Professional Documents
Culture Documents
1
إلغاء إحتكار الدولة لعمليات التجارة الخارجية ،وكذا إلغاء إحتكارها لألنشطة اإلقتصادية ،بغرض
تشجيع المنافسة وتوسيع نطاق تدخل القطاع الخاص ؛
إصالح النظام الجبائي وإدخال الضريبة على القيمة المضافة ؛
وضع قانون لإلستثمار لجذب اإلستثمار المحلي واألجنبي ؛
إصالح النظام المصرفي والم الي بش كل ي ؤدي إلى ص رامة في إص دار الس يولة النقدي ة ،وتخلي
الخزينة عن تمويل المؤسسات الوطني ة ،كم ا يس مح بإنش اء بن وك خاص ة ،وك ذلك تخفيض قيم ة
العملة الوطني ة (تم إج راء تخفيض كب ير في قيم ة العمل ة بنس بة تزي د عن %60م ا بين -1988
)1991؛
إصالح القطاع الفالحي العمومي ،بشكل يسمح بإدخال التسيير الخ اص في ه ذا القط اع ،ويح رر
أسعار المنتوجات الزراعية ؛
إصالح قوانين العمل بإتجاه إدخال مرون ة أك بر في عق ود العم ل ،وإلغ اء الق انون الع ام للعام ل،
والسماح بالطرد ألسباب إقتصادية ،وتكريس التعددية النقابية والحق في اإلضراب .
وكان اإلعتقاد السائد لدى مؤسسات بريتون وودز أن تطبيق هذه البرامج التقشفية س يتمخض عن ه
خفض مستوى اإلستهالك الخاص ،وزيادة معدالت البطالة ،وزيادة األسعار وإلغاء الدعم وت دهور اإلنف اق
اإلستثماري العام والخاص ،وخفض القيمة الخارجية للعملة لتشجيع التصدير والحد من نم و ال واردات ...
إلخ ،س يؤدي إلى تحقي ق وف رة متزاي دة في الم وارد المالي ة للدول ة وينعكس في زي ادة س ريعة في حجم
اإلحتياطات الدولية من النقد األجن بي ،لكن في الواق ع العملي وبع د نهاي ة ب رامج اإلص الحات الهيكلي ة لم
يتحس ن وض ع اإلقتص اد الوط ني من زاوي ة مع دل النم و خ ارج المحروق ات ،نص يب الف رد من ال دخل
الوطني ،مستوى التشغيل ،القوة الشرائية للدينار ... ،إلخ.
وبعد سنة 1998طبقت الجزائر برامج غير مدعومة بشكل مباشر ،ولكنها تسير في إتجاه البرامج
المدعومة األخيرة وخاصة برن امج التع ديل الهيكلي ،بحيث أن ه إنطالق ا من س نة 1999إس تعادت الدول ة
دورها اإلقتصادي ،والذي تجلى في تسارع مع دالت نم و اإلنف اق اإلس تثماري مقارن ة باإلنف اق الج اري.
وبحلول سنة 2000تأكد اإلتجاه الجّيد لسوق النفط العالمي مما حفز الدولة على صياغة ب رامج إس تثمارية
طموحة وطويلة المدى ،فبعد سنتين من إنهاء برنامج اإلصالحات الهيكلية التي وعدت بتحقيق اإلنعاش في
إطار برامج الجيل األول من اإلصالحات ،عادت الجزائر إلى ص يغة العم ل بالتخطي ط من خالل برن امج
اإلنعاش الوطني خالل الفترة ( ،)2004-2001ثم برنامج دعم النمو اإلقتصادي ( .)2009-2005وأخ يرًا
برنامج اإلستثمارات العمومية ( ،)2014-2010وهي كلها ب رامج تس عى إلى دعم النم و خ ارج الميزاني ة
العامة ،وقد تجلت هذه السياسة المرتكزة على التوسع في النفقات العامة.
وفي غضون ذلك ،ورغم اإلنتقال الن وعي والقف زة الراديكالي ة من النم وذج اإلقتص ادي
اإلشتراكي الموجه إلى النموذج اإلقتصادي الليبرالي الح ر ،Supply & Demandورغم
تطبيق الحكومة لسلسلة اإلص الحات العميق ة ف ترة التس عينات لتص حيح اإلختالالت البنيوي ة
وتحقيق اإلستقرار في التوازن ات الكلي ة الك برى ،في إط ار ب رامج التث بيت الهيكلي -1994
1995والتعديل الهيكلي ،1998-1995المدعومة من ط رف ص ندوق النق د ال دولي والبن ك
الع المي ،لتعمي ق تحري ر التج ارة الخارجي ة ،وت دعيم اإلس تقاللية المالي ة واإلقتص ادية
للمؤسسات العمومية ....إلخ ،ورغم ش روع الس لطات في تنفي ذ برن امج اإلس تثمار العم ومي
2014-2010بـ 286ملي ار دوالر كامت داد لبرن امجي اإلنع اش ودعم النم و اإلقتص ادي
2009-2001بـ 157ملي ار دوالر ،باإلض افة إلى إب رام إتف اقيتي الش راكة م ع اإلتح اد
األوروبي عام 2005والمنطقة العربية للتب ادل الح ر ع ام ،2009واإلنض مام الم رتقب إلى
الفضاء العالمي للتج ارة .بي د أن عالق ة الجزائ ر اإلقتص ادية المتم يزة بالع الم الخ ارجي في
2
مؤشر اإلنكشاف يطبعها النفط إذ ما زال يعاني من تبعية إقتص ادية مفرط ة ومرعب ة متع ددة
المظاهر والتجليات تتلخص في التالي:
* /يعتق د الخ براء والب احثين أن نس بة الفق ر الحقيقي ة في الجزائ ر ،تختل ف تمام ا عن تل ك المتداول ة في
الساحة ،والتي تظل تحوم حولها الشكوك أصال ألنها متضاربة ومتناقضة بشكل ص ارخ بين التص ريحات
الرسمية المسؤولين في الحكومة ،على غرار التقارير الظرفي ة للمجلس الوط ني اإلقتص ادي واإلجتم اعي
والمركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية ،وبعض القطاع ات الوزاري ة مث ل وزارة
التضامن الوطني ،وحسب هؤالء الخبراء والكثير من األوساط السياسية والنقابية ،فإن المعاين ات الميداني ة
ونبض الشارع على أرض الواقع يؤكد حقيق ة أن الوض عية اإلجتماعي ة والظ روف المعيش ية للجزائ ريين
ذات ص ورة س وداوية قاتم ة (ظلم ،ج وع ،حرم ان ،تهميش ،إقص اء) .حيث فش لت السياس ات الوطني ة
التنموي ة فش ال ذريع ا في التقلي ل من ح دة الفق ر ومحاربت ه ،لبل وغ مرحل ة الرفاهي ة رغم اإلمكاني ات
اإلقتصادية للبالد ،في الوقت الذي تملك فيه الجزائر مخزون أمان مالي يفوق 200مليار دوالر نهاية س نة
.2011
* /خصائص سوق العمل في الجزائر ،فمن جهة إرتفاع وتيرة نمو العرض من العمالة ،نتيجة إرتفاع نمو
القوة العاملة النشطة بمعدالت أسرع من النمو الديمغرافي للسكان ،وإزدياد نسبة وعدد األشخاص طالبي
العمل واإلدماج ألّول مرة السيما في أوساط ذوي الكفاءات من حاملي الشهادات (الجامعيين والتقنيين
السامين المتخرجين من معاهد التكوين المهني) ،وخاصة األقل من 30سنة فهي ظاهرة ضاربة بأطنابها
بحوالي %70إلى ،%80وطول مدة بحثهم ،إضافة إلى نقص مستواهم التأهيلي والتدريبي (عجز في
الدراية الفنية والمهارات اإلحترافية) .ومن ناحية أخرى تباطؤ نمو الطلب على العمالة :ضعف معدالت
اإلستثمار المجدي ،وبطء ديناميكية النمو اإلقتصادي خارج المحروقات ،وسوء التسيير اإلداري (تواضع
الكفاءة اإلنتاجية ،وغياب الفّعالية التنظيمية) ،أي بعبارة أدق غياب جهاز عرض إنتاجي مرن قادر على
إستيعاب وإمتصاص أكبر كمية ممكنة من المعروض البشري المتاح ،ومن ثم ضعف قدرة النسيج
المؤسساتي على توليد فرص مستديمة للتوظيف.
* /واق ع وأس باب مؤش ر السياس ة النقدي ة (مع دل التض خم) في اإلقتص اد الجزائ ري ،إذ تش كل عملي ة
إستهداف التضخم والس يطرة علي ه تح دي ص عب ومح ك كب ير للسياس ات اإلقتص ادية (النقدي ة والمالي ة)
واإلجتماعي ة في البالد ،إذ يع د أهم المش كالت ال تي تن ال قس طا كب ير من اإلهتم ام من ط رف الخ براء
والحكومات والمنظمات الدولية لم ا ل ه من آث ار بالغ ة الحساس ية ومتعدي ة على ب اقي متغ يرات اإلقتص اد
الكلي .ويرى المحللين والخبراء الجزائريين أن األسباب والمصادر األساسية ال تي تس هم في ص ناعة ب ؤر
الضغوط التضخمية متوفرة ومتعددة ،ومن أبرز خصائص التضخم بالجزائر الفجوة بين عدم مرونة جهاز
العرض اإلنتاجي مقارنة مع إرتفاع وتيرة نمو الطلب اإلستهالكي ،وهو ما يدفع نحو إرتفاع مؤشر أس عار
اإلستهالك بأخ ذه منحى تص اعدي ،فمن ناحي ة ع دم مرون ة جه از الع رض اإلنت اجي ،أي عج ز وجم ود
الجهاز اإلنتاجي المحلي المه ترئ والمهله ل أص ًال على اإلس تجابة لإلحتياج ات الداخلي ة المتزاي دة ،رغم
ماليير الدوالرات التي ضختها الدولة لترقية وتحسين النجاع ة التنافس ية للمؤسس ة اإلقتص ادية الجزائري ة
كمحرك لإلقالع ،وتشجيع القطاع الخاص وتحفيز اإلستثمار األجنبي وعقود الشراكة المبرم ة ،فالمج اميع
الصناعية والزراعية الوطني ة تع اني من رك ود م زمن فيم ا يتعل ق بج وانب اإلنتاجي ة والمردودي ة ،فمثال
وجهت الحكومة خالل العشرية الفارطة أزيد من 180مليار دوالر أمريكي إلى قط اع البني ة التحتي ة دون
تحسين القدرات اإلنتاجية للشركات التي إستفادت من عمليات إعادة هيكلة وتطه ير م الي بقيم ة 35ملي ار
دوالر .لذلك فالتبعية الغذائية هي ميزة اإلقتصاد الجزائ ري أدت إلى التض خم المس تورد وتض اعف تكلف ة
فاتورة المشتريات الخارجية ال تي بلغت ح دود 50ملي ار دوالر ،نتيج ة جن وح األس عار إلى اإلرتف اع في
السوق العالمية بسبب مشاكل الجفاف والفيضانات التي ضربت الكث ير من م واطن اإلنت اج .ب الموازاة م ع
إرتفاع وتيرة نمو الطلب اإلستهالكي من جهة أخرى ،أي إرتفاع ضغط الطلب الداخلي نتيجة دفع األج ور
للم وظفين في إط ار األنظم ة التعويض ية كم ؤخرات ،والمطالب ة المتواص لة برفعه ا والتهدي د بالتص عيد
والدخول في موجة اإلضرابات العمالية وشل حركة اإلقتصاد ،كما أّن الحكومة ساهمت في تغذية اإلرتفاع
3
غير العقالني ألسعار المواد األساس ية بلجوئه ا إلى رف ع األج ر الوط ني األدنى بقيم ة 3000دين ار م رة
واحدة ،على غرار اإلنفاق العمومي الضخم الذي لم يقابله إرتفاع مادي في مس توى اإلنت اج الوط ني ،كم ا
أن تمويل عجز الموازنة يتم من خالل اإلفراط في اإلصدار النقدي ،وال نغف ل على توس ع البن وك في منح
القروض اإلستهالكية .ينضاف إلى ما س بق ،ع دم تحكم الحكوم ة في القطاع ات األساس ية خاص ة الم واد
الغذائية والمنتجات الفالحية وأسعار األدوية والخ دمات الص حية الملحق ة ،ب الموازاة م ع محدودي ة أدوات
مراقبة تدفق السيولة النقدية المتداولة في السوق ،وأخيرًا ض عف األجه زة الرقابي ة للدول ة على التحكم في
حلقات المضاربة وضبط الممارسات اإلحتكارية في اإلقتصاد الوطني.
