Professional Documents
Culture Documents
محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق
محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق
االستاذ الدكتور
سعود جايد مشكور العامري
الطبعة الثانية
2014م
1
المقدمة
يعد التضخم من المواضيع االقتصادية التي تنال أهمية بالغة وخاصة في دراسات المشـاكل االقتصادية
المعاصرة ،إذ أصبح االرتفاع في المستوى العام لألسعار وما يؤول إليه من تناقص في القوة الشرائية لوحدة النقد
وما يصاحبه من ارتفاع لألجور والمضاربة ،ظاهرة من الظواهر المالزمة للحياة االقتصادية منذ الخروج من
قاعدة الذهب في بداية السبعينات من القرن الماضي ،بحيث لم تفلت أية دولة في العالم من الوقوع في مشاكل
التضخم .كما أن التضخم ينعكس على األفراد والشركات على حد سواء ،فالضرر الناجم عن التضخم يصيب
األفراد مثلما يصيب الشركات ،وخصوصا فيما يتعلق بانخفاض القوة الشرائية لرأس المال والفوائد بالنسبة
للمدخرين والمستثمرين.
كذلك يضلل التضخم ب الكامل إدارات الشركات من خالل إيقاعها في أوهام تحقيق األرباح بينما هي في
الواقع ال تمثل إال أرباحا أسمية ،وذلك من خالل تشويه حسابات الربحية ،األمر الذي إلى تطبيق القوانين
الضريبية على مكاسب وهمية ،فضال عن أن التضخم يضلل عملية تقدير القيمة الحالية للشركة أو قيمة ثروتها
الفعلية .
2
التاسع توضيحا إلمكانية تطبيق محاسبة التضخم ( القاعدة المحاسبية ) في العراق ،
وجاء الفصل العاشر واألخير ليتناول حالة عملية عن تعديل البيانات المحاسبية .
أن هذا الكتاب من حيث محتواه ومضمونه يخصص الى إدارات الشركات
التي تقع على عاتقها مسؤولية اتخاذ القرارات المالية واإلدارية واالجتماعية والتي
يعتمد نجاحها على نظام المعلومات المحاسبي الموضوعي والواقعي .
وفي الختام فال يدعي المؤلف الكمال لهذا الكتاب فالكمال هلل وحده ،إال أنه
يعد مساهمة متواضعة يمكن من خاللها النظر إلى المعالجات التي تستخدم في الحد
من آثار التضخم على القرارات اإلدارية والمالية واالقتصادية واالجتماعية .نأمل أن
يستفيد كل من الباحثين والدارسين والمحاسبين والمستفيدين بشكل عام مما ورد في
هذا الكتاب وهللا الموفق.........
المؤلف
2014
3
الفهرس
رقم المضمون
الصفحة
التسلسل
المقدمة...............
الفصل األول
التضخم
المفهوم ،األنواع ،طرق القياس ،النظريات
الفصل الثاني
4
ثالثا -أهداف معالجة وتعديل أثار التضخم
الفصل الثالث
السلوكيات الناجمة عن التضخم
أوال -:المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية للتضخم
ثانيا -:التضخم وتغيير السلوكيات
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
تأثير التضخم على عائد االستثمارات
أوال -:األسس العامة لحماية عائد االستثمار .
ثانيا -:التضخم والثوابت المالية .
الفصل السابع
تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)
5
أوال :معدل الخصم أو كلفة رأس المال
ثانيا :تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار
الفصل الثامن
معايير تقييم الشركة والتضخم
الفصل التاسع
إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق
( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )
أوال -:المعلومات المحاسبية والتضخم .
ثانيا -:مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية .
ثالثا -:أساليب معالجة اثر التضخم االقتصادي على الكشوف المالية .
رابعا -:القاعدة المحاسبية ( )8الصادرة في العراق .
الفصل العاشر
تعديل البيانات المحاسبية
( حالة عملية )
أوال -:الطريقة المباشرة لتعديل النتيجة ( الربح )
ثانيا :الطريقة الشاملة لتعديل جميع الحسابات
ثالثا -:اختالف النتائج الحقيقية عن النتائج الظاهرية
المصادر العلمية
أوال -:المصادر العربية
ثانيا - :المصادر األجنبية
6
الفصل األول
التضخم
النظريات، طرق القياس، األنواع، المفهوم
Inflation
Concept, Kinds ,Methods of Measurement,
Theories
7
الفصل األول
التضخم
المفهوم ،األنواع ،طرق القياس ،النظريات
Inflation
Concept, Kinds, Methods of Measurement, Theories
إن النظرة الموضوعية لظاهرة التضخم التي عدت الظاهرة األولى في القرن العشرين
تقود إلى الحكم على إنها تعتبر إحدى المشكالت االقتصادية الرئيسة التي تعاني منها االقتصاديات
المتقدمـة والنامية على حد سواء ،إال إن الفكر االقتصادي اخذ يرسي دعائم وشواهد حكمه
االيجابي على اعتبار التضخم ظاهرة اقتصادية صحية في مضمار النمو واستحداث التنمية وانه
يجب عدم اعتباره ظاهرة تنموية عائقة ،والمشكلة هنا ليست في التضخم ذاته وإنما في كيفية
استخدامـــه والتحكم فيه ومعالجة المشاكل الناجمة عنه.
كما إن موضوع التضخم يعد من أكثر المواضيع التي حظيت باألبحاث في السنوات
األخيرة ،وبالرغم من ذلك ما زال في حاجة إلى المزيد خاصة بالنسبة الى البلدان النامية في
مجال السياسات والمعالجات لكسر حدة التضخم أو تجاوز أثاره ،فبينما حققت البلدان المتقدمة
بعض النجاحات في محاربة هذه الظاهرة والحد من آثارها يقف العديد من الدول النامية لحد اآلن
موقفا ضعيفا لتحقيق معالجة حقيقية لهذه الظاهرة .
وبالنظر لكون الدراسة في هذا الكتاب تتركز على تحديد أساليب لمعالجة مشـاكل
التضخم التي تعاني منها الشركات واألفراد نتيجة آثاره على النشاط االقتصادي فإنه من
الضروري إلقاء الضوء على التعاريف والتحاليل الفكرية النظرية والمدرسية لظاهرة التضخم مع
التطرق ألهم مسبباتها وعوامل نشأتها وأنواع التضخم والسياسات النقدية والمالية لضبط
التضخم .وعليه فأن هذا الفصل يتناول المحاور التالية-:
أوال :تاريخ التضخم Date of inflation
ثانيا :مفهوم التضخم The concept of inflation
ثالثا :النظريات المفسرة للتضخم The theories that explain inflation
رابعا :معايير تصنيف التضخم Classification criteria for inflation
خامسا :قياس التضخم Inflation measured
8
أوال :تاريخ التضخم Date of inflation
البد من اإلشارة في بادئ األمر الى انه ال يوجد هنالك تاريخ عالمي محدد لبداية حدوث
التضخم كما انه لم يكن سابقا ينـــظر إليه كما ينظر إليه حاليا من حيث مفهومه وقياس مداه
ودرجة تأثيره وبغية أن يكون هنالك توضيح للفترات التي حدث فيها التضخم يمكن استعراض
تاريخ التضخم على شكل حقب زمنية وحسب المعلومات المتوفرة عن ذلك وكما يلي-:
خير دليل على ذلك والتي خلفت شحة في المنتجات الزراعية وباألخص الحبوب أعقبتها موجة
في ارتفاع األسعار آنذاك تم تجاوزها بحزمة من اإلجراءات االقتصادية وعلى مدى سنوات من
بينها شراء الحبوب وتخزينها ثم تقنين توزيعها على مواطني مصر في سنوات الشحة .
وتشير المعلومات التاريخية كذلك الى أن هنالك موجة تضخم (ارتفاع باألسعار) قد
حدث بحدود عامي 218 -220قبل الميالد في اإلمبراطورية الرومانية نتيجة الحروب التي
شنتها اإلمبراطورية حيث عمدت الدولة الى تخفيض نقاء عملتها المعدنية ووزنها لتمويل
عملياتها العسكرية فأفضى ذلك الى االرتفاع باألسعار.
9
القرن الخامس عشر الميالدي ،وبذلك يعد هذا األجراء أول معالجة للتضخم من خالل استخدام
السياسات النقدية .
كذلك حدثت موجة من التضخم في عدد من بلدان أوربا في القرن السادس عشر الميالدي
بسبب االستعمار االسباني ألجزاء من القارة األمريكية الجنوبية وزيادة إصدار العملة المعدنية
لسد االحتياجات المتزايدة عليها وحدثت موجة من ارتفاع األسعار في انكلترا وفرنسا في القرنين
السادس عشر والسابع عشر الميالدي بسبب النمو الذي حدث فيهما كما حدث نفس الشيء في
اليابان وباألخص في النصف الثاني من القرن السابع عشر كما توالت بعد ذلك موجات التضخم
النقدي خالل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميالدي في العديد من دول العالم ومن بينها
مصر إذ يشير التاريخ الى أن األسعار قد ارتفعت فيها (عام 1215هجرية) لجميع المواد والسلع
المتداولة في السوق حتى ارتفع سعر كل شيء عشرة مرات وأكثر ،مما أدى الى اضطراب جميع
المعامالت الخاصة باإلفراد وأسعار البضائع والعقارات.
10
شهد العصر الحديث ابرز حاالت التضخم النقدي في يوغسالفيا عام 1990بعد انهيار المعسكر
االشتراكي الى جانب حدوث وتائر تضخمية عالية في روسيا والمكسيك وغيرها ،كذلك التضخم
باألسعار الذي حدث في العراق منذ عام 1990بعد فرض العقوبات االقتصادية الدولية عليه ،إذ
بلغ معدل التضخم في عام 2000م أكثر من (. )%1000
ويالحظ أن هذه الحاالت من معدالت التضخم العالية قد اقترنت بالحروب والهزائم
والثورات واالضطرابات وعدم االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي.
ومن هنا فان التضخم كظاهرة ليس امرأ حديثا بل أن جذوره التاريخية قديمة غير أن
تصاعد االهتمام بقضية التضخم بدأ يتجلى بشكل ملحوظ على صعيد الفكر االقتصادي وكذلك
على ساحة الدراسات االقتصادية التطبيقية منذ الحرب العالمية األولى ،والواقع آن تزايد االهتمام
بقضية التضخم لم يأتي كنتيجة للتطور التلقائي للعلوم االقتصادية ولكنه يرجع إلى تغيرات
أساسية حدثت على صعيد الواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي منذ الثالثينات من القرن
الماضي تعد في مجملها من تأثيرات التضخم النقدي وانعكاساته ،ومن ابرز ذلك التطور الذي
شهده النظام النقدي وشيوع النقود االئتمانية التي هي أكثر أنواع النقود عرضة للتقلبات
والتغيرات.
كما يالحظ ومن خالل الوقائع واألحداث التاريخية أن التضخم يتطور بمرور الزمن
وباتجاه واحد وغير قابل للتراجع كما يالحظ المتتبع للشؤون االقتصادية بوضوح أن األسعار
تنمو وتتطور خالل الزمن ،فأسعار العقد األول من القرن الحادي والعشرين ليست بمثل أسعار
عقد التسعينات من القرن العشرين لذلك فأن التضخم لم يعد اليوم حدث عرضي يزول بزوال
األسباب التي أدت إلى ظهوره ،وإنما يشكل ظاهرة تالزم اغلب اقتصاديات بلدان العالم.
ال يزال مفهوم التضخم كان عرضة إلى االختالف بين المدارس الفكرية االقتصادية،
ويرجع سبب ذلك الى أن نظرية التضخم قد مرت بتطورات عديدة تبعا لتطور الفكر ،لذلك فقد
عـرف التضخم بطرق مختلفة وقد تم التوصل الى أن هنالك ثالث اتجاهات لتعريف التضخم
أولهما يعرف التضــخم بناءا على مسبباته والثاني يعرفه بناءا على أسبابه والثالث يعرف
التضخم بناءا على مظـاهره وأسبابه وكما يلي:
االتجاه االول :يعرف التضخم بناءا على مسبباته ،إذ يؤكد االقتصادي فريدمان M.
Friedmanبأن التضخم هو ظاهرة نقدية دائما كذلك يرى Goulbornالتضخم بأنه قدر كبير
11
من النقود تطارد قليال من السلع ،وهذا ما يؤكد بأن التضخم ظاهرة نقدية صرفة من خالل إيجاد
العالقة بــين كمية النـــقود كسبب واألسعار كنتيجة.
االتجــاه الثانـي :يهـــتم بأسباب التضخــم ومظـــاهره الخـــارجية ،يعــرف
االقتصـادي ) (Emie .J Memesيعرف التضخم بأنه حركة صعودية لألسعار تتصف
باالستمرار الذاتي تنتج عن فائض الطلب الزائد عن قدرة العرض وهذا االتجاه في الغالب يميز
وجهة النظر الكنزيـة عموما وفي هذا اإلطار يعرفه كينز ) (Keynesبأنه ضالة مرونة العرض
أمام الزيادات الحاصلة في الطلب ،ويعرفه ليرنر ) (Lernerبأنه زيادة الطلب على العرض أي
أن مؤيدو هذا االتجاه أبدوا أرائهم فـي تعريف التضخم بالنظر الى مصادره الرئيسة ،كما يرى
أنصار هذا االتجاه أيضا أن الطلب يزداد بزيادة العرض النقدي أو الطلب الحقيقي على السلع
والخدمات المتوافرة في حين أن العرض يقل نتيجة نشوء االحتكارات أو تشوه هيكل اإلنتاج او
بفعل العوامل الخارجية كالحروب.
االتجاه الثالث :يعرف التضخم بالتركيز على خصائص ومظاهر التضخم واآلثار
الناتجة عنه وهو االتجاه السائد حاليا بــين معظم االقتصاديين حيث يصـف التضـــخم بأنه
االرتـفاع المستمر والملموس في المستويـــات العامة لألسعار خالل فترة معينة من الزمن ومن
هؤالء االقتصاديين روبنسون Robinsonالذي يعرفه بأنه (ارتفاع األسعار) بينما يعرفه فالمان
( )Flamanبأنه (حرك ة االرتفاع العام باألسعار) وقد أيد الكثير من المفكرين االقتصاديين هؤالء
في تعريفهم للتضخم بأنه االرتفاع باألسعار حتى أصبح هذا التعريف شائعا بين الجميع ،وقد
اشترط البعض في هذا التحليل الدوام واالستمرارية في االرتفاع ولهذا ال يمكن تسمية االرتفاع
المؤقت بأنه تضخما .
لكن يبقى السؤال المطروح قائما حول متى يمكن اعتبار ارتفاع األسعار مستمرا أو
مؤقتا أي ما هي المدة الالزمة العتباره مؤقتا أو مستمرا وما هو المعدل المطلوب الذي تصل إليه
األسعار في ارتفاعها لكي يعتبر معدال ًتضخميا مقبوال.
في ضوء هذه االتجاهات الثالث فأنه يمكن تعريف التضخم بأنه ( كل زيادة في الطلب
الكلي الفعال عن العرض الكلي للسلع والمنتجات في فترة زمنية معينة تؤدي الى زيادة في
المستوى العام لألسعار) ،أي أن التضخم يمثل ضغط الطلب الكلي على السلع والخدمات بحيث
يتجاوز العرض الكلي المتاح من الناتج من هذه السلع والخدمات ،وفي مثل هذه الحالة فأن الزيادة
في الطلب الكلي(إنفاق المستهلكين وإنفاق الدولة على السع والخدمات ) ستترجم الى ارتفاع في
المستوى العام لألسعار.
12
الى جانب ذلك البد من التأكيد بأنه ليس كل ارتفاع باألسعار يعتبر تضخما ً فقد يحصل
ارتفاع في أسعار سلعة معينة أو مجموعة سلع كالسلع والمنتجات الزراعية مثالً ألسباب تسويقية
أو إنتاجية محصورة بتلك السلع كتأثير العوامل المناخية على اإلنتاج ،أوقد تكون ألسباب موسمية
كارتفاع الطلب على السلع والخدمات االستهالكية خالل مواسم معينة كاألعياد مثالً ،مثل هذه
التغيرات السعرية ال تعتبر تضخماً ،ومن هنا فأنه يمكن تعريف التضخم على أنه االرتفاع
بالمستويات العامة لألسعار الذي يتصف باالستمرارية والشمول لجميع السلع والخدمات .
هنالك العديد من األفكار والنظريات التي تنطوي تحت لواء اإلطار العام لنظرية فائض
الطلب في تفسيرها للتضخم حيث يمثل جذب الطلب الفرع الرئيسي لها ،إذ يقع ضمن إطار زيادة
الطلب العام ويعرف بأنه مبالغ نقدية كبيرة الكم تطارد سلعا ً قليلة العدد نسبياً ،أي أن هذا النوع
من التضخم ينتج بسبب زيادة إجمالي الطلب على السلع والخدمات على اإلجمالي المعروض منها
وسيتم تناول أهم النظريات التي أكدت على جانب الطلب وكما يلي :
13
Quantity theory of money ( )1النظرية الكمية للنقود
تعبر هذه النظرية عن وجهة نظر المدرسة الكالسيكية بالنسبة الى تضخم الطلبب ،إذ أنهبا
نشأت في أطار الفكر الكالسيكي ،وكانبت هبذه النظريبة أول إشبارة البى تضبخم الطلبب ،فلقبد كبان
الفكبر الكالسبيكي ينظبر البى النقبود فبي ببادئ األمببر لتحديبد قيمتهبا علبى أنهبا مبن السبلع األخببرى
باعتبار أن النقود المعدنية سلعة من السلع كباقي المعادن تخضبع للعوامبل والقبوى التبي تبؤثر فبي
تحديببد هببذه السببلع ومنهببا العوامببل المتصببلة بببالعرض والطلببب ،وأن التغيببرات الحاصببلة فببي قيمببة
النقود إنما ترجع الى تغيرات تلك العوامل المتصلة بالطلب والعرض باألسبواق ،كمبا أن التضبخم
لم يكن من المشاكل األساسية التي اهتم بها التحليل الكالسيكي فبي ببادئ األمبر ،إذ أنبه مبن الثاببت
أن األسعار خالل الفترة ما بين أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القبرن التاسبع عشبر وهبي فتبرة
انطالق معظم االقتصاديات الرأسمالية لم تشبكل ارتفاعبات محسوسبة يعتبد بهبا ومبن ثبم لبم تشبكوا
معظم هذه االقتصاديات من مشاكل التضخم وعدم االستقرار االقتصادي .
