You are on page 1of 32

‫‪www.elbassair.

net‬‬

‫المقدمة العامة‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل عام للتنمية والتنمية االقتصادية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية ومستوياتها‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرة عامة القتصاديات الدول النامية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ماهية التنمية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المساعدة للتنمية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مستويات ومجاالت التنمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنماط التنمية واستراتيجياتها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج تخطيط التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التغيرات االقتصادية العالمية وأثرها على التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مشكل التمويل في الدول النامية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مصادر التمويل في التنمية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التمويل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الداخلية لتمويل التنمية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصادر الخارجية لتمويل التنمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مشاكل التمويل وإجراءات إنعاش مصادره‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عوائق المصادر الداخلية لتمويل التنمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوائق المصادر الخارجية لتمويل التنمية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات إنعاش مصادر التمويل‪.‬‬
‫خالصة الفصل‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬
‫تعتبر التنمية بمفهومها الشامل والمعاصر عملية تخص جميع مستويات الحياة ومجاالتها‪ ،‬وهي‬
‫فكرة ولدت بين الحربين العالميتين واتسعت اآلن‪ ،‬وتجسيد هذه العملية يتوقف على عدة عوامل‬
‫تتفاوت أهميتها من ظرف آلخر‪ ،‬ومن بلد آلخر‪.‬‬
‫وفي الموضوع الذي سنتناوله في بحثنا هذا كما هو مشار إليه حول عملية التنمية وسنتطرق بصفة‬
‫خاصة إلى التنمية االقتصادية‪ ،‬كما سنحاول التعرض إلى مشكل تمويل التنمية في الدول النامية‪.‬‬
‫وهذا في محاولة لإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي التنمية والمستويات التي تمسها ؟‬
‫‪ -‬ما هي التنمية االقتصادية ؟ واستراتيجياتها ؟‬
‫‪ -‬ما هو الدافع لعملية التنمية االقتصادية وما هي مختلف العوائق التي تتعرض لها ؟‬
‫‪ -‬كيف يعتبر التمويل من أهم عقبات التنمية ؟ وكيف يتم إنعاش مصادره ؟‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫مدخل عام للتنمية والتنمية‬


‫االقتصادية‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬

‫من خالل هذا الفصل سوف نتطرق إلى التنمية وكمجال منها‪ :‬التنمية االقتصادية حيث سنبرز‪:‬‬
‫ماهية التنمية ومستوياتها ومختلف المجاالت التي تمسها بعد إعطاء نظرة عامة على اقتصاديات‬
‫الدول النامية‪ ،‬وسنعرض نظريات التنمية االقتصادية وعملية تنميطها ومختلف التغيرات‬
‫االقتصادية العالمية المؤثرة فيها ايجابيا وسلبيا‪.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية ومستوياتها‪:‬‬


‫قبل التطرق إلى مفهوم التنمية ارتأينا ضرورة التعرف أوال إلى مفهوم التخلف ونعطي نظرة على‬
‫اقتصاديات الدول النامية وذلك كمدخل للتعرف على التنمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نظرة عامة القتصاديات الدول النامية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التخلف هو انعكاس لحالة أو لظاهرة اقتصادية اجتماعية متدنية ومتأخرة عن مستوى‬
‫تطورها وتقدمها تسود في زمان ومكان معين ولمجتمع أو دولة معلومة‪ ،‬أو مجتمع ودول محدودة‪،‬‬
‫ويختلف االقتصاديون في تعريف التخلف وتحديد معناه فمنهم من يذكر أنه (‪:)1‬‬
‫‪ -1‬اصطالح يوصف به كثير من دول العالم التي يكشف تطورها على مدار الزمن عن ركود‬
‫أو تدهور اقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬البلد أو المجتمع المعتمد أساسا على اإلنتاج األولي ال على اإلنتاج الصناعي‪ ،‬أو البلد الذي‬
‫تكون موارده غير مستغلة أو غير مستخدمة استخداما كفئا وفقا للفن اإلنتاجي الحديث‪.‬‬
‫‪ -3‬التخلف االقتصادي هو ندرة شديدة في عرض رأس المال بالنسبة إلى عرض عناصر‬
‫اإلنتاج األخرى‪ ،‬وخاصة عنصر العمل‪ .‬مع قياس ذلك على أساس تحديد نصيب الفرد من‬
‫السكان من ذلك الرأسمال ومقارنته باألرقام المماثلة في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -4‬التخلف االقتصادي يعكس انخفاض وتدني لمتوسط الدخل الحقيقي للفرد‪.‬‬
‫‪ -5‬التخلف االقتصادي يعكس حالة انخفاض مستوى اإلنتاج مع عدم عدالة توزيع اإلنتاج‬
‫القومي بين أفراد المجتمع إضافة إلى ركود النمو االقتصادي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ماذا يقصد بالبلدان المتخلفة ‪( ) Under développement countries‬‬
‫البلدان المتخلفة هي تلك األقطار التي يكون مستوى تطورها االقتصادي واالجتماعي متدني‬
‫ومحدود متجسدا ذلك بالعديد من المؤشرات االقتصادية واالجتماعية التي سنتعرض لها في‬
‫خصائص هذه الدول‪.‬‬
‫محمد أحمد الداوي‪ ،‬التخلف االقتصادي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1983 ،‬ص‪ ،‬ص‪.4،2.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص الدول النامية‪ :‬تتسم في معظمها بسمات مشتركة نحددها فيما يلي (‪:)2‬‬

‫* انخفاض الدخل القومي ومعدل نموه‪ :‬وتتسم معظم الدول النامية بانخفاض مستوى دخلها‬
‫القومي‪ ،‬ونظرا ألن معدل نموها السكاني يعد مرتفعا فإن معدل نمو دخلها الفردي أيضا يتسم‬
‫باالنخفاض‪ .‬ويعود ذلك بصفة أساسية إلى انخفاض كفاءة استخدام الموارد االقتصادية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى سوء توزيع الدخل القومي بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫* انخفاض إنتاجية القطاعات الخاصة‪ :‬تسود ظاهرة تدني مستوى إنتاجية العمل في عدد من‬
‫الدول النامية نتيجة ندرة الموارد الرأسمالية المكملة لعناصر اإلنتاج األخرى كالعمل واألرض‪.‬‬
‫ومن ثم يظهر مبدأ تناقص اإلنتاجية الحدية في النشاطات اإلنتاجية وخاصة الزراعية‪.‬‬
‫* ارتفاع األهمية بالنسبة للنشاط الزراعي‪ :‬يمثل الناتج المحلي الزراعي مكانة رئيسية في إجمال‬
‫الناتج المحلي في الدول النامية‪ ،‬كما يتصف معه النشاط الزراعي بارتفاع نسبة العاملين فيه مقارنة‬
‫بالعاملين في النشاطات االقتصادية غير الزراعية‪.‬‬
‫* ارتفاع معدالت النمو السكاني‪ :‬تسود ظاهرة ارتفاع معدل النمو السكاني في الدول النامية‬
‫مقارنة بالدول المتقدمة حيث يتراوح في الدول النامية ( ‪ ) %3.5 - %3.0‬مقارنة بـ ‪ %1‬في‬
‫الدول المتقدمة‪..‬‬
‫* ضيق السوق المحلية واالعتماد المتزايد على السوق العالمية‪ :‬ويعود ضيق ومحدودية السوق‬
‫المحلية النخفاض القدرة الشرائية لألفراد وهذا يترتب عليه آثار سلبية في مقدمتها عدم إمكان إقامة‬
‫وحدات إنتاجية ذات طاقات تتسم بتدني التكاليف وفقا للمفهوم االقتصادي‪ ،‬وعدم استفادتها من‬
‫وفرات اإلنتاج الواسع‪ ،‬كما أن هذه الدول تعتمد في تجارتها الخارجية على تصدير المواد األولية‬
‫واستيراد المواد المصنعة‪ ،‬وال يكون معدل التبادل التجاري في صالحها‪.‬‬
‫* عدم كفاية البنى التحتية‪ :‬تعاني معظم الدول النامية من ظاهرة عدم كفاية وكفاءة البنى التحتية‬
‫أو االرتكازية كالوسائل الصحية أو التعليمية وضعف كفاءة الوسائل التكميلية للعمليات اإلنتاجية‬
‫كالنقل ووسائل التخزين والطرق وغيرها‪.‬‬

