Professional Documents
Culture Documents
*
ﻋﺎﺋﺸﺔ اﻟﺘﺎﻳﺐ
aichaettaibkorchid@yahoo.com
ﻣلﺨﺺ :
تسﺎءﻟت هذه اﻟورقﺔ ﻋن مسﺘو ت حضور اﳌرأة اﻟعربيﺔ ﰲ حركﺔ اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو
أورو وﻋن أصنﺎفهﺎ وسيﺎقﺎ ﺎ وﳏ ّددا ﺎ ا ﺘمعيّﺔ .واﻋﺘمدت اﳌنهﺞ اﻟوصﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠيﻠﻲ ﶈﺎوﻟﺔ
فهمهﺎ ﻋﱪ مﺎ ﻳﺘوفر ﻋنهﺎ من معﻄيﺎت وإحﺼﺎءات .وحرصت اﳌنهجيّﺔ اﳌعﺘمدة ﻋﻠﻰ صيل
اﻟظﺎهرة ﰲ سيﺎقﺎ ﺎ اﻟسوسيو رﳜيّﺔ.
وتعﺘﱪ هجرة اﳌرأة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ظﺎهرة مسﺘجدة وغﲑ مأﻟوفﺔ نﺘجت ﻋن منع
دﺧول اﳌهﺎﺟرﻳن إﱃ أورو ،ومنع اﻟﺘﺤﺎق ﻋدد من زوﺟﺎت اﳌهﺎﺟرﻳن وأبنﺎﺋهم م ،وهو مﺎ
تعمد اﻹقﺎمﺔ ﻟدول اﻷوروبيﺔ بﻄرﻳقﺔ غﲑ مﺸروﻋﺔ بعد
دفع بعض نسﺎء اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟعرب ّ
دﺧوﳍن اﻟقﺎنوﱐ بﺘأﺷﲑات سﻔر سيﺎحيﺔ.
وصنّف اﻟبﺤث هجرة اﳌرأة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو إﱃ ثﻼثﺔ أصنﺎف ،ﻳرتبط كل
صنف منهﺎ بﻄبيعﺔ وﺧﺼوصيﺔ اﻟسيﺎق اﳉﻐراﰲ واﻟسوسيوﻟوﺟﻲ اﳌﻔرز ﻟﻪ وهﻲ :اﳍجرة
*
أسﺘﺎذة ﻋﻠم اﻻﺟﺘمﺎع ،ﺟﺎمعﺔ اﻹمﺎم ﻋبد اﻟرﲪن بن فيﺼل ،اﳌمﻠﻜﺔ اﻟعربيﺔ اﻟسعودﻳﺔ.
117
2020/02 العدد06 ا لد مجلة العلوم جتماعية
2600 -6375 إ.د.م.د.ر 1112 -5411 د.م.د.ر
اﻟنسﺎﺋيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ من دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ؛ واﳍجرة من دول اﳌﺸرق اﻟعرﰊ؛ وهجرة اﻟﻔرار
.من منﺎﻃﻖ اﻟنﺰاع وبﺆر اﻟﺘوتر
ﺷﻚ
ّ وﰲ ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﻔهم أسبﺎب اﻟظﺎهرة ﻳعﺘﱪ اﻟبﺤث أن اﻟعوامل اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ وإن تبقﻰ بﻼ
إﻻ أ ّن اﻋﺘمﺎد اﳌقﺎربﺔ،اﶈرك اﻷسﺎسﻲ ﳌﺨﺘﻠف تيﺎرات اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﲟﺎ فيهﺎ اﻟنسﺎﺋيﺔ
ّ
. تبقﻰ ﳏﺎوﻟﺔ منقوصﺔ تﺘﻐﺎفل ﻋن أﳘيﺔ ﻋوامل أﺧرى،اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ دون غﲑهﺎ
وﻃرح قضﺎ اﳍوﻳﺔ، واﻟنﻔسيﺔ اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ،وﻳدﻋو اﻟبﺤث ﻟﻠنظر ﻟﻠظﺎهرة ﰲ أبعﺎدهﺎ اﻟنﻔسيﺔ
واﻻنﺘمﺎء ﰲ ﻋﻼقﺘهمﺎ ﻟﺘنﺸئﺔ اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ اﳌﺨﺘﻠﺔ موضع تسﺎؤل ﻋند ﳏﺎوﻟﺔ فهم ظﺎهرة
.اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ
الﻜلمﺎت اﳌﻔﺎﺗيﺢ
. دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ، اﻟدول اﻟعربيﺔ، أورو، هجرة اﳌرأة اﻟعربيﺔ،اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ
Abstract
This paper examines the presence of Arab women in the movement of
illegal migration towards Europe and its types, contexts and social
determinants.
The paper adopted a descriptive analytical approach to understanding the
phenomenon of illegal Arab women's migration to Europe through available
data and statistics.Illegal Arab women's migration to Europe is an emerging
and unfamiliar phenomenon that was initially caused by the denial of entry
of migrants into Europe, and the prevention of the entry of a number of
immigrant wives and children into Europe.Which prompted some Arab
immigrant women to settle illegally in European countries after their legal
entry on tourist visas.
This research classifies the illegal immigration of Arab women into Europe
into three categories, each of which is related to a specific geographical and
sociological context: illegal migration of women from the Maghreb, illegal
migration from the Arab Mashreq countries, and illegal migration from
areas of conflict and tension.
118
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
The research considers that economic factors are the main cause of illegal
migration, including women's migration, but emphasizes that adopting the
economic approach alone is an attempt to ignore the importance of other
factors.
The research emphasizes the importance of psychological and psycho-
sociological dimensions in interpreting and understanding the phenomenon
of illegal Arab women's migration.
ﻣﻘﺪﻣة
ﲤﺜل اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو اﻟدول اﻷوروبيﺔ اﻟيوم أحد أبرز اﳌﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ اﳌﺘداوﻟﺔ
ﲝ ّدة ﻋﻠﻰ نﻄﺎق دوﱄ .وﻟئن تﺘعﺎظم أﻋداد اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ من ﻳوم ﻵﺧر ،وتﺘﻜرر
حوادث غرقهم بﺸﻜل ﻳومﻲ ،ﻻ سيمﺎ ﰲ حوض اﻟبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط ،ﻻ تﺰال اﳌقﺎر ت
اﻟعﻠميﺔ واﻟﺘنﺎول اﻟسوسيوﻟوﺟﻲ ﻟﻠظﺎهرة من ﻃرف اﻟبﺎحﺜﲔ دون مسﺘوى انﺘﺸﺎرهﺎ
ومأسﺎوﻳﺘهﺎ.
وﻻ تﺰال اﳌعﻠومﺎت اﻹحﺼﺎﺋيﺔ اﻟدقيقﺔ ﻋن اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﲟﺨﺘﻠف صيﻐهﺎ واﻟﻔﺎﻋﻠﲔ
اﻻﺟﺘمﺎﻋيﲔ اﳌمﺎرسﲔ ﳍﺎ درة ﰲ ﳐﺘﻠف دواﺋر اﻹحﺼﺎء اﻟرﲰﻲ ﴰﺎﻻً وﺟنوً ﻻﻋﺘبﺎرات
ﻟعل أﳘّهﺎ ﻃبيعﺔ اﻟظﺎهرة ﰲ ح ّد ذا ﺎ وتع ّقد نوﻋيّﺔ اﻷﻃراف اﳌﺘدﺧﻠﺔ فيهﺎ،
ﳐﺘﻠﻔﺔّ ،
وحسﺎسيّﺔ مﺎ تﻄرحﻪ من تداﻋيﺎت إنسﺎنيﺔ وحقوقيﺔ ﻋﻠﻰ دول اﳌنﺸأ ودول اﻻسﺘقبﺎل ﻋﻠﻰ
ح ّد سواء.
درا مﺎ تراﻋﻲ اﻹحﺼﺎءات اﻟقﻠيﻠﺔ اﳌﺘوفرة اﻋﺘبﺎر اﻟنوع اﻻﺟﺘمﺎﻋﻲ ﰲ تﺼنيف اﳌهﺎﺟرﻳن،
ﻋﺎمﺔ ﻻ ﲤيّﺰ اﳌهﺎﺟرﻳن ﻋﻠﻰ أسﺎس
أرقﺎمﺎ ّ
حيث ﻻ تﺰال أغﻠﺐ اﻹحﺼﺎﺋيﺎت اﳌﺘوفرة ﲢمل ً
اﻟنوع .وهو مﺎ ﻳﻄمﺲ حضور اﳌرأة كﻔﺎﻋل اﺟﺘمﺎﻋﻲ ُﳑﺎرس ﻟﺘﻠﻚ اﻟظﺎهرة ،ﻟرغم من أن
119
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ بﺼيﻐﺔ اﳌﺆنث تبقﻰ حقيقﺔ تﺆّكدهﺎ اﳊوادث واﻟوقﺎﺋع اﻟيوميّﺔ ،وتﻄمسهﺎ
اﻹحﺼﺎءات اﻟرﲰيﺔ.
وﲤﺜّل هذه اﻟورقﺔ دﻋوة ضمنيّﺔ ﻟﻠﻔت اﻻنﺘبﺎه ﳌﺎ أضﺤت ﲢﺘﻠﻪ اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيّﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ
من أﳘيّﺔ ﰲ مﺸهد اﳍجرة اﻟعربيﺔ وﰲ اﳌعيﺶ اﻟيومﻲ ﻟعدد من اﻟنسﺎء ،ومﺎ أضﺤت تﻄرحﻪ
من أسئﻠﺔ ﳏرﺟﺔ ﻋن اﳌﻜﺎنﺔ اﳌرتبﻜﺔ ﻟﻠنسﺎء وﳌواقعهن اﳍﺎمﺸيّﺔ ﰲ اﳌﺸهد اﻟﺘنموي
ُ
ﻻقﺘﺼﺎدات ﻋدد من اﻟدول اﻟعربيّﺔ.
اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﰲ ﻋمومهﺎ مﺸﻜﻠﺔ اﺟﺘمﺎﻋيّﺔ مع ّقدة ،وﻻ تﺰال ُﲤﺜّل مسأﻟﺔ منقوصﺔ ﲝﺜًﺎ
ﺷﻚ فيﻪ أن تﻠﻚ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﰲ ودراسﺔً ﻻ سيمﺎ فيمﺎ ﻳﺘعﻠﻖ ﲝجمهﺎ وأسبﺎ ﺎ ونﺘﺎﺋجهﺎ .وﳑّﺎ ﻻ ّ
تعقيدا ﻻﻋﺘبﺎرات ﻋدﻳدة ،ﻳرتبط أﳘّهﺎ ﲞﺼوصيﺔ اﳌﻜﺎنﺔ ً وﺟههﺎ اﻷنﺜوي تﻜون أكﺜر
اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ ﻟﻠمرأة ﰲ ا ﺘمعﺎت اﻟعربيﺔ ومﺎ ﲢمﻠﻪ من ﺧﺼوصيﺎت ثقﺎفيﺔ واﺟﺘمﺎﻋيﺔ.
وترتبط اﻹﺷﻜﺎﻟيﺔ اﳌﻄروحﺔ ﰲ هذه اﻟورقﺔ ﻟﺘسﺎؤل ﻋن مسﺘو ت حضور اﳌرأة اﻟعربيﺔ ﰲ
حركﺔ اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ؛ وﻋن صيﻎ ذﻟﻚ اﳊضور وسيﺎقﺎتﻪ وﳏ ّدداتﻪ ا ﺘمعيّﺔ.
نعﱪ ﻋنﻪ ﰲ اﻟﺘسﺎؤﻻت اﻟﺘﺎﻟيﺔ:
وهو مﺎ ّ
-مﺎ حجم حضور اﳌرأة ضمن ظﺎهرة اﳍجرة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ؟
-فيمﺎ تﺘمﺜل أبرز أصنﺎف اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ؟
أهم ﳏ ّددات اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ وأسبﺎ ﺎ؟
-مﺎ ّ
اﻋﺘمدت اﻟورقﺔ اﳌنهﺞ اﻟوصﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠيﻠﻲ ﶈﺎوﻟﺔ اﻹحﺎﻃﺔ ﲝجم وصيﻎ ظﺎهرة هجرة اﳌرأة
اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو اﻟدول اﻷوروبيﺔ ﻋﱪ مﺎ ﻳﺘوفر ﻋنهﺎ من حقﺎﺋﻖ ومعﻄيﺎت وإحﺼﺎءات
مﺘﺎحﺔ ﰲ اﳌسﺎحﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ومن اﳉهﺎت اﳌعنيّﺔ برصد ظواهر اﳍجرة بﺸﻜل ﻋﺎم ﻋﻠﻰ
ﲢري وتدقيﻖ مﺼﺎدر
اﻟنﻄﺎقﺎت اﶈﻠيّﺔ واﻹقﻠيميﺔ واﻟدوﻟيّﺔ .وﲡﺘهد مقﺎربﺘنﺎ ﻟﻠظﺎهرة وتﺘبعهﺎ ﰲ ّ
120
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
121
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
تعرض اﳌهﺎﺟرﻳن ﰲ
اﻟبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط ﰲ زوارق وقوارب غﲑ مهيأة أﺷدهﺎ كﺎرثيﺔ ﲝﻜم ّ
بعض اﳊﺎﻻت إﱃ اﳌوت غرقًﺎ قبل ﲢقيﻖ مبﺘﻐﺎهم.
ونسﺘﺨدم هنﺎ مﻔهوم هجرة اﳌرأة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ﻟﻠﺘعبﲑ ﻋن ﳐﺘﻠف أصنﺎف
اﳊراك اﻟذي تضﻄر إﻟيﻪ فئﺎت من اﻟنسﺎء اﻟعربيﺎت ﻟدﺧول أورو بﻄرق غﲑ قﺎنونيﺔ ونظﺎميﺔ.
ﺧﻄرا ومﻐﺎمرة مﺜل ركوب أمواج اﻟبﺤر ﰲ مراكﺐ
وﻳﺸمل هذا ﳐﺘﻠف اﻟﺼيﻎ ﲟﺎ فيهﺎ اﻷكﺜر ً
غﲑ مهيأة .وﻟئن تﺘنوع اﻷسبﺎب وتﺘعدد حسﺐ اﻟسيﺎقﺎت ا ﺘمعيﺔ من اﳌﻐرب إﱃ اﳌﺸرق
اﻟعرﰊ ،فﺈ ﺎ تﺘمﻔﺼل ﰲ اﻟعمﻖ مع إﺷﻜﺎﻟيﺎت اﻟﺘنميﺔ واﺧﺘﻼﻻ ﺎ اﳉوهرﻳﺔ اﻟﱵ ﱂ تسﺘﺜن
تداﻋيﺎ ﺎ اﻟنسﺎء اﻟعربيﺎت ،وﺟعﻠت منهن تدرﳚيﺎ احﺘيﺎﻃيﺎ قﺎبﻼً ﻟﻼسﺘقﻄﺎب أكﺜر فأكﺜر من
ﻃرف ﺷبﻜﺎت اﻻﲡﺎر ﻟبﺸر وتنظيم رحﻼت اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ.