المحور األّو ل :برامج اإلستثمار العمومية إلنعاش ودعم النمو اإلقتصادي
تحت طائلة لغة األرقام الصماء
-1مخطط اإلنعاش اإلقتصادي 2004-2001
في ج وان 2001تم اإلعالن عن مش روع حك ومي ذو طبيع ة إقتص ادية ه و برن امج اإلنع اش
اإلقتصادي ،الذي حددت مدته بثالث سنوات بهدف إنعاش المحيط اإلقتصادي ،لتحقيق النم و االقتص ادي،
وبالتالي فهو يعمل على دعم النشاطات المنتجة للثروة والقيمة المض افة الم وفرة لمناص ب الش غل ،والح د
من الفقر والبطالة وتحسين مس توى المعيش ة ،ودعم الت وازن الجه وي وإع ادة تنش يط الفض اءات الريفي ة
وتدعيم الخدمات العمومية في مجال الري والنقل والمنشات القاعدية وتحقيق التنمية المحلي ة ،ومن ثم ف ان
هذا البرنامج يعمل على تدارك التأخر المسجل على م دار عش ر س نوات من األزم ة ،والى تخفيض تكلف ة
اإلص الحات المنج زة ،والمس اهمة في دف ع جدي د لالقتص اد واس تدامة التوازن ات المحقق ة على مس توى
التوازنات الكلية ،وسخر له غالف مالي إستهلك 6.9مليار دوالر تعادل 525مليار دين ار ،وأعت بر آن ذاك
برنامجا قياسيا وذلك بالنظر إلى إحتياطي الصرف المتراكم قبل إقراره وال ذي ق در بـ 11.9ملي ار دوالر.
ويمكن تقسيم برنامج اإلنعاش االقتصادي إلى أربعة برامج رئيسية كل برنامج يخص قطاع معين ،وكل قطاع رئيسي يتكون
من قطاعات فرعية ،والجدول التالي يوضح المخصصات المالية لذلك (الوحدة :مليار دينار):
40.1 210.5 2.0 37.6 70.2 100.7 أشغال كبرى وهياكل قاعدية
38.8 204.2 6.5 53.1 72.8 71.8 تنمية محلية وبشرية
12.4 65.4 12.0 22.5 20.3 10.6 الفالحة والصيد البحري
8.6 45.0 - - 15 30 دعم اإلصالحات
100 524.7 20.5 113.9 185.9 205.4 المجموع
المصدر :المجلس الوطني اإلقتصادي واإلجتماعي http://www.cnes.dz
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن قطاع األشغال العمومية والهياكل القاعدية بـ %40.1ق د خص
بأكبر نسبة من إجمالي المبالغ المخصصة للبرنامج ،يدل ذلك على عزم الدولة على تدارك العجز والت أخر
الحاصل في هذا القطاع نتيج ة لت أثيرات ك ل من األزم ة االقتص ادية ال تي ش هدتها الجزائ ر س نة ،1986
ونتيجة اإلصالحات البنيوية التي طبقت خالل فترة التسعينات ،والتي أجبرت الحكومة على تقليص اإلنفاق
الحكومي الموجه لإلستثمار بغية إستعادة التوازن المالي لميزانية الدولة ،ينضاف إلى ذلك أهميت ه الك برى
في التأسيس لمحيط مالئم لنه وض وتط ور النش اط اإلقتص ادي .ثم ي أتي بع د ذل ك قط اع التنمي ة المحلي ة
والبش رية بـ ،%38.8نظ را لم ا يكتس يه ه ذا الج انب من أهمي ة بالغ ة في تحس ين الظ روف اإلجتماعي ة
وتدعيم سبل التنمية اإلقتصادية .ثم الفالحة والصيد البحري بـ ( %12.4إنشاء صندوق تنمية الجنوب الذي
شمل 13والية بغالف مالي قدره 25مليار دينار) ،ثم برنامج دعم اإلصالحات بنسبة %8.6والذي وج ه
أساسا لتموي ل اإلج راءات والسياس ات المص احبة له ذا البرن امج ال تي ت رمي إلى ترقي ة الق درة التنافس ية
للمؤسسات الوطنية العامة والخاصة .وقد خصصت النسبة األكبر من قيمة المخطط لسنتي 2001و2002
بم ا يق در بـ 205.4ملي ار دين ار و 185.9ملي ار دين ار على الت والي ،وذل ك في إط ار س عي الدول ة إلى
إستغالل اإلنفراج المالي ،ومن ثم تسريع وتيرة اإلنفاق بم ا يس مح بتحقي ق قف زة نوعي ة في تط ور النش اط
اإلقتصادي.
4
-2البرنامج التكميلي لدعم النمو 2009-2005
جاء هذا البرنامج كامتداد لمواصلة سياسة التوس ع في اإلنف اق ال تي ش رع في تطبيقه ا بداي ة س نة
،2001خصوصا مع إستمرار الصالبة المالية الناتجة عن ت راكم احتي اطي الص رف ال ذي س ببته أس عار
النفط المرتفعة منذ بداية األلفية الثالثة .واعتبر هذا البرن امج خط وة غ ير مس بوقة في الت اريخ اإلقتص ادي
الجزائري وذلك من حيث قيمته المرتفعة ،ففي س نة 2005تم بعث برن امج دعم النم و االقتص ادي للف ترة
2009-2005ويتضمن محورين ،األول يقوم على بعث برنامج إستثماري رصد له غالف قدره 55مليار
دوالر أي حوالي 4202.7مليار دينار ،وفي هذا الشأن أعطيت األولوية فيه لتدعيم البنية التحتي ة وتنش يط
القطاعات اإلقتصادية ومكافح ة البطال ة ،أم ا الث اني فيق وم على التحكم في اإلنف اق الج اري بالحف اظ على
إستقرار كتل ة األج ور وتحس ين إدارة ال دين الع ام .ومن خالل ه ذا البرن امج تم بعث عدي د المش اريع م ع
شركاء أجانب ،منها الطري ق الس يار ش رق غ رب على مس افة 1200كم ،وإنج از ملي ون وح دة س كنية،
وإمداد األرياف بالكهرباء والغاز ،وتطوير الزراعة ودعمها ،وتحلية مياه البح ر ،ثم ط رح برن امج تنمي ة
الهضاب العليا والجنوب .والشيء المالحظ أنه خالل هذا البرنامج عرف حجم اإلستثمار العمومي معدالت
نمو جد مرتفعة ،بلغت في متوسطها حوالي 806.8( %27مليار دينار عام 2005إلى 1926مليار دينار
عام ،)2009
والجدول التالي يوضح المخصصات المالية لذلك (الوحدة :مليار دينار):
المجموع بالنسب % المجموع بالمبالغ القطاعات
45.5 1908.5 برنامج تحسين ظروف معيشة السكان
40.5 1703.1 برنامج تطوير المنشآت األساسية
8 337.2 برنامج دعم التنمية اإلقتصادية
4.8 203.9 برنامج تطوير الخدمة العمومية وتحديثها
1.1 50 برنامج تطوير التكنولوجيا الجديدة لإلتصال
100 4202.7 المجموع
المصدر :رئاسة الحكومة http://www.premier-ministre.gov.dz
من خالل الجدول ،نالحظ أن برنامج تحس ين ظ روف معيش ة الس كان يهيمن على أك بر نس بة من
مجم وع المبل غ المخص ص لبرن امج دعم النم و ،%40.5وبمبل غ أك بر بكث ير من المبل غ المخص ص في
برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ،وتحسين المستوى المعيشي لألفراد سواء من خالل تحسين الجانب الص حي،
السكني ،التعليمي واألمني (توفير السكن وتجهيز مدارس ومطاعم مدرسية إضافية ،وك ذا تأهي ل المراف ق
الصحية،الرياضية والثقافية) .ثم يتبعه برنامج المنشآت القاعدية بمبلغ 1703.1مليار دينار دينار باعتب اره
من أهم العوامل المساهمة في رفع وتيرة معدالت النمو اإلقتصادي ،والذي يعتبر الهدف الرئيسي والنهائي
لهذا البرنامج ،وذلك تماشيا مع ما قد تم الشروع فيه من قبل في إطار مخطط اإلنع اش اإلقتص ادي ،وذل ك
في إطار تحديث وتطوير البنى التحتية التي كانت تشهد فيها الجزائر تراجعا حادا نظ را للظ روف األمني ة
الص عبة ال تي عاش تها في العش رية األخ يرة من التس عينيات،خصوص ا وأنه ا تمث ل دعم ا وح افزا قوي ا
لإلستثمار .ثم يأتي برنامج دعم التنمي ة اإلقتص ادية وه و مبل غ ض ئيل ج دا مقارن ة م ع متطلب ات القط اع
اإلقتصادي .أما برنامج تحديث وتوسيع الخدمات العامة فخصصت لها الجهات الوص ية قيم ة 204ملي ار
دينار نظرا ألهميتها في تطوير كال من الجانبين اإلقتصادي واإلجتماعي.
إَّن القراءة المتأنية والفاحصة لحص يلة إنج ازات وحيثي ات نت ائج برن امج اإلنع اش الوط ني خالل
الف ترة ( ،)2004-2001ثم برن امج دعم النم و اإلقتص ادي ( )2009-2005تؤك د أن مقارب ة تنوي ع بني ة
اإلقتصاد الجزائري لم يطرأ عليها أي تغيير ،وأن الثروة البترولية والغازي ة للجزائ ر حص ريا تمّك نه ا من
مراكمة مبالغ هامة ،تحقق التوازن في مؤشرات اإلقتصاد الكلي مقارنة بكث ير من ال دول األخ رى .بي د أن
هذه النعمة يجب أال تتحّو ل إلى مس وغ لإلنف اق المف رط من دون تحدي د ُم حكم لألولوي ات ودراس ة متأني ة
لجدوى المشاريع المبرمجة ،وال وسيلة لل ثراء غ ير المش روع لقّل ة من المتحكمين في دوائ ر الق رار على
حساب فئات عريضة من المجتمع .ومن أجل إحداث القطيع ة م ع أس لوب ال برامج الماض ية ال تي اتس مت
بالتبذير وسوء التدبير ،كان من الالزم أن ُتقّد م الحكومة تقييما مفص ال لم ا ُأنج ز وم ا لم ينج ز خالل الم دة
5
الماضية قبل اإلنخراط في مخّطط جديد .فالحديث الرسمي العام على أن المخّططين السابقين أتاح ا تحقي ق
مكتسبات هامة وتطورات كثيرة في النواحي اإلقتصادية واإلجتماعية ،غير مقنع .ألن المح ك الحقيقي ه و
منسوب تحسن المستوى المعيشي والقوة الشرائية للمواطنين والتصدير خارج المحروقات واألمن الغذائي.