‫سالم توفيق النجفي‪ ،‬أساسيات علم االقتصاد‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‪ ،‬مصر‪ ،2000،‬ص‪،‬ص‪.302،300.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ماهية التنمية‪:‬‬


‫تعددت اآلراء حول مفهوم التنمية ويمكن إيرادها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫<< تعرف بأنها عملية معقدة شاملة تضم جوانب الحياة االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫والثقافية وااليدولوجية >>‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها << الشكل المعقد من اإلجراءات أو العمليات المتتالية والمستمرة التي يقوم بها‬
‫اإلنسان للتحكم بقدر ما في مضمون واتجاه وسرعة التغير والثقافي والحضاري في مجتمع من‬
‫المجتمعات بهدف إشباع حاجاته >>‪.‬‬
‫وتعرف كذلك بأنها ظاهرة اجتماعية نشأت مع نشأة البشر المستقر فزاد اإلنتاج وتطورت التجارة‬
‫وظهرت الحضارات المختلفة على أرض المعمورة >>‪.‬‬
‫كما تعرف << بأنها نشاط مخطط يهدف إلى إحداث تغيرات في الفرد والجماعة والتنظيم من حيث‬
‫المعلومات والخبرات ومن ناحية األداء وطرق العمل‪ ،‬ومن ناحية االتجاهات والسلوك مما يجعل‬
‫الفرد والجماعة صالحين لشغل وظائفهم بكفاءة وإنتاجية عالية >>‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق فإن هذه التعاريف تشترك في عدة نقاط أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬تعتبر التنمية عملية شاملة ومستمرة‪.‬‬
‫‪ -2‬التنمية هي عملية تغيير ونقل للمجتمع نحو األحسن مع االنتفاع من التغيير‪.‬‬
‫‪ -3‬تهدف التنمية إلى تنمية الموارد واإلمكانات الداخلية للمجتمع‪.‬‬
‫وعليه فإن التعريف اإلجرائي للتنمية كما يلي‪ << :‬التنمية هي عملية شاملة ومستمرة وموجهة‬
‫وواعية تمس جوانب المجتمع جميعها‪ ،‬وتحدث تغيرات كمية وكيفية وتحوالت هيكلية تستهدف‬

‫ـ في والية بسكرة‪ ،‬مذكرة‬


‫ـ المحلية في إطار صندوق الجنوب ( دراسة واقع المشاريع التنموية‬
‫(‪ )1‬السبتي وسيلة‪ ،‬تمويل التنمية‬
‫ماجستير في االقتصاد غير منشورة‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2005.2004‬ص‪،‬ص‪.4.3.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫االرتقاء بمستوى المعيشة لكل أفراد المجتمع والتحسن المستمر لنوعية الحياة فيه باالستخدام‬
‫األمثل للموارد واإلمكانات المتاحة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المساعدة على التنمية‪:‬‬


‫ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى عوامل ذاتية وأخرى موضوعية(‪:)1‬‬
‫العوامل الذاتية‪ :‬وتتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإليمان بإمكانية اإلصالح والتقدم أي بإمكانية تغيير أنماط الحياة السائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬الطوعية والعون الذاتي‪ :‬أي توافر الهيئات الطوعية القادرة بتعاونها مع األجهزة الحكومية‬
‫على تحقيق التقدم بكل حرية‪.‬‬
‫‪ -3‬التحفيز واالستثارة‪ :‬أي تحفيز األفراد واستثارة جهودهم للمشاركة في عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ -4‬الخدمة والتضحية بالذات‪ :‬أي قيام األفراد والقائمين على التنمية بأدوارهم وواجبهم‪.‬‬
‫العوامل الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تصدر برامج التنمية عن الحاجات األساسية للمجتمع استجابة لحاجات األفراد‪.‬‬
‫‪ -2‬قيام عملية التنمية على أساس من التوازن في كافة المجاالت الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تهدف برامج التنمية إلى زيادة فعالية مشاركة األفراد في شؤون مجتمعهم المحلي‪.‬‬
‫‪ -4‬اكتشاف وتدريب القيادات المهنية المحلية فحسب‪ ،‬وأن القيادات الشعبية قد يكون لها من‬
‫الفعالية ما يفوق القيادات المهنية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة التركيز على مساهمة الشباب والنساء في برامج التنمية من خالل برامج التربية‬
‫ونوادي الشباب وأجهزة رعاية األمومة والطفولة والجمعيات‪.‬‬
‫‪ -6‬تبني تنمية متوازنة على المستوى الوطني‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مستويات التنمية ومجاالتها‪:‬‬
‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.5.4.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫إن اختالف الموارد الطبيعية واختالف توزيعها على المناطق اإلقليمية يؤدي إلى اختالف درجات‬
‫(‪)2‬‬
‫وطبيعة التنمية واختالف مستوياتها ومجاالتها كما يلي‪:‬‬
‫* فبالنسبة لمجاالت التنمية نميز بين‪ :‬التنمية الوطنية والتي تعتبر عملية يتم فيها تشغيل جميع‬
‫القطاعات واستغالل كل الموارد واإلمكانات المتاحة‪ ،‬وهي عملية تقتضي وجود تخصص وتناسق‬
‫بين الوحدات اإلنتاجية ووجود شبكة إنتاجية واسعة تشمل كل القطاعات واألقاليم عبر الوطن‪.‬‬
‫التنمية المحلية‪ :‬وتعرف بأنها << مجموعة من العمليات تتوحد فيها جهود األهالي مع السلطات‬
‫الرسمية بهدف تحسين األحوال االجتماعية والثقافية واالقتصادية للمجتمعات المحلية وتمكينها من‬
‫المساهمة بدرجة قصوى في تقدم الوطن ككل >>‪.‬‬
‫* أما بالنسبة لمجاالت التنمية فنميز بين العديد من المجاالت كمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتعرف على أنها << تنصرف في جوهرها إلى زيادة الطاقة اإلنتاجية‬
‫(‪)1‬‬
‫لالقتصاد >>‬
‫(‪)2‬‬
‫وسوف نركز في دراستنا هذه‪ ،‬على هذا المجال << التنمية االقتصادية >> باإلضافة إلى‪:‬‬
‫‪ -2‬التنمية االجتماعية‪ :‬وتعرف على أنها << أسلوب حديث في العمل االجتماعي تقوم على‬
‫إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة عن طريق إشارة وعي الناس بالبيئة‬
‫المحلية من أجل المشاركة في تنفيذ برامج التنمية إلحداث التغيير الالزم لتطوير المجتمع >>‪.‬‬
‫‪ -3‬التنمية السياسية‪ :‬تعرف بأنها << مجموعة األفكار التي يمكن أن يدلي بها للمساهمة في‬
‫تكوين رأي عام للتأثير به لدى القرار السياسي‪ ،‬أي المشاركة في صنع القرار السياسي من خالل‬
‫مجموعة من الوسائل‪ :‬األحزاب‪ ،‬الجمعيات‪ ،‬النقابات‪ ،‬وهي مستوى متطور من الفكر‪ ،‬يبحث عن‬
‫ترقية عالقة الدولة بالمجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬التنمية اإلدارية‪ :‬وتعرف بأنها << تطوير قدرات اإلداريين وتحسين أدائهم والتأثير على‬
‫ـ المعمول‬
‫البيئة التي يعملون فيها عن طريق دراسة الهياكل التنظيمية وتحديث القوانين واللوائح‬
‫بها‪ ،‬وتطوير وتنمية معلومات أفراد التنظيم‪ ،‬وتحسين البيئة للعمل اإلداري >>‪.‬‬

