You are on page 1of 23

‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .

‬املصطفى بوجعبوط‬

‫الدكتور املصطفى بوجعبوط‬


‫باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية‬
‫ومدير املركز املغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية‬

‫مقال موجه لشغال الندوة العلمية للجامعة الصيفية أكادير ‪ 17-14‬يوليوز ‪2022‬‬

‫اهلوية يف دساتري مشال أفريقيا ‪:‬‬


‫أي هوية للهندسة االجتماعية‬
‫املغرب واجلزائر منوذجا‬

‫السرية العلمية‬
‫ادلكتور املصطفى بوجعبوط‪ :‬من مواليد قريبة ايت اوريبل ‪ 2891‬مبديةة ايمخسست‪،‬‬
‫موظف بقطتع وزارة الرتبية الوطةية حتصل عىل شهتدة ادلكتوراه يف القتنون العتم والعلوم‬
‫الس يتس ية بلكية احلقوق –أكدال‪-‬الرابط أس تتذ زائر بةفس اللكية ومدير املركز املغريب للعداةل‬
‫الانتقتلية ودراسة التقترير ادلولية‪ .‬عضو مؤسس وفتعل يف مجموعة من املؤسست‪ ،‬البحثية صدر‬
‫هل مجموعة من الكتب الفردية وامجلتعية حول حقوق الإنستن والعداةل الانتقتلية وشترك يف العديد‬
‫من الةدوا‪ ،‬العلمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫‪2‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫‪3‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫‪4‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫‪5‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫‪6‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫تقديم‪:‬‬
‫تثير إشكالية الهوية عدة مشاكل بنيوية في بناء مقومات الدولة الحديثة القائمة على‬
‫فرضية الحقوق والحريات والتنمية املجالية‪ ،‬املرتبطة بالتنوع والتعدد الثقافي‪ ،‬غير أن ربط‬
‫وضمان الحقوق على قدم املساواة في الهندسة الاجتماعية بين مكوناتها وتعددها مرتبطة‬
‫بثمة عقالنية ملا تلعبه من دور أساس ي في تفسير ومعرفة أثرها على الدولة باملعرفة‬
‫والاعتراف الهوياتي املرتبطة ببعدها الحقوقي والتنموي‪.‬‬
‫فقد حظيت بعض ألانظمة السياسية في شمال أفريقيا باالعتراف الهوياتي في‬
‫دساتيرها‪ ،‬وذلك كان نتيجة تأثير مكونات الهوياتية على الفعل السياس ي‪ ،‬ايمانا أن الثقافات‬
‫تشكل عنصرا بالغ ألاهمية في "فهم املجتمعات وتحليل الفوارق فيما بينها‪ ،‬وتفسير‬
‫تطورها الاقتصادي والسياس ي"‪.1‬‬
‫غير أن الاعتراف الهوياتي في كل من الدستور املغربي والجزائري يشكل مداخل‬
‫أساسية في فهم الساسة للثقافة والتعدد والاختالف املجتمعي غير أن أهمية ألانظمة‬
‫السياسية قد تشكل مداخل أخرى إلرادة تغير ثقافة ما وفرض حمايتها بالطرق التي يمكن‬
‫التأثير على نمط الهوية القانونية غير العادلة بالنسبة للتنوع الثقافي واملراد بالثقافة الركائز‬
‫ألاساسية املرتبطة بالتوجهات الرمزية واملؤسساتية التقليدية وعالقتها من خالل الساللة‬
‫الاجتماعية‪.‬‬
‫وفي ضوء هذا‪ ،‬تثير هذه الورقة مدى تأثير الهوية على الدستورانية بعد "الثورات‬
‫العربية" في جعل الثقافات أكثر فاعلية في التقدم الاجتماعي في بنياه الاقتصادية عوض‬
‫التوازنات القانونية‪ ،‬مما يشكل أن الهندسة الهوياتية بالرغم من الاعتراف والحصانة‬
‫القانونية والدستورية‪ ،‬فإن التطور الاقتصادي ومخلفات العوملة يخضعها للتأثر ومحاولة‬
‫فرض موجة من التفكير الازاحي املهيمن إلى الاتجاه املتناقض باعتبار أن التشبث بالهويات‬
‫يخلق اقتصاديات مشوهة للبنية التقليدية للتفكير‪.‬‬

‫‪ -1‬صمويل ب‪.‬هنتجتون‪" ،‬الثقافات ودورها المؤثر"‪ ،‬عن لورانس إ‪ .‬هاريزون‪ ،‬وصمويل ب‪ .‬هنتجتون‪" ،‬الثقافات وقيم‬
‫التقدم"‪ ،‬ترجمة‪ :‬شوقي جالل‪ ،‬ط‪ ،2 ،‬المركز القومي للترجمة‪.2002 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫وهذه التأثيرات التي يسوقها القادة السياسيين في حفز التغيير الثقافي وطمس الهوية‬
‫بالرغم من الاعتراف ويجعلها عرضة للمؤثرات والتناقضات‪ ،‬ذلك ما ورثه الفكريون‬
‫"اللكسين دوتكفيل" باعتبار أن القيم والاتجاهات الثقافية كعوامل من شأنها تفسير أو‬
‫تعيق التقدم‪ .‬أما الفكريون "ملاكس فيبر" الذي فسر صعود الرأسمالية بأنها ظاهرة ثقافية‬
‫في جوهرها لها جذورها العميقة في الدين‪.1‬‬
‫غير أن هناك تناقضات لفهم الهوية الاجتماعية الساللية املرتبطة بالهوية القانونية‬
‫املمؤسسة وما هو تطرحه املكونات الثقافية ألاصيلية‪ ،‬فإن ترابط القيم الثقافية وألاداء‬
‫السياس ي الاقتصادي لألمم وذلك ما عتبره "فرنسيس فوكوياما" عن الدور الرئيس ي لرأس‬
‫املال الاجتماعي في دعم وتعزيز املؤسسات الديمقراطية‪ ،‬فيما دفع "جيفري ساكس" بأن‬
‫الثقافة عامل مهم باملقارنة بعاملي الجغرافيا واملناخ‪ .‬أما "دانيل ايتونجا‪ -‬مانجويل" يقول‬
‫"الثقافة هي ألام واملؤسسات هم ألابناء"‪ ،‬ذلك ما يعزز الترابط بين مختلف املؤسسات‬
‫وألافراد واملكان الزمان‪.‬‬
‫غير أن فوكوياما يعتبر أن الناس لم تعد فقط تطلب الضرورات الحياتية وألاسباب‬
‫املادية التي تجعلهم قادرين على الارتقاء الاجتماعي (العمل‪ ،‬ارتفاع الدخل)‪ ،‬بل صار الطلبي‬
‫عندهم مرتفعا على الكرامة والاعتراف بقيمتهم وهوياتهم‪ .2‬وبذلك يصبح الاعتراف بشكل‬
‫صريح للهوية ذات أهمية أمام التقلبات واملتغيرات الدولية وازدياد صعود ألانظمة‬
‫الشعبوية‪.‬‬
‫غير أن الطرح الدستوري للهوية في بعض دول شمال أفريقيا الزال يشكل تأويالت‬
‫ومفارقات بين الفاعلين من حيث الوعي العميق ملطالب لحركية الحركات الحقوقية‬
‫الثقافية والفاعلين السياسيين وباقي التفاعالت ألاخرى علما أن التسويق الديمقراطي‬
‫باالعتراف ملختلف الثقافات بواسطة قوانين الزال يشكل متاعب ألاجرأة والتنزيل والتفاعل‬

