You are on page 1of 12

‫العولمة و الهوية‬

‫من إعداد‬

‫مهدي الرامي‬
‫مروان الركيك‬
‫محمد السهالوي‬ ‫تأطير‪ :‬ذ الحفيان‬
‫ت ع ريفا لع ولمة ‪:‬‬
‫يشير مصطلح العولمة إلى العملية التي يتم فيها انتشار األفكار والسلع والخدمات وحتى‬
‫الناس مختلف دول العالم‪ ،‬مما يخلق الكثير من التفاعل وربما التكامل بين شعوب العالم‬
‫بمختلف ثقافاته وتوجهاته وبين حكومات دول العالم‪ ،‬ويستخدم مصطلح العولمة للداللة على‬
‫إيجاد سوق عالمي يتميز كما ذكرنا في الفقرة السابقة بالتدفق الح ّر لرؤوس األموال وإزالة‬
‫‪.‬القيود وغيرها من األمور‬
‫ف لهوية‪:‬‬
‫ت ع ري ا‬
‫تُعرّ ف الهوية بأنّها مزيج من الخصائص االجتماعية والثقافية التي يتقاسمها األفراد‬
‫ويُمكن على أساسها التمييز بين مجموعة وأخرى‪ ،‬كما تُع ّرف على أنّها مجموعة‬
‫االنتماءات التي ينتمي إليها الفرد وتُح ّدد سلوكه‪ ،‬أو كيفية إدراكه لنفسه‪ ]١[،‬ويجدر‬
‫أن الهوية تتأثّر بع ّدة خصائص خارجة عن سيطرة األفراد؛ كالطول‪ ،‬والعرق‪،‬‬ ‫بالذكر ّ‬
‫والطبقة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬واآلراء السياسية‪ ،‬والمواقف األخالقية‪ ،‬والمعتقدات‬
‫‪.‬الدينية‬
‫أنواع ا لع ولمة ‪:‬‬
‫العولمة االقتصادية‪ :‬تقوم العولمة اإلقتصادية على عدّة ركائز أساسية منها تحرير رأس المال والتجارة الدولية‪ ،‬وإزالة القيود‬
‫والحواجز الجمركية أو الحدودية أو الحواجز المعنوية مثل القوانين لتس ّه ل عملية تبادل السلع والبضائع‪ ،‬مما أدى إلى ظهور شركات‬
‫متعددة الجنسيات وشركات عابرة للقارات األمر الذي أدى إلى جعل العالم مجرد سوق اقتصادي‪ ،‬الغني فيه يزداد غنى والفقير فيه يزداد‬
‫‪.‬فقراً‪ ،‬وبمعنى آخر فالعولمة االقتصادية تقوم على أن القوي هو المهيمن والضعيف فيها يؤكل‬

‫العولمة الثقافية‪ :‬تقوم العولمة الثقافية على محاولة التأثير على القيم والمفاهيم الحضارية واألخالقية وسلوكيات المجتمعات‬
‫والدول‪ ،‬وذلك لمحاولة تطبيق دولة ما لنموذجها الثقافي على باقي دول ومجتمعات العالم‪ ،‬وهي بمعنى آخر تشير إلى الغزو الثقافي‬
‫‪.‬والفكري‬

‫العولمة القيمية‪ :‬بما أن نهوض أمة ما يعتمد على ثقافة وأفكار وقيم شعبها‪ ،‬فهناك بعض الدول تسعى إلى تفكيك هذا القوة وذلك من‬
‫‪.‬خالل نقل قيمها إلى دول أخرى وذلك من خالل وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة على اختالفها‬

‫العولمة السياسية‪ :‬تقوم العولمة السياسية على التدخل في سيادة الدول الضعيفة من قِبل الدول األكثر منها قوة‪ ،‬حيث تدخل في‬
‫‪.‬شؤونها السياسية ومواردها الطبيعية بحجج كثيرة منها نشر الديمقراطية أو حقوق اإلنسان أو غيرها من المبررات للتدخل‬
‫أنواع ا لهوية ‪:‬‬
‫ضح ماهية اإلنسان ومن هو‪ ،‬وتشمل عدّة عوامل؛ كالرقم الوطني‪ ،‬وبصمات األصابع‪ ،‬وجواز‬ ‫الهوية الفردية‪ :‬وهي الهوية التي تُو ّ‬
‫السفر‪ ،‬وشهادة الميالد‪ ،‬والتاريخ الشخصي‪ ،‬واألصدقاء‪ ،‬والعائلة‪ ،‬والعالقات‬

