‫عجز الميزانية بالمغرب‬

‫االصالحات و المجهودات المبذولة للتقليص من العجز الميزاني للدولة‬ ‫‪.I‬‬

‫اإلصالح الجبائي‪ :‬مواصلة تنفيذ القانون اإلطار رقم ‪ 69.19‬المتعلق باإلصالح الضريبي‬ ‫‪)1‬‬

‫في إطار مواصلة تنفيذ توصيات المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات المنعقدة في ماي ‪ 2019‬ووفًق ا لتوجهات النموذج التنموي الجديد‬
‫تمت المصادقة على القانون اإلطارالمتعلق باإلصالح الضريبي في ‪ 13‬يوليوز ‪ 2021‬ويعتبر هذا القانون بداية عهد ضريبي جديد‬
‫في المغرب من أجل تقويم وتصحيح بعض االختالالت الناتجة عن النظام الضريبي القديم‪.‬‬

‫وقد نص هذا على عدة أهداف أساسية تسهر الدولة على تحقيقها‪ ،‬من بينها تخفيض العبء الجبائي على الخاضعين للضريبة موازاة‬
‫مع توسيع الوعاء الضريبي‪ ،‬وتكريس مبدأ حيادية الضريبة في مجال الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬وتحفيز المقاوالت من أجل دعم‬
‫تنافسيتها على الصعيدين الوطني والدولي‪ ،‬وتبسيط وترشيد رسوم الجماعات الترابية‪ ،‬وتبسيط ومالءمة النظام الجبائي المطبق على‬
‫أنشطة القرب ذات الدخل المحدود‪ ،‬وإدماج القطاع غير المهيكل في االقتصاد المنظم‪.‬‬

‫إعاذة هيكلة المحفظة العمومية‪ :‬القانون اإلطار رقم ‪ 50.21‬المتعلق بإصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية‬ ‫‪)2‬‬

‫ويتمحور هذا اإلصالح حول اإلجراءات ذات األولوية المتعلقة بعمليات إعادة هيكلة المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬من خالل‬
‫تجميعها أو إدماجها أو حلها وتصفيتها وتسريع تصفية المؤسسات والمقاوالت العمومية التي لم تعد مهامها مواكبة والتي تعاني من‬
‫عجز مزمن‪ ،‬وتسريع اإلجراءات الهادفة إلى الحد أو االستغناء عن اللجوء إلى ميزانية الدولة تفويت أصول المقاوالت التابعة‬
‫والمساهمات غير الضرورية لممارسة المهام األساسية‪ ،‬وكذلك تحويل المؤسسات العمومية التي تمارس نشاطا تجاريا إلى شركات‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫وفي نفس اإلطار‪ ،‬تم اتخاذ التدابير الالزمة ‪ ،‬والتي تهم على الخصوص تحسين الحكامة وتحديث المراقبة المالية من خالل توجيهها‬
‫نحو تقييم النتائج والمخاطر وكذا إرساء نظام تعاقدي للمؤسسات والمقاوالت العمومية على المستوى الداخلي وفي عالقتها مع الدولة‪.‬‬

‫مشروع إصالح صندوق المقاصة في المغرب‪https://al3omk.com/673489.html :‬‬ ‫‪)3‬‬

‫شرعت الحكومة في الرفع التدريجي للدعم الموجه للدقيق والغاز والسكر‪ ،‬على ثالثة مراحل إلى غاية سنة ‪ 2024‬التي سيتم التحرير‬
‫الكلي ألسعار هذه المواد وتصفية صندوق المقاصة‪ .‬وتهم المرحلة األولى سنة ‪ ،2022‬حيث سيتم التحرير التدريجي للسكر‬
‫والتقليص من الحصيص المحدد من الدقيق الوطني للقمح اللين‪ .‬فيما تهم المرحلة الثانية سنة ‪ ،2023‬التحرير الكلي للحصيص‬
‫المحدد من الدقيق الوطني للقمح اللين‪ .‬والسكر القالب والسكر المجزئ و‪ 50‬في المائة من غاز البوتان‪.‬ثم المرحلة األخيرة سنة‬
‫‪ 2024‬التي سيتم فيها التحرير الكلي لغاز البوتان‪.‬‬

‫إن شروع المغرب في تنزيل إصالح صندوق المقاصة يأتي في إطار عقلنة الدعم بالموازاة مع األوراش اإلصالحية األخرى وخاصة‬
‫تعميم الحماية االجتماعية والسجل الوطني الموحد وذلك من أجل حصر االستفادة من إجراءات الدعم في الفئات المستهدفة‬

