Professional Documents
Culture Documents
40
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
عامليا وتعكس مرحلة جديدة تفرض تالحم العالقات وتشابكها على الصعيد العاملي ،كما عملت العوملة على توحيد مقاييس
الجودة على املستوى العاملي ،مما دفع الكثير من دول العالم إلى زيادة االهتمام باملورد البشري ودرجة كفاءته الفكرية
واملعرفية .وبذلك مواكبة ركب الدول املتقدمة التي تشكل خطر الهيمنة االقتصادية ،التقنية -التكنولوجية على بقية الدول
في العالم وتبنيها لفلسفة االحتكار وتزايد حدة املنافسة في العالم والسعي الستقطاب األدمغة واالستفادة القصوى منها ،مما
ساهم في تزايد معدالت الهجرة في أوساط الفئات العلمية املثقفة من أغلب دول العالم النامي وأهمها الجزائر ،وبناء على هذا
ارتأينا تخصيص موضوع بحثنا في :آليات مواجهة هجرة األدمغة الجزائرية في ظل العوملة.
أوال :تاريخ هجرة األدمغة:
تعتبر الهجرة قديمة قدم املجتمعات ،فقد ثبت أن الهجرة رافقت كل العصور ،وساعدت على انتشارها مجموعة من
العوامل مثل اكتشاف العالم الجديد (القارة األمريكية ،القارة األسترالية) ،وبداية الثورة الصناعية في أوروبا أخذت على إثرهما
الهجرة الخارجية شكل الهجرة املنظمة ذات البعد الدولي.
كما كان الكتشاف وسائل النقل الحديثة وبصفة خاصة اآلالت البخارية والطائرات أثر كبير في تشجيع الناس على
االنتقال من موطنهم األصلي إلى أماكن كانت في السابق يصعب الوصول إليها ،وكانت أول الهجرات التي اندفعت نحو العالم
الجديد تعود لعوامل إجبارية ،مما جعل من هؤالء ّ
املهجرين عبيدا هناك لخدمة األرض والقيام بشؤون الرجل األبيض ،كما
أخذت مجموعات من الصينيين بالقوة إلى كاليفورنيا بالواليات املتحدة األمريكية أو كندا من أجل العمل في مد خطوط
السكك الحديدية بها ،وفي القرن املاض ي بسبب نتائج الهجرات االستكشافية ،ظهرت الهجرات السياسية والعسكرية التي
قامت بها بعض الدول األوروبية واألمريكية إلى جنوب املتوسط وأعماق افريقيا ،قصد البحث عن موارد إنتاجية جديدة (.عبد
هللا عبد الغني غانم،2002 ،ص )15
ومع األلفية الجديدة ارتفعت أعداد املهاجرين ارتفاعا لم تبلغه البشرية في جميع مراحل تاريخها فحسب ما تقدره
االحصائيات بلغت أعدادهم في عام 2000م إلى 176مليون مهاجر ،أما في سنة 2006فقد ارتفعت أعدادهم إلى 191مليون
مهاجر ،أي بزيادة بلغت نسبتها %3من مجموع سكان العالم البالغ تعداده نحو 6,5مليار نسمة ،كلهم من عابري الحدود
الدولية من أجل اإلقامة الدائمة في بلد آخر ،أو على األقل ملدة سنة ،بالرغم من االجراءات الصارمة في الحد من الهجرة
الدولية( .بوساحة عزوز ،2008-2007 ،ص.)112
فرين منبعد االستعمار الفرنس ي للجزائر ،هاجرت أعداد كبيرة من العائالت إلى املشرق العربي خاصة إلى بالد الشام ّ
االستعمار الذي أهلك الشعوب ،كما عرفت الهجرة الجزائرية اتجاهات عديدة نحو فرنسا نتيجة للظروف التاريخية التي مرت
بها الدولتان لفترة طويلة من الزمن ،وقد كان للحرب العاملية األولى الفضل في فتح باب الهجرة الجزائرية إلى فرنسا ،وبدأ عدد
املهاجرين يرتفع ،وانتقلت اليد العاملة إلى فرنسا .وقد كانت الهجرة إجبارية خالل الحرب وحتى بعد الحرب أي في الفترة املمتدة
بين الحربين العامليتين بازدياد عدد املهاجرين الجزائريين من جراء ظروف املعيشة القاسية والعمل( .طالح نصيرة-2010 ،
،2011ص .)40
وتعتبر هجرة األدمغة ظاهرة ليست بحديثة النشأة بل تمتد عبر امتداد التاريخ البشري ،حيث تشير الشواهد التاريخية
أن بناء الحضارة اإلنسانية عبر العصور واألزمنة إنما كان نتيجة انتقال الكفاءات من منطقة إلى أخرى وهو ما يفسر أيضا
انتقال العلوم املختلفة بين األمم ،فقد تم العثور في مواقع أثرية بمدينة سوسة بشمال إفريقيا على نقوش عليها قائمة بأسماء
العمال األجانب املهرة الذين شيدوا قصر امللك داريوس األول فترة 485-521قبل امليالد ،وقد هاجر علماء وكفاءات
الحضارات القديمة من منطقة نهر النيل وما بين النهرين بعد قساوة الظروف الداخلية لبلدانهم ،وإيجادهم ملناطق أخرى أكثر
41
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
أمنا واستقرارا وترحيبا بجهودهم وإنتاجهم الفكري ،وهي العوامل نفسها التي دفعت الفالسفة وعلماء الجزر اليونانية لالنتقال
إلى أثينا عدة قرون قبل امليالد وهجرة العلماء اإلغريق إلى اإلسكندرية تجنبا لالضطهاد فكانت بحق سببا في إقامة مركز
حضاري جديد يضاهي في مكانته مركز أثينا ،فالحضارة العربية اإلسالمية كانت أيضا محل استقطاب للكفاءات األجنبية من
غير العرب كاإلغريق والرومان ،خصوصا العلماء املسلمين من بالد فارس و آسيا الوسطى من أجل طلب العلم من املدارس
التي كانت مشهورة آنذاك في بالد الشام خاصة في العراق كاملدرسة املستنصرية التي قصدها بعض أبرز علماء املسلمين
كالفارابي و ابن سينا والرازي و ابن الهيثم والبيروني( .شيخاوي سنوس ي ،2011-2010 ،ص )38
ثانيا :تحديد املفاهيم:
-1مفهوم الهجرة:
ً ً َ ً
وهجرانا :أي تركه ،فالهجرة تفيد معنى الترك واملغادرة ،ويقال َهجر الش يء إذا َ َ
الهجرة لغة :تعني هجر(هجره)هجرا ِ
تركه( .األمين الكالعي ،2002 ،ص )24
وقد أعطى الباحثون في مجال الهجرة مجموعة من التعريفات للظاهرة كل حسب تخصصه ،فالجغرافيون أو علماء
السكان يعتبرونها ظاهرة جغرافية ،وتعني انتقال السكان من منطقة جغرافية إلى أخرى اي تغيير مكان االستقرار.
