You are on page 1of 24

‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫هجرة األيدي العاملة والكفاءات العلمية‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد علي الطائي‬


‫كلية صدر العراق ‪ /‬بغداد‬

‫المستخلص ‪:‬‬
‫تمثل الهجرة ظاهرة بشرية منذ القدم وحتى اآلن‪ ،‬إال أنّ صورها قد اختلفت نتيجة انقسام‬
‫العالم إلى دول متحضرة وأخرى متخلفة‪ .‬وهذا ما جعل للهجرة الفردية الدور البارز‪ ،‬كونها‬
‫ذات االختصاص النادر والكفاءة العلمية معا‪ .‬ونتيجة لذلك فقد استفادت الدول المتقدمة منها‪،‬‬
‫وت ضررت الدول النامية‪ ،‬ألنها فقدت أهم أبناءها من ذوي االختصاص العالي الذي يحتاج إليه‬
‫البلد‪.‬‬
‫وعلى أية حال فمن عموم الهجرة تنشأ مشاكل ال حدود لها‪ ،‬وتتسبب معوقات سواء بالنسبة‬
‫للدول المستقبلة لأليدي العاملة‪ ،‬أو للدول المصدرة لها‪ .‬وباألخص إذا رافقها وضع االستيطان‪،‬‬
‫وما له من تأثير على النسيج االجتماعيّ للدولة المضيّفة ‪ .‬لذا فقد تناولنا طيّ البحث هذه الحالة‬
‫ومن خالل االتفاقيات الدولية والمتعلقة بحقوق العمال‪ ،‬السيما في دول الخليج العربي ‪ ،‬كما‬
‫تضمن البحث طرقاً أخرى لمعالجة الهجرة ومشاكلها ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬هجرة األيدي العاملة ‪ ,‬التنظيم القانوني للهجرة ‪ ,‬الهجرة القسرية‬
‫الكفاءات العلمية‬

‫‪Emigration of Working Hands and Competences‬‬


‫‪and their Dual Effects:‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Emigration represents a human phenomenon in old and modern‬‬
‫‪times. But its forms have differed as a result of the division of the‬‬
‫‪world into developed and developing stutes . This has made single‬‬
‫‪emigration the remarkable feature as those singles are of rare‬‬
‫‪specialty and scientific qualification together. Consequeently, this‬‬
‫‪has made the developed states get benefit from it, and inflicted‬‬
‫‪damage of the developing states because they have lost the best of‬‬
‫‪their potentials.‬‬
‫‪This has generated unlimited problems for both the receptive states‬‬
‫‪and the exporting ones, especially when it is accompanied wit‬‬
‫‪settlement case and its effect on the demographic construction of the‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫‪receptive states. Thus, the case has been handled through‬‬


‫‪international agreements which concern the right of the emigrant‬‬
‫‪workers, especially in the Gulf Arab Countries . It has also put‬‬
‫‪methods to treat this emigration.‬‬

‫المقدمة‬
‫أدى تنامي التطور التكنولوجي إلى ثورة في وسائل التنقل واالتصال بين دول‬
‫العالم‪ ،‬األمر الذي قرّب المسافة بين أبناء المعمورة‪ ،‬وباألخص في مجاالت‬
‫السياحة والمعالجة و الدراسة‪ ،‬فضالً عن النواحي االقتصادية‪ ،‬وإحداث ميادين‬
‫واسعة في العمل ‪.‬‬
‫وفي حين أن هناك بعض الدول تحتاج إلى نوع معين من العمالة المتخصصة‪،‬‬
‫فإننا نجد دول أخرى لديها عمالة غير ماهرة‪ ،‬نتيجة لفقرها وتخلفها وعدم وجود‬
‫فرص العمل لديها‪ .‬وهذا ما يشجع عملية هجرة األيدي العاملة من هذه األخيرة إلى‬
‫تلك الدول المتقدمة التي تتوفر فرص العمل فيها‪ ،‬أو تتمتع برفاهٍ اقتصاديّ‬
‫ي‪.‬‬
‫واجتماع ّ‬
‫وخالل البحث سوف نشير وبالذات إلى دول الخليج العربي ذات اإلنتاج في مادة‬
‫البترول‪ ،‬في الوقت الذي تفتقد فيه إلى األيدي العاملة المتخصصة‪ ،‬وحتى إلى‬
‫األيدي العاملة غير الماهرة ‪ .‬الحال الذي استقطب الهجرة إليها‪ ،‬ومن ثم تفاقم ما‬
‫تولده هذه الهجرة من مشاكل عديدة والخاصة بتوفير الضمان للعمال المهاجرين‪،‬‬
‫واالعتراف بحقوقهم‪ ،‬فضالً عن ضرورة وجود ضوابط لعملية تشغيلهم‪ ،‬بحيث‬
‫يراعى فيها الجانب اإلنسانيّ ‪ .‬لذا تم اختيار عنوان للبحث باسم هجرة األيدي‬
‫العاملة والكفاءات العلمية إلى الخارج‪ ،‬وتم تقسيم البحث إلى سبعة فصول ثم‬
‫أنهيناه بالتوصيات والخاتمة تضمن الفصل األول طبيعة الهجرة مزاياها‪،‬‬
‫أنواعها‪ ...‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الهجرة وتطورها‪ .‬المبحث الثاني‪ :‬مزايا الهجرة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الهجرة ‪.‬الفصل الثاني فتضمن اآلثار االجتماعية‬
‫واالقتصادية للهجرة‪ ...‬المبحث األول‪ :‬حقوق العمال المهاجرين وخضوع اإلدارة‬
‫للقانون‪ ..‬المبحث الثاني‪ :‬حقّ العامل األجنبيّ في التأمينات االجتماعية‪ ..‬المبحث‬
‫الثالث‪ :‬هجرة المرأة الريفية وحقها في الضمان ‪.‬اما الفصل الثالث فتضمن التنظيم‬
‫القانوني ألسواق األيدي العاملة المهاجرة‪ ...‬المبحث األول‪ :‬نظم االتصال في تنظيم‬
‫سوق العمل‪ ..‬المبحث الثاني‪ :‬أسلوب التنظيم القانوني ألجهزة االستخدام والهجرة‪..‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسلوب التعاقد مع األجانب‪ ..‬المبحث الرابع‪ :‬التدريب وزيادة‬
‫الكفاءة واإلنتاجية ‪.‬وتضمن الفصل الرابع‪ -:‬مشاكل ومعوقات الهجرة‪ ...‬المبحث‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫األول‪ :‬الجانب الصحي‪ ..‬المبحث الثاني‪ :‬الجانب األمنيّ‪ ..‬المبحث الثالث‪ :‬الجانب‬
‫االجتماعيّ‪ ..‬المبحث الرابع‪ :‬الهجرة القسريّة الداخلية ‪.‬وتضمن الفصل الخامس‪-:‬‬
‫موقف االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق العمال المهاجرين‪ ...‬المبحث األول‪:‬‬
‫اإلعالن العالميّ لحقوق اإلنسان ‪8491‬م‪ ..‬المبحث الثاني‪ :‬العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪8411‬م‪ ..‬المبحث الثالث‪ :‬االتفاقية‬
‫الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم لسنة ‪8441‬م‪ ..‬المبحث الرابع‪:‬‬
‫االتفاقيات الدولية لوضع الالجئين اما الفصل السادس فتطرق الى انتقال األيدي‬
‫العاملة إلى العراق ودول الخليج‪ ...‬المبحث األول‪ :‬انتقال األيدي العاملة العربية‬
‫إلى العراق‪ ..‬المبحث الثاني‪ :‬انتقال األيدي العاملة األجنبية إلى دول الخليج‪..‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مزايا توحيد القوانين العربية ‪.‬واخيراً الفصل السابع تضمن أسباب‬
‫الهجرة األجنبية وأسلوب معالجتها‪ ...‬المبحث األول‪ :‬أسباب الهجرة األجنبية‪..‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرائق الحد من الهجرة األجنبية ‪.‬‬