‫الهوية االجتماعية‪ :‬وهي غير اختيارية ألنّها تلتزم بمفهوم األدوار االجتماعية وطرق التص ّرف المفروضة على فئة محددة؛ كاألطفال‬

‫الهويات المتعددة‪ :‬يُجادل علماء االجتماع أنّ الهوية أعقد م ّما سبق‪ ،‬وذلك ألنّها تتأثّر بعدّة عوامل ترتبط بالقضايا االجتماعية‬
‫والعرق‪ ،‬والعمر‪ ،‬والجنسية‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫‪.‬المحيطة؛ كالطبقة االجتماعية‪ ،‬والجنس‪ِ ،‬‬

‫‪.‬وصمة الهوية‪ :‬ترتبط بأيّة صف ٍة جسدي ٍة أو اجتماعية غير مرغوب فيها‬


‫‪:‬اآلثار السلبية للعولمة على الهوية‬
‫انطالقا ً من الفصل األول من أن العولمة وصف لظواهر متعددة كالتقدم المذهل في وسائل االتصال واالنفتاح المعلوماتي وذهاب الحواجز بين‬
‫الدول مع سلطة القطب الواحد الذي يسعى للهيمنة االقتصادية والعسكرية والثقافية والسياسية وهذا ما حدا بالبعض إلى أن يسميها األمركة‪ ،‬ولألسف‬
‫إن أمريكا ال تهدف إلى تطبيق قيمها فحسب‪ ،‬بل إنها تنطلق من مصالحها الذرائعية المجردة من المبادئ والتي تكيل بمكيالين والتي تشكل خطورة‬
‫عظيمة على القيم واألخالق والهويات ال سيما اإلسالمية‬

‫فضالً أن العولمة تحمل فكرة استبداد القوي الذي يسخر إرادات الشعوب الضعيفة لصالحه‪ ،‬وتكمن في فكرة سيطرة المهيمن على االقتصاد‬
‫العالمي والقوة العسكرية واإلدارة السياسية على شعوب العالم الفقيرة‪ ،‬بل والسعي إلفقار ما ليست فقيرة‪ ،‬وتكمن كذلك في فكرة اإلذابة التي يقوى‬
‫عليها من يمتلك أدوات االتصال والتحكم بها‪ ،‬وبالمعلومات وبإنتاجها‪ ،‬وتدفقها دونما مراعاة لثقافات الشعوب وحاجاتها وخصوصياتها وإمكاناتها‬
‫إيجابيات العولمة‬
‫تتعدد إيجابيات العولمة في الكثير من الجوانب المختلفة‪ ،‬نذكر منها‬

