You are on page 1of 20

The Administration & Economic College Journal

For Economics & Administration & Financial Studies


Vol. 8,N.3, PP. 56-92
ISSN PRINT 2312-7813
ISSN ONLINE 2313-1012
‫مجلة كلٌة اإلدارة واالقتصاد للدراسات االقتصادٌة واإلدارٌة والمالٌة‬
26- 56 ‫ ص ص‬6106 ,3 ‫ العدد‬,8 ‫المجلد‬

The phenomenon of bleeding or Arab brain drain (Causes, implications, and remedies)
Iraq Case Study
For the period of (1980 - 2006)
)*(
Hussein Abbas al-Shammari
‫ظاهرة نزٌف أو هجرة العقول العربٌة‬
‫وسبل معالجتها ) العراق حاله دراسٌة‬, ‫انعكاساتها‬, ‫( أسبابها‬
)6112 – 0891 ( ‫للمدة من‬
‫(*) حسٌن عباس الشمري‬
Abstract
The problem of migration in general and the brain drain of scientific competencies, in particular of the permanent
problems, were numerous causes and motives, you may be in the form of individuals or groups, and may be internal or
external, may be normal or security, political, or scientific or economic reasons.
As brain drain scientific Arab abroad due causes often to the political, security, economic and lifestyle factors, and
for whatever reasons and motives, the effects will be negative for the countries that have migrated ones and positive
on the countries which have migrated to, and on the Arab governments to take all measures that will help stop the
brain drain and competencies and stimulate immigrant them to return to their homelands in Arab countries to
contribute to addressing the problems of the majority of Arab countries in all fields.
Keywords: brain drain, Iraq, migration.

:‫المستخلص‬
‫ وقد‬,‫تعتبر مشكلة الهجرة بشكل عام وهجرة العقول والكفاءات العلمٌة بشكل خاص من المشاكل الدائمة‬
‫ وربما تكون داخلٌة أو خارجٌة وقد تكون‬,‫ فقد تكون على شكل أفراد أو جماعات‬,‫تعددت أسبابها ودوافعها‬
. ‫أسبابها طبٌعٌة أو أمنٌة أو سٌاسٌة أو علمٌة أو اقتصادٌة‬
‫أما هجرة العقول والكفاءات العلمٌة العربٌة الى الخارج فترجع أسبابها فً أؼلب األحٌان إلى العوامل‬
‫ ومهما كانت أسبابها ودوافعها فإن آثارها ستكون سلبٌة على الدول‬,‫السٌاسٌة واألمنٌة أو االقتصادٌة والمعٌشٌة‬
‫ وعلى الحكومات العربٌة أن تتخذ كافة اإلجراءات‬, ‫التً هاجرت منها وإٌجابٌة على الدول التً هاجرت إلٌها‬
‫التً تساعد فً إٌقاؾ هجرة العقول و الكفاءات وتحفٌز المهاجر منها للعودة إلى أوطانها فً الدول العربٌة‬
.‫لتساهم فً معالجة المشاكل التً تعانً منها أؼلب الدول العربٌة وفً كافة المجاالت‬

‫المقدمة‬

)*( Assistant Professor, Administration & Economic College, Babylon University.

535
‫تعد ظاهرة نزٌؾ أو هجرة العقول بشكل عام ‪ ,‬وهجرة العقول والكفااءات العلمٌاة بشاكل خااص ظااهرة قدٌماة‬
‫حدٌثة‪ ,‬فقد كتب الكثٌر من الباحثٌن عن هاذ الظااهرة مناذ منتصاؾ القارن الماضاً وحتاى اآلن وربماا قبال هاذا‬
‫التااارٌ ‪ ,‬ولطالمااا بقٌاات هااذ المشااكلة قائمااة ومتفاقماااة ساانة بعااد أخاار ‪ ,‬سااٌبقى البحاا فٌهااا مساااتمرا ‪ ,‬وان‬
‫اساتمرارها وتفاقمهاا ٌعاود لبقااء أسابابها ودوافعهاا قائماة أٌضاا‪ ,‬والمتمثلاة بالوضاع االقتصاادي المتاردي والوضاع‬
‫األمنً والسٌاسً ؼٌر المستقران وإهمال الكفاءات العلمٌة والبح العلمً فً اؼلب الادول العربٌاة ‪ ,‬فضا عان‬
‫سٌاسات األنظمة السٌاسٌة العربٌة التً تساهم هً األخر بشكل أو بآخر فً تفاقم هذ الظاهرة ‪ ,‬وتعتبر ظاهرة‬
‫هجرة الكفاءات العلمٌاة العربٌاة إلاى الخاارج مان الظاواهر الماإثرة علاى التنمٌاة والتطاور االقتصاادي والتركٌاب‬
‫الهٌكلً للسكان والقو البشرٌة فً الدول العربٌة ‪ ,‬وتكتسب هذ الظاهرة أهمٌة متزاٌادة فاً ظال تزاٌاد أعادادها‬
‫خاصة من الكوادر العلمٌة المتخصصة ‪ ,‬وتتمثل أهم اآلثار السلبٌة لهذ الظاهرة فاً حرماان المجتمعاات العربٌاة‬
‫من االستفادة من خبرات ومإه ت هاذ الكفااءات فاً مجاال التنمٌاة االقتصاادٌة واالجتماعٌاة والتقادم العلماً فاً‬
‫شاتى المجاااالت‪ ,‬ممااا ٌجعال الاادول العربٌااة تبقاى معتماادة علااى الادول األجنبٌااة الصااناعٌة فاً مجااال التكنولوجٌااا‬
‫والصناعات المختلفة‪ ,‬وتشٌر اإلحصاءات إلى أن مصر قد قدمت نحو ‪ % 06‬من العلماء العارب إلاى الوالٌاات‬
‫المتحاادة األمرٌكٌااة‪ ,‬وان العاارا ولبناااان قااد ساااهما باااؤكثر ماان ‪ % 06‬بٌنمااا سااااهمت كاال ماان ساااورٌا واألردن‬
‫وفلسطٌن ودول أخر بنحو ‪ %5‬لكل منهاا‪ ,‬كماا أشاارت إحصاائٌات رسامٌة صاادرة عان منظماة العمال العربٌاة‬
‫عام ‪ 2010‬إلى انه فً الخمسٌن سنة الماضٌة هاجر من الوطن العربً ما بٌن ‪ % 56 – 55‬من حجم الكفاءات‬
‫العربٌة ‪ ,‬وفً الوقت الذي تخسر فٌه الدول العربٌة كفاءاتهاا العلمٌاة المتخصصاة فؤنهاا بالمقابال تكاون قاد زوّ دت‬
‫الاادول الؽربٌااة بطاقااات بشاارٌة منتجااة ومتجااددة‪ ,‬وهاااذا كلااه ساااهم فااً اسااتمرار التبعٌااة العلمٌااة والتكنولوجٌاااة‬
‫واالقتصادٌة للؽرب واتساع الفجوة العلمٌة بٌن الدول العربٌة من جهة والدول الصناعٌة من جهاة أخار ‪ ,‬بسابب‬
‫ضٌاع الجهود والطاقات اإلنتاجٌة والعلمٌة لهذ الكفاءات المهاجرة فض عن تبدٌد الموارد المالٌة الضاخمة التاً‬
‫أُنفقت فً تعلٌم وتدرٌب هذ الكفاءات ‪ ,‬لتتحول إلاى فائادة وماردود اقتصاادي مباشار للادول الصاناعٌة دون أدناى‬
‫مساهمة فً تكالٌؾ األعداد والتدرٌب ‪ ,‬ولألسؾ الشدٌد فان الحكومات العربٌة بشكل عام لم تبذل الجهاود الكافٌاة‬
‫سواء للحد من هجرة كفاءاتها العلمٌة أو الستقطاب تلك الموجودة فً الخارج ‪.‬‬
‫مشكلة البح ‪:‬‬
‫أستمرار حالة عدم األستقرار السٌاسً واألقتصادي واالمنً وأرتفاع معدالت البطاله سنة بعد أخر خاصة بٌن‬
‫الخرٌجٌن ‪,‬وعدم وجود سٌاسات أقتصادٌة سلٌمة قاادرة علاى خلا تنمٌاة أقتصاادٌة حقٌقٌاة ‪ ,‬كال ذلاك ٌسااهم فاً‬
‫أستمرار ظاهرة نزٌؾ أو هجرة العقول الى الخارج ‪ ,‬وعدم عودة المهاجر منها إلى أرض الوطن ‪.‬‬
‫هدؾ البح ‪:‬‬
‫ٌهادؾ البح ا إلااى التعاارؾ علااى مفهااوم الهجاارة وتارٌخهاا بشااكل عااام ‪ ,‬وهجاارة العقااول العربٌااة بشااكل خاااص‬
‫وأنعكاساتها السلبٌة على التنمٌة فً الدول العربٌة ‪ ,‬واقتراح السٌاسات واالجراءات الكفٌلة بمعالجة هذ الظاهرة‬
‫‪.‬‬
‫فرضٌة البح ‪:‬‬
‫لهجرة أو نزٌؾ العقول العربٌة أنعكاسات سالبٌة علاى عملٌاات التنمٌاة والتطاور العلماً والتكنولاوجً فاً الادول‬
‫العربٌة ‪.‬‬

‫منهجٌة البح ‪:‬‬


‫تام اعتماااد المانه الوصاافً التحلٌلااً لدراساة وتحلٌاال ظاااهرة نزٌاؾ العقااول العربٌااة وبٌاان أساابابها وأنعكاساااتها‬
‫السلبٌة على الدول العربٌة ‪ ,‬فض عن اعتماد المنه اإلحصاائً لضارورة ذكار بعاض اإلحصاائٌات حاول حجام‬
‫هذ الظاهرة ‪.‬‬
‫هٌكلٌة البح ‪ :‬من اجل الوصول إلى هدؾ البحا والتحقا مان صاحة فرضاٌته ‪ ,‬فقاد تام تقساٌمه إلاى المباحا‬
‫اآلتٌة‪:‬‬
‫المبح األول ‪ :‬الهجرة ( أطار نظري ومفاهٌم أساسٌة) وتضمن مناقشة المواضٌع اآلتٌة‪:‬‬

‫‪536‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم الهجرة وتارٌخها وأنواعها‬
‫ثانٌا ‪ :‬هجرة العقول العربٌة بشكل عام والعراقٌة بشكل خاص‪.‬‬
‫أما المبح الثانً ‪ ,‬فقد تناول أسباب الهجرة وأنعكاساتها ومقترحات معالجتها وتضمن مناقشة المواضٌع اآلتٌة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أسباب أو عوامل هجرة العقول العلمٌة العربٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬األنعكاسات أو اآلثار السلبٌة لظاهرة نزٌؾ العقول العربٌة على عملٌات التنمٌة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مقترحاات إٌقااؾ ظااهرة نزٌاؾ أو هجارة العقاول العربٌاة بشاكل عاام والعراقٌاة بشاكل خااص واساتقطاب‬
‫المهاجر منها ‪.‬‬
‫وأخٌرا جاءت بعض األستنتاجات وجملة من التوصٌات التً ٌراها الباح مناسبة فً هذا الموضوع فض عن‬
‫المصادر التً استخدمت فً هذا البح ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الهجرة ‪ /‬مفهومها و تارٌخها وأنواعها‬
‫أولا ‪ :‬مفهوم الهجرة وتارٌخها وأنواعها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مفهوم الهجرة ‪:‬‬
‫تعنً الهجرة من الناحٌة اللؽوٌة بشكل عام هً الخروج من بلد آلخر ‪ ,‬وٌسمى الشاخص مهااجرا عنادما ٌؽاادر‬
‫بلد ُ لٌعٌش فً بلد آخر ألسباب تختلؾ من شخص آلخر ومن مجموعة ألخر ( ‪ , )0‬كما تعنً أٌضا االنتقال فردٌا‬
‫أو جماعٌا من مكان آلخر أو من بلد آلخر بحثا عن وضع أفضل اجتماعٌاا كاان أم اقتصاادٌا أم سٌاساٌا أم أمنٌاا أم‬
‫دٌنٌا أم علمٌا‪ ,‬وهً مصطلح عُرؾ قدٌما‪ٌُ ,‬عبر عن االنتقال أو عبور الحدود اإلدارٌة أو الدولٌة لفترة من الزمن‬
‫ألساباب مختلفاة‪ ,‬وتعتباار عاام إلزالااة الحاواجز التقلٌدٌااة باٌن اللؽاات والعااادات والمجتمعاات ‪ ,‬لااذلك ٌنات عنهااا‬
‫اٌجابٌات وسلبٌات‪ ,‬وهً ال تعنً بؤي حال من األحوال السٌاحة لفترة محدودة ‪ ,‬بل تعنً االستقرار فً بلد جدٌد‬
‫ؼٌر البلد األصلً للشخص أو الجماعة المهاجرة ‪,‬وهنااك هجارة خارجٌاة وأخار داخلٌاة ‪ ,‬وربماا تكاون الهجارة‬
‫الداخلٌة أكثر خطورة على الوطن والمواطنٌن إذا كانت مبنٌة على أسس طائفٌة أو مذهبٌة كما حد فاً العارا‬
‫بعد عام ‪ , 5663‬وبالتحدٌد عام ‪ 5665‬م ‪ .‬أما ظاهرة نزٌف أو هجرة العقول العلمٌةة ‪ ,‬فتعارؾ علاى أنهاا شاكل‬
‫من أشكال التبادل العلمً الشااذ أو ؼٌار السالٌم باٌن الادول وبؤتجاا واحاد ولصاالح الادول األكثار تقادما ‪ ,‬فاً حاٌن‬
‫عرفها ( ‪ )UNITAR‬على أنها تدف كبٌر ألصحاب الخبرات والمهارات والتدرٌب العالً من الدول النامٌة إلى‬
‫الاادول المتقدمااة ماان المهندسااٌن واألطباااء وأساااتذة الجامعااات بساابب مااا ٌعااانو ماان معاناااة داخاال بلاادانهم وعاادم‬
‫األستخدام األمثل لمهاراتهم وكفاءاتهم فً بلدانهم األصلٌة‪.‬‬
‫وهً تعنً أٌضا هجرة األشخاص الذٌن ( ٌمتلكون تحصٌل دراسً عال أو تخصاص دقٌا أو مهاارة خاصاة )‬
‫خارج أوطانهم األصلٌة ألسباب علمٌة أو سٌاسٌة أو أمنٌة أو اقتصادٌة ‪ ,‬و هجرة العقول أو نزٌفها وهً عباارة‬
‫ابتدعها البرٌطانٌون لوصؾ خسارتهم من العلماء والمهندسٌن واألطبااء الاذٌن هااجروا مان برٌطانٌاا إلاى أمرٌكاا‬
‫( ‪)6‬‬
‫اثر الحروب وعدم االستقرار التً مرت بها أوربا فً القرن العشرٌن‪.‬‬
‫‪ - 6‬تةارٌ الهجةرة ‪ :‬الهجاارة قدٌماة قاادم اإلنساان علااى هاذ األرض ‪ ,‬فمناذ الهجاارات الساامٌة األولااى‪ ,‬إلاى هجاارة‬
‫الرسااول محمااد صاالى هللا علٌااه وآلااه وساالم ماان مكااة المكرمااة إلااى المدٌنااة المنااورة ‪ ,‬إلااى الهجاارات العربٌااة ماان‬
‫الجزٌرة إلى اله ل الخصٌب على اخت ؾ دوافعها وأهدافها ‪ ,‬وما أعقب ذلك من هجرات فردٌة أو جماعٌة على‬
‫مر العصور وألسباب مختلفاة وعلاى رأساها الحاروب والنزاعاات ‪ ,‬وال ٌقتصار األمار علاى العارب فقاط ‪ ,‬فهنااك‬
‫هجرات ألقاوام أخار ‪ ,‬كاالهجرة االٌرلندٌاة الباالػ عادد الناازحٌن فٌهاا قراباة العشارون ملٌاون شاخص هرباا مان‬
‫القتل والجوع والقهر‪ ,‬وسعٌا لحٌاة أفضل فً األراضً األمرٌكٌة‪ ,‬وهً ب شك مان اكبار الهجارات فاً التاارٌ‬