‫الفصل االول‬
‫طبيعة الهجرة ‪ :‬مزاياها ‪ ،‬أنواعها‬
‫تعد الهجرة في الوقت الحاضر ظاهرة سائدة في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬وهي قد‬
‫تختلف في صورها وأسبابها‪ ،‬ولها مزايا وعيوب عديدة ‪ .‬ولذا فهي تثير العديد من‬
‫المشاكل وتسبب صعوبات جمة لجميع الدول‪ ،‬سواء للدول الوافدين منها أو للدول‬
‫المستقبلة لهم‪ .‬مما أوجب وضع األسس التي تحقق العدالة والجانب اإلنسانيّ‪ ،‬مثل‬
‫خضوع اإلدارة للقانون‪ ،‬وعدم قيام التعسف في معاملتهم‪ ،‬فضال عن ضرورة‬
‫وجود رقابة قضائية تحميهم من أي تعديل‪ ،‬أو تجاوز على حقوقهم‪ ،‬وبما تقرره‬
‫االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫ولبيان طبيعة الهجرة‪ ،‬يجب تحديد مفهومها وتطورها التاريخيّ إلى جانب‬
‫معرفة أنواعها ومزاياها ‪ .‬لذا سوف نضمّن هذا الفصل بالمباحث الثالثة‪ ،‬والتي‬
‫هي‪ :‬تحديد طبيعة ومفهوم الهجرة ‪ ،‬وبيان أنواعها ‪ ،‬ومزاياها ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم الهجرة وتطورها‬
‫الهجرة هي عملية انتقال أو ارتحال من منطقة إلى أخرى { سواء كانت داخل‬
‫البلد أو خارجه} بهدف تحسين وضع الشخص المهاجر‪ ،‬اقتصادياً أو اجتماعياً أو‬
‫لمجرد االستجمام أو المعالجة أو الدراسة أو ربما هرباً من ظروف محلية سيئة أو‬
‫وجود مظاهر طبيعية مخيفة أو ألسباب سياسية ‪.‬‬
‫ويؤدي تنقل األيدي العاملة والكفاءات إلى حدوث مشاكل تظهر عند التنفيذ‪،‬‬
‫وتتعدد هذه المشاكل بدورها‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫وهي ترجع إلى أسباب عدة فالهجرة التقليدية تتمثل بالصور التالية والتي توالت‬
‫على كوكب األرض‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -2‬البحث عن الغذاء والمأوى‪ :‬تطورت حياة اإلنسان للحصول على الغذاء‪ ،‬من‬
‫خالل احتراف مهنة الصيد والرعي والقنص والزراعة‪ ،‬ليوفر الغذاء لنفسه‬
‫وألسرته‪ ،‬ومن زاوية متممة للبحث عن مأوى‪ ،‬سواء بقصد أن يحتمي من الظواهر‬
‫الطبيعية أو من أعدائه أو من الحيوانات الضارية‪.‬‬
‫‪ -2‬الفيضانات‪ :‬تؤدي الفيضانات إلى عملية التخريب والتدمير والهالك لإلنسان‬
‫ولزراعته وحيواناته ومسكنه‪ ،‬مما يدفعه إلى االرتحال بعيدا عنها ‪.‬‬
‫‪ -3‬الزالزل‪ :‬يسعى اإلنسان إلى تجنب الزالزل وما تتركه من آثار مدمرة‪ ،‬لذا‬
‫تدفعه هذه الحالة إلى الهجرة نحو موطن آمن ‪.‬‬
‫‪ -9‬البراكين‪ :‬ومما يعد من أسباب الهجرة هو حدوث البراكين‪ ،‬والتي بسببها يحدث‬
‫تدمير المدن وكذلك األراضي الزراعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬االنهيارات الجليدية‪ :‬وهي من الكوارث التي تؤدي بدورها إلى تدمير المدن‬
‫على سفوح الجبال‪ .‬وبدافع حماية اإلنسان لنفسه ولممتلكاته‪ ،‬يهجر المنطقة‬
‫المعرضة لالنهيارات الجليدية إلى مناطق أكثر أمانا ‪.‬‬
‫‪ -1‬التبدالت المناخية‪ :‬إن حدوث الجفاف نتيجة احتباس اإلمطار‪ ،‬يدفع سكان بعض‬
‫المناطق للهجرة إلى أماكن تتوفر فيها األمطار ومصادر المياه ‪.‬‬
‫‪ -7‬األسباب االجتماعية‪ :‬قد تكون الهجرة نتيجة أسباب اجتماعية‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫ي‪.‬‬ ‫ي أو الطبق ّ‬
‫ي أو الدين ّ‬
‫بالتمييز العنصري كاالضطهاد العِرق ّ‬
‫‪ -1‬االضطهاد السياسي (‪ :)2‬وهناك أمثلة كثيرة على مرّ األزمنة‪ ،‬تتمثل باالضطهاد‬
‫ي والشيوعيّ والنازيّ إلى جانب النظم الدكتاتورية ‪.‬‬‫الرأسمال ّ‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مزايا الهجرة‬


‫يرى الباحثون أن الهجرة ذات فائدة اجتماعية‪ ،‬ألن الموارد قد انتقلت من موضع‬
‫كان الناتج الحدي االجتماعي فيه صفراً‪ ،‬إلى مناطق أصبح الناتج الحدي فيها‬
‫موجباً‪ .‬ولذا رافق هذه المناطق النمو السريع‬
‫بسبب تراكم رأس المال‪ ،‬والتطور التكنولوجيّ ‪ .‬بينما يرى البعض اآلخر من‬
‫باحثي بداية السبعينات‪ ،‬بأن يركز على انتقال األيدي العاملة دون النظر إلى‬
‫العوامل األخرى‪ ،‬وذلك الن معدالت الهجرة من الريف إلى المدينة تفوق احتياجات‬
‫الحضر إلى األيدي العاملة‪ ،‬حتى أصبحت تعاني المناطق الحضرية من وجود‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫البطالة المقنعة والتي أدت إلى آثار سلبية‪ ،‬بحيث صارت تلك الظاهرة تساهم في‬
‫تخلف الدول النامية(‪. )3‬‬
‫أما في حالة هجرة األيدي العاملة الوافدة من الخارج‪ ،‬إذا ما أخذت من جانب‬
‫اقتصاديّ واجتماعيّ ‪ ،‬فمن المهمّ مالحظة حجم الطبقة العاملة ومستوى إنتاجية‬
‫العمل ‪ .‬فإنه مع حراجة ما إذا كان حجم المجتمع السكاني محدوداً‪ ،‬فانّ تغيّرات‬
‫على أكثر من صعيد تكون محتملة‪ .‬وعلى سبيل المثال مواطنو الخليج حيث‬
‫تعدادهم السكاني قليل‪ ،‬في الوقت ذاته تجد أن هناك زيادة في معدالت التنمية‬
‫الوطنية ‪ .‬وعدم توفر قوة العمل من قبل المواطنين {وهي الطاقة الالزمة لمواجهة‬
‫احتياجات هذا النمو كمّاً ونوعاً} قد أدى إلى ضرورة االعتماد على القوى العاملة‬
‫الوافدة ‪ .‬وهذا ما أكدته تشريعات العمل في دول مجلس التعاون‪ ،‬والتي نصّت على‬
‫أنّه في حال عدم توفر العمال من المواطنين تكون األولوية في استخدام العمال‬
‫العرب ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع الهجرة ‪:‬‬
‫تنقسم الهجرة إلى‪ :‬هجرة داخلية وأخرى خارجية‪ ،‬فالهجرة الداخلية تحدث في‬
‫األغلب من الريف إلى المدينة‪ .‬وهو أمر معهود في الدول المتقدمة وبعض الدول‬
‫النامية‪ ،‬نظراً لوجود الخدمات المتنوعة في المدينة‪ ،‬إلى جانب وجود فرص عمل‬
‫أكثر فيها‪ .‬ولكن تزايد الهجرة سوف يترك آثاراً سلبية في الناحيتين االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة إلى هجرة أبناء الريف إلى المدينة‪ ،‬والتي‬
‫تزامنت مع التنمية الصناعية الحديثة‪ ،‬ووجود الخدمات المتنوعة إلى جانب التقدم‬
‫االقتصادي وارتفاع المستوى المعيشي لألفراد في المدن‪ ،‬ورغبة أبناء الريف من‬
‫رفع مستويات دخلهم وتحقيق الرفاهية ألنفسهم (‪. )9‬‬
‫أما بالنسبة إلى الهجرة الخارجية فينظر إليها من منظار اقتصاديّ‪ ،‬فحالة النمو‬
‫االقتصادي تعتمد على عنصرين رئيسين‪ :‬األول يقوم على زيادة حجم العمال إلى‬
‫المستوى المناسب‪ ،‬والثاني يقوم على رفع إنتاجية العمل‪ ،‬وهذا في بعض الدول‬
‫وباألخص في دول الخليج العربي ‪.‬‬
‫ثم تقسم الهجرة الخارجية إلى صنفين‪ :‬هجرة مشروعة بالنظر الستيفائها الشروط‬
‫القانونية لدخول األجنبي إلى البلد المستقبل‪ ،‬وهجرة غير مشروعة للذين يدخلون‬
‫البلد خالفا للقانون (‪. )5‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫اآلثار االجتماعية واالقتصادية للهجرة ‪.‬‬
‫تثير عملية استخدام العمال األجانب مشكلة ذات طابع اجتماعي واقتصادي‪ ،‬بشأن‬
‫معرفة حقوق وواجبات كل من الطرفين‪ -‬الشغيلة وأرباب العمل‪ -‬وباألخص في‬
‫ي في التأمينات‬
‫تحديد حقّ العامل األجنب ّ‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫االجتماعية‪ ،‬وضرورة خضوع اإلدارة إلى القانون‪ ،‬لمنع التعسف بحق العمال‬
‫المهاجرين ‪ ،‬واالهتمام الجاد بحقوق المرأة الريفية المهاجرة إلى المدينة وبالذات‬
‫عن حقها في الضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬حقوق العمال المهاجرين وخضوع اإلدارة للقانون‬


‫لضمان حقوق العمال يقتضي خضوع اإلدارة إلى القانون‪ ،‬مع تطبيع تصرفاتها‬
‫بالحيدة وعدم التحيز‪ ،‬تطبيقاً لمبدأ المشروعية وما يترتب عليه من ضرورة‬
‫االعتراف لألجانب بالحقوق والحريات المقرّ بها دوليا‪ ً،‬والتي تحددها القوانين‬
‫واالتفاقيات الدولية والمحلية ‪ ،‬كقانون العمل ‪ ،‬والجنسية ‪ ،‬وقوانين الهجرة ‪.‬‬
‫وتأخذ المعاهدات الدولية الدور األول لمصدر المشروعية في تنظيم عالقات‬
‫العمل‪ ،‬إلى جانب العرف الدوليّ الذي يتضمّن القواعد القانونية والتي أقرتها األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬كذلك عن المبادئ العامة للقانون التي درجت الدول على إتباعها ‪ ،‬والتي‬
‫تتركز في الرعاية الصحية ‪ ،‬والطبية ‪ ،‬والضمان االجتماعي ‪ ،‬والخدمات‬
‫االجتماعية‪ ،‬والتي نصت عليها عموم األنظمة المحلية ‪ ،‬وبشرط أن ال تتعرض إلى‬
‫زيادة أعبائها المكلفة‪ .‬كما يجب على هذه الدول القيام بتحسين ظروف العمال‬
‫الوافدين وعدم استخدام القوة والعنف ضدهم ‪.‬‬
‫ومما يُسجّل في هذا الصدد قيام الحكومة االسبانية بإجراءات‪ ،‬بشأن المهاجرين‬
‫إليها‪ ،‬قد انطوت على التمييز والعنصرية الظاهرة بحجة التدابير األمنية ‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس‪ ،‬وفي سبيل منع الدول من االستبداد أو االعتداء على حقوق األجانب‪،‬‬
‫يتطلب إعطاء الدور الرئيسي في الرقابة إلى القضاء‪،‬ووضع حدّ النحراف اإلدارة‬
‫في تصرفاتها وأن تكون رقابة نشطة وفعالة(‪ . )1‬ومراعاة وجوب تكليف العامل‬
‫بعمل يتفق مع المستوى المتوسط في األداء‪ .‬من أجل أن يتمكن من إنجاز ما يكلف‬
‫به دون أن يتعرض إلى مجهود يتجاوز طاقته أو يرهقه في العمل وبما يؤثر على‬
‫صحته وسالمته‪ ،‬مع الحفاظ على سالمة اإلنتاج وجودته(‪.. )7‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حق العامل األجنبي في التأمينات االجتماعية‬


