You are on page 1of 13

‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫(آليات مواجهة هجرة األدمغة الجزائرية في ظل العوملة)‬

‫عيدود هاجر ‪-‬طالبة دكتوراه‪-‬‬


‫أ‪.‬د‪ /‬عسوس عمر‪ :‬أستاذ التعليم العالي‬
‫جامعة قاملة‪.‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫يهدف هذا العمل إلى تسليط الضوء على آليات مواجهة هجرة األدمغة الجزائرية في ظل العوملة‪ ،‬من خالل‪ :‬تحديد‬
‫معالم هجرة األدمغة وعواملها‪ ،‬ثم عرض استراتيجيات تنمية الرأسمال الفكري الجزائري‪ ،‬وكذلك التركيز على أهم اآلليات‬
‫التي من شأنها أن تحد من هجرة األدمغة كاستراتيجيات تحسين مناخ البحث العلمي والتطوير‪ ،‬واستراتيجيات تحسين‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية لألدمغة الجزائرية من خالل مكافحة الفقر والبطالة ومحاربة مظاهر الفساد‪ ،‬وفي األخير‬
‫ركزنا على آليات التكيف مع إفرازات العوملة من أجل الحد من هجرة األدمغة الجزائرية والحفاظ على الكفاءات العلمية‬
‫املحلية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الهجرة‪ ،‬هجرة األدمغة‪ ،‬العوملة‪.‬‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪Ce travail vise à mettre l'accent sur les différents mécanismes pour faire face à la fuite des cerveaux‬‬
‫‪algériens, à la lumière de la mondialisation, en définissant les paramètres et les facteurs de migration. En plus‬‬
‫‪d’afficher des stratégies pour le développement du capital intellectuel algérien, nous nous concentrons sur les‬‬
‫‪mécanismes les plus importants qui limiteraient la fuite des cerveaux, en tant que stratégies pour améliorer‬‬
‫‪aussi bien le climat de la recherche scientifique et du développement, que les conditions sociales et‬‬
‫‪économiques des cerveaux algériens en luttant contre la pauvreté, le chômage et la corruption.‬‬
‫‪Enfin, nous nous concentrons sur les mécanismes d'adaptation aux dérivés de la mondialisation afin de‬‬
‫‪réduire la migration des cerveaux algériens et préserver les compétences scientifiques locales.‬‬
‫‪Les mots clés : Migration, Fuite des cerveaux, Mondialisation.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر الرأسمال املعرفي من املقاييس األساسية التي تقاس بها ثروة األمم كونها من املكونات الرئيسية التي تؤثر على‬
‫الوضع االقتصادي واالجتماعي للدول‪ ،‬كما يعتبر العائد على االستثمار في الرأسمال البشري أكبر من العائدات على االستثمار‬
‫في الرأسمال املادي‪ ،‬ولهذا السبب أصبح لزاما على الدول ممثلة في مؤسساتها أن تتبنى استراتيجيات من أجل إنتاج الرأسمال‬
‫الفكري والحفاظ عليه خاصة في ظل العوملة‪.‬‬
‫فالعوملة تعد ظاهرة تتجاوز الحدود السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والفكرية بين األمم إذ أن آلياتها‬
‫املختلفة تحمل في طياتها إيديولوجية التنميط الثقافي بشكل خاص‪ ،‬ووفقا لهذا الرأي فإن العوملة تعمل على بناء ثقافة موحدة‬

‫‪40‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫عامليا وتعكس مرحلة جديدة تفرض تالحم العالقات وتشابكها على الصعيد العاملي‪ ،‬كما عملت العوملة على توحيد مقاييس‬
‫الجودة على املستوى العاملي‪ ،‬مما دفع الكثير من دول العالم إلى زيادة االهتمام باملورد البشري ودرجة كفاءته الفكرية‬
‫واملعرفية‪ .‬وبذلك مواكبة ركب الدول املتقدمة التي تشكل خطر الهيمنة االقتصادية‪ ،‬التقنية ‪-‬التكنولوجية على بقية الدول‬
‫في العالم وتبنيها لفلسفة االحتكار وتزايد حدة املنافسة في العالم والسعي الستقطاب األدمغة واالستفادة القصوى منها‪ ،‬مما‬
‫ساهم في تزايد معدالت الهجرة في أوساط الفئات العلمية املثقفة من أغلب دول العالم النامي وأهمها الجزائر‪ ،‬وبناء على هذا‬
‫ارتأينا تخصيص موضوع بحثنا في‪ :‬آليات مواجهة هجرة األدمغة الجزائرية في ظل العوملة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تاريخ هجرة األدمغة‪:‬‬
‫تعتبر الهجرة قديمة قدم املجتمعات‪ ،‬فقد ثبت أن الهجرة رافقت كل العصور‪ ،‬وساعدت على انتشارها مجموعة من‬
‫العوامل مثل اكتشاف العالم الجديد (القارة األمريكية‪ ،‬القارة األسترالية)‪ ،‬وبداية الثورة الصناعية في أوروبا أخذت على إثرهما‬
‫الهجرة الخارجية شكل الهجرة املنظمة ذات البعد الدولي‪.‬‬
‫كما كان الكتشاف وسائل النقل الحديثة وبصفة خاصة اآلالت البخارية والطائرات أثر كبير في تشجيع الناس على‬
‫االنتقال من موطنهم األصلي إلى أماكن كانت في السابق يصعب الوصول إليها‪ ،‬وكانت أول الهجرات التي اندفعت نحو العالم‬
‫الجديد تعود لعوامل إجبارية‪ ،‬مما جعل من هؤالء ّ‬
‫املهجرين عبيدا هناك لخدمة األرض والقيام بشؤون الرجل األبيض‪ ،‬كما‬
‫أخذت مجموعات من الصينيين بالقوة إلى كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية أو كندا من أجل العمل في مد خطوط‬
‫السكك الحديدية بها‪ ،‬وفي القرن املاض ي بسبب نتائج الهجرات االستكشافية‪ ،‬ظهرت الهجرات السياسية والعسكرية التي‬
‫قامت بها بعض الدول األوروبية واألمريكية إلى جنوب املتوسط وأعماق افريقيا‪ ،‬قصد البحث عن موارد إنتاجية جديدة‪ (.‬عبد‬
‫هللا عبد الغني غانم‪،2002 ،‬ص ‪)15‬‬
‫ومع األلفية الجديدة ارتفعت أعداد املهاجرين ارتفاعا لم تبلغه البشرية في جميع مراحل تاريخها فحسب ما تقدره‬
‫االحصائيات بلغت أعدادهم في عام ‪2000‬م إلى ‪ 176‬مليون مهاجر‪ ،‬أما في سنة ‪ 2006‬فقد ارتفعت أعدادهم إلى ‪ 191‬مليون‬
‫مهاجر‪ ،‬أي بزيادة بلغت نسبتها ‪ %3‬من مجموع سكان العالم البالغ تعداده نحو‪ 6,5‬مليار نسمة‪ ،‬كلهم من عابري الحدود‬
‫الدولية من أجل اإلقامة الدائمة في بلد آخر‪ ،‬أو على األقل ملدة سنة‪ ،‬بالرغم من االجراءات الصارمة في الحد من الهجرة‬
‫الدولية‪( .‬بوساحة عزوز‪ ،2008-2007 ،‬ص‪.)112‬‬
‫فرين من‬‫بعد االستعمار الفرنس ي للجزائر‪ ،‬هاجرت أعداد كبيرة من العائالت إلى املشرق العربي خاصة إلى بالد الشام ّ‬
‫االستعمار الذي أهلك الشعوب‪ ،‬كما عرفت الهجرة الجزائرية اتجاهات عديدة نحو فرنسا نتيجة للظروف التاريخية التي مرت‬
‫بها الدولتان لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬وقد كان للحرب العاملية األولى الفضل في فتح باب الهجرة الجزائرية إلى فرنسا‪ ،‬وبدأ عدد‬
‫املهاجرين يرتفع‪ ،‬وانتقلت اليد العاملة إلى فرنسا‪ .‬وقد كانت الهجرة إجبارية خالل الحرب وحتى بعد الحرب أي في الفترة املمتدة‬
‫بين الحربين العامليتين بازدياد عدد املهاجرين الجزائريين من جراء ظروف املعيشة القاسية والعمل‪( .‬طالح نصيرة‪-2010 ،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.)40‬‬
‫وتعتبر هجرة األدمغة ظاهرة ليست بحديثة النشأة بل تمتد عبر امتداد التاريخ البشري‪ ،‬حيث تشير الشواهد التاريخية‬
‫أن بناء الحضارة اإلنسانية عبر العصور واألزمنة إنما كان نتيجة انتقال الكفاءات من منطقة إلى أخرى وهو ما يفسر أيضا‬
‫انتقال العلوم املختلفة بين األمم‪ ،‬فقد تم العثور في مواقع أثرية بمدينة سوسة بشمال إفريقيا على نقوش عليها قائمة بأسماء‬
‫العمال األجانب املهرة الذين شيدوا قصر امللك داريوس األول فترة ‪ 485-521‬قبل امليالد‪ ،‬وقد هاجر علماء وكفاءات‬
‫الحضارات القديمة من منطقة نهر النيل وما بين النهرين بعد قساوة الظروف الداخلية لبلدانهم‪ ،‬وإيجادهم ملناطق أخرى أكثر‬