‫‪ 0‬د‪ .‬منذر الفضل ‪ :‬إهدار الحرٌات األكادٌمٌة وهجرة العقول العربٌة ‪ ,‬شبكة االنترنٌت‪ ,‬موقع حلبجة ‪ , 5665 / 0 / 5‬ص‪. 0‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬الٌؤس زٌن ‪ :‬هجرة األدمؽة العربٌة ‪ ,‬المإسسة العربٌة للدراسات والنشر ‪ ,‬بٌروت ‪ , 5012‬ص‪www . . 03‬‬
‫‪ . kitababat.com /alnadawi.k./.htm‬شبكة االنترنٌت – هجرة العقول العربٌة ‪-‬‬

‫‪531‬‬
‫المنظور( ‪ ,)0‬أما هجرة الكفاءات العلمٌاة العربٌاة فقاد بادأت بعاد الحارب العالمٌاة الثانٌاة أي فاً العقاد الخاامس مان‬
‫القرن الماضً وما أعقبه من حروب ونزاعات وعدم استقرار سواء من الناحٌة السٌاسٌة أم االقتصادٌة فً اؼلب‬
‫الدول العربٌة وكانت الهجرة دائما باتجا الدول الصناعٌة المتقدمة التً شجعت علٌها وألسباب مختلفة ‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫‪ - 3‬أنواع هجرة أو نزٌف العقول ‪ٌ :‬مكن م حظة األنواع اآلتٌة من نزٌؾ العقول وهً‬
‫أ ‪ -‬نزٌف العقول األساسً‪ :‬وٌعتبر هذا النوع من أخطر األنواع بسبب شمولٌته ‪ ,‬إذ أنه ال ٌقتصر على فئة‬
‫معٌنة من أفراد المجتمع التً تتصؾ بالكفاءة وإنما ٌمتد لٌشمل جمٌع أفراد المجتمع وهو ٌرتبط بنمط التنمٌة‬
‫المتبع فً الدول النامٌة ومد قدرته على أشباع الحاجات األساسٌة للمجتمع وخل الفرص المتكافئه ألفراد ‪,‬‬
‫وفً هذا األطار دلت التجربة الٌابانٌة وتجربة دول النمور اآلسٌوٌة (المعجز اآلسٌوٌة) على أن من بٌن‬
‫أعظم أكتشافاتها وأنط قها هو األنسان وتراثه والذي ٌعود إلٌه الفضل فٌما تحق من أنجازات علمٌة‬
‫وتكنولوجٌة فً هذ الدول فً ظل توافر الظروؾ االقتصادٌة واألجتماعٌة والسٌاسٌة والثقافٌة المناسبة‬
‫لألبداع وهكذا فؤن هذا النوع من النزٌؾ ٌمثل خسارة كبٌرة ال ٌمكن تقدٌرها بثمن أال وهو األنسان‪.‬‬
‫ب – نزٌف العقول الداخلً ‪ :‬وٌتمثل فً االستخدام ؼٌر الكفوء لمإه ت العنصر البشري والذي ٌعد خسارة‬
‫للتنمٌة والمجتمع وكنتٌجة لعدم أستؽ ل طاقات وقدرات العنصر البشري بالشكل الذي ٌمكنه من بذل أقصى‬
‫الجهود لتحقٌ أعلى المكاسب األقتصادٌة واألجتماعٌة ‪ ,‬وٌترتب على هذا النوع من النزٌؾ هجرة داخلٌة‬
‫(مهنٌة) والمتمثلة فً عدم ممارسة األختصاص فً العمل والذي ٌولد شعور باألؼتراب وبالتالً ٌدفع الحقا‬
‫إلى الهجرة أو األؼتراب الخارجً وتتمثل هذ الحاله فً الدول النامٌة ومنها العربٌة ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬نزٌف العقول الخارجً‪ :‬وٌتمثل هذا النوع بؤتجاهٌن ‪ ,‬األول هجرة الكفاءات من دولهم األصلٌة الى‬
‫الخارج مباشرة بقصد العمل واألقامة وبصورة نهائٌة وعدم العودة إلى بلدانهم فً الؽالب‪ ,‬أما األتجا الثانً‬
‫فٌتمثل فً عدم عودة الطلبة المبعوثٌن إلى الخارج بعد أكمال دراستهم ألى دولهم األصلٌة بصورة نهائٌة‪,‬‬
‫علما أن األتجا الثانً هو الطرٌ السالك والرئٌسً ؼٌر المباشر ألستمرار تدف نزٌؾ العقول ألى الخارج‬
‫إضافة إلى الطرٌ المباشر األول‪.‬‬
‫أما هجرة الكفاءات العلمٌة الجاهزة ‪ ,‬فان أوربا وأمرٌكا ما برحتا تعمل علاى اساتقطابها بشاتى السابل ‪ ,‬فهاً‬
‫كماا تحااول إؼاراء المااال العرباً بشاروط اساتثمار مشااجعة وشاعورا بالثقاة لصااحب المااال بالمحافظاة علاى مالااه‬
‫ونماااء هااذا المااال ‪ ,‬كااذلك تؽااري أصااحاب الكفاااءات العلمٌااة بتااوفٌر أسااباب الحٌاااة الكرٌمااة والرفاهٌااة واألمااان‬
‫وأسالٌب البح العلمً ‪ ,‬والفوائد المالٌة الكبٌرة ‪ ,‬وكل ذلك شجع الكفاءات العربٌة على الهجرة واالساتقرار فاً‬
‫الدول الصناعٌة ‪ ,‬مما زاد الفجوة بُعدا بٌن الدول العربٌة والدول الصناعٌة وأد ذلك إلى عرقلة مشارٌع التنمٌة‬
‫(‪) 3‬‬
‫فً الدول العربٌة وحرمانها من عناصرها األساسٌة أَال وهً الكفاءات العلمٌة‪.‬‬
‫ثانٌا ا ‪ :‬هجرة العقول العلمٌة العربٌة بشكل عام و العراقٌة بشكل خاص ( حجمها وسٌاقها التارٌخً ) ‪:‬‬
‫‪ – 0‬هجرة أو نزٌف العقول العربٌة بشكل عام ‪:‬‬
‫فئاات ‪ ,‬دول ذات هجارة عالٌاة‬ ‫ٌمكن تقساٌم المهااجرون مان الكفااءات العلمٌاة العربٌاة حساب دولهام إلاى ثا‬
‫وتضم مصر والعرا ولبناان ‪ ,‬ودول ذات هجارة متوساطة وتضام المؽارب وساورٌة وفلساطٌن واألردن وتاونس‬
‫والجزائر والسودان ‪ ,‬ودول ذات هجرة محدودة وهً دول الخلاٌ العرباً‪ .‬وان هجارة الكفااءات العلمٌاة العربٌاة‬
‫بدأت بشكل محدد منذ القرن التاسع عشر ‪ ,‬وبخاصة من سورٌا ولبنان والجزائر ‪ ,‬حٌ اتجهت هجرة الكفااءات‬
‫العلمٌة السورٌة واللبنانٌة إلى فرنسا ودول أمرٌكا ال تٌنٌة ‪ ,‬بٌنما اتجهت الهجرة من الجزائر إلى فرنسا أٌضاا ‪,‬‬

‫‪ 0‬د‪ .‬عطوؾ محمود ٌاسٌن ‪ ,‬نزٌؾ األدمؽة ( هجرة العقول العربٌة إلى الدول التكنولوجٌة ‪ ,‬دار األندلس للطباعة والنشر والتوزٌع‬
‫‪ ,‬بٌروت ‪ , 0181 ,‬ص‪.53‬‬
‫‪ 6‬التقرٌر االقتصادي العربً الموحد لعام ‪ , 5660‬ص‪. 55‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Malcom S. Adiseshia , Brain Drain from The arab World Unesco :‬‬ ‫‪Dolg-69-Cair Dec‬‬
‫‪1969 . pp 8 – 12 .‬‬

‫‪531‬‬
‫وفاً القاارن العشاارٌن وخاصااة بعااد الحاارب العالمٌااة الثانٌااة وبالتحدٌاد فااً عقااد الخمسااٌنات ومااا بعااد ماان القاارن‬
‫( ‪)0‬‬
‫الماضً هاجر من الوطن العربً ما بٌن ‪ % 56 – 55‬من حجم الكفاءات العلمٌة العربٌة‬
‫لاذا فقاد أصاابحت هجارة الكفاااءات العلمٌاة العربٌااة مان العواماال المهماة المااإثرة علاى االقتصاااد العرباً وعلااى‬
‫التركٌب الهٌكلً للسكان والقو البشرٌة ‪ ,‬واكتسبت هذ الظاهرة أهمٌة متزاٌدة عقب مضاعفة أعداد المهاجرٌن‬
‫وخاصة من الكوادر العلمٌة المتخصصة ‪ ,‬إذ ذكرت بعض المصاادر أن عادد الكفااءات العلمٌاة العربٌاة المهااجرة‬
‫( ‪)6‬‬
‫حتى بداٌة عقد السبعٌنات من القرن الماضً قد بلػ نحو ‪ 16 – 86‬ألؾ مهاجر ‪.‬‬
‫وأشارت بٌانات أخر إلى أن أجمالً الخزٌن مان األدمؽاة العربٌاة المهااجرة إلاى الادول المتقدماة حتاى نهاٌاة‬
‫السابعٌنات ماان القاارن الماضاً بلااػ نحااو ( ‪ ) 056‬ألااؾ مهااجر ومثاال هااذا الخاازٌن ٌُمثال حااوالً ثل ا الكفاااءات‬
‫المهاجرة من الدول النامٌة ‪.‬‬
‫فً حٌن ذكرت مصادر أخر أن هجرة الكفااءات العلمٌاة العربٌاة نحاو الادول الصاناعٌة اتجهات نحاو الزٌاادة‬
‫بمعدل ‪ % 05 – 06‬سنوٌا ‪ ,‬وقد بلػ إجمالً عدد المهاجرٌن حتى نهاٌة عقد السبعٌنات من القرن الماضً نحاو‬
‫( ‪ ) 056‬ألؾ كفاءة مهاجرة ( ‪.)3‬‬
‫وكان لذلك انعكاسات كبٌرة على خطط التنمٌة العلمٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌاة داخال الادول العربٌاة ‪ .‬وطبقاا‬
‫إلحصائٌات جامعة الدول العربٌة‪ ,‬ومنظمة العمل العربٌة ومنظمة الٌونسكو وبعاض المنظماات العربٌاة والدولٌاة‬
‫المهتماة بظااهرة الهجارة ‪ ,‬فاؤن حاوالً ( ‪ ) 066,666‬مائاة ألاؾ مهااجر مان أربااب المهان وعلاى رأساهم العلمااء‬
‫وأساااتذة الجامعااات والمهندسااٌن واألطباااء ٌهاااجرون ساانوٌا ماان ثمانٌااة دول عربٌااة هااً مصاار والعاارا ولبنااان‬
‫وسااورٌا واألردن وتااونس والمؽاارب والجزائاار‪ ,‬كمااا أن ‪ % 26‬ماان العلماااء الااذٌن ٌسااافرون للاادول الصااناعٌة‬
‫للتخصص فً علم ما ال ٌعودون إلى دولهم ‪.‬‬
‫وتشااٌر مصااادر أخاار أن ( ‪ ) 256‬ألااؾ مهاااجر عربااً هاااجروا ماان الااوطن العربااً إلااى الوالٌااات المتحاادة‬
‫األمرٌكٌة للمدة من ( ‪ 5660 – 0211‬م ) ‪ ,‬وان ‪ 26‬ألؾ جامعً ٌهاجرون سنوٌا من بٌن ( ‪ ) 366‬ألؾ خارٌ‬
‫جامعً من الدول العربٌة مجتمعة ‪ ,‬وان الدول العربٌة تخسر مئات الم ٌٌن مان الادوالرات سانوٌا بسابب هجارة‬
‫عقولها العلمٌة ‪ ,‬وتعانً الدول العربٌة ومنها مصر مث من آثار هذ الظاهرة ‪ ,‬إذ ٌُقدر الجهاز المركازي للتعبئاة‬
‫العامة واإلحصاء المصري أن المتمٌزٌن من العقول والكفاءات العلمٌة التً هاجرت للخارج تقدر بمئاات اآلالؾ‬
‫من الكفاءات العلمٌة وف إحصاء صدر عام ‪ 5663‬م من بٌنهم نحو ( ‪ 55611‬عالم ‪ ,‬وتشٌر اإلحصاءات إلى‬
‫إن مصر قدمت نحو ‪ % 06‬من العلماء العرب والمهندسٌن إلى الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة وأن مساهمة كال مان‬
‫العرا ولبنان بلؽت نحو ‪ % 06‬حتى عام ‪ 5663‬م وازدادت هذ النسبة بعاد عاام ‪ 5663‬م بسابب هجارة أعاداد‬
‫كبٌارة مان الكفااءات العراقٌاة ألساباب مختلفاة ‪ ,‬بٌنماا كاان نصاٌب كال مان ساورٌا واألردن وفلساطٌن نحاو ‪% 5‬‬
‫وتشٌر إحصائٌات جامعة الدول العربٌة ومنظماة العمال العربٌاة إلاى أن الاوطن العرباً ٌسااهم بنحاو ‪ % 30‬مان‬
‫هجرة الكفاءات العلمٌة المهاجرة من الدول النامٌة ‪ ,‬وان ‪ % 56‬من األطباء و ‪ % 53‬مان المهندساٌن و ‪% 05‬‬
‫مان العلماااء مان مجمااوع الكفاااءات العربٌاة ٌهاااجرون إلااى أورباا وأمرٌكااا وكناادا بوجاه خاااص ‪ ,‬وان ‪ % 15‬ماان‬
‫الط ب العرب الذٌن ٌدرسون فً الخاارج ال ٌعاودون إلاى دولهام ‪ ,‬وٌُشاكل األطبااء العارب فاً برٌطانٌاا حاوالً‬
‫دول صناعٌة هً أمرٌكا وكندا وبرٌطانٌا تتصاٌّد نحاو ‪25‬‬ ‫‪ % 31‬من مجموع األطباء العاملٌن فٌها ‪ ,‬وان ث‬
‫‪ %‬من المهاجرٌن العارب ( ‪ , )4‬وتقادر الخساائر التاً منٌات بهاا الادول العربٌاة مان جاراء هجارة كفاءاتهاا العلمٌاة‬
‫بنحو ( ‪ ) 00‬ملٌار دوالر خ ل عقد السبعٌنات من القرن الماضً ‪ ,‬وارتفع هذا المبلػ لٌصل فً الوقت الحاضر‬
‫إلاى أكثار ماان ( ‪ ) 566‬ملٌاار دوالر حسااب آخار إحصااائٌات منظماة العماال العربٌاة ‪ .‬وان الاادول الصاناعٌة هااً‬
‫الارابح األكباار ماان ( ‪ ) 156‬ألااؾ كفاااءة عربٌااة مهاااجرة حسااب دراسااة صاادرت عااام ‪ 5661‬عاان مركااز الخلااٌ‬
‫للدراسات اإلستراتٌجٌة ‪.‬كما تشٌر إحصائٌات منظمة العمل الدولٌاة إلاى أن الهجارة الصاافٌة مان الاٌمن للفتارة ماا‬