‫خلق اإلنسان على وجه األرض وهو في حالة صراع مستمر من اجل الحياة ‪،‬‬
‫فالطبيعة وفرت له المواد األولية المختلفة ‪ ،‬وعليه أن يعمل في سبيل تحويلها إلى‬
‫تشكيالت يستفاد منها‪ ،‬وقد زوده اهلل باإلمكانيات العقلية والجسمية بهدف االستفادة‬
‫منها وفقاً لحاجاته ‪ .‬ونتيجة للصراع المعقد بدأ اإلنسان يواجه شدائد مختلفة‪ ،‬فكان‬
‫لزاماً عليه أن يعمل على تجنب النوازل الخطرة منها {حماية لنفسه وأهله‪ ،‬أثناء‬
‫حياته أو بعد وفاته} لذا تطورت معه ضرورة إيجاد الوسيلة لضمان األمان‬
‫االجتماعي من هذه المخاطر‪ ،‬وبصورة كافية من األضرار التي يتعرض لها في‬
‫جميع أوجه العمل(‪. )1‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬هجرة المرأة الريفية وحقها في الضمان‬


‫ال شك أن المرأة العاملة‪ ،‬يعد عملها إضافة اجتماعية فاعلة ‪ ،‬والحال هذه يقتضي‬
‫العمل على زجّها في الحياة العملية وعدم تعطيلها‪ ،‬ولكن ما نشاهده في المجتمعات‬
‫المتخلفة {وهي الدول الزراعية} حيث يكون وضعها هامشيا دون االلتفات إلى‬
‫حقوقها‪ ،‬وبالذات من ناحية الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ويالحظ كون وضع المرأة الريفية محل اهتمام التحاد النساء‪ ،‬باعتبارها الشريحة‬
‫ـ التي وقع عليها العبء بصورة كبيرة‪ ،‬فقد قاست كثيراً من حاالت الجهل‬
‫والعادات االجتماعية البالية بالقياس مع زميلتها الحضرية‪.‬‬
‫وبالرغم من أن النسوة غالبيتهن يعملن في الميدان الزراعي ‪ ،‬إال أنّ عمل المرأة‬
‫ال يعود عليها بفائدة مادية أو معنوية‪ ،‬وال يساهم في تطويرها‪ .‬كما يالحظ أنّ‬
‫وضعها االجتماعيّ واإلنسانيّ يتحدد‪ ،‬وأنه ال يسمح لها بإبداء رأيّ أو اتخاذ قرار‬
‫شخصيّ‪ ،‬وال حتى بما يتعلق باألسرة أو العمل ‪ .‬وعلى هذا األساس كان التوجه‬
‫بضرورة زجّ المرأة الريفية المهاجرة في الصناعة‪ ،‬والعمل على تشجيعها للقيام‬
‫بالصناعات الضرورية‪ ،‬وأن تنال التعليم الذي يؤدي إلى فسح المجال لعملها في‬
‫المراكز الحضرية والقروية ‪ ،‬والتأكيد على توفير الضمان االجتماعي لها ‪ ،‬استنادًا‬
‫لما تقرره تشريعات الضمان في العصر الحديث(‪. )4‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫التنظيم القانوني ألسواق األيدي العاملة المهاجرة‬
‫إن التنظيم القانوني ألسواق العمل لأليدي العاملة المهاجرة ‪ ،‬يقتضي تنظيم نظم‬
‫االتصال في أسواق العمل‪ ،‬مع التنظيم القانوني ألجهزة االستخدام لأليدي العاملةــ‬
‫المهاجرة بصورة عامة‪ ،‬مع تنظيم أسلوب التعاقد مع العمال األجانب بحيث تتسم‬
‫بالوضوح والعدالة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬نظم االتصال في تنظيم سوق العمل‬
‫لرفع الكفاية اإلنتاجية للعامل المهاجر إلى الدور الفعال في تنظيم أسواق األيدي‬
‫العاملة وباألخص في‬
‫مجال العالقات االجتماعية‪ ،‬للحاق بالدول التي سبقتنا بالتطور والتقدم ‪ .‬تأخذ‬
‫منظمة العمل العربية دورها‬
‫بالتدريب المهني من خالل التركيز على وضع اإلطار التشريعي للتدريب‪ ،‬ووضع‬
‫خطط مدروسة بحيث تنسجم مع أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية إلى جانب‬
‫القيام بالدراسات والبحوث في مجال القوى العاملة والتصنيف المهني والكفاية‬
‫اإلنتاجية(‪. )81‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫وترتبط سياسة التدريب بكفاية حرية الفرد في اختيار نشاطه بحيث يمنح الفرصة‬
‫الالزمة للحصول على التدريب المناسب‪ ،‬مع التأكيد على التزام مبدأ تكافؤ الفرص‬
‫وباألخص بعدما تعقدت التكنولوجيا‪ .‬ما قادت إليه من تعدد المهارات المتخصصة ‪،‬‬
‫وزيادة الواجبات التي تؤديها الطبقة العاملة‪ ،‬وأصبح معه مهمة نجاح التدريب الذي‬
‫يعتمد على تخطيط التعليم التقني أمرا ضرورياً مع ارتباط الهيكل التعليمي مع‬
‫الهيكل الوظيفي‪ ،‬لسد احتياجات المجتمع في عملية التطوير االقتصادي‬
‫واالجتماعي وفقاً لمنهاج سليم موضوع سلفاً(‪. )88‬‬

‫أما بالنسبة للسوق العربية وما يستلزم من توسع المشروعات الحديثة‪ ،‬وما يفرزه‬
‫من ضعف العالقات الشخصية بين العامل وصاحب العمل ‪ ،‬فضالً عن اتساع‬
‫الهرم التنظيمي بينهما ‪ .‬فإنه يتطلب وجوب إتباع وسائل اتصال مختلفة وسريعة‬
‫بين اإلدارة والعاملين من خالل تنظيم اجتماعات بينهم‪ ،‬وإصدار المجالت الدورية‪،‬‬
‫ووضع اللوحات الخاصة لنشر األوامر اإلدارية والتعليمات‪ ،‬وعرض األفالم‬
‫السينمائية‪ ،‬وإتباع نظام للشكاوي‪ ،‬واالستماع إلى مقترحات للتعرف على مشاكلهم‬
‫ومشاكل عملية اإلنتاج(‪. )82‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسلوب التنظيم القانوني ألجهزة االستخدام والهجرة‬


‫لغرض تنفيذ سياسات التشغيل تم إنشاء أجهزة االستخدام في إطار التخطيط‬
‫االقتصادي للقيام بترشيد االستخدام‪ ،‬بحيث تكفل للعمال الحصول على فرص‬
‫العمل المناسبة‪ ،‬وألصحاب العمل الحصول على األيدي العاملة بأفضل األساليب‬
‫وبأقل تكلفة ‪.‬‬
‫لذا فأن محور االستخدام سوف يؤدي إلى أفضل النتائج وكما يلي ‪:‬‬
‫‪ -8‬ضمان القدرة على العمل من خالل توفير الرعاية والحماية االجتماعية والثقافية‬
‫والصحية ‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام بالتعليم العملي والنظري لضمان القدرة العلمية والفنية في العمل ‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير فرص العمل بمختلف المجاالت‪.‬‬
‫وتتمثل أجهزة االستخدام في كثير من األقطار‪ ،‬وباألخص الخليج العربي من‬
‫خالل مكاتب قائمة بذاتها أو خالل دائرة العمل في الوزارة أو احد فروعها ‪ ،‬ولكنه‬
‫تابعة للوزارة‪ .‬والى جانب هذه األجهزة فقد أجازت بعض القوانين قيام جهات‬
‫ب التوسط لتقديم األيدي العاملة‪ ،‬في حالة عدم وجود مكاتب عمل أو فروع لجهاز‬
‫االستخدام والتوسط ‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫غير إن بعض القوانين قد استثنت الجمعيات الخيرية والنقابات بشرط أن تكون‬