‫‪41‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫أمنا واستقرارا وترحيبا بجهودهم وإنتاجهم الفكري‪ ،‬وهي العوامل نفسها التي دفعت الفالسفة وعلماء الجزر اليونانية لالنتقال‬
‫إلى أثينا عدة قرون قبل امليالد وهجرة العلماء اإلغريق إلى اإلسكندرية تجنبا لالضطهاد فكانت بحق سببا في إقامة مركز‬
‫حضاري جديد يضاهي في مكانته مركز أثينا‪ ،‬فالحضارة العربية اإلسالمية كانت أيضا محل استقطاب للكفاءات األجنبية من‬
‫غير العرب كاإلغريق والرومان‪ ،‬خصوصا العلماء املسلمين من بالد فارس و آسيا الوسطى من أجل طلب العلم من املدارس‬
‫التي كانت مشهورة آنذاك في بالد الشام خاصة في العراق كاملدرسة املستنصرية التي قصدها بعض أبرز علماء املسلمين‬
‫كالفارابي و ابن سينا والرازي و ابن الهيثم والبيروني‪( .‬شيخاوي سنوس ي‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪)38‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد املفاهيم‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الهجرة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬
‫وهجرانا‪ :‬أي تركه‪ ،‬فالهجرة تفيد معنى الترك واملغادرة‪ ،‬ويقال َهجر الش يء إذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الهجرة لغة‪ :‬تعني هجر(هجره)هجرا ِ‬
‫تركه‪( .‬األمين الكالعي‪ ،2002 ،‬ص ‪)24‬‬
‫وقد أعطى الباحثون في مجال الهجرة مجموعة من التعريفات للظاهرة كل حسب تخصصه‪ ،‬فالجغرافيون أو علماء‬
‫السكان يعتبرونها ظاهرة جغرافية‪ ،‬وتعني انتقال السكان من منطقة جغرافية إلى أخرى اي تغيير مكان االستقرار‪.‬‬
‫والتعريف االحصائي للهجرة يعتبر أن كل حركة تتجاوز الحدود ما عدا الحركات السياحية تدخل ضمن إطار إحصائيات‬
‫الهجرة‪ ،‬وعندما تكون ملدة سنة أو أكثر تسمى هجرة دائمة‪ ،‬وعندما تكون أقل من سنة تحسب مؤقتة‪( .‬القصير عبد القادر‪،‬‬
‫‪ ،1992‬ص ‪)108‬‬
‫‪ -2‬مفهوم هجرة األدمغة‪:‬‬
‫ويقصد بها نزوح حملة الشهادات الجامعية العلمية والتقنية والفنية كالعلماء واألطباء واملهندسين والباحثين وكذلك‬
‫االختصاصيون في مختلف املجاالت العلمية‪ ،‬نحو بلدان أجنبية غير بلدانهم األصلية واستقرارهم وممارسة نشاطاتهم الفكرية‬
‫والعلمية والعملية هناك وبالتالي املساهمة في تنمية البلدان املستقبلة على حساب البلدان املرسلة‪ ،‬وعادة ما تكون البلدان‬
‫املستقطبة من بلدان العالم املتقدم التي تمنح املرتبات العالية‪ ،‬التدريب والتخصص واملكانة االجتماعية واملناخ العلمي‬
‫املناسب‪ ،‬مقابل افتقاد بلدان اإلرسال لهذه املقومات‪( .‬القصير عبد القادر‪ ،1992 ،‬ص‪-‬ص ‪)115-113‬‬
‫وتعرف على أنها فقدان املوظفين ذوي املهارة على مختلف املستويات بسبب الهجرة من بلد إلى آخر وقد اختلفت التعاريف‬
‫بهجرة األدمغة بين الباحثين‪ ،‬ويشير هذا املصطلح إلى الطبقات العليا التي تشمل العلماء واملهنيين ذوي املهارات العالية‬
‫والفنيين املتخصصين‪ ،‬وحتى العمال املهرة‪ ،‬ويتألف هؤالء املوظفون عادة من األشخاص ذوي املستوى العالي من التعليم‬
‫الذين يهاجرون من البلدان النامية لالنضمام إلى قوة العمل في البلدان األكثر تقدما‪)Marc Rwabahungu, 2007, P01( .‬‬
‫‪ -3‬مفهوم العوملة‪:‬‬
‫البد من اإلشارة إلى أن أغلب التعريفات واالجتهادات التي عملت على تبيين مفهوم وداللة العوملة والتي تعددت إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬البعض من تلك االجتهادات اقتصرت على وصف هذه الظاهرة على أنها عملية أمركة العالم‪ ،‬أي نشر الثقافة‬
‫األمريكية بحيث تغلب على املجتمعات الثقافية األخرى‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ ‬يراها البعض اآلخر على أنها الوجه اآلخر للهيمنة اإلمبريالية على العالم تحت الرعاية املنفردة للواليات املتحدة‬
‫األمريكية فهي أبشع وأحدث صور الهيمنة االستعمارية‪ ،‬أي أن العوملة عملية يراد منها نشر مبادئ النظام االقتصادي‬
‫الرأسمالي‪ ،‬وفرضه على عامة األساليب االقتصادية التي تتبعها املجتمعات األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬يذهب فريق ثالث للقول بأن العوملة ظاهرة تنحو باملجتمعات اإلنسانية قاطبة نحو التجانس (التشابه) الثقافي وتكون‬
‫الشخصية العاملية ذات الطابع اإلنفتاحي على ما حولها من مجتمعات وثقافات مختلفة‪ ،‬ويعتمد أنصار هذا الفريق على جملة‬
‫التطورات الهائلة الحادثة في قطاع االتصاالت واملواصالت بين املجتمعات اإلنسانية املختلفة‪ ،‬والتي أسهمت بشكل كبير في‬
‫نشر ثقافات املجتمعات بخاصة املتقدمة والتي تصبو املجتمعات النامية بلوغ مستوى تطورها الصناعي واالقتصادي والعلمي‪.‬‬
‫(العوملة وأثرها على التعليم العالي‪)1430-11-26 :‬‬
‫ويمكن القول أن الداللة األصلية لكلمة العوملة هي التثاقف بين شعوب العالم‪ ،‬بما يعنى التعرف على ثقافة اآلخر‬
‫واستيعابها واالستفادة بما هو إنساني وقابل للتعميم منها‪ ،‬والتمتع برؤية خصائص اآلخر الثقافية والحضارية والتعرف عليها‪،‬‬
‫بما في هذا التنوع من إثراء للتراث اإلنساني ومن إمكانية تبادل الخبرات بما يدعم ارتقاء مستوى الذكاء البشرى ومن ثم إمكانية‬
‫دعم مستوى اللياقة النفسية لدى الفرد بما يستطيع أن يكمل سعادته (ورقة عمل مقدمة إلى ندوة " العوملة وأولويات التربية‪،‬‬
‫‪) 2004‬‬
‫ثالثا‪ :‬عوامل الهجرة‪:‬‬
‫لقد حركت الهجرة البشرية عبر مراحل التاريخ املختلفة مجموعة من العوامل اختلفت من منطقة إلى أخرى إال أن لها‬
‫مجموعة عوامل ودوافع تكاد تكون مشتركة بين الهجرات الخارجية‪ ،‬وقد أكدت معظم الدراسات على أن دوافع الهجرة تتلخص‬
‫في عوامل الطرد في البلد األصل وعوامل الجذب في البلد املستقبل‪ ،‬وأن هذه العوامل تختلف درجة تأثيرها من منطقة إلى أخرى‬
‫ومن فترة زمنية إلى أخرى‪ .‬وهناك من حدد العوامل التي تحفز على الهجرة وتؤثر في تياراتها وقسمها إلى الفئات األربعة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬عوامل مرتبطة باملنطقة األصلية للمهاجرين (منطقة األصل)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عوامل مرتبطة بمنطقة استقبال املهاجرين (منطقة الوصول)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العوائق املتداخلة بين املنطقتين (منطقة العبور)‪.‬‬
‫‪ .4‬العوامل الشخصية‪( .‬فتحي محمد أبو عيانة‪ ،2000 ،‬ص‪-‬ص ‪)298- 297‬‬
‫رابعا‪ :‬استراتيجية تنمية الرأسمال الفكري في الجزائر‪:‬‬
‫لقد أصبحت التنمية البشرية من األولويات املتقدمة في املجتمعات املختلفة‪ ،‬وخاصة املؤسسات التي أصبحت املوارد‬
‫البشري الركيزة األساسية التي تنشأ عليها هذه املؤسسات فأصبح بذلك إدراج املورد البشري ضمن املخططات الكبرى في‬
‫االستراتيجيات التنموية من اآلليات املهمة في تكوين الطاقات البشرية الالزمة في املجتمع لخلق الثروة‪.‬‬
‫إن تنمية رأس املال البشري وما يتوفر لإلنسان من خدمات وما يتطلع إليه من سمات في الحياة‪ ،‬هي محور الدائرة في كل‬
‫األنشطة املتصلة بالتنمية ودعامة رئيسية للتنمية الشاملة ولقد أصبح هناك مجال جديد هام وهو بناء استراتيجيات لتنمية‬
‫املوارد البشرية مما يسمح بخلق الرغبة في التقدم في العنصر اإلنساني‪ ،‬واالستثمار البشري في إعادة الفنيين ورجال العلم‬
‫والبحث وتسعى الجزائر كغيرها من الدول إلى تنمية مواردها البشرية‪ ،‬وضرورة التركيز على األكفأ من املوارد املتوفرة وتوظيف‬
‫ذوي املؤهالت الجيدة من الشباب وتطوير مسيرتهم الوظيفية كمصدر لتجديد الكفاءات ووضع مخططات وخلق برامج‬