‫‪ 0‬د‪ .‬عبد الكرٌم الخضٌري ‪ ,‬دور الكفاءات العلمٌة فً العلوم والتكنولوجٌا وهجرة العقول ‪ ,‬الندوة العربٌة التحضٌرٌة لمإتمر األمم‬
‫المتحدة للعلوم والتكنولوجٌا للتنمٌة ‪ ,‬بؽداد ‪ , 0118 ,‬ص‪ 1‬منظمة العمل العربٌة ‪ ,‬مكتب العمل العربً ‪ ,‬هجرة األدمؽة العربٌة ‪,‬‬
‫بؽداد ‪ , 0186 ,‬ص‪ , 1‬ص‪. 30‬‬
‫‪ 6‬االتحاد البرلمانً العربً – مجلة البرلمان العربً ‪ ,‬السنة ‪ , 55‬ع ‪ , 01‬ك‪ , 5660 , 0‬ص‪. 0‬‬
‫‪ 3‬صحٌفة النور – هجرة الكفاءات والعقول العربٌة – شبكة االنترنٌت الموقع ‪www.an-nour.com/index.php.com /‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬هاشم نعمة – هجرة الكفاءات العلمٌة العراقٌة – نظرة تحلٌلٌة – الحوار المتمدن ‪ ,‬ع‪ 5661 , 5066‬م ‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫باٌن ( ‪ 6666 – 0111‬م ) للفئااة العمرٌااة ( ‪ 11 – 56‬ساانة ) قااد بلاػ حجمهااا نحااو ‪ 80,302‬كفاااءة ‪ ,‬بٌنمااا فااً‬
‫مصار بلاػ حجاام الهجارة الصااافٌة للفتارة ماا بااٌن ( ‪ 5666 – 0110‬م ) للفئاة العمرٌااة ذاتهاا نحااو ( ‪) 321588‬‬
‫كفاءة ‪ ,‬أما فً األردن فقاد بلؽات الهجارة الصاافٌة ولانفس المادة اعا بنحاو ( ‪ ) 25131‬كفااءة أماا فاً لبناان فقاد‬
‫بلؽت نحو ( ‪ ) 30868‬كفاءة‪.‬‬
‫والجادول(‪ )0‬اآلتاً ٌمثال النسابة المئوٌااة للمهااجرٌن مان الادول العربٌااة إلاى دول منظماة التعااون االقتصااادي‬
‫( ‪)0‬‬
‫حسب مستو التعلٌم فً عام ‪ 5666‬م ‪.‬‬

‫جدول(‪) 0‬‬
‫معدالت هجرة الكفاءات العربٌة حسب المهارة وسنوات الدراسة إلى دول منظمة التعاون االقتصادي‬
‫المجموع‬ ‫مهارة عالٌة ‪ 03‬سنة‬ ‫مهارة متوسطة (‬ ‫مهارة فنٌة اقل من‬ ‫البلد‬
‫دراسة فؤكثر‬ ‫‪ ) 05 – 1‬سنة دراسة‬ ‫‪ 8‬سنوات دراسة‬
‫‪%011‬‬ ‫‪0460‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪1661‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪%011‬‬ ‫‪5,62‬‬ ‫‪6662‬‬ ‫‪0,63‬‬ ‫مصر‬
‫‪%011‬‬ ‫‪3,66‬‬ ‫‪6666‬‬ ‫‪346,‬‬ ‫العرا‬
‫‪%011‬‬ ‫‪5566‬‬ ‫‪6,61‬‬ ‫‪0664‬‬ ‫األردن‬
‫‪%011‬‬ ‫‪4465‬‬ ‫‪6560‬‬ ‫‪3164‬‬ ‫لبنان‬
‫‪%011‬‬ ‫‪5460‬‬ ‫‪6361‬‬ ‫‪6662‬‬ ‫لٌبٌا‬
‫‪%011‬‬ ‫‪0662‬‬ ‫‪0665‬‬ ‫‪1166‬‬ ‫المؽرب‬
‫‪%011‬‬ ‫‪4463‬‬ ‫‪6461‬‬ ‫‪3061‬‬ ‫سورٌا‬
‫‪%011‬‬ ‫‪3465‬‬ ‫‪3062‬‬ ‫‪3361‬‬ ‫الٌمن‬

‫‪Docquier and Marfouk Cited by Richard H. Adains , Jr. Migration, Reinittances‬‬


‫‪and Development : The Critical nexusin the Middle East and nprth Africa, UN,‬‬
‫‪Beirut, 2006 . P.9.‬‬

‫ومن تحلٌل الجدول (‪ )0‬ن حظ كم هً مرتفعة نسبة المهارات العالٌة المهاجرة مان الادول العربٌاة إلاى الادول‬
‫الؽربٌاة‪ ,‬فقااد بلؽات مااث نحاو ‪ 58,1‬و ‪ 55,0‬و ‪ 51,0‬و ‪ 11,5‬و ‪ 11,3‬لكاال مان مصاار واألردن ولٌبٌاا ولبنااان‬
‫وسورٌا حسب الترتٌب ‪ ,‬فً حٌن بلؽت نحو ‪ 38,0‬و ‪ 5,31‬و ‪ 0,01‬و ‪ 0,05‬لكل من العرا والٌمن والجزائر‬
‫والمؽرب حسب الترتٌب‪ ,‬ومن ذلك نر كم هً نسبة الكفاءات العربٌة المهاجرة وما تمثل ُه من خسارة اقتصاادٌة‬
‫واجتماعٌة للدول العربٌة‪.‬‬
‫وأشارت منظمة العمل العربٌة فً دراسة لها أن نسبة توزٌاع العلمااء العارب فاً الوالٌاات المتحادة األمرٌكٌاة‬
‫حسب الجنسٌة فً عام ‪ 56663‬م كانت كما فً الشكل رقم ( ‪) 0‬‬
‫شكل ( ‪) 0‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Docquier and marfouk Cited by Richard .H. Adains,r Migration , Reinittances and Deve‬‬
‫‪Lopment : The Critical Nex us in the Middle East and North Africa , UN,Deirut 2006,p.9‬‬

‫‪541‬‬
‫المصدر ‪ /‬منظمة العمل العربٌة‪ ,‬هجرة الكفاءات العربٌة ‪ ,‬عام ‪ 5660‬م‪ ,‬ص‪.08‬‬
‫وٌتضاح ماان الشاكل (‪ )0‬أن الكفاااءات العلمٌاة العربٌااة المهااجرة إلااى أمرٌكاا حتااى عاام ‪ , 5663‬كاناات حسااب‬
‫النسبة المئوٌة اآلتٌة بالنسبة لكل دولة ‪ ,‬فمث كانت‪:‬‬
‫‪ ‬نسبة الكفاءات العلمٌة المهاجرة من مصر تشكل ‪. %06‬‬
‫‪ ‬نسبة الكفاءات العلمٌة المهاجرة من العرا ولبنان ‪. % 01‬‬
‫‪ ‬نسبة الكفاءات العلمٌة المهاجرة من سورٌا واألردن وفلسطٌن وبقٌة الدول العربٌاة األخار تشاكل ‪% 5‬‬
‫لكل دولة ‪ ,‬ومن ذلك ٌتضح لنا حجم الخساارة التاً تتكبادها الادول العربٌاة مان جاراء هجارة هاذ النساب‬
‫العالٌة من كفاءاتها العلمٌة إلى الدول الصناعٌة ‪.‬‬

‫وٌمكن القول أن ظاهرة نزٌؾ أو هجرة العقول والكفاءات العلمٌة العربٌة بشكل عام هً س ح ذو حادٌن فبٌنماا‬
‫تعتبر هذ الظاهرة أحد ابرز معوقاات التنمٌاة والتقادم العلماً والتكنولاوجً فاً الادول العربٌاة فهاً با شاك أحاد‬
‫عوامال التقادم العلمااً والتكنلاوجً فاً الاادول الصاناعٌة‪ ,‬إذ أن هاذ الكفاااءات تعتبار دعاماة التنمٌااة وأحاد أباارز‬
‫عواماال دفعهااا‪ ,‬وهاااً األساااس فااً كااال تحاادٌ وتطااوٌر‪ ,‬والقاعااادة األساسااٌة العرٌضااة لتطاااوٌر وتقاادم العلاااوم‬
‫والتكنولوجٌاا وهااً أحااد أهاام عناصاار اإلنتااج التكنولااوجً‪ ,‬لااذلك فقااد أطل ا علٌهاا الاابعض اساام النقاال المعاااكس‬
‫للتكنولوجٌااا‪ ,‬وقااد ساااهمت هجاارة الكفاااءات العلمٌااة فااً إبقاااء الاادول العربٌااة علااى حالااه ماان التخلااؾ والتبعٌااة‬
‫األقتصادٌة والتكنلوجٌة للدول الصناعٌة فً مرحلة تتسم بتحدٌات حضارٌة كبر تتمثل فً تطور الؽرب مادٌا‬
‫وتقنٌا ومعلوماتٌا ‪ ,‬وتخلؾ العرب فً هذ المجاالت‪ ,‬إذ أن هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الدول الصناعٌة‬
‫ٌزٌد من عم المقارنة ‪ ,‬وأن هذ الكفاءات تشكل مساحة ال ٌستهان بها فً آلٌة التقادم العلماً والتقناً فاً الادول‬
‫الصناعٌة ‪ ,‬فالعقول المهاجرة من الدول العربٌة قد كلفت هاذ الادول خساائر مادٌاة هائلاة وهاً اآلن تؽاذي الادول‬
‫الصناعٌة بطاقات بشرٌة متجددة‪ ,‬فً الوقت الذي تور التخلؾ فً دولها األصلٌة وعلى مختلؾ الصعد‪.‬‬
‫والشااك أن هجاارة الكفاااءات العلمٌااة العربٌااة المختلفااة قااد أدت وتااإدي إلااى اتساااع الفجااوة بااٌن الاادول الصااناعٌة‬
‫المتقدمااة وتقنٌتهااا المتطااورة ‪ ,‬وباااٌن الاادول العربٌااة وأوضاااعها المتردٌاااة فااً الصااناعة والزراعااة والمجااااالت‬
‫األخر ‪ ,‬وذلك الن تلك الكفاءات هً القاعدة األساسٌة العرٌضة إلحدا التطوٌر والتحدٌ والتقدم التكنولوجً‪,‬‬
‫وهً التً تخطط للتنمٌة وتعمال علاى تنفٌاذها ‪ .‬وفاً الوقات الاذي اساتفادت فٌاه الكثٌار مان الادول الصاناعٌة مان‬
‫إمكانٌات هذ الكفاءات العلمٌاة المهااجرة لادفع عجلتهاا العلمٌاة والصاناعٌة واالقتصاادٌة واالجتماعٌاة إلاى األماام‪,‬‬
‫أستنزفت الدول العربٌة من جهود مثل هذ الكفاءات‪ ,‬وفً الوقت الذي شجعت فٌاه الادول الصاناعٌة علاى هجارة‬
‫واستقطاب تلك الكفاءات بمختلؾ الوسائل والمؽرٌات‪ ,‬لم تقم الدول العربٌة إال بالناذر الٌساٌر مان الجهاود لجاذب‬
‫واساتقطاب عقولهااا المفكارة المهاااجرة واالساتفادة ماان إباداعاتها التااً فقادتها ‪ ,‬ولكااً نادرك أبعاااد هاذ الظاااهرة أو‬
‫المشاكلة وخطورتهااا علاى واقااع الاادول العربٌاة ومسااتقبل عملٌاة التنمٌااة فٌهااا ال بُاد ماان عارض بعااض األرقااام أو‬

‫‪545‬‬
‫الحقائ حول هذ المشكلة‪ .‬إذ أشار تقرٌر األمام المتحادة للتنمٌاة البشارٌة فاً الاوطن العرباً لعاام ‪ 5665‬إلاى أن‬
‫أكثر من (ملٌون خبٌر) واختصاصً عربً مان حملاة الشاهادات العلٌاا أو الفناٌن المهارة مهااجرٌن‪ ,‬وٌعملاون فاً‬
‫الدول المتقدمة لٌسهموا فً تقدمها وتطورها‪ ,‬وٌعم رحٌلهم عن أوطانهم األصلٌة من حاالت التخلؾ واالرتهاان‬
‫للخبارات األجنبٌاة‪ ,‬وٌاذكر التقرٌار أن عادد حملاة الشاهادات العلٌااا فقاط مان الادول العربٌاة المهااجرٌن إلاى أوربااا‬
‫وأمرٌكا قد بلػ نحو (‪ )856‬ألؾ عربً‪ ,‬وهذا ٌعنً أن الدول الصاناعٌة تاوفر ملٌاارات الادوالرات نتٌجاة هجارة‬
‫الكفاءات العلمٌة العربٌة إلٌها‪ ,‬ولم تبذل هذ الدول أي جهد فً تنشئة وتدرٌب وتعلٌم تلك الكفاءات بٌنماا تحملات‬
‫الدول العربٌاة كلفاة تنشائتها وتادرٌبها وتعلٌمهاا لسانوات طاوال ( ‪ . )0‬وهكاذا ٌاذهب إنتااج هاذ الكفااءات الجااهزة‬
‫لٌصب مباشرة فً إثراء الدول المتقدمة ‪ ,‬ودفع مسٌرة التقدم والتنمٌة فٌها إلى أمام‪ ,‬فٌما تخسار دولهام األصالٌة (‬
‫الدول العربٌة ) ما أنفقته علٌهم وتخسر فرص النهوض التنموي على مختلؾ األصاعدة التاً كاان مان الممكان أن‬
‫تسهم هذ الكفاءات فً إٌجادها‪ .‬وهكذا ٌتبٌن لنا من خ ل ذلك األثر السلبً لهجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة علاى‬
‫عملٌات التنمٌة والتطور العلمً والتقنً والتكنولوجً فً الدول العربٌة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬هجةرة أو نزٌةف العقةول العراقٌةةة بشةكل خةاص ‪ٌ :‬مكاان القاول أن هاذ الظااهرة قااد مارت بمراحال عاادة ‪,‬‬
‫إبتاداءا مان عااام ‪ 0158‬وحتاى اآلن‪ ,‬ولكاان بشاكل عاام ٌمكاان تقساٌم هجاارة أو نزٌاؾ العقاول العراقٌااة إلاى ث ا‬
‫مراحل رئٌسة وهً‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬بدأت مع الحرب العراقٌة ‪-‬األٌرانٌة للفترة من (‪ 0186‬إلى ‪ 0182‬م)‪:‬‬
‫وقد بلؽت ذروة الهجرة خ ل هذ المرحلة عام ‪ 0185‬م إذ بلؽت نحو (‪ ) 1236‬مهااجر وبنسابه ‪ % 02,5‬مان‬
‫أجماالً هاذ الفتارة ‪ ,‬وتذباذبت باٌن األنخفااض مارة واإلرتفاااع مارة أخار وبمعادالت نماو سانوٌة مركباة بلؽاات‬
‫للفترة من( ‪ ) 0180 – 0185‬و( ‪ ) 0181 – 0180‬و(‪ )0181 – 0185‬على النحو اآلتاً وعلاى التاوالً ( ‪-‬‬
‫‪ )% 668 - , % 564 ’ % 0664‬وبمتوساط أهمٌااة نساابٌة لمجمال الفتاارة بلااػ نحاو ( ‪ )%12,4‬علمااا أن نساابة‬
‫المهااجرٌن العااراقٌٌن خ ا ل فتاارة الحارب العراقٌااة ‪-‬األٌرانٌااة نساابة إلاى إجمااالً المهاااجرٌن للفتاارة ( ‪– 0185‬‬
‫‪ ) 5660‬قد بلؽت نحو ( ‪ )% 5,5‬وكما ٌظهر فً الجدول (‪. ) 6‬‬
‫جدول ( ‪) 6‬‬
‫معدل النمو السنوي المركب ونسبة المهاجرٌن خ ل المرحلة ( ‪ 0181 – 0185‬م)‬
‫معدل النمو السنوي المركب‬ ‫نسبة المهاجرٌن ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬
‫‪5,02‬‬ ‫‪4131‬‬ ‫‪1891‬‬
‫(‪)% 1,05 - ( )0185 – 0185‬‬ ‫‪5,05‬‬ ‫‪4606‬‬ ‫‪1893‬‬
‫‪1,05‬‬ ‫‪34,,‬‬ ‫‪1891‬‬
‫(‪) % 1,5 ( ) 0181- 0180‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪30,5‬‬ ‫‪1891‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪3051‬‬ ‫‪1891‬‬
‫(‪) % 8,5 - ( )0181 – 02,6‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪6113‬‬ ‫‪1891‬‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪6351‬‬ ‫‪1899‬‬
‫‪1,01‬‬ ‫‪3210‬‬ ‫‪1898‬‬
‫المتوسط ‪% 1,05‬‬ ‫‪61166‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 5,5‬‬ ‫ةةن‬
‫ة‬ ‫م‬ ‫النسةةةبة‬
‫الجمالً‬
‫المصدر‪ /‬تقرٌر المفوضٌة العلٌا لل جئٌن فً العالم ‪ – 0116‬ومعدالت النمو من عمل الباح‬