-3برنامج اإلستثمار العمومي 2014-2010
إمتدادا للبرامج التنموية السالفة المعلن عنها منذ مطل ع األلفي ة الثالث ة ،أعلنت الس لطات المركزي ة
إهتمامها وعزمها تخص يص غالف م الي ين اهز 286ملي ار دوالر أو م ا يمث ل 222ملي ار أورو كتكلف ة
إجمالية ،والتي تعادل ض عفي الن اتج ال داخلي الح الي للجزائ ر لتجس يد برن امج اإلس تثمار العم ومي PIP
بإطالق مشاريع جديدة بحشد مبلغ 156ملي ار دوالر ،وإس تكمال المش اريع الك برى الجاري ة بتعبئ ة مبل غ
130مليار دوالر .إذ توجد فرص إستثمارية حقيقية ،حيث عند ق راءة محت وى برن امج المخط ط التنم وي
للخماسي الذي يندرج ضمن دينامية إعادة اإلعمار الوطني ،يتجلى سعي الحكومة لبلوغ ه دف تنوي ع بني ة
اإلقتصاد الوطني مع برمجة إنشاء 200ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة محلي ة إلض فاء ديناميكي ة جدي دة
وعصرية بتأهيل وإنعاش هذا النوع من المؤسسات ،حيث خصص ت 380ملي ار دين ار ( 4مالي ير أورو)
كغالف مالي لبلوغ المرامي اإلستراتيجية المسطرة (إنشاء قرابة 40ألف مؤسسة سنويا ت وفر 1.4ملي ون
منصب شغل حتى مطلع .)2014وهذه الحركية تأتي في سياق الجهود الحكومية المبذول ة من أج ل ترقي ة
وتطوير اإلستثمار وتجويد من اخ األعم ال وتس هيل جلب أك بر ع دد ممكن من األج انب للس وق الوطني ة،
وتفادي التوجه نحو اإلستيراد بفاتورته المكلفة (فاتورة ش راء قط ع الغي ار تف وق 3مالي ير أورو س نويًا)،
وعن جانب التنمية الزراعية فقد خصص مبلغ 13مليار دوالر تم رصدها لدعم التنمي ة الفالحي ة والريفي ة
حيث بدأت الجزائر من خالل الوزارة الوصية تنفيذ المخطط الوط ني للتنمي ة الفالحي ة والريفي ة PNDA
منذ سنة ،2000ويعتمد على إعادة الديناميكية للفضاءات الريفية وتثبيت األهالي في مناطقهم للتخفي ف من
النزوح نحو المدن وتحسين ظروف معيشتهم وتنويع نشاطاتهم مع حماية الم وارد الطبيعي ة وإقح ام الفالح
في عملية التنمية .ينضاف إلى ذلك مسألة تحس ين المنش آت القاعدي ة للنق ل وتوزي ع المي اه ،وك ذا يتض من
مشاريع هائلة في قطاعات التعليم والصحة ومجاالت السكن اإلجتماعي.1
مما سبق ،هل يمكن للخزينة العمومية إس تيعاب مبل غ 60ملي ار دوالر م دخول س نويا لإلس تثمار
،2014-2010في وقت لم تتمكن من إدارة مبلغ 6.9مليار دوالر خالل مدة 3أعوام فترة تجسيد مخط ط
اإلنعاش اإلقتصادي 2004-2001؟ ،فهذا يؤشر ويدلل بصفة قطعية على معطى اإلرتجالية والعش وائية
في إع داد ه ذه ال برامج باهض ة الثمن ،فهن اك ش كوك مطروح ة ترتب ط بظ روف ومالبس ات إع داد ه ذا
البرن امج وم دى إنس جامه م ع مقتض يات النم و اإلقتص ادي واإلجتم اعي للجزائ ر .إذ ي رى العدي د من
األكاديميين والخبراء بالجزائر ،على أن التعقيدات والمالبسات التي يعيش ويتخبط في كنفها إقتص ادنا ه و
تحصيل حاصل ،في ظل القاع دة الس ائدة ب أن النم و اإلقتص ادي المحق ق في الجزائ ر مره ون بتط ورات
ووض عية اإلقتص اد الع المي في مج ال الطلب على الطاق ة األحفوري ة الناض بة ،وأطل ق على اإلقتص اد
الوطني على أنه إقتصاد ق ائم على سياس ة إس تنزافية لل ثروة البترولي ة والغازي ة دون مراع اة المس ؤولين
لمحدودي ة اإلحتياطي ات والكف اءة في تخص يص العائ دات والعدال ة في التوزي ع من جه ة ،وعلى سياس ة
التوسع في تسويق الموارد على حساب إستراتيجيات تصنيعه من جهة أخرى ،فأصبح االقتصاد الجزائري
رهين اإليرادات النفطية ،مع سيادة قطاع المحروقات وهذا ما يعرف في األدبيات بالعقدة الهولندية (أحادية
التصدير-مادة أولية).
المحور الثاني :مؤشر الفقــر البشــري وغيــاب العدالــة في توزيــع الــثروة
القومية
لقد تم تداول مصطلح الفقر في الف ترات األخ يرة كث يرا ،وكتب في مواض يعه الكث يرين ،وه و من
القضايا الساخنة التي تثير الكثير من الجدل وتسيل الكثير من الحبر ،باعتباره ظاهرة مرضية غير ص حية
تصيب أكثر الطبقات المحرومة والمتوسطة ،ولعنة الفقر متغير ت ابع لع دة متغ يرات مس تقلة رئيس ية مث ل
تباطؤ وتيرة معدالت النمو اإلقتصادي للبلد ،والبطال ة (ش ح مناص ب العم ل) والتض خم (تقهق ر المس توى
6
المعيشي وتآكل القوة الشرائية) ،وغياب العدالة في توزيع الثروة القومية بسبب إستفحال الفساد في مفاصل
صناعة القرار ،األمر الذي ينجر عنه توسع الفوارق اإلجتماعية وتفشي مظاهر الجريمة لم ا ي زداد الغ ني
غنًى والفقير فقرًا .وق د تم تن اول مس ألة الفق ر البش ري في التقري ر الوط ني للمجلس الوط ني اإلقتص ادي
واإلجتماعي ح ول التنمي ة البش رية ،ال ذي أعدت ه الجزائ ر للم رة األولى س نة ،1999ويح دد دلي ل الفق ر
البشري العجز المس جل في ثالث مي ادين أساس ية في الحي اة البش رية من حيث نس بة األف راد المعرض ين
للوفاة قبل سن األربعين ،ونسبة األمية لدى الكبار ،والعجز المسجل في مجال الخدمات اإلجتماعية عموم ا
المقدر بنسبة األفراد ال ذين لم يس تفيدوا من الخ دمات الص حية ،واألف راد المح رومين من المي اه الص الحة
للشرب ،ونسبة األطفال الذين يعانون من سوء التغذية .وبناًء على المعطيات واإلحصائيات المتوفرة ندرج
الجداول التالية:
والجدول يوضح تطور معدالت الفقر البشري للفترة 2005-1995
2005 2004 2000 1999 1995 السنة
16.6 18.1 22.9 23.3 25.2 معدل الفقر ()%
Source: Conseil National Economique et Social
والجدول أسفله يوض ح الفق ر البش ري وفق ر ال دخل في الجزائ رHuman Poverty Index
)(HPI-1
2007 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 السنة
17.5 21.5 21.5 21.3 21.9 22.6 23.4 23.5 24.8 قيم ة ال دليل HPI-1
()%
135 108 102 103 95 94 92 90 95 عدد الدول
71 51 46 48 43 42 39 40 42 الترتيب العالمي
والجدول أسفله يوضح النسبة المئوية للسكان تحت خط الفقر
2000- 1990- 1990- 1990- 1990- 1990- 1990- 1983- 1987- السنة
2007 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998
6.8 >2 >2 >2 >2 >2 >2 >2 >2 دوالر واح د في الي وم
()%
23.6 15.1 15.1 15.1 15.1 15.1 15.1 15.1 دوالرين في اليوم (15.1 )%
22.6 22.6 22.6 12.2 12.2 22.6 22.6 22.6 خط الفقر القطري (22.6 )%
Sources: Population Below Income Poverty Line, http://www.undp.org
من الجداول أعاله ،نالحظ أن مؤش ر الفق ر البش ري في األس ر الجزائري ة ال تي ي تراوح متوس ط
حجمه ا م ا بين 6.5إلى 7أش خاص ،في تن اقص مس تمر خالل الف ترة 2010-1995حيث بل غ نس بة
%25.2سنة 1995ليتقلص إلى %16.6عام ،2005وهذا راجع مبدئيا إلى إلى إهتمام الحكومة بظاهرة
الفقـر ،من خالل تخصيص ميزانيات لدعم أسعار المواد األساسية كالحبوب والحليب والسكر ،وضخ مبالغ
مالية هامة من أجل تنويع النش اطات والمش اريع اإلس تثمارية ال تي فتحت آفاق ا كب يرة للتش غيل ،وتحس ين
المص اريف اليومي ة للمواط نين ،عالوة عن زي ادة كتل ة األج ور واإلعان ات والمنح الممنوح ة للعج زة
والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود ،ومنح التم درس الممنوح ة للتالمي ذ .والج دير بال ذكر ،أن نس بة الفق ر
مرتفعة بالمناطق الريفية أكثر مقارنة بالمناطق الحضرية.
-1تقرير البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة حول الفقر في الجزائر
يشير تقرير التنمية البشرية أن معدل الذين يقل دخلهم عن دوالرين في اليوم أو الشريحة الس كانية
ال تي تعت بر في مس توى الخ ط األدنى للفق ر ،ق د وص ل في الجزائ ر خالل الس نوات 2002-1990إلى
%22.6من إجمالي عدد السكان ،أما نسبة الفقر وفق خط الفقر المح دد بـ 1.25دوالر للي وم لع ام 1995
فكانت %14.1ثم تقلصت إلى %12.1عام ،2000ثم %5.7عام .2005وجاء في التقرير الصادر عن
البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة عام ،2009تصنيف الجزائر بين الدول الفقيرة في المرتبة 103من أصل
173دولة .ورغم ذلك ،فحسب المجلس الوطني اإلقتص ادي واإلجتم اعي ،ف إن األمم المتح دة ق د ص نفت
الجزائر عام 2010في المرتبة الـ 84عالميا ،في قائمة الدول التي تسهم بشكل كبير في محاربة ظاهرتي
7
الفقر والبطالة ،وذلك من خالل تحقيقها لجل األهداف اإلنمائية المرج وة ( ،)2015-2000حيث ك انت ق د
إشترطت على كافة دول العالم سنة ،2000تحقيق نسبة %5في التقليص من حدة الفق ر في الع الم بحل ول
عام .2015
- 2تقرير المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية حول الفقر في الجزائر
هذه الدراسة جاءت بطلب من وزارة التشغيل والتضامن الوط ني ،ومّس ت عين ة تتض من 5آالف
أسرة جزائرية ،موزعة على مستوى 34والية بالمناطق الجغرافي ة األرب ع لل وطن ،وبالمن اطق الس احلية
والجبلي ة والص حراوية والس هبية والهض اب العلي ا .إذ كش فت أن نس بة مس توى الفق ر ed uaeviN
étervuaPفي الجزائر تقلصت بشكل محسوس وملموس إلى أقل من %6عام ،6002مقارن ة م ع نس بة
الفقر المسجلة خالل العشر سنوات الماضية بعدما كانت سنة 5991تقدر بـ ،%22و %71عام .9991
-3دراسة البنك العالمي بالتعاون مع الديوان الوطني لإلحصائيات حول الفقر في الجزائر
خصصت هذه الدراسة إلب راز اآلث ار اإلجتماعي ة لألزم ة اإلقتص ادية ال تي عرفته ا الجزائ ر في
عشرية التسعينات .وحسب الدراس ة فإن ه يعت بر فق ير في الجزائ ر ،ك ل أس رة ذات دخ ل س نوي يق ل عن
16000دينار سنويا ،أي بما يعادل 1330دينار شهريا ،وحسب معطي ات ال ديوان الوط ني لإلحص ائيات
سنة 1995في إطار دراس ة البن ك الع المي أن %14من المواط نين أو م ا يع ادل أربع ة ماليين ش خص
يعيشون ما دون خط الفقر ،وقد كان عددهم حوالي 1.7مليون شخص سنة ،1988أي أن الفقر بين سنتيي
1995-1988قد إرتفع ،والسبب يعود إلى برامج اإلص الحات الهيكلي ة ،كم ا لعبت الظ روف األمني ة في
