Professional Documents
Culture Documents
ىبرحومةىعبدىالحمود ى
ى
اإلصالحاتىاالقتصادوةىبالجزائرىمنذى8988ىوأثرهاىعلىىالفضاءى ى
االقتصاديىواالجتماعي ى
مقدمـة:
إن التحوالت االقتصادٌة والسٌاسٌة التً عرفتها الجزائر منذ 1988كانت نتٌجة
حتمٌة للركود االقتصادي والمتمثل فً عجز الدولة عن التكفل بالقطاع اإلنتاجً ،ندرة
فً الموارد المالٌة ،التقٌٌم الجزئً والؽٌر الكاؾ لالقتصاد ،التوجٌه الؽٌر عقالنً
لالستثمارات ،تراجع أسعار البترول وارتفاع خدمة المدٌونٌة التً وصلت إلى % 80
من مجموع مداخٌل الصادرات ،واإلختالالت فً التوازنات العامة.
ونظرا ألهمٌة موضوع اإلصالحات وتؤثٌراته على الحٌاة االقتصادٌة ،السٌاسٌة
واالجتماعٌة ،ورؼبة منا فً توضٌح مسار اإلصالحات ،سنحاول اإلجابة على
التساإالت التالٌة والتً تمثل فً جوهرها إشكالٌة هذا البحث:
متنوعة وجدٌدة حسب تصرٌحات الوكالة ،إال أن القطاع الزراعً كان شبه ؼائب فً
مجال االستثمارات األجنبٌة ،حٌث تم تسجٌل 09مشارٌع فقط على المستوى الوطنً،
لذا كان من الواجب التفكٌر فً منح امتٌازات تحفٌزٌة تخص هذا القطاع لجلب
االستثمارات إلٌه.
كما قامت السلطات الجزائرٌة ،وبهدؾ تخفٌؾ عبء خدمات الدٌون ،إلى إبرام
اتفاقٌتٌن مع صندوق النقد الدولً ( أفرٌل 1994ومارس ،)1995حٌث منح الصندوق
مبلػ 1.8ملٌار دوالر لتنفٌذ برنامج إعادة الهٌكلة والذي أنطلق سنة 1995وتضمن
أساسا:
-خفض قٌمة الدٌنار بنسبة .% 80
-إعادة جدولة 15ملٌار دوالر لدى نادي بارٌس ولندن(.)0
-خوصصة المإسسات العمومٌة.
هذه اإلجراءات كانت لها نتائج ملموسة فً الفترة ما بٌن 1995و ،1998حٌث تم
تخفٌض خدمة الدٌون إلى % 31.5من إجمالً الصادرات لسنة 1995و % 30.3سنة
. )3( 1997كما عرؾ احتٌاطً الصرؾ بدوره تحسنا حٌث بلػ حجمه حوالً 8.5
ملٌار دوالر فً سنة 1998لكنه سرعان ما تراجع النخفاض أسعار البترول التً
الزالت تمثل % 96.7من الصادرات .كما تراجعت نسبة التضخم من % 29فً
1994إلى % 5.7سنة .)4( 1997
-1برنــامج الخوصصة:
فً إطار برامج اإلصالح االقتصادي والهٌكلً ،أولت الحكومة الجزائرٌة أهمٌة كبرى
لتحسٌن المناخ االستثماري ،وتبنت مسار الخوصصة كإحدى الوسائل لتحقٌق هذا
الهدؾ .وقد صدر قانون 1995حٌث حدد أهداؾ ووسائل برنامج الخوصصة
ومسإولٌات الشركات القابضة التً ستتولى مهمة تهٌئة المإسسات العمومٌة لعملٌة
الخوصصة ،حٌث تم تصنٌفها إلى ثالث فئات هً مإسسات قادرة على االستمرار،
مإسسات ٌمكن مساعدتها على االستمرار ومإسسات تواجه صعوبات .لقد أعلنت
الحكومة عن نٌتها فً خوصصة نحو 41مإسسة من بٌنها 38مإسسة متوسطة
وصؽٌرة وقادرة على االستمرار .كما تم خوصصة 61مإسسة من الفئة الثانٌة من بٌنها
26مإسسة صؽٌرة ومتوسطة ،وتصفٌة مإسسات الفئة الثالثة مع ضمان حقوق العاملٌن
فٌها .تمت فً سنة 1996تصفٌة نحو 41مإسسة عمومٌة معظمها فً قطاعات البناء
والنسٌج والصناعات التموٌلٌة .كما تم إؼالق حوالً 60وحدة إنتاجٌة ؼٌر قادرة على
االستمرار ضمن المإسسات العمومٌة القائمة .إال أن وتٌرة الخوصصة تراجعت فً
الفترة ما بٌن 1996إلى .2001
انعكاسات عملٌات حل وتصفٌة بعض المإسسات العمومٌة ظهرت من خالل رفع
معدالت البطالة من % 21.4سنة 1992إلى % 28سنة ،1998وهذا ناتج عن
تسرٌح 26400عامل منذ الشروع فً عملٌة إعادة الهٌكلة .وٌمثل القطاع الصناعً 61
%وٌلٌه القطاع الخدمً ب . % 21
إن التطبٌق الفعلً لهذا المخطط كانت له تؤثٌرات إٌجابٌة على الفضاء االقتصادي
واالجتماعً ،فحسب المعطٌات المقدمة من طرؾ مندوب اإلنعاش االقتصادي سٌإدي
هذا المخطط إلى:
-إنشاء 457.431منصب عمل منها نسبة % 49منصب دائم .