‫المرحلة الثانٌة ‪ :‬مرحلة الحصار االقتصادي والتكنولوجً الدولً للفترة من (‪) 6116 – 0111‬‬
‫وٌ حاظ أن أكبار نسابة مان المهااجرٌن خا ل هااذ الفتارة قاد حصالت عاام ‪ 5665‬إذ بلؽات نحااو (‪)% 5,03‬‬
‫والتً بلػ عدد المهاجرٌن فٌها (‪ ) 50665‬مهاجر ‪ ,‬مع تفاوت معدل النمو السنوي المركب للفتارات (‪– 0116‬‬
‫‪ )5665 – 0116 , 5665 – 0112 ,0110‬على النحو اآلتً وعلى التاوالً (‪2,00 , % 1,3 , % 1,03‬‬
‫‪ ,)%‬علمااا أن أجمااالً عاادد المهاااجرٌن لهااذ الفتاارة قااد بلااػ نحااو ( ‪ ) 380152‬مهاااجر وبااؤعلى نساابة بلؽاات مااا‬

‫‪ 0‬تقرٌر المفوضٌة العلٌا لل جئٌن فً العالم ‪0116 -‬‬

‫‪541‬‬
‫ٌقارب (‪ ) % 86‬نسبة إلى العدد األجماالً للمهااجرٌن خا ل فتارة البحا ( ‪ ) 5660 – 0186‬والبالؽاة نحاو (‬
‫‪ ) 385361‬مهاجر‪ ,‬وكما ٌظهر فً الجدول (‪)3‬‬
‫جدول ( ‪) 3‬‬
‫معدل النمو السنوي المركب ونسبة المهاجرٌن خ ل الفترة ( ‪) 5665 – 0116‬‬
‫معدل النمو السنوي المركب‬ ‫النسبة المئوٌة‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬
‫‪364‬‬ ‫‪03413‬‬ ‫‪1990‬‬
‫(‪)%1,03 ( ) 0110 – 0116‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00662‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪464‬‬ ‫‪0165,‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪36,‬‬ ‫‪05614‬‬ ‫‪1993‬‬
‫(‪)% 1,3 ( ) 5665 0112‬‬ ‫‪366‬‬ ‫‪06231‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪466‬‬ ‫‪0,616‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪66,‬‬ ‫‪61032‬‬ ‫‪1996‬‬
‫(‪)% 2,00 ( ) 5665 – 0116‬‬ ‫‪016,‬‬ ‫‪430,1‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪0164‬‬ ‫‪40506‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪264‬‬ ‫‪36561‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪0660‬‬ ‫‪410,4‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪0360‬‬ ‫‪51163‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪0366‬‬ ‫‪50115‬‬ ‫‪2002‬‬
‫المتوسط ‪5,2‬‬ ‫‪3,6261‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 1261‬‬ ‫النسبة من األجمالً‬
‫المصدر‪ :‬المفوضٌة العلٌا لل جئٌن فً العالم ‪ ,‬تموز ‪ 5662‬والنسب ومعدالت النمو السنوي المركب من عمل الباح‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬مرحلة األحت ل األمرٌكً وسقوط النظام (‪:) 5660 – 5663‬‬
‫وفااً هااذ المرحلااة شااهد العاارا أعلااى نساابة ماان المهاااجرٌن إذ بلؽاات نحااو (‪ )% 0,31‬عااام ‪ 3663‬وبواقااع‬
‫(‪ ) 51266‬مهاااجر‪ ,‬كمااا بلااػ معاادل النمااو الساانوي المركااب لمجماال الفتاارة ( ‪ ) 5660 – 5663‬مااا ٌقااارب ( ‪-‬‬
‫‪ )%8,5‬للداللة على تناقص أعداد المهاجرٌن فً السنوات ال حقة من األحت ل ‪ ,‬ومن جانب آخار بلاػ أجماالً‬
‫عدد المهاجرٌن فً هذ الفترة نحاو ( ‪ ) 20350‬مهااجر وبنسابة ( ‪ )% 01,2‬مان أجماالً عادد المهااجرٌن طٌلاة‬
‫فترة البح وكما ٌظهر ذلك فً الجدول (‪. ) 4‬‬
‫جدول ( ‪) 4‬‬
‫معدل النمو السنوي المركب ونسبة المهاجرٌن خ ل الفترة ( ‪) 5660 – 5663‬‬
‫معدل النمو السنوي المركب‬ ‫النسبة المئوٌة‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫السنة‬
‫‪0,31‬‬ ‫‪64111‬‬ ‫‪6113‬‬
‫(‪)% 8,5- ( ) 5660 – 6113‬‬ ‫‪5,05‬‬ ‫‪01,,3‬‬ ‫‪6114‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪03603‬‬ ‫‪6115‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪66055‬‬ ‫‪6116‬‬
‫‪1,51‬‬ ‫‪10350‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 0,01‬‬ ‫النسبة من‬
‫األجمالً‬
‫المصدر‪ :‬المفوضٌة العلٌا لل جئٌن فً العالم تموز ‪ 5662‬ونسب معدالت النمو السنوي المركب من عمل الباح‬
‫وتؤسٌسا على ما سب ذكر ‪ ٌ ,‬حاظ أن معادالت الهجارة العالٌاة قاد حادثت خا ل مرحلاة الحصاار األقتصاادي‬
‫وبنسبة( ‪ )% 86‬مقارنة ماع النساب المثٌلاة ( ‪ )% 5,5 , % 0,01‬خا ل مرحلاة الحارب العراقٌاة – األٌرانٌاة‬
‫ومرحلة أحت ل العرا على التوالً بالع قة مع أجمالً عدد المهاجرٌن طٌلة فترة البح ( ‪) 5660 – 0186‬‬
‫‪ ,‬وهاذا ٌعناً ضامنا أن حالاة عادم االساتقرار السٌاسااً واألمناً واألقتصاادي واألجتمااعً المتاردي قاد سااهم فااً‬
‫طرد رأس المال البشري العامل وخاصة الكفاءات العلمٌة العراقٌة والخسائر األقتصادٌة المتمثلة( بتكلفة الفرصة‬
‫البدٌلة الضائعة) لألقتصاد العراقً نتٌجة ألستمرار تدف العقول والكفاءات العراقٌة للخارج )‬

‫‪543‬‬
‫هذا وٌمكن القول أنه هناك أربعة عوامل رئٌسة أدت مجتمعة دورا كبٌرا فً نزٌؾ الكفاءات أو العقول العراقٌة‬
‫اعتبارا من عقد الثمانٌنات من القرن الماضً وحتى عام ‪ 5662‬م وهذ العوامل هً ‪:‬‬
‫‪ - 5‬العامل السٌاسً ‪.‬‬
‫‪ - 1‬العامل االقتصادي والعلمً‪.‬‬
‫‪ - 3‬العامل الطائفً ‪.‬‬
‫‪ - 4‬العامل األمنً ‪.‬‬
‫فقبل عام ‪ 5663‬كان العامل السٌاسً واالقتصادي والعلمً سببا رئٌسا فً نزٌؾ الكفاءات العلمٌة العراقٌاة ‪,‬‬
‫أما بعد عام ‪ 5663‬وحتى عام ‪ 5662‬بالتحدٌد فكاان سابب ذلاك هاو العامال األمناً والطاائفً وكاذلك السٌاساً ‪,‬‬
‫فبسبب الصراع الطائفً واالنف ت األمنً هاجر اآلالؾ من أصاحاب الكفااءات العلمٌاة بحثاا عان العاٌش الكارٌم‬
‫واالسااتقرار ‪ ,‬وقااد شااكلت هااذ الهجاارة سااواء أكاناات قباال عااام ‪ 5663‬أم بعااد خسااارة علمٌااة ومادٌااة ال ٌمكااان‬
‫تعوٌضها فً األمد القصٌر( ‪.)0‬‬
‫وتقاادر الكفاااءات العلمٌااة العراقٌااة المهاااجرة إلااى الخااارج فااً الوقاات الحاضاار بااؤكثر ماان (‪ )01‬آالؾ كفاااءة‬
‫‪.‬ومهما ٌكن العدد فان قتل أو خطؾ أو هجرة أصحاب الكفاءات من أساتذة الجامعات واألطباء والمهندساٌن تمثال‬
‫خساارة ال ٌمكان تعوٌضاها أو إنتاجهاا مارة أخار بفتارة قصااٌرة‪ ,‬إذ أن ذلاك ٌحتااج إلاى مزٌاد مان الوقات والجهااد‬
‫والمال‪ ,‬وقد تركت هجرة الكفاءات العلمٌة تؤثٌرها المباشر فً قطاعات الدولة المختلفة ‪ ,‬فماث فاً مجاال التعلاٌم‬
‫العالً تشٌر التقارٌر إلى أن وزارة التعلٌم العالً والبح العلماً قاد أؼلقات نحاو (‪ )055‬قساما علمٌاا فاً كلٌاتهاا‬
‫المختلفة لعدم توفر الكفاءات التدرٌسٌة المطلوبة ‪ ,‬وان أقساما علمٌة أخر قاد أؼلقات الدراساات العلٌاا فٌهاا لعادم‬
‫توفر م كات بدرجات علمٌة عالٌة فٌها مثل (أستاذ وأستاذ مساعد)‪ ,‬كماا أن بعاض المستشافٌات المتخصصاة فاً‬
‫الجراحة الدقٌقاة أصابحت تعاانً مان نقاص شادٌد فاً الكفااءات الطبٌاة المختصاة ( ‪ ,)6‬وخاصاة فاً مجاال زراعاة‬
‫الكلٌة وجراحة القلب وجراحة الجملة العصبٌة وطب العٌاون‪ ,‬األمار الاذي دفاع باالكثٌر مان الماواطنٌن العاراقٌٌن‬
‫للسفر إلى دول الجوار لؽرض الع ج ‪ ,‬فض عن ؼل الكثٌر من مراكز البحو سواء فً الصناعة أم الزراعة‬
‫بسبب نقص أو فقدان الكادر المتخصص أو نهب وسلب االجهزة والمختبرات‪ .‬وهكذا فاان عادد الكفااءات العلمٌاة‬
‫العراقٌة المهاجرة هً فاً حالاة تزاٌاد مساتمر سانة بعاد أخار وألساباب مختلفاة فضا عان عادم وجاود ماا ٌبشار‬
‫بعودة الكفاءات المهاجرة أص لعادم وجاود ماا ٌشاجعها علاى العاودة إلاى الاوطن ‪ ,‬وهاذا ٌمثال خساارة كبٌارة للبلاد‬
‫على صعٌد التنمٌة والتقدم العلمً والتكنولوجً‪ ,‬فض عان الخساائر المادٌاة العالٌاة التاً تتكبادها الدولاة المتمثلاة‬
‫باألموال التً صرفت على تعلٌم وتدرٌب هاذ الكفااءات العلمٌاة‪ .‬ناهٌاك عان اآلثاار الوخٌماة التاً تتركهاا هجارة‬
‫الكفاءات العلمٌة العراقٌاة علاى الجاناب الصاناعً والزراعاً والتعلٌماً والمجااالت األخار كالصاحة واالعماار‬
‫ونتٌجة لذلك أصبح العرا دولة مستهلكة أكثر مما هً منتجاة‪ ,‬وهاذا هاو حاال أؼلاب الادول العربٌاة التاً أخاذت‬
‫تنحادر نحاو الفقار وارتفااع نس ابة البطالاة وانخفااض المساتو المعٌشاً لألفااراد باالرؼم مماا وهبهاا هللا تعاالى ماان‬
‫خٌرات ونعم‪ ,‬ولكنها أبتلٌت بؤنظمة متناحر بددت ثرواتها وهجرت علمائها‪.‬‬

‫المبحث الثانً‬
‫أسباب أو عوامل الهجرة وأنعكاساتها السلبٌة ومقترحات معالجتها‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أسباب أو عوامل هجرة العقول العربٌة بشكل عام ‪ٌُ :‬مكن تقسٌم العوامل التً تدفع بالعقول العلمٌة العربٌة‬
‫للهجرة خارج أوطانها إلى نوعٌن من العوامل هما ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬عوامل طاردة أو دافعة داخلٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬عوامل جاذبة خارجٌة ‪.‬‬