‫مجازة ‪ ،‬وتقدم خدماتها بصورة مجانية في حين أن بعض القوانين قد حظرت إنشاء‬
‫مكاتب تقديم أهلية(‪. )83‬‬
‫ويالحظ أن بعض البلدان المستوردة للقوى العاملة تؤكد ضرورة توفير‬
‫المعلومات واإلحصاءات عن القوى العاملة من حيث العدد والخبرات إلى جانب‬
‫االحتياجات أو الفائض من قوة العمل ‪ .‬كما تذهب قوانين أخرى إلى وجوب قيام‬
‫العامل المتعطل في التسجيل لدى وزارة الشؤون االجتماعية أو وزارة العمل ‪ .‬كما‬
‫ألزمت قوانين أخرى صاحب العمل بضرورة إبالغ مكتب العمل المختص عن‬
‫الوظائف أو اإلعمال المستحدثة أو الشاغرة ‪ ،‬كما يقع على صاحب العمل تنظيم‬
‫تقرير سنويًا حول نشاطه‪.‬‬
‫ويقع على عاتق أجهزة االستخدام تلبية حاجات البالد من األيدي العاملة بمختلف‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬وبذلك تقوم هذه األجهزة بالوظائف التالية ‪:‬‬
‫‪ .8‬وضع الخطط الالزمة للتشغيل‪ ،‬وتحديد األهداف األساسية له ‪.‬‬
‫ـ‪ .2‬مساعدة العمال بتهيئة األعمال المناسبة‪ ،‬وعلى أصحاب العمل وجوب القيام‬
‫بمساعدتهم في إيجاد العمال المناسبين لهم ‪.‬‬
‫(‪)89‬‬
‫‪ .3‬جمع المعلومات والبيانات وتحليلها عن ظروف التشغيل وتطوره ‪.‬‬
‫وفيما يخص سياسة التكنولوجيا فعلى األجهزة المعنية أن تتخذ القرارات‬
‫واألدوات التي تصمم السياسات اإلنمائية وتنفيذها والتي لها أهمية قصوى ‪ ،‬وعلى‬
‫المؤسسات المتخصصة القيام بالمشاريع اإلنمائية إلى جانب تطورها باالستعانة‬
‫بمؤسسات استشارية بالهندسة والبحث وان تسير بخطى محسوبة‪ .‬وهذا ال يمنع من‬
‫االستعانة بالمؤسسات األجنبية لدراسة وتنفيذ المشاريع االقتصادية واالجتماعية‬
‫والفنية في المجتمع(‪.)85‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أسلوب التعاقد مع األجانب‬
‫خالل السبعينيات وأوائل الثمانينيات حدثت هجرة لأليدي العاملة األسيوية إلى‬
‫أقطار الخليج العربي وبدأ تأثيرها على المجتمع ثقافياً وحضارياً ‪ ،‬مما دفع الدول‬
‫إلى تنظيم الهجرة فيها(‪.)81‬‬
‫لذا نهج العراق أسلوب التعاقد مع األجانب في حالة وجود الحاجة إليهم ووفقا‬
‫الشروط والضوابط التي يحددها القانون والتعليمات الصادرة بموجبه ‪ ،‬وتذهب‬
‫التعليمات العراقية إلى تعريف األجنبي بأنه كل شخص ال يحمل الجنسية العراقية‬
‫أو جنسية أحد األقطار العربية ويرغب العمل في العراق بصفة عامل في القطاع‬
‫الخاص أو المختلط أو التعاوني(‪.)87‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫وقبل إجراء التعاقد مع العامل استلزم الحصول على موافقة وزارة العمل‬
‫والشؤون االجتماعية ‪ ،‬وذلك بطلب تحريري عن طريق الممثليات العراقية‬
‫بالخارج أو وكيلها الرسمي أو صاحب العمل الذي يريد استخدامه على أن يتضمن‬
‫الطلب المعلومات والبيانات التي تتعلق بالشخصية من حيث االسم ‪ ،‬والجنسية ‪،‬‬
‫ونوع العمل ومدته ‪ ،‬فضال من اسم صاحب العمل وعنوانه الكامل إلى جانب‬
‫مؤهالته موثقة بالشهادات والمستمسكات ‪ ،‬كما يطلب موافقة الجهات األجنبية‬
‫لغرض منحه سمة الدخول إلى العراق(‪.)81‬‬
‫أما بالنسبة لعموم الدول العربية والخاصة بالتنقل فيما بينها فانها تتم عن طريق‬
‫التعاقد الشخصي أو الجماعي ‪ .‬ولذا فأن عملية استخدام القوى العاملة األجنبية‬
‫تتطلب التخطيط لها ‪ ،‬وخاصة في الدول النامية لوجود ارتباط بين حجم ونوع‬
‫القوى‪ ،‬وخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ .‬وبالرجوع إلى قانون العمل‬
‫العراقي ‪ ،‬فأن اإلجازة تمنح لمدة سنة واحدة مع إمكانية تجديدها ‪ ،‬وفق ظروف‬
‫الحاجة إليها ‪ ،‬كما أجاز القانون إلغاءها قبل انتهائها وفق الحاالت التالية ‪:‬‬
‫ـ‪ .8‬إذا قدم معلومات أو بيانات غير صحيحة ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا أصبح العامل األجنبي مضرا بالمصلحة العامة ‪.‬‬
‫(‪)84‬‬
‫‪ .3‬إذا تم تعيين األجنبي بعد إلغاء عقد عامل عراقي بدون مبرر ‪.‬‬
‫إال إن القانون استثنى من شروط الحصول على إجازة العمل لبعض الفئات من‬
‫العمال وهم (‪:)21‬‬
‫‪ .8‬العاملون لدى الهيئات الدولية والبعثات الدبلوماسية والقنصليات المعتمدة من‬
‫العراق ‪.‬‬
‫‪ .2‬األجانب الذين تسمح لهم القوانين واالتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تكون‬
‫الحكومة العراقية طرفًا فيها لممارسة األعمال في العراق ‪.‬‬
‫‪ .3‬األجانب المشتغلون لدى الحكومة العراقية ‪.‬‬
‫(‪)28‬‬
‫وبالنسبة إلى العراق فقد اتبع طرق عدة الستخدام األجانب وهي ‪:‬‬
‫‪.8‬االستخدام الشخصي من خالل التعاقد المباشر مع العمال غير العراقيين ‪.‬‬
‫‪.2‬العقود المباشرة بين الحكومة العراقية والحكومات األجنبية من خالل االتفاقيات‬
‫والبروتوكوالت ‪.‬‬
‫‪.3‬برنامج األمم المتحدة واتفاقياتها وهذا ما تم االتفاق عليه في األمم المتحدة ‪.‬‬
‫‪.9‬الشركات المنفذة لبعض المشاريع في العراق حيث تستعين هذه الشركات ببعض‬
‫الخبراء والعاملين في تنفيذ المشروع المحلي المتعاقد عليه ‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫كما يجب على األجنبي أن يراعي الضوابط لدى دخوله واستخدامه في العراق‬
‫وهي (‪:)22‬أن يكون التعاقد مع األجنبي محصورا بالوزير المختص ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التدريب وزيادة الكفاءة اإلنتاجية‬


‫إن حدوث التطور التكنولوجي في العصر الحديث اقتضى مواكبة هذا التطور‬
‫في مجاالت الحياة كافة ‪ ،‬والقيام بالتطبيقات المختلفة ‪ ،‬كما يقتضي تغيير السلوك‬
‫واتخاذ أساليب جديدة في التفكير والتنظيم والتنفيذ وكيفية استخدام الموارد البشرية‬
‫بالطريقة المثلى ‪ ،‬فضال عن عوامل أخرى هي(‪:)23‬‬
‫‪ .8‬إعادة النظر في نظم التعليم واإلعداد المهني بحيث تتالءم مع احتياجات التنمية‬
‫‪.‬‬
‫‪ .2‬فقدان التخطيط المحكم في مجال اإلعداد والتدريب مما تطلب حصر التعاون‬
‫الفني بين الدول ‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير المعدات واألجهزة الالزمة للتدريب واإلعداد لأليدي العاملة المتنقلة ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫مشاكل ومعوقات الهجرة‬
‫تختلف مشاكل الهجرة من بلد آلخر‪ ،‬تبعا للظروف التي تحيط بالبلد المصدر‬
‫لأليدي العاملة‪ ،‬أو البلدان المستقبلة لها‪ ،‬مع مراعاة مدى كثافتها‪ ،‬ومدى تأثيرها‬
‫على النواحي االجتماعية واألمنية والصحية‪ ،‬لذا سوف نتناول هذا الموضوع من‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ -:‬الجانب الصحي‬


‫على الرغم من وجوب تمتع العمال الوافدين بجميع الحقوق واالمتيازات التي‬
‫يتمتع بها المواطنون من األيدي العاملة‪ ،‬سواء في األجور‪ ،‬أو ساعات العمل‪ ،‬أو‬
‫االستراحة األسبوعية‪ ،‬أو اإلجازات بأجر‪ ،‬أو في التأمينات االجتماعية‪ .‬إال أن‬
‫بعض التشريعات المحلية تحافظ على عدم منافسة األجنبي للعامل الوطني‪،‬‬
‫وتراعي مدى كلفة العمل األجنبي – المتعاقد ‪ -‬من الناحية المادية التي يتقاضاها‪،‬‬
‫إلى جانب التكلفة االجتماعية التي تتمثل بعناصر عديدة مثل التعليم واإلسكان‬
‫والخدمات الصحية‪..‬إلخ‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫وفي جميع األحوال يجب أن تتوفر الشروط الصحية لألجنبي لدى حصوله على‬
‫رخصة عمل‪ ،‬بالقدر الذي يكون فيه سالما من األمراض السارية والمعدية‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر بأن هناك دوال من جنوب شرق آسيا تعاني من أمراض متوطنة‪ .‬مما‬
‫يؤدي إلى نقل كثير من تلك األمراض إلى الدول الوافدين إليها‪ ،‬وخاصة دول‬
‫الخليج‪ .‬أو ربما بعض الحاالت التي تحتاج إلى عالج طويل األمد‪ ،‬مما يلقي على‬
‫تلك الدول أعباء اقتصادية إضافية(‪.)29‬‬

‫المبحث الثاني‪ -:‬الجانب األمني‬


‫يمثل الجانب األمني أهمية كبيرة ‪ ،‬وخاصة إذا كانت منطقة صراع دولي‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت الدول قريبة من بعضها‪ ،‬نظرا لسهولة االتصاالت بمختلف صورها‪ ،‬مع‬
‫التنافس فيما بينها في الجوانب االقتصادية‪ ،‬كمناطق الستيراد المواد األولية‬
‫منها‪،‬وتصدير السلع والبضائع المصنعة إليها‪.‬وعند بحث الجانب األمني‪ ،‬فإنه‬
‫يشمل المخاطر المختلفة من نواحيها السياسية‪ ،‬واالقتصادية ‪ ،‬واالجتماعية ‪ .‬فيتعين‬
‫على الدول أن تنتبه إلى وجوب عدم فتح حدودها الستقبال األيدي العاملة األجنبية‬
‫الوافدة إليها دون ضوابط ‪ ،‬سواء كانت هذه الهجرة بصورة مؤقتة أو دائمة‪.‬‬
‫وبإجراءات عدم منح سمة دخول إال بعد مدة معقولة تتحرى فيها عن الراغب في‬
‫العمل لديها‪ ،‬أو االستقرار أو الدراسة أو العالج فيها(‪.)25‬‬