والتعريف االحصائي للهجرة يعتبر أن كل حركة تتجاوز الحدود ما عدا الحركات السياحية تدخل ضمن إطار إحصائيات
الهجرة ،وعندما تكون ملدة سنة أو أكثر تسمى هجرة دائمة ،وعندما تكون أقل من سنة تحسب مؤقتة( .القصير عبد القادر،
،1992ص )108
-2مفهوم هجرة األدمغة:
ويقصد بها نزوح حملة الشهادات الجامعية العلمية والتقنية والفنية كالعلماء واألطباء واملهندسين والباحثين وكذلك
االختصاصيون في مختلف املجاالت العلمية ،نحو بلدان أجنبية غير بلدانهم األصلية واستقرارهم وممارسة نشاطاتهم الفكرية
والعلمية والعملية هناك وبالتالي املساهمة في تنمية البلدان املستقبلة على حساب البلدان املرسلة ،وعادة ما تكون البلدان
املستقطبة من بلدان العالم املتقدم التي تمنح املرتبات العالية ،التدريب والتخصص واملكانة االجتماعية واملناخ العلمي
املناسب ،مقابل افتقاد بلدان اإلرسال لهذه املقومات( .القصير عبد القادر ،1992 ،ص-ص )115-113
وتعرف على أنها فقدان املوظفين ذوي املهارة على مختلف املستويات بسبب الهجرة من بلد إلى آخر وقد اختلفت التعاريف
بهجرة األدمغة بين الباحثين ،ويشير هذا املصطلح إلى الطبقات العليا التي تشمل العلماء واملهنيين ذوي املهارات العالية
والفنيين املتخصصين ،وحتى العمال املهرة ،ويتألف هؤالء املوظفون عادة من األشخاص ذوي املستوى العالي من التعليم
الذين يهاجرون من البلدان النامية لالنضمام إلى قوة العمل في البلدان األكثر تقدما)Marc Rwabahungu, 2007, P01( .
-3مفهوم العوملة:
البد من اإلشارة إلى أن أغلب التعريفات واالجتهادات التي عملت على تبيين مفهوم وداللة العوملة والتي تعددت إلى ما يلي:
البعض من تلك االجتهادات اقتصرت على وصف هذه الظاهرة على أنها عملية أمركة العالم ،أي نشر الثقافة
األمريكية بحيث تغلب على املجتمعات الثقافية األخرى.
42
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
يراها البعض اآلخر على أنها الوجه اآلخر للهيمنة اإلمبريالية على العالم تحت الرعاية املنفردة للواليات املتحدة
األمريكية فهي أبشع وأحدث صور الهيمنة االستعمارية ،أي أن العوملة عملية يراد منها نشر مبادئ النظام االقتصادي
الرأسمالي ،وفرضه على عامة األساليب االقتصادية التي تتبعها املجتمعات األخرى.
يذهب فريق ثالث للقول بأن العوملة ظاهرة تنحو باملجتمعات اإلنسانية قاطبة نحو التجانس (التشابه) الثقافي وتكون
الشخصية العاملية ذات الطابع اإلنفتاحي على ما حولها من مجتمعات وثقافات مختلفة ،ويعتمد أنصار هذا الفريق على جملة
التطورات الهائلة الحادثة في قطاع االتصاالت واملواصالت بين املجتمعات اإلنسانية املختلفة ،والتي أسهمت بشكل كبير في
نشر ثقافات املجتمعات بخاصة املتقدمة والتي تصبو املجتمعات النامية بلوغ مستوى تطورها الصناعي واالقتصادي والعلمي.
