You are on page 1of 16

‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫التعليم وتكوين النخب الثقافية والسياسية في الجزائر‪ :‬مرحلة (‪)0591 -0381‬‬


‫‪Education in Algeria and the formation of cultural and political elites:‬‬
‫‪-‬‬

‫د‪.‬مخنفر حفيظة*‬
‫ادلعهد الوطٍت للبحث يف الًتبية‬
‫)اجلزائر العاصمة)‬
‫‪Hafidha_19@hotmail.fr‬‬
‫تاريخ االستالم‪ 2022/01/20:‬القبول‪2022/07/22 :‬‬
‫النشر‪2022/11/16:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫هتدف الورقة البحثية إىل الكشف عن دور التعليم يف تشكيل النواة األوىل لنماذج النخب السياسية والثقافية الفاعلة يف اجلزائر‬
‫خالل الفًتة ادلمتدة بُت سنيت (‪ )1830‬و(‪ ،)1954‬دلا لذلك من أعلية يف فهم التحوالت السياسية اليت عرفتها اجلزائر بعد‬
‫االستقالل إىل يومنا ىذا‪ ،‬لذلك سيتم تبيان‪ :‬أوالً دور السياسة التعليمية الفرنسية يف صناعة النخب الفرنكفونية ادلوالية لثقافتها‬
‫وادلتشبعة بقيم حضارهتا؛ مث تبيان دور التعليم العريب أثناء االستعمار يف تشكيل النخب ادلعربة واليت كانت تؤمن باألصول العربية‬
‫واإلسالمية للشعب اجلزائري؛ وتوصل البحث إىل عرض أىم ظلاذج النخب اجلزائرية يف الفًتة (‪ )1954 – 1830‬من حيث‬
‫النشأة التكوين والتوجهات األيديولوجية والفكرية؛ وبالتحديد النخب الفرنكوفونية‪ ،‬النخب الرببرية‪ ،‬النخب الوطنية‪ ،‬النخب ادلعربة‪،‬‬
‫و"مالك بن نيب" باعتباره لوحده يشكل تيار فكري سلتلف سباماً عن باقي النخب‪ ،‬وسيتم توظيف ادلنهج التارؼلي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬طلب؛ سياسة تعليمية؛ مدرسة جزائرية؛ طلب معربة؛ طلب مفرنسة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The main objective of the paper is to present the role of the educational policy‬‬
‫‪since 1830 to 1954 in forming the elites models in Algeria; and The importance‬‬
‫‪of this in understanding the political transformations in contemporary Algeria.‬‬
‫‪Therefore we going to demonstrate the role French education policy in making‬‬
‫‪Algerian elites; Also the Arabic education during colonization and its role in‬‬
‫‪making Aabic elites; so finally as results we present the models of the Algerian‬‬
‫;‪elites in the period (1830 - 1954); there origins and there orientations‬‬
‫‪specifically the Francophone elites, Berber elites, National elites, Arabized‬‬
‫‪elites, and "Malik bin Nabi" who is alone an intellectual movement different‬‬
‫‪from the rest of the other elites. The study will use the historical method.‬‬
‫; ‪KeyWords: Elites ; Education policy ; Algerian Education; francophone‬‬
‫‪Arabophone.‬‬

‫*حفيظة سلنفر‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫يكتسي النَّسق الًتبوي أعلية بالغة ضمن اجملتمع؛ لدوره ادلزدوج إذ ينقل وي ورث القيم وادلعارف والًتاث من‬
‫جيل إىل جيل آخر‪ ،‬فيحافظ على ثقافتو وىويتو من لغة ودين وقيم‪ ،‬فضال عن أنّو يساعد يف تغيَت احمليط‬
‫االجتماعي والسياسي واالقتصادي‪ .‬وىذا واحد من الباحثُت الًتبويُت أوليفيي روبول ينظر للًتبية باعتبارىا عملية‬
‫وفعل اجتماعي؛ يشكل التعليم أىم اسًتاتيجياهتا؛ ذلك" أهنا العمل الذي ؽلكن كائنا إنسانيا أن ينمي استعداداتو‬
‫اجلسدية والفكرية‪ ،‬كما ينمي مشاعره االجتماعية واجلمالية واألخالقية يف سبيل إصلاز مهمتو كانسان‪ ،‬وىي أيضا‬
‫نتيجة ذلك العمل ‪ ...‬فالًتبية ىي رلموع السَتورات واألساليب اليت تسمح للطفل البشري بالوصول إىل حالة‬
‫الثقافة باعتبارىا ما ؽليز اإلنسان عن احليوان"‪( .‬روبول‪ ،2002 ،‬صفحة ‪ )31‬بذلك تكون الًتبية ىي اليت ربول‬
‫اإلنسان من كائن حيوي إىل إنسان ذو ثقافة؛ والتعليم واحد من اسًتاتيجيات الًتبية؛ يصنع ثقافة األجيال وينقلها‬
‫عرب التاريخ‪.‬‬
‫كذلك التعليم ليس يف حقيقتو وجوىره تلك الدروس اليت يأخذىا الطالب يف ادلدرسة‪ ،‬بل ىو قبل ذلك‬
‫فلسفة كاملة‪ ،‬تسهم يف بنائها وربقيقها كل ادلواد الدراسية وادلعارف وادلمارسات اليت تبدأ من مرحلة الطفولة‪ ،‬مروراً‬
‫بكل موارده الثقافية والعلمية‪ ،‬وانتهاء دبجموع اخلربات ادلًتاكمة اليت يتحصل عليها‪ ،‬وينقلها إىل األجيال من بعده‪.‬‬
‫(لوصيف‪ ،2014 ،‬صفحة ‪ )227‬فبالًتبية والتعليم ؽلكن ألي دولة أن تعيد إنتاج ثقافتها‪.‬‬
‫وكما ىو معروف عند الدارسُت لتاريخ اجلزائر فإن السياسة االستعمارية الفرنسية كانت مدركة سبام اإلدراك‬
‫ألعلية التعليم كأداة استعمارية سبكنها من إخضاع اجملتمع اجلزائري؛ أكثر شلا سبكنها اجليوش بالقوة والسالح‪ ،‬خاصة‬
‫وأن ادلصادر التارؼلية تشَت إىل أن فرنسا كانت جد متمسكة باجلزائر وتعتربىا أىم مستعمرة من ضمن كل‬
‫مستعمراهتا يف إفريقيا ؛ ذلذا سطرت سياسة تعليمية خاصة بأبناء اجلزائر زبدم مصاحلها على ادلدى القريب والبعيد‬
‫وربافظ على مصاحلها فيها‪ ،‬وفعال كان ذلا ذلك طادلا أن ادلشهد السياسي يف اجلزائر ادلستقلة ىو خَت دليل على‬
‫صلاح ىذه السياسة التدمَتية‪ ،‬إذ يوحي ىذا ادلشهد بوجود انقسام بُت النخب اجلزائرية بُت من ىي متشبعة بالثقافة‬
‫الفرنسية روحاً وفكراً‪ ،‬وبُت من ىي متشبعة بالثقافة العربية اإلسالمية روحا وفكرا كذلك‪ ،‬فاألوىل خرغلة ادلدارس‬
‫ادلفرنسة‪ ،‬والثانية خرغلة الكتاتيب واجلمعيات اإلسالمية اليت ربدت آنذاك ىذه السياسة وعملت على ضباية القيم‬
‫الوطنية الدينية اليت سبيز اجملتمع اجلزائري احملافظ‪.‬‬
‫سعى االستعمار الفرنسي من خالل سياستو التعليمية إىل ترسيخ الثقافة واألفكار الفرونكفونية يف عقول‬
‫األجيال ادلتعلمة؛ إذا حارب صبيع الفعاليات الفكرية والًتبوية والتعليمية العربية منها واإلسالمية‪ ،‬وكانت عمليات‬
‫التبشَت الفرنسية خالل العقود األوىل من االحتالل مكثفة جداً بقيادة "األب الفيجري" الذي بدأ بإنشاء ادلدارس‬
‫والتعليم باللغة الفرنسية‪ ،‬ولعل يف مقدمة أىداف االستعمار الفرنسي اليت سعى إىل ربقيقها يف اجلزائر ىي شلارسة‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫سياسة التجهيل‪ ،‬وزلاصرة التعليم احلر‪ ،‬يف حُت كانت نسبة ضئيلة من احملظوظُت تتعلم يف ادلدارس الفرنسية يف‬
‫ادلراحل األوىل للتعليم‪ ،‬وال يرقى إىل التعليم العايل إال من ي ثّبت والؤىم لفرنسا‪ .‬وقد ارتفعت نسبة التجهيل واألمية‬
‫إىل درجة وصلت فيها يف هناية عهد االستعمار إىل (‪ )%98‬من السكان‪( .‬الزيدي‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ )195‬رغم‬