‫نفس المرجع‪،‬ص‪.5‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد أحمد الدوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التنمية االقتصادية‪ :‬هناك عدة مصطلحات فمنهم من يستخدم مصطلح النمو‬
‫‪ ) ) Crouth‬والبعض يستخدم مصطلح التنمية االقتصادية‪ ،‬فالنمو يعني تغير مع تحسن أو تزايد‬
‫قد يكون طبيعي أو عفوي‪ ،‬أما التنمية تعني تغير مع تحسن بفعل حدث أو إجراء إرادي‪.‬‬
‫<< أن التنمية االقتصادية هي تقدم للمجتمع عن طريق استنباط أساليب إنتاجية جديدة أفضل ورفع‬
‫مستويات اإلنتاج من خالل إنماء المهارات والطاقات البشرية وخلق تنظيمات‬
‫(‪)1‬‬
‫أفضل >>‬
‫<< وبصفة عامة هي العملية التي من خاللها نحاول زيادة متوسط نصيب الفرد من إجمال الناتج‬
‫القومي خالل فترة زمنية محددة وذلك من خالل رفع متوسط إنتاجية الفرد واستخدام الموارد‬
‫(‪)2‬‬
‫المتاحة لزيادة اإلنتاج خالل تلك الفترة >>‬
‫ثانيا‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫ويمكن استعراض أهم اتجاهاتها فيما يلي(‪:)3‬‬
‫* القاسم المشترك بين مختلف النظريات هو التركيز على أهمية التراكم الرأسمالي ( ‪Capital‬‬
‫‪ .)Accumulation‬فضال عن العوامل التي تدعمه أو تعوقه‪.‬‬

‫(‪ )1‬هوشيار معروف‪ ،‬دراسات في التنمية االقتصادية ( استراتيجيات التصنيع والتحول الهيكلي)‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬دار‬
‫الصفاء للنشر‪ ،‬ط‪،)2005(1‬ص‪.11.‬‬
‫(‪ )2‬نعمة اهلل نجيب إبراهيم‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬مؤسسات شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2000 ،‬ص‪.499،‬‬
‫(‪ )3‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬محمد علي الليثي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2001 ،‬ص‪،‬ص‪.65.64.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫* بالنسبة لالقتصاديين الكالسيك بينوا كيف أن التنمية االقتصادية يمكن ان تعاق بسبب الضغوط‬
‫السكانية مقترنة بندرة الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫* أضاف النيو كالسيك تحليل عملية االدخار واالستثمار واآلثار الموالية للتقدم التكنولوجي‪.‬‬
‫* أما كارل ماركس فأكد أن عالقات اإلنتاج في ظل النظام الرأسمالي ( ‪)Capitaliste System‬‬
‫تتعارض مع التقدم التكنولوجي فيه‪ ،‬ومن ثم حدوث كساد دوري في االقتصاد ثم لركود حتمي‪ ،‬كما‬
‫ـ لعملية النمو االقتصادي في ظل النظام الرأسمالي والتي‬
‫أشار على التكاليف الباهضة والمتكررة‬
‫تتمثل في صورة التمزق االجتماعي واالقتصادي الذي يحل بالمجتمع‪.‬‬

‫* قدمت بعض التعديالت األساسية على التغيرات السابقة وخصوصا كيفية تحقق التراكم‬
‫الرأسمالي المتحقق عن التنمية االقتصادية وتتمثل هذه التعديالت في‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية شومبيتر بإضافته الهامة في إبراز دور المنظم في قيادة عملية التراكم‪.‬‬
‫‪ -‬كينز بدمج نظرية أفضل عن الطلب الكلي مع نظرية التنمية االقتصادية غير أنه لم يكن إال‬
‫جزئيا‪ ،‬وبقي للكينزيين تكملة مسألة تزاوج نتائج التراكم الرأسمالي في مجال خلق الطلب وخلق‬
‫العرض‪.‬‬
‫* نشأ اهتمام كبير منذ الحرب العالمية الثانية حول التنمية االقتصادية‪ ،‬وقد كانت هناك محاولة من‬
‫بعض المحللين تطبيق نظريات التنمية االقتصادية على الدول النامية‪ ،‬كما برزت بعض اإلضافات‬
‫الجديدة والهامة التي سارت في اتجاهين ركز االتجاه األول بتحليل أسباب فشل الدول النامية في‬
‫تحقيق معدل سريع للنمو رغم إمكانية االستفادة من التكنولوجيا األكثر تقدما‪.‬‬
‫بينما ركز االتجاه الثاني على دراسة العوامل األساسية التي تنتج على النمو والعمليات المتداخلة‬
‫المتشابكة والتي يأخذ كل من التراكم الرأسمالي والنمو مكانه‪ ،‬كما أعطى اهتمام للعالقة الهامة بين‬
‫الزراعة والصناعة أثناء عملية التنمية‪ ،‬وخصوصا مدى إمكانية استخدام العمل الزراعي الفائض‬
‫(‪)1‬‬
‫كأداة لتمويل التنمية الصناعية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنماط التنمية واستراتيجياتها‪:‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.69.66.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫وإن كان هناك عدم اتفاق على األسلوب األمثل للتنمية‪ ،‬إال أنه هناك نوعين منذ نهاية الحرب‬
‫العالمية الثانية وهما‪ :‬إستراتيجية النمو المتوازن وإستراتيجية النمو غير المتوازن نلخصهما فيما‬
‫(‪)2‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إستراتيجية أو نمط النمو المتوازن‪ :‬ويرجع عرضها إلى االقتصادي المعروف " نيركسه "‬
‫والذي يرى ضرورة توجيه دفعة قوية إلى مجموعة من الصناعات االستهالكية المتكاملة أفقيا‬
‫وذلك لمواجهة عقبة ضيق نطاق السوق المحلي في الدول النامية وكسر الدوائر المفرغة المؤدية‬
‫للفقر‪ ،‬وحسب " نيركسه " فإن كسر الدائرة المفرغة للفقر يمكن تفسيرها من جانب العرض‬
‫والطلب‪ ،‬وبالتالي ال بد من إنشاء العديد من الصناعات االستهالكية المتزامنة حيث تؤدي إلى‬
‫توسيع نطاق السوق وخلق العديد من الصناعات المتكاملة‪ ،‬كما يرى نيركسه‪ :‬ضرورة تحقيق‬
‫التوازن بين الصناعة والزراعة << حتى ولو كانت مشكلة تمويل هذه الصناعات وأيضا قطاعي‬
‫الزراعة والصناعة تمثل عقبة أمام نجاح هذه اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -2‬إستراتيجية النمو غير المتوازن‪ :‬وترجع هذه النظرية إلى االقتصادي " هيرشمان " حيث‬
‫هاجم اإلستراتيجية األولى والتي كانت ترتكز على إنماء مجموعة عريضة من الصناعات‬
‫االستهالكية في آن واحد‪ ،‬نتيجة لقصور الموارد المالية في الدول النامية‪ ،‬ويرى " هيرشمان " بدال‬
‫من ذلك أنه يجب التركيز على عدد من الصناعات الرائدة التي لها القدرة على حث االستثمار في‬
‫الصناعات األخرى‪ ،‬بمعنى إحداث خلل مقصود في توازن االقتصاد القومي عن طريق توجيه‬
‫االستثمارات إلى عدد محدود من الصناعات الرائدة التي تقود بدورها عملية النمو االقتصادي في‬
‫االقتصاد القومي ككل‪ .‬كما يرى هيرشمان أن عمليات اختيار هذه الصناعات يتوقف على مدى‬
‫قدرتها على الحث على االستثمار في المشروعات والصناعات األخرى أي ما يعرف بالتكامل‬
‫لألمام أو التكامل للخلف فالتكامل للخلف يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادته في‬
‫مشروع آخر سابق عليه والتكامل لألمام يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادته في‬
‫مشروع الحق عليه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وفيما يلي الخطوط العريضة التي يجب أن تتضمنه إستراتيجية التنمية الشاملة‪:‬‬

