتيف نظريتيف بمثابة‬

‫النيككبلسيكية المشيرة لمنتائج اإليجابية لميجرة عمى التنمية‪ ،‬ك مف جية أخرل النمكذج الماركسي الذم‬

‫يعرض عممية اليجرة كأمر سيء بالنسبة لبمد المنشأ‪.‬‬

‫ك قد شيد النقاش بشأف تأثير اليجرة عدة مراحؿ مف التطكر‪ ،‬حيث تـ صياغة كؿ ىذا في اعتباريف‬

‫متضاديف‪ ،‬فمف ناحية الدراسات التي تزعـ أف اليجرة ىي باألحرل خسارة لمبمداف النامية‪ ،‬حيث تفر منيا‬

‫مكاردىا األكثر أىمية ك النادرة مثؿ رأس الماؿ البشرم‪ ،‬ك مف ناحية أخرل األدبيات األكثر حداثة التي‬

‫تعتبر اليجرة كناقؿ لمتنمية لؿبمداف المنشأ‪ ،‬فكبل النكعيف مف القناعات ىك جزء مف كجيات نظر متعارضة‬

‫‪":‬رؤية متفائؿ" ك "رؤية متشائـ"‪.‬‬

‫لقد بدأت الدراسات حكؿ آثار اليجرة تحت تأثير النمكذج الكبلسيكي ك نظرية التحديث‪ ،‬التي تقدـ‬

‫الحركة الدكلية لؤلشخاص كمصدر لمحد مف أكجو التفاكت بيف البمداف‪ ،‬ثـ المركر لممسار التطكرم‬

‫‪26‬‬
‫‪Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor.‬‬
‫‪"Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):‬‬
‫‪431-66.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Ellerman, David. "The Dynamics of Migration of the Highly Skilled: A Survey of the Literature." Diaspora‬‬
‫‪Networks and the International (2006).‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫ليذه البحكث بالفترة ذات الرؤية التشاؤمية النيكماركسية في فترة السبعينات ك الثمانينات‪ ،‬ك قد سيطر‬

‫‪،‬‬ ‫‪transnationalisme‬‬ ‫في اآلكنة األخيرة تحت شعار االقتصاديات الجديدة لميجرة ك مقاربة التشتت‬

‫التحميبلت حكؿ آثار اليجرة عمى تنمية البمداف المصدر لمعكدة إلى فكرة أف عممية اليجرة يمكف أف‬

‫تككف مفيدة لمبمد األصمي‪.‬‬

‫تحكالت التسعينات كضعت عبلمة تغيير أعـ مف النظريات البنيكية أك الكظيفية نحك رؤية أكثر‬

‫تعددية‪ ،‬التي تأخذ بعيف االعتبار عدة أعكاف معنييف بعممية اليجرة‪ ،‬مف خبلؿ إظيار أنو يمكف‬

‫لممياجريف لعب دكر مفيد في تطكير تنمية بمدانيـ األصمية‪.‬‬

‫الجدكؿ المكالي يكضح المراحؿ الرئيسية لتطكر النظريات المعيارية‪:‬‬

‫الجدول( ‪ ) 1-2‬المراحل الرئيسية لتطور النظريات المعيارية‬

‫مجػ ػ ػػاؿ السياسة‬ ‫اتج ػ ػ ػػاه البحث‬ ‫الفترة‬


‫التفاؤؿ التطكيرم ‪ ،‬رأس اؿماؿ ك نقؿ المعرفة مف‬ ‫نظرة متفائمة عمى البعد التنمكم ك اليجرة‬ ‫إلى غاية‬
‫جانب المياجريف ‪ ،‬اليجرة تمعب دكر في تنمية‬ ‫‪1973‬‬
‫البمداف النامية‪.‬‬
‫تزايد الشككؾ ‪ ،‬مخاكؼ مف ىجرة األدمغة ‪ ،‬فشؿ‬ ‫فظرة تشاؤمية حكؿ العبلقة (ىجرة‪-‬تنمية) ك‬ ‫‪-1973‬‬
‫السياسات المتعمقة بيجرة العكدة ‪ ،‬ك مازالت ظاىرة‬ ‫مخاكؼ بشأف ىجرة األدمغة ‪.‬‬ ‫‪1990‬‬
‫اليجرة منفصمة إلى حد كبير عف مفيكـ التنمية ‪.‬‬
‫‪ ،‬استمرار الشككؾ ‪ ،‬سياسات اليجرة التقييدية ‪.‬‬ ‫تكيؼ الرؤل تحت تأثير التحميبلت التجريبية‬ ‫‪-1999‬‬
‫‪ ،‬المقاربة‬ ‫افتراضات االقتصاد الجديد لميجرة‬ ‫‪2001‬‬
‫العابرة لمحدكد‪.‬‬
‫ك اىمية اليجرة‬ ‫تجدد التفاؤؿ بشأف البعد التنمكم‬ ‫تدفؽ المنشكرات ‪ ،‬كبل النظرتيف حاضرة ك لكف‬ ‫‪ 2001‬فما‬
‫تحت تأثير حجـ التحكيبلت المالية ك تحت التغيير‬ ‫عمكما النظرة المتفائمة‪.‬‬ ‫فكؽ‬
‫المفاجئ لمرؤية ‪ :‬عكدة األدمغة ‪ ،‬العكامؿ الخارجية‬
‫لممغتربيف ‪.‬‬
‫) ‪Source : Source :De Haas Mobility and Human Development (2009‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫المطمب االول النظريات المتفائمة لمهجرة‬

‫‪- 1‬نموذج التقارب النيوكالسيكي‬

‫النظرية النيككبلسيكية ك نظرية التطكر ىي القاعدة األساسية لمنظرية الحالية التي تؤكد عمى أف اليجرة‬

‫يمكف أف تؤثر عمى التنمية في البمد األصمي‪.‬‬

‫فالفكرة الرئيسية لمنمكذج النيككبلسيكي‪ ،‬ىي التخصيص األمثؿ لممكارد ك تقارب األجكر بيف البمداف مف‬

‫خبلؿ تنقؿ األفراد‪ ،‬ك في ىذا السياؽ ينظر لميجرة باعتبارىا عنصر يؤدم إلى التكازف‪ ،‬ألف لجكء‬

‫األشخاص لمتنقؿ الدكلي مف المفترض أف يؤدم إلى التنقؿ مف المناطؽ ذات الدخؿ المنخفض إلى‬

‫المناطؽ ذات الدخؿ المرتفع‪ ،‬أك مف أماكف ذات العدد الكبير مف السكاف إلى األماكف ذات العدد‬

‫المنخفض مف السكاف‪ ،‬ك حسب ما كرد فإف اليد العاممة تنتقؿ نحك البمداف ذات التخصيص المنخفض‬

‫لمعمؿ ك مستكل أجر عاؿم حيث اإلطار التفسيرم سكؼ يتكجو إلى أف‪ :‬ستشيد البمداف ذات ارتفاع في‬

‫عامؿ العمؿ ك انخفاض في عامؿ رأس الماؿ (البمداف األصمية) انخفاض العرض في سكؽ العمؿ ك ىذا‬

‫ما يؤدم الرتفاع األجكر عمى التكالي‪ ،‬أما البمداف التي تتميز بانخفاض في عامؿ العمؿ ك ارتفاع عامؿ‬

‫رأسماؿ (البمد المستقبؿ) فتشيد زيادة في عرض العمؿ‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى تخفيض األجكر‪ .‬مف خبلؿ‬

‫ىذه العممية "معادلة األسعار" تمعب اليجرة الخارجية دك ار ميما في تنمية بمداف المنشأ‪.‬‬

‫نظ ار لتنقؿ األشخاص‪ ،‬يمكف أف تستفيد البمداف األصمية مف تجربة البمداف الصناعية التي ىي في معظـ‬

‫الحاالت كجية المياجريف‪ ،‬ك في اإلطار المفاىيمي لنيج التقارب‪ ،‬فقد تمت رؤية عامؿ العمؿ كناقؿ أك‬

‫كسيط إدماج بمداف المصدر في االقتصاد العالمي حيث تكافؤ األجكر ك التخصيص األمثؿ لعكامؿ‬

‫اإلنتاج‪ ،‬ك انتقاؿ اليد العاممة يكلد حالة تكازف‪ ،‬حيث تكافؤ األجكر بيف البمداف يعكس المكاسب المتصمة‬

‫إلى أف السعي لزيادة االرباح يمكف أف يؤدم النتقاؿ رؤكس األمكاؿ مف‬ ‫‪Massey‬‬ ‫بسكؽ العمؿ‪ .‬ك قد أشار‬

‫البمداف الغنية إلى البمداف الفقيرة‪ ،‬حيث يمكف أف يككف العائد عمى االستثمار أفضؿ‪ ،‬فتدفؽ اليد العاممة‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫مف البمداف ذات كفرة في اليد العاممة إلى البمداف التي يقؿ فييا العمؿ في نفس الكقت يككف ىذا مصحكبا‬

‫مع تدفؽ االستثمارات مف جانب البمداف الغنية بعامؿ رأس الماؿ نحك البمداف الفقيرة مف ناحية رأس‬

‫‪28‬‬
‫الماؿ‪.‬‬

‫يرتكز النمكذج الكبلسيكي عمى مبادئ المنافسة المثالية مف ناحية افتراض تقنيف األسعار لعكامؿ اإلنتاج‬

‫بتدخؿ الدكلة‪ ،‬ك مف ناحية أخرل التخصيص األمثؿ لممكارد‪.‬‬

‫بينما النمكذج النيككبلسيكي‪ ,‬يرل في ظؿ المنافسة الشديدة بيف اقتصاديات الدكؿ‪ ,‬إف الفرد ال يكجد‬

‫عكائؽ في عممية االنتقاؿ‪ ,‬بيدؼ تعظيـ أجره‪ ,‬حيث ينتقؿ األفراد عمى انيـ مكرد مف مكارد اإلنتاج التي‬

‫تستعمؿ لتعظيـ المنفعة‪ ,‬ك تككف نتائج انتقاؿ اك حركة االفراد ايجابية عمى االنتاج العالمي ك بالتالي أف‬

‫اليجرة تنتج فقط اآلثار اإليجابية لبمد المنشأ‪ ،‬فتنقؿ اليد العاممة يؤدم إلى تقارب األجكر مف جية ك مف‬

‫جية أخرل تخصيص الكفير لرأس الماؿ البشرم ك المادم‪ ،‬ك في ىذا السياؽ تدفقات استثمارات البمداف‬

‫المتقدمة نحك البمداف الفقيرة يصاحبو تدفؽ ىجرة العماؿ ذكم الميارات العالية‪ ،‬في حيف أف العماؿ غير‬

‫المؤىميف تتحرؾ في اتجاه المعاكس‪ .‬ىذه الحركات مف جية تسمح لمبمداف المصدر لممياجريف االستفادة‬

‫مف عامؿ رأسماؿ البمداف الغنية مف خبرة العماؿ ذكم الميارات المرافقيف ليـ‪ ،‬ك مف جية أخرل تخفيؼ‬

‫حدة التكترات االجتماعية في سكؽ العمؿ لمكظائؼ التي ال تتطمب ميارة‪ ،‬ك في ظؿ ىذه الظركؼ‪ ،‬فيجرة‬

‫اليد العاممة تؤدم الى تقارب المداخيؿ ما بيف البمداف‪ ,‬ك كذلؾ تمعب ىذه الحركة دكر الحافز لمحاؽ‬

‫االقتصادم لمبمداف األصمية‪ ،‬ك بالتالي تسييؿ اندماج بمداف مغادرة المياجريف في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪- 2‬نموذج االستدراك التنموي‬

‫‪28‬‬
‫‪Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino, and J Edward Taylor.‬‬
‫‪"Theories of International Migration: A Review and Appraisal." Population and development review (1993):‬‬
‫‪431-66.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫"مراحؿ النمك االقتصادم"‪.‬‬ ‫لـ‪Rostow‬‬ ‫تطكرت نظرية التحديث في السنكات ‪ 1960-1950‬مف خبلؿ كتاب‬

‫حسب ىذا األخير فإف التنمية ىي عممية خطية ليا خمس مراحؿ تطكر‪ ،‬تبدأ بالمجتمع التقميدم‪ ،‬الشركط‬

‫المسبقة لئلقبلع‪ ،‬اإلقبلع‪ ،‬الكصكؿ إلى مرحمة النضج‪ ،‬كمف ثـ يخمؽ عصر االستيبلؾ الجماعي‪ ،‬مف‬

‫خبلؿ ىذه المراحؿ شيدت مجتمعات البمداف الشمالية تطكرا‪ ،‬مف المجتمعات التقميدية إلى المجتمعات‬

‫الحديثة‪ ،‬ك يتحقؽ ذلؾ مف خبلؿ عممية التصنيع ك التحضر‪.‬‬

‫فإنو عمى دكؿ الجنكب إتباع نفس نمط النمك حتى ك إف كانت البمداف في مستكيات‬ ‫‪Walt Rostow‬‬ ‫حسب‬

‫مختمفة مف التنمية‪ ،‬فسكؼ تتطكر اقتصادياتيا في نفس االتجاه ك ستكاجو تجربة النمك االقتصادم كما‬

‫ىك الحاؿ في دكؿ الشماؿ‪ ،‬فالتنمية تتـ مف خبلؿ تشجيع االبتكار بدال مف التقميد‪ ،‬ك البمداف الصناعية‬

‫‪29‬‬
‫تمعب دكر ميـ في تنمية المجتمعات التقميدية في الجنكب‪.‬‬

‫إحدل اآلليات التي تؤدم إلى التقارب االقتصادم بيف الدكؿ ىي الحركة الدكلية لؤلشخاص‪ ،‬فاليجرة‬

‫الخارجية تعتبر أداة ضركرية ال يمكف االستغناء عنيا في التنمية اإلقتصادية‪ ،‬فبعد التصنيع ك تطكر‬

‫حجمو يدفع الى تغير المجتمعات التقميدية الزراعية إلى حد كبير مما أدل إلنتاج كمية مف اليد العاممة‬

‫لميجرة سكاء داخؿ الببلد أك خارجيا‪.‬‬

‫تنتقؿ اليد العاممة مف المناطؽ الفقيرة مف رأس الماؿ ك الغنية باليد العاممة نحك المناطؽ الغنية برأسماؿ ك‬

‫الفقيرة مف اليد العاممة‪ ،‬ك التي تكاتي التنمية لمبمداف األصمية ك أيضا بمد المقصد‪ ،‬بعبارة أخرل ترل نظرية‬

‫التحديث نمكذج التنمية لتحقيؽ التكازف مف خبلؿ التخصيص األمثؿ لمسكاف ك المكارد‪ ،‬ك لكف كذلؾ مف‬

‫خبلؿ الحد مف الفكارؽ بيف المناطؽ الريفية الزراعية ك المناطؽ الحضرية الصناعية‪ ،‬ك بالتالي بيف‬

‫البمداف الصناعية ك البمداف الفقيرة‪ ،‬ىذا مبدأ التكازف كما سبؽ ك أف تبناه النمكذج النيككبلسيكي الذم‬

‫تعكد أصكلو لنظرية التحديث‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Crown, William H. "Migration and Regional Economic Growth: An Origin-Destination Model." Economic‬‬
‫‪Development Quarterly 5, no. 1 (1991): 45-59.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫بينما النظرية الكبلسيكية الجديدة تعكس اآلثار اإليجابية لميجرة عمى التنمية مف خبلؿ الحركة البسيطة‬

‫لميد العاممة دكف النظر آلثار العكدة‪ ،‬فنظرية التحديث تعرض المياجريف بما في ذلؾ العكدة كعكامؿ‬

‫ىامة لمتغيير ك االبتكار التي تستثمر المكارد المالية ك البشرية المتراكمة بالخارج في بمد المنشأ‪ ،‬ك في ىذا‬

‫السياؽ يمكف أف تساىـ اليجرة في نشر اإلمكانية لمتحديث ك لعب دكر إيجابي في التنمية مف خبلؿ‬

‫‪30‬‬
‫‪ ،‬ك ىكذا تعتبر ىجرة اليد العاممة كجزء ال يتج أز مف‬ ‫تغيير العقميات ك الصناديؽ المالية التي يقدمكىا‬

‫عممية التحديث‪ .‬استنادا إلى ىذه الحجة بدأت بعض البمداف النامية بتشجيع اليجرة إلى الخارج بالنظر‬

‫إلييا كمصدر لمتنمية‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬نظريات الهجرة الدولية كمحور لممفارقات‬

‫‪- 1‬هجرة العمال غير المؤهمين‬

‫في أكائؿ الستينات ‪ ،‬لمس مكضكع اليجرة شيئ مف التفاؤؿ تدعمو النظرية الكبلسيكية الجديدة كنظرية‬

‫التحديث مف خبلؿ إظيار اآلثار اإليجابية لميجرة عمى التنمية ‪ .‬النماذج النظرية كصفت اليجرات الدكلية‬

‫كمصدر لمتقارب االقتصادم بيف البمداف المتقدمة كالنامية ‪ ،‬ك قد كانت مكضكع الكثير مف النقاد ‪ ،‬حيث تـ‬

‫انتقادىـ بعدـ مراعاة القيكد الييكمية كالخصائص غير المتجانسة لممؤسسات‪ ،‬ك لكف الكاقع االقتصادم‬

‫أثبت اختبلؼ المقارنة بما أكدتو نظريات التكازف‪ .‬التحضر كاليجرة الريفية لـ تؤدل دكما إلى التنمية‬

‫االقتصادية لبمداف العالـ الثالث‪ ،‬كعمى عكس التفاؤؿ الكبلسيكي الجديد‪ ،‬في كثير مف الحاالت ينتقؿ‬

‫المياجريف مف المناطؽ األقؿ سكانا الى المناطؽ األكثر كثافة بالسكاف ‪ .‬ك في ىذا السياؽ‪ ،‬فإف تقارب‬

‫مستكيات الدخؿ كالنمك لـ يعد ذك جدكل‪ ،‬كتـ فسح المجاؿ لظيكر المناىج النظرية الجديدة التي ترل‬

‫اليجرة الخارجية كمصدر اختبلؼ بيف البمداف‪ ,‬حيث تعمؿ الطاىرة عمى الزيادة مف نسبة البطالة نتيجة‬

‫‪30‬‬
‫‪De Haas, Hein. "Migration and Development: A Theoretical Perspective1." International Migration Review‬‬
‫‪44, no. 1 (2010): 227-64.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫اكتظاظ المدف‪ ,‬ما يجعؿ الزيادة في اليد العاممة الغير مؤىمة مف جية‪ ,‬كمف جية أخرل إىماؿ الجانب‬

‫ألفبلحي ك تدىكر حجـ إنتاجو‪ ,‬نتيجة تحكؿ تكجو الميني لمفبلحيف إلى‪ .‬قطاع التصنيع‪.‬‬

‫‪- 2‬نظرية التبعية‬

‫كتستكمؿ‬ ‫‪Frank‬‬ ‫ك‬ ‫‪Gunder‬‬ ‫تعتبر نظرية التبعية أحد المفاىيـ الرمزية لمعصر‪ ،‬كضعت تحت إشراؼ‬

‫نظرية نظـ العالـ‪ ،‬كيستند تحميؿ المؤلفيف لمنتائج إلى أف السمطة السياسية كاالقتصادية مكزعة تكزيعا غير‬

‫متكافئ بيف البمداف الصناعية كالبمداف الفقيرة‪ .‬فبسبب القيكد الييكمية كعدـ تجانس الشركات‪ ،‬فإف سكاف‬

‫العالـ يكاجو عدـ المساكاة في الحصكؿ عمى المكارد‪ ،‬ك بدال مف تقميؿ الفجكة بيف البمداف كما جاء في‬

‫النمكذج الكبلسيكي الجديد كالتكسع في الرأسمالية‪ ،‬يتـ تشيجع اشتداد ىذه االختبلفات لصالح المركز‬

‫كعمى حساب اليامش‪ .‬كاتيمت دكؿ الشماؿ التي تعد المركز باستغبلؿ المكارد البشرية كالطبيعية في‬

‫كبالتالي فإف البمداف الغنية تزداد ثراءا كالبمداف الفقيرة تفقد مكاردىا‬ ‫الجنكب الذم يعبر عنو باليامش‪,‬‬

‫المحدكدة لتصبح أكثر فق ار‪ .‬عند البحث عف تراكـ رأس الماؿ‪ ،‬الرأسمالية تتكسع جغرافيا لمتأثير في‬

‫‪31‬‬
‫الطبيعة التقميدية القتصاديات دكؿ األطراؼ‪.‬‬

‫كما أكضح الكثير مف المفكريف في أعقاب تكسع الرأسمالية خارج مراكزىا( أكركبا الغربية كأمريكا الشمالية‬

‫حيث استطاعة أف تدرج الجزء األكبر‬ ‫كالياباف)‪ ،‬ك تغيرىا لئليديكلكجيات االقتصادية لمفرد ك المجتمع‪,‬‬

‫مف السكاف في االقتصاد العالمي مف خبلؿ ارساخ مبادئ الرأس مالية ك ‪ ،‬حيث أصبحت األرض كالمكاد‬

‫الخاـ ك أطراؼ العمالة سمعا‪ ،‬كبالتالي تصبح تدفقات اليجرة أم ار حتميا‪.‬‬

‫استنادان إلى مبدأ المعاممة‬ ‫تكسع الرأسمالية يضعؼ األشكاؿ التقميدية لمتنظيـ االقتصادم كاالجتماعي‬

‫بالمثؿ‪ ،‬ك قد أدت إلى تطكير النزعة الفردية عمى أساس تحقيؽ مكاسب شخصية ك التغيير االجتماعي‬

‫الناجمة عف تدفقات اليجرة ‪ ،‬استخداـ أساليب مكثفة في المجتمعات الزراعية‪ ،‬مف أجؿ الحصكؿ عمى‬

‫‪31‬‬
‫‪Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie Mondiale." Université de‬‬
‫‪Grenoble, 2011.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫إنتاج ذك عكائد عالية ك أسعار منخفضة‪ ،‬ىذا يؤدم إلى انخفاض الطمب عمى العمالة‪ ،‬ك بالتالي اليد‬

‫العاممة غير المشغمة مضطرة لمذىاب إلى الخارج‪ .‬فعادة اليد العاممة غير المؤىمة تمبي الطمب القكم‬

‫لمعمؿ في البمداف الصناعية‪ ،‬فالبمداف النامية ترل فرار أىـ مكاردىا ‪ -‬رأس الماؿ البشرم‪ ،‬كالتي سكؼ‬

‫تمنع التنمية‪.‬‬

‫إف العالـ الرأسمالي ‪ ،‬ينظر ليجرة اليد العاممة كحؿ لمتخفيؼ مف حدة النقص في اليد العاممة غير المؤىمة‬

‫مف سكؽ العمؿ ‪ ،‬كما أف في كقت الحؽ الحظ ‪ )1979 ( poire‬أنو بالنسبة لمكظائؼ التي تقع في أسفؿ‬

‫‪ ،‬فإف أرباب العمؿ يمج ؤكف لمعماؿ األجانب‬ ‫السمـ الميني ك التي تـ رفضيا مف قبؿ السكاف المحمييف‬

‫عديمي الميارة‪ ،‬كقد أجريت ىذه السياسة مف قبؿ العديد مف البمداف المتقدمة كخاصة في فترة ما بعد‬

‫الحرب ‪ ،1973-1945‬حالة الكاليات المتحدة في عاـ ‪ ،1943‬حيث كقعت عمى اتفاؽ ىجرة مؤقتة مع‬

‫"‪ ،‬الذم يسمح لمعماؿ المكسيكييف بالعمؿ بشكؿ قانكني في الكاليات‬ ‫‪Programma Bracero‬‬ ‫المكسيؾ‪" ،‬‬

‫المتحدة‪ ،‬خصكصا في القطاع الزراعي ‪ ،‬مع بداية االنكماش االقتصادم ‪ ،‬كمكننة الزراعة ‪ ،‬تخمت حككمة‬

‫الكاليات المتحدة عف ىذا البرنامج‪ ،‬مما أدل إلى الزيادة في اليجرة غير القانكنية مف المكسيؾ‪.32‬‬

‫تستخدـ العديد مف الدكؿ المتقدمة في أكركبا الغربية أيضا ىذا النكع مف البرامج التي استيدفت العماؿ‬

‫المؤقتيف غير المؤىميف كالذيف عانكا نفس المصير‪ ،33‬كقد أثار ىذا انتقادات حادة حكؿ سياسات اليجرة‬

‫‪ ،‬كالذيف لـ يككنكا عمى عمـ بمركر الكقت‬ ‫التي لـ تقدـ إدماج لممياجريف في المجتمعات المضيفة‬

‫باستقرار شبكات المياجريف ببمد المقصد ك بالتالي تعزيز كصكؿ تدفقات اليجرة‪.‬‬

‫المطمب الثالث هجرة األشخاص المؤهمين (هجرة األدمغة)‬

‫‪32‬‬
‫‪Labrecque, Marie France. "Urbanisation, Migration Et Inégalités À Ciudad Juárez, Mexique." Anthropologica‬‬
‫‪(2008): 229-40.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie Mondiale." Université de‬‬
‫‪Grenoble, 2011.pp 57‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫في البداية ‪ ،‬النظرية التاريخية الييكمية سمطت الضكء عمى اآلثار السمبية الناجمة عف ىجرة العماؿ غير‬

‫المؤىميف في بمداف المنشأ ‪ ،‬كالتدفقات التي تتكافؽ مع الكاقع االقتصادم حتى الحرب العالمية الثانية‪ .‬كمنذ‬

‫ذلؾ الحيف بدأت تظير اتجاىات اليجرة الجديدة ‪ ،‬حيث ىذه الظاىرة ال تؤثر فقط عمى األشخاص غير‬

‫المؤىميف إنما كذلؾ عمى األشخاص ذكم المؤىبلت العالية‪.‬‬

‫في مطمع السبعينات‪ ،‬في سياؽ تدفقات اليجرة الجماعية لمميندسيف كالعامميف في المجاؿ الطبي ما بيف‬

‫أكركبا ككندا كالكاليات المتحدة‪ ،‬أدل ىذا الى ظيكر نكع جديد مف الجدؿ كخاصة ما يتعمؽ منو بأثر تنقؿ‬

‫( ‪brain‬‬ ‫اليد العاممة المؤىمة ‪ ،‬النقاش حكؿ ىذا النكع مف اليجرة يتـ تحت إطار مفيكـ "ىجرة األدمغة"‬

‫(‪ ،)1963‬يرجع بدء استخداـ مصطمح‬ ‫‪ . )drain‬كلد ىذا المفيكـ في منشكر لمجمعية الممكية البريطانية‬

‫"ىجرة األدمغة " لترؾ عدد كبير مف العمماء لبريطانيا ك الذىاب لمكاليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫بعد فترة كجد ىذا المفيكـ تطبيقو في حالة تدفؽ العماؿ المؤىميف مف البمداف النامية إلى البمداف المتقدمة‪،‬‬

‫ىذه المناقشات أطمقت إشارات التنبيو عمى اآلثار السمبية الناجمة عف رحيؿ األفراد المؤىميف عمى عممية‬

‫األصمية‪.‬‬ ‫التنمية في البمداف‬

‫كما رأينا نمكذج التقارب الكبلسيكي الجديد يبيف أف تدفؽ اليد العاممة المؤىمة يتـ في نفس اتجاه رأس‬

‫المعاكس‪.34‬‬ ‫إف انتقاؿ اليد العاممة غير المؤىمة يتـ في االتجاه‬


‫اؿماؿ مف البمداف الغنية جدان لمبمداف الفقيرة‪ ،‬ؼ‬

‫في فترة السبعينات ‪ ،‬لقد غيرت التغيرات االقتصادية الكضع مف خبلؿ إظيار أف تنقؿ األشخاص‬

‫المؤىميف مف البمداف المتقدمة إلى البمداف المتقدمة األخرل‪ ،‬كأف ىجرة العماؿ المؤىميف مف البمداف األصمية‬

‫النامية أخذت في االرتفاع ‪ .‬في ظؿ الظركؼ االقتصادية غير المكاتية لمبمداف النامية يياجر اؿكثير مف‬

‫األشخاص بحثا عف فرص أفضؿ‪ ،‬مف بينيـ عدد ميـ ك متزايد مف األشخاص المؤىميف‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪Poot, Jacques, and Anna Strutt. "International Trade Agreements and International Migration." The World‬‬
‫‪Economy 33, no. 12 (2010): 1923-54.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫إلى اآلثار‬ ‫ك نظ ار لتزايد تدفقات اليد العاممة المؤىمة ظير مفيكـ "ىجرة األدمغة " الذم لفت االنتباه‬

‫السمبية الناجمة عف خركج رأس الماؿ البشرم في تنمية البمداف المصدرة لممياجريف ‪ ،‬ك ال ينظر لميجرة‬

‫‪ ،‬إنما كذلؾ كعنصر خمؽ تبعية سمبية لممناطؽ األصمية نحك‬ ‫كآلية تتسبب في ىجرة األدمغة فقط‬

‫التحكيبلت المالية لممياجريف ‪ ،‬فرحيؿ الشباب ك األشخاص المؤىميف يمكف أف يحافظ أك يتسبب في تفاقـ‬

‫الحرؾ الدكلي لؤلشخاص‬


‫ا‬ ‫مشاكؿ التخمؼ‪ ،‬ك في ىذا السياؽ بدأ العديد مف الباحثيف يكلكف االىتماـ آلثار‬

‫ل تنمية البمداف األصمية ‪،‬‬ ‫المؤىميف‪ ،‬بإنشاء تيار نظرم أقؿ تفاؤال يركز عمى اآلثار السمبية لميجرة عؿ‬

‫الدراسات التي ظيرت تحت شعار ىذا النيج ىي البمداف المغادرة الخاسرة‪.‬‬

‫منذ سنة ‪ 1960‬بدأ العديد مف الباحثيف دراسة تأثير ىجرة ذكم المؤىبلت عمى بمداف المنشأ ‪ ،‬كلد مفيكـ‬
‫ؼ‬

‫)‪Johnson (1968‬‬ ‫ىجرة األدمغة في الفترة األكلى ‪ ،‬ك أكؿ مف ناقش ذلؾ ىما االقتصادييف المعركفيف‬

‫فمف جية القكمييف برئاسة‬ ‫‪ ،Patinkin‬ك قد أدت مناقشاتيـ إلى تشكيؿ تياريف مختمفيف‪:‬‬ ‫و(‪(1968‬‬

‫‪Patinkin‬الذم زعـ أف رحيؿ المؤىميف يؤدم إلى الخمؿ الكظيفي في الدكلة ‪ ،‬ك أف المؤىميف ىـ مف ندرة‬

‫الذم أشار إلى أف رحيؿ اليد‬ ‫‪Johnson‬‬ ‫ممتمكات الدكلة ‪ ،‬ك مف ناحية أخرل ‪ ،‬دعاة التحرر ك عمى رأسيـ‬

‫العاممة المؤىمة يؤدم إلى االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬ك أف المكىكبيف ىـ ممثميف في السكؽ الدكلي ك‬

‫عمى المقاربات‬ ‫‪ Johnson‬ك‪Patinkin‬‬ ‫السكؽ المحمي ك مف خبلليـ يتـ تقارب البمداف ‪ ،35‬حيث أثرت أفكار‬

‫النظرية البلحقة التي تجمع بيف الجيميف‪:‬‬

‫مابيف ‪ 70-60‬عمى العمكـ ‪ ،‬فيذه المساىمات تكضح أساسا‬ ‫‪Scott‬‬ ‫أ ‪-‬يمثؿ الجيؿ األكؿ أعماؿ ‪ Grubel‬و‬

‫التأثير المحايد ليجرة األدمغة عمى البمداف األصمية ‪ ،‬فقد اعتقد باحثكا ىذه الحقبة أف ىجرة األشخاص‬

‫المؤىميف تكلد أثا ار سمبية محدكدة عمى البمد األصمي ‪ ،‬ك كفقا لممثمي ىذا النيج ‪ ،‬فحتى تككف اليجرة‬

‫‪35‬‬
‫‪Ciumasu, Ioan M. "Turning Brain Drain into Brain Networking." Science and public policy 37, no. 2 (2010):‬‬
‫‪135-46.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫مبلئمة البد مف تكفر شرطيف‪" :‬األكؿ ىك عندما المغترب يزيد أجره الخاص ‪ ،‬ك الثاني ىك عدـ تأثير‬

‫‪36‬‬
‫مغادرة المياجر عمى دخكؿ الباقيف بالبمد"‪.‬‬

‫ك قد زعـ بعض اؿباحثيف أنو مف الممكف أف يياجر ذكم المؤىبلت العالية مع ترؾ ىـ لبعض األصكؿ ك‬

‫التي مف الممكف استخداميا الحقا في عممية اإلنتاج مف قبؿ المؤىميف ك غير المؤىميف الذيف لـ‬

‫يياجركا‪ ،‬ك غيرىا مف اآلثار الناتجة عف التحكيبلت المالية ك اآلثار اإليجابية لمعكدة (التغذية‬

‫العكسية) التي تعكض الفقداف الناتج عف ىجرة األدمغة ‪ ،‬ك بالمنعى الكاسع ‪ ،‬فإف األدبيات تمؾ الفترة‬

‫قدمت طبيعة معتدلة حتى لممتشككيف في آثار ىجرة العماؿ المؤىميف‪.‬‬

‫‪ 80-70‬فقد‬ ‫ب ‪ -‬الجيؿ الثاني حكؿ ىجرة األدمغة‪ ،‬فيك عكس الجيؿ السابؽ كميا‪ ،‬في الفترة ما بيف‬

‫‪Jagdish‬‬ ‫كاف كتاب الدراسات أكثر تشاؤما حكؿ العبلقة مابيف اليجرة ك تنمية البمد المصدر‪ ،‬تحت إدارة‬

‫تـ كضع سمسمة كاممة مف النماذجالبديمة لدراسة تأثير ىجرة األدمغة عمى البمداف النامية‪ ،‬ك لقد‬ ‫‪Bhagwati‬‬

‫نمكذجا لمحالة عمى أنيا لعبة ذات مجمكع صفرم‪ ،‬حيث تعاني بمداف المنشأ‬ ‫‪ Bhagwati‬و ‪Hamada‬‬ ‫أعطى‬

‫مف فقداف األدمغة في حيف تستفيد منيا بمداف المقصد ‪ ،‬ك كفقا ليـ فإف رفاىية السكاف غير المياجريف‬

‫تعرؼ انخفاضا ناتجا عف العكامؿ الخارجية السمبية المرتبطة بيجرة النخبة الخاصة بيـ‪.‬‬

‫ك قد تـ النظر في ىجرة العماؿ المؤىميف كعنصر اتساع فجكة عدـ المساكاة عمى المستكل الدكلي‪ ،‬ك التي‬

‫‪37‬‬
‫مف خبلليا تزداد الدكؿ الغنية غنا عمى حساب الدكؿ الفقيرة‪.‬‬

‫تفترض نماذج سنكات ‪ 1970‬كجكد تكامؿ بيف العماؿ المؤىميف ك غير المؤىميف‪ ،‬فرحيؿ الفئة األكلى يؤدم‬

‫أنو عمى الرغـ مف عدـ امتبلؾ العماؿ‬ ‫‪Bhagwati‬‬ ‫إلى انخفاض إنتاجية الفئة الثانية ‪ ،‬ك قد الحظ‬

‫المؤىميف لكظائؼ داخؿ البمد‪ ،‬إال أف انتاجيتيـ االجتماعية الحدية ليست بالضركرة صفرية‪ ،‬ألنو يمكف‬

‫‪36‬‬
‫‪Milio, Simona, and Paul Ricci. "Brain Drain, Brain Exchange and Brain Circulation. The Case of Italy Viewed‬‬
‫‪from a Global Perspective." National interest (2012).‬‬
‫‪37‬‬
‫‪Docquier, Frédéric, and Hillel Rapoport. "Globalization, Brain Drain, and Development." Journal of‬‬
‫‪Economic Literature 50, no. 3 (2012): 681-730.‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫التنقؿ داخؿ البمد ك يصبحكا مكظفيف بشكؿ فعاؿ‪ ،‬إضافة لذلؾ فالعماؿ المؤىميف ىـ أكبر دافعي‬

‫الضرائب‪ ،‬ك بالتالي ستفقد البمداف األصمية مصدر ميـ لمدخؿ‪ ،‬إضافة إلى االستثمار في تعميـ المكاطنيف‬

‫الذيف ىاجركا بسبب تكاليؼ تككيف رأس الماؿ البشرم التي يعاني منيا بمد المنشأ‪ ،‬ك التي لف تحصؿ‬

‫عمى أم عائد عمى االستثمار بسبب رحيميـ‪.‬‬

‫عرفت كذلؾ أدبيات ىذه الفترة بتكصياتيا مف حيث سياسات اليجرة‪ ،‬مع اعطاء عدة حمكؿ‪ :‬الجمكد‬

‫(القيكد الصارمة ) في أسكاؽ العمؿ المحمية‪ ،‬أك التدابير الضريبية‪ ،‬ك قد تـ اقترحيا ألجؿ تخفيؼ اآلثار‬

‫السمبية ليجرة األدمغة عمى بمد المنشأ‪ .‬ك فيما يتعمؽ بالفئة الثانية مف التدابير‪ ،‬فقد قاـ الباحثيف في ىذه‬

‫الفترة بإقامة نظاـ لمضرائب المقترحة لتعكيض الخسائر في االستثمارات العامة لتشكيؿ رأسماؿ بشرم‬

‫ممتزـ ببمد المنشأ ‪ ،‬ىذه "الضريبة عمى العقكؿ" ‪ ،‬سميت فيما بعد "ضريبة ‪ "Bhagwati‬ك التي كاف مف‬

‫‪ ،‬في نياية‬ ‫المفترض أف تدفع لممياجريف ذكم مستكل تعميـ عالي أك مؤىبلت عالية في بمد اليجرة‬

‫المطاؼ يجب أف تدفع ضريبة الدخؿ لؤلمـ المتحدة لتمكيؿ مشاريع التنمية في البمداف األصمية‬

‫لممياجريف‪ ،‬كفي أعقاب مناقشات عديدة مثيرة لمجدؿ حكؿ ىذا االقتراح ‪ ،‬لـ تتحقؽ ىذه الفكرة ألنيا أثارت‬

‫حكؿ اآلثار السمبية‬ ‫العداء لكثير مف البمداف كالمياجريف ‪ .‬جميع البحكث التي أجريت خبلؿ ىذا الكقت‬

‫‪38‬‬
‫لميجرة ىي ـ عركفة تحت مصطمح الرؤية 'التقميدية' أك 'المتشائمة"‪.‬‬

‫‪ ،‬كتحت تأثيره ا نفذت‬ ‫" كمشكمة حقيقية في البمداف النامية‬ ‫يعرؼ ىذا الجيؿ نماذج "ىجرة األدمغة‬

‫السياسات الكطنية كالدكلية مف أجؿ الكقاية ‪ ،‬ك تنظيـ تدفقات الميارات أك القضاء عمى آثارىا السمبية مف‬

‫المحددة‪.‬‬ ‫خبلؿ آليات مختمفة‪ ،‬في معظـ الحاالت لـ تصؿ ىذه السياسات إلى األىداؼ‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النظريات الجديدة لالستدراك االقتصادي‬

‫‪38‬‬
‫‪McAusland, Carol, and Peter Kuhn."Bidding for Brains: Intellectual Property Rights and the International‬‬
‫‪Migration of Knowledge Workers." Journal of Development Economics 95, no. 1 (2011): 77-87.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫في مطمع التسعينات ‪ ،‬ظير جيؿ جديد مف البحكث المقدمة يكفر منظك ار أكثر تفاؤالن مف آثار اليجرة‬

‫لؤلشخاص المؤىميف عمى بمد المغادرة ‪ ،‬تسميط الضكء عمى إمكانية "ىجرة األدمغة مع اكتساب األدمغة "‪،‬‬

‫تقكـ دراساتيـ بتحميؿ تشكيؿ مخزكف رأس الماؿ البشرم‪ ،‬ك كيؼ تتغير اليجرة مف ق اررات سكاف البمداف‬

‫النامية لبلستثمار في التعميـ‪ ،‬ك يتـ تعريؼ الدكر اإليجابي الذم تمعبو اليجرة في زيادة رأس الماؿ البشرم‬

‫لمبمد األصمي كنتيجة آلثار الحكافز ‪ ، 39‬باإل ضافة إلى ذلؾ ىناؾ آثار إيجابية أخرل مثؿ‪ :‬التحكيبلت‬

‫فعؿ"‪.40‬‬ ‫المالية‪ ،‬اليجرة العائدة أك الشبكات ك التي تعرؼ بػ "آثار ردكد‬

‫المطمب األول‪ :‬نموذج االستدراك بتأثير الحوافز عمى االستثمار في رأس المال البشري‬

‫إف الحجة األكثر استخدامان مف قبؿ فئة اآلثار المسبؽ ة ىك إمكانية تككيف رأس الماؿ البشرم مف خبلؿ‬

‫زيادة االستثمار في التعميـ ‪ ،‬كبدافع مف آفاؽ اليجرة ‪ ،‬ؼالفكرة اؿرئيسية لمبحكث المتعمقة بيذه الفترة ىي‬

‫تحميؿ العكامؿ الخارجية في الرؤية الذاتية لنظرية النمك النيككبلسيكية ‪ .‬في ىذه النماذج العكامؿ الخارجية‬

‫لرأس الماؿ البشرم تككف القكة الدافعة لمنمك الذاتي ‪ ،‬إف المساىمة الرئيسية كما ذكرىا ‪ ،Lodigiani‬ىك أنو‬

‫‪،‬ك‬ ‫ينظر لميجرة عمى المستكل الفردم عمى أنيا كسيمة تسمح بزيادة العائد عمى االستثمار في التعميـ‬

‫بالتالي يشجع األفراد مف البمداف النامية عمى استكماؿ دراستيـ ‪ ،‬ك منو فإف عدد الذيف يكاصمكف تعميميـ‬

‫ىـ في زيادة عمى المستكل الكطني‪ ،‬فعندما يييمف تأثير ىذا الحافز"الدماغ" فإنو مالحظ زيادة اليجرة إلى‬

‫‪41‬‬
‫الخارج بمعنى استنزاؼ رأسماؿ البشرم في البمد المصدر‪.‬‬

‫يكضحا كيؼ أف ىجرة السكاف المتعمميف يكلد عمى المدل الطكيؿ أثر‬ ‫‪Rapoport‬‬ ‫نجد أف ‪ Docquier‬و‬

‫إيجابي عمى بمد المنشأ مف خبلؿ كسب األدمغة (‪.)brain gain‬‬

‫‪39‬‬
‫‪Singh, Raju Jan, Markus Haacker, Kyung-woo Lee, and Maëlan Le Goff. "Determinants and Macroeconomic‬‬
‫‪Impact of Remittances in Sub-Saharan Africa." Journal of African Economies 20, no. 2 (2011): 312-40.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪Rapoport, Hillel. "Le «Brain Drain» Et Son Incidence Sur Les Pays En Développement." Regards croisés sur‬‬
‫‪l'économie, no. 2 (2010): 110-24.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Docquier, Frédéric, and Elisabetta Lodigiani. "Skilled Migration and Business Networks." Open Economies‬‬
‫‪Review 21, no. 4 (2010): 565-88.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تمثؿ ىجرة األشخاص المؤىميف عمى المدل القصير خسارة صافية لبمد المنشأ‪ ،‬أما عمى المدل الطكيؿ ك‬

‫مع مركر الكقت فإف نجاح المياجريف مينيا في الخارج يمثؿ حاف از لؤلشخاص اآلخريف في بمد المنشأ‪،‬‬

‫ألجؿ متابعة الدراسات مما يزيد مف رأسماؿ البشرم في البمد المصدر مف خبلؿ إنشاء شبكات تكاصؿ‬

‫إلرساؿ السمع‪ ،‬األفكار‪ ،‬المعارؼ ك المعمكمات إلى بمد المنشأ‪ ،‬تسير مف قبؿ المغتربيف تسمح باالستفادة‬

‫مف ىذه التدفقات‪.‬‬

‫مقارنة باألدبيات السابقة ك التي ترل اليجرة كعامؿ لممفارقات ك األخذ باالعتبار فقط آثار ىجرة األدمغة‬

‫عمى المدل القصير‪ ،‬فإف األدبيات الجديدة تبيف كيؼ أف اليجرة تميؿ ألف تككف ليا آثار إيجابية ك‬

‫مفيدة لبمد المنشأ عمى المدل الطكيؿ‪.‬‬

‫الدراسات التجريبية التي تتحقق في تأثير الحوافز عمى االستثمار في التعميم‬

‫ك‬ ‫‪Docquier, Beine,‬‬ ‫تظير العديد مف الدراسات التجريبية كجكد آلية آثار الحكافز‪ ،‬مساىمة‬

‫ىي ترجمة لتحميؿ ‪ 37‬بمد مف البمداف النامية‪ ،‬حيث تبيف أف الحتماؿ اليجرة تأثير إيجابي عمى‬ ‫‪Rapoport‬‬