‫خروج المغرب من "الالئحة الرمادية" مؤشر على صالبة النظام المالي‬

‫في الرابع )‪ (GAFI‬تمكن المغرب بعد الخروج من مسلسل المتابعة المعززة المسماة “الالئحة الرمادية” لمجموع العمل المالي‬
‫والعشرين من شهر فبراير المنصرم‪ ،‬وهو ُخ روج سمح له بالعودة سريعا إلى السوق المالية الدولية لجمع ‪ 2.5‬مليارات دوالر عن‬
‫طريق سندات دولية‪ .‬كما استفاد من خط ائتماني مرن بـ‪ 5‬مليارات دوالر من طرف الصندوق النقد الدولي وهي أداة وقائية من‬
‫الصدمات الخارجية كالجائحة‪ ،‬وموجتا جفاف وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا كما سيمكن هذا القرار االستراتيجي من تعزيز‬
‫مصداقية النظام المالي الوطني ونزاهته‪،‬و تحسين عالقات التعاون بين المؤسسات المالية الوطنية واألجنبية‪،‬كما سيساهم من تحسين‬
‫مناخ األعمال‪ ،‬وهذا من شأنه أن يعزز جاذبية االقتصاد المغربي ويشجع المستثمرين األجانب على االستقرار في المغرب‪ ،‬ال سيما‬
‫من خالل االستثمار األجنبي المباشروفي الواقع‪ ،‬يعتبر امتثال المنظومة الوطنية للمعايير الدولية مؤشرا على االستقرار االقتصادي‬
‫والمالي بالمغرب ويوضح بجالء أن مناخ األعمال مالئم بالنسبة للمستثمرين المغاربة واألجانب‪ .‬و تؤثر مصادر التمويل هذه وكذلك‬
‫االستثمار األجنبي المباشر تأثيرا إيجابيا على ميزان األداءات عن طريق خفض عجز الميزان التجاري؛ وبالتالي الرفع من احتياطي‬
‫‪.‬العملة األجنبي‬
 ‫اإلكراهات التي تحول دون تحقيق هذاالهدف المنشود‬ ‫‪)4‬‬

‫الفاتورة الطاقية تثقل كاهل الميزانية العمومية‬

‫الدينون الذاخلية ممولة من طرف القطاع البنكي ‪:‬أثـر المزاحمـة ( (‪ effets d’éviction‬على االستثمارات الخاصة‬

‫ال يـزال تمويـل االقتصـاد بالمغـرب مرتبطـا بشـكل كبيـر بالنظـام البنكـي‪ ..‬وقــد مكــن هــذا المصــدر التقليــدي للتمويــل مــن‬
‫االســتجابة‪ ،‬جزئيــا‪ ،‬اللحتياجــات التمويليــة اللقتصــاد والدولــة‪ .‬كمــا شــكل دعامــة حقيقيــة لتطويــر بعــض القطاعــات‬
‫كالعقــار‪ .‬الســيما علــى مســتوى الســوق الداخلــي الــذي يســتوعب حوالــي ‪% 80‬مــن مديونيــة الخزينـة‪ ،‬األمـر الـذي يترتـب‬
‫عنـه أثـر المزاحمـة (أو عامـل طـارد)علـى تمويـل القطـاع الخـاص‪ .‬هـذا‪ ،‬وباعتبـاره الدائـن الرئيسـي للدولـة فـي تمويـل الديـن‬
‫الداخلـي‪ ،‬أصبـح القطـاع البنكـي أقـل مبـادرة للمخاطـرة وتراجــع للرتبــة الثانيــة فــي تمويــل القطــاع الخــاص‪ ،‬ال ســيما تمويــل‬
‫المقــاوالت الصغيــرة جــدا والصغــرى والمتوسـطة‪.‬‬

‫هيمنة المنتوجات الغذائية على المبادالت التجارية ‪ :‬النمو االقتصادي رهين تقلبات األحوال الجوية‬

‫يثير شبح الجفاف الذي يخيم على المغرب مخاوف من تباطؤ النمو االقتصادي الذي يعتمد الى حد كبير على مردود القطاع الزراعي‪،‬‬
‫حيث عانت المملكة هذا العام انخفاضا كبيرا في هطول األمطار‪ .‬وتتجاوز تداعيات الجفاف في المغرب القطاع الزراعي لتجعل النمو‬
‫االقتصادي عموما رهينة تقلبات األحوال الجوية‪ ،‬على اعتبار أن هذا القطاع يساهم بأكبر نسبة في إجمالي الناتج الداخلي في المغرب‬
‫(‪ 14‬بالمئة)‪ ،‬متقدما على قطاعي السياحة والصناعة رغم الجهود المبذولة لتنويع االقتصاد المغربي‪.‬‬