122
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وتﻐيﺐ اﻹحﺼﺎءات اﻟعربيﺔ اﳌوثقﺔ ﳊركﺔ اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ من اﻟبﻠدان اﻟعربيﺔ ﳓو أورو
ﲝسﺐ نوع وأﻋمﺎر اﳌمﺎرسﲔ ﳍﺎ ودوﳍم .وتبقﻰ اﻹحﺼﺎءات اﻷوربيﺔ اﳌﺘوفرة حول اﳍجرة
ُ
نظرا ﻟﺼعوبﺔ ﲢدﻳد هوﻳﺔ
ً ، اﳌﺼدر دول حسﺐ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﻔﺔّن مﺼ غﲑ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ بدورهﺎ
اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟقﺎدمﲔ ﺧﺎصﺔ ﻋن ﻃرﻳﻖ اﻟبﺤر .وﻳبقﻰ اﻟبﺎحث مضﻄرا ﻋند ﳏﺎوﻟﺔ رصد بعض
اﳊيﲏ ﻟﻠمﺤﺎوﻻت
ﺟوانﺐ اﻟظﺎهرة ﻻﻋﺘمﺎد بعض تقدﻳرات هذه اﳉهﺔ أو تﻠﻚ ،واﻟﺘﺘبع ّ
اﳉمﺎﻋيﺔ غﲑ اﻟنﺎﺟﺤﺔ ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ من اﻟسواحل اﻟعربيّﺔ ﳓو اﻟدول اﻷوروبيﺔ وحوادث
اﻟﻐرق اﻟﱵ توثقهﺎ اﻟﺼﺤﺎفﺔ اﻹكﱰونيﺔ واﳌﻜﺘوبﺔ.
وﺟدﻳر ﳌﻼحظﺔ أن اﳌنعﻄﻔﺎت اﻟراهنﺔ ﻟظﺎهرة اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﰲ اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيّﺔ تﺆّكد
ﲢول مﺼر إﱃ ﺟﺎنﺐ دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ ﰲ اﻟسنوات اﻷﺧﲑة إﱃ نقﻄﺔ انﻄﻼق ﻟعدد مﺘﺰاﻳد ّ
من اﻟذﻳن ﻳدفعون مبﺎﻟﻎ ﻃﺎﺋﻠﺔ من أﺟل ا ﺎزفﺔ ﲟﺤﺎوﻟﺔ اﻟوصول إﱃ أورو .وﻳﺘم تسجيل
حﺎﻻت مﺘواترة من اﻋﱰاض ﺧﻔر اﻟسواحل اﳌﺼرﻳﺔ ﶈﺎوﻻت اﻟعبور ﳓو أورو ﻋﻠﻰ مﱳ
مراكﺐ مﺘهﺎﻟﻜﺔ .وأصبﺤت رحﻼت اﻟقوراب اﳌنﻄﻠقﺔ من مﺼر تﺸ ّﻜل نسبﺔ %10من
اﻟواصﻠﲔ إﱃ أورو بﻄرﻳقﺔ غﲑ قﺎنونيّﺔ ﲝسﺐ اﳌﻔوضيّﺔ اﻟعﻠيﺎ ﻟﻼﺟئﲔ اﻟﺘﺎبعﺔ ﻟﻸمم اﳌﺘﺤدة،
)اﳉﺰﻳرة نت (2016/09/21 ،وتﺘجﺎوز ﲪوﻟﺔ بعض اﻟقوارب مﺎ ﻳﺰﻳد ﻋن 600فرد
أغﻠبهم من ﺷبﺎب ﰲ مقﺘبل اﻟعمر ﻳﺘعرض بعضهم ﻟﻠهﻼك ،وهو مﺎ ُس ّجل ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل
ﻳوم 2016 /9/21ﰲ حﺎدث غرق مركﺐ قبﺎﻟﺔ اﻟسواحل اﳌﺼرﻳّﺔ ﻋﻠﻰ اﻟبﺤر اﻷبيض
اﳌﺘوسط .وبﻠﻐت نسبﺔ انﺘﺸﺎل اﳉﺜث إﱃ 162ﺟﺜّﺔ ،بينمﺎ ﰎّ إنقﺎذ 165ﺷﺨﺼﺎ بينهم
وظل اﳌئﺎت ﰲ ﻋداد اﳌﻔقودﻳن .وقد ﲢ ّدثت اﳌﻔوضيّﺔ اﻟعﻠيﺎ ﻟﻼﺟئﲔ
ﳓو 120مﺼر ّ ،
) (arabic.euronews.com/2016/05/31سنﺔ 2016ﻋن هﻼك أكﺜر من ﻋﺸرة
آﻻف مهﺎﺟر ﰲ اﻟبﺤر اﳌﺘوسط ،دون ﲢدﻳد ﺟنسيﺎ م ،منذ ،2014بينهم أكﺜر من
3200منذ بداﻳﺔ ،2016مقﺎبل 1855ضﺤيﺔ ﰲ نﻔﺲ اﻟﻔﱰة من اﻟعﺎم .2015
123
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
124
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
ﰲ اﳌيﺎه اﻹقﻠيميﺔ اﻟﻠيبيﺔ ،ﻳﻠيهﺎ اﳌﻐرب بعدد ،1150ﰒ اﻟسودان بعدد ،1008فﺎﻟﺼومﺎل
بعدد ،441وسور بعدد ،256وتونﺲ بعدد .81وأ ّكدت نﻔﺲ اﻹحﺼﺎﺋيﺎت غرق
2262مهﺎﺟرا سنﺔ 2018ﻋند ﳏﺎوﻻت ﻋبور اﳌﺘوسط .وﲤ ّﻜن ﲝسﺐ إحﺼﺎﺋيﺎت
اﳌﻔوضيﺔ اﻟعﻠيﺎ ﻟﺸﺆون اﻟﻼﺟئﲔ 113482ﺷﺨﺼﺎ من اﻟوصول إﱃ أورو ﻋﱪ إسبﺎنيﺎ
ﲢدﻳداً .بينمﺎ ُس ّجل اﻟعدد اﻷكﱪ ﺧﻼل سنﺔ 2017حيث ارتﻔع ﻋدد اﻟواصﻠﲔ ﻋﱪ اﻟبﺤر
172301ﺷﺨﺼﺎ من اﻟذكور واﻹ ث ،واﻋﺘﱪ ﻋدد 3139ﺷﺨص حﺎوﻟوا اﻟعبور ﳓو
أورو ﰲ ﻋداد اﳌﻔقودﻳن (www.leseco.ma/maroc).وﺧﻼل اﻷسﺎبيع اﻷوﱃ من سنﺔ
2018أحﺼت اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيﺔ ﻟﻠهجرة ﻋدد 12983مهﺎﺟرا وﻻﺟئﺎً وصﻠوا أورو ﻋﱪ
اﻟبﺤر ،منهم %47ﻋن ﻃرﻳﻖ إﻳﻄﺎﻟيﺎ واﻟبﺎقﻲ توزع ﻋﻠﻰ اﻟيو ن
وإسبﺎنيﺎ(www.iom.int/fr/news).
125
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وانﻄﻠقت ظﺎهرة اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ ﰲ ﻋمومهﺎ ﰲ اﻟبداﻳﺔ من منﻄقﺔ اﳌﻐرب اﻟعرﰊ بﺸﻜل
أﻋدادا من نسﺎء اﳌﺸرق اﻟعرﰊ .وﳝﻜن اﻟقول ن نسﺎء اﳌﻐرب
ﻋمت ﻟﺘﺸمل ً أسﺎسﻲ وﻟﻜنهﺎ ّ
كن سبّﺎقﺎت ﰲ تدﺷﲔ مسﺎرات اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ إﱃ أورو ﲝﺜﺎً ﻋن فرص اﻷقﺼﻰ ّ
أرحﺐ ﻟﻠعمل وﻟﻜسﺐ اﻟرزق .وﳝﻜن اﻟقول ن ﳐﺘﻠف تيﺎرات اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ إﱃ
أورو ﴰﻠت ثﻼث دفعﺎت رﺋيسيّﺔ وهﻲ:
اﻟدفعﺔ اﻷوﱃ انﻄﻠقت ﰲ سﺘينيﺎت اﻟقرن اﻟعﺸرﻳن وﺷهدت حضور اﳌرأة ﻻ سيمﺎ من دول
ﻟﻠم ﴰل أسرة اﳌهﺎﺟر" ،واﻟسمﺎح ﻟﺘﺤﺎق
اﳌﻐرب ﺷﻜﺎل ﳏﺘﺸمﺔ ﰲ إﻃﺎر سيﺎسﺎت أورو " ّ
أسرتﻪ بﻪ ﰲ دوﻟﺔ اﳍجرة.
اﻟدفعﺔ اﻟﺜﺎنيﺔ ﺷهد ﺎ فﱰة اﻟسبعينيﺎت وتﺰاﻳدت ﺧﻼﳍﺎ بﻜﺜﺎفﺔ أﻋداد اﳌﻠﺘﺤقﺎت ﲟسﺎرات
تﻐﲑ هيﻜﻠﻲ ﰲ اﻟبنيﺔ
اﻟﺘجميع اﻷسري من زوﺟﺎت وبنﺎت اﳌهﺎﺟرﻳن وهو مﺎ ّأدى إﱃ ّ
اﻟدﳝﻐرافيﺔ ﻟﻠجﺎﻟيﺎت اﻟعربيﺔ اﳌقيمﺔ ﰲ اﳌهجر.
اﻟدفعﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ارتﻔع فيهﺎ نسﻖ اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ اﳌنﻔردة ﺧﺎرج أﻃر اﻟروابط اﻷسرﻳّﺔ ،حيث
تضﺎﻋﻔت ﰲ إﻳﻄﺎﻟيﺎ ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل أﻋداد اﳌﻐﺎربيﺎت ثﻼث مرات ونﺼف مﺎ بﲔ سنﱵ
1992و ،1999فﺎرتﻔع ﻋددهن من 12.453إﱃ 44.378مهﺎﺟرة ،وكﺎنت اﻟنسبﺔ
اﻟﻐﺎﻟبﺔ منهم %77.4من اﳌﻐرب اﻷقﺼﻰ) .ﺟﺎمعﺔ اﻟدول اﻟعربيﺔ ،2006 ،ص(33
وﳝﻜن اﻟقول ن اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو انﻄﻠقت كظﺎهرة مسﺘجدة
وغﲑ مأﻟوفﺔ ﻋداد ﳏﺘﺸمﺔ وبﺼيﻎ مﺘعددة ﺧﻼل اﳌوﺟﺔ اﻟﺜﺎنيﺔ ﻟﻠهجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيﺔ ﰲ
اﻟسبعينﺎت .حيث كﺎن ﳌنع دﺧول اﳌهﺎﺟرﻳن إﱃ أورو ثﲑه ﻋﻠﻰ مسﺎر اﻟﺘﺤﺎق ﻋدد من
زوﺟﺎت اﳌهﺎﺟرﻳن وأبنﺎﺋهم برب اﻷسرة اﳌقيم ﰲ أورو ،وهو مﺎ دفع بعدد من نسﺎء اﳌهﺎﺟرﻳن
تعمد ﲤدﻳد إقﺎمﺘهن ببعض اﻟدول اﻷوروبيﺔ كﻔرنسﺎ بﻄرﻳقﺔ غﲑ مﺸروﻋﺔ بعد دﺧوﳍن اﻟعرب ّ
اﻟقﺎنوﱐ بﺘأﺷﲑات سﻔر سيﺎحيﺔ.
126
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وﻟﻜن أﻋداد اﳌهﺎﺟرات بﻄرق غﲑ ﺷرﻋيﺔ ازدادت بﺸﻜل أكﺜر ترافقﺎً مع اﳌوﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻟﻠهجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ اﻟعربيّﺔ ،حيث اﳔرﻃت اﳌرأة اﻟعربيﺔ ﺧﻼل هذه اﳌوﺟﺔ ﰲ اﻟﺘيﺎرات اﻟعﺎمﺔ
ﻟﻠهجرة اﻟعربيﺔ غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ ﳓو أورو ﲟﺨﺘﻠف صيﻐهﺎ وأﺷﻜﺎﳍﺎ ﲟﺎ فيهﺎ اﳍجرة ﻋﱪ ميﺎه
اﻟبﺤر .وقد أﺷﺎر اﻟﺘقرﻳر اﻟﺼﺎدر ﻋن اﻹسﻜوا ﰲ اﻟعﺎم 2015ن هجرة اﻟنسﺎء اﻟعربيﺎت
ﻟﻠعمل ﲟﺨﺘﻠف صيﻐهﺎ وأﺷﻜﺎﳍﺎ ﻟيست ﲝجم هجرة اﻟرﺟﺎل وﻟﻜنهﺎ تبقﻰ كذﻟﻚ ظﺎهرة ﻻ
وبﲔ أن نسبﺔ اﻹ ث بﻠﻐت % 42.7من ﻋموم اﳌهﺎﺟرﻳن من اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيﺔﻳسﺘهﺎن ﺎّ ،
وبﲔ أ ّن
ﻟﻠعﺎم ،2013مع اﻟﺘأكيد ﻋﻠﻰ فوارق بسيﻄﺔ بﲔ ﳎموﻋﺔ وأﺧرى من اﻟبﻠدان ّ .
هجرة اﻹ ث تراوحت بﲔ ح ّد أقﺼﻰ من بﻠدان اﳌﻐرب اﻟعرﰊ ) (% 44.9وحد أدﱏ من
اﳋﻠيجﻲ %40بﻔﺎرق ضئيل بﲔ ا موﻋﺘﲔ) .اﻷمم اﳌﺘﺤدة ،اﻻسﻜوا،
ّ بﻠدان ﳎﻠﺲ اﻟﺘعﺎون
،2015،ص ص (76 ،75
وأبرز اﻟﺘقرﻳر ن اﻟبﺤرﻳن تﺸهد أدﱏ نسبﺔ ﳍجرة اﻹ ث % 32.3ﻳﻠيهﺎ اﻟيمن %33.4
وتسجل فﻠسﻄﲔ أﻋﻠﻰ نسبﺔ ﳍجرة اﻹ ث 1.775.348مهﺎﺟرة،
ّ ومﺼر .% 33.7
ﻳﻠيهﺎ اﳌﻐرب اﻷقﺼﻰ بعدد 1.291.184مهﺎﺟرة.
ﻳﺘبﲔ ﻟﻠدارس إن كﺎنت هذه
ﻳﻔﺼل مضمون هذه اﻷرقﺎم اﻟﺸموﻟيّﺔ ،وﻻ ّ وﻟﻜن هذا اﻟﺘقرﻳر ﱂ ّ
ّ
ﲣص اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيّﺔ اﻟنظﺎميّﺔ أم تﺸمل تقدﻳرات ﻋﺎمﺔ تضم كذﻟﻚ اﳌهﺎﺟرات بﻄرق
اﻷﻋداد ّ
أوضﺎﻋهن
ّ غﲑ نظﺎميّﺔ واﳌقيمﺎت بدول اﻻسﺘقبﺎل .كمﺎ ﱂ ﻳﺸر اﻟﺘقرﻳر ﻷﻋمﺎر اﳌهﺎﺟرات أو
اﻟعﺎﺋﻠيّﺔ أو ﳑﺎرسﺘهن اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ بدول اﻻسﺘقبﺎل اﻟﻐربيّﺔ.