‫تككيف رأسماؿ البشرم في البمداف المصدرة لممياجريف‪ ،‬كباألخص بالنسبة لمبمداف ذات مستكل أكلي‬

‫الكاحد‪.42‬‬ ‫منخفض مف الناتج المحمي اإلجمالي لمفرد‬

‫أنو يمكف أف يككف لميجرة تأثير ايجابي يعمؿ كحافز لتككيف رأس الماؿ‬ ‫‪ Stark‬و ‪Wang‬‬ ‫كما كجد كبل مف‬

‫البشرم‪ ،‬حيث تفترض أف إنتاجية الفرد ال تشترط فقط رأس الماؿ الخاص ك إنما كذلؾ مستكل متكسط‬

‫مف رأس الماؿ البشرم‪ ،‬ك عمكما فاألفراد ىـ دكف االستثمار في رأس الماؿ البشرم‪ ،‬ك قد أظير المؤلفيف‬

‫بالسماح بيجرة جزء مراقب مف األشخاص المؤىميف لمبمداف األكثر غنى‪ ،‬أما غير المياجريف فيتـ‬

‫تشجيعيـ أكثر عمى االستثمار في مجاؿ التعميـ مف خبلؿ تحسيف التكجو في نقص االستثمار ‪ ،‬ك ىكذا‬

‫يتحقؽ مستكل اجتماعي مبلئـ(مرض) مف رأسماؿ البشرم دكف الحاجة لمجكء إلعانات الحككمة‪ .‬أما في‬

‫‪42‬‬
‫‪Beine, Michel, Frédéric Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Economic Growth: Theory and‬‬
‫‪Evidence." Journal of Development Economics 64, no. 1 (2001): 275-89.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫حالة االقتصاد المغمؽ ‪ ،‬فإف اإلعانات ضركرية لمحد مف الفشؿ الذم تسببو العكامؿ الخارجية اإليجابية‬

‫كجكد‬ ‫‪ Stark‬و ‪Wang‬‬ ‫لرأس الماؿ البشرم الذم يعكض بتأثير اليجرة في حالة االقتصاد المفتكح ‪ .‬ك أ ظىر‬

‫كسب األدمغة في ىجرة األدمغة ‪ ،‬بحجة أنو مف خبلؿ سياسات اليجرة ك المدركسة بشكؿ جيد يمكف‬

‫تحسيف الرفاه ية ك القرب إلى االقتصاد االجتماعي األمثؿ‪ .‬ك في مستكل معيف يشي ار أنو يمكف أف تعمؿ‬

‫اليجرة كبديؿ مثالي لمحصكؿ عمى اإلعانات العامة (بمعنى أنو كمما ارتفع معدؿ اليجرة ينخفض معدؿ‬

‫‪43‬‬
‫اإلعانات الحككمية ألجؿ تحقيؽ الحد األمثؿ االجتماعي )‪.‬‬

‫‪Marfouk‬‬ ‫ك‬ ‫ل‪Docquier‬‬ ‫ك آخركف قاعدة البيانات عف معدالت اليجرة حسب مستكل التعميـ‬ ‫‪Beine‬‬ ‫استخدـ‬

‫(‪ )2006‬التي كشفت حقيقة أف ىجرة األشخاص المؤىميف ليا آثار إيجابية عمى تككيف رأس الماؿ البشرم‪،‬‬

‫ك أشار المؤلفيف إلى أنو مف بيف ‪ 127‬دكلة نامية شاركت في الدراسة ‪ ،44‬تمؾ التي تجمع بيف مستكيات‬

‫نسبية منخفضة مف رأس الماؿ البشرم ( أقؿ مف ‪ ،)٪5‬كانخفاض معدالت ىجرة اليد العاممة الماىرة ( أقؿ‬

‫مف ‪ )٪20‬مف المرجح أف تستفيد مف ىجرة األدمغة‪ ،‬ك عمى العكس مف ذلؾ‪ ،‬فإنو سيككف ليذه الظاىرة‬

‫‪ ٪20‬أك نسبة مف‬ ‫آثا ار سمبية في البمداف التي يبمغ فييا معدؿ ىجرة األشخاص المؤىميف أكثر مف‬

‫األشخاص الذيف لدييـ مستكل عاؿ مف التعميـ ىك أعمى مف ‪.٪5‬‬

‫مع األخذ في االعتبار ىذه النتائج بالنسبة لبعض البمداف النامية مثؿ اليند كالصيف أك الب ارزيؿ‪ ،‬فإف ىجرة‬

‫‪ ،‬نتيجة لبلرتفاع عدد السكاف في البمديف فاف نسب‬ ‫األشخاص المؤىميف تنتج آثار إيجابية صافية‬

‫المؤىميف يككف ضعيؼ مقارنة بحجـ الكثافة السكانية في حيف أف دكؿ أخرل تعاني مف ارتفاع معدالت‬

‫اليجرة مف الناس المتعمميف مقارنة بحجـ الكثافة السكانية فييا كالتي يككف ضعيؼ‪ ،‬كىذا الكضع أصبح‬

‫ينذر بالخطر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪Beine, Michel, Frederic Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Human Capital Formation in‬‬
‫‪Developing Countries: Winners and Losers*." The Economic Journal 118, no. 528 (2008): 631-52.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪Docquier, Frédéric, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk. "Brain Drain in Developing Regions (1990-‬‬
‫‪2000)." IZA Discussion Papers, 2005.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نموذج االستدراك من خالل الهجرة العائدة (هجرة العودة)‬

‫كيتركز التحميؿ عمى اآلثار اإليجابية ليجرة اليد العاممة المؤىمة عمى آثار أخرل مثؿ أثار العكدة ( آثار‬

‫التغذية العكسية أك آثار ردكد الفعؿ )‪ ،‬كتشمؿ ىذه الفئة‪ :‬التحكيبلت المالية لمعماؿ المياجريف ‪ ،‬كعكدة‬

‫المغتربيف حامميف معيـ تراكـ رأس الماؿ العامؿ مف بمد المقصد ك‪/‬أك الميارات الجديدة المكتسبة في‬

‫الخارج‪ ،‬أك حتى مشاركة ىؤالء المياجريف في الشبكات العممية كالتجارية لتيسير تدفؽ المعرفة التكنكلكجيا‬

‫كالصناعية‪.‬‬

‫لقد تناكؿ العديد مف المؤلفيف مكضكع الدكر الميـ الذم تمعبو عكدة المياجريف المؤىميف لبمدانيـ األصمية‬

‫‪ ،‬الميؿ لبلبتكار كالدافع إلنشاء مشاريعيـ‬ ‫ك المتمثؿ في‪ :‬الميارات اإلضافية المكتسبة في الخارج‬

‫الخاصة‪ ،‬كالمكارد المالية كاالتصاالت التي مف المرجح أف تزيد مف اإلنتاجية كالتنمية االقتصادية في‬

‫الببلد‪ .‬ك يستدؿ بتجربة العديد مف البمداف مثؿ‪ :‬إيرلندا‪ ،‬ككريا‪ ،‬الصيف‪ ،‬تايكاف كفي اليند قد أكدت التأثير‬

‫اإليجابي المنسكب لعكدة المياجريف‪.‬‬

‫عند عكدة المياجريف ‪ ،‬ك نتيجة المتبلكيـ رأس ماؿ مالي فإنو مف المرجح أكثر شركعيـ في حساباتيـ‬

‫الخاصة‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى خمؽ فرص عمؿ جديدة ‪ ،‬كبالتالي إلى الحد مف البطالة في منطقة األصؿ‬

‫عمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬في دراسة عمى المياجريف العائديف األتراؾ ‪ ،‬فقد أظيرت أف معظـ المياجريف يككف‬

‫خيارىـ إما إنشاء أعماؿ خاصة أك البقاء دكف عمؿ ‪ ،‬ك أف األشخاص المؤىميف يبقكف فاشطيف حتى بعد‬

‫عكدتيـ‪.‬‬

‫بأف لميجرة المؤقتة لعدد محدكد مف العماؿ‬ ‫‪Postel-Vinay‬‬ ‫ك‬ ‫‪Dos Santos‬‬ ‫ك في نفس المعنى ‪ ،‬فقد أكد‬

‫المؤىميف احتماؿ إحداث آثار إيجابية في بمداف المنشأ ‪ ،‬ك باألخص التي ليا قطاع البحث ك التطكير غير‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫عمى نقؿ التكنكلكجيات ‪ ،‬مما يؤدم إلى الحد‬ ‫متطكر‪ ،‬كما يعتبر المياجريف العائديف كعكامؿ التشجيع‬

‫‪45‬‬
‫الفكارؽ مف التكنكلكجية بيف البمداف‪.‬‬

‫في النيج طكيؿ األجؿ‪ ،‬فإف أقؿ الناس مضطريف لميجرة ك الكثير مف الناس يفترضكف العكدة إلى الببلد ‪،‬‬

‫إذ يقترحكف إجراء تغيير في سياسات اليجرة بيدؼ زيادة عدد التأشيرات المؤقتة عمى حساب التأشيرات‬

‫الدائمة‪ ،‬ك بالتالي يمكف لمببلد االستفادة مف الخبرات المكتسبة مف قبؿ المكاطنيف الذيف عممكا فترة في بمد‬

‫آخر‪ .‬عمى حسب ما يعتقده المؤلفكف‪ ،‬فإنو قد تنخفض ىجرة األشخاص المؤىميف بفضؿ ىذه السياسات‪،‬‬

‫ك نظ ار لتناقص حافز االستثمار في التعميـ تقؿ إمكانيات االستقرار بالخارج‪ ،‬ك مف ناحية أخرل تزداد‬

‫عادكا)‪.‬‬ ‫ىجرة العكدة‪ ،‬ك بالتالي يمكف أف يستفيد بمد المنشأ مف رأس الماؿ البشرم (الذيف‬

‫ك أخركف فقد سعى إلمكانية "كسب‬ ‫ل‪Strack‬‬ ‫أنو في اإلطار المفاىيمي المختمؼ‬ ‫‪Lodigiani‬‬ ‫لقد الحظ‬

‫‪ ،‬ك مف‬ ‫األدمغة" في "ىجرة األدمغة " ‪ ،‬ك ىذا مف خبلؿ عكدة المياجريف في حالة نقص المعمكمات‬

‫منظكر اليجرة ‪ ،‬فقد رأل العماؿ عائد أكبر عمى االستثمار في رأس اؿماؿ البشرم مف خبلؿ اليجرة مما‬

‫دفعيـ لبلستثمار في التعميـ ‪ ،‬ففي بداية إقامتيـ ببمد المقصد ‪ ،‬فإف العامؿ المياجر يتقاضى عمى متكسط‬

‫اإلنتاجية لممجمكعة مف المياجريف‪ .‬ك مع مركر الزمف يتـ تحديد الميارات الشخصية ك قيمتيا ك بالتالي‬

‫تحديد مستكل األجر‪ .‬ك في ظؿ ىذه الظركؼ ‪ ،‬يتحصؿ األىؿ تأىيبل عمى مرتبات أقؿ ‪ ،‬مما يمكف أف‬

‫يؤدم إلى عكدة المياجريف ذكم المؤىبلت األقؿ إلى اؿبمد المصدر كبالتالي يمكف االستفادة مف مكاردىـ‬

‫كمعارفيـ‪.46‬‬ ‫المالية المتراكمة في بمد المقصد‬

‫‪- 1‬محددات هجرة العودة‬

‫‪45‬‬
‫‪Docquier, Frédéric. "Fuite Des Cerveaux Et Inégalités Entre Pays." Revue d'économie du développement 21,‬‬
‫‪no. 2 (2007): 49-88.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪Lodigiani, Elisabetta. "Diaspora Externalities and Technology Diffusion." Economie internationale, no. 3‬‬
‫‪(2009): 43-64.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫أنو يمكف جدكلة الكقت مف قبؿ المياجريف بعد‬ ‫‪Bratsberg‬‬ ‫ك فيما يتعمؽ بمحددات ىجرة العكدة‪ ،‬فقد بيف‬

‫فترة بالخارج الذم يعتبر األمثؿ‪ ،‬أك في المكاف تبعا لنكع مف التحديد الذم تـ عمى أساس اليجرة‪ .‬ك تنشأ‬

‫العكدة في حالة ما اتخذ المياجر قرار الرحيؿ في ظؿ ظركؼ غير مناسبة تتسـ بعدـ دقة المعمكمات‬

‫حكؿ بمد المقصد‪.‬‬

‫فيما يتعمؽ بالقدرة االنتقائية لميجرة‪ ،‬فقد بيف الكتاب أف العكدة تقكم نكع التحديد األكلى‪ ،‬مما يعني أنو إذا‬

‫تـ اختيار المياجريف بشكؿ إيجابي ‪ ،‬فاألكثر تأىيبل ىـ مف يقرركا المغادرة ‪ ،‬ك األقؿ تأىيبل ىـ مف يقرركا‬

‫‪ 1989‬عف العمماء ك الميندسيف‬ ‫‪Borjas‬‬ ‫العكدة لبمدانيـ األصمية ‪ ،‬ك في ىذا المعنى ك حسب دراسة‬

‫المياجريف لمكاليات المتحدة فإنو يظير كذلؾ أف األشخاص األقؿ نجاحا ىـ الذيف لدييـ ميؿ عالي‬

‫‪ 2003‬فقد أعطى تفسي ار آخر لعممية اليجرة العائدة ‪ ،‬حيث يدؿ‬ ‫‪Dustman‬‬ ‫لمغادرة الكاليات المتحدة‪ .‬أما‬

‫‪ ،‬ك بالتالي‬ ‫عمى أنو كاقعيا فإف المياجريف يخططكف لمعكدة إلى بمدانيـ األصمية خبلؿ حياتيـ العممية‬

‫يسعكف إلحداث آثار إيجابية لغير المياجريف الذيف سيستفيدكف مف تجربتيـ‪ .‬في دراسة عمى ألمانيا ‪ ،‬فقد‬

‫‪47‬‬
‫ك عميو فإف الزيادة‬ ‫بيف الكاتب أف أحد األسباب التي تؤدم لمعكدة ىك تفاكت األجكر في بمد المقصد‪.‬‬

‫في األجكر تؤدم لتثبيط العكدة ك انخفاض األجكر يؤدم الرتفاع ميـ في ظاىرة العكدة‪.‬‬

‫مف الميـ اإلشارة إلى أف ىجرة العكدة تتأثر بعدة عكامؿ تبعا لخصائص المياجريف‪ ،‬ظركؼ الحياة كالعمؿ‬

‫في بمد المقصد مقارنة مع بمداف المنشأ‪ ... ،‬الخ‪ .‬كمع ذلؾ‪ ،‬فقد بينت التجربة أف عددا قميبل جدا مف‬

‫البمداف التي تمكنت مف إعادة المغتربيف‪ .‬ك بسبب الظركؼ غير المكاتية لبمداف المغادرة‪ ،‬فقد قرر العديد‬

‫مف المياجريف االستقرار الدائـ بالبمد المضيؼ حتى مف ىاجر لمتابعة دراساتو‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ فقد‬

‫أف ‪ ٪88‬مف الطبلب الصينييف الذيف تحصمكا عمى شيادة الدكتكراه في العمكـ‬ ‫‪Guellec‬‬ ‫ك‬ ‫‪Cervantes‬‬ ‫كجد‬

‫كالتكنكلكجيا في الكاليات المتحدة في الفترة ‪ ،1991-1990‬ك بعد أربع سنكات مف انتياء دراستيـ ظمكا‬

‫‪47‬‬
‫‪Borodak, Daniela. "Les Déterminants De La Migration De «Retour» En Moldavie." (2009).‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪ .٪79‬عمى الرغـ مف أف ىجرة عكدة األشخاص‬ ‫يعممكف في بمد المقصد‪ ،‬أما األطباء الينكد فقد كاف‬

‫المؤىميف منخفضة نسبيا‪ .‬ك سنرل أدناه أف الصيف كاليند قد استفادت مف المغتربيف لتشجيع التنمية‬

‫الكطنية كتصبح ممثؿ ميـ في التنمية اإلقميمية كحتى العالمية‪ .‬مثاؿ ىذه الدكؿ يؤكد أف المياجريف‬

‫يمكف أف يسيمكا في تنمية البمد المصدر حتى عف بعد ‪ ،‬ك يدفعنا لنكتشؼ أكثر في ىذه األطركحة كيؼ‬

‫‪48‬‬
‫المغادرة‪.‬‬ ‫يمكف لميجرة أف تساىـ أك أف يككف ليا آثا ار إيجابية عمى بمد‬

‫المطمب الثالث‪ :‬نموذج االستدراك من خالل التحويالت المالية‬

‫يعتبر نمكذج االستدراؾ مف خبلؿ التحكيبلت المالية مف المقاربات األكلى التي تكضح مساىمة المياجريف‬

‫في تنمية بمد المنشأ حتى دكف كجكدىـ الفعمي بالبمد ‪ ،‬ك عمى الرغـ مف تزايد عدد الدراسات التي تتناكؿ‬

‫أىمية التحكيبلت المالية مف المياجريف في النمك االقتصادم لبمداف المنشأ ‪ ،‬إال أنو ما زاؿ النقاش مثير‬

‫لمجدؿ‪.‬‬

‫ازداد االىتماـ بتحكيؿ األمكاؿ (الحكاالت) في سنكات ‪ 2000‬مع ازدياد أىمية المبالغ ك تكرر التأكيدات‬

‫عمى أنيا ناقبلت مكجية لتنمية بمداف الجنكب ‪ ،‬ك أجيزة االستقباؿ الرئيسية لؤلمكاؿ ‪ ،‬تظير اؿبيانات‬

‫‪ 316‬مميار دكالر ‪ ،‬تزيد عمى ما‬ ‫اؿرسمية لعاـ ‪ 2009‬أف تدفؽ األمكاؿ المرسمة إلى البمداف النامية كانت‬

‫يقرب مف ‪ 4‬أضعاؼ المبالغ المستممة في عاـ ‪ 2000‬ك التي كانت ‪ 85‬مميار دكالر ‪ ،‬عمى الرغـ مف‬

‫انخفاض قدر ب ‪ ٪6‬في عاـ ‪ 2009‬بسبب األزمة العالمية مقارنة بعاـ ‪ ، 2008‬حيث كانت قيمة ما تـ‬

‫‪48‬‬
‫‪Ellerman, David. "The Dynamics of Migration of the Highly Skilled: A Survey of the Literature." Diaspora‬‬
‫‪Networks and the International (2006).‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬
‫‪49‬‬
‫‪ .‬تظؿ‬ ‫ارسالو ‪ 336‬مميار دكالر ‪ ،‬كما تظير التقديرات لعامي ‪ 2011-2010‬زيادة بمتكسط ‪ ٪6‬سنكيا‬

‫‪،‬‬ ‫ىذه المكارد المالية ثاني أكبر مصدر لمتمكيؿ الخارجي لمبمداف النامية بعد االستثمار األجنبي المباشر‬

‫‪50‬‬
‫‪ 03‬أضعاؼ‬ ‫‪ .‬تتجاكز التحكيبلت المالية ما يقارب‬ ‫‪2009‬‬ ‫التي بمغت ‪ 548‬مميار دكالر في عاـ‬

‫المساعدات العامة لمتنمية ك التي سجمت رقما حكالي ‪ 119.6‬مميار دكالر في ‪. 512009‬‬

‫‪ ،‬فقد بدأت المنظمات‬ ‫مع األخذ بعيف االعتبار زيادة المبالغ المرسمة مف المياجريف إلى البمداف النامية‬

‫الدكلية كبعض الباحثيف بتحميؿ ىذه المكارد كأداة إلزاحة األثر السمبي الناجـ عف ظاىرة ىجرة األدمغة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ىك إحدل المؤسسات التي تجزـ أف اآلثار السمبية ليجرة األدمغة‬ ‫يشير ‪ 2007 Faini‬إلى أف البنؾ الدكلي‬

‫يقابميا المكارد المالية المرسمة لبمد المنشأ‪.‬‬

‫الكظائؼ المتاحة عف تأثير التحكيبلت المالية عمى تنمية بمداف المنشأ تحقؽ نتائج مختمفة‪ ،‬ك كما سبؽ ك‬

‫لكحظ‪ ،‬فإف اتباع المقاربة التاريخية لمييكمة تعتبر التحكيبلت المالية كمكارد مالية ألجؿ االستيبلؾ الحالي‪،‬‬

‫ك كمصدر لتبعية غير المياجريف ألمكاؿ المغتربيف‪ ،‬ك في اآلكنة األخيرة ك مف خبلؿ الدراسات النظرية ك‬

‫التجريبية‪ ،‬فقد اتخذ مكضكع دكر التحكيبلت المالية مسار جديد ك خصكصا الذم يركز عمى اآلثار‬

‫اإليجابية عمى المجتمعات األصمية‪ .‬تظير ىذه الدراسات أف المبالغ المستممة مف قبؿ المياجريف غير‬

‫مخصصة لبلستيبلؾ الحالي فقط‪ ،‬إنما تخصص كذلؾ لبلستثمارات المنتجة‪.‬‬

‫ك قد خمصت العديد مف الدراسات إلى أنو لمتحكيبلت المالية تأثير مباشر لمحد مف فقر األسر‪ ،‬ك لكف‬

‫كذلؾ لممنطقة التي تـ انفاؽ المبالغ فييا‪ ،‬تمعب التحكيبلت المالية لممياجريف دك ار ىاما في الحد مف الفقر‬

‫ك تكزيع الدخؿ ك لكف مدل ك حجـ اآلثار الناجمة عف ىذه األمكاؿ يعتمد عمى المستفيديف‪ ،‬ك قد أشار‬

‫‪49‬‬
‫‪Ratha, Dilip, S Mohapatra, and A Silwal. "Outlook for Remittance Flows to Developing Countries." Paper‬‬
‫‪presented at the International Conference on Migration, Trade and Development, Dallas, 2009.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪UNCTAD, World investment report ,2010,unctad.org, consulté le 20-04-2013.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪Labrecque, Marie France. "Perspectives Féministes Sur Le Développement Durable: Remettre En Question‬‬
‫‪Les Discours Sur L’égalité Des Femmes." Recherches féministes 24, no. 2 (2011): 21-37.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Yang, Dean. "Migrant Remittances." The Journal of Economic Perspectives 25, no. 3 (2011): 129-51.‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫إلى أف آثار التحكيبلت المالية ىي أكثر مبلئمة لمحد مف الفقر في المناطؽ الريفية مف‬ ‫‪ Mora‬و ‪Taylor‬‬

‫الخارج‪.‬‬ ‫المجتمعات األصمية التي تحتكم عمى عدد كبير مف أفرادىا في‬

‫بالنسبة لمعديد مف البمداف النامية‪ ،‬فإف المبالغ المرسمة مف طرؼ المياجريف تشكؿ مصد ار ىاما لكجكدىا‪،‬‬

‫‪ ،‬فقد كجد‬ ‫‪Guatemala‬‬ ‫عمى سبيؿ المثاؿ عند البحث عف تأثير التحكيبلت عمى الفقر ك االستثمار في‬

‫‪ ٪50‬أك ‪٪60‬‬ ‫أف ىذه التدفقات المالية تقمؿ مف مدل الفقر لكثير مف األسر ك ىذا لككنيا تمثؿ‬ ‫‪Adams‬‬

‫مف إجمالي اإليرادات‪ .‬فعمى عكس الدراسات األخرل‪ ،‬فإف ىذا التحميؿ يظير أف األمكاؿ المستممة مف‬

‫قبؿ المياجريف ال تنفؽ كميا عمى السمع االستيبلكية‪ ،‬فاألسر المستفيدة مف التحكيبلت المالية تميؿ لمنظر‬

‫إلى ىذه المبالغ عمى أنيا عبارة عف إيرادات مؤقتة ك غير مؤكدة ك ىي أكثر عرضة لبلستثمار مف أف‬

‫‪53‬‬
‫تككف مكجية لبلستيبلؾ الحالي‪.‬‬

‫تظير نماذج االستدراؾ أف عممية اليجرة يمكف أف تككف مفيدة لبمد المنشأ التي يمكنيا االستفادة مف رأس‬

‫التكنكلكجيا‪.‬‬ ‫الماؿ البشرم لممغتربيف‪ ،‬المكارد المالية‪ ،‬ك شبكات المياجريف التي تسيؿ نقؿ المعارؼ ك‬

‫ك قد قمنا بإعطاء الحجج حكؿ فكرة االستدراؾ االقتصادم بفضؿ المغتربيف‪ ،‬ك ىذا مف خبلؿ إجراء‬

‫تحميؿ مفصؿ لآلثار المترتبة عمى بمد المنشأ‪.‬‬

‫تبدك الرؤية الجديدة لتأثير اليجرة أكثر تعقيدا‪ ،‬ك ىذا لككنيا تأخذ بعيف االعتبار‬ ‫ك كخبلصة لما سبؽ‬

‫جميع األعكاف المعنييف بعممية اليجرة‪ ،‬مف ناحية بمد المنشأ ك بمد المقصد ك حتى المياجريف أنفسيـ‪،‬‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ ك بالمقارنة بيف النماذج النظرية السابقة التي تحمؿ اليجرة الخارجية عمى المدل‬

‫القصير‪ ،‬فإف األدبيات األخيرة تتبنى النيج الديناميكي الذم ال يسمح بتحديد فقط اآلثار المباشرة (الفكرية)‬

‫لميجرة‪ .‬ك كما سبؽ لنا اإلشارة‪ ،‬فقد الحظ العديد مف الكتاب أنو يمكف لميجرة ك عمى المدل الطكيؿ أف‬

‫‪53‬‬
‫‪Adams, Richard. "Remittances, Poverty and Investment in Guatemala." International Migration, Remittances‬‬
‫‪and the Brain Drain Washington DC: World Bank (2006): 53-80.‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫تكلد آثا ار إيجابية تظير في آثار الحكافز (االستثمار في رأس الماؿ البشرم) ك العكدة (عكدة المياجريف‪،‬‬

‫تحكيؿ األمكاؿ ) ك التي يككف ليا تأثير دائـ عمى بمداف المنشأ‪.‬‬

‫تؤطر مقاربات ىذا الجزء المشاكؿ الجيدة ك الميتمة بيذا العمؿ‪ ،‬ك لكنيا لـ تتطكر بما فيو الكفاية‪ ،‬لقد‬

‫تناكلت الدراسات الحديثة بكثرة مكضكع الدكر الميـ لميجرة في تككيف رأس الماؿ البشرم في بمد المنشأ‪،‬‬

‫ك التأثير اإليجابي لممياجريف العائديف أك تأثير التحكيبلت المالية عمى الحد مف الفقر‪ ،‬إال أنو ىناؾ‬

‫نقص تحميؿ اليياكؿ التي تربط بيف بمد المقصد ك بمد المنشأ ك التي تشجع ك تعزز تدفؽ مختمؼ‬

‫التحكيبلت لبمد المغادرة‪ .‬ك في ىذه األطركحة قد قمنا بتحديد اليجرة كمصدر لتنمية بمداف المنشأ ك‬

‫اندماجيا في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫لقد حاكلت العديد مف البمداف االستفادة مف مغتربييا‪ ،‬ك ىذا مف خبلؿ تبني خيار اليجرة العائدة‪ ،‬ك قد‬

‫أف خيار اليجرة مختمؼ جدا عف اليجرة العائدة مف حيث التعقيد ك استم اررية العبلقة‬ ‫‪J.B. Meyer‬‬ ‫الحظ‬

‫بيف المغتربيف ك بمداف المنشأ‪.‬‬

‫بمجرد عكدة المياجريف فإنو يتـ جمب رأس الماؿ البشرم ك المالي مرة كاحدة إلى البمد األصمي‪ ،‬في حيف‬

‫أف خيار اليجرة (االغتراب) الدائمة مف خبلؿ الشبكات التي تسيؿ نشر المعمكمات ك المعارؼ‪ ،‬المعدات‪،‬‬

‫االستثمارات ك التكنكلكجيات ك التي تنتقؿ باستمرار إلى البمد األصمي دكف اشتراط الكجكد الفعمي‬

‫‪54‬‬
‫لممياجريف ببمدانيـ األصمية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪Meyer, Jean-Baptiste. "Building Sustainability. The New Frontier of Diaspora Knowledge Networks." (2007).‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫خاتمة الفصل‬

‫عؿل الرغـ مف أف األبحاث الخاصة باليجرة الدكلية تحفؿ بالعديد مف النظريات التي تحاكؿ كضع بعض‬

‫األطر المنيجية لتمؾ الظاىرة ‪ ،‬فإنو يمكف القكؿ أف الباحثيف في ىذا المجاؿ لـ يتكصمكا بعد لنظرية‬

‫متكاممة‪ ،‬أك نمكذج شامؿ كحيد قادر عؿ ل تفسير أسباب كديناميكيات اليجرة ‪ ،‬ك ربما يرجع ذلؾ لتعدد‬

‫األطر االقتصادية‪ ،‬الثقافية كاالجتماعية التي تدفع األفراد التخاذ قرار اليجرة‪ .‬كثمة مبلحظة أساسية حكؿ‬

‫نظريات اليجرة ‪ ،‬حيث أنيا عمدت إلي المقارنة بيف الظركؼ االقتصادية كاالجتماعية في كؿ مف اؿبمداف‬

‫األصمية كبمداف اليجرة ‪ ،‬ك لـ تحاكؿ إيجاد إدماج العبلقات القائمة بيف ىذه الدكؿ كعامؿ أساسي في‬

‫تحديد ظاىرة اليجرة‪.‬‬

‫لكف ىذا ال يعني أف النظريات أخفقت في تفسير الظاىرة‪ ،‬بؿ بالعؾس ىناؾ العديد مف النظريات التي‬

‫فسرت محددات اليجرة الدكلية عمى غرار النظريات االيجابية‪ ،‬ك ىذا عمى المستكل الكمي ك الجزئي‪ ،‬كما‬

‫تطرقنا إلى نظريات أخرل اىتمت بتفسير أثر الظاىرة عمى كؿ مف الدكؿ األصمية ك المستقبمة ك التي‬

‫سميناىا النظريات المعيارية‪ ،‬لكف مف خبلؿ نتائج دراسة ىذا الفصؿ لمسنا تضارب بيف ايجابية الظاىرة ك‬

‫سمبيتيا عمى مستكل النظريات ك النماذج المتطرؽ إلييا‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪104‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫يوجد في الواقع كم ىائل من الدراسات السابقة التي تمت عمى اليجرة الخارجية ومحدداتيا واآلثار‬

‫لتحميل إشكالية تدفقات تحويالت المالية‬ ‫المترتبة عمييا ‪ ،‬إال أنو وحتى وقت قريب ‪ ،‬وجو اىتمام قميل‬

‫للمياجرين إلى دول األصل‪ .‬إال أن ىذه الدراسات قد ركزت بشكل عام عمى محددات التحويالت من‬

‫الدراسات القياسية في ىذا المجال قد مالت الى التركيز عمى عدد صغير من الحاالت‬
‫الناحية الجزئية‪ ،‬ف‬

‫خاصة عمى الدول التي تعتبر التحويالت المالية المصدر الرئيسي لمعممة الصعبة و التي تكون في غالبية‬

‫األحيان دول صغيرة الحجم و قميمة الكثافة السكانية ‪ ،‬فمن ناحية نجد أن معظم تدفقات المياجرين حاليا‬

‫لدخل الفرد المياجر و‬ ‫والتي تتم أساسا لتحسين التدفقات المستقبمية‬ ‫تتم عمى أساس اليجرة المؤقتة ‪،‬‬

‫أسرتو في البمد األصمي‪.‬‬

‫أكثر شموال لفيم انعكاسات التحويالت الناجمة عن اليجرة‬ ‫ومن ثم فإننا نحتاج الى مدخل‬

‫الخارجية عمى الدخل الفردي‪ .‬ومن ناحية ثانية فان التحويالت تمثل مصد ار ميما لمعممة الصعبة لمعديد‬

‫األجنبي بيا عائقا أساسيا أمام برامج التنمية‬ ‫والتي تمثل ندرة موارد الصرف‬ ‫من الدول النامية ‪،‬‬

‫االقتصادية وسياسات االستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫عمى ىذا السياق وضعنا ىذا الفصل بيدف تسميط الضوء عمى إشكالية التحويالت المالية لممياجرين الى‬

‫بمدانيم األصمية و ىذا بتطرق إلى تعريف ىذه التحويالت و معرفة محدداتيا سواء عمى الصعيد الفردي‬

‫أو الكمي و من ثم سوف نتطرق إلى معرفة القنوات التي تسمكيا ىذه التحويالت و اآلثار المترتبة عنيا‬

‫عمى اقتصاديات الدول التي تستقبميا‪.‬‬

‫المبحث األول مفهوم و محددات التحويالت المالية لممهاجرين‬

‫‪107‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أصبحت التحويالت المالية لممياجرين من بين أىم المصادر العممة الصعبة لكل من الدول التي تستقبميا‬

‫أو الدول المصدرة ليا و التي تفرض اقتطاعات من اجل تحويل ىذه المبالغ‪ ،‬فعمى ىذا عمد كمى الطرفين‬

‫قولبة ىذه التحويالت في أيطار قانوني و من اجل ذلك عممت الدول عمى حصرىا في تعريف شامل‪ ،‬لكن‬

‫كان من صعب ذلك وىذا الختالف اليياكل المحاسبية لكل دولة من ميزان مدفوعات أو النظام المحاسبي‬

‫المتبع‪.‬‬

‫المطمب األول ماهية التحويالت المالية لممهاجرين‬

‫إن إعطاء تعريف دقيق لتحويالت المالية لممياجرين أمر صعب نتيجة تضارب كيفية تسجيل ىذه األموال‬

‫في ميزان مدفوعات الدول المستقبمة و المصدرة ليا‪ ،‬فنجد بعض الدول المستقبمة تدرج ىذه األموال مع‬

‫عوائد السياحة و البعض األخر يدرجيا ضمن االستثمارات األجنبية المباشرة ىذا من جية و من جية‬

‫أخرى نالحظ أن إحصائيات الصندوق النقد الدولي تختمف عمى معطيات الدول المستقبمة ليذه األموال‬

‫نتيجة تحديد البمد األصمي لممياجر الذي اكتسب جنسية البمد المياجر إليو و نجد ىذه الظاىرة في بمدان‬

‫المغرب العربي خاصة الجزائريين ‪ ،‬المغاربة و التونسيين الذين حصموا عمى الجنسية الفرنسية ‪ ،‬ففي ىذه‬

‫الحالة يتغير معيار التصنيف المياجر في حد ذاتو من معيار اإلقامة إلى معيار الجنسية‪.‬‬

‫نجد كذلك األموال التي تحول عبر القنوات الغير رسمية تنقص من قيمة اإلحصائيات لكن ال تنقص من‬

‫حيث التأثير االقتصادي ليا عمى المستوى الجزئي او الكمي حيث في دراسة آجراىا المكتب األوروبي‬

‫لإلحصاء حول التحويالت المالية لممياجرين استخمص نصف ىذه التحويالت يكون عبر القنوات الرسمية‬

‫أما الباقي يكون عبر قنوات غير رسمية التي وضعيا المياجرون من اجل تفادي االقتطاعات الخاصة‬

‫بتحويل‪. 1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas Des‬‬
‫'‪Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'Association Tiers-Mondes‬‬
‫‪Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg‬‬
‫‪et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, 2010.‬‬

‫‪108‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لكن من خالل دراستنا ليذه الظاىرة وجدنا ان التحويالت المالية لممياجرين ىي عبارة عن تدفقات ذات‬

‫بعدين األول فردي و الثاني جماعي وىما مرتبطان بعالقة قوية بحيث يؤثر كل بعد عمى الثاني ‪ ،‬فمبعد‬

‫األول يرى في التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا أموال خاصة تكون إما دخل او مدخرات المياجر‬

‫تحول إلى فرد ثاني في البمد األصمي و تتأثر بتغيرات االقتصادية التي تط أر عمى المياجر او الفرد‬

‫المستقبل ليذه األموال اى احتياجو‪ ،‬أما البعد الثاني فيرى في التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا‬

‫تدفقات نقدية تحول من المياجر إلى الوطن األصمي تحت تأثير المتغيرات االقتصادية الكمية في كل من‬

‫البمدين أي البمد المستقبل لتحويالت و البمد المصدر ليا و متمثمة في النمو االقتصادي سعر الفائدة و‬

‫سعر الصرف ‪.‬‬

‫كما يعرف صندوق النقد الدولي التحويالت المالية عمى أنيا تحويالت جارية خاصة بشكل أصول مالية‬

‫أو سمع من المياجر أو عامل مقيم في الخارج لمدة ال تقل عن سنة إلى أشخاص يمثمون أفراد عائمتيم أو‬

‫حسابات خاصة ‪ ،‬ويقوم صندوق النقد الدولي بتسجيل التحويالت المالية لممياجرين في ثالثة بنود تتمثل‬

‫فيما يمي ‪:‬‬

‫‪2310‬‬ ‫‪ -‬البند األول يكون رقم حسابو في ميزان المدفوعات المتفق عميو في صندوق النقد الدولي‬

‫بحيث يشمل ىذا الحساب تعويضات العاممين في الخارج و تكون عبارة عن كل األموال التي‬

‫يتقاضيا العامل في الخارج في مدة زمنية اقل من سنة حيث يندرج تحت‬

‫‪ -‬ىذا البند كل من األجور و تعويضات التأمينات و الخدمات االجتماعية التي يتقاضيا العامل في‬

‫الخارج و يقوم بتحويميا إلى بمده األصمي‪ ،‬و ال يندرج في ىذا البند األموال التي يحمميا معو‬

‫المياجر في مرحمة الذىاب او العودة ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬البند الثاني برقم حساب ‪ 2391‬يعبر عن التحويالت المالية لمعاممين عمى انيا كل التدفقات‬

‫الخارجية الخاصة بالعمال المقيمين في الخارج لمدة زمنية ال تقل عن سنة و تشمل ىذه‬

‫التحويالت أصول مالية أو سمع تحول من طرف المياجر إلى أفراد أسرتو أو إلى حساب بنكي‬

‫خاص بو في موطنو األصمي‪.‬‬

‫‪ -‬البند الثالث رقم حساب ‪ 2431‬ويمثل تحويالت المياجرين التي ىي عبارة عن صافي التحويالت‬

‫المالية التي قام بيا المياجر أثناء مغادرة البمد األصمي و العودة إليو و اإلقامة بو لمدة ال تقل‬

‫‪2‬‬
‫عن سنة‪.‬‬

‫المطمب الثاني المحددات الفردية لتحويالت المالية لممهاجرين‬

‫إذا أخدنا التحويالت المالية لممياجرين عمى أنيا عممية تتم بين األفراد‪ ،‬عمى األقل بين فردين يمثل األول‬

‫مرسل ىذه التحويالت و الثاني مستقبل ىذه التحويالت ‪،‬عمى ان يكون ىذين الفردين ينتميان إلى نفس‬

‫الوحدة االجتماعية غالبا ما تكون األسرة‪3 .‬و لمعرفة المحددات التي تؤثر عمى قرار تحويل األموال من‬

‫المياجر الى فرد في موطن األصمي ‪ ،‬فان الدراسات أشارت الى و جود منظورين أساسيان‪ .‬فالمنظور‬

‫األول يعمل عمى تحميل األسباب الفردية اي الخاصة بالمياجر نفسو و المنظور الثاني يرى في األسرة‬

‫عامل ميم في تحديد حجم و توقيت التحويالت المالية لممياجر وعمى ىذا نجد ان ىذه من الدراسات‬

‫استخمصت مجموعة من المحددات التي قمنا بوضعيا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬اإليثار و يعتبر من أىم المحددات التي تؤثر عمى قرار تحويل األموال الى البمد األصمي باعتبار ان‬

‫المياجر مسؤول عمى رعاية عائمتو المتواجدة في الموطن األصمي ‪،‬و رفاىية ىذا االخير اي المياجر‬

‫تتمثل في رفاىية و رضي أفراد أسرتو من مواجية متطمبات الحياة اليومية باالموال المحولة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Coiffard, Marie. "La Coopération Internationale Sur Les Transferts De Fonds Des Migrants, Quels Enjeux Pour‬‬
‫‪Quelle Perspective?". Revue européenne des migrations internationales 28, no. 1 (2012): 129-45‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Riadh BEN JELILI TRANSFERTS DES MIGRANTS TUNISIENS ET QUALIFICATION – THÉORIE ET‬‬
‫‪ÉVIDENCE Revue d’analyse économique, vol. 78, n3, septembre 2002‬‬

‫‪110‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فأصحاب ىذا التوجو يضعون ثالث فرضيات ميمة بحيث ان الفرضية االولى ترى ان التحويالت‬

‫المالية متناسبة طرديا مع الدخل الذي يحصل عميو المياجر‪ ،‬اما الفرضية الثانية ترى ان التحويالت‬

‫المالية تنقص في حالة ارتفاع دخل األسرة في البمد األصمي‪ ،‬وأخر فرضية ترى في الخالفات العائمية‬

‫سبب في تراجع او توقف التحويالت المالية إلييا ‪ 4،‬فمن خالل الفرضية الثانية و الثالثة نالحظ ان‬

‫األسباب او المتغيرات المستعممة لتفسير سموك المياجر ىي غير اقتصادية حيث تتمثل في كل من‬

‫اإليثار و التضامن األسري ‪ ،‬أي المياجر يشعر برضى في حالة إرضاء أفراد أسرتو‪ ،‬بمفيوم أخر‬

‫منفعة الفرد مقترنة بمنفعة األسرة إزاء التحويالت التي يقوم بيا ليم خاصة في حالة األزمات المالية‬

‫التي تحدث عمى مستوى األسرة او احد أفرادىا‪ ،‬او األزمات االقتصادية و السياسية عمى مستوى البمد‬

‫األصمي‪.‬‬

‫اثبتت ان اإليثار لوحده ال‬ ‫‪lucas&starck‬‬ ‫أما بالنسبة لمفرضية األولى فان الدراسة التي قام بيا كل من‬

‫يمكن ان يفسر لوحده حجم و توقيت التحويالت ‪،‬حيث وجدو في دراسة عمى دولة البوتسوانا ان الزيادة في‬

‫دخل المياجر بنسبة ‪ %1‬تؤدي الى زيادة في حجم التحويالت بنسبة ‪ % 0.25‬بالنسبة لممياجرين ذوي‬

‫الدخل المنخفض اما بالنسبة لممياجرين ذوي الدخل المرتفع فان التحويالت المالية ترتفع بنسبة ‪%0.73‬‬

‫‪5‬‬
‫اذا ارتفع الدخل بنسبة ‪.% 1‬‬

‫‪ -‬الفائدة الشخصية او ما يعرف باألنانية‪ :‬ويأتي ىذا المحدد كعكس المحدد األول أي أن المياجر‬

‫يقوم بالتحويل المالي ألسرتو من اجل المصالح الشخصية كعدم إقصائو من الميراث األسري و‬

‫المحافظة عمى مكانتو داخل األسرة أو من جية أخرى يمكن أن يكون لممياجر ممتمكات تحتاج‬

‫إلى صيانة كا األراضي الزراعية و حيوانات أو المصانع حيث تضمن لو ىذه التحويالت الى‬

‫‪4‬‬
‫‪Lucas, Robert EB, and Oded Stark. "Motivations to Remit: Evidence from Botswana." The Journal of Political‬‬
‫‪Economy (1985): 901-18.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Lucas, Robert EB, and Oded Stark. "Motivations to Remit: Evidence from Botswana." The Journal of Political‬‬
‫‪Economy (1985): 901-18.‬‬

‫‪111‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أسرتو بحيث تعمل ىده األخيرة عمى قيام بصيانة ىذه الممتمكات و الحفاظ عمييا‪،‬و أكدت ىذه‬

‫الفرضية دراسة قام بيا ‪Brown‬سنة ‪ 1997‬عمى عينة من المياجرين المنحدرين من جزر سامو‬

‫و التونغا و المقيمين في استراليا‪ ،‬حيث استخمص ان المياجر يقوم بتحويل األموال إلى أسرتو‬

‫‪6‬‬
‫من اجل الحفاظ عمى مكانتو األسرية و القبمية‪.‬‬

‫زيادتا عمى ذلك أثبتت دراسة قام بيا ‪ Glytsos‬سنة ‪ 1988‬و‪ 1997‬ان التحويالت المالية يمكن ان‬

‫تكون بيدف االستثمار في البمد األصمي حيث يمثل جزء من ىذه التحويالت كراتب او األجر‬

‫لألسرة من اجل الحفاظ او انجاز ىذا المشروع و تمت ىذه الدراسة عمى عينة من المياجرين‬

‫‪7‬‬
‫مقمين في كل من ألمانيا و استراليا‪.‬‬

‫‪ -‬االدخار‪ :‬ان الدراسات التي انصبت في سياق ادخار المياجر و ضعت فرضية ان ادخار‬

‫المياجر ىو ىدف رئيسي لو من وراء عممية اليجرة التي قام بيا‪،‬بتعبير اخر فان المياجر منفعة‬

‫الفرد المياجر ال تكمن في عممية استيالكو في البمد المستقبل و انما في ادخار اكبر جزء ممكن‬