‫أن الوضع مل يكن كذلك قبل رليء االحتالل‪.‬‬
‫فهدا "فيلهلم شيمرب" الذي زار اجلزائر يف شهر ديسمرب(‪ ،)1831‬وأقام فيها حوايل عشرة أشهر‬
‫يقول‪":‬لقد حبثت قصداً عن عريب واحد يف اجلزائر غلهل القراءة والكتابة‪ ،‬غَت أين مل أعثر عليو يف حُت أين وجدت‬
‫ذلك يف بلدان جنوب أوروبا‪ ،‬فقلما يصادف ادلرء ىناك من يستطيع القراءة بطالقة‪ ،‬وذلك ما دعا احلكومة‬
‫الفرنسية إىل استخدامهم يف الوظائف العمومية؛ أما الفرنسيون الذين يتكلمون العربية فال وجود ذلم إال نادراً جداً"‬
‫(دودو‪ ،1975 ،‬صفحة ‪.)13‬‬
‫فقد عمل ادلستعمر ‪-‬قصد التمكُت لنفسو‪ -‬عن طريق سياستو التعليمية على تكوين طلب موالية لو يف‬
‫الفكر‪ ،‬والنتيجة ىي أن خرج للوجود ظلاذج من النخب الثقافية والسياسية‪ ،‬اليت كان والزال ذلا تأثَت واضح يف‬
‫صياغة تاريخ اجلزائر إىل يومنا ىذا‪ ،‬وارتكازا على ىذه الرؤية يف النّظر إىل األمور؛ رباول الورقة البحثية تسليط الضوء‬
‫على ادلوضوع من ىذه الزاوية؛ باإلجابة على تساؤل رئيسي مفاده‪ :‬كيف كان للتعليم يف اجلزائر خالل ادلرحلة‬
‫ادلمتدة من سنة (‪ )1830‬إىل غاية سنة (‪ )1954‬دور يف تشكيل النواة األوىل للنخب اجلزائرية خبصائص ثقافية‬
‫سياسية معينة؛ فرضتها حتمية تارؼلية مرتبطة بالزمان وادلكان؟ وستتم اإلجابة على ىذا التساؤل من خالل اإلجابة‬
‫على األسئلة الفرعية ادلوالية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف كان للسياسة التعليمية الفرنسية دور يف صناعة النخب الثقافية والسياسية يف اجلزائر؟‪.‬‬
‫‪ -‬كيف كان للتعليم العريب أثناء االستعمار دور يف تشكيل النخب يف اجلزائر؟‪.‬‬
‫‪ -‬وكنتيجة للبحث ما ىي ظلاذج النخب اليت تشكلت آنذاك وما ىي توجهاهتا السياسية والثقافية‪ ،‬وكيف‬
‫تشكلت النخب احلديثة يف اجلزائر ادلستقلة بتوجهاهتا السياسية‪.‬‬
‫ولإلجابة على ىذه التساؤالت سلكت الدراسة ادلنهج التارؼلي كمدخل منهجي‪.‬‬
‫‪.I‬السياسة التعليمية الفرنسية وصناعة النخب‬
‫أدرك ادلستعمر منذ البدايات األوىل لوجوده يف اجلزائر أعلية وجود فئة من أبناء األىايل تساعده على التغلغل‬
‫يف أوساط الشعب‪ ،‬لشدة ادلمانعة الثقافية اليت أبداىا اجملتمع اجلزائري‪ ،‬وادلقاومة العسكرية اليت ذبلت يف ادلقاومات‬
‫الشعبية آنذاك‪ ،‬وقد وجدت فرنسا التعليم أفضل وسيلة إلزالة الفروق الثقافية بينها وبُت الشعب اجلزائري‪ ،‬وكان‬
‫تعليم أبناء األىايل ىو ادلدخل ادلالئم لذلك‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك "عبد القادر حلوش" بقولو أن ادلهمة احلقيقية للمدرسة الفرنسية؛ كانت ىي "خلق أو تكوين "‬
‫طبقة وسطاء بُت اجلزائريُت وادلستعمر؛ اليت كانت يشكل انعدامها قلقا لإلدارة الفرنسية‪ ،‬ألن الفرنسيُت ال‬
‫يستطيعون كسب ثقة الشعب اجلزائري بالقدر الذي يستطيع ىؤالء ادلثقفون‪ ،‬باعتبارىم جزء من ىذا الشعب‪،‬‬
‫‪040‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫ولضمان استمرارية أداء أوالئك الوسطاء لواجبهم "االستعماري" غلب حسب رأي األوربيُت أن تكون‪" :‬الدراسات‬
‫قوية هبدف زلاربة األعداء الذين يعًتضوهنا فيما بعد‪ ،‬وغلب أن نركز كل اجلهود جلعل ىؤالء السكان مشاهبُت لنا‪،‬‬
‫متحمسُت حلضارتنا‪ ،‬أو على األقل جلعلهم يرغبون يف التقرب إلينا شعورا وفكرا"‪( .‬حلوش‪ ،2010 ،‬صفحة‬
‫‪ )259‬وللعمل على ربقيق ىذا اذلدف اىتم احملتل الفرنسي خبلق سياسة تعليمية فرنسية صبت جل اىتمامها‬
‫بادلناىج وادلدرسُت‪ ،‬يف سلتلف األطوار التعليمية‪.‬‬
‫فقد أولت السياسة التعليمية الفرنسية موضوع تكوين طلبة من ادلدرسُت فرنسيُت وأىايل اىتمام كبَت‪ .‬كان‬
‫ادلدرس يتلقى تعليما خاصا؛ متكيفا مع تربية األىايل‪ ،‬ويتمتع دبكانة معتربة لدى السلطات العمومية وموضع ثقة؛‬
‫فلم يكن أستاذ مدرسة فحسب‪ ،‬وإظلا بناءا وصلارا وطبيبا‪-‬شلرضا‪ ،‬وغَتىا من ادلهن القريبة من اجملتمع‪ ،‬يعلم القراءة‬
‫والكتابة واحلساب ويقدم دروسا يف األخالق والتاريخ واجلغرافيا والتعليم‪ ،‬كان يدرس الصحة والزراعة وسكرتَتا‬
‫بالبلدية وكاتبا عاما‪ ،‬وكانت دار "مصطفى" للمعلمُت اليت نقلت إىل بوزريعة سنة(‪ )1888‬سلصصة لتكوين ىؤالء‬
‫ادلدرسُت الكولونياليُت‪ ،‬وقد أنشأت دور أخرى فيما بعد سنة(‪ ،)1959‬بلغ عددىا شبانية بقسنطينة ووىران (بن‬
‫قينة‪ ،2000 ،‬صفحة ‪)231‬‬
‫كما كان يوجد منذ سنة (‪" )1891‬فرع أىلي" ربول الحقا إىل "الفرع اخلاص بتكييف ادلدرسُت الفرنسيُت‬
‫مع تعليم األىايل"‪ ،‬وكون فرع سلصص لألىايل (‪ )800‬مدرس أىلي معظمهم قبائليون‪ ،‬وقد كان ىؤالء ادلدرسون‬
‫زلل تقدير خاص؛ ويتحدث األستاذ إيبازيزن ‪ Ibazizen‬عن أبيو الذي كان أول طالب أستاذ قبائلي بادلدرسة‬
‫الفرنسية األوىل لبالد القبائل "‪ ...‬فقد سبلكو حب الثقافة الفرنسية وقوهتا ادلادية وإشعاعها الفكري‪...‬متأثرا‬
‫بأساتذتو األوائل وتعليمهم لو‪( .‬ريسلَت‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ )232‬وكان اىتمام فرنسا بادلعلمُت من باب أعلية‬
‫ادلدرس يف تعليم الناشئة‪ ،‬ألن ادلدرس سيكون القدوة األوىل أمام طالبو‪.‬‬
‫ومن بُت ادلدارس اليت أسستها فرنسا؛ وكان ذلا دور بارز يف صناعة النخب اجلزائرية؛ صلد ما يسمى‬
‫"بادلدارس العربية الفرنسية" يف سنوات (‪ - )1850-1836‬وقبلها زلاوالت بسيطة حوايل (‪ )1833‬ألبناء‬
‫الكولون‪ -‬الستقطاب اجلزائريُت بتعليم مزدوج (عريب‪/‬فرنسي) لكن سرعان ما عوضت ىذه ادلدارس يف ذات السنة‬
‫بنموذج تعليمي آخر؛ سنتو القوانُت الفرنسية ادلتعلقة بإجبارية التعليم العمومي ادلفرنس (بن قينة‪ ،2000 ،‬صفحة‬
‫‪ .)25‬وأصبحت يف عام (‪ )1870‬تعمل (‪ )36‬مدرسة ابتدائية عربية فرنسية (‪ )1300‬تلميذ ومعهدان عربيان‪-‬‬
‫فرنسيان وثالث مدارس دينية إسالمية‪ ،‬ولكن اجلمهوريُت الفرنسيُت ادلعارضُت للتعليم يف اجلزائر توصلوا إىل إغالقها‬
‫وتركوا ادلدارس الدينية تضعف فلم يبقى يف عام (‪ )1882‬سوى (‪ )16‬مدرسة ابتدائية‪ ،‬فناضل ‪ Jeanmaire‬من‬
‫أجل تنمية ادلدرسة األىلية‪ ،‬غَت أن أولياء التالميذ ادلسلمُت ظلوا زمنا طويال متمردين يف إرسال أوالدىم إىل ادلدارس‬
‫احلكومية ومل يتغَت ذلك إال بعد احلرب العادلية األوىل‪( .‬آجَتون‪ ،1982 ،‬الصفحات ‪ )114 - 113‬مل يرسل‬
‫اجلزائريُت أبناءىم خوفا عليهم من التخلي عن دينهم والذوبان يف اجملتمع الفرنسي‪ ،‬وبالتايل فشل التعليم الفرنسي يف‬
‫بدايتو األوىل يف استقطاب عامة الشعب اجلزائري‪.‬‬