‫‪43‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫تطويرية وتنفيذ سياسة لتطوير املسيرة الوظيفية ضمن نظام جديد إلدارة األداء واملكافآت وإصالح سياسة العقود وذلك‬
‫باالستخدام املناسب للعقود املؤقتة إلى حين العثور على وظائف مستقرة‪( .‬مكتب العمل الدولي‪www.lo.orgl.w.cms.gb- ،‬‬
‫‪.)297‬‬
‫وفي مجال املتطلبات العاملية الجديدة ينظر للتعليم كواحد من أهم أعمدة النهضة والتقدم‪ ،‬كما أن رأس املال البشري‬
‫عامل مهم وأساس ي في بناء الدول‪ ،‬إال أن عملية إعداد هذا الرأسمال تتطلب وجود نظام تعليمي وتكويني فعال من أجل تحضير‬
‫هذا األخير للدخول إلى سوق العمل واملساهمة في خلق الثروة‪ ،‬وتسعى الجزائر منذ مدة إلى تطوير بنيتها البشرية من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة تأهيل األطر اإلدارية‬

‫‪ -‬افتتاح املعاهد والكليات والجامعات‬

‫‪ -‬تأمين األجهزة الالزمة لفتح فرص التشغيل‪( .‬صندوق النقد العربي ‪ ،2006،‬ص ‪.)31‬‬
‫ويعتبر التعليم والتكوين مكونا أساسيا وشرطا ضروريا من شروط تنمية الرأس املال البشري من حيث الكم والكيف‬
‫فوجود مستوى معين ومحتوى محدد للتعليم ضروري لتنمية الفرد واملجتمع ومن جهة أخرى يعد أيضا متطلبا من متطلبات‬
‫تشكيل االتجاهات والدوافع للنمو االقتصادي والتطور االجتماعي‪ ،‬ولقد أدركت الجزائر على أن التحديات التي يحملها العصر‬
‫الجديد لن يتصدى لها إال الرأسمال البشري دائم الترقي ودائم النمو سواء على املستوى الفردي أو على صعيد املجتمعات‪.‬‬
‫(منير نوري‪ ،‬فاتح مجاهدي‪ ،2008 ،‬ص ‪)237‬‬
‫يتكون نظام التعليم والتكوين في الجزائر كغيره من باقي دول العالم من أربعة قطاعات تعمل على تأمين مهمات مختلفة‬
‫لكن مكملة لبعضها البعض من حيث الغاية‪ ،‬وتقع تحت الوصاية اإلدارية والتربوية لثالث وزارات منفصلة وهي وزارة التربية‬
‫الوطنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التكوين والتعليم املنهي ويضم‪:‬‬

‫‪ -‬تعليما أساسيا وإجباريا لكل األطفال يدوم تسع سنوات ويتكون من مرحلتين‪ :‬التعليم االبتدائي والتعليم املتوسط‬
‫ويتوج بشهادة التعليم املتوسط‪.‬‬

‫‪ -‬تعليما ثانويا يستغرق ثالث سنوات ويتوج بشهادة بكالوريا التعليم الثانوي‪.‬‬

‫‪ -‬تعليم عالي موزع على الجامعات واملعاهد‪.‬‬

‫‪ -‬تكوينات مهنية وتوفر تكوينا أوليا وتكوينا مستمرا يتوج بشهادات مهنية أو تأهيل منهي في فروع واختصاصات مهنية‬
‫متعددة‪.‬‬
‫وبلغ املنتسبون إلى نظام التعليم والتكوين والتعليم العالي في نسبة ‪ 7.5 ،1995‬مليون فرد ونجد ‪ %54‬من العدد اإلجمالي‬
‫يمثلون ذكور‪ ،‬لينتقل العدد إلى ‪ 8.9‬مليون مع حلول سنة ‪ 2005‬تشكل الفئة السنوية فيها ‪ .%50‬أما التطور العددي للطالب‬
‫فقد شهد تزايد كبيرا بنسبة ‪ 3.1‬أضعاف خالل عشر سنوات من ‪ 1994‬إلى ‪Rapport national sur le ( .2004‬‬
‫‪)CNES .développement humain Algérie 2006, p 25‬‬

‫‪44‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫وهذا إن دل على ش يء فإنه يدل على أن الوضع في تحسن ملحوظ في معدالت النجاح وزيادة معدالت التكوين والتمدرس‬
‫وزيادة الرغبة عند الفئة الشابة في مواصلة التعليم وذلك لسعيها للحصول على فرصة االندماج في سوق العمل‪ ،‬كما أن لقطاع‬
‫التكوين املنهي دور مكمل لنظام التعليم‪.‬‬
‫ويجدر القول أنه من الصعب جدا أن نحدد مستوى التنمية البشرية التي وصلت إليها الجزائر خاصة وأن التقرير األخير‬
‫حول التنمية البشرية والذي أعد من طرف ‪ CNES‬بالتعاون مع برنامج األهم املتحدة للتنمية في الجزائر أشار إلى أن الجزائر‬
‫أصبحت تسجل نسبة مردودية داخلية غير كافية‪ ،‬فما يمكن مالحظته هو ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب‪ ،‬وهذا يساهم بشكل‬
‫كبير في تأخير خروج املتعلمين لسوق العمل ويؤدي التسرب إلى انخفاض املستوى التعليمي للسكان وقوة العمل‪ ،‬وهذا ينعكس‬
‫سلبا على مستقبل التشغيل في الجزائر وهذا إن دل على ش يء فإنما يدل على أن الجزائر تعاني من مشكلة الخروج املبكر‬
‫للمتمدرسين من التعليم ومن ثم يصبح هذا العامل عنصرا إضافيا من عناصر الضغط على سوق العمل ألنه يفسر دور‬
‫التعليم في التحديد الكيفي للتشغيل باإلضافة إلى األداء أو على املستوى التكويني التأهيلي بسبب االنفصال الكبير بين مراكز‬
‫التدريس والعمل امليداني أي االرتباط باملؤسسات لدراسة مدى جدوى التعليم النظري وهذا يفسر بشكل كبير ضعف إنتاجية‬
‫العامل‪( .‬بوصافي كمال‪ ،2006 ،‬ص ‪)188‬‬
‫خامسا‪ :‬تحسين املناخ العلمي وتطويره‬
‫لقد أحست الحكومات في اآلونة األخيرة بجدوى استثمار األموال في مجاالت األبحاث‪ ،‬فقد أوضح ‪EWELL RAYMOND‬‬
‫التابع ملؤسسة العلم الوطنية في واشنطن من خالل بحث علمي نشر نتائجه عام‪ ،1955‬أن الربح الذي تجنيه أمريكا في ربع قرن‬
‫مما تنفقه على البحث العلمي في سنة يتراوح ما بين ‪100‬ضعف إلى ‪200‬ضعف‪ ،‬وهذا ما يدل على وجود عالقة جد وثيقة بين‬
‫التنمية والبحث العلمي‪ ،‬مما جعل الدول تتسابق في اإلنفاق على البحث‪ ،‬وتنهمك في إنماء مؤسساته‪ ،‬وإعداد الباحثين بل‬
‫اجتذابهم من الخارج بأي ثمن‪ ،‬والحقيقة أن قضية تمويل األبحاث قضية معقدة خصوصا في البلدان املحدودة املوارد‬
‫كالبلدان العربية‪ ،‬غير أن البعض صار يفكر في اآلونة األخيرة بمؤسسات بحثية في الوطن العربي‪ ،‬يستخدم فيه أمهر الباحثين‬
‫الذين يمكنهم كفريق متعاون خدمة أهداف األبحاث على املستوى القومي‪ -‬العربي‪ ،‬والتعاون مع مؤسسات البحث على‬
‫املستوى الدولي‪( .‬أعراب فتيحة‪ ،2011-2010 ،‬ص‪)49‬‬
‫إن توفر األدوات واألجهزة هي التي تزيد من قدرات الباحث مثل‪ :‬الحاسبات والعقول اإللكترونية والتكنولوجيا العالية‬
‫كاألنترنت‪ ،‬ويضاف إلى ذلك ضرورة توفر النشر والتوثيق واملكتبات والدوريات‪ ،‬وهذا كله ما يدل على أهميته ومكانته في تدعيم‬
‫أعمال الباحثين وتعزيز جهودهم في البحث وتهيئة الباحث للتمكن من ممارسة البحث العلمي‪.‬‬
‫ويتحسن البحث العلمي من خالل بناء قاعدة معلوماتية إلرساء األسس السليمة للبحث العلمي‪ ،‬وقصد توفير املبادئ‬
‫التموينية للبحث العلمي يجب إنشاء صندوق مشترك يمول من القطاعين العام والخاص من أجل دعم وتطوير البحث العلمي‬
‫بالجامعات‪ ،‬ووحدات تسويق البحوث داخل الجامعات تساعد على دعم ميزانية األبحاث‪ ،‬وكذا ترشيد برامج البعثات‬
‫الدراسية والتدريبية للخارج‪ ،‬والحرص على إتاحة العرض أمام الباحثين لالطالع على أحدث التطورات العلمية‪ ،‬واكتساب‬
‫الخبرة في التعامل مع تطبيقاتها في املجاالت املختلفة‪.‬‬
‫­ تنفيذ مشاريع البحث التعاقدية التي تتمتع بميزانية محددة مسبقا‪.‬‬
‫­ فتح قنوات االتصال بين املؤسسات الحكومية والخاصة من جهة‪ ،‬والجامعات من جهة أخرى‪ ،‬بحيث ترسل هذه‬
‫املؤسسات احتياجاتها البحثية للج امعات وتتولى في نفس الوقت تمويل جزء منها مقابل االستفادة بنتائجها‪ .‬وتحويل جزء من‬
‫ضرائب الدول إلى ميزانية البحث العلمي بالجامعات لتدعيمه‪( .‬عبد هللا شمت املجيدل‪ ،2008،‬ص‪-‬ص ‪)43-39‬‬