‫من دخمو عمى حساب عممية االستيالك ويظل سموك االدخار ىو العامل الرئيسي طيمة فترة‬

‫إقامتو في البمد المستقبل عمى ان يغير سموكو حين عودتو إلى بمده األصمي ‪.‬‬

‫و لألجل تحقيق ىذا اليدف فان المياجر يعمل عمى التوفيق بين دخمو و تحويالت التي ترسل‬

‫الى عائمتو و الجزء الذي يدخره اي انو يحاول ان يوازن بين قةى العرض و المتمثمة في الدخل و‬

‫قوى الطمب المتمثمة في كل من االسرة و المصمحة الشخصية وىنا نالحظ ان ىذا العامل يجمع‬

‫بين العاممين السابقين ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪Brown, Richard PC. "Estimating Remittance Functions for Pacific Island Migrants." World development 25,‬‬
‫‪no. 4 (1997): 613-26.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Glytsos, Nicholas P. "Remitting Behaviour of “Temporary” and “Permanent” Migrants: The Case of Greeks in‬‬
‫‪Germany and Australia." Labour 11, no. 3 (1997): 409-35.‬‬

‫‪112‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من جانب اخر يعمل المياجر الذي يدخر أموالو في بمده االصمي عمى تقميص مدة اليجرة الى‬

‫اقل مدة ممكنة من اجل االنتفاع بيذه األموال حين رجوعو حيث أكدت ىذه الفرضية من الدراسة‬

‫‪ 2004‬و التي استخمصت ان التحويالت تكون كبيرة في المرحمة األولى من‬ ‫‪Lucas‬‬ ‫التي أنجزىا‬

‫عممية اليجرة عمى ان تتناقص بطول فترة اإلقامة لتنعدم في األخير أين يقطع المياجر صمتو‬

‫‪8‬‬
‫بالبمد األصمي لو‪ ،‬لدلك يعمل المياجر عمى إيجاد الفترة اإلقامة األمثل‪.‬‬

‫‪ -‬اتفاق القرض بين األسرة و المياجر‪ :‬في ىذا العامل يكون االتفاق المبرم بين العائمة و الفرد‬

‫المياجر ىو المحدد الرئيسي لتحويالت المالية و حجميا ‪ ،‬حيث تعمل األسرة عمى ضمان‬

‫تكاليف اليجرة لمفرد مقابل تحويمو لمبالغ مالية حين استق ارره في البمد المستقبل عمى ان ترفع ىده‬

‫األموال من القدرة االستيالكية لمعائمة او استثمارىا في إرسال شخص أخر لألجل تعظيم حجم‬

‫‪9‬‬
‫التحويالت ‪.‬‬

‫فينا نالحظ ان ظاىرة التحويالت المالية لممياجر تكون إستراتجية عائمية مرىونة باتفاق يتضمن تمويل‬

‫العائمة تكاليف السفر و االستقرار المبدئي لممياجر ‪ ،‬حيث تكون ىذه التكاليف كبيرة عمى ان يأخذىا الفرد‬

‫المياجر عمى عاتقو ‪ ،‬عمى ان يسدد الفرد المياجر ىذه التكاليف و يؤمن لإلفراد عائمتو دخل إضافي‪،‬‬

‫تأخذ ىذه العممية في اغمب األحيان ثالث مراحل تتمثل في مرحمة الحصول عمى قرض من األسرة بيدف‬

‫اليجرة و تسديده المرحمة الثانية تحويل أموال بغرض إقراض أفراد عائمة آخرين المرحمة الثالثة تحويل‬

‫أموال بغرض االستثمار و العودة إلى البمد األصمي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪Lucas, Robert EB. "Migration Internationale Vers Les Pays À Haut Revenu: Quelles Conséquences Pour Le‬‬
‫‪Développement Économique Des Pays D'origine?". Revue d'économie du développement 19, no. 4 (2005): 123-‬‬
‫‪71.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪Gallina, Andrea. "The Impact of International Migration on the Economic Development of Countries in the‬‬
‫‪Mediterranean Basin." International Migration and Development in the Arab Region: Challenges and‬‬
‫‪Opportunities UN/POP/EGM/2006/04 (2006).‬‬

‫‪113‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬االستثمار في البمد األصمي‪:‬يمكن لالستثمار في البمد األصمي أن يكون عامل رئيسي في تحديد‬

‫حجم و توقيت التحويالت المالية ‪ ،‬حيث أن يوجو الفرد المياجر مدخراتو إلى استثمار اقتصادي‬

‫يكون مردود اكبر من أن يستثمره في البمد المستقبل لو ‪ ،‬فقرار التحويل يكون قرار فردي عقالني‪.‬‬

‫و كخالصة فان حجم و توقيت التحويالت المالية تختمف باختالف الدوافع الفردية لممياجر‬

‫وأسرتو حيث نجد ىيئة األمم المتحدة و في إحدى دراستيا حول الموضوع وضعت محددات‬

‫الظاىرة المدروسة في مجال زمني كما ىو مبين في الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ 1-3‬محددات التحويالت المالية خالل مراحل الهجرة‬

‫حجم التحويالت‬

‫هجرة العودة‬

‫اإليثار‬ ‫اإلستثمار‬
‫اإلدخار‬

‫عدد سنوات الهجرة‬


‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪Source : Mobhe, Agbada Mangalu. Migrations Internationales, Transferts Des Migrants Et‬‬
‫‪Conditions De Vie Des Ménages D'origine: Cas De La Ville De Kinshasa. Presses univ. de Louvain,‬‬
‫‪2011.‬‬

‫‪114‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من الشكل رقم ‪ 1-3‬يتبين لنا ان محددات التحويالت المالية يمكن ان تدخل في قرار الفرد المياجر عمى‬

‫طول فترة إقامتو في الخارج الى غاية رجوعو الى البمد األصمي ففي بداية اليجرة و االستقرار يدخل‬

‫اإليثار كمحدد الرئيسي في عممية التحويل المالي و تمتد ىذه الفترة الى خمس سنوات االولى من اإلقامة‪،‬‬

‫ليدخل فيما بعد عامل اخر و متمثل في ادخار المياجر ما يعمل عمى تناقص حجم التحويالت المالية و‬

‫تمتد ىذه الفترة من السنة السادسة الى الثانية عشر من اليجرة واخر محدد يؤثر عمى حجم التحويالت في‬

‫حياة المياجر ىو االستثمار بحيث يعود حجم التحويالت الى التصاعد و ىذا لسد تكاليف مشروعو الى‬

‫غاية رجوعو الى البمد األصمي‪.‬‬

‫المطمب الثالث المحددات الكمية لتحويالت المالية لممهاجرين‬

‫اليدف من ىذا المطمب معرفة المحددات الكمية لتحويالت المالية لممياجرين و من خالل تطرقنا إلى‬

‫بعض الدراسات و جدنا انو يمكن صياغتيا في ثالثة عناصر فاألول يتمثل في حجم المياجرين لمبمد‪ ،‬أما‬

‫العنصر الثاني يخص الحركة االقتصادية لمبمد األصمي و األخير يشمل المتغيرات المؤسساتية لمبمد‬

‫األصمي‪.‬‬

‫‪- 1‬حجم المهاجرين‬

‫من جانب االقتصاد الكمي فان خصائص المياجرين تقتصر عمى دراسة حجميم‪ ،‬و في بعض األحيان‬

‫يضاف إلييا درجة تأىيل المياجرين‪ ،‬وىذان العامالن يؤثران بشكل كبير عمى التحويالت المالية فزيادة‬

‫حجم المياجرين في بمد سيؤدي الى زيادة حجم التحويالت المالية اليو‪ ،‬فيده المعادلة اثبتتيا عدة دراسات‬

‫طمبا من البنك العممي ‪،‬حيث شممت ىذه الدراسة‬ ‫)‪Freund et Spatafora (2005‬‬ ‫اىميا دراسة التي قام بيا‬

‫‪115‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إلى إيجاد محددات التحويالت المالية لممياجرين و تكاليف تحويل ىذه األموال زد إلى ذلك محاولة معرفة‬

‫حجم التحويالت التي تمر بالقنوات الغير رسمية وىذا لعينة من الدول قدرة ب ‪ 100‬دولة‪.‬‬

‫فكانت نتائج ىذه الدراسة عمى إن حجم التحويالت المالية لممياجرين التي تمر بقنوات الغير رسمية تمثل‬

‫من ‪ %35‬إلى ‪ %75‬من حجم التحويالت الكمية و ارجعوا السبب إلى ارتفاع تكاليف التحويل و عدم‬

‫تطور الجياز المصرفي في الدول المتقدمة ‪ ،‬لكن أىم استنتاج كان يخص حجم المياجرين الذي يؤثر‬

‫بشكل كبير عمى حجم التحويالت المالية ‪ ،‬فحسب نفس الدراسة الزيادة في حجم المياجرين بنسبة ‪% 1‬‬

‫‪10‬‬
‫سيؤدي إلى ارتفاع في حجم التحويالت ب ‪.% 0.7‬‬

‫زيادة عمى حجم المياجرين فان درجة تأىيميم تؤثر بدورىا عمى حجم التحويالت المالية لممياجرين ‪،‬‬

‫ان زيادة درجة التأىيل لممياجر ستخفض من حجم‬ ‫)‪Faini (2007‬‬ ‫حيث خمصت الدراسة التي قام بيا‬

‫التحويالت التي يقوم بيا و يرجعون السبب عمى ان المياجر المؤىل ىو من أسرة ميسورة الحال و ال‬

‫تحتاج إلى تحويالتو المالية من جية و من جية أخرى يمكن لمفرد المؤىل أن يقرر االستقرار في البمد‬

‫‪11‬‬
‫المستقبل الن سبب اليجرة لم يكون مادي و إنما لألسباب أخرى‪.‬‬

‫‪- 2‬الحركة االقتصادية في البمد األصمي‬

‫إن االقتصاديات الدول أصبحت مرىونة باقتصاد العالمي ‪ ،‬وىذا ما أثبتتو األزمة االقتصادية األخيرة حيث‬

‫أثرت ىذه األخيرة و بشكل مباشر عمى المتغيرات الكمية لالقتصاد الدول ما أدى الى تأثير عمى حجم‬

‫التحويالت المالية لممياجرين و عمى وجو الخصوص الدول المتقدمة و التي تعتبر الدول المستقبمة‬

‫لممياجرين‪ ،‬ليذا أصبحت الوضعية االقتصادية لدول المصدرة لتحويالت و المستقبمة ليا‪ ،‬تزيد أو تخفض‬

‫من وتيرة تحويالت المياجرين‪،‬حيث استخمصت العديد من الدراسات عمى وجود عالقة ارتباط قوية بين‬
‫‪10‬‬
‫‪reund, Caroline, and Nikola Spatafora. "Remittances, Transaction Costs, and Informality." Journal of‬‬
‫‪Development Economics 86, no. 2 (2008): 356-66.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Faini, Riccardo. "Remittances and the Brain Drain: Do More Skilled Migrants Remit More?". The World‬‬
‫‪Bank Economic Review 21, no. 2 (2007): 177-91.‬‬

‫‪116‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الحركة االقتصادية في الدول المصدرة و المستقبمة لتحويالت و التحويالت المالية لممياجرين ‪،‬فدراسة‬

‫‪ 2005‬أثبتت أن متغيرات االقتصاد الكمي و المتمثمة في كل‬ ‫‪huang‬‬ ‫و‬ ‫‪vergas-silva‬‬ ‫التي قام بيا كل من‬

‫من الناتج المحمي اإلجمالي ‪ ،‬التضخم و معدل البطالة عمى مستوى كل من الدول المصدرة و المستقبمة‬

‫لتحويالت عوامل تؤثر عمى التحويالت المالية لممياجر‪،‬و استعمل الباحثين متغيرات الكمية المالية و‬

‫المتمثمة في كل من سعر الصرف‪ ،‬الكتمة النقدية‪،‬سعر الفائدة و مؤشر العام لألسعار و التي تعكس حالة‬

‫المياجر في البمد المستقبل و حجم األجر الذي تقضاه ‪ ،‬فكانت النتائج المحصل عمييا ان التغيرات في‬

‫محددات االقتصاد الكمي لدول المستقبمة لممياجرين تؤثر بشكل مباشر عمى حجم التحويالت المالية‬

‫‪12‬‬
‫لممياجرين‪.‬‬

‫‪ 2005‬استخمصت عكس ذلك أي ان‬ ‫‪Aydas‬‬ ‫لكن في دراسة أخرى كانت عينتيا تركيا و التي قام بيا‬

‫النمو االقتصادي التركي يؤثر بشكل مباشر عمى التحويالت المالية لممياجرين ‪ ،‬فانخفاض ىذا األخير‬

‫يؤدي إلى زيادة في التحويالت المالية لممياجرين و عكس صحيح و يضيف الباحث ان في حالة‬

‫‪13‬‬
‫انخفاض النمو االقتصادي في تركيا فان عامل اإليثار يدخل في تحديد زيادة التحويالت‪.‬‬

‫‪ 2008‬حيث وضح كيف يمكن لمتغيرات الكمية أن تؤثر عمى‬ ‫‪Mouhoud‬‬ ‫نجد كذلك دراسة حديثة وضعيا‬

‫قرار التحويل و حجم التحويالت من خالل ربطيا بمحددات الفردية و يمكن تمخيص ىذه الدراسة في‬

‫جدول التالي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Vargas-Silva, Carlos, and Peng Huang. "Macroeconomic Determinantsof Workers' Remittances: Hostversus‬‬
‫‪Home Country's Economic Conditions." Journal of International Trade & Economic Development 15, no. 1‬‬
‫‪(2006): 81-99.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Aydas, Osman Tuncay, Kivilcim Metin-Ozcan, and Bilin Neyapti. "Determinants of Workers' Remittances:‬‬
‫‪The Case of Turkey." Emerging Markets Finance and Trade 41, no. 3 (2005): 53-69.‬‬

‫‪117‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم(‪ )1-3‬يمثل اهم محددات التحويالت المالية و تاثيرها‬

‫االتفاق العائمي‬ ‫اإليثار‬ ‫المحددات‬


‫المبادالت‬ ‫االستثمار‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مستوى الدخل في البمد األصمي لممهاجر‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫معدل التضخم في البمد األصمي لممهاجر‬
‫‪-/+‬‬ ‫الفرق في معدل الفائدة‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫معدل سعر الصرف‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مستوى الدخل في البمد المستقبل لممهاجر‬
‫‪Source : Marie Coiffard2011‬‬

‫فمن خالل الجدول نالحظ ان مستوى الدخل في البمد األصمي يتمشى عكسيا مع اإليثار حيث إذا ارتفع‬

‫مستوى الدخل لألسرة المياجر سوف يقمل من تحويالت ىذا األخير لكن تزداد ىذه التحويالت لغرض‬

‫أخر و ىو أما االستثمار أو تسديد تكاليف اليجرة لمعائمة‪ ،‬أما في حالة ارتفاع معدل التضخم في البمد‬

‫األصمي فعامل الذي يدخل في تحديد حجم التحويالت ىو اإليثار حيث يرفع من حجم ىذه األخيرة‬

‫لمساعدة العائمة في تسديد احتياجاتيا‪.‬‬

‫بالنسبة لمعدل الصرف لو عالقة ايجابية مع إيثار و مبادالت الفرد مع أسرتو فبارتفاع قيمة العممة‬

‫الصعبة في البمد األصمي سوف ترتفع األموال المحولة من المياجر إلى أسرتو او يعمل عمى تسديد‬

‫مستحقات عائمتو اتجاه ىجرتو‪ ،‬أما فيما يخص معدل الفائدة فيمكن ان يكون تأثيره ايجابي أو سمبي بحيث‬

‫اكب‪.14‬‬
‫يفضل المياجر ادخار أو استثمار أموالو أينما كان معدل الفائدة ر‬

‫‪14‬‬
‫‪Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas‬‬
‫‪Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'Association Tiers-‬‬
‫‪Mondes' Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de‬‬
‫‪Strasbourg et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, 2010.‬‬

‫‪118‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪- 3‬محددات المؤسساتية‬

‫و تشمل ىذه المتغيرات كل من تكاليف التحويل‪ ،‬تطور الجياز المصرفي و االستقرار السياسي‪.‬‬

‫فتكاليف التحويل تؤثر بشكل مباشر عمى حجم األموال المحولة من طرف المياجر خاصة التي تمر‬

‫و التي من خالليا حاوال‬ ‫)‪Freund et Spatafora (2008‬‬ ‫عبر القنوات الرسمية ففي دراسة قام بيا كل من‬

‫إيجاد العالقة بين كل من تكاليف التحويل‪ ،‬عمق النظام المصرفي و التغير في سعر الصرف مع‬

‫التحويالت المالية لممياجرين استخمص وجود عالقة عكسية و قوية أي أن ارتفاع تكاليف تحويل األموال‬

‫تكون ناتجة عن ضعف الجياز المصرفي و انخفاض قيمة العممة ما ينتج العن ىذه اآللية انخفاض في‬

‫‪15‬‬
‫حجم التكاليف ‪.‬‬

‫مدى تطور الجياز المصرفي يعمل عمى الرفع من التحويالت أو انخفاضيا عبر القنوات الرسمية‪ ،‬فكل‬

‫الدراسات التي قام بيا البنك العالمي تشير إلى أن ىناك عالقة عكسية بين تطور الجياز المصرفي و‬

‫السوق الموازية مما ينعكس عمى ارتفاع التحويالت المالية لممياجرين في حالة تطور الجياز المصرفي و‬

‫تفادي القنوات الغير الرسمية المحممة بمخاطر االختالس‪ ،‬السرقة‪،‬اإلرىاب و التيريب‪ ،‬ليذا السبب نجد‬

‫ان البنك العالمي في تقاريره يحث الدول النامية عمى تطوير أجيزتيا المصرفية و ربطيا يبعضيا البعض‪.‬‬

‫إن االستقرار السياسي يعمل عمى الرفع من التحويالت المالية لممياجرين حيث يمكن المياجرين و أسرىم‬

‫من استخدام ىذه األموال إما لالستيالك آو االستثمار كما انو يحافظ عمى درجة األمان لمؤسساتو‬

‫المصرفية و استقرار اقتصاده‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قنوات المعتمدة في تحويالت المالية من طرف المهاجرين‬

‫‪15‬‬
‫‪Freund, Caroline, and Nikola Spatafora. "Remittances, Transaction Costs, and Informality." Journal of‬‬
‫‪Development Economics 86, no. 2 (2008): 356-66.‬‬

‫‪119‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يعتمد المياجرين طرق و أساليب عديدة لتحويل أمواليم‪ ،‬حيث يمكن حصر ىذه األساليب في إطارين‬

‫أساسيين ضمن المعيار القانوني‪ ،‬فيشمل اإلطار األول كل من القنوات الرسمية و التي تطابق أساليب‬

‫القانونية و إطار الثني يتضمن كل القنوات الغير الرسمية التي تخالف ما و ضعو القانون من اجل إجراء‬

‫ىذه العمميات‪ ،‬و اختيار طريقة التحويل تعود إلى عدة أسباب سوف نتطرق إلييا في المطمب األول‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬محددات اختيار المهاجرين لقنوات التحويل‬

‫من خالل دراستنا و جدنا أن اختيار القنوات الغير رسمية يعود إلى عدة أسباب نذكر منيا‪:‬‬

‫‪- 1‬تكمفة التحويل‬

‫يعتبر ىذا األخير كأىم عامل في اختيار المياجرين لمقنوات الغير رسمية‪ ،‬حيث تبقى تكاليف التحويل‬

‫عبر ىذا النوع من القنوات مرتفعة جدا‪ ،‬و ىذا ما أظيرتو تقارير البنك العالمي مشيرتا إلى ارتفاع تكاليف‬

‫عممية تحويل المياجر ألموالو بنسبة تتراوح ما بين ‪ % 4.5‬إلى ‪ %10‬في عشر السنوات األخير‪ ،‬حيث‬

‫‪ 2014‬لكل ‪ 200‬دوالر إلى ‪ % 8.9‬مقابل ‪ %8‬سنة‬ ‫وصل متوسط تكاليف التحويل في العالم سنة‬

‫‪ 2010- 2008‬إي بارتفاع يقدر ب ‪ ،16 %1‬فعمى سبيل المثال نجد أن مياجر سينغالي ينفق ما قيمتو‬

‫‪ 6‬دوالرات‬ ‫‪ 100‬يوروا‪ ،‬ففي حين يدفع مواطنو جنوب آسيا في المتوسط‬ ‫‪ 15‬يوروا من اجل تحويل‬

‫أمريكية مقابل كل ‪ 100‬دوالر يرسمونيا إلى أوطانيم فيذا النوع من التكاليف تحول كعائق لممياجر من‬

‫اجل تحويل أموالو فيجد نفسو يخاطر بأموالو عبر الطرق غير الرسمية‪.17‬‬

‫‪ - 2‬تطور الجهاز المصرفي في البمدان المستقبمة لتحويالت‬

‫شيد قطاع الخدمات المالية أىمية متزايدة في اقتصاديات الدول النامية والمتقدمة عمى حد سواء‪ ،‬كما‬

‫حققت التجارة الدولية في الخدمات المالية زيادة مطردة خالل عقدي الثمانينيات والتسعينيات ‪ ،‬إال أن ىذا‬

‫‪16‬‬
‫‪Migration and Remittances: Recent Developments and Outlook-Special Topic: Forced Migration, THE‬‬
‫‪WORLD BANK,n°23,oct 2014.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪BAfD réduire les cout des transferts d’argent des migrants et optimiser leur impact sur le développement‬‬
‫‪décembre 2011‬‬

‫‪120‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التطور لم يشمل خدمة التحويالت المالية لعدم تمكن بعض الدول النامية و المستقبمة لتحويالت‬

‫المياجرين من تغطية كل مناطقيا‪ ،‬فيذا التي أصبحت عامل يحول ىذا المحدد عمى سموك المياجر‬

‫لالتجاه إلى مسار القنوات الرسمية لتحويل أموالو‪ ،‬فضعف الجياز المصرفي من بنوك و مؤسسات‬

‫مصرفية يكمف المياجر أموال كبيرة من اجل إيصال المبمغ المحول الى بالده خاصة و ان كانت ىذه‬

‫األموال محولة متجية إلى مناطق ريفية او معزولة مثل ما ىو الحال بالنسبة لتشاد‪.‬‬

‫‪- 3‬تقمبات سعر الصرف‬

‫إن جل الدول النامية و التي تعتبر أىم مستقبل لتحويالت المالية لممياجرين ‪ ،‬تحتوي عمى أسواق موازية‬

‫بما فييا سوق العممة الصعبة حيث ‪ ،‬أظيرت العديد من الدراسات عمى ان الزيادة في الفرق بين سعر‬

‫الصرف الرسمي و سعر الصرف الموازي سيدفع حتما المياجرين الى تحويل أمواليم عن طريق القنوات‬

‫استخمص‬ ‫‪Faini (2007)18‬‬ ‫الغير رسمية التي تكون متصمة باألسواق الموازية‪ ،‬فحسب الدراسة التي قام بيا‬

‫أن انخفاض في قيمة العممة الوطنية لدول النامية تزيد من حجم التحويالت إلييا ‪ ،‬باإلضافة إلى الدراسة‬

‫أثبتت ان الزيادة في الفرق بين سعر الصرف الرسمي و‬ ‫م ‪N Aamir،M Shahbaz 2009‬‬ ‫التي قام بيا كل‬

‫سعر الصرف الموازي سوف يرفع من حجم التحويالت المالية لممياجرين حيث يفضل المياجر ان تحول‬

‫أموالو في السوق الموازية عمى البنوك او المؤسسات المالية التي تتعامل بسعر الصرف الرسمي ‪ ،‬لكن‬

‫يوجد دول تفرض عمى ميجرييا أن يتقاضوا مواليم المحولة بالعممة الوطنية و حسب سعر الصرف‬

‫‪19‬‬
‫الرسمي ما يدفع بيؤالء إلى اختيار القنوات الغير رسمية‪.‬‬

‫‪- 4‬المدة التي يستغرقها التحويل‬

‫‪18‬‬
‫‪Faini, Riccardo. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue d'économie du‬‬
‫‪développement 21, no. 2 (2007): 153-82.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Shahbaz, Muhammad, and Naveed Aamir. "Determinants of Workers’ Remittances: Implications for Poor‬‬
‫‪People of Pakistan." European Journal of Scientific Research 25, no. 1 (2009): 130-44.‬‬

‫‪121‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يفضل المياجرين تحويل أمواليم عبر القنوات الغير رسمية لسرعة وصوليا ألسرىم نظ ار لمتطمبات‬

‫االستعجالية ليذه األخيرة مثل مصاريف استيالكية أو االستشفائية‪ ،‬عمى أن يعطي المياجر أموالو‬

‫لشخص يريد السفر إلى البمد األصمي مثال ىذا من جية ‪ ،‬من جية أخرى يشتكي الكثير من األسر في‬

‫الدول األصمية لممياجر من طول االنتظار أمام الوكاالت أو البنوك المعتمدة من اجل الحصول عمى ىذه‬

‫األموال خاصة في الدول اإلفريقية ‪.‬‬

‫‪- 5‬ضمان وصول األموال‬

‫ىذا المحدد يدفع بالمياجرين إلى اختيار القنوات الرسمية و ذلك لضمان وصوليا إلى أسرتو ‪ ،‬حيث نجد‬

‫في القنوات الغير رسمية درجة الخطر كبير جدا نتيجة السرقة و االختالس و التي تطبق عمى مستوى‬

‫الوكاالت الغير معتمدة أو شبكات التيريب‪.‬‬

‫‪- 6‬وضعية المهاجر في البمد المستقبل‬

‫ان تفشي ظاىرة اليجرة السرية إلى أوروبا و الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬فرضت و جود عمال غير‬

‫قانونين عمى أراضييا بحيث يحولون جزء من أمواليم عبر القنوات الغير رسمية لعدم اكتسابيم بطاقة‬

‫اإلقامة و التي تحفظ حقوقيم عبر القنوات الرسمية‪ ،‬و أحسن مثال عمى ذلك ىي الدراسة التي قام بيا‬

‫استخمص ان اكبر نسبة من المياجرين الغير شرعيين و الذين يجدون عمل يحولون‬ ‫‪Dean Yang 2011‬‬

‫عمى عينة من ‪302‬‬ ‫‪Bendixen‬‬ ‫أمواليم عبر القنوات الغير رسمية‪ ،‬و في دراسة أجراىا المعيد األمريكي‬

‫مياجر مكسيكي غير شرعي فان ‪ % 90‬من الذين حصموا عمى عمل يحولون أمواليم عبر قنوات غير‬

‫‪20‬‬
‫الرسمية المتمثمة في شخص يسمى المحول‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪Yang, Dean. "International Migration, Remittances and Household Investment: Evidence from Philippine‬‬
‫‪Migrants’ Exchange Rate Shocks." The Economic Journal 118, no. 528 (2008): 591-630.‬‬

‫‪122‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القنوات الرسمية لمتحويالت المالية لممهاجرين‬

‫إن الوضع األمني العالمي الراىن فرض عمى جميع من ىيئات و دول لتشديد الخناق عمى القنوات الغير‬

‫رسمية لتحويل األموال من اجل الحد أو التقميل من حدة تمويل الجماعات اإلرىابية باختالف توجياتيا‬

‫فتمثمت ىذه الييئات في الييئات الدولية نذكر منيا البنك العالمي ‪ ،‬صندوق النقد الدولي و ىيئة األمم‬

‫المتحدة و كذلك عمى صعيد المحمي عممت الدول عمى تفكيك جماعات التيريب‪ ،‬و حجز األموال‬

‫المحولة من جية و من جية أخرى تطوير الشبكات البنكية و المصرفي أو خمق آليات حديثة من اجل‬

‫السماح لممياجرين من تحويل أمواليم من خالل ىذه األنظمة و ىذا ما يسمح لدول متابعة مصدر األموال‬

‫و لمن تحول‪ ،‬و تتمثل ىذه اآلليات فيما يمي‪:‬‬

‫‪- 1‬البنوك المصرفية‬

‫ىذا النوع من التحويالت يضم البنك كوسيط بين المرسل و المرسل اليو شريطة أن يكون لكالىما‬

‫حسابات بنكية جارية في كل من البمد المستقبل بالنسبة الى المرسل‪،‬و حساب في البمد األصمي بالنسبة‬

‫لممرسل إليو‪.‬كما يمكن أن تكون ىذه التحويالت اليكترونيا إذا كان لممرسل إليو بطاقة ائتمان حيث يمكنو‬

‫استخراج ىذه األموال من احد نقاط السحب‪ ،‬يرى المياجرين في ىذه اآللية األكثر ضمانا إال انو ال يمكن‬

‫لكل المياجرين التوجو إلييا لالرتفاع تكاليف التحويل او شروط التي تضعيا ىذه المؤسسات و التي‬

‫تكون عمى اقتطاعات نسبية من المبمغ المحول و الحد األدنى في الحساب الذي يكون كبير في نظر‬

‫المياجرين ‪ ،‬زد إلى ذلك ال يمكن من المستفيدين في الدول األصمية امتالك حساب جاري نتيجة ضعف‬

‫تغطية البنوك لكل األقاليم‪ ،‬أو إقامة أسرة المياجر في مناطق نائية و بعيدة عن تواجد نقاط البنك‪ ،‬نجد‬

‫كذلك أن الوضعية الغير قانونية لممياجر ال تسمح لو بفتح حساب جاري ‪ ،‬ليذا وجدة الواليات المتحدة‬

‫‪123‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫طريقة من اجل االستفادة من تحويالت المالية لممياجرين الغير شرعيين و ىي بإعطاء ليم أرقام ‪ ،‬حيث‬

‫‪21‬‬
‫يحصل كل مياجر غير شرعي عمى رقم خاص بو‪.‬‬

‫‪- 2‬الشبكات البريدية‬

‫نجد ان البريد او الشابكات البريدية تمثل أىم القنوات الرسمية لتحويل األموال و دخمت سوق التحويالت‬

‫من اجل تخفيض تكاليف التحويل لدى المياجرين‪ ،‬و يشرف عمى ىذه الشبكة االتحاد البريدي العالمي‪،‬‬

‫الذي يعمل عمى توسيع االتصال بين مؤسسات البريدية في العالم‪ ،‬و نتيجتا ليذا نجد ان متوسط‬

‫‪ 70000‬تحويل شيريا‪ ،‬فتحويل ‪ 200‬دوالر يكمف‬ ‫التحويالت قفز من ‪ 400‬تحويل في الشير إلى‬

‫المياجر ‪ 10‬دوالرات بينما يكمفو في مؤسسات أخرى ما يقارب ‪ 25‬دوالر ‪.‬ىذه الشبكة أخذت نصيبيا من‬

‫التطور التكنولوجي حيث نجد أن ىناك نوعين من قنوات التحويل األولى تتمثل في الطريقة التقميدية‬

‫لتحويل و التي تستمزم عمى مستقبل األموال انتظار وصول وصل يؤكد أن أموال المحولة وصمت عمى‬

‫مستوى بريد مكان إقامتو‪ ،‬حيث تكون مدة االنتظار تسجل باأليام بل حتى بشيور‪.‬‬

‫أما الطريقة الثانية نجدىا تعتمد عمى التكنولوجيا من اجل تقميص مدة استقبال المستفيد من األموال‬

‫المحولة و التي ال تتعدى ‪ 12‬ساعة و تكون تكمفتيا اكبر بقميل عن التحويل عن طريق البريد التقميدي و‬

‫‪22‬‬
‫بحيث يعتمد في تعامالتو عمى شبكة اليواتف‬ ‫‪2007‬‬ ‫ظير ىذا النوع من التحويالت في بداية سنة‬

‫المحمولة‪.‬‬

‫‪- 3‬شركات التحويل العالمية‬

‫نتيجة لتزايد معدالت تحويالت المالية لممياجرين ‪،‬ظيرت مؤسسات عالمية غير بنكية رخص ليا من اجل‬

‫تقديم خدمات التحويل بتكاليف اقل عمى البنوك‪ ،‬و ال يحتاج كل من المرسل والمرسل إليو أن يحوز عمى‬

‫‪21‬‬
‫‪Yang, Dean. "International Migration, Remittances and Household Investment: Evidence from Philippine‬‬
‫‪Migrants’ Exchange Rate Shocks." The Economic Journal 118, no. 528 (2008): 591-630.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪Arcand, Jean-Louis, Malek Garbouj, and Nestor Morgandi. "Transferts De Fonds Et Services Financiers Sur‬‬
‫‪Mobile: Les Modèles D’affaires Pour Les Postes."RESEARCH PAPER N°6 /2013.‬‬

‫‪124‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حساب بنكي ‪ ،‬فعممية التحويل تحتاج إال عمى وثائق تثبت ىوية المرسل و المستقبل‪.‬وجود ىذا النوع من‬

‫المؤسسات كان كسياسة لتقميص من القنوات الغير رسمية من جية ومن جية أخرى محاولة الدول‬

‫المستقبمة لممياجرين االستفادة من تحويالتيم حيث أصبح ىذا القطاع يشغل اآلالف من العمال عمى‬

‫مستوى سوق العمل لمبمدان المستقبمة و المصدرة لممياجرين‪ ،‬زد إلى ذلك األرباح المحقق من ىذه‬

‫و التي تعتبر الرائدة في ىذا القطاع حققت رقم أعمال‬ ‫‪Western Union‬‬ ‫الشركات فعمى سبيل المثال شركة‬

‫برقم أعمال يقدر‬ ‫‪Money Gram International‬‬ ‫يزيد عن ‪ 5.5‬مميار دوالر في سنة ‪ ،2011‬تمييا شركة‬

‫ب ‪ 1.24‬مميار دوالر في نفس السنة ‪.‬‬

‫من خالل دراستنا ليذه المؤسسات و جدنا أنيا تتواجد بكثافة في الدول التي تستقبل اكبر نسبة من‬

‫‪Western‬‬ ‫التحويالت المالية لممياجرين ‪،‬عمى غرار تجكستان‪ ،‬كومور‪ ،‬المالي و المغرب‪ ،‬حيث ان شركة‬

‫‪23‬‬
‫لوحدىا ليا ‪ 450000‬وكالة عمى مستوى ‪ 200‬دولة‪.‬‬ ‫‪Union‬‬

‫‪- 4‬البورصات‬

‫دخمت البورصات في سباق استغالل الموارد المالية لممياجرين بطرحيا لخدمات مالية جديد ة ‪،‬مثل تحويل‬

‫أموال المياجرين إلى أسيم عمى مستوى بمدانيم األصمية‪ ،‬بحيث يستطيع احد من أفراد األسرة المياجر‬

‫التعامل بيا عمى مستوى البورصة‪ .‬كما يمكن أن نجد قنوات صغيرة لتحويل األموال‪ ،‬وىي عبارة عن‬

‫مؤسسات تدخل كوسيط ثاني في عممية التحويل حيث يمجا المياجر إلييا لوضع أموالو فتقوم بدورىا‬

‫بالمجوء إلى المؤسسات المختصة مثل الشركات الرائدة في تحويل األموال عمى أن تؤخذ ىذه األولى‬

‫نصيبيا من األموال المحولة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪Vitraulle Mboungou Le transfert de fonds des migrants : les leaders de ce marché lucratif .‬‬

‫‪125‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثالث‪ :‬القنوات الغير رسمية‬

‫القنوات الغير رسمية ىي التي تعمل بطريقة غير منظمة وال تخضع إلى أي مراقبة مما يزيد من درجة‬

‫خطر عدم وصول األموال إلى أصحابيا‪ ،‬وتعتمد ىذه القنوات عمى العديد من الطرق نذكر منيا‪:‬‬

‫‪- 1‬محول األموال‬

‫ىو شخص يمتين مينة التحويل حيث يصدر تواريخ عودتو إلى البمد األصمي لكل أصدقائو أو أقربائو في‬

‫الميجر‪ ،‬فيدعونو أمواليم التي يرغبون في تحويميا مقابل اقتطاعات ضعيفة‪ ،‬و في غالب األحيان نجد‬

‫كل عرق أو جنسية معينة ليا محوليا الخاص الذي تربطيم بو قرابة عائمية أو صداقة‪.‬من جية أخرى‬

‫يمكن أن يكون المحول مياجر يريد العودة إلى البمد األصمي في زيارة أي بصفة مؤقت أو دائمة عمى ان‬

‫يحول كل أموال العائمة و األصدقاء في الميجر إلى البمد األصمي ومن ثم يودع ىذه األموال إلى‬

‫المستفيدين منيا‪.‬‬

‫فيذا النوع من التحويالت الغير رسمية يعتبر أىم قناة يعتمد عمييا المياجر لقمة تكاليفيا ‪ ،‬و ىذا في كل‬

‫‪24‬‬
‫من إفريقيا و أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪Institut National de Statistiques et d'Economie Appliquée, Les Marocains résidents à l'étranger, une enquête‬‬
‫‪socio économique, 2000‬‬

‫‪126‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪- 2‬نظام الحاوالة‬

‫جل دول الجنوب ال تحتوي عمى تغطية بنكية واسعة ‪ ،‬بحيث يصعب عمى أفرادىا الوصول إلييا ‪ ،‬لذا‬

‫نجد معظم سكانيا ليس لدييم حسابات جارية‪ ،‬فكل تعامالتيم التجارية تكون عن السيولة النقدية‪ ،‬فمن‬

‫اجل التحويالت المالية لممياجرين نجدىم يستعممون نظام الحوالة ‪ ،‬الذي يعتمد عمى نقطتين األولى في‬

‫البمد المستقبل لممياجر و أخرى في البمد األصمي ‪ ،‬عمى أن يتصل األول بالثاني و يخبره باستالم مبمغ‬

‫مالي من مياجر يريد تحويمو إلى احد أفراده مع إعطائو اسم الثاني و رقم سري ‪ ،‬بحيث يجب عمى الفرد‬

‫المستقبل الموال المحولة ان يعرف الرقم السري كشرط تسميم األموال‪.‬و غالبا ما تكون الحوالت مؤسسات‬

‫غير رسمية عائمية‪ ،‬وذلك لضمان عممية تسديد إلى صاحبيا من جية و من جية أخرى‪ ،‬ضمان تسديد‬

‫‪25‬‬
‫األموال النقطة األولى لثانية الحقا‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )2-3‬آليات عمل نظام الحوالة‬

‫الحوالة في البمد المستقبل‬ ‫الحوالة في بلد األصلي‬

‫المهاجر في البلد المستقبل‬ ‫المستفيد في البلد األصلي‬

‫المعمومات الخاصة بالتحويل‬

‫األموال المحولة‬

‫‪25‬‬
‫‪Mahamoud, Ismael. "Les Hawalas: Les Systèmes Informels De Transfert Des Fonds." (2006).‬‬

‫‪127‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب باالعتماد عمى معطيات صندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫‪- 3‬الظروف البريدية‬

‫طريقة يستعمميا األفارقة من اجل تحويل أموليم من الخارج ‪ ،‬حيث يعتمد المياجر عمى إرسال أموالو إلى‬

‫البمد األصمي عن طريق ضرف بريدي عمى أساس انو رسالة‪ ،‬إال انو في السنوات األخيرة قل استعمال‬

‫ىذا األسموب في التحويالت المالية لتشديد الدول المصدرة و المستقبمة الموال عمى عممية التيريب و‬

‫تبيض األموال بوضع تكنولوجيا تكشف األوراق المالية داخل االضرفة البريدية ‪.‬‬

‫‪- 4‬التحويل عن طريق الفاكس‬

‫تعتمد ىذه التقنية عمى الفاكس من اجل تعريف الخط الياتفي لنقطة تجميع األموال المحولة و التي تكون‬

‫في غالب األحيان منزل احد المياجرين او محل تجاري‪ ،‬عمى أن يستقبل الفرد في البمد األصمي ىذه‬

‫األموال و يقوم فيما بعد بتوزيعيا عمى أصحابيا‪ ،‬و قارة إفريقيا من بين المناطق األكثر استعماال ليذه‬

‫‪ % 08‬من إجمالي‬ ‫التقنية‪ ،‬فعمى سبيل المثال دولة المالي تسجل التحويالت الخاصة بالمياجرين نسبة‬

‫‪26‬‬
‫التحويالت‪.‬‬

‫زد عمى ذلك يوجد مؤسسات تحويل تعط ليا تراخيص عمى مستوى الدول األصمية لممياجرين لكن ال‬

‫تعتمد من طرف الدول المستقبمة لممياجرين‪ ،‬حيث يندرج ىذا النوع من المؤسسات في خانة القنوات الغير‬
‫‪26‬‬
‫‪Sander, Cerstin, Issa Barro, M Sall, Mariell Juhlin, and Coumba Diop. "Etude Sur Le Transfert D’argent Des‬‬
‫‪Émigrés Au Sénégal Et Les Services De Transfert En Microfinance." Document de travail 40 (2003).‬‬

‫‪128‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رسمية‪ ،‬و تعتمد ىذه المؤسسات في تعامالتيا أسس تشبو تمك التي يتعامل بيا البنك حيث يمكن لممياجر‬

‫أي يقدم ضمانات عمى أن تعطى لعائمتو أموال أو سمع التي تحتجيا مقابل سعر يندرج ضمنو تكاليف‬

‫الخدمة و التي تصل إلى ‪ % 50‬من سعر المنتوج او ‪ % 10‬من المبمغ المقترض‪.27‬‬

‫و في خاتمة ىذا المطمب نظرنا عمى أن نتطرق الى كل الطرق التي يعتمدىا المياجر سواء كانت رسمية‬

‫أو غير رسمية في تحويل أموالو في الشكل رقم‪.‬‬

‫شكل رقم ‪ 3-3‬رقم يمثل قنوات التحويل المعتمدة من طرف المهاجرين‬

‫مهاجر عامل بصفة‬ ‫مستقبل األموال‬


‫مؤقت محول أموال‬
‫للبلد األصلي‬ ‫احد أفراد العائلة‬

‫البلد المستقبل‬ ‫وسائل المستعملة في عملية‬ ‫البلد األصلي للمهاجر‬


‫للمهاجر‬ ‫التحويل‬
‫‪ - 1‬بنكتجار ي‬
‫‪_ 1‬بنكتجار ي‬
‫‪ - 1‬شبكا تنظامية دولية‬ ‫‪ - 2‬مؤسسةتحويل عالمية‬
‫‪ -2‬مؤسسةتحويل‬
‫‪ - 2‬تحويل هاتفياو‬ ‫‪ - 3‬البريد‬
‫عالمية‬
‫فاك س‬ ‫‪ - 4‬وكال تالتجميع‬
‫‪-3‬البريد‬
‫‪ - 3‬رسائل هاتفية‬ ‫‪ - 5‬حوالة‬
‫‪ -4‬وكال تالتجميع‬
‫‪ - 4‬تحويل جسد ي‬ ‫‪ - 6‬المستفيد‬
‫‪ -5‬حوالة‬
‫‪ -6‬فرد محول‬
‫‪Source : FMI transaction internationales liées aux envois de fonds 2009‬‬

‫فمن خالل الشكل رقم الحظنا أن جل الطرق المستعممة تعتمد عمى التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬حتى وصل‬

‫و التي تستعمل في التحويالت النقدية ىذا من جية‪،‬ومن‬ ‫‪Bitcoin‬‬ ‫األمر إلى خمق عممة معنوية تسمى‬

‫‪27‬‬
‫‪ÉTUDE RÉALISÉE PAR LE GROUPE DE TRAVAIL VALORISATION ÉCONOMIQUE DE‬‬
‫‪L’ÉPARGNE DES MIGRANTS décembre 2003‬‬

‫‪129‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جية أخرى أصبح المياجرين يعممون عمى نقل التكنولوجيا الحديثة إلى أوطانيم بطريقة أو بأخرى مما‬

‫‪28‬‬
‫يدفع مساىمتيم في التنمية‪.‬‬

‫أثر التحويالت المالية لممهاجرين‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬ا‬

‫إن دوافع التحويالت المالية سواء كانت فردية أو جماعية يصعب تحديدىا بشكل تطبيقي‪ ،‬فان أمكن ذلك‪،‬‬

‫فال يمكن تعميم نتائجيا‪ ،‬وىذا الحكم كان من خالل تصفحنا لدراسات التي أنجزت في ىذا الموضوع و‬

‫تضارب نتائجيا‪ ،‬خاصة تمك التي اىتمت بالمحددات الفردية‪ ،‬لكن من جية أثار ىذه التحويالت لمسنا‬

‫بشكل إجماع عمى أن ىناك نوعين من التأثير األول يكون عمى المستوى الجزئي و المتمثل في الفرد أو‬

‫األسرة المستقبمة و سموكيا نتيجة ىذه التحويالت ‪ ،‬و التأثير الثاني كان عمى مستوى المؤشرات الكمية‬

‫لالقتصاد المستقبل ليذه األموال‪ ،‬إال أن في الحالة األخيرة يجب ان يكون حجم التحويالت ميم جدا لكي‬

‫يمكنو التأثير عمى معالم اقتصاد ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تأثير التحويالت المالية عمى الفرد و األسرة ‪.‬‬

‫من اجل تحديد أىم اآلثار المترتبة عن التحويالت المالية لممياجرين ‪ ،‬رجعنا إلى الدراسات التي كانت في‬