تلك الفترة دورا هام ا في تزاي د ه ذه النس بة بس بب ال نزوح ال ريفي وت رك الفالحين لألراض ي الزراعي ة
المصدر الوحيد للرزق .إضافة إلى هذا فإنه من بين 4ماليين فقير في الجزائر يعيشون وضعية فقر م دقع
بدخل يساوي 12000دينار سنويا أو ما يعادل 1000دينار شهريا .األم ر ال ذي يط رح مس ألة في منتهى
األهمية هي قضية تصنيف الفقر إلى نوعين فقر المجتمع وفقر مؤسس ات الدول ة ،ل ذلك ف الجزائر ال ي زال
أمامها قطع أشواط كبيرة لمحاصرة ب ؤر الفق ر المغ ذي لإلنح راف اإلجتم اعي والمه دد للس لم األم ني .إذ
تشير التقارير والدراسات واألبحاث الصادرة عن المديرية العامة لألمن الوط ني وش بكة ن دى لل دفاع عن
حقوق الطفل ،إلى أن أنواع العنف على إختالفه ا ب دءا باإلس اءة الجنس ية وح تى العن ف النفس ي واللفظي،
تخطت الخط األحمر في المجتمع الجزائري ،حيث تكشف األرقام والوقائع من سنة ألخرى إرتف اع وت يرة
الجرائم بصورة فظيعة ومخيفة تصل إلى حد القتل ،حيث تم تسجيل أكثر من 8000إعتداء ضد الص غار،
ومقتل 28طفال ضحية ( 14قتل عمدي؛ 14متأثرين بإص ابات خط يرة والض رب المفض ي إلى الوف اة)
وإختطاف 221خالل عام ،2011مقابل تسجيل 6202حالة إعتداء وعنف بمختلف األشكال ضد األطفال
عام 2010أي بزيادة قدرت بـ .%14كما أن ملف الخوصصة أدى إلى غل ق أك ثر من 40أل ف مؤسس ة
إقتصادية عمومية ترتب عنه تسريحات فردية وجماعية بحوالي 500أل ف عام ل ،إنض مت ع ائالتهم إلى
-1عملية تحليل المعطيات وإستنطاق األرقام تمت من خالل إستقراء المادة العلمية التالية:
-التقارير السنوية حول الوضعية اإلقتصادية واإلجتماعية للجزائر ،المجلس الوطني اإلقتصادي واإلجتماعي ()http://www.cnes.dz
-البرنامج الخماسي الجزائري :فرصة لإلقالع االقتصادي أم إستمرار لنهج التب ذير؟ ،مرك ز ك ارنيغي للش رق األوس ط ،ب يروت ،لبن ان( 2010 ،
)http://carnegie-mec.org
-الموقع اإللكتروني لوزارة الفالحة والتنمية الريفية ()//:www.minagri.dzhttp
-الموقع اإللكتروني لوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية اإلستثمار ()http://www.mipmepi.gov.dz
-الموقع اإللكتروني للوكالة الوطنية لتطوير اإلستثمار ()http://www.andi.dz
- Abelmajid Bouzidi: Les Années 90 de l’économie Algérienne, El Watan, Alger, 2001, pp.51-66
http://www.premier-ministre.gov.dz/arabe/media/PDF/TexteReference/TexteEssentiels/ProgBilan/
)ProgCroissance.pdf (Consulté Le 1-1-2012
)http://www.mipmepi.gov.dz/index_fr.php?page=reforme (Consulté Le 1-1-2012
)http://www.andi.dz/ar/index.php?fc=b_declare (Consulté Le 1-1-2012
)http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2011\07\07-20\20x46.htm (Consulté Le 20-7-2011
)http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2010\08\08-04\04qpt15.htm (Consulté Le 4-8-2010
)http://www.algerie360.com/ar/4131/ (Consulté Le 30-9-2011
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A18BA154-34E1-40D5-84E9-3472A24ADD80.htm (Consulté Le 25-6-
)2010
)http://www.eurojar.org/ar/euromed-projects-actions/ (Consulté Le 3-3-2011
8
دائرة الفقر .وإعتمادا على النتائج المتوصل إليها في األبحاث والدراسات العلمي ة في الن دوة الدولي ة ح ول
تج ارب مكافح ة الفق ر في الع المين الع ربي واإلس المي ،أك د الخ براء والب احثون المش اركون ،أن نس بة
الجزائريين الذين يعيشون تحت عتبة الفق ر ال تق ل عن ،%40وأن أك ثر من %45من األج راء يعيش ون
ر. ط األدنى للفق تحت الخ
ويعم
ق
ار تض
ب النسب حول الفقر في الجزائر عدم وجود مع ايير واض حة للقي اس اإلجتم اعي وغي اب دراس ات ج اّد ة
،وكذا اإلختالففي تحديد دقيق لمفهوم للفقر .وإنتقد الخبراء المعيار العالمي للفقر ،الذي يح دد ال دخل
اليومي لغير الفقراء بما يتجاوز 2دوالر ،أي م ا قيمت ه 041دين ار جزائ ري ،ال تي يب دو جلي ا أنه ا ال
تغطي اإلحتياجات اليومية األساسية من غذاء ،وكذا الحد األدنى من اإلحتياج ات األخ رى للعائل ة ،وأن المعي ار
األمثل لتعريف الفقير هو المعيار اإلسالمي (الشخص ال ذي ال يمل ك ق وت يوم ه) ،ففي حال ة ترجم ة ه ذا
التعري ف باألرق ام ،فينبغي على رب العائل ة أن يتقاض ى م ا ال يق ل عن 005دين ار في الي وم ،ف إذا تم
تطبيق هذا المعيار على األجراء في الجزائر نجد أن أغلب العائالت فقيرة.2
المحور الثالث :مؤشر البطالة والفجــوة بين إرتفــاع وتــيرة نمــو العــرض
البشري مقارنة مع تباطؤ نمو الطلب على العمالة
إن معدل البطالة Chômage/ Unemploymentهو نسبة السكان العاطلين إلى القوة العاملة
النشطة ،Main-d'œuvreويحسب كالتالي :معدل البطالة= السكان العاطلين/القوة العاملة النشطة .أما
معدل التشغيل Emploiفهو نسبة السكان العاملين إلى القوة العاملة النشطة ،ويحسب كالتالي :معدل
التشغيل= السكان العاملين/القوة العاملة النشطة .إذا من هذه المعادلة يمكن القول ،أّن الحجم المتزايد
للسكان النشطين على محور الزمن ،يمثل أحد تحديات سياسة التشغيل في الجزائر كما أن معدل البطالة
يتأثر بكال من معدل النمو اإلقتصادي ومعدل النمو الديمغرافي .والبطالة ظاهرة عالمية وخطورتها في
الجزائر ال تكمن فقط في حجمها بل في تركيبتها ،فمثال شهدت الجزائر عام 2010ما ال يقل عن تسعة
آالف إحتجاج وإضراب من بين مسبباته الرئيسة البحث عن وظيفة .ومن أبرز سمات سوق الشغل
الجزائري الفجوة بين إرتفاع وتيرة نمو العرض البشري مقارنة مع تباطؤ نمو الطلب على العمالة،
فالبطالة في الجزائر بنيوية.
-1ميكانيزمات مكافحة ومحاربة ظاهرة البطالة في الجزائر
وفي خضم ذلك ،قامت الحكومة بتأسيس جملة من القنوات واآلليات ،ترمي في مجملها إلى تحريك
عجل ة س وق العم ل ،وتقليص اآلث ار الس لبية لإلص الحات الهيكلي ة ،بتمكين الش باب من إكتس اب الخ برة
المهنية الالزمة إلدم اجهم في ع الم الش غل بص فة دائم ة مس تقبًال من خالل تك وينهم على الم دى القص ير
لصقل موهبتهم وكفاءتهم التشغيلية (مدة العقد مؤقتة يتم تجديدها ثالث مرات على أقصى تقدير) ،حيث في
بداية عقد التسعينات تم تنصيب جهاز اإلدماج المهني للشباب ،DIPJوصندوق العمل على تشغيل الشباب
ُ( FAEJع ِّو ض سنة 1996بالوكالة الوطنية ل دعم تش غيل الش باب ANSEJوه و أك بر جه از حك ومي
للتوظيف) ،ويضم الجهاز ثالث أصناف من صيغ العمل هي :الوكال ة الوطني ة لتط وير الش غل ،ANDE
التش غيل الم ؤقت الم ؤجر بمب ادرة محلي ة ،ESILالوكال ة الوطني ة للتش غيل .ANEMكم ا تم إنش اء
الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة CNACسنة 1994يمس األشخاص المسرحين ألسباب إقتصادية،
وتأسيس برنامج المساعدة على إنش اء المؤسس ات المص غرة س نة ،1997وفي نفس الع ام ُأطل ق برن امج
أش غال ونش اطات المنفع ة العام ة ذات الكثاف ة العالي ة للي د العامل ة TUPHIMOكإص الح الطرق ات،
الغابات ،تنظيف المحيط ،الري وتطهير القنوات بفتح ورشات كبرى على مستوى الواليات ،وعقود ما قبل
التش غيل CPEس نة ،1998إض افة إلى الجه ود المبذول ة من قب ل م ديريات النش اط اإلجتم اعي .DAS
9
والشبكة اإلجتماعية لحماي ة الفئ ات المحروم ة ب دعم دخ ولهم بع د رف ع ال دعم على األس عار (تعويض ات
لألشخاص دون دخل ICSRس نة 1992ثم إس تبدالها س نة 1994بص يغتين جدي دتين :المنح ة الجزافي ة
للتضامن AFSوالنشاط ذو المنفعة العامة ،)IAIGعلى غرار اإلمتيازات الجبائية والتسهيالت اإلئتمانية
من ط رف البن وك (الق رض المص غر أنش أ س نة )1999باإلض افة إلى إنش اء ص ندوق ض مان مخ اطر
القروض للشباب المقاول ،والوكالة الوطنية لضمان القروض المصغرة ... ،ANGEMإلخ.
-2تحليل تطور معدالت البطالة في الجزائر 2010-1995
لتوضيح أثر اإلصالحات اإلقتصادية المنتهج ة على وض عية س وق التش غيل في الجزائ ر ،وبالت الي توض يح حجم
الهوة بين المعروض البشري والطلب على العمل ،نعرض الجداول التالية ،والتي تبرز تط ور مع دلي البطال ة والتش غيل في
الجزائر خالل الفترة من :2010-1995
معدل العمالة معدل البطالة عدد األفراد العاملين السنوات حجم القوى النشطة إجمالي العاطلين
71.9 28.1 000 5 436 000 2 125 000 7 561 1995
72.1 27.9 000 5 625 000 2 186 000 7 811 1996
72.1 27.9 000 5 815 000 2 257 000 8 072 1997
71.9 28.1 000 5 993 000 2 333 000 8 326 1998
70.8 29.2 000 6 081 000 2 508 000 8 589 1999
70.2 29.8 000 5 723 000 2 430 000 153 8 2000
72.7 27.3 000 6 228 000 2 340 000 8 568 2001
74.4 25.6 000 6 417 000 2 208 000 8 625 2002
76.3 23.7 000 6 685 000 2 077 000 762 8 2003
82.3 17.7 000 7 792 000 1 677 000 469 9 2004
84.7 15.3 500 8 046 500 1 453 000 9 500 2005
87.7 12.3 000 8 865 000 1 244 000 109 10 2006
88.2 11.8 000 8 791 000 1 177 000 9 968 2007
88.7 11.3 000 9 149 000 1 166 000 315 10 2008
89.8 10.2 000 9 468 000 1 076 000 10 544 2009
89.9 10.1 000 9 723 100 1 089 10 812 100 2010
مؤشر الفقر البشري يأخذ شكلين:
)- HPI-1: Human Poverty Index (for Developing Countries
)- HPI-2: Human Poverty Index (for OECD Countries, Central and Eastern Europe and the CIS
-2عملية تحليل المعطيات وإستنطاق األرقام تمت من خالل التحميل الرقمي من الروابط اإلفتراضية وإستقراء المادة العلمية التالية:
-الموقع اإللكتروني للمجلس الوطني اإلقتصادي واإلجتماعي ()http://www.cnes.dz
-سلطان بلغيث :اآلليات اإلجتماعية لتفشي ظاهرة الفقر في الجزائر ،مجلة دراسات إقتصادية ،الع دد ،11مرك ز البص يرة للبح وث واإلستش ارات
والخدمات التعلمية ،القبة ،الجزائر ،2008 ،ص13.