‫‪45‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫سادسا‪ :‬سياسات تحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية لألدمغة الجزائرية‬


‫‪ -1‬استراتيجيات مكافحة البطالة‬

‫‪ ‬تطوير سوق العمل في الجزائر‪ :‬أي تطوير سوق العمل بقسميه‪ :‬السوق رسمي‪ ،‬والسوق الغير رسمي‪ ،‬إذ يمثل‬
‫السوق املنظم واملحمي بجملة من القوانين والتشريعات التي تضمن سيره‪ ،‬ويتميز هذا السوق باالستعمال املكثف لرأس املال‬
‫واآلالت العصرية‪ ،‬أما سوق العمل الغير رسمي فيمثل السوق الرئيس ي الثاني للعمل‪ ،‬ويخص الفئة األقل مهارة ويتميز بالحركية‬
‫واملرونة وباالفتقار للحماية االجتماعية‪( .‬دموش وسيلة‪ ،2010-2009 ،‬ص‪-‬ص ‪)52-51‬‬
‫إن نسبة البطالة أصبحت تشكل تهديدا على املجتمع‪ ،‬مما توجب على الحكومة الشروع في إجراءات وتدابير استثنائية‬
‫للتخفيف من حدتها وانعكاساتها السلبية خاصة في أوساط الشباب‪ ،‬وتمثلت هذه اإلجراءات في وضع برامج عديدة لترقية‬
‫الشغل‪ ،‬وإنشاء هياكل متخصصة لتنفيذها مع التركيز على حملة واسعة للتحسيس والتوجيه من أجل إنجاح هذه البرامج‪،‬‬
‫وباملوازاة مع البرامج التي وضعت للتطبيق في مجال التشغيل فإن الفترة من‪ 1999‬إلى ‪ 2004‬عرفت انتعاشا اقتصاديا معتبرا‬
‫حيث تم تجنيد إمكانيات مالية كبيرة سواء عن طريق االستثمار املباشر للدولة أو بمساهمة االستثمار الخاص الوطني‬
‫واألجنبي‪( .‬دموش وسيلة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪)44‬‬
‫وهذه الجهود استثمرت في إطار البرنامج الخماس ي ‪ 2009-2005‬الخاص بالبرنامج اإلضافي لدعم النمو االقتصادي‬
‫بتخصيص إمكانيات مالية أخرى‪ ،‬فقد حققت الجزائر نتائج إيجابية على صعيد التوازنات االقتصادية بعد تطبيقها لبرنامج‬
‫التعديل الهيكيلي‪.‬‬
‫أما األهداف املسطرة بالنسبة للسنوات الخمس ‪ ،2015-2010‬فإن البرنامج سعى إلى خلق مليوني منصب شغل‬
‫وتجنيد أكبر لكل الطاقات لتفادي النقائص املسجلة تماشيا مع متغيرات سوق الشغل والتطورات الجديدة‪ ،‬وكذا ربط الشغل‬
‫بظاهرة الفقر وهو التداخل الذي دعمته املنظمة الدولية للعمل من خالل توصيتها "التحرر من الفقر عن طريق العمل" وهو‬
‫أسلوب تنتهجه كل الدول‪ ،‬تدعيم استمرار كل برامج التشغيل السابقة وتحسينها لبلوغ نتائج أحسن وتوفير العمل ألكبر عدد‬
‫من املواطنين وخفض البطالة إلى أدنى مستوياتها‪( .‬شفيق العالء‪ ،2009 ،‬ص‪-‬ص ‪)350-349‬‬
‫‪ -2‬استراتيجيات مكافحة الفقرفي الجزائر‬
‫إن االستراتيجية الوطنية ملكافحة الفقر بالجزائر تقوم على تجسيد حدود الفقر ومفهومه من خالل معرفة‪:‬‬

‫‪ ‬من هو الفقير؟‪ ،‬وأين يتواجد هذا الفقير؟‪ ،‬ملاذا هو فقير؟‪ ،‬كيف يمكن معالجة فقره؟‬
‫واالستراتيجية هدفت إلى إرساء أسس تنمية اقتصادية مستديمة وتضامن اجتماعي للقضاء على أسباب إفقار السكان‬
‫مع حلول سنة‪ ،2005‬من خالل تسطير مجموعة من التدابير املؤسساتية والهيكلية التي تعمل على‪:‬‬

‫‪ ‬ال مركزية سلطة القرارات اإلدارية من أجل مشاركة حقيقية للمواطنين‪.‬‬

‫‪ ‬تعبئة الطاقات االجتماعية وتأطيرها وتحقيق مبدأ توازن الفرص وتساويها بين األفراد‪.‬‬