‫ىذا السياق حيث استخمصنا ان التحويالت المالية لممياجرين تؤثر عمى الفرد و األسرة المستقبمة من‬

‫خالل دخميا و إنفاقيا من جية و من جية أخرى نجدىا تؤثر عمى نشاط العائمي‪.‬‬

‫‪- 1‬تأثير التحويالت عمى الدخل و اإلنفاق العائمي‬

‫‪28‬‬
‫‪Almaseanu, Stephen. "Le Traitement Pénal Du Bitcoin Et Des Autres Monnaies Virtuelles." Gazette du‬‬
‫‪palais: Recueil bimestral 134, no. 4 (2014): 2176-79.‬‬

‫‪130‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تساىم التحويالت المالية لممياجرين في التنمية االقتصادية من خالل رفع الدخل العائمي و توجيو اإلنفاق‬

‫‪29‬‬
‫ففي بداية‬ ‫نحو البعد اإلنتاجي‪ ،‬فيذه الزيادة في الدخل تمكن العائمة رفع بعض القيود االستيالكية‪.‬‬

‫األمر نالحظ أن التحويالت المالية ليا اثر مباشر عمى مستوى الدخل العائمي و االستيالك العائمي عمى‬

‫المدى القصير ‪ ،‬حيث ترتفع ميزانية العائمة مباشرة بعد استقبميا ألموال المحولة‪ ،‬مما يترتب عنو زيادة‬

‫في االستيالك‪ ،‬و تشجيع أفراد األسرة المستقبمة عمى العمل من خالل االستثمار‪ ،‬و لتوضيح األمور أكثر‬

‫‪30‬‬
‫البد من فصل بين اثر التحويالت عمى دخل العائمي و أثرىا عمى اإلنفاق العائمي‪.‬‬

‫إن أول الدراسات التي اىتمت بأثر‬ ‫‪ -‬اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى الدخل العائمي ‪:‬‬

‫التحويالت المالية لممياجرين عمى الدخل العائمي‪ ،‬كانت عمى أساس قياس مستوى و طبيعة‬

‫استيالك العائمة المستقبمة ليذه األخيرة‪ ،‬حيث استخمصت ىذه الدراسات عمى ان ىذه التحويالت‬

‫توجو مباشرة الى االستيالك اليومي بما فيو شراء المنازل الذي كان يعبر عنو كسمعة غير‬

‫إنتاجية‪.‬عمى ىذا فزيادة في الدخل يخرج العائمة من الفقر‪ ،‬ىذا الموضوع كان محل اىتمام‬

‫الذي درس تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى الفقر في الدول النامية‪ ،‬و‬ ‫‪d’Adams‬‬ ‫الباحث‬

‫نتائج ىذه الدراسة تمحورت في نقطتين األولى ان ارتفاع نسبة التحويالت لمفرد المستقبل ب ‪10‬‬

‫‪ %‬في البمدان النامية يؤدي إلى انخفاض في نسبة األفراد الذين يعيشون في الفقر إلى ‪،% 3.5‬‬

‫و تمثمت النقطة الثانية عمى أن كل من مستوى اليجرة و التحويالت المالية عبارة عن متغيرات‬

‫تابعة لمفقر أي أنيم يفسرونيا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫"‪Fajnzylber, Pablo, and J Humberto López. "The Development Impact of Remittances in Latin America.‬‬
‫‪Remittances and Development: Lessons from Latin America (2008): 1-19.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Castaldo, Adriana, and Barry Reilly. "Do Migrant Remittances Affect the Consumption Patterns of Albanian‬‬
‫‪Households." South-Eastern Europe Journal of Economics 1, no. 1 (2007): 25-54.‬‬

‫‪131‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى اإلنفاق العائمي‪ :‬يتمثل تأثير التحويالت المالية عمى‬

‫اإلنفاق العائمي من خالل زيادة القدرات االستيالكية لمعائمة المستقبمة ليا ‪،‬كذلك تمكن بعض‬

‫العائالت التي تستطيع ادخار‪ ،‬باستثمار ىذ هاألموال في مشاريع تعود عمييا بالفائدة‪ ،‬من خالل‬

‫شراء معدات أو آالت تكون في أغمبية األحيان فالحية‪ ،‬ما يعمل عمى رفع القدرات اإلنتاجية‬

‫و آخرون عمى مستوى دول‬ ‫‪Paris2009‬‬ ‫لقطاع الريفي ‪ ،‬و ىذا ما ثبتتو الدراسة التي قام بيا‬

‫‪31‬‬
‫جنوب شرق أسيا‪.‬‬

‫كما تعمل ىذه التحويالت عمى تغير السموك االستيالكي لمعائالت المستقبمة ليا ‪ ،‬من خالل‬

‫تقميص حصة االستيالك اليومي ‪ ،‬عمى حساب االستثمار في قطاعات أخرى مثل تكوين أفراد‬

‫األسرة‪ ،‬أو في مشاريع فالحية و حتى صناعية‪ ،‬و تجمت ىذه الخالصة في الدراسة التي قام بيا‬

‫حيث اظيروا العالقة االيجابية بين كل من التحويالت المالية لممياجرين و‬ ‫‪Woodruff et Zeneto‬‬

‫‪32‬‬
‫عدد المؤسسات المنشاة في المكسيك‪.‬‬

‫‪Amuedo-Dorantes et‬‬ ‫غير أن في دراسة أخرى كانت النتائج غير التي تم ذكرىا فنجد ان دراسة‬

‫‪ 2006Pozo‬استخمصت عمى وجود عالقة عكسية بين حجم التحويالت المالية لممياجرين و عدد‬

‫المؤسسات التي تم إنشائيا في طجكستان ‪ ،‬و كان تفسيرىم ليذا أن التحويالت المالية المستقرة و‬

‫‪33‬‬
‫دائمة تقمل من خمق مصدر دخل أخر ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪Paris, Thelma R, Truong Thi Ngoc Chi, Maria Fay Rola-Rubzen, and Joyce S Luis. "Effects of out-Migration‬‬
‫‪on Rice-Farming Households and Women Left Behind in Vietnam." Gender, Technology and Development 13,‬‬
‫‪no. 2 (2009): 169-98.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts Des Migrants: Le Cas Des‬‬
‫'‪Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe journées du développement de l'Association Tiers-Mondes‬‬
‫‪Crises et soutenabilité du développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg‬‬
‫‪et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, 2010.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪Amuedo-Dorantes, Catalina, and Susan Pozo. "Remittances as Insurance: Evidence from Mexican‬‬
‫‪Immigrants." Journal of Population Economics 19, no. 2 (2006): 227-54.‬‬

‫‪132‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تأثير التحويالت المالية عمى النشاط العائمي‪ :‬أثبتت العديد من الدراسات عمى وجود عالقة‬

‫المباشرة بين التحويالت المالية لممياجرين و النشاط العائمي‪ ،‬خاصة في دول أمريكا الالتينية و‬

‫)‪Amuedo-Dorantes et Pozo (2006‬‬ ‫التي كانت محل اىتمام العديد من الباحثين‪،‬فإذا أخدنا دراسة‬

‫التي أنجزت في ضواحي العاصمة ميكسيكوا ‪ ،‬كانت نتائجيا تدل عمى وجود عالقة معنوية بين‬

‫حجم التحويالت المالية و عرض العمل‪،‬أما من جانب رأت النساء انخفاض في عرض العمل‬

‫عمى مستوى الحقول و الذي يكون في غالبيتو قطاع الموازي ‪ ،‬نتيجة ظيور مشاريع فردية تعتمد‬

‫‪34‬‬
‫عمى اآلالت و التي تأثر عمييا التحويالت بالشكل معنوي و ايجابي‪.‬‬

‫عمى ىذه النتائج‪ ،‬أن انخفاض في مناصب العمل بالنسبة لممرأة ال يعني أمر‬ ‫)‪Acosta (2006‬‬ ‫وعمق‬

‫سمبي بل بالعكس‪ ،‬حيث تستطيع المرأة التفرغ لتربية و تعميم أوالدىا‪ ،‬بالتالي العودة إلى القيم‬

‫‪35‬‬
‫االجتماعية األولى‪.‬‬

‫من جانب أخر رأت بعض الدراسات عكس ذلك‪ ،‬أي أن ىناك عالقة عكسية بين التحويالت المالية و‬

‫في المالي استخمصت عمى أن الفرد أو األسرة التي تستقبل‬ ‫‪2005،Azam et Gubert‬‬ ‫مستوى العمل‪ ،‬فدراسة‬

‫األموال المحولة ‪ ،‬ال تبحث عن مناصب شغل ‪ ،‬أو خمق استثمار يوفر ليا دخل إضافي ‪،‬بل تتكل عمى‬

‫‪36‬‬
‫التحويالت التي تبعث ليا‪.‬‬

‫كخالصة ليذا المطمب نجد أن التحويالت المالية لممياجرين تؤثر عمى الدخل العائمي بصفة مباشرة و‬

‫طردية‪ ،‬حيث ىذا االرتفاع يغير من ىيكل اإلنفاق العائمي حيث تستثمر األموال المدخر من طرف العائمة‬

‫‪34‬‬
‫‪Amuedo-Dorantes et Pozo op-cit‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Acosta, Pablo. "Labor Supply, School Attendance, and Remittances from International Migration: The Case of‬‬
‫‪El Salvador." (2006).‬‬

‫‪36‬‬
‫‪Azam, Jean-Paul, and Flore Gubert. "Migrants' Remittances and the Household in Africa: A Review of‬‬
‫‪Evidence." Journal of African Economies 15, no. suppl 2 (2006): 426-62.‬‬

‫‪133‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المستقبمة لتحويالت مما يزيد في اإلنتاجية و خمق مناصب عمل لألفراد العائمة لكن من جية أخرى يمكن‬

‫أن يكون تأثير ىذه الظاىرة سمبي لترخي أسرة المياجر في البحث عن العمل ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تأثير التحويالت المالية لممهاجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة لها‪.‬‬

‫يمكن حصر تأثير التحويالت المالية لممياجرين عمى اقتصاديات بمدانيم األصمية في ثالث محاور و ىذا‬

‫حسب ما الحظناه في الدراسات التي وجية ليذا الموضوع‪ ،‬حيث في البداية سوف نتطرق إلى التحويالت‬

‫المالية كعامل استقرار اقتصادي‪ ،‬ومن ثم نتطرق إلى التحويالت عمى أنيا محفز القتصاد الدول المستقبمة‬

‫ألموال المياجرين‪ ،‬و أخي ار النظر إلى التحويالت كعامل سمبي عمى اقتصاد الدول األصمية لممياجر‪.‬‬

‫‪- 1‬التحويالت المالية كعامل استقرار اقتصادي‬

‫إن دخول أموال المياجرين إلى الدول األصمية ‪ ،‬يحسب في ميزان المدفوعاتيم حيث يبعد خطر عدم‬

‫توازن ىذه األخيرة‪ ،‬زد إلى ذلك رفع من حجم العممة الصعبة عمى مستوى االقتصاد و فيصبح ليذا‬

‫األخير أكثر قدرة عمى االدخار و بالتالي زيادة في معدل االستثمار بنوعيو العمومي و الخاص‪،‬او توجيو‬

‫ىذه األموال إلى قطاع اإلنفاق بحيث يرفع من قدرات االقتصادية من اجل االستيراد‪.‬‬

‫من خالل مالحظة آلية التي تؤثر بيا التحويالت المالية لممياجرين عمى اقتصاد المستقبل ليا يمكن‬

‫تحديد آليتين من خالل وضعين اقتصاديين األول يتمثل في تأثير ىذه التحويالت عمى االقتصاد في‬

‫المستوى العادي لو من خالل المشاركة في النمو االقتصادي و رفع من الناتج المحمي الخام أو تأثيرىا‬

‫من خالل التقميل من حدة األزمات االقتصادية او المالية التي يمر بيا ىذا االقتصاد‪ ،‬ففي دراسة قام بيا‬

‫عمى ‪ 70‬دولة مستقبمة ألموال المياجرين استخمص عمى أن ىناك انخفاض‬ ‫‪Adolfo Barajas‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪37‬‬
‫و تؤكد ىذه الدراسة دراسة‬ ‫معنوي في تقمبات نمو الناتج المحمي الخام كان ناتج عن ىذه التحويالت‬

‫‪37‬‬
‫‪Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, and Anjali Garg. "The Global Financial Crisis‬‬
‫‪and Workers' Remittances to Africa: What's the Damage?". (2010).‬‬
‫‪134‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫استنتجت أن لتحويالت المالية لممياجرين تزيد من سرعة زيادة معدل النمو‬ ‫‪Lee 2011‬‬ ‫أخرى قام بيا‬

‫االقتصادي أو عمى األقل الحد من األزمات االقتصادية الخارجية‪. 38‬‬

‫‪،‬‬ ‫)‪Coulibaly (2009‬‬ ‫يتجمى دور التحويالت المالية محل الدراسة كعامل استقرار في الدراسة التي قدميا‬

‫حيث أظيرت ىذه األخيرة عمى أن التحويالت تساعد في خفض حدة تقمبات مستوى التضخم في حالة‬

‫األزمات المالية و االقتصادية العالمية نتيجة المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬شريطة أن الدولة المستقبمة ال‬

‫‪39‬‬
‫يكون ليا نظام مصرفي متطور‪.‬‬

‫من خالل تطرقنا لدراسات السابقة يمكن القول أن بإمكان التحويالت المالية ان تمعب دور عامل استقرار‬

‫في الدول المستقبمة ليا ‪ ،‬خاصة الدول النامية منيا‪ ،‬و ىذا عمى حسب البنية الييكمية لالقتصاد من جية‪،‬‬

‫ومن جية أخرى عمى حسب حجم ىذه التحويالت‪ .‬فإذا كانت النسبة التحويالت المالية عمى الناتج‬

‫المحمي اإلجمالي اقل من ‪ %8‬فسنممس دور استقرار الذي تمعبو ىذه التحويالت أما إذا كانت ىذه النسبة‬

‫أكثر من ‪ 17%‬فيحدث العكس أي تساىم التحويالت في اضطراب مكونات االقتصاد و الزيادة في‬

‫‪40‬‬
‫مضاعفات األزمة‪.‬‬

‫‪- 2‬التحويالت المالية لممهاجرين كعامل محفز لالقتصاد الدول المستقبمة لها‬

‫يعتبر كل من النمو االقتصادي‪ ،‬التوجو المقاوالتي و تراكم رأس المال الثابت متغيرات يمكن استعماليا‬

‫لمعرفة نوع التأثير الذي تفرضو التحويالت المالية الخاصة بالمياجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة‬

‫ليا‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪Singh, Raju Jan, Markus Haacker, Kyung-woo Lee, and Maëlan Le Goff. "Determinants and Macroeconomic‬‬
‫‪Impact of Remittances in Sub-Saharan Africa." Journal of African Economies 20, no. 2 (2011): 312-40.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪Coulibaly, Dramane. "Macroeconomic Determinants of Migrants' Remittances: New Evidence from a Panel‬‬
‫‪Var." (2009).‬‬

‫‪40‬‬
‫‪Combes, Jean-Louis, and Christian Ebeke. "Remittances and Household Consumption Instability in‬‬
‫‪Developing Countries." World development 39, no. 7 (2011): 1076-89.‬‬

‫‪135‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل تصفحنا لدراسات السابقة في ىذا المجال و جدنا أن اثر التحويالت المالية لممياجرين يؤخذ‬

‫بعدين ‪ ،‬البعد األول يكون تأثير مباشر‪ ،‬أي التحويالت المالية لممياجرين تؤثر بشكل مباشر عمى النمو‬

‫االقتصادي‪ ،‬أما البعد الثاني يؤخذ التأثير عمى انو غير مباشر‪ ،‬حيث عمى الباحث دراسة تأثير‬

‫‪ ،41‬لكن أول الدراسات تعتمد‬ ‫التحويالت المالية عمى مكونات التي تؤثر بدورىا عمى النمو االقتصادي‬

‫عمى إيجاد العالقة بين التحويالت محل االىتمام و الناتج الوطني‪ ،‬حيث كان يكشف عن ىذا التأثير من‬

‫خالل مالحظة التغير الحاصل في الناتج الوطني الخام‪ ،‬نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام أو معدل‬

‫‪ 5‬سنوات‪42 .‬جل الدراسات تستخمص أن لتحويالت المالية‬ ‫متوسط الناتج الوطني الخام العائم في فترة‬

‫لممياجرين اثأر عمى النمو االقتصادي في المدى القريب و المدى البعيد‪ ،‬و ىذا ما حاول تبيانو الباحث‬

‫‪43‬‬
‫من خالل الدراسة عمى مجموعة من الدول‪.‬‬ ‫‪Rao2011‬‬

‫فتأثير التحويالت يمكن إيجاده في المدى القريب من خالل تتبع معدل النمو االقتصادي السنوي و عالقتو‬

‫بحجم التحويالت المالية‪.‬أما األثر محل الدراسة ال يمكن تتبعو بعالقة مباشرة في المدى البعيد إال بإدراج‬

‫المتغيرات المفسرة لنمو االقتصادي عن طريق نموذج النمو االقتصادي الداخمي‪ ،‬و الذي يعبر عنو‬

‫بنصيب الفرد من الناتج المحمي الخام‪ ،‬بأخذ استق اررية المتغيرات كشرط أساسي‪.‬حيث كانت نتائج‬

‫الدراسات التي اعتمدت عمى ىذا نوع من النماذج أن لتحويالت المالية لممياجرين تأثير مباشرة غير‬

‫معنويي عمى النمو االقتصادي‪ ،‬أما تأثير التحويالت المالية عمى المتغيرات المفسرة لنمو االقتصادي كان‬

‫معنوي و تشمل ىذه المتغيرات كل من تراكم راس المال الثابت‪ ،‬الكتمة النقدية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, and Anjali Garg. "The Global Financial Crisis and‬‬
‫‪Workers' Remittances to Africa: What's the Damage?". (2010).‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Chami, Ralph, Samir Jahjah, and Connel Fullenkamp. Are Immigrant Remittance Flows a Source of Capital‬‬
‫‪for Development. International Monetary Fund, 2003.‬‬
‫‪43‬‬
‫"‪Rao, B Bhaskara, and Gazi Mainul Hassan. "A Panel Data Analysis of the Growth Effects of Remittances.‬‬
‫‪Economic modelling 28, no. 1 (2011): 701-09.‬‬

‫‪136‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ان التأثير محل الدراسة و المتمثل في اثر التحويالت المالية لممياجرين عمى النمو االقتصادي يمكن أن‬

‫يكون ايجابي و ىذا ما اثبتتو العديد من الدراسات‪ ،‬و التي أخذت ىذا األخير من عدة جوانب ‪ ،‬فدراسة‬

‫تمحورت عمى ان التحويالت المالية تعمل في زيادة حجم األموال المدخرة و مستثمرة‬ ‫‪Woodruff et Zeneto‬‬

‫في إنشاء مؤسسات مصغرة التي بدورىا تقضي عمى البطالة ‪ ،‬و ىذا ما تم مشاىدتو من طرف الباحثين‬

‫‪44‬‬
‫في المكسيك‪.‬‬

‫أن التحويالت المالية تزيد من إنتاجيةالقطاع الفالحي‪ ،‬و التي‬ ‫)‪Lucas (1987‬‬ ‫في دراسة أخرى استنتج‬

‫تترجم باقتناء المعدات الفالحية الحديثة من طرف عائمة المياجر بمساعدة تحويالت ىذا األخير‪.‬‬

‫ما الحظناه في دراسة اثر االيجابي عمى استثمار ان جل الدراسات كانت تركز عمى المياجرين العائدين‬

‫‪45‬‬
‫عمى تونس‪.‬‬ ‫‪2004 ،Mesnard‬‬ ‫إلى أوطانيم األصمية مثل دراسة التي قام بيا‬

‫‪- 3‬اثر السمبي لمتحويالت المالية لممهاجرين عمى النمو االقتصادي‬

‫ككل الدراسات االقتصادية‪ ،‬و التي تتضارب نتائجيا‪ ،‬فاثر التحويالت المالية لممياجرين ال تسمم من ىذا‬

‫الواقع حيث يمكن أن يكون ليا أثار سمبية عمى اقتصاديات الدول التي تستقبميا عمى عكس النتائج التي‬

‫تطرقنا إلييا سابقا‪.‬‬

‫يتجمى األثر السمبي لتحويالت المالية لممياجرين عمى انو عامل يخمق ما يسمى بالعمة اليولندية و التي‬

‫تفقد االقتصاد توازنو التنموي‪ ،‬من خالل تعمق األفراد المستقبمين لتحويالت بيا‪ ،‬و عدم بحثيم عن منصب‬

‫شغل أو التكوين من اجل الحصول عمى عمل‪ ،‬و لوحظت ىذه الظاىرة في الدول صغيرة الحجم و التي‬

‫يكون التحويل المالي أىم مصدر دخل ليا‪ 46‬عمى غرار جزر الكاريبي و طاجاكستان‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪Edwards, Jeffrey A, and Jennis J Biser. "The Interactive Effect of Remittances and Civil Liberties on‬‬
‫‪Investment and Consumption." International Journal of Development Issues 10, no. 1 (2011): 20-33.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Mesnard, Alice. "Temporary Migration and Self-Employment: Evidence from Tunisia." Brussels economic‬‬
‫‪review 47, no. 1 (2004): 119-38‬‬
‫‪46‬‬
‫‪Acosta, Pablo A, Nicole Rae Baerg, and Federico S Mandelman. "Financial Development, Remittances, and‬‬
‫‪Real Exchange Rate Appreciation." (2009).‬‬

‫‪137‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من جية أخرى يمكن لتحويالت المالية لممياجرين أن تزيد في القدرة الشرائية لألسر المستقبمة مما يرفع‬

‫الطمب الكمي عمى سمع مقابل انخفاض العرض لإلنتاج المحمي ما يدفع إلى زيادة في التضخم‪ ،‬الذي يقمل‬

‫من رفاىية األسر التي ال تستقبل أموال محولة من جية و من جية أخرى تؤثر ىذه التحويالت عمى الرفع‬

‫‪47‬‬
‫من معدل التضخم الناتج عن استراد المواد االستيالكية لمواجية الطمب المتزايد‪.‬‬

‫نجد كذلك أن التحويالت المالية تعمل عمى تضخم أسعار موارد اإلنتاجية كأراضي الزراعية أين لمس‬

‫‪ % 600‬خالل ‪10‬‬ ‫في دراسة أجراىا في مصر ان سعر األراضي الراعية ارتفع بنسبة‬ ‫‪Adams 1991‬‬

‫‪48‬‬
‫سنوات نتيجة أموال المياجرين المحولة ما يعمل عمى رفع في أسعار المواد االستيالكية‪.‬‬

‫تعمل التحويالت المالية لممياجرين عمى تحفيز لميجرة‪ ،‬خاصة ىجرة األدمغة التي تبحث عن تعظيم‬

‫أجورىا و مساعدة عائمتيا‪ ،‬ما ينقص من وتيرة التنمية باعتبار ىذه األخيرة من بين أىم العوامل‪ ،‬و‬

‫عمى ‪ 37‬دولة نامية استخمصت عمى أن حجم الكبير لتحويالت يحفز‬ ‫‪Beine 2001‬‬ ‫الدراسة التي أنجزىا‬

‫األدمغة عمى ترك بمدانيم األصمية و الحصول عمى مستوى أجور مرتفع ‪،‬لمحصول عمى حياة أفضل‬

‫لمعائمة‪49،‬و ال نممس اثر ىذه الظاىرة إال في الدول الصغيرة‪.‬‬

‫ىذه الدراسة النظرية لألثر التحويالت المالية لممياجرين أثبتت تضارب في النتائج حول أىمية التحويالت‬

‫المالية لممياجرين عمى اقتصاديات الدول المستقبمة ليا‪ ،‬فميذا سوف نحاول معرفة اثر ىذه التحويالت‬

‫عمى اقتصاد الجزائري و إلى أي فريق ستنحاز دراستنا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪McCormick, Barry, and Jackline Wahba. "Overseas Employment and Remittances to a Dual Economy." The‬‬
‫‪Economic Journal 110, no. 463 (2000): 509-34.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Adams, Richard H. "The Economic Uses and Impact of International Remittances in Rural Egypt." Economic‬‬
‫‪Development and Cultural Change (1991): 695-722.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪Beine, Michel, Frédéric Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Economic Growth: Theory and‬‬
‫‪Evidence." Journal of Development Economics 64, no. 1 (2001): 275-89.‬‬

‫‪138‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثالث‪ :‬واقع التحويالت المالية لممهاجرين في الجزائر‪.‬‬

‫تعد الجزائر من أىم الدول المصدرة لممياجرين‪ ،‬حيث بمغ عددىم في سنة ‪1.21 ، 2009‬مميون مياجر ‪،‬‬

‫ما جعل االقتصاد الوطني يستقبل ما يقارب ‪ 2‬مميار دوالر في سنة ‪،2010‬حيث تمثل ىذه األموال نسبة‬

‫‪90‬‬ ‫‪ % 2‬من الناتج المحمي الخام‪ ،‬و إذا أخذنا أن االقتصاد الجزائري يعتمد عمى عوائد البترول بنسبة‬

‫‪،%‬فان التحويالت المالية لممياجرين تأتي في المرتبة الثانية من حيث أىمية‪ ،‬باعتبارىا المصدر الثاني‬

‫لمعممة الصعبة في الجزائر‪.‬‬

‫تحول ىذه األموال بالنسبة كبيرة من أوروبا حيث بمغة ىذه األخيرة ‪ % 94.7‬في سنة ‪ ،2006‬نتيجة تواجد‬

‫اكبر جزء من المياجرين الجزائريين نتيجة قرب المسافة لمجزائر‪ ،‬و تأتي فرنسا في المرتبة األولى من‬

‫حيث تحويالت الجزائريين بنسبة ‪ ،% 90‬نتيجة تواجد ما يقارب مميون جزائري مقيم بفرنسا و ىذا راجع‬

‫إلى حقبة االستعمارية‪ ،‬و الشكل التالي يمثل أىم الدول المصدرة لتحويالت المالية لممياجرين الجزائريين‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ 4-3‬يمثل أهم الدول المصدرة لتحويالت المالية لممهاجرين الجزائريين‬

‫‪1800000‬‬
‫‪1600000‬‬
‫‪1400000‬‬
‫‪1200000‬‬
‫‪1000000‬‬
‫‪800000‬‬ ‫‪Série1‬‬
‫‪600000‬‬
‫‪400000‬‬
‫‪200000‬‬
‫‪0‬‬
‫فرنسا‬ ‫اسبانيا‬ ‫بريطانيا‬ ‫ايطاليا‬ ‫بلجيكا‬ ‫الو‪.‬م‪.‬ا‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالب باعتماد عمى قاعدة البيانات خاصة بموضوع الهجرة ‪I- map‬‬

‫‪139‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كباقي الدول اإلفريقية فان التحويالت المالية لممياجرين الجزائريين تسمك قنوات رسمية و غير رسمية‪،‬‬

‫‪% 53‬من إجمالي التحويالت ‪،50‬‬ ‫فتحويالت عبر القنوات الرسمية بمختمف أجيزتيا نجدىا تمثل نسبة ‪،‬‬

‫إلى‬ ‫‪western union‬‬ ‫ىذا ما دفع الحكومة الجزائرية و المؤسسات العالمية المختصة و متمثمة خاصة في‬

‫تغطية ‪ % 90‬من التراب الوطني حيث عممت ىذه التغطية إلى تقميص مشقة التنقل إلى البنوك باعتبار‬

‫أن شركة تعاقدت مع بريد الجزائر و المتواجد عمى مستوى كل بمديات الوطن‪ ،‬زد إلى ذلك تخفيض‬

‫تكاليف التحويل لممياجرين الجزائريين و الجدول التالي يمثل تكاليف التحويل المالي لممياجر الجزائري‬

‫عبر ىذه الشبكة‪:‬‬

‫جدول رقم ‪ 2-3‬يمثل تكاليف تحويل األموال ألهم المؤسسات في الجزائر‬

‫نوع المؤسسة المحولة‬ ‫بريد الجزائر‬ ‫شركة الخاصة لتحويل األموال‬


‫تحويل عادي‬ ‫تحويل السريع‬ ‫‪western‬‬ ‫‪western union‬‬
‫نوع التحويل‬ ‫‪union‬‬
‫مدة التحويل‬ ‫‪ 10‬أيام‬ ‫يومين‬ ‫آني‬ ‫آني‬
‫‪100‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪Source : www.envoidargent.org‬‬

‫‪western‬‬ ‫من خالل الجدول نالحظ أن تكاليف التحويالت المالية لممياجر لبريد الجزائر مع وساطة شركة‬

‫ىي األقل بالنسبة عمى التحويالت التي تكون مباشرة مع الشركة العالمية إال أن مدة التحويل تكون‬ ‫‪union‬‬

‫‪.‬‬ ‫وكاالت ‪western union‬‬ ‫األقل و بأقل التكاليف عند التحويل اآلني المباشر عبر‬

‫فالتحويالت المالية لممياجرين تتكون من مدخرات المياجر المقيم بالخارج و أجور المتقاعدين الذين عادوا‬

‫إلى ارض الوطن و تحول أمواليم من طرف الصناديق التقاعد بالخارج‪ ،‬و تستحوذ البنوك الجزائرية عمى‬

‫النسبة األكبر من ىذه التحويالت نتيجة وجوب عمى المستفيد ان يكون لو حساب جاري من اجل استقبال‬

‫‪50‬‬
‫‪NATION UNIES COMMIION ECONOMIQUE POUR L’AFRIQUE migration internationale ET‬‬
‫‪DEVELOPPMENT EN AFRIQUE DU NORD 2007‬‬

‫‪140‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 1.6‬مميون‬ ‫ىذه األموال‪ ،‬فبنك الجزائري لتنمية المحمية يأتي في المرتبة األولى بحجم تحويالت يقدر ب‬

‫دوالر في سنة ‪، 2012‬و الشكل التالي يمثل أىم البنوك المحولة ألموال المياجرين في الجزائر‪.‬‬

‫شكل رقم‪ 5-3‬يمثل أهم المؤسسات التي يعتمد عميها المهاجر الجزائري في تحويل أمواله‬

‫‪1500000‬‬

‫‪1000000‬‬
‫‪Série1‬‬
‫‪500000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪BADR‬‬ ‫‪POSTE ALG‬‬ ‫‪CITI BANK‬‬

‫‪I- map‬‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة البيانات خاصة بموضوع الهجرة‬

‫أما األموال التي تحول عبر القنوات الغير الرسمية‪ ،‬فيناك صعوبة من اجل إعطاء أرقام دقيقة حوليا ‪،‬‬

‫إال المتفق عمية ىو احتالليا نسبة كبيرة من حجم التحويالت‪ ،‬نتيجة ارتفاع سعر الصرف الموازي‪ ،‬و‬

‫نشاط األسواق الموازية في الجزائر حيث ‪ ،‬يصل سعر ‪ 1‬أوروا إلى ‪ 150‬دج‪ ،‬مقابل ‪ 103‬دج في البنوك‬

‫الوطنية‪ ،‬من جية نجد إن التحويالت المالية لممياجر الجزائري تكون سنوية ‪ ،‬فمن خالل دراسة أجريت‬

‫‪16‬‬ ‫عن خصائص المياجر في التحويل‪ ،‬استخمصت أن المياجر الجزائري تكون تحويالتو سنوية بنسبة‬

‫‪ %‬و متوسط تحويالتو يفوق ‪ 1000‬أوروا ‪.‬‬

‫بالنسبة الستخدام ىذه األموال في االقتصاد الجزائري‪ ،‬فنجدىا بصفة عامة توجو الى االستثمار من خالل‬

‫انشاء مؤسسات صغيرة و متوسطة في جميع القطاعات‪ ،‬حيث نجد ان قطاع التصنيع ياتي في المرتبة‬

‫‪141‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االولى و ىذا حسب تقارير الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬و الجدول التالي يمثل توزيع مشاريع‬

‫المياجرين حسب القطاعات‪:‬‬

‫‪ )6-3‬رقم توزيع مشاريع المهاجرين الجزائريين حسب القطاعات‬ ‫شكل(‬

‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Série1‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫قطاع الفالحي‬ ‫قطاع البناء‬ ‫قطاع الصناعي‬ ‫قطاع النقل‬ ‫قطاع السياحي‬ ‫قطاع الخدمات‬

‫االستثمار‪L’ANDI 2012‬‬ ‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير‬

‫من خالل الشكل أعاله نالحظ أن ‪ ،‬القطاع الصناعي ىو أىم قطاع يستقطب استثمارات المياجرين بقيمة‬

‫‪ 17‬استثمار‪ ،‬نتيجة تحكم ىذه األخيرة بتكنولوجيا الحديثة خالل فترة إقامتيم في الميجر ما زادة من حجم‬

‫تطمعاتيم المستقبمية لتوجيات االستيالكية عمى مستوى الوطني‪ ،‬و ثاني أىم القطاع مستقطب ألموال‬

‫المياجرين نجد كل من قطاع الخدمات و قطاع البناء بقيمة ‪ 12‬و ‪ 11‬مشروع عمى التوالي‪ ،‬وىذا راجع‬

‫العتبار ىذين القطاعين من البين األحسن من حيث المرودية في الجزائر‪.‬‬

‫لكن يبقى حجم التحويالت الموجية إلى االستثمار يبقى قميل جدا بالنسبة لحجميا الكمي حيث لم تتعدى‬

‫حجم التحويالت االستثمارية ‪ 2‬مميار دج و الجدول التالي يمثل حجم االستثمارات الموجية لكل قطاع‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل رقم (‪ )7-3‬يمثل حجم االستثمارات الخاصة بالمهاجرين ‪/‬مميون دج‬

‫‪6000‬‬

‫‪5000‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪3000‬‬
‫‪Série1‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪0‬‬
‫قطاع الخدمات قطاع السياحي قطاع النقل قطاع الصناعي قطاع البناء قطاع الفالحي‬

‫‪L’ANDI‬‬ ‫المصدر الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪2012‬‬

‫من خالل الشكل نالحظ أن الجزء األكبر من أموال المياجرين يأخذىا القطاع الصناعي نتيجة ‪ ،‬ارتفاع‬

‫‪ ,‬و الشيء‬ ‫أسعار اآلالت المستعممة و اليد العاممة الماىرة التي يحتجيا ىذا النوع من االستثمارات‬

‫االيجابي الذي نستخمصو من ىذا الشكل ‪ ,‬ان المياجر الجزائري يعمل عمى نقل التكنولوجيا‪ ,‬حيث تعمل‬

‫ىذه األخيرة كعامل يكسبو ميزة تنافسية في السوق الجزائرية ‪ ،‬و تشغل ىذه المشاريع ‪ 1450‬عامل و يأخذ‬

‫‪ 1100‬عامل‪ ،‬و الشكل التالي يمثل‬ ‫كل من القطاع الصناعي و قطاع البناء من اكبر حصة منيا ب‬

‫عدد العمال المشغمين من طرف المياجرين لكل قطاع‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ )8-3‬يمثل حجم اليد العاممة في استثمارات المهاجرين في الجزائر‬ ‫شكل رقم (‬

‫‪800‬‬

‫‪700‬‬

‫‪600‬‬

‫‪500‬‬

‫‪400‬‬
‫‪Série1‬‬
‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫قطاع الفالحي‬ ‫قطاع البناء‬ ‫قطاع الصناعي‬ ‫قطاع النقل‬ ‫قطاع الخدمات قطاع السياحي‬

‫‪L’ANDI‬‬ ‫مصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪2012‬‬

‫من خالل الشكل الممثل أعاله‪ ,‬نالحظ أن القطاع الصناعي يستقطب اكبر نسبة من التشغيل في‬

‫مؤسسات المياجرين العائدين‪ ,‬ما يعمل عمى تطوير المؤىالت لمعامل الجزائري و مواكبتو لتطور‬

‫التكنولوجي العالمي‪ ,‬خصوصا و ان الجزائر مقبمة إلى االنضمام بصفة كمية إلى المنظمة العالمية لتجارة‪.‬‬

‫و في األخير نشير إلى اعتمدنا إال عمى األرقام الخاصة بالوكالة الوطنية الستثمار‪ ،‬حيث يمكن أن تكون‬

‫‪ % 33‬من‬ ‫مشاريع أخرى غير مسجمة عمى مستوى الوكالة‪ ،‬مثل المحالت التجارية و التي يشتغل بيا‬

‫‪51‬‬
‫حجم المياجرين العائدين‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪Projet de MIREM migration de retour et création des entreprises 2008‬‬

‫‪144‬‬
‫التحويالت املالية للمهاجرين‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خاتمة الفصل‬

‫تعد التحويالت المالية لممياجرين من بين أىم المصادر التي تعتمد عمييا بعض الدول في تفعيل حركتيا‬

‫التنموية‪ ،‬خاصة تمك الدول التي تعد فقيرة عمى غرار الدول اإلفريقية أو الدول التي تكون صغيرة المساحة‬

‫و التعداد السكاني مثل الدول الكاريبي حيث تعمل ىذه التحويالت كمصدر الستثمار الفردي او الجماعي‬

‫مما يخفض في نسبة البطالة‪ ،‬إال أن ىذه النتيجة ال تكون نفسيا بالنسبة لدول أخرى حيث أثبتت بعض‬

‫الدراسات لدور السمبي الذي تمعبو التحويالت المالية لممياجرين عند توجيييا الستيالك العائمي لممواد‬

‫المستورة عمى حساب اإلنتاج الوطني‪.‬‬

‫كما يمكن ليذه التحويالت أن تخمق أزمات مالية عمى مستوى الدول التي تستقبميا‪ ،‬من خالل التعامل بيا‬

‫في أسواقيا الموازية‪ ،‬مما يؤثر عمى مستوى سعر الصرف فييا‪ ،‬وىذه اآللية تكون في خالة ارتفاع تكاليف‬

‫التحويل في الجياز المصرفي عمى مستوى الدول المستقبمة‪ ،‬و نتيجة ىذا لحظنا بعض الدول تحاول خمق‬

‫أنظمة مصرفية تتالءم مع مطالب المياجرين‪ ،‬كما يمكن لتحويالت المالية الرفع من مستوى التضخم‪ ،‬ما‬

‫يجعل األسر التي ال تستقبل أموال المياجرين تحت مستوى الفقر‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‬
‫بعد تطرقنا إلى الجانب النظرم لكؿ مف ظاىرة اليجرة الدكلية ك تاثيراتيا عمى الدكؿ المستقبمة خاصة ‪،‬‬

‫مف خالؿ تسميط الضكء عمى نظرية االستدراؾ التنمكم‪ ،‬حيث كجدنا أف ىناؾ تضارب حكؿ تأثير ىذه‬

‫التحكيالت عمى اقتصاديات الدكؿ المستقبمة ليا ‪ ،‬فمف ناحية تعتبر ىذه التحكيالت ايجابية ك ذلؾ مف‬

‫خالؿ دفعيا بعجمة النمك ك التنمية االقتصادية‪ ،‬ك سمبية مف خالؿ كبحيا لمنمك االقتصادم‪ ،‬ك عمى ىذا‬

‫ك مف خالؿ ىذا الفصؿ ك كمرحمة أكلى سنحاكؿ دراسة تأثير التحكيالت المالية لممياجريف عمى االقتصاد‬

‫الجزائرم باستعماؿ نمكذج يمكننا مف معرفة ىذا التأثير عمى المدل القريب ك البعيد ك كذا إيجاد العالقة‬

‫التي تربط بيف النمك االقتصادم ك ىذه التحكيالت ‪ ,‬أما المرحمة الثانية مف الدراسة سكؼ نحاكؿ‬

‫معرفة أىـ لمحددات استثمار المياجر في ارض الكطف‪ ،‬ك األسباب التي تحكؿ دكف ذلؾ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫‪149‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مف خالؿ تصفحنا ؿألعماؿ التي عالجت ظاىرة تأثير اليجرة الدكلية عمى البمداف النامية مف خالؿ‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف‪ ،‬كجدنا أف ظاىرة اليجرة الدكلية معقدة إلى درجة أف البحكث اىتمت بيا‬

‫عمى المستكل الكمي ك الجزئي‪ ،‬مف حيث دراسة تأثيرىا إما عمى محددات االقتصاد الكمي ك المتمثمة في‬

‫كؿ مف النمك اإلقتصادم‪ ،‬االستثمار‪ ،‬الصادرات ك الكاردات أك عمى مستكل الفرد المياجر مف خالؿ فيـ‬

‫آلية اليجرة ك محدداتيا الشخصية‪ ،‬أك المتغيرات التي تدفع الفرد إلى تحكيؿ أمكالو إلى البمد األصمي‪ ،‬ك‬

‫عمى ىذا سكؼ نعرض بعض الدراسات السابقة عمى كؿ مف المستكل الكمي القتصاد أك الجزئي الذم‬

‫يمثؿ مستكل الفرد ك الجماعة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الدراسات السابقة عمى المستوى الكمي‪.‬‬

‫‪.)R-‬‬ ‫‪Faini‬‬ ‫‪- 1‬دراسة (‪2007‬‬

‫في ىذه الدراسة حاكؿ الكاتب دراسة تأثير ظاىرة اليجرة الدكلية عمى مجمكعة مف البمداف النامية‪ ،‬عمى‬

‫ثالث مستكيات‪ ،‬حيث شمؿ المستكل األكؿ إيجاد العالقة بيف اليجرة الدكلية ك درجة رفاىية المجتمعات‬

‫األصمية ‪ ،‬أما المستكل الثاني عمؿ الباحث عمى تحديد نكع االرتباط المكجكد بيف التحكيالت المالية ك‬

‫التركيبة البشرية لممياجريف مف حيث التأىيؿ‪ ،‬فيما يخص المستكل األخير قاـ الباحث بإيجاد نكع العالقة‬

‫بيف التحكيالت المالية ك النمك االقتصادم في الدكؿ النامية التي تككف مستقبمة ليذه التحكيالت‪.‬‬

‫فكانت نتائج ىذه الدراسة عمى النحك التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تؤثر اليجرة الدكلية سمبيا عمى رفاىية المجتمعات األصمية نتيجة ىجرة األدمغة‪.‬‬

‫‪ -‬ال يكجد أم صحة لمفرضية التي تقكؿ أف ىجرة األدمغة تحث أفراد المجتمعات األصمية عمى االستثمار‬

‫في التككيف مف اجؿ اليجرة‪ ،‬حيث أف المياجريف ذكم التككيف العالي ال يحكلكف أمكاؿ إلى أكطانيـ‬

‫األصمية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬المستكيات الضعيفة لمعدالت النمك في البمداف النامية تؤدم إلى انخفاض حجـ التحكيالت فييا‪ ،‬مما‬

‫يترتب عنو تضاعؼ األزمة‪.‬‬

‫‪- 2‬دراسة (‪)Laetitia Duval et François-Charles Wolff 2010‬‬

‫اعتمدت ىذه الدراسة عمى إدخاؿ متغير تابع ييـ المناطؽ االستكائية ك التي بيا غطاء غابي كبير‪ ،‬ك‬

‫يتمثؿ ىذا المؤشر في مساحة الغطاء الغابي ‪ ،‬حيث تمحكرت إشكالية البحث حكؿ معرفة اثر التحكيالت‬

‫المالية لممياجريف عمى الثركة الغابية لمدكؿ االستكائية‪ ،‬التي تتكفر في معظميا عمى غطاء غابي كبير‪،‬‬

‫فشممت العينة ‪ 102‬دكلة في العالـ‪ ،‬فكانت نتائج البحث‪،‬عمى النحك التالي‪:‬‬

‫لمتحكيالت المالية اثر ايجابي في محاربة الفقر مف خالؿ إنشاء استثمارات تعتمد عمى أساليب حديثة في‬

‫الزراعة‪ ،‬حيث تعتمد أسرة المياجر عمى استعماؿ ىذه التقنيات في زيادة المساحة الزراعية عمى حساب‬

‫الثركة الغابية مما ييدد التكازف الطبيعي لمدكلة ك المنطقة‪ ،‬التي في األصؿ تنفؽ ميزانيات ضخمة في‬

‫المحافظة عمييا‪ ،‬ك عميو استخمص الباحث‪ ،‬أف لمتحكيالت المالية اثر ايجابي عمى مستكل األسرة‬

‫المستقبمة ليا‪ ،‬ك ىذا بزيادة رفاىيتيا‪ ،‬أما عمى المستكل الكطني فنجد اف تأثيرىا سالب ك ىذا بإنياؾ‬

‫الثركة الغابية مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تعظيـ النفقات الحككمية عمى مستكل ىذا القطاع‪.‬‬

‫‪)Marie Coiffard‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪- 3‬دراسة (‬

‫عممت ىذه الدراسة عمى إيجاد المحددات االقتصادية الكمية لمتحكيالت المالية لممياجريف الطاجاكستانيف‪،‬‬

‫ك ىذا بعد األزمة المالية األخيرة ‪ ،‬فاستخمصت الباحثة اف التحكيالت المالية لممياجريف الطاجاكستانيف‬

‫مرىكنة بكضعية االقتصاد الركسي ‪ ،‬حيث اف أغمبية المياجريف يعممكف في ركسيا‪ ،‬ك أجكرىـ مرىكنة‬