‫محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2004‬ص‪،‬ص‪.342.340.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫د‪ :‬جمال الدين لعويسات‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية والتنمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر ‪،2000‬ص‪،‬ص‪.78.77.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫ميادين العمل الحكومي ال بد أن تضم‬
‫‪ -‬تحديد المشروع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬المشروعات اإلنتاجية الحكومية في المجاالت التي هي خارجة عن النشاط االقتصادي‬
‫الخاص ( المشروعات االقتصادية االجتماعية الضخمة‪.)...‬‬
‫‪ -‬التوجيه الحكومي والتخطيط لتشجيع التكامل واالندماج االقتصادي بين القطاع العام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع ومعاونة المستثمرين في الميادين العمة للتعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬واإلسكان‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة زراعية في المدى القصير‪ ،‬المتوسط والطويل تحدد األهداف اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة مالية نقدية وتجارية عامة مالئمة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج تخطيط التنمية االقتصادية‪:‬‬


‫النموذج يهدف إلى معرفة التناسب للمتغيرات ومعامالت االرتباط في اآللية االقتصادية وتأثير‬
‫(‪)1‬‬
‫اختالف التناسب في عوامل اإلنتاج سلبيا وإيجابيا على االقتصاد الوطني بشكل عام‪.‬‬
‫‪ -1‬نموذج فيلدمان – مها النوبيس ( ‪ ) Fedman – Mahalanobis‬وهدفه زيادة الدخل‬
‫واالستهالك والعمالة عن طريق زيادة الطاقة اإلنتاجية لقطاع وسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -2‬نموذج هارود – دومار‪ )Domar – Harodd ( :‬ويحدد النمو على أساس المقدرة على‬
‫االدخار وليس على أساس توزيع االستثمارات بين القطاعات وأهمية هذا التوزيع على‬
‫زيادة الدخل المستثمر‪ ،‬كما يؤكدان على أنه ال يمكن االستمرار في االدخار إال في اقتصاد‬
‫قادر على إنتاج السلع اإلنتاجية‪ ،‬كما في النموذج األول‪.‬‬
‫مراحل رستو للنمو االقتصادي‪ :‬تقوم فكرة النمو االقتصادي على أساس أن االقتصاد القومي ينتقل‬
‫من مرحلة إلى أخرى حتى يصل إلى أعلى درجات النمو االقتصادي وتتلخص هذه المراحل فيما‬
‫(‪)2‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة المجتمع التقليدي‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.64 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ -‬مرحلة التهيؤ لالنطالق‬
‫‪ -‬مرحلة االنطالق‬
‫‪ -‬مرحلة النضج‬
‫‪ -‬مرحلة االستهالك الكبير‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التغيرات االقتصادية العالمية وأثرها على التنمية بالدول النامية‪:‬‬
‫ويمكن تلخيص أهم التغيرات االقتصادية العالمية في أواخر القرن العشرين في أربعة نقاط أساسية‬
‫(‪)3‬‬
‫تتمثل في‬
‫‪ -‬زيادة موجة التحرر االقتصادي‬
‫‪ -‬إقامة منظمة التجارة العالمية‬
‫‪ -‬تزايد قوة التكتالت االقتصادية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور العولمة وسرعة انتشارها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اآلثار اإليجابية للتغيرات االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬التخلص من عناصر عدم الكفاءة في وحدات القطاع العام‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تخصيص الموارد في صالح القطاع الخاص وفي غير صالح القطاع العام مما يرفع‬
‫من اإلنتاجية ويزيد من معدالت األرباح وذلك باعتبار وحدات القطاع الخاص أكفأ من‬
‫وحدات القطاع العام‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض األنفاق الحكومية بسبب التخلص من الدعم الذي كانت تمنحه الحكومة لشركات‬
‫القطاع العام‪ ،‬وزيادة حصيلة الضريبة المفروضة على أرباح المشروعات بعد إصالحها‬
‫وتحويلها للقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬رفع إنتاجية المشروعات التي تتبع مبادئ السوق الحر‪ ،‬وفتح فرص جديدة أمام المدخرات‬
‫الخاصة لتستثمر في مشروعات قائمة أو جديدة وإعادة تدوير األموال المحررة من‬
‫المشروعات العامة بعد بيعها للقطاع الخاص وهذا كله يدفع عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫عبد القادرمحمد عبد القادر عطية‪ ،‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2002/2003،‬ص‪.229.‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.232.231 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الثروة والدخل في صالح الطبقات الفقيرة والمتوسطة من خالل إتاحة الفرصة‬
‫لها لتملك بعض أجزاء وحدات القطاع العام‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلثار السلبية‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الدول النامية ألسواقها بالدول االشتراكية والتي كانت تتحصل عليها من خالل‬
‫االتفاقات الثنائية‪ ،‬بعدما انتهجت هذه الدول سياسات التحرر‪.‬‬
‫‪ -‬مزاحمة االقتصاديات المتحولة للدول النامية في تحركات رؤوس األموال والمعونات‬
‫المتدفقة من الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬احتمال أن تدخل بعض االقتصادات المتحولة في اتحاد اقتصاد الدول األوروبية المتقدمة‬
‫وهو ما يحولها من قوى داعمة للدول النامية إلى قوى منافسة لها‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة معدل البطالة الرسمي بين الفقراء بسبب التحول من القطاع العام إلى القطاع الخاص‬
‫وصرف العمال‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي تحديد األسعار إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة عدد األسر تحت خط الفقر‪.‬‬
‫‪ -‬مخاوف من سيطرت األجانب على رأس المال الوطني بوجه عام واألنشطة اإلستراتيجية‬
‫بوجه خاص من خالل شراء أجزاء كبيرة من المشروعات العامة المطروحة للبيع‪.‬‬
‫* باإلضافة إلى هذه اآلثار السلبية هناك عدة عوامل تعيق عملية التنمية االقتصادية نذكرها فيما‬
‫(‪)1‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬العوائق االقتصادية وتتمثل في‪ - :‬دائرة الفقر المفرغة ( ‪The vicious circle of‬‬
‫‪ – ) poverty‬ضيق حجم السوق ( ‪.) The limited of the market‬‬
‫‪ -2‬العوائق الحكومية للتنمية‪ :‬وتتمثل في توفير وتعزيز لبيئة مستقرة للمشروعات الحديثة أي‬
‫استقرار سياسي واستقالل سياسي والدعم الحكومي لها‪.‬‬