وقد أحرزت نسبﺔ اﳌهﺎﺟرات اﻟعربيﺎت ،حسﺐ اﻟﺘقرﻳر ،ﻋﻠﻰ حﺼﺔ % 31.5من ﲨﻠﺔ
اﳌهﺎﺟرات ﻟﻠبﻠدان اﻷﻋضﺎء ﰲ منظمﺔ دول اﻟﺘعﺎون واﻟﺘنميﺔ اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ ،وبﻠﻎ ﻋددهن 3
مﻼﻳﲔ تقرﻳبﺎ ﰲ اﻟعﺎم .2006
127
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
إ ّن هذه اﻷرقﺎم سواء ﴰﻠت ﳐﺘﻠف أصنﺎف اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيّﺔ من اﻟبﻼد اﻟعربيّﺔ أو ﱂ تﺸمل،
فﺈ ﺎ تبقﻰ تقدﻳرﻳّﺔ برأﻳنﺎ وﻻ تعﻜﺲ اﻟواقع بﺸﻜل دقيﻖ ،ﻟرغم من أ ّ ﺎ تبقﻰ أرقﺎمﺎً تﺸﻲ
رتﻔﺎع مﻠﺤوظ ﰲ أﻋداد اﳌهﺎﺟرات اﻟعربيﺎت .وﳚﺐ أن ﻳبقﻰ ﲝث وتدارس قضﺎ اﳍجرة
اﻟنسﺎﺋيّﺔ اﻟعربيّﺔ ﲟﺨﺘﻠف ﻋنﺎوﻳنهﺎ ﲟﺎ فيهﺎ هجرة اﳌرأة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو مسأﻟﺔ
حيوﻳﺔ ﻻ ﳚﺐ أن تسقط من اﻋﺘبﺎر كبﺎحﺜﲔ ﰲ ا ﺎل .وﳚﺐ أن ﲤﺜل ندرة اﻟبيﺎ ت اﳌﺘﺎحﺔ
ﻟﻠمضﻲ قدمﺎ ﰲ منﺎﺷدة اﳉهﺎت اﳌعنيﺔ بﺘوفﲑ اﻹحﺼﺎءات واﳌعﻠومﺎت ّ حﺎفﺰاً ﻟﻠجميع
اﳌﻔﺼﻠﺔ حول اﳌهﺎﺟرات.
ﲤﺜّل هجرة اﻟعمل من دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ ﲡﺎه أورو ظﺎهرة اﺟﺘمﺎﻋيﺔ ﴰﻠت وﻻ تﺰال ﺷراﺋح
تﻄورات رﳜيّﺔ
اﺟﺘمﺎﻋيﺔ وﻋمرﻳﺔ مﺘعددة وﳐﺘﻠﻔﺔ منذ توارﻳخ مب ّﻜرة ،وﺷهدت اﻟظﺎهرة ّ
ارتقت ﻋﱪهﺎ من ﳎرد حركﺔ فردﻳّﺔ ﻋﻔوﻳّﺔ ﰲ اﻟبداﻳﺔ ،إﱃ حركﺔ ﲨﺎﻋيّﺔ منظّمﺔ ومﺆﻃرة قﺎنونيّﺎ
وسيﺎسيّﺎ ﰲ مرحﻠﺔ ﻻحقﺔ ،ﻟﺘﺼل اﻟيوم إﱃ أﺷﻜﺎل ﳐﺘﻠﻔﺔ من اﳊراك غﲑ اﻟنظﺎمﻲ ،ﻳبقﻰ
تﻄور
أﺷهرهﺎ اﻟرحﻼت اﻟبﺤرﻳّﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ .وكﺎنت اﳌرأة اﳌﻐﺎربيّﺔ حﺎضرة ﰲ ﳐﺘﻠف مراحل ّ
حركﺔ اﳍجرة ﳓو أورو .وﻳُذكر أن اﳍجرة من أقﻄﺎر اﳌﻐرب اﻟعرﰊ اﻟﺜﻼثﺔ اﳌﻐرب واﳉﺰاﺋر
وتونﺲ ارتبﻄت سبﺎب رﳜيّﺔ وسيﺎسيّﺔ تعود إﱃ اﳊقبﺔ اﻻسﺘعمﺎرﻳﺔ ومﺎ رافقهﺎ من
128
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
سيﺎسﺎت اسﺘقدام اﻟيد اﻟعﺎمﻠﺔ اﻟبسيﻄﺔ من اﳌسﺘعمرات أثنﺎء وﻋقﺐ فﱰة اﻻسﺘعمﺎر
اﻟﻔرنسﻲ.
تﻄور حركﺔ
وكﺎن ﳍذا اﻻرتبﺎط اﻟسوسيو رﳜﻲ ﻟﻠهجرة من دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ أثره اﳌبﺎﺷر ﰲ ّ
هجرة اﳌرأة من هذه اﻷقﻄﺎر سواء ﰲ ﺷﻜل هجرة اﻟﺰوﺟﺔ ﳌرافقﺔ زوﺟهﺎ ،أو هجرة اﳌرأة
منﻔردة ﲝﺜًﺎ ﻋن ﻋمل .كمﺎ أصبﺤت نسﺎء وفﺘيﺎت اﳌﻐرب اﻟعرﰊ اﻟيوم بﺸﻜل أﺧص ﺎﺟرن
ﻷورو بﻄرﻳقﺔ غﲑ ﺷرﻋيﺔ .وﻳبقﻰ اﻟقﻄﺎع غﲑ اﻟنظﺎمﻲ أهم قﻄﺎﻋﺎت تﺸﻐيل اﳌهﺎﺟرات
اﳌﻐﺎربيﺎت ) %88ﰲ فرنسﺎ( .وتﱰاوحت اﻟنسبﺔ بﲔ %81.1ﻟﻠﺘونسيﺎت و%87
ﻟﻠمﻐربيﺎت و %92ﻟﻠجﺰاﺋر ت .وتﺸﺘﻐل اﳌهﺎﺟرات بدرﺟﺔ أكﱪ ﰲ اﳋدمﺔ اﳌنﺰﻟيﺔ) .ﺟﺎمعﺔ
اﻟدول اﻟعربيﺔ ،2006 ،ص(33
وﲢﺘل اﳍجرة اﳌﻐﺎربيّﺔ ﰲ ﻋمومهﺎ اﻟيوم ﳓو اﻟدول اﻷوروبيّﺔ اﻟنﺼيﺐ اﻷكﱪ من أﻋداد
ّ
مهمﺎ ،وقد بيّنت
اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟعرب وغﲑ اﻟعرب بﺘﻠﻚ اﻟدول ،وﲢرز اﻟنسﺎء ﰲ ذﻟﻚ حيّﺰا ّ
بعض اﻹحﺼﺎﺋيﺎت اﳌﺘوفرة حول أﻋداد اﳌوﻟودﻳن ﰲ اﳋﺎرج من بﲔ س ّﻜﺎن اﻟدول اﻷﻋضﺎء
ﰲ منظمﺔ اﻟﺘعﺎون اﻻقﺘﺼﺎدي واﻟﺘنميﺔ ﰲ اﻟعﺎم 2000أن 4.5مﻠيون من س ّﻜﺎن هذه
اﻟبﻠدان تﺘوزع أمﺎكن وﻻد م ﻋﻠﻰ بﻠدان اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيّﺔ .وقد ُوﻟد اﻟعدد اﻷكﱪ من هﺆﻻء
اﳌهﺎﺟرﻳن ﰲ اﳌﻐرب ) 1.4مﻠيون ﺷﺨص( تﻠيهﺎ اﳉﺰاﺋر ) 1.3مﻠيون( .وتﺸﲑ اﻟﺘقدﻳرات إﱃ
أن ﳓو 3.2مﻠيون مﻐرﰊ ﻳعيﺶ ﰲ اﳋﺎرج ) ري مﲑكن ،(2010 ،وﳓو 1.057.797
تونسﻲ ﻳعيﺸون ﰲ اﳋﺎرج ﰲ اﻟعﺎم ،2008منهم ٪ 36من اﻟنسﺎء و ٪ 64من اﻟرﺟﺎل،
وﻳعيﺶ ٪ 82من بﲔ هﺆﻻء ﰲ دول اﻻﲢﺎد اﻷوروﰊ تﺘﺼدرهم فرنسﺎ سﺘقبﺎﳍﺎ ٪ 54.6
وﲢﺘل اﳌرأة اﳉﺰاﺋرﻳّﺔ نسبﺔ ٪40من
من هﺆﻻء اﻟﺘونسيﲔ اﳌﻐﱰبﲔ ،تﻠيهﺎ إﻳﻄﺎﻟيﺎ ،ﰒّ أﳌﺎنيﺎّ .
اﻟعدد اﻹﲨﺎﱄ ﻟﻠمهﺎﺟرﻳن اﳉﺰاﺋرﻳﲔ(European Commission, 2010).
129
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وقد ورد ﰲ تقرﻳر ﺟﺎمعﺔ اﻟدول اﻟعربيﺔ حول اﳍجرة اﳌﻐﺎربيﺔ إﱃ أورو ﺧﻼل اﻷربع اﻷﺷهر
اﻷوﱃ من ﻋﺎم ،2005أن ﻋدد اﳉﺰاﺋرﻳﲔ اﳌقيمﲔ سبﺎنيﺎ بﺼﻔﺔ غﲑ ﺷرﻋيﺔ ﻳقدر ﲝواﱄ
17أﻟف ﺷﺨص وفقﺎ ﻟﻺحﺼﺎﺋيﺎت اﻟرﲰيﺔ ،فيمﺎ تضم فرنسﺎ وحدهﺎ ﳓو % 90من
اﳌهﺎﺟرﻳن اﳉﺰاﺋرﻳﲔ إﱃ اﳋﺎرج ،بينهم ﳓو 20أﻟف ﺷﺨص ﻻ ﳝﻠﻜون و ﺋﻖ
رﲰيﺔ .وأحﺼت اﳌدﻳرﻳﺔ اﻟعﺎمﺔ ﻟﻸمن اﻟوﻃﲏ اﳉﺰاﺋري ﺧﻼل اﳋمﺲ اﻟسنوات اﻷﺧﲑة حواﱄ
8839مهﺎﺟرا غﲑ ﺷرﻋﻲ).ﺟﺎمعﺔ اﻟدول اﻟعربيﺔ ،2006 ،ص (30وقد أﺷﺎرت دراسﺔ
ميدانيﺔ قﺎمت ﺎ مﺼﺎﱀ اﻟدرك اﻟوﻃﲏ اﳉﺰاﺋري ،إﱃ أن اﻟقضﺎء ﻋﺎﰿ مﺎ بﲔ سنﱵ 2000
و 2006حواﱄ 151قضيﺔ تورط فيهﺎ 899مهﺎﺟرا غﲑ ﺷرﻋﻲ .وبيّنت نﻔﺲ اﻟدراسﺔ
اﳌرحﻠﲔ فيمﺎ بعد إﱃ اﳉﺰاﺋر ،ﻳوﺟد 11قﺎصرا،
ن من ﳎموع اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟسرﻳﲔ اﳌوقوفﲔ و ّ
و 50مسنﺎ تﺘجﺎوز أﻋمﺎرهم اﳋمسﲔ سنﺔ ،وﻋدد 09نسﺎء ).ﷴ رمضﺎن(
اﻟسري
واﳊقيقﺔ اﻟﱵ ﲢﺘﺎج إﱃ اﻹبراز هﻲ أن اﳌرأة اﳌﻐﺎربيّﺔ موﺟودة ﰲ أغﻠﺐ ﳏﺎوﻻت اﻟعبور ّ
ﳓو أورو (Natalia et Veronique, 2013, p. 145 ).وأصبﺤت "قوارب اﳌوت"
تسجل حضورا نسﺎﺋيﺎ منﻔردا أو بﺼﺤبﺔ اﻷﻃﻔﺎل .وﻳُﺸﺎر إﱃ أن مراكﺐ اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ
ّ
ﳓو أورو ﺷهدت حضور اﳌرأة بداﻳﺔ من ﺧﻼل اﻟنسﺎء اﻟقﺎدمﺎت من دول ﺟنوب إفرﻳقيﺎ
واﻟﻼﰐ ﻳﺘﺨذن من دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ ﳏﻄﺔ ﻋبور مرحﻠيّﺔ أو مﺆقﺘﺔ ﰲ مسﺎر هجر ّن.
انﻄﻠقت إذًا اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﻋﱪ ركوب اﻟبﺤر من دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ ﳓو أورو مع
ﺷبﺎب دول إفرﻳقيﺎ اﻟوسﻄﻰ واﻟﻐربيﺔ مﺜل نيجﲑ وغﺎ ،واﻟﺘوقو ،واﻟﺘﺸﺎد ،واﻟﻐﺎبون ،واﻟسنﻐﺎل
واﻟﻜنﻐو ،وغﲑهﺎ ،اﻟذﻳن وﺟدوا ﰲ تونﺲ واﳌﻐرب واﳉﺰاﺋر وﻟيبيﺎ منﺎفذ ﲝرﻳّﺔ موازﻳﺔ ﻟﻠعبور ﳓو
أورو بعدمﺎ انسدت ﰲ وﺟوههم ﳐﺘﻠف اﳌنﺎفذ اﻷﺧرى ﻻ سيمﺎ اﻟنظﺎميﺔ منهﺎ .وكﺎن
اقﺘنﺎصﺎ ﻟﻔرصﺔ اﻟعبور ﳓو أورو .
ً اﳌﻐﺎمرون بركوب اﻟبﺤر ﻳقﺼدون دول اﳌنﻄقﺔ كمﺤﻄﺔ أوﱃ
130
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وتوسع نﻄﺎقهﺎ بعد ذﻟﻚ ﻟيﺸمل ﺷبﺎب دول اﳌﻐرب اﻟعرﰊ من اﳉنسﲔ وتسﺎرع اﻟﻄﻠﺐ
اﻻﺟﺘمﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ،وتواﻟدت معﻪ ﺷبﻜﺎت تسﻔﲑ سرﻳّﺔ تنﺸط ﳏﻠيّﺎ
وإقﻠيميّﺎ ودوﻟيّﺎ ،ترّكﺰت ﰲ اﳌنﻄقﺔ واﳔرﻃت ﰲ مسﺎرات اﳉرﳝﺔ اﻟدوﻟيﺔ اﳌنظمﺔ واﻻﲡﺎر
ﻟبﺸر ،وأصبح ﳍﺎ وسﻄﺎء ووكﻼء ﰲ اﳌدن اﻟسﺎحﻠيّﺔ اﳌﺘﺎﲬﺔ ﻟﻠبﺤر ،وﳏﻄﺎت ﻟﻠﺘسﻔﲑ تنﻄﻠﻖ
ﻳﺘم فيهﺎ ﲡميع اﳌرﺷﺤﲔ واﳌرﺷﺤﺎت ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ.منهﺎ اﻟرحﻼت ،و"مراكﺰ ﲡميع" ّ
وأفﺎدت اﻟدراسﺎت ن معظم اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ ﻳﻠجﺆون ﰲ مرحﻠﺔ مﺎ من رحﻠﺘهم إﱃ
ﺧدمﺎت اﳉهﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﰲ اﻻقﺘﺼﺎد غﲑ اﳌنظم ﲟﺎ فيهم اﳌهربون .وتﻔيد اﻟﺘقدﻳرات ن 80
%من رحﻼت ﻋبور اﻟبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط من إفرﻳقيﺎ إﱃ أورو ﻳﺆمنهﺎ اﳌهربون ﻟﻠﺸبﺎب
سرا إﱃ أورو (Reitano, Adal and Shaw, 2014, p. 1). اﻟراغﺐ ﰲ اﳍجرة ّ
ﲡسيدا ﳐﺘﻠ ًﻔﺎ ومﻐﺎﻳًرا
ً ﺷﻚ
إ ّن اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﻻ سيمﺎ بوﺟههﺎ اﻷنﺜوي تبقﻰ بﻼ ّ
ﻟﺼنوف اﳊراك اﻟبﺸري اﳌعهود واﳌعﺎصر ،ﻟرغم من أ ﺎ تبقﻰ داﺋرة ﰲ فﻠﻚ تﻠﻚ اﻟﺜنﺎﺋيّﺔ
اﻟقﺼر كمﺎ سوف وﻟعل دﺧول اﳌرأة واﻟﻔﺘﺎة واﻷﻃﻔﺎل ّ
اﳌعهودة اﳌﺘﺼﻠﺔ ﲜدﻟيّﺔ اﻟﻄرد واﳉذبّ .