(العوملة وأثرها على التعليم العالي)1430-11-26 :
ويمكن القول أن الداللة األصلية لكلمة العوملة هي التثاقف بين شعوب العالم ،بما يعنى التعرف على ثقافة اآلخر
واستيعابها واالستفادة بما هو إنساني وقابل للتعميم منها ،والتمتع برؤية خصائص اآلخر الثقافية والحضارية والتعرف عليها،
بما في هذا التنوع من إثراء للتراث اإلنساني ومن إمكانية تبادل الخبرات بما يدعم ارتقاء مستوى الذكاء البشرى ومن ثم إمكانية
دعم مستوى اللياقة النفسية لدى الفرد بما يستطيع أن يكمل سعادته (ورقة عمل مقدمة إلى ندوة " العوملة وأولويات التربية،
) 2004
ثالثا :عوامل الهجرة:
لقد حركت الهجرة البشرية عبر مراحل التاريخ املختلفة مجموعة من العوامل اختلفت من منطقة إلى أخرى إال أن لها
مجموعة عوامل ودوافع تكاد تكون مشتركة بين الهجرات الخارجية ،وقد أكدت معظم الدراسات على أن دوافع الهجرة تتلخص
في عوامل الطرد في البلد األصل وعوامل الجذب في البلد املستقبل ،وأن هذه العوامل تختلف درجة تأثيرها من منطقة إلى أخرى
ومن فترة زمنية إلى أخرى .وهناك من حدد العوامل التي تحفز على الهجرة وتؤثر في تياراتها وقسمها إلى الفئات األربعة التالية:
.1عوامل مرتبطة باملنطقة األصلية للمهاجرين (منطقة األصل).
2ـ عوامل مرتبطة بمنطقة استقبال املهاجرين (منطقة الوصول).
3ـ العوائق املتداخلة بين املنطقتين (منطقة العبور).
.4العوامل الشخصية( .فتحي محمد أبو عيانة ،2000 ،ص-ص )298- 297
رابعا :استراتيجية تنمية الرأسمال الفكري في الجزائر:
لقد أصبحت التنمية البشرية من األولويات املتقدمة في املجتمعات املختلفة ،وخاصة املؤسسات التي أصبحت املوارد
البشري الركيزة األساسية التي تنشأ عليها هذه املؤسسات فأصبح بذلك إدراج املورد البشري ضمن املخططات الكبرى في
االستراتيجيات التنموية من اآلليات املهمة في تكوين الطاقات البشرية الالزمة في املجتمع لخلق الثروة.
إن تنمية رأس املال البشري وما يتوفر لإلنسان من خدمات وما يتطلع إليه من سمات في الحياة ،هي محور الدائرة في كل
األنشطة املتصلة بالتنمية ودعامة رئيسية للتنمية الشاملة ولقد أصبح هناك مجال جديد هام وهو بناء استراتيجيات لتنمية
املوارد البشرية مما يسمح بخلق الرغبة في التقدم في العنصر اإلنساني ،واالستثمار البشري في إعادة الفنيين ورجال العلم
والبحث وتسعى الجزائر كغيرها من الدول إلى تنمية مواردها البشرية ،وضرورة التركيز على األكفأ من املوارد املتوفرة وتوظيف
ذوي املؤهالت الجيدة من الشباب وتطوير مسيرتهم الوظيفية كمصدر لتجديد الكفاءات ووضع مخططات وخلق برامج
43
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
تطويرية وتنفيذ سياسة لتطوير املسيرة الوظيفية ضمن نظام جديد إلدارة األداء واملكافآت وإصالح سياسة العقود وذلك
باالستخدام املناسب للعقود املؤقتة إلى حين العثور على وظائف مستقرة( .مكتب العمل الدوليwww.lo.orgl.w.cms.gb- ،
.)297
وفي مجال املتطلبات العاملية الجديدة ينظر للتعليم كواحد من أهم أعمدة النهضة والتقدم ،كما أن رأس املال البشري
عامل مهم وأساس ي في بناء الدول ،إال أن عملية إعداد هذا الرأسمال تتطلب وجود نظام تعليمي وتكويني فعال من أجل تحضير
هذا األخير للدخول إلى سوق العمل واملساهمة في خلق الثروة ،وتسعى الجزائر منذ مدة إلى تطوير بنيتها البشرية من خالل:
-تأمين األجهزة الالزمة لفتح فرص التشغيل( .صندوق النقد العربي ،2006،ص .)31
ويعتبر التعليم والتكوين مكونا أساسيا وشرطا ضروريا من شروط تنمية الرأس املال البشري من حيث الكم والكيف
فوجود مستوى معين ومحتوى محدد للتعليم ضروري لتنمية الفرد واملجتمع ومن جهة أخرى يعد أيضا متطلبا من متطلبات
تشكيل االتجاهات والدوافع للنمو االقتصادي والتطور االجتماعي ،ولقد أدركت الجزائر على أن التحديات التي يحملها العصر
الجديد لن يتصدى لها إال الرأسمال البشري دائم الترقي ودائم النمو سواء على املستوى الفردي أو على صعيد املجتمعات.
(منير نوري ،فاتح مجاهدي ،2008 ،ص )237
يتكون نظام التعليم والتكوين في الجزائر كغيره من باقي دول العالم من أربعة قطاعات تعمل على تأمين مهمات مختلفة
لكن مكملة لبعضها البعض من حيث الغاية ،وتقع تحت الوصاية اإلدارية والتربوية لثالث وزارات منفصلة وهي وزارة التربية
الوطنية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التكوين والتعليم املنهي ويضم:
-تعليما أساسيا وإجباريا لكل األطفال يدوم تسع سنوات ويتكون من مرحلتين :التعليم االبتدائي والتعليم املتوسط
ويتوج بشهادة التعليم املتوسط.
-تعليما ثانويا يستغرق ثالث سنوات ويتوج بشهادة بكالوريا التعليم الثانوي.
-تكوينات مهنية وتوفر تكوينا أوليا وتكوينا مستمرا يتوج بشهادات مهنية أو تأهيل منهي في فروع واختصاصات مهنية
متعددة.