وتعد النظرية الكمية للنقود أولى النظريات التي حاولت تفسير كيف يتحدد المستوى العام
لألسعار والتقلبات التي تحدث فيه مستندة ً الى فروض الفكر الكالسيكي ( والتي أهمها مرونة
األسعار واألجور ،وسيادة المنافسة الكاملة ،واعتماد اإلنتاج على عوامل حقيقية وليس نقدية)،
كما أن النقود ليست إال وسيط للتبادل .
وقد كانت بدايات هذه النظرية تعود أصالً الى جون بودان ( ) 1596-1530الذي أشار
الى بعض العوامل التي تسبب ارتفاع األسعار ومنها التغير في مستوى النشاط االقتصادي ،إذ
ساد رأيه طوال القرنين السابع والثامن عشر وظهرت أرائه أيضا في كتابات العديد من
االقتصاديين الذين أعقبوه .
كما لعبت هذه النظرية دورا ً رئيسيا ً في تفسير التقلبات في قيمة النقود ومن ثم تحديد هذه
القيمة وذلك كأحد العوامل التي أعتمد عليها الفكر الكالسيكي في تفسير هذه التغيرات واآلثار
الناتجة عنها وتفسير الظواهر التضخمية وتحليلها وخاصة منذ القرن التاسع عشر والى ما بعد
الحرب العالمية األولى .
( ) 1947-1868أول من وضع صيغة رياضية ويعد االقتصادي فيشر Fisher
جسدت أفكاره النقدية ،إذ حاول أن يجعل هذه الصيغة التي عرفت بمعادلة التبادل أداته التحليلية
لتوضيح العوامل المفسرة لتقلبات المستوى العام لألسعار من خالل تأكيده للعالقة بين كمية النقود
والمستوى العام لألسعار ،واعتبرت هذه الصيغة بمثابة تفسيرا لقيمة النقود إذ تنسب التضخم الى
14
تزايد كمية النقود مستندة ً الى جانب عرض النقود ،بمعنى أن قيمة النقود تخضع للقوى نفسها التي
تخضع لها أية سلعة في السوق فتحدد قيمة النقود عند تساوي العرض مع الطلب عند نقطة
التوازن ومن ثم ترجع التقلبات التي تطرأ على قيمة النقود من وقت الى آخر الى تغير الظروف
المتصلة بالطلب أو بالعرض أو كليهما معا ً مستخدمةً في ذلك ما يسمى بمعادلة التبادل التي تبين
أن التغير في قيمة النقود يرتبط عكسيا ً مع التغير في كميتها وبالنسبة نفسها أذا بقيت العوامل
األخرى والمتمثلة بسرعة دوران النقود وكمية المبادالت من السلع والخدمات ثابتة مع تغير
النقود ،وفي الوقت نفسه تتناسب كمية النقود طرديا ً مع مستوى األسعار وهو متغير تابع أي أن
أي تغيرات تحدث في الكميات النقدية ال بد أن تنعكس على األسعار بنفس النسبة وبنفس االتجاه
وأن توقف كمية النقود عن الزيادة يعني توقف األسعار عن االرتفاع .
وقد صاغ فيشر صيغته من خالل المعادلة اآلتية :
M .V P.T
حيث أن :
: Mكمية النقود المتداولة ( خالل فترة زمنية ) .
: Vسرعة تداول النقود وهي ثابتة حتى على المدى القصير ألنها ترتبط بالعوامل السلوكية مثل
الرغبة باالحتفاظ بالنقود والعوامل التقنية والعوامل المؤسسية كتطور المصارف واألسواق
المالية وهذه عوامل كلها ثابتة حتى في األمد القصير ،كما أن Vتعني كذلك عدد المرات التي
تتداول فيها العملة النقدية خالل مدة زمنية معينة .
: Pالمستوى العام لألسعار.
: Tحجم التبادل ( وهي كل عملية بيع وشراء سوءا كانت السلعة قديمة أو جديدة )
وهي ثابتة لوجود االستخدام الكامل حسب االفتراضات التي وضعها الكالسيك .
وبغية التوصل الى فهم هذه المعادلة يمكن اخذ المثال التالي :
بافتراض أن إحدى الدول تنتج سلعة معينة (واحدة فقط) وان الكمية المنتجة من هذه السلعة هي
375الوحدة في السنة وتباع هذه السلعة بسعر 20دينار للوحدة الواحدة وكمية النقود في هذه
الدولة هي 300دينار ،كما أن سرعة تداول النقود فيها يصل الى 25مرة للدينار الواحد في
السنة الواحدة وبتطبيق المعادلة :
M .V P.T
)(300)(25) (20)(375
7500 7500
15
هذا التطابق في جانبي المعادلة يمثل الحالة الطبيعية في االقتصاد وان أي زيادة في
كمية النقود سوف تنعكس أو تظهر في واحدة من المتغيرات األخرى المتبقية ،فمثال يمكن
توضيح تأثير زيادة كمية النقود على السعر من خالل التالي :
بافتراض أن كمية النقود في المثال أعاله قد زادت بنسبة %1بحيث وصلت الى 330
دينار ،ففي هذه الحالة سوف يرتفع السعر (بافتراض ثبات المتغيرات األخرى) بنفس النسبة
وهذا ما يمكن توضيحه أدناه :
M .V
P
T
)(330)(25
P 22
375
هذا يعني أن سعر هذه السلعة قد ارتفع بمقدار %1عن السعر السابق ،وكذلك الحال
بالنسبة الى المتغيرات األخرى في المعادلة ،فزيادة كمية النقود يجب أن يقابلها وبنفس النسبة
زيادة في الكميات المنتجة من هذه السلعة أو سوف تؤدي الزيادة الى انخفاض سرعة التداول .
16
وعلى الرغم من تلك االنتقادات فقد أدت هذه النظرية التي ربطت بين حجم النقود
ومستوى األسعار في الماضي دورا ً كبيرا ً جعل منها محط اعتبار لم تفلح في القضاء
عليه كليا ً كافة االنتقادات الموجهة لها.
فضال عن أن هذه النظرية تجد حضورها في التطبيق في المكان والزمان الذي تبالغ فيه
السلطات النقدية في إصدار النقود الورقية ،كما أن هذه النظرية مهدت لدراسة الجوانب األخرى
من االقتصاد التي تتحكم في مسلك النقود وسرعة تداولها ،ويقر االقتصادي هانسن بأن النظرية
الكمية للنقود قد تكون طريقة ممتازة لتحليل التطور التضخمي في البلدان النامية .
17
القومي ولكي يبقى االقتصاد القومي عند ذلك المستوى من التوازن يجب أن يتوازن الطلب الفعلي
مع مستوى االستخدام الكامل ،فارتفاع المستوى الخاص بالطلب الكلي الفعلي عن مستوى
االستخدام الكامل يؤول الى ظهور التضخم .
ان هذه النظرية ربطت التضخم باالستخدام الكامل للموارد وجعلت التضخم بديالً
للبطالة ،فإذا ما أريد الحد من ارتفاع األسعار البد من تخفيض الطلب الكلي الذي سيؤدي الى
انخفاض اإلنتاج وارتفاع البطالة .
18
شكل – 1نظرية جذب الطلب
المستوى العام
لألسعار
S
=Sالعرض الكلي
=Dلطلب الكلي
E3
P3
D3
E2
P2 D2
E1
P1
D1
S
حجم اإلنتاج
0
Y1 Y2
ال يتضمن أي تضخم ذلك أن االقتصاد P1 يالحظ من الشكل أعاله أن مستوى األسعار
من حجم اإلنتاج أي أن الموارد االقتصادية ال تكون مشغلة Y1 دون مستوى التشغيل الكامل عند
بكاملها وبذلك تحافظ األسعار على ثبات مستواها والمعروض من السلع يسد الطلب عليها أو أن
أي زيادة في الطلب تقابلها زيادة مناظرة في العرض .
من حجم اإلنتاج Y2 وعند بلوغ االقتصاد مستوى التشغيل الكامل واإلنتاج الكامل عند
أي أن الوحدات اإلنتاجية تقترب في حالة استخدام كامل لطاقاتها ومواردها ،والطلب الكلي عند
فأن األسعار ترتفع الى مستوى P2أي أن التضخم يبدأ بالظهور،ويعبر عن الفجوة ما D2 مستوى
بين حجم الطلب الكلي الفعلي وبين الحجم الكلي من السلع والمنتجات المعروضة عند مستوى
االستخدام الكامل ،بحيث تتمثل تلك الفجوة في ارتفاع مستوى األسعار السائدة ،أما في حالة زيادة
الطلب الكلي الفعال الى أكثر من مستوى االستخدام الكامل أي ارتفاع منحنى الطلب الى D3
19
والتي ال يقابلها زيادة في مستوى اإلنتاج ،فأن هذه الزيادة في الطلب الكلي ستنعكس في زيادة في
األسعار تصل الى مستويات أعلى من األسعار السابقة يعبر عنها بـ P3مما يؤدي الى نشوء ما
يسمى بالتضخم الجامح .
من جانب آخر قد يرافق التضخم مطالبة نقابات العمال برفع األجور بنسبة أكبر من
الزيادة في اإلنتاج ،كما انه يقع غالبا ً في أوقات االنتعاش وقد عد كينز هذا النوع من التضخم
حافزا ً على زيادة اإلنتاج نتيجة األرباح المتحققة منه لذا فقد تعمل السلطات النقدية في أوقات
الكساد الدوري على خلقه بغية تحقيق قدر أكبر من التوظيف فهو إذا ً ليس تضخما ً حقيقيا ً وإنما قد
ينشأ ذلك نتيجة عدة عوامل منها:
.1ظهور االختناقات الناتجة عن قصور عرض بعض مستلزمات اإلنتاج في بعض
األنشطة عن مواكبة الطلب المتزايد عليها مما يترتب عليه ارتفاع أسعارها.
.2ارتفاع األجور بصورة عامة نتيجة للزيادة في الطلب على العمل .
.3هنالك سلع مرنة اإلنتاج كالسلع الصناعية يمكن زيادتها حسب الزيادة في الطلب عكس
السلع الزراعية والتي تميل أسعارها الى االرتفاع بمجرد تزايد الطلب عليها .
وتولد الميول التضخمية نتيجة لما تحاوله مجاميع المنتجين والمشروعات االحتكارية من
زيادة إيراداتها برفع األسعار قبل أن يصل االقتصاد الى مستوى التشغيل الكامل .
يلخص مما تقدم بأنه على الرغم من أن اهتمام االقتصاديين الكالسيك تركز حول أثر
التغير في الرصيد النقدي على التضخم لكن كينز نقل االهتمام الى تيار األنفاق ،وينتج التضخم
وفقا ً لهذا التفسير نتيجة لزيادة مجموع األنفاق الكلي على قيمة الناتج عند مستوى التوظيف
الكامل ،وهذا ما يؤكد فصل العالقة الوثيقة بين التغير في كمية النقود والتغير في المستوى العام
لألسعار نظرا ً ألن سرعة التداول الدخلية يمكن أن تتجه للتغير ،ومن ثم يحدث تغير في المستوى
العام لألسعار بالرغم من بقاء عرض النقد على ما هو عليه ،ومع ذلك فهنالك أتفاق بين كال
الفريقين حول طبيعة تضخم الطلب والذي ينشأ نتيجة لزيادة األنفاق النقدي على العرض الكلي
عند مستوى التوظيف الكامل .
20
وولتر ومعظم اقتصاديو صندوق النقد الدولي ،وقد اعتمدت في تحليالتها على نظرية كمية النقود
الكالسيكية مع إعطاءها بعض التفسيرات الجديدة لتحليل أزمة التضخم ألركودي .
هذه األزمة التي بدأت في سبعينات القرن العشرين والتي لم يعد حتى لآلراء الكنزية
تفسير حول كيفية تعايش التضخم المرتفع مع البطالة المرتفعة ،إذ أثبت هؤالء قصور المدرسة
الكنزية في مواجهة هذه األزمة في إطارها النظري التحليلي وفي طابعها العملي ،إذ راجت أفكار
هذه المدرسة خالل تلك الفترة وأصبحت وصفة في صياغة السياسات االقتصادية للعديد من
الدول لمعالجة مشاكلها االقتصادية .
تؤكد مدرسة شيكاغو كذلك أن الظاهرة التضخمية ترجع الى الزيادة في عرض النقود
وهذا ما يسمى باتجاه النقديين ) ،)Monetaristوالفكرة العامة لديهم تتمثل في أن السبب
األساسي وراء االرتفاع المستمر في األسعار هو الزيادة المستمرة في عرض النقود من قبل
السلطات النقدية بشكل يفوق حجم الطلب على النقود ،وأن عرض النقود يمكن التحكم فيه من قبل
السلطات النقدية وأن سبب األختالالت يرجع الى مكونات دالة الطلب على النقود وليس عرض
النقود المتحكم به من قبل تلك السلطات .
من هنا فأن التضخم من وجهة نظر مدرسة شيكاغو ظاهرة نقدية بحتة تعبر عن اختالل
التوازن بين عرض النقود والطلب عليها ،ولما كان عرض النقود تتحكم فيه السلطات النقدية فإن
مفكري تلك المدرسة اهتموا بدراسة دالة الطلب على النقود لمعرفة تأثيرها على األسعار حيث
بين فريدمان أن عرض النقود نادرا ً ما يتغير في األجل القصير وأنه في األمد الطويل يتوقف
على عاملي المستوى الحقيقي لدخل وثروة الفرد وكلفة االحتفاظ بالنقود ،ومن ثم فأن األفراد في
حالة وجود زيادة في عرض النقود لديهم تفوق طلبهم فأنهم يلجئون للتخلص منها عن طريق
زيادة األنفاق وهو األمر الذي سيؤدي الى ارتفاع المستوى العام لألسعار.
كما ينادي النقديون ) )Monetaristعلى ضرورة أن يلعب سعر الفائدة دور فعال وأن
يسهم في تحقيق هدف ضبط معدالت نمو كمية النقود ،ويرى هؤالء أن ليس من مهام الدولة في
النظام الرأسمالي العمل على ضمان تحقيق االستخدام الكامل ألن العمل على تحقيق هذا الهدف
يؤدي الى تجميد حركة النظم وتعطيل فاعلية القوانين االقتصادية واليد الخفية التي تصحح
األخطاء بطريقة آلية ،كما يرى هؤالء أن دور الدولة يجب أن ينحصر في تأدية الوظائف
المعروفة وتنفيذ مشاريع البنى األرتكازية ،كما يؤمن هؤالء بأن نسبة من البطالة يجب أن تسود
في النظام االقتصادي القائم حتى يمكن كسر حدة األجور وتماسك نقابات العمال.
21
-2نظريات تضخم دفع النفقة
Theories of inflation to pay alimony
يتضح من استعراض النظريات السابقة أن تضخم الطلب يعني فائض في الطلب يؤدي
الى زيادة في األسعار ومن ثم األجور وهو عكس تضخم النفقة حيث أن التسلسل ألسببي في هذا
النوع من التضخم بحسب آراء مفكري نظرية دفع النفقة يسير باتجاه معاكس ألن الدافع المبدئي
في هذه الحالة يتحقق نتيجة للزيادة في األجور النقدية أو أسعار باقي المدخالت األخرى مؤديا ً
بالتالي الى زيادة أسعار السلع والخدمات النهائية لمواجهة هذه الزيادة في النفقات ،ومن هنا فأن
أصحاب هذه النظرية وبالرغم من أنهم لم يستبعدوا التأثيرات الكمية أو تأثيرات اإلنفاق لكنهم
حصروا اهتمامهم بارتفاع تكاليف اإلنتاج وخاصة األجور.
تشير الدالئل التاريخية واالقتصادية الى أنه بعد الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام
1957عجزت نظرية فائض الطلب في تفسير ارتفاع األسعار ،إذ أثبتت التجارب والتحليالت أنه
حتى أذا ما تخلص اقتصاد ما من كل آثار فائض الطلب فأن األسعار قد تميل الى االرتفاع وذلك
ألن التطورات االجتماعية واالقتصادية قد أثبتت وجود أسباب أخرى غير قوى فائض الطلب
تعمل على أيجاد التضخم ،األمر الذي أدى الى إعادة النظر في تفسير التضخم ،وبعدها بدأ التفكير
بأهمية جانب العرض ،ويعد ( ديوزنبري ) رائدا ً في هذا المجال أثر نشر مقالة بعنوان ديناميكية
التضخم عام 1950م إضافة الى االقتصادي ( أكلي ) الذي سار على نفس نهجه بتأكيده أمكانية
تأثير عوامل الكلفة والطلب على خلق تضخما ً في األسعار.
وقد بدأ اهتمام أصحاب هذه النظرية بتحليل جانب العرض من خالل تأثير المنتجين في
تحديد األرباح وكذلك تأثير نقابات العمال في تحديد األجور في ظل افتراض سوق تسوده سيطرة
احتكارية تتمكن من خاللها االحتكارات من رفع األسعار نتيجة الرتفاع التكاليف إضافة الى
انخفاض مرونة الطلب على عنصر العمل ودور النقابات في التأثير على عرض العمل ورفع
األجور.
لقد أثارت النظرية جدالً واسعا ً في الخمسينات من القرن العشرين بين أصحاب
الشركات ونقابات العمال حول من هو المسؤول عن التضخم إذ ادعت النقابات بأن ارتفاع
األجور هو ناتج عن ارتفاع مسبق باألسعار ،بينما أصر أصحاب الشركات على العكس بأن
ارتفاع األسعار ناتج عن ارتفاع مسبق باألجور ،أال أن الكثير من االقتصاديين أشار الى أن
العملية الكامنة وراء التضخم الناشئ عن التكلفة تعمل وفقا ً للسيناريو التالي :
22
( بسبب زيادة األجور بواسطة نقابات العمال تقوم المؤسسات بزيادة أسعار سلعها وخدماتها في
محاولة لحماية هوامش ربحها ،وتؤثر زيادة األسعار هذه على تكاليف المؤسسات األخرى
وتكاليف معيشة المستهلكين ،وعندما ترتفع تكاليف المعيشة يشعر العمال بأن لهم الحق بالحصول
على احور أعلى من أجل تعويض تكاليف المعيشة العالية ،وتحول المؤسسات ثانية هذه الزيادة
الى المستهلكين على شكل زيادة سعرية وأن ما يدعى بلولبية األسعار واألجور يمثل عمق
التضـخم الناتـج عن التكلفة ).