‫‪ ‬املساعدة على االندماج االجتماعي واملنهي بترقية روح املبادرة‪.‬‬

‫‪ ‬ترقية طرق وآليات املشاركة وتعزيز دور الجماعات املحلية والعمل على ترقية سياسة شاملة للتنمية االقتصادية‬
‫ترمي إلى التخفيف من حدة الفقر‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫لقد اتسمت املحاور األربعة عشرة (‪ )14‬لالستراتيجية الوطنية بتعدد القطاعات واملستويات‪ ،‬وكذا التدابير وتمثلت‬
‫هذه املحاور أو االستراتيجيات الفرعية في‪:‬‬
‫‪ ‬ترقية النمو بمشاركة الفئات الفقيرة‬
‫‪ ‬اإلصالحات الخاصة بالقطاع املالي وإتاحة القروض للفئات الفقيرة‬
‫‪ ‬تطوير القطاع الخاص ومشاركة الفئات الفقيرة‬
‫‪ ‬تطوير الفالحة قصد التخفيف من حدة الفقر واإلقصاء‬
‫‪ ‬التنمية الريفية عن طريق املشاركة‬
‫‪ ‬التنمية البشرية وترقية األفراد‬
‫‪ ‬التوازن بين الجنسين‬
‫‪ ‬تطوير سوق العمل‬
‫‪ ‬تطوير السكن االجتماعي لصالح الفئات الفقيرة وتنويعه‬
‫‪ ‬استمرارية األنشطة واملشاريع التنموية‬
‫‪ ‬برنامج املساعدة االجتماعية وشبكات الحماية لفائدة الفئات املحرومة‬
‫‪ ‬توفير محيط مؤسساتي وإطار قانوني وتنظيمي‬
‫‪ ‬تشجيع التنمية االجتماعية عن طريق املشاركة‬
‫‪ ‬إنشاء جهاز متابعة الفقر ومستوى املعيشة‪( .‬حصروري نادية‪ ،2009-2008 ،‬ص‪-‬ص ‪)137-134‬‬
‫‪ -3‬استراتيجيات الوقاية من الفساد ومكافحته‪:‬‬
‫في إطار الجهود الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته أنشأ املشرع الجزائري هيئة في غاية األهمية أسندت لها مهمة‬
‫التصدي لظاهرة الفساد اإلداري‪ ،‬وهي الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وهذا بموجب قانون رقم ‪ 01/06‬املتعلق‬
‫بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬والتي تنص املادة ‪17‬منه على ما يلي‪" :‬تنشأ هيئة وطنية مكلفة بالوقاية من الفساد ملكافحته‪،‬‬
‫قصد تنفيذ االستراتيجية الوطنية في مجال مكافحة الفساد"‪ ،‬وقد سبق هذه الهيئة املرصد الوطني ملراقبة الرشوة والوقاية‬
‫منها الذي أنش ئ سنة ‪ 1996‬بموجب املرسوم الرئاس ي رقم ‪ .233/96‬والذي تم حله نظرا لفشله في مكافحة هذه اآلفة سنة‬
‫‪ 2000‬ولعل أهم أسباب ذلك هو عدم استقالليته في أداء مهامه املوكلة له‪( .‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪،41‬‬
‫‪)1966‬‬
‫وقد أصبح من الضروري تحمل الدولة ملسئوليات ومهام جديدة تتناسب مع التوجه االقتصادي الجديد واالعتماد على‬
‫آليات العرض والطلب‪ ،‬وفيما يلي بعض اآلليات التي يمكن إتباعها لتحسين دور الدولة لتحقيق االستقرار االجتماعي‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة الدعم الحكومي للسلع األساسية‪ ،‬للطبقات محدودة الدخل‪ ،‬مع زيادة اإلنفاق العام املوجه للتعليم والتدريب‬
‫واإلنفاق العام املوجه للصحة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -‬العمل على تشجيع الصناعات واألنشطة االقتصادية املختلفة ومحاولة تقليل اآلثار السلبية لتنفيذ الجات على‬
‫االعتبارات االجتماعية‬

‫‪ -‬العمل على إنشاء شركات عامة في مجاالت مختلفة يحتاجها االقتصاد القومي عن طريق استخدام العائد املتحصل‬
‫من الخوصصة وتشجيع األفراد واملؤسسات على طرح أفكار تساهم في حل مشكلة البطالة‪ ،‬الركود والتنمية وتوفير خدمات‬
‫الكهرباء واملياه والغاز واالتصال بأسعار مناسبة‪( .‬فتحي أبو الفضل‪ ،‬عز الدين حسنين‪ ،‬محمد القفاص‪ ،2004 ،‬ص –ص‪119‬‬
‫‪)120-‬‬

‫‪ -‬التأكيد على البشرية وذلك باستهداف مفهوم وقيم املواطنة العاملية‪ ،‬واإلفادة من برامج التربية العاملية‪ :‬وذلك لتعزيز‬
‫التفاهم والتعاون الدولي بين الشعوب على اختالفها‪ ،‬فهي أحد سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين‪( .‬هاني محمد‬
‫يونس موس ى‪)faculty.ksu.edu.sa/74631/Documents ،‬‬