-مداخالت الدكاترة كتوش عاشور وفارس مسدور ،الن دوة الدولي ة ح ول تج ارب مكافح ة الفق ر في الع المين الع ربي واإلس المي ،جامع ة البلي دة،
الجزائر2010 ،
-الموقع اإللكتروني للمديرية العامة لألمن الوطني ()http://www.dgsn.dz
-الموقع اإللكتروني لشبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل ()
- Projet de Rapport sur la Conjoncture Economique et Sociale du 1 ère Semestre, Commission de L'évaluation,
Conseil National Economique et Social, 2000
- Le Manuel Scolaire: Aspects Economiques et Sociaux, Commission Population et Besoins Sociaux, 21 ème
Session Plénière, Conseil National Economique et Social, 2002
- Majid Bouzidi: Les Années 90 de L’économie Algérienne, ENAG, Alger, 1999, pp.114-115
- Ahmed Ben Bitour: L’Algérie au Troisième Millénaire (Défis et Potentialités), Edition Marinoor, Alger, 1988,
p.78
)http://www.cnes.dz_conj1s00/doc (Consulté Le 1-1-2011
)http://www.cnes.dz_livrev.f/doc (Consulté Le 1-1-2011
)http://www.cnes.dz_conjcture2002/doc (Consulté Le 1-1-2011
)http://www.djazairess.com/echorouk/6727 (Consulté Le 4-8-2006
)http://www.djazairess.com/echorouk/4848 (Consulté Le 7-6-2008
)http://www.djazairess.com/algeriatimes/4532 (Consulté Le 12-3-2010
)http://www.algerie360.com/ar/22845/ (Consulté Le 2-3-2011
)http://www.elkhabar.com/ar/autres/dossiers/285840.html (Consulté Le 6-4-2012
10
المصدر :الديوان الوطني لإلحصاء Office National des Statistiques
والش كل ي برز تط ور مع دالت البطال ة في الجزائ ر خالل الف ترة الزمني ة الممت دة من 1990إلى
2010
المصدر :من إعداد الباحث باإلعتماد على البيانات الواردة في الجدول السابق
والجدول يوضح نسبة الفئة العاملة من المجتمع حسب القطاع اإلقتصادي والجنس والموقع سنة 2010
المجموع اإلناث الذكور
% العدد % العدد % العدد المناطق الحضرية
4.5 287 1.7 19 5.1 268 الزراعة
15.3 974 26.7 301 12.9 673 الصناعة
17.8 1132 1.8 20 21.2 1112 أشغال وبناء
62.4 3968 69.8 786 60.8 3182 تجارة-خدمات
100 6360 100 1126 100 5234 المجموع
المناطق الريفية
25.1 849 21.8 76 25.5 773 الزراعة
10.8 363 32.2 112 8.3 251 الصناعة
22.3 754 1.5 5 24.7 748 أشغال وبناء
41.8 1409 44.5 155 41.4 1254 تجارة-خدمات
100 3375 100 348 100 3027 المجموع
التراب الوطني
11.7 1136 6.5 95 12.6 1040 الزراعة
13.7 1337 28 413 11.2 924 الصناعة
19.4 1886 1.7 25 22.5 1860 أشغال وبناء
55.2 5377 63.8 941 53.7 4436 تجارة-خدمات
100 9723 100 1474 100 8261 المجموع
المصدر :الديوان الوطني لإلحصاء Office National des Statistiques
والجدول يوضح معدل مشاركة القوى العاملة ( 15سنة فأكثر) المنقح حسب الجنس في الجزائر لعام 2007
نسبة اإلستخدام في الخدمات ()% نسبة اإلستخدام في الصناعة ()% نسبة اإلستخدام في الزراعة ()%
الجنسين إناث ذكور الجنسين إناث ذكور الجنسين إناث ذكور
70.90 65.75 72.0 11.50 22.18 9.19 17.60 12.07 18.80
المصدر :مصادر وطنية ورسمية ومنظمة العمل العربية مستندة على البيانات الرسمية المتاحة
والجدول يوضح متوسط إنتاجية العامل من الناتج الصناعي للجزائر (باألسعار الجارية بالدوالر)
2006 2005 2004
854 26 604 22 672 16
المصدر :التقرير اإلقتصادي العربي الموحد لعام 2007
جدول يوضح معدالت البطالة في العالم ()2010-2005
2010 2009 2008 2007 2006 2005
9.6 9.3 5.8 4.6 4.6 5.1 و.م.أ
7.8 7.5 5.6 5.4 5.4 4.8 بريطانيا
5.1 5.1 4.0 3.8 4.1 4.4 اليابان
6.9 7.5 7.3 8.4 9.8 10.6 ألمانيا
11
9.7 9.6 7.8 8.3 9.2 9.3 فرنسا
8.5 7.8 6.8 6.2 6.8 7.7 إيطاليا
المصدر :صندوق النقد الدولي ،قاعدة بيانات آفاق اإلقتصاد العالمي
من إستقراء معطيات الجداول واألشكال أعاله ،إضافة إلى مضامين التقارير الصادرة عن الهيئات
الوطنية والدولية ،يمكن إبداء التص ورات وزواي ا النظ ر التالي ة ،ع رفت نس بة البطال ة تراجع ا محسوس ا
وانحصارا متتاليا خالل طول السلسلة الزمنية المدروسة ،2010-1995حيث إنتقلت من مستوى قياسي بـ
%29.8عام 2000لتتدحرج بشكل محس وس إلى %10.1ع ام 2010مقاب ل %28.1ع ام .1995أم ا
معدالت البطالة فالمعدل العام خالل العق ود األربع ة الس ابقة أي الف ترة بين 2010-1970هي ،%20.23
وهو معدل بطالة مرتفع نسبيا ،حيث شهدت إنخفاض ا معت بر خالل الس بعينات إذ تقلص من %22.4س نة
1970إلى %11.1سنة ،1979بسبب البرامج التنموية المطبقة في غضون هذه الفترة كالثورة الزراعي ة
وتطوير الصناعات الثقيلة ،ولكن في الفترة من 1980إلى 1999بدأ يطرح بإلحاح عميق مسألة إرتفع اع
معدالت البطالة إلى مستويات رهيبة ومأساوية من %15.7إلى ،%28.2بس بب م أزق تب اطؤ اإلقتص اد
الجزائ ري خالل الثمانين ات خصوص ًا م ع أزم ة إنخف اض أس عار الب ترول إلى دون 10دوالر للبرمي ل
وتقلص الم داخيل من العمل ة الص عبة ع ام ،1986وال ذي أدى إلى تراج ع اإلس تثمارات العمومي ة ،مم ا
انعكس على اإلنخفاض المحسوس في مناصب الشغل الموفرة سنويا تبعه تسريح كبير للعمال ،إض افة إلى
مخلفات ورواسب الفشل الذريع للمخططات السابقة ،تاله مباشرة الغضب الشعبي في أكت وبر .1988ه ذا
الوضع اإلقتصادي المتأزم ،جعل صناع القرار يعالجون ه بإتخ اذ حزم ة من اإلص الحات الراديكالي ة على
غرار الخوصصة والتحول النوعي نحو اإلقتصاد الحر التحول للنظام االقتصادي الحر وتوقف الدول ة عن
تشغيل الخريجين ،التي ُش رع فيها منذ مطلع عشرية التسعينات التي شهدت وضعا إجتماعيا خانق ا مم زوج
بدوامة العنف الدموية كواقع أمني صعب للغاية عامي .1995-1994أما سنة 2000إلى ،2009فشهدت
إنخفاض نسبي في معدالت البطالة ،نتيجة عودة اإلنتعاش في أس عار النف ط .حيث بلغت مس تويات البطال ة
أعلى وأّوج نس بة له ا بـ %29.8بداي ة األلفي ة ،وأدنى مس توى %10.1ع ام .2010وي رتقب الط اقم
الحكومي أن ترتفع معدالت التشغيل أكثر حيث تكون معدالت النمو اإلقتصادي خارج المحروقات مدفوعة
باإلنف اق على برن امج اإلس تثمار العم ومي للمخط ط الخماس ي 2014-2010وذل ك على خلفي ة العالق ة
الطردية التناس بية بين مؤش رات اإلنف اق الع ام ومع دالت البطال ة خالل م دة تط بيق المخططين الس ابقين
.2009-2001وفي ذات اإلتجاه التحليلي ،شهد حجم السكان النشطين زي ادة معت برة خالل الف ترة -1995
2010تقدر بـ 3251100شخص يشاركون في النشاط اإلقتصادي ،وإجم الي ع دد المش تغلين فعال لس نة
2010فقدر بـ 9723000عامل ،أما عدد البطالين فه و 1089100عاط ل عن العم ل .ويت بين من خالل
هذه اإلحصائيات نستنتج أن عدد السكان الناشطين يتزايد ُأسيا من س نة إلى أخ رى بـ ،%2.68وه ذا نفس
الشيء بالنسبة لعدد األفراد العاملين فهو أيضا في تزايد مستمر بـ ،%4.92ب الموازاة م ع ت دحرج س نوي
لنسبة البطالة بـ ،%3.04-وهذا يعتبر مبدئيا إنجاز ومكسب هام مقارنة بالسنوات الماضية .
-2-1تحليل سيناريو تغيرات معدل البطالة في الجزائر خالل الفترة 2000-1995
بلغ عدد السكان النشطين 7.56مليون نسمة يترجم معدل بطالة بنحو %28.1عام ،1995
فالقرارات الملزمة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ال تهدف إلى البحث عن التشغيل اإلجتماعي التام
وإنما البحث عن التشغيل اإلقتصادي التام ،والذي يعني أيضا قبول مستوى من البطالة ونقص في
التشغيل ،وتكفلت الوكالة الوطنية لتطوير الشغل ANDEبمساعدة الشباب العاطل على إنشاء تعاونيات
بلغت سنة 1995حوالي 10335تعاونية موزعة على 4واليات .وحدث في سنة 1996هبوط طفيف أين
بلغت النسبة ،%27.9وفي هذا السياق فإن المشروطية الخارجية للمؤسسات المالية والنقدية الدولية بشأن
التصفية النهائية للمؤسسات العمومية العاجزة والوحدات اإلنتاجية المفلسة وإعادة هيكلة تلك التي يمكن
إنقاذها ،وباألخص في القطاع الصناعي الذي سجل معدالت نمو سالبة أدت إلى خفض عدد العمال
بمختلف الصيغ :التقاعد المسبق ،البطالة التقنية ،التسريح ألسباب إقتصادية ،ولذلك سجل القطاع تراجعا
بخصوص مناصب الشغـل التي يوفــرها مقارنة مع القطاع الزراعي أو البناء واألشغال العمومية
12
واإلدارة .وبحلول عام 1997نجم عن اإلصالح العميق وبرامج التقشف المطبقة من مؤسسات بريتن
وودز على اإلقتصاد الجزائري ،تراجع محسوس في مناصب الشغل والتسريح القسري المكثف لليد
العاملة سواء كان ذلك في شكل ذهاب مبكر للتقاعد أو في مقابل تعويض عن الخدمة للذين لم يحن موعد
تقاعدهم ،يفسر لنا إستقرار معدل البطالة في نفس النسبة تؤكد بقاء معدل البطالة مرتفعا ،بالموازاة مع
النمو البطيء للتشغيل في القطاع الخاص .وقد شهد عام 1998إرتفاع هامشي في معدل البطالة ليصل إلى
%28قياسا بالسنة السالفة ،رغم اإلجراءات التي اتخذتها الدولة في سبيل إسترجاع اإلستقرار األمني،
وللعلم فهذه السنة تمثل نهاية برامج اإلصالح (التثبيت والتعديل الهيكليين ،)1998-1994كما عرفت
بداية إنتعاش أسعار البترول .وفي تضاعيف هذا الطرح فقد بلغ عدد المؤسسات المصغرة المنشأة سنة
1998حوالي 3570مؤسسة توظف 8280عامل ،كما تم غلق 239مؤسسة و 1175وحدة ما بين
1996و 1998وتسريح 383ألف أجير ،وإرتفاع متوسط مدة البحث عن الشغل من 30شهر سنة 1991
إلى 55شهر ،إضافة إلى تزايد بطالة المتعلمين من الجامعيين حاملي الشهادات حيث قدر عددهم بحوالي
100ألف شخص سنة .1998وعرفت معطيات سنة 1999عودة اإلرتفاع كإستمرار لنزيف اليد العاملة
بسبب مواصلة إعادة الهيكلة للقطاع اإلقتصاد العمومي الذي تراهن عليه السلطات ليصبح يتواكب مع
أبجديات العرض والطلب بأن يكون التشغيل يتوافق مع المردودية ليبلغ معدل البطالة قرابة %29.2من
عدد السكان الناشطين البالغ مجموعهم 8.6مليون شخص ،وإنطالقا من سنة 1999استعادت الدولة
دورها اإلقتصادي والذي تجلى في تسارع معدالت نمو اإلنفاق اإلستثماري مقارنة باإلنفاق الجاري .ومع
مطلع األلفية الثالثة وصلت نسبة البطالة األوج بنسبة سيئة قاربت حدود %30وهي أعلى ذروة هرمية
تصلها تترجم نسبة %70من حجم العمالة فقط ،والجدير بالذكر ها هنا هو ما يفيد بأن األولوية خالل هذه
الفترة من اإلصالحات إلى غاية عام 2000لم تعطى للتقليل والتخفيف من حدة البطالة ،وتعتبر هذه
األخيرة إنعكاس لمخلفات وتراكمات الخروج من عنق الزجاجة لعقد التسعينات الذي إتسم بالركود (
،)1999-1986وإنما األولوية منحت للبحث عن اإلستقرار اإلقتصادي من خالل سياسات خفض الطلب
الكلي وتدنئة التضخم ،وهناك إتجاه عام لزيادة مناصب الشغل في اإلدارة (قطاع غير منتج بل تستفحل فيه
البطالة المقنعة) ،إذا بلغ عدد العمال المشغلون ما بين 1996و 2000أكثر من %33من مجموع السكان
النشطين ،فهي تسهم بتوفير ثلث مناصب الشغل.