نرى ﰲ حﺎﻟﺔ تونﺲ ومﺼر واﳌﻐرب اﻷقﺼﻰ ﻋﻠﻰ مسﺎر رحﻼت اﳌﻐﺎمرة ﳊيﺎة مقﺎبل اﻟعيﺶ
اﻟﻜرﱘ ،ﲡعل منهﺎ فعﻼ اﺟﺘمﺎﻋيّﺎ مﻐﺎﻳرا .ﻷ ّن اﻟرحﻠﺔ اﻟﺸﺎقﺔ واﳌﻐﺎمرة غﲑ اﳌأمونﺔ ﳌسﺎر اﳍجرة
غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ ﻋﱪ أمواج اﻟبﺤر كﺎنت إﱃ وقت قرﻳﺐ ،تسﺘبعد احﺘمﺎل حضور اﳌرأة اﻟعربيﺔ
واﳔراﻃهﺎ ﰲ اﻟظﺎهرة.
وﻳبقﻰ غيﺎب اﳌعﻄﻰ اﻹحﺼﺎﺋﻲ اﻟرﲰﻲ هو اﻟسﺎﺋد ﻋند ﳏﺎوﻟﺔ تقدﻳر حجم اﳊضور اﻟﻔعﻠﻲ
ﻟﻠمرأة اﻟعربيّﺔ ﰲ مﺸهد اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ،ﰲ اﻟوقت اﻟذي تﺆّكد اﻷحداث
اﳌﺘداوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷبﻜﺔ اﻻنﱰنت تﺰاﻳدهﺎ اﳌﻄرد .فﻔﻲ حﺎﻟﺔ اﻟبﻼد اﻟﺘونسيّﺔ ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل
أﺷﺎرت بعض اﳌﺼﺎدر إﱃ أنﻪ ﰲ غضون ﺷهر واحد )فﱪاﻳر (2011وصﻠت ﻋﺸرون امرأة
ومﺎﺋﺘﺎ قﺎصر إﱃ اﻟسواحل اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ .وﰲ ﺟوان 2011نقل مركﺐ ﻟﻠمهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ
131
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
كن نسﺎء .وﰎّ ﰲ ﺷهر ﳓو تسعﺔ ﻋﺸرة تونسيﺎ إﱃ ﺟﺰﻳرة ﻻمبﺎدوزا اﻻﻳﻄﺎﻟيّﺔ سﺘﺔ منهم ّ
كن ﻋﻠﻰ مركﺐ مﺘوﺟﻪ إﱃ اﻟسواحل أغسﻄﺲ من سنﺔ 2012اﻟقبض ﻋﻠﻰ أربع نسﺎء ّ
اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ .وأمﺎ اﻟقﺼﺔ اﻟﱵ ﻋﻠقت ﰲ أذهﺎن اﻟﻜﺜﲑ من اﻟﺘونسيﲔ فهﻲ قﺼﺔ امرأة تونسيﺔ
حﺎمل هﺎﺟرت إﱃ إﻳﻄﺎﻟيﺎ ﺧﻼل سنﺔ 2015ﻋﻠﻰ مﱳ أحد مراكﺐ اﳌوت وكﺎدت أن
تودي اﳌﻐﺎمرة ﲝيﺎ ﺎ وحيﺎة ﺟنينهﺎ قبل أن تﺼل إﱃ اﻳﻄﺎﻟيﺎ.
وأفﺎد تقرﻳر صﺎدر ﻋن وزارة اﻟعمل واﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ ﻟسنﺔ 2012أن ﻋدد
اﻟﺘونسيﲔ ﰲ إﻳﻄﺎﻟيﺎ ﻳبﻠﻎ 76181تونسيّﺎ و 40470تونسيﺔ .وتبﻠﻎ نسبﺔ اﳌهﺎﺟرات بﻄرق
غﲑ ﺷرﻋيﺔ من ﲨﻠﺔ اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ اﻟﺘونسيﲔ أكﺜر من اﻟﺜﻠث وتﱰاوح أﻋمﺎرهن بﲔ
35و 49سنﺔ .أمﺎ اﳌنظمﺔ اﻟعﺎﳌيﺔ ﻟﻠهجرة فأكدت ﰲ تقرﻳرهﺎ ﻟسنﺔ 2012أن نسبﺔ
اﻟنسﺎء من ﳎمل اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟﺘونسيﲔ بﻠﻐت .٪49.3ومن اﳌﻠﻔت ﻟﻼنﺘبﺎه أنّﻪ ﻟرغم من أن
تقدﻳرات ﻋدد من اﳌﺆسسﺎت اﻟبﺤﺜيّﺔ وﺟهﺎت غﲑ حﻜوميّﺔ تﺸﲑ إﱃ تﺰاﻳد أﻋداد اﻟﺘونسيﺎت
اﻟﻼﰐ ﻳهﺎﺟرن بﻄرﻳقﺔ غﲑ ﺷرﻋيﺔ ،إﻻ أن اﻟسﻠﻄﺎت ﻻ تﺰال تﺼ ّر ﻋﻠﻰ ﳏدودﻳّﺔ اﻟعدد ،اﻟذي
ﱂ ﻳﺘجﺎوز حسﺐ بعض اﻟﺘﺼرﳛﺎت اﻟرﲰيّﺔ اﻷربع نسﺎء من بﲔ حواﱄ ﲬﺲ مﺎﺋﺔ مهﺎﺟر
تونسﻲ غﲑ ﺷرﻋﻲ بﲔ سنﱵ 2011و) .2012هدى اﳌسعودي(2016 ،
اﻷول من اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيّﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ارتبط بﻜل من
ﳔﻠص إﱃ اﻟقول ن هذا اﻟﺼنف ّ
امﺘدادا ﻃبيعيﺎ ﳊركﺔ هجرة
ً اﳌﻐرب وتونﺲ واﳉﺰاﺋر .وﳝﺜّل هذا اﳊراك اﻟنسﺎﺋﻲ غﲑ اﳌﺸروع
نظﺎميّﺔ مب ّﻜرة من هذه اﳌنﺎﻃﻖ ﳓو أورو ،وﺧﺎصﺔ فرنسﺎ .وارتبط ﰲ ذات اﻟوقت بﺘﻄور حركﺔ
هجرة ﻋبور أﻋداد ﻻ حﺼر ﳍﺎ من اﻟنسﺎء اﻹفرﻳقيﺎت اﻟﻼﰐ كﺎن ﳍن اﻟسبﻖ ﰲ تدﺷﲔ
اﻟﺘﺤرك غﲑ اﳌﺸروع من دول اﳌﻐرب ﳓو أورو .وتعﺘﱪ هجرة اﻟعبور اﻹفرﻳقيّﺔ ﻟدول
مسﺎرات ّ
اﳌﻐرب اﻟعرﰊ من أبرز دوافع نﺸوء "بنيﺔ ﲢﺘيّﺔ" موازﻳﺔ وسرﻳّﺔ أضﺤت مﻼﺋمﺔ ﻻحﺘضﺎن
اﳌرﺷﺤﲔ ﻟﻠهجرة من ﺷبﺎب اﳌنﻄقﺔ من اﳉنسﲔ .وتبقﻰ
واسﺘقﻄﺎب أﻋداد أكﱪ من ّ
132
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
133
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
دول اﳌنﻄقﺔ إثر أحداث 11سبﺘمﱪ ،2001ﺧﺎصﺔ ضمن اﻻقﺘﺼﺎد ت اﻟقﺎﺋمﺔ ﻋﻠﻰ
صنﺎﻋﺔ اﻟسيﺎحﺔ .وبرز اﳊضور اﻟنسﺎﺋﻲ كذﻟﻚ كرقم بت ضمن تعدادات اﻟﻼﺟئﲔ وﻃﺎﻟﱯ
اﻟﻠجوء اﻟﻔﺎرﻳن من منﺎﻃﻖ اﻟنﺰاع ﰲ تﻠﻚ اﻟﻔﱰة .أمﺎ ﰲ وقﺘنﺎ اﳊﺎضر ،تنﺘمﻲ اﳌهﺎﺟرات إﱃ
أورو ﻟدول ذات مسﺘوى معيﺸﻲ منﺨﻔض أو فقﲑة ،أو من دول تﺸهد حروً أو تعﺎﱐ من
أنظمﺔ سيﺎسيّﺔ مﺘسﻠﻄﺔ أو من ﳎﺘمعﺎت تسﻠﻄيﺔ قمعيّﺔ) .اﻻﲢﺎد اﻷوروﰊ ،ﻳورميد ﻟﻠهجرة،2
ص(33
ﻳﺘﺼل ﳍجرة من دول اﳌﺸرق وﻟﻜن غيﺎب نسﺐ اﻹ ث ﻋن اﻹحﺼﺎءات اﳌﺘداوﻟﺔ فيمﺎ ّ
اﻟعرﰊ ﳓو أورو ،وغيﺎب اﻟﺘوزﻳع اﻟنوﻋﻲ واﻟعمري ﻟﻠهجرة ،ﻻ ﻳنﻔﻲ كمﺎ تقدمت اﻹﺷﺎرة،
حضور اﳌرأة ﻻ سيمﺎ ﰲ أﻋمﺎر ﺷﺎبﺔ ضمن ﳐﺘﻠف تيﺎرات تﻠﻚ اﳍجرة اﳌﺸرقيﺔ ﲟﺎ فيهﺎ
اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ.
وﳒﺘهد ﰲ هذا اﳌسﺘوى ﰲ تﻠمﺲ حيﺜيﺎت ذﻟﻚ اﳊضور من ﺧﻼل اﻟنﺰر اﻟقﻠيل من
اﳌعﻄيﺎت اﳌﺘعﻠقﺔ ﻟظﺎهرة اﻟﱵ تنسﻜﺐ ﻋﻠﻰ سﺎحﺔ اﻷحداث بﲔ اﳊﲔ واﳊﲔ ،تﺰامنﺎ مع
اﳌﺸرقﻲ أو ذاك،
ّ أحداث حينيّﺔ تﺘوﱃ تسجيل حﺎﻻت من اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﰲ هذا اﻟقﻄر
وﺧﺎصﺔ ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺼرﻳّﺔ اﻟﱵ سﲑّكﺰ اﻟﺘﺤﻠيل ﻋﻠيهﺎ ،بوصﻔهﺎ منﻄقﺔ تﺼدﻳر وﻋبور
ﻟﻠمهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ ،تنﺸط فيهﺎ بﻜﺜﺎفﺔ ﺷبﻜﺎت اﻟﺘسﻔﲑ غﲑ اﻟﺸرﻋﻲ ﳓو أورو
ﻟﻠمﺼرﻳﲔ وﻟعدد من ﺷبﺎب اﳉنسيﺎت اﳌﺸرقيّﺔ اﻷﺧرى كﺎﻟسودانيﲔ واﻟسورﻳﲔ.
وﻻ تنﺤﺼر اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ اﳌﺸرقيﺔ ﻟﻠﺸبﺎب من اﳉنسﲔ ﰲ اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺼرﻳّﺔ واﻟسودانيّﺔ
اﻟﺘوصل ﳌﺆﺷرات رﲰيﺔوﻟﻜن ﻋدم ّ
واﻟسورﻳّﺔ فقط وﻟﻜنهﺎ ﲤﺘد بﻼ ﺷﻚ ﳉنسيﺎت أﺧرىّ ،
اﳌﻔﺼل ﻟذﻟﻚ ،وﻳﻜﻔﻲ أن نسﺘعرض ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل اﻟرقم اﳌوثﻖ
موثوقﺔ ﳛول دون اﻟﺘﺤﻠيل ّ
ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﻟﻠعراقيﲔ إﱃ اﻟيو ن اﻟذي ّﰎ تداوﻟﻪ واﻟذي ﲢ ّدث فيﻪ رﺋيﺲ بعﺜﺔ
أنظر http://iomiraq.net/reports/migrtion-flows-iraq-europe
134
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
135
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
وتضﺎﻋﻔت ﰲ ﻋﺎم 2015ﻟﺘﺼل إﱃ 974مهﺎﺟرا معظمهم وصل ﺧﻼل اﻟربع اﻟﺜﺎﻟث من
اﻟعﺎم .وﻳﺸﺎر إﱃ أن اﻟﺘقﺎرﻳر اﳌﺼرﻳّﺔ اﶈﻠيّﺔ بدأت تﺸﲑ منذ ﺎﻳﺔ اﻟعﺸرﻳﺔ اﻷوﱃ من اﻷﻟﻔيّﺔ
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ إﱃ تﺰاﻳد ظﺎهرة اﳍجرة غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ من مﺼر ﲡﺎه ﻋدد من اﻟدول اﻷوربيّﺔ وتنﺎمﻲ
نﺸﺎط اﻟعﺼﺎ ت اﳌﺆمنﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟرحﻼت اﳋﺎرقﺔ ﻟﻠقﺎنون .وقد قﺎمت أﺟهﺰة اﻷمن اﳌﺼري
بضبط 630قضيﺔ هجرة غﲑ منظمﺔ وصل ﻋدد اﳌﺘهمﲔ فيهﺎ إﱃ ﳓو 1000مﺘهم ﺧﻼل
ﻋﺎم 2007فقط ،وﰎ اﻟﻜﺸف ﻋمﺎ ﻳﺰﻳد ﻋﻠﻰ 50تﺸﻜيل ﻋﺼﺎ ﰐ ﻳقوم بﺘهرﻳﺐ
اﻟﺸبﺎب اﳌﺼري إﱃ اﳋﺎرج ﺧﻼل اﻟعﺎم نﻔسﻪ) .سﺎمﻰ ﳏمود ،أسﺎمﺔ بدﻳر(2009 ،
وقد أصبح اﻟﺸبﺎب اﳌﺼري من اﳉنسﲔ أكﺜر ﻋرضﺔ ﻟﻠوقوع ﰲ ﺷراك ﻋﺼﺎ ت اﻟﺘهرﻳﺐ
واﳉرﳝﺔ اﳌنظّمﺔ اﻟﱵ تعمل ﺟﺎهدة ﻋﻠﻰ اسﺘقﻄﺎب أكﱪ ﻋدد من هﺆﻻء اﳊﺎﳌﲔ ﻟﻐد اﻷفضل
واﻟراغبﲔ ﰲ اﳋﻼص من واقع ﻋسر اﳊيﺎة ﰲ اﻟوﻃن مقﺎبل أي ﲦن .وﻳﻠجأ اﻟﺸبﺎب ﻟسمﺎسرة
اﻟسوق ومﻜﺎتﺐ اﻟسﻔر ت غﲑ اﻟقﺎنونيﺔ ووسﻄﺎء اﳍجرة واﻟﻔسﺎد اﻹداري واﳉمﺎﻋﺎت
اﻹﺟراميﺔ اﳌنظمﺔ اﻟذﻳن ﻳﺘقﺎضون مبﺎﻟﻎ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﲣﺘﻠف قيمﺘهﺎ من وقت إﱃ آﺧر ،ومن وسيط
إﱃ آﺧر ،ومن وﺟهﺔ وﻃرﻳقﺔ تسﻔﲑ إﱃ أﺧرى .وتنﺘﺸر تﻠﻚ اﳌﻜﺎتﺐ اﻟوﳘيّﺔ ووسﻄﺎﺋهﺎ ﻋﻠﻰ
ﻃول اﳊدود مع ﻟيبيﺎ أو ﰲ بعض ﳏﺎفظﺎت اﻟﺼعيد وتنﺸط ﰲ ﻋدد من اﳌدن اﳌﺼرﻳّﺔ ﲟﺎ
فيهﺎ اﻟقﺎهرة .وﰲ دراسﺔ أﺟراهﺎ اﳌركﺰ اﻟقومﻲ ﻟﻠبﺤوث اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ واﳉنﺎﺋيﺔ اﳌﺼري حدد
ﻋﺸرة ﳏﺎفظﺎت مﺼرﻳﺔ هﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﰲ تﺼدﻳر اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ وهﻲ ﳏﺎفظﺎت اﻟﺸرقيﺔ،
اﻟدقهﻠيﺔ ،اﻟقﻠيوبيﺔ ،اﳌنوفيﺔ ،اﻟﻐربيﺔ ،اﻟبﺤﲑة ،وكﻔر اﻟﺸيخ وذﻟﻚ ﻟنسبﺔ ﻟﻠوﺟﻪ اﻟبﺤري،
ووفقﺎ ﻟﻠدراسﺔ فﺈن أغﻠﺐ اﳌهﺎﺟرﻳن هم
فضﻼ ﻋن اﻟﻔيوم وأسيوط واﻷقﺼر ﰲ اﻟوﺟﻪ اﻟقبﻠﻲً ،
ﺷبﺎب مﺎ بﲔ 18إﱃ 35ﻋﺎمﺎ) .ﺟرﻳدة اﻟﻐد اﳌﺼرﻳّﺔ(2016 ،
ﲢوﻟت إﱃ مرفأ ﻟﺘﺼدﻳر اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ
وﻳبدو أن مﺼر ﺧﺎصﺔ بسواحﻠهﺎ اﻟﺸمﺎﻟيّﺔ ّ
من ﺟنسيﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ ،وأضﺤت ﲢﺘل اﳌرتبﺔ اﻟﺜﺎنيﺔ بعد ﻟيبيﺎ كأﺷهر مراكﺰ اﻟعبور غﲑ اﳌﺸروع
136
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
ﳓو أورو .كمﺎ ﻳبدو أ ﺎ أصبﺤت ﲤﺜّل ﻋجﻠﺔ ﺧﻠﻔيّﺔ ومنﻄقﺔ احﺘيﺎط تعمل ﻋﺼﺎ ت
رﻳﺐ اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ ﻋﻠﻰ اﻻسﺘنجﺎد ﺎ ﰲ حﺎﻻت تﺸدﻳد اﻟرقﺎبﺔ ﻋﻠﻰ ﻋمﻠيﺎت
صرحت ﺎوقوافل اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيّﺔ اﳌنﻄﻠقﺔ من اﻷراضﻲ اﻟﻠيبيّﺔ .واسﺘنﺎدا إﱃ أرقﺎم ّ
اﳌﻔوضيﺔ اﻟعﻠيﺎ ﻟﺸﺆون اﻟﻼﺟئﲔ ،فﺈن اﻟعدد اﻹﲨﺎﱄ ﻟﻸفراد اﻟذﻳن ﰎ توقيﻔهم ﶈﺎوﻟﺘهم ﻋبور
اﳌﺘوسط دون ﺧﺘم ﺧروج منذ بداﻳﺔ 2015قد وصل ﰲ ﺷهر أكﺘوبر من نﻔﺲ اﻟعﺎم إﱃ
احﺘل اﻟسودانيون اﻟعدد اﻷكﱪ من بﲔ اﻟﻼﺟئﲔ وﻃﺎﻟﱯ اﻟﻠجوء ّ 2,320مهﺎﺟر.