وبلغ املنتسبون إلى نظام التعليم والتكوين والتعليم العالي في نسبة 7.5 ،1995مليون فرد ونجد %54من العدد اإلجمالي
يمثلون ذكور ،لينتقل العدد إلى 8.9مليون مع حلول سنة 2005تشكل الفئة السنوية فيها .%50أما التطور العددي للطالب
فقد شهد تزايد كبيرا بنسبة 3.1أضعاف خالل عشر سنوات من 1994إلى Rapport national sur le ( .2004
)CNES .développement humain Algérie 2006, p 25
44
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وهذا إن دل على ش يء فإنه يدل على أن الوضع في تحسن ملحوظ في معدالت النجاح وزيادة معدالت التكوين والتمدرس
وزيادة الرغبة عند الفئة الشابة في مواصلة التعليم وذلك لسعيها للحصول على فرصة االندماج في سوق العمل ،كما أن لقطاع
التكوين املنهي دور مكمل لنظام التعليم.
ويجدر القول أنه من الصعب جدا أن نحدد مستوى التنمية البشرية التي وصلت إليها الجزائر خاصة وأن التقرير األخير
حول التنمية البشرية والذي أعد من طرف CNESبالتعاون مع برنامج األهم املتحدة للتنمية في الجزائر أشار إلى أن الجزائر
أصبحت تسجل نسبة مردودية داخلية غير كافية ،فما يمكن مالحظته هو ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب ،وهذا يساهم بشكل
كبير في تأخير خروج املتعلمين لسوق العمل ويؤدي التسرب إلى انخفاض املستوى التعليمي للسكان وقوة العمل ،وهذا ينعكس
سلبا على مستقبل التشغيل في الجزائر وهذا إن دل على ش يء فإنما يدل على أن الجزائر تعاني من مشكلة الخروج املبكر
للمتمدرسين من التعليم ومن ثم يصبح هذا العامل عنصرا إضافيا من عناصر الضغط على سوق العمل ألنه يفسر دور
التعليم في التحديد الكيفي للتشغيل باإلضافة إلى األداء أو على املستوى التكويني التأهيلي بسبب االنفصال الكبير بين مراكز
التدريس والعمل امليداني أي االرتباط باملؤسسات لدراسة مدى جدوى التعليم النظري وهذا يفسر بشكل كبير ضعف إنتاجية
العامل( .بوصافي كمال ،2006 ،ص )188
خامسا :تحسين املناخ العلمي وتطويره
لقد أحست الحكومات في اآلونة األخيرة بجدوى استثمار األموال في مجاالت األبحاث ،فقد أوضح EWELL RAYMOND
التابع ملؤسسة العلم الوطنية في واشنطن من خالل بحث علمي نشر نتائجه عام ،1955أن الربح الذي تجنيه أمريكا في ربع قرن
مما تنفقه على البحث العلمي في سنة يتراوح ما بين 100ضعف إلى 200ضعف ،وهذا ما يدل على وجود عالقة جد وثيقة بين
التنمية والبحث العلمي ،مما جعل الدول تتسابق في اإلنفاق على البحث ،وتنهمك في إنماء مؤسساته ،وإعداد الباحثين بل
اجتذابهم من الخارج بأي ثمن ،والحقيقة أن قضية تمويل األبحاث قضية معقدة خصوصا في البلدان املحدودة املوارد
كالبلدان العربية ،غير أن البعض صار يفكر في اآلونة األخيرة بمؤسسات بحثية في الوطن العربي ،يستخدم فيه أمهر الباحثين
الذين يمكنهم كفريق متعاون خدمة أهداف األبحاث على املستوى القومي -العربي ،والتعاون مع مؤسسات البحث على
املستوى الدولي( .أعراب فتيحة ،2011-2010 ،ص)49
إن توفر األدوات واألجهزة هي التي تزيد من قدرات الباحث مثل :الحاسبات والعقول اإللكترونية والتكنولوجيا العالية
كاألنترنت ،ويضاف إلى ذلك ضرورة توفر النشر والتوثيق واملكتبات والدوريات ،وهذا كله ما يدل على أهميته ومكانته في تدعيم
أعمال الباحثين وتعزيز جهودهم في البحث وتهيئة الباحث للتمكن من ممارسة البحث العلمي.
ويتحسن البحث العلمي من خالل بناء قاعدة معلوماتية إلرساء األسس السليمة للبحث العلمي ،وقصد توفير املبادئ
التموينية للبحث العلمي يجب إنشاء صندوق مشترك يمول من القطاعين العام والخاص من أجل دعم وتطوير البحث العلمي
بالجامعات ،ووحدات تسويق البحوث داخل الجامعات تساعد على دعم ميزانية األبحاث ،وكذا ترشيد برامج البعثات
الدراسية والتدريبية للخارج ،والحرص على إتاحة العرض أمام الباحثين لالطالع على أحدث التطورات العلمية ،واكتساب
الخبرة في التعامل مع تطبيقاتها في املجاالت املختلفة.
تنفيذ مشاريع البحث التعاقدية التي تتمتع بميزانية محددة مسبقا.