‫‪ -1‬لورانس إ‪ .‬هاريزون‪" ،‬مدخل لماذا الثقافة مهمة" ؟‪.....‬ص‪.33 :‬‬


‫‪ -2‬فرانسيس فوكوياما‪ " ،‬الهوية‪ :‬مطلب الكرامة وسياسات االستياء"‪ ،‬الناشر‪ :‬منتدى العالقات العربية الدولية‪ ،‬سنة‬
‫النشر‪.2002 :‬‬
‫‪8‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫إلايجابي الستبعاد البعد الهوياتي للمكان أو لجغرافية إلاقليم او للتسويق الخريجي للحقوق‬
‫الثقافية‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن تثير هذه الورقة إشكالية أساسية تتمحور حول مايلي‪:‬‬
‫تحديد الهوية في دساتير شمال أفريقيا والفعل الحقوقي ملكونات املجتمع املدني‪.‬‬
‫وهذه إلاشكالية تطرح عدة أسئلة منها‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي الهندسة الهوياتية في دساتير شمال أفريقا؟‬


‫‪ -‬ماهو أثر مكونات الفعل الحقوقي للهوية في دساتير دول شمال أفريقيا؟‬
‫وقد تم اعتماد منهجية تحليل مضامين الدساتير كل من املغرب والجزائر في شمال أفريقيا‬
‫واملقارنة بين مطلب الفعل الهوياتي للحركات الحقوقية‪.‬‬

‫اهلوية يف الدساتري اجلزائرية‬


‫لقد شكلت قضية الهوية في النظام السياس ي الجزائري أخذ ورد ما بعد الاستقالل‬
‫بين مختلف مكونات املجتمع‪ ،‬حيث تعاقبت الهندسة الدستورية الجزائرية باإلقصاء‬
‫والتهميش الهوياتي من خالل الدساتير املتعاقبة واملتحكم فيها‪ ،‬فهذا التهميش كان مقصودا‬
‫بغض النظر عن التنوع الهوياتي على مستوى املحلي ومختلف املناطق الجغرافية للجزائر‪.‬‬
‫فالدستور ألاول لسنة ‪ 9136‬الذي أسس جمهورية ذات حزب واحد‪ ،‬والذي وضع‬
‫من لدن جبهة التحرير الوطني الذي كان يؤكد في مضامينه بالهيمنة ألاحادي للحزب الواحد‬
‫أنا هو جبهة التحرير الوطني ويقر على أن الديانة الاسالمية واللغة العربية بوصفها‬
‫العنصرين الوحيدين املكونين للهوية الجزائرية املعترف بهما دستوريا‪.‬‬
‫" ان الاسالم و اللغة العربية قد كانا و ال يزال كل منهما قوة فعالة في الصمود‬
‫ضد املحاولة التي قام بها النظام الاستعماري لتجريد الجزائريين من شخصيتهم‪ .‬فيتعين‬
‫على الجزائر التأكيد بأن اللغة العربية هي اللغة القومية الرسمية لها‪ ،‬و أنها تستمد‬

‫‪9‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫طاقتها الروحية ألاساسية من دين الاسالم‪ ،‬بيد أن الجمهورية تضمن حرية ممارسة‬
‫ألاديان لكل فرد و احترام آرائه و معتقداته‪".1‬‬
‫ويؤكد دستور ‪ 9136‬عن الهوية الجزائرية وفق املواد التالية التي تم إدراجها في‬
‫املبادئ وألاهداف ألاساسية‪:‬‬
‫املادة ‪ : 2‬و هي جزء ال يتجزأ من املغرب العربي و العالم العربي و افريقيا‪.‬‬
‫املادة ‪ : 6‬شعارها "الثورة من الشعب و للشعب"‪.‬‬
‫املادة ‪ :4‬الاسالم دين الدولة و تضمن الجمهورية لكل فــرد احترام أرائــه و معتقداته و‬
‫حرية ممارسة الاديان‪.‬‬
‫املادة ‪ : 5‬اللغة العربية هي اللغة القومية و الرسمية للدولة‪.‬‬
‫وعلى غرار هذا‪ ،‬لم تول اللجان املتعاقبة في التعديالت الدستورية اهتماما ملسألة‬
‫الهوية والقضايا الثقافية بالرغم من التأثيرات الحركات الحقوقية ومنها الثقافية على‬
‫الخصوص‪ ،‬وبفعل إحتجاجات اكتوبر ‪ 9111‬التي تعتبر من أهم ألاحداث في تاريخ الجزائر‬
‫املعاصرة نتيجة رفق سقف املطالب الاجتماعية والدعة إلى القيام باإلصالحات السياسية‬
‫والاقتصادية وإنهاء هيمنة الحزب الواحد ودعى من خاللها إلى التعددية الحزبية والانفتاح‬
‫والحرية والديمقراطية‪.‬‬
‫وفي ضوء هذا ألقى الرئيس الشاذلي في ‪ 91‬من أكتوبر على شاشة التلفزيون الرسمي‬
‫خطابا دعا املواطنين للتعقل ووعدهم بإصالحات في جميع املجاالت السياسية‬
‫والاقتصادية‪ ،‬حيث تم الاستجابة الفعلية بالتعديل الدستوري في ‪ 26‬فبراير ‪ 9111‬الذي‬
‫سمح بإنشاء أكثر من ‪ 31‬حزبا وإنهاء الحزب الواحد‪ ،‬وتم إثرها تأسيس مجموعة من‬
‫الفعاليات الحقوقية والنقابية ألجل تقليص دور الجيش في السياسة‪.‬‬