‫قدم إلى مإتمر الكفاءات العراقٌة الذي‬ ‫‪ 0‬د‪ .‬نجم الدلٌمً هجرة الكفاءات العلمٌة العراقٌة ( األسباب والمشاكل والحلول ) ‪ ,‬بح‬
‫عقد فً بؽداد للفترة من ‪ 53 – 50‬للفترة من ‪ 53 – 50‬ك‪. 5668 / 0‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬هاشم نعمة – مصدر ساب ‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫وسنقوم بعرض مفصل لكل من هذٌن النوعٌن من العوامل ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬العوامل الطاردة أو الدافعة ‪:‬‬
‫وهاً العواماال الموجاودة داخاال الادول العربٌااة نفساها ‪ ,‬إذ أن ممااا الشاك فٌااه إن هجارة الكفاااءات العلمٌااة‬
‫العربٌة تعبر عن وجود خلل ما فً الحٌاة االقتصادٌة أو السٌاسٌة أو االجتماعٌة أو التعلٌمٌاة داخال هاذ الادول ‪,‬‬
‫أو بعبارة أخر هناك عوامل وأسباب اقتصادٌة واجتماعٌة وسٌاسٌة وثقافٌة وعلمٌة تُعتبر بمنزلة عوامل الطرد‬
‫للكفاءات العلمٌة العربٌة ومن أهم هذ العوامل أو األسباب ما ٌؤتً ‪:‬‬
‫‪- 1‬العوامل القتصادٌة واإلدارٌة ‪ :‬تعتبر العوامل االقتصادٌة واإلدارٌة أحد أهم العوامل الدافعة للهجارة ‪ ,‬وذلاك‬
‫لرؼبة المهاجر فً بلوغ مستو معٌشً أفضل ‪ ,‬ومكان أفضل للعمل واإلبداع بعٌدا عن مشاكل التخلؾ اإلداري‬
‫وسوء استثمار الطاقات العلمٌة ‪ ,‬أما األركان األساساٌة التاً تقاع تحات مفهاوم ( العوامال االقتصاادٌة واإلدارٌاة )‬
‫والتً تدفع بالكفاءات العلمٌة العربٌة للهجرة خارج أوطانها فٌمكن حصرها باالتً ( ‪: )0‬‬
‫أ ‪ :‬تباٌن مستوى الدخل ‪:‬‬
‫وٌتضمن الفقرات اآلتٌة ‪:‬‬
‫* أن فاار الادخل باٌن الدولاة المهااجر منهاا صااحب الكفااءة ( الدولاة العربٌاة ) ‪ ,‬والدولاة المهااجر إلٌهاا ( الدولاة‬
‫األجنبٌة ) ٌُعد من األسباب أو العوامل المهمة التً تإدي إلى الهجرة وتفاقمها سنة‬
‫بعد أخر على الرؼم من ان تكالٌؾ المعٌشة فً الدول الصاناعٌة قاد تكاون مرتفعاة مقارناة ماع تكاالٌؾ المعٌشاة‬
‫فً الدول العربٌة ‪ ,‬إال أن االرتفاع المطل لمستو الدخل الذي ٌتقاضاا المهااجر ( صااحب الكفااءة ) فاً الادول‬
‫المتقدمة قد ٌتجاوز ( ‪ ) 06‬عشرة أضاعاؾ ماا ٌتقاضاا فاً بلاد األصالً ‪ ,‬وهاذا ٌشاكل دافعاا ومحفازا لصااحب‬
‫الكفاااءة باتخاااذ قاارار الهجاارة ‪ ,‬إذ أكاادت دراسااة علااى عٌنااة ماان أصااحاب الكفاااءات العلمٌااة المهاااجرة قاماات بهااا‬
‫مإسسة العلوم الوطنٌة األمرٌكٌة عام ‪ 0118‬أن ( ‪ ) % 26 – 06‬مان أصاحاب الكفااءات العلمٌاة المهااجرة مان‬
‫الدول النامٌة ومنها الدول العربٌة هاجروا من اجل بلوغ مستو معٌشً أفضل‪.‬‬
‫* تباااٌن مسااتو الاادخل بااٌن األفااراد فااً الاادول العربٌااة دون اعتبااار للمااإه ت ‪ :‬إذ أن الفروقااات الواسااعة بااٌن‬
‫مساتوٌات الادخل لفئااات المجتماع فااً الادول العربٌااة دون االهتماام باالمإه ت العلمٌااة ساببا للكثٌاار مان أصااحاب‬
‫الكفااءات فاً اتخااذ قارار الهجارة ‪ ,‬ففاً الكثٌار مان الادول العربٌاة ٌحصال الفارد ؼٌار الماتعلم أو صااحب التعلاٌم‬
‫المتدنً وبسبب مزاولته لمهنة معٌنة أو احت لاه لموقاع معاٌن فاً الدولاة أو انتمائاه لحازب معاٌن أو طائفاة معٌناة‬
‫( ‪)6‬‬
‫على دخل ٌفو الدخل الذي ٌحصل علٌه صاحب الكفاءة أو األستاذ الجامعً أضعاؾ المرات‪.‬‬
‫* تبااٌن مسااتو الاادخل باٌن أصااحاب المإهاال الواحاد ‪ :‬فبساابب اخاات ؾ القاوانٌن والتعلٌمااات الخاصااة باااألجور‬
‫والمخصصات التً ٌحصل علٌها أصحاب االختصاص أو المإهل الواحاد باٌن القطاعاات واألنشاطة االقتصاادٌة‬
‫المختلفة ‪ٌ ,‬حصل التباٌن باٌن مساتوٌات الادخل باٌن أصاحاب نفاس المإهال العااملون فاً أكثار مان قطااع‪ ,‬فماث‬
‫ٌحصل نفس المهندس فً اختصاص معٌن وفً قطاع ما ضعؾ ما ٌحصل علٌه فً قطاع آخر‪ ,‬مما ٌولد شاعورا‬
‫باالؽبن وعادم الموضااوعٌة فاً المسااواة ‪ ,‬األماار الاذي ٌولاد رؼبااة وانادفاع لاد صاااحب الكفااءة للتفكٌار بااالهجرة‬
‫خارج بلد لتحقٌ ما عجز عن تحقٌقه داخل بلد ‪.‬‬
‫* تباٌن مستو الدخل أثناء الخدمة وما بعد الخدمة فً اؼلب الدول العربٌة‪ ,‬فوجود مثل هذا التبااٌن‪ٌُ ,‬عاد اتجاهاا‬
‫ال ٌتناسب ماع حركاة التطاور فاً مساتوٌات المعٌشاة ومتطلباات الرفاهٌاة للفارد فاً المراحال المتقدماة مان العمار‬
‫والخدماة ‪ ,‬ففاً اؼلاب الادول العربٌاة توجااد قاوانٌن ٌانخفض فٌهاا الادخل إلااى النصاؾ أو أكثار عناد اإلحالاة علااى‬
‫التقاعااد عمااا كااان علٌااه أثناااء العماال ‪ ,‬خاصااة إذا مااا اخااذ بنظاار االعتبااار مسااتو الاادخل األصاالً أثناااء الخدمااة‬
‫المنخفض أص والذي ال ٌتناسب وال ٌكفاً للعاٌش عناد مساتو الكفااؾ أحٌاناا‪ ,‬فمان اجال الحصاول علاى عمال‬
‫ٌناسب صاحب الكفاءة وبالدخل المناسب ‪ ,‬وحتى ال ٌشقى فً مراحل عمر المتقدمة أو عند إحالته على التقاعد‬
‫ٌسعى صاحب الكفاءة إلى الهجرة إلحد الدول الصناعٌة من اجل تامٌن حاضر ومستقبله‬

‫‪ 0‬كرٌم ناٌؾ ‪ ,‬العالم اإلس مً ونزٌؾ األدمؽة ‪ ,‬مجلة الب غ ‪ ,‬صفحة قضاٌا معاصرة ‪ ,‬شبكة االنترنٌت ‪ .‬الموقع ‪/‬‬
‫‪http://www.balaghj.com/islam/6a0jz0pc.htm‬‬
‫‪ 6‬د‪ .‬مهدي علً الوحٌد – هجرة الكفاءات – االبعاد واالسباب والنتائ ) وزارة التعلٌم العالً والبح العلمً – مجلة البحو‬
‫التقنٌة – ع‪ – 0181 5 - 1‬ص‪.056‬‬

‫‪545‬‬
‫* سوء توزٌع الثروة والدخل فً الدول العربٌة بشكل عام ‪ ,‬وهذا مرتبط بطبٌعاة األنظماة السٌاساٌة واالقتصاادٌة‬
‫السائدة فً الدول العربٌة واألسس المعتمدة فً هذ الدول لتوزٌع الثروة والدخل بٌن أفراد المجتماع ‪ ,‬ففاً اؼلاب‬
‫الادول العربٌااة تسااتحوذ فئااة قلٌلااة م ان المجتمااع علااى النصاٌب األكباار ماان الثااروة القومٌااة ‪ ,‬نتٌجااة لعواماال ؼٌاار‬
‫موضوعٌة وؼالبا ما تكون هذ الفئة ممن ال ٌحملون أي تحصٌل دراسً عالً ‪ ,‬وهذا ٌإدي إلى تفااقم الخلال فاً‬
‫التوازن االقتصادي باٌن فئاات المجتماع وتضاٌٌ الفرصاة أماام الكفااءات العلمٌاة فاً التطاور واالرتقااء والبحا‬
‫( ‪)0‬‬
‫والعٌش الكرٌم ‪ ,‬مما ٌدفعها إلى التفكٌر بالهجرة خارج البلد ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬البطالة وسوء الستخدام ‪:‬‬
‫إذ ٌعتمد واقع االستخدام فً اؼلب الدول العربٌة على عوامل عدٌدة ٌؤتً فاً مقادمتها طبٌعاة النظاام االقتصاادي‬
‫السائد فً البلد والقدرات االقتصادٌة لهذا البلد وإمكانٌته االساتثمارٌة لخلا فارص العمال ‪ ,‬وماد فاعلٌاة سٌاساة‬
‫التشؽٌل فً بلوغ حالة االستخدام الكامل من خ ل عملٌة التخطٌط االقتصادي ‪ ,‬فعلى الرؼم من أهمٌاة التخطاٌط‬
‫فً توجٌه النشاط االقتصادي فً الدول العربٌة ‪ ,‬فان الجوانب التطبٌقٌة تشاٌر إلاى أن التخطاٌط االقتصاادي فاً‬
‫اؼلب هذ الدول ال ٌزال دون مستو الشمولٌة والواقعٌة وشروط االستمرار ‪ ,‬كماا ال تازال الجواناب الفنٌاة فٌاه‬
‫بعٌدة عن الدقة المطلوبة ‪ ,‬كما أن تخطٌط القو العاملة وتنمٌة الموارد البشرٌة بعٌدة عن شمولٌة التخطٌط ‪ ,‬بل‬
‫إنها تعتبر نتائ تتحق من جراء العملٌات التطوٌرٌة ولٌست كجوانب حاسمة فً التنمٌة االقتصادٌة لهاذ الادول‬
‫‪,‬و خاصاة إذا مااا أخاذنا بنظاار االعتباار عجااز أو ؼٌااب السٌاسااات التعلٌمٌاة الهادفااة وعادم تناسااقها ماع متطلبااات‬
‫التنمٌة والتطوٌر ‪ ,‬وهذا ٌسبب حالاة مان عادم التوافا الكماً والناوعً باٌن جواناب العارض والطلاب فاً ساو‬
‫العمل ‪ ,‬وشٌوع ظاهرة البطالة وسوء االستخدام وبالتاالً هجارة الكفااءات العلمٌاة ‪ ,‬وؼٌرهاا مان النتاائ السالبٌة‬
‫( ‪.)6‬‬
‫ت ‪ :‬ضعف تخطٌط وتوجٌه ومتابعة الدراسة فً الخارج ‪:‬‬
‫إذ أن متابعة دراسة الطالب العربً فً الجامعاات األجنبٌاة تعتبار أكثار مان التحاا الطالاب بالجامعاة ‪ ,‬بال هاً‬
‫تؽٌٌر فً مجمل حٌاته ‪ ,‬وذلك من خ ل تؤثر بالعادات والتقالٌد والثقافة الؽربٌة السائدة هنااك ‪ ,‬ومحاولتاه التاؤقلم‬
‫ضمن ظروؾ المجتمع الذي ٌادرس فٌاه ‪ ,‬وكثٌارا ماا ٌنات عان ذلاك التصاا الطالاب باالمجتمع الاذي ٌادرس فٌاه‬
‫ومحاولتاه البقااء فٌاه كمحصالة نهائٌاة بتاؤثٌر عوامال الادفع والجاذب معاا ‪ ,‬وان لضاعؾ تخطاٌط وتوجٌاه ومتابعااة‬
‫الطالب الدارس فً الخارج أثرا كبٌرا فً تنمٌة قرار الهجرة لهذا الطالب وخاصة تلك الحااالت التاً ٌتؤهال فٌهاا‬
‫الطالب الدارس هناك على نحاو ٌتفا وحاجاات العمال فاً البلاد األجنباً الاذي ٌادرس فٌاه ‪ ,‬وبسابب عادم متابعاة‬
‫الدول العربٌة لط بها الدارسٌن فً الخارج فؤنهم ؼالبا ما ٌساتقرون فاً تلاك الادول بعاد إنهااء دراساتهم ‪ ,‬إذ وجاد‬
‫أن ‪ % 23‬من الكفاءات العلمٌة العربٌة المهاجرة إلى أمرٌكا كانوا ط ب هناك ‪ ,‬بٌنما كانت النسبة المتبقٌاة هاً‬
‫هجرة مباشرة من الدول العربٌة‪.‬‬
‫ث ‪ :‬ضعف مجالت البحث والتطوٌر العلمً وقلة اإلمكانات المتاحة للكفاءات العلمٌة العربٌة داخل دولهم ‪:‬‬
‫إذ أن انعادام أنشااطة البح ا العلمااً والتطااور فاً أكثاار الجامعااات العربٌااة ٌعااود إلاى نظاارة عاادم االعتبااار التااً‬
‫تنظرها اؼلب الحكومات العربٌة إلى البح والتطاوٌر ‪ ,‬إذ تشاٌر الكثٌار مان الدراساات إلاى أن مساتو اإلنفاا‬
‫على البح العلمً والتطوٌر فً الدول العربٌة ٌكون محدودا مما ٌنعكس سلبا علاى الناات العلماً للفارد العرباً‬
‫والذي ال ٌمثل أكثر مان ‪ % 6,5‬مان ناات الفارد المماثال فاً الادول الصاناعٌة وهاذا ٌانعكس علاى متوساط إنتااج‬
‫الدول العربٌة من حٌ نشر البحو العلمٌاة والاذي ٌبلاػ اقال مان ‪ %06‬مان متوساط إنتااج نظائرهاا مان الادول‬
‫الصناعٌة ‪ ,‬وهذ االعتبارات تنطوي ضمنا على آثار خطٌرة بالنسبة لسٌاسات التنمٌاة فاً الادول العربٌاة ‪ ,‬كماا‬
‫اناه ٌشاكل إحباطاا لكثٌاار مان الكفااءات العلمٌااة مماا ٌجعلهاا تفكاار باالهجرة خاارج أوطانهااا واالساتقرار فاً الاادول‬
‫الصناعٌة ‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫ح ‪ :‬السٌاسات التكنولوجٌة والتنموٌة الخاطئة المعتمدة فً اغلب الدول العربٌة ‪:‬‬

‫‪ 0‬د‪ .‬عطوؾ محمود ٌاسٌن ‪ ,‬نزٌؾ األدمؽة – مصدر ساب ‪ -‬ص‪.28‬‬


‫‪ 6‬آالن فٌشر – الكفاءات العلمٌة العربٌة فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة ‪,‬مركز دراسات الوحدة العربٌة – بٌروت ‪ 0118‬جدول ‪2‬‬
‫‪ ,‬ص‪550‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬حلٌم بركات ‪ ,‬هجرة األدمؽة العربٌة ظاهرة اجتماعٌة ‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربٌة – مجلة المستقبل العربً ‪ ,‬ع‪, 500‬‬
‫‪ , 5660‬ص‪. 50‬‬