واﳌهﺎﺟرﻳن اﻟذﻳن ﰎ توقيﻔهم ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ اﻟﺸمﺎﱄ اﳌﺼري بعدد إﲨﺎﱄ بﻠﻎ 930سودانيّﺎ،
وتبعهم ﰲ اﳌرتبﺔ اﻟﺜﺎنيﺔ اﻟسورﻳون بعدد 507مهﺎﺟر ،واﻟﺼومﺎﻟيون واﻹرﻳﱰﻳون تبﺎﻋﺎ بعدد
475و 178مهﺎﺟرا) .ﺟرﻳدة مدى مﺼر اﻻﻟﻜﱰونيّﺔ(2015 ،
اﳌﺼرح ﺎ إقﻠيميﺎ وﳏﻠيّﺎ ﰲ منﻄقﺔ اﳌﺸرق اﻟعرﰊ بﺸﻜل
ﻻ تﺘﺤدث ،اﻹحﺼﺎﺋيﺎت اﳌﺘداوﻟﺔ و ّ
ﻟوﺟودهن ضمن
ّ صرﻳح ﻋن أرقﺎم بﺘﺔ ﻷﻋداد اﳌهﺎﺟرات بﻄرﻳقﺔ غﲑ ﺷرﻋيّﺔ ،رغم اﻹﺷﺎرة
سرا إﱃ أورو ﰲ
اﳌقبوض ﻋﻠيهم ،أو ضمن أﻋداد اﻟنﺎﺟﲔ من حوادث اﻟﻐرق من اﻟعﺎبرﻳن ّ
"قوارب اﳌوت".
اﳌهم اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﳊدﻳث ﻋن اﳌهﺎﺟرات ضمن تيﺎرات اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيّﺔ من مﺼر
ومن ّ
وكذﻟﻚ من اﳌﻐرب اﻷقﺼﻰ أصبح ﻳقﱰن بظﺎهرة اﺟﺘمﺎﻋيّﺔ مسﺘجدة ﻻ تﺰال بدورهﺎ غﺎﺋبﺔ ﻋن
اﻟقﺼر ﲡﺎه أورو .
اﻟعﻠمﻲ وهﻲ ظﺎهرة اﳍجرة غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ّ
ّ سﺎحﺔ اﻟبﺤث
اﻟقﺼر غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ
وتﺘﻜﺜّف ﰲ اﻵونﺔ اﻷﺧﲑة اﻹحﺼﺎءات اﻟراصدة ﻟظﺎهرة هجرة اﻷﻃﻔﺎل ّ
رقمﺎ بﺘًﺎ ﰲ مﺸهد اﳍجرة غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ ﳓو أورو ﻋﱪ اﻟبﺤر.
اﻟذﻳن أصبﺤوا بدورهم ً
قﺼر ﰲ دور
وأفﺎدت وزارة اﻟعمل واﻟسيﺎسﺎت اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ ن واحدا من كل ﲬسﺔ ّ
مﺼري اﳉنسيﺔ .إذ بﻠﻎ ﻋددهم 1312من 6319قﺎصر أﺟنﱯ ،وهو مﺎ
ّ اﻟرﻋﺎﻳﺔ اﻻﻳﻄﺎﻟيّﺔ
ﳝﺜّل نسبﺔ % 22من اﻟعدد اﻟﻜﻠﻲ ،حﱴ ﻳنﺎﻳر/كﺎنون اﻟﺜﺎﱐ .2014وأبرزت أن أصﻐر
137
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
اﳌهﺎﺟرﻳن ﻃﻔل ﰲ اﻟسﺎدسﺔ من ﻋمره وﺟد ﲟﻔرده ﻋﻠﻰ أحد اﳌراكﺐ ،مع اﻟﺘأكيد ﻋﻠﻰ وﺟود
فﺘﺎة وحيدة) .ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم (2014/06/ 24 ،ووفقﺎ ﻟوزارة اﻟداﺧﻠيﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ ،فﺈنﻪ
ﺧﻼل اﻷﺷهر اﳋمسﺔ اﻷوﱃ من ﻋﺎم ،2016وصل مﺎ ﻻ ﻳقل ﻋن 1150من اﳌراهقﲔ
اﳌﺼرﻳﲔ غﲑ اﳌﺼﺤوبﲔ بذوﻳهم إﱃ إﻳﻄﺎﻟيﺎ ،مقﺎرنﺔ بـ 94فقط ﰲ اﻟﻔﱰة نﻔسهﺎ من اﻟعﺎم
مﺼري سنو ﳓو إﻳﻄﺎﻟيﺎ
ّ اﳌﺎضﻲ .وتﺸﲑ بعض اﻹحﺼﺎءات إﱃ هجرة تسعﺔ آﻻف ﻃﻔل
بﻄرﻳقﺔ غﲑ ﺷرﻋيّﺔ) .ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم(2015/10/10 ،
اﻟقﺼر غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ من مﺼر حسﺐ تﺼرﳛﺎت صﺤﻔيّﺔ ﻟقد انﻄﻠقت ظﺎهرة هجرة اﻷﻃﻔﺎل ّ
ﳌسﺆوﻟﲔ مﺼرﻳﲔ منذ سنﺔ ،2008وتﻜﺜﻔت بعد 25ﻳنﺎﻳر 2011ومﺎ تﻼهﺎ من حﺎﻟﺔ
ﻳﺘم ﲟرافقﺔ
انﻔﻼت أمﲏ) .ﷴ اﻟعجرودي (2016 ،واﳌﻠﻔت ﻟﻼنﺘبﺎه أن هذا اﻟنوع من اﳍجرة ّ
اﻷهل وﲟسﺎﻋدة اﻷسر اﳌﺼرﻳّﺔ اﻟﱵ تﺘﻔﻖ مع اﳌهربﲔ واﻟسمﺎسرة ﻋﻠﻰ مﲔ ﻋمﻠيّﺔ ﻋبور
ﻳﺘم ﲣﺰﻳن أﻋداد كبﲑة من
اﻟﻄﻔل اﻟقﺎصر ﳓو إﻳﻄﺎﻟيﺎ ﺧﺎصﺔ ﻋﱪ اﻟسواحل اﳌﺼرﻳّﺔ حيث ّ
ﲤهيدا ﻟﺘهرﻳبهم إﱃ سرت
اﻷﻃﻔﺎل مﺼرﻳﲔ ومن ﺟنسيﺎت أﺧرى صومﺎﻟيﺔ وسورﻳﺔ وﻋراقيﺔً ،
اﻟﻠيبيﺔ اﻷقرب ﳌدﻳنﺔ "كﻼ ر " اﻹﻳﻄﺎﻟيّﺔ ،اﻟﱵ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻹﲝﺎر ﳍﺎ م ّدة ٧أ م ﻋﻠﻰ مﱳ
اﳌركﺐ.
وﻋﺎدة مﺎ ﻳﻜون أهﺎﱄ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ مﺔ بنص اﻟقﺎنون اﻹﻳﻄﺎﱄ اﻟذي ﳚعل من اﻟﻄﻔل
أقل من 18سنﺔ( اﻟداﺧل إﱃ اﻷراضﻲ اﻹﻳﻄﺎﻟيﺔ ﺧﻠسﺔ ﲢت ﲪﺎﻳﺔ سﻠﻄﺘهﺎ وﻻ اﻟقﺎصر ) ّ
ﻳرحل إﱃ بﻼده كبقيّﺔ اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ .بل ﻳقع إﻳداﻋﻪ ﰲ مراكﺰ اﺟﺘمﺎﻋيّﺔ ﻟﻺﻳواء
ّ
وﳜﲑ بﲔ اﻟبقﺎء
وﻳدﺧﻠونﻪ اﳌدارس إﱃ أن ﻳبﻠﻎ ١٨سنﺔ ،بعدهﺎ ﻳدمﺞ ﰲ ا ﺘمع اﻹﻳﻄﺎﱄُ ،
ﰲ إﻳﻄﺎﻟيﺎ أو اﻟعودة إﱃ وﻃنﻪ ،واﻟﻐﺎﻟبيﺔ ﻳﻔضﻠون اﻟبقﺎء .حيث ﳛﺼﻠون ﻋﻠﻰ أوراق إقﺎمﺔ
رﲰيّﺔ .ومن أﺟل ذﻟﻚ ﳚد اﻷهﺎﱄ بﺘﺤرﻳض من اﻟسمﺎسرة وﻋﺼﺎ ت اﻻﲡﺎر ﻷﻃﻔﺎل ﰲ
تسﻔﲑ أبنﺎﺋهم صﻔقﺔ راﲝﺔ سوف ﻳنعمون فيهﺎ وإ هم برغد اﻟعيﺶ.
138
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
الﺘوﺗر
ج -اﳍجرة الﻨﺴﺎﺋية غﲑ الشرعية واﳍروب ﻣﻦ بﺆر ّ
ﻻ ﳜﺘﻠف هذا اﻟﺼنف ﺷﻜﻼً ﻋن اﻷول واﻟﺜﺎﱐ ،وﻟﻜنّﻪ ﳛمل مضمو ً ﳐﺘﻠ ًﻔﺎ ﰲ مسﺘوى
ﻋوامل اﻟدفع ،وﻳعود ذﻟﻚ ﻟﻄبيعﺔ اﻷسبﺎب اﳌبﺎﺷرة ﻟقرار اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ واﳌﻐﺎمرة ﳊيﺎة
واﻻرﲤﺎء ﰲ أحضﺎن ا هول.
أقل بروزاً ﰲ اﻷرقﺎم اﳌﺘداوﻟﺔ ﻋن حركﺔ اﳍجرة غﲑ
تظل اﳌرأة اﻟعربيّﺔ ،كمﺎ سبقت اﻹﺷﺎرةّ ،
ّ
اﻟﺸرﻋيﺔ ﻃﻠبًﺎ ﻟﻠعمل من اﳌﻐرب واﳌﺸرق اﻟعربيﲔ ،ﻟرغم من أن ذﻟﻚ ﱂ ﻳﻜن ﻳنﻔﻲ فعﻠيّﺎ
حضور اﻟنسﺎء اﻟعربيﺎت واسﺘقرار أﻋداد منهن ﰲ ﻋمﻖ ظﺎهرة اﳊراك غﲑ اﳌﺸروع ﳓو أورو .
ضح ورّﲟﺎ ﻳبدو اﻷمر ﰲ حﺎﻻت اﳍروب من منﺎﻃﻖ اﻟنﺰاع واﻟﻔوضﻰ ﳐﺘﻠﻔﺎ نسبيّﺎ ،حيث ﻳﺘ ّ
بﺼوٍر أكﺜر ﺟﻼءً حضور اﳌرأة ﰲ هجرة اﻟﻠجوء واﻟﻔرار من أوضﺎع اﻟﻼأمن ﰲ أوﻃﺎ م.
139
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
تضم اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيﺔ أكﱪ ﻋدد من اﻟﻼﺟئﲔ واﻟنﺎزحﲔ ﰲ اﻟعﺎﱂ من اﳉنسﲔ ،وقد أحدثت
اﻻضﻄرا ت واﳊروب اﳌندﻟعﺔ ﰲ سور وﻟيبيﺎ واﻟعراق موﺟﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ من اﳍجرة من اﳌنﻄقﺔ
اﻟعربيّﺔ .وقد ّأدت اﻟﻔوضﻰ اﻟنﺎﲨﺔ ﻋن اﻟنﺰاﻋﺎت اﳌسﻠّﺤﺔ إﱃ ظهور أصنﺎف ﳐﺘﻠﻔﺔ من اﳊراك
اﻟبﺸري ﻟﻸسر واﻷفراد من اﻟذكور واﻹ ث .فقد غﺎدر ﻟيبيﺎ ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل سنﺔ 2011
أكﺜر من 422.000مواﻃن ﻟيﱯ .وانﺘعﺸت ﰲ سيﺎق اﻟﻔوضﻰ واﻟﺼراﻋﺎت اﳌندﻟعﺔ ﰲ ﻟيبيﺎ
موﺟﺎت هجرة غﲑ مﺸروﻋﺔ ﳓو أورو مرورا بﻠيبيﺎ ﻋﱪ اﻟبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط .وبﻠﻎ ﻋدد
اﻟوافدﻳن حواﱄ 137.631ﻻﺟئﺎ ومهﺎﺟرا ﰲ ﻋﺎم .2014
وتبقﻰ أزمﺎت اﳍروب من منﺎﻃﻖ اﻟﺘوتر أكﺜر دﻻﻟﺔ وأﺷ ّد وﻃأة ﰲ حﺎﻟﺔ اﻟﻼﺟئﲔ واﳌهﺎﺟرﻳن
اﻟﻔﺎرﻳن من وﻳﻼت اﳊرب ﰲ اﻟقﻄر اﻟسوري .وقد ﺧﻠ ّﻔت اﻷزمﺔ اﻟسورﻳﺔ مﺎ ﻳقﺎرب
3.932.931ﻻﺟئﺎ مسجﻼ معظمهم ﰲ ﻟبنﺎن واﻟعراق وتركيﺎ واﻷردن ومﺼر إﱃ حدود
ﺷهر مﺎرس من سنﺔ ،2015هذا إﱃ ﺟﺎنﺐ 217.724ﻃﺎﻟﺐ ﳉوء إﱃ أورو .