‫من الجانب االقتصادي‬

‫فيما يأتي أهم اإليجابيات التي تحقّقت نتيجة العولمة في الجانب االقتصادي‪ :‬تحقيق استفادة أكبر للمنتجين وال‪f‬مستهلكين جرّاء توسّع‬
‫األسواق‪ .‬رفع مستوى دخل األفراد‪ ،‬وخاصةً في ال‪f‬دول التي أصبح بإمكانها التوسّع اقتصاديا ً بشك ٍل أسرع‪ .‬حرية تنقّل القوى العاملة بين‬
‫الدول المختلفة‪ ،‬م ّما يُساعد على تبادل‪ f‬األفكار والمهارات‪ .‬المساهمة في س ّد العجز االقتصادي لبعض ا‪f‬لدول؛ وذلك بالسماح لها باقتراض‬
‫األموال من األسواق الرأسمالية‪ .‬وفرة بضائع أكثر بأسعار أقل؛ إذ تُش ّجع العولمة الدول على التركيز على مجال صناعتها‪ ،‬وبالتالي رفع‬
‫جودة منتجاتها باستخدام أقل الموارد المتاحة‪ ،‬م ّما يُساهم في النمو االقتصادي‪ ،‬وخفض تكلفة السلع والخدمات وجعلها في متناول األيدي‬
‫خاصةً ألصحاب الدخل المحدود‪ .‬توسيع نطاق األعمال؛ حيث تُتيح األسواق الكبرى الفرصة أمام الشركات للوصول إلى شريحة أكبر‬
‫‪.‬من العمالء‪ ،‬وبالتالي زيادة اإليرادات‬
‫ا لجانبا لسياسي‪:‬‬
‫ع ّز زت العولمة انتشار الديمقراطية وزيادة الوعي بحقوق اإلنسان‪ ،‬فعلى الرغم من الفجوات التكنولوجية‬
‫الهائلة إال أنّ العولمة لعبت دوراً مه ّما ً في إضفاء طابع ديمقراطي على وسائل اإلعالم‪ ،‬وذلك من خالل شبكات‬
‫شجعت على تعزيز االنفتاح السياسي‪ ،‬والقضاء على الفساد‪ ،‬وسوء استخدام‬ ‫التواصل االجتماعي‪ ،‬التي ّ‬
‫‪.‬السلطة‪ ،‬وتحسين التمثيل السياسي‬
‫منا لجانبا الجتماعيو ا لثقافي‪:‬‬
‫ق دولي‪ ،‬فضالً عن مساهمتها في تركيز أنظار العالم على‬ ‫ع ّززت العولمة العدالة المجتمعية على نطا ٍ‬
‫قضية حقوق اإلنسان‪ ،‬أ ّما على الصعيد الثقافي‪ ،‬فقد كان للعولمة فضل كبير في تنمية شبكات التواصل‬
‫المعرفية والثقافية‪ ،‬كما أ ّدت الى تطوير أنماط الحياة‪ ،‬والسلوكيات االستهالكية لألفراد‪ ،‬كما ّ‬
‫أن للعولمة الثقافية‬
‫األثر اإليجابي في التغطية اإلعالمية؛ وذلك في صبّ اهتمام الشعوب نحو مأساة األفراد في ظل الزيادة‬
‫السكانية الضخمة‪ .‬ساهمت العولمة في تحرير وسائط اإلعالم عالمياً؛ فأصبحت بذلك أكثر موضوعيةً وبُعداً‬
‫عن التعصّب واالنحياز‪ ،‬وع ّززت روح االنتماء للمجتمع المحيط‪ ،‬وش ّجعت على تطوير مستوى الفنون‬
‫وتبادلها‪ ،‬وساهمت في زيادة وعي األفراد حول طبيعة السلع المستهلكة وظروف إنتاجها‪ ،‬كذلك فقد جعلت‬