‫في متم غشت ‪ 2022‬بلغ العجز التجاري للمغرب ‪ 214,8‬ملیار ‪،‬درهم مسجال زيادة بنسبة ‪ %56.1‬مقارنة بالفترة نفسها من السنة‬
‫الفارطة‪ .‬ويفسر هذا ‪ ،‬ارتفعت الواردات من المنتجات الغذائية بنسبة ‪ %51.6‬ويرجع ذلك أساسا إلى الزيادة الكبيرة في مشتريات‬
‫الشعير والقمح التي زادت بأكثر من الضعف‪ ،‬خصوصا بسبب تأثير السعر‪.‬‬

‫انعكاسات الحرب أوكرانيا و روسيا على االقتصاد المغربي‪ :‬يستورد من األولى الحبوب أساسا‪ ،‬ومن الثانية البترول والغاز ومشتقاتهما‬

‫‪ .II‬تقليص العجز الميزاني‪ :‬الوسائل و االقتراحات‬

‫تنويع النظام المالي في خدمة تمويل االقتصاد واالستجابة الحتياجات المقاوالت‬

‫يتطلـب االنتقـال إلـى إيقـاع جديـد مـن النمـو انخـراط النظـام المالـي فـي ديناميـة جديـدة وتعزيـز دوره فـي خدمـة تمويـل االقتصـاد‬
‫الحقيقـي‪ ،‬السـيما المقـاوالت الصغيـرة والمتوسـطة واألنشـطة الصناعيـة المبتكـرة‪ .‬وذلك عن طريق التقنيــن وتكثيــف التنافســية‬
‫علــى مســتوى القطــاع البنكــي مما سيضفي المزيـد مـن الشـفافية وسيسـاعد علـى تطويـر عـرض بنكـي متنـوع وسـهل الولـوج‬
‫وبتكلفـة تنافسـية‪ .‬وبالمـوازاة مـع هـذه الديناميـة الجديـدة للقطـاع البنكـي‪ ،‬يمكـن إعطـاء دفعـة جديـدة لسـوق الرسـاميل وذلـك مـن‬
‫خـال‪ ،‬إدراج بعـض المقـاوالت والمؤسسـات العموميـة فـي البورصـة ‪ ،‬وجـذب اسـتثمارات المحفظـة األجنبيـة الباحثـة عـن‬
‫التوظيفـات المربحـة في قطاعـات في طـور االقـلاع ‪ ،‬ممـا سـيوفر إطـار مناسـبا للتمويـل المباشـر للمقـاوالت‪ ,‬وقد أطلقت بورصة‬
‫الدار البيضاء حملة للتعريف باإلدراج في البورصة كحل تمويلي لفائدة المقاوالت المغربية‪ ،‬إقناع المقاوالت بإدراج نفسها في‬
‫بورصة الدار البيضاء كأفضل سيناريو للتمويل مهما كان حجمها‪ .‬ولتحقيق هدف اإلقناع‪ ،‬ستقوم البورصة بجوالت ميدانية للقاء‬
‫أرباب الشركات في مختلف الجهات‪ .‬و تقديم حلول تمويلية تتناسب مع حاجيات هذا النوع من الشركات تتضمن آليات تجعل اإلدراج‬
‫في البورصة سلسا وتنافسيا باعتباره تمويال بتكلفة أقل وبدون أي ضمانات‪ ،‬ما عدا ضمانة الثقة المتمثلة في الشركة والمعلومات التي‬
‫تنشرها والترحيب بالمساهمين الجدد المؤمنين بإمكانياتها‪.‬‬

‫وبالمـوازاة مـع ذلـك‪ ،‬يتطلـب تنويـع الحلـول التمويليـة الزيـادة فـي صناديـق األسـهم الخاصـة وتطويـر التمويـل الجماعـي كمصـدر‬
‫رئيسـي لتمويـل المشـاريع ذات الطابـع االجتماعـي‪.‬‬

‫تسـريع التحـول الهيكلـي المؤسسـات والمقاوالت العموميـة‪ :‬مـوارد دائمـة و اسـتدامة التنمية‬