‫المبحث الثالث‪ -:‬الجانب االجتماعي والثقافي‬


‫يأخذ الجانب االجتماعي دورا مهما في مشكلة الهجرة وما يصاحبها من عوائق‪.‬‬
‫فالدول التي تقرر استقبال مهاجرين إليها‪ ،‬عليها أن تقوم بدراسة النواحي‬
‫االجتماعية‪ ،‬من حيث مدى الثقافة االجتماعية التي يتمتع بها الفرد المهاجر‪ ،‬ومدى‬
‫اندماجه في المجتمع بقيمه وأخالقه وعاداته‪ ،‬بالحد الذي ال يؤدي إلى نفور مواطني‬
‫البلد المسافر إليه من سلوكه وتصرفاته‪.‬‬
‫فمثال تأخذ اللغة دورا كبيرا في أسلوب التفاهم مع مواطني البلد الوافدين إليه‪،‬‬
‫مسببة لصاحبها جملة مشاكل ومعوقات‪ ،‬وأحيانا يأخذ لون البشرة أو الدين أو‬
‫الجنس أو القومية دورا في التباين بين الشعوب‪ .‬ومع ذلك فاألمر يختلف من شعب‬
‫آلخر‪ ،‬ومن وقت آلخر‪ .‬فالدول قد تتطلب استقبال األجانب ألحوال تقتضيها‬
‫الظروف التي تحيط بها‪ .‬وعلى سبيل المثال فإن الهجرة ساعدت أوربا في النهضة‬
‫االقتصادية منذ الخمسينات‪ ،‬ويرجع السبب إلى وجود كثافة للعمال المهاجرين‪،‬‬
‫وهو ما أدى إلى انخفاض تكاليف اإلنتاج‪ ،‬حتى اعتمدت أوربا عليهم بدال من‬
‫استخدام التكنولوجيا ذات الكلفة العالية‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫وحين أرادت أوربا االستغناء عنهم والقيام بإرجاعهم إلى بلدانهم‪ ،‬فقد رفضوا‬
‫العودة‪ ،‬فاضطرت إلى استخدام أساليب التعسف ضدهم من خالل ممارسة الضغط‬
‫اإلداري والبوليسي في مواجهتهم(‪.)21‬‬
‫فضال عن وضع عوائق أمامهم في سبيل عدم اندماجهم في المجتمع‪ ،‬في حين لم‬
‫تستخدم هذه اإلجراءات بالنسبة للعمال البرتغاليين أو اليونانيين أو األسبان في‬
‫أوربا ‪ .‬أما بالنسبة للعمال التونسيين فإن قلة منهم قد وافقوا على الرجوع إلى‬
‫بلدانهم‪ ،‬ولكن واجهوا كثيرا من المشاكل‪ .‬وباألخص مسألة تعليم أطفالهم في‬
‫المدارس التونسية‪ ،‬نظرا الختالف طرق التعليم في تونس عن أوربا‪ .‬إلى جانب‬
‫عدم وجود فرص عمل كافية لهم‪ ،‬وال وجود ضمان اجتماعي ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ -:‬الهجرة القسرية الداخلية‬


‫إن موضوع الهجرة القسرية في العالم تشكل أكبر معضلة في مناطق العالم‬
‫المختلفة‪ .‬وباألخص بشأن النزوح الداخلي الذي يعد أحد التحديات التي يواجهها‬
‫المجتمع اإلنساني‪ ،‬والتي تعزى أساسا إلى النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية‬
‫أو إلى الكوارث التي يسببها اإلنسان ذاته‪ .‬ومع ذلك فهناك صعوبة بشأن تعريف أو‬
‫تحديد مفهوم النازحين داخليا ‪.‬‬
‫ولذلك يعاني المهاجرون الالجئون من مشاكل كفقدان ممتلكاتهم‪ ،‬وتشتت عوائلهم‬
‫ـ وخسارة في وسائل عيشهم‪ .‬في الوقت الذي يفتقدون في األغلب إلى بطاقات‬
‫الهويات الشخصية‪ ،‬وصعوبة حصولهم على الخدمات األساسية‪ ،‬وهم عرضة‬
‫لألذى قياسا إلى غيرهم من الفئات المستضعفة ‪.‬‬
‫كما يواجهون مسألة العنف الجنسي والجنائي‪ ،‬إضافة إلى فقدان الكرامة‪.‬‬
‫وينشدون األمل في حل مشاكلهم‪ ،‬ولكنهم ما زالوا يواجهون صعوبة في معالجة‬
‫ظروفهم محليا ودوليا‪ ،‬وما يتلقونه إال النزر القليل من الدعم‪.‬‬
‫أما موضوع ضمان حقوقهم من الناحية الخارجية‪ ،‬فإنها تتم وفق مبادئ وقوانين‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬في الوقت الذي يكون وضعهم الداخلي يفتقد إلى القواعد أو‬
‫أساسيات محلية واعية ومؤكدة لشؤونهم‪ ،‬وهم في األغلب غير واعين لحقوقهم ‪.‬‬
‫وبذلك ينعكس هذا الوضع إلى حصول بطالة قسرية ومقنعة بين األيدي العاملة‪،‬‬
‫وإلى هجرة بعضهم إلى مناطق العالم المختلفة بصورة مشروعة أو غير مشروعة‪،‬‬
‫للحصول على العمل واألمان واالستقرار‪ ،‬مما يعقد الحالة االجتماعية واالقتصادية‬
‫لهم ‪ .‬لذا يجب معالجة مشاكلهم وفق األسس التالية(‪:)27‬‬
‫‪ -8‬تضمين التشريعات المحلية المبادئ التوجيهية لمعالجة شؤونهم مع العمل على‬
‫ضمان تنفيذها ‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫‪ -2‬معالجة مشكلة النزوح من خالل الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والسياسية‬


‫واالجتماعية‪ ،‬والتنسيق بين الدول ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم المساعدة‬
‫والحماية اإلنسانية لهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-9‬مشاركة النازحين داخليا بالقرارات التي تؤثر على مستقبلهم وعلى كل ما يمس‬
‫أحوالهم وظروفهم ‪.‬‬
‫وبذلك نأمل من العالم معالجة أوضاعهم بصورة أكثر جدية ومجدية‪ ،‬وعدم جعل‬
‫المعالجة هامشية أو دعائية ال تستأصل أسباب مأساتهم ‪.‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫موقف االتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق العمال المهاجرين‬
‫كان نتيجة تنقل األفراد والجماعات خارج نطاق دولهم أن ترتب عليها تبعات‬
‫ايجابية وسلبية‪ .‬والتي على ضوءها تحركت الجهود الدولية لحل كثير من المشاكل‬
‫التي تستهدف أغراض إنسانية من خالل اتفاقيات وتوصيات دولية‪ .‬وبالنسبة للعمال‬
‫المهاجرين بالذات‪ .‬فضال عن أنها أفرزت مشاكل وأعباء دولية أخذت بنظر‬
‫االعتبار‪ .‬لذا سوف نتناول هذا الموضوع بأربعة مباحث‪ ،‬نتناول حق العمل‬
‫بموجب اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬واالتفاقيات الدولية للقضاء على جميع‬
‫أشكال التمييز العنصري بما فيه التمييز ضد المرأة والتي تمت معالجتها في نطاق‬
‫حق العمل والضمان االجتماعي وهي (‪:)21‬‬

‫المبحث األول ‪ -:‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪2491‬م‬


‫يفيد ميثاق األمم المتحدة لعام ‪8495‬م بأن أحد أهداف األمم المتحدة التي تم‬
‫تشكيلها بعد الحرب العالمية الثانية هو تأكيد الحقوق األساسية لإلنسان وفي جميع‬
‫أنحاء العالم ‪ ،‬بعدما عاش المجتمع الدولي آنذاك حاالت مأساوية من التخريب‬
‫والتدميروالقتل وتشريد ماليين من البشر‪ ،‬وما يصاحبها من أزمات اقتصادية‬
‫واجتماعية‪.‬‬
‫ولذا جاء اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لتأكيد هذه الحقوق‪ .‬وانها حقوقاً غير‬
‫قابلة للتجزئة‪ ،‬نظرا لوجود الترابط فيما بينها‪ .‬وإن هذه الحقوق تتمتع بنفس األهمية‬
‫المتساوية دون تفضيل‪ ،‬وعلى جميع الدول احترامها‪ ،‬والعمل على تطبيقها على‬
‫الصعيدين الدولي والوطني بصورة سليمة وفعالة‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫ونتيجة ما بذلت من جهود في نطاق النشاط الدولي‪ ،‬فقد تكللت عن توقيع اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬كما اعتمدته الجمعية العامة بدون معارضة‪ .‬وتعد هذه‬
‫الوثيقة المثل األعلى المشترك التي تتضمن فكرة حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬التي‬
‫تفيد بأن جميع الناس أحرار‪ ،‬ومن خالل لجان تهتم بالحقوق العديدة‪ ،‬ومنها لجنة‬
‫حقوق العمال المهاجرين ‪.‬‬
‫وعلى إثر ذلك أبرمت معاهدات أساسية قائمة على عدم التمييز في التمتع بحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬بسبب العرق واللون والجنس واللغة والدين والرأي السياسي‪ ،‬أو األصل‬
‫القومي أو االجتماعي‪ ،‬والملكية أو العمل‪ .‬والتي جاءت المادة [‪ ]23‬لتأكيد هذه‬
‫الحقوق بأن ( لكل شخص الحق في العمل ‪ ،‬وله حرية اختيار العمل بشروط عادلة‬
‫ومرضية‪ .‬كما أن له الحق في الحماية من البطالة) إلى جانب ما أشار إليه قانون‬
‫العمل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪-:‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬


‫لعام ‪2411‬م‪.‬‬
‫تضمن هذا العهد مجموعة من الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬بما فيها‬
‫حق العمل والحق في الضمان االجتماعي‪ .‬وبموجب هذا العهد‪ ،‬السعي في سبيل‬
‫القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‪ ،‬والذي أشار إليه كذلك اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان ‪8491‬م ‪.‬فضال عن عمل المرأة العاملة ووجوب مساواتها‬
‫مع الرجل‪ ،‬وبالذات في مجال العمل والصحة‪ ،‬والمجاالت االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ .‬كما صدرت اتفاقية ‪8474‬م على عدم التمييز ضد المرأة‪ ،‬من منطلق نوع الجنس‬
‫القائم على التفرقة بين الرجل والمرأة بما فيها حق العمل ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ -:‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‬
‫لسنة ‪2440‬م ‪.‬‬
‫تستهدف هذه االتفاقية إلى توفير الحماية لجميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‪.‬‬
‫ويعم تطبيقها على كافة عمليات الهجرة التي تتضمن اإلعداد لها والمغادرة‬
‫والمرور العابر وخالل فترة االقامة‪ .‬كما يتعلق بجميع أوجه النشاط المأجور في‬
‫دولة االستخدام‪ ،‬مع العودة إلى الدولة األصلية أو دولة اإلقامة ‪.‬‬
‫وتذهب هذه االتفاقية إلى ضرورة تقديم الرعاية الطبية بما فيها الخدمات المطلوبة‬
‫ألطفال العمال المهاجرين‪ .‬ومنها التعليم‪ ،‬كذلك رعاية حقوق فئات معينة هؤالء‬
‫العمال‪ ،‬وهم العمال الحدوديين والموسميين والمتنقلين والمرتبطين بمشاريع ‪.‬‬
‫وبدأ نفاذ هذه االتفاقية في تموز ‪2113‬م ‪ ،‬والتي عقدت لجنتها في دورتها األولى‬
‫في آذار ‪2119‬م‪،‬بقصد تنفيذ كل ما يتعلق بحقوق العمال المهاجرين وأسرهم(‪.)24‬‬