‫الحوار بين الثقافات حاجةً أساسيةً لتحقيق التضامن الدولي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فقد ساهمت العولمة في نشر‬
‫التطورات التكنولوجية‬
‫ّ‬ ‫التكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬وذلك بتشجيع التواصل المستمر بين البلدان‪ ،‬م ّما يعني تبادل‬
‫بشكل أسرع بينها‬
‫ٍ‬ ‫والمعرفة‬
‫س لبياتا لع ولمة علىا لمجتمع ‪:‬‬
‫فيما يأتي‬
‫خلق عبء على موظّفي الموارد البشرية في البحث عن أفضل المر ّشحين لشغل الوظائف من مختلف الدول‪ ،‬والتعامل مع الفروق الثقافية‪ ،‬واللغوية‬
‫زيادة تكلفة بيع المنتجات في الدول الخارجية؛ وذلك بسبب فرض الرسوم الجمركية ورسوم التصدير‪ .‬صعوبة إدارة رواتب الموظفين‪ ،‬ومتابعة التزامهم‬
‫‪.‬بالتعليمات‪ ،‬والقوانين المتعلقة بتشغيل العمالة‪ ،‬وتنظيم الضرائب‪ ،‬وذلك بسبب تع ّدد األسواق‬
‫فقدان الهوية الثقافية؛ نظراً لسهولة التنقل بين الدول‪ ،‬حيث أصبح من السهل االندماج في ثقافات المجتمعات األخرى‪ ،‬ومحاولة تقليد الثقافات األخرى األكثر‬
‫‪.‬نجاحاً‪ ،‬م ّما يُه ّدد المالمح المميزة للثقافة األصلية وفقدان التن ّوع الثقافي العالمي‬
‫استغالل العمالة الوافدة؛ حيث تدفع المنافسة الشديدة بين الشركات لتقديم سلع منخفضة التكلفة لكسب أكبر عدد من العمالء على حساب إيجاد عمالة وافدة‬
‫‪.‬بتكاليف أقل واستغالل طاقاتهم‬
‫صعوبات توسّع الشركات عالميا ً؛ حيث يحتاج ذلك إلى رأس مال كبير‪ ،‬باإلضافة الى مرونة عالية‪ ،‬وقدرة على مواكبة قوانين العمل المتغيّرة والخاصة بك ّل‬
‫‪.‬دولة‬
‫خطر فقدان الوظائف المحلية نظراً إلى تفضيل بعض الشركات للعمالة الوافدة أو نقلها مجال عملها خارج نطاق الدولة‪ .‬تركيز القوة والثروة في أيدي فئة‬
‫‪.‬محددة من الشركات الكبرى‪ ،‬والتي قضت بدورها على منافسيها من الشركات الصغرى حول العالم‬
‫التأثير السلبي على البيئة؛ حيث أ ّد ت العولمة إلى زيادة االعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة‪ ،‬م ّما أ ّدى الى ارتفاع مستويات التلوث‪ ،‬واالحتباس‬
‫الحراري‪ ،‬حيث تبحث الشركات عن البلدان التي تكون فيها القوانين البيئية أقل صرامة؛ لتتم ّكن من التوسّع في إنتاجها دون رقابة مشددة‪ .‬ي أهم آثار العولمة‬
‫‪:‬التي انعكست سلبا ً على المجتمعات‬
‫‪:‬سبل مقاومة اآلثار السلبية‬