‫بمستكل االقتصاد الركسي‪ ،‬ك خمص الباحث اف األزمة المالية األخيرة أثرت بشكؿ مباشر عمى االقتصاد‬

‫‪151‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الركسي ك بشكؿ غير مباشر عمى االقتصاد الطاجاكستاني مف خالؿ نقص التحكيالت المالية التي تعتبر‬

‫المصدر الرئيسي لمعممة الصعبة‬

‫‪- 4‬دراسة (جمال بووايور ‪)2013‬‬

‫شممت ىذه الدراسة عمى إظيار األثر المترتب عف التحكيالت المالية لممياجريف عمى تركيبة االقتصاد‬

‫المغربي‪ ،‬مف خالؿ إيجاد العالقة بيف ىذه التحكيالت ك تطكر الجياز المصرفي‪ ،‬حيث استخمص الباحث‬

‫أف ىناؾ اثر ايجابي لمتحكيالت المالية لممياجريف عمى تطكر الجياز المصرفي‪ ،‬بحيث عمدت السمطات‬

‫المغربية عمى تطكير ىذا الجياز كسياسة لالستغالؿ األمثؿ ليذه األمكاؿ‪ ،‬ك ذىب الباحث إلظيار ىذا‬

‫‪ 2009‬الذم كصؿ الى ‪ . % 5‬في‬ ‫االستغالؿ األمثؿ مف خالؿ معدؿ النمك االقتصادم المسجؿ في‬

‫المستكل الثاني مف الدراسة اظير الباحث اف التشريعات القانكنية عممت عمى تحسيف حسف استغالؿ‬

‫أمكاؿ المياجريف المحكلة‪ ،‬إال أف ىذا األمر ال يرقى إلى المستكل المطمكب‪ ،‬حيث كجدت الحككمة‬

‫المغربية صعكبة في تكجيو ىذه التحكيالت إلى االستثمار‪ ،‬رغـ تزايد حجميا‪.‬‬

‫‪- 5‬دراسة (محمد جالل ‪) 2014‬‬

‫حاكؿ الباحث في ىذه الدراسة البحث عف العالقة المكجكدة بيف حجـ التحكيالت المالية لممياجريف‬

‫المغاربة ك سكؽ العمؿ في المغرب‪ ،‬فكانت نتائجو تشير إلى أف التحكيالت المالية لممياجريف تمعب دكر‬

‫التاميف عمى البطالة‪ ،‬حيث الحظ أف الزيادة في معدالت البطالة تزيد مف حجـ التحكيالت المياجريف إلى‬

‫المغرب‪ ،‬ما يعمؿ عمى الزيادة في معدالت االستثمار الفردم عمى مستكل اإلقتصاد‪ ،‬إال انو أشار إلى أف‬

‫‪152‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ىذه التحكيالت ال يمكف أف تضمف التشغيؿ الكامؿ لمعاطميف عف العمؿ في السكؽ المغربية‪ ،‬النو ليس‬

‫لكؿ األسر المغربية مياجريف يضمنكف ليا تحكيالت مالية‪.‬‬

‫‪- 6‬دراسة (سامي بن ميم و فاطمة مبروك ‪)2014‬‬

‫تمحكرت دراسة الباحثيف عمى عينة مف الدكؿ النامية ( ‪ 19‬دكلة)‪ ،‬مف خالؿ تبياف اثر التحكيالت المالية‬

‫عمى النمك االقتصادم ك تنمية المكارد البشرية‪،‬باستخداـ نمكذج ديناميكي في الفترة الممتدة بيف ‪-1999‬‬

‫‪ ، 2009‬حيث تكقفت نتائج ىذا البحث‪ ،‬عمى اف التحكيالت المالية لممياجريف تمعب دكر كبير في تراكـ‬

‫رأس الماؿ البشرم‪ ،‬خاصة في الدكؿ التي يككف فييا اإلنفاؽ الحككمي لقطاع التعميـ كبير‪ ،‬مف خالؿ‬

‫دكر التكممة‪ ،‬حيث تعمؿ األسر المستقبمة لمتحكيالت المالية‪ ،‬عمى إنفاؽ ىذه األخيرة في تككيف أفراد‬

‫األسرة‪ ،‬مف خالؿ شراء األدكات الالزمة ليذا التككيف‪ ،‬ك إشراؾ ىؤالء األفراد في مراكز خاصة ذات‬

‫تككيف عالي ‪.‬‬

‫في نتيجة ثانية‪ ،‬أضاؼ الباحثيف انو يككف لمتحكيالت المالية لممياجريف دكر كبير في تراكـ رأس الماؿ‬

‫البشرم في الدكؿ التي يككف فييا األجر الفردم ضعيؼ‪ ،‬حيث تكظؼ عائمة المياجر األمكاؿ المحكلة في‬

‫االستثمار البشرم ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الدراسات السابقة عمى المستوى الجزئي‬

‫‪- 1‬دراسة (‪)Stéphane De Tapia 1986‬‬

‫ىذه الدراسة ك جية مف اجؿ معرفة‪ ،‬األسباب التي تؤدم إلى عدـ نجاح المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة‬

‫التي أنشئت مف طرؼ المياجريف األتراؾ في البمد األصمي‪ ،‬حيث عمؿ الباحث عمى مسائمة أصحاب ىذه‬

‫المؤسسات مف اجؿ ترتيب أىـ المعكقات التي يكاجيكنيا مف اجؿ الحفاظ عمى استم اررية المؤسسة‪،‬‬

‫فكانت نتائج ىذه الدراسة اف السبب الرئيسي لفشؿ مشركع المياجر العائد ىك نقص في رأس الماؿ‬

‫‪153‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫االستغالؿ‪ ،‬يميو مف حيث األىمية بعد المؤسسات عف األسكاؽ التي تشيد حركة اقتصادية كبيرة مما يزيد‬

‫في تكاليؼ منتجاتيا‪ ،‬أما العامؿ األخير ىك بعد ىذه المشاريع عف مصادر الطاقة‪.‬‬

‫‪- 2‬دراسة (بن جميل رياض و محمد الجياللي‪)2002‬‬

‫اليدؼ مف ىذه الدراسة ىك معرفة لماذا بعض المياجركف يحكلكف األمكاؿ إلى بمدانيـ األصمية أكثر مف‬

‫) الذم يرل اف ىناؾ‬ ‫‪Starks 1991‬‬ ‫آخريف‪ ،‬ك لإلجابة عمى ىذه اإلشكالية اعتمد الباحثيف عمى نمكذج (‬

‫عالقة عكسية بيف التحكيالت المالية ك درجة التأىيؿ‪ ،‬فكانت النتائج متطابقة مع النمكذج ‪ ،‬حيث‬

‫استخمص الباحثيف اف المياجر التكنسي الغير مؤىؿ اك قميؿ التأىيؿ يحكؿ أمكاؿ كبيرة بالنسبة لتكنسي‬

‫عالي التاىيؿ‪.‬‬

‫‪- 3‬دراسة ( عبدون بن عال وان ‪)2005‬‬

‫ىذه الدراسة كانت عمى مستكل اإلقتصاد الجزائرم‪ ،‬في منطقة القبائؿ‪ ،‬حيث قاـ الباحث بتكزيع استبياف‬

‫في ىذه المنطقة مف اجؿ جمع المعمكمات الخاصة بمستكل الفقر‪ ،‬مستكل اإلنفاؽ ك حجـ التحكيالت أيف‬

‫استطاع كضع نمكذج لكجستي ثنائي‪ ،‬اظير مف خاللو اف التحكيالت المالية لممياجريف في منطقة القبائؿ‬

‫ترفع مف مستكل اإلنفاؽ األسرل بنسبة تصؿ إلى ‪ ،% 29‬ىذا مف جية ك مف جية أخرل اظير الباحث‬

‫‪ % 2.5‬بالنسبة لمعائالت المستقبمة‬ ‫اف تأثير التحكيالت عمى مستكل الفقر في المنطقة يككف بنسبة‬

‫لمتحكيالت ك ‪ % 1.5‬عمى العائالت الغير مستقبمة ليذه األخيرة‪.‬‬

‫( ‪) Youssoupha Sakrya DIAGNE 2008‬‬ ‫‪- 4‬دراسة‬

‫في ىذه الدراسة حاكؿ الباحث إيجاد العالقة بيف التحكيالت المالية لممياجريف ك معدؿ الفقر عمى مستكل‬

‫االقتصاد الجزئي‪ ،‬مف خالؿ قاعدة البيانات التي كضعتيا السمطات السنغالية حكؿ اإلنفاؽ األسرم‪ ،‬حيث‬

‫فرض الباحث اف أفراد العينة ال يستقبمكف أمكاؿ محكلة مف المياجريف ك قارنيا مع حالة استقباليـ ألمكاؿ‬

‫‪ ،‬فاستخمص اف اإلنفاؽ األسرم لمفرد الكاحد يزيد بنسبة ‪ ،% 59.85‬ما يعني أف التحكيالت المالية تعمؿ‬

‫‪154‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عمى الحد مف الفقر عمى مستكل األسر المستقبمة ليذه األمكاؿ‪.‬في نقطة ثانية الحظ الباحث اف األمكاؿ‬

‫المحكلة ال تؤثر بنفس النسبة عمى مستكل الريؼ ك المدينة‪ ،‬حيث تعرؼ المدينة مستكل تأثير عمى الفقر‬

‫يصؿ إلى ‪ % 63.31‬خاصة في العاصمة داكار أما عمى مستكل الريؼ فكانت نسبة التأثير ال تتعدل‬

‫‪ ،% 6‬ك ىذا راجع الى أف عائد التحكيالت في المدف اكبر منو في األرياؼ‪.‬‬

‫)‬ ‫(‪G-Daffè 2008‬‬ ‫‪- 5‬دراسة‬

‫عمؿ الباحث في ىذه الدراسة عمى معرفة اثر التحكيالت المالية لممياجريف عمى االقتصاد السينغالي‪ ،‬مف‬

‫خالؿ إيجاد عالقة بيف ىذه األخيرة ك االستثمار‪ ،‬حيث استخمص الباحث أف التحكيالت المالية ال تساىـ‬

‫في نمك االقتصاد السينغالي مف خالؿ االستثمار ك لكف تعمؿ عمى كبح ىذا النمك مف خالؿ تضخـ‬

‫أسعار العقارات ك األراضي الفالحية مما زاد في تكاليؼ إنشاء المؤسسات عمى مستكل االقتصاد‪ .‬لكف‬

‫في نقطة أخرل أشار الباحث عمى أف التحكيالت المالية لممياجريف تعمؿ عمى الحد مف درجة الفقر في‬

‫المجتمع السينغالي‪ ،‬مف خالؿ دراسة عمى المستكل الجزئي‪ ،‬ك ىذا باعتماده عمى استبياف مكزع عمى‬

‫مستكل العاصمة دكار‪.‬‬

‫)‬ ‫( ‪F GUBERT 2010‬‬ ‫‪- 7‬دراسة‬

‫عممت ىذه الدراسة عمى إيجاد العالقة بيف معدالت الفقر ك التحكيالت المالية لممياجريف في المالي‪،‬‬

‫حيث كضع الباحث نماذج محاكات‪ ،‬فالنمكذج األكؿ يحتكم عمى اإلنفاؽ األسرم ك المحسكب مف خالؿ‬

‫استبياف مكزع عمى العائالت بدكف إدخاؿ التحكيالت المالية‪ ،‬اما المتغير الثاني فشمؿ درجة التأىيؿ ك‬

‫التي فرضت اف مستكل المياجر قبؿ ىجرتو ىك االبتدائي‪ ،‬أما النمكذج الثاني أضيفت فيو التحكيالت‬

‫المالية لممياجريف‪ ،‬فبعد مقارنة النمكذجيف استخمص الباحث اف لمتحكيالت المالية لممياجريف تأثير ايجابي‬

‫معنكم عمى حدة الفقر في مالي ‪ ،‬أما األثر السمبي ظير مف خالؿ زيادة الفكارؽ االجتماعية بيف األسر‬

‫المستقبمة لألمكاؿ ك األسر التي ال تستقبؿ‪ ،‬مما يشجع ىجرة أفراد ىذه األخيرة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث الثاني ‪:‬دراسة قياسية ألثر التحويالت المالية عمى النمو االقتصادي‬

‫مف اجؿ معرفة اثر التحكيالت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم‪ ،‬بحثنا عمى نمكذج يمكننا مف‬

‫الختبار العالقة‬ ‫تتبع تاثيرات التحكيالت منذ دخكليا الى الجزائر عمى المدل القصير ثـ الطكيؿ‪ ،‬ك‬

‫الطكيمة ك القصيرة األجؿ بيف النمك االقتصادم ك التحكيالت المالية لممياجريف‪ ،‬سكؼ نستعمؿ اختبار‬

‫‪ ،Johansen‬ك نمكذج تصحيح‬ ‫‪Test‬‬ ‫التكامؿ المتزامف أك المشترؾ ( ‪ )Cointegrationtest‬لػ جكىانسف‬

‫األخطاء ()‪ ،)Error Correction Model (ECM‬كىذا بعد إثبات كجكد تكامؿ متزامف لمدراسة العالقة التكازنية‬

‫الطكيمة األجؿ ك القصيرة األجؿ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬االيطار النظري الختبار التكامل المشترك‬

‫إف تحميؿ التكامؿ المتزامف يقكـ إيجاد العالقة الحقيقية بيف المتغيرات في المدل الطكيؿ عمى عكس‬

‫نماذج اإلحصائية التقميدية‪ ،‬ك مفيكـ التكامؿ المتزامف يقكـ عمى أنو في المدل القصير قد تككف السمستيف‬

‫الزمنيتيف ‪ X t‬ك ‪ Y t‬غير مستقرتيف لكنيا تتكامؿ في المدل الطكيؿ أم تكجد عالقة ثابتة في المدل‬

‫الطكيؿ بينيما‪ ،‬ىذه العالقة تسمى عالقة التكامؿ المتزامف كلمتعبير عف العالقات بيف مختمؼ المتغيرات‬

‫‪156‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المستعممة في النمكذج ك اؿغير المستقرة البد أكالن مف إزالة مشكؿ عدـ االستقرار ك ذلؾ باختبارات جذكر‬

‫الكحدة ك مف ثـ استعماؿ نماذج تصحيح الخطأ‪ 1‬حيث يقكـ استعماؿ ىذا النكع مف النماذج عمى مرحمتيف‪:‬‬

‫‪ )Unit‬لمعرفة ما مدل استقرار السالسؿ‬ ‫‪Roots test‬‬ ‫في المرحمة األولى نستعمؿ اختبار جذر الكحدة (‬

‫الزمنية المستعممة في البحث ك تجنب النتائج المزيفة نتيجة لعدـ استقرارىا‪ ،‬مف خالؿ استعماؿ اختبار‬

‫)‪ ،(PP‬اختبار (‪،Kwiatkowski.)KPSS‬‬ ‫‪Phillips-Perron‬‬ ‫)‪ ،(ADF‬اختبار‬ ‫‪Augmented Dickey-Fuller‬‬

‫‪. Shin، Schmidt،Phillips‬‬

‫ك بعد أثبات أف السمستيف مستقرتيف ك مف نفس الرتبة‪ ،‬نتحكؿ إلى اختبارات التكامؿ المتزامف أك المشترؾ‬

‫باستعماؿ اختبار جكىانسف‬

‫في المرحمة الثانية نستعمؿ نمكذج تصحيح الخطأ ( ‪ )The Error Correction Model (ECM‬لمعرفة متى‬

‫تقترب السمسة مف التكازف في المدل الطكيؿ ك تغيرات السمسمة ديناميكية المشتركة في المدل القصير‪،‬‬

‫أم أف ىذا االختبار لو القدرة عمى تقدير العالقة في المدل القصير كالطكيؿ بيف متغيرات النمكذج‪ ،‬كما‬

‫انو يتفادل المشكالت القياسية الناجمة عف االرتباط الزائؼ (‪. 2)Spurious correlation‬‬

‫‪- 1‬اختبار جذر الوحدة ( ‪ :)Unit Root test‬لتحديد الخصائص الغير ساكنة ( ‪ )non-stationary‬لممتغيرات ك‬

‫‪ )levels‬أك في الفرؽ األكؿ يستعمؿ اختيار ديكي‬ ‫سالسميـ الزمنية عمى حد سكاء في المستكيات (‬

‫فكلمر(‪ ،)DF‬أك ديكي فكلمر المطكر (‪( )ADF‬في ىذا البحث سنكتفي باالختبار األخير) حيث يستعمؿ ىذا‬

‫االختبار باتجاه الزمف ( ‪ )Time trend‬أك بدكنو‪ ،‬الصيغة الرياضية العاـ الختبار ديكي فكلمر ( ‪ )DF‬ىي‬

‫كاآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪F Maurel Modèles à correction d'erreur: l'apport de la théorie de la co-intégration Économie & prévision n°88-‬‬
‫‪89 /1989.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪William H. Greene, "Econometric Analysis", 5th Edition, Prentice Hall, New Jersey, USA, 2003, p654.‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أما اختبار ( ‪ )ADF‬ىك تطكير الختبار ( ‪ ،)DF‬ك بإضافة قيـ التأخر ( ‪ )lagged values‬لممتغيرات التابعة‬

‫المضافة في تقدير الصيغة الرياضية الختبار (‪ ،)DF‬ك الصيغة الرياضية المطكرة ىي كاآلتي‪:‬‬

‫رغـ االستعماؿ الكاسع ليذا االختبار إال أنو يعاني مشكمة عدـ أخذه بعيف االعتبار عدـ كجكد مشكمة‬

‫اختالؼ التبايف ك اختبار تكزيع الطبيعي ( ‪ )Test de normalité‬المكجكدة في سمسمة زمنية ‪ ،‬ك لذا يستعمؿ‬

‫اختبار آخر إضافي الختبار جذر الكحدة‪ ،‬ك ىك اختبار فيميبس ك بيرسكف ( )‪ ،)Phillip-Perron(PP‬ألف‬

‫لديو قدرة اختباريو أفضؿ ك أدؽ مف اختبار ( ‪ )ADF test‬السيما عندما يككف حجـ العينة صغيرة‪ ،‬كفي‬

‫حالة تضارب كعدـ انسجاـ نتائج االختبارم ‪ ،DF‬كالصيغة الرياضية الختبار (‪ )PP‬كاآلتي‪:‬‬

‫‪MacKinnon‬‬ ‫القيـ الحاسمة ‪ t‬الختبار الفرضية العدمية في كؿ اختبارات السابقة تعتمد عمى قيـ ماكينكف‬

‫(‪.3)1991‬‬

‫في اختبارات جذر الكحدة (عمكمان) يستخدـ االختباريف (‪ )ADF‬ك(‪ ،)PP‬بجانب اختبار االستقرار (‪)KPSS‬‬

‫ك ىذا االختبار يعالج بعض أكجو الضعؼ في فعالية االختباريف ( ‪ )ADF‬ك( ‪ )PP‬في حاؿ كجكد ارتباط‬

‫‪3‬‬
‫‪JM Dufour Logique et tests d'hypothèses: réflexions sur les problèmes mal posés en économétrie /Département‬‬
‫‪de sciences économiques Université de Montréal/ 2001/ papyrus.bib.umontreal.ca consulte le 24-07-2013‬‬

‫‪158‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ذاتي لمتبايف‪ ،‬يمكف القكؿ بأف نتائج ىذه االختبارات تكمؿ بعضيا البعض‪ ،‬كبالتالي في حاؿ اتفاقيا عمى‬

‫نتيجة كاحدة تصبح النتيجة أكثر دقة‪ ،‬ك يبدأ اختبار مف ىذه العالقة األساسية‪:‬‬

‫ك الصيغة الرياضية الختبار (‪ )KPSS‬كاآلتي‪:‬‬

‫‪Kwiatkowski-Phillips-‬‬ ‫مقارنة مع قيـ‬ ‫‪LM statistic‬‬ ‫تعتمد القيـ الحاسمة ليذا االختبار عمى قيـ‬

‫‪ 4Schmidt-Shin‬لكف في الدراسة سكؼ نبيف إال نتائج اختبار االستق اررية بإتباع اختبار ديكي فكلر المطكر‬

‫كمقارنتيا مع اختبارات األخرل بدكف إظيارىا‬

‫‪- 2‬اختبار جوهانسن ( ‪ )Johansen‬لمتكامل المتزامن‪ :‬يتفكؽ ىذا االختبار عمى اختبار انجؿ غرانجر لمتكامؿ‬

‫المشترؾ ‪ ،‬نظ ار ألنو يتناسب مع العينات صغيرة الحجـ‪ ،‬ككذلؾ في حالة كجكد أكثر مف متغيريف‪ ،‬كاالىـ‬

‫مف ذلؾ أف ىذا االختبار يكشؼ عف ما إذا كاف ىناؾ تكامال مشتركا فريدا‪ ،‬أم يتحقؽ التكامؿ المشترؾ‬

‫فقط في حالة انحدار المتغير التابع عمى المتغيرات المستقمة‪ ،‬كىذا لو أىميتو في نظرية التكامؿ المشترؾ‪،‬‬

‫حيث تشير إلى انو في حالة عدـ كجكد تكامؿ مشترؾ فريد‪ ،‬فإف العالقة التكازنية بيف المتغيرات تظؿ‬

‫[‪]i‬‬
‫‪.‬‬ ‫مثا ار لمشؾ كالتساؤؿ‬

‫‪4‬‬
‫‪C Meddeb Analyse empirique des tendances des prix du marché de la pomme au Québec pp 30- 33/2011 /‬‬
‫‪theses.ulaval.ca/ consulte le 24-07-2013.‬‬

‫‪159‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يتـ اختبار كجكد تكازف طكيؿ األجؿ بيف السمسمتيف المستقرتيف كمف نفس الرتبة عمى الرغـ مف كجكد اختالؿ في‬

‫)‬ ‫(جكىانسف‪Johansen،‬‬ ‫األجؿ القصير‪ ،‬مف خالؿ اختبار التكامؿ المشترؾ بيف المتغيرات باستخداـ منيجية‬

‫) المستخدمة في النماذج التي تتككف مف أكثر مف متغيريف‪،‬‬ ‫جكسميكس‪Johansen and Juselius ،‬‬ ‫ك(جكىانسف –‬

‫كالتي تعتبر أفضؿ حتى في حالة كجكد متغيريف فقط ؛ ألنيا تسمح باألثر المتبادؿ بيف المتغيرات مكضع الدراسة‪،‬‬

‫) ذات الخطكتيف‪.‬‬ ‫غرانجر‪Engle – Granger ،‬‬ ‫منيجية إنجؿ –‬


‫(‬ ‫كيفترض أنيا غير مكجكدة في‬

‫‪ .II‬كيتطمب كجكد‬ ‫كتعتبر منيجية " جكىانسف " ك" جكىانسف – جكسميكس " اختبار لرتبة المصفكفة‬

‫)‪.‬‬ ‫‪0 < r () = r < ‬‬ ‫ذات رتبة كاممة (‬ ‫‪II‬‬ ‫التكامؿ المشترؾ بيف السالسؿ الزمنية أال تككف المصفكفة‬

‫كمف أجؿ تحديد عدد متجيات التكامؿ يتـ استخداـ اختباريف إحصائييف مبنييف عمى دالة اإلمكانات‬

‫( ‪ ) trace‬كاختبار القيـ‬ ‫‪trace test‬‬ ‫كىما اختبار األثر‬ ‫)‪Likelihood Ratio Test (LR‬‬ ‫العظمى‬

‫( ‪.)  m ax‬‬ ‫‪maximum eigenvalues test‬‬ ‫المميزة العظمى‬

‫كيعرؼ اختبار األثر بػ ‪:‬‬


‫‪n‬‬ ‫‪‬‬
‫) ‪trace  T  log(i‬‬
‫‪i  r 1‬‬

‫مقابؿ الفرضية البديمة أف عدد‬ ‫‪r‬‬ ‫≤‬ ‫حيث يتـ اختبار فرضية العدـ أف عدد متجيا التكامؿ المشترؾ‬

‫= ‪ .) 2 ،1 ،0‬كيعرؼ اختبار القيـ المميزة العظمى بػ ‪:‬‬ ‫‪r‬‬ ‫( حيث‬ ‫‪r‬‬ ‫متجيات التكامؿ المتزامف =‬
‫‪‬‬
‫) ‪ max  T log (1   i‬‬

‫‪160‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مقابؿ الفرضية البديمة أف عدد‬ ‫‪r‬‬ ‫حيث يتـ اختبار فرضية العدـ أف عدد متجيات التكامؿ المشترؾ =‬

‫‪5‬‬
‫متجيا التكامؿ المتزامف = ‪.r + 1‬‬

‫‪- 3‬نموذج تصحيح الخطأ (‪)The Error Correction Model-ECM‬‬

‫فيك يتميز عف نمكذج انجل غرانجر بأنو يفصؿ العالقة في المدل الطكيؿ عنيا في المدل القصير‪ ،‬كما‬

‫يتميز بخكاص أفضؿ في حالة العينات الصغيرة‪ ،‬كتعد المعممة المقدرة في النمكذج أكثر اتساقان مف تمؾ‬

‫‪ ،)Johansen‬ك‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪ )Engel‬ك جكىانسف (‬ ‫‪Granger 1987‬‬ ‫الطرؽ األخرل مثؿ طريقة انجؿ‪ -‬غرانجر (‬

‫الختبار لمدل تحقؽ التكامؿ المتزامف بيف متغيرات في ظؿ ( ‪ )ECM‬يقدـ ( ‪ )Persaran 2001‬منيجان حديثان‬

‫الختبار مدل تحقؽ العالقة التكازنية (القصيرة ك الطكيمة األجؿ) بيف المتغيرات في ظؿ نمكذج تصحيح‬

‫أك‬ ‫)‪I(0‬‬ ‫الخطأ حيث يتميز بإمكانية التطبيؽ سكاء كانت المتغيرات التفسيرية متكاممة مف الدرجة الصفر‬

‫‪ ،‬أك كاف بينيما تكامؿ مشترؾ مف نفس الدرجة ‪ ،‬ك يمكف تطبيقيا في‬ ‫)‪I(1‬‬ ‫متكاممة مف الدرجة األكلى‬

‫‪ ،6‬ك ال يطبؽ ىذا النمكذج إال بعد نجاح‬ ‫حالة العينات الصغيرة عمى خالؼ الطرؽ السابقة التقميدية‬

‫اختبار جكىانسف لمتكامؿ المتزامف‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬شرح متغيرات النموذج‬

‫بعد تطرقنا إلى الجانب النظرم لطريقة تحديد نمكذج دراستنا سنتكجو إلى تحديد نمكذج تأثير التحكيالت‬

‫‪ 2010 – 1970‬ك تيدؼ ىذه الدراسة‬ ‫المالية عمى النمك االقتصادم في الجزائر في الفترة الممتدة مف‬

‫إلى تحميؿ العالقة المكجكدة بيف مجمكعة مف المتغيرات المستقمة المتمثمة في (حجـ االستثمار‪،‬‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف‪ ، ،‬االستيالؾ األسرم) ك نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي كمتغير‬

‫تابع كذلؾ مف خالؿ المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪C Hurlin, V MignonUne synthèse des tests de cointégration sur données de panel Economie & prévision2008.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪William H. Greene, "Econometric Analysis", 5th Edition, Prentice Hall, New Jersey, USA, 2003, p654.‬‬

‫‪161‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪TR‬‬ ‫‪ ،‬كما تمثؿ‬ ‫‪t‬‬ ‫خالؿ فترة الزمنية‬ ‫‪PIBT‬‬ ‫حيث نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي يتمثؿ في‬

‫ك التي تدخؿ في تركيب الناتج المحمي اإلجمالي‬ ‫‪t‬‬ ‫التحكيالت المالية لممياجريف في خالؿ الفترة الزمنية‬

‫‪ X،‬عبارة عف مصفكفة مجمعة لؿمتغيرات اؿمراقبة ك المفسرة ؿلنمك‪ε ،‬عبارة عف معدالت الخطأ‪.‬‬

‫مف‪:‬‬ ‫‪X‬‬ ‫تتككف مصفكفة المتغيرات المراقبة ك المفسرة ؿلنمك االقتصادم‬

‫‪ -1‬القيمة اإلجمالية لتككيف رأس الماؿ الثابت( ‪ :)FBCF‬الذم يحسب بتراكـ الخاـ لراس الماؿ الثابت‪،‬‬

‫الذم يدخؿ في تركيب الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪ -2‬االستيالؾ العائمي )‪:(cons‬كيمثؿ حجـ استيالؾ األفراد الذيف يقكمكف بشراء السمع كالخدمات المختمفة‬

‫مف القطاعات األخرل‪ .‬كفي نفس الكقت‪ ،‬فإف القطاع العائمي ىك القطاع الذم يمتمؾ عناصر اإلنتاج‬

‫المختمفة‪ .‬يحصؿ القطاع العائمي عمى الدخؿ الذم يمكنو مف شراء ىذه السمع كالخدمات عف طريؽ‬

‫مساىمتيـ بعناصر اإلنتاج (العمؿ‪ ،‬األرض‪ ،‬رأس الماؿ‪ ،‬كالتنظيـ) في العممية اإلنتاجية‪ .‬كيسمى اإلنفاؽ‬

‫الذم يقكـ بو القطاع العائمي باإلنفاؽ االستيالكي (‪.)Consumption Expenditure‬‬

‫‪- 1‬تطور متغيرات النموذج خالل الفترة الفترة الممتدة من ‪2010-1970‬‬

‫‪ 1- 1‬نصيب الفرد من الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫الشكؿ رقـ ‪ 01‬يبيف التغيرات الحاصمة‬

‫في نصيب الفرد مف الناتج المحمي‬

‫‪162‬‬ ‫االجمالي في الجزائر خالؿ اؿفترة محؿ‬

‫‪ 1970‬الى‬ ‫الدراسة ك الممتدة مف سنة‬


‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اىفشد ٍِ اىْبرج اىَحيً اإلجَبىً‬


‫اىشنو سقٌ (‪ّ )1-4‬صٍت‪PIBT‬‬
‫‪6,000‬‬

‫‪5,000‬‬

‫‪4,000‬‬

‫‪3,000‬‬

‫‪2,000‬‬

‫‪1,000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬

‫ارتفاعا ممحكظا بانتقالو مف ‪ 230‬دكالر لمفرد سنة ‪ 1970‬الى ‪ 2800‬دكالر لمفرد سنة ‪ 1986‬ك يفسر ىذا‬

‫االرتفاع الى ارتفاع أسعار البتركؿ ‪.‬كنالحظ ايضا انو خالؿ الفترة الممتدة مف ‪ 1999-1986‬عرؼ‬

‫نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي انخفاضا ممحكظا حيث انتقؿ مف ‪ 2800‬دكالر سنة ‪ 1986‬الى‬

‫‪ 1616‬دكالر سنة ‪ 1999‬ك ىذا راجع إلى االنخفاض الحاد في أسعار البتركؿ سنة ‪ 1986‬ك ما صاحبيا‬

‫مف تغير في السياسات االقتصادية ك التكجو الى اقتصاد السكؽ‪ ،‬إضافتا إلى العشرية السكداء التي مرت‬

‫بيا الجزائر مف عدـ استقرار عمى كؿ المستكيات ك قطاعات الدكلة ‪.‬‬

‫ك اما فيما يخص الفترة األخيرة الممتدة مف سنة ‪ 1999‬الى ‪ 2010‬شيد نصيب الفرد مف الناتج المحمي‬

‫‪ 1616‬دكالر أمريكي‬ ‫اإلجمالي ارتفاعا كبي ار نتيجة تسجيؿ أسعار البتركؿ ألرقاـ قياسية حيث انتقؿ مف‬

‫الى‪ 4566‬دكالر أمريكي ‪.‬‬

‫‪ 2-1‬تراكم رأس المال الثابت‬

‫‪163‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫اىشنو سقٌ (‪ )2-4‬رشامٌ سأط اىَبه اىضبثذ ىيجضائش‬ ‫‪FBCF‬‬


‫‪6E+10‬‬ ‫الشكؿ رقـ ‪ 02‬يمثؿ تطكر تراكـ رأس الماؿ‬

‫الثابت لالقتصاد الجزائرم خالؿ فترة‬


‫‪5E+10‬‬

‫‪4E+10‬‬

‫‪3E+10‬‬ ‫‪ 2010-1970‬حيث نالحظ انو شيد معدؿ‬

‫‪1997-1987‬ك‬ ‫التراكـ تناقص ما بيف‬


‫‪2E+10‬‬

‫‪1E+10‬‬

‫‪0E+00‬‬
‫يفسر ىذا بسبب تدىكر اإلنفاؽ االستثمارم‪،‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬ ‫كأما تذبذب كتيرتو فترجع الى التقمبات التي‬

‫يتعرض ليا االقتصاد الجزائرم نتيجة اعتماده عمى مداخيؿ المحركقات‪ .‬فكمما تحسنت ىذه األخيرة‬

‫انعكست باإليجاب عمى التراكـ ككمما انفضت تقمص معيا االستثمار‪ .‬كالشيء البارز في الشكؿ أعاله ىك‬

‫اإلرتفاع المستمر ؿمعدؿ التراكـ في اآلكنة األخيرة‪ ،‬ك التي يمكف ارجاعيا دائما الى ارتفاع المداخيؿ‬

‫الناجمة عف البتركؿ ‪.‬‬

‫اىشنو سقٌ (‪ )3-4‬اىزحىٌالد اىَبىٍخ ىيَهبجشٌِ‬ ‫‪ 3-1‬التحويالت المالية لممهاجرين‬


‫عجش اىقْىاد اىشعٍَخ‬
‫ضعؼ التحكيالت‬
‫‪TRF‬‬
‫يظير الشكؿ رقـ ‪03‬‬
‫‪2,500,000,000‬‬

‫المالية لممياجريف نحك الجزائر في الفترة‬


‫‪2,000,000,000‬‬

‫‪1,500,000,000‬‬ ‫الممتدة بيف ‪ 1989-1970‬حيث لـ تتجاكز‬

‫نصؼ مميكف دكالر نتيجة سياسة التضييؽ‬


‫‪1,000,000,000‬‬

‫‪500,000,000‬‬

‫المصرفي الجزائرم‬ ‫ك عدـ تطكر الجياز‬


‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫لتحكيؿ ىذه األمكاؿ مف الخارج ‪.‬‬


‫الطبلت‬ ‫إعذاد‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫المصذر‬
‫إال أف التحكيالت المالية لممياجريف شيدت قفزة نكعية مع بداية التسعينيات ‪ ،‬حيث عرفت كتيرة نمك كبيرة‬

‫لتصؿ الى ‪ 1.5‬مميكف دكالر نتيجة إرتفاع نسبة اليجرة ك اىتماـ المياجريف بمساعدة عائمتو ـ في الداخؿ‬

‫‪164‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫التي كانت تعاني مف الظركؼ السياسية ك االقتصادية في تمؾ الحقبة ك تزامف ىذا مع سياسات االنفتاح‬

‫ك اإلصالحات االقتصادية التي عممت عمى تسييؿ انتقاؿ ىذه التحكيالت مف الخارج نحك الجزائر‪.‬لكف ك‬

‫أحداث ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬أيف‬ ‫في سنة ‪ 2001‬انخفضت كتيرة نمك حجـ التحكيالت المالية لممياجريف نتيجة‬

‫تحت غطاء سياسة محاربة‬ ‫عمؿ النظاـ المصرفي العالمي عمى تضيؽ الخناؽ عمى ىذه التحكيالت‬

‫تمكيؿ اإلرىاب في العالـ‪ ،‬ك في سنة ‪ 2004‬سجمت التحكيالت المالية أعمى نسبة ليا لتصؿ نسبة ‪% 3‬‬

‫مف الناتج المحمي االجمالى ‪ .‬كيمكف ارجاع ذلؾ الى استق ار ر الكضع االقتصادم ك األمني في الكطف ما‬

‫دفع إلى رجكع المياجريف ك تحكيؿ نسبة مف أصكليـ المالية إلى ارض الكطف‪ ،‬زد الى ذلؾ اإلىتماـ‬

‫الكبير لمجالية المتكاجدة بالخارج لشراء أراضي ك اإلستثمار في العقار اال أف ىذه النسبة مف التحكيالت‬

‫‪ 2005‬عادت إلى االنخفاض بشكؿ ممحكظ ك يمكف إرجاع ذلؾ إلى‬ ‫المالية لـ تدـ طكيال ‪،‬ففي سنة‬

‫األزمة المالية ك االقتصادية التي عرفتيا الدكؿ المستقبمة لممياجريف الجزائريف بشكؿ عاـ ك دكؿ اإلتحاد‬

‫األكركبي بشكؿ خاص‪.‬‬

‫‪ 4-1‬االستهالك األسري‬
‫شنو سقٌ (‪ )1-4‬اإلعزهالك األعشي‬
‫الشكؿ رقـ ‪ 04‬يمثؿ تطكر االستيالؾ‬

‫العائمي خالؿ فترة ‪ 1970‬الى ‪ ، 2010‬ك‬

‫في ىذه المرحمة نالحظ اف االستيالؾ‬


‫‪165‬‬

‫العائؿم سجؿ تغيرات اختمؼ باختالؼ‬


‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪CONS‬‬
‫‪6E+10‬‬

‫‪5E+10‬‬

‫‪4E+10‬‬

‫‪3E+10‬‬

‫‪2E+10‬‬

‫‪1E+10‬‬

‫‪0E+00‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬


‫ارتفاعا في االستيالؾ األسرم ‪ ،‬حيث يؤدم ىذا إلى زيادة الطمب عمى المكاد االستيالكية مما ساىـ‬

‫بدكره في رفع القيكد عمى التجارة الخارجية ك ذلؾ لتغطية الطمب الكبيرة عمى ىذه السمع ‪،‬إلى أف حدثت‬

‫األزمة البتركلية كالتي تمثمت في انخفاض أسعار البتركؿ ما قاد الجزائر الى التغيير في سياستيا‬

‫االقتصادية ك انتياج نظاـ اقتصاد السكؽ ك نتيجة لمضغكطات الكبيرة التي مارسيا صندكؽ النقد الدكلي‬

‫عمى الجزائر اضطرة السمطات في البمد إلى كضع مجمكعة مف اإلجراءات ك ذلؾ مف أجؿ التخفيض مف‬

‫اإلنفاؽ العاـ ك أبرز ىذه اإلجراءات ىك سياسة الخكصصة ك تصريح العماؿ مف المؤسسات العمكمية‬

‫حيث كاف ليذا أثر كاضح عمى انخفاض االستيالؾ األسرم ك استمر ىذا االنخفاض إلى غاية سنة‬

‫‪ 1999‬ليعرؼ بعد ذلؾ ارتفاعا مستم ار نتيجة لتحسف الكضع االقتصادم لمبمد‪.‬‬

‫المطمب الثالث صياغة النموذج‬

‫‪166‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫لمكشؼ عف‬ ‫)‪(ADF‬‬ ‫‪- 1‬اختبار االستقرارية‪ :‬مف خالؿ دراستنا ىذه تـ استخداـ اختبار ديكي فكلر المطكر‬

‫(‪ )1-4‬اختبار اإلستقرار عند‬ ‫استقرار السالسؿ الزمنية لممتغيرات قيد الدراسة‪ ،‬ك يظير الجدكؿ رقـ‬

‫المستكل‪ ،‬ك يتضح مف خالؿ النتائج أف كؿ المتغيرات المستخدمة في النمكذج غير مستقرة عند المستكل‬

‫المحسكبة لممتغيرات كميا أقؿ مف القيمة المطمقة‬ ‫)‪(t‬‬ ‫العاـ بحيث نجد أف القيمة المطمقة إلحصائية‬

‫الحرجة ك ذلؾ عند مستكل معنكية ‪.%5‬‬

‫جدول رقم (‪ )1_4‬اختبار ديكي فولر المطور عند المستوى‬

‫اىْزٍجخ‬ ‫اىفشضٍخ‬ ‫اىقٍَخ‬ ‫اىقٍَخ‬ ‫اىَزغٍشاد‬


‫اىَقجىىخ‬ ‫اىحشجخ‬ ‫اىَحغىثخ‬
‫غٍش ٍغزقش‬ ‫‪H0‬‬ ‫‪-1.961409‬‬ ‫‪-1.104667‬‬ ‫‪logPIBt‬‬

‫غٍش ٍغزقش‬ ‫‪H0‬‬ ‫‪-1.956406‬‬ ‫‪-1.026628‬‬ ‫‪logCONS‬‬

‫غٍش ٍغزقش‬ ‫‪H0‬‬ ‫‪-1.961409‬‬ ‫‪-1.447335‬‬ ‫‪logTRF‬‬

‫غٍش ٍغزقش‬ ‫‪H0‬‬ ‫‪-1.949609‬‬ ‫‪0.071794‬‬ ‫‪logFBCF‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬


‫ك على ىذا األساس سنحاكؿ إعادة دراسة استق اررية المتغيرات ك ذلؾ باألخذ بعيف اإلعتبار الفرؽ األكؿ ك‬

‫الجدكؿ رقـ (‪ )2-4‬يكضح نتائج ديكي فكلر المطكر عند الفرؽ األكؿ حيث ك مف خالؿ النتائج التي‬

‫يظيرىا اإلختبار نالحظ أف القيـ المحسكبة لممتغيرات كميا أكبر مف القيـ الحرجة ليا (بالقيمة المطمقة)‬

‫كبالتالي فاننا نرفض فرضية العدـ ك نقبؿ الفرض البديؿ القائؿ عمى أنو ال يكجد جذر الكحدة أم أف‬

‫المتغيرات محؿ الدراسة مستقرة في الفرؽ األكؿ عند مستكل معنكية ‪.% 5‬‬

‫جدول رقم (‪ )2-4‬اختبار ديكي فولر المطور عند المستوى مع اخذ الفرق االول‬

‫اىْزٍجخ‬ ‫اىفشضٍخ‬ ‫اىقٍَخ‬ ‫اىقٍَخ‬ ‫اىَزغٍشاد‬


‫اىَقجىىخ‬ ‫اىحشجخ‬ ‫اىَحغىثخ‬

‫‪167‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ٍغزقش‬ ‫‪H1‬‬ ‫‪-1.961409‬‬ ‫‪-9.649365‬‬ ‫‪logPIBt‬‬

‫ٍغزقش‬ ‫‪H1‬‬ ‫‪-1.962813‬‬ ‫‪-6.631899‬‬ ‫‪logCONS‬‬

‫ٍغزقش‬ ‫‪H1‬‬ ‫‪-1.949856‬‬ ‫‪-6.044454‬‬ ‫‪logTRF‬‬

‫ٍغزقش‬ ‫‪H1‬‬ ‫‪-1.949856‬‬ ‫‪-5.277150‬‬ ‫‪logFBCF‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬

‫‪- 2‬اختبار جوهانسن لمتكامل المشترك‬

‫بالنظر إلى نتائج اختبار جذر الكحدة لممتغيرات المستخدمة ك التي بينت اف ىذه االخيرة مستقرة في نفس‬

‫المستكل ‪ ،I1‬فإننا سنقكـ بتقدير نمكذج التكامؿ المشترؾ باستعماؿ أسمكب جكىانسف ك ذلؾ بضـ جميع‬

‫المتغيرات ك المتمثمة في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي ‪ ،‬االستيالؾ االسرم‪،‬االستثمار‪،‬ك‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف ‪ ،‬حيث يقترح جكىانسف اختباريف لتقدير عدد متجيات التكامؿ المشترؾ‪ ،‬ك‬

‫المتمثمة في اختبار االثر ك اختبار القيمة العظمى‪ ،‬ك مف خالؿ دراستنا ىذه سنكتفي با ختبار األثر نظ ار‬

‫ألنو يتناسب مع العينات صغيرة الحجـ‪ ،‬ككذلؾ في حالة كجكد أكثر مف متغيريف‪ ،‬كاالىـ مف ذلؾ أف ىذا‬

‫االختبار يكشؼ عف ما إذا كاف ىناؾ تكامال مشتركا فريدا‪ ،‬أم يتحقؽ التكامؿ المشترؾ فقط في حالة‬

‫انحدار المتغير التابع عمى المتغيرات المستقمة‪ ،‬كىذا لو أىميتو في نظرية التكامؿ المشترؾ‪ ،‬حيث تشير‬

‫إلى انو في حالة عدـ كجكد تكامؿ مشترؾ فريد‪ ،‬فإف العالقة التكازنية بيف المتغيرات يمكف أف تككف غير‬

‫محققة‪.7‬‬

‫جدول رقم (‪ )3-4‬إختبار االثر‬

‫اىفشضٍخ‬ ‫االصش االحصبئً‬ ‫اىقٍَخ اىحشجخ ‪% 5‬‬ ‫االحزَبه‬


‫‪ٌ 49،55‬ىجذ رنبٍو واحذ‬ ‫‪47،85‬‬ ‫‪0،03‬‬
‫‪ٌ 27،07‬ىجذ عيى االقو رنبٍيٍِ‬ ‫‪29،79‬‬ ‫‪0،09‬‬
‫‪ٌ 14‬ىجذ عيى االقو صالس رنبٍالد‬ ‫‪15،49‬‬ ‫‪0،08‬‬