ومن الجدير بالذكر أن بعض المؤشرات االقتصادية قد برزت في فترة السبعينات القرن
العشرين دفعت باتجاه عدم اقتصار تحليل أسباب التضخم على حالة ارتفاع معدل األجور أو
السيطرة االحتكارية للشركات الكبرى ،فمثال تسبب ارتفاع السعر العالمي للبترول ،أثر حرب
تشرين عام 1973م في ارتفاع مفاجئ في تكلفة اإلنتاج في جميع البلدان المستوردة للبترول مما
أدى الى صدمة عرض تلقائية أدت الى ارتفاع المستوى العام لألسعار في هذه البلدان ،من جانب
آخر فأن البلدان النامية التي تعاني أساسا ً من مشكلة التضخم قد ال يكون لنقابات العمال فيها تأثيرا
على تحديد األجور أو رفعها ومن ثم عدم تأثير هذا العامل على أحداث تغييرات فاعلة في
األسعار ،في حين قد يكون لعامل أسعار مستلزمات اإلنتاج المستوردة تأثيرا ً هاما ً في تفسير
التضخم في هذه البلدان ،فكلما أرتفع سعر مستلزمات اإلنتاج المستوردة كلما ارتفعت أسعار
السلع والخدمات وأدى ذلك الى ظهور ضغوط تضخمية .
تعد النظرية الهيكلية (المنسوبة الى المدرسة الهيكلية التي يتزعمها االقتصادي راؤول
بريبش ) Raul Prebischأحدث تفسير للتضخم وخاصة في الدول النامية التي تسعى الى
تحديث وتنمية اقتصادياتها ،وهو تفسير يذهب الى أن التضخم ينجم عن تغيرات داخلية في
تركيب الطلب الكلي والعرض الكلي في االقتصاد ،إذ يعتقد الهيكليون أن التضخم حتميا ً في
اقتصاد كان يحاول أن ينمو على نحو سريع مع وجود عوائق هيكلية والتي يعرفها االقتصادي
ثورب ( ) Thorpبأنها أوجه أساسية معينة من الهيكل االقتصادي واالجتماعي والسياسي
لالقتصاد الوطني والتي بطريقة أو أخرى تمنع التوسع ،أي أن التضخم ال يجوز تفسيره بالزيادة
غير الطبيعية في كمية النقود أو نتيجة لسوء اإلدارة النقدية والمالية ،وإنما يفسر بمجموعة
األختالالت الهيكلية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية تكون وراء الزيادة غير الطبيعية في
كمية النقود وسببا ً في اإلدارة النقدية والمالية السيئة ،فمعاناة اقتصاديات الدول النامية من
23
األختالالت الهيكلية العديدة تمثل األسباب الحقيقية التي تكمن وراء الضغوط التضخمية بها ،إذ أن
التغيرات األساسية في الهيكل االقتصادي واالجتماعي ال يمكن تحقيقها عن طريق آلية السعر
التي تعمل ضمن هياكل سوقية غير تامة تماما ً وتتصف بمحدودية الموارد وهكذا تظهر النواقص
أو العجوزات وعدم التوازن ،فاالقتصاديات النامية مثالً بحاجة الى استثمارات كبيرة في البنى
التحتية والتي ال تعطي مردودها إال بعد فترة من الزمن تسمى بفترة التفريخ وهي الفترة التي
تنقضي بين األنفاق على المشروع وتحقيقه لإلنتاج ،خالل هذه الفترة يؤدي استمرار األنفاق
االستثماري الى ارتفاع المدخوالت النقدية ومن ثم ارتفاع الطلب االستهالكي بمعدالت عالية ال
تتناسب مع زيادة الطاقات اإلنتاجية أي ارتفاع الطلب الكلي بمعدالت تفوق زيادة المعروض من
السلع والخدمات وهذا يؤدي كذلك الى أن االرتفاع في أألسعار يبقى حتى في حالة وجود بطالة
عالية.
كذلك ربط أصحاب النظرية الهيكلية التضخم بعوامل أخرى منها تعاظم مشكلة الغذاء
لتباطؤ اإلنتاج الزراعي وتزايد اعتماد البلدان النامية على الخارج الستيراد المواد الغذائية أي إن
الطلب على المنتجات الغذائية ينمو بمعدالت تفوق معدالت نمو إنتاجها مما يترتب عليه زيادة
الضغوط التضخمية بهذه البلدان ،يعاضد ذلك ارتفاع معدالت النمو السكاني فيها الى جانب تحيز
السياسات االقتصادية في تلك الدول ضد القطاع الزراعي وتوجيه الجزء األكبر من االستثمارات
الى قطاعي الصناعة والخدمات ،وللداللة على ذلك هو تزايد التضخم في العديد من بلدان أمريكا
الالتينية مع ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية .
من جانب آخر فأن الزيادة في موارد النقد األجنبي غير كافية لمواجهة الزيادة السريعة
في الطلب على الواردات الناجمة عن زيادة معدل النمو السكاني وجهود تنمية وتحديث القطاع
الصناعي الذي سعت إليه البلدان النامية ،كما إن انخفاض عوائد الصادرات يخفض أيضا ً
اإليرادات الحكومية ويؤدي الى عجز في ميزان المدفوعات يتمخض عنه هبوط في قيمة العملة
مما يؤثر مباشرة على ارتفاع األسعار ومن ثم حدوث التضخم .والمخطط التالي يوضح
النظريات المفسرة للتضخم :
24
المخطط ( ) 1
النظريات المفسرة
للتضخم
25
-1معيار التحكم أو الرقابة الحكومية على التضخم :
Despotism standard on inflation
يظهر هذا المعيار تأثير تدخل السلطات الحكومية وإشرافها على جهاز األسعار
ومراقبتها لتحركات المستويات العامة لتلك األسعار والتأثير فيها ،إذ ينطوي تحت ظل هذا
المعيار نوعين من االتجاهات التضخمية.
( )1التضخم المكبوت أو الحبيسRepressed or trapped inflation :
التضخم المكبوت يعني التضخم المؤجل بإجراءات حكومية أي أن هنالك زيادة في
األسعار من الممكن وقوعها لو غابت مجموعة من اإلجراءات مثل الرقابة الحكومية والتقنين
الرسمي بواسطة استخدام البطاقات التموينية وسياسة دعم ألسعار بعض السلع والخدمات
األساسية.
وغالبا ً ما يظهر هذا النوع من التضخم في االقتصاديات المخططة مركزياً ،أي أن
األسعار ال ترتفع فيه نتيجة السياسات والقيود الحكومية ويطلق عليه التضخم المقيد ،ومن الجدير
بالذكر أن معظم اقتصاديات أوربا الغربية قد عانت من هذا النوع أثناء الحرب العالمية الثانية
ولجأت كذلك الى استخدام نظام البطاقات التموينية ،كما تلجأ إليه اآلن الكثير من البلدان النامية
بفرضها سياسات سعرية لمكافحة االتجاهات التضخمية.
ومن مظاهر التضخم المكبوت هو ظهور الطوابير على المحالت التجارية وظاهرة
السوق السوداء وهو بخالف التضخم البارز أو الظاهر الذي ترتفع فيه األسعار بصورة مستمرة
وبحرية استجابةً لقوى السوق ،أي انه مع وجود القيود والسياسات التي تتحكم باألسعار ال يعني
ذلك إطالقا عدم وجود ضغوط تضخمية والدليل على ذلك ما حدث بعد زوال الحكومات
االشتراكية في دول االتحاد السوفيتي سابقا ودول أوربا الشرقية وما أعقبه من ارتفاع كبير
باألسعار بشكل فاق كل توقع .
إن ما حدث في دول المعسكر االشتراكي السابق حدث كذلك في العراق ،فعلى الرغم
من أن فترة التسعينات قد شهدت ارتفاعا ٌ كبيرا ً في أسعار الكثير من السلع والبضائع والخدمات
باستثناء مفردات البطاقة التموينية نتيجة العقوبات االقتصادية الدولية المفروضة عليه عام
1990م فان الفترة التي تلت احتالل العراق في عام 2003م قد شهدت ارتفاعا ً كبيرا ً كذلك في
أسعار السع والخدمات ،وسجلت دوائر التخطيط واإلحصاء نسبا ً سنوية متزايدة ألرقام التضخم
26
امتصت الكثير من الزيادات في الرواتب التي جرى تعديلها ثالث مرات منذ عام 2003م ولغاية
عام 2008م لتواكب االرتفاع باألسعار.
ومن هنا فأن التضخم المكبوت يكون نتيجة لسياسة تهدف الى منع الظروف القائمة
لتضخم ظاهر من التعبير عن نفسها وان هذا التضخم يظهر بشكل سريع بزوال تلك السياسة
نتيجة لتلك الظروف واالختالالت الموجودة في االقتصاد المعني ،وهذا ما يوضحه الشكل (: )2
35
منحنى التضخم المكبوت
30 منحنى التضخم الفعلي
المستوى العام لألسعار
25
20
15
10
5
إذ يالحظ من الشكل أعاله أن منحنى التضخم المكبوت والمسيطر عليه بإجراءات
حكومية يكون عند مستويات أسعار منخفضة جدا مقارنة بمنحنى التضخم الموجود فعال في حال
غياب الرقابة الحكومية على األسعار .
27
المتداولة .وتتدخل عوامل أخرى في رفع المستويات العامة لألسعار ومنها الظروف السائدة في
بعض القطاعات االقتصادية ،وكذلك العوامل النفسية لألفراد من بائعين ومشترين ،ويوضح
الشكل ( )2منحنى التضخم الظاهر والذي قد يتخذ أشكاال أخرى وفقا لوتائر التضخم السائدة :
25
20
االرتفاع باألسعار
15
10
5
0
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
الزمن باألشهر
يالحظ من الشكل ( )3بأن األسعار ترتفع بحرية لتحقيق التعادل بين العرض والطلب
بدون تدخل غير طبيعي من السلطات ،وينعكس هذا النوع من التضخم أيضا على ارتفاع األجور
وغيرها من النفقات التي تتمتع بشيء من المرونة.
يحدث التضخم الزاحف عندما تزداد القوة الشرائية باستمرار بنسبة اكبر من نسبة
عرض السلع وعوامل اإلنتاج ،ويعد هذا النوع من التضخم من أدنى أنواع التضخم ،إذ تبدأ
الزيادة في األسعار بصورة بطيئة وتدريجية ويكون فيها مستوى األنفاق النقدي معتدال وتكون
زيادات األسعار بنسبة تتراوح بين ( ،)%3-2وتظهر في البلدان التي تمر بمرحلة نمو حقيقي وال
يترتب عليه سعي األفراد للتخلص من النقود وقد ظهر هذا النوع من التضخم في الواليات
28
المتحدة األمريكية وانكلترا في الخمسينات والستينات من القرن العشرين في أثناء الرواج
االقتصادي وكان السبب يرجع الى االرتفاع في األجور .
يوضح الشكل ( )4منحنى التضخم الزاحف ،إذ يالحظ إن ارتفاع المنحنى يكون ضمن
مستويات متدنية من مستوى األسعار.
16
14
12
10
األرتفلع باألسعار
8
6
4
2
0
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
الزمن باألشهر
ينظر بعض االقتصاديين الى هذا النوع من التضخم بأنه ليس ضارا باالقتصاد القومي بل
يعدونه من أكثر األنواع التضخمية حدوثا في الحياة االقتصادية بالنسبة للكثير من البلدان ،في
حين أن هنالك بعض االقتصاديين يعدونه خطيرا ً ويجب القضاء عليه قبل أن يتحول الى تضخم
جامح.
ففي ظل االقتصادات الصناعية الحديثة ينطوي هذا التضخم على قوة دخلية هائلة ويميل
لالستمرار بنفس ذلك المعدل ،وبصورة عامة فأن هذا النوع من التضخم يجعل لالقتصاد معدل
تضخم مستقر ومنظور وبشكل شبه ثابت تتكـيف علــيه توقعـات األفراد ،فعندما تتمتع األسعار
باالسـتقرار النسبي نتيجة االنخفاض الملحوظ في معدل التضخم تتزايد ثقة األفراد بعملتهم لكونها
تحتفظ بقيمتها ،وكنتيجة لذلك يقبل الناس على إبرام عقود طويلة األجل بشروط نقدية وذلك لتوافر
29
الثقة لديهم بأن األسعار النسبية للسلع التي يقومون ببيعها أو شراءها لن تنحرف عن مسارها
األساس.
لقد شهدت معظم الدول الصناعية ذلك النوع من التضخم المنخفض على مدار العقد
األخير من القرن الماضي ،إال أن هذا المعدل المستقر والذي يميل لالستمرار قد تعتريه صدمة
فيتحرك باالنخفاض أو باالرتفاع.
30
1400 شكل 5 -منحنى التضخم الجامح
1200
1000
المستوى العام باألسعار
800
600
400
200
0
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
الزمن باألشهر
ومن أبرز الخصائص للتضخم الجامح التضخم المفرط الذي تعرضت له البلدان المذكورة هي :
.1تزايد األسعار بمعدل اكبر من كمية النقود وسرعة تداولها ،وعلى سبيل المثال ما حدث في
ألمانيا إذ أصبح هنالك عجز في كمية النقود على الرغم من أن آالت إصدار النقود تعمل ليل نهار
.
.2انتشار التوقعات المستقبلية باستمرار االرتفاع في األسعار الفعلية مما يدفع األفراد (وكما
تمت اإلشارة إليه) الى تفعيل شراء السلع لخزنها كما تدفع المنتجين الى اإلنتاج لغرض التخزين
وليس للبيع الفوري مما ينجم عنه فجوة بين العرض الكلي والطلب الكلي لصالح تكوين فائض في
الطلب يزيد من أرباح المنتجين والبائعين ويرفع من معدالت األسعار واألجور.
.3هبوط سرعة تداول النقود في المراحل األولى للتضخم ،وقد حدث ذلك بعد الحــرب العالمية
األولى وبالتحديد للفترة من 1923-1922م العتقاد األفراد بعودة األسعــار إلى سابق عهدها،
فاحتفظ األفراد بالعملة نتيجة لذلك ولكن هبوط سرعة تداول النقود وتدهــور قوتها الشرائية أدى
إلى تزايد طباعة النقود من قبل السلطات النقدية والذي ترتب عليه ارتفاع األسعار وفقدان العملة
لوظائفها.
.4إن األسعار غير المستقرة التي تميز التضخم المفرط يرافقها تحرك األجور بصورة متكررة.
31
من جانب آخر فقد عرف كيغن) ) Cagnالتضخم الجامح بأنه الحالة التي ترتفع فيها
األسعار بمعدل %50شهريا ً ويتفق اغلب االقتصاديين بأنه أشد أنواع التضخم أثارا ً وضررا
على االقتصاد القومي إذ أن االرتفاعات الشديدة لألسعار دون توقف تترك آثارا ضارة وكبيرة
يصعب على السلطات الحكومية الحد منها أو معالجتها.
كما إن للتضخم الجامح تأثيرات سلبية على قطاع التجارة الخارجية إذ يؤدي ارتفاع
األسعار إلى زيادة االستيراد من الخارج وهبوط الصادرات الرتفاع أسعارها وعدم قدرتها على
التنافس في األسواق الخارجية وبالتالي تسرب العمالت الصعبة الى الخارج وانخفاض قدرة
االقتصاد القومي على تمويل االستيراد ،وأخيرا ستؤدي هذه النتائج الضارة باالقتصاد القومي الى
اتخاذ الحكومة إجراءات نقدية محددة الستعادة الثقة بالعملة المحلية وتحقيق االستقرار النقدي
وفي مقدمتها فرض الرقابة على عرض النقد والتحويل الخارجي.
32
-4معيار مدى تأثير العوامل الخارجية
♦ التضخم المستورد Imported inflation
يقصد بالتضخم المستورد هو التضخم المحكوم بعوامل خارجية يظهر تأثيرها جليا ً على
مستوى األسعار المحلية ،فكلما زاد تأثير هذه العوامل في المستوى العام لألسعار كلما يكون تأثير
التضخم كبيرا ً وبالعكس ،وعرف هذا النوع من التضخم بأنه الزيادة المتسارعة والمستمرة في
أسعار السلع والخدمات النهائية المستوردة من الخارج ،وتعد الدول النامية أكثر المجموعات
الدولية استيرادا للتضخم بحكم تبعيتها االقتصادية للعالم الخارجي وارتفاع درجة انفتاحها على
االقتصاد العالمي ،وعموما ً يزداد التضخم في دولة ما كلما ارتفع الميل الحدي والمتوسط
للواردات وزادت نسبة الواردات الى الناتج المحلي أألجمالي .وتقاس نسبة التضخم المستورد في
الدولة من خالل المعادل التالية -:
نسبة التضخم المستورد= ( قيمة الواردات × معدل التضخم العالمي ) × ÷100قيمة الناتج المحلي
يالحظ من خالل المقياس أعاله بأنه كلما ازدادت درجة اندماج االقتصاد النامي
باالقتصاد الرأسمالي العالمي كلما كانت حساسية ) (Sensibilityهذا البلد الستيراد التضخم
قوية ،أي كلما ازدادت الواردات إلى الناتج المحلي أألجمالي كلما ازدادت حساسية االقتصاد
النامي الستيراد التضخم ،وقد تكون هنالك عوامل اقتصادية داخل الدولة النامية تساعد على زيادة
تأثير العوامل الخارجية للتضخم ،منها زيادة االعتماد الغذائي على الخارج وكذلك اعتماد التشغيل
في كثير من قطاعات االقتصاد على المواد الخام الوســــيطة والمستوردة يضاف الى ذلك ارتفاع
نسبة المساهمة األجنبية في برامج االستثمار المحلي .