فتح قنوات االتصال بين املؤسسات الحكومية والخاصة من جهة ،والجامعات من جهة أخرى ،بحيث ترسل هذه
املؤسسات احتياجاتها البحثية للج امعات وتتولى في نفس الوقت تمويل جزء منها مقابل االستفادة بنتائجها .وتحويل جزء من
ضرائب الدول إلى ميزانية البحث العلمي بالجامعات لتدعيمه( .عبد هللا شمت املجيدل ،2008،ص-ص )43-39
45
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
تطوير سوق العمل في الجزائر :أي تطوير سوق العمل بقسميه :السوق رسمي ،والسوق الغير رسمي ،إذ يمثل
السوق املنظم واملحمي بجملة من القوانين والتشريعات التي تضمن سيره ،ويتميز هذا السوق باالستعمال املكثف لرأس املال
واآلالت العصرية ،أما سوق العمل الغير رسمي فيمثل السوق الرئيس ي الثاني للعمل ،ويخص الفئة األقل مهارة ويتميز بالحركية
واملرونة وباالفتقار للحماية االجتماعية( .دموش وسيلة ،2010-2009 ،ص-ص )52-51
إن نسبة البطالة أصبحت تشكل تهديدا على املجتمع ،مما توجب على الحكومة الشروع في إجراءات وتدابير استثنائية
للتخفيف من حدتها وانعكاساتها السلبية خاصة في أوساط الشباب ،وتمثلت هذه اإلجراءات في وضع برامج عديدة لترقية
الشغل ،وإنشاء هياكل متخصصة لتنفيذها مع التركيز على حملة واسعة للتحسيس والتوجيه من أجل إنجاح هذه البرامج،
وباملوازاة مع البرامج التي وضعت للتطبيق في مجال التشغيل فإن الفترة من 1999إلى 2004عرفت انتعاشا اقتصاديا معتبرا
حيث تم تجنيد إمكانيات مالية كبيرة سواء عن طريق االستثمار املباشر للدولة أو بمساهمة االستثمار الخاص الوطني
واألجنبي( .دموش وسيلة ،املرجع نفسه ،ص)44
وهذه الجهود استثمرت في إطار البرنامج الخماس ي 2009-2005الخاص بالبرنامج اإلضافي لدعم النمو االقتصادي
بتخصيص إمكانيات مالية أخرى ،فقد حققت الجزائر نتائج إيجابية على صعيد التوازنات االقتصادية بعد تطبيقها لبرنامج
التعديل الهيكيلي.
أما األهداف املسطرة بالنسبة للسنوات الخمس ،2015-2010فإن البرنامج سعى إلى خلق مليوني منصب شغل
وتجنيد أكبر لكل الطاقات لتفادي النقائص املسجلة تماشيا مع متغيرات سوق الشغل والتطورات الجديدة ،وكذا ربط الشغل
بظاهرة الفقر وهو التداخل الذي دعمته املنظمة الدولية للعمل من خالل توصيتها "التحرر من الفقر عن طريق العمل" وهو
أسلوب تنتهجه كل الدول ،تدعيم استمرار كل برامج التشغيل السابقة وتحسينها لبلوغ نتائج أحسن وتوفير العمل ألكبر عدد
من املواطنين وخفض البطالة إلى أدنى مستوياتها( .شفيق العالء ،2009 ،ص-ص )350-349
-2استراتيجيات مكافحة الفقرفي الجزائر
إن االستراتيجية الوطنية ملكافحة الفقر بالجزائر تقوم على تجسيد حدود الفقر ومفهومه من خالل معرفة:
من هو الفقير؟ ،وأين يتواجد هذا الفقير؟ ،ملاذا هو فقير؟ ،كيف يمكن معالجة فقره؟
واالستراتيجية هدفت إلى إرساء أسس تنمية اقتصادية مستديمة وتضامن اجتماعي للقضاء على أسباب إفقار السكان
مع حلول سنة ،2005من خالل تسطير مجموعة من التدابير املؤسساتية والهيكلية التي تعمل على:
تعبئة الطاقات االجتماعية وتأطيرها وتحقيق مبدأ توازن الفرص وتساويها بين األفراد.
ترقية طرق وآليات املشاركة وتعزيز دور الجماعات املحلية والعمل على ترقية سياسة شاملة للتنمية االقتصادية
ترمي إلى التخفيف من حدة الفقر.
46
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
لقد اتسمت املحاور األربعة عشرة ( )14لالستراتيجية الوطنية بتعدد القطاعات واملستويات ،وكذا التدابير وتمثلت
هذه املحاور أو االستراتيجيات الفرعية في:
ترقية النمو بمشاركة الفئات الفقيرة
اإلصالحات الخاصة بالقطاع املالي وإتاحة القروض للفئات الفقيرة
تطوير القطاع الخاص ومشاركة الفئات الفقيرة
تطوير الفالحة قصد التخفيف من حدة الفقر واإلقصاء
التنمية الريفية عن طريق املشاركة
التنمية البشرية وترقية األفراد
التوازن بين الجنسين
تطوير سوق العمل
تطوير السكن االجتماعي لصالح الفئات الفقيرة وتنويعه
استمرارية األنشطة واملشاريع التنموية
برنامج املساعدة االجتماعية وشبكات الحماية لفائدة الفئات املحرومة
توفير محيط مؤسساتي وإطار قانوني وتنظيمي
تشجيع التنمية االجتماعية عن طريق املشاركة
إنشاء جهاز متابعة الفقر ومستوى املعيشة( .حصروري نادية ،2009-2008 ،ص-ص )137-134
-3استراتيجيات الوقاية من الفساد ومكافحته:
في إطار الجهود الرامية إلى الوقاية من الفساد ومكافحته أنشأ املشرع الجزائري هيئة في غاية األهمية أسندت لها مهمة
التصدي لظاهرة الفساد اإلداري ،وهي الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وهذا بموجب قانون رقم 01/06املتعلق
بالوقاية من الفساد ومكافحته ،والتي تنص املادة 17منه على ما يلي" :تنشأ هيئة وطنية مكلفة بالوقاية من الفساد ملكافحته،
قصد تنفيذ االستراتيجية الوطنية في مجال مكافحة الفساد" ،وقد سبق هذه الهيئة املرصد الوطني ملراقبة الرشوة والوقاية
منها الذي أنش ئ سنة 1996بموجب املرسوم الرئاس ي رقم .233/96والذي تم حله نظرا لفشله في مكافحة هذه اآلفة سنة
2000ولعل أهم أسباب ذلك هو عدم استقالليته في أداء مهامه املوكلة له( .الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد ،41
)1966
وقد أصبح من الضروري تحمل الدولة ملسئوليات ومهام جديدة تتناسب مع التوجه االقتصادي الجديد واالعتماد على
آليات العرض والطلب ،وفيما يلي بعض اآلليات التي يمكن إتباعها لتحسين دور الدولة لتحقيق االستقرار االجتماعي:
-زيادة الدعم الحكومي للسلع األساسية ،للطبقات محدودة الدخل ،مع زيادة اإلنفاق العام املوجه للتعليم والتدريب
واإلنفاق العام املوجه للصحة.