‫‪546‬‬
‫وٌتمثل ذلك من خ ل اعتماد الكثٌر من الحكومات العربٌة علاى الشاركات األجنبٌاة المتطاورة التاً ٌمكنهاا تقادٌم‬
‫الخدمات التكنولوجٌة المطلوبة بسهولة وٌسر ‪ ,‬فعلى الرؼم من أن الكثٌر مان الحكوماات العربٌاة تحااول تطاوٌر‬
‫مجتمعاتها مادٌا باالعتماد على الشركات العم قة األجنبٌة ذات اإلمكانٌات المادٌة والفنٌة الكبٌرة ‪ ,‬وعلاى الارؼم‬
‫مما لهذا التوجه من اٌجابٌات ‪ ,‬إال انه بالتؤكٌد ال ٌخلو من السلبٌات التً تإدي إلى إحباط الكفاءات الوطنٌاة ‪ ,‬إذ‬
‫أن التقدم والتكنولوجٌا ال تُكتسب فقط من خ ل االستٌراد ‪ ,‬وإنما تُكتسب وتتطور من خ ل المإسسات الوطنٌاة‬
‫ل ساتثمارات والهندسااة والبحا العلمااً الاذي ٌُسااهل عملٌااة بنااء مثاال هاذ المإسسااات الوطنٌاة البنٌااة األساسااٌة‬
‫المحلٌاة للعلام والتكنولوجٌااا والتاً تشااكل الكفااءات العلمٌااة المحلٌاة حجار الزاوٌااة فٌهاا ‪ ,‬أمااا السٌاساات التنموٌااة‬
‫السائدة فً اؼلب الادول العربٌاة فهاً سٌاساات تنموٌاة تابعاة للادول الصاناعٌة المتقدماة تساتهدؾ تحادٌ وتنمٌاة‬
‫الادول العربٌااة بشااكل جاااهز اسااتنادا إلااى سٌاسااات اإلصا ح االقتص اادي والخصخصااة التااً تبنتهااا أكثاار الاادول‬
‫العربٌاة ‪ ,‬مماا ٌقلال مان أهمٌاة وجاود واساتؽ ل الكفااءات العلمٌاة العربٌاة ‪ ,‬مماا ٌادفع بالكفااءات العلمٌاة العربٌاة‬
‫للتفكٌر بالهجرة إلى الخارج ‪ ,‬وبذلك تكون السٌاسات التكنولوجٌة والتنموٌة المعتمدة فً الادول العربٌاة هاً احاد‬
‫أهم العوامل التً تدفع أصحاب الكفاءات بالتفكٌر بالهجرة إلى خارج أوطانها‪ ,‬وهذا ٌساعد أٌضا على بقاء الدول‬
‫العربٌة مستهلكة أكثر مما هً منتجة وخاصة ما ٌتعل بالسلع المُصنعة ‪.‬‬
‫خ ‪ :‬تخلف الجهاز اإلداري وتعقٌد اإلجراءات ‪:‬‬
‫وٌتضمن ذلك العدٌد من اإلجراءات والمظاهر المتخلفة التً ٌتصؾ بها الجهاز اإلداري فً الدول العربٌة بشكل‬
‫عام ‪ ,‬كالبٌروقراطٌة فً العمل والمركزٌة المفرطة وقلة الخبرة لد من هم فاً الجهااز اإلداري وضاعؾ القادرة‬
‫لاادٌهم فااً اتخاااذ القاارار أو إنضاااج عملٌااة اتخاااذ وصااٌرورته علااى أسااس علمٌااة ‪ ,‬وذلااك الن الكثٌاار ماان القااادة‬
‫اإلدارٌاٌن هٌمناوا علاى المناصااب اإلدارٌاة العلٌاا بواساطة المحسااوبٌة والمنساوبٌة والع قاات المشابوهة ‪ ,‬ومماان‬
‫تنقصااهم الكفاااءة والخباارة والمهااارة ‪ ,‬ممااا ٌاانعكس ساالبا علااى القاارارات اإلدارٌااة التااً ٌتخااذونها ‪ ,‬كمااا وتساااهم‬
‫القوانٌن والتعلٌمات الساائدة وعادم اساتقرارها النسابً وتباٌنهاا باٌن المإسساات المختلفاة وبااألخص تلاك المتعلقاة‬
‫باالرتقاء الوظٌفً والعلمً ‪ ,‬وتؤثر تلاك القارارات باالكثٌر مان عوامال التفضاٌل والمحابااة الشخصاٌة ‪ ,‬مماا ٌولاد‬
‫ذلك شعورا لد الكفاءات العلمٌة بالعزلة واإلحباط وقتل روح االندفاع نحو البنااء والتطاوٌر ‪ ,‬ومان جاناب آخار‬
‫تنشٌط العوامل السلبٌة من خ ل تحجٌم إمكانٌة استقطاب الفرد نحو العمل بالداخل وبالتالً المساهمة مع عوامل‬
‫الدفع األخار فاً هجارة الكفااءات العلمٌاة نحاو الخاارج ( ‪ )0‬ناهٌاك عان الفسااد السٌاساً واإلداري والماالً الاذي‬
‫تتصؾ به أكثر الدوائر فً الدول العربٌة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬العوامل الجتماعٌة ‪:‬‬
‫إذ أن المشاكل االجتماعٌة التً تعانً منها أؼلبٌة الادول العربٌاة ‪ ,‬وتخلاؾ معااٌٌر التطاور واالرتقااء االجتمااعً‬
‫دون النظر إلى المستو العلمً والثقافً والخبرة ‪ ,‬وتفشً المنطلقات‬
‫واألساس ال موضاوعٌة فاً تحدٌاد مركااز ووظٌفاة الفارد وامتٌازاتاه ‪ ,‬إنماا تااإدي بالنتٌجاة إلاى أن الكاوادر األقاال‬
‫مإه واضعؾ خبارة ومعرفاة تطارد الكاوادر األعلاى قادرة وكفااءة وخبارة وماإه مان ساو العمال بال وتادفعها‬
‫للهجرة خارج الوطن‪ ,‬كما وتلعب العادات والتقالٌد دورها فً خل الظروؾ ؼٌر المإاتٌة لعمل الكفاءات العلمٌاة‬
‫فً أوطانها ‪ ,‬كما أن الثقة المتدنٌة بالخبرات الوطنٌة والعالٌة بالخبرات األجنبٌة ‪ ,‬ومنح االمتٌازات والتسهٌ ت‬
‫للثانٌة ومنعها عن األولى ‪ٌ ,‬دفع بالفرد صاحب الخبرة للبح عن المكان أو المحٌط الذي ٌمنحه أكثر ثقاة وأكثار‬
‫امتٌاازا ‪ ,‬وقااد تجااد بعااض الكفاااءات بااالهجرة خ صااا لهااا ماان هااذا الواقااع لممارسااة نشاااطها وإرضاااء طموحاتهااا‬
‫( ‪)6‬‬
‫والتخلص من األجواء البولٌسٌة التً تتحلى بها معظم ان لم تكن جمٌع الدول العربٌة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬العوامل السٌاسٌة واألمنٌة ‪:‬‬
‫ال ٌختلؾ اثنان على أن الضؽط السٌاسً وكبت الحرٌات واضطهاد المثقفٌن وانعدام األمن واالستقرار والحروب‬
‫والقتاال علااى الهوٌااة والتهجٌاار والتؽٌاارات السٌاسااٌة والفساااد اإلداري والسٌاسااً وعاادم تقاادٌر الكفاااءات العلمٌااة‬

‫‪ 0‬األمم المتحدة ‪ ,‬اللجنة االقتصادٌة لؽربً آسٌا ( االسكوا ) ‪ ,‬مشكلة هجرة الكفاءات من بلدان اللجنة االقتصادٌة لؽربً آسٌا ‪,‬‬
‫الدور ة الخامسة ‪ ,‬من ‪ 0 – 5‬ت‪ , 0118 , 0‬ص‪51‬‬
‫‪ 6‬سمٌح فرسون ‪ ,‬المهنٌون األمرٌكٌون من أصل عربً وهجرة الكفاءات ‪ ,‬فً هجرة الكفاءات العربٌة ‪ ,‬المشرؾ ‪ ,‬أنطوان‬
‫زح ن ‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربٌة ‪ ,‬ط‪ ,5‬بٌروت ‪ , 0185 ,‬ص ‪510‬‬

‫‪541‬‬
‫وؼٌرها من األمور التً تتسم بها الدول العربٌاة بشاكل عاام تشاكل عوامال ودوافاع مهماة إلجباار صااحب الكفااءة‬
‫العلمٌة للهجرة خارج وطنه بحثا عن واقع خال من العنؾ واالضطهاد والظلم وسٌاسة التطهٌر وؼٌر ذلك ( ‪. )0‬‬
‫ثانٌا ‪ -‬العوامل الجاذبة فً دول المهجر ‪:‬‬
‫ٌقابل عوامل الدفع التً ورد ذكرها سابقا والتً كانت وراء هجرة الكثٌر من أصحاب الكفاءات العلمٌة العربٌة ‪,‬‬
‫هنااك عواماال ثانٌااة تااإدي دورا مهمااا فااً هجاارة صاااحب الكفاااءة وهااذ العواماال تساامى بعواماال الجااذب‪( ,‬وهااً‬
‫موجاودة فااً الاادول الصااناعٌة المتقدماة التااً تسااتقطب المهاااجر)‪ ,‬وتااإدي هاذ العواماال دورا رئٌس اا فااً تشااجٌع‬
‫أصحاب الكفاءات العربٌة على الهجرة ‪ ,‬وهً أٌضا أما تكون اقتصادٌة أو اجتماعٌاة أو علمٌاة أو أمنٌاة‪ ,‬وٌمكان‬
‫تلخٌصها باالتً ( ‪: )6‬‬
‫‪ - 0‬حالة التقدم االقتصادي السائد فً الدول الصناعٌة المتقدمة وارتفاع مستوٌات المعٌشة ومستوٌات األجور التً‬
‫ٌمكن أن ٌحصل علٌها صاحب الكفاءة تشكل عوامل مهمة فً اتخاذ قرار الهجرة ‪.‬‬
‫‪- 6‬تاوفر المسااتلزمات العلمٌااة ومتطلبااات العماال ال زمااة للبحا والتطااوٌر إضااافة إلااى تٌساار الكااوادر المساااعدة‬
‫والمراجع العلمٌة وسهولة الحصول على مختلؾ البٌانات والمعلومات المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬توفر الثروات المادٌة الضخمة التً تُمكن الدول الصناعٌة مان تموٌال فارص العمال الهاماة والمجزٌاة مادٌاا‪,‬‬
‫مما ٌشكل إؼراءا قوٌا للكفاءات العلمٌة العربٌة للهجرة إلٌها ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أحااد األسااباب المهمااة فااً بقاااء صاااحب الكفاااءة العلمٌااة العربٌااة فااً الاادول الصااناعٌة بعااد إكمالااه الدراسااة‬
‫والتخصص هو االرتباط االجتماعً من خ ل الزواج باألجنبٌة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن وجود وعٌش أهل أو أقارب صاحب الكفاءة العربٌة فً إحد الدول الصناعٌة المتقدمة ٌكون احد العوامل‬
‫المهمة التً تشجع صاحب الكفاءة بالتفكٌر للهجرة إلى تلك الدولة ‪.‬‬
‫‪ - 6‬قٌام الدول الصناعٌة المتقدمة ومن خ ل وساائل الدعاٌاة واإلعا ن المختلفاة باالتروٌ والتشاجٌع علاى هجارة‬
‫الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى تلك الدول من خ ل اإلع ن عن توفر الحٌاة الكرٌمة والعٌش الرؼٌد وتوفر المناا‬
‫العلمً الجٌد والمناسب للبح كل ذلك ٌكون عام مهما فً تشجٌع أصحاب الكفاءات العربٌة على الهجرة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تاوفر الحرٌااة السٌاسااٌة واالجتماعٌااة واالسااتقرار األمنااً والنفسااً فااً البلاادان المتقدمااة تعتباار عواماال جااذب‬
‫للكفاءات العلمٌة العربٌة ( ‪.)3‬‬
‫‪ٌ - ,‬ر بعض الباحثون أن الفرد صاحب الكفاءة فً المجتمع العربً عاجز عن تحقٌ أهدافه وطموحاته العلمٌة‬
‫‪ ,‬حٌا تساٌطر علٌاه المإسسااات السٌاساٌة واالقتصاادٌة واالجتماعٌاة والعلمٌااة التاً تساتخدمه لتحقٌا مصااالحها‬
‫الخاصة بدال من خدمة المجتمع أو تحقٌ طموحاتها العلمٌة‪ ,‬وهذا ؼٌر موجاود فاً الادول الصاناعٌة التاً تساعى‬
‫للتطور العلمً والتكنولوجً‪.‬‬
‫‪- 2‬حرٌة ممارسة المهنة فً ب د المهجر وتوفر ما ٌحتاجه الباح من أجهزة ومستلزمات علمٌة أخر ‪.‬‬
‫‪ - 01‬مستو الدخول المرتفعة فً الدول الصناعٌة تادفع بصااحب الكفااءة باالهجرة إلٌهاا لتحقٌا مساتو معٌشاً‬
‫أفضل ‪.‬‬
‫‪ - 00‬التشجٌع الذي تمنحه الدول الصناعٌة للبح واالبتكار عوامل مهمة فً اتخاذ قرار الهجرة ‪.‬‬
‫‪ - 06‬توفر الجو الدٌمقراطً الحقٌقً فً الدول الصناعٌة والتاداول السالمً للسالطة والشاعور بااألمن واالساتقرار‬
‫والحرٌاة األكادٌمٌاة واالبتعاااد عان سٌاسااة التطهٌار والعنااؾ والعناؾ المضااد كلهااا تعتبار عواماال جاذب للكفاااءات‬
‫العلمٌة العربٌة المهاجرة للدول الصناعٌة ‪.‬‬
‫ثانٌا ا ‪ :‬األنعكاسات أو اآلثار السلبٌة لظاهرة نزٌف العقول العربٌة على عملٌات التنمٌة ‪:‬‬
‫تفرز هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الدول الصناعٌة آثار سلبٌة عدٌدة على واقع ومستقبل التنمٌة فً الدول‬
‫العربٌة ‪ ,‬وهذ اآلثار ال تقتصر على عملٌات التنمٌة فقط وإنما تمتد أٌضا إلى التعلٌم فً الوطن العربً وإمكانٌة‬
‫توظٌؾ خرٌجٌه وفً بناء وتطوٌر قاعدة تقنٌة عربٌة ‪ ,‬وٌمكن تلخٌص هذ األنعكاسات أو اآلثار باالتً ‪:‬‬

‫‪ 0‬أنطوان زح ن ‪ ,‬العرب وتحدٌات العلم والتقنٌة – مركز دراسات الوحدة العربٌة ‪ ,‬بٌروت ‪ , 0180 ,‬ص‪. 05‬‬
‫‪ 6‬األمم المتحدة ‪ ,‬اللجنة االقتصادٌة لؽرب آسٌا ‪ ,‬مصدر ساب ‪ ,‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬مهدي علً الوحٌد – مصدر ساب ‪ ,‬ص‪. 035‬‬