وعليه فأنه كلما ازدادت صادرات البلدان الرأسمالية المصابة بالتضخم الى الدول النامية
كلما أدى ذلك الى تزايد التضخم في تلك الدول ،وتشير أغلب الدراسات الى أن األقتصاديات
البترولية في الدول النامية هي األكثر استيرادا للتضخم ،وهنا يشير الكاتب مصطفى رشدي شيحة
في كتابه " التضخم في االقتصاد البترولي " أن معدل التضخم المستورد في الدول البترولية
يتفوق في النهاية على المعدالت التضخمية في االقتصاديات الصناعية المتقدمة ،ذلك أن التضخم
العالمي سرعان ما يتحول إلى االقتصاديات البترولية بسبب زيادة الموارد النقدية الداخلية الناتجة
عن عائدات النفط المصد ،وهذا يعني أن العوامل المؤثرة لوسائل الدفع ستعمل على زيادة
اإلصدار النقدي ( الخلق النقدي ) والتي سوف تتسرب الى العناصر الداخلية (االستهالكية
واإلنتاجية ) فيزداد الطلب الداخلي ،ونتيجةً لعجز الجهاز اإلنتاجي وعدم مرونته فأن ذلك سوف
33
يؤدي الى زيادة الطلب على السلع الخارجية دون أن تتعرض معظم موازين المدفوعات للعجز
نظرا ً لزيادة حصيلتها من العمالت األجنبية ،ويترتب على ذلك دخول كميات كبيرة من السلع
المستوردة والمحملة باألسعار التضخمية ،والتي سبق وأن تحققت بالخارج الى االقتصاد
البترولي ،مما ينعكس على تزايد معدالت التضخم فيه.
يتلخص احد أهم األمور المميزة في عملية تحليل التضخم في طرح التساؤل التالي :هل
يمكن التنبؤ بالزيادات السعرية وتوقعها أم أنها تحصل بصورة فجائية وال يمـكن التنبؤ بها ،من
هنا ينقسم التضخم النقدي حسب توقع حدوثه إلى نوعين :
34
شكل 6-منحنى التضخم المتوقع
18
منحنى"التضخم المتوقع"
16 منحنى التضخم الحاصل
14
12
االرتفاع باألسعار
10
8
6
4
2
0
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13
الزمن باألشهر
يعتقد االقتصاديون بصفة عامة أن التضخم المتوقع بمعدالت منخفضة له تأثير طفيف
سوءا على الكفاءة االقتصادية أو على توزيع الدخل والثروة إذ سيكيف األفراد والمؤسسات
ظرفهم وسلوكهم بباسطة وفقا ً لمقياس نقدي متغير.
( )2التضخم غير المتوقع Unexpected Inflation
يمثل التضخم غير المتوقع الذي تزيد فيه نسبة االرتفاع في األسعار عن النسبة
المتوقعة من قبل األفراد والمؤسسات االقتصادية والذي يولد عدم اليقين عند المستهلكين
وشــــركات األعمال بمستقبل دخولهم الحقيقية ،وعلى أرض الواقع عادة ما يأتي هذا النوع بــغتةً
فعلى سبيل المثال ما حدث في روسيا بعد تحرير األسعار عام 1992م إذ أعـــتاد المواطنون فيها
على الحياة في ظل أسعار ثابتة لعقود عديدة ولكن بعد تحرير األســعار لم يتوقع أحد وحتى
االقتصاديون هنالك أن األسعار سترتفع بمقدار ألف ضــــعف في غضون السنوات الخمس
التالية ،ويوضح الشكل ( )7كيف أن التزايد باألسعار خالل فترة معينة يفوق مستوى األسعار
المتوقعة :
35
شكل 7-منحنى التضخم غير المتوقع
20
15
10
5
0
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12
الزمن باألشهر
ويتداخل هذا النوع من التضخم مع مفهوم التضخم الجامح من جانب التزايد السريع في
األسعار الذي يولده انتشار التوقعات المستقبلية باستمرار االرتفاع في األسعار الفعلية .
وعموما يمكن توضيح أنواع التضخم تبعا لمعايير تصنيفه من خالل المخطط التالي:
36
مخطط – 2معايير تصنيف التضخم
معايير
تصنيف
التضخم
37
(أوال) قياس التضخم باستخدام طريقة األرقام القياسية
يتم اعتماد األرقام القياسية لألسعار في قياس التغيرات في المستوى العام لألسعار ومن
ثم في قياس معدل التضخم في االقتصاد المعني ،إذ تتم مقارنة الرقم القياسي لألسعار في سنة
معينة مع الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس ،وتمثل سنة األساس السنة التي ينسب إليها
التغير في المستوى العام األسعار وعادة ما يكون الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس مساويا َ
لـ ( ) 100أي:
إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية أكبر من ( )100فهذا يعني أن األسعار قد ارتفعت.
إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية أقل من ( )100فهذا يعني أن األسعار قد انخفضت.
إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية يساوي ( )100فهذا يعني أن األسعار لم تتغير.
P1
I 100
P0
حيث أن:
: Iالرقم القياسي لألسعار.
: P1تمثل سعر السلعة في سنة المقارنة ( السنة المقارن لها ).
: P0تمثل سعر السلعة في سنة االساس ( السنة المقارن بها ).
فمثال أذا أرتفع سعر سلعة من ( )100وحدة نقدية في عام 2009الى ( )170وحدة نقدية في
عام 2012فأن :
P1
I 100
P0
170
I 100 170 %
100
أي أن سعر هذه السلعة في عام 2012قد ارتفع بنسبة 70%أي ( )(70 100 170
38
وبناءا على ذلك فأن حساب األرقام القياسية يكون معتمدا ً على السلع التي يتم اختيارها
وكذلك الخدمات أي أسعار مجموعة من السلع في وقت معلوم بالنسبة الى مستواها في وقت آخر
يتخذ أساسا للقياس أو أساسا ً للمقارنة ،أو بعبارة أخرى العالقة بين متوسط سعر مجموعة من
السلع والخدمات في فترات متتالية ومتوسط سعر نفس المجموعة من السلع والخدمات في تاريخ
معين يسمى سنة األساس.
هنال ك عدة أنواع من األرقام القياسية العامة المستخدمة التي لها عالقة بمفهوم تغيرات
األسعار يتعين التطرق إليها تمهيدا ً ألساليب احتساب األرقام القياسية ،ويمكن حصر هذه األنواع
بشكل عام باالتي -:
- 1الرقم القياسي ألسعار الجملة -:
يرتبط الرقم القياسي ألسعار الجملة بمعدل التغير في أسعار مجموعة من السلع التي
يجري التعامل بها في سوق معينة ،ويمكن التوصل الى احتساب هذا الرقم عن طريق
األساليب اإلحصائية.
- 2الرقم القياسي لألسعار ذات العالقة بإجمالي الناتج القومي(المتغير الضمني :
يتمثل الرقم القياسي ألجمالي الناتج القومي في المتوسط المرجح ألسعار جميع السلع
والخدمات التي يتم تبادلها في القطاعات االقتصادية السائدة في البلد ويتم من خالله قياس
معدل التغير في أسعار جميع السلع والخدمات الداخلة في حساب الناتج المحلي اإلجمالي،
ولذلك فهو يعتبر مقياس عام لمعدالت التضخم في السنة الواحدة ويحتسب بالطريقة التالية -:
المخفض الضمني ألسعار اإلنتاج = (الناتج المحلي االسمي ÷ الناتج المحلي الحقيقي)
×.100
فإذا ما أريد قياس التغير في األسعار بين سنتين (سنة األساس 2005والسنة الجارية 2013
مثال ) بتطبيق المعادلة أعاله يتم الحصول على ما يأتي:
المخفض الضمني ألسعار الناتج المحلي لسنة ( = 2013الناتج المحلي األسمى
لسنة ÷ 2013الناتج المحلي الحقيقي لسنة . 2013
فإذا كان الناتج المحلي االسمي لسنة 2013يساوي ( )840000مليون دينار والناتج
المحلي الحقيقي لنفس السنة يساوي ( ) 650000مليون دينار فأن :
المخفض الضمني = ( 129% = 100× )65000÷ 84000وهذا يشير الى أن المستوى العام
لألسعار في عام 2013قد أرتفع بنسبة %29مقارنة بسنة األساس.
39
- 3الرقم القياسي ألسعار المستهلك :
يرتبط عادة الرقم القياسي ألسعار المستهلك بمعدل التغير في نفقات المعيشة ويتم احتسابه
باستخدام األساليب اإلحصائية أو اإلجراءات والطرق التي يستخدمها االختصاصيون ،وعلى
الرغم من وجود األنواع أعاله من األرقام القياسية التي تعتمد لقياس التضخم إال أن أفضلها
وبإجماع الباحثين في هذا المجال هو الرقم القياسي ألسعار المستهلك ،والذي يعرف بأنه ((
متوسط أسعار شراء السلع والخدمات التي يستهلكها أفراد المجتمع من أصحاب الدخول المحدودة
خالل فترة زمنية معينة قد تكون ثالثة أشهر أو ستة أشهر أو أكثر )) ،أي أن قيمة الرقم القياسي
ألسعار تعد مؤشرا ً كميا ً لقياس استقرار األسعار وهو رقم صحيح يوضح ارتفاع متوسط األسعار
في وقت معين لسلة كبيرة من أسعار السلع والخدمات التي يتعامل بها الفرد بصورة مباشرة قياسا ً
بارتفاع متوسط هذه األسعار لسنة معينة مختارة كسنة أساس كما تمت اإلشارة إليه وعادة ما تمثل
هذه السلة السلع األساسية التي يستهلكها فرد نموذجي تستنفذ جميع دخله .
وعليه فأن مقياس الرقم القياسي ألسعار المستهلك يعكس التدهور الذي يطرأ على القوة
الشرائية للنقود وإن العالقة بين قيمة النقود وكمية السلع المشتراة تكون عالقة عكسية ،فارتفاع
أسعار السلع والخدمات يعني انخفاض قيمة النقود والعكس صحيح ويعبر كميا ً عن تلك العالقة
بالمعادلة اآلتية :
قيمة النقود = مستوى األسعار
لذلك فأنه إذا ما أريد معرفة قيمة النقود البد من حصر التغيرات التي تطرأ على أسعار
السلع والخدمات والتغيرات برقم حسابي (قياس) يوفر اتجاه هذه التغيرات وقيمتها ،وهنالك
أساليب عدة إحصائية لقياس األرقام القياسية أكثرها شيوعا ً هي مقياس السبير ،مقياس باش،
مقياس فيشر ،ومقياس الوزن الثابت.
وتستخدم الرموز اآلتية لتوضيح طريقة احتساب كل رقم من األرقام القياسية أدناه-:
= P0سعر السلعة أو الخدمة محل القياس في السنة صفر ( سنة األساس ) .
= P1سعر السلعة أو الخدمة محل القياس في الفترة الزمنية المقارنة.
= q 0كمية هذه السلعة أو الخدمة محل القياس في السنة صفر ( سنة األساس )
= q1كمية هذه السلعة أو الخدمة محل القياس في الفترة الزمنية المقارنة.
= مجموع كل العناصر التالية.
= Iالرقم القياسي لألسعار .
40
) (I L ( )1الرقم القياسي لألسعار(السبيرز)Lasperes Index Number
يتم احتساب الرقم القياسي لألسعار بموجب مقياس (السبيرز) عن طريق قسمة مجموع
حاصل ضرب كميات السلع في سنة األساس (السنة الصفر) في األسعار الجارية لهذه السلع في
سنة المقارنة (السنة التالية) على مجموع حاصل ضرب كميات سنة األساس في أسعار سنة
األساس لنفس مجموعة السلع .
وتتخذ معادلة الرقم القياسي لألسعار (السبيرز) الشكل اآلتي -:
IL
Pq1 0
100
P q
0 0
يفترض هذا الرقم القياسي أن األفراد يستهلكون في الفترة الزمنية التالية (المقارنة) في
ظل المستوى الجديد لألسعار نفس المجموعة األصلية من السلع التي كانت تستهلك في سـنة
األساس ( ،) q 0أي انه يسمح بالتغير في أسعار السلع مع ثبات الكميات المستخدمة.
مثال()1
فيما يلي أنواع وكميات وأسعار السلع المنتجة في إحدى الدول ،والمطلوب احتساب الرقم
القياسي لألسعار ( السبيرز ) :
الحل :
P0 q 0 P1 q 0 السلعة
41
IL
Pq1 0
100
P q
0 0
37000
IL 100 115.6%
32000
وهذا يعني أن مستوى األسعار قد سجلت ارتفاعا في سنة 2012بلغ 15.6%عن سنة
.2013
يتم احتساب الرقم القياسي ألسعار ( باش ) عن طريق قسمة مجموع حاصل ضرب
كميات سنة المقارنة (الجارية) في أسعار سنة المقارنة (الجارية) لمجموع السلع والخدمات
المراد تكوين الرقم القياسي لها على مجموع حاصل ضرب نفس كميات سنة المقارنة في أسعار
سنة األساس .وتتخذ معادلة الرقم القياسي لألسعار(باش) الشكل اآلتي -:
IP
Pq 1 1
100
P q0 1
يختلف هذا المقياس عن مقياس السبيرز في إعطائه أوزان لكميات سنة المقارنة ( القياس
) وليس لكميات س نة األساس ،كما يفترض أن األفراد يستهلكون المجموعة الجديدة من السلع في
كل سنوات المقارنة والتي يتم شراؤها باألسعار الجارية لكل سنة على حدة .
مثال()2
بافتراض إضافة كميات سنة المقارنة للمثال السابق ليصبح كما يأتي -:
الكميات األسعار السلعة
2012 2013 2012 2013
P1 P0 P1 P0
100 100 120 100 ثالجة
100 50 180 200 مجمدة
100 80 200 150 تلفزيون
إن احتساب الرقم القياسي لألسعار (باش) يتم كما يلي :
42
P0 q1 P1q1 السلعة
IP
Pq1 1
100
P q
0 1
50000
IP 100 111.1%
45000
( )3الرقم القياسي لألسعار ( فيشر) ) :Fisher Index Number ( I F
يأخذ الرقم القياسي لألسعار ( فيشر ) المتوسط الهندسي أي الجذر ألتربيعي لكل من
مقياس ( السبيرز) و(باش ) .ويطلق عليه تسمية الرقم القياسي المثالي ،وتتخذ معادلة الرقم
القياسي ألسعار ( فيشر) النموذج الرياضي التالي-:
I F I L I P 100
43
I fw
Pq1 f
100
P q
0 f
حيث ان :
: I fwيمثل الرقم القياسي ألسعار الوزن الثابت.
ولقد اشر الكثير من االقتصاديين ان األرقام القياسية ليست دقيقة وال تعد أكثر من كونها
مؤشرات تقريبية لما يكتنفها من مشاكل وصعوبات تؤثر في دقتها ومن هذه المشاكل هي -:
( )1إن مؤشر األرقام القياسية لقياس التضخم يفترض عدم حدوث تغير في أذواق
المستهلكين في حين أن هذه األذواق عادة ما تتجه للتغير نتيجة لظهور السلع والخدمات
الجديدة وألثار التعليم والدعاية والعوامل المختلفة التي تؤثر في أذواق المستهلكين خالل
44
مدة معينة مما يجعل هذا المقياس غير دقيق وذلك ألن التحيز التي تدخل األرقام القياسية
والتي تنتج من استخدام األذواق الثابتة أو األذواق المتغيرة تصبح أكثر تعقيداً.
( )2هنالك مشكلة في اختيار عدد السلع التي يتضمنها الرقم القياسي فعددها قد يصل إلى
اآلالف ولهذا فيتم اللجوء الى أسلوب العينة الختيار مجموعة ممثلة لألنواع المختلفة من
السلع مما يجعل الرقم القياسي ليس دقيقا ً.
( )3قد ال يكون ارتفاع تكاليف المعيشة عاما ًلجميع الناس فقد تكون تكاليف المعيشة في
منطقة ما أعلى من تكاليف المعيشة في منطقة أخرى في نفس البلد كما قد تختلف
ضغوط تكاليف المعيشة من شخص الى آخر.
( )4صعوبة اختيار سنة األساس التي تقاس بها التغيرات في األسعار إضافة الى اختالف
أهمية السلع بالنسبة للمستهلك.
( )5إن األخطاء في البيانات المستخدمة وعدم القدرة على إجراء المقارنة بين فترة وأخرى
قد تحد من فائدة الرقم القياسي وتجعل مؤشراته خطيرة .
( )6إن هذه األرقام ال تعكس حقيقة الزمن الذي تعلن فيه وذلك كون عملية جمع البيانات
واإلحصاءات تستغرق وقتا طويالً ثم تعلن بعد ذلك مما يترك فجوة زمنية تخلف بين
فترة جمعها وبين فترة إعالنها .
( )7قد تكون هنالك سياسة دعم ألسعار أهم السلع التي يتعامل بها المستهلك مما يجعل مؤشر
الرقم القياسي ألسعار المستهلك غير دقيقاً ،فمثال في العراق هنالك دعم ألسعار غالبية
السلع الغذائية التي يتعامل بها المستهلك هنالك منذ عام 1990من خالل اعتماد نظام
البطاقة التموينية في توزيع تلك السلع على كافة سكان البلد .
( )8عند حصول كل سلعة من السلع الداخلة في تحديد الرقم القياسي لألسعار على وزن
متساو لها من حيث أهميتها الستهالك الفرد فأن هذا المنسوب يجذب الرقم القياسي الذي
تم احتسابه بشدة الى أعلى بالرغم من أن كمية سلعة معينة يتم استهالكها اقل بكثير من
كميات سلع أخرى ،كذلك أن هذه المشكلة ليس على مستوى األفراد فقط وإنما قد تظهر
على مستوى المناطق داخل البلد الواحد والتي قد تختلف في نمط استهالكها للسلع الداخلة
في تحديد الرقم القياسي.
( )9تؤدي التغيرات في جودة المنتجات وظهور السلع الجديدة الى ظهور بعض المشكالت
في تركيب األرقام القياسية ،وحتى لو تمت معالجة هذه المشكالت بمنتهى الدقة فقد ينتج
عنه تحيزا ً إلى درجة معينة يمكن أن يؤثر على دقة هذا المقياس .