‫‪044‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫مث تبع فشل ادلدارس السابقة الذكر‪ ،‬مشروع "ادلدارس العربية اإلسالمية" أو(ادلدارس الشرعية) اليت أنشأت‬
‫دبرسوم صادر يف ‪1850/09/30‬؛ وتتلخص مهمتها يف إعداد موظفُت يف الشؤون الدينية والقضائية واإلدارية‪،‬‬
‫ويصبح ادلتخرجون منها علزة وصل بُت احملتلُت وادلواطنُت‪ ،‬ويقومون بالنيابة عن اإلدارة االستعمارية يف شؤون‬
‫ادلواطنُت يف ادلنازعات القضائية والدينية‪ ،‬ووزعت ىذه ادلدارس على ثالث جهات من الوطن األوىل يف غربو‬
‫بتلمسان‪ ،‬والثانية يف وسطو بادلدية؛ بعد تسع سنوات نقل مقرىا إىل العاصمة سنة (‪)1958‬؛ أما الثالثة يف الشرق‬
‫بقسنطينة‪( .‬بن قينة‪ ،2000 ،‬الصفحات ‪ )27 - 26‬هبدف استقطاب الطلبة الذين كانوا يتجهون للدراسة يف‬
‫اجلامعات األجنبية؛ خصوصا جامعة القرويُت بادلغرب والزيتونة بتونس؛ بغرض احلد من تأثرىم بتيارات النهضة‬
‫اإلسالمية اليت بدأت تلوح يف األفق آنذاك‪ .‬لكن ىذه ادلدارس ستتأثر بالتطورات اليت عرفتها اجلزائر فيما بعد‪،‬‬
‫وربولت إىل ثانويات سنة (‪ )1944‬دبقتضى قانون ادلدارس الثالث الصادر سنة(‪( .)1951‬بن داود‪،‬‬
‫‪ ،2017/2016‬صفحة ‪)54‬‬
‫ومن ىذه ادلدارس العربية اإلسالمية زبرج "مالك بن نيب" الذي أصبح ؽلثل مدرسة فكرية لوحده‪ ،‬بفضل‬
‫بعض أساتذتو ادلسلمُت واحتكاكو دبحيط العالمة عبد احلميد بن باديس‪ ،‬كذلك زبرجت منها فئة من النخب‬
‫الذين أخذوا من الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬وشكلوا فئة أتيحت ذلا فرصة نشر الًتاث القدمي ضمن السياسة الفرنسية‬
‫ادلتبعة مع أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين‪ ،‬ومن ىذه الفئة الشيخ "عبد القادر اجملاوي" (‪–1848‬‬
‫‪ ،)1914‬و"زلمد أبو القاسم احلفناوي" (‪ ،)1942–1852‬و"زلمد بن أيب شنب" (‪ ،)1929–1869‬الذي‬
‫ألف بالعربية والفرنسية وأصلز رلموعة كبَتة من البحوث‪( .‬بن قينة‪ ،2000 ،‬صفحة ‪)32 ، 26‬‬
‫لكن فرنسا أدركت خطورة ادلدارس العربية اإلسالمية؛ ما جعلها تًتاجع عنها وحولتها إىل مدارس "التعليم‬
‫الثانوي العريب الرمسي"؛ الذي ساىم بدوره يف تكوين عدد من النخب‪ ،‬وكان لو مدرستان إحداعلا يف تلمسان‬
‫والثانية يف قسنطينة‪ ،‬وكلتاعلا ت علم الفقو واألدب العريب واللغة الفرنسية والتاريخ وبعض ادلواد العلمية‪ ،‬والناجحون من‬
‫ىذه ادلدرسة يواصلون تعليمهم يف ادلدرسة الثعالبية باجلزائر العاصمة وىي مدرسة عليا تغَت أمسها سنة (‪)1951‬‬
‫فأصبحت تدعى "الكوليج الفرنسي اإلسالمي" ومنها يتخرج القضاة الشرعيون ووكالء احملاكم الشرعية وكذلك‬
‫ادلدرسون الرمسيون‪ .‬كما أن الناجحُت يف االمتحان النهائي يف ىذه ادلدرسة العليا ؽلكنهم أن يدخلوا معهد‬
‫الدراسات العربية التابعة للجامعة حيث يقضون سنتُت ػلصلون بعدىا على دبلوم‪ ،‬وحوايل (‪ )1953‬خصصت‬
‫الثعالبية مدرسة للبنات وانتقل الطلبة إىل الثانوية الفرنسية‪-‬اإلسالمية اجلديدة يف بن عكنون اليت تدعى اليوم عمارة‬
‫رشيد‪( .‬أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقافيي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)55‬‬
‫كما كانت السياسة التعليمية الفرنسية زبصص منحة لنخبة من التعليم الثانوي‪ ،‬يراد هبا صناعة طلبة تكون‬
‫"وسيطا ثقافيا وسياسيا" لدى السلطات الكولونيالية‪ ،‬وتساىم من خالل نشاطها داخل اجملتمع التقليدي يف خلق‬
‫ثقافة الرضا والقبول بالوجود الفرنسي ونشر قيمو الثقافية؛ وقد كونت النخبة القبائلية الفرنكوفونية أو مزدوجة اللغة‬
‫يف األوساط الشعبية البسيطة‪ ،‬وذلك بفضل منح تقدمها السلطات العمومية اليت وجدت يف ذلك أكثر الوسائل‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫فعالية النتقاء األىايل ادلراد وصوذلم إىل قمة اذلرم االجتماعي‪ ،‬وكان مرسوم صادر سنة (‪ )1886‬ؽلكن فعال‬
‫السلطات العمومية من ذباوز شروط االستحقاق األكادؽلي والضرورة ادلالية‪ ،‬للموافقة بال امتحان "على عائالت‬
‫قدمت خدمات منوه هبا لفرنسا" عشية احلرب العادلية األوىل‪ ،‬كان احلاصلُت على منح الثانويات أبناء ألغاوات أو‬
‫ڤياد؛ ومت رفع القرض ادلوجو وادلخصص دلنح التعليم الثانوي‪ ،‬بشكل كبَت يف سنة (‪ ،)1904‬هبدف تقوية "برجوازية‬
‫زلافظة" ربت حكم "جونار" (‪ ،)1903-1911‬ساعلت ادلنح بعد احلرب يف مكافأة كل ادلساعدين األىايل‬
‫ادلوالُت من باشاغات وأغاوات وڤياد وعسكريُت‪ ،‬ورجاال للقضاء والشعائر اإلسالمية ومًتصبُت ومدرسُت ومساعدين‬
‫طبيُت‪( .‬ريسلَت‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪)235 - 234‬‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫أما بالنسبة للتعليم العايل ودوره يف تكوين النخب‪ ،‬مثلتو جامعة واحدة ىي جامعة اجلزائر كانت تضم أربع‬
‫كليات (احلقوق‪ ،‬واآلداب‪ ،‬والطب والصيدلة‪ ،‬والعلوم) وفيها معهد للدراسات العربية حديث العهد؛ كانت ال‬
‫تضم سوى حوايل ‪ 4130‬طالب معظمهم من األوربيُت ألن شروط القبول تعجيزية وعنصرية‪( .‬أبو القاسم‪ ،‬تاريخ‬
‫اجلزائر الثقافيي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)52‬‬
‫كما كانت جامعة اجلزائر اليت ترجع نواهتا إىل إنشاء ادلدارس العليا سنة (‪ )1880‬قد ظهرت إىل الوجود‬
‫سنة (‪ ،) 1909‬وتطورت بسرعة حىت أصبح الفرنسيون يسموهنا (السربون اإلفريقية) وكانوا يعتربوهنا اجلامعة الفرنسية‬
‫الثالثة الرتفاع مستواىا التعليمي‪ ،‬ومن أساتذهتا يف العلوم االجتماعية "ماسكري" و"باصيو" و"موران" و"فانيان"‪،‬‬
‫وقد تفرعت عنها معاىد منها معهد البحوث الصحراوية‪ ،‬معهد الدراسات الشرقية‪ ،‬معهد الدراسات القانونية‪( .‬أبو‬
‫القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،1998 ،‬الصفحات ‪)101 - 100‬‬
‫كما أنشئت فرنسا يف سنة (‪ )1879‬باجلزائر مدارس عليا للحقوق واآلداب والعلوم‪ ،‬ال سبنح شهادة الدولة‬
‫للجزائريُت ألسباب سياسية‪ ،‬وحسب ج‪.‬ك‪.‬فتان ‪ Vatin‬فقد كانت زبفي وراء اخلطاب الرمسي‪ ،‬رغبة اجلامعيُت‬
‫والسياسيُت بفرنسا يف ذبنب ادلوافقة على استقاللية التعليم العايل اجلزائري‪ ،‬وذلك إلجبار الشباب الراغبُت يف‬
‫مواصلة تعليمهم العايل على االلتحاق بفرنسا‪( .‬ريسلَت‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪) 237 - 236‬‬
‫كما كانت اجلامعة والبحث علا األساس اإليديولوجي للحضور الفرنسي وجهاز للتحكم‪ ،‬وكان التعليم‬
‫العايل تابع لوزارة الًتبية الوطنية اليت زبتار احملاضرات وتعُت األساتذة وتقدم القروض‪ ،‬كما كان يبدو عاديا أن ال‬
‫تقوم فرنسا بالتشجيع على إنتاج علم قد ال ؼلدم مصاحلها؛ كما صرح "أوغسطُت برنار" ‪Augustin‬‬