‫‪7‬‬
‫عبثذ ثن عبثذ راجح العجذلي الشريف‪ " ،‬رقذير محذداد الطلت على وارداد المملكخ العرثيخ السعىديخ في إطبر الزكبمل المشزرك ورصحيح الخطأ‬
‫"‪ ،‬مجلخ مركس صبلح عجذهللا كبمل لالقزصبد اإلسالمي ‪ ،‬العذد ‪ ، 32‬جبمعخ األزهر‪ ،2007 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪168‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ٌ 3،58‬ىجذ عيى األقو أسثع رنبٍالد‬ ‫‪3،84‬‬ ‫‪0،05‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬


‫مف خالؿ نتائج اختبار األثر المبينة في الجدكؿ رقـ (‪ )3-4‬نالحظ أف عدد متجيات التكامؿ المشترؾ‬

‫ك بالتالي ك في ىذه الحالة فإننا نرفض فرض العدـ ك نقبؿ الفرض البديؿ القائؿ أنو يكجد عمى‬ ‫‪r=1‬‬ ‫ىك‬

‫األقؿ تكامؿ مشترؾ كاحد بيف المتغيرات ك يمكف تفسير ىذه النتيجة الى كجكد عالقة تكازنية طكيمة األجؿ‬

‫االستيالؾ األسرم ‪،‬‬ ‫بيف نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي ك المتغيرات المفسرة المتمثمة في‬

‫االستثمار ك التحكيالت المالية‪.‬طالما أف ىذا اإلخبار تحقؽ فيذا يقكدنا لمقكؿ أنو يمكف المركر إلى نمكذج‬

‫تصحيح الخطأ ‪،‬لكف فبؿ ذلؾ ك البد مف تحديد فترة اإلبطاء‪.‬‬

‫‪- 3‬اختبارات تحديد فترة اإلبطاء المثمى لنموذج متجه تصحيح الخطأ‬

‫ك التي‬ ‫‪SC،HQ،AIC‬‬ ‫مف أجؿ تحديد فترة التباطؤ تـ االعتماد عمى مجمكعة مف االختبارات المتمثمة في‬

‫تحقؽ أفضؿ تقدير لنمكذج متجو تصحيح الخطأ ك يظير جدكؿ رقـ (‪ )4-4‬اف فترة اإلبطاء المثمى ىي‬

‫فترة كاحدة‪ ،‬حيث أخذت قيـ االختبارات المستعممة اقؿ قيمة ليا عند فترة إبطاء كاحدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )4-4‬اختبارات االبطاء االمثل‬

‫‪SC‬‬ ‫‪HQ‬‬ ‫‪AIC‬‬ ‫فزشح االثطبء‬

‫‪1.773928‬‬ ‫‪1.661172‬‬ ‫‪1.599775‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪-3.128903‬‬ ‫‪-3.692684‬‬ ‫‪-3.999670‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-1.010484‬‬ ‫‪-3.050804‬‬ ‫‪-3.603378‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪-0.146958‬‬ ‫‪-2.476314‬‬ ‫‪-3.274477‬‬ ‫‪3‬‬

‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬

‫‪169‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬نموذج تصحيح الخطأ (‪)The Error Correction Model-ECM‬‬

‫يتميز ىذا النمكذج عمى أنو يفصؿ العالقة في المدل الطكيؿ عنيا في المدل القصير‪ ،‬كما يتميز‬

‫بخكاص أفضؿ في حالة العينات الصغيرة‪ ،‬كتعد المعممة المقدرة في النمكذج أكثر اتساقان مف تمؾ المنتيجة‬

‫في الطرؽ األخرل مثؿ طريقة انجؿ‪ -‬غرانجر ( ‪ ، )Engel Granger 1987‬ك الختبار مدل تحقؽ التكامؿ‬

‫المتزامف بيف متغيرات في ظؿ ( ‪ )ECM‬يقدـ ( ‪ )Persaran 2001‬منيجان حديثان الختبار مدل تحقؽ العالقة‬

‫التكازنية (القصيرة ك الطكيمة األجؿ) بيف المتغيرات في ظؿ نمكذج تصحيح الخطأ حيث يتميز بإمكانية‬

‫أك متكاممة مف الدرجة األكلى‬ ‫)‪I(0‬‬ ‫التطبيؽ سكاء كانت المتغيرات التفسيرية متكاممة مف الدرجة الصفر‬

‫‪ ،‬أك كاف بينيما تكامؿ مشترؾ مف نفس الدرجة ‪ ،‬ك يمكف تطبيقيا في حالة العينات الصغيرة عمى‬ ‫)‪I(1‬‬

‫خالؼ الطرؽ السابقة التقميدية‪.8‬‬

‫‪ -‬نتائج نموذج تصحيح الخطأ (عمى المدى الطويل)‪:‬‬

‫تبيف لنا النتائج اف تقدير متجو التكامؿ المشترؾ باستخداـ نموذج تصحيح الخطأ يككف كالتالي‪:‬‬

‫‪(logPIBt) = - 1.881 (logCONS)-0.0067 (logTRF) + 1.986 (logFBCF) + 7.258‬‬


‫)‪(2.98‬‬ ‫)‪(0.37‬‬ ‫)‪(-3.30‬‬
‫الفرد مف الناتج المحمي‬
‫=‪R2‬‬ ‫نصيب‬
‫المعادلة الى كجكد عالقة طردية بيف االستثمار ك‪0.36‬‬ ‫تشير نتائج ىذه‬
‫‪Fcal= 5.28‬‬

‫سيعكد عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي‬ ‫‪%‬‬


‫المحسىثخ‬
‫االستثمار بنسبة ‪1‬‬ ‫سزىدنذ‬
‫يادة في‬ ‫اإلجمالي‪ :،‬قيمخ‬
‫حيث الز‬ ‫حيث ( )‬

‫‪ ،‬اما العالقة بيف كؿ مف التحكيالت المالية لممياجريف ‪ ،‬االستيالؾ األسرم ك‬ ‫‪%‬‬ ‫بزيادة تقدر ب ‪1.98‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي كانت عكسية حيث الزيادة في التحكيالت المالية بنسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪th‬‬
‫‪William H. Greene، "Econometric Analysis"، 5 Edition، Prentice Hall، New Jersey، USA، 2003، p654.‬‬

‫‪170‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫سيؤدم الى انخفاض نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي بنسبة ‪ ، %0.006‬اما زيادة في االستيالؾ‬

‫سيؤدم الى انخفاض نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي بنسبة ‪.%1.88‬‬ ‫‪%‬‬ ‫األسرم بنسبة‪1‬‬

‫‪t‬‬ ‫كذلؾ تفيد النتائج أف معممات النمكذج كميا معنكية ماعدا معممة التحكيالت المالية التى كانت قيمة‬

‫المحسكبة اصغر مف القيمة المجدكلة ك ىذا ما يكضح عمى عدـ صالحية ىذا المتغير في تفسير‬

‫النمكذج‪.‬‬

‫كىك ما يدؿ عمى أف‬ ‫= ‪R²‬‬ ‫ك نالحظ مف خالؿ النتائج أف قيمة معامؿ التحديد المصحح قد بمغت ‪0.36‬‬

‫بكاسطة المتغيرات‬ ‫‪%‬‬ ‫‪36‬‬ ‫التغيرات التي تحدث في نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي تفسر ب‬

‫المتبقية تفسر عف طريؽ متغيرات أخرل لـ تدخؿ في النمكذج‪.‬‬ ‫‪%‬‬ ‫التي أدخمت في النمكذج أما ‪64‬‬

‫‪ -‬نتائج نموذج تصحيح الخطأ( عمى المدى القصير )‬

‫اف كجكد تكامؿ مشترؾ بيف متغيرات النمكذج ‪ ،‬يعني اف إضافة حد تصحيح الخطأ ك كما ذكرنا سابقا‬

‫سيعمؿ عمى تكيؼ االختالالت قي األجؿ القصير إلى حالة تكازف في األجؿ الطكيؿ‪ ،‬زد إلى ذلؾ يمثؿ‬

‫حد تصحيح الخطأ اثر العالقة السببية في األجؿ الطكيؿ بحيث ك مف خالؿ النمكذج المتحصؿ عميو فقد‬

‫‪ 0.12‬أم أنو ىناؾ عالقة تكازنية في األمد الطكيؿ تصحح‬ ‫بمغت قيمة معامؿ حد تصحيح الخطأ‬

‫‪ % 12‬في المدل الطكيؿ)‪.‬ك يمكف تمخيص نتائج‬ ‫اإلختالالت التي تحدث في المدل القصير بنسبة‬

‫النمكذج عمى المدل القصير كالتالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )5-4‬نموذج متجه تصحيح الخطا عمى المدى القصير‬

‫))‪D(logpibt(-1‬‬ ‫))‪D(logCONS(-1‬‬ ‫))‪D(logTRF(-1‬‬ ‫))‪D(logFBCF(-1‬‬

‫‪ٍ -0،127666‬عبٍو اىزصحٍح‬ ‫‪-0،149004‬‬ ‫‪-0،114478‬‬ ‫‪-0،112265‬‬

‫‪171‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫))‪D(logpibt(-1‬‬ ‫‪0،15391‬‬ ‫‪0،173463‬‬ ‫‪-0،653396‬‬ ‫‪0،497131‬‬

‫))‪D(logCONS(-1‬‬ ‫‪-0،294931‬‬ ‫‪-0،055746‬‬ ‫‪0،052307‬‬ ‫‪-0،323122‬‬

‫))‪D(logTRF(-1‬‬ ‫‪-0،022121‬‬ ‫‪-0،012316‬‬ ‫‪-0،138106‬‬ ‫‪-0،001201‬‬

‫))‪D(logFBCF(-1‬‬ ‫‪0،18354‬‬ ‫‪-0،185971‬‬ ‫‪-0،077705‬‬ ‫‪0،067257‬‬

‫‪C‬‬ ‫‪0،06422‬‬ ‫‪0،083579‬‬ ‫‪0،037244‬‬ ‫‪0،07367‬‬

‫المصدر مف إعداد الطالب‬

‫مف خالؿ الجدكؿ أعاله يمكف صياغة معادلة النمكذج عمى النحك التالي ‪:‬‬
‫‪D(logPIBt) =0.105 D(logPIBt(-1)) -0.294 D(logCONS(-1)) – 0.022 D(logTRF(-1)) + 0.183D(logFBCF(-1)) + 0.064‬‬
‫(‪)0.42443‬‬ ‫(‪)-1.09543‬‬ ‫(‪)-0.61117‬‬ ‫(‪)0.87465‬‬ ‫(‪)2.89067‬‬

‫يتضح مف معادلة نمكذج تصحيح الخطأ عمى المدل القصير أف كؿ معممات النمكذج غير معنكية حيث‬

‫ما يعني عدـ كجكد عالقة‬ ‫‪%‬‬ ‫أف قيـ ‪ t‬المحسكبة كانت اصغر مف القيـ المجدكلة عند مستكل معنكية ‪5‬‬

‫سببية تتجو مف المتغيرات المفسرة الى المتغير التابع ك المتمثؿ في نصيب الفرد مف الناتج المحمي‬

‫اإلجمالي ‪ ،‬اال أف ىذا ال يمنع مف كجكد تأثير لممتغيرات المفسرة لمنمكذج عمى نصيب الفرد مف الناتج‬

‫المحمي االجمالي في المدل القصير بحيث يظير ىذا النمكذج قيـ التغير في نصيب الفرد مف الناتج‬

‫‪ ،‬حيث‬ ‫‪t-1‬‬ ‫نتيجة لقيـ التغير الحاصمة في نفسو كالمتغيرات المستقمة في‬ ‫‪t‬‬ ‫المحمي االجمالي في الزمف‬

‫ك التغير‬ ‫‪t‬‬ ‫نالحظ كجكد عالقة طردية بيف التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في الزمف‬

‫‪t-1‬‬ ‫‪،‬كما أف الزيادة في تغير نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في‬ ‫‪t-1‬‬ ‫في نفسو ك االستثمار في‬

‫بنسبة‬ ‫‪t‬‬ ‫سيؤدم الى زيادة في التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في‬ ‫‪%‬‬ ‫بنسبة ‪1‬‬

‫سيؤدم الى زيادة التغير في نصيب الفرد مف‬ ‫‪%‬‬ ‫بنسبة ‪1‬‬ ‫‪t-1‬‬ ‫‪ %0.105‬ك الزيادة في تغير االستثمار في‬

‫‪.‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الناتج المحمي االجمالي في ‪ t‬بنسبة ‪0.183‬‬

‫‪172‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ك‬ ‫‪t-1‬‬ ‫اما العالقة المكجكدة بيف التغير في كؿ مف التحكيالت المالية لممياجريف ك االستيالؾ األسرم في‬

‫‪t-1‬‬ ‫نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في ‪ t‬كانت عكسية ‪ ،‬أم اذا زاد تغير التحكيالت المالية في‬

‫بنسبة ‪0.02‬‬ ‫‪t‬‬ ‫سيؤدم الى انخفاض التغير في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي في‬ ‫‪%‬‬ ‫بنسبة ‪1‬‬

‫سيؤدم الى انخفاض في لمنمك االقتصادم‬ ‫‪%‬‬ ‫بنسبة ‪1‬‬ ‫‪t-1‬‬ ‫‪ ،‬كاؿزيادة في االستيالؾ االسرم في الزمف‬ ‫‪%‬‬

‫في ‪ t‬بنسبة ‪.% 0.294‬‬

‫‪ -‬التفسير االقتصادي لمنموذج‬

‫نالحظ أف المتغير محؿ الدراسة ك المتمثؿ في التحكيالت المالية لممياجريف ‪ ،‬غير معنكم إحصائيا عمى‬

‫المدل الطكيؿ ك القصير ك رغـ ذلؾ ىناؾ تأثير سمبي ليذا المتغير عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي‬

‫اإلجمالي في الجزائر عمى المدل القصير ك الطكيؿ ‪ ،‬ففي المدل القصير ك كما ذكرنا سابقا فاف التغير‬

‫ك يمكف إرجاع ىذا التأثير العكسي إلى أف‬ ‫‪%‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫الحاصؿ في التحكيالت المالية سيؤثر بقيمة‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف تاثر بشكؿ غير مباشر عمى النمك االقتصادم ‪ ،‬حيث اف االرتفاع في حجـ‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف ستزيد مف الطمب عمى السمع الغير منقكلة كاألراضي الفالحة ك األراضي‬

‫حيث ذكر ك في‬ ‫)‪(Adams1991‬‬ ‫الصالحة لمبناء مما يترتب عميو زيادة في األسعار ك ىذا ما قاـ بتفسيره‬

‫دراسة قاـ بيا في مصر عمى أف التحكيالت المالية لممياجريف المصرييف أدت الى حدكث تضخـ في‬

‫أسعار األراضي الفالحية قدرت ب ‪ %600‬خالؿ ست سنكات ‪ .‬ىذا مف جية ‪ ،‬ك مف جية أخرل ك‬

‫يمكف إرجاع ىذا التأثير العكسي لمتحكيالت المالية لممياجريف عمى‬ ‫)‪(Ahoue2008‬‬ ‫حسب دراسة قاـ بيا‬

‫نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي إلى زيادة القدرة الشرائية لألسر المستقبمة ليذه التحكيالت مما‬

‫يؤدم إلى زيادة الطمب عمى السمع االستيالكية المستكردة عمى حساب اإلنتاج المحمي مما يساىـ في‬

‫استنزاؼ االحتياطي مف العممة الصعبة نتيجة الرتفاع الكاردات ما ينجر عنو انخفاض في قيمة العممة‬

‫الكطنية‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أما فيما يخص تأثير التحكيالت المالية لممياجريف عمى نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي في‬

‫المدل الطكيؿ فنالحظ دائما كجكد تمؾ العالقة العكسية بينيما ك يمكف تفسير ذلؾ مف خالؿ ىجرة اليد‬

‫العاممة خاصة المؤىمة منيا لمبحث عف اإلمتيازات ك التشجيعات ( التحسيف في المستكل المعيشي)‪،‬ما‬

‫اسفر عف انخفاض في تراكـ رأس الماؿ البشرم كىذه النتائج تكافؽ كؿ ما آلت اليو الدراسات التي اىتمت‬

‫‪(Abbas and‬‬ ‫بيذا المكضكع ‪.‬حيث اف النمكذج الكالس مؾم الحديث‪ ،‬مف خالؿ دراسات كؿ مف‬

‫استخمصكا عمى أف الزيادة في تراكـ رأس الماؿ‬ ‫)‪(Solow1956‬‬ ‫المستكحات مف نمكذج‬ ‫)‪Forman2007‬‬

‫البشرم لألفراد يحسف مف إنتاجياتيـ ك بالتالي يزيد مف درجات نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي‪،‬‬

‫)‪(krosnick narayan and (Helpman1991) (Romer1986) (Lucas1988‬‬ ‫أما نماذج النمك الداخمي لكؿ مف‬

‫لـ تختمؼ عف سابقاتيا مف حيث النتائج‪ ،‬لتكصميـ إلى أف نصيب الفرد مف الناتج المحمي‬ ‫)‪smith2004‬‬

‫االجمالي يعتمد عمى نمك الرأس الماؿ البشرم الذم بدكره يعتمد عمى الكقت المخصص ؿلتككيف‪.‬‬

‫زيادة عمى ذلؾ‪ ،‬يعتبر حجـ السكؽ المكازية أرضية ىامة في تفعيؿ اآلثار السمبية لتحكيالت المالية‬

‫لممياجريف‪ ،‬مف خالؿ تكسع سكؽ العممة المكازم الذم ينيؾ حجـ الكتمة النقدية التي كاف يجب عمييا أف‬

‫تبقى في سكؽ الرسمية مما يؤدم إلى انخفاض قيمة العممة المحمية نتيجة عدـ إمكانية حساب جميع‬

‫العمميات التي تقكـ عمى مستكل ىده األسكاؽ‪ ،‬ك مف جية اخرل يمكف لتحكيالت أف تككف ايجابية عمى‬

‫أشخاص الديف يتعاممك ف بيا في السكؽ المكازية‪ ،‬نتيجة تمكنيـ مف التيرب الضريبي الذم يعتبر نقص‬

‫بالنسبة لدكلة‪.‬‬

‫كما أف السياسات التي انتيجتيا الجزائر خاصة مع نياية الثمانينات ك بداية التسعينات في تحسيف المناخ‬

‫االقتصادم ك االستثمارم ساىمت بدكرىا في تحسيف المستكل العاـ لدرجة االنفتاح االقتصادم ك الجياز‬

‫المصرفي فالدراسات التي تناكلت ىذيف المتغيريف أثبت أف التطكر في الجياز المصرفي كما جاء عمى يد‬

‫سيؤدم الى زيادة في المؤسسات المالية مما يساىـ في زيادة‬ ‫)‪(Structuralist school‬‬ ‫المدرسة الييكمية‬

‫‪174‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪،‬ك أكدت ذلؾ المدرسة‬ ‫)‪(Gold smith1969) (Patrick1966‬‬ ‫نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫النيكليبرالية التي تحث عمى اف تحرير النظاـ المالي في الدكؿ يعمؿ عمى زيادة نصيب الفرد مف الناتج‬

‫)‪(Shaw1973‬‬ ‫المحمي االجمالي ك بالتالي النمك اإلقتصادم مف خالؿ تخمي الدكلة ع ف تحديد سعر الفائدة‬

‫‪ .‬كؿ ىذا ساىـ في كجكد تمؾ العالقة اإليجابية بيف االستثمار (تراكـ‬ ‫)‪(Levien1997) (Mckinnon1973‬‬

‫رأس الماؿ الثابت) ك نصيب الفرد مف الناتج المحمي اإلجمالي في الجزائر ك ىذه النتيجة تتكافؽ ك بدرجة‬

‫كبيرة مع النظرية االقتصادية ‪ ،‬حيث استخمصت كؿ المدارس االقتصادية عمى اف الزيادة في معدالت‬

‫االستثمار ستؤدم الى زيادة في نصيب الفرد مف الناتج المحمي االجمالي ك تترجـ ىذه النتيجة في عدة‬

‫)‪.(Wald and Rafael2005‬‬ ‫)‪(Zapata and Ranbali1997) (Toda and Yamamoto1995‬‬ ‫أعماؿ نذكر منيا‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إيجاد العالقة بين خصائص المهاجر العائد و االستثمار في الجزائر‬

‫نتيجة األثر السمبي لتحكيالت المالية لممياجريف عمى النمك االقتصادم في الجزائر في المدل القصير ك‬

‫الطكيؿ‪ ،‬قمنا بتعميؽ الدراسة أكثر عمى المستكل الجزئي‪ ،‬ك ىذا لمعرفة العالقة المكجكدة بيف خصائص‬

‫المياجر العائد ك استثماره في البمد األصمي مف جية ‪ ،‬ك مف جية أخرل معرفة أىـ األسباب التي تؤدم‬

‫الى عدـ استثماره‪.‬‬

‫المطمب االول‪ :‬العينة و بيانات الدراسة‬

‫ك ألجؿ اإللماـ بيذه الدراسة قمنا بتقسيميا إلى ثالث مستكيات‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫المستوى األول‪ :‬استعمالنا أسمكب التحميؿ الكصفي البسيط لمتغيرات الدراسة‪ ،‬ك ـ تمثؿ في التكزيعات‬

‫النسبية التك اررية‪.‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬اخترنا ا لتحميؿ الكصفي الثنائي‪ ،‬الذم ك ّ‬


‫ظؼ لتحميؿ العالقات الثنائية لمتغيرات الدراسة المستقمة مع‬

‫المتغير التابع كتتمثؿ ىذه النماذج في(الجداكؿ المتقاطعة‪ ،‬كاختبار مربع كا م(‪ ،)Chi-Square‬حيث تمتاز ىذه األساليب‬

‫‪175‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بمالءتيا ألغراض الدراسة‪ ،‬خاصة كأف نمط المتغير التابع المراد دراستو ك المتمثؿ في استثمار المياجر العائد اك عدـ‬

‫استثماره ىك مف النكع الثنائي ( ‪ .)1.0‬كقد تـ االستعانة باختبار كام تربيع لفحص درجة أك معامؿ االعتمادية‪ ،‬كالداللة‬

‫اقؿ مف‬ ‫اإلحصائية لمفرك قا ت التي يمكف أف تحدثيا المتغيرات المستقمة عمى المتغير التابع عند مستكل داللة إحصائية‬

‫‪. 0.5‬‬

‫المستوى الثالث‪ :‬تطرقنا إلى احتساب المتكسطات المرجحة ك انحرافاتيا المعيارية ‪ ،‬إضافة إلى معامؿ‬

‫االختالؼ ‪ ،‬لجميع متغيرات الدراسة ك ىذا لتناسب ىذه الطريقة مع ىدؼ الدراسة ك متمثؿ في ايجا داىـ‬

‫األسباب التي تقؼ أماـ المياجر العائد في االستثمار‪ .‬لكف قبؿ ذلؾ‪ ،‬البد مف تعريؼ العينة ك خصائصيا‬

‫‪- 1‬عينة الدراسة‬

‫يتمثؿ مجتمع الدراسة في المياجريف العائديف إلى ارض الكطف عمى مستكل الجية الشمالية الغربية‬

‫لمجزائر‪ ،‬التي تضـ الكاليات التالية‪ ( :‬تممساف‪ ،‬كىراف‪ ،‬معسكر‪ ،‬غميزاف‪،‬عيف تمكشنت ‪ ،‬مستغانـ ‪ ،‬كسيدم‬

‫بمعباس)‪ ،‬نتيجة عدـ تمكننا مف معرفة حجـ مجتمع الدراسة لممنطقة محؿ الدراسة‪ ،‬لعدـ تكفر أم رقـ فيما‬

‫يخص عدد المياجريف العائديف‪ ،‬تـ تكزيع اإلستبيانات عمى أساس عدد السكاف في كؿ كالية‪ ،‬ك‬

‫باإلستعانة بمعادلة ريتشارد جيجر‪ ‬تـ تكزيع ‪ 384‬إستبانة ك تـ استرجاع ‪ 169‬استبانة كما ىك مبيف في‬

‫الجدكؿ (‪.)6-4‬‬

‫جدول رقم (‪ )6-4‬يمثل عدد االستبيانات الموزعة و المسترجعة في كل والية‬

‫عذد اإلعزَبساح‬
‫اإلعزَبساح‬ ‫ّغجخ عذد‬
‫اىَىصعخ‬ ‫عذد اىغنبُ‬ ‫اىىالٌخ‬
‫اىَغزشجعخ‬ ‫اىغنبُ‬
‫عيى مو والٌخ‬
‫‪28‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪%16,87‬‬ ‫‪949 135,00‬‬ ‫ريَغبُ‬

‫‪2‬‬
‫‪z‬‬
‫‪   0.50‬‬
‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪d ‬‬
‫‪1  z ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬

‫‪1     0.50  1‬‬


‫‪2‬‬

‫‪N  d ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪176‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪18‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%10,75‬‬ ‫‪604 744,00‬‬ ‫عٍذي ثيعجبط‬


‫‪22‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%13,10‬‬ ‫‪737 118,00‬‬ ‫ٍغزغبٌّ‬
‫‪24‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪%13,94‬‬ ‫‪784 073,00‬‬ ‫ٍعغنش‬
‫‪44‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪%25,84‬‬ ‫‪1 454 048,00‬‬ ‫وهشاُ‬
‫‪11‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%6,60‬‬ ‫‪371 239,00‬‬ ‫عٍِ رَىشْذ‬
‫‪22‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%12,91‬‬ ‫‪726 180,00‬‬ ‫غيٍضاُ‬
‫‪169‬‬ ‫‪384‬‬ ‫‪%100,00‬‬ ‫‪5 626 537,00‬‬ ‫اىَجَىع‬
‫المصدر ‪ :‬مف اعداد الطالب باإلعتماد عمى الديكاف الكطني لإلحصاء سنة ‪.2008‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ رقـ( ‪ )6-4‬المكضح لعدد اإلستبيانات المكزعة ك المسترجعة ‪ ،‬يتبيف لنا أف إجمالي‬

‫اإلستبيانات التي تـ استرجاعيا يقدر ب ‪ ،% 44.01‬كقد عرفت عممية تكزيع االستبياف ك استرجاعو‬

‫صعكبات كبيرة‪ ،‬حيث كنا نعمؿ مف اجؿ البحث عف عناكيف المياجريف العائديف ك الكصكؿ إلييـ عف‬

‫طريؽ كسيط كىذا لجمع اكبر عدد ممكف مف االستبيانات‪.‬‬

‫‪- 2‬طريقة جمع البيانات‬

‫تـ جمع البيا نات الخاصة باإلستبياف عف طريؽ أسمكب المقابالت الشخصية مع العينة محؿ الدراسة ‪ ،‬ك‬

‫يكمف اليدؼ الرئيسي في إتباع ىذه الطريقة إلى الرفع مف نسبة االستجابة ك كذا اإلجابة عف أم تساؤالت‬

‫المياجر العائد‪ ،‬أما عف الفترة الزمنية التي تـ تكزيع اإلستبيانات فييا ك‬ ‫يمكف أف تصدر مف طرؼ‬

‫استرجاعيا فقد امتدت مف فيفرم ‪ 2012‬إلى غاية نكفمبر ‪.2013‬‬

‫‪- 3‬ترميز واعداد البيانات لمتحميل‬

‫قبؿ الشركع في تحميؿ البيانات قمنا بترقيـ ك إعادة ترميز اإلستبياف‪ ،‬ك بعد ذلؾ تـ إدخاؿ البيانات ك ذلؾ‬

‫باستخداـ برنامج الحزـ اإلحصائية لمعمكـ االجتماعية ( ‪ ،)Spss 20‬ك الذم يتضمف األساليب اإلحصائية‬

‫التي نحتاجيا في تحميؿ بيانات الدراسة‪ .‬أخذت بيانات الدراسة مصفكفة نجد في صفكفيا مختمؼ البيانات‬

‫المتعمقة بمياجريف العائديف المذيف تـ استجكابيـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬متغيرات الدراسة و التعريف بالعينة‬

‫‪177‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪- 1‬متغيرات الدراسة‬

‫لتحديد أىـ الخصائص المياجريف العائديف تـ االعتماد عمى مجمكعة مف المتغيرات شممت كؿ مف‬

‫السف‪ ،‬الجنس‪ ،‬الحالة العائمية‪ ،‬مكاف االزدياد‪ ،‬قرار العكدة‪ ،‬تاريخ اليجرة‪ ،‬قرار العكدة الدائمة‪ ،‬قرار العكدة‬

‫المؤقت‪ ،‬قرار عدـ الفصؿ في شكؿ العكدة‪ ،‬التحكيالت المالية‪ ،‬أما بالنسبة لممتغير التابع يتمثؿ في قرار‬

‫اإلستثمار أك عدـ استثمار المياجر العائد‪.‬‬

‫‪- 2‬التعريف بالعينة‬

‫‪ -‬المتغير التابع‬

‫‪ ‬استثمار المهاجر العائد‪ :‬بالنسبة لممتغير محؿ الدراسة‪ ،‬قمنا بتكزيع عينة الدراسة الى فئتيف‪ ،‬حيث شممت‬

‫الفئة االكلى جميع المياجريف العائديف ك الذيف استثمرك في البمد االصمي‪ ،‬اما الفئة الثانية فشممت جميع‬

‫األفراد الذيف لـ يستثمركا‪ ،‬فكانت نتائج التكزيع عمى النحك المكضح في الجدكؿ التالي‪:‬‬

‫شنو سقٌ (‪ )5-4‬قشاس اإلعزضَبس فً اىجيذ األصيً‬ ‫جدول رقم (‪ )7-4‬توزيع افراد العينة حسب‬
‫استثمارهم في البمد االصمي‬
‫قرار اإلستثمار‬ ‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫اعزضَبس اىَهبجش اىزنشاساد‬
‫اىعبئذ‬
‫‪82,2‬‬ ‫‪139‬‬ ‫ّعٌ‬
‫‪18%‬‬
‫‪17,8‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ال‬
‫نعم‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اىَجَىع‬
‫‪82%‬‬ ‫ال‬ ‫المصدر من اعداد الطالب‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب باإلعتماد عمى معطيات الجدول رقم ‪7-4‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ رقـ( ‪ )7-4‬يتضح لنا اف عدد المياجريف العائديف الذيف لـ يستثمركا يمثمكف اكبر نسبة‬

‫في العينة المدركسة‪ ،‬حيث بمغ عددىـ ‪ 139‬فرد مف أصؿ ‪ ،169‬بنسبة مئكية قدرة ب ‪ ،% 82.2‬أما‬

‫النسبة المتبقية ك المقدرة ب ‪ ،% 17.8‬تمثؿ المياجريف العائديف الذيف استثمركا حيف رجكعيـ إلى البمد‬

‫‪178‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫األصمي‪ ،‬فعمى كاقع ىذه النتائج يمكننا تاكيد نتيجة الدراسة الكمية ك التي تستكفي عدـ تكجيو األمكاؿ‬

‫المحكلة مف طرؼ المياجريف الى االستثمار في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬المتغيرات المستقمة‬

‫‪ ‬السن‪ :‬تـ تكزيع أفراد العينة حسب السف إلى خمسة فئات كما ىي مكضحة في الجدكؿ التالي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪)6-4‬تكرارات فئة األعمار‬ ‫جدول رقم (‪ )8-4‬أعمار المهاجرين العائدين‬
‫‪60‬‬ ‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫اىزنشاساد‬ ‫فئخ األعَبس‬
‫‪Titre de l'axe‬‬

‫‪40‬‬
‫‪27,2‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪20-30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪31,4‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪31-40‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪27,8‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪41-50‬‬
‫‪20-30 31-40 41-50 51-60 61-70‬‬ ‫‪10,7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪51-60‬‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث باإلعتماد على معطيات‬ ‫‪3,0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪61-70‬‬
‫الجدول رقم ‪8-4‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اىَجَىع‬
‫المصدر من اعداد الباحث‬

‫مف خالؿ الجدكؿ أعاله نالحظ أف عمر المياجريف العائديف إلى الجزائر يتراكح ما بيف ‪ 20‬ك ‪ 50‬سنة‪،‬‬

‫‪ % 31.4‬حيث‬ ‫ىذا داللة عمى صغر سنيـ‪ ،‬حيث كانت النسبة المئكية لمفئة الثانية ىي الغالبة بقيمة‬

‫تراكحت أعمار المياجريف العائديف بيف ‪ 40 – 31‬سنة ‪ ،‬أما في المرتبة الثانية نجد كؿ مف الفئة األكلى‬

‫ك التي يتراكح عمر أفرادىا بيف ‪ 20‬ك ‪ 30‬سنة بنسبة ‪ ،% 27.2‬أما الفئة الثالثة ك التي يتراكح عمر‬

‫أفرادىا مابيف ‪ 50 - 41‬فكانت نسبة أفرادىا ‪ ،% 27.8‬حيث تفسر ىذه النتائج عمى أف صغر سف‬

‫المياجريف العائديف كاف نتيجة انتياء مرحمتيـ التككينية مف جية‪ ،‬ك مف جية أخرل عدـ حصكليـ عمى‬

‫مناصب عمؿ التي كانكا يطمحكف ليا‪ ،‬نتيجة اختالؿ سكؽ العمؿ عمى مستكل البمد المستقبؿ‪ ،‬الذم‬

‫عرؼ معدالت بطالة قياسية بعد األزمة العالمية ‪. 2007‬‬

‫‪179‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ ‬الجنس‪ :‬يكضح الجدكؿ رقـ (‪ )9-4‬تكزيعات أفراد العينة حسب الجنس‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ )9-4‬توزيع أفراد العينة حسب الجنس‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫اىزنشاساد‬ ‫اىجْظ‬


‫‪0،16‬‬ ‫‪27‬‬ ‫أّضى‬
‫‪0،84‬‬ ‫‪142‬‬ ‫رمش‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اىَجَىع‬
‫اىَصذس ٍِ إعذاد اىطبىت‬

‫يتضح لنا مف الجدكؿ أعاله أف ‪ % 84‬مف أفراد العينة ىـ رجاؿ حيث بمغ عددىـ ‪ 142‬فرد‪ ،‬أما النسبة‬

‫المتبقية ك المتمثمة في ‪ % 27‬فيي نساء ب ‪ 27‬فرد‪ ،‬مف خالؿ ىذه النسب نستنتج اف اليجرة الجزائرية‬

‫في غالبيتيا ىي مف الرجاؿ إال في اآلكنة األخيرة أصبحت المرأة‪ ،‬تخكض ىذه التجربة خاصة مف اجؿ‬

‫التككيف نتيجة تحسف أكضعيا عمى كؿ المستكيات‪ ،‬ك تقمدىا لمناصب ميمة عمى مستكل السمطة‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة العائمية‪ :‬أما الجدكؿ رقـ(‪ )10-4‬فيمثؿ تكزيع أفراد العينة حسب حالتيـ العائمية‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ )10-4‬الحالة العائمية لممهاجرين العائدين‬

‫النسجخ المئىيخ‬ ‫عذد الزكراراد‬ ‫الحبلخ العبئليخ‬

‫‪5،38‬‬ ‫‪65‬‬ ‫مزسوج‬


‫‪5،61‬‬ ‫‪104‬‬ ‫أعسة‪،‬مطلق‬
‫أرمل‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫مجمىع‬

‫المصدر من اعداد الطالب‬

‫‪180‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مف خالؿ الجدكؿ رقـ (‪ )10-4‬يمكف مالحظة أف نسبة المتزكجيف مف المياجريف العائديف بمغت ‪% 38‬‬

‫ك التي يقابميا ‪ 65‬فرد‪ ،‬أما النسبة الغير متزكجيف ك التي تشمؿ األرامؿ ‪ ،‬المطمقيف ك العزب فبمغت‬

‫‪ % 61.5‬ما يعادؿ ‪ 104‬فرد‪،‬فعمى كاقع ىذه النسب يمكف القكؿ اف المياجر الجزائرم حيف اتخاذ قرار‬

‫ىجرتو ال يككف مرتبط بمسؤكلية الزكاج مف اجؿ تسييؿ عممية االنتقاؿ اما في حالة اليجرة اك العكدة مف‬

‫اليجرة‪ ،‬زد إلى ذلؾ ك مف خالؿ تحدثنا مع بعض المياجريف العائديف أكدكا لنا اف الزكاج في بمد الميجر‬

‫بأجنبية سيحكؿ إلى طالؽ‪ ،‬لمفكارؽ الثقافية ك الدينية مع أزكاجيـ مما يدفع بالفرد إلى العكدة إلى ارض‬

‫الكطف ك بناء حياة أسرية جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬مكان االزدياد‪ :‬الجدكؿ رقـ (‪ )11-4‬يمثؿ مكاف االزدياد في البمد األصمي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )11-4‬يمثل توزيع افراد العينة حسب مكان االزدياد‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫ٍنبُ االصدٌبد‬

‫‪5،80‬‬ ‫‪136‬‬ ‫حضشي‬


‫‪5،19‬‬ ‫‪33‬‬ ‫سٌفً‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ٍجَىع‬

‫المصدر من اعداد الطالب‬

‫بالنسبة لمكاف االزدياد فتـ تحديد فئتيف‪ ،‬الفئة األكلى شممت األفراد المذيف كاف مسقط رأسيـ في المدينة‬

‫حيث بمغت نسبتيـ مف العينة المدركسة ‪ % 80.5‬أم ما يعادؿ ‪ 136‬فرد‪ ،‬أما الفئة الثانية فشممت األفراد‬

‫المذيف كاف مسقط رأسيـ الريؼ ك التي بمغت نسبتيـ ‪ % 19.5‬أم ‪ 33‬فرد مف مجمكع العينة‪ ،‬ىذه النتائج‬

‫كانت نتيجة تكفر أساليب االتصاؿ ك النقؿ لسكاف المدينة أكثر مما ىي عميو في الريؼ فنجد معدالت‬

‫ىجرة الدكلية ألفراد المدينة اكبر مف تمؾ ىي في الريؼ‪ ،‬حيث ينعكس ىذا عمى معدالت العكدة‪ ،‬ك ىذا‬

‫ما يفسر النتائج المحصؿ عمييا‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ ‬قرار العودة‪ :‬الجدكؿ رقـ (‪ )11-4‬يمثؿ نكعية قرار العكدة لدل المياجر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )12-4‬يمثل نوع العودة المهاجر‬

‫النسجخ المئىيخ‬ ‫عذد الزكراراد‬ ‫قرار العىدح‬

‫‪7،23‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ٍججش‬


‫قشاس ارخزره‬
‫‪3،76‬‬ ‫‪129‬‬
‫ثْفغل‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫مجمىع‬

‫المصدر مف اعداد الطالب‬

‫مف الجدكؿ المكضح في األعمى نالحظ أف نكعية قرار العكدة قسمت إلى فئتيف حيث شممت الفئة األكلى‬

‫‪ ،% 23.7‬أما الفئة الثانية فشممت المياجريف‬ ‫المياجريف العائديف بصفة مجبرة ك التي كانت نسبتيـ‬

‫‪ ،% 76.3‬كىذا ما يدؿ عمى أف ىناؾ حركة‬ ‫العائديف بقرارىـ أك بصفة اختيارية‪ ،‬حيث كانت نسبتيـ‬

‫عكدة لممياجريف الجزائرييف‪ ،‬خاصة ك أف اغمب الدكؿ األكركبية تشيد ارتفاع في مستكل البطالة بما فييا‬

‫فرنسا التي يقطنيا قرابة مميكنيف جزائرم‪ ،‬زد إلى ذلؾ سياسة الترحيؿ التي تنتيجيا معظـ الدكؿ المستقبمة‪،‬‬

‫نتيجة ارتفاع حدة النشاط اإلرىابي في العالـ‪.‬‬

‫‪ ‬تاريخ الهجرة‪ :‬بالنسبة ليدا العامؿ حكلنا معرفة المكجة التي ىاجر فييا الفرد‪ ،‬حيث شممت اليجرة الدكلية‬

‫في الجزائر مكجتيف‪ ،‬كىدا حسب حدثيف ميميف األكؿ الثكرة التحريرية ك الثاني ما يسمى بالعشرية‬

‫السكداء‪ ،‬فالجدكؿ رقـ يمثؿ تاريخ ىجرة أفراد العينة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول رقم (‪ )13-4‬يمثل تاريخ هجرة األفراد العائدين‬

‫النسجخ المئىيخ‬ ‫عذد الزكراراد‬ ‫ربريخ الهجرح‬

‫‪6،13‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1945-1990‬‬

‫‪4،86‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪1991-2012‬‬

‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ٍجَىع‬

‫المصدر مف إعداد الطالب‬

‫مف خالؿ الجدكؿ رقـ (‪ )13-4‬نالحظ اف المياجريف العائديف المذيف ىاجرك في المكجة األكلى يمثمكف‬

‫‪ ،% 13.6‬أما المذيف ىاجرك في المكجة الثانية فكاف عددىـ ‪ 146‬فرد أم بنسبة ‪ ،% 86.4‬مف خالؿ‬

‫ىذه النتائج يمكف االستنتاج اف حركة العكدة تشمؿ المياجريف المذيف ىاجركا في المكجة الثانية‪ ،‬أصحاب‬

‫التكجو الثاني لـ يشيدكا الحقبة االستعمارية التي غرست ثقافتيا عمى أصحاب المكجة األكلى مف اليجرة ‪،‬‬

‫حيث لـ يستطع أفرادىا العكدة إلى ارض الكطف‪.‬‬

‫‪ ‬صفة العودة الدائمة‪ :‬بالنسبة ليدا العامؿ مكاف المقصد منو معرفة اف كانت عكدة المياجر دائمة‬

‫جدول رقم (‪ )14-4‬يمثل توزيع افراد العينة حسب صفة العودة‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫صفخ اىعىدح‬


‫اىذائَخ‬
‫‪6،45‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ال‬
‫‪4،54‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ّعٌ‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ٍجَىع‬
‫المصذر من اعذاد الطبلت‬

‫‪ ،% 54.4‬أما نسبة‬ ‫مف خالؿ الجدكؿ رقـ (‪ )14-4‬نالحظ أف نسبة المياجريف بصفة دائمة كانت‬

‫‪ ،% 45.6‬نالحظ أف النسب عامؿ صفة العكدة‬ ‫األفراد المذيف لـ يقرركف العكدة الدائمة فكانت نسبتيـ‬

‫الدائمة أتت مناصفة ‪ ،‬نتيجة ترقب المياجر العائد إلى األكضاع السياسية ك االقتصادية ك التي ستحدد‬

‫صفة عكدتو‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ ‬صفة العودة المؤقتة‪ :‬الجدكؿ رقـ (‪ )14-4‬يمثؿ قرار الصفة المؤقتة لمعكدة‪ ،‬حيث تـ تكزيع أفراد العينة‬

‫الى مجمكعتيف‪ ،‬المجمكعة األكلى تضـ المياجريف الذيف لـ يرغبكا في الرجكع إلى الميجر‪ ،‬أك المياجريف‬

‫الذيف لـ يفصمكا في قرار العكدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )15-4‬يمثل توزيع افراد العينة حسب صفة العودة المؤقت‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫صفخ اىعىدح‬


‫اىَؤقذ‬
‫‪140‬‬ ‫‪140‬‬ ‫ال‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ّعٌ‬
‫‪169‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ٍجَىع‬
‫المصذر من اعذاد الطبلت‬

‫مف خالؿ الجدكؿ المكضح أعاله‪ ،‬يتبف لنا أف نسبة المياجريف العائديف بصفة مؤقت في العينة المدركسة‬

‫بمغت ‪ ،% 17.2‬حيث تمثمت صفة التاقيت في اف المياجر يعكد إلى غاية إيجاد منصب عمؿ في البمد‬

‫‪ % 82.8‬شممت‬ ‫المستقبؿ لو‪ ،‬اك تحسف مستكل سكؽ العمؿ لو‪ ،‬أما النسبة التي تبقت ك المتمثمة في‬

‫األفراد المذيف يريدكف اإلقامة بصفة دائمة أك المذيف لـ يتخذكا قرار صفة اإلقامة‪.‬‬

‫‪ ‬صفة عدم الفصل في شكل العودة ‪ :‬يشمؿ ىذا الجدكؿ تقسيـ أفراد العينة حسب خاصية عدـ الفصؿ في‬

‫شكؿ العكدة في مرحمة اتخاذ قرار العكدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )16-4‬يمثل توزيع العينة حسب الفصل في شكل العودة حين اتخاذ القرار‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫عذً اىفصو فً ّىع اىعىدح حٍِ ارخبر قشاس اىعىدح‬

‫‪1،75‬‬ ‫‪127‬‬ ‫ال‬


‫‪9،24‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ّعٌ‬

‫‪184‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ٍجَىع‬

‫المصدر من إعداد الطالب‬

‫مف الجدكؿ رقـ (‪ )16-4‬يتضح لنا أف نسبة المياجريف العائديف ك الذيف لـ يفصمكا بعد في شكؿ العكدة‬

‫بمغت ‪ % 75.1‬ك ىذا كاف نتيجة بحثيـ عمى سبؿ التي تتماشى مع تطمعاتيـ المينية ك التككينية في‬