‫‪ -1‬ديباجة الدستور الجزائري ‪.0293‬‬


‫‪10‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫وعليه‪ ،‬فإن دستور ‪ 9111‬كان متقدما على الدستور السابق‪ ،‬غير أنه تجاهل التنوع‬
‫الثقافي والديني في الجزائر حيث اعتبر أن "إلاسالم هو الدين الوحيد في الدولة‪ ،‬واللغة‬
‫العربية هي اللغة الوحيدة للشعب الجزائري‪.‬‬
‫وقد تضمنت ديباجة ‪9111‬‬
‫"فالشعب الـمتـحصن بقيـمه الروحية الراسخة‪ ،‬والـمحافظ على تقاليده في التضامن‬
‫والعدل‪ ،‬واثق في قدرته على الـمساهمة الفعالة في التقدم الثقافي‪ ،‬والاجتـماعي‪،‬‬
‫والاقتصادي ‪ ،‬في عالـم اليوم والغد ‪.‬‬
‫إن الـجزائر ‪ ،‬أرض إلاسالم وجزء ال يتـجزأ من الـمغرب العربي الكبير ‪ ،‬وأرض عربية ‪،‬‬
‫وبالد متوسطية وإفريقية تعتز بإشعاع ثورتها ‪ ،‬ثورة أول نوفمبر ‪ ،‬ويشرفها الاحترام الذي‬
‫أحرزته ‪ ،‬وعرفت كيف تـحافظ عليه بالتزامها إزاء كل القضايا العادلة في العالـم"‪. 1‬‬
‫كما تضمن في الفصل ألاول من الباب ألاول الذي يتعلق باملبادئ العام التي تحكم‬
‫املجتمع الجزائري في مادتين الثانية والثالثة مايلي‪:‬‬
‫الـمادة ‪ : 2‬إلاس ـ ـ ــالم دي ـ ـ ـ ــن الـ ـ ــدول ـ ـ ــة ‪.‬‬
‫الـمادة ‪ : 6‬اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية ‪.‬‬
‫وتضمنت الـمادة ‪ : 1‬يـختار الشعب لنفسه مؤسسات ‪ ،‬غايتها ما يأتي ‪:‬‬
‫‪.......‬‬
‫‪ ‬الـمحافظة على الاستقالل الوطني ‪ ،‬ودعمه ‪،‬‬
‫‪ ‬الـمحافظة على الهوية ‪ ،‬والوحدة الوطنية ‪ ،‬ودعمهما ‪،‬‬
‫‪ ‬حماية الـحريات ألاساسية للـمواطن ‪ ،‬والازدهار الاجتماعي والثقافي لألمة ‪....،‬‬
‫ًّ ّ‬ ‫غير أن دستور ‪ 9111‬سمح بإنشاء تيارين سياسيين متعار َ‬
‫أيديولوجيا‪ ،‬ظال‬ ‫ضين‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫علماني‬ ‫الوطنية‪ ،‬أحدهما حزب‬ ‫ّ‬ ‫اله ّوية‬
‫املتعلق ب ُ‬
‫ِّ‬
‫ّ‬
‫الرئيسيين في النقاش‬ ‫لسنوات الطرفين‬
‫ّ‬
‫إسالمي محافظ‪،‬‬ ‫اطية" وآلاخر‬‫التجمع من أجل الثقافة والديمقر ّ‬‫اطي‪ :‬وهو " ّ‬
‫يغي ديمقر ّ‬‫أماز ّ‬

‫‪ -1‬الدستور الجزائري ‪.0292‬‬


‫‪11‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫ّ‬
‫إلاسالمية لإلنقاذ"‪ .1‬الذي سيفوز في أول انتخابات ديمقراطية الذي شارك فيها‬ ‫وهو "الجبهة‬
‫أحزاب متعددة بعد إنهاء حكم الحزب الواحد‪ ،‬حيث حصل الحزب على ‪ 911‬مقعدا من‬
‫أصل ‪ 221‬في املرحلة الثانية والذي سيتم إلغاء نتائج الانتخابات التي جرت يوم ‪ 23‬ديسمبر‬
‫‪.9119‬‬
‫ونتيجة إلغاء نتائج الانتخابات من لدن الجيش دخلت البالد نفقا غامضا من‬
‫الصراعات السياسية إثر اندالع أعمال العنف والنزاع املسلح والتي عرفت بالعشرية‬
‫الحمراء‪.)2111-9112( .‬‬
‫ُ‬
‫عد انتخاب الرئيس "اليمين زروال" عام ‪ ،9115‬ط ِّرح دستور جديد لالستفتاء‬
‫ًّ‬ ‫الشعبي عام ‪ ،9113‬كانت معظم ّ‬ ‫ّ‬
‫مستمدة من دستور عام ‪ 9111‬مع تغيير واحد‪ :‬إذ‬ ‫مواده‬
‫اله ّوية الجز ّ‬
‫ائرية‪ ،‬مع‬ ‫يغية‪ ،‬واعتبرها إحدى مكونات ُ‬ ‫للمرة ألاولى‪ُ -‬به ّوية الجزائر ألاماز ّ‬
‫اعترف ‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫التعليمي‬ ‫العربية (العروبة)‪ ،‬إضافة إلى إدراج اللغة ألاماز ّ‬
‫يغية في املنهج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والقومية‬ ‫إلاسالم‬
‫الثانو ّي‪ .2‬وبعد قدوم الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" إلى سدة الحكم عام ‪ 9111‬عمل على‬
‫إصدار قانون الوئام املدني ثم ميثاق السلم واملصالحة الوطنية‪.‬‬
‫غير أن دستور ‪ 9113‬حقق نقلة نوعية ألول مرة يتم الاعتراف بشكل صريح‬
‫باألمازيغية كمكون من مكونات الهوية الوطنية‪ ....." ،‬واجهت بها مختلف الاعتداءات على‬
‫ّ‬
‫وتمتد‬ ‫لهو ّيتها‪ ،‬وهي إلاسالم والعروبة وألامازيغية‪.‬‬
‫واملكونات ألاساسية ّ‬
‫ّ‬ ‫ثقافتها‪ ،‬وقيمها‪،‬‬
‫ّ‬
‫جذور نضالها اليوم في شتى امليادين في ماض ي ّأمتها املجيد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشعب الجزائر ّي في ّ‬ ‫لقد ّ‬
‫الوطنية‪ ،‬ثم انضوى تحت لواء جبهة‬ ‫ظل الحركة‬ ‫تجمع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطني‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجماعي في كنف‬ ‫وقدم تضحيات جساما من أجل أن يتكفل بمصيره‬ ‫التحرير‬

‫‪1‬‬
‫‪-Aït-Aoudia Myriam, “Les dilemmes des nouveaux partis face à la participation à la‬‬
‫‪première élection pluraliste post-autoritaire. Retour sur un impensé à partir du cas algérien”,‬‬
‫‪Revue internationale de politique comparée, 2013/2 Vol. 20, p. 15-32. DOI :‬‬
‫‪10.3917/ripc.202.0015‬‬

‫السلمي"‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬ياسين عبد الرحمن‪" ،‬االنتماء للهُويّة واإلصالح الدستور ّ‬
‫ي في الجزائر ‪:‬توفيق األيديولوجيّات لتحقيق االنتقال‬
‫استرجعت بتاريخ ‪ 2020-09-00‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪https://www.arab-reform.net/ar/publication/%D9%‬‬
‫‪12‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫ّ‬
‫الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫مؤسـساته ّ‬
‫ويشيد ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عبية‬ ‫ستورية‬‫الد‬ ‫الوطنية املستعادتين‪،‬‬ ‫الثقافية‬ ‫والهوية‬ ‫الحرية‬
‫ألاصيلة‪."1‬‬
‫غير أن الباب ألاول الذي يتعلق باملبادئ العامة التي تحكم املجتمع الجزائري لم يتم تغيرها‬
‫وبقيت كما هو الشأن في باقي الدساتير السابقة‪:‬‬
‫شعبية‪ .‬وهي وحدة ال ّ‬
‫تتجزأ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ديمقراطية‬ ‫ّ‬
‫جمهورية‬ ‫املادة ‪ : 1‬الجزائر‬
‫املادة ‪ : 2‬إلاسالم دين ّ‬
‫الدولة‪.‬‬
‫والر ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سمية‪.‬‬ ‫املادة ‪ : 3‬اللغة العربية هي اللغة‬
‫غير أن التغير الجديد لم يلبي حاجيات مختلف مكونات الحركات البربرية والحقوقية‬
‫مما أثار احتجاجات من جديد سنة ‪ 2119‬من منطقة سكان القبايل عرفت بأحداث‬
‫القبائل أو الربيع ألاسود‪ ،‬مطالبة باالعتراف الكامل بالهوية ألامازيغية (لغويا وثقافيا‬
‫وحضاريا) وإضفاء الصفة املؤسساتية على اللغة ألامازيغية بوصفها لغة وطنية رسمية‪.‬‬
‫وتعرضت الاحتجاجات إلى تدخل أمني عنيف‪ ،‬مما أطلق الرئيس سنة ‪ 2112‬تعديل‬
‫دستوري الذي كان متقدما على الدساتير السابقة‪ ،‬حيث تم الاعتراف باللغة ألامازيغية لغة‬
‫وطنية ولكن ليست رسمية وتبقى اللغة العربية اللغة الرسمية الوحيدة للجزائر‪.‬‬
‫وبذلك تضمن دستور ‪ 2112‬مايلي‪:2‬‬
‫املادة ألاولى‪ :‬تضاف مادة ‪ 6‬مكرر‪ ،‬تصاغ كما يأتي ‪:‬‬
‫"املادة ‪ 6‬مكرر ‪ :‬تمازيغت هي كذلك لغة وطنية‪.‬‬
‫تعمل الدولة لترقيتها و تطويرها بكل تنوعاته اللسانية املستعملة عبر التراب الوطني"‪.‬‬
‫أما بالنسبة لدستور ‪ 2193‬فقد تضمن مقتضيات جديدة تؤكد باالعتراف الهوياتي للشعب‬
‫الجزائري من خالل الديباجة وخصوصا الفقرة الثانية والفقرة الرابعة منها التي تقر مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ديباجة الدستور الجزائري لسنة ‪.0229‬‬


‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 22‬محرم عام‪ 0223‬الموافق ‪ 00‬أبريل ‪ ، 2002‬يتضمن تعديل الدستور‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫"فتاريخه املمتدة جذوره عبر آالف السنين سلسلة متصلة الحلقات من الكفاح والجهاد‪،‬‬
‫الحرّية‪ ،‬وأرض ّ‬
‫العزة والكرامة"‪.‬‬ ‫جعلت الجزائر دائما منبت ّ‬

‫لهو ّيتها‪،‬‬
‫ألاساسية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملكونات‬ ‫"‪ ،.....‬واجهت بها مختلف الاعتداءات على ثقافتها‪ ،‬وقيمها‪،‬‬
‫يغية‪ ،‬التي تعمل الدولة دوما لترقية وتطوير كل واحدة منها‪،‬‬ ‫وهي إلاسالم والعروبة وألاماز ّ‬
‫وتمتد جذور نضالها اليوم في ّ‬
‫شتى امليادين في ماض ي ّأمتها املجيد"‪.‬‬ ‫ّ‬

‫وقد اعترف املؤسس الدستوري بالقوة الالزامية للديباجة التى ال تقل عن القوة‬
‫الالزامية لصلب الدستور‪ ،‬من خالل الفقرة الاخيرة من الديباجة‪ " :‬تشكل هذه الديباجة‬
‫جزءا ال يتجزأ من هذا الدستور " ‪ ،‬و اعبر املجلس الدستوري من خالل رأيه أن الديباجة‬
‫تضع املبادئ التي تؤسس للدولة واملجتمع وتتضمن تطور السيرورة التاريخية للجزائر‪ ،‬فإنها‬
‫أصبحت إطارا قانونيا ومرجعا دستوريا لباقي أبواب الدستور‪ ،‬مما يجعلها جزءا من املبادئ‬
‫ألاساسية التي تنظم املجتمع الجزائري‪.1‬‬
‫أما الباب ألاول الخاص املبـادئ العـامـة التـي تـحكم املـجتـمع الجـزائـري الذي يقر في‬
‫مايلي‪:‬‬
‫شعبية‪ .‬وهي وحدة ال ّ‬
‫تتجزأ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جمهورية ديمقر ّ‬
‫اطية‬ ‫املـ ّـادة ‪ 9‬الجزائر‬
‫املادة ‪ 2‬إلاسالم دين ّ‬
‫الدولة‪.‬‬
‫والر ّ‬ ‫ّ‬
‫الوطنية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سمية‪.‬‬ ‫العربية هي اللغة‬ ‫املادة ‪ : 6‬اللغة‬
‫الرسمية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫للدولة‪.‬‬ ‫العربية اللغة‬ ‫‪ ‬تظل‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫العربية‪.‬‬ ‫‪ُ ‬يحدث لدى رئيس الجمهورية مجلس أعلى للغة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫العربية على الخصوص بالعمل على ازدهار اللغة‬ ‫‪ ‬يكلف املجلس ألاعلى للغة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتكنولوجية والتشجيع على الترجمة إليها‬ ‫العلمية‬ ‫وتعميم استعمالها في امليادين‬
‫لهذه الغاية‪.‬‬

‫‪ -1‬موزاوي علي‪" ،‬الهوية األمازيغية من خالل الدساتير الجزائرية‪ ،‬مسار من اإلقصاء الى اإلعتراف"‪ ،‬استرجعت‬
‫بتاريخ ‪ 1612-60-21‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=587247‬‬
‫‪14‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫وطنية ور ّ‬
‫سمية‪.‬‬ ‫املادة ‪ 4‬تمازيغت هي كذلك لغة ّ‬

‫الل ّ‬‫ّ‬ ‫لترقيتها وتطويرها بكل ّ‬


‫الدولة ّ‬ ‫‪ ‬تعمل ّ‬
‫سانية املستعملة عبر التراب الوطني‪.‬‬ ‫تنوعاتها‬
‫يغية يوضع لدى رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫مجمع جزائري ّللغة ألاماز ّ‬
‫‪ُ ‬يحدث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجمع إلى أشغال الخبراء‪ ،‬ويكلف بتوفير الشروط الالزمة لترقية تمازيغت‬ ‫‪ ‬يستند‬
‫قصد تجسيد وضعها كلغة ر ّ‬
‫سمية فيما بعد‪.‬‬
‫كيفيات تطبيق هذه ّ‬
‫املادة بموجب قانون عضوي‪.‬‬ ‫‪ّ ‬‬
‫تحدد ّ‬

‫وبذلك يتم الاقرار وفقا للمادة ‪ 4‬من دستور ‪ 2193‬أن اللغة ألامازيغية هي لغة‬
‫وطنية ورسمية‪ ،‬وكما تسهر الدولة لترقيتها في مختلف املجاالت وترقيتها وفق قوانين سيتم‬
‫يغية"‪ ،‬التي‬ ‫ألاكاديمية الجز ّ‬
‫ائرية للغة ألاماز ّ‬ ‫ّ‬ ‫إحداثها‪ ،‬وأسفر هذا الوضع الجديد عن إنشاء "‬
‫يغية وتطويرها‪ ،‬فاإلعتراف الدستوري بالهوية‬ ‫تأسست عام ‪ 2192‬للنهوض باللغة ألاماز ّ‬‫ّ‬
‫ألامازيغية ضمن مقومات الشخصية الوطنية الجزائرية‪ ،‬و إلالتزام بترقيتها‪ ،‬دافع يستلزم‬
‫ضرورة رد إلاعتبار للتاريخ و للعرف ألامازيغي ‪ ،‬كما أن ترقية اللغة ألامازيغية و تطويرها يعني‬
‫أيضا مواصلة جهود تعميمها في املنظمة التعليمية الوطنية و و في وسائل إلاعالم و الثقافة و‬
‫الحياة العامة‪ ،‬ال سيما في إلادارة و العدالة و ادراج تلقنها أيضا في كليات الحقوق و املدارس‬
‫املتخصصة في تكوين القضاة و املوثقين واملحضرين القضائيين‪ ،‬و كافة أعوان القضاء‪،‬‬
‫قصد تمكينهم من فهم هذه اللغة والتواصل بها مستقبال مع املتقاضين‪.1‬‬
‫أما دستور ‪ 2121‬فقد تضمن نفس تعديالت حول الهوية لدستور ‪.2193‬‬