-2-2تحليل سيناريو تغيرات معدل البطالة في الجزائر خالل الفترة :2010-2001
منذ حلول عام 2001شّك ل منعرج ن وعي في س وق الش غل ب الجزائر من حيث النت ائج المحص ل
عليها ،حيث بدأت اإلفرازات اإليجابية لإلصالح تظهر جليًا مدعومة بتأكد التحسن الجيد لمستويات أس عار
النفط في األسواق العالمية ،األمر الذي حفز الدولة على الشروع في صياغة برن امج اإلنع اش اإلقتص ادي
يمتد إلى غاي ة نهاي ة 2004س مح بامتص اص ج زئي للبطال ة المتراكم ة خالل الف ترة الس ابقة ،وفي ه ذا
اإلطار عرف معدلها إنخفاضا ضئيًال ولم يط رأ علي ه تقلص ملم وس لي نزل إلى %27.3فق ط ،حيث بل غ
عدد حاملي الشهادات الجامعيين البطالين في حدود 140ألف ،مع زيادة دخول المرأة سوق العمل وإنتقلت
حصة النساء من مجموع القوة العاملة النشطة البالغة من العمر 15سنة ف أكثر %28.2س نة ،2001كم ا
سمــح برنامـج TUPHIMOبتوفير حوالي 22ألف منصب ش غل س نويا م ا بين 1997و 2001بتكلف ة
99أل ف دين ار لك ل منص ب ،وإس تهالك غالف م الي إجم الي بـ 4.5ملي ار دين ار .إّن الوض عية المالي ة
المريحة المحققة ،بدأت تؤتي ثمارها على شكل تسجيل إنخف اض في مع دالت البطال ة حيث ت دحرجت إلى
%25.6عام ،2002ويالحظ التطور في القوة العاملة النشطة التي إنتقلت إلى 8.625مليون نسمة بزيادة
قدرها %29مقارنة بعام 1995ليعكس الجهود المبذولة في توفير ،إذ تمكنت 190340مؤسسة ص غيرة
ومتوس طة من توف ير 612818منص ب ش غل نص فها دائم خالل س نة .2002وفي ذات الص دد ،تعطي
الحصيلة اإلقتص ادية واإلجتماعي ة للحكوم ة م ا بين 1999و 2003أرقام ا بخص وص توف ير 175أل ف
منصب شغل في الوظيف العمومي ،و 905ألف منص ب ش غل في القط اع اإلنت اجي بواس طة المؤسس ات
المصغرة والصغيرة والمتوسطة أي في حدود 216أل ف منص ب ش غل س نويا ،وه و م ا أدى إلى تراج ع
معدل البطالة إلى %23.7نهاية سنة ،2003حيث ارتبط عدد مناصب الشغل المنشأة في هذه السنة أساسا
13
بالنفقات العامة والسيما المخطط الوطني لتطوير الفالحة وأجهزة تشغيل الش باب ،فتم إنش اء ح والي 800
ألف وظيفة ،وبلغ عدد المناصب التي تم إنشاؤها في إط ار السياس ات العمومي ة خالل السداس ي األول من
سنة 2004حوالي 537930منصب شغل توزعت ك اآلتي :أجه زة التش غيل 348676منص ب ،مخط ط
دعم اإلنعاش االقتصادي 98700منصب والبرنامج الوطني للتنمي ة الريفي ة والفالحي ة 90554منص ب.
وتجدر اإلشارة ،إلى أن سنة 2004س جلت أك بر تدنئ ة في مع دل البطال ة بـ %17.7س نة 2004بفقدان ه
مقدار ستة نقاط كاملة ،ففي الحالة العادية ال يمكن تحقي ق ذل ك ح تى في اإلقتص اديات األك ثر تص نيعا في
العالم ،وذلك يعزى حسب المصادر الحكومية ،تم إضافة مهم ة أخ رى للص ندوق الوط ني لت أمين البطال ة
تتمثل في تأس يس جه از لتش غيل الش باب م ا بين 35و 50س نة ومس اعدتهم إلنش اء مؤسس ات مص غرة،
ومرصد وطني للتشغيل ومحاربة البطالة .حيث تم إنشاء حوالي 405883منصب شغل في إط ار الص يغ
المعمول بها ،كما خصص لسنة 2004ح والي 40أل ف عق د توظي ف في إط ار عق ود م ا قب ل التش غيل،
موزعة على اإلدارة العمومية بـ 35558منصب والقط اع اإلقتص ادي بـ 7386منص ب ،وه و م ا ي دعم
الش كوك ح ول ص حة المعطي ات الرس مية ،في غي اب هيئ ات رقابي ة مس تقلة بإمكانه ا التأك د من ص حة
المعلومات .وعرفت سنة 2005بعث مخطط تنموي ثاني لدعم النمو اإلقتصادي خالل الخماسي الممتد م ا
بين 2005إلى غاية 2009لبناء إقتصاد عصري قوي ،إضافة إلى توليد مناصب شغل لش ريحة الطاق ات
الشبابية التي تشكل األغلبية الساحقة من تركيبة المجتمع الجزائري بحوالي ،%70وبالنسبة لمعدل البطالة
فقد واصل إتجاهه التنازلي كمؤش ر إيج ابي لج دوى الخماس ي األول حيث إس تقر في %15.3نهاي ة ع ام
.2005وتفيد بيانات عام 2006إزدياد التشغيل بشكل ملح وظ وتم إنش اء نح و 81أل ف مؤسس ة ص غيرة
ومتوسطة بمساعدة الوكالة الوطنية ل دعم توظي ف الش باب ال تي أنش أت أك ثر من 213أل ف وظيف ة على
الصعيد الوطني .وبعد إنشاء أزيد من 4ماليين منص ب ش غل دائم وم ؤقت خالل الف ترة 1999إلى نهاي ة
2007ع رفت نس بة البطال ة زي ادة ض ئيلة مقارن ة بع ام 2006إنتقلت من %12.3إلى .%11.8وتم يز
تطور المؤشرات الرئيسية لسوق التشغيل خالل نفس الفترة بإرتفاع الس كان النش طين بحيث إنتق ل ع ددهم
إلى أزيد من 9.97ماليين أي إرتفاع بمعدل سنوي يقدر بـ .%5.6وتم في هذا عام 2008إستحداث نح و
عشرة آالف مشروع ،وإستمرار في ضخ ماليير ال دوالرات لتحقي ق اإلقالع اإلقتص ادي المنش ود بإغتن ام
فرصة البحبوحة المالية التي تمر بها البالد نتيج ة تض اعف مخ زون الجزائ ر من العمل ة الص عبة ،وع دم
تأثرها كث يرا بت داعيات األزم ة المالي ة العالمي ة ،والش يء المالح ظ أن ه خالل ه ذا البرن امج ع رف حجم
اإلستثمار العمومي معدالت نمو ج د مرتفع ة ،بلغت في متوس طها ح والي %23س نويا ،ه ذا م ا أدى إلى
توفير ع دد معت بر من مناص ب الش غل ،وه و م ا يفس ر اإلتج اه التن ازلي لمع دالت البطال ة ،وال تي بلغت
.%11.3إّن النسبة اإلجمالية للفئة النشيطة في المجتمع كق وة عم ل ق در نهاي ة 2009بـ 10.544ملي ون
ش خص من مجم وع 35.4ملي ون نس مة ،وق د أعلنت منظم ة العم ل الدولي ة (International )ILO
Labour Organizationأن مستويات البطالة في العالم س نة 2009هي األعلى على اإلطالق (ح والي
2300مليون شخص عاطل عن العمل) ،كأحد مخلفات األزمة المالية العالمية التي تسببت في غلق العدي د
من المؤسسات وطرد العمال .وأن نسبة البطالة في الجزائر عام 2010إستقرت في حدود %10.1لتشكل
تراجعا قويا مقارنة باألعوام الفارطة.3
مالحظة مهمة :إَّن ال تراجع الظ اهري الملح وظ لنس ب البطال ة على م دى الف ترة المدروس ة ال يع ود إلى
التنظيم المحكم لسوق العمل بالجزائر ،بل قد تحقق تحت أثر البرامج التنموية التي تم إطالقها في الس نوات
األخيرة ،السيما المشاريع المس جلة في قط اع الس كن والمق اوالت ،حيث يحت ل البن اء واألش غال عمومي ة
مرتبة مهمة في إمتصاص البطالة ( )%19.4بعد قطاعي التجارة والخدمات ( )%55.2إلى ج انب النقص
الف ادح في الص ناعة ( )%13.7والفالح ة ( )%11.7ع ام ،2010ومن أهم نت ائج فش ل المش روع
اإلقتصادي ،يجب اإلش ارة إلى بق اء البطال ة في مس توى ع ال رغم األم وال ال تي ت دفقت من أج ل إنش اء
مناصب ش غل في ه ذين القط اعين اإلس تراتيجيين المول دين لل ثروة الدائم ة ،وتق ول األرق ام الرس مية أن
البطالة تراجعت إلى %9.8عام ،2011وهو مستوى أحسن من الوضع في إسبانيا .لكن الحقيق ة تختل ف،
حتى ول و س لمنا ج دال ب أن ه ذه األرق ام الص ماء تعكس حقيق ة الجه د الحك ومي المنج ز ،إّال أن م ا يمكن
14
مالحظته أن معدالت البطالة في الجزائر تعكس خطورة هذه المشكلة حيث تجاوزت الحد المعقول والمقدر
ما بين 5و ،7%ومنه فحتى %10تعد نسبة مرتفعة ،ويشكل الشباب العنصر األساسي وحجر الزاوية في
اإلحتجاجات وأعمال الشغب التي تسجل يوميا في الجزائر ،ورغم ذلك فإن الحكومة لم تج د المف اتيح ال تي
تسمح لها بامتصاص البطالة التي تمس هذه الفئة بالدرجة األولى ،بسبب تدفق خريجي الجامعات والمعاهد
بأعداد تفوق قدرة إستيعاب جهاز اإلنتاج الوطني ،ينضاف إلى ذلك ،توجه حاملي الش هادات بع د إس تكمال
مسارهم الدراسي إلى البحث عن وظائف في قطاع الوظيفة العمومية ،بحث ا عن اإلس تقرار ومس ار مه ني
مض مون من الن واحي اإلجتماعي ة والمادي ة ،حيث كش فت إحص اءات رس مية للمديري ة العام ة للوظيف ة
العمومية ،عن بلوغ ع دد الم وظفين قراب ة 1.7ملي ون ش خص من دائمين ومتعاق دين ،م ع ع زوفهم عن
المهن الحرفية واألعمال الحرة بـ 164ألف عامل فقط نهاية عام .2010عالوة على إستمرار المتقاع دين
في تقّلد المسؤوليات باإلدارات العمومية ،حيث كشفت األرقام أن 12322موظف تجاوزوا السن القانوني ة
للتقاع د المق درة بـ 60س نة ودخل وا س ن الش يخوخة ،لكنهم م ا زال وا يش غلون مناص بهم بحج ة ض رورة
اإلستفادة من خبرات الموظفين القدامى.