‫‪541‬‬
‫‪ - 5‬ضٌاع الجهود والطاقات اإلنتاجٌة لهاذ الكفااءات العربٌاة التاً تصاب فاً شاراٌٌن الادول الصاناعٌة ‪ ,‬بٌنماا‬
‫تحتاج التنمٌة العربٌة لمثل هذ الكفاءات فاً مجاال االقتصااد والتعلاٌم والصاحة والتخطاٌط والبحا العلماً‬
‫والتكنولوجً ‪.‬‬
‫‪ - 1‬مع أزدٌاد معدالت هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة ٌزداد اعتماد ؼالبٌة الدول العربٌة على الكفاءات األجنبٌة‬
‫فً مٌادٌن شتى وبكلفة اقتصادٌة مرتفعة ومبالػ فٌها فً كثٌر من األحٌان ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تبدٌد الموارد اإلنسانٌة والمالٌة العربٌة التاً أنفقات فاً تعلاٌم وتادرٌب الكفااءات التاً تحصال علٌهاا الادول‬
‫الصناعٌة بدون مقابل أو خسارة ‪.‬‬
‫‪- 4‬إن أستمرار هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الدول الصناعٌة تإدي إلى توسٌع الفجوة التكنولوجٌة فٌما‬
‫بٌن الدول الصناعٌة من جهة والدول العربٌة من جهة أخر ‪ ,‬الن الكفاءات المهاجرة تقدم للدول الصناعٌة فائدة‬
‫ومردودا اقتصادٌا مباشرا ( ‪. )0‬‬
‫‪- 5‬إن أستمرار هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الخارج ٌإدي إلى ضعؾ وتدهور اإلنتاج العلمً والبح فً‬
‫الدول العربٌة مقارنة بالدول الصناعٌة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬إن استمرار هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الخارج ٌإدي إلى عجز أو ضعؾ فً قدرة الدول العربٌة‬
‫على إنشاء مراكز لألبحا العلمٌة أو توسٌع القائم منها ‪ ,‬مما ٌإدي إلى عرقلة التطور والتقدم الفكري والعلمً‬
‫داخل الدول العربٌة ‪.‬‬
‫‪ - ,‬استمرار هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الخارج ٌإثر سلبا فً إعداد المإهلٌن ال زمٌن لعملٌات التنمٌة‬
‫محلٌا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إن هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة المستمر ٌإدي إلى إرها ما موجود لدٌها من كاوادر فنٌاة وعلمٌاة ساواء‬
‫فً الجامعاات أو المعاهاد أو مإسساات الدولاة األخار ‪ ,‬وذلاك مان خا ل زٌاادة األعبااء الملقااة علاى عاتقهاا مماا‬
‫ٌااإدي إلااى ضااعؾ إنتاجٌااة هااذ الكااوادر وانتشااار روح ال مباااالة لاادٌها ونمااو عقلٌااة الروتٌنٌااة وفتااور الحماااس‬
‫المطلوب لإلبداع والتطور‪.‬‬
‫‪ - 01‬هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة تُعتبر خسارة للتعلٌم فً الدول العربٌة فً جمٌع مراحله‪.‬‬
‫‪ - 00‬إن هجرة الكفاءات العلمٌة من الدول النامٌة بشكل عام ومنها الدول العربٌاة إلاى الادول الصاناعٌة المتقدماة‬
‫ٌإدي إلى تمركز المعرفة والتكنولوجٌا فً منااط معٌناة مان العاالم وحرماان منااط أخار هاً الادول النامٌاة ‪,‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫وهذا ٌإدي إلى هٌمنة الدول الصناعٌة وازدٌاد خنوع الدول النامٌة ‪.‬‬
‫‪ - 06‬إن هجارة الكفاااءات العلمٌااة العربٌااة إلاى الخااارج وأزدٌادهااا ساانة بعااد أخار ٌااإدي إلااى تعطٌاال أو إٌقاااؾ‬
‫عملٌات التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والعلمٌة فً الدول العربٌة وجعلها تابع ومستهلك للصناعات األجنبٌة ( ‪.)3‬‬
‫‪ - 03‬إن هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة أد إلى ؼل الكثٌر من مراكز البح العلمً فً الدول العربٌة ‪ ,‬وؼل‬
‫العدٌد من األقسام العلمٌة فً جامعاتها ‪.‬‬
‫‪- 04‬تزداد خطورة هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة ٌوما بعاد آخار باعتبارهاا عملٌاة تهادٌم كبار لكال المحااوالت‬
‫الرامٌااة إلااى تثااوٌر التنمٌااة والتطااور التكنولااوجً الساارٌع ‪ ,‬األماار الااذي ٌجعاال ماان الهااوة العلمٌااة والتكنولوجٌااة‬
‫والحضارٌة َتزداد عمقا مقارنة مع البلادان المتقدماة ‪ ,‬فمان خا ل خساارة العنصار البشاري المإهال تتفااقم مشااكل‬
‫التنمٌة فً الدول العربٌة وتتضاعؾ خسائرها أكثر فؤكثر نتٌجة العجز الكبٌر الذي ٌحد لها فً القدرات العلمٌة‬
‫والتكنولوجٌة ما ٌحدد وٌُضٌ كثٌرا من حجم الطاقة االستٌعابٌة ل قتصادي عموما ‪.‬‬
‫ثالثا ا ‪ :‬مقترحات إٌقاف ظاهرة نزٌف أو هجرة العقةول العربٌةة بشةكل عةام والعراقٌةة بشةكل خةاص وأسةتقطاب‬
‫المهاجر منها ‪:‬‬

‫‪ 0‬محمد هشام – خواجٌكة – استنزاؾ العقول العربٌة – مجلة المستقبل العربً ‪ ,‬بٌروت ‪ ,‬ع ‪ , 0110 , 35‬ص‪ – .08‬د‪ .‬الٌاس‬
‫زٌن – أخطار نزٌؾ األدمؽة – مجلة المستقبل العربً ‪ ,‬بٌروت ‪ ,‬ع‪ , 0118 , 1‬ص‪. 03‬‬
‫‪ 6‬ولد إبراهٌم الصوفً ‪ ,‬التنمٌة وهجرة األدمؽة فً العالم العربً ‪ ,‬مركز اإلمارات للدراسات والبحو اإلستراتٌجٌة ‪ ,‬دراسات‬
‫إستراتٌجٌة ‪ ,‬أبو ظبً ‪ ,‬اإلمارات ‪ , 5660 ,‬ص‪08‬‬
‫‪ 3‬االتحاد البرلمانً العربً ‪ ,‬مذكرة األمانة العامة حول هجرة األدمؽة العربٌة ‪-‬المإتمر العاشر لألتحاد ‪ ,‬مجلة البرلمان العربً ‪,‬‬
‫السنة ‪ , 55‬ع ‪, 5606 , 85‬ص‪00‬‬

‫‪541‬‬
‫إن هجرة (نزٌؾ) العقول العربٌة ٌُعتبر من أخطر القضاٌا التً تواجه الدول العربٌة بشكل عام ‪ ,‬وأن إٌقافهاا أو‬
‫معالجتها ٌحتاج إلى وقفة جادة وموضوعٌة ‪ ,‬وأف واسع ٌاتلمس تعقٌادات الواقاع العرباً ‪ ,‬إذ أن الخطاورة التاً‬
‫تشكلها هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌاة علاى عملٌاات التنمٌاة فاً الادول العربٌاة تتطلاب إٌجااد حلاول لمعالجاة أو‬
‫الحد من هذ الظاهرة ‪ ,‬والحل األمثل ٌكمن من خ ل وضع إستراتٌجٌة عربٌة متكاملة للتصادي لهاذ المشاكلة ‪,‬‬
‫وٌنبؽً أن تشارك فً وضع هذ اإلستراتٌجٌة كل من جامعة الدول العربٌاة ومنظماة العمال العربٌاة ‪ ,‬والمجلاس‬
‫األقتصادي واالجتماعً العربً والمنظمات العربٌة ؼٌر الحكومٌة ‪ ,‬ومنظمة العمل الدولٌاة ومنظماة الٌونساكو ‪,‬‬
‫وكل من ٌمتلك خبرات ودراساات جاادة فاً هاذا الموضاوع ‪ .‬وٌمكان للمقترحاات المتواضاعة اآلتٌاة أن تساهم فاً‬
‫معالجة هذ الظاهرة واستقطاب بعض الكفاءات المهاجرة ( ‪: )0‬‬
‫‪ - 5‬أحترام الجانب اإلنسانً فً الكفاءات العلمٌة وخاصة ما ٌتعل منها بحرٌة الرأي بؤختصاصاتهم الفنٌة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬إعادة النظر جذرٌا فً سلم األجور والرواتب التً تُمنح للكفاءات العلمٌة فاً بلادانهم‪ ,‬وتقادٌم حاوافز مادٌاة‬
‫ومعنوٌة ترتبط بالبح واإلنتاج وتقدٌم الخدمات ال زمة لقٌامهم بؤعمالهم على أحسن وجه ممكن ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تكثٌاؾ رعاٌاة المبعاوثٌن للبحا والدراسااة والتادرٌب‪ ,‬رعاٌاة مادٌاة ومعنوٌااة‪ ,‬والتوجاه الجااد لألساتفادة ماان‬
‫طاقات البح والدراسة المتاحة فً الادول العربٌاة‪ ,‬وإرساال أسااتذة أكفااء لألتصاال باالمبعوثٌن أو الدارساٌن فاً‬
‫الخارج وتحمل تكلفاة عاودتهم كال سانة إلاى عاوائلهم ووضاع بارام إلشاراكهم فاً العمال واإلنتااج أثنااء اإلجاازة‬
‫الدراسٌة‪.‬‬
‫‪ - 4‬إٌجاد مراكز للبحو وتطوٌر الموجود منها‪.‬‬
‫‪ - 5‬تشجٌع التؤلٌؾ والترجمة وتسهٌل عملٌة الطبع‪.‬‬
‫‪ - 6‬تسهٌل مصادر المعرفة وتسهٌل الحصول علٌها من خ ل األرتباط بالشبكة العالمٌة للمعلومات‪.‬‬
‫‪ - 1‬وضع برام تدرٌبٌة فاعلة لتطوٌر قدرات أعضاء الهٌئة التدرٌسٌة داخل البلد وخارجه‪.‬‬
‫‪ - ,‬توفٌر السكن ال ئ ألعضاء هٌئة التدرٌس والكفاءات العلمٌة األخر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إجراء مسح شامل للكفاءات العربٌة المهاجرة ( المستقرة فً المهجر ) بهدؾ التعرؾ علاى حجمهاا ومواقعهاا‬
‫ومٌادٌن أختصاصها وظروؾ عملها وبذل الجهود الكافٌة إلقناعها بالعودة إلى الوطن ‪ )6 ( ,‬ل ستفادة منها‪.‬‬
‫‪ - 01‬وضع برام وطنٌة لمواجهة هجرة الكفاءات العلمٌة وإنشاء مراكز للبحاو التنموٌاة والعلمٌاة ‪ ,‬والتعااون‬
‫مع الهٌئات الدولٌة واإلقلٌمٌة إلصدار الوثائ التً تنظم أوضاع المهاجرٌن من العلماء وأصحاب الكفاءات ‪.‬‬
‫‪ - 00‬ح الحكومات العربٌة على تكوٌن الجمعٌات والروابط الستٌعاب أصحاب الكفاءات المهااجرة مان بلادانها‬
‫‪ ,‬وإزالااة جمٌااع العوائاا التااً تعٌ ا ربطهاام بااوطنهم األصاالً ‪ ,‬وماانحهم الحااوافز المادٌااة والمعنوٌااة ‪ ,‬وتٌسااٌر‬
‫إجراءات عودتهم إلى أوطانهم للمشاركة فً عملٌات التنمٌة والتطوٌر( ‪. )3‬‬
‫‪ - 06‬تنظٌم مإتمرات للمؽتربٌن العرب من أصحاب الكفاءات وطلب مساعدتهم وخبراتهم سواء فً مٌدان نقال‬
‫التكنولوجٌا أو المشاركة فً تنفٌذ المشروعات ‪.‬‬
‫‪ - 03‬احترام الحرٌات األكادٌمٌاة وصاٌانتها وعادم تساٌٌس التعلاٌم أو عساكرته ‪ ,‬وهاذا الموضاوع لاه صالة وثٌقاة‬
‫بحقو اإلنسان وخضوع الدولة واألفراد للقانون على السواء ‪.‬‬
‫‪ - 04‬إنشااء لجاان دائماة متخصصاة برعاٌاة شاإون الكفااءات ومنحهاا الصا حٌات الكافٌاة مان اجال اساتقطاب مااا‬
‫ٌمكن استقطابه من الكفاءات المهاجرة ‪ ,‬ورعاٌة شإونهم فً الوطن األصلً ‪.‬‬
‫‪-05‬من اجل الحد من تفكٌر الكفاءات العلمٌة العربٌة بالهجرة ‪ ,‬أو من اجل اساتقطاب تلاك الكفااءات المهااجرة ‪,‬‬
‫ٌجب أن تقوم الدول العربٌة بتوفٌر الحرٌات السٌاسٌة واألمن الشخصً ألصحاب الكفاءات ( ‪.)4‬‬
‫‪ -06‬تقلٌل الشعور بالؽبن بالمقارنة مع أقرانهم أصحاب الكفاءات والخبرات األجانب العاملٌن فً الدول العربٌة‬
‫من حٌ األجور والرواتب ‪.‬‬

‫‪ 0‬أحمد أبو الوفا وآخرون (( العجول )) المسئولة تطرد العقول المفكرة ( األدمؽة العربٌة المهاجرة ‪ ..‬جرح ٌثخن الجسد العربً )‬
‫مجلة منتد المثقؾ العربً – ع‪ , 5661 ,38‬ص‪00‬‬
‫‪ 6‬جمال داود سلمان ‪ ,‬اثر هجرة األدمؽة العربٌة فً التنمٌة االقتصادٌة ‪ ,‬مجلة الفٌصل ‪ ,‬ع‪ , 5665 , 318‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬محمد رشٌد ‪ ,‬الهجرة وهجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة والخبرات الفنٌة أو النقل المعاكس للتكنولوجٌا ‪ ,‬دار مجدالوي للنشر‬
‫والتوزٌع – عمان ‪ ,‬األردن ‪ , 5666 ,‬ص‪056‬‬
‫‪ 4‬د‪ .‬محمد رشٌد – مصدر ساب ‪ ,‬ص‪. 005‬‬

‫‪551‬‬
‫‪ -01‬االتصال المستمر بؤصحاب الكفاءات العلمٌة المهاجرة بما ٌنمً روح التعاون وإثارة مشاعر الحنٌن للاوطن‬
‫من اجل خل رؼبة لدٌهم بالعودة ألوطانهم ‪.‬‬
‫‪ -0,‬األهتماام بالجامعاات العربٌاة ومنحهاا شاًء مان االساتق لٌة مان الناواحً الثقافٌاة والعلمٌاة واإلدارٌاة وزٌاادة‬
‫األقسام العلمٌة التً تحتاجها ‪ ,‬والتشجٌع علاى الدراساات العلٌاا والبحا المساتمر ماع ضارورة تاوفٌر مساتلزمات‬
‫البح والتطوٌر ( ‪. )0‬‬