وﻳﺸ ّﻜل اﻟﻔﻠسﻄنيون كذﻟﻚ اﻟيوم أكﱪ ﻋدد من اﻟﻼﺟئﲔ وﻳق ّدر ﻋددهم ﲞمسﺔ مﻼﻳﲔ
ﻻﺟﺊ وﻻﺟئﺔ ﰲ منﺎﻃﻖ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ اﻟعﺎﱂ معظمهم من اﳉيل اﻟﺜﺎﱐ واﻟﺜﺎﻟث منﺤدرﻳن من
اﻷصول اﳌهﺎﺟرة منذ 1948وبعد حرب .1967
وتسبّﺐ غﺰو اﻟعراق ﰲ ﻋﺎم 2003ندﻻع موﺟﺔ كبﲑة من اﻟﻼﺟئﲔ اﻟعراقيﲔ إﱃ داﺧل
مسجل موزﻋﲔ
صومﺎﱄ ّ
ّ ضم اﻟقرن اﻹفرﻳقﻲ 965.732ﻻﺟﺊ
اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيّﺔ وﺧﺎرﺟهﺎ .وﻳ ّ
ﻋﻠﻰ ﻋدد من اﻟدول ا ﺎورة .وﺧﻠّف اﻟنﺰاع ﰲ اﻟسودان مﺎ ﻳقﺎرب 625.870ﻻﺟئﺎ
سودانيّﺎ إﱃ اﻟبﻠدان ا ﺎورة .وﺧﻠّف نﺸوب اﻟنﺰاع ﰲ ﺟنوب اﻟسودان ﰲ 2013دفع
470.000ﺷﺨص إﱃ اﳍروب إﱃ اﻟبﻠدان ا ﺎورة) .اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيّﺔ ﻟﻠهجرة،2015 ،
ص(18
140
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
اﳌﺘوسط .ﰲ
وﰲ 2014مﺜّل اﳌهﺎﺟرون من ﻟيبيﺎ حواﱄ % 90من اﻟوافدﻳن إﱃ أورو ﻋﱪ ّ
ارتﻔﺎع كبﲑ ﻋن اﻷﻋوام اﻟسﺎبقﺔ ارتبﺎﻃﺎ بﱰدي اﻷوضﺎع اﻷمنيّﺔ فيهﺎ .كمﺎ رصد وصول أكﺜر
من 4000مهﺎﺟر من مﺼر ﻋﱪ اﻟبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط ﻋﺎم .2014
و ّأدت اﻟﻔوضﻰ وﲪّﻰ اﻟنﺰاﻋﺎت اﳌسﻠّﺤﺔ ﳌنﻄقﺔ إﱃ تﺰاﻳد حركﺎت اﻟنﺰوح واﻟﻠجوء و ﺟيﺞ
موﺟﺎت اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﲡﺎه أورو ﻋﱪ اﳉﺰاﺋر واﳌﻐرب ،وأضﺤﻰ اﻟﻼﺟئون أكﺜر ﻋرضﺔ
إﱃ تﺰاﻳد اﻻﲡﺎر ﻟبﺸر وأكﺜر اقﺘنﺎصﺎ من ﻃرف ﳎموﻋﺎت اﳉرﳝﺔ اﳌنظّمﺔ .وكﺎن اﻟنسﺎء
بﻜل وضوح إﱃ أن اﻷزمﺔ اﻟسورﻳّﺔ زادت
واﻷﻃﻔﺎل اﻷكﺜر ﻋرضﺔ ﻟذﻟﻚ .وأﺷﺎرت اﻟﺘقﺎرﻳر ّ
من ح ّدة اﳌﺨﺎوف بﺸأن اﻻﲡﺎر ﻟنسﺎء واﻷﻃﻔﺎل واﻟﺘعرض ﻟﻼسﺘﻐﻼل اﳉنسﻲ واﻟﺰواج
ﻹكراه).اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيّﺔ ﻟﻠهجرة ،2015 ،ص(19
تسﺘﺤﻖ من اﻻهﺘمﺎم ﺧﺎصﺔ بقضﺎ اﻟضﺤﺎ اﻟذﻳن
ّ وﻟﻜن مﺜل هذه اﳌواضيع ﱂ تُعﻄﻰ مﺎ
تعرضهم ﻻنﺘهﺎكﺎت حقوق اﻹنسﺎن واﻟدوس ﻋﻠﻰ مقومﺎت اﻟﻜرامﺔ
أ ّكدت ﺷواهد ﻋدﻳدة ّ
اﻟبﺸرﻳّﺔ.
وﻳُذكر أنﻪ ﻳﺼعﺐ ﲤييﺰ اﻟﻼﺟئﲔ من اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ اﻟعﺎبرﻳن ﻟﻠبﺤر واﻟقﺎصدﻳن
اﳌمر اﻟﻐرﰊ ﻟﻠبﺤر
أورو .حيث ﻳسﺘﺨدم اﻟعﺎبرون من اﻟﻼﺟئﲔ وكذﻟﻚ من اﳌهﺎﺟرﻳن ّ
اﻷبيض اﳌﺘوسط ﳏﺎوﻟﲔ ﻋبور اﳉﺰاﺋر واﳌﻐرب ﳓو إسبﺎنيﺎ برا أو ﲝرا ،ونسبﺔ اﻟﻼﺟئﲔ اﻟذﻳن
ﻳسﻠﻜون هذا اﻟﻄرﻳﻖ أقل من اﻟنسبﺔ اﻟﱵ تعﱪ اﻟﻄرﻳﻖ اﻟوسﻄﻰ ﻟﻠبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط).اﻷمم
اﳌﺘﺤدة ،2015 ،ص (20وﳛﺎول ﻻﺟئون ومهﺎﺟرون آﺧرون دﺧول اﻟيو ن وبﻠﻐﺎر برا
وﲝرا من تركيﺎ .وﺧﻼل سنﺔ 2014بﻠﻎ ﻋدد اﳌهﺎﺟرﻳن واﻟﻼﺟئﲔ اﻟوافدﻳن إﱃ أورو بﻄرﻳقﺔ
غﲑ نظﺎميّﺔ ﻋﱪ اﻟﻄرﻳﻖ اﻟﺸرقﻲ ﻟﻠبﺤر اﻷبيض اﳌﺘوسط 44.057منهم 27.025من
مواﻃﲏ سور .وﰲ أواﺧر سنﺔ 2014ﲡﺎوز ﻋدد اﳌهﺎﺟرﻳن من سور 42.323ﻟيﺼبﺤوا
بذﻟﻚ أكﱪ ﺟنسيﺔ ﰎ رصد وصوﳍﺎ إﱃ إﻳﻄﺎﻟيﺎ .ومع ﺎﻳﺔ اﻟعﺎم ، 2014كﺎن أكﺜر من
141
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
نﺼف س ّﻜﺎن سور %52.4قد انﺘقﻠوا أو هربوا إﱃ منﺎﻃﻖ أﺧرى ﻃﻠبﺎً ﻟﻸمن واﻷمﺎن
بعيداً ﻋن اﻟنﺰاع اﳌسﻠّح .وكﺎن قرابﺔ %57من اﻟس ّﻜﺎن اﻟذﻳن غﺎدروا بيو م ﻻﻳﺰاﻟون ﻳعيﺸون
زحﲔ داﺧﻠيﺎً ﻋﻠﻰ اﻷراضﻲ اﻟسورﻳﺔ ،ﰲ حﲔ أن %28كﺎنوا قد توا ﻻﺟئﲔ ﰲ اﳋﺎرج،
و %13كﺎنوا قد هﺎﺟروا إﱃ بﻠدان أﺧرى) .اﻷونراوا ،ص(39
ومن اﳌﻔيد اﻹﺷﺎرة إﱃ أن تنﺎمﻲ أﻋداد اﳌهﺎﺟرﻳن من غﲑ اﻟﻼﺟئﲔ ،وﻻ سيمﺎ أفراد اﻟﻄبقﺔ
اﳌﺘﺨﺼﺼﲔ اﳌهنيﲔ ،غﺎدروا اﻟبﻼد ﻟﻠعمل ﰲ دول أﺧرى واﻻسﺘقرار فيهﺎ منذ
ّ اﻟوسﻄﻰ من
اﳌراحل اﻷوﱃ ﻟﻠنﺰاع اﳌسﻠّح .وقد أسهم ذﻟﻚ إﱃ ح ّد كبﲑ ﰲ تراﺟع س ّﻜﺎن اﻟقﻄر اﻟسوري،
حيث أن غﺎﻟبيﺔ اﻷﺷﺨﺎص من اﻷسر واﻷفراد ذكورا وإ اﻟقﺎدرﻳن ﻋﻠﻰ اﻟسﻔر واﻟراغبﲔ فيﻪ
كﺎنوا قد تركوا اﻟبﻼد .وقُ ّدر اﻟعدد اﻹﲨﺎﱄ ﻟﻸفراد اﻟذﻳن هﺎﺟروا من سور 1.55مﻠيون
ﺷﺨص مع ﺎﻳﺔ سنﺔ .2014وغﺎدر ﺧﻼل نﻔﺲ اﻟسنﺔ مﺎ ﻳُـقﺎرب حسﺐ تقدﻳرات اﻷنروا
163000فردا مقﺎبل 525000فرد ﰲ سنﺔ .2013وحسﺐ تﺼرﳛﺎت رﺋيﺲ اﳌﻔوضيّﺔ
اﻟعﻠيﺎ ﻟﺸﺆون اﻟﻼﺟئﲔ "ﳝﺜّل ثﻠث اﻟرﺟﺎل واﻟنسﺎء واﻷﻃﻔﺎل اﻟذﻳن وصﻠوا ﻋﱪ اﻟبﺤر إﱃ
اﻟيو ن أو إﻳﻄﺎﻟيﺎ سنﺔ 2015ﺟﺎؤوا من سور حيث ﻳدور نﺰاع مسﺘمر منذ ﻋﺎم "2011
)اﳉﺰﻳرة نت(2015 /07/ 01 ،
وقد نﺸرت اﻟﺸبﻜﺔ اﻟسورﻳﺔ ﳊقوق اﻹنسﺎن تقرﻳراً ﰲ 2015وثقت فيﻪ أبرز حوادث موت
اﻟسورﻳﲔ غرقﺎً أثنﺎء اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيّﺔ ،وأكدت غرق مﺎ ﻻ ﻳقل ﻋن 2157مواﻃنﺎً سور ً،
معظمهم ) (%75من اﻟنسﺎء واﻷﻃﻔﺎل أثنﺎء اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيّﺔ منذ ﺎﻳﺔ ﻋﺎم .2011
وأﺷﺎر اﻟﺘقرﻳر أن اﳌﺸﺎكل واﻟﺼعو ت اﻟﱵ ﻳواﺟههﺎ اﻟﻼﺟئون اﻟسورﻳون ﰲ دول اﳉوار
دفعﺘهم إﱃ اﳌﺨﺎﻃرة ﲝيﺎ م وأمواﳍم ﻋﱪ اﻟﻠجوء إﱃ ﻃرق غﲑ مﺸروﻋﺔ ﻟﻠهجرة ،وأودت ﰲ
كﺜﲑ من اﻷحيﺎن إﱃ مقﺘل اﻟعدﻳد منهم .وذكر اﻟﺘقرﻳر ّن 28حﺎدثﺔ هجرة غﲑ ﺷرﻋيﺔ
142
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
حدثت ﰲ أثنﺎﺋهﺎ حﺎﻻت موت ﻟسورﻳﲔ بسبﺐ اﻟﻐرق ،كﺎن أبرزهﺎ حﺎدثﺔ وفﺎة 225سور ً
غرقﺎً ﰲ 19نيسﺎن 2015قبﺎﻟﺔ اﻟسواحل اﻟﻠيبيﺔ.
وﲡدر اﻹﺷﺎرة إﱃ أن اﳍجرة من سورﻳﺔ كﺎنت ظﺎهرة منﺘﺸرة حﱴ قبل اندﻻع اﻟنﺰاع اﳌسﻠّح،
حيث كﺎنت سور بدورهﺎ موﻃنًﺎ ﻟﺘﺼدﻳر ﻟﻠمهﺎﺟرﻳن اﻟبﺎحﺜﲔ ﻋن اﻟعمل .وكﺎنت اﻟدوافع
وﲤﺲ
اﶈرك اﻷبرز ﻟﻠهجرة .وﻟﻜنهﺎ كﺎنت ﰲ ﺟﺎنﺐ كبﲑ منهﺎ هجرة نظﺎميّﺔ ّ اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ هﻲ ّ
وسجﻠت ز دات
وﻋددا من اﻷسر ،وﻟﻜنهﺎ اسﺘﻔﺤﻠت بعد ّزم اﻷوضﺎع ّ بدرﺟﺔ أوﱃ اﻟذكور ً
وتوسعت ﳓو اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ اﻟﱵ ﱂ تسﺘﺜن اﻹ ث وﴰﻠت ﲨيع اﻟﻔئﺎت
هﺎﺋﻠﺔ ﰲ اﳊجم ّ
واﻟﺸراﺋح اﻻﺟﺘمﺎﻋيّﺔ ﻻ سيمﺎ أصﺤﺎب اﻟدﺧول اﳌرتﻔعﺔ وأصﺤﺎب اﳌهن وﻋدد من
اﻟﻜﻔﺎءات اﻟعﻠيﺎ اﻟذﻳن اضﻄروا ﳌﻐﺎدرة اﻟبﻼد ﻃﻠبًﺎ ﻟﻸمن وﲝﺜًﺎ ﻋن مسﺘقبل أفضل ﳍم
وﻷبنﺎﺋهم.
ﺧﺘﺎمﺎ ن اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ اﻟنﺎﲨﺔ ﻋن حركﺎت اﻟﻔرار من بﺆر اﻟﺼراع
ﻻ ب ّد من اﻟقول ً
ﻟﻜن اﳌمﺎرسﺔ تبقﻰ
واﻟﺘوتر ،ﻳﺼعﺐ اﻟﻔﺼل بينهﺎ وبﲔ مﻔﺎهيم اﳍجرة اﻟقسرﻳّﺔ و اﻟﻠجوء .و ّ
وتنوﻋت اﻷسبﺎب واﳌسببﺎت .وتبقﻰواحدة وإن تع ّددت اﳌسميّﺎت واﺧﺘﻠﻔت اﻷﺷﻜﺎل ّ
تﻐﲑ اﻟسيﺎقﺎت اﻟﻄﺎردة وﺧﺼوصيﺎ ﺎ اﻟسسيوسيﺎسيّﺔ. كذﻟﻚ اﻟدﻻﻻت واﳌعﺎﱐ واحدة رغم ّ
وقد أﻃﻠقت منظمﺔ اﳍجرة اﻟدوﻟيّﺔ مﻔهوم "اﳍجرة اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ")اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيّﺔ ﻟﻠهجرة،
،2015ص(19
ﻋﻠﻰ تﻠﻚ اﳌوﺟﺎت اﻟﱵ تنﺸأ ﰲ اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيّﺔ ﻋندمﺎ "ﻳنﺸد اﻟسﻜﺎن اﻟﻔرار من اﻟنﺰاﻋﺎت،
واﻟعنف اﳌﺘﻔﺸﻲ ،واﻻضﻄهﺎد ،وتعﻄّل اﻟنظﺎم اﻟعﺎم ،وا ﺎﻋﺔ ،واﳉﻔﺎف ،واﻟرغبﺔ ﰲ اﻻنضمﺎم
إﱃ أفراد اﻷسرة ﰲ اﳋﺎرج ،وهر ً من اﻟضﺎﺋقﺔ اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وسعيﺎً ﻟﻠﺤﺼول ﻋﻠﻰ سبل ﻋيﺶ
اﻟﺘﺤركﺎت اﻟس ّﻜﺎنيﺔ
وفرص أفضل ﻟﻠﺤيﺎة ﰲ اﳋﺎرج" .وأُﻃﻠﻖ اﳌﺼﻄﻠح ﻟيﺤﺘوي ﳐﺘﻠف ّ
اﻟعمﺎل ،وغﲑهم .