‫اهلوية يف الدساتري املغربية‬


‫ينص دستور ‪ 9132‬في ديباجته على أن "اململكة املغربية دولة إسالمية ذات سيادة‬
‫كاملة ‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من املغرب الكبير"‪.‬‬

‫‪ -1‬موزاوي علي‪" ،‬الهوية األمازيغية من خالل الدساتير الجزائرية‪ ،‬مسار من اإلقصاء الى اإلعتراف"‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫أما دستور ‪ 9121‬ينص في ديباجته على أن " اململكة املغربية دولة إسالمية ذات‬
‫سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية ‪ ،‬وهي جزء من املغرب الكبير"‪.1‬‬
‫أما دستور ‪ 9122‬ينص في ديباجته على أن " اململكة املغربية دولة إسالمية ذات‬
‫سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من املغرب الكبير‪."2‬‬
‫أما دستور ‪ 9112‬ينص في ديباجته على أن " اململكة املغربية دولة إسالمية ذات‬
‫سيادة كاملة ‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من املغرب العربي الكبير"‪.3‬‬
‫أما دستور ‪ 9113‬ينص في ديباجة على أن " اململكة املغربية دولة إسالمية ذات‬
‫سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسمية هي اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من املغرب العربي الكبير‪.‬‬
‫أما دستور ‪ 2199‬ينص في ديباجة على أن " اململكة املغربية دولة إسالمية ذات‬
‫سيادة كاملة‪ ،‬متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية‪ ،‬وبصيانة تالحم مقومات هويتها الوطنية‪،‬‬
‫املوحدة بانصهار كلمكوناتها‪ ،‬العربية ‪ -‬إلاسالمية‪ ،‬وألامازيغية‪ ،‬والصحراوية الحسانية‪،‬‬
‫والغنية بروافدها إلافريقية وألاندلسية والعبرية واملتوسطية‪ .‬كما أن الهوية املغربية تتميز‬
‫بتبوئ الدين إلاسالمي مكانة الصدارة فيها‪ ،‬وذلك في ظل تشبث الشعب املغربي بقيم‬
‫الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار‪ ،‬والتفاهم املتبادل بين الثقافات والحضارات‬
‫إلانسانية جمعاء"‪.‬‬

‫" ُيشكل هذا التصدير جزءا ال يتجزأ من هذا الدستور"‪.‬‬


‫يالحظ أن دستور ‪ 2199‬جاء متقدما على باقي الدساتير السابقة بإعترافه الصريح‬
‫بدستورية ألامازيغية كلغة رسمية هو ش يء إيجابي ومميز تلقته باقي املكونات الحقوقية‬
‫والثقافية‪ ،‬غير أنه أثير نقاش واسع للدالالت التعبيرية التي تم توظيفها من خالل الوثيقة‬
‫الدستورية املكونات والروافد‪ .‬واستعمل املكون"العربي ـ إلاسالمي" بطريقة مختلفة لباقي‬
‫املكونات ألاخرى‪" ،‬كما أن الهوية املغربية تتميز بتبوئ الدين إلاسالمي مكانة الصدارة فيها"‪.‬‬
‫التمييز الهوياتي‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهيرشريفرقم‪ 2.16.211‬بتاريخ ‪ 11‬جمادى األولى ‪ 92( 2936‬يوليوز ‪ )2316‬بإصدار األمر بتنفيذ الدستور‬
‫‪ -2‬ظهيرشريف رقم ‪ 2.11.602‬بتاريخ ‪ 19‬محرم ‪ 26( 2931‬مارس ‪ )2311‬بإصدار األمر بتنفيذ الدستور‪.‬‬
‫‪ -3‬ظهير شريف رقم ‪ 2.31.211‬صادر في ‪ 22‬من ربيع اآلخر ‪ 3( 2129‬أكتوبر ‪ )2331‬بتنفيذ مراجعة الدستور‬
‫‪16‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫ففي الوقت الذي كان منتظرا أن يحسم الدستور الجديد مسألة الهوية باملغرب بناء‬
‫على ما جاء في خطاب ‪ 1‬مارس فيجعل من ألامازيغية الثابت "الصلب" الذي تتآلف حوله‬
‫يكرر‪ ،‬بصدد‬ ‫عناصر التنوع املشكلة للطابع التعددي للهوية املغربية‪ ،‬فإذا بهذا الدستور ّ‬
‫الهوية‪ ،‬نفس التصورات العرقية السوقية واملتجاوزة‪ ،‬املنتشرة باملغرب حول الهوية‪،‬‬
‫ّ‬
‫العامية والخاطئة‪ ،‬مثل "املكونات" و"الروافد"‪ ،‬التي تعتبر ألامازيغية‬ ‫مستعمال مفاهيمها‬
‫مجرد واحد من هذه املكونات املتعددة ‪.1‬‬
‫ويشير بودهان محمد أن الدستور الجديد‪ ،‬بدل أن ينهي املشكل الهوياتي باملغرب‪،‬‬
‫يعمقه ألنه ّ‬
‫يرسمه دستوريا من خالل الصيغة "السفسطائية" التي تناوله بها‪ .‬وهذا‬ ‫فهو ّ‬
‫التناول "السفسطائي" ملسألة الهوية في دستور ‪ ،2199‬هو تدشين ملرحلة ثانية من‬
‫"السياسة البربرية الجديدة"‪ ،‬التي انطلقت مرحلتها ألاولى مع تأسيس املعهد امللكي للثقافة‬
‫ألامازيغية‪ .‬هذا في الوقت الذي كان املنتظر من الدستور الجديد أن يضع حدا نهائيا‬
‫"للسياسة البربرية الجديدة" ويستبدلها" بالسياسة ألامازيغية" الحقيقية‪.2‬‬

‫احلركات الثقافية ومطلب اهلوياتي‬


‫شكلت الحركات الثقافية في كال من الجزائر واملغرب دورا رياديا في الدفاع عن اللغة‬
‫والهوية ألامازيغية طيلة عقود من الزمن بمختلف آليات وتصورات حركية الحركات‬
‫ألامازيغية‪ ،3‬ألجل تحقيق املصلحة الذاتية للمجموعات الاجتماعية املحددة ذاتيا بتقديم‬
‫حجج سياسية بواسطة مظاهر هوياتية مرتبطة بتحديد العرق أو الطبقة أو الدين أو‬
‫الجنس أو إلاثنية أو ألايديولوجية أو الوالية أو التوجه الجنس ي أو الثقافة أو العملة أو‬
‫التفضيل املعلوماتي أو التاريخ أو ألاسلوب ألادبي و‪/‬أو املوسيقي أو الظروف الطبية أو املهنة‬