‫‪ ،% 24.9‬مف خالؿ ىذه النسب نالحظ اف‬ ‫الجزائر‪ ،‬أما المذيف فصمكا في شكؿ العكدة فكانت نسبتيـ‬

‫الفصؿ في شكؿ العكدة ال يككف في مرحمة اتخاذ القرار بؿ بعد العكدة‪ ،‬حيث يعمؿ المياجر حيف عكدتو‬

‫عمى التطمع لمفرص ك التيديدات المكجكدة عمى مستكل سكؽ العمؿ في الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬العمل‪ :‬الجدكؿ التالي يمثؿ ممارسة المياجر لعمؿ أثناء قرار عكدتو في البمد المستقبؿ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )17-4‬يمثل توزيع أفراد العينة حسب مزاولتهم لعمل أثناء مرحمة العودة‬

‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫هو مبُ ىذٌل عْو فً ٍشحيخ اىعىدح‬

‫‪5،48‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ال‬


‫‪5،51‬‬ ‫‪87‬‬ ‫نعم‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫مجمىع‬

‫المصدر من إعداد الطالب‬

‫في الجدكؿ أعاله نالحظ أف نسبة المياجريف العائديف المذيف كانكا يمارسكف مينة أثناء مرحمة العكدة‬

‫كانت ‪ ،% 51.5‬لكف ىذه األعماؿ تمتاز في غالبيتيا بالبساطة لتماشييا مع ظركؼ التككيف المياجر‬

‫حيث يستطيع التخمي عنيا حيف عكدتو لعدـ تماشييا مع قدراتو المينية ك التككينية ‪ ،‬أما نسبة المياجريف‬

‫المذيف كانكا ال يمارسكف مينة أثناء مرحمة العكدة شممت ‪.% 48.5‬‬

‫‪ ‬التحويالت المالية‪ :‬ىذا العنصر يتمحكر حكؿ معرفة اف كاف المياجر العائد يقكـ بتحكيؿ أمكاؿ إلى البمده‬

‫األصمي خالؿ فترة ىجرتو‪ ،‬حيث قسمت عينة الدراسة الى فئتيف‪ ،‬الفئة االكلى تمثؿ المياجريف العائديف‬

‫المذيف كانكا ال يحكلكف امكاؿ خالؿ فترة ىجرتيـ‪ ،‬اما الثانية فشممت المياجريف الذيف حكلكا أمكاؿ خالؿ‬

‫فترة اليجرة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جذوه سقٌ (‪ٌَ )18-4‬ضو رىصٌع أفشاد اىعٍْخ حغت رحىٌيهٌ ألٍىاه‬
‫اىْغجخ اىَئىٌخ‬ ‫عذد اىزنشاساد‬ ‫هو قَذ ثزحىٌالد اصْبء هجشرل‬

‫‪8،72‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ال‬


‫‪2،27‬‬ ‫‪46‬‬ ‫نعم‬
‫‪0،100‬‬ ‫‪169‬‬ ‫مجمىع‬

‫المصدر من إعداد الطالب‬

‫مف خالؿ الجدكؿ المكضح في األعمى نالحظ أف عدد المياجريف الذيف حكلكا أمكاؿ خالؿ فترة ىجرتيـ‬

‫كاف ‪ 46‬فرد‪ ،‬بنسبة ‪ ،%27.2‬أما الجزء األكبر لـ يحكلك ا أمكاؿ حيث شممت نسبتيـ ‪ .% 72.8‬ك ىذه‬

‫أم أف المياجريف ذكم‬ ‫ك )‪Faini (2007‬‬ ‫)‬ ‫(‪Starks 1991‬‬ ‫النتائج تتكافؽ مع دراسة التي قاـ بيا كؿ مف‬

‫التككيف العالي ال يحكلكف أمكاؿ لالف أغمبية ىؤالء مف عائالت ميسكرة الحاؿ‪ ،‬زد إلى ذلؾ تدني أجكر‬

‫األعماؿ التي كاف يمارسيا المياجريف المؤىميف لـ تكفر ليـ فائض االدخار مف اجؿ التحكيؿ‪ ،‬حيث كانت‬

‫تستعمؿ ىذه األجكر في إنفاؽ عمى تكاليؼ التككيف ك التي تككف مرتفعة‪.‬‬

‫اىَطيت اىضبىش‪ :‬االعزضَبس ثٍِ اىَحذداد اىشخصٍخ ىيَهبجش و ٍعىقبد‬


‫‪- 1‬تحديد العالقة بين الخصائص الشخصية لممهاجر و االستثمار‬

‫ق تـ اختبار ىذه‬ ‫مف أجؿ تحديد مدل تأثير الصفات الشخصية لممياجر عمى قرار اإلسثمار مف عدـ‬

‫ك الجدكؿ التالي يبيف النتائج المتحصؿ عمييا‬ ‫‪‬‬


‫‪2‬‬
‫الفرضية باإلعتماد عمى الجداكؿ المتقاطعة ك اختبار‬

‫ما بيف المتغيرات المتعمقة بالصفات الشخصية لممياجر كقرار استثماره مف عدمو ‪.‬‬

‫جذوه سقٌ (‪ّ )19-4‬زبئج اخزجبس(‪) 2‬‬


‫‪2‬‬
‫ٍعْىٌخ االخزجبس‬ ‫‪‬‬ ‫اىخصبئص‬
‫‪1,070‬‬ ‫السن‬
‫‪0,172‬‬ ‫‪1,471‬‬ ‫الجنس‬
‫‪0,111‬‬ ‫‪2,052‬‬ ‫الحالة العائلية‬
‫‪0,036‬‬ ‫‪3,839‬‬ ‫مكان االزدياد‬

‫‪186‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪0,613‬‬ ‫‪0,002‬‬ ‫تاريخ الهجرة‬
‫‪0,320‬‬ ‫‪0,455‬‬ ‫العودة الدائمة‬
‫‪0,378‬‬ ‫‪0,376‬‬ ‫العودة المؤقتة‬
‫‪0,336‬‬ ‫‪0,460‬‬ ‫عدم الفصل في شكل العودة‬
‫‪,3520‬‬ ‫‪0,338‬‬ ‫العمل‬
‫‪,043‬‬ ‫‪3,550‬‬ ‫التحويالت المالية‬
‫المصذر‪ :‬من إعذاد الطبلت‬
‫الختبار ك جكد تأثير معنكم بيف الخصائص الشخصية لممياجر العائد ك االستثمار في البمد األصمي ‪،‬‬

‫ك يمثؿ الجدكؿ رقـ (‪ )19-4‬نتائج ىذا االختبار حيث يظير الجدكؿ‬ ‫‪2‬‬
‫‪ Chi-Square‬‬ ‫تـ استخداـ اختبار‬

‫كباالعتماد عمى نتائج التحميؿ اإلحصائي أف قيـ (كا ‪ )2‬المحسكبة لكؿ مف مكاف ازدياد المياجر ك‬

‫‪ )3.55 ( )3.83‬ك بمستكل معنكية ( ‪( )0.036‬‬ ‫التحكيالت المالية لممياجر ‪ ،‬كانت عمى التكالي (‬

‫‪ .)0.043‬ك ىذا المستكل اقؿ مف مستكل المعنكية المقبكؿ ك المتمثؿ في ( ‪ )0.05‬كبالتالي نقكؿ انو‬

‫يكجد تأثير معنكم بيف الخصائص ‪ ،‬مكاف االزدياد‪ ،‬تحكيؿ األمكاؿ ك االستثمار في البمد األصمي‪ ،‬كما‬

‫كانت قيـ (كا‪ )2‬المحسكبة لمخصائص السف‪ ،‬الجنس‪ ،‬الحالة العائمية‪ ،‬تاريخ اليجرة‪ ،‬العكدة الدائمة‪ ،‬العكدة‬

‫المؤقت‪ ،‬عدـ الفصؿ في شكؿ العكدة ك العمؿ ( ‪)0.376( ) 0.455( ) 0.002( ) 2.052( ) 1.471( ) 1.070‬‬

‫( ‪ ) 0.460‬عمى التكالي‪ ،‬بمستك ل معنكية اكبر مف المستكل المحدد‪ ،‬كبالتالي ال يكجد تأثير معنكم بيف‬

‫الخصائص المتعمقة بالسف‪ ،‬الجنس‪ ،‬الحالة العائمية‪ ،‬تاريخ اليجرة‪ ،‬العكدة الدائمة‪ ،‬العكدة المؤقت‪ ،‬عدـ‬

‫الفصؿ في شكؿ العكدة ك العمؿ ك بيف االستثمار في البمد األصمي‪.‬‬

‫‪- 2‬تحديد أهمية أسباب عدم اإلستثمار‬

‫مف اجؿ تحديد أىـ األسباب في عدـ رغبة المياجريف في اإلستثمار اعتمدنا عمى معامؿ االختالؼ‪،‬‬

‫حيث تـ استخداـ تدرج ليكرت الخماسي ( مكافؽ تماما = ‪5‬؛ مكافؽ = ‪4‬؛ مكافؽ نكعا ما = ‪3‬؛ غير‬

‫مكافؽ = ‪2‬؛ غير مكافؽ تماما = ‪ ) 1‬لقياس مدل تجاكب المياجر مع االسباب التي تعيقو مف اجؿ‬

‫أم مف االسباب قيد القياس‪ ،‬كمما كانت قيمة‬


‫االستثمار كمؤشر داؿ عمى أىميتو ‪ ،‬حيث تتعاظـ أىمية ن‬

‫‪187‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫معامؿ االختالؼ صغيرة ‪ ،‬أما إذا كانت قيمتو كبيرة ك فأف ذلؾ يدؿ عمى اف السبب ذك أىمية منخفضة‪،‬‬

‫ك كانت نتائج ىذا القياس مكضحة في الجدكؿ التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )20-4‬يمثل ترتيب عراقيل استثمار المهاجرين العائدين‬

‫اىزشرٍت حغت‬ ‫االّحشاف‬ ‫اىَزىعط‬ ‫أعجبة عذً اعزضَبس اىَهبجشٌِ‬


‫ٍعبٍو االخزالف‬ ‫‪N‬‬
‫أهٍَخ‬ ‫اىَعٍبسي‬ ‫اىحغبثً‬ ‫ثعذ اىعىدح‬

‫‪5‬‬ ‫‪0.50681‬‬ ‫‪1.191‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ّقص فً سؤوط األٍىاه اىَحىىخ‬

‫‪6‬‬ ‫‪0.52581‬‬ ‫‪.978‬‬ ‫‪1.86‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ّقص اىزنىٌِ‬


‫‪1‬‬ ‫‪0.25736‬‬ ‫‪1.032‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اىَشبمو و اىعشاقٍو اإلداسٌخ‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.49253‬‬ ‫‪1.384‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ّقص األعىاق‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.50565‬‬ ‫‪1.163‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اىَشبمو اىصحٍخ اىزً أعبًّ ٍْهب‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.37246‬‬ ‫‪1.244‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫‪169‬‬ ‫عذً اىشغجخ‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬

‫متـ استعماؿ معامؿ ا إلختالؼ ك ىذا با إلعتماد عمى الكسط الحسابي ك اإلنحراؼ المعيارم‪ .‬ك الجدكؿ‬

‫رقـ ( ‪ )20-4‬يكضح معامؿ ا إلختالؼ ك ترتيب األسباب المعيقة لعممية االستثمار المياجر حسب‬

‫األىمية‪.‬ما يمكف مالحظتو مف خالؿ ىذا الجدكؿ أف العراقيؿ اإلدارية قد احتمت المرتبة األكلى بمعامؿ‬

‫إختالؼ يساكم (‪ )0.25736‬ك ىذا يدؿ عمى أف العينة المبحكثة تكلي أىمية بالغة ليذا العنصر مقابؿ‬

‫العناصر األخرل‪ ،‬ك نجد أف عنصر عدـ الرغبة في االستثمار قد حؿ في المرتبة الثانية بمعامؿ إختالؼ‬

‫يساكم (‪ ،)0.37246‬أما عنصر نقص األسكاؽ في الجزائر فقد جاء في المرتبة الثالثة بـ عاـؿ اختالؼ‬

‫يقدر ب (‪ .)0.49253‬فيما يخص العناصر المتبقية ك المتمثمة في المشاكؿ الصحية‪ ،‬نقص في رؤكس‬

‫‪)0.50565‬‬ ‫األمكاؿ ك نقص التككيف أتت في المراتب األخيرة بمعامالت االختالؼ عمى التكالي (‬

‫(‪)0.52581( )0.50681‬‬

‫عمى كاقع ىذه النتائج يمكف القكؿ أف الخصائص التي تحدد استثمار المياجر حيف عكدتو إلى ارض‬

‫الكطف تمثمت في كؿ مف التحكيالت المالية ك مكاف االزدياد‪ ،‬حيث الخاصية األكلى تعتمؿ عمى تمكيؿ‬

‫‪188‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المشركع االستثمارم مف خالؿ تكفير السيكلة‪ ،‬بحيث ال يمجا المياجر إلى طرؽ تمكيمية أخرل ك التي‬

‫تزيد مف درجة الخطر مف جية‪ ،‬ك صعكبة الحصكؿ عمييا مف جية اخرل‪.‬‬

‫أما الخاصية الثانية ك متمثمة في مسقط رأس المياجر نالحظ أف المياجريف العائديف ك المذيف كاف مسقط‬

‫رأسيـ الريؼ‪ ،‬يستثمركف عمى مستكل قراىـ التي تكفر ليـ األراضي فالحية‪ ،‬خبرة مكتسبة‪ ،‬يد عاممة‬

‫مؤىمة ك غير مؤىمة ك التي تككف في اغمب األحياف مف العائمة الكاحدة‪ .‬ك ىذه النتائج كانت مكافقة‬

‫‪.‬‬ ‫)‪Lucas (1987‬‬ ‫لدراسة‬

‫زيادة عمى ذلؾ فاف المياجر يتمقى صعكبات كبيرة في الحصكؿ عمى األصكؿ التي تمكنو مف تجسيد‬

‫مشركعو عمى مستكل بمده األصمي‪ ،‬نتيجة قمة ىذه األخيرة خاصة فيما يخص األراضي في المناطؽ ذات‬

‫حركة اقتصادية كبيرة‪ ،‬التي يككف مبمغيا اك الحصكؿ عمييا يكمؼ المياجر كثيرا‪ ،‬لذلؾ نجد اف استثمارات‬

‫الريؼ تككف عمى مستكل األرياؼ نتيجة تكفير العائمة كؿ األصكؿ المادية ك البشرية لإلنجاح مشركع‬

‫في المالي سنة‬ ‫‪ Babacar Ndione‬ك‪Jérôme Lombard‬‬ ‫المياجر‪ ،‬كجاء ىذا التفسير مكافؽ لدراسة كؿ مف‬

‫(‪. )2004‬‬

‫أما فيما يخص األسباب التي تحكؿ دكف استثمار المياجر العائد إلى الجزائر كجدنا اف العكائؽ اإلدارية ك‬

‫مشاكؿ البيركقراطية‪ ،‬حالة دكف استغالؿ األمكاؿ المحكلة مف المياجريف في ميداف االستثمار‪ ،‬كىذا‬

‫الىتماـ الدكلة بسياسات اقتصادية أخرل‪ ،‬كسياسة خمؽ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة مف طرؼ‬

‫الشباب البطاؿ‪ ،‬حيث تقصي ىذه السياسات المياجريف العائديف‪ ،‬مف جية أخرل ك نتيجة التأىيؿ العالي‬

‫ليذه الطبقة‪ ،‬أدل إلى عدـ استثمارىا نتيجة تكجييا إلى القطاع العمكمي مف اجؿ تقديـ خدماتيا في‬

‫مجاؿ التككيف ك االستشارة‪ ،‬ا كاف حالتيا االجتماعية ك االقتصادية عمى مستكل الجزائر ىك ميسكر‪ ،‬فنجد‬

‫أف أمكاليا تحكؿ إلى االستيالؾ المكاد المستكردة ك التي اعتدكا عمييا في الميجر‪ ،‬ك نجد ىذه النتائج‬

‫‪.‬‬ ‫دراسة)‪Faini (2007‬‬ ‫تكافؽ‬

‫‪189‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نجد كذلؾ أف عدـ الرغبة في االستثمار تتجمى في حصكؿ المياجر العائد عمى تقاعد مف البمد المستقبؿ‬

‫لو بالعممة الصعبة‪ ،‬ما يكفر لو كمية كبيرة مف العممة المحمية عمى مستكل سكؽ السعر المكازية‪ ،‬فيذه‬

‫األمكاؿ تكفر لممياجر مستكل رفاىية يفكؽ مستكل السكاف الذيف لـ يياجركا ‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫عمى كاقع الدراسة التي قمنا بيا عمى مستكل االقتصاد الكطني‪ ،‬تبيف لنا أف ظاىرة اليجرة الدكلية تؤثر‬

‫سمبا عمى النمك االقتصادم‪ ،‬ال مف ناحية ىجرة األدمغة الجزائرية‪ ،‬ك ال مف ناحية سمكؾ التحكيالت‬

‫المالية لممياجريف الجزائرييف في االقتصاد الكطني‪ ،‬حيث يظير لنا مف خالؿ النماذج ك النتائج المحصؿ‬

‫عمييا‪ ،‬اف لتحكيالت المالية اثر سمبي عمى االقتصاد الكطني‪ ،‬نتيجة تكجيو ىذه األخيرة إلى استيالؾ‬

‫المكاد المستكردة عمى حساب اإلنتاج المحمي‪ ،‬ك مف جية أخرل تساىـ التحكيالت المالية في تضخـ‬

‫بعض المنتجات عمى مستكل الكطني كأراضي الزراعية ك أراضي المكجية لمبناء ك أسعار المنازؿ‪.‬‬

‫لمسنا مف النتائج كذلؾ‪ ،‬أف لتحكيالت المالية اثر لكف غير معنكم ك ىذا القتصار دراستنا عمى‬

‫التحكيالت المالية لممياجريف عبر القنكات الرسمية ك التي ال تمثؿ إال جزء مف الحجـ الحقيقي ليذه‬

‫التحكيالت‪ ،‬ك التي تتداكؿ داخؿ االقتصاد الكطني‪ ،‬ىذا مف جية‪ ،‬ك مف جية أخرل نجد أف االقتصاد‬

‫الكطني ريعي باعتماده عمى المداخيؿ البتركلية بنسبة كبيرة جدا مما يجعؿ تأثير مصادر العممة الصعبة‬

‫األخرل غير معنكم‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألسباب التي حالت دكف استثمار المياجر العائد ذكم الكفاءات العالية مف خالؿ إنشاء‬

‫مشركع اقتصادم‪ ،‬ك جدنا أف العراقيؿ اإلدارية ك عدـ الرغبة في ذالؾ يحدداف ىذا السمكؾ‪ ،‬إال أنو يكجد‬

‫‪190‬‬
‫دراسة قياسية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بعض المياجريف العائديف الذيف استثمركا عمى مستكل الكطني‪ ،‬خاصة في المجاؿ ألفالحي‪ ،‬أيف ك جدكا‬

‫عامؿ األرض ك اليد العاممة‪ ،‬ك التي ىي أصال ممؾ ألسرتو‪ ،‬أيف استخمصنا أف عامؿ مسقط الرأس ىك‬

‫المحدد الرئيسم في استثمارات المياجريف عمى مستكل الكطني‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫بفضل تنوع الطرق اإلحصائية في معالجة كل من المتغيرات الكمية و النوعية‪ ,‬و العالقة الموجودة بين‬

‫االقتصاد الجزئي و الكمي‪ ,‬استطعنا أن نضع بعض التوضيحات فيما يخص إشكالية ظاىرة اليجرة في‬

‫الجزائر من خالل تحميل اثر من أثأرىا و المتمثل في التحويالت المالية لممياجرين ‪ ,‬حيث ىذا العمل‬

‫مكن من شرح بعض التأثيرات التي تحدث عمى مستوى الدول النامية و التي تكون في أغمبية األحيان‬

‫دول مصدرة لممياجرين‪ ,‬حيث تمعب ىذه التحويالت إما في تسريع الحركة التنموية أو عرقمتيا عمى‬

‫مستوى اقتصاديات الدول المستقبمة ليا‪ ,‬فتمحورت اشكاليتنا عمى ظاىرة اليجرة الدولية و مدى تأثيرىا‬

‫عمى النمو االقتصادي لدول النامية و ىذا من خالل عامل التحويالت المالية‪.‬‬

‫من خالل انجازنا ليذا البحث اتضح لنا أن ظاىرة اليجرة و التحويالت المالية لممياجرين ظاىرتين‬

‫مرتبطتين فيما بينيما حيث تعتبر ظاىرة التحويالت المالية كأىم محددات ظاىرة اليجرة‪ ,‬فيذه ألخيرة‬

‫خاصية إنسانية سكانية تتمثل في االنتقال من مكان إلى آخر إما بحثا عن حياة أفضل أو ىروبا من‬

‫وضع سيئ‪ .‬ىذه الخاصية الديموغرافية المتمثمة في حق التنقل تم االعتراف بيا عالميا منذ أكثر من ربع‬

‫قرن ضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ .‬من ناحية اقتصادية يمكن أن يكون لميجرة الشرعية مردودا‬

‫ياجر إلييا بما في ذلك نقل الميارات واثراء‬


‫الم َ‬
‫ياجر منيا أو ُ‬
‫الم َ‬
‫إيجابيا كبيرا‪ ،‬سواء عمى المجتمعات ُ‬

‫الثقافات‪ ,‬ولكن بقدر ما يسيم المياجرون في بناء المجتمعات الدول المستقبمة‪ ،‬بقدر ما يمثل ذلك خسارة‬

‫ياجر منيا أي ما يعرف بيجرة األدمغة‪ .‬كما أن اليجرة قد تتسبب في خمق توترات‬
‫الم َ‬
‫موارد بشرية لمدول ُ‬

‫ياجر إلييا‪.‬‬
‫الم َ‬
‫سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في البمدان ُ‬

‫فتعقيد ىذه الظاىرة نتيجة تداخل عدة عوامل في تحديدىا‪ ,‬صعب في تحديد مفيوم دقيق ليا إال أن المتفق‬

‫عمية‪ ,‬ىو أن اليجرة ىي أن يترك شخص أو جماعة من الناس مكان إقامتيم لينتقموا لمعيش في مكان‬

‫آخر ‪ ،‬وذلك مع ّنية البقاء في المكان الجديد لفترة طويمة ‪ ،‬أطول من كونيا سفر أو سياحة‪ ,‬فالغالب عمى‬

‫‪194‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫ىذا االنتقال ىو توجو معظم المياجرين في عالمنا إلى الدول الغنية وفي مقدمتيا دول شمال أمريكا‬

‫واستراليا واالتحاد األوروبي‪ .‬ويعود اختيارىم ليذه البمدان إلى سعييم إليجاد فرصة عمل تساعدىم عمى‬

‫تحسين مستواىم المعيشي‪ ,‬غير أن غالبيتيم تعاني من صعوبات كثيرة عمى صعيد االندماج في‬

‫مجتمعاتيم الجديدة وفي سوق العمل فييا‪ ,‬ويبرز من بين ىذه الصعوبات ضعف مستوى التأىيل مقارنة‬

‫بالمستوى السائد في الدول الصناعية الغنية‪ .‬و يزيد من تعقيد األمور ظاىرة التمييز و تدني أجور‬

‫المياجرين خاصة الغير شرعيين بسبب ازدياد حدة البطالة في ىذه الدول‪.‬‬

‫إال أن قرار تنقل األفراد و الجماعات يفسر بشكل كبير و يتحدد باليدف االقتصادي‪ ,‬الذي يتجمى في‬

‫الحصول عمى منصب عمل يوفر لممياجر اجر يمكنو من العيش الكريم و مساعدة أسرتو في البمد‬

‫األصمي من خالل تحويمو لجزء من أجره‪ ,‬فعمى ىذا وجينا دراستنا عمى تقيم اثر التحويالت المالية‬

‫لممياجرين عمى الدول االصمية بتركيز عمى إيجاد نموذج يظير ىذا التأثير عمى مستوى االقتصاد‬

‫الجزائري‪.‬‬

‫و من اجل تناول ىذه اإلشكالية كان لبد من التطرق إلى مصدر ظاىرة التحويالت المالية لممياجرين ‪ ,‬و‬

‫المتمثل في ظاىرة اليجرة و التي تناولنيا ضمن ايطار نظري خصصنا لو جزئيين‪ ,‬الجزء األول تناولنا فيو‬

‫كل من مفاىيم العامة لظاىرة اليجرة الدولية و أىم اآلثار المترتبة عنيا سواء عمى الدول المستقبمة‬

‫لممياجرين او المصدرة ليم‪ ,‬فكانت نتائج ىذا الجزء ان اثار ظاىرة اليجرة متضاربة النتائج حيث يمكن ان‬

‫تكون ايجابية عمى الدول المستقبمة ليا من خالل اثر التكممة االقتصادية لممياجرين و التي تساىم في‬

‫زيادة رفاىية المجتمع المستقبل‪ ,‬كذلك نجد ان المياجرين يخفضون من مستويات الدخل في أسواق العمل‬

‫في الدول المستقبمة مما يزيد من فرص االستثمار لممجتمع المستقبل و ىذا يمكن من خفض البطالة‪ ,‬لكن‬

‫من جية أخرى نجد ان أثار ظاىرة اليجرة يمكن ان تكون سمبية من خالل زيادة البطالة لدى السكان‬

‫األصمين لمبمد المستقبل حيث يعمل المياجرين عمى تخفيض مستوى األجور من اجل الضفر بمناصب‬

‫‪195‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الشغل‪ ,‬زد عمى ذلك يمكن لممياجرين الزيادة في النفقات العمومية في كل القطاعات مثل الصحة السكن‬

‫التدريس الخ‪ ,...‬وىذا لتزايد عدد السكان‪.‬‬

‫أما من جية الدول األصمية لممياجرين استنتجنا نفس التضارب في تأثيرات اليجرة عمييا‪ ,‬حيث يمكن ان‬

‫تكون سمبية عمى واقع ىجرة أدمغة ىذه الدول‪ ,‬حيث تكمف ىذه األخيرة أموال كبيرة من خالل عممية‬

‫التكوين اليطارتيا المياجرة‪ ,‬و تشير اإلحصائيات الحديثة إلى أن تكمفة ىجرة العقول في أفريقيا وحدىا‬

‫تبمغ ‪ 4‬مميارات دوالر في توظيف ‪ 150‬ألف ميني أجنبي سنويا بدال من المواطنين الذين يياجرون‪ .‬ووفقا‬

‫‪% 75‬من قوة العمل بيا في الفترة من‬ ‫إلحصائيات برنامج األمم المتحدة لمتنمية فان أثيوبيا فقدت‬

‫‪1980‬حتى ‪ 1991‬مما أضر بقدرتيا عمى التغمب عمى حالة الفقر التي تعاني منيا‪ .‬ولكي نوضح ذلك‬

‫نشير إلى انو يوجد أطباء أثيوبيون في شيكاغو أكثر مما ىو موجود في أثيوبيا‪.‬‬

‫‪ % 7‬من حممة المؤىالت العميا في أفريقيا يعيشون في‬ ‫وفي المقابل أشار تقرير البنك الدولي إلى أن‬

‫دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية مما يسبب نزيفا لمموارد البشرية لمقارة األفريقية التي تفتقر أصال‬

‫ليذا النوع من اليد العاممة مما يعرقل العجمة التنموية فييا‪.‬‬

‫أما اآلثار االيجابية لظاىرة اليجرة تكمن في نقص قوة الطمب عن العمل مما يخفض من حدة البطالة في‬

‫الدول المصدرة لممياجرين ‪ ,‬و من جية أخرى تمعب التحويالت المالية لممياجرين دور فعال في الحد من‬

‫الفقر و ىذا ما أثبتتو العديد من الدراسات من خالل اإلشارة إلى الصمة المباشرة بين اليجرة وتخفيض‬

‫أعداد الفقراء في الوطن األصمي لممياجرين‪ .‬فاالستقصاء الذي تم إجراؤه لألُسر في الفمبين ُي ّبين أن‬

‫التحويالت التي تتمقاىا األسر الفمبينية عممت عمى تخفيض عمالة األطفال‪ ،‬وزيادة التحاقيم بالمدارس‪،‬‬

‫وازدياد معدالت األشخاص الذين يقومون بمشروعات استثمار كثيفة باستخدام رأس المال المحول‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫في الجزء الثاني و‪ ,‬نتيجة لتضارب نتائج ظاىرة اليجرة حاولنا فيم محدداتيا و أثارىا من خالل التطرق‬

‫إلى أىم النظريات التي فسرت الظاىرة‪ ,‬فعمى الصعيد الجزئي و تفسير محددات اليجرة استخمصنا ان‬

‫النظريات اعتمدت عمى التفسير السموك الفردي في اتخاذ قرار اليجرة بدون التطرق إلى الفرق الموجود‬

‫االقتصاد الجديد لميجرة ‪,‬المذين‬ ‫بين اليجرة الداخمية و الخارجية‪ ,‬عمى غرار النيوكالسكيون ‪ ,‬و نظرية‬

‫استخمصوا أن عامل األسرة‪ ,‬الفرق في األجور‪ ,‬و الجو السياسي العام في كل من الدول المصدرة و‬

‫المستقبمة لممياجرين عوامل أساسية في تحديد قرار اليجرة‪.‬‬

‫أما عمى الصعيد الكمي فنجد كل من نظرية الثنائية لسوق العمل و نظرية االنتقال نحو حركة مواجية‬

‫الواقع استخمصتا أن العوامل االقتصادية ‪ ,‬و تطور وسائل االتصال عممت عمى تفعيل حركة انتقال‬

‫األشخاص في العالم‪ ,‬من خالل توجييم إلى الدول التي تكون فييا الحركة التنموية كبيرة‪.‬‬

‫بالنسبة لنظريات التي فسرت أثار ظاىرة اليجرة عمى الدول األصمية‪ ,‬اعتمدنا عمى نموذج االستدراك‬

‫تنمية البمد األصمي‬ ‫االقتصادي الذي يبرز أىمية التحويالت المالية لممياجرين من خالل مساىمتيا في‬

‫حتى دون وجود المياجرين الفعمي بالبمد‪ ,‬و تعويض البمد االصمي لتكاليف التكوينية بالنسبة ليجرة‬

‫األدمغة‪ ,‬اال أننا استخمصنا ان لتحويالت المالية لممياجرين اثر محدود عمى النمو االقتصادي في الجزائر‬

‫لمشاركة ىذه األخيرة بصفة ضعيفة في االستثمار من جية و من جية أخرى استعمال ىذه األموال من‬

‫اجل االستيالك اليومي او شراء موارد غير إنتاجية مثل األراضي أو منازل‪.‬‬

‫‪ % 90‬من النمو االقتصادي تفسر‬ ‫كنتيجة ثانية‪ ,‬و بما ان االقتصاد الجزائري ريعي بطبيعتو حيث‬

‫بعائدات البترولية‪ ,‬فان اثر التحويالت سيكون ضعيف او محدود‪.‬‬

‫كذلك فسرنا ىذا األثر المحدود و السمبي‪ ,‬عمى ان التحويالت المالية لممياجرين ال توجو إلى استثمار لعدة‬

‫أسباب و متمثمة في المشاكل اإلدارية التي واجييا المياجرين العائدين في خمق مشاريع‪ ,‬ما دفعيم الى‬

‫‪197‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫التعامل في سوق الموازية و المتاجرة في األراضي البناء‪ ,‬و المنازل‪ ,‬زد الى ذلك جل العائدين من‬

‫المياجرين متحصمين عمى منحة تقاعد في البمد المستقبل ما يجعميم يستقبمون ىذه األموال و يحولونيا في‬

‫سوق الموازية ما يضمن ليم اجر عالي بالنسبة لمستوى الوطني‪ ,‬حيث يتوجو استيالكيم إلى السمع‬

‫المستوردة عمى حساب إنتاج الوطني ىذا ما يعني مساىمتيم في نزيف العممة الصعبة و كبح نمو قطاع‬

‫االستثمار في الجزائر‪.‬‬

‫‪ % 53‬نتيجة لالرتفاع تكاليف‬ ‫تحول أموال الجزائريين المياجرين عبر القنوات الغير رسمية ‪ ,‬بنسبة‬

‫التحويل عمى مستوى األجيزة المصرفية الوطنية‪ ,‬ما يعني أن دراستنا اقتصرت إال عمى الجزء الرسمي من‬

‫التحويالت ‪ ,‬ليذا لم نجد اثر مباشر لتحويالت عمى النمو االقتصادي‪ ,‬حيث اذا أخذنا ىذه النسب بعين‬

‫‪ ,% 7‬و في ىذه‬ ‫االعتبار فان نسبة التحويالت المالية لممياجرين في الناتج المحمي الخام تصل الى‬

‫الحالة يمكن ان يكون ليذه األخيرة اثر مباشر عمى النمو االقتصادي‪.‬‬

‫و عمى واقع ىذه النتائج فإننا يمكن طرح التوصيات عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب عمى االقتصاد الجزائري أن يؤخذ التحويالت المالية لممياجرين بعين االعتبار‪ ,‬لتمثيميا‬

‫المصدر الثاني في جمب العممة الصعبة بعد المداخيل البترولية‪ ,‬من خالل خفض التكاليف‬

‫التحويمية التي تقمص من حجم سوق الموازية لمعممة الصعبة‪.‬‬

‫‪ -‬وضع سياسات اقتصادية تشجع المياجرين العائدين عمى االستثمار‪ ,‬ىذا عن طريق رفع كل‬

‫العراقيل اإلدارية و المالية أماميم‪.‬‬

‫‪ -‬الرفع من معدالت الفائدة عمى األموال المدخرة من طرف المياجرين عمى مستوى البنوك‬

‫الجزائرية‪ ,‬ما يعمل عمى الزيادة في حجم التحويالت‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ -‬إحداث قوانين و تشريعات جديدة تسمح لمبنوك بالمساىمة في المشاريع الكبرى لممياجرين‪ ,‬من‬

‫اجل استغالل مؤىالتيم الفكرية و المينية‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير قواعد البيانات العامل الذي يسمح بتوفير المعمومات الالزمة لرسم خريطة المياجرين‬

‫الجزائريين في العالم عمى حسب مؤىالتيم و تخصصاتيم‪.‬‬

‫‪ -‬تبني خطوات محددة وواضحة‪ ,‬في جيود اإلصالح وتحرير القطاع المصرفي من خالل إنشاء‬

‫صرفات لمعممة الصعبة‪ ,‬وىذا لمقضاء عمى سوق الموازية و استغالل اكبر ليذه األموال‪.‬‬

‫و بغية منا عدم غمق باب دراسة العالقة بين التحويالت المالية لممياجرين و مساىمتيا في نمو االقتصاد‬

‫الوطني و إلعطاء المياجرين الجزائريين أىميتيم الحقيقية ال بد من فتح مجال البحث في ىذا النيج‪ ,‬من‬

‫خالل االعتماد عمى المتغيرات اليجرة الدولية كمتغيرات مستقمة‪ ,‬و معدل النمو خارج قطاع المحروقات‬

‫كمتغير تابع‪ ,‬كما أننا نتوقع من خالل ىذه الدراسة‪ ,‬ان تكون نتائجيا ايجابية و تخدم الدراسات المستقبمية‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫قائمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬

‫املراجع بالغة العربية‬

‫الكتب‬
‫‪ - 1‬محمد فوؤادؤالحجسز‪ .‬الاسزةدودؤلتصييع‪ ،‬كتبتدودهبتدؤلقجهزةد‪ ،1975،‬دؤلطبعتدالاولى‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبمدهللادعبمدؤلغنيدغجهم‪ .‬ؤملهججزوندارؤستدسفسيفدؤهثروبفلفجيت‪،‬ؤملكتبدؤاحج عي‪،‬إلاسكىمريتدؤلطبعتد‬
‫ؤلثجهيتد‪. 2002‬‬
‫‪ - 3‬جاحدعبمدؤلقجاردحلمي‪ .‬ستقبلدؤلزأسحجليت‪،‬د ًد يشفرؤثدبيتدؤاحكحتد‪،‬دطبعدشزكتدؤلسز مد‪،‬د‪2000‬م‪.‬‬

‫املداخالت‬
‫‪ - 4‬حج مدعحجردأصفلدإلاوسجندفىدربفعد صزدو ؤشزؤتهجدفىد طلعدؤلتسعيىجث‪،‬دؤملؤجحزدؤلعلميدؤلسىفزدؤلزؤبعد‬
‫عشز‪،‬دؤلتعليمدوإلاعالم‪،‬درؤبطتدؤلتربيتدؤاحميثت‪،‬دؤلقجهزة‪،‬د‪13-11‬دجفيليت‪.1994‬‬

‫املجالت العلمية‬
‫‪ - 5‬دربيع قجسم ججيل‪ .‬عفقجثدؤلبمثدؤلعلميدفيد زؤكشدؤلمرؤسجث‪،‬د جلتدؤلغززدللعلفمدالاقتصجايتدودالااؤريت‪،‬د‬
‫جج عتدؤلبصزة‪،‬د‪.2008‬‬
‫‪ - 6‬جلتدؤلبرملجندؤلعزبيد‪،‬دؤلسىت‪(1982 /‬ايسحبردد‪،) 2001‬دؤلعماد‪22/‬‬

‫التقارير العلمية‬
‫‪ - 7‬محمدؤاخشجويدؤلتمفيالثدؤملجليتدللحهججزيًدودؤجزهجدعلىدؤلتىحيتدفيدبلمؤندؤملشزقدؤلعزبيد‪ :‬سفريج‪،‬دلبىجن‪،‬د‬
‫الاران‪،‬د صزدهيئتدالا مدؤملتممة‪،‬داحىتدالاقتصجايتدودالاجتحجعيتدلغزبيدؤسيج‪-‬الاسفؤد‪.2010‬‬
‫‪ - 8‬جطحتدسهزةدؤ زيمت‪ .‬عفؤ لدهحزةدؤلكفجءؤثدبجاحشؤئزد‪،‬د ًدبمفثدهموةدهحزةدؤلكفجءؤثدؤلعزبيتدؤلتيدهظحتهجد‬
‫الاكفؤد‪،‬د زكشدارؤسجثدؤلفحمةدؤلعزبيت‪،‬دبيروثد‪.‬‬

‫الندوات العلمية‬
‫‪ - 9‬إلاحصجءؤثدؤلصجارةدعًدؤملجلسدالاقتصجازدوالاجتحجعيدؤاحشؤئزز‪،‬دؤلذزدهفدبحثجبتدهيئتدرقجبتدؤستشجريتد‬
‫ججبعتدلزئجستدؤاححهفريت‪:‬عًدؤلىموةدؤلعلحيتدحفلدهحزةدألاا غتدؤلذزدأقيمدفيد قزدجزيمةدؤلشعبد‪13‬دؤ زيلد‬
‫‪20011‬دم‬
‫املراجع بالغة ألاجنبية‬
Livres

1. Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, Michael Gapen, and Peter
Montiel. Do Workers' Remittances Promote Economic Growth? : International
Monetary Fund Washington, DC, 2009.
2. Chami, Ralph, Samir Jahjah, and Connel Fullenkamp. Are Immigrant Remittance
Flows a Source of Capital for Development. International Monetary Fund, 2003.
3. Hamdouch, Bachir, Abdallah Berrada, Mehdi Lahlou, Mohamed Mahmoudi, and
United Nations Fund for Population Activities. Les Marocains Résidant À L'étranger:
Une Enquête Socio-Économique. Institut national de statistique et d'économie
appliquée, 2000.
4. Hanson, Gordon Howard. The Economic Logic of Illegal Immigration. Council on
Foreign Relations, 2007.
5. Hernandez, Emile-Michel. L'entrepreneuriat: Approche Théorique. Editions
L'Harmattan, 2001.
6. Mobhe, Agbada Mangalu. Migrations Internationales, Transferts Des Migrants Et Conditions
De Vie Des Ménages D'origine: Cas De La Ville De Kinshasa. Presses univ. de Louvain,
2011.
7. William H. Greene، Econometric Analysis، 5th Edition، Prentice Hall، New Jersey،
USA، 2003

Conférences

1. Abreu, Alexandre. "The New Economics of Labor Migration: Beware of Neoclassicals


Bearing Gifts." Paper presented at the Forum for social economics, 2012.
2. Adams, Richard H. "Migration, Remittances and Development: The Critical Nexus in
the Middle East and North Africa." Paper presented at the United Nations Expert
Group Meeting on International Migration and Development in The Arab Region
Population Division Department of Economic and Social Affairs, United Nations
Secretariat Beirut, 2006.
3. Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts
Des Migrants: Le Cas Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe
journées du développement de l'Association Tiers-Mondes' Crises et soutenabilité du
développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg
et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, 2010.
4. Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries."
Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International
Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, 2006.
5. Ratha, Dilip, S Mohapatra, and A Silwal. "Outlook for Remittance Flows to
Developing Countries." Paper presented at the International Conference on Migration,
Trade and Development, Dallas, 2009.
6. Zlotnik, Hania. "Migrants’ Rights, Forced Migration and Migration Policy in Africa."
Paper presented at the Migration in Comparative Perspective conference,
Johannesburg, 2003.

Genséric Scientifique
1. Ambrosetti, Elena, and Giovanna Tattolo. "Le Rôle Des Facteurs Culturels Dans Les
Théories Des Migrations." 16p, 2007.
2. Bader, Veit. "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford
University Press, 2013." Wiley Online Library, 2014.
3. United Nations, Department of Economic, and Population Division Social Affairs.
"World Population Prospects: The 2006 Revision, Highlights." 2007.