‫(‪ )2‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.233.232.‬‬
‫(‪ << )1‬مالكولم جيلز‪ ،‬دوايت بيركنز‪ ،‬مايكل رومر‪ ،‬دونالد سودجراس >>‪ ،‬اقتصاديات التنمية‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪،‬ص‪،‬ص‪.‬‬
‫‪63.51‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ -3‬القيم االجتماعية كعوائق للتنمية‪ :‬وتتمثل في قيم المجتمع التي لها دور مباشر في تحقيق التنمية‬
‫من عدمه وتتمثل العالقة بينهما حسب التحليالت في خلق عدد كفىء من المنظمين للقيام بعملية‬
‫التنمية‪.‬‬
‫<< المنظم‪ :‬يمكنه تبني اختراع جديد أو طريقة حديثة رفي اإلدارة >> حسب شومبيتر‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تعرفنا على التنمية االقتصادية التي تعتبر عملية تحول شامل لكافة مكونات اقتصاد ما وذلك من‬
‫خالل إحداث تغيير واضح في أحجام وقيم هذه المكونات وعالقاتها الهيكلية البينية والضمنية‪.‬‬
‫ولكن أن أهم إشكاليات التنمية االقتصادية هو كيفية تمويل متطلبات هذه التنمية وهذا ما سنبرزه من‬
‫خالل الفصل القادم‪.‬‬
www.elbassair.net

‫الفصل الثاني‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫مشكل تمويل‬
‫ـ النامية‬
‫ـ في البلدان‬
‫التنمية‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬

‫على الرغم من األساس الذي يجب أن تعتمد عليه الدول النامية في تمويل تنميتها االقتصادية يجب‬
‫أن يرتكز على مواردها المحلية‪ ،‬إال أن الواقع يظهر في كثير من األحيان وجود قصور شديد في‬
‫مصادر التمويل المحلي مما يجعل هذه الدول تستعين بمصادر التمويل الخارجي وعموما فإن‬
‫مشكل التمويل أهم عقبة تعترض عملية التنمية وهذا ما سنتطرق إليه من خالل هذا الفصل‪.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصادر تمويل التنمية في الدول النامية‪:‬‬


‫للوصول إلى نتيجة نبرز فيها مشكل التمويل في الدول النامية‪ ،‬يجب معرفة أوال ماهية التمويل‪،‬‬
‫وما هي المصادر المختلفة لتمويل التنمية في الدول النامية‪.‬‬
‫لتحديد مشاكلها المختلفة واقتراح إجراءات إلنعاش التنمية في هذه الدول‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التمويل‪:‬‬
‫اعتبر التمويل لمدة عقدين من الزمن أنها وسيلة مهمة لتشجيع االستقرار االقتصادي‬ ‫(‪)1‬‬
‫التمويل‪:‬‬
‫وكانت هناك أسباب عديدة لهذه النظرة‪ ،‬أوال أن التقليد السائد في االقتصاد كان يشير إلى أن‬
‫التغيرات تؤثر فقط على األسعار واألجور وليست على الناتج والعمالة أثناء الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫مالكولم جيلز وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪535.534.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫وقد استمر هذا التقليد بصعوبة‪ ،‬وضل الكثير من االقتصاديين في الدول الصناعية والدول النامية‬
‫في األربعينيات والخمسينيات مقتنعين بأن تأثير العوامل الثانوية للسياسة التمويلية وهي السياسة‬
‫النقدية‪ ،‬وقد تميزت هذه األخيرة في الدول النامية أقل كفاءة من الدول المتقدمة ألن جزءا كبيرا من‬
‫العمليات االقتصادية كان يتم على أساس المقايضة وغيرها من المعامالت خارج االقتصاد النقدي‪،‬‬
‫وكانت نسبة استخدام النقد أي نسبة مجموع السلع والخدمات التي يتم تبادلها بالنقود منخفضة نسبيا‬
‫في الدول النامية خاصة في الدول اإلفريقية منخفضة الدخل‪.‬‬
‫ويصعب االستخدام الكفء ألدوات السياسة النقدية في مواجهة التغيرات الدورية حتى في الدول‬
‫ذات االستخدام النقدي العالمي مثل الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬وأخيرا ساءت أسعار الصرف الثابتة في الدول جميعها‬
‫ومنها الدول النامية منذ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وحتى ‪ 1972‬وقد تراخى االلتزام بتثبيت سعر‬
‫الصرف في السبعينات في عدة دول‪.‬‬
‫ومن بداية الثمانينات ازدادت إمكانية إسهام السياسة النقدية عند تطبيقها السليم في الحفاظ على‬
‫االستقرار االقتصادي في اآلجال القصيرة‪.‬‬
‫أما فعاليتها في األجل الطويل فكانت أقل قبوال‪.‬‬
‫لم ينظر للتمويل على أنه يؤدي إلى تحسين المستويات المعيشية على أي حال حاول بعض‬
‫المحللين في السنوات األخيرة مثل‪ () EDWARD CHAW ( :‬ادوارد شاو ) ( ‪RONALD‬‬
‫‪ ( ) MAKINNON‬رونالد ماكنين ) أن للسياسة التمويلية تأثير قوي على التنمية (‪.)2‬‬
‫* ومن خالل ما سبق تحدد تعريفا للتمويل كما يلي‪:‬‬
‫<< توفير األموال ( السيولة النقدية) من أجل إنفاقها على االستثمارات وتكوين رأس المال الثابت‬
‫بهدف زيادة اإلنتاج واالستهالك >>‪.‬‬
‫ويعرف كذلك بأن << البحث عن الطرائق المناسبة للحصول على األموال واالختيار وتقسيم تلك‬
‫الطرائق والحصول على المزيج األفضل بينهما بشكل يناسب كمية ونوعية احتياجات المنشأة‬
‫>>(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪..536 ،‬‬
‫هيثم محمد الزغبي‪ ،‬اإلدارة والتحليل المالي‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،2000 ، 1‬ص‪.77‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫ومنه فالتعريف اإلجرائي لتمويل التنمية فيعني تلك التدفقات المالية المحلية واألجنبية الموجهة‬
‫ـ لهيكل االقتصاد الوطني وتحقيق الرفاهية‬
‫إلنجاز وإحقاق برامج ومشروعات التنمية الضرورية‬
‫االقتصادية للمجتمع (‪.)2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الداخلية لتمويل التنمية‪ :‬ويمكن تقسيمها إلى (‪:)3‬‬
‫‪ -I‬االدخارات االختيارية‪ :‬هي تلك االدخارات التي يقبل األفراد والمشروعات طواعية واختيارا‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫ـ وبين‬
‫‪ -1‬مدخرات القطاع العائلي‪ :‬وتمثل الفرق بين الدخل المتاح أي الدخل بعد تسديد الضرائب‬
‫اإلنفاق على أوجه االستهالك المختلفة وتتمثل مصادر االدخار فيه فيما يلي‪:‬‬
‫* مدخرات التقاعد كأقساط التأمين والمعاشات‪.‬‬
‫* الودائع في البنوك وصناديق التوفير‪.‬‬
‫* االستثمار المباشر في اقتناء األراضي‪.‬‬
‫* سداد الديون ومقابلة التزامات سابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مدخرات قطاع األعمال‪ :‬ويقصد به كافة المشاريع اإلنتاجية التي تستهدف تحقيق األرباح من‬
‫مبيعاتها التي تشكل بدورها مصدرا لالدخارات وتنقسم هذه المدخرات إلى نوعين هما ادخارات‬
‫قطاع األعمال الخاص‪ ،‬وادخارات قطاع األعمال العام << االدخار الخاص يكون من طرف‬
‫ـ القروض‪ ،‬شهادات االستثمار‪،‬‬
‫األفراد والمؤسسات بينما االدخار العام يتكون من الضرائب‪،‬‬
‫اإلصدار النقدي أو ما يسمى بالتمويل بالعجز ( ‪ ) Deficit. Spending‬وهو زيادة حجم السيولة‬
‫النقدية عن طريق إصدار نقود جديدة وهذا األمر قد يتسبب أحيانا في حاالت تضخمية >> (‪.)1‬‬
‫‪ -II‬االدخارات اإلجبارية‪ :‬وهي ادخارات تقطع من الدخول المتحققة لدى األفراد بطريقة إلزامية‬
‫ويتمثل في االدخار الحكومي واالدخار الجماعي والتمويل التضخمي‪.‬‬
‫‪ -1‬االدخار الحكومي‪ :‬يتحقق االدخار الحكومي بالفرق بين اإليرادات الحكومية الجارية‬
‫والمصروفات الحكومية الجارية‪ .‬فإذا كان هناك فائض اتجه إلى تمويل االستثمارات وتسديد‬

‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬محمد علي الليثي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288،‬‬
‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪،‬ص‪.64.63.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫أقساط الديون ( في حالة مديونية الحكومة )‪ ،‬أما إذا زادت النفقات الجارية عن اإليرادات الجارية‬
‫أي في حالة وجود عجز فإنه يتم تمويله عن طريق السحب من مدخرات القطاعات األخرى أو عن‬
‫طريق طبع نقود جديدة‪ ،‬وتعمل الحكومات دائما إلى تنمية مواردها وإلى ضغط نفقاتها بغية تحقيق‬
‫(‪)2‬‬
‫فائض توجهه إلى ضروب ومجاالت االستثمار والتنمية المستهدفة‪.‬‬
‫‪ -2‬التمويل التضخمي‪ :‬وهو أسلوب تستخدمه السلطات العامة للحصول على تمويل إضافي‬
‫عندما تعجز المصادر االعتيادية لإليرادات العامة من تمويل النفقات العامة ويتلخص هذا باالعتماد‬
‫على إصدار نقود ورقية جديدة أو االقتراض من البنك المركزي والبنوك التجارية ويسمى بالتمويل‬
‫التضخمي نتيجة لزيادة اإلصدار النقدي لتمكين الوحدات االقتصادية من الحصول على موارد‬
‫(‪)3‬‬
‫إضافية عندما تعجز مواردها المستقلة في اإلنتاج ومن مساوئ هذا األسلوب نجد‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض القيمة الخارجية للعملة وتأكل قيمتها ومنه انخفاض المدخرات وارتفاع االستهالك‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية وبالتالي ترتفع األسعار وهذا يدفع األفراد الكتناز العملة‬
‫األجنبية والسلع بدال من العملة المحلية وهذا يقلل من عملية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تفاقم العجز في الموازنة العامة وفي ميزان المدفوعات << زيادة الواردات ونقص الصادرات‬
‫>>‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الدخل والثروة بشكل متفاوت وينجم عنه اضطرابات اجتماعية وسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬يعرقل عمليات التخطيط والتنفيذ بما يؤدي على استحالة حساب التكاليف الحقيقية للمشروع‪.‬‬
‫‪ -3‬االدخار الجماعي‪ :‬هي ادخارات تقتطع من دخل بعض الجماعات بطريقة إجبارية طبقا‬
‫لقوانين معينة منها أرصدة صناديق التأمينات االجتماعية بأنواعها المختلفة ويحتل هذا النوع مكانة‬
‫هامة في الدول النامية ألته يقلل من حدة االتجاهات التضخمية المتمثلة في ارتفاع األسعار‪ ،‬كما‬
‫ـ والمعاشات (‪.)1‬‬
‫يتميز هذا النوع من االدخار بمزايا مباشرة مثل خدمات الصحة والتعويضات‬
‫* إن قصور المدخرات المحلية عن تمويل كافة مشروعات التنمية يؤدي بالدول النامية على‬
‫اللجوء إلى مصادر خارجية لسد عجز المدخرات المحلية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المصادر الخارجية لتمويل التنمية‪:‬‬
‫د‪ :‬محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.347،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عرفان تقي الحسيني‪ :‬التمويل الدولي‪ ،‬عمان‪ ،‬المجدالوي‪،1999،‬ص‪،‬ص‪.47.46.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.11،‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫تتعدد صور وأشكال المساعدات اإلنمائية والتمويل الخارجي لعملية التنمية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -I‬التدفقات والتحويالت من المؤسسات والمنظمات الدولية‪:‬‬
‫لعل أهم هذه المؤسسات هي البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ومؤسسة التنمية الدولية ومؤسسة‬
‫التمويل الدولي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -1‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ :‬وأنشئ هذا البنك لعدة أغراض أهمها‪:‬‬
‫* تقديم القروض للدول األعضاء أو المؤسسات االقتصادية الخاصة القائمة في أراضيها‪ ،‬من‬
‫األرصدة الرأسمالية المتاحة‪ ،‬في حالة عدم كفاية االستثمارات الخاصة أو عدم توفير القروض‬
‫الالزمة من مصادر أخرى بشروط مقبولة‪.‬‬
‫* تشجيع االستثمارات الخاصة األجنبية سواء بتقديم الضمانات الالزمة أو بالمشاركة بنصيب في‬
‫القروض األجنبية المقدمة للدول األعضاء‪.‬‬
‫* توفير المعونات الفنية إلعداد وتنفيذ الخطط االستثمارية واإلنمائية والمساهمة في إعداد وتدريب‬
‫الكوادر الفنية واإلدارية التي تحتاجها الدول النامية عن طريق معهد التنمية االقتصادية التابع‬
‫للبنك‪.‬‬
‫يقدم هذا البنك قروض طويلة األجل للتنمية االقتصادية خاصة في الدول النامية‪.‬‬

‫* المؤسسات المساعدة للبنك الدولي‪ )1(:‬هناك ثالث مؤسسات مساعدة له‪.‬‬


‫* مؤسسة التمويل الدولية تأسست عام ‪ :1956‬وينحصر نشاطها في اإلسهام في مشروعات‬
‫القطاع الخاص لدى الدول األعضاء‪.‬‬
‫* مؤسسة التنمية الدولية تأسست عام ‪ 1960‬وتعتبر مصدرا هاما للقروض السهلة أي قروض‬
‫فوائدها منخفضة وآجالها طويلة تقدم للدول النامية << شديدة الفقر ويبلغ متوسط نصيب الفرد من‬
‫الدخل فيها ‪ 580‬دوالر سنويا أو أقل >>‪.‬‬
‫* الوكالة الدولية لضمان االستثمار‪ :‬تهدف على تشجيع االستثمارات األجنبية في الدول النامية‬
‫)‬
‫األعضاء‪ ،‬وتأسست عام ‪1988.(2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يونس أحمد البطريق‪ ،‬السياسات الدولية في المالية العمة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬ص‪.50.‬‬
‫عادل أحمد حشيشي‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000،‬ص‪،‬ص‪.173.172،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫يونس أحمد البطريق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ -3‬صندوق النقد الدولي‪ :‬ويعمل مع البلدان األعضاء على تقليل اختالالت اقتصادها الكلي‬
‫واختناقاتها الهيكلية وإزالة العوائق التي تعترض المدفوعات الدولية ومنع حدوث أزمات مالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المنح واإلعانات‪ :‬تتمثل في تمويل موارد من الدولة المانحة إلى الدولة النامية الممنوح إليها‪،‬‬
‫وقد تكون هذه الموارد في شكل نقدي أو عيني والنقد يكون في شكل عموالت قابلة للتحويل‬
‫والعيني في شكل سلع أو خدمات استهالكية واستثمارية أو عبرات فنية‪.‬‬
‫‪ -3‬القروض‪ :‬قد تكون عامة أو خاصة‪ :‬فالقروض العامة تعقدها حكومات الدول النامية مع الغير‬
‫المقيمين في الخارج سواء كانت حكومات أجنبية أو هيآت تابعة لها أو أشخاص طبيعيين أو‬
‫معنويين سواء كانت هيآت التمويل دولية كالبنك العملي أو صندوق النقد أو الهيآت الدولية التابعة‬
‫لها‪ ،‬أو هيآت التمويل اإلقليمي‪ ،‬أما القروض الخاصة فهي تلك التي يعقدها أشخاص طبيعيين‬
‫ومعنويين من منظمات التمويل الدولية مثل المؤسسة الدولية للتمويل ( ‪ )IFC‬أو من صناديق‬
‫(‪)3‬‬
‫التمويل اإلقليمي‪.‬‬