‫‪ Bernard‬أستاذ بالسربون وادلمثل ل "مدرسة اجلزائر" بقولو‪ :‬التعليم العايل كان جهازا إيديولوجيا للتحكم‪،‬‬
‫تستعملو اإليديولوجيا ادلهيمنة لنقل شرعية قوهتا"‪( .‬ريسلَت‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ )41 ، 39‬ومن ىذه اجلامعة زبرج‬
‫جيل من احلركة الوطنية مثل "فرحات عباس"‪" ،‬وابن جلول"‪" ،‬رضا مالك"‪" ،‬مصطفى األشرف"‪ ،‬وىذا معناه صلاح‬
‫التعليم الفرنسي يف صنع طلب جزائرية‪( .‬بن قينة‪ ،2000 ،‬الصفحات ‪ )30 - 29‬منها ما توافق مع الثقافة‬
‫الفرنسية‪ ،‬ومنها من ناقضتها وعارضتها بشدة؛ طلب وطنية وىي نفسها اليت دافعت على استقالل اجلزائر كفرحات‬
‫عباس –مثالً‪ -‬رائد احلركة الوطنية‪.‬‬

‫‪.II‬التعليم العربي ودوره في صناعة النخب‬


‫يقول "أبو القاسم سعد اهلل" أن التعليم العريب احلر واالنبعاث اإلسالمي كان مضطهدا يف اجلزائر حبسب‬
‫شهادة "زلمود بوزوزو"‪ ،‬ف التعليم كان قائم على كاىل الشعب‪ ،‬وال يتعدى التعليم االبتدائي‪ ،‬ولو برنامج بسيط‬
‫يشمل قواعد الدين وقواعد اللغة وبعض اجلغرافيا والتاريخ اإلسالمي‪ ،‬والتعليم العريب الرمسي ليس لو مدارس خاصة‬
‫بو‪ ،‬كما أن اللغة العربية ال تعلم يف ادلدارس االبتدائية الفرنسية‪ ،‬أما ادلدرسون فهم عادة موظفون رمسيون معينون من‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫قبل إدارة التعليم مع مباركة احلاكم العام‪ ،‬عددىم حوايل (‪ )50‬موزعُت على ادلساجد مهمتهم إقراء من يرغب يف‬
‫علوم الدين واللغة والتوحيد والفقو والنحو‪ ،‬وليس ذلم برنامج مسطر‪( .‬أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقافيي‪،2007 ،‬‬
‫الصفحات ‪)55 - 54‬‬
‫التعليم الديٍت مل يكن مقبوال‪ ،‬وباسم سياسة الدمج مث العلمنة حددت السياسة الفرنسية ادلدارس القرآنية‬
‫بدقة‪ ،‬وروقبت مدارس الزوايا وأغلقت أو أزعجت‪ ،‬وذلذا السبب توقف االنضمام بصورة عادية إىل طبقة العلماء‬
‫ونقص عدد معلمي القران وادلدرسُت لو‪ ،‬ومنذ ذلك احلُت تقهقرت معرفة اللغة العربية األدبية‪ ،‬إذ كانت ال تكاد‬
‫تدرس‪( .‬آجَتون‪ ،1982 ،‬صفحة ‪ )107‬وكانت صبعية العلماء تشرف على التعليم احلر‪ ،‬وكان ىناك شبو تعليم‬
‫ثانوي تشرف عليو الزوايا مثل زاوية اذلامل واليلويل وابن احلمالوي ومعهد احلياة يف ميزاب‪( .‬أبو القاسم‪ ،‬تاريخ‬
‫اجلزائر الثقافيي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)56‬‬
‫ويف ىذا اجملال نشَت أن معهد ابن باديس الذي أسستو اجلمعية بقسنطينة قد أصبح فرعا من فروع جامع‬
‫الزيتونة؛ ػلذو حذوه يف الربامج والشيوخ‪ ،‬وكانت االمتحانات ذبرى حبضور جلنة زيتونية‪ ،‬أما التعليم العايل فال وجود‬
‫لو ومن يرغب يف مواصلة دروسو يلتحق جبامع الزيتونة‪ ،‬أو جامعات ادلشرق العريب األزىر الشريف‪( .‬أبو القاسم‪،‬‬
‫تاريخ اجلزائر الثقافيي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ )57‬زبرج من ىذه ادلدارس عدد من النخب اليت سيتم ذكرىا يف احملور‬
‫ادلوايل النخب ادلعربة‪.‬‬
‫‪.III‬نماذج النخب التي تكونت خالل الفترة (‪)0591 – 0381‬‬
‫مفهوم النخبة غالبا ما يشَت إىل صباعة من األشخاص الذين حازوا مستوى من التعليم ويتمتعون دبكانة‬
‫تؤىلهم للتأثَت يف رلتمعاهتم؛ كما يشَت مفهوم النخبة إىل ادلثقفُت ادلمارسُت للفعل الثقايف كالكتابة والتأليف من‬
‫أدباء وعلماء وغَتىم‪ ،‬أو السياسيُت الذين ؽلتلكون القدرة على صناعة القرار السياسي أو التأثَت فيو‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للموضوع احلايل فإن مفهوم النخبة يشَت للنخب اجلزائرية اليت شكلت ادلشهد السياسي والثقايف يف الفًتة ادلمتدة من‬
‫بدايات االحتالل الفرنسي (‪ )1830‬إىل غاية اندالع الثورة التحريرية (‪ )1954‬لكون تلك الفًتة ىي اليت أسست‬
‫لنشوء النخب اجلزائرية ادلشكلة للمشهد احلايل ادلعاصر دبختلف أطيافو السياسية والثقافية‪.‬‬
‫إن النخب ادلثقفة اليت أنتجتها منظومة التعليم لتلك الفًتة؛ كانت تعكس مشهداً انقساميا‪ ،‬من حيث‬
‫أصوذلا االجتماعية وتكوينها الفكري واأليديولوجي وخلفيتها اللغوية‪ ،‬ومن حيث تصورىا لنظرية التغيَت اليت ينبغي‬
‫سلوكها لتغيَت الوضع االستعماري‪ ،‬فلم يكن موقفها من القضايا ادلطروحة يف الساحة اجلزائرية (التجنيد اإلجباري‪،‬‬
‫التجنيس‪ ،‬واإلدماج‪ ،‬وضع العربية‪ ،‬ادلرابطية‪ ،‬ادلشاركة السياسية) موحد بل ؽلكن أن نالحظ يف ىذا الصدد استقطابا‬
‫واختالفا يصالن إىل حد التناقض‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)250‬‬
‫كما الحظ "مورال" أنو ال توجد طلبة واحدة يف اجلزائر وإظلا عدة طلب‪ ،‬مقسمة إىل طلبة غَت مفرنسة وطلبة‬
‫مفرنسة‪ ،‬فالنخبة غَت ادلفرنسة تشمل اإلقطاعيُت (األسر الدينية والطرقية‪ ،‬والزوايا الدينية وغَتىا) العمال ادلناضلُت‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫(وىم من رواد احلركة الوطنية اجلزائرية) وادلثقفُت بالثقافة العربية (العلماء ادلصلحون) ويالحظ "مورال" اخلالف‬
‫التايل‪:‬‬
‫طلبة نصف متعلمة أو متوسطة التعليم وىي اليت سبلك ادلستوى الدراسي االبتدائي؛ طلبة النخبة وىي اليت استطاعت‬
‫أن تدخل اجلامعة من أطباء وصيادلة وزلامون وأساتذة ومهندسون وغَتىم‪ ،‬ويسميهم "مورال" بالعنصر الذي ؽلثل‬
‫الربجوازية اجلديدة أو ادلثقفُت ادلفرنسُت الذين مل يصبحوا فرنسيُت دبعٌت الكلمة‪( .‬حلوش‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)252‬‬
‫واحلقيقة أن النخبة األوىل اليت ينتمي إليها العمال ادلناضلون ىي اليت قادت التيار االستقاليل واالنفصايل‬
‫عن فرنسا يف احلركة الوطنية اجلزائرية‪ ،‬منذ تأسيسها ألول حزب سياسي‪ .‬يف حُت نادت النخبة الثانية أو طلبة النخبة‬
‫كما يسميها "مورال" باإلدماج والتجنيس وادلساواة والتسامح والعدالة وادلواطنة الفرنسية ألن تكوينها كان فرنسيا‬
‫خالصا‪ ،‬وعاشت يف قلب اجملتمع الفرنسي بعيدة عن واقعها العريب اإلسالمي وىي اليت مساىا "لوري‪-‬بوليو" بنخبة‬
‫"اجلزائريُت ادلتأوربُت"‪( .‬حلوش‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)253‬‬
‫ىذا ادلشهد االنقسامي مثلو تياران كبَتان مارسا دعايتهما وتأثَتعلا على مسرح احلياة السياسية والثقافية‬
‫اجلزائرية؛ طيلة الفًتة ادلمتدة بُت احلربُت؛ تيار فكري متشكل من ذوي التكوين الفرنسي مؤيد للتغريب اجملتمع‬
‫اجلزائري بواسطة الثقافة الفرنسية‪ ،‬وىو ما اصطلح عليو مؤرخو تلك الفًتة بكتلة الشبان أو صباعة النخبة أو النخبة‬