المحور الرابع :مؤشر أسعار اإلستهالك وبروز بؤر الضغوط التضخمية
-1تحليل تطور معدالت التضخم في الجزائر 2010-1995
يعتمد الديوان الوطني لإلحصائيات Office National des Statistiquesفي حساب مؤشر
أسعار اإلستهالك Indice des Prix à la Consommationعلى صيغة السبير في األرقام القياسية
أي المتوسط الحسابي المرجح ،وإرتفع معدل التضخم بشكل متسارع خالل الفترة الممتدة بين 1989إلى
1995بسبب التحوالت العميقة والجذرية التي شهدها اإلقتصاد الجزائري (إلغاء ورفع نظام اإلعانات
على أسعار مستلزمات اإلنتاج ألغراض الزراعة ومشاريع اإلسكان وأزيلت الضوابط على أسعار
التجزئة وعلى هوامش الربح بالنسبة لمعظم السلع والخدمات) ،وقبل هذه المرحلة النوعية كان النهج
اإلشتراكي هو المرجع في صياغة الخطة السعرية المناسبة أين كانت األسعار محددة إداريًا من خالل
الدعم والحماية التي تأخذ في الحسبان التكاليف اإلجتماعية لمعيشة المواطنين (بلغت نسبة الدعم الحكومي
ألسعار السلع اإلستهالكية %5من إجمالي الناتج المحلي عام .)1994وفي هذا المقام سنقوم بتحليل
تطور معدالت التضخم في الجزائر Taux d'inflationفي المدة 2010-1995إستعانًة بالجدول أسفله
(سنة األساس:)1989 :
2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 السنة
2.2 3.5 0.34 2.1 6.2 6.1 20.3 28.4 النسبة ()%
2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 السنة
3.9 5.7 4.4 3.9 1.8 1.9 4.6 3.5 النسبة ()%
المصدر :تقارير مستقاة من مواقع إلكترونية متخصصة
جدول يوضح معدالت التضخم في العالم ()2010-2005
2010 2009 2008 2007 2006 2005
1.6 0.3 - 3.8 2.9 3.2 3.4 و.م.أ
3.3 2.1 3.6 2.3 2.3 2.0 بريطانيا
0.7 - 1.4 - 1.4 0.0 0.3 - 0.3 - اليابان
المصدر :صندوق النقد الدولي ،قاعدة بيانات آفاق اإلقتصاد العالمي
من إستقراء معطيات ومضامين الجدول أعاله ،يمكن إبداء التحليالت والتصورات وزوايا النظر
التالية:
-1-1تحليل سيناريو تغيرات معدل التضخم في الجزائر خالل الفترة 2000-1995
من تقارير بنك الجزائر ،نالحظ أن معدل التضخم في إرتفاع مطرد إلى أن وصل إلى %31.7
كأقصى حد له سنة ،1992ويرجع ذلك إلى عدة أسباب والمتعلقة باإلجراءات التي اتخذتها السلطات
النقدية في إطار برنامج اإلستعداد اإلئتماني األول والثاني ،ثم عرف إرتفاع سنتي 1995 -1994حيث
بلغ أرقام قياسية تضر بالقوة الشرائية لألفراد وصلت إلى %29.04و %28.4على التوالي ،ويعزى ذلك
15
1994 باإلضافة إلى إرتفاع أسعار البترول سنة،%40.7 على الخصوص إلى تخفيض قيمة الدينار بنسبة
إذ كانت النتيجة المنطقية، وكذلك ضغوط خدمة المديونية،وما نجم عنه من زيادة في اإلصدار النقدي
والطبيعية لسلسلة اإلجراءات الصارمة في إطار اإللتزامات المبرمة مع الهيئات المالية الدولية لمعالجة
. المرتكزة على تحرير األسعار هو اإلرتفاع في معدالت التضخم،اإلختالالت الهيكلية العميقة بالجزائر
إلى أن1996 عام%20.3 فشهدت معدالت التضخم إنخفاضا مهما من2000-1996 أما خالل الفترة
ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها أن برنامج اإلصالح،2000 سنة%0.34 وصلت إلى أدنى معدل لها
زائد تراجع مستوى الطلب الكلي بسبب زيادة،الهيكلي قد بدأ يعطي ثماره بخصوص التحكم في التضخم
فقط من%15 وتحرير األسعار حيث بقي أقل من،2000 سنة%29.8 معدالت البطالة حيث بلغت
أن، والجدير بالتنويه.1996 المواد المكونة لمؤشر أسعار االستهالك خاضعة لنظام التوجيه بداية من عام
مليار دينار) أي كان اإلستهالك يفوق مستوى الدخول34.6-( شهد مستويات إدخار سالبة1996 عام
حيث تم نزع الدعم شبه النهائي، كما عرفت هذه السنة هبوط في مؤشرات اإلستهالك الحقيقي،المتاحة
ونزع الدعم تدريجيًا على مواد إستهالكية أساسية،1994 على المنتجات الطاقوية (الكهرباء والغاز) عام
: عملية تحليل المعطيات وإستنطاق األرقام تمت من خالل التحميل الرقمي من الروابط اإلفتراضية وإستقراء المادة العلمية التالية-3
)http://www.concours-fonction-publique.gov.dz( الموقع الشبكي للمديرية العامة للوظيفة العمومية-
)http://www.ands.dz( الموقع الشبكي للوكالة الوطنية للتنمية اإلجتماعية-
)http://www.cnes.dz( الموقع الشبكي للمجلس الوطني اإلقتصادي واإلجتماعي-
)http://www.ansej.org.dz( الموقع الشبكي للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب-
)http://www.fce-dz.org( الموقع الشبكي لمنتدى رؤساء المؤسسات-
)http://www.mtess.gov.dz( الموقع الشبكي لوزارة العمل والتشغيل والضمان اإلجتماعي-
)http://www.alolabor.org( الكتاب اإلحصائي، الموقع الشبكي لمنظمة العمل العربي-
)http://www.amf.org( الموقع الشبكي لصندوق النقد العربي-
)http://www.ilo.org( الموقع الشبكي لمنظمة العمل الدولية-
- Rapport portant Evaluation des dispositifs d’emploi, Conseil National Economique et Social
- Avis Relatif au Plan National de Lutte contre le Chômage, Conseil National Economique et Social
http://www.ons.dz/them_sta.htm (Consulté Le 12-2-2012)
http://www.ons.dz/-Emploi-et-chomage-.htm (Consulté Le 12-2-2012)
http://www.cnes.dz_dispositif_emploi/doc (Consulté Le 3-3-2012)
http://www.cnes.dz_Chômage/doc (Consulté Le 3-3-2012)
http://www.aenn.tv/evt_keraa.php?id=17 (Consulté le 11-3-2011)
http://www.andi.dz/ar/?fc=demographie (Consulté le 4-3-2011)
http://www.umc.edu.dz/vf/autre/develop07/ADS/arabe/moukadimat.htm (Consulté Le 8-4-2012)
http://www.umc.edu.dz/vf/autre/develop07/ADS/arabe/moulakhas.htm (Consulté Le 8-4-2012)
http://www.mtess.gov.dz/mtss_ar_N/emploi_08.htm
http://www.mtess.gov.dz/mtss_ar_N/salaires_09.htm l
http://www.mae.dz/ma_ar/stories.php?story=11/04/12/0624920 (Consulté Le 12-4-2011)
http://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---dgreports/---dcomm/---publ/documents/publication/
wcms_166021.pdf (Consulté Le 6-12-2011)
http://www.ilo.org/global/publications/books/global-employment-trends/WCMS_171571/lang--en/index.htm
(Consulté Le 6-12-2011)
http://www.alolabor.org/final/index.php?
option=com_content&view=category&layout=blog&id=132&Itemid=85&lang=ar (Consulté Le 8-3-2012)
http://www.algerie360.com/ar/31313 (Consulté le 30-11-2010)
http://www.djazairess.com/elmassa/35656 (Consulté le 13-7-2010)
http://www.djazairess.com/alahrar/19613 (Consulté le 20-12-2010)
http://www.djazairess.com/aps/98707 (Consulté le 19-12-2010)
http://www.echoroukonline.com/ara/?news=29280 (Consulté le 1-8-2011)
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/ADF089D8-EF23-4782-807C-A9883B308DAE.htm (Consulté le 19-3-
2011)
http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/newsbriefs/general/2007/01/25/newsbrief-01
(Consulté le 9-4-2011)
http://www.elwatandz.com/algerie/209.html (Consulté le 9-4-2011)
http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/topics/67771/posts/285307 (Consulté le 30-7-2010)
16
مثل حليب الغبرة والدقيق والطحين الموجه للخبازين عامي 1995و .1996وتميز عام 1997بأن عرف
المستوى العام لألسعار تحسنا ملحوظًا الذي إنخفض إلى ،%6.1بعد شروع الحكومة في تطبيق سياسة
مالية ونقدية صارمة بين سنتي 1994و .1996وفي هذا اإلطار ،أعادت الحكومة نظرتها تجاه منظومة
األسعار بداية من عام ،1989ففي عام 1997تم إلغاء الدعم على كافة المواد الغدائية .ثم إستقرت
معدالت التضخم بعد ذلك أي عام 1998لتصل بزيادة طفيفة جدًا إلى %6.2عام ،1998وفي نفس
الوقت ُح ررت كل أسعار المنتجات المشتقة من البترول والغاز وأصبحت تساير األسعار في السوق
العالمية .ثم تدحرج المؤشر العام لألرقام القياسية ألسعار اإلستهالك إلى %2.1عام ،1999والجدير
بالذكر أّن اإلدخار ال يحظى إّال على نسبة ضئيلة جدًا من الدخل المتاح ففي سنة 1999قدر الدخل المتاح
في الجزائر بـ 1810.5مليار دينار %92 ،منه مخصص لإلستهالك والباقي لإلدخار .ومع مطلع األلفية
الثالثة سّج ل المتوسط السنوي للتضخم إنخفاضا محسوسا جدًا مقارنة بالسنوات السابقة والالحقة ،وهو
معدل تجاوز حتى ذلك السائد في دول اإلتحاد األوروبي ،ويعزى إلى السياسة المتشددة في إدارة الطلب
من جهة وضغط العجز الميزاني.
-1-2تحليل سيناريو تغيرات معدل التضخم في الجزائر خالل الفترة 2010-2001
تميزت هذه الكمية الوقتية بعودة الحياة اإلقتصادية والراحة المالية للبلد ،كنتيجة موضوعية للزيادة
في الطلب العالمي على المواد الطاقوية وتسجيل الخزينة العمومية لموارد مالية ضخمة تم ضخ جزء ال
يستهان به منها في قنوات اإلنتاج واإلستثمار ،بداية من المخطط التنموي األول ،حيث عاد معدل التضخم
ليرتفع قليال بعد ذلك %3.5بسبب زيادة اإلنفاق العمومي ،حيث أصبحت ميزانية الدولة تسهم في تكوين
اإلدخار الوطني من خالل الفائض الذي حققته بدايًة من سنة 2000بعد العجز المسجل في سنتي 1998و
،1999كما بلغت إيداعات الخزينة العمومية لدى بنك الجزائر 414.1مليار دينار نهاية سنة ،2001
وهذا يمثل سند مهم لمباشرة برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ،ومن جهة أخرى إلى سياسة نقدية تتركز على
وضع حدود لنمو الكتلة النقدية وتقييد توزيع القروض لإلقتصاد .وفي عام 2002إنخفض معدل التضخم
إلى %2.2بفضل العوامل األساسية التي تؤثر على تطور المستوى العام لألسعار وهي التغير في عرض
النقود M2وسعر الصرف اإلسمي الفعلي ،وتحركات أسعار النفط العالمية المالئمة ،أي هناك تباطؤ
وتراجع بحوالي ثالث نقاط رغم إرتفاع الطلب الداخلي وهذا تسويغه يكمن في آثار إصالح التعريفة
الجمركية ،حيث تم اإلنتقال سنة 2002من نظام ذو أربعة معدالت لحقوق الجمارك (،%25 ،%40
)%5 ،%15إلى نظام ذو ثالث معدالت ( ،)%5 ،%15 ،%30وإنخفاض الحق اإلضافي المؤقت
DAPمن %60إلى ،%48إضافة إلى تكييف العرض مع الطلب من خالل الزيادة المعتبرة في
الواردات ( %20.2+عام 2002مقارنة مع عام )2001وهو ما أّثر على أسعار اإلستيراد وعلى المؤشر
العام لألسعار عند اإلستهالك .وفي الصدد ذاته ،عرفت مكافحة التضخم في الجزائر نجاحا بارزا من
خالل السعي لتحقيق أهداف نقدية تجّسدت في تراجع معدل التضخم بصفة واضحة من حوالي %30سنة
1994إلى %3.5خالل 2003-1995وذلك رغم إستكمال تحرير األسعار ،ومواصلة تخلص الخزينة
من المديونية الداخلية ،وهي عوامل دافعة نحو إرتفاع التضخم ،وهنا يمكن القول أن تخفيض التضخم إلى
مستويات دنيا كانت تكلفته بطالة مرتفعة بلغت في المتوسط %28من القوة العاملة النشطة (منطق منحنى
فيليبس) ما بين 1989و .2003كما شهدت هذه السنة فضائح فساد وإختالس مالي من العيار الثقيل
ّال
(إفالس بنك الخليفة ،البنك الخارجي الصناعي) .ورغم أّن عام 2004يمثل نهاية المخطط الخماسي إ أّن
حصيلته كان منها إرتفاع معدل التضخم إلى ،%4.6لذلك فمن الصعب القول أن معدل التضخم سيبقى في
حدود دنيا ،خاصة مع التوسع في اإلنفاق العمومي .ثم عرف بين 2006-2005تقلصا نسبيا مقارنة
بالسنوات 2004-2001بسبب الصرامة في تطبيق السياسة النقدية ،ليستقر في حدود %1.8ما يعني
إستقرار األسعار في مستويات متقاربة مع دول الجوار ،وهذا في حد ذاته يعتبر عامل إيجابي توجت به
جهود الحكومة .وعرفت سنة 2005قفزة نوعية في مجال تخصيص غالف مالي كبير بـ 150مليار
دوالر لدعم النمو ،أدى إلى عدم قدرة العرض الكلي على مواجهة الطلب الكلي المغذي لسياسة نقدية
توسعية ،ظهرت في شكل نزعة تضخمية محسوسة بــ %3.9عام 2007و %4.4عام ،2008رغم أن
17
بداية سنة 2008وصل فيها سعر البرميل إلى سقف 150دوالر ثم إنهار إلى حدود 35دوالر نهاية نفس
السنة .كما عرف معدل التضخم إرتفاعا بلغ أوجه خالل عام 2009ببلوغه نسبة تقترب من %6وهو
أعلى معدل يسجله طوال العشرية األولى من القرن الحالي ،وهذا اإلنحراف في وتيرة التضخم هو نتيجة
حتمية لنسبة النمو خارج المحروقات التي بلغت %10.5حققتها الجزائر في سنة 2009مدفوعة بالنفقات
العمومية المكثفة في قطاع البناء واألشغال العمومية ،كما يعود السبب إلى إرتفاع التضخم المستورد
السيما في الدول الناشئة حيث تعّر ض اإلقتصاد العالمي ألزمة ركود حادة ظهرت تداعياتها بشكل واضح
إعتبارا من متصف عام .2008وفي ذات السياق ،وحسب صندوق النقد الدولي يرجع إرتفاع معدالت
التضخم في مختلف أنحاء العالم في جانب منه إلى الظروف المناخية إلى جانب الصراع بين اليوان
الصيني من جهة والدوالر واليورو من جهة أخرى ،وكذا تأثير اإلرتفاع في أسعار المنتجات الطاقوية
والسلع القاعدية خاصة المواد الغذائية األساسية كالحبوب ومسحوق الحليب والزيوت ،إذ شهدت إرتفاعا
قويا في البورصات الدولية ،بلغ على التوالي 41و 44و %18وانعكست بالسلب على السوق الوطنية.