‫‪ -4‬االستثمار األجنبي‪ :‬يتمثل في استثمار الموارد األجنبية في رؤوس أموال مشروعات التنمية‬
‫وهو‬ ‫(‪)1‬‬
‫في الدول النامية بهدف االستفادة من التكنولوجيا التي ينقلها معه لدفع عجلة التنمية بها‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نوعان‪:‬‬
‫* االستثمار األجنبي المباشر‪ :‬يقوم المستثمر األجنبي بامتالك رأس المال المشروع اإلنتاجي‬
‫ويتولى إدارته أو مساهمته في رأس المال للمشروع كبيرة وتمنحه الحق باالشتراك في اإلدارة‪.‬‬
‫* االستثمار األجنبي غير المباشر‪ :‬ويقتصر على قيام األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين‬
‫في دولة أجنبية على مجرد شراء أسهم المشروعات القائمة أو االكتتاب في أسهم المشروعات‬
‫المراد القيام بها كما ال يحول للمستثمر األجنبي الحق في اإلدارة‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.13.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪WWW.ULUMINSANIA.NET. LE 21/2/2006‬‬

‫عرفان تقي الحسيني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪،‬ص‪.54.52.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪www.elbassair.net‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مشاكل مصادر التمويل وإجراءات إنعاشها في الدول النامية‪:‬‬
‫كما سبق وأشرنا أن أهم العراقيل التي تواجه إخفاق برامج التنمية في البلدان النامية هي مشكلة‬
‫التمويل األداة الرئيسية للتنمية في الدول النامية إلى جانب اإلدارة االقتصادية الكفأة للموارد‬
‫المتاحة‪ .‬وسوف نبرز عوائق مصادرة كل نوع منها على حدا‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عوائق مصادر التمويل الداخلي‪:‬‬
‫بالنسبة لالدخار العائلي‪ :‬نواجه عدة عوائق تعيق التنمية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬انخفاض الدخول‪ :‬بلغ متوسط دخل الفرد في إفريقيا في أواخر السبعينيات حوالي‪400 :‬‬
‫دوالر سنويا‪ ،‬وفي بعض دول آسيا لم يتجاوز‪ 300 :‬دوالر سنويا‪ .‬وذلك الرتفاع الميل‬
‫لالستهالك وبالتالي انخفاض حجم االدخارات(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬أثر المحاكاة‪ :‬أي تقليد األفراد في هذه الدول ألنماط االستهالك في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم كفائية أجهزة تجميع المدخرات مثل المؤسسات المالية والتي تتالئم وظروف كل دولة‬
‫ومرحلة التنمية التي بلغتها‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم استقرار القوة الشرائية للنقود حيث أن األموال التي يدخرها األفراد باالمتناع عن‬
‫اإلنفاق‪ ،‬تضعف مقدرتها في المستقبل على شراء السلع والخدمات‪.‬‬

‫بالنسبة لقطاع األعمال‪ :‬وتتعرض لمجموعة من الصعاب في الدول النامية مثل عدم كفاية البيانات‬
‫المتاحة وعدم وجود حدود فاصلة بين هذا القطاع والقطاع العائلي‪ .‬نظرا لتخلف النظم والقوانين‬
‫في هذه الدول‪ ،‬كما أن مدخرات قطاع األعمال قد ال توجه إلى عملية التنمية‪.‬‬
‫من أهم أسباب انخفاض اإليرادات الجارية للدولية قصور نظامها‬ ‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة للقطاع الحكومي‪:‬‬
‫الضريبي وذلك عن طريق‪:‬‬
‫ـ إلى الدخل القومي بسبب انخفاض متوسط دخل الفرد السنوي‪.‬‬
‫‪ -‬ضآلة نسبة الضرائب‬
‫‪ -‬اتساع نطاق العمليات العينية << المقايضة >>‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إمساك حسابات منظمة في قطاع األعمال‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.352،‬‬
‫السبتي وسيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫ـ وعدم خضوع بعض‬
‫‪ -‬انخفاض مستوى الوعي الضريبي الذي يتجسد بالتهرب الضريبي‬
‫األنشطة للضريبة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى ما سبق هناك عوامل أخرى تعيق عملية التمويل الداخلي منها‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الثقة في المصارف وبالتالي اللجوء لالكتناز‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عن المنافسة المحافظة على األنشطة التقليدية التي تعرقل التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق أسواق األوراق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬هروب رؤوس األموال للخارج نتيجة األوضاع االجتماعية واالقتصادية للدول النامية‬
‫خاصة في حالة التضخم خوفا من احتمال تدهور قيمة العملة المحلية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عوائق مصادر التمويل الخارجي‪:‬‬
‫إن أول ما يواجه الدول النامية ويعترض سبيلها في تحقيق التنمية هو العراقيل التي تواجه‬
‫صادراتها ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم توفر األيدي العاملة الماهرة بالقدر الكافي‪.‬‬
‫‪ -2‬ضيق حجم السوق المحلية إذ يصعب دخول مجال التصدير للسوق الدولية قبل االستفادة‬
‫من مزايا اإلنتاج في السوق المحلية‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبة القدرة على المنافسة في األسواق الدولية بسبب استيراد معظم لوازم اإلنتاج‬
‫للعملية الصناعية‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم توفر االستقرار السياسي واالقتصادي في البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم توفر اإلحصاءات الصحيحة التي تمكن المستثمر من دراسة الجدوى االقتصادية‬
‫للمشروع‪.‬‬
‫‪ -6‬فرض معاملة ضريبية مجحفة على أرباح المستثمر األجنبي‪.‬‬
‫* ومن أهم هذه العوامل التي كان تأثيرها كبيرا على المديونية الخارجية للبلدان النامية في هروب‬
‫رؤوس األموال المحلية إلى المراكز المالية الدولية لدى البنوك المحلية وتراكمها لدى المراكز‬
‫المالية الدولية والتي تقوم فيما بعد بدور الوسيط في تقديم القروض للبلدان النامية والتبعية المالية‬

‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬علي الليثي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.262‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫لها والقبول بشروطها المجحفة‪ ،‬أي بالرغم من مساعدتها للدول النامية فهي تخدم أكبر الدول‬
‫(‪)1‬‬
‫المقرضة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات المقترحة إلنعاش مصادر التمويل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إنعاش مصادر التمويل الداخلي‪:‬‬
‫تعاني المدخرات في البلدان النامية من مشكل تحصيلها ومن أجل مواجهة ذلك يجب إتباع سياسة‬
‫اقتصادية تنموية تعمل على جذب االدخار وذلك من خالل‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -1‬مدخرات القطاع العائلي‪ :‬ومن أهم الوسائل التي يمكن استخدامها لتعزيزها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع في صور االدخار التعاقدي بتشجيع التأمين على الحياة وتنظيم نظم المعاشات والتأمينات‬
‫االجتماعية وتوسيع نطاقها لتشمل جميع األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬تأمين استقرار القوة الشرائية لبعض أدواة االدخار لتشجيع األفراد على اقتنائها واالحتفاظ بها‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاج سياسة مرنة ألسعار الفائدة تجعل األوراق المالية أكثر إغراء من األموال العينة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير أنواع مختلفة من السندات وشهادات االستثمار ترضي رغبات مختلف المدخرين وتقرير‬
‫إعفاءات ضريبية محدودة للمدخرات التي تستثمر فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الوعي االدخاري بين األفراد وفائدته في تأمين مستقبلهم‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة كفاءة األجهزة القائمة على تجميع المدخرات مثل صناديق توفير البريد وبنوك التنمية‬
‫وبنوك االدخار‪.‬‬
‫‪ -2‬مدخرات قطاع األعمال‪ :‬تتوقف مدخراته على السياسة التبعة من طرف الشركات العامة‬
‫والخاصة بتوزيع األرباح‪ ،‬أيضا تتعلق بالسياسة المالية التي تنتهجها الدولة اتجاه هذه الشركات‪.‬‬
‫‪ -3‬المدخرات اإلجبارية‪ :‬يكون االدخار الحكومي من خالل فرض ضرائب مالئمة من خالل‬
‫كفاءة الجهاز الضريبي ومنع التهرب الضريبي والزيادة من مستوى اإليرادات الجارية والتقليل‬
‫من النفقات إلى جانب تحسين الكفاءة االجتماعية للجهاز الحكومي‪.‬‬

‫السبتي وسلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.18.17.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫أما فيما يخص التمويل الضخمي فمن أجل تفادي مخاطره يجب على الدول النامية المتبعة لهذه‬
‫السياسة أن تعمل على زيادة إنتاجها من السلع والخدمات مما يحول دون استمرار ارتفاع معدالت‬
‫األسعار(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الالزمة لجذب رؤوس األموال األجنبية‪:‬‬
‫يعد رأس المال األجنبي عنصرا هاما في عملية التنمية خاصة في المراحل األولى لها‪ ،‬ومن هنا‬
‫وجب على الدول النامية تبني سياسة تعمل على جذب رؤوس األموال األجنبية وتوفير جو‬
‫استثماري لألجانب من خالل إنشاء بعض المرافق العامة وتقديم العديد من التسهيالت واألولويات‬
‫ومنح العديد من اإلعفاءات والحوافز الضريبية إضافة إلى ضرورة توافر مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬البيئة السياسية واالستقرار السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬واقع ترتيبات سعر الصرف في القطر المضيف والنظام المصرفي له‪.‬‬
‫‪ -‬التنظيمات اإلدارية المتعلقة بالعالقات بين المستثمرين األجانب والحكومة المضيفة إضافة‬
‫إلى هذا نجد أنه بالرغم من أزمة المديونية التي تعاني منها هذه الدول‪ ،‬إال أن هذه الهيئات‬
‫الدولية يجب اقتناعها بالمسؤولية في األزمة االقتصادية ودفع للمساهمة في جعل البيئة‬
‫التجارية الدولية داعمة للتنمية‪ .‬باإلضافة أنه يجب على الدول النامية أن تحقق تكامل‬
‫اقتصادي إقليمي من خالل التناسق والتعاون فيما بينها‪ ،‬ويجب أن تنظم إلى األسواق‬
‫(‪)2‬‬
‫العالمية ( على المستوى الدولي ) بإصالح االختالالت في نظمها‪.‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تأسيسا على ما سبق يمكن القول بأن الحاجة إلى التمويل الخارجي للتنمية‪ ،‬إنما نشأ نتيجة لقصور‬
‫المدخرات المحلية عن الوفاء باالستثمارات المطلوبة وهو ما يطلق عليه فجوة الموارد المحلية‪.‬‬
‫ولذلك كانت اإلجراءات إلنعاش مصادر تمويل التنمية للنهوض بهذه األخيرة نحو تحقيق معدالت‬
‫أعلى وأفضل‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬إيمان عطية ناصف التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪،2000،‬‬
‫ص‪.177‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪WWW.esawa.Org. Le 22/02/2005.‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لقد استحوذت قضية التنمية على اهتمام الكثير من الدول بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما تبرزه‬
‫الجهود العديدة إلحقاق برامج التنمية‪ ،‬إال أن تحقيق عمليات التنمية يتطلب موارد ضخمة تتعدى‬
‫المصادر الداخلية لتمويلها وتدفع الدولة إلى التمويل الخارجي وبهذا فإن التنمية تتطلب مصدرين‬
‫أحدهما‪ :‬محلي ( داخلي ) واآلخر خارجي‪ .‬ولكل من المصدرين عوائق يجب على حكومات‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫الدول النامية إتباع إجراءات إلنعاش هذه المصادر وتعزيزها لتحقيق درجات أعلى وأفضل للتنمية‬
‫بهذه الدول‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ I‬الكتب‪:‬‬
‫‪ )1‬أحمد الدوري‪ ،‬التخلف االقتصادي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1983،‬‬
‫‪ )2‬أحمد عادل حشيش‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000،‬‬
‫‪ )3‬جمال الدين لعويسات‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية والتنمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.2000،‬‬
‫‪www.elbassair.net‬‬
‫‪ )4‬سالم توفيق النجفي‪ ،‬أساسيات علم االقتصاد‪ ،‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‪ ،‬مصر‪.2000،‬‬
‫‪ )5‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2003.2002‬‬
‫‪ )6‬عرفان تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬عمان‪ ،‬المجدالوي‪.1999 ،‬‬
‫‪ )7‬مالكوم جيلز‪ ،‬دوايت بيركنز‪ ،‬مايكل رومر‪ ،‬دونالدنسودجراس‪ ،‬اقتصاديات التنمية‪ ،‬دار‬
‫المريخ‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ )8‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬إيمان عطية ناصف‪ ،‬التنمية االقتصادية( دراسة نظرية وتطبيقية)‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ )9‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬محمد علي الليثي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ )10‬محمد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ )11‬نعمة اهلل نجيب إبراهيم‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ )12‬هوشيار معروف‪ ،‬دراسات في التنمية االقتصادية ( استراتيجيات التصنيع والتحول الهيكلي)‪،‬‬
‫دار الصفاء للنشر‪،‬ط‪.2005 ، 1‬‬
‫‪ )13‬هيثم محمد الزغبي‪ ،‬اإلدارة والتحليل المالي‪ ،‬دار الفكر األردن‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ )14‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬السياسات الدولية في المالية العمة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪ -II‬مذكرات‪:‬‬
‫‪ )15‬السبتي وسيلة‪ ،‬تمويل التنمية المحلية في إطار صندوق الجنوب << دراسة واقع المشاريع‬
‫التنموية في والية بسكرة >>‪ ،‬مذكرة ماجستير في االقتصاد تخصص << نقود وتمويل >>‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2005.2004 ،‬‬
‫‪ -III‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪1) www.esawa.org. Ib/arabic‬‬
‫‪2) www.uluminsania.net.‬‬
www.elbassair.net

You might also like