اﳌعقدة ،اﻟﱵ تﺸمل موﺟﺎت اﻟﻼﺟئﲔ ،واﻟنﺎزحﲔ ،وﻃﺎﻟﱯ اﻟﻠجوء ،و ّ
143
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
إن اﻷوضﺎع اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﱰدﻳّﺔ ﻟدول اﻟعربيﺔ اﳌﺼ ّدرة ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو وارتﻔﺎع
مسﺘو ت اﻟﻔقر واﻟبﻄﺎﻟﺔ ﰲ صﻔوف اﻟﺸبﺎب ﻻ سيمﺎ من حﺎمﻠﻲ وحﺎمﻼت اﻟﺸهﺎدات
144
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
ﺋيسﻲ ﳍجرة اﳊﺎﳌﲔ واﳊﺎﳌﺎت ﲝيﺎة كرﳝﺔ وبﻐد أفضل ﰲ أورو .ﻻسيمﺎ
اﶈرك اﻟر ّاﻟعﻠيﺎ ،تبقﻰ ّ
ظل فجوة اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟواسعﺔ بﲔ بﻠدا م وبﲔ اﻟوﺟهﺔ اﳌقﺼودة ،فﺎﻟﻔجوة بﲔ مﺘوسط ﰲ ّ
دﺧل اﻟﻔرد ﰲ اﻟبﻼد اﻟعربيﺔ اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟبﺤر اﳌﺘوسط واﻟدول اﻷوروبيﺔ ﲡﺎوزت منذ مﻄﻠع
اﻷﻟﻔيﺔ من 1إﱃ 6ومﺎزاﻟت تﺘسع .فمنذ ﻋﺎم 2000كﺎن مﺘوسط دﺧل اﻟﻔرد ﰲ اﻟدول
اﻟعربيﺔ اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟبﺤر اﳌﺘوسط ﻻ ﻳﺘجﺎوز 4.100دوﻻر ﰲ مقﺎبل 23.600دوﻻرا ﰲ
أورو .
وقد ﺷهد مﺆ ّﺷر اﻟنمو اﻻقﺘﺼﺎدي ﰲ تونﺲ ﻋﻠﻰ سبيل اﳌﺜﺎل تبﺎﻃﺆا ًرزا ﺧﻼل سنﺔ
2015وﱂ ﻳﺘجﺎوز هذا اﳌﺆ ّﺷر مع ّدل %2.3سنﺔ .2014وبﻠﻐت نسبﺔ اﳌدﻳونيّﺔ
مسﺘو ت ﻋﺎﻟيﺔ سنﺔ 2014بﻠﻐت مﺎ ﻳقﺎرب 25مﻠيﺎر دﻳنﺎر تونسﻲ واسﺘنﺰفت بذﻟﻚ
اﶈﻠﻲ اﳋﺎمّ .أمﺎ اﻟنسبﺔ اﻟعﺎمﺔ ﻟﻠبﻄﺎﻟﺔ فقد بﻠﻐت ﺧﻼل اﻟﺜﻼثيّﺔ اﻷوﱃ من
%40من اﻟنﺎتﺞ ّ
كبﲑا بﲔ اﳉهﺎت حيث ﻳﺘجﺎوز
سنﺔ ،2015حواﱄ .%15.2وﳜﻔﻲ هذا اﻟرقم تﻔﺎو ً
مع ّدل اﻟبﻄﺎﻟﺔ ﰲ اﳌنﺎﻃﻖ اﻟداﺧﻠيّﺔ ﻟﻠبﻼد .%25كمﺎ ﳜﻔﻲ تﻔﺎو بﲔ اﻷصنﺎف حيث
تﱰاوح نسبﺔ بﻄﺎﻟﺔ أصﺤﺎب اﻟﺸهﺎدات اﻟعﻠيﺎ سنﺔ 2014بﲔ %31و . %57كمﺎ ﲣﻔﻲ
تﻠﻚ اﻟنسبﺔ تﻔﺎو نوﻋيّﺎ بﲔ اﳉنسﲔ حيث تﺼل نسبﺔ بﻄﺎﻟﺔ حﺎمﻼت اﻟﺸهﺎدات اﻟعﻠيﺎ من
اﻹ ث %41.9ﺧﻼل سنﺔ .2014وظﻠّت دون ذﻟﻚ ﻟنسبﺔ ﻟﻠذكور بنسبﺔ .%21.7
)موقع نواة (2015 ،وتﺘﺤ ّدث أغﻠﺐ اﳌﺆ ّﺷرات ﻋن ارتﻔﺎع مﺘﺰاﻳد ﻟرقعﺔ اﻟﻔقر رغم ﻋدم
وﺟود أرقﺎم مﺆّكدة ،بعد كل اﻟﺸراﺋح اﻟسﻔﻠﻰ من اﻟﻄبقﺔ اﻟوسﻄﻰ وتدحرﺟهﺎ ﳓو فئﺔ
ﻟﻠﺘﺤوﻻت اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ وتداﻋيﺎ ﺎ اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ ﰲ ظل نسﻖ تﺼﺎﻋدي مﺸط ّ اﻟﻔقراء نﺘيجﺔ
ﻻرتﻔﺎع اﻷسعﺎر وتدهور اﳌقدرة اﻟﺸراﺋيّﺔ.
كمﺎ أﻋﻠن اﳉهﺎز اﳌركﺰي ﻟﻠﺘعبئﺔ واﻹحﺼﺎء ﲟﺼر منذ سنﺔ 2015ﻋن تﺰاﻳد نسبﺔ اﳌﺼرﻳﲔ
ﲢت ﺧط اﻟﻔقر ،من ﺧﻼل تسجيل نسبﺔ %26.3من اﻟس ّﻜﺎن ضمن تﻠﻚ اﻟﺸرﳛﺔ ،ﳑﺎ
145
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
ﻳعﲏ أن أكﺜر من ربع اﳌﺼرﻳﲔ دون ﺧط اﻟﻔقر .وقد أظهر تقرﻳر "ﲝث اﻟدﺧل واﻹنﻔﺎق
واﻻسﺘهﻼك" اﻟذي ﻳﺼدره اﳉهﺎز اﳌركﺰي ﻟﻠﺘعبئﺔ واﻹحﺼﺎء اﳌﺼري اسﺘمرار ارتﻔﺎع نسبﺔ
اﻟﻔقر ﲟﺼر كل ﻋﺎم ﻋن سﺎبقﻪ ،حيث ﲤﺜل نسبﺔ %26.3ﰲ تقرﻳر ﻋﺎم – 2012
2013ز دة %1.1ﻋن اﻟعﺎم اﻟسﺎبﻖ ،بينمﺎ بﻠﻐت نسبﺔ "اﻟﻔقر اﳌدقع" %4.4من
اﻟسﻜﺎن) .ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم (2015 ،وأﺷﺎر كذﻟﻚ إﱃ أن ﻋدد اﻟﺸبﺎب من اﻟﻔئﺔ
اﻟعمرﻳّﺔ من 18إﱃ 29سنﺔ بﻠﻎ 20.7مﻠيون نسمﺔ ﰲ ﻳنﺎﻳر ﻋﺎم 2015بنسبﺔ
%23.6من إﲨﺎﱄ اﻟسﻜﺎن ،وأﺷﺎر إﱃ أن مع ّدل اﻟبﻄﺎﻟﺔ بﲔ هﺆﻻء اﻟﺸبﺎب بﻠﻎ
).%26.3اﳉﺰﻳرة نت(2014 ،
وتﺸﲑ اﻹحﺼﺎﺋيﺎت اﳌﻐربيّﺔ إﱃ أن %14.2من اﳌﻐﺎربﺔ ﻳعﺎنون من اﻟﻔقر ،وإن %4.2
منهم ﻳعيﺸون ﲢت ﻋﺘبﺔ اﻟﻔقر بدﺧل ﻳومﻲ ﻻ ﻳﺘجﺎوز اﻟﺜمﺎنيﺔ دراهم .كمﺎ أن %10فقط
من اﻷسر اﻟﻐنيﺔ تسﺘﺤوذ ﲟﻔردهﺎ ﻋﻠﻰ %32من اﻟنﻔقﺎت ،بينمﺎ ﻻ ﻳسﺘﻔيد %10من
اﻟﻔقراء إﻻ من 2.6من كﺘﻠﺔ اﻟنﻔقﺎت .وتﺘﺰاﻳد نسبﺔ اﻟﻔقر ﻟدى اﻟنسﺎء اﳌﻐربيﺎت ﻟﺘﺼل إﱃ
،%18.9فيمﺎ بﻠﻐت ﻟدى اﻟرﺟﺎل إﱃ ،%19.1أمﺎ اﻟﺸبﺎب واﻷﻃﻔﺎل اﻟبﺎﻟﻐﲔ من اﻟعمر
أقل من 21سنﺔ ،فيعﺘﱪون اﻷكﺜر تعرضﺎً ﻟﻠﻔقر ﻟنظر إﱃ اﻟﺼعو ت اﻟﱵ تعﱰضهم ﰲ
مسﺎرات اﻻندمﺎج ﰲ سوق اﻟعمل) .ﳎﻠّﺔ ا ﺘمع (2016 ،وﲡﺎوز معدل اﻟبﻄﺎﻟﺔ ﰲ اﳌﻐرب
ﺧﻼل 2014نسبﺔ % 10مسجﻼ ارتﻔﺎﻋﺎ ب 0.8نقﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﳌسﺘوى اﻟوﻃﲏ .وبﻠﻐت
نسبﺔ اﻟبﻄﺎﻟﺔ ﰲ أوسﺎط اﻟﺸبﺎب اﻟبﺎﻟﻐﲔ من اﻟعمر -مﺎ بﲔ 15و 24سنﺔ %20.2 -
بدﻻ من ،%19.5وﻟدى حﺎمﻠﻲ اﻟﺸهﺎدات %17.5بدﻻ من . %16.5
وترتﻔع ﰲ ﳐﺘﻠف اﻷقﻄﺎر اﳌﻐﺎربيﺔ نسﺐ اﻟنسﺎء اﻟنﺎﺷﻄﺎت اقﺘﺼﺎد .وتظل نسبﺔ اﻟبﻄﺎﻟﺔ
تﻔﺎﻋﺎ ﻟدﻳهن مقﺎرنﺔ ﻟذكور .بﻠﻎ معدل بﻄﺎﻟﺔ اﻟنسﺎء سنﺔ 2017ﰲ تونﺲ
واﻟﻔقر أكﺜر ار ً
،% 21.5وﰲ اﳉﺰاﺋر % 17.5وﰲ اﳌﻐرب ) .%10.1هبﺔ ﻋبد اﳌنعم ،سﻔيﺎن قعﻠول،
146
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
،2018ص (37وأمﺎم اﻹﺟراءات اﳌﺸددة ﻟدﺧول دول اﻻﲢﺎد أصبﺤت اﳌرأة اﳌﻐﺎربيﺔ
تضﻄر بدورهﺎ ﻟﻠهجرة بﻄرﻳقﺔ غﲑ ﺷرﻋيﺔ .وﻻ تﻜﺎد قوارب اﳌوت ﲣﻠو بدورهﺎ من اﳌرﺷﺤﺎت
ﻟﻠهجرة اﻟسرﻳﺔ.
ﻋمومﺎ ﰲ ﻋدد من اﻟدول اﳌﺼ ّدرة
اﳌهم اﻟقول ّنﻪ ﻟرغم من تدﱐ اﳌﺆ ّﺷرات اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ ً
ومن ّ
ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ وارتﻔﺎع نسبﺔ اﻟﻔقر واﻟبﻄﺎﻟﺔ ﻟدى اﻹ ث بﺸﻜل ﺧﺎص ،إﻻ أن
تﻔسر ﻟنﺎ إقدام اﻟﺸبﺎب من اﳉنسﲔ ﻋﻠﻰ اﳍجرة
اﻟﺘﻔسﲑات اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ وحدهﺎ ،ﻻ ﳝﻜن أن ّ
غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ .وﻻ ﳝﻜن ﻟﻠمقﺎربﺔ اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟظﺎهرة اﳌعقدة ،مهمﺎ اﺟﺘهد اﻟدارس من
ﺧﻼﳍﺎ ﰲ تﻔﻜيﻚ اﻷسبﺎب واﻟدوافع ،ومهمﺎ اسﺘﺨدم ضمنهﺎ من أدوات نظرﻳّﺔ ،أن تﻔﻲ
وحدهﺎ ،برأﻳنﺎ ،بﻐرض اﻟﻔهم واﻟﺘﻔسﲑ.
وتﺆكد اﳊﺎﻟﺔ اﻻقﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺘوسﻄﺔ واﳌيسورة ﻟعدد من اﳌهﺎﺟرﻳن غﲑ اﻟﺸرﻋيﲔ من اﻟﺸبﺎب من
تبﲔ ﰲ منﺎسبﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ أن اﳌمﺎرسﲔ ﻟﻠهجرة
اﳉنسﲔ من بعض اﻟدول اﻟعربيﺔ ذﻟﻚ .حيث ّ
غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ أو اﻟراغبﲔ فيهﺎ ﻟيسوا ﻟضرورة ﻋﺎﻃﻠﲔ وﻋﺎﻃﻼت ﻋن اﻟعمل قبل اﳍجرة وﻻ
ﻳعﺘﱪون من اﻟﻔقراء أو من ذوي اﻟدﺧل اﳌنﺨﻔض ،بل فيهم نسبﺔ من ذوي اﻟﻜﻔﺎءات من
اﳌهندسﲔ ومن اﻷﻃبﺎء.
هذا فضﻼ ﻋن أن دول ﻋربيﺔ مﺜل مورﻳﺘﺎنيﺎ أو اﻟيمن ،اﻟﱵ ُﲢﺘسﺐ رﲰيﺎ أكﺜر فقراً من تونﺲ
واﳌﻐرب واﳉﺰاﺋر ومﺼر ،تﻜﺎد تﻐيﺐ ﻋن سﺎحﺔ اﻟﺘقدﻳرات اﻹحﺼﺎﺋيّﺔ اﳌﺘداوﻟﺔ ﻟﻠهجرة غﲑ
كل من مورﻳﺘﺎنيﺎ واﻟيمن،
اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو .ورغم أنّنﺎ ﻻ ﳕﺘﻠﻚ معﻄيﺎت دقيقﺔ ﻋن حﺎﻟﺔ ّ
نرﺟح
ومدى مﺸﺎركﺔ اﻹ ث ﺧﺎصﺔ فيهمﺎ ﰲ تيﺎرات اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ،إﻻّ أننﺎ ّ
فرضيّﺔ ﻋدم اسﺘﻔﺤﺎل تﻠﻚ اﻟظواهر فيهمﺎ ﻟدرﺟﺔ اﻟﱵ تﺸهدهﺎ اﳌنﺎﻃﻖ اﻷﺧرى اﻟﱵ ﰎّ
اﻟﺘعرض إﻟيهﺎ.