47
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-العمل على تشجيع الصناعات واألنشطة االقتصادية املختلفة ومحاولة تقليل اآلثار السلبية لتنفيذ الجات على
االعتبارات االجتماعية
-العمل على إنشاء شركات عامة في مجاالت مختلفة يحتاجها االقتصاد القومي عن طريق استخدام العائد املتحصل
من الخوصصة وتشجيع األفراد واملؤسسات على طرح أفكار تساهم في حل مشكلة البطالة ،الركود والتنمية وتوفير خدمات
الكهرباء واملياه والغاز واالتصال بأسعار مناسبة( .فتحي أبو الفضل ،عز الدين حسنين ،محمد القفاص ،2004 ،ص –ص119
)120-
-التأكيد على البشرية وذلك باستهداف مفهوم وقيم املواطنة العاملية ،واإلفادة من برامج التربية العاملية :وذلك لتعزيز
التفاهم والتعاون الدولي بين الشعوب على اختالفها ،فهي أحد سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين( .هاني محمد
يونس موس ى)faculty.ksu.edu.sa/74631/Documents ،
-التنمية بالخصوص ما يلي :التربية الوطنية ،والتعليم العالي (عبد الرحمان تومي ،2011 ،ص )325
سابعا :متطلبات التكيف مع العوملة والحد من هجرة األدمغة:
ويمكن إجمال متطلبات التكيف مع العوملة والحد من هجرة األدمغة في النقاط التالية:
-1في مواجهة متغيرات العصر -العوملة ،-فإن التعليم العالي العربي ،يتحمل عبء تكييف نفسه مع تلك املتغيرات ،من
حيث أهدافه وبناه ومحتواه.
-2مع التزايد املستمر في الطلب على التعليم العالي فمن الضروري تشجيع التعليم العالي الخاص ،على أن يكون خاضعا
ملعايير الجودة املعترف بها ،ومن الضروري كذلك تشجيع التعليم العالي ذو الكلفة األقل ،والتي أثبتت كفاءتها وفعاليتها.
-3التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي وعالم الشغل.
-4التوسع في نشاطات التوجيه واإلرشاد األكاديمي واملنهي.
-5التحول من املمارسات اإلدارية داخل الجامعة الجزائرية ،إلى ممارسات يتوافر فيها التخطيط والتنظيم والتنسيق
واملتابعة والتقويم ،وتستهدف تحريك مؤسسات التعليم العالي مع ما تتطلبه وتفرضه متغيرات العصر وتحديات املستقبل.
-6التأكيد على األخذ بمبدأ ضبط الجودة ،وإدارة الجودة الشاملة ضمانا لفاعلية الكفاءة الداخلية والخارجية للتعليم
العالي في الوطن العربي.
-7ضرورة انفتاح مؤسسات التعليم العالي على املجتمع لتشجيع املشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات التي تتصل
بتخطيط البرامج الدراسية وتقييم األداء ،وتمويل البرامج واملشروعات البحثية.
-8توظيف املعلوماتية واالستفادة من تكنولوجيا املعلومات الحديثة في تشخيص املشكالت واستشراف املستقبل،
ووضع الخطط ورسم السياسات ،واملتابعة والتقويم واتخاذ القرارات ،وإنشاء هيئة للتنسيق بين مؤسسات التعليم العالي
ونشر التجارب والصيغ املستحدثة في التعليم ،مثل التعلم عن بعد ،والجامعة املفتوحة ،وأساليب التدريس باستخدام
التكنولوجيا التعليمية.
48
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-9إثراء املكتبات بالكتب واملراجع والدوريات الحديثة وتنشيط حركة الترجمة وتعزيز تبادل املواد املكتبية بين الجامعات
العربية ،وتوفير الدعم املادي الالزم لتزويد األقسام العلمية في مؤسسات التعليم العالي ومركز البحوث بما تحتاج إليه من
مختبرات وأجهزة ومعدات علمية ،بالكم والكيف الالزمين ،مما يمكن عضو هيئة التدريس من إجراء تجاربه وإنجاز مهامه
البحثية( .أحمد الخطيب ،2009 ،ص-ص )54-52
-10مشاركة املؤسسات العامة والقطاع الخاص وكل الجهات التي لها عالقة بالعملية التعليمية في اإلنفاق على النشاط
البحثي ،إما من خالل تشجيعها على التبرع أو من خالل إصدار تشريعات خاصة بذلك ،مع تطوير النشر العلمي في املجالت
والدوريات العربية.