‫‪ -1‬بودهان (محمد)‪ " ،‬الهوية في دستور ‪ ،"2000‬الجمعة ‪ 00‬يوليوز ‪ ،2003‬استرجعت بتاريخ ‪ 2020-09-20‬على‬
‫الموقع التالي‪:‬‬
‫‪https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-2011-746045.html‬‬
‫‪ -2‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬بوجعبوط (المصطفى)‪" ،‬حركية الحـركات األمازيغية ومتغيرات الفعل االحتجاجي في شمال أفريقيا‪ :‬مقارنة بين‬
‫المغرب والجزائر‪-.‬دراسة سوسيوثقافية‪ ،"-‬أعمال الندوة الدولية للجامعة الصيفية في دورتها ‪ 00‬المنعقدة بأكادير من ‪00‬‬
‫إلى ‪ 00‬يوليوز ‪ ،2002‬منشورات جمعية الجامعة الصيفية ‪.2020‬‬
‫‪17‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫أو الهواية أو أي ش يء آخر مرتبط على نحو غير مضبوط ولكن بسيط بالنسبة إلدراك‬
‫املنظمات الاجتماعية‪.‬‬
‫فهذه الهوية طاملا أصبحت نقيض أجندة ألانظمة السياسية في ترسيخها والاعتراف‬
‫بها‪ ،‬فهي تشكل النسيج الاجتماعي للمجتمع الجزائري واملغربي وذلك‪ ،‬ما أكدته الدراسات‬
‫ألانتروبولوجية والتاريخية العميقة‪ ،‬باعتبار أن ألامازيغ هم السكان ألاصليون ملنطقة شمال‬
‫أفريقيا عموما منذ فجر التاريخ‪ ،‬غير أن النهج الاستعمارية والتوجهات القومية العروبية‬
‫التي فرضتها الحكومات املتعاقدة بعد الاستقالل أدى إلى هيمنة ورسمنة اللغة العربية‬
‫ونهجها وترسيخها في شتى امليادين والقطاعات السياسية وإقصاء الطرف ألاخر‪.‬‬
‫وهذا أفرز معاناة كبيرة في الجزائر واملغرب للشعوب ألاصلية املرتبطة باألرض ألام‬
‫تهميشا لغويا لعدم اهتمام الدولة باللغة ألامازيغية بالرغم من نضاالت الحركات الثقافية‬
‫لنخب ألامازيغية على مستوى الداخلي والخارجي‪ ،‬بالنسبة للجزائرين فقد تم تأسيس في‬
‫باريس ألاكاديمية ألامازيغية ‪ 9133‬والتي أثارت نقاشا واسعا‪ ،‬حول كتابة حرف تيفناغ وعلى‬
‫خالف هذا‪ ،‬نجحت مجموعة من الفعاليات ألامازيغية بـ "تيزي وزو" على إثراء املجتمع‬
‫الجزائري بالكتابات وإلاسهامات الفكرية ألامازيغية التي تحدد مسار الهوية الحقيقة‬
‫للمجتمع ‪...‬الخ‪.‬‬
‫فالحركات الاحتجاجية في كل من املغرب والجزائر ساهمت في تطوير الفعل ألامازيغي‬
‫بهويته وفرض تحوالت عميقة في الفكر الاجتماعي خصوصا أحداث ‪ 9113‬و ‪ 9111‬والربيع‬
‫ألامازيغي الذي ساهم إلى حد كبير من إزالة املمنوعات في املشهد الاعالمي ألامازيغي وتطوير‬
‫أداء الحركة الثقافية ألامازيغية خصوصا بعد تفاعل الرئيس "زروال" ‪ 9115‬مع مكونات‬
‫الحركة‪ ،‬حيث شرعت وسائل الاعالم الرسمية في بث نشرات باألمازيغية بداء من‬
‫التسعينيات وتدريس ألامازيغية في املدرسة العمومية واعتماد ألامازيغية كلغة رسمية بعد‬
‫دسترتها خالل دستور ‪.2193‬‬
‫أما حركية الحركات ألامازيغية باملغرب عملت منذ طهورها التركيز على الثقافة‬
‫ألامازيغية كمكون ثقافي هوياتي‪ ،‬فإن تطور خطابها ومرجعيتها وتنسيقياتها على مستوى‬

‫‪18‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫الوطني والدولي وانفتاحها على مختلف الفاعلين السياسيين وغيرهم‪ ،‬وتجاوز الذاتية‬
‫والتفكير في دمقرطة الدولة واملجتمع‪ ،‬وبذلك شكل مطلب ونضال حركية الحركات‬
‫ألامازيغية أعلى سقف"سياس ي" هو ضرورة دسترة ألامازيغية‪ ،‬وبهذا‪ ،‬أصدرت سنة ‪2114‬‬
‫وثيقتان حول ذلك‪ ،‬ألجل الدسترة‪ ،‬وثيقة موقعة من طرف فعاليات أمازيغية وأخرى من‬
‫لدن الجمعيات ألامازيغية بالريف‪.1‬‬
‫فقد "تضمنت الوثيقتان املطالبة بدستور ديمقراطي شكال ومضمونا‪ ،‬يقر بالهوية‬
‫ألامازيغية‪ ،‬وباألمازيغية كلغة وطنية ورسمية‪ ،‬وكذا املطالبة بتحقيق دولة علمانية‪،‬‬
‫فديرالية‪ ،‬وإقرار سمو املعاهدات والاتفاقيات الدولية على القانون الوطني‪ ،‬واعتبار ألاعراف‬
‫ألامازيغية مصدرا للتشريع"‪.2‬‬
‫يالحظ أن كل الدساتير التي تعاقبت باملغرب‪ ،‬منذ مشروع دستور ‪ 9113‬مرورا‬
‫بدستور ‪ 9111‬فدستور ‪ 2‬دجنبر ‪ ،9112 ،9122 ،9121 ،9132‬وصوال إلى دستور ‪،9113‬‬
‫لم تنص على هذا املطلب وظل مغيبا من الوثيقة الدستورية‪ ،‬فقد أصبح من الضروري في‬
‫هذه املرحلة إعادة النظر في املتن الدستوري إلى أن تم هذا الاعتراف في دستور ‪.2199‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن مختلف حركيات الحركات ألامازيغية نجد ضمن أولويتها ونضاالتها‬
‫وبيانتها هاجس مطلب دسترة ألامازيغية منذ ميثاق ‪ 9112‬ومختلف املذكرات املرفوعة إلى‬
‫املؤسسة امللكية والبيانات التي تلت تعديالت الدستورية لسنة ‪ 9113‬وصوال إلى "ميثاق‬
‫املطالب ألامازيغية بشأن التعديالت الدستورية" و "ميثاق الجمعيات ألامازيغية بالريف‬
‫حول دسترة ألامازيغية" الذي جاء فيه بخصوص هذا املطلب‪ ،‬ما يلي‪" :‬التنصيص على اللغة‬
‫ألامازيغية كلغة وطنية وإقرارها كلغة رسمية ضمن دستور ديمقراطي شكال ومضمونا"‪.3‬‬
‫يالحظ أن سنة ‪ 9111‬كانت محطة استثنائية لحركية الحركة ألامازيغية في التنسيق‬
‫لتنظيم أول إعداد ملسيرة "تاوادا"‪ ،‬وهي مسيرة كان من املرتقب أن تكون أول خروج‬
‫جماهيري للحركة ألامازيغية إلى الشارع‪ ،‬ولكن تزامنها مع وفاة امللك الحسن الثاني وانتقال‬