‫احلداثية‪ ،‬يف مقابل تيار إصالحي يناضل ألجل العودة إىل ادلنابع اإلسالمية وذبديد وبعث اللغة والثقافة العربية يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬وىو ما عرف بكتلة احملافظُت أو علماء النخبة التقليدية‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)242‬‬
‫كل ىذا يؤكد ولو نسبيا أن كل تطور الحق يف اجلزائر ال ؽلكن أن يفهم أو يفسر من دون الرجوع إىل ىذه‬
‫ادلرحلة احليوية من تاريخ اجلزائر ادلعاصرة‪ ،‬ولعل ىذا ىو ما جعل سعد اهلل يؤكد قائال‪ ":‬تكاد صبيع االذباىات‬
‫السياسية واأليديولوجية ادلوجودة اليوم يف اجلزائر تعود إىل العشرينات من ىذا القرن فقد ظهرت صباعات وأحزاب‬
‫سلتلفة من أقصى اليمُت إىل أقصى اليسار كان مقدرا ذلا أن تقود احلركة الوطنية إىل انفصاذلا النهائي عن فرنسا سنة‬
‫(‪ ،) 1954‬حقا إن الزعماء قد ماتوا أو غَتوا من أرائهم ومناوراهتم ولكن األيديولوجيات األساسية اليت ظهرت قد‬
‫بقيت تقريبا ىي نفسها إىل الوقت احلاضر"‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)251 - 250‬‬
‫‪ -0‬النخب الفرنكوفونية‬
‫"الفرنكفونية " يف مفهومها الواسع تعٍت رلمل النشاطات ادلروجة للغة الفرنسية‪ ،‬فضال عما ربملو ىذه اللغة‬
‫من قيم‪ ،‬وتعٍت صبيع الناطقُت بالفرنسية دوال وشعوبا يف كافة أرجاء العامل‪ .‬أما "النخب الفرنكفونية" فيمثلها أولئك‬
‫الذين تثقفوا بالثقافة الفرنسية وانبهروا دبظاىر احلضارة الفرنسية يف صبيع سياساهتا‪ ،‬وقد أطلقت الصحافة الفرنسية‪،‬‬
‫والدوائر السياسية الفرنسية يف اجلزائر‪ ،‬ويف فرنسا معا على أفراد ىذه اجلماعة "صباعة النخبة" سبييزا ذلا عن سائر أفراد‬
‫الشعب‪ ،‬وتشجيعا ذلم على مواصلة إدماج اجلزائر يف فرنسا‪( .‬الزيدي‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)144 ، 57‬‬
‫وينحدر مصدر الكلمة "الفرنكفونية " من اللفظ الفرنسي "‪ "la Francophonie‬الذي ابتدعو "أونيزمي‬
‫ريكو" ‪ Onésime Reclus‬يف أثناء تصنيفو لسكان العامل يف اجليولوجيا‪ ،‬وعادت الكلمة للظهور يف عام‬
‫‪043‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫‪ 1962‬بقلم رجل دولة وشاعر ىو "ليبود سنغور" ‪ ،Léopold Senghor‬وأخذت ىذه الفكرة منحى‬
‫سياسي ‪-‬شيئا فشيئا‪ -‬من خالل إنشاء عدد من ادلنظمات الفرنسية الدولية اليت تقوم بنشر اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫(كالفي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)367‬‬
‫وتعود اجلذور الفكرية األوىل للنخب الثقافية والسياسية ادلسماة فرنكفونية‪ ،‬إىل سياسة تعليمية انتهجها‬
‫االستعمار يف اجلزائر‪ ،‬وىذا "عبد القادر حلوش" "ينظر إليهم على أهنم أولئك ادلثقفُت أو ادلتطورين ‪-‬ىي أمساء‬
‫رافقت كلمة النخبة‪ -‬من تعلموا يف ادلدارس الفرنسية وتأثروا بالثقافة األوربية وانبهروا دبظاىرىا وتقاليدىا واقتنعوا‬
‫بعظمة فرنسا وقوهتا واعتربوىا صاحبة احلق الشرعي يف اجلزائر‪ .‬وىذا خالف النخب التقليدية اليت حافظت على‬
‫انتمائها احلضاري؛ واستمرت يف اتصاذلا مع ادلدارس العربية اإلسالمية"‪( .‬حلوش‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)251‬‬
‫ويعتربون من الفاعلُت األساسيُت يف الساحة اجلزائرية بداية القرن العشرين‪ ،‬وىم طلبة شبانية أطلق عليها‬
‫الكتاب الفرنسيون اسم ‪ ،Les jeunes-Algériens‬أو ‪Les Jeunes Turcs‬على خلفية دعوى تأثرىم‬
‫بأفكار وجهود الشباب الًتكي يف حركة االرباد والًتقي‪ ،‬كذلك يعرفون على أهنم رلموعة من ادلثقفُت‪ ،‬ولد معظمهم‬
‫يف السنوات األخَتة من القرن التاسع عشر‪ ،‬ودرسوا وزبرجوا من ادلدارس الفرنسية كأساتذة وأطباء وزلامُت ومعلمُت‬
‫وصحفيُت وضبلة شهادات‪ ،‬وإىل جانب اشتغاذلم يف وظائف سلتلفة أولوا اىتماما كبَتا بادلسائل السياسية‪ ،‬مل يكن‬
‫عددىم كبَتاً فعشية احلرب العادلية األوىل؛ كان تعداد الذين تلقوا تكوينا جامعيا أو على األقل تكوينا ثانويا ال‬
‫يتجاوز ادلائة‪ ،‬ليصل يف الفًتة اليت تلت احلرب إىل بضع مئات (‪ 450‬يف أحسن األحوال)‪ ،‬ومنذ فًتة ما قبل‬
‫احلرب األوىل كانوا ػللمون كما يقول "أجَتون" باالندماج يف اجملتمع الفرنسي وينتظرون أن يلعبوا دور إيقاظ األىايل‬
‫من المباالهتم وفتح عيوهنم ادلغلقة منذ شباين قرون على أنوار احلضارة الفرنسية‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)251‬‬
‫أنتجت النخبة احلداثية (الفرنكفونية) خطاب مساوايت إصالحي يرحب بل يلح على اندماج األمة اجلزائرية‬
‫يف الفرنسية‪ ،‬واعتبار الدين مسألة شخصية وقضية ضمَت؛ وحول مسألة االندماج ىذه يفًتق خطاب ىذه النخبة‬
‫نفسو بُت خطاب امتثايل يدعو إىل االندماج التام لألىايل اجلزائريُت يف احلالة الفرنسية‪ ،‬ولكن دون التخلي عن‬
‫األحوال الشخصية‪ ،‬دبعٌت االندماج عن طريق احلقوق ال عن طريق التجنيس‪ .‬أما أنصار اخلطاب الثاين فقد طالبوا‬
‫باالندماج التام مع فرنسا من دون التخلي على األحوال الشخصية اإلسالمية‪ ،‬وقد مثل يف ثالثينات وأربعينات‬
‫القرن ادلاضي "عباس فرحات" ا لذي كان يرى أن التجنيس ىو اللباس الضيق للحصول على احلقوق السياسية‬
‫والدخول إىل الربدلان الفرنسي" لكن ىؤالء يقتنعون يف األخَت بضرورة تعديل أفكارىم وادلطالبة باالستقالل‪.‬‬
‫(الطاىر‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)254 - 253‬‬
‫وبعد االستقالل وأحداث (‪ ) 1988‬أصبحت ىذه النخبة ادلعادية للغة العربية وادلقابلة للتيار اإلسالمي‬
‫والوطٍت مزيج من اليسار ادلنحدر من احلزب الشيوعي يف اجلزائر بتسمياتو ادلختلفة بعد االستقالل؛ وشرػلة من ورثة‬
‫النخبة األكثر تأثرا بادلدرسة الالئكية؛ ودبفهوم النظام اجلمهوري الفرنسي؛ وشرػلة أخرى مولعة باللغة وأسلوب احلياة‬
‫الفرنسي‪ ،‬وانتقلت من الفرنكفونية وىي إتقان اللغة الفرنسية واإلطالع على آداهبا ومعارفها‪ ،‬إىل "الفرنكوفيلية" وىي‬
‫‪033‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫عبارة عن إرادة اخلروج من الثقافة األىلية واالندماج الذىٍت والسلوكي يف ثقافة اآلخر من أجل التخلص من‬
‫التخلف واالرتقاء إىل احلداثة والتقدم‪ ،‬ويطلق اخلصوم على ىذه التشكيلة اسم الفرنكو‪-‬شيوعيُت‪ ،‬أو الفرنكو‪-‬‬
‫الئكيُت‪ ،‬أو حزب فرنسا‪ ،‬أو الفرنكو‪-‬بربريُت أو اإلستئصاليُت‪( .‬خليفة‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)149‬‬
‫‪ -2‬النخب الوطنية‪:‬‬
‫ونقصد ب النخب الوطنية ىنا ذلك التيار الذي كان يطالب باالستقالل التام عن فرنسا ويعمل على ذلك‬
‫بكل الوسائل ادلتاحة؛ ىذا التيار بدأ يتشكل ويتبلور متأثرا بالشيوعية تنظيماً وأفكارًا‪ ،‬كما كان لنضال "األمَت‬