-11إنشاء شبكة عربية للمعلومات ،يكون من ضمن مهامها إصدار فهرس سنوي للبحوث املنشورة في الدوريات واملجالت
املتخصصة في العالم العربي ،وهذا يساعد على نشر اإلنتاج العربي وتبادل األفكار والتجارب وتشجيع الباحثين العرب على
تكثيف اإلنتاج نوعا وليس كما فقط.
-12انطالقا من مسؤولية الدولة عن بناء رأس املال اإلنساني بكافة أشكاله ،فيجب أن تستمر مسؤولية الدولة في توفير
فرص التعليم العالي للمواطنين املؤهلين لاللتحاق به ،وتحرير مؤسسات التعليم العالي من سلطان الحكومة .وأن تقوم عليها
مجالس إدارة مستقلة رباعية التمثيل (الدولة ،قطاع األعمال ،املجتمع املدني ،واألكاديميون).
-13العمل على رفع كفاءة استغالل موارد مؤسسات التعليم العالي ،وتنظيم العائد املعرفي واملجتمعي لها ،من خالل
اعتماد نظام للمساءلة والرقابة الجادة ملؤسسات التعليم العالي ،وبخاصة فيما يتصل باملال العام.
-14إقامة نظم اعتماد أكاديمي جدية لبرامج وتخصصات التعليم العالي وتطبيقها بصرامة ،لضمان النوعية في جميع
مؤسسات التعليم العالي .إعادة النظر في هياكل وبرامج مؤسسات التعليم العالي وتجنب التكرار النمطي في نسق التعليم العالي
ككل ،واعتماد املرونة في هذه الهياكل والبرامج ،ملواكبة احتياجات خطط التنمية الوطنية من العمالة املاهرة واملدربة.
-15أن يتم تطوير معايير للجودة أو النوعية كمكون أساس ي لنظم االعتماد األكاديمي وتطبيق هذه املعايير على مؤسسات
التعليم العالي القائمة حاليا وعلى املؤسسات الجديدة التي يتم إنشاؤها ،بحث ال تضاف مؤسسات جديدة للتعليم العالي إال
وتساعد على تحسين جوهري للجودة أو النوعية.
-16دعوة الجامعات ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي إلجراء دراسات وبحوث تتعلق باملستجدات العاملية وعلى
رأسها ظاهرة وثورة املعلومات والتكنولوجيا بهدف التعرف على انعكاساتها السلبية على الوطن العربي واقتراح البدائل
ملواجهتها.
-17دعوة الجامعات ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي إلجراء دراسات وبحوث تتعلق باالحتياجات القومية،
وبخاصة تلك املتعلقة باحتياجات األمن القومي واالحتياجات التنموية واالحتياجات املتعلقة بالديمقراطية وحقوق اإلنسان،
وذلك بهدف تعزيز األمن القومي العربي وتحقيق شروط التنمية املستدامة وترسيخ القيم املتعلقة بالديمقراطية وحقوق
اإلنسان في الوطن العربي.
-18توجيه الدراسات العليا في الجامعات العربية إلجراء البحوث املتعلقة برسائل املاجيستر والدكتوراه ملعالجة
التحديات املتعلقة باملستجدات العاملية (العوملة وثورة املعلومات والتكنولوجيا والثورة اإلدارية) والتحديات املتعلقة
باالحتياجات القومية (األمن القومي واالحتياجات التنموية واحتياجات الديمقراطية وحقوق اإلنسان) .واقتراح اآلليات
املناسبة للتصدي لتلك التحديات.
49
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-19الدعوة إلى إنشاء صندوق عربي لتمويل البحث العلمي في الوطن العربي على أن تكون إدارة هذا الصندوق تحت مظلة
الجامعة العربية ،وأن يتم تمويل هذا الصندوق برأس مال ضخم من قبل الدول العربية –تقديم االستشارات العلمية للدول
العربية في مجال إجراء دراسات الجدوى للمشروعات والبرامج االقتصادية واالجتماعية التي تم تنفيذها على املستوى اإلقليمي.
(أحمد الخطيب ،2009 ،ص-ص )59-56
خالصة:
مما سبق ذكره يتضح جليا أن آليات الحفاظ على األدمغة الجزائرية ومواجهة هجرتها ،تبنى على استراتيجيات مكافحة
عوامل الطرد وتحسينها واملتمثلة أساسا في صياغة استراتيجيات وبرامج تهدف للنهوض بمستوى البحث العلمي وتشجيع
األدمغة على العطاء الفكري ،إضافة إلى تحسين الظروف االجتماعية للكفاءات الوطنية كمكافحة البطالة ومحاربة الفقر
والفساد بأنواعه ،هذا من جهة ،ومن جهة ثانية محاولة التكيف مع متطلبات العصر وتأثيرات الظروف العاملية التي فرضها
النظام الجديد املتمثل في العوملة ومتطلباتها ،كاقتصاد املعرفة والعوملة اإلعالمية والثقافية ،وكذا فتح مجال التبادل البشري
بين الدول ،هذا األخير يرتكز على استقطاب الكفاءات الفكرية بالدرجة األولى باعتبار مخزونها املعرفي عامال أساسيا للتنمية
الشاملة إذا ما تم استغالل قدراتها بشكل مثالي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة املراجع:
أوال :املراجع باللغة العربية:
-1أحمد الخطيب :التعليم العالي اإلشكاليات والتحديات ،عالم الكتب الحديث ،أربد ،األردن ،ط.01،2009
-2األمين الكالعي :الهجرة التونسية إلى الدول العربية ،مركز النشر الجامعي ،تونس.2002 ،
-3حنان بن عوالي :متطلبات فعالية التسيير االستراتيجي للموارد البشرية لخلق امليزة التنافسية ،امللتقى الدولي
الرابح حول املنافسة واالستراتيجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع املحروقات في الدول العربية ،جامعة
الشلفLabocolloque. Voila met /133 benaoualih . .