-مساهمة حوالً 22400مإسسة فً جمٌع النشاطات المبرمجة فً المخطط منها
% 96تابعة للقطاع الخاص مع نهاٌة سنة .2002وهذا ٌعكس التوجه الفعال فً إدماج
القطاع الخاص فً التنمٌة.
-الحد من آجال وتكالٌؾ إنجاز المشارٌع بفضل الترتٌبات الناتجة عن التؤطٌر الجٌد.
-تسهٌل مساهمة القطاع الخاص فً الفالحة والمإسسات الصؽرى والمتوسطة من
خالل تهٌئة مناطق النشاط الصناعً.
-استؽالل الوعاء العقاري للمإسسات المحلة ( 3.500.000م.)2
-تطوٌر قطاعً البناء والفالحة.
-إسهام المتعامل الخاص فً إنجاز المشارٌع االقتصادٌة عبر كامل التراب الوطنً.
خالصة:
إن النتائج اإلٌجابٌة التً حققت على مستوى المجامٌع االقتصادٌة والمتمثلة فً
انخفاض خدمة المدٌونٌة إلى % 19.8سنة ،2000حدوث توازنات مالٌة وتحقٌق نسبة
نمو تقدر ب %3خالل الخمسة سنوات مابٌن 1996و ،2000ونسبة نمو % 6فً سنة
،2003كانت ناتجة عن التحكم أكثر فً النفقات العمومٌة ومحاربة التهرب الضرٌبً
واالرتفاع المعتبر فً مداخٌل البلد من جراء ارتفاع أسعار البترول فً الفترة األخٌرة.
إال أنه ورؼم النتائج المحققة ،ورؼم الجهود المبذولة من طرؾ السلطات العمومٌة
فً تعزٌز التوازنات االقتصادٌة الكلٌة وأهمٌة النفقات التً صرفتها فً إطار مخطط
دعم اإلنعاش االقتصادي وبرنامج الخوصصة ،تبقى وتٌرة النمو االقتصادي متواضعة،
ومصدر قلق وانشؽال كل المتعاملٌن االقتصادٌٌن .هذه الوضعٌة تولد بعض الظواهر
التً قد تكون هٌكلٌة كالسوق الموازٌة بمنافسة ؼٌر مشروعة والتزوٌر وضعؾ مراقبة
المطابقة وؼٌرها ،والتً تشكل تهدٌدا حقٌقٌا للنسٌج الصناعً الحالً ،وحاجزا أمام
جلب المستثمرٌن األجانب.
فضال عن ذلك التؤخر الذي ٌعرفه تطبٌق اإلصالحات الكبرى التً أعلنتها الدولة (
النظام المالً والمصرفً ،الجباٌة ،التجارة والمرافق العمومٌة) وتسوٌة وضعٌة العقار
الصناعً واألصول المجمدة وتطهٌر محافظ المإسسات العمومٌة المحلة.
لمواجهة هذه األوضاع نرى أنه من الواجب التعجٌل فً تطبٌق اإلصالحات وخاصة
فٌما ٌتعلق ب:
-تفعٌل وتطوٌر المإسسات الصؽرى والمتوسطة بشكل أكبر ،وإنشاء مإسسات
جدٌدة.
-توضٌح صالحٌة ومسإولٌة مختلؾ مراكز القرار المكلفة بتوجٌه وتسٌٌر
االقتصاد بهدؾ المزٌد من الفعالٌة فً تطبٌق اإلصالحات.
-تنظٌم ومتابعة عملٌات دعم صادرات المنتجات الصناعٌة ،سٌما أن عدد
المإسسات التً حصلت على شهادة المطابقة " ٌ " ISOتزاٌد باستمرار.
-مواصلة الجهود للضمان الفعلً لترقٌة االستثمارات ،والتؤكٌد على التنمٌة
المحلٌة والجهوٌة لتحقٌق تكامل أفضل للنسٌج الحالً.
-وضع حد للشكوك التً تثار حول أنماط تسٌٌر عملٌات الخوصصة والشراكة.
-تعجٌل وتٌرة إصالح النظام المالً والمصرفً.
فً األخٌر نؤمل أننا قد وفقنا إلى حد ما فً إعطاء صورة أكثر وضوح عن
المجهودات المبذولة والتً الزالت حتى اآلن من طرؾ السلطات العمومٌة فً مجال
اإلصالحات وآثارها االجتماعٌة واالقتصادٌة التً الزالت تفرزها والعوائق التً
تواجهها.