‫‪ -1‬يتضمن ديباجة وخمس نقط مطلبية تهم محور ترسيم األمازيغية‪ ،‬وهو الميثاق الذي ساهم في حينه في خلق دينامية‬
‫وطنية توجت باصدار ميثاق وطني للحركة األمازيغية بشأن التصور الدستوري ‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد المساوي‪" ،‬الحركة األمازيغية‪ :‬النشأة والمسار"‪ ،‬كتب‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 22-02-2000 :‬منشور في مجلة تافسوت‬
‫العدد األول ربيع ‪،2002‬استرجعت بتاريخ ‪ 2009/00/02‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪https://issuu.com/yarbas/docs/tifray_n_1‬‬
‫‪ -3‬نفسه‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫الحكم إلى امللك محمد السادس أدى إلى تأجيلها‪ ،1‬ونفس الفترة تم إعداد ما سمي ب "بيان‬
‫شفيق"‪ ،‬ودعت الحركة الثقافية الامازيغية كل الفصائل الطالبية إلى إعداد ميثاق شرف‬
‫ألجل نبذ العنف وإلاقصاء التي يعاني منها الاتحاد الوطني لطلبة املغرب‪ .‬فكان للحركة قوة‬
‫للدفاع على الثقافة ألامازيغية بالجامعات املغربية‪ ،‬بإعتمادها على حجج وأدلة تاريخية‬
‫حول الحقائق غير املزيفة للقضية ألامازيغية كقوة جديدة و فكرية داخل الجامعات‪،‬‬
‫ليستمر العمل شكل عقالني خارج أصوار الجامعات بشكل شمولي من مختلف الحقوق‬
‫الثقافية والاقتصادية و السياسية والاجتماعية‪ .‬وتوسع الحركة ألامازيغية‪ ،‬بظهور إطارات‬
‫جمعوية و منابر إعالمية أمازيغية أخرى كمتغيرات جديدة‪.‬‬
‫لكن أبرز ما خلفه هذا امليثاق هو توسع قواعد هذه الحركة وبداية انتشار خطاب‬
‫الحركة ألامازيغية في أوساط الشبيبة املتعلمة للتعريف بالهوية والحقيقة التاريخية‪ .‬وكان‬
‫امليالد الرسمي لهذه الحركة بموقع مكناس وفاس موسم ‪ 9116 -9112‬ليتوالى ظهورها في‬
‫مواقع أخرى‪ -‬الرشيدية‪ ،‬وجدة‪ ،‬أكادير…لقد كان خطاب الحركة الثقافية ألامازيغية‬
‫بالجامعة في بداياته يتماش ى مع خطاب الحركة ألامازيغية الجمعوية خارج الجامعة‪ ،‬ولن‬
‫يتغير هذا الامتداد إال بعد تفش ي السخط في أوساط قواعد الحركة خصوصا‪ :‬بعد‬
‫التأجيالت املتكررة ملسيرة تودا الوطنية‪ ،‬والتخلي عنها في النهاية‪.2‬‬
‫وفي الخالص‪ ،‬فإن مطلب الهوياتي لحركية الحركات ألامازيغية في كل من الجزائر‬
‫واملغرب ساهمت إلى حد كبير بتطوير أدائها وقوتها املطلبية منذ فجر الاستقالل إلى دسترة‬
‫ألامازيغية كلغة وطنية ورسمية والتنصيص على الانتماء إلافريقي واملتوسطي‪ ...‬كما عملت‬
‫تلك ألانظمة السياسية في توفير الحماية القانونية واملؤسساتية لألمازيغية (لغة‪ ،‬ثقافة‪،‬‬
‫هوية تاريخ وحضارة‪ )...‬داخل دستور ديمقراطي شكال ومضمونا وكآلية إلنصاف واملصالحة‬
‫مع ذاته وهويته ألامازيغية وكقاعدة أساسية لبناء ديمقراطية حديثة تعترف بالتعددية‬
‫الثقافية ولكن بعض الحركات الثقافية تؤكد أن البناء والهندسة الدستورية الزالت لم‬