‫المبحث الرابع ‪ -:‬االتفاقية الدولية بوضع الالجئين ‪.‬‬


‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫أصبحت مسألة الالجئين أمرا معقدا واألوسع بشأن حماية حقوق اإلنسان ‪ .‬وتعد‬
‫هذه الحقوق من المرتكزات األساسية الواردة في الصكوك الدولية لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ومنها نشاط األمم المتحدة في هذا النطاق‪ ،‬إلى جانب أعمال مفوضية األمم المتحدة‬
‫لشوؤن الالجئين التي تتولى الغرض نفسه بصورة مترابطة معها ‪ .‬ألن أهداف‬
‫هذين الكيانين يبغيان إلى تحقيق غرض واحد‪ ،‬هو حماية الكرامة اإلنسانية انسجاما‬
‫مع إتفاقية ‪8458‬م والبروتكول ‪8417‬م ‪.‬‬
‫علما بأن بعض الدول ترى أن هناك خالفا بين حالة الالجئين والمهاجرين‬
‫االقتصاديين ‪ .‬مما دفع بعض البلدان إلى الشك في قبول لجوء بعض منهم‬
‫وبالرجوع إلى إتفاقية ‪8458‬م الخاصة بوضع الالجئين التي بدأ نفاذها في نيسان‬
‫‪ 8459‬م ‪ ،‬والتي أقرت هذه اإلتفاقية كثيرا من الحقوق بما فيها حقوق الالجئين في‬
‫العمل والضمان االجتماعي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -8‬تشريع العمل ‪:‬‬
‫تمنح الدول المتعاقدة لالجئين المقيمين بصورة نظامية في إقليمها نفس المعاملة‬
‫التي تمنح لمواطنيها ‪ .‬وجميع ما يتضمن أحكام قانون العمل من األجور‬
‫واإلجازات والقيود التي ترد على العمل ‪ ،‬وعمل النساء وعمل األحداث ‪ ،‬والحد‬
‫األدنى لسن التشغيل والتلمذة والتدريب المهني ‪.‬‬
‫‪ -2‬الضمان االجتماعي ‪:‬‬
‫والذي تضمن األحكام الخاصة بإصابات العمل والعجز والشيخوخة والوفاة‬
‫واألمراض المهنية والبطالة واألعباء العائلية وأية طوارئ أخرى بموجب القوانين‬
‫واألنظمة (‪. )31‬‬

‫الفصل السادس‬
‫انتقال األيدي العاملة إلى العراق ودول الخليج‬
‫عند النظر إلى انتقال األيدي العاملة إلى العراق‪ ،‬نرى أنها أخذت طابع عربي‪،‬‬
‫بينما األيدي العاملة التي تنتقل إلى دول الخليج قد اتخذت الهجرة األسيوية بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬وبأعداد كبيرة‪ ،‬وذات طابع استيطاني مما يشكل خطورة على التكوين‬
‫السكاني‪ ،‬وعلى القيم االجتماعية السائدة في المنطقة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ -:‬انتقال األيدي العاملة العربية إلى العراق‬


‫نظرا لقيام تنمية اقتصادية واجتماعية في العراق‪ ،‬فقد رافقها الطلب على األيدي‬
‫العاملة في هذا القطر‪ ،‬لغرض استخدامها في ميادين الحياة كافة‪ .‬وكان التوجه نحو‬
‫استخدام األيدي العاملة العربية وخصوصا منها المصرية‪ ،‬ومما شجع الطلب عليها‬
‫هو اندالع الحرب مع الجارة إيران‪ .‬لذا تم فتح الباب على مصراعيه الستقدام‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫األيدي العربية لسد النقص‪ ،‬سواء لأليدي الماهرة أو غير الماهرة‪ ،‬ويالحظ بأن‬
‫العراق اتخذ سياسة تنسجم مع التوجه القومي‪ ،‬وذلك بأن ‪:‬‬
‫‪ -8‬ساوى العراق في الحقوق والواجبات بين األيدي العاملة العربية في االنتقال‬
‫واإلقامة والعمل مع جمع شمل األسرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدّ المشرّع العراقي أنّ خدمة العامل العربي خدمة فعلية لكل أغراض القانون‬
‫الخاصة بتطبيق قواعد التقاعد والضمان االجتماعي والضمان الصحي‪ ،‬فضال‬
‫عن الحقوق اإلضافية كمخصصات السكن والخطورة ‪.‬‬
‫‪ -3‬قام العراق بمعاملة العمال العرب بنفس معاملة العمال العراقيين وبالذات فيما‬
‫يخص أجور العمل ‪.‬‬
‫‪ -9‬منح العمال العرب حق االنتماء إلى النقابات والجمعيات والمنظمات الشعبية‬
‫والمهنية ‪.‬‬
‫‪ -5‬إعطاء العامل العربي حرية التعبير عن رأيه ومشاركته في التغييرات التي‬
‫تقوم بها المنظمات الشعبية في األهداف والمنطلقات (‪.)38‬‬
‫وبذلك فقد تم استخدام العمال العرب حيث منحوا امتيازات تتساوى أحيانا مع‬
‫العمال العراقيين‪ .‬وكان لبرنامج األمم المتحدة واتفاقياتها أثر في الدعوة إلى إجراء‬
‫هذه التسهيالت‪ .‬وهذا ما تم االتفاق عليه فعال في األمم المتحدة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬انتقال األيدي العاملة األجنبية إلى دول الخليج‬


‫لقد سبق أن تطرقنا إلى عملية انتقال األيدي العاملة إلى دول الخليج‪ ،‬وباألخص‬
‫للدول النفطية‪ .‬ومما زاد في شدة األمر هو ما حدث بعد اكتشاف النفط‪ ،‬مع وجود‬
‫الحاجة إلى األيدي العاملة في مجال الخدمات العامة‪ .‬حيث حدثت هجرة للعمالة‬
‫اتخذت طابعا استيطانيا منظما ومكثفا‪ ،‬وينحى تأثيرها على المجتمع بطابع ثقافي‬
‫نظرا النتماءاتهم العرقية‪ .‬ومما زاد في خطورة هذه الهجرة أن المستوطنين‬
‫أصبحوا يمثلون أغلبية بين سكان بعض األقطار الخليجية‪ ،‬لذا اقتضى مواجهة هذه‬
‫الظاهرة وتجنب أخطارها ‪.‬‬
‫ومما يالحظ أن الدول اآلسيوية كانت تشجع الهجرة الجماعية بهدف االستفادة من‬
‫إجراء التحويالت من مدخرات العاملين إلى بلدانهم‪ ،‬فضال عن أن الهجرة تخفف‬
‫من حالة البطالة لأليدي العاملة ‪ .‬مما اقتضى تدخل الدول الخليجية لمعالجة‬
‫مخاطرها والعمل على تنظيم العمالة الوطنية والعربية إلى جانب ضرورة قيام‬
‫دوائر اإلعالم الوطنية بالتنبيه إلى خطورة هذه الهجرة‪ ،‬خصوصا عندما تتخذ‬
‫طابعا ذا خطورة سياسية يهدف إلى تحقيق مصالح سياسية لجهات دولية معينة‪،‬‬
‫ولكن تحت مظلة التواجد االستيطاني للعمالة اآلسيوية(‪ )32‬كالتي كانت من قيام‬
‫أعمال الشغب التي قام بها العمال الكوريون في مارس (آذار) ‪8477‬م في منطقة‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫جبيل في السعودية‪ ،‬أو إضراب العمال الهنود في منطقة الشعيبة في الكويت سنة‬
‫‪8471‬م والتي لم تكن تعرفها هذه المنطقة(‪.)33‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مزايا توحيد قوانين العمل العربية‬


‫(‪)39‬‬
‫يرى بعض الباحثين أن هناك فوائد لتوحيد قوانين العمل العربية كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -8‬أن توحيد قوانين العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬سوف يؤدي إلى تحسين شروط‬
‫العمل وظروفه‪ .‬مما يساعد ويسهل انتقال األيدي العاملة العربية‪ ،‬كما يؤدي إلى‬
‫توزيع العمالة توزيعا متناسقا مع احتياجات كل دولة بصورة منتظمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬كما أن توحيد قوانين العمل العربية‪ ،‬يؤدي إلى تحسين شروط العمل وظروفه‪،‬‬
‫مما يرفع المستوى المادي والمعنوي ومستوى المعيشة ويساعد في تحسين‬
‫اإلنتاج‪ ،‬كما يضع حدا للخالفات فيما بينهم ‪.‬‬
‫‪- 3‬خلق التوازن بقدر معقول بين أقطار الدول العربية في المستوى المعاشي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬مما يكون له األثر اإليجابي من خالل توفير األجور المناسبة‬
‫للعمال‪ ،‬وتحقيق الضمان االجتماعي لهم(‪.)35‬‬

‫الفصل السابع‬
‫أسباب الهجرة وأساليب معالجتها‬
‫للهجرة العاملة في العالم أسباب متعددة ودوافع مختلفة‪ ،‬مما يستدعي تحديد‬
‫األساليب التي بها يتم معالجتها‪ ،‬وهي تختلف من جانب آلخر‪ .‬لذا سنتطرق في‬
‫المبحث األول ألسباب الهجرة‪ ،‬وفي المبحث الثاني ألساليب معالجتها‪ ،‬وكما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أسباب الهجرة األجنبية‬