‫‪ -‬التنمية بالخصوص ما يلي‪ :‬التربية الوطنية‪ ،‬والتعليم العالي (عبد الرحمان تومي‪ ،2011 ،‬ص ‪)325‬‬
‫سابعا‪ :‬متطلبات التكيف مع العوملة والحد من هجرة األدمغة‪:‬‬
‫ويمكن إجمال متطلبات التكيف مع العوملة والحد من هجرة األدمغة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬في مواجهة متغيرات العصر ‪-‬العوملة‪ ،-‬فإن التعليم العالي العربي‪ ،‬يتحمل عبء تكييف نفسه مع تلك املتغيرات‪ ،‬من‬
‫حيث أهدافه وبناه ومحتواه‪.‬‬
‫‪ -2‬مع التزايد املستمر في الطلب على التعليم العالي فمن الضروري تشجيع التعليم العالي الخاص‪ ،‬على أن يكون خاضعا‬
‫ملعايير الجودة املعترف بها‪ ،‬ومن الضروري كذلك تشجيع التعليم العالي ذو الكلفة األقل‪ ،‬والتي أثبتت كفاءتها وفعاليتها‪.‬‬
‫‪ -3‬التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي وعالم الشغل‪.‬‬
‫‪ -4‬التوسع في نشاطات التوجيه واإلرشاد األكاديمي واملنهي‪.‬‬
‫‪ -5‬التحول من املمارسات اإلدارية داخل الجامعة الجزائرية‪ ،‬إلى ممارسات يتوافر فيها التخطيط والتنظيم والتنسيق‬
‫واملتابعة والتقويم‪ ،‬وتستهدف تحريك مؤسسات التعليم العالي مع ما تتطلبه وتفرضه متغيرات العصر وتحديات املستقبل‪.‬‬
‫‪ -6‬التأكيد على األخذ بمبدأ ضبط الجودة‪ ،‬وإدارة الجودة الشاملة ضمانا لفاعلية الكفاءة الداخلية والخارجية للتعليم‬
‫العالي في الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -7‬ضرورة انفتاح مؤسسات التعليم العالي على املجتمع لتشجيع املشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات التي تتصل‬
‫بتخطيط البرامج الدراسية وتقييم األداء‪ ،‬وتمويل البرامج واملشروعات البحثية‪.‬‬
‫‪ -8‬توظيف املعلوماتية واالستفادة من تكنولوجيا املعلومات الحديثة في تشخيص املشكالت واستشراف املستقبل‪،‬‬
‫ووضع الخطط ورسم السياسات‪ ،‬واملتابعة والتقويم واتخاذ القرارات‪ ،‬وإنشاء هيئة للتنسيق بين مؤسسات التعليم العالي‬
‫ونشر التجارب والصيغ املستحدثة في التعليم‪ ،‬مثل التعلم عن بعد‪ ،‬والجامعة املفتوحة‪ ،‬وأساليب التدريس باستخدام‬
‫التكنولوجيا التعليمية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -9‬إثراء املكتبات بالكتب واملراجع والدوريات الحديثة وتنشيط حركة الترجمة وتعزيز تبادل املواد املكتبية بين الجامعات‬
‫العربية‪ ،‬وتوفير الدعم املادي الالزم لتزويد األقسام العلمية في مؤسسات التعليم العالي ومركز البحوث بما تحتاج إليه من‬
‫مختبرات وأجهزة ومعدات علمية‪ ،‬بالكم والكيف الالزمين‪ ،‬مما يمكن عضو هيئة التدريس من إجراء تجاربه وإنجاز مهامه‬
‫البحثية‪( .‬أحمد الخطيب‪ ،2009 ،‬ص‪-‬ص ‪)54-52‬‬
‫‪ -10‬مشاركة املؤسسات العامة والقطاع الخاص وكل الجهات التي لها عالقة بالعملية التعليمية في اإلنفاق على النشاط‬
‫البحثي‪ ،‬إما من خالل تشجيعها على التبرع أو من خالل إصدار تشريعات خاصة بذلك‪ ،‬مع تطوير النشر العلمي في املجالت‬
‫والدوريات العربية‪.‬‬
‫‪ -11‬إنشاء شبكة عربية للمعلومات‪ ،‬يكون من ضمن مهامها إصدار فهرس سنوي للبحوث املنشورة في الدوريات واملجالت‬
‫املتخصصة في العالم العربي‪ ،‬وهذا يساعد على نشر اإلنتاج العربي وتبادل األفكار والتجارب وتشجيع الباحثين العرب على‬
‫تكثيف اإلنتاج نوعا وليس كما فقط‪.‬‬
‫‪ -12‬انطالقا من مسؤولية الدولة عن بناء رأس املال اإلنساني بكافة أشكاله‪ ،‬فيجب أن تستمر مسؤولية الدولة في توفير‬
‫فرص التعليم العالي للمواطنين املؤهلين لاللتحاق به‪ ،‬وتحرير مؤسسات التعليم العالي من سلطان الحكومة‪ .‬وأن تقوم عليها‬
‫مجالس إدارة مستقلة رباعية التمثيل (الدولة‪ ،‬قطاع األعمال‪ ،‬املجتمع املدني‪ ،‬واألكاديميون)‪.‬‬
‫‪ -13‬العمل على رفع كفاءة استغالل موارد مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وتنظيم العائد املعرفي واملجتمعي لها‪ ،‬من خالل‬
‫اعتماد نظام للمساءلة والرقابة الجادة ملؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وبخاصة فيما يتصل باملال العام‪.‬‬
‫‪ -14‬إقامة نظم اعتماد أكاديمي جدية لبرامج وتخصصات التعليم العالي وتطبيقها بصرامة‪ ،‬لضمان النوعية في جميع‬
‫مؤسسات التعليم العالي‪ .‬إعادة النظر في هياكل وبرامج مؤسسات التعليم العالي وتجنب التكرار النمطي في نسق التعليم العالي‬
‫ككل‪ ،‬واعتماد املرونة في هذه الهياكل والبرامج‪ ،‬ملواكبة احتياجات خطط التنمية الوطنية من العمالة املاهرة واملدربة‪.‬‬
‫‪ -15‬أن يتم تطوير معايير للجودة أو النوعية كمكون أساس ي لنظم االعتماد األكاديمي وتطبيق هذه املعايير على مؤسسات‬
‫التعليم العالي القائمة حاليا وعلى املؤسسات الجديدة التي يتم إنشاؤها‪ ،‬بحث ال تضاف مؤسسات جديدة للتعليم العالي إال‬
‫وتساعد على تحسين جوهري للجودة أو النوعية‪.‬‬