‫خالد" تأثَت يف مستوى أفكار مؤسسيو‪ ،‬إال أن الربوز احلقيقي ذلذا التيار كان يف حدود سنة (‪ )1926‬عندما أعلن‬
‫رلموعة من العمال ادلهاجرين بفرنسا عن تأسيس منظمة مسيت صلم مشال إفريقيا‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬الصفحات‬
‫‪) 270 - 269‬‬
‫وحسب "زلمد حريب"؛ فإن ىذه ادلنظمة نشأت يف كنف احلزب الشيوعي الفرنسي؛ تنازعها اذباىان كان‬
‫األول منهما يعكس وجهة نظر احلزب الشيوعي الفرنسي(‪ )PCF‬اذباه القضية اجلزائرية‪ ،‬حبيث يرى استقالل‬
‫اجلزائر خاضعا لتحقيق االشًتاكية يف فرنسا‪ ،‬أما االذباه الثاين فكان يعترب األمة مقولة ربمل قيما ثورية ويعطي‬
‫األولوية دلقياس ادلوقف السياسي حيال االستعمار ال االنتماء الطبقي‪ .‬لكن اجلناح الثاين بقيادة "مصايل احلاج" ىو‬
‫من سيقود احلركة ضلو قيم اجلزائر العربية اإلسالمية‪ ،‬وستصبح تدرغليا –ربت تأثَت "شكيب أرسالن" الذي احتك‬
‫بو مصايل احلاج‪ -‬مبتعدة أكثر عن إيديولوجية احلركات الشيوعية مث مناقضة ذلا فيما بعد‪ ،‬وكثَت من عناصرىا‬
‫القياديُت مل يكون من أبناء الطبقة الربجوازية أو من اإلنتلجنسيا ادلثقفة‪ ،‬إظلا كانوا يف أغلبيتهم من العناصر‬
‫الربوليتارية الكادحة ومن صبوع الفالحُت ومن ادلنتمُت إىل فئات سوسيو‪-‬مهنية بسيطة وىو ما أدى إىل تغلغل‬
‫الوعي الوطٍت بينها‪( .‬الطاىر‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)270 - 269‬‬
‫‪ -8‬النخب البربرية‪:‬‬
‫ىم طلبة تضاف إىل النخب الفرنكفونية‪ ،‬وىم الرببريون الذين ينكرون أية مشروعية للعربية‪ ،‬باسم بربرية‬
‫الشعب اجلزائري‪ ،‬الداعون إىل االعًتاف باللهجات والثقافات الشعبية‪( ،‬طالب‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ )233‬وىؤالء‬
‫خضعوا لنفس التكوين العلمي الذي خضعت لو النخب الفرنكفونية‪.‬‬
‫يرى "صاحل بلعيد" أن كلمة "بربر" مصطلح قدمي مرتبط باألمازيغية‪ ،‬وال تعٍت (الرببار) ‪ Barbares‬اليت‬
‫عند الرومان‪ ،‬فالرببر كلمة اكتسبت قيمتها التارؼلية‪ ،‬فتطلق على ساكنة مشال إفريقيا‪ ،‬وال ربمل أي مضمون‬
‫ربقَتي‪ ،‬وأن الرومان من كانوا ينعتون هبا سكان مشال إفريقيا ألهنم ال يتكلمون لغتهم‪ ،‬ولكن كانت ذلا دالالت‬
‫أخرى من مثل إطالقها على الكالم الغامض‪ ،‬وكتابتها بالعربية "الرببر"‪ ،‬واليوم أصبحت كلمة "األمازيغية" أبلغ‬
‫وأسرع إيصاال من تعبَت (الرببر) وىي ربمل مدلول الشعب الذي يريد التحرر‪( .‬بلعيد‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪- 27‬‬
‫‪ )33‬لكنها ربولت إىل مصطلح ذو داللة ثقافية سياسية دلا أصبح يطلق على النخب ادلنادية برببرية الشعب‬
‫اجلزائري‪.‬‬
‫‪033‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫ظهور ىذه النزعة كحركة ذات طابع سياسي يعود إىل سنوات ما بعد احلرب العادلية الثانية (‪1946‬‬
‫‪ )1947/‬حيث اندفعت صباعة من الشبان الطلبة يف ادلدارس الفرنسية إىل االنضمام إىل احلركة الوطنية من أجل‬
‫مقاومة االحتالل الفرنسي‪ ،‬خاصة بعد أحداث ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬أين أنضم ىؤالء الشباب بكيفية طبيعية وتلقائية‬
‫إىل حزب الشعب اجلزائري وحركة انتصار احلريات الدؽلقراطية‪ ،‬إال أن بعضهم كان ؼلفي إيديولوجية مغايرة‬
‫إليديولوجية ومبادئ احلركة الوطنية؛ حيث كانت ىذه الفئة تطالب بالرببرية للجزائر؛ مع رفض االنتماء العريب‬
‫واإلسالمي‪( .‬نعمان‪ ،2011 ،‬الصفحات ‪)65 - 63‬‬
‫ومل يكونوا متأثرين باألطروحات الفرنسية االستعمارية فحسب‪ ،‬واليت لقنوا إياىا يف ادلناىج التعليمية‬
‫الفرنسية؛ بل أيضا متأثرين إىل حد بعيد باأليديولوجية الشيوعية اليت كانت يف أوج قوهتا‪ ،‬وكانوا يتلقون الدعم من‬
‫احلزب الفرنسي الشيوعي‪ ،‬ونتيجة ذلذا أصبح دلبادئو وأفكاره وأدبياتو رواج يف أوساط الشباب ادلثقف بالثقافة‬
‫الفرنسية وادلنتمية جغرا فيا إىل بالد القبائل؛ يقول بن يوسف بن خدة‪":‬وذلذا ولع الشباب الرببري بادلاركسية‪ ،‬وكذا‬
‫بدستور االرباد السوفيايت الذي ؽلجد نظام اجلمهوريات اإلسالمية أزرجبان‪ ،‬أزخبساتان طاجي كستان‪ ،...‬حيث‬
‫كانت تؤكد أن كل شعب وكل عرق‪ ،‬كان يتمتع بلغتو اخلاصة‪ ،‬وثقافتو اخلاصة‪ ،‬ويستفيد من االستقاللية يف تسيَت‬
‫شؤونو‪ ،‬وكنا صلد ىذه احلجة غالبا عند األشخاص الذين ربولوا إىل أنصار للنزعة الرببرية يف اجلزائر"‪( .‬نعمان‪،‬‬
‫‪ ،2011‬الصفحات ‪)65 - 63‬‬
‫‪ -1‬النخب المعربة (التقليدية أو اإلصالحية)‬
‫تضم ىذه الفئة من النخب كل فرد ػلذق اللغة العربية غداة االستقالل؛ وقد درجت العادة يف أن يطلق‬
‫ىؤالء عليهم تسمية "ادلعربُت "‪ ،‬وبإمكاهنم أثناء شلارسة سلطة ثقافية‪ ،‬أن تكون ذلم مواقع سلطوية مضادة وفق‬
‫الظرف السياسي للبالد‪( .‬طالب‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)125‬‬
‫وتعترب تسمية "معربة" ىي األكثر شيوعا وتداوال‪ ،‬وكلمة "عريب" ذلا مدلوالت زبتلف حبسب الزمان‬
‫وادلكان‪ ،‬فقدؽلا كانت كلمة عريب تقابلها كلمة "أعجمي" وأحيانا كلمة "رومي"‪ ،‬ومع ظهور اإلسالم ومشولو كل‬
‫اجلزيرة العربية أصبحت كلمة عريب تعٍت "ادلسلم"‪ ،‬وبالنسبة للجزائر تعٍت صفة "العريب" اإلسالم من ناحية وتطلق‬
‫تأييداً للتعريب اللغوي يف التعليم واإلدارة من ناحية أخرى‪ ،‬وتعٍت كذلك تياراً سياسياً وثقافيا واسعاً معادياً يف اآلن‬
‫نفسو للتغريب والفرنسة الثقافية وللعصرنة التكنوقراطية‪( .‬بلعبكي و وآخرون‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)54‬؛ وتعٍت كل‬
‫النخب ادلؤيدة للغة العربية كلغة وطنية رمسية‪ ،‬ولغة للتعليم يف كل األطوار دوظلا أي اعًتاض‪.‬‬
‫ىذه النخب مل تكن حالة جزائرية فريدة؛ بل تنتمي إىل تيار ظهر يف الربع األخَت من القرن الثامن عشر يف‬
‫كامل أضلاء العامل اإلسالمي وتكثف وجوده بعد ضبلة نابليون على مصر عام (‪)1798‬؛ يف شكل دعوات وجهود‬
‫مصلحُت مسلمُت‪ ،‬من أمثال "صبال الدين األفغاين" و"زلمد عبده" و"زلمد رشيد رضا"؛ ينادون بضرورة التجديد‬
‫والنهضة بالرجوع إىل ادلصادر اإلسالمية األوىل من الكتاب والسنة‪ ،‬وتفعيل العقل واالنفتاح على احلضارة الغربية‬
‫‪033‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫واالستفادة منها؛ وؽلكن اعتبار سنوات العشرينات من القرن العشرين االنطالقة احلقيقة ذلذه الفكرة‪( .‬الطاىر‪،‬‬
‫‪ ،2012‬الصفحات ‪)256 - 255‬‬
‫وقد دخلت ىذه احلركة ‪ -‬حركة التجديد اإلسالمية‪ -‬متأخرة إىل اجلزائر‪ ،‬يف منطقة قسنطينة عندما جاء‬
‫ادلصلح "زلمد عبده" لزيارة اجلزائر يف عام ‪ 1903‬أين أبدى تأثره من نزعة احملافظة والتشدد الديٍت؛ لكن الشيخ‬