‫تمثل الهجرة األجنبية خطرا كبيرا بالرغم من فوائدها‪ ،‬إذ تؤدي إلى التفكك‬
‫االجتماعي‪ ،‬والتخلف العلمي‪ .‬وقد تم رصد عدة عوامل وكان من ضمنها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عوامل متعلقة بالموارد البشرية والقوى العاملة والتفريط فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم وجود نظام للتعليم والتدريب يفي بمتطلبات السوق‪ ،‬مع وجود نقص في‬
‫الكوادر ذات الطابع المهني‪.‬‬
‫ج‪ -‬رخص األيدي العاملة األجنبية‪ ،‬وغالء ثمنها في الدول األخرى‪.‬‬
‫د‪ -‬سرعة دوران العمالة األجنبية مما يسمح باستغاللها‪ ،‬كما يؤدي إلى انخفاض‬
‫كلفة اإلنتاج‪ ،‬فضال عن أنهم يتوفر فيهم عنصر الطاعة‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫هـ‪ -‬تخلف المرأة في بعض البلدان النامية فيقتصر دورها في نطاق البيت‪،‬‬
‫وباألخص في الدول العربية‪.‬‬
‫و‪ -‬عدم ارتباط الهيكل التعليمي بالهيكل الوظيفي لسد حاجات المجتمع وبهدف قيام‬
‫التطور االقتصادي واالجتماعي(‪.)31‬‬
‫فضال عما تقدم هناك من يوعز أسباب الهجرة إلى عوامل أخرى هي(‪:)37‬‬
‫‪ -8‬األجور العالية في بالد المهجر‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم توفر الخدمات الحديثة ‪ -‬في بعض الدول ‪ -‬بكافة أنواعها‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود جميع المستلزمات في بعض الدول‪ ،‬لممارسة مهنتهم من أدوات وأجهزة‬
‫ومختبرات حديثة‪.‬‬
‫‪ -9‬وجود الضغط السياسي في الدول النامية‪ ،‬وعدم احترام الحريات الشخصية‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -5‬فقدان األمن واالستقرار في بعض الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬وجود الخدمة العسكرية في بعض الدول‪ ،‬والتي تصرفهم عن ممارسة‬
‫اختصاصهم‪.‬‬
‫‪ -7‬وجود البيروقراطية االدارية وطول االجراءات وتعقيدها‪ ،‬مما يؤدي إلى ضياع‬
‫الوقت والمال‪.‬‬
‫‪ -1‬الخسائر المادية التي تتكبدها الدول المهاجر منها‪ .‬مما يؤدي إلى فقدان العقول‬
‫المدربة لديها‪.‬‬
‫‪ -4‬إن هجرة ذوي العقول وأهل الخبرات يؤدي إلى تدني الدخل القومي‪ ،‬بسبب‬
‫انخفاض مستوى اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -81‬خسائر صحية نتيجة هجرة األطباء لديها مع المرضى قياسا إلى عدد سكانها‪،‬‬
‫في الوقت الذي تشكو من تفشي األمراض لديها‪.‬‬
‫‪ -88‬حرمان الدول النامية من الكفاءات لديها نتيجة الهجرة‪ ،‬والتي هي األساس في‬
‫االستثمار والتطور والتقدم‪.‬‬
‫(‪)31‬‬
‫كما ترجع وداد يونس يحيى أسباب الهجرة إلى العوامل التالية ‪:‬‬
‫‪ -8‬عدم وجود استقرار في الحكم نتيجة كثرة االنقالبات والتغيرات الطارئة‬
‫المفاجئة‪.‬‬
‫‪ -2‬يفضل العامل األجنبي على العامل العربي في بعض دول الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم توفر المناخ العلمي في الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم وجود تنسيق بين خطط التنمية والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -5‬أسباب اجتماعية نتيجة التقاليد البالية واألعراف االجتماعية المتخلفة التي ال‬
‫تتالئم مع التطور الحديث‪.‬‬
‫‪ -1‬شيوع الوساطة والمحسوبية في التعيين وتمشية المعامالت‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫المبحث الثاني‪ -:‬طرائق الحد من الهجرة وأسلوب معالجتها‬


‫تتعدد طرائق الحد من الهجرة نظرا لمساوئها‪ ،‬والتي تظهر بالدرجة األولى في‬
‫الدول النامية‪ ،‬مما يقتضي خلق بيئة صالحة علميا وماديا‪ ،‬مع توفير جو‬
‫ديموقراطي يتمتع فيه اإلنسان بحريته وقيمته اإلنسانية ‪ .‬لذا يفترض القيام‬
‫باإلجراءات التالية(‪-:)34‬‬
‫‪ -8‬قيام الدول المستقبلة لالختصاصات المهاجرة بدفع تعويض للدول المهاجر‬
‫منها‪ ،‬والتي تضررت بسبب هذه الهجرة‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء مراكز وطنية وإقليمية للمتفوقين‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجيع المؤسسات والجمعيات واألشخاص في نشر بحوثهم العلمية‪.‬‬
‫‪ -9‬منع قيام الهجرة للكفاءات العلمية والمتخصصة بأية وسيلة‪.‬‬
‫‪ -5‬تشجيع البحث العلمي ووضع ميزانية تحقق ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬خلق األجواء الديمقراطية واحترام اإلنسان مع تحقيق حالة االستقرار واألمن‪.‬‬
‫‪ -7‬القيام بعوامل جذب للكفاءات الخارجة بأية وسيلة مناسبة‪.‬‬
‫وكذلك على الدول النامية إضافة لما تقدم معرفة أسباب هذه الهجرة ووقف نزيفها‪،‬‬
‫وليس مجرد شعارات زائفة وصيحات ال تجد لها صدى في التطبيق العملي‪ ،‬بل‬
‫يجب اتخاذ اإلجراءات التالية‪-:‬‬
‫‪ -8‬توفير ظروف مناسبة للعمل إلى جانب توفير سبل المعيشة المرفهة‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير الكفاءات بالقدر والنوعية المطلوبة لسد احتياجات البلدان التي يجري‬
‫فيها التطوير االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على إيجاد التكامل بين المناطق اإلقليمية المتشابهة والمتجانسة في كل‬
‫جوانب التطوير‪.‬‬
‫‪ -9‬عدم استيراد وحدات وآالت قبل التحضير لها من الخبرات والتأهيل لها مسبقا‪،‬‬
‫سواء في البلدان التي تم االستيراد منها أو أي بلد آخر مناسبا‪.‬‬
‫‪ -5‬تعاون البلدان التي تتشابه مشاريعها في تبادل الخبرات وتدريبها‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫منذ إنشاء األمم المتحدة‪ ،‬وقد بذلت جهود جبارة لعقد اتفاقيات وإصدار توصيات‪،‬‬
‫يراد منها حماية حقوق اإلنسان بصورة عامة‪ ،‬والحقوق التي استهدفت حماية‬
‫حقوق العمال المهاجرين خاصة‪.‬علما بأنه لم يتسنى لنا اإلشارة إليها جميعا لعدم‬
‫سعة البحث‪ ،‬وكان التركيز على حماية العمال في منطقة الخليج وأوربا‪ ،‬لنستخلص‬
‫أسبابا تعد ضرورية لمعالجة مشاكل الهجرة‪ ،‬ولتالفي ما فيها من عيوب‪ .‬وبعد‬
‫استعراض ظروف هذه الهجرة‪ ،‬قد خلصنا ببعض المقترحات التي نعتقد بأنها تعد‬
‫ضرورية لعالج مشاكلها‪ ،‬وهي‪-:‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫‪ -8‬عند حدوث هجرة كبيرة من األيدي العاملة‪ ،‬يفترض إجراء تنظيمها بمعاهدات‪،‬‬
‫وبالذات المعاهدات الثنائية‪ ،‬لضمان حقوق اإلنسان في البلد المستقبل والتي‬
‫تتعلق باإلقامة والعمل والمعاملة بالمثل من جميع األوجه وفقا للقوانين السائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير ضمان اجتماعي لكل مهاجر بصورة مؤقتة أو دائمة‪ ،‬لمواجهة أية حالة‬
‫طارئة تقتضي عودتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬تستلزم قيام تدريب مهني وفني‪ ،‬لتسهيل عملية استخدامهم من خالل وضع‬
‫منهاج مدروس‪ ،‬ولتالفي حصول بطالة مقنعة أو تشكيلهم عبئا على اقتصاد‬
‫الدولة المهاجرين إليها‪.‬‬
‫‪ -9‬قيام الدولة المهجرين منها بمتابعة ظروفهم وأحوالهم في حالة حصول مشاكل‬
‫فردية أو جماعية‪ ،‬وتقديم المساعدة لهم‪ .‬وباألخص في حالة التضييق عليهم‪،‬‬
‫أو اضطهادهم من قبل الدولة المهجرين إليها‪.‬‬
‫‪ -5‬في حالة إرجاعهم إلى بلدانهم إذا اقتضى األمر‪ ،‬يجب أن يجرى بكل احترام مع‬
‫تقديم المساعدة والعون‪ ،‬ومنها نفقات العودة أو إيجاد فرص عمل في بلدانهم‬
‫األصلية‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم أعطاء السياسة دورا في اضطهاد مواطني أية دولة‪ ،‬ذلك في حال لم‬
‫يصدر أي تصرف مسيء من الدولة المستقبلة‪.‬‬
‫‪ -7‬تنظيم دورات لمكافحة األمية بأنواعها المختلفة‪ ،‬مع القيام بالتدريب المهني‬
‫للنازحات من الريف إلى المدينة‪ ،‬مع تعريفهن بحقوقهن في المجتمع‪ .‬وقيام‬
‫منظمات المجتمع المدني برعاية النسوة ومساعدتهن في تنظيم نشاطهن‬
‫المهني‪.‬‬
‫‪ -1‬إيجاد صناديق توفير في بلدانهم يعد رصيدا إضافيا لهم إلى جانب الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -4‬تنظيم السوق العربية للعمالة وما هو متبع في كثير من دول العالم واألقاليم‬
‫المختلفة‪ .‬وخاصة بالنسبة للدول المتجاورة أو التي تربطهم وشائج تاريخية أو‬
‫لغوية‪ ،‬وباألخص بالنسبة لدول الخليج النفطية‪.‬‬
‫‪ -81‬العمل على السيطرة على األيدي العاملة اآلسيوية والتي أخذت طابع‬
‫استيطاني‪ ،‬والتخلص من الفائض منهم عن الحاجة بوسائل إنسانية‪.‬‬
‫‪ -88‬االنتباه إلى الجانب الصحي للعمال اآلسيويين فهم كثيرا ما ينقلون أمراضا‬
‫مستوطنة في بلدانهم‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة أعباء تكاليف معالجتهم على الدول‬
‫المستقبلة واحتمال نقل العدوى إلى المواطن الخليجي‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫المصادر‪:‬‬
‫(‪ )8‬د‪ .‬محمد رشيد الفيل ‪2111‬م ‪.‬الهجرة وهجرة الكفاءات العلمية العربية‬
‫والخبرات الفنية أو النقل المعاكس للتكنولوجيا‪ .‬ط‪ ، 8‬عمان – األردن ‪ .‬ص‬
‫‪. 92 ،88‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬سعد جبار السوداني ‪2188‬م ‪ .‬هجرة الكفاءات العراقية‪ ،‬أسبابها ومعالجتها‬
‫‪ .‬مجلة الحقوق‪ ،‬كلية القانون – الجامعة المستنصرية ‪ .‬مج‪ ، 9‬العدد ‪، 85‬‬
‫بغداد ‪ .‬ص‪. 88‬‬
‫(‪ )3‬مكتب العمل العربي ‪8412‬م ‪ .‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية للهجرة‪،‬‬
‫دراسات عمالية‪ .‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل ‪ -‬بغداد‪ .‬ص‬
‫‪. 21‬‬
‫(‪ )9‬مكتب العمل العربي ‪8412‬م‪ ،‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية للهجرة‪ ،‬دراسة‬
‫عمالية‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل‪ ،‬هيئة التحرير‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫ص ‪. 81‬‬
‫(‪ )5‬د‪ .‬وليد ميرزا المخزومي ‪2119‬م ‪ .‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬تقدم بها إلى مجلس‬
‫كلية القانون – جامعة بغداد ‪ .‬ص ‪. 34‬‬
‫(‪ )1‬المصدر السابق ص ‪ 53‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬أحمد زكي بدوي ‪8412‬م ‪ .‬دور اإلدارة في تنمية عالقات العمل ‪ ،‬المنشور‬
‫في مجلة العمل العربية‪ ،‬رقم(‪ ،)3‬ص ‪. 81‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الحليم القاضي ‪8471‬م ‪ .‬حق العامل العربي في التأمين االجتماعي‬
‫عند االنتقال داخل الوطن العربي‪ ،‬المنشور في مجموعة محاضرات‪ ،‬ودورة‬
‫التأمينات االجتماعية ‪ .‬مكتب العمل العربي‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية‬
‫وبحوث العمل ‪ .‬ص ‪ 218‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬ناجية عبد اهلل والسيد سامي شهاب الجميلي (بال‪ .‬ت)‪ .‬من اتجاهات االتحاد‬
‫النسائي العربي في زج المرأة العربية في مجاالت التشغيل المختلفة‪ .‬بحث‬
‫منشور في ندوة واقع المرأة العاملة واألحداث في الوطن العربي‪ .‬منظمة‬
‫العمل العربية‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل‪.‬‬
‫(‪ )81‬د‪ .‬أحمد زكي بدوي‪ .‬دور اإلدارة ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ 87‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )88‬د‪ .‬موسى زناد كميل ‪8411‬م ‪ .‬أخطار الهجرة األجنبية إلى الخليج العربي‪،‬‬
‫ط‪ ، 8‬ص ‪. 92‬‬
‫(‪ )82‬أحمد زكي بدوي‪ .‬بحث منشور في مجلة العمل العربية رقم (‪ )3‬مصدر‬
‫سابق ص ‪. 27‬‬
‫(‪ )83‬التنظيم القانوني ألجهزة االستخدام والهجرة في أقطار الخليج العربي‬
‫المنشور في مجلة العمل العربي( رقم ‪ ،)81‬ص ‪. 93‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫(‪ )89‬حسين رزق العناد‪ .‬دور منظمة العمل العربية في التدريب المهني‪ ،‬مجلة‬
‫العمل العربية رقم( ‪ ،)23‬ص ‪. 31‬‬
‫(‪ )85‬أنطوان زحالن ‪8418‬م‪ .‬هجرة الكفاءات العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪ ،‬ط‪ ،8‬بيروت‪ ،‬ص‪31‬‬
‫(‪ )81‬إبراهيم عبدالفتاح سعد الدين (بال‪ .‬ت)‪ .‬التأثيرات الناشئة عن هجرة العمالة‬
‫اآلسوية إلى أقطار الخليج العربي في السبعينات وأوائل الثمانينات ‪ ،‬ص ‪82‬‬
‫(‪ )87‬المادة األولى من التعليمات المرقمة ‪ 81‬لسنة ‪8417‬م بشأن ممارسة‬
‫األجانب العمل في العراق ‪.‬‬
‫(‪ )81‬د‪ .‬محمد علي الطائي ‪2115‬م ‪ .‬قانون العمل ‪ .‬نشر وتوزيع المكتبة الوطنية‬
‫– بغداد ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )84‬المادة (‪ )88‬من التعليمات المرقمة(‪ )81‬لسنة‪8417‬م بشأن ممارسة‬
‫األجانب العمل في العراق ‪.‬‬
‫(‪ )21‬التعليمات المذكورة ‪.‬‬
‫(‪ )28‬المادة (الخامسة\ أ) من قانون العمل المرقم(‪ ) 858‬لسنة‪8471‬م‬
‫(‪ )22‬ينظر إلى بعض التشريعات التي عالجت ونظمت استخدام العمال األجانب‬
‫في العراق وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قانون إقامة األجانب رقم(‪ ) 31‬لسنة‪8418‬م ‪.‬‬
‫ب‪ -‬قانون تنظيم أحوال األجانب في العراق رقم(‪ ) 877‬لسنة‪8479‬م ‪.‬‬
‫ج‪-‬قانون الخدمة الخارجية رقم(‪ )822‬لسنة‪8471‬م ‪.‬‬
‫د‪ -‬قانون إقامة األجانب رقم(‪ ) 81‬لسنة‪8471‬م ‪.‬‬
‫(‪ )23‬د‪ .‬أحمد زكي بدوي ‪8471‬م‪ .‬الجوانب السلوكية في اإلدارة‪ ،‬ط‪ ،2‬الناشر‬
‫وكالة المطبوعات‪ -‬الكويت‪ ،‬ص ‪ 217‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )29‬د‪ .‬عبدالسالم سبع ‪8413‬م‪ .‬بحث منشور بعنوان المرأة واألحداث في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬في دراسات عمالية‪ .‬منظمة العمل العربي‪ -‬بغداد‪ .‬ص ‪ . 35‬كذلك‬
‫المادة (‪\5‬أ‪،‬ب) من اتفاقية العمل رقم(‪ )47‬لسنة‪8494‬م المعدلة ‪.‬‬
‫(‪ )25‬وليد مرزا‪ .‬سلطة اإلدارة في حماية األمن وحقوق األجانب‪ .‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬ص ‪. 97،34‬‬
‫(‪ )21‬نشرة الهجرة القسرية‪ .‬مركز دراسات الالجئين‪ ،‬ص‪UNIVERSITY ( 3‬‬
‫‪)OF OXFORD‬‬
‫(‪ )27‬المصدر السابق ص ‪. 7‬‬
‫(‪ )21‬د‪ .‬علي لبيب ‪8413‬م ‪ .‬مالمح عودة العمال التونسيين المهاجرين إلى أوربا‬
‫‪ .‬بحث منشور في دراسات عمالية ‪ .‬ص ‪ 14‬وما بعدها ‪.‬‬
‫العدد التاسع والعشرون ‪1027‬‬ ‫مجلة كلية المأمون الجامعة‬