‫‪ -16‬دعوة الجامعات ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي إلجراء دراسات وبحوث تتعلق باملستجدات العاملية وعلى‬
‫رأسها ظاهرة وثورة املعلومات والتكنولوجيا بهدف التعرف على انعكاساتها السلبية على الوطن العربي واقتراح البدائل‬
‫ملواجهتها‪.‬‬
‫‪ -17‬دعوة الجامعات ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي إلجراء دراسات وبحوث تتعلق باالحتياجات القومية‪،‬‬
‫وبخاصة تلك املتعلقة باحتياجات األمن القومي واالحتياجات التنموية واالحتياجات املتعلقة بالديمقراطية وحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وذلك بهدف تعزيز األمن القومي العربي وتحقيق شروط التنمية املستدامة وترسيخ القيم املتعلقة بالديمقراطية وحقوق‬
‫اإلنسان في الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ -18‬توجيه الدراسات العليا في الجامعات العربية إلجراء البحوث املتعلقة برسائل املاجيستر والدكتوراه ملعالجة‬
‫التحديات املتعلقة باملستجدات العاملية (العوملة وثورة املعلومات والتكنولوجيا والثورة اإلدارية) والتحديات املتعلقة‬
‫باالحتياجات القومية (األمن القومي واالحتياجات التنموية واحتياجات الديمقراطية وحقوق اإلنسان)‪ .‬واقتراح اآلليات‬
‫املناسبة للتصدي لتلك التحديات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -19‬الدعوة إلى إنشاء صندوق عربي لتمويل البحث العلمي في الوطن العربي على أن تكون إدارة هذا الصندوق تحت مظلة‬
‫الجامعة العربية‪ ،‬وأن يتم تمويل هذا الصندوق برأس مال ضخم من قبل الدول العربية –تقديم االستشارات العلمية للدول‬
‫العربية في مجال إجراء دراسات الجدوى للمشروعات والبرامج االقتصادية واالجتماعية التي تم تنفيذها على املستوى اإلقليمي‪.‬‬
‫(أحمد الخطيب‪ ،2009 ،‬ص‪-‬ص ‪)59-56‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫مما سبق ذكره يتضح جليا أن آليات الحفاظ على األدمغة الجزائرية ومواجهة هجرتها‪ ،‬تبنى على استراتيجيات مكافحة‬
‫عوامل الطرد وتحسينها واملتمثلة أساسا في صياغة استراتيجيات وبرامج تهدف للنهوض بمستوى البحث العلمي وتشجيع‬
‫األدمغة على العطاء الفكري‪ ،‬إضافة إلى تحسين الظروف االجتماعية للكفاءات الوطنية كمكافحة البطالة ومحاربة الفقر‬
‫والفساد بأنواعه‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية محاولة التكيف مع متطلبات العصر وتأثيرات الظروف العاملية التي فرضها‬
‫النظام الجديد املتمثل في العوملة ومتطلباتها‪ ،‬كاقتصاد املعرفة والعوملة اإلعالمية والثقافية‪ ،‬وكذا فتح مجال التبادل البشري‬
‫بين الدول ‪ ،‬هذا األخير يرتكز على استقطاب الكفاءات الفكرية بالدرجة األولى باعتبار مخزونها املعرفي عامال أساسيا للتنمية‬
‫الشاملة إذا ما تم استغالل قدراتها بشكل مثالي‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد الخطيب‪ :‬التعليم العالي اإلشكاليات والتحديات‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬أربد‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.01،2009‬‬
‫‪ -2‬األمين الكالعي‪ :‬الهجرة التونسية إلى الدول العربية‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪.2002 ،‬‬
‫‪ -3‬حنان بن عوالي‪ :‬متطلبات فعالية التسيير االستراتيجي للموارد البشرية لخلق امليزة التنافسية‪ ،‬امللتقى الدولي‬
‫الرابح حول املنافسة واالستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع املحروقات في الدول العربية‪ ،‬جامعة‬
‫الشلف‪Labocolloque. Voila met /133 benaoualih . .‬‬
‫‪ -4‬سنوس ي شيخاوي‪ :‬هجرة الكفاءات الوطنية وإشكالية التنمية في املغرب العربي‪ :‬دراسة حالة الجزائر ‪-1999‬‬
‫‪ ،2010‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم السياسية تخصص دراسات أورو‪-‬متوسطية‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪-‬تلمسان‪.2011-2010،‬‬
‫‪ -5‬شفيق العالء‪ :‬البطالة والتشغيل عند الشباب‪ ،‬امللتقى الدولي حول الشباب بين األصالة ومسايرة العصر‪-25-24،‬‬
‫‪ 26‬مارس ‪ ،2008‬منشورات املجلس اإلسالمي األعلى‪.2009 ،‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمان تومي‪ :‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الو اقع واألفاق‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬القبة‪-‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -7‬عبد القادر القصير‪ :‬الهجرة من الريف إلى املدن‪-‬دراسة ميدانية اجتماعية عن الهجرة من الريف إلى املدن في‬
‫املغرب‪ ،-‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪ -8‬عبد هللا شمت املجيدل‪ ،‬وآخرون‪ :‬البحث العلمي في الوطن العربي إشكاليات وآليات للمواجهة‪ ،‬املؤسسة العربية‬
‫لالستشارات العلمية وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬مصر‪.2008،‬‬