ّ
147
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
إ ّن ﳏﺎوﻟﺔ فهم أسبﺎب اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﳓو أورو ،ﻻ ﳚﺐ أن تسﺘبعد برأﻳنﺎ،
اﻷبعﺎد اﻟنﻔسيّﺔ ﰲ ﳏﺎوﻟﺔ فهم اﻟظﺎهرة ،فرحﻠﺔ اﻟبﺤث اﻟﺸﺎقﺔ ﻋن بداﺋل ﻟﻠعيﺶ قد تﻜون ﰲ
ﻋمومﺎ من واقع
ﺟﺎنﺐ منهﺎ كذﻟﻚ رحﻠﺔ ﲝث ﻋن اﻟذات ورحﻠﺔ هروب ﻟﻠﻔﺘﺎة وﻟﻠمرأة ً
اﺟﺘمﺎﻋﻲ مﻔعم ﳍموم واﳌﺸﺎكل .وهنﺎ ﳚد اﻟبﺎحث نﻔسﻪ أمﺎم اﳌقﺎربﺔ اﻟنﻔسيّﺔ اﻟﱵ تسﺘدﻋﻲ
اﳌرﺷﺤﺔ ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ .وﻻ
ّ اﻟﻐوص ﰲ اﳉﺎنﺐ اﻟذاﰐ واﻟﺘجربﺔ اﻟﺸﺨﺼيّﺔ ﻟﻠمهﺎﺟرة أو
ﺷﻚ أن ﳍذه اﳌقﺎربﺔ أﳘيﺘهﺎ ﰲ ﻃرح ﺟوانﺐ دفينﺔ ﰲ هجرة اﻟنسﺎء غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ وتسﻠيط ّ
تﺼح ﻋﻠﻰ حﺎﻻت ﻋدﻳدة من ﺷﻚ أن هذه اﻟﺘأوﻳﻼت اﳌذكورة آنﻔﺎ ّاﻟضوء ﻋﻠيهﺎ .وﻻ ّ
اﳌهﺎﺟرات ،وﻟﻜن تقدﻳر نسبﺘهﺎ من اﳊركﺔ كﻜل ﳛﺘﺎج ﳉهد أكﱪ ﻟﻠﺘدﻟيل ﻋﻠيهﺎ ،واﻟﺘأ ّكد
مﺆسسﺔ ﳋيﺎر اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ﻟدى اﳌقبﻼت ﻋﻠيهﺎ.
من صﺤﺘهﺎ كﻔرضيّﺔ مركﺰﻳّﺔ ّ
ورّﲟﺎ تﻔﱰض اﳌقﺎربﺔ اﻟنﻔسيّﺔ ﻟضرورة ،برأﻳنﺎ اسﺘدﻋﺎء اﻷبعﺎد اﻟنﻔسيﺔ اﻻﺟﺘمﺎﻋيﺔ ،ﻋﱪ
مسﺎءﻟﺔ مسﺎرات اﻟﺘنﺸئﺔ اﻻﺟﺘمﺎﻋيّﺔ ﻟﻠﻔﺘيﺎت اﳌرﺷﺤﺎت ﻟﻠهجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ ،واﻟبﺤث ﻋن
مواﻃن اﳋﻠل ﰲ تﻠﻚ اﻟﺘنﺸئﺔ اﻻﺟﺘمﺎﻋيّﺔ اﻟﱵ ﻳﻜﱪ ﺷبﺎبنﺎ فيهﺎ وبﲔ أحضﺎ ﺎ ،وأﳕﺎﻃهﺎ،
اﻟيومﻲ ﻷﻃﻔﺎﻟنﺎ
ّ ومسﺘو ت وﻋينﺎ ﺎ وإدراكنﺎ ﳊيﺜيﺎ ﺎ وﳎر ت سﲑهﺎ و ثﲑهﺎ ﰲ اﳌعيﺶ
ومراهقينﺎ وﺷبﺎبنﺎ من اﳉنسﲔ.
وتُﻄرح ﰲ هذا اﳌسﺘوى أسئﻠﺔ ﻋدﻳدة حول اﳍوﻳّﺔ وﲡﻠيﺎت اﳍو ت اﳌأزومﺔ ﻟدى ﻋدد من
اﻟﺸبﺎب اﻟعرﰊ من اﻟذكور واﻹ ث ،ودور تﻠﻚ اﳍو ت ﰲ تنﺸيط حركﺔ اسﺘقﻄﺎب اﻟﺸبﺎب
اﳌر ّﺷﺤﲔ واﳌر ّﺷﺤﺎت ﻟﻠهجرة غﲑ اﳌﺸروﻋﺔ واﻹﻳقﺎع م و ن من ﻃرف ﺷبﻜﺎت اﻟﺘسﻔﲑ.
ﺷﻚ ﰲ صﻠﺐ ﳏﺎوﻻت اﻟﻔهم وتﻔﺘح بدورهﺎ ﻋﻠﻰ أسئﻠﺔ أﺧرىإ ﺎ أسئﻠﺔ مع ّقدة تقع بﻼ ّ
حول ﻃبيعﺔ وﺧﺼﺎﺋص ﻋﻼقﺔ اﻟﺸبﺎب واﳌراهقﲔ ذكورا وإ ث بﺸبﻜﺎت اﻟﺘواصل اﻻﺟﺘمﺎﻋﻲ
ﰲ بﻠداننﺎ اﻟعربيّﺔ .وحول أﳕﺎط حضورهم ضمن هذا اﻟﻔضﺎء اﻟرقمﻲ اﳌﻔﺘوح واﳌنﻔﻠت من
148
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
149
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
ﲝث ﳍ ٍ
وﻳﺔ مأزومﺔ ﻋن اﻟقﺎﺋمون ﺎ من اﻟذكور واﻹ ث ،ﻃﻠبﺎ ﻟﻐد أكﺜر إﺷراقًﺎ ،وهﻲ رحﻠﺔ ِ
ً
بدﻳل ،بعدمﺎ ﻋجﺰ اﻟوﻃن اﻷم ﻋن مﲔ مﺎ ﳛﻠم بﻪ ذﻟﻚ اﳌهﺎﺟر واﳌهﺎﺟرة غﲑ ٍ
انﺘمﺎء ٍ
اﻟﺸرﻋيﺔ من أمن وراحﺔ مﺎدﻳﺔ ونﻔسيﺔ.
ﻗﺎﺋمة اﳌراﺟﻊ
هﺸﺎم بﺸﲑ ،اﳍجرة اﻟعربيﺔ غﲑ اﻟﺸرﻋيﺔ إﱃ أورو :أسبﺎ ﺎ ،تداﻋيﺎ ﺎ ،سبل -1
مواﺟهﺘهﺎ ،ﳎﻠﺔ اﻟسيﺎسﺔ اﻟدوﻟيﺔ ،ﻋدد ،179ﺟﺎنﻔﻲ .2010
-2اﳉﺰﻳرة نت ،رﻳخ 2016 /9/ 21
-3اﳉﺰﻳرة نت ،رﻳخ .2014 /3/ 9
-4اﻻﲢﺎد اﻷوروﰊ ،ﻳورميد ﻟﻠهجرة ،2اﳍجرة اﻟنسﺎﺋيﺔ بﲔ دول اﻟبﺤر اﳌﺘوسط واﻻﲢﺎد
اﻷوروﰊ ،بدون رﻳخ.
-5ﺟﺎمعﺔ اﻟدول اﻟعربيﺔ ،اﻟﺘقرﻳر اﻹقﻠيمﻲ ﳍجرة اﻟعمل اﻟقﺎهرة.2006 ،
-6اﻷمم اﳌﺘﺤدة ،اﻹسﻜوا ،اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيﺔ ﻟﻠهجرة ،تقرﻳر اﳍجرة اﻟدوﻟيﺔ ﻟﻠعﺎم 2015
،اﳍجرة واﻟنﺰوح واﻟﺘنميﺔ ﰲ منﻄقﺔ ﻋربيﺔ مﺘﻐﲑة.
ري مﲑكن ،اﳌسﺘو ت اﻟسﻜﺎنيﺔ وتوﺟهﺎت اﳌنﻄقﺔ اﻟعربيّﺔ وسيﺎسﺎ ﺎ :اﻟﺘﺤد ت -7
واﻹمﻜﺎ ت اﳌﺘﺎحﺔ ،بر مﺞ اﻷمم اﳌﺘﺤدة اﻹﳕﺎﺋﻲ ،اﳌﻜﺘﺐ اﻹقﻠيمﻲ ﻟﻠدول اﻟعربيﺔ ،سﻠسﻠﺔ
أوراق ﲝﺜيّﺔ .2010
-8ﷴ رمضﺎن ،اﳍجرة اﻟسرﻳﺔ ﰲ ا ﺘمع اﳉﺰاﺋري ،أبعﺎدهﺎ وﻋﻼقﺘهﺎ ﻻغﱰاب
اﻻﺟﺘمﺎﻋﻲ .دراسﺔ ميدانيﺔ.
-9هدى اﳌسعودي "،اﳊﺎرقﺎت ﰲ قوارب اﳌوت" ،ﺟرﻳدة اﻟﺼﺤﺎفﺔ
اﻟيوم.2016/10/01،
150
ا لد 06العدد 2020/02 مجلة العلوم جتماعية
ر.د.م.د.إ 2600 -6375 ر.د.م.د 1112 -5411
-10ﺟﺎمعﺔ اﻟدول اﻟعربيﺔ ،إدارة اﻟسيﺎسﺎت اﻟسﻜﺎنيﺔ واﳌﻐﱰبﲔ واﳍجرة ،اﻟﺘقرﻳر اﻹقﻠيمﻲ
ﻟﻠهجرة اﻟدوﻟيّﺔ اﻟعربيّﺔ :اﳍجرة اﻟدوﻟيّﺔ واﻟﺘنميﺔ.2014 ،
-11سﺎمﻰ ﳏمود ،أسﺎمﺔ بدﻳر ،أورو واﳍجرة غﲑ اﳌنظمﺔ ﰱ مﺼر بﲔ اﳌسﺆوﻟيﺔ
واﻟواﺟﺐ ،اﻟقﺎهرة ،ﻳونيو 2009مركﺰ اﻷرض ﳊقوق اﻹنسﺎن ،سﻠسﻠﺔ حقوق اقﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﺟﺘمﺎﻋيﺔ ،اﻟعدد رقم .68
-12ﺟرﻳدة اﻟﻐد اﳌﺼرﻳّﺔ "اﻟذاهبون إﱃ اﻟﺸمﺎل ﻋودة موسم اﳍجرة غﲑ اﻟﺸرﻋيّﺔ" ،رﻳخ
14ابرﻳل 2016
-13ﺟرﻳدة مدى مﺼر اﻻﻟﻜﱰونيّﺔ 29 ،أكﺘوبر2015
-14ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم2014/06/ 24 ،
-15ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم2015/10/10 ،
-16ﺟرﻳدة اﳌﺼري اﻟيوم2015 /8/11 ،
-17ﳎﻠّﺔ ا ﺘمع ،رﻳخ 2016 /1/ 15
-18ﷴ اﻟعجرودي" ،اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيﺔ ﻟﻠهجرة ﲢذر مﺼر اﻷوﱃ بﲔ اﻟبﻠدان اﳌرسﻠﺔ
ﻟﻸﻃﻔﺎل اﳌهﺎﺟرﻳن إﱃ إﻳﻄﺎﻟيﺎ" ،ﺟرﻳدة اﻷهرام اﳌﺼرﻳﺔ 20 ،ﻳونيو 2016
https://sites.google.com/site/socioalger1/lm-alajtma/mwady-amte/alhjrte-
alsryte-fy-almjtm-aljzayry
تقرﻳر اﻟﺘعﺎون ﻋﱪ اﳌﺘوسط حيﺎل هجرة اﻷﻃﻔﺎل غﲑ اﳌﺼوحبﲔ: -19
https://www.iom.int/sites/default/files/migrated_files/Country/docs/IOM-
Flash-Report
-20اﳌنظمﺔ اﻟدوﻟيّﺔ ﻟﻠهجرة ،تقرﻳر اﳍجرة اﻟدوﻟيّﺔ ﻟعﺎم ،2015اﳍجرة واﻟنﺰوح واﻟﺘنميﺔ
ﰲ منﻄقﺔ ﻋربيّﺔ مﺘﻐﲑة.
-21اﻷونراوا ،سورﻳﺔ اﻻغﱰاب واﻟعنف ،آ ر اﻷزمﺔ اﻟسورﻳﺔ ﺧﻼل اﻟعﺎم 2014
151
2020/02 العدد06 ا لد مجلة العلوم جتماعية
2600 -6375 إ.د.م.د.ر 1112 -5411 د.م.د.ر
أبرز حوادث موت: تقرﻳر من موت إﱃ موت، اﻟﺸبﻜﺔ اﻟسورﻳﺔ ﳊقوق اﻹنسﺎن-22
2015 /5/32 .اﻟسورﻳﲔ غرقﺎ أثنﺎء اﳍجرة
تقرﻳر مﻔوضيﺔ، وضع اﳌهﺎﺟرﻳن اﻟعﺎبرﻳن، ﳎﻠﺲ حقوق اﻹنسﺎن، اﻷمم اﳌﺘﺤدة-23
2016 /01/27 ،اﻷمم اﳌﺘﺤدة اﻟسﺎميﺔ
.2015 أهم اﳌﺆﺷرات اﻻقﺘﺼﺎدﻳّﺔ ﻟﺘونﺲ ﰲ اﻟربع اﻷول من سنﺔ، موقع نواة-24
nawaat.org
ﳏددات مﺸﺎركﺔ اﳌرأة ﰲ اﻟقوى اﻟعﺎمﻠﺔ ﰲ اﻟدول، هبﺔ ﻋبد اﳌنعم وسﻔيﺎن قعﻠول-25
2018 أبو ظﱯ. صندوق اﻟنقد اﻟعرﰊ،اﻟعربيﺔ
26- http://arabic.euronews.com/2016/05/31/migrants-deadly-shipwrecks,
31/05/2016.
27- http://www.leseco.ma/maroc/73142-immigration-clandestine-2-262-
morts-dans-des-traversees-de-la-mediterranee-en-2018.html
28- https://www.iom.int/fr/news/arrivees-de-migrants-en-europe-par-la-
mediterranee-en-2018-12-983-deces-en-mer-495
29- European Commission, Labours Markets Performance and
Migration Flows in Arabic Mediterranean Countries: Determinant and
Effects. V2, National Background Papers Maghreb, European Union, 2010.
30- Natalia Ribas- Mateos et Veronique Manry (ed), La mobilité au
féminine, La place des femmes dans le nouvel état du monde, Institut
Maghreb Europe, Kartala 2013.
31- Tuesday Reitano, Laura Adal and Mark Shaw, Smuggle Future: The
dangerous Path of the Migrant from Africa to Europe. Geneva, Global
Initiative against Transnational Organized Crime, 2014
32- UNICEF, Migration en Espagne des enfants nonaccompagnés : cas
du Maroc, Countries: Determinant and Effects. V2, National Background
Papers Maghreb, European Union, 2010.
http://www.unicef.org/morocco/french/Etude_Migration_des_mineurs_Mar
ocains_vers_l_Espagne
152