45
(ثانيا) قياس التضخم تبعا لنظرياته
يتعين التأكيد على إن االرتفاع المتواصل في المستوى العام لألسعار مقاسا َ برقم قياسي
أو آخر وان كان يشير الى وجود ظاهرة التضخم إال أنه ليس سببا ً لوجودها بل هو نتيجة لوجود
قوى تضخمية تصن ع من حاالت االختالل في االقتصاد القومي وان كبار االقتصاديين ومن خالل
نظرياتهم قد اختلفوا في تفسير ظهور هذه القوى التضخمية واستنادا ً الى هذه النظريات تم اشتقاق
ثالث معايير لقياس هذه القوى هي :
.1معيار االستقرار النقدي أو التضخمي
يستند هذا المعيار إلى النظرية الكمية النيوكالسيكية التي تأخذ في اعتبارها إمكانية تغيير
كل من الدخل أو الناتج القومي وكذلك إمكانية تغيير الطلب على النقود أو سرعة دورانها وطبقا ُ
لهذه النظرية إن االستقرار النقدي يتحقق عموما إذا تعادل معدل التغير في كمية النقود
) (M Mمع معدل التغير في أجمالي الناتج القومي ) . (Y Y
وهنا يصبح الفرق بينهما أو معامل االستقرار النقدي معادالً للصفر ،أما إذا زاد معدل
التغير النقدي عن معدل التغير في الناتج القومي ( أو الدخل النقدي الحقيقي) فيكون معامل
االستقرار موجبا ً .
وعليه إذا تم قياس تطور معدل التغيير لكل من النقود المتداولة والناتج القومي في فترة
سابقة وكشفت األرقام أن معدل نمو كمية النقود يفوق باستمرار معدل تغير الناتج القومي ومن ثم
قيمة معامل االستقرار موجبة فانه يكشف عن فائض في القوة الشرائية يفوق المتاح من السلع
والخدمات المنتجة والمتاحة وأن استمرار هذا الفرق في االرتفاع يشير الى نمو حجم القوى
التضخمية .
.2معيار فائض الطلب
يستند هذا المعيار الى النظرية الكنزية في الطلب الفعال والتي تشير الى أنه إذا لم
يترتب على الزيادة في حجم الطلب الفعال زيادة مناظرة في حجم اإلنتاج فأن فائض الطلب
ينصب أثره بالكامل على رفع المستوى العام لألسعار إذ يواجه االقتصاد القومي حالة من
التضخم البحت ،وبنظرة مستقبلية يمكن تقدير فائض الطلب أو الفجوة التضخمية في فترة زمنية
مقبلة بمقدار الطلب الفعال المتوقع والمقاس باألسعار الجارية مطروحا منه القيمة الكلية المتوقعة
للسلع والخدمات المتاحة في الفترة الزمنية المقبلة مقاسة بأسعار فترة األساس وأن الفائض
أألنفاقي المتوقع حدوثه سيقود الى ارتفاع االسعار.
ويمكن قياس أجمالي فائض الطلب أو الفجوة التضخمية خالل فترة سابقة والتي انعكست
كليا ً أو جزئيا ً في االرتفاع المتواصل لألسعار باستخدام الصيغة التالية:
46
D X (C p C g I ) Yt
حيث أن:
= Dxإجمالي فائض الطلب.
= C pاالستهالك الخاص باألسعار الجارية .
حيث أن:
= M extحجم اإلفراط النقدي .
= Q0متوسط نصيب الوحدة من الناتج المحلي من كمية النقود المتداولة السائدة في سنة األساس
عن مستوى معين من األ
= Ytحجم الناتج المحلي الحقيقي باألسعار الثابتة في السنة .
M tكمية النقود المتداولة بالفعل في السنة .
وهذا يعني أن فائض كمية النقود عن حجها األمثل يعد إفراطا نقديا وراء ارتفاع األسعار
واستمرار هذا الفائض وتصاعده يكون وراء تصاعد االرتفاع في األسعار.
47
خالصة الفصل
48
األخرى ،وألهمية قياس التضخم فقد استخدمت عدة طرق لقياسه أهمها طريقة األرقام القياسية
إضافة الى معايير أخرى تستند الى النظريات المفسرة للتضخم .
49
الكميات األسعار نوع السيارة
qo Pn P0
200 8 6 A
300 4 3 B
150 7 5 C
210 10 7 D
:الحل
Pn q 0 P0 q 0
5950 4320
I
P q
n 0
100
P q
0 0
5950
I 100 137.7 %
4320
50
أي أن مستوى األسعار قد سجل ارتفاع في سنة 2011بمقدار % 37.7عن سنة 2013
-2الجبدول التبالي يمثبل أسبعار وكميبات أرببع سبلع بيعبت عبامي 2009و 2012والمطلــبـوب
إيجـــاد الرقــــم القياسي المرجح بطريقة السبير لسنة : 2012
الحل :
5610 4720
I
P q
n 0
100
P q
0 0
5610
I 100 118.8
4720
118.8-100=18.8
51
أي أن مستوى األسعار قد سجل ارتفاع في سنة 2012بمقدار %18.8عن سنة 2009م.
52
الفصل الثاني
آثار التضخم
وطرق المعالجة
53
الفصل الثاني
آثار التضخم
وطرق المعالجة
The Effects of Inflation
and Treatment Methods
يحمل التضخم الكثير من اآلثار المتنوعة والتي تختلف تبعا لطبيعته وقوة تأثيره،
وطبيعة المتغيرات االقتصادية التي تقع عليها هذه اآلثار والظروف االقتصادية التي يمر بها
البلد ،إذ تختلف اآلراء حول تقدير مدى حدة هذه اآلثار كما إن تقديرها في الحقيقة يعتمد الى حد
بعيد على مدى توقع حصول التضخم مسبقاً ،فإذا كان توقع حدوث التضخم مؤكدا فأنه يساعد في
تالفي الكثير من تأثيراته أما إذا كان توقع التضخم غير مؤكد فإنه يترك الكثير من اآلثار السلبية
االقتصادية واالجتماعية على البلد بأكمله.
وال يمكن ألي دولة أن تتجاهل آثار التضخم السلبية على مختلف المفاصل االقتصادية
فيها ،كذلك ال يمكن ألي مشروع اقتصادي أن يتجاهل تلك اآلثار في عملية التحليل االقتصادي
والمالي والمحاسبي ومن ثم انعكاساتها على كل التكاليف والعوائد المتوقعة ،ونتيجة لذلك فقد
وضعت العديد من السياسات العالجية للحد من تأثيراته على المستويين الجزئي والكلي ،وسيتم
تناول آثار التضخم ومعالجاته في المواضع اآلتية - :
تعزى مخاوف حصول حدوث االرتفاع في األسعار الى اآلثار السلبية التي تنعكس على
المستويين الكلي والجزئي نتيجة لذلك ،ويمكن إيجاز هذه اآلثار بما يلي :
54
-1أثر التضخم على توزيع الدخل The impact of inflation on income distribution
يؤدي ارتفاع المستوى العام لألسعار الى انخفاض القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود أو
الذين ارتفعت دخولهم النقدية بنسبة اقل من نسبة االرتفاع في األسعار ،وغالبا ً ما تمثل هذه
الشريحة الواسعة من المجتمع العاملين في الدوائر الحكومية ومنشآت القطاع العام والخاص الذين
يعتبرون في مقدمة المتضررين من التضخم إضافة الى أصحاب المدخرات النقدية الذين يعانون
من انخفاض القوة الشرائية لدخولهم النقدية بسبب التضخم.
تتمثل القوة الشرائية ( )Purchasing Powerفي لحظة زمنية معينة بعدد الوحدات من
سلعة معينة ،أو من سلة من السلع والتي يمكن شراؤها بهذه الوحدة في تلك اللحظة .فمثال في
بداية عام 2013م كانت كل ( )5قطع من الخبز تشترى بمبلغ دينار واحد ،وفي نهاية عام
2013م أصبحت كل أربع قطع من الخبز تشترى في ذلك الدينار ،ففي هذه الحالة تكون القوة
الشرائية للدينار الواحد في نهاية عام 2013م بمعدل ( )%80من قيمته األصلية أي
( ،100×)5÷4وهذا يعني أن القوة الشرائية للدينار انخفضت بنسبة ()%20وهو ما يمثل معدل
التضخم.
فإذا تم افتراض أن أسعار السلع التي ينفق المستهلك دخله عليها قد ارتفعت الى الضعف
فأن هذا يعني أن كمية السلع والخدمات التي يشتريها المستهلك بدخله النقدي ينخفض الى النصف
وهذا يعني انخفاض مستوى الدخل الحقيقي له ،أي كمية السلع والخدمات التي يحصل عليها،
ومن ثم إصابته بالضرر نتيجة لذلك .
وقد توصلت األبحاث االقتصادية الى أن ليس كل فئات المجتمع تتأثر سلبيا ً بالتضخم
فهناك فئات تستفيد من تزايد معدالت التضخم كالتجار وأصحاب األعمال وعموما ً يمكن التمييز
بين أربع فئات من المجتمع وفقا ً لمدى تأثرها بالتضخم -:
( )1فئة أصحاب الدخول النقدية الثابتة
تكون الدخول النقدية لهذه الفئة ثابتة ومن ثم تنخفض دخولها الحقيقية بنفس
معدل التضخم مثل أصحاب اإليجارات الثابتة بموجب القانون وهي أكثر فئات المجتمع
تضرراً.
( )2فئة أصحاب الدخول النقدية شبه الثابتة
تزداد الدخول النقدية لهذه الفئة بنسبة أقل من نسبة االرتفاع في مستوى
األسعار ،ويكون تضرر هذه الفئة بدرجة أقل من الفئة األولى ،وهذه الفئة تمثل غالبا ً
أصحاب الرواتب وموظفي الدولة .
55
( )3فئة أصحاب الدخول النقدية الحقيقية الثابتة
تزداد الدخول النقدية لهذه الفئة بنفس الزيادة في مستوى األسعار فال تتعرض
الى أثار سلبية من التضخم مثل طبقة العمال في الدول الصناعية المتقدمة المنضوية
تحت لواء النقابات العمالية القوية والتي استطاعت في الحقب األخيرة من رفع األجور
النقدية بمعدالت تفوق االرتفاع في المستوى العام لألسعار ،مما أدى الى زيادة نصيبها
الحقيقي في الدخل القومي .
56
يستنتج مما تقدم بأن األثر الرئيس للتضخم يظهر في عملية إعادة التوزيع للدخل من
خالل التأثير على القيمة الحقيقية لثروة األفراد ،إذ يترتب على التضخم إعادة توزيع الدخل
القومي لصالح أصحاب الدخول المتغيرة وفي غير صالح أصحاب الدخول الثابتة وشبه الثابتة،
إضافة الى أن التضخم وباألخص غير المتوقع يعيد توزيع الثروة فيما بين الدائنين والمدينين
األمر الذي يفيد المقترضين ويلحق الضرر بالمقرضين.
57
ستؤدي التأثيرات السلبية لهذه التحوالت الى حدوث أثار على الميزان التجاري وميزان
المدفوعات والى احتمال انخفاض سعر صرف العملة المحلية وبالتالي استنزاف البلد المعني
الحتياطاته من العمالت األجنبية ،مما يعني ضرورة اتخاذ اإلجراءات الفاعلة للحد من التأثيرات
السلبية للتضخم على االقتصاد القومي .
يؤثر التضخم بشكل كبير على مجمل عمليات الوحدات االقتصادية المختلفة ،إن ارتفاع
األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح
والخ سائر واالندثار وغيرها ،فالوحدات االقتصادية على مختلف أنواعها وأهدافها تقوم بإعداد
بيانات ختامية تتكون من حساب األرباح والخسائر الذي يصور مختلف اإليرادات والنفقات
وكذلك النتيجة النهائية التي تم التوصل إليها عن الفعاليات التي مارستها الوحدة خالل الفترة
الما ضية ،كذلك تعد الوحدة االقتصادية الميزانية العمومية لبيان الوضع المالي لها كما هو عليه
نهاية الفترة المالية .
وان هدف إعداد الميزانية يقصد منه إيصال المعلومات الى المالكين للمنشأة سواءا كان
ذلك الدولة أم القطاع الخاص إضافة الى تنفيذ النصوص القانونية التي تلزم حفظها أو توزيعها
على جهات يهمها أمر الحصول عليها كالدوائر الضريبية والمصارف وغيرها ،عالوة على أن
تلك البيانات والقيم التاريخية تستخدم ألغراض التخطيط للتوسع أو التوسع في فعالية معينة دون
أخرى ،وفي كل هذه العمليات فأن الوحدة االقتصادية وانطالقا من المبادئ المهمة التي ترتكز
عليها والمتمثلة في ثبات الوحدة النقدية من فترة الى أخرى كي يسهل تسجيل العمليات الصناعية
والتجارية في السجالت وجمع بعضها مع البعض اآلخر ومقارنتها واستخراج نتائج مبنية على
تلك الفرضية .
لكن التضخم المالي جعل كل تلك الحسابات غير منطقية بل أصبح عبئا ً ثقيالً إن لم نقل
إنه حالة ال يمكن الركون إليها إذا ما أريد الوصول الى تحقيق نتائج حقيقية حول نشاط الوحدة
االقتصادية وتقييم أموالها ،فارتفاع األسعار يؤثر بالدرجة األساس على قيمة العملة الحقيقية
ويجعلها تتغير بشكل مستمر باتجاه االنخفاض ومن ثم تظهر العمليات التجارية بقيم متباينة رغم
أنها مسجلة بعملة واحدة ،وإن ما يترتب على ذلك هو إن ما تعرضه السجالت يتضمن معلومات
محاسبية تحمل قيما ً متباينة ،إذ إن التضخم المالي الناتج عن ارتفاع األسعار وانخفاض القيمة
58
الحقيقية للنقود يؤثر تأثيرا ً ماديا ً على حقيقة ما تظهره البيانات الختامية ،فبالرغم من أنه سجلت
بعملة نقدية تحمل قيمة أسمية موحدة بين سنة وأخرى فإن تلك القيمة بعيدة عن القيمة الحقيقية لها
وما يترتب على ذلك ظهور غير متجانس من القيم تفقدها قيمتها الكبيرة كأداة للمقارنة والقياس
والدراسة .
إن الوحدات االقتصادية تسعى الى قياس نتيجة فعالياتها االقتصادية لمعــرفة النتيجة
التي تـم التوصل إليها للفترة المالية ،والمهمة الرئيسية لحساب األرباح والخسائر هي بيان أوجه
اإليرادات والمصروفات التي أنفقت لتحقيقها والنتيجة التي تم التوصل إليها وبيان االتجاه لمختلف
المعلومات التي تحويها ،ففي فترات التضخم المالي التي يرافقها انخفاض في القيمة الحقيقية
للنقود يالحظ إن ما سيظهره حساب األرباح والخسائر غير قابل للمقارنة وذلك لتغير قيمة النقد
بين فترة وأخرى ،مثال ذلك إذا كان الرقم القياسي في أول السنة هو %100وفي شهر جون
(حزيران) %110وفي / 31ديسمبر (كانون أول) %115فأن العمليات األيرادية خالل السنة
يتم تقييمها ما بين %100و . %115
وهكذا فأن التضخم قد أحدث إرباكا ً وعدم تيقن في تحديد األرباح والخسائر الحقيقية
خصوصا ً وإن أهم أغراض حساب األرباح والخسائر تتمثل في أنه يعد أداة محاسبية مهمة لقياس
نتيجة الفعاليات ،وعليه فأن النتيجة ال يمكن أن تكون صحيحة إال إذا كانت المعلومات التي ترتكز
عليها صحيحة ومبنية على أسس وقيم صحيحة ومتناسقة ،غير إن التضخم يجعل تحقيق مهمة
القياس صعبة وذلك للتفاوت في القيم وخاصة ما يتعلق منه باألندثارات والمصاريف المؤجلة
والمتسببة في انخفاض القيمة الحقيقية للنقد ،فاألندثارات تحتسب على أساس القيم التاريخية
للموجودات الثابتة التي تظهر حساباتها بعملة نقدية تحمل قيما ً تختلف عن قيمة السنة المالية .
إن ما ينتج عن التأثيرات هو ظهور األرباح الصافية بأعلى مما يجب نتيجة عدم أخذ
القيم السائدة بنظر االعتبار وعدم إدراك أن طريقة حساب االندثار بشكلها التقليدي قد عجزت عن
تحقيق هدفها في المحافظة على رأس المال ،فتخصيص الكلفة على أساس سنوات العمر اإلنتاجي
في سنوات التضخم لم تعد تكفي لقياس الربح أو المحافظة على رأس المال المستثمر في
موجودات ثابتة إذا ما حان موعد استبدالها ،يضاف الى ذلك فأن البضاعة تتأثر أيضا ً بالتضخم
المالي فارتفاع األسعار المستمر ينعكس على كافة األسعار بما فيها البضاعة التي تنتجها تلك
الوحدة االقتصادية حيث يؤدي التضخم الى انخفاض ملموس في حجمها األمر الذي يستلزم زيادة
رأس المال المخصص إلنتاجها .
ونتيجة لتلك اآلثار فأن الوحدة االقتصادية إذا ما تأخرت في أخذ عامل التضخم بنظر
االعتبار فأن الربح سيحتسب بأكثر من حقيقته مما يؤثر على العبء الضريبي الذي سيكون أكبر
59
وخاصة إذا كان الربح عاليا ً بحيث يخضع الى النسب العالية في سلم التصاعد ،كما إن حصة
العمال من األرباح ستكون أكبر مما يجب وأن قسما ً منها سيدفع من قيمة رأس المال المملوك،
كذلك إذا ما وزعت أرباحا ً على المالكين للشركات فأن تلك الحصص ستكون أكبر من قيمتها
الحقيقية وأن قسما ً منها سيمثل في طبيعته إعادة لقسم من رأس المال الممتلك رغم كونه من
الناحية القانونية ربحا ً وزع بشكل صحيح .
60
( )6يترتب على استمرار تصاعد األسعار اإلرباك والتأخر في تنفيذ مشروعات التنمية
واستحالة تحديد تكاليف إنشاء المشروعات ،بصورة نهائية التي ترتفع مدخالتها
باستمرار خالل فترة تنفيذ المشروعات األمر الذي يؤدي معه عجز بعض القطاعات في
الحصول على الموارد إلتمام مشروعاتها .