-4سنوس ي شيخاوي :هجرة الكفاءات الوطنية وإشكالية التنمية في املغرب العربي :دراسة حالة الجزائر -1999
،2010مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستير في العلوم السياسية تخصص دراسات أورو-متوسطية ،جامعة أبو بكر
بلقايد-تلمسان.2011-2010،
-5شفيق العالء :البطالة والتشغيل عند الشباب ،امللتقى الدولي حول الشباب بين األصالة ومسايرة العصر-25-24،
26مارس ،2008منشورات املجلس اإلسالمي األعلى.2009 ،
-6عبد الرحمان تومي :اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الو اقع واألفاق ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،القبة-
الجزائر.2011 ،
-7عبد القادر القصير :الهجرة من الريف إلى املدن-دراسة ميدانية اجتماعية عن الهجرة من الريف إلى املدن في
املغرب ،-دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت.1992 ،
-8عبد هللا شمت املجيدل ،وآخرون :البحث العلمي في الوطن العربي إشكاليات وآليات للمواجهة ،املؤسسة العربية
لالستشارات العلمية وتنمية املوارد البشرية ،مصر.2008،
50
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-9عبد هللا عبد الغني غانم :املهاجرون-دراسة سوسيولوجية أنثروبولوجية ،املكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية،
.2002
-10عزوز بوساحة :اتجاهات الطالب الجامعيين نحو ظاهرة الهجرة الخارجية-دراسة ميدانية بجامعة باتنة ،مذكرة
تخرج مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علم االجتماع التنمية ،جامعة باتنة.2008-2007 ،
-11فتحي أبو الفضل ،عز الدين حسنين ،محمد القفاص :دور الدولة واملؤسسات في ظل العوملة ،مكتبة األسرة األعمال
الفكرية ،مهرجان القراءة للجميع.2004 ،
-12فتحي محمد أبو عيانة :جغر افيا السكان ،دار النهضة العربية ،ط ،5بيروت.2000 ،
-13فتيحة أعراب :معوقات البحث العلمي لدى األستاذ الجامعي في الجامعة الجزائرية -دراسة ميدانية على أساتذة
جامعة الجزائر ،02بوزريعة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستير تخصص علم االجتماع الثقافي التربوي.2011-2010 ،
-14كمال بوصافي :حدود البطالة الظرفية والبطالة البنيوية في الجزائر خالل املرحلة االنتقالية ،أطروحة مقدمة
للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،2006 ،ص .188
-15منير نوري ،فاتح مجاهدي :دور االبتكار في اكتساب املنظمة العربية ميزة تنافسية والحفاظ عليها ،امللتقى الدولي
حول املؤسسة االقتصادية الجزائرية واالبتكار ،جامعة 8ماي 17 – 16 ،1945نوفمبر.2008 ،
-16نادية حصروري :تحليل وقياس الفقر في الجزائر -دراسة تطبيقية في والية سطيف ،رسالة مقدمة لنيل شهادة
املاجستير في العلوم االقتصاد ،تخصص :تحليل واستشراف اقتصادي ،جامعة منتوري قسنطينة .2009-2008 ،
-17نصيرة طالح :أثر ضغوط الحياة على االتجاهات نحو الهجرة إلى الخارج –دراسة ميدانية للطلبة املقبلين على
التخرج -جامعة مولود معمري تيزي وزو ،جامعة مولود معمري تيزي وزو.2011 -2010 ،
-18هاني محمد يونس موس ى :دور التربية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي ،قسم أصول التربية ،كلية
التربية جامعة بنهاfaculty.ksu.edu.sa/74631/Documents/ .بحث20%الهوية.doc
-19وسيلة دموش :أزمة البطالة في الجزائر و اقعها و آفاقها :دراسة تحليلية للعشرية األخيرة ،رسالة مقدمة لنيل
شهادة املاجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل واستشراف اقتصادي ،جامعة 20أوت -1955سكيكدة-2009 ،
.2010
-20صندوق النقد العربي :التطورات االقتصادية واالجتماعية ،التقرير االقتصادي العربي املوحد.2006 ،
-21املرسوم الرئاس ي رقم 233/96في 02جويلية 1996يتضمن إنشاء املرصد الوطني ملر اقبة الرشوة والوقاية منها،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،عدد .1996 ،41
-22مكتب العمل الدولي :مجلة اإلدارة -لجنة البرنامج وامليزانية واإلدارة البند السابع عشر من جدول األعمال،
استراتيجية املوارد البشرية ملنظمة العمل الدوليةwww.lo.orgl.w.cms.gb-297 ،
-23ورقة عمل مقدمة إلى ندوة " العوملة وأولويات التربية " ،كلية التربية ،بجامعة امللك سعود في الفترة من 21-20
إبريل www.pdffactory.com 2004
-24العوملة و أثرها على التعليم العاليhttp://www.novapdf.com .1430-11-26 :
51
العدد الحادي عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
: املراجع األجنبية:ثانيا
1. CNES .Rapport national sur le développement humain Algérie 2006, réalise en coopération Avec
Pun.
2. Marc Rwabahungu: La fuite des cerveaux un facteur important du sous-développement, Union
Interparlementaire, Association des Secrétaires Généraux de Parlement , Session de Nusa Dua Avril/mai 2007.
52