‫الستنتاجات ‪:‬‬
‫بعد دراسة أسباب أو دوافع هجرة العقول العربٌة مناذ عقاد الخمساٌنات مان القارن الماضاً وحتاى اآلن‬
‫وما ترتب عنها من آثار سلبٌة على عملٌات التنمٌة‬
‫خرج الباح باالستنتاجات اآلتٌة ‪:‬‬
‫‪ - 5‬إن سبب هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة وتزاٌدها سنة بعد أخر ٌعود لألوضاع السٌاسٌة واألمنٌة ؼٌر‬
‫المستقرة فً الدول العربٌة ‪ ,‬وكذلك المستو المعٌشً المتردي الذي ٌعٌشه ؼالبٌاة المواطناون فاً هاذ‬
‫الدول ومنهم أصاحاب الكفااءات العلمٌاة ‪ ,‬بسابب سٌاساة العناؾ والعناؾ المضااد الاذي تعتماد األحازاب‬
‫الحاكمة وسوء توزٌع الثروة والدخل ‪.‬‬
‫‪ - 1‬بدأت هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة منذ أواسط القرن العشرٌن وال تزال مستمرة وربما تزداد سنة بعد‬
‫أخار بساابب سااوء األوضاااع االقتصااادٌة واالجتماعٌااة والسٌاساٌة واألمنٌااة والعلمٌااة فااً معظاام الاادول‬
‫العربٌة‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن ‪ %56‬ماان األطباااء و ‪ % 53‬ماان المهندسااٌن و‪ %05‬ماان العلماااء ماان مجمااوع الكفاااءات العربٌاااة‬
‫المتخرجة ٌهاجرون متوجهٌن إلى أوربا وأمرٌكا وكندا بوجه خاص‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن الدول العربٌة مجتمعة تساهم بثل هجرة الكفاءات من الدول النامٌة ‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة واستمرار هذ الظاهرة بالتؤكٌد سٌإدي إلاى توساٌع الهاوة باٌن الادول‬
‫الصناعٌة من جهة والدول العربٌة من جهة أخر ‪ ,‬الن هجرة أصحاب الكفاءات إلى الادول الصاناعٌة‬
‫ٌعطً هذ الدول فوائد كبٌرة ذات ماردود اقتصاادي مباشار ‪ ,‬بٌنماا تشاكل بالمقابال خساارة كبٌارة للادول‬
‫العربٌة التً نزحت منها تلك الكفاءات ‪ ,‬كما أن التكنولوجٌا واالبتكارات العلمٌة المتطاورة التاً أبادعها‬
‫أو أسهم فً إبداعها أولئك العلماء المهاجرون تعتبر ملكا خالصا للدول ( الجاذبة الدول الصناعٌة ) ‪.‬‬
‫‪ - 6‬عادم اهتماام الادول العربٌااة بالبحا العلماً وعاادم وضاع التخصٌصاات المناسابة لااذلك كاان أحاد أسااباب‬
‫الهجرة‪.‬‬
‫‪ - 1‬إن اساتمرار هجارة الكفااءات العلمٌاة العربٌااة إلاى الخاارج أد وساٌإدي إلااى تراجاع التنمٌاة فاً الاادول‬
‫العربٌة بمختلؾ أنواعها ‪.‬‬
‫‪ - 1‬هجارة الكفاااءات العلمٌااة العربٌاة ٌااإدي إلااى اساتمرار أسااتٌراد الخباارات العلمٌاة األجنبٌااة ماان الخااارج‬
‫لت فً النقص الحاصل من جراء تلك الهجرة وبالتالً الوقوع فاً دائارة التبعٌاة االقتصاادٌة ‪ .‬باإلضاافة‬
‫إلى التكلفة االقتصادٌة لهذ الخبرات ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تااإدي هجاارة الكفاااءات إلااى انخفاااض المسااتوٌات التعلٌمٌااة فااً الجامعااات العربٌااة نتٌجااة تناااقص عاادد‬
‫المإهلٌن من إعطاء الهٌئة التدرٌسٌة ‪ ,‬مما ٌإدي إلى تخرج دفعات ذات كفاءة محدودة ‪.‬‬
‫‪ - 51‬إن هجارة الكفاااءات العلمٌااة العربٌااة واساتمرار هااذ الظاااهرة أد إلااى تنااقص القاادرة علااى الااربط بااٌن‬
‫التطورات الثقافٌة والتعلٌمٌة فً هذ الدول وبٌن متطلبات خطط التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة ‪.‬‬
‫‪ - 55‬وجود ع قة متبادلة بٌن التنمٌة وهجرة الكفاءات العلمٌة ‪ ,‬ففً حال اساتمرار عجاز الادول العربٌاة عان‬
‫خل ا الظااروؾ الكفٌلااة بوقااؾ هااذ الظاااهرة ‪ ,‬فااان مسااٌرة التنمٌااة االقتصااادٌة واالجتماعٌااة فااً الاادول‬
‫العربٌاة سااتبقى ُمعطلااة و ُمتعثارة ‪ ,‬وكلمااا تااؤخر تحقٌا أهااداؾ التنمٌااة االقتصاادٌة واالجتماعٌااة فسااوؾ‬
‫ٌإدي ذلك إلى مزٌد من هجرة الكفاءات ‪ ,‬وحرماان الادول العربٌاة مان الكفااءات والكاوادر القاادرة علاى‬
‫تطوٌرها ‪.‬‬

‫‪ 0‬د‪ .‬تركً البٌرمانً – شبكة االنترنٌت الموقع ‪Turkal bermani @ yahoo.com.2007 . /‬‬

‫‪555‬‬
‫‪ - 51‬إن احاد أهام األسااباب التاً تاإدي إلااى هجارة الكفااءات العلمٌااة العربٌاة هاً عاادم اهتماام الادول العربٌااة‬
‫بالباح العربً وعدم توفٌر الحرٌة األكادٌمٌة وانخفاض تخصٌصات البح العلمً مما تجعل الباح‬
‫العلمً حائرا فً انجاز بحثه ودراسته ‪ ,‬مما ٌجعله ذلك ٌفكر بالهجرة إلى الخارج ‪.‬‬
‫‪ - 53‬باإلضافة إلى الجاناب االقتصاادي والمساتو المعٌشاً المتاردي الاذي ٌعٌشاه صااحب الكفااءة العربٌاة ‪,‬‬
‫فان الجانب األمنً والسٌاسً ؼٌار المساتقران وعادم احتارام أصاحاب الكفااءات العلمٌاة فاً المجتمعاات‬
‫العربٌة إلى درجة أن الشرطً أو رجل األمن ٌكاون مقادرا أكثار مان صااحب الكفااءة ‪ ,‬كال هاذ األماور‬
‫وؼٌرها كانت سببا فً هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة نحو الخارج ‪.‬‬
‫‪ - 54‬إن زواج طالب العلم فً الخارج من أجنبٌات أثناء أو بعد تخرجه ٌضع المهاجر أمام األمار الواقاع فٌماا‬
‫بعد ‪ ,‬إذ ٌصعب علٌه ترك زوجته وأوالد العتبارات عدٌدة منها مث أن زوجتاه وأوالد ال ٌساتطٌعون‬
‫العٌش فً الدول النامٌة ‪ ,‬مما ٌجعل صاحب الكفاءة ٌفكر بالعٌش واالستقرار فً الدولة األجنبٌة ‪.‬‬
‫‪ - 55‬وجود القوانٌن والتشارٌعات المتعسِ افة تكاون فاً كثٌار مان األحٌاان ساببا فاً هاروب أصاحاب الكفااءات‬
‫العلمٌة إلى الخارج أو منع أصحاب الكفاءات الموجودة بالخارج من العودة إلى أوطانها ‪.‬‬
‫‪ - 56‬عاادم وضااع الرجاال المناسااب فااً المكااان المناسااب وازدٌاااد معاادالت البطالااة فااً الاادول العربٌااة تجباار‬
‫الكفاءات العلمٌة للهجرة ‪.‬‬
‫‪ - 51‬عادم وجااود تنسااٌ بااٌن خطااط التنمٌااة ماان ناحٌااة واإلنتاااج والبح ا العلمااً ماان ناحٌااة أخاار ‪ ,‬تجعاال‬
‫أصحاب الكفاءات ٌفكرون بالهجرة ‪.‬‬
‫‪ - 51‬هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة إلى الخارج ٌإدي إلى تخلؾ هذ الدول من الناحٌة العلمٌة والتكنولوجٌة‬
‫وتراجع الزراعة والصناعة وؼٌرها من األمور ‪.‬‬
‫‪ - 51‬إن توفر مستلزمات البح والتطوٌر والمستو المعٌشً ال ئ واألجاور المرتفعاة واالساتقرار األمناً‬
‫والسٌاسً واحترام أصحاب الكفاءات العلمٌة فً الدول الصناعٌة المتقدمة تكون أسباب مهمة فً هجرة‬
‫أصحاب الكفاءات من الدول العربٌة ‪.‬‬
‫التوصةٌات ‪ٌ :‬ضااع الباحا فااً ختااام بحثاه هااذا جمل اة مان التوصااٌات التاً سااب وان أكااد علاى الكثٌاار منهااا‬
‫أساتذتنا العلماء والباحثون من قبل‪ ,‬عسى أن تساهم فً معالجة مشكلة هجرة العقول العربٌة وهً ‪:‬‬
‫‪ - 5‬توفٌر الحرٌات الفكرٌة والسٌاسٌة ألصحاب الكفاءات العلمٌة ‪.‬‬
‫‪ - 1‬توفٌر الحوافز المادٌة والمعنوٌة ألصحاب الكفاءات العلمٌاة وذلاك مان خا ل زٌاادة رواتاب وأجاور هاذ‬
‫الشرٌحة من المجتمع بما ٌجعلهم ٌشعرون بقٌمة عملهم وانجازاتهم العلمٌة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬إص ح سٌاسة التوظٌؾ فً الدول العربٌة وذلك من خ ل وضع الرجل المناسب فً المكان المناسب ‪.‬‬
‫‪ - 4‬وضع خطة شااملة طوٌلاة األماد ‪ ,‬وخطاط فرعٌاة مرحلٌاة الحتٌاجاات الادول العربٌاة مان القاو العاملاة‬
‫المإهلة علمٌا وعملٌا فً القطاعات الرئٌسٌة للتنمٌة وفً كافة المجاالت‪.‬‬
‫‪ - 5‬العمل على استثمار وتشاؽٌل الكفااءات العلمٌاة العربٌاة المحلٌاة فاً مشاارٌع البنااء والتطاوٌر والتنمٌاة ‪,‬‬
‫وعدم تفضٌل الخبرات األجنبٌة علٌها إال عند الضرورة القصو ‪.‬‬
‫‪ - 6‬االهتمام بالبح العلمً وفتح وتوسٌع مراكز البح العلمً الموجودة وتخصٌص المبالػ المناسابة لاذلك‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 1‬علاى الادول العربٌاة اتخااذ قارارات سٌاساٌة واقتصاادٌة مناسابة لتحساٌن البٌئاة االقتصاادٌة واالجتماعٌااة‬
‫والعلمٌة داخل دولهم للمحافظة على الكفاءات العلمٌة العربٌة وجذب الكفاءات الموجودة فً الخارج ‪.‬‬
‫‪ - 1‬تخصٌص حصة من الموازنة العامة للدولة ألؼراض البح والتطوٌر ‪.‬‬
‫‪ - 1‬زٌادة االهتمام بالباح العربً ‪ ,‬من ناحٌة تحسٌن أوضاعه المادٌة ومستو معٌشته وتامٌن مساتلزماته‬
‫ال زماة للقٌاام بالبحا العلماً ‪ ,‬وتاوفٌر الحاد األدنااى مان االساتقرار النفساً والاذهنً للبااحثٌن وماانحهم‬
‫حرٌة التحرك والتنقل واالتصال بمعزل عن العوامل السٌاسٌة ‪.‬‬
‫‪ - 51‬ضارورة العماال علاى رفااع مسااتو مهاارة العمالااة العربٌاة ‪ ,‬والتركٌااز علااى التخصصاات والمهاان التااً‬
‫تحتاجها أسوا العمل الخارجٌة ‪ ,‬حتى تصبح لها القدرة على منافسة العمالة األجنبٌة األخر‬
‫‪ - 55‬العمل على وضع برنام محدد هدفه األساسً كٌفٌة استقطاب الكفاءات العلمٌة العربٌة المهاجرة ‪.‬‬
‫‪ - 51‬ربط الحاجة إلى القو العاملة بمتطلبات التنمٌة األساسٌة ‪.‬‬

‫‪551‬‬
‫‪ - 53‬من اجل منع أو الحد من هجرة الكفاءات العلمٌة العربٌة ‪ ,‬أو اساتقطاب تلاك الكفااءات العلمٌاة المهااجرة‬
‫ٌجااب أن تقااوم الاادول العربٌااة بتااوفٌر الحرٌااات السٌاسااٌة واألماان الشخصااً ألصااحاب تلااك الكفاااءات‬
‫باإلضاافة إلااى المسااتو المعاشاً ال ئ ا واالحتاارام والتقادٌر ماان قباال الدولاة والمجتمااع علااى السااواء ‪,‬‬
‫فض عن المستو المعاشً الجٌد والسكن ال ئ ‪.‬‬
‫‪ - 54‬السماح للكفاءات العلمٌة بالعمل وإنشاء المكاتب االستشاارٌة وممارساة األنشاطة بموجاب تعلٌماات تانظم‬
‫داخل الوطن األم ‪.‬‬
‫‪ - 55‬األخذ بنظر االعتبار ضرورات تحقٌ التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة واالستقرار السٌاسً ‪ ,‬فان واحدا‬
‫من المهاام المطلوباة فاً رعاٌاة الكفااءات العلمٌاة المهااجرة وتشاجٌع عاودتهم هاو ضامان حرٌاة االنتقاال‬
‫والسفر وعدم تنمٌة الشعور لدٌهم بان عودتهم إلى الوطن سوؾ تحرمهم من السفر ثانٌة ‪.‬‬
‫‪ - 56‬إن دعااوة أصااحاب الكفاااءات المسااتقرٌن فااً الخااارج إللقاااء محاضاارات علمٌااة فااً مجااال تخصصااهم‬
‫وتسهٌل لقائهم بزم ئهم فً البلاد األم ‪ٌُ ,‬عتبار مان العوامال المهماة فاً إداماة صالة المهااجرٌن بؤوطاانهم‬
‫وزم ئهم وسهولة دعوتهم فٌما بعد للعودة إلى أوطانهم ‪.‬‬
‫‪ - 51‬تؤسٌس مراكز للبحو العلمٌة المختلفة فً رحاب الجامعات والتعامل مع هذ المراكز باالهتماام الكاافً‬
‫وتامٌن كافة مستلزمات عملها ‪.‬‬
‫‪ - 51‬إعادة النظر بمفهوم الجامعة وبفلسفتها وأهدافها وتقنٌاتها ‪ ,‬إذ لم تعاد الجامعاة مجارد مإسساة مهمتهاا نقال‬
‫المعرفة ( التدرٌس ) والبح العلمً فحساب ‪ ,‬بال هاً مإسساة مهمتهاا تنمٌاة العقال الناقاد والفكار الحار‬
‫ومراكزا أستشارٌة لحل مشك ت المجتمع واإلسهام فً تطوٌر ‪.‬‬
‫‪ - 51‬االهتمام الجاد بالجوانب التربوٌة والوطنٌة وتوسٌع المادارك الثقافٌاة وتنشائة األجٌاال علاى أساس قائماة‬
‫على االحترام واإلخ ص فً العمل وتحمل المسإولٌة وأداء الواجب واحترام حقو وواجبات اآلخرٌن‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 11‬الدعوة إلى تسهٌل مهام عمل أصحاب الكفاءات فً مختلؾ الادول العربٌاة وتخفٌاؾ اإلجاراءات المعقادة‬
‫التاً تقٌااد سافر وتنقاال أصااحاب الكفااءات ب اٌن هااذ الادول ‪ ,‬لكااً نقلال ماان هجاارة الكفااءات إلااى الاادول‬
‫األجنبٌة‪.‬‬
‫‪ - 15‬وأخٌاارا ولااٌس آخاارا ‪ ,‬إن العاماال األهاام لبقاااء الكفاااءات العلمٌااة داخاال أوطانهااا ‪ ,‬أو تشااجٌع الكفاااءات‬
‫المهاجرة بالعودة إلى أوطانها ‪ ,‬هو احترام وتقدٌر الكفاءات العلمٌة وتحقٌ األمان واالساتقرار السٌاساً‬
‫واالقتصادي فً هذ الادول والتباادل السالمً للسالطة ‪ ,‬وتاوفر الساكن ال ئا والمساتو المعٌشاً الجٌاد‬
‫الااذي ٌحفااظ كرامتهااا وٌضاامن مسااتقبلها وٌجعلهااا تتفاارغ للبح ا والتطااوٌر ‪ ,‬وعاادم تسااٌٌس الجامعااات‬
‫ومراكز البح العلمً ‪.‬‬

‫‪553‬‬
554

You might also like