فمثال إستوردت الجزائر 6.35مليون طن من القمح بين جانفي وأكتوبر 2011وهي واردات قياسية
إرتفعت بنسبة %40مقارنة بنفس الفترة من سنة ،2010األمر الذي جعل السلطات العمومية تصدر
تشريعات نابعة من هذه الظروف مع نهاية عام 2009وبداية عام 2010كان أهمها المصادقة على قانون
المالية التكميلي 2009القاضي باحتواء ضغوط التضخم من خالل إلغاء كافة القروض اإلستهالكية بما
فيها قروض السيارات ،أسفر عن تباطؤ المستوى العام لألسعار إلى %3.9عام ،2010إذ يعزى تراجع
الضغوط التضخمية في الجزائر عام 2010إلى إنكماش مستويات الطلب المحلي وتراجع األسعار
العالمية للسلع األولية واألساسية والمحاصيل الزراعية والمعادن بدرجة ملحوظة مقارنة بأسعار عام
2008حيث جاء في التقرير السنوي الصادر عن بنك الجزائر ،أن مستوى التضخم المسجل يبقى منخفضا
بكثير مقارنة ببلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق األوسط المقّد ر عند %6وفي كافة البلدان الناشئة تعادل
( %6المتوسط العالمي للتضخم= %3.74نهاية عام .)2010وعاودت وتيرة التضخم اإلرتفاع بشكل
طفيف عام 2011إلى حدود %3.49( %4في السداسي األول 4.52 ،في السداسي الثاني) لسببين هم
النمو السريع الرتفاع الكتلة النقدية في عام 2011إضافة إلى المستوى العالي ألسعار المنتجات الفالحية
المستوردة .وفي هذا اإلطار ،أشار مجمع أكسفورد لألعمال أنه بسبب المستوى المتزايد لتكاليف برنامج
اإلستثمار العمومي (زخم السيولة) تبقى إحتماالت خطر الموجات التضخمية واردة إلى غاية أفق عام
.42014
خاتمة
إَّن المعضلة المستعصية والمشكلة المزمنة الضاربة بأطنابها التي يعاني منه ا اإلقتص اد الوط ني،
تتمثل في غياب إستراتيجية إقتص ادية واض حة المع الم نابع ة من إرادة سياس ية تس ترعيها رغب ة جامح ة
لتحقيق النهوض واإلقالع المنش ود ،على خلفي ة أن اإلقتص اد الجزائ ري يق وم ب إثراء ب اقي الع الم وإفق ار
السوق المحلي ،إذ يق وم بتم وين ب اقي الع الم ب المواد األولي ة غ ير المتج ددة وي ودع لدي ه ج زًء مهم ًا من
إيرادات الصادرات في شكل تراكم إحتياطات ال فائدة منها للدولة ،أي بكل وضوح إن اإلقتصاد الجزائري
يتخصص في تحويل إحتياطي غير متجدد إلى إحتياطي متغير ،حيث تعتبر المحروق ات الم ورد الرئيس ي
وصمام األمان لإلقتصاد الجزائري والمرجع الوحيد لتحديد األهداف السنوية ،يجعل إنخف اض س عر النف ط
الناتج من إنخفاض نمو اإلقتصاد العالمي (دالة الطلب) والقدرة الشرائية الدولية للجزائر تتأثر سلبا وإيجابا
بتقلبات واضطرابات السوق العالمية والصدمات الخارجي ة .ومن ه فاإلقتص اد الجزائ ري يحم ل في طيات ه
بذور فنائه ويحوي في ثناياه عوامل تحطيمه ومعاول هدمه ،فالثروة النفطية والغازية تحولت من نعمة إلى
نقمة وإنتقلت من منحة إلى محنة ،فاإلقتصاد الجزائري يسير بوتيرة بطيئة نحو التهلهل واإلهتراء والهزال
باسثناء الهياكل القاعدية والب نى التحتي ة ،ول وال الحب ل الس ري الوحي د وه و مش يمة المحروق ات ،لك انت
الجزائر تصنف ضمن حظيرة الدول األكثر بؤسا وفقرا في العالم المتخل ف ،فم داخيل الجزائ ر من العمل ة
الص عبة خ ارج الب ترول الناض ب وغ ير المتج دد %60 ،مص درها مبيع ات النفاي ات الحديدي ة ونص ف
18
الحديدية (قصدير متآكل من الصدأ) Déchets ferreux et non ferreuxبقيمة 580ملي ون دوالر
عام . 2011
-1طغيان الطابع القطاعي على حساب المنظ ور الش مولي ،في خض م إع داد المخطط ات الخماس ية
التنموي ة ،فباس تنطاق مض مونها ت وحي بوج ود ض بابية ومغالط ات كث يرة ،إذ ترّك ز الخطاب ات
الرسمية على أرقام صماء كأعداد المدارس ،والمستشفيات ،ومناص ب التوظي ف ،والمس اكن ،من
دون الحديث عن سياسات كيفية وأهداف نوعية في مجاالت التعليم والصحة والسكن والتش غيل أو
طبيع ة األنش طة اإلقتص ادية المس تقطبة أو نوعي ة العمال ة من حيث اإلحترافي ة والمهني ة .وهي
بالمناسبة ميادين تحتاج إلى معالجة كيفية عميقة ،ال إلى إضافات كمية ،ف الرقم 286ملي ار دوالر
على خمس سنوات يعني أن حجم اإلنفاق اإلستثماري العمومية س وف ين اهز ثلث الن اتج ال داخلي
للجزائر سنويا .وُيعد هذا الرقم استثنائيا خاصًة في وقت تعاني في ه كث ير من ال دول من عج ز في
ميزانيتها وتراكم في ديونها السيادية وتضطر إلى اإلنخراط في سياسات التقشف ؛
-2ع دم التحكم التق ني المس جل في إنج از المش اريع يف ترض أنه ا إس تراتيجية ،وغي اب مخطط ات
األعمال والتخطيط الدقيق للمشاريع ونقص المتابعة أفض ى إلى تأخيره ا عن اآلج ال المح ددة أو
بعبارة أدق أف رز ف وارق بين التق ديرات األولي ة لألغلف ة المالي ة المرص ودة وتجس يد المش اريع،
واللجوء المتواصل للمالحق لتكملة المشاريع ،وهذا أمر غ ير مستس اغ وغ ير مقب ول ،ألن ه يول د
دائما ارتفاعا في تكاليف اإلنجاز ،فمجرد رصد الجهات الوصية مبلغ 130ملي ار دوالر وه و م ا
يعادل %45من الميزانية اإلجمالية ،إلستكمال إنجاز المشاريع ال تي س بق أن برمجته ا الحكوم ة
في إطار المخطط الس ابق SCEولم تنف ذ ،في ه قرين ة واض حة على اإلس تعجال والتع ثر واله در
الكبير للموارد المالية ،وبطء ريتم إنجاز المشاريع المبرمجة ،والتي تجاوزت السقف الزمني التي
حدد لها ،وربما يعود السبب في رصد هذا المبلغ اإلضافي الض خم إلى أخط اء في تق دير تك اليف
المشاريع من زاوية دراسات وأبحاث الجدوى ،والجدير بال ذكر أن المؤسس ات الوطني ة هي ال تي
تقوم بتجسيد ثالثة أرباع المش اريع اإلجمالي ة من مش اريع الهياك ل القاعدي ة ،المدرج ة في إط ار
المخطط الخماسي الثالث ،وهي مقاوالت وطنية (كوسيدار) غير ناض جة تفتق ر إلى تكنولوجي ات
وخبرة الشركات األجنبية إلستيعاب تلك األغلفة الضخمة ؛
-4عملية تحليل المعطيات وإستنطاق األرقام تمت من خالل التحميل الرقمي من الروابط اإلفتراضية وإستقراء المادة العلمية التالية:
-التقارير السنوية حول التطور اإلقتصادي والنقدي في الجزائر الصادرة عن بنك الجزائر ()http://www.bank-of-algeria.dz
-الموقع اإللكتروني لوزارة المالية ( )http://www.finance-algeria.org
-الموقع اإللكتروني للديوان الوطني لإلحصاء ()http://www.ons.dz
-الموقع اإللكتروني للوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية ()http://www.algex.dz
-الموقع اإللكتروني للبنك الدولي ()http://data.albankaldawli.org
)http://www.ons.dz/-Prix-a-la-consommation-.html (Consulté le 5-3-2011
)http://data.albankaldawli.org/indicator (Consulté le 5-3-2011
)http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2010\10\10-21\21x43.htm (Consulté le 21-10-2010
)http://www.aenn.tv/evt_keraa.php?id=17 (Consulté le 3-1-2011
)http://www.aenn.tv/keraa.php?type=1&id=475 (Consulté le 11-3-2011
)http://www.algerie360.com/ar/55039/ (Consulté le 11-2-2012
)http://www.algerie360.com/ar/31313/ (Consulté le 4-3-2012
http://www.radioalgerie.dz/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=13040:-2011-&catid=27:2010-
)04-29-13-18-26&Itemid=82 (Consulté le 18-2-2012
http://www.radioalgerie.dz/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=7697:-2011&catid=27:2010-
)04-29-13-18-26&Itemid=82 (Consulté le 15-6-2011
)http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2F95EF38-DEF0-4881-932B-0F0E86C27FEC.htm (Consulté le 12-6-2010
)http://www.elkhabar.com/ar/economie/250748.html (Consulté le 11-3-2011
)http://www.djazairess.com/alfadjr/179895 (Consulté le 8-6-2011
)http://www.djazairess.com/echorouk/45804 (Consulté le 2-5-2011
)http://www.algex.dz/content.php?artID=1378&op=141 (Consulté le 9-5-2011
)http://www.algex.dz/content.php?artID=1373&op=85 (Consulté le 9-5-2011
19
-3يشكك الخبراء في المنظومة اإلحصائية الوطنية ،بإعتبار أن مصداقية وش فافية المنهجي ة المتبع ة
أو النموذج المطبق من طرف الديوان الوطني لإلحصاء ،فهذا األخير هيئة غير مستقلة ب ل تابع ة
للس لطات العمومي ة م ا يجعل ه عرض ة للض غوطات الحكومي ة في الجه از التنفي ذي ،واألرق ام
الصادرة عنه بعيدة عن المعايير الدولية المعتمدة والمتعارف عليها ،وبعيدة عن الواق ع ته دف إلى
التهدئة وتغطية الجوانب السلبية في األداء الحكومي وتفادي الغضب اإلجتماعي وتداعيات ه ،فمثال
يجزم الخبراء بأن نسبة التضخم الحقيقي ة في الجزائ ر م ا بين %10و %20أي تف وق بأزي د من
ثالث مرات الرقم الرسمي المعلن عنه من السلطات المركزية ،فالوضعية الحقيقة للقدرة الش رائية
لـ %70من األس ر مح دودة ال دخل ال تي تس تعمل أزي د من %80من م داخيلها للم واد الغذائي ة
األساسية فقط ويرون أن نسب البطال ة الفعلي ة غ ير المعلن ة أك بر من ذل ك بكث ير وربم ا تتج اوز
الخط وط الحم راء وتص ل إلى أك بر من ،%20خاص ة عن د الش باب حيث تتج اوز %30إذا تم
إستثناء مناصب العمل غير الدائمة ،والتط ور الس ريع للقط اع الم وازي ال ذي يوظ ف ع دد غ ير
معروف من اليد العاملة ،ويعتبر مصدر دخل بالنسبة لهم ،وهو ما يجعل إحصائيات العاطلين عن
العمل غير دقيقة تماما .
20