‫‪ -1‬محمد مصباح‪" ،‬األمازيغية في المغرب‪ :‬جدل الداخل والخارج"‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.0:‬‬
‫‪" -2‬مالحظات انتقادية حول الحركة الثقافية األمازيغية (ح‪.‬ث‪.‬أ) داخل الجامعة المغربية"‪29 ،‬سبتمبر‪،2003 ،‬‬
‫استرجعت بتاريخ ‪ 2009/00/29‬على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.etudiantrevolutionnaire.org/2013/09/29/td_d_slug_11/‬‬
‫‪20‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫تحدد الهوية الحقيقة للمجتمع وظل الدستور غامضا في املردفات والتعارف التي حددها‬
‫بشكل ال يناسب مكونات الحركات ألامازيغية‪.‬‬
‫ويالحظ كذلك أن القضية ألامازيغية في كل من الجزائر واملغرب في شمال أفريقيا‬
‫استطاعا فرض الهيمنة والسيطرة على الهوية ألامازيغية من خالل منع التعدد الثقافي وكبح‬
‫أنشطتها بشتى الوسائل وآلاليات القمعية والقانونية واملؤسساتية‪ ،‬غير أن تطور حركية‬
‫الحركات الثقافية ألامازيغية على مستوى الفعل امليداني والاحتجاجي والجامعي أخذ منوال‬
‫آخر للتعريف بهوية ألارض وعالقتها باألمازغيين‪ ،‬مما أعطاها وأحيا فيها مشروع مجتمعي‬
‫بنمط التعدد الثقافي ومحاربة الهيمنة الثقافية ألاحادية نحو مقاربة أخرى متغيرة ومطالبة‬
‫في تحديد والتعريف بالذات والهوية الحقيقية‪.‬‬
‫ومن هنا يطرح من جديد إشكالية الهوية بين الدستوري والاستعادة الحقيقة للهوية‬
‫ألامازيغية املرتبطة باألرض أي التراب‪ ،‬وللحركات ألامازيغية في الجزائر واملغرب طريق طويلة‬
‫من جديد بعد الاعتراف ألجل الاعتراف بالهوية املرتبطة باألرض –التراب كمكون أساس ي‬
‫بعيد عن الدسترة بالرغم من أهميته ‪ .‬وهنا سنتحدث عن الهوية واملجال ضرورة تحديد‬
‫ألانا وجعله أصال ومبنيا بتقاليديه ومرجعيته الهوياتية وليس تحديد الهندسة الهوياتية من‬
‫لدن الدولة وترسيم حدودها ومرجعيتها القانونية وابتكار هوية متوحشة تطمح للهيمنة من‬
‫جديد فدستورية اللغة ألامازيغية في كال الدساتير املغرب والجزائر اتسمت بالتقطير والحذر‬
‫والغموض بين "الاسالم وألامازيغية" و "العربي‪ -‬إلاسالمي"‪.‬‬
‫يالحظ كذلك هناك تصادم بين الدولة كطرف والحركات الثقافية والعوملة الكل‬
‫يؤثر على آلاخر‪ ،‬إذ نحن أمام سوق ثقافية مرتبط بمدخالت جديدة ثقافية قيم تهاجم قيم‬
‫أخرى تحاول بناء وتسطيح العقول واملجتماعات أمام هندسة جديدة سيصبح من خاللها‬
‫مخرجات جديدة متناقضة مع الثقافية املحلية املرتبطة بالهوية ألاصلية‪.‬ومن هنا تطرح‬
‫فكرة العودة إلى املاض ي والتشبث بالهوية ألاصلية وذلك اليمكن أم يكون إال بمجتمع مدني‬
‫قوي يعي حجم املتغيرات والتفاعالت بين الذوات الفردية والجماعية واملناطقية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫بيبليوغرافيا‬
‫بوجعبوط (املصطفى)‪" ،‬حركية الحـركات ألامازيغية ومتغيرات الفعل الاحتجاجي في شمال أفريقيا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة بين املغرب والجزائر‪-.‬دراسة سوسيوثقافية‪ ،"-‬أعمال الندوة الدولية للجامعة الصيفية في دورتها‬
‫‪ 51‬املنعقدة بأكادير من ‪ 55‬إلى ‪ 51‬يوليوز ‪ ،9152‬منشورات جمعية الجامعة الصيفية ‪.9195‬‬
‫بودهان( محمد) ‪" ،‬في الهوية ألامازيغية للمغرب"‪ ،‬سلسلة في سبيل ألامازيغية ‪ ،" 5‬ط ‪2102 -2‬‬ ‫‪‬‬
‫منشورات "تاويزا"‪.‬‬
‫حنفي (حسن) ‪ ،‬محمد غاليم وآخرون‪( ،‬مؤلف جماعي)‪" ،‬اللغة والهوية في الوطن العربي‪ :‬إشكاليات‬ ‫‪‬‬
‫تاريخية وثقافية وسياسية"‪ ،‬املركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪.2102 ،‬‬
‫على أحمد مدكور‪ " ،‬سلسلة أساسيات‪ :‬الهوية الثقافية املفاهيم وألابعاد والقيم"‪.2102 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫الرين (جورج) ‪" ،‬الايديولوجيا والهوية الثقافية‪ ..‬الحداثة وحضور العالم الثالث"‪ ،‬مكتبة مدبولي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2002‬‬
‫مصباح (محمد) ‪" ،‬ألامازيغية في املغرب‪ :‬جدل الداخل والخارج"‪ ،‬املركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫‪‬‬
‫السياسات‪.9155 ،‬‬
‫منشورات كلية آلاداب والعلوم إلانسانية‪ -‬تطوان‪" ،‬الهويات الثقافة‪ :‬حدود ورهان"‪ ،‬أعمال الندوة‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية‪ ،‬ط ‪ ،2102 0‬مطبعة باب الحكمة‪.‬‬
‫ميمون (سفيان) ‪" ،‬في الثقافة والهوية وإلاغتراب ؛ جدل الهوية الثقافية في الجزائر"‪ ،‬دار ألايام للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع‪.2121 ،‬‬
‫هنتنجتون (صمويل) ‪" ،‬الثقافات وقيم التقدم"‪ ،‬ترجمة شوقي جالل ‪. 2012‬‬ ‫‪‬‬
‫ولد خليفة (محمد العربي) ‪" ،‬املسألة الثقافية وقضايا اللسان والهوية"‪.2112 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫فرانسيس فوكوياما‪ " ،‬الهوية‪ :‬مطلب الكرامة وسياسات الاستياء"‪ ،‬الناشر‪ :‬منتدى العالقات العربية‬ ‫‪‬‬
‫الدولية‪ ،‬سنة النشر‪.9152 :‬‬

‫وثائق قانونية‬
‫ظهير شريف رقم‪ 00110011‬بتاريخ ‪ 21‬جمادى ألاولى ‪ 20( 0221‬يوليوز ‪ )0211‬بإصدار‬ ‫‪‬‬
‫ألامر بتنفيذ الدستور‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 001201.0‬بتاريخ ‪ 22‬محرم ‪ 01( 0222‬مارس ‪ )0212‬بإصدار ألامر‬ ‫‪‬‬
‫بتنفيذ الدستور‪.‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 00220055‬صادر في ‪ 00‬من ربيع آلاخر ‪ 2( 0202‬أكتوبر ‪ )0222‬بتنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫مراجعة الدستور‬
‫القانون رقم ‪ 12-12‬املؤرخ في ‪ 21‬محرم عام‪ 0222‬املوافق ‪ 01‬أبريل ‪ ، 2112‬يتضمن‬ ‫‪‬‬
‫تعديل الدستور‪.‬‬
‫الدستور الجزائري‪.2121-210.-2112-022.-0292-02.2 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫الدستور املغربي ‪2100-022.-0222-0212-0211-02.2‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫الهوية في دساتير شمال أفريقيا ‪ :‬أي هوية للهندسة الاجتماعية املغرب والجزائر نموذجا‪.......‬د‪ .‬املصطفى بوجعبوط‬

‫ويبليوغرافيا‬
‫ّ‬
‫ألايديولوجيات لتحقيق الانتقال‬ ‫ّ‬
‫الدستوري في الجزائر ‪:‬توفيق‬ ‫لله ّوية وإلاصالح‬
‫ياسين عبد الرحمن‪" ،‬الانتماء ُ‬
‫السلمي"‪ ،‬استرجعت بتاريخ ‪ 9195-10-51‬على املوقع التالي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪https://www.arab-reform.net/ar/publication/%D9%‬‬
‫بودهان (محمد)‪ " ،‬الهوية في دستور ‪ ،"9155‬الجمعة ‪ 11‬يوليوز ‪ ،9152‬استرجعت بتاريخ ‪9195-10-95‬‬
‫على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-2011-746045.html‬‬
‫موزاوي علي‪" ،‬الهوية ألامازيغية من خالل الدساتير الجزائرية‪ ،‬مسار من إلاقصاء الى إلاعتراف"‪ ،‬استرجعت بتاريخ‬
‫‪ 2120-1.-02‬على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=587247‬‬
‫محمد املساوي‪" ،‬الحركة ألامازيغية‪ :‬النشأة واملسار"‪ ،‬كتب‪ ،‬بتاريخ ‪ ، 99-59-9151 :‬منشور في مجلة تافسوت‬
‫العدد ألاول ربيع ‪،9112‬استرجعت بتاريخ ‪ 9152/51/59‬على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪https://issuu.com/yarbas/docs/tifray_n_1‬‬
‫‪" -1‬مالحظات انتقادية حول الحركة الثقافية ألامازيغية (ح‪.‬ث‪.‬أ) داخل الجامعة املغربية"‪29 ،‬سبتمبر‪،‬‬
‫‪ ،9152‬استرجعت بتاريخ ‪ 9152/51/92‬على املوقع التالي‪:‬‬
‫‪http://www.etudiantrevolutionnaire.org/2013/09/29/td_d_slug_11/‬‬
‫‪Aït-Aoudia Myriam, “Les dilemmes des nouveaux partis‬‬
‫‪face à la participation à la première élection pluraliste post-‬‬
‫‪autoritaire. Retour sur un impensé à partir du cas algérien”,‬‬
‫‪Revue internationale de politique comparée, 2013/2 Vol. 20, p.‬‬
‫‪15-32. DOI : 10.3917/ripc.202.0015‬‬

‫‪23‬‬

You might also like