Revues

1. Abreu, Alexandre. "The New Economics of Labor Migration: Beware of Neoclassicals


Bearing Gifts." Paper presented at the Forum for social economics, 2012.
2. Acosta, Pablo. "Labor Supply, School Attendance, and Remittances from International
Migration: The Case of El Salvador." (2006).
3. Acosta, Pablo A, Nicole Rae Baerg, and Federico S Mandelman. "Financial
Development, Remittances, and Real Exchange Rate Appreciation." (2009).
4. Adams, Richard. "Remittances, Poverty and Investment in Guatemala." International
Migration, Remittances and the Brain Drain Washington DC: World Bank (2006):
53-80.
5. Adams, Richard H. "The Economic Uses and Impact of International Remittances in
Rural Egypt." Economic Development and Cultural Change (1991): 695-722.
6. ———. "Migration, Remittances and Development: The Critical Nexus in the Middle
East and North Africa." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting
on International Migration and Development in The Arab Region Population Division
Department of Economic and Social Affairs, United Nations Secretariat Beirut, 2006.
7. Almaseanu, Stephen. "Le Traitement Pénal Du Bitcoin Et Des Autres Monnaies
Virtuelles." Gazette du palais: Recueil bimestral 134, no. 4 (2014): 2176-79.
8. Amuedo-Dorantes, Catalina, and Susan Pozo. "Remittances as Insurance: Evidence
from Mexican Immigrants." Journal of Population Economics 19, no. 2 (2006): 227-
54.
9. Anderson, Bridget. "Migration, Immigration Controls and the Fashioning of
Precarious Workers." Work, employment & society 24, no. 2 (2010): 300-17.
10. Arcand, Jean-Louis, Malek Garbouj, and Nestor Morgandi. "Transferts De Fonds Et
Services Financiers Sur Mobile: Les Modèles D’affaires Pour Les Postes." (
11. Aydas, Osman Tuncay, Kivilcim Metin-Ozcan, and Bilin Neyapti. "Determinants of
Workers' Remittances: The Case of Turkey." Emerging Markets Finance and Trade
41, no. 3 (2005): 53-69.
12. Azam, Jean-Paul, and Flore Gubert. "Migrants' Remittances and the Household in
Africa: A Review of Evidence." Journal of African Economies 15, no. suppl 2 (2006):
426-62.
13. Barajas, Adolfo, Ralph Chami, Connel Fullenkamp, and Anjali Garg. "The Global
Financial Crisis and Workers' Remittances to Africa: What's the Damage?". (2010).
14. Bauer, Thomas, and Klaus F Zimmermann. "Causes of International Migration: A
Survey." Crossing Borders: Regional and Urban Perspectives on International
Migration (1998): 95-127.
15. Beine, Michel, Frederic Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Human
Capital Formation in Developing Countries: Winners and Losers*." The Economic
Journal 118, no. 528 (2008): 631-52.
16. Beine, Michel, Frédéric Docquier, and Hillel Rapoport. "Brain Drain and Economic
Growth: Theory and Evidence." Journal of Development Economics 64, no. 1 (2001):
275-89.
17. Belser, Patrick, and Kristen Sobeck. "A Quel Niveau Les Pays Devraient-Ils Fixer
Leurs Salaires Minima?". Justice sociale et croissance: le rôle du salaire minimum 4
(2012): 123.
18. Borodak, Daniela. "Les Déterminants De La Migration De «Retour» En Moldavie."
(2009).
19. Borta, Oxana. "Brain Drain Controversy." (2007).
20. Brown, Richard PC. "Estimating Remittance Functions for Pacific Island Migrants."
World development 25, no. 4 (1997): 613-26.
21. Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie
Mondiale." Université de Grenoble, 2011.
22. Castaldo, Adriana, and Barry Reilly. "Do Migrant Remittances Affect the
Consumption Patterns of Albanian Households." South-Eastern Europe Journal of
Economics 1, no. 1 (2007): 25-54.
23. Ciumasu, Ioan M. "Turning Brain Drain into Brain Networking." Science and public
policy 37, no. 2 (2010): 135-46.
24. Clemens, Michael A, and David McKenzie. "Why Don't Remittances Appear to Affect
Growth?". World Bank Policy Research Working Paper, no. 6856 (2014).
25. Coiffard, Marie. "L'impact De La Crise Financière Internationale Sur Les Transferts
Des Migrants: Le Cas Des Travailleurs Tadjiks." Paper presented at the XXVIe
journées du développement de l'Association Tiers-Mondes' Crises et soutenabilité du
développement', Bureau d'économie théorique et appliquée, Université de Strasbourg
et Université Nancy 2, Association Tiers-Monde, Préludes, 2010.
26. ———. "La Coopération Internationale Sur Les Transferts De Fonds Des Migrants,
Quels Enjeux Pour Quelle Perspective?". Revue européenne des migrations
internationales 28, no. 1 (2012): 129-45.
27. ———. "Les Déterminants Et Impacts Macroéconomiques Des Transferts De Fonds
Des Migrants: Une Analyse Du Cas Des Pays Fortement Dépendants." Université de
Grenoble, 2011.
28. Colin, NKOA François. "Migrations Sud-Nord, Fuite Des Cerveaux Et
Developpement Economique En Afrique." (
29. Collyer, Michael. "L’immigration Clandestine En Méditerranée En 2006." (
30. Combes, Jean-Louis, and Christian Ebeke. "Remittances and Household Consumption
Instability in Developing Countries." World development 39, no. 7 (2011): 1076-89.
31. Coulibaly, Dramane. "Macroeconomic Determinants of Migrants' Remittances: New
Evidence from a Panel Var." (2009).
32. Crown, William H. "Migration and Regional Economic Growth: An Origin-
Destination Model." Economic Development Quarterly 5, no. 1 (1991): 45-59.
33. De Haas, Hein. "International Migration, Remittances and Development: Myths and
Facts." Third World Quarterly 26, no. 8 (2005): 1269-84.
34. ———. "Migration and Development: A Theoretical Perspective1." International
Migration Review 44, no. 1 (2010): 227-64.
35. ———. "Mobility and Human Development." (2009).
36. ———. "The Myth of Invasion: The Inconvenient Realities of African Migration to
Europe." Third World Quarterly 29, no. 7 (2008): 1305-22.
37. De Haas, Hein, and Francisco Rodríguez. "Mobility and Human Development:
Introduction." Journal of Human Development and Capabilities 11, no. 2 (2010): 177-
84.
38. Defoort, Cécily. "Tendances De Long Terme Des Migrations Internationales: Analyse
À Partir Des Six Principaux Pays Receveurs." Population 63, no. 2 (2008): 317-51.
39. Diagne, Youssoupha S, and Fatou Diane. "Impact Des Transferts Des Migrants Sur La
Pauvreté Au Sénégal." (2008).
40. DJEFLAT, Abdelkader. "Les Compétences Algériennes À L'étranger." Hommes &
Migrations, no. 6 (2012): 36-50.
41. Docquier, Frédéric. "Fuite Des Cerveaux Et Inégalités Entre Pays." Revue d'économie
du développement 21, no. 2 (2007): 49-88.
42. Docquier, Frédéric, and Elisabetta Lodigiani. "Skilled Migration and Business
Networks." Open Economies Review 21, no. 4 (2010): 565-88.
43. Docquier, Frédéric, and Hillel Rapoport. "Globalization, Brain Drain, and
Development." Journal of Economic Literature 50, no. 3 (2012): 681-730.
44. Dumitru, Speranta. "Migration Qualifiée, Développement Et Égalité Des Chances.
Une Critique De La Taxe Bhagwati." Revue de philosophie économique 13, no. 2
(2012): 63-91.
45. Dumont, Jean-Christophe, and Georges Lemaître. "Beyond the Headlines." Revue
économique 56, no. 6 (2005): 1275-99.
46. Edwards, Jeffrey A, and Jennis J Biser. "The Interactive Effect of Remittances and
Civil Liberties on Investment and Consumption." International Journal of
Development Issues 10, no. 1 (2011): 20-33.
47. Efionayi-Mäder, Denise, Gérard Perroulaz, and Catherine Schümperli Younossian.
"Migration Et Développement: Les Enjeux D’une Relation Controversée." Annuaire
suisse de politique de développement 27, no. 2 (2008): 11-20.
48. Ellerman, David. "The Dynamics of Migration of the Highly Skilled: A Survey of the
Literature." Diaspora Networks and the International (2006).
49. Faini, Riccardo. "Développement, Commerce International Et Migrations." Revue
d’économie du développement 2 (2002): 85-116.
50. ———. "Migrations Et Transferts De Fonds. Impact Sur Les Pays D'origine." Revue
d'économie du développement 21, no. 2 (2007): 153-82.
51. ———. "Remittances and the Brain Drain: Do More Skilled Migrants Remit More?".
The World Bank Economic Review 21, no. 2 (2007): 177-91.
52. Fajnzylber, Pablo, and J Humberto López. "The Development Impact of Remittances
in Latin America." Remittances and Development: Lessons from Latin America
(2008): 1-19.
53. Fall, Abdou Salam, and Rokhaya Cissé. "Migrations Internationales Et Pauvreté En
Afrique De L’ouest." Document de travail, no. 5 (2007).
54. Fellahi, Khalid. "Western Union Et Le Marché Mondial Des Transferts De Fonds."
Migrations, transferts de fonds et développement (2005): 131.
55. Franck, Bernard, and Robert F Owen. "Formation À L'étranger, Fuite Des Cerveaux
Et Bien-Être National: Enjeux Et Paradoxes Dans Une Perspective
Microéconomique." Revue d'économie politique 121, no. 2 (2011): 233-57.
56. Freund, Caroline, and Nikola Spatafora. "Remittances, Transaction Costs, and
Informality." Journal of Development Economics 86, no. 2 (2008): 356-66.
57. Gallina, Andrea. "The Impact of International Migration on the Economic
Development of Countries in the Mediterranean Basin." International Migration and
Development in the Arab Region: Challenges and Opportunities
UN/POP/EGM/2006/04 (2006).
58. Galor, Oded, and Omer Moav. "Natural Selection and the Origin of Economic
Growth." Quarterly Journal of Economics (2002): 1133-91.
59. Giannoccolo, Pierpaolo. "Brain Drain Competition Policies in Europe: A Survey."
(2005).
60. Gielis, Ruben. "A Global Sense of Migrant Places: Towards a Place Perspective in the
Study of Migrant Transnationalism." Global Networks 9, no. 2 (2009): 271-87.
61. Glytsos, Nicholas P. "Remitting Behaviour of ―Temporary‖ and ―Permanent‖
Migrants: The Case of Greeks in Germany and Australia." Labour 11, no. 3 (1997):
409-35.
62. Gubert, Flore. "Pourquoi Migrer? Le Regard De La Théorie Économique." Regards
croisés sur l'économie, no. 2 (2010): 96-105.
63. Guilmoto, Christophe Z, and Frédéric Sandron. "La Dynamique Interne Des Réseaux
Migratoires Dans Les Pays En Développement." Population (french edition) (2000):
105-35.
64. Haupt, Alexander, and Eckhard Janeba. "Education, Redistribution and the Threat of
Brain Drain." International Tax and Public Finance 16, no. 1 (2009): 1-24.
65. Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to
European Countries: A Structural Explanation of Patterns, 1980–20041." International
Migration Review 42, no. 2 (2008): 476-504.
66. Jelili, Riadh Ben, and Mohamed Jellal. "Transferts Des Migrants Tunisiens Et
Qualification–Théorie Et Évidence." L'Actualité économique 78, no. 3 (2002): 397-
410.
67. Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries."
Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International
Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, 2006.
68. Krichel, Thomas, and Paul Levine. "The Welfare Economics of Rural‐to‐Urban
Migration: The Harris‐Todaro Model Revisited." Journal of Regional Science 39, no.
3 (1999): 429-47.
69. Kulu, Hill, and Francesco C Billari. "Migration to Urban and Rural Destinations in
Post-Soviet Estonia: A Multilevel Event-History Analysis." Environment and
Planning A 38, no. 4 (2006): 749.
70. Labrecque, Marie France. "Perspectives Féministes Sur Le Développement Durable:
Remettre En Question Les Discours Sur L’égalité Des Femmes." Recherches
féministes 24, no. 2 (2011): 21-37.
71. ———. "Urbanisation, Migration Et Inégalités À Ciudad Juárez, Mexique."
Anthropologica (2008): 229-40.
72. Lautier, Bruno. "Le Tiers Monde Face À La Question Du Partage." Revue Tiers
Monde, no. 2 (2013): 119-28.
73. Lee, Chul-In. "Migration and the Wage and Unemployment Gaps between Urban and
Non-Urban Sectors: A Dynamic General Equilibrium Reinterpretation of the Harris–
Todaro Equilibrium." Labour Economics 15, no. 6 (2008): 1416-34.
74. Lodigiani, Elisabetta. "Diaspora Externalities and Technology Diffusion." Economie
internationale, no. 3 (2009): 43-64.
75. Lucas, Robert EB. "Migration Internationale Vers Les Pays À Haut Revenu: Quelles
Conséquences Pour Le Développement Économique Des Pays D'origine?". Revue
d'économie du développement 19, no. 4 (2005): 123-71.
76. Lucas, Robert EB, and Oded Stark. "Motivations to Remit: Evidence from Botswana."
The Journal of Political Economy (1985): 901-18.
77. Mahamoud, Ismael. "Les Hawalas: Les Systèmes Informels De Transfert Des Fonds."
(2006).
78. Massey, Douglas S, Joaquin Arango, Graeme Hugo, Ali Kouaouci, Adela Pellegrino,
and J Edward Taylor. "Theories of International Migration: A Review and Appraisal."
Population and development review (1993): 431-66.
79. McAusland, Carol, and Peter Kuhn. "Bidding for Brains: Intellectual Property Rights
and the International Migration of Knowledge Workers." Journal of Development
Economics 95, no. 1 (2011): 77-87.
80. McCormick, Barry, and Jackline Wahba. "Overseas Employment and Remittances to a
Dual Economy." The Economic Journal 110, no. 463 (2000): 509-34.
81. Mesnard, Alice. "Temporary Migration and Self-Employment: Evidence from
Tunisia." Brussels economic review 47, no. 1 (2004): 119-38.
82. Meyer, Jean-Baptiste. "Building Sustainability. The New Frontier of Diaspora
Knowledge Networks." (2007).
83. Meyer, Jean-Baptiste, Jorge Charum, Dora Bernal, Jacques Gaillard, José Granés,
John Leon, Alvaro Montenegro, et al. "Turning Brain Drain into Brain Gain: The
Colombian Experience of the Diaspora Option." Science Technology & Society 2, no.
2 (1997): 285-315.
84. Michel, Vaillant. "L'araire Ou La Barque. Migrations, Mondialisation Et
Transformations Agraires En Haute Vallée Du Cañar (Andes Australes De
L'équateur)." AgroParisTech, 2013.
85. Milio, Simona, and Paul Ricci. "Brain Drain, Brain Exchange and Brain Circulation.
The Case of Italy Viewed from a Global Perspective." National interest (2012).
86. Mishra, Prachi. "Emigration and Wages in Source Countries: Evidence from Mexico."
Journal of Development Economics 82, no. 1 (2007): 180-99.
87. MOUHOUd, EM. "Migrations Internationales, Mondialisation Et Development." La
lettre de la régulation, no. 55 (2006).
88. Paris, Thelma R, Truong Thi Ngoc Chi, Maria Fay Rola-Rubzen, and Joyce S Luis.
"Effects of out-Migration on Rice-Farming Households and Women Left Behind in
Vietnam." Gender, Technology and Development 13, no. 2 (2009): 169-98.
89. Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political
Economy 8, no. 2 (2010): 6-24.
90. Plaquette, N, and Aperçu de la Déclaration de Paris. "A Propos De La Série Efficacité
De L’aide Et Droits Des Femmes." (
91. Poot, Jacques, and Anna Strutt. "International Trade Agreements and International
Migration." The World Economy 33, no. 12 (2010): 1923-54.
92. Proutat, Jean-Luc. "L’uem Prieé De Serrer Les Rangs." Eco et Conjoncture, BNP
Paribas, Janvier (2011).
93. Rao, B Bhaskara, and Gazi Mainul Hassan. "A Panel Data Analysis of the Growth
Effects of Remittances." Economic modelling 28, no. 1 (2011): 701-09.
94. Rapoport, Hillel. "Le «Brain Drain» Et Son Incidence Sur Les Pays En
Développement." Regards croisés sur l'économie, no. 2 (2010): 110-24.
95. Ratha, Dilip, S Mohapatra, and A Silwal. "Outlook for Remittance Flows to
Developing Countries." Paper presented at the International Conference on Migration,
Trade and Development, Dallas, 2009.
96. Sander, Cerstin, Issa Barro, M Sall, Mariell Juhlin, and Coumba Diop. "Etude Sur Le
Transfert D’argent Des Émigrés Au Sénégal Et Les Services De Transfert En
Microfinance." Document de travail 40 (2003).
97. Shahbaz, Muhammad, and Naveed Aamir. "Determinants of Workers’ Remittances:
Implications for Poor People of Pakistan." European Journal of Scientific Research
25, no. 1 (2009): 130-44.
98. Singh, Raju Jan, Markus Haacker, Kyung-woo Lee, and Maëlan Le Goff.
"Determinants and Macroeconomic Impact of Remittances in Sub-Saharan Africa."
Journal of African Economies 20, no. 2 (2011): 312-40.
99. Vargas-Silva, Carlos, and Peng Huang. "Macroeconomic Determinantsof Workers'
Remittances: Hostversus Home Country's Economic Conditions." Journal of
International Trade & Economic Development 15, no. 1 (2006): 81-99.
100. Yamada, Nobuyuki. "Development in the World-System." Routledge
Handbook of World-Systems Analysis (2012): 112.
101. Yang, Dean. "International Migration, Remittances and Household Investment:
Evidence from Philippine Migrants’ Exchange Rate Shocks*." The Economic Journal
118, no. 528 (2008): 591-630.
102. ———. "Migrant Remittances." The Journal of Economic Perspectives 25, no.
3 (2011): 129-51.
103. Zaiceva, Anzelika, and Klaus F Zimmermann. "Scale, Diversity, and
Determinants of Labour Migration in Europe." Oxford Review of Economic Policy 24,
no. 3 (2008): 427-51.
104. Zlotnik, Hania. "Migrants’ Rights, Forced Migration and Migration Policy in
Africa." Paper presented at the Migration in Comparative Perspective conference,
Johannesburg, 2003.
105. Zolberg, Aristide R. "The Next Waves: Migration Theory for a Changing
World." International Migration Review (1989): 403-30.

Rapport Scientifique

1. Docquier, Frédéric, Olivier Lohest, and Abdeslam Marfouk. "Brain Drain in


Developing Regions (1990-2000)." IZA Discussion Papers, 2005.

Thèses

1. Buga, Natalia. "Les Diasporas Comme Ressources D'intégration Dans L'économie


Mondiale." Université de Grenoble, 2011.
2. Coiffard, Marie. "Les Déterminants Et Impacts Macroéconomiques Des Transferts De
Fonds Des Migrants: Une Analyse Du Cas Des Pays Fortement Dépendants."
Université de Grenoble, 2011.
3. Michel, Vaillant. "L'araire Ou La Barque. Migrations, Mondialisation Et
Transformations Agraires En Haute Vallée Du Cañar (Andes Australes De
L'équateur)." AgroParisTech, 2013.
‫الصفحة‬ ‫الفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫‪1‬‬ ‫املقدمة العامة‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل الاول‪ :‬إلاطار املفاهيمي لظاهرة الهجرة‬
‫‪14‬‬ ‫املبحث ألاول‪:‬مفهوم الهجرة‪ ،‬أنواعها و محدداتها‬

‫‪14‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬مفهوم الهجرة‬

‫‪17‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع الهجرة‬

‫‪23‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬العوامل املفصرة للهجرة الخارحيت و الداخليت‬

‫‪28‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬أثار ظاهرة الهجرة على الدول ألاصلية و املصتقبلة‬

‫‪28‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬جأثير الهجرة على الدول املصدرة‬

‫‪35‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬جأثير الهجرة على الدول املصتقبلت‬

‫‪41‬‬ ‫املطلب الثالث ‪ :‬شياشاث الهجرة بين الجنوب و الشمال‬

‫‪45‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬هجرة ألادمغة‬

‫‪45‬‬ ‫املطلب ألاول مفهوم و أشباب هجرة ألادمغت‬

‫‪50‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬واقع الدول الناميت من ظاهرة هجرة ألادمغت‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫املطلب الثالث اشتراججياث الدول الناميت للحد من هجرة أدمغتها‬

‫‪60‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬إلاطار النظري لظاهرة الهجرة الدولية‬


‫‪61‬‬ ‫املبحث ألاول النظريات املفصرة ملحددات ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪62‬‬ ‫املطلب الاول مقارباث الاقتصاد الكلي‬

‫‪70‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬املقاربت النظريت الجزئيت للهجرة الدوليت‬

‫‪76‬‬ ‫املطلب الثالث النظرياث املدمجت لظاهرة الهجرة‬

‫‪82‬‬ ‫املبحث الثاني‪:‬النظريات املفصرة ألثار ظاهرة الهجرة الدولية‬

‫‪84‬‬ ‫املطلب الاول نظرياث املتفائلت للهجرة‬

‫‪87‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬نظرياث الهجرة الدوليت كمحور للمفارقاث‬

‫‪90‬‬ ‫املطلب الثالث هجرة ألاشخاص املؤهلين (هجرة ألادمغت)‬

‫‪95‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬النظريات الجدًدة لالشتدراك الاقتصادي‬

‫‪95‬‬ ‫املطلب ألاول نموذج الاشتدراك بتأثير الحوافز على الاشتثمار في رأس املال البشري‬

‫‪98‬‬ ‫املطلب الثاني نموذج الاشتدراك من خالل الهجرة العائدة (هجرة العودة)‬

‫‪102‬‬ ‫املطلب الثالث نموذج الاشتدراك من خالل التحويالث املاليت‬


‫‪107‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬التحويالت املالية للمهاجرين‬
‫‪108‬‬ ‫املبحث ألاول مفهوم و محددات التحويالت املالية للمهاجرين‬

‫‪108‬‬ ‫املطلب ألاول ماهيت التحويالث املاليت للمهاحرين‬

‫‪110‬‬ ‫املطلب الثاني املحدداث الفردًت للتحويالث املاليت للمهاحرين‬

‫‪116‬‬ ‫املطلب الثالث املحدداث الكليت للتحويالث املاليت للمهاحرين‬

‫‪121‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬قنوات املعتمدة في ثحويالت املالية من طرف املهاجرين‬

‫‪121‬‬ ‫املطلب ألاول ‪ :‬محدداث اختيار املهاحرين لقنواث التحويل‬

‫‪124‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬القنواث الرشميت لتحويالث املاليت للمهاحرين‬

‫‪128‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬القنواث الغير رشميت‬

‫‪132‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬أثار التحويالت املالية للمهاجرين‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬جأثير التحويالث املاليت على الفرد و ألاشرة‬

‫‪136‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬جأثير التحويالث املاليت للمهاحرين على اقتصادًاث الدول املصتقبلت لها‬

‫‪141‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬واقع التحويالث املاليت للمهاحرين في الجزائر‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬دراشة قياشية ألثر التحويالت املالية على الاقتصاد الجزائر‬
‫‪150‬‬ ‫املبحث ألاول‪ :‬الدراشات الصابقة‬

‫‪150‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬الدراشاث الصابقت على املصتوى الكلي‪.‬‬

‫‪154‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬الدراشاث الصابقت على املصتوى الجزئي‬

‫‪157‬‬ ‫املبحث الثاني ‪ :‬دراشة قياشية ألثر التحويالت املالية على النمو الاقتصادي‬

‫‪157‬‬ ‫املطلب ألاول‪ :‬الاًطار النظري الختبار التكامل املشترك‬

‫‪162‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬شرح متغيراث النموذج‬

‫‪168‬‬ ‫املطلب الثالث صياغت النموذج‬

‫‪177‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬إًجاد العالقة بين خصائص املهاجر العائد و الاشتثمار في الجزائر‬

‫‪177‬‬ ‫املطلب الاول‪ :‬العينت و بياناث الدراشت‬

‫‪179‬‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬متغيراث الدراشت و التعريف بالعينت‬

‫‪189‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الاشتثمار بين املحدداث الشخصيت للمهاحر و معوقاث‬

‫‪194‬‬ ‫الخاثمة العامة‬


‫الفهرس‬
‫املالحق‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪19‬‬ ‫عىامل الجذب و الطشد لظاهشة الهجشة الذاخليت بين املذن و ألاسياف‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪20‬‬ ‫وعبت املهاجشيً لكل مىطقت في العالم‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪25‬‬ ‫معذالث البطالت في كل مً املىاطق املصذسة و املعخقبلت للمهاجش باليعبت مؤويت‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪38‬‬ ‫دسجت الخصىبت لكل مً املىاطق املصذسة للمهاجشيً و املعخقبلت لهم‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪40‬‬ ‫املكاظب التي جحققها املؤظعاث والعمال هديجت ظاهشة الهجشة‬ ‫‪5-1‬‬
‫‪36‬‬ ‫بعض ميزاهياث املخصصت للمهاجشيً مً اجل عمليت لالهذماج‬ ‫‪6-1‬‬
‫‪53‬‬ ‫وعبت املهاجشيً ألاكفاء مً مجمىع املهاجشيً في كل دولت عشبيت‬ ‫‪7-1‬‬
‫‪54‬‬ ‫وعبت املهاجشيً في كل معخىي حعليمي لبعض البلذان إلافشيقيت‬ ‫‪8-1‬‬
‫‪83‬‬ ‫املشاحل الشئيعيت لخطىس الىظشياث املعياسيت‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪119‬‬ ‫أهم محذداث الخحىيالث املاليت و جأثيرها‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪143‬‬ ‫يمثل جكاليف جحىيل ألامىال ألهم املؤظعاث في الجضائش‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪168‬‬ ‫اخخباس ديكك فىلش املطىس عىذ املعخىي‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪169‬‬ ‫اخخباس ديكك فىلش املطىس عىذ املعخىي مم اخز الفشر ألاول‬ ‫‪2-4‬‬
‫‪170‬‬ ‫اخخباس ألاثش‬ ‫‪3-4‬‬
‫‪171‬‬ ‫اخخباساث إلابطاء ألامثل‬ ‫‪4-4‬‬
‫‪173‬‬ ‫همىرج مخجه جصحيح الخطأ على املذي القصير‬ ‫‪5-4‬‬
‫‪178‬‬ ‫عذد الاظخبياهاث املىصعت و املعترجعت في كل واليت‬ ‫‪6-4‬‬
‫‪180‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب اظدثماسهم في البلذ ألاصلي‬ ‫‪7-4‬‬
‫‪181‬‬ ‫أعماس املهاجشيً العائذيً‬ ‫‪8-4‬‬
‫‪182‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب الجيغ‬ ‫‪9-4‬‬
‫‪182‬‬ ‫الحالت العائليت للمهاجشيً العائذيً‬ ‫‪10-4‬‬
‫‪183‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب مكان الاصدياد‬ ‫‪11-4‬‬
‫‪184‬‬ ‫هىع العىدة املهاجش‬ ‫‪12-4‬‬
‫‪185‬‬ ‫جاسيخ هجشة ألافشاد العائذيً‬ ‫‪13-4‬‬
‫‪185‬‬ ‫أفشاد العيىت حعب صفت العىدة‬ ‫‪14-4‬‬
‫‪186‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب صفت العىدة املؤقذ‬ ‫‪15-4‬‬
‫‪187‬‬ ‫جىصيم العيىت حعب الفصل في شكل العىدة حين اجخار القشاس‬ ‫‪16-4‬‬
‫‪187‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب مضاولتهم لعمل أثىاء مشحلت العىدة‬ ‫‪17-4‬‬
‫‪188‬‬ ‫جىصيم أفشاد العيىت حعب جحىيلهم ألمىال‬ ‫‪16-4‬‬
‫‪189‬‬ ‫هخائج اخخباس(‪) 2‬‬ ‫‪17-4‬‬
‫‪190‬‬ ‫جشجيب عشاقيل اظدثماس املهاجشيً العائذيً‬ ‫‪18-4‬‬
‫قائمة ألاشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪18‬‬ ‫أهىاع الهجشة‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪21‬‬ ‫اججاهاث جذفقاث املهاجشيً على املعخىي العام‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪23‬‬ ‫حشكت املهاجشيً عبر مىاطق العالم‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪29‬‬ ‫العالقت بين الشبح و جكاليف الخكىيً و ظىىاث الذساظت‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪31‬‬ ‫العالقت بين ألاجش الحقيقك وحجم اليذ العاملت املؤهلت‬ ‫‪5-1‬‬
‫‪39‬‬ ‫العالقت بين ألاجش الحقيقك وحجم اليذ العاملت املؤهلت‬ ‫‪6-1‬‬
‫‪40‬‬ ‫العالقت بين ألاجش الحقيقك و اليذ العاملت املؤهلت‬ ‫‪7-1‬‬
‫‪51‬‬ ‫وعب هجشة الادمغت في القاسة إلافشيقيت‬ ‫‪8-1‬‬
‫‪62‬‬ ‫لياث الىيىكالظيييت التي جؤدد إى الخىاصن‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪115‬‬ ‫محذداث الخحىيالث املاليت خالل مشاحل الهجشة‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪129‬‬ ‫لياث عمل هظام الحىالت‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪131‬‬ ‫قىىاث الخحىيل املعخمذة مً طشف املهاجشيً‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪142‬‬ ‫أهم الذول املصذسة لخحىيالث املاليت للمهاجشيً الجضائشيين‬ ‫‪4-3‬‬
‫‪144‬‬ ‫أهم املؤظعاث التي يعخمذ عليها املهاجش الجضائشد في جحىيل أمىاله‬ ‫‪5-3‬‬
‫‪145‬‬ ‫جىصيم مشاسيم املهاجشيً الجضائشيين حعب القطاعاث‬ ‫‪6-3‬‬
‫‪146‬‬ ‫حجم الاظدثماساث الخاصت باملهاجشيً ‪/‬مليىن دج‬ ‫‪7-3‬‬
‫‪147‬‬ ‫حجم اليذ العاملت في اظدثماساث املهاجشيً في الجضائش‬ ‫‪8-3‬‬
‫‪164‬‬ ‫هصيب الفشد مً الىاجج املحلي إلاجماإي‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪165‬‬ ‫جشاكم سأط املال الثابذ في الجضائش‬ ‫‪2-4‬‬
‫‪165‬‬ ‫الخحىيالث املاليت للمهاجشيً عبر القىىاث الشظميت‬ ‫‪3-4‬‬
‫‪180‬‬ ‫قشاس إلاظدثماس في البلذ ألاصلي‬ ‫‪5-4‬‬
‫‪181‬‬ ‫جيشاساث فئت الاعماس‬ ‫‪6-4‬‬
Null Hypothesis: LOGPIBT has a unit root
Exogenous: None
Lag Length: 1 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -1.104667 0.2337


Test critical values: 1% level -2.699769
5% level -1.961409
10% level -1.606610

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

Null Hypothesis: D(LOGPIBT) has a unit root


Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -9.649365 0.0001


Test critical values: 1% level -2.699769
5% level -1.961409
10% level -1.606610

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

Null Hypothesis: LOGFBCF has a unit root


Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic 0.071794 0.6998


Test critical values: 1% level -2.625606
5% level -1.949609
10% level -1.611593

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

Null Hypothesis: D(LOGFBCF) has a unit root


Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -5.277150 0.0000


Test critical values: 1% level -2.627238
5% level -1.949856
10% level -1.611469

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.


Null Hypothesis: LOGTRF has a unit root
Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -1.447335 0.1358


Test critical values: 1% level -2.625606
5% level -1.949609
10% level -1.611593

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

Null Hypothesis: D(LOGTRF) has a unit root


Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -6.044454 0.0000


Test critical values: 1% level -2.627238
5% level -1.949856
10% level -1.611469

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

Null Hypothesis: LOGCONS has a unit root


Exogenous: None
Lag Length: 0 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -1.026628 0.2649


Test critical values: 1% level -2.669359
5% level -1.956406
10% level -1.608495

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.


Null Hypothesis: D(LOGCONS) has a unit root
Exogenous: None
Lag Length: 1 (Automatic based on SIC, MAXLAG=1)

t-Statistic Prob.*

Augmented Dickey-Fuller test statistic -6.631899 0.0000


Test critical values: 1% level -2.708094
5% level -1.962813
10% level -1.606129

*MacKinnon (1996) one-sided p-values.

VAR Lag Order Selection Criteria


Endogenous variables: LOGPIBT LOGCONS LOGTRF
LOGFBCF
Exogenous variables: C
Date: 02/01/14 Time: 17:41
Sample: 1970 2010
Included observations: 37

Lag LogL LR FPE AIC SC HQ

0 -25.59584 NA 5.82e-05 1.599775 1.773928 1.661172


1 93.99389 206.8579* 2.17e-07* -3.999670* -3.128903* -3.692684*
2 102.6625 13.12007 3.33e-07 -3.603378 -2.035999 -3.050804
3 112.5778 12.86312 5.04e-07 -3.274477 -1.010484 -2.476314
4 125.4899 13.95904 7.07e-07 -3.107564 -0.146958 -2.063812

* indicates lag order selected by the criterion


LR: sequential modified LR test statistic (each test at 5%
level)
FPE: Final prediction error
AIC: Akaike information criterion
SC: Schwarz information criterion
HQ: Hannan-Quinn information criterion
Date: 02/01/14 Time: 17:41
Sample (adjusted): 1972 2010
Included observations: 39 after adjustments
Trend assumption: Linear deterministic trend
Series: LOGPIBT LOGCONS LOGTRF LOGFBCF
Lags interval (in first differences): 1 to 1

Unrestricted Cointegration Rank Test (Trace)

Hypothesized Trace 0.05


No. of CE(s) Eigenvalue Statistic Critical Value Prob.**

None * 0.438002 49.55163 47.85613 0.0343


At most 1 0.284844 27.07762 29.79707 0.0997
At most 2 0.234377 14.00268 15.49471 0.0829
At most 3 0.087874 3.587101 3.841466 0.0582

Trace test indicates 1 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level


* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level
**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values

Vector Error Correction Estimates


Date: 02/01/14 Time: 17:42
Sample (adjusted): 1972 2010
Included observations: 39 after adjustments
Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ]

Cointegrating Eq: CointEq1

LOGPIBT(-1) 1.000000

LOGCONS(-1) 1.881100
(0.63119)
[ 2.98023]

LOGTRF(-1) 0.067320
(0.18146)
[ 0.37100]

LOGFBCF(-1) -1.986665
(0.60191)
[-3.30061]

C -7.258311

D(LOGCON D(LOGFBCF
Error Correction: D(LOGPIBT) S) D(LOGTRF) )

CointEq1 -0.127666 -0.149007 -0.114478 -0.112265


(0.03397) (0.03480) (0.17338) (0.03960)
[-3.75851] [-4.28170] [-0.66027] [-2.83498]
D(LOGPIBT(-1)) 0.105391 0.173463 -0.653396 0.497131
(0.24831) (0.25441) (1.26747) (0.28949)
[ 0.42443] [ 0.68183] [-0.51551] [ 1.71727]

D(LOGCONS(-1)) -0.294931 -0.055746 0.052307 -0.323122


(0.26924) (0.27585) (1.37430) (0.31389)
[-1.09543] [-0.20209] [ 0.03806] [-1.02942]

D(LOGTRF(-1)) -0.022121 -0.012316 -0.138106 -0.001201


(0.03619) (0.03708) (0.18475) (0.04220)
[-0.61117] [-0.33214] [-0.74755] [-0.02845]

D(LOGFBCF(-1)) 0.183540 -0.185971 -0.077705 0.067257


(0.20984) (0.21499) (1.07112) (0.24464)
[ 0.87465] [-0.86500] [-0.07255] [ 0.27492]

C 0.064220 0.083579 0.037244 0.073670


(0.02222) (0.02276) (0.11340) (0.02590)
[ 2.89067] [ 3.67193] [ 0.32843] [ 2.84437]

R-squared 0.444529 0.428841 0.030646 0.405047


Adj. R-squared 0.360367 0.342302 -0.116226 0.314902
Sum sq. resids 0.406008 0.426186 10.57837 0.551829
S.E. equation 0.110920 0.113643 0.566177 0.129314
F-statistic 5.281814 4.955453 0.208658 4.493310
Log likelihood 33.67783 32.73199 -29.89597 27.69393
Akaike AIC -1.419376 -1.370871 1.840819 -1.112509
Schwarz SC -1.163443 -1.114938 2.096752 -0.856576
Mean dependent 0.065254 0.073760 -0.004978 0.086339
S.D. dependent 0.138690 0.140129 0.535891 0.156232

Determinant resid covariance (dof


adj.) 1.64E-07
Determinant resid covariance 8.40E-08
Log likelihood 96.33869
Akaike information criterion -3.504548
Schwarz criterion -2.310196

D(LOGPIBT) = - 0.127665778128*( LOGPIBT(-1) + 1.88109957472*LOGCONS(-1) +


0.0673196728855*LOGTRF(-1) - 1.9866647523*LOGFBCF(-1) - 7.2583111065 ) +

0.105390532778*D(LOGPIBT(-1)) - 0.294931285441*D(LOGCONS(-1)) -
0.0221205332336*D(LOGTRF(-1)) + 0.183540356515*D(LOGFBCF(-1)) +
0.0642195118021
Tableau de fréquences

‫العمر‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

20-30 46 27,2 27,2 27,2

31-40 53 31,4 31,4 58,6

41-50 47 27,8 27,8 86,4


Valide
51-60 18 10,7 10,7 97,0

61-70 5 3,0 3,0 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫الجنس‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ أنثى‬27 16,0 16,0 16,0

Valide ‫ ذكر‬142 84,0 84,0 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫الحالة العائلية‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage


valide cumulé

‫ متزوج‬65 38,5 38,5 38,5

Valide ‫مطلق أرمل‬،‫ أعزب‬104 61,5 61,5 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫مكان اإلزدياد‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ حضري‬136 80,5 80,5 80,5

Valide ً‫ رٌف‬33 19,5 19,5 100,0

Total 169 100,0 100,0


‫قرار العودة‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage


valide cumulé

‫ مجبر‬40 23,7 23,7 23,7

Valide ‫ قرار اتخذته بنفسك‬129 76,3 76,3 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫تاريخ الهجرة‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

1945-1990 23 13,6 13,6 13,6

Valide 1991-2012 146 86,4 86,4 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة دائمة‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ ال‬77 45,6 45,6 45,6

Valide ‫ نعم‬92 54,4 54,4 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة مؤقتة‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ ال‬140 82,8 82,8 82,8

Valide ‫ نعم‬29 17,2 17,2 100,0

Total 169 100,0 100,0

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة( ال أدري‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ ال‬127 75,1 75,1 75,1

Valide ‫ نعم‬42 24,9 24,9 100,0

Total 169 100,0 100,0


‫هل كان لديك عمل قبل الرجوع‬

Effectifs Pourcentage Pourcentage Pourcentage cumulé


valide

‫ ال‬82 48,5 48,5 48,5

Valide ‫ نعم‬87 51,5 51,5 100,0

Total 169 100,0 100,0

Tableaux croisés

‫العمر‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

20-30 40 6 46

31-40 43 10 53

‫العمر‬ 41-50 38 9 47

51-60 14 4 18

61-70 4 1 5
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification


asymptotique
(bilatérale)
a
Khi-deux de Pearson 1,070 4 ,899
Rapport de vraisemblance 1,110 4 ,893
Association linéaire par linéaire ,798 1 ,372
Nombre d'observations valides 169

a. 3 cellules (30,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique


minimum est de ,89.
‫الجنس‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫ أنثى‬20 7 27
‫الجنس‬
‫ ذكر‬119 23 142
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson 1,471 1 ,225
b
Correction pour la continuité ,880 1 ,348
Rapport de vraisemblance 1,356 1 ,244
Test exact de Fisher ,270 ,172
Association linéaire par linéaire 1,462 1 ,227
Nombre d'observations valides 169

a. 1 cellules (25,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 4,79.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

‫الحالة العائلية‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫ متزوج‬50 15 65
‫الحالة العائلٌة‬
‫مطلق أرمل‬،‫ أعزب‬89 15 104
Total 139 30 169
Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson 2,052 1 ,152
b
Correction pour la continuité 1,502 1 ,220
Rapport de vraisemblance 2,009 1 ,156
Test exact de Fisher ,214 ,111
Association linéaire par linéaire 2,040 1 ,153
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 11,54.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

‫مكان اإلزدياد‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫ حضري‬108 28 136
‫مكان اإلزدٌاد‬
ً‫ رٌف‬31 2 33
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson 3,839 1 ,050
b
Correction pour la continuité 2,908 1 ,088
Rapport de vraisemblance 4,662 1 ,031
Test exact de Fisher ,073 ,036
Association linéaire par linéaire 3,816 1 ,051
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 5,86.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2
‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة دائمة‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة‬ ‫ ال‬65 12 77


‫دائمة‬ ‫ نعم‬74 18 92
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson ,455 1 ,500
b
Correction pour la continuité ,223 1 ,637
Rapport de vraisemblance ,458 1 ,498
Test exact de Fisher ,549 ,320
Association linéaire par linéaire ,452 1 ,501
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 13,67.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة مؤقتة‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة‬ ‫ ال‬114 26 140


‫مؤقتة‬ ‫ نعم‬25 4 29
Total 139 30 169
Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson ,376 1 ,540
b
Correction pour la continuité ,120 1 ,729
Rapport de vraisemblance ,396 1 ,529
Test exact de Fisher ,789 ,378
Association linéaire par linéaire ,373 1 ,541
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 5,15.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫عند عودتك هل كان توجهك البقاء بصفة( ال‬ ‫ ال‬103 24 127


‫أدري‬ ‫ نعم‬36 6 42
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson ,460 1 ,498
b
Correction pour la continuité ,198 1 ,656
Rapport de vraisemblance ,478 1 ,489
Test exact de Fisher ,643 ,336
Association linéaire par linéaire ,457 1 ,499
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 7,46.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2
‫قرار العودة‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫ مجبر‬32 8 40
‫قرار العودة‬
‫ قرار اتخذته بنفسك‬107 22 129
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson ,181 1 ,670
b
Correction pour la continuité ,036 1 ,850
Rapport de vraisemblance ,178 1 ,673
Test exact de Fisher ,643 ,415
Association linéaire par linéaire ,180 1 ,671
Nombre d'observations valides 169

a. 0 cellules (0,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 7,10.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

‫تاريخ الهجرة‬

Tableau croisé
Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

1945-1990 19 4 23
‫تارٌخ الهجرة‬
1991-2012 120 26 146
Total 139 30 169
Tests du Khi-deux

Valeur ddl Signification Signification Signification


asymptotique exacte (bilatérale) exacte
(bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson ,002 1 ,961
b
Correction pour la continuité ,000 1 1,000
Rapport de vraisemblance ,002 1 ,961
Test exact de Fisher 1,000 ,613
Association linéaire par linéaire ,002 1 ,961
Nombre d'observations valides 169

a. 1 cellules (25,0%) ont un effectif théorique inférieur à 5. L'effectif théorique minimum est de 4,08.
b. Calculé uniquement pour un tableau 2x2

Tableaux croisés

* ‫التحويالت المالية‬Tableau croisé


Effectif

‫هل قمت باإلستثمار بعد رجوعك‬ Total

‫لم أستثمر‬ ‫إستثمرت‬

‫ ال‬97 26 123
‫التحوٌالت المالٌة‬
‫ نعم‬42 4 46
Total 139 30 169

Tests du Khi-deux
Valeur ddl Signification Signification Signification
asymptotiqu exacte exacte
e (bilatérale) (bilatérale) (unilatérale)
a
Khi-deux de Pearson 3,550 1 ,060
Correction pour la 2,749 1 ,097
b
continuité
Rapport de vraisemblance 3,987 1 ,046
Test exact de Fisher ,071 ,043
Association linéaire par 3,529 1 ,060
linéaire
Nombre d'observations 169
valides
‫معامل اإلختالف‬

‫انترتية حسة‬ ‫االنحراف‬ ‫انمتىسط‬ ‫أسثاب عدم استثمار انمهاجرين تعد‬


‫معامم االختالف‬ ‫‪N‬‬
‫أهميح‬ ‫انمعياري‬ ‫انحساتي‬ ‫انعىدج‬

‫‪5‬‬ ‫‪0.50681‬‬ ‫‪1.191‬‬ ‫‪2.35‬‬ ‫‪169‬‬ ‫نقص في رؤوس األمىال انمحىنح‬

‫‪6‬‬ ‫‪0.52581‬‬ ‫‪.978‬‬ ‫‪1.86‬‬ ‫‪169‬‬ ‫نقص انتكىين‬


‫‪1‬‬ ‫‪0.25736‬‬ ‫‪1.032‬‬ ‫‪4.01‬‬ ‫‪169‬‬ ‫انمشاكم و انعراقيم اإلداريح‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.49253‬‬ ‫‪1.384‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫‪169‬‬ ‫نقص األسىاق‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.50565‬‬ ‫‪1.163‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪169‬‬ ‫انمشاكم انصحيح انتي أعاني منها‬
‫‪2‬‬ ‫‪0.37246‬‬ ‫‪1.244‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫‪169‬‬ ‫عدم انرغثح‬
‫امللخص‬

‫حعسف الجصائس كباقي دول العالم حسكياث اقخصادًت و احخماعيت بظبب ظهوز العوملت و الخكالث إلاقخصادًت على املظخوى‬
‫الدولي ما أدى إلى بسوش العدًد من الظواهس و من بينها ظاهسة الهجسة ما صاحبها جدفقاث الخحويالث املاليت للمهاحسين إلى دول‬
‫ألاصل هره ألاخيرة جناولها العدًد من الباحثين و ذلك من خالل ابساش أهم محدداتها و جأثيرها إلاًجابي و الظلبي على اقخصادًاث‬
‫الاقخصادي‬ ‫و من خالل هرا البحث حاولنا حظليط الضوء على مدى جأثير الخحويالث املاليت للمهاحسين على النمو‬. ‫الدول‬
‫ التراكم الخام لس أض املال‬، ‫باالعخماد على هموذج جصحيح الخطأ و جمثلذ املخغيرا ث املظخقلت في كل من إلاطتهالك ألاطسي‬
‫ و الخحويالث املاليت و بينذ النخائج إلى وحود جأثير طلبي لهره الخحويالث على النمو إلاقخصادي في املدى القصير و‬،‫الثابذ‬
.‫و في هقطت ثاهيت حاولنا ابساش أهم املحدداث الخاصت باطدثماز هره ألاموال على املظخوى الفسدي‬. ‫الطويل‬

‫ هموذج جصحيح الخطأ‬،‫ الخحويالث املاليت‬،‫ الهجسة‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract

Algeria like the rest of the world know a big economic and social movements due to the emergence of
globalization and economic aggregate at the international level, which conduct to the emergence of
many phenomena as migration phenomenon, this last lead to the appearance of the migrant’s
remittances as one of the most economics factors that’s can influence the economy growth. This aims
to study the impact of Migrants’ remittances on the Algerian economy in the short and long term,
using Vector Error Correction Model (VECM). The model included some variable which are: The
dependent variable represented by GDP per capita and independent variables represented by
Remittances (R), Gross fixed capital formation,(GFCF) and Household final consumption
expenditure(HFCE).The results show that the remittances have a negative impact on Algerian
economy in both short and long term. In the second point we tried to highlight the most important
investment determinants.
Keywords: Migration, Migrants Remittances, VECM.

Résumé

Algérie comme le reste du monde connaît un gros mouvement économiques et sociaux en raison de
l'émergence de la mondialisation et de l'agrégat économique au niveau international, ce qui conduite à
l'émergence de nombreux phénomènes comme le phénomène de la migration, cette dernière conduit à
l'apparition des transferts des migrants comme l'un des la plupart des facteurs économiques que peut
influencer la croissance économique. Cette initiative vise à étudier l'impact des transferts de fonds des
migrants sur l'économie algérienne dans le court et long terme, en utilisant Vector Error Correction
Model (VECM). Le modèle comprenait les variables qui sont: La variable dépendante représenté par
le PIB par habitant et les variables indépendantes représentées par les Transferts de fonds (R), la
formation brute de capital fixe (FBCF) et les dépenses de consommation finale des ménages (CONS).

Les résultats montrent que les Transferts de fonds ont un impact négatif sur l'économie algérienne à la
fois à court et à long terme. Dans le deuxième point, nous avons essayé de mettre en évidence les
déterminants des investissements les plus importants.

Mots-clés: migration, transferts de fonds, VECM..

You might also like