‫(‪)24‬المادة [‪ ]29‬من صحيفة الوقائع رقم [‪ ]29‬الصادرة عن المفوضية السامية‬


‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬حقوق العمال المهاجرين ‪.‬‬
‫(‪ )31‬المادة [‪ ]39‬بشأن تجنس واندماج الالجئين‪ .‬كما ينظر عموما إلى اتفاقية‬
‫األمم المتحدة لسنة ‪8458‬م‪ ،‬وإلى بروتوكول ‪8417‬م الخاص بوضع‬
‫الالجئين المنشور بصحيفة رقم[‪. ]21‬‬
‫(‪ )38‬قيس المؤمن ‪ .‬إعداد ‪ :‬حرية انتقال قوة العمل العربية إلى العراق‪.‬‬
‫الجمهورية العراقية‪ ،‬وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬دائرة اإلعالم الداخلي العامة‪.‬‬
‫السلسلة االقتصادية رقم [‪ ]88‬ص‪. 81 ،4‬‬
‫(‪ )32‬إبراهيم عبد الفتاح سعد الدين‪8415 ،‬م‪ ،‬التأثيرات الناشئة عن هجرة العمالة‬
‫اآلسيوية إلى أقطار الخليج العربي من السبعينات وأوائل الثمانيات‪ ،‬مكتب‬
‫العمل العربي العدد (‪ .)35‬انظر الصفحات ‪ . 82،23،29،32‬كذلك مكتب‬
‫العمل العربي‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬نحو تحقيق التوجهات في مجال تنقل‬
‫القوى العاملة في الوطن العربي مصدر سابق‪ ،‬ص ‪. 27‬‬
‫(‪ )33‬عمر أمين فارس ‪8418‬م‪ .‬اآلثار االجتماعية لحركة انتقال األيدي العاملة‬
‫العربية واألجنبية في البالد العربية‪ ،‬مكتب العمل العربي العدد (‪ .)84‬ص‬
‫‪. 21-27‬‬
‫(‪ )39‬د‪ .‬عبد الرسول عبدالرضا‪ .‬العمالة الوافدة‪ ،‬في دراسة بعنوان توحيد العمل‬
‫في دول الخليج والجزيرة العربية‪ ،‬ص‪ 82‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)35‬د‪ .‬عدنان العابد ‪8415‬م‪ .‬توحيد قوانين العمل العربية‪ ،‬بحث مقدم إلى‬
‫المؤتمر الثاني التحاد الحقوقيين العرب – عمان في(‪) 31 -21‬نيسان‬
‫‪8415‬م ‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫(‪ )31‬فاطمة زهرة‪ ،‬عوامل هجرة الكفاءات في الجزائر ص ‪. 855‬‬
‫(‪ )37‬د‪ .‬محمد رشيد الفيل‪ ،‬الهجرة وهجرة الكفاءات العلمية العربية والخبرات‬
‫الفنية والنقل المعاكس للتكنولوجيا‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫(‪ )31‬وداد يونس يحيى‪ ،‬دراسة عن أسباب الهجرة مشار إليها في كتاب الدكتور‬
‫محمد رشيد الفيل‪ ،‬كذلك السيد صدقي عابدين ص ‪. 815 ،813‬‬
‫(‪ )34‬د‪ .‬محمد رشيد الفيل‪ ،‬مصدر سابق ص ‪. 815‬‬

You might also like