‫‪50‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -9‬عبد هللا عبد الغني غانم‪ :‬املهاجرون‪-‬دراسة سوسيولوجية أنثروبولوجية‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -10‬عزوز بوساحة‪ :‬اتجاهات الطالب الجامعيين نحو ظاهرة الهجرة الخارجية‪-‬دراسة ميدانية بجامعة باتنة‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علم االجتماع التنمية‪ ،‬جامعة باتنة‪.2008-2007 ،‬‬
‫‪ -11‬فتحي أبو الفضل‪ ،‬عز الدين حسنين‪ ،‬محمد القفاص‪ :‬دور الدولة واملؤسسات في ظل العوملة‪ ،‬مكتبة األسرة األعمال‬
‫الفكرية‪ ،‬مهرجان القراءة للجميع‪.2004 ،‬‬
‫‪ -12‬فتحي محمد أبو عيانة‪ :‬جغر افيا السكان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط ‪ ،5‬بيروت‪.2000 ،‬‬
‫‪ -13‬فتيحة أعراب‪ :‬معوقات البحث العلمي لدى األستاذ الجامعي في الجامعة الجزائرية‪ -‬دراسة ميدانية على أساتذة‬
‫جامعة الجزائر‪ ،02‬بوزريعة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير تخصص علم االجتماع الثقافي التربوي‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ -14‬كمال بوصافي‪ :‬حدود البطالة الظرفية والبطالة البنيوية في الجزائر خالل املرحلة االنتقالية‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -15‬منير نوري‪ ،‬فاتح مجاهدي‪ :‬دور االبتكار في اكتساب املنظمة العربية ميزة تنافسية والحفاظ عليها‪ ،‬امللتقى الدولي‬
‫حول املؤسسة االقتصادية الجزائرية واالبتكار‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 17 – 16 ،1945‬نوفمبر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -16‬نادية حصروري‪ :‬تحليل وقياس الفقر في الجزائر‪ -‬دراسة تطبيقية في والية سطيف‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في العلوم االقتصاد‪ ،‬تخصص‪ :‬تحليل واستشراف اقتصادي‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ -17‬نصيرة طالح‪ :‬أثر ضغوط الحياة على االتجاهات نحو الهجرة إلى الخارج –دراسة ميدانية للطلبة املقبلين على‬
‫التخرج‪ -‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2011 -2010 ،‬‬
‫‪ -18‬هاني محمد يونس موس ى‪ :‬دور التربية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي‪ ،‬قسم أصول التربية‪ ،‬كلية‬
‫التربية جامعة بنها‪faculty.ksu.edu.sa/74631/Documents/ .‬بحث‪20%‬الهوية‪.doc‬‬
‫‪ -19‬وسيلة دموش‪ :‬أزمة البطالة في الجزائر و اقعها و آفاقها‪ :‬دراسة تحليلية للعشرية األخيرة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل‬
‫شهادة املاجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل واستشراف اقتصادي‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ -1955‬سكيكدة‪-2009 ،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -20‬صندوق النقد العربي‪ :‬التطورات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي املوحد‪.2006 ،‬‬
‫‪ -21‬املرسوم الرئاس ي رقم ‪ 233/96‬في ‪ 02‬جويلية ‪ 1996‬يتضمن إنشاء املرصد الوطني ملر اقبة الرشوة والوقاية منها‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.1996 ،41‬‬
‫‪ -22‬مكتب العمل الدولي‪ :‬مجلة اإلدارة ‪ -‬لجنة البرنامج وامليزانية واإلدارة البند السابع عشر من جدول األعمال‪،‬‬
‫استراتيجية املوارد البشرية ملنظمة العمل الدولية‪www.lo.orgl.w.cms.gb-297 ،‬‬
‫‪ -23‬ورقة عمل مقدمة إلى ندوة " العوملة وأولويات التربية "‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬بجامعة امللك سعود في الفترة من ‪21-20‬‬
‫إبريل ‪www.pdffactory.com 2004‬‬
‫‪ -24‬العوملة و أثرها على التعليم العالي‪http://www.novapdf.com .1430-11-26 :‬‬

‫‪51‬‬
‫العدد الحادي عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

:‫ املراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬
1. CNES .Rapport national sur le développement humain Algérie 2006, réalise en coopération Avec
Pun.
2. Marc Rwabahungu: La fuite des cerveaux un facteur important du sous-développement, Union
Interparlementaire, Association des Secrétaires Généraux de Parlement , Session de Nusa Dua Avril/mai 2007.

52

You might also like