ثانيا -سياسات معالجة التضخم:
Policies to tackle inflation
يمكن التفرقة هنا بين نوعين من السياسات الخاصة بمعالجة التضخم ،فالنوع األول
يتمثل في السياسات العالجية العامة المتبعة على مستوى االقتصاد الكلي كالسياسة النقدية
والسياسة المالية وأدواتهما المختلفة التي تهدف الى الحد من التضخم ومحاولة تخفيضه من خالل
إتباع عدد من اإلجراءات التي تدخل في صميم السياستين أعاله ،أما النوع الثاني من السياسات
فيتمثل في السياسات المتبعة من قبل الشركات الخاصة والعامة والتي ال تهدف في محصلتها
النهائية الى الحد من ظاهرة التضخم بسبب أن ذلك ال يدخل ضمن اختصاصها ويتطلب سياسات
حكومية عامة ومحكمة ،فالشركات هنا تتبع سياسات وآليات معينة لمعالجة آثار التضخم على
موجوداتها وحساباتها الختامية من خالل إتباع سياسات ومعالجات حسابية لوضع قيمة حقيقية لها
تزيل مشكالت التضليل الناجمة عن التضخم على نتائج أعمالها وميزانياتها وخاصة للمخزون
والموجودات الثابتة والعمليات المالية .ومن هنا يمكن استعراض أهم سياسات معالجة التضخم
على المستويين الكلي والجزئي وكما يلي :
(أوال) السياسات العامة لمعالجة وضبط التضخم
The public policies to tackle inflation
من الطبيعي والواضح للجميع أن التضخم ال يعالج إال من خالل السياسة المالية بأدواتها
المختلفة أو عن طريق السياسة النقدية بأدواتها المختلفة أو عن طريق السياستين معاً ،فالتضخم
كما ذكر في النظريات المفسرة له قد ينبعث من جانب الطلب أو جانب العرض أو من جانب
العرض النقدي لذا فأن المعالجة تتم من خالل إتباع سياسات نقدية ومالية متكاملة .
The Monetary policies -1السياسات النقدية
تعرف السياسات النقدية بأنها السياسات التي يمارسها البنك المركزي والمرتبطة
بالنقود والجهاز المصرفي والتي تؤثر في عرض النقود إليجاد التوسع في حجم القوة الشرائية أو
اإلقالل من حجم تلك القوة في المجتمع ،أو بتعبير آخر هي مجموعة اإلجراءات والتدابير
المتعلقة بتنظيم عمليات اإلصدار النقدي والرقابة على االئتمان وصوال الى أهداف معينة تتركز
61
بالسيطرة على المستوى العام لألسعار ومن ثم السيطرة على التضخم مع توفير إطار للنمو
االقتصادي غير التضخمي مع التأكيد هنا أن مسألة السيطرة على األسعار ليست بالمهمة السهلة،
ولكن يمكن للدولة بواسطة مؤسساتها وسياساتها المختلفة من السيطرة نسبيا ً على األسعار كما
إنها تختلف من بلد الى آخر من حيث الدرجة ومن حيث النوع وبحسب المرحلة التي وصلت إليها
مواردها المادية وتكوين جهازها المصرفي الدولة من التطور االقتصادي وحجم ونوع
واالئتماني بصفة عامة ومدى تطور أسواقها المالية ومدى تنظيم نشاط أسواقها النقدية.
وعموما ً يمكن إيجاز أدوات السياسة النقدية بما يأتي -:
Interest rate ( )1سعر الفائدة
تقوم هذه السياسة على أساس رفع أسعار الفائدة التي تتعامل بها البنوك المركزية أثناء
التضخم ،إذ ترتفع تكلفة حصول البنوك التجارية على القروض من البنك المركزي ومن ثم ترتفع
كلفة حصول األفراد على النقد والقروض من البنوك التجارية مما يؤدي الى التقليل من معدل
االقتراض من البنوك التجارية مع االفتراض بأن ال يكون هنالك مصادر أخرى للسيولة أو
االئتمان سواء في السوق النقدية أو في األسواق الجانبية (باستثناء البنك المركزي) من شأنها أن
تقلل من أهمية قروض األخير وتكلفة هذه القروض .
ومن الجانب اآلخر فأن البنوك المركزية توجه بأتباع أسعار فائدة تشجيعية على الودائع
والمدخرات أي زيادة أسعار الفائدة على ما يحصل عليه األفراد مقابل مدخراتهم لدى البنوك
التجارية ،ففي المراحل األولى للنمو يجب على السلطات النقدية تشجيع المدخرين على االدخار
ليس بشكل نقد مكتنز وإنما بشكل موجودات مالية كودائع لدى البنوك وذلك عن طريق رفع سعر
الفائدة على تلك الودائع مما يؤدي الى سحب جزء من النقد المتداول وامتصاص أكبر قدر من
السيولة في السوق واالحتفاظ بها لدى البنك المركزي .
( )2نسبة االحتياطي القانوني The legal reserve ratio
تتمثل نسبة االحتياطي القانوني في النسبة التي يتعين على البنك التجاري أن يحتفظ بها
من كل وديعة تودع فيه ،وهذه النسبة يحتفظ بها البنك التجاري بشكل نقود سائلة كاحتياطي لدى
البنك المركزي ،وال يحصل مقابلها على فائدة وتكون هذه النسبة هي الحد األدنى لالحتياطي الذي
يحتفظ به أي بنك تجاري دون تمييز ،إذ يقوم البنك المركزي وكخطوة باتجاه تقليل التضخم برفع
نسبة االحتياطي القانوني لتقليل مقدرة البنوك التجارية في التوسع باالئتمان وعمليات خلق النقود
.
62
إن العديد من الدراسات االقتصادية ال تفضل دائما اللجوء إلى هذه السياسة لما لهذه
السياسة من أثر سلبي على وضع البنوك التجارية و قابليتها على منح القروض وعلى استثمار ما
لديها من أموال .
كما أنتقد بعض االقتصاديين هذه السياسة أو وسيلة االحتياطي القانوني باعتبارها
تمييزية وغير دقيقة وغير مرنة ،فطبيعتها التمييزية تعود الى اختالف أثارها باختالف حجم
المصارف ،إذ قد تتأثر المصارف الصغيرة ذات االحتياطيات الضئيلة في حين أن البنوك
التجارية الكبيرة في الغالب لديها من األصول األجنبية واالحتياطات النقدية الكبيرة التي تمكنها
الى حد ما من مقاومة أثار تغيير نسب االحتياطي القانوني ،كما أن هنالك صعوبة في التأكد من
مقدار التغير الضروري في نسبة االحتياطي القانوني النقدي المطلوب ،فضال عن أنها تعد من
السياسات غير المرنة لعجزها في مواجهة الشحة أو الفائض في احتياطات المصارف في أماكن
مختلفة في آن واحد ،فمثالً تخضع االقتصاديات اآلخذة في النمو عادة لحركة موسمية واضحة
تجعل من سياسة االحتياطي القانوني أداة جامدة غير مرنة ( مثالً زيادة النسبة في غير موسم
حصاد محصول رئيسي لتراكم االحتياطات في البنوك التجارية ولعدم الحاجة إليها والعكس عند
ظهور الحاجة إلى توسيع عمليات االئتمان بتـسويق المحصول ) مما يتطلب من هذه السياسة أن
تأخذ في اعتبارها الحركة الموسمية.
وأخيرا ً فأن نسبة االحتياطي القانوني التي تعد من أدوات السياسة النقدية المهمة قد
تنجح في تقييد االئتمان ومنعه من التزايد ولكنها ال تعالج تماما ً التضــخم الذي ينشأ ليس بسبب
زيادة االئتمان في الداخل وإنما ينشأ نتيجة لعوامل أخرى .
63
وسائل الدفع ومن ثم التأثير في سيولة السوق النقدية بقطاعيه المصرفي وغير المصرفي ،أي
بمعنى آخر أن قيام البنك المركزي ببيع ما لديه من سندات حكومية ليأخذ ثمنها من أيدي الذين
يحملونها على شكل أوراق نقدية فأنه يقلل بذلك النقود في أيدي أفراد المجتمع ،وهذا يؤدي بدوره
الى تقليل معدالت التضخم النقدي .ويعتمد نجاح عمليات السوق المفتوحة على توفر األسواق
المالية الواسعة والمنتظمة وهذه عادة ما تكون متوفرة لدى الدول المتقدمة لكن البلدان النامية ال
تمتلك مثل هذه األسواق أو أن ما لديها منها ضعيفة جدا ً الى درجة تجعل أي تدخل بالبيع أو
الشراء يقود الى تقلبات كبيرة في أسعار األوراق المالية مما يترتب عليه زعزعة المراكز المالية
للبنوك وزعزعة الثقة في مستقبل هذه األوراق مما يقلل لجوء حكومات هذه البلدان الى هذه
الوسيلة .
قد ينحاز البعض الى هذه السياسة النقدية أو تلك من السياسات المشار إليها آنفا لمعالجة
ظاهرة التضخم إال أن الواقع يشير الى أن نجاح المعالجة قد يتم من خالل الجمع بين كل هذه
الوسائل التي تم ذكرها ،الى جانب ذلك البد من التأكيد على أن مهمة الحفاظ على سعر مستقر ال
يتوقف حصرا على السياسات النقدية فحسب بل يتوجب كذلك إتباع سياسات مالية منسجمة مع
السياسات النقدية الهادفة إلى تحقيق ذلكً وهذا ما سيتم توضيحه في الفقرة الالحقة .
64
ولغرض إعطاء صورة واضحة عن أدوات السياسة المالية الرامية الى ضبط التضخم
فالبد من المرور على أهم تلك األدوات وبصورة موجزة وكما يلي :
Taxes ( )1الضرائب
تتوسع الحكومة في تحصيل الضرائب لتقليص النقود في أيدي أفراد المجتمع
وبالتالي السيطرة على معدل مستقر لألسعار ،وتشمل الضرائب جميع أنواعها مثل ضرائب
الدخل وضرائب الشركات والرسوم الجمركية غير المباشرة التي تفرض على السلع المختلفة
سواء كان منها ما هو منتج وما هو مستورد ،ولما كانت السياسة الضريبية تمثل وسيلة
لتحقيق غاية محددة فأن اآلثار االقتصادية المرغوب إحداثها هي التي تحدد نوع أو أنواع
الضرائب التي ينبغي فرضها على المجتمع وتوزيع العبئ الضريبي وفقا لمبدأ ضمان تحقيق
اآلثار المرغوبة بالكم والكيف ،وهذا ما يهدف إليه المجتمع وباألخص في حال توفر جهاز
ضريبي كفوء وموضوعي فضالً عن الوعي لدى المكلفين لنجاح السياسة الضريبية لتحقيق
أهدافها .
تتم معالجة التضخم من خالل خفض القوة الشرائية ألفراد المجتمع عن طريق إضعاف
محددات االستهالك أي رفع معدالت الضريبة التصاعدية على الدخول ،وبذلك يقع األفراد
تحت ظل معدالت أعلى من الضريبة فيتجه معظمهم لالدخار بدال من األنفاق النخفاض
مستويات دخولهم مما يقلل من حدة الطلب وفي نفس الوقت يزيد من متحصالت الضريبة
ومن ثم السيطرة على األسعار ،وهذا األمر يتطلب ربط السياسة الضريبية الموضوعة
بعمليات التخطيط والحساب الدقيق لعوامل الدخل واألنفاق القومي .
وعليه فإن الضرائب تعد من أقوى السياسات المتبعة في معالجة التضخم وباألخص في
الدول النامية والتي يغلب فيها تخلف العادات المصرفية واالئتمانية ،وقد أثبتت تجربة الهند
خالل الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها ما يمكن أن يفعله النظام الضريبي المالئم من أثر
فعال في الحد من التضخم .
كما إن هنالك تجارب أخرى في الدول المتقدمة إذ لجأ عددا ً منها الى إتباع سياسة
الضريبية على نطاق واسع ،بوصفها أداة لمعالجة ظاهرة التضخم النقدي التي انتشرت خالل
السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية .
Government spending ( )2األنفاق الحكومي
تعرف السياسة األنفاقية بأنها البرنامج أألنفاقي الذي يقوم على أساس طبيعة وأدوات
الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،ففي حالة التضخم فأن الحال يقتضي
تقليص األنفاق الحكومي أي إتباع سياسة إنفاقية انكماشية من خالل تخفيض األنفاق الحكومي
65
وتحقيق فائض في الميزانية بالشكل الذي يؤثر على أوجه اإلنفاق األخرى ،وهنا يجب التفرقة
بين نوعين من األنفاق ،األنفاق االستهالكي واألنفاق االستثماري فالنوع األول يقوم على
أساس أن تخفيض اإلنفاق االستهالكي بالقدر المستطاع يمكن أن يسهم في عالج التضخم،
أما النوع الثاني معناه التأثير على مشروعات التنمية االقتصادية وهو أمر غير مرغوب فيه
وباألخص في الدول النامية.
ومن الجدير بالذكر كذلك أن األسلوب الذي تتبعه الحكومة في الحصول على
إيراداتها يكون وثيق الصلة باآلثار النهائية لألنفاق العام ،كما أن األنفاق على أوجه النشاط
الحكومي المختلفة له اثره على التغيرات التي تحدثها البرامج األيرادية (التشغيلية) .
Public debt ( )3الدين العام
يتمثل الدين العام في قيام الدولة بعقد القروض وطرح األسهم والسندات لالكتتاب
عليها من قبل الجمهور ،أي يمكن تعريف الدين العام بأنه عبارة عن مبلغ من المال يدفع من
قبل وحدات اقتصادية محلية أو أجنبية بموجب عقد يستند الى تصريح مسبق من قبل السلطة
التشريعية تتعهد بموجبه الدولة بدفع فوائد القرض على مبلغ القروض وسداد أصل القرض،
وغالبا ً ما يتم اللجوء الى هذه السياسة في الحاالت االستثنائية وكذلك لسد العجز في منابع
التمويل األخرى أو حينما تصل الضريبة مثالً الى حدها األقصى بحيث ال يصح للدولة
اللجوء الى مزيد من الضرائب بالشكل الذي يؤدي الى تدهور النشاط االقتصادي ومستوى
المعيشة .
ومن الجدير بالذكر أن كالًًَ من السياستين الضريبة والدين العام (
االقتراض ) تهدفان الى بقاء كمية النقود ثابتة إذ أن كل ما يترتب على فرض الضرائب أو
عقد القروض هو تحويل جانب من القوة الشرائية من األفراد الى الحكومة غير أن الضريبة
فرض إلزامي يؤخذ بال مقابل في حين أن القرض استثمار اختياري له قيمته االسمية وفائدته
المحددة ،ويهدف أيضا ً الى امتصاص جزء كبير من القوة الشرائية الزائدة في وقت أسرع
مما يمكن أن تحققه بعض أنواع الضرائب ومن ثم السرعة في السيطرة على وتائر التضخم
وتعد القروض المحلية أفضل من القروض الخارجية لهذا الغرض لما للقروض الخارجية من
آثار سلبية سياسية واقتصادية .
وإن الفكر المالي الحديث ينظر الى القروض المحلية بأنها أداة من أدوات السياسة
المالية واالقتصادية وتستخدم في التأثير على مستوى النشاط االقتصادي وبصفة خاصة في
محاربة الكساد ومحاربة التضخم .
66
-3السياسات األخرى Other policies
هنالك سياسات أخرى على المستوى الكلي أيضا ً تتمثل بالسياسات التالية:
Pricing policy ( )1سياسة التسعير :
يتم بموجب هذه السياسة تثبيت األسعار أو تحديدها بصورة مباشرة من قبل
الدولة ومن خالل األجهزة المختصة كالجهاز المركزي لألسعار أو التأثير عليها بصورة غير
مباشرة وباألخص على السلع المستوردة من خالل اإلعفاءات الضريبية والجمركية .
Policy support ( )2سياسة الدعم
تتمثل سياسة الدعم في جملة من اإلجراءات والسياسات الهادفة الى دعم أسعار بعض
المنتجات الرئيسة والهامة والمرتبطة بقوت المواطن اليومي كالدقيق والرز والسكر وغيرها،
وكذلك بعض المواد األخرى كالوقود والكهرباء والتي يشترك جميع أفراد المجتمع في
استهالكها ،إذ يؤدي ارتفاع أسعارها الى ضررا ً كبيرا ً للطبقات الفقيرة في المجتمع ،وقد
واجهت هذه السياسة جملة من االنتقادات وباألخص من صندوق النقد الدولي كونها تعطل
عمل آلية السوق أو إنها تسبب إفراطا ً في استهالك تلك السلع أو تهريبها الى الخارج .
وقد تلجأ الدولة الى أسلوب البطاقات في توزيع المواد المدعمة وباألخص
بالنسبة الى المواد الغذائية عند تعرض البلد الى الكوارث أو الحصار االقتصادي الذي
يفرضه مجلس األمن الدولي على بعض الدول ،كالحصار الذي فرض على العراق وإيران
وسوريا ،كأجراء للحد من ارتفاع األسعار إذ تعمد الدولة الى تجهيز أفراد المجتمع بالسلع
الغذائية الرئيسة بأسعار مدعمة للحد من ارتفاع أسعارها ومن ثم تخفيض وطأة التضخم على
المواطنين .
( )3سياسة الخزين اإلستراتيجي :
Policy of strategic stockpiling
تلجأ الكثير من الدول الى توفير خزين إستراتيجي من البضائع والسلع وباألخص
الضرورية الستخدامها في الحاالت التي قد تتسبب في موجة من ارتفاعات األسعار كالجفاف
وتأثيره على إمدادات الغذاء وتسببه في ارتفاع أسعار الغذاء على المستوى الدولي ،وكذلك
في حاالت الحروب وبالشكل الذي يتحقق معه تدفق البضائع والسلع بصورة اعتيادية تحول
دون ارتفاع أسعارها في حالة شحتها.
67
(ثانيا) السياسات الجزئية لمعالجة التضخم:
Micro- policies to tackle inflation
يؤثر التضخم تأثيرا ً كبيرا ً على مجمل عمليات الشركات بوحداتها المختلفة إذ أن ارتفاع
األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح
والخسائر واالندثار وغيره ،وما تزال الكثير من الشركات تعد بياناتها المالية على أساس مبدأ
الكلفة التاريخية دون مراعاة ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها .وإن
االعتماد على هذا المبدأ في ظل التضخم واالنخفاض النقدي يجعل العناصر المحاسبية المسجلة
في كل من الميزانية العمومية وحساب النتيجة بالكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر
عن قيمتها الحقيقية وذلك ألن تقييمها تم بعملة نقدية فقدت جزءا ً من قوتها الشرائية بسبب
فبالنسبة إلى عناصر الميزانية العمومية تصبح مضللة وال تعبر عن حقيقتها التضخم،
االقتصادية خالل فترة التضخم .