‫"ابن باديس" بدأ يف عام (‪ )1924‬مواعظو اإلصالحية وأسس أول مدرسة "رلددة"‪( .‬آجَتون‪ ،1982 ،‬صفحة‬
‫‪)114‬‬
‫وتوسعت احلركة يف اجلزائر بفضل علماء ثالثة كانوا قد تلقوا علومهم خارج اجلزائر وىم "عبد احلميد بن‬
‫باديس" و"الطيب العقيب" و"بشَت اإلبراىيمي"؛ وشرع ىؤالء العلماء حبسب الصيغة التقليدية بإصالحات يف‬
‫مواجهة الفرنسة‪ ،‬ومن أجل ذلك كانوا يقومون دبكافحة "احلركة ادلرابطية ادلتواطئة مع االستعمار‪ ،‬وتكوين كوادر‬
‫عربية الثقافة‪( .‬آجَتون‪ ،1982 ،‬صفحة ‪)140‬‬
‫ومنذ (‪)1931‬كانت صبعية العلماء ادلسلمُت تضم ثالثة عشر عادلا من بينهم "مبارك ادليلي" و"توفيق‬
‫ادلدين" وعلا أول من ألف كتاب تاريخ اجلزائر بالعربية وقد كتب على غالفو اإلسالم ديننا اجلزائر وطننا والعربية‬
‫لغتنا‪ ،‬ولكن ىذا الشعور القومي اجلزائري كان مرتبطا حبركة النهضة العربية وتوجهات مؤسبر القدس األول يف كانون‬
‫األول (‪ .)1931‬وحرص على إنشاء مدارس ابتدائية وبعض ادلدارس الدينية احلرة اليت تدرس فيها العلوم احلديثة‬
‫باللغة العربية‪ ،‬وىذه ادلدارس اخلاصة اليت كانت اإلدارة تسمح هبا تارة وتغلقها تارة أخرى‪ .‬وكانت مدارس للوطنية‬
‫تبعث يف التالميذ عظمة ادلثل األعلى "احلياة من أجل اإلسالم واجلزائر"‪( .‬آجَتون‪ ،1982 ،‬الصفحات ‪- 140‬‬
‫‪)142‬‬
‫وبعد االستقالل وأحداث (‪ )1988‬أصبحت النخب ادلعربة شلثلة يف "التيار اإلسالمي" الذي خرج من‬
‫اإلرىاصات األوىل للحركة اإلسالمية قدؽلة العهد يف اجلزائر‪ ،‬ويطلق عليها البعض ما يسمى التيار الوطٍت التقليدي‬
‫أو ما يطلق عليو خصومو تيار الثوابت الوطنية‪ ،‬وتطلق بعض الكتابات الصحفية اجلزائرية على ىذه التشكيلة من‬
‫ادلواقف واالذباىات "أصويل ‪،‬ظالمي إسالموي ‪،‬قرون أوسطي‪( .‬خليفة‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)147‬‬
‫‪ -9‬مالك بن نبي‬
‫ؽل ثل مالك بن نيب مدرسة فكرية مستقلة بُت ادلدارس الفكرية اليت عرفتها اجلزائر منذ احلرب العادلية األوىل‪،‬‬
‫فال ىو من تيار ادلدرسة االستعمارية اليت نشأ فيها أمثالو وأخذوا علمها ولغتها‪ ،‬أي النخبة االندماجية أو النخبة‬
‫اإلسالمية اليت رضيت بالوظيفة بعد التخرج واكتفت دبا تطعمها بو اإلدارة الفرنسية‪ ،‬وال ىو من تيار ادلدرسة‬
‫السياسية اليت أنشاىا "األمَت خالد" مث صلم الشمال اإلفريقي مث حزب الشعب‪ ،‬إذا كان "أبن نيب" كثَت النقد ذلذه‬
‫ادلدرسة وال سيما أثناء زعامة "مصايل احلاج" ذلا‪ ،‬ومل يكن "ابن نيب" من التيار السياسي اآلخر الذي تبناه الدكتور‬
‫"بن جلول" و"فرحات عباس" ألن ىؤالء كانوا يف نظره فوقانيُت ومنحرفُت‪ ،‬ومن شبة كان أيضا كثَت النقد ذلم‪ ،‬ورغم‬
‫أنو كان ػلس بالطبيعة أنو من تالميذ مدرسة ابن باديس فإنو كان أيضاً بعيدا عنهم لضيق رلاذلم وزبليهم عن‬
‫‪030‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫دورىم األساسي يف نظره‪ ،‬مث لسذاجتهم‪ ،‬وىكذا كان "ابن نيب" كثَت النقد للمدرسة اإلصالحية أيضاً‪ ،‬ولذلك قلنا‬
‫أنو كان مستقل الفكر وؽلثل مدرسة لوحده‪( .‬أبو القاسم‪ ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،1998 ،‬صفحة ‪)211‬‬
‫بعد االستقالل أصبح إتقان لغة السلطة الكولنيالية السابقة؛ يف أفريقيا ما بعد االستعمار ؽلثل رأمساالً ثقافيا‬
‫ومسة للموقع الطبقي للفرد‪ ،‬ألن ىذه القدرة ترفع من شأن ادلتكلم ليصنف ضمن النخبة احلاكمة‪ .‬وىذا يذكر بنظرية‬
‫"بورديو" يف تطور األسواق اللغوية‪ .‬إن العالئق السلمية بُت سلتلف التنوعات اللغوية أو اللغات ىي انعكاس لعالئق‬
‫السيطرة والقوى اليت ظلت تارؼليا بُت ادلتكلمُت وقد اكتسبت اللغات الكولنيالية مشروعية نتيجة الغزو االستعماري‪،‬‬
‫وعززت سيطرهتا وىيمنت فيما بعد‪ ،‬وقد أدى ىذا الوضع يف كثَت من األحيان إىل سياسة لفائدة النخبة ادلغلقة على‬
‫اللغة ادلهيمنة ومصاحلها وإقصاء اجلماىَت الشعبية عن طريق ىذه السياسة اللغوية‪( .‬الفهري‪ ،2013 ،‬صفحة‬
‫‪ )119‬ليصبح بذلك ادلثقفُت والسياسيُت الفرنكفونيُت يقودون األجهزة احلساسة يف الدولة اليت ىي مصدر قوة ذلا‪،‬‬
‫كاألجهزة السياسية واالقتصادية‪ ،‬بينما ادلعربُت أغلقت أمامهم تلك ادلناصب‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫كانت السياسة التعليمية الفرنسية‪ ،‬والتعليم العريب اإلسالمي احلر ‪-‬على قلتو‪ -‬يف الفًتة ادلمتدة (‪1830‬‬
‫– ‪ ) 1954‬عامل أساسي يف تشكيل النخب اجلزائرية الثقافية والسياسية؛ بإيديولوجياهتا ومذاىبها وقناعاهتا‬
‫ومعتقداهتا وأرائها ومواقفها ادلختلفة وادلتناقضة ‪-‬أحياناً‪ -‬اذباه القضايا ادلتصلة باحلياة السياسية والثقافية واالجتماعية‬
‫اجلزائرية؛ سواء يف تلك احلقبة‪ ،‬أو إبان الثورة التحريرية‪ ،‬أو بعد االستقالل (‪ )1962‬وإىل يومنا ىذا‪ ،‬إذ يكاد من‬
‫غَت ادلمكن فهم ما ػلدث اآلن من صراع أوتوافق بُت النخب اجلزائرية من دون الرجوع إىل حيثيات والدة تلك‬
‫النخب‪ ،‬فقد كان التعليم بربارلو ومناىجو ىو السبب والعامل ادلباشر يف تشكيل النخب اجلزائرية على اختالفها‪.‬‬
‫لقد عملت السياسة التعليمية الفرنسية على تكوين طلبة موالية ذلا؛ من أبناء األىايل يكونون وسطاء بينهم‬
‫وبُت عامة الشعب؛ مهمتهم الًتويج للثقافة الفرنسية وتربير الوجود االستعماري؛ لذلك كان من أولوياهتا تكوين‬
‫ادلدرسُت وىم أساتذة فرنسيُت وأىايل يتلقون تعليما خاصا متكيفا مع تربية األىايل وأنشأت لذلك معاىد خاصة‬
‫هبم‪ .‬وأعطت للمدرسُت مكانة معتربة وجعلتهم موضع ثقة‪.‬‬
‫ومن بُت ادلدارس اليت أسستها فرنسا؛ وكان ذلا دور بارز يف صناعة النخب اجلزائرية صلد ما يسمى‬
‫"بادلدارس العربية الفرنسية" لكنها مل تلقى صلاحاً‪ ،‬ألن أولياء التالميذ ادلسلمُت ظلوا زمنا طويال متمردين يف إرسال‬
‫أوالدىم إىل ادلدارس الفرنسية ومل يتغَت ذلك إال بعد احلرب العادلية األوىل؛ مث تبعو مشروع "ادلدارس العربية‬
‫اإلسالمية" أو(ادلدارس الشرعية) ليصبح ادلتخرجون منها علزة الوصل بُت احملتلُت واجلزائريُت‪ ،‬زبرجت منها فئة من‬
‫النخب أخذت من الثقافة العربية اإلسالمية والفرنسية‪.‬‬
‫كما كان ذلا دور يف تكوين عدد من النخب اليت كان ذلا دور ىي األخرى يف نشكيل احلركة الوطنية؛ لكن‬
‫فرنسا أدركت خطورهتا ما جعلها تًتاجع عنها وحولتها إىل مدارس "التعليم الثانوي العريب الرمسي" الذي ساىم يف‬
‫تكوين عدد من النخب كما كانت السياسة التعليمية الفرنسية زبصص منحة لنخبة من التعليم الثانوي‪ .‬هتيئها‬
‫‪034‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫لصناعة طلبة تساىم يف خلق ثقافة الرضا والقبول بالوجود الفرنسي ونشر قيمو الثقافية‪ .‬كما كانت اجلامعة والبحث‬