‫يتطلـب هـذا التحـول الهيكلـي فـي المقـام األول‪ ،‬تعبئة قوية للمؤسسـات والمقـاوالت العموميـة‪ ،‬ال سـيما تلـك التـي تنشـط فـي‬
‫القطاعـات االسـتراتيجية وتلعـب دور قاطـرات االقتصـاد‪ .‬وفــي أفــق ذلــك‪ ،‬تبقــى إعــادة هيكلــة وتأهيــل المؤسســات‬
‫والمقــاوالت العموميــة وتحويلهــا إلــى شــركات مسـاهمة أمـرا ضروريـا لتمكينهـا مـن الحصـول علـى االسـتقالل المالـي وعقـد‬
‫شـراكات مبتكـرة مـع القطـاع الخـاص مـن أجـل إنجـاز األوراش التنمويـة الكبـرى التـي تنخـرط فيهـا هـذه المؤسسـات والمقـاوالت‬
‫(البنيـة التحتيـة‪ ،‬الميـاه‪ ،‬الطاقـة‪ ،‬إلـخ(‪.‬‬

‫كمـا ينبغـي إيـاء نفـس العنايـة لتعزيـز حكامـة المؤسسـات والمقـاوالت العموميـة ذات الطابـع المالـي بغيـة تحسـين محافظهـا‬
‫االسـتثمارية ودعـم قدرتهـا الماليـة علـى المدى المتوسـط والمـدى البعيد‪.‬‬

‫إعادة تخصيص الموارد مع إعطاء األولوية للمجاالت ذات األثر القوي على النمو‬

‫يجـب بـذل مجهـود مسـتمر علـى مسـتوى ترشـيد الخيـارات المتعلقـة بالميزانيـة‪ ،‬وذلـك مـن خـال ل وضـع برمجة دقيقـة متعـددة‬
‫السـنوات فـي انسـجام مـع أهـداف النمـوذج التنمـوي الجديـد‪ ،‬وكـذا التطبيـق الكامـل للقانـون التنظيمـي للماليـة لتنزيـل التدبيـر القائـم‬
‫علـى النتائـج‪ ،‬ال سـيما عـن طريـق التصويـت علـى الميزانيـة وفًق ـا للمنطـق المرتكـز علـى األداء‪ ،‬والمراجعـة المنتظمـة‬
‫لــتخصيص مـوارد الميزانيـة باالعتمـاد علـى آليـة المراجعـة العامـة للنفقـات العموميـة بهـدف تحديـد النفقـات غيـر ذات األولويـة‬
‫وغيـر المنتجـة وتوسـيع حيـز الميزانيـة‪ ،‬وكـذا تحسـين تكلفـة الديـن العمومـي عبـر البحـث المسـتمر علـى إمكانيـات إعـادة تمويلـه‬
‫بكلفـة مناسـبة‪.‬‬

‫إدماج القطاع غير المنظم‬

‫يعتبر إدماج األنشطةَ غير المهيكلة في االقتصاد المنظم ضرورة من أجل إقرار العدالة االقتصادية‪ .‬فهو شكل من أشكال المنافسة غير‬
‫الشريفة للمقاولين المنضبطين الذين يساهمون في الضرائب وفي توفير الحماية االجتماعية أللجراء‬

‫كما أن إدماج القطاع غير المنظم ي غير المنظم ال توفر أي حماية اجتماعية ال لفائدة مستغلي هذه الوحدات وال ألجرائها‪ ،‬سيما في‬
‫ما يتعلق بالتقاعد والتعويض عن فقدان الشغل‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه الوحدات قد تتغذى من أنشطة يمكن أن تنطوي على‬
‫مخاطر أمنية واقتصادية حقيقية‪ ،‬كالتهريب واالتجار غير المشروع وعدم التصريح بالقيمة الحقيقية للسلع المستوردة‪ .‬إن تدبير هذه‬
‫الظاهرة يقتضي تبسيط اإلطار اجلبائي واملسطري اللندماج يف القطاع املنظم‪ ،‬حتى ال يتم اإلضرار بالقدرة الشرائية ألصحاب‬
‫وحدات اإلنتاج العاملة يف القطاع غير املنظم؛مواكبة وحدات اإلنتاج يف القطاع غير املنظم‪ ،‬من أجل جتاوز مرحلة التحول نحو‬
‫القطاع املنظم واالستفادة من حتفيزات جديدة‪ ،‬ال سيما يف مجال احلماية االجتماعية؛تعبئة وسائل مراقبة ومحاربة الغش في مواجهة‬
‫الفاعلين الذين يواصلون التهرب من أداء الضرائب وال يحترمون مقتضيات مدونة الشغل والتشريع االجتماعي‬