أن التضليل يصيب العناصر غير النقدية التي تتمثل في الموجودات الثابتة والمخزون،
ويؤثر بشكل غير مباشر على حقوق الملكية ،كما أن العناصر النقدية ،التي تتمثل بالمدينين
والنقود والقروض ،تفقد قوتها الشرائية ،إذ يؤدي التضخم إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج ومن ثم
ينعكس اثر ذلك على رفع أسعار بيع المنتجات ،األمر الذي يجعل من الربح المحاسبي مضلالً وال
يعكس الربح الحقيقي للفترة المالية ،مما يؤدي إلى تضليل الضريبة وتوزيع حصص ربحية
وهمية ،ومن ثم ينعكس أثره السلبي على حفظ الطاقة اإلنتاجية للشركة بسبب تأثر تمويل
االستثمارات بذلك .
وبناءا ً على المشكالت التي يسببها التضخم في القوائم الختامية فأنه يتعين أن يؤخذ
تطور معدالت التضخم أو االنخفاض النقدي في الحسبان بشكل فعلي لكي ال يؤثر على
إستراتيجيات نمو وتوسع الشركات ،وهذا ما يتم تناوله في الفصول القادمة باعتماد مبدأ
المعالجات لكل حالة بواسطة أساليب موضوعية تسعى الى تقريب هذه البيانات من الحقيقة بغية
تحقيق األهداف المنشودة ومن خالل مجموعة طرائق وأساليب تحليلية نظرية وعملية تختص
بكل حالة على حدة ،وبغية اكتمال الصورة فالبد من بيان أهداف معالجة أو تعديل آثار التضخم .
والمخطط التالي يوضح أهم السياسات العامة لمعالجة التضخم :
68
مخطط ( )3السياسات العامة لمعالجة التضخم
السياسات العامة
لمعالجة التضخم
السياسات
السياسات العامة
الجزئية
سياسات المنشآت
السياسة المالية السياسة النقدية
والشركات
نسبة االحتياطي
األنفاق الحكومي
القانوني
عمليات السوق
الدين العام
المفتوحة
تقضي العواقب الوخيمة للتضخم بأهمية إجراء التعديالت الالزمة للبيانات المحاسبية
بالكلف التاريخية بغية الوصول الى قياس نتائج أعمال الشركات ومراكزها المالية بصورة تعبر
تعبيرا ً حقيقيا ً عن الواقع ولذلك البد من التركيز على ما يلي :
-1أهمية تعديل البيانات المحاسبية.
-2البيانات المحاسبية المشمولة بالتعديل .
69
-3اهتمامات اإلداريين .
-4اهتمامات المستثمرين .
70
- 2البيانات المحاسبية المشمولة بالتعديل
Correction of Accounting Information
Manufacturing Account أ -حساب التشغيل
ب -حساب األرباح والخسائر Profit and loss Account
ج -الميزانية Balance sheet
يميل االتجاه الحديث نحو دمج حساب التشغيل وحساب األرباح والخسائر في حساب
واحد يسمى حساب النتيجة أو كشف الدخل العام ( .)General Incomeويتميز هذا الحساب
األخير بأنه يظهر العديد من المجاميع أو المقادير( )Aggregatesالمهمة مثل القيمة المضافة
( )Add Valueوإجمالي ربح التشغيل( )Gross profitوالتدفق النقدي (.)Cash -flow
فباإلضافة إلى أن هذا التوحيد ( التجميع ) يحمل العديد من التبريرات االقتصادية ،فانه كذلك
يحتل أهمية كبيرة بالنسبة للتضخم ،مثال ذلك حالة قرض في األردن ،فمن غير المعقول للشركة
العراقية أن تبدي ارتياحها من المصروفات المالية (الفوائد) المنخفضة من خالل عزلها عن
خسائر أسعار الصرف (المرتفعة) عند تسديد القرض.
وعليه حينما يجري الحديث هنا عن كشف الدخل فان ذلك يعني حساب النتيجة الموحد
الذي يشمل حساب التشغيل وحساب األرباح والخسائر .كذلك ال يشمل الحديث هنا تعديل
محاسبة التكاليف ( )cost Accountingإالﹼ إذا كان ذلك له عالقة بالمحاسبة المالية ،ففي
الواقع أن محاسبة التكاليف تعتمد على عدد كبير من القواعد واألعراف ()Conventions
التي تتبعها العديد من الشركات في تعديل آثار التضخم .
71
يوجد ثالثة اهتمامات رئيسية لدى اإلدارة تنصب في استعمال البيانات المحاسبية هي-:
( )1قياس النتائج ()Performances Measure
يقصد بالنتائج هي قدرة الشركة على تشغيل عوامل اإلنتاج بكامل طاقتها وعلى
تحقيق مستوى مقبول من الربحية التجارية الحقيقية والربحية المالية (عائد األموال المستثمرة
).
( )2المساعدة في النمو والتوسع ()Growth and Expansion
يقصد بذلك رؤية إدارة الشركة إلى وضعها المالي من ناحية كفاية أموالها الداخلية
(التمويل الذاتي ) من عدمها ألغراض النمو والتوسع ،وكذلك النظر إلى حاجة الشركة من
األموال الخارجية للغرض نفسه.
( )3ضمان األمان ()To assure the Security
يبحث مستخدم البيانات المحاسبية عن تقييم مخاطرة عدم تحقق التوقعات أو
التقديرات وتقييم نقاط الضعف التي يمكن أن تربك عمل الشركة مثال ذلك نقاط الضعف في
الوضع المالي للشركة.
تعتمد المخاطرة بشكل واسع على درجة الترابط بين أهداف الشركة (معدل النمو )
ونتائجها التي تحدد نمو يساعد في عملية تحسين وضع الهيكل المالي للشركة.
وعليه فان القياس الحقيقي للربحية االقتصادية (العائد على األصول الثابتة) يمثل في كل
األحوال هدف جوهري وأساسي من أهداف عملية حسابات الشركة .وتتطلب عملية الرقابة
اإلدارية استخدام مؤشرات مناسبة في قياس النتائج .وكما سبق اإلشارة أليه بأن الربحية تمثل
أحد األهداف الجوهرية واألساسية فأنه يمكن توضيحها بالنسب اآلتية-:
مثال ذلك
72
العائد = الربحية × الدوران
يالحظ أن نسبة العائد لها قيمة قطعية ( )absolute valueأو قيمة ثابتة (Fixed
) valueيتعين مقارنتها بمعدل فائدة النقود في السوق المالية .كما أن هذا األخير يمثل نسبة
ربحية ألنه ينسب الفائدة (الربح) إلى رأس المال .وإن نسب الربحية والدوران لها قيمة نسبية إذ
أنها ال يمكن أن تحقق الغرض منها ما لم يجري مقارنتها بفترة مالية أخرى وبموازنة ( Budget
) أخرى وبشركة أخرى .وتعد هذه النسب من النسب الثانوية .
من المعروف أن التضخم يؤدي إلى تضليل مؤشرات نتائج أعمال الشركة .فمن
الطبيعي أن المكونات المختلفة لهذه المؤشرات أو النسب ( )Ratiosيتعين أن يجري تقيمها
باألسلوب نفسه وبالوحدة النقدية نفسها بغية الوصول إلى النتائج الصحيحة .
وفي ظل غياب إجراءات تصحيح الحافز ( )motivationالضريبي أو االقتصادي فأن
المكونات الثالثة (األرباح ورأس المال المبيعات ) للنسب السابقة ال تقبل المقارنة .ففي الواقع،
إذا افترض أن الوحدة النقدية هي دينار /متوسط الفترة المالية الجارية فإن المبيعات يتم تقييمها
بصورة صحيحة ،ولكن ال يمكن أن يكون الشيء ذاته بالنسبة لألرباح واألصول الثابتة .
( )1يجري في الغالب تقييم األرباح بقيمة مرتفعة .
( ) 2يجري تقييم األصول الثابتة بقيمة منخفضة وذلك ألنها تحتسب بسعر االقتناء ويعبر
عنها بالوحدات النقدية التي فقدت جزءا ً من قيمتها.
وبنا ًء على ذلك تكون نسب الربحية والدوران بقيمة مرتفعة .ويشكل ذلك حالة مضاعفة
بالنسبة إلى العائد(حاصل ضرب الربحية في الدوران) .ففي الواقع أن الربحية ،التي تتمثل في
عالقة األرباح إلى المبيعات ،يمكن أن تكون ذات قيمة مرتفعة وذلك بسبب تقييم البسط بقيمة
مرتفعة .والشيء ذاته بالنسبة إلى األصول الثابتة تكون بقيمة منخفضة ومن ثم يكون معدل
الدوران بقيمة مرتفعة .
ينعكس أثر التضخم على الميزانية وكشف الدخل اللذين يظهران األرباح واألصول
الثابتة فإذا ظهرت األرباح بقيمة مرتفعة جراء التضخم فإن األصول الثابتة تظهر بقيمة منخفضة
بسبب تقييمها بقيمة االقتناء االسمية .وأن الوضع التضخمي المبالغ فيه مثلما يظهر في الميزانية
فهو كذلك يظهر في كشف الدخل .وعليه يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور ربح محاسبي وهمي
يتسبب في فرض معدالت ضرائب مرتفعة وأحيانا ً توزيعات أرباح غير عادلة .
ومن اجل التخفيف من تلك اآلثار فان بعض النظم الضريبية كان قد اعتمد أساليب
مختلفة للمعالجة وهي:
73
( )1أسلوب االندثار المتناقص الذي يساعد في تأجيل دفع مبلغ الضريبة.
( )2تكوين احتياطي ارتفاع أسعار المخزون الذي يساعد في تخفيض األرباح الخاضعة
للضريبة .
( )3تسعير الصادر المخزني بسعر الوارد األخير صادر أوال ( )LIFOأو بسعر المتوسط
المتحرك الذي يخفض الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة وهو ما يمثل الربح المحاسبي.
إن هذه األساليب ال تعدل الربح المحاسبي إال جزئيا ،وبالمقابل تضلل هذه األساليب
الميزانية بشكل حاد وذلك ألنها تخفض قيم األصول الصافية والمخزون بشكل كبير.
74
خالصة الفصل
في ختام هذا الفصل يمكن القول بأن اآلراء تختلف في تقدير مدى حدة اآلثار السلبية
للتضخم ،وإن عدم توقع حدوث التضخم يؤدي الى ازدياد هذه اآلثار وامتداد تأثيراتها إلى
القطاعات االقتصادية واالجتماعية كافة حيث يؤدي ارتفاع المستوى العام لألسعار الى انخفاض
القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود أو الذين ارتفعت دخولهم النقدية بنسبة اقل من نسبة االرتفاع
في األسعار وغالبا ً ما تمثل هذه الشريحة الواسعة من المجتمع العاملين في األجهزة الحكومية
ومؤسسات القطاع العام والخاص الذين يعتبرون في مقدمة المتضررين من التضخم إضافة الى
أصحاب المدخرات النقدية الذين يعانون من انخفاض القوة الشرائية لدخولهم النقدية بسبب
التضخم .
كما إن للتضخم تأثيرا ً واضحا ً على االدخار حيث أن ارتفاع األسعار سيؤدي الى زيادة
نسبة ما يخصص من الدخل الشخصي والدخل القومي ألغراض االستهالك ألن الحفاظ على
مستوى مقبول من استهالك الفرد وبالذات ما هو ضروري فيه يتطلب إنفاق أكبر قدر من الدخول
الشخصية على االستهالك وهذا يعني ارتفاع نسبة ما ينفق من الدخل القومي على االستهالك
وينخفض نتيجة ذلك ما يخصص من الدخل الشخصي والقومي ألغراض االدخار ومن ثم
انخفاض القدرة على تمويل االستثمار ،وللتضخم أيضا ً أثارا ً واضحة على ميزان المدفوعات إذ
يترتب عليه اختالل في هذا الميزان باتجاه خلق عجز فيه نتيجة زيادة الطلب على االستيراد
وانخفاض حجم الصادرات .
وللتضخم تأثيرا ً كبيرا ً على مجمل عمليات الشركات بأشكالها المختلفة إذ إن ارتفاع
األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح
والخسائر واالندثار وغيرها ،فالشركات على مختلف أنواعها وأهدافها تقوم بإعداد بيانات
ختامية تتكون من حساب األرباح والخسائر الذي يصور مختلف اإليرادات والنفقات وكذلك
النتيجة النهائية التي تم التوصل إليها عن الفعاليات التي مارستها الشركة خالل الفترة الماضية،
كما إنها تعد الميزانية العمومية لبيان الوضع المالي لها كما هو عليه نهاية الفترة المالية وبناءا ً
على المشكالت التي يسببها التضخم في القوائم الختامية فأنه يتعين أن تأخذ هذه الشركات تطور
75
معدالت التضخم االقتصادي في الحسبان بشكل فعلي لكي ال يؤثر على إستراتيجيات نمو وتوسع
الشركات .
ونتيجة لآلثار المترتبة على التضخم فقد وضعت سياسات لعالجه أو التخفيف من حدته
وهنا يمكن التفرقة بين نوعين من السياسات الخاصة بعالج التضخم ،األولى هي السياسات
العالجية العامة المتبعة على مستوى االقتصاد الكلي كالسياسة النقدية والسياسة المالية وأدواتهما
المختلفة التي تهدف الى الحد من التضخم ومحاولة تخفيضه من خالل إتباع عدد من اإلجراءات
التي تدخل في صميم السياستين أعاله ،أما النوع الثاني من السياسات فهي السياسات المتبعة من
قبل الشركات الخاصة والعامة والتي ال تهدف في محصلتها النهائية الى الحد من ظاهرة التضخم
ألن ذلك ال يدخل ضمن اختصاصها ويتطلب سياسات حكومية عامة ومحكمة ،فالشركات هنا فقط
تتبع سياسات وآليات معينة لمعاجلة آثار التضخم على موجوداتها وحساباتها الختامية من خالل
إتباع سياسات ومعالجات محاسبية لوضع قيمة حقيقية لها تزيل مشكالت التضليل الناجمة عن
التضخم على نتائج أعمالها وميزانياتها وخاصة المخزون واألصول الثابتة والعمليات المالية إذ
تسعى إدارات الشركات ،من وراء تعديل آثار التضخم ،إلى تحقيق مكاسب ضريبية وتعلية قيمة الشركة
واتخاذ قرارات اقتصادية متنوعة .ويشمل تعديل آثار التضخم البيانات المحاسبية المسجلة في القوائم
الختامية بالكلف التاريخية بغية قياس النتائج بصورة صحيحة وتحليل الوضع المالي الحقيقي للشركة ،األمر
الذي يوفر خاصية الموثوقية العالية في البيانات المحاسبية لمتخذي القرارات اإلدارية والمالية سواء كانوا من
داخل الشركة كاإلداريين والمحللين الماليين أومن خارجها كالمستثمرين الحاليين والمحتملين .
76
أسئلة الفصل
77
الفصل الثالث
السلوكيات الناجمة عن التضخم
Comportment involved with inflation
78
الفصل الثالث
السلوكيات الناجمة عن التضخم
Comportment involved with inflation
لقد أصبحت عملية تعديل البيانات المحاسبية في ظل التضخم مسألة ضرورية وملحة
والزمة التخاذ القرارات االقتصادية الفعالة خالل فترة التضخم ،ففي الواقع يؤدي التضخم الى
حصول سلوكيات مختلفة في حالة غياب تعديالت الحسابات وبعض القواعد الضريبية ،سواء
كان ذلك بالنسبة لألفراد ( القطاع الخاص ) والدولة أو بالنسبة للشركات.
تقوم أجهزة الرقابة المالية في بعض البلدان بوضع قواعد االحتساب والمحاسبة .ال بل أن
هذه القواعد تملى من قبل السلطات الضريبية في بلدان أخرى .ويمكن إجمال هذه القواعد بما يلي
-:
.1استعمال االندثار الضريبي المتناقص لغرض تخفيف حدة آثار التضخم على الربح إلى
حد كبير ،غير أن هذه المعالجة تشكل معالجة جزئية فضالً عن أن القيمة الدفترية
للموجودات الثابتة تقدر بأقل من قيمتها الفعلية.
.2إمكانية إعادة تقييم الميزانيات بالطريقة المناسبة ،وهذا ما يشكل عبئا ً على الشركات
والجهات المعنية .كما أن إعادة التقييم الشامل للميزانية يفرض في حالة االندماج ألنه
يمثل حالة تشجيع على إعادة التجميع الذي يمكن أن يكون من جانب آخر وهمي أو غير
مبرر اقتصادياً.
.3قبول الفروق الكبيرة في حالة إعادة التقييم الكلي للميزانيات.
.4إقناع الدولة بعدم تشجيع االدخار وذلك النخفاض معدالت الفائدة الحقيقية ،كما يتطلب
تحفيز المقترضين.
.5منع اإلجراء المحاسبي الذي يقضي بتسعير المخزون وفقا لطريقة ما يدخل أخيرا ً يخرج
أوالً ( .) LIFO
79
.6ابتعاد الحسابات عن الحقيقة :التحليل المالي والرقابة اإلدارية يكون كل منهما صعب
التنفيذ بدون إجراء تعديالت مسبقة.
.7اتخاذ القرارات وفقا للتوجه الضريبي ( إيجاد قيم لصالح الضريبة ) أكثر من اتخاذها
على أساس الواقعية االقتصادية المستندة إلى النظرة المتفائلة في المستقبل االقتصادي.
وهنالك قرارات غير معروفة تتخذها الشركات أو الجمعيات .ولذلك فان التشجيع
الضريبي للمستثمرين يضلل أحيانا الحسابات ومن ثم القرارات االقتصادية.
.8حصول بعض االرتياح والرضا عند احتساب المبلغ الحقيقي (الفعلي) .مبلغ المبيعات
الدفتري يزداد بسرعة اكبر من الرقم الحقيقي ،والربح المحاسبي يكون أعلى من الربح
الحقيقي.
إن المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية ،المشار إليها آنفاً ،تؤدي إلى حدوث
سلوكيات أو تصرفات ( ) Comportmentغير اقتصادية بالنسبة لألفراد من القطاع الخاص
والدولة والشركات .لكن أي تعديل للحسابات ،وربما يصاحب ذلك تعديل حسابات الدائنين ،يمكن
أن يساعد في الحيلولة دون حصول هذه السلوكيات والتصرفات .وفيما يأتي شكل يصور اآلثار
المباشرة وغير المباشرة للتضخم .