‫مقاومة اآلثار السلبية للعولمة على الهوية يأخذ أبعاداً متنوعة‪:‬‬


‫أولها‪ :‬تعزيـز الهويـة بأقوى عناصـرها‪ ،‬وهـو العودة إلـىـ اإلسـالم‪ ،‬وتربيـة األمـة عليـه بعقيدتـــه القائمـة علـىـ توحيـــد‬
‫ينـ" [المنافقون‪ :‬مـن‬‫لمؤ ِمنِ َ‬
‫ه َولِ ُ‬
‫سـولِ ِ‬ ‫هللاـ ‪ -‬سـبحانه ‪ ،-‬والتـيـ تجعـل المسـلم فـيـ عــزة معنويـــة عاليـــة " َولِلَّ ِ‬
‫هـ ال ِع َّز ُةـ َولِ َر ُ‬
‫اآلية‪ ،]8‬وبشريعتـه السـمحة وـأخالقـه وقيمـه الروحيـة وتقويـة الصـلة باهللـ ‪ -‬سـبحانه وـتعالـى ‪ -‬واليقيـن بنصـره وتمكينـه‬
‫للمؤمنيـن إذا اسـتجابوا لربهـم وـقاموا بأسـباب النصـر‪ ،‬فالهزيمـة الحقيقيـة هـيـ الهزيمـة النفسـية مـن الداخـل حيـث يتشرـب‬
‫المنهزم كل ما يأتيه من المنتصر‪ ،‬أما إذا عززت الهوية ولم تستسلم من الداخل فإنها تستعصي وال تقبل الذوبان‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬العنايـة باللغة العربيـة في وـسائل اإلعالم ومناهج التعليمـ وتسـهيل تدريسها وتحبيبها للطالب‪ ،‬ومن العناية‬
‫باللغة العربية تفعيل التعريب والترجمة وـالتقليص من التعلق باللغات األخرى إال فيـ حدود الحاجة الالزمة‪.‬‬
‫ثالثه ا‪ :‬إـبراز إيجابيات اإلسـالم وعالميتـه وعدالتـه وحضارتـه وثقافتـه وتاريخـه للمسـلمين قبـل غيرهـم‪ ،‬ليسـتلهموا‬
‫أمجادهم ويعتزوا بهويتهم‪.‬‬
‫"إـن الرد الحقيقـي علـى الطاغوت الحالـي الذي يسـمىـ العولمـة‪ ،‬هـو إـبرـاز النموذج الصـحيح الذي يجـب أـن يكون عليـه‬
‫اإلنسـان‪ ،‬لكـيـ يصـدق الناس فـيـ عالـم الواقـع‪ -‬أنـه يمكـن أـن يتقدم اإلنسـان علمياً وتكنولوجياً واقتصـادياً وحربياً وسـياسياً‬
‫وهـو محافـظ علـى إنسـانيته‪ ،‬محافـظ علـى نظافتـه‪ ،‬مترفـع عـن الدنايـا‪ ،‬متطهـر مـن الرجـس‪ ،‬قائـم بالقسـط‪ ،‬معتدل‬
‫ط" [الحديد‪ :‬من اآلية‪.]25‬‬ ‫اس بِال ِقس ِ‬
‫م ال َّن ُ‬
‫مي َزانَ لِيَ ُقو َ‬
‫اب َوال ِ‬ ‫سلَ َنا بِالبَيِّ َناتِ َوَأن َزل َنا َم َع ُه ُ‬
‫م الكِ َت َ‬ ‫الميزان"(‪" )1‬لَقَد َأ َ‬
‫رسل َنا ُر ُ‬
‫إن العولمة يجب أن تكون من أجل اإلنسان‪ -‬في العلوم والتقنيات والتعامل والتعاون الذي يحترم فيه البشر بعضهم‪ ،‬أما‬
‫‪.‬الديانات والثقافات والتقاليد فهي حضارات الشعوب ملك لهم تشكل تنوعا ً غير ممل بشرط أال يتعدى أحد على اآلخر‬
‫وأن نعلم أن هويتنا وذاتيتنا بعمقها الديني والحضاري ال بديل لها من أية حضارة أخرى مهما بدا في زينتها‪ .‬فثقافتنا عالمية‪،‬‬
‫أبدعت وأضافت وأعطت‪ ،‬ورغم خصوصيتها كانت إنسانية شاملة‪ ،‬ال بتراثها اإلسالمي وهو ذروة عطائها‪ -‬ولكن بما‬
‫تجاوزته من عناصر الحضارات األخرى‪ ،‬وبلغتها العربية وفنونها وآدابها‪ .‬وكما صنعت األمة ثقافتها‪ ،‬صنعتها ثقافتها‪،‬‬
‫وحافظت على هويتها عبر أداتها التعبيرية لغة القرآن‪ ،‬فال تكاد تملك لغة من اللغات ما تملكه اللغة العربية من تراث فكري‬
‫مكتوب‪ ،‬ال في الكم‪ ،‬وال في النوع‪ ،‬وال في النسق اللغوي المتماسك‬
‫رابعها‪ :‬العمل على نهوض األمة في شتى الميادين دينيا ً وثقافيا ً سياسيا ً وعسكريا ً واقتصاديا ً وتقنياً‪ ،‬ومحاربة أسباب‬
‫وم‪َ ,‬حتَّى‬‫التخلف والفساد‪ ،‬نغير ما بأنفسنا من تخلف وتقاعس‪ ،‬فإن من سنن هللا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬التغيير "ِإ َّن هَّللا َ ال يُ َغيِّ ُر َما بِقَ ٍ‬
‫يُ َغيِّرُوا َما بَِأنفُ ِس ِهم" [الرعد‪ :‬من اآلية‪ ،]11‬وقد نبه القرآن الكريم على أهمية العمل " َوقُ ِل اع َملُوا فَ َسيَ َرى هَّللا ُ َع َملَ ُكم َو َرسُولُهُ‬
‫ون" [التوبة‪ :‬من اآلية‪]105‬‬ ‫‪َ .‬وال ُمؤ ِمنُ َ‬
‫وهناك أيضا عدة أساليب اخرى…‬

You might also like