‫علا األساس اإليديولوجي للحضور الفرنسي وجهاز للتحكم‪ ،‬وزبرج منها بعض النخب اليت ثبت والءىا لفرنسا‪.‬‬
‫أما التعليم العريب اإلسالمي احلر كان مضطهدا يف اجلزائر؛ قائما على كاىل الشعب‪ ،‬وال يتعدى التعليم‬
‫االبتدائي‪ ،‬ولو برنامج بسيط يشمل قواعد الدين وقواعد اللغة وبعض اجلغرافيا والتاريخ اإلسالمي؛ ومل يكن مقبوال‬
‫باسم سياسة الدمج مث العلمنة‪ ،‬وكانت صبعية العلماء تشرف على التعليم احلر‪ ،‬وكان ىناك شبو تعليم ثانوي تشرف‬
‫عليو الزوايا‪ ،‬ومع ذلك كان جلمعية العلماء ادلسلمُت اجلزائريُت دور يف زبريج طلب عربية إسالمية تنادي باذلوية‬
‫العربية اإلسالمية للشعب اجلزائري‪.‬‬
‫فالنخبة ادلثقفة اليت أنتجتها منظومة التعليم لتلك الفًتة كانت تعكس مشهداً انقساميا من حيث أصوذلا‬
‫االجتماعية وتكوينها الفكري واأليديولوجي؛ النخب "الفرنكفونية" أو احلداثية وىم من زبرجو من ادلدارس الفرنسية‬
‫وتثقفوا بالثقافة الفرنسية؛ وكانوا من الفاعلُت األساسيُت يف الساحة اجلزائرية بداية القرن العشرين‪ ،‬وأنتجت خطاب‬
‫مساوايت إصالحي يرحب باندماج األمة اجلزائرية يف األمة الفرنسية‪ .‬والنخب الوطنية اليت سبثل التيار الذي كان‬
‫يطالب باالستقالل التام عن فرنسا –رغم ارتياده للمدارس الفرنسية‪ -‬ويعمل من أجل ذلك بكل الوسائل ادلتاحة؛‬
‫ىذا التيار كان متأثرا بالشيوعية تنظيماً وأفكارًا‪ ،‬كما كان لنضال "األمَت خالد" تأثَت يف مستوى أفكار مؤسسيو‪.‬‬
‫أما الرببريون تكونوا يف ادلدارس الفرنسية فينكرون أية مشروعية للعربية‪ ،‬باسم بربرية الشعب اجلزائري‪،‬‬
‫ويدعون لالعًتاف باللهجات والثقافات الشعبية كما أهنم متأثرين إىل حد بعيد باأليديولوجية الشيوعية اليت كانت‬
‫يف أوج قوهتا‪.‬‬
‫والنخب ادلعربة اليت تضم ىذه الفئة من النخب كل من غليد اللغة العربية أثناء االستعمار أو غداة‬
‫االستقالل؛ تنتمي ىذه النخب إىل تيار ظهر يف الربع األخَت من القرن الثامن عشر يف كامل أضلاء العامل اإلسالمي؛‬
‫متأثرين بدعوات وجهود مصلحُت مسلمُت‪ ،‬من أمثال "صبال الدين األفغاين" و"زلمد عبده" و"زلمد رشيد رضا"؛‬
‫لكن الشيخ "ابن باديس" رائد ىذه النخبة بالنسبة للجزائر بدأ يف عام (‪ )1924‬نشاطو اإلصالحي؛ وبعد‬
‫االستقالل وأحداث (‪ )1988‬أصبحت النخب ادلعربة شلثلة يف "التيار اإلسالمي" تيار الثوابت الوطنية‪.‬‬
‫وؽلثل مالك بن نيب الذي زبرج من ادلدارس الفرنسية اإلسالمية‪ ،‬مدرسة فكرية مستقلة بُت ادلدارس الفكرية‬
‫اليت عرفتها اجلزائر إذا كان "أبن نيب" كثَت النقد لكل النخب اجلزائرية اإلسالمية أو الفرنكفونية على حد سواء‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أبو القاسم‪ ،‬سعد اهلل‪ ،)1998( ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار ادلغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أبو القاسم‪ ،‬سعد اهلل‪ ،)2007( ،‬تاريخ اجلزائر الثقايف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار البصائر‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫آجَتون‪ ،‬شارل‪ ،‬روبار‪ ،)1982( ،‬تاريخ اجلزائر ادلعاصر‪ ،‬باريس‪ ،‬بَتوت‪ ،‬منشورات عويدات‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بلعبكي‪ ،‬أضبد‪ ،‬وآخرون‪ ،)2013( ،‬اذلوية وقضاياىا يف الوعي العريب ادلعاصر‪ ،‬لبنان‪ ،‬مركز دراسات‬ ‫‪.4‬‬
‫الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪033‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬نوفمبر‬ ‫‪ ،‬العدد‬ ‫مجلة دراسات (المجلد‬

‫‪ .5‬بلعيد‪ ،‬صاحل‪ ،)2016( ،‬ىل تشتعل حرب احلروف‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات سلرب ادلمارسات اللغوية‪.‬‬
‫‪ .6‬بن داود‪ ،‬أضبد‪ ،)2017/2016( ،‬ادلقاومة الثقافية لالستعمار الفرنسي يف كل من اجلزائر وادلغرب من‬
‫خالل التعليم (‪ ،)1954-1920‬جامعة أضبد بن بلة وىران‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .7‬بن قينة‪ ،‬عبد القادر‪ ،)2000( ،‬ادلشكلة الثقافية يف اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .8‬حلوش‪ ،‬عبد‪ ،‬القادر‪ ،)2010( ،‬سياسة فرنسا التعليمية يف اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار األمة للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .9‬دودو‪ ،‬أبو العيد‪ ،)1975( ،‬اجلزائر يف مؤلفات الرحالة األدلان (‪ ،)1855 - 1830‬اجلزائر‪ ،‬الشركة‬
‫الوطنية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .10‬روبول‪ ،‬أوليفيي‪ ،)2002( ،‬لغة الًتبية‪( ،‬ترصبة‪ ،‬عمر‪ ،‬أوكان)‪ ،‬ادلغرب‪ ،‬إفريقيا الشرق‪.‬‬
‫‪ .11‬ريسلَت‪ ،‬كميل‪ ،)2016( ،‬السياسة الثقافية الفرنسية باجلزائر أىدافها حدودىا (‪،)19962 - 1830‬‬
‫(ترصبة‪ ،‬نذير‪ ،‬طيار) دار كتابات جديدة للنشر اإللكًتوين‪.‬‬
‫‪ .12‬الزيدي‪ ،‬وليد‪ ،)2010( ،‬السياسة الفرنكفونية والوطن العريب‪ ،‬األردن‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .13‬سعود‪ ،‬الطاىر‪ ،)2012( ،‬احلركات اإلسالمية يف اجلزائر‪ ،‬اإلمارات العربية ادلتحدة‪ ،‬ادلسبار للدراسات‬
‫والبحوث‪.‬‬
‫‪ .14‬سفيان‪ ،‬لوصيف‪ ،)2014( ،‬السياسة الثقافية يف اجلزائر األيديولوجية وادلمارسة‪ ،‬لبنان‪ ،‬منتدى ادلعارف‪.‬‬
‫‪ .15‬طالب‪ ،‬خولة‪ ،‬اإلبراىيمي‪ ،)2007( ،‬اجلزائريون وادلسألة اللغوية‪( ،‬ترصبة‪ ،‬زلمد‪ ،‬ػلياتن)‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار‬
‫احلكمة‪.‬‬
‫‪ .16‬الطاىر‪ ،‬سعود‪ ،)2012( ،‬احلركات اإلسالمية يف اجلزائر‪ ،‬اإلمارات العربية ادلتحدة‪ ،‬ادلسبار للدراسات‬
‫والبحوث‪.‬‬
‫‪ .17‬الفهري‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬الفاسي‪ ،)2013( ،‬السياسة اللغوية يف البالد العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتاب اجلديدة‬
‫ادلتحدة‪.‬‬
‫‪ .18‬كالفي‪ ،‬جان‪ ،‬لويس‪ ،)2008( ،‬حرب اللغات والسياسة اللغوية‪( ،‬ترصبة‪ ،‬حسن‪ ،‬ضبزة)‪ ،‬لبنان‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪ .19‬نعمان‪ ،‬أضبد‪ ،‬بوقرة‪ ،)2011( ،‬فرنسا واألطروحة الرببرية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار األمة للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .20‬ولد خليفة‪ ،‬زلمد العريب‪ ،)2007( ،‬ادلسألة الثقافية وقضايا اللسان واذلوية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات تالة‪.‬‬

You might also like