المخطط ( ) 3
اآلثار المباشرة وغير المباشرة للتضخم
التضخم
السلوكيات
80
ثانيا -:التضخم وتغيير السلوكيات
inflation and changing of comportment
كما ذكر في المقدمة أن التضخم يتسبب في حدوث سلوكيات سلبية بالنسبة لألفراد والدولة
والشركات ،يمكن التطرق إليها كما يأتي -:
-1األفراد
في الواقع يؤدي الميل نحو االستهالك ( ) Consumptionواالقتناء المسبق لألجهزة
والمعدات إلى زيادة ما يلي :
)1التضخم بالطلب.
)2االنخفاض في االدخار النقدي.
)3التشجيع على المديونية ( االقتراض ).
)4ويأخذ االدخار االتجاه غير النقدي بهدف حماية قوته الشرائية وكما يلي -:
)1توظيفات أو استثمارات مصطنعة أو غير إنتاجية ( ذهب ،عمارات ،أراضي
وغيرها ) ومن ثم حصول طلب متزايد ( مفرط ) وارتفاعات مصطنعة.
)2تحويل رؤوس األموال إلى الخارج .
كما أن االستثمارات الخارجية ( أسهم وسندات ) ال تحصل على فائدة ذات أهمية
ألسباب مختلفة هي-:
* بالنسبة لألسهم:
رداءة ترتيب الوضع في السوق المالية.
عدم كفاية الحصص الربحية المدفوعة ( الشركات تتوجه نحو زيادة تمويلها
الذاتي ) .
تخفيض التقدير المحاسبي للشركات .
* بالنسبة للسندات :
انخفاض معدل الفائدة الحقيقي .
فرض ضريبة على إيرادات مالية أو فوائد وهمية بدالً من فرضها في الحقيقة على
رأس المال.
انخفاض القيمة السوقية لألسهم في حالة ارتفاع معدل التضخم االقتصادي .
81
-2الدولة
ترغب الدولة في الحصول على إيرادات ضريبية إضافية ( خشية من خسائرها ) .
-الشركات تدفع ضريبة إضافية :
)1ضريبة على األرباح الوهمية للتضخم.
)2رسوم على القيمة المضافة الوهمية.
– التضخم يؤدي كذلك إلى تضخيم الضريبة على األفراد ( القطاع الخاص )
)1ضريبة على الدخول الناجمة عن اإليرادات المالية ( الفوائد ) الوهمية.
)2مكاسب متحققة من شرائح تصاعدية للضريبة على دخول األفراد ( القطاع الخاص ).
)3رسوم على القيمة المضافة ( الوهمية ) الناتجة عن إعادة بيع المساكن.
)4مكاسب على األرباح الرأسمالية الوهمية المتحققة للعقارات.
كذلك تحقق الدولة خالل فترة التضخم ،كما هو الحال بالنسبة للشركات ،مكاسب من
مديونيتها وذلك ألنها تقوم بتسديد التزاماتها بالعملة النقدية ذات القيمة المنخفضة .والى جانب ذلك
فان الدولة يمكن أن تنتفع كذلك من التضخم ،على مستوى مصروفاتها ،حينما تقوم بتسديد
( التخصيصات أو االعتمادات المالية السنوية الضخمة ( ) Ceilingأو المتناقصة
.) Digressive
غير أن جميع هذه المكاسب تقابل بعقبات مهمة وهي أن الضرائب تستلم غالبا بأسلوب
مختلف مقارنة بالدخول التي تقابلها ،ولكن بالمقابل تقوم كذلك الدولة بدفع التزاماتها تجاه الغير
من موردين ( مجهزين ) ودائنين وغيرهم خالل فترات مهمة.
-3الشركات
يختلف اثر التضخم على سلوكيات وتصرفات الشركات تبعا للظرف الذي تمر فيه هذه
الشركات ،فإما أن تمر الشركات في حالة النمو والتوسع وإما أن تمر في حالة ركود النشاط
االقتصادي ( .) Recessionففي فترة النمو والتوسع فان التضخم يؤدي إلى المرونة ( Laxity
) وعدم الدقة -:
–1المغاالة في االستثمارات والمخزون والمديونية ( االقتراض )
( )1تسارع تجديد االستثمارات بشكل خاص بسبب االندثار المتناقص .لكن في حالة غياب
االستثمار تصبح االندثارات غير كافية ،وتبرز زيادة مفرطة في الربح الضريبي .
( ) 2المغاالة في الخزين لسد النقص الحاصل من جراء ارتفاع األسعار ومعدالت التضخم (
الهروب أمام العملة النقدية ) .
82
( )3زيادة فترات طلبات إعادة الشراء حينما ال يسمح بالتخزين اإلضافي ( الطلب أكثر من
العرض ) .
( ) 4هنالك تشجيع للمديونية ( االقتراض ) الموجهة نحو تمويل االستثمارات والمخزون بغية
تحقيق اآلتي -:
مكاسب نقدية آجلة لتعويض رأس المال ذو القيمة المنخفضة .
تسوية أو دفع زيادات الفوائد الناجمة عن التضخم االقتصادي ( وهي تعويضات
مسبقة لرأس المال والديون خالل المدة المتوقعة ) .
( )5ضرورة زيادة التمويل الذاتي لمواجهة مشاريع النمو والتوسع ،وبذلك تجري توزيعات
لألرباح بصورة ال تلبي طموحات المساهمين ورغباتهم ،األمر الذي ال يشجع هؤالء نحو
التسجيل في زيادات رأس المال لغرض زيادة التمويل الذاتي ،وهذا ما يشبه الحلقة
المفرغة.
–2تدهور التشغيل ( أو النشاط الجاري )
( )1االرتفاع الكبير في أسعار البيع الناجم عن التضخم في الطلب ( العرض أقل من الطلب ).
( )2المرونة والتهاون بالنسبة إلى طلبات زيادة العاملين والمجهزين ( الموردين ) يمكن أن
تؤدي في الواقع إلى ما يلي -:
األرباح الوهمية تكون أعلى من األرباح الحقيقية.
أسعار البيع يمكن أن تزداد بسبب الزيادة في الطلب.
وعلى مستوى االقتصاد الكلي ( ) Macro – Economicيمكن استخالص
المالحظتين اآلتيتين-:
)1تكون الصناعة الثقيلة ( الرأسمالية ) مخالفة للقواعد مقارنة إلى الصناعة الخفيفة .
)2توقف تأسيس شركات جديدة بسبب زيادة المصروفات المالية المرتفعة (متضمنة
تعويض رأس المال ) وضعف التمويل الذاتي .
وفي فترة الركود االقتصادي أو االنكماش ( ) Stagnationفان مكافحة التضخم يزيد
من حدة األزمة .والركود االقتصادي يساهم في السعي إلى تخفيف حدة التضخم لكنه دون جدوى
وكما يلي -:
( )1كلما ينخفض معدل التضخم فان الكلفة المالية الحقيقية ( الفوائبد ) للقبروض القديمبة بمعبدالت
ثابتة تصبح باهظة أو مغالى فيها ( .) Excessiveاألمر الذي ينجم عنه نوعان من السلوك -:
رفض القروض طويلة األجل ذات معدل الفائدة الثابت ،ومن ثم رفض االستثمار في
حالة غياب التمويل الذاتي حتى في حالة مالئمة آفاق المستقبل.
83
الرغبة في رؤية استمرار التضخم بغية الحفاظ على معدالت فائدة حقيقية منخفضة .
( ) 2عدم الرغبة في التخزين اإلضافي وظهور صعوبة في تمويله .في الواقع أن الطلبات
الماضية بفترات كبيرة تستلم وتصبح كلفة إضافية على المخزون ،في حين أن ضرورة الحفاظ
على النشاط ( التشغيل ) يؤدي إلى ارتفاع كلفة مخزون المنتجات تامة الصنع .
( )3ازدياد احتياجات التمويل بهدف تمويل الخزين اإلضافي وتعويض االنخفاض في التمويل
الذاتي.
( )4هنالك قيود على االئتمان ( ) Creditبسبب عدم القدرة على تسديد القروض قصيرة األجل.
وهنا البد من اإلشارة إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع مستوى المخزون وإلغاء القروض
المصرفية.
خالصة الفصل
يتصور البعض من الشركات والجهات األخرى ،على مستوى االقتصاد الجزئي ،انه
يستفيد من التضخم ومن اإلجراءات الضريبية الالزمة للتضخم ،ومن عدم تعديل االدخار .وعليه
فان هذه الشركات ال تفضل السعي إلى الحد من التضخم ،لكن التضخم ،من وجهة نظر االقتصاد
الكلي ،يتجه نحو تفاقم األزمات فيما يتعلق بالتخزين اإلضافي ،وزيادة االستهالك ،والتبذير أو
اإلسراف وتوقعات استثمارات األفراد والشركات.
وفي حالة غياب تعديل االدخار والمعامالت المالية بشكل عام فان التضخم ،على الرغم من
معدالت الفائدة االسمي ة المرتفعة ( غير المجدية ) ،يعود بالفائدة إلى المدينين ( ) debtorsعلى
حساب الدائنين ( .) Creditorsفإذا صرف النظر عن النظام المصرفي ( بوصفه نظام وسيط )
فان المدينين يتمثلون أساسا ً في الدولة والشركات في حين أن الدائنين يتمثلون في المدخرين أي
األفراد من القطاع الخاص .
كما أن سلطة اتخاذ القرار فيما يتعلق بالتضخم ،أو بتعبير آخر سلطة اتخاذ قرار زيادة
األسعار ،تنسب إلى الدولة والشركات .وعادة ما تكون هذه السلطة بدون حدود أو قيود ألنه لم
تقابلها أية سلطة من جانب المدخرين .أما بالنسبة للعاملين فيمثلون الفئة األفضل تنظيما ً واألكثر
تسببا ً في زيادة الرواتب بدالً من تخفيضها أو الحفاظ على أسعار االستهالك .وهذه القوى الخاصة
هي التي تكشف عن شكل وتطور التضخم .
84
أسئلة الفصل
.1ماهي القواعد التي تضعها اجهزة الرقابة المالية ألغراض االحتساب
والمحاسبة؟
.2تحقق الدولة مكاس ب من مديونيتها أثناء التضخم ،علل ذلك ثم بين العقبات
التي تقابل ذلك .
.3ما هي السلوكيات الناجمة عن التضخم بالنسبة للشركات ؟ .
.4ما هي السلوكيات الناجمة عن التضخم بالنسبة لألفراد ؟ .
.5أجب بعبارة صح أو خطأ عن كل مما يلي وصحح الخطأ إن وجد :
أ .في فترات التضخم يكون الربح المحاسبي أقل من الربح الحقيقي.
ب .يؤدي الميل نحو االستهالك واالقتناء المسبق لألجهزة والمعدات الى
انخفاض التضخم .
ت .تعد سياسة االندثار الضريبي المتناقص من السياسات الهامة للتخفيف من
حدة التضخم .
ث .أثناء فترة التضخم الركودي فأن مكافحة التضخم يزيد من حدة األزمة.
85
الفصل الرابع
86
الفصل الرابع
لقد أصبحت ظاهرة التضخم تشكل مصدر قلق لبيس تحديبدا َ لبدى السياسبيين وإنمبا كبذلك
لببدى أطببراف عببدة لهببا عالقببة مباشببرة أو غيببر مباشببرة بالمشببكلة مثببل االقتصبباديين واإلداريببين
والمخططبين والمسبتثمرين واالجتمباعيين وغيبرهم .إذ أن هبذه األطبراف أخبذت تبحبث منبذ زمبن
طويل عن وسبائل تبتمكن مبن خاللهبا إيقباف تبأثير التضبخم علبى الكشبوف المحاسببية التبي تشبكل
أساس للمعلومات المستخدمة في عمليبة اتخباذ القبرارات .ومبن ببين الوسبائل الضبرورية والمهمبة
هي المحاسبة التي يجب أن تكون أداة اقتصادية واجتماعية فاعلة من خالل تكيفهبا مبع المتغيبرات
الحاصلة في معطياتها الرقمية جراء ارتفباع مسبتويات األسبعار .غيبر أن معظبم البنظم المحاسببية
بقببي متمسببكا ً بطريقببة الكلفببة التاريخيببة فببي أداء الوظيفببة المحاسبببية ،علببى الببرغم مببن اسببتمرار
الظبببواهر التضبببخمية ،إذ أنبببه لبببيس هنالبببك أداة الحتبببواء الظبببرف التضبببخمي ،باسبببتثناء بعبببض
المعالجببات الجزئيببة .فالمحاسبببة التببي تعمببل فببي ظببل التضببخم وتتبنببى مبببدأ الكلفببة التاريخيببة (
) Historical costتؤدي إلى فقدان الكشوف المحاسبية جزءا ً كبيرا ً من فحواها ،ومن ثم تبؤثر
علببى صببحة اتخبباذ القببرارات بسبببب فقببدان األداة الصببحيحة فببي قيبباس النتببائج وإعببداد الكشببوف
المحاسبية.
يهدف البحث فبي هبذا الفصبل إلبى إعطباء المحاسببة دورا ً فباعالً فبي خدمبة عمليبة اتخباذ
القببرارات بمختلببف أنواعهببا وذلببك مببن خببالل جعببل بياناتهببا آنيببة وحديثببة مسببتوحاة مببن الواقببع
االقتصببادي الببذي تعمببل فيببه .إذ أن هببذا الهببدف يجعببل مببن المحاسبببة نظام با ً متكببامالً للمعلومببات
الواضببحة والدقيقببة التببي تعبببر عببن الحقيقببة االقتصببادية والماليببة للنشبباطات والفعاليببات المختلفببة.
ويسببتند هببذا الفصببل إلببى فرضببية مفادهببا أن المحاسبببة ،التببي تببؤدي وظيفتهببا فببي ظببل الظببروف
التضخمية ،من المؤكد أن تواجه مشكلة تضليل المعطيات الواردة في كشوفاتها المالية ،ألنها تقوم
بإثبات المعامالت وإعداد كشوفاتها على أساس مبدأ ثبوت الوحدة النقدية .لذلك قبد ببرزت أسباليب
87
شائعة تساعد المحاسبة على أن تتكيف مع التضخم وتفتح أمامها آفاق المستقبل باتجاه عدم إعطباء
صورة مشوهة للكشوف المحاسبية ومن ثم تفقدها غاياتها وأهدافها.
يتناول هذا الفصل ثالثة مواضيع رئيسية تنطلق من دراسة تحليلية نظرية وعملية هي -:
ثانيا ً :الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم والمعالجات المحاسبية الالزمة لذلك .
ثالثا ً :أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج المحاسبية .
إن فهم واستيعاب الدراسات النظرية المخصصبة للبحبث فبي موضبوع معبين ومعالجتبه،
من خالل استخدام أسا ليب وأدوات متعددة ،يجب أن يدعم بالخطوات العملية الالزمة لتطبيبق هبذه
األساليب.
وعليه يتعين أن يستند ذلك إلى عينة مفترضبة إلحبدى الشبركات التجاريبة الصبغيرة بغيبة
استيعاب هذا التحليل ( بافتراض أن الشركة تمارس نشاطها ألول مرة وتدار من قبل مالكيهبا ولبم
تحسب رواتب وأجور ضمن االستخدامات ).
تأسست الشركة موضع التطبيق في نهاية عام 2012م بمصادر تمويبل تتكبون مبن رأس
مال مدفوع قدره ( )200ألف دينار ( المبالغ بآالف الدنانير بالنسبة للمعطيات الواردة في الدراسة
) وقرض طويل األجل بمبلغ ( )800ألف دينار .ويسدد القرض بأقساط متساوية علبى مبدى ثمبان
سنوات ( تسديد القسط األول يقع في 2014/1/1م ،ويبلغ معدل الفائدة االعتيادي ببدون تضبخم (
) %5سنويا ً ( ستأتي مناقشبة اختيبار هبذا المعبدل الحقبا ً ) ،ويبتم دفبع الفوائبد بالموعبد نفسبه البذي
تسدد فيه أقساط القرض .
أما الموجودات التي اقتنيت في نهاية عام 2012م كانت تتضمن الموجودات الثابتة بمبلغ
( ) 600ألف دينار والتي تندثر بطريقة القسط الثابت على مدى ست سبنوات ،ومخبزون البضبائع
بمبالغ ( )300ألف دينار .كما خصصت الشركة في نهاية العام نفسه رصيد للنقديبة بمبلبغ ()100
ألف دينار واعتمدته بمثابة الحد األدنى المخصص لتأمين تشغيل الشركة ،أي أن هذا المبلغ يجب
أن تحتفظ به الشركة لكي يساعدها في إعادة تجهيز البضائع في الحاالت الخاصة مثل حالة توقف
88
التدفقات النقدية الداخلة بسبب عدم تسبديد الزببائن اللتزامباتهم فبي المواعيبد المقبررة .وبنباءا ً علبى
هذه المعطيات فان ميزانية تأسيس الشركة تكون على النحو المبين في القائمة ( )1اآلتية-:
النقدية 100
1000 1000
وهنا يجب االهتمام بما يحصل خالل عبام 2013م مبن عمليبات ماليبة بغيبة التوصبل إلبى
إعببداد الكشببوف الختاميببة .إذ أن العمليببة الرئيسببية التببي يتوقببع أن تحصببل خببالل عببام 2013م هببي
تحقيق مبيعات ( نقدية وليست آجلة ) بمبلغ ( )700ألف دينبار لمخبزون تبم شبراؤه فبي نهايبة عبام
2012م ( تببم اعتمباد األسببلوب المبسببط تفاديبا ً للوقببوع فببي مشببكالت الواقببع ) بالسببعر الببذي يببؤمن
للشركة ربحية اقتصادية ( معدل العائد على الموجودات الثابتة ) بمعدل ( )% 30قبل الضبريبة (
بافتراض دخبول الشبركة فبي سبوق جديبدة ذات عائبد مرتفبع ) .عبالوة علبى أن الشبركة كانبت قبد
أعفيت من الضريبة خالل السنة األولى من نشاطها.
يتم التركيز على عام 2013م باعتباره يمثبل فرضبية وجبود ظباهرة التضبخم التبي تشبكل
المحببور الببرئيس لهببذا الفصببل .لكنببه مببن الضببروري التعببرف أوالً علببى الفرضببية المعاكسببة التببي
تتصف وتحلل حالة غياب التضخم كمنطلق للدخول الواسع في هذا الفصل.
إن الهبدف البرئيس مببن عبرض الكشببوف المحاسببية فبي حالببة غيباب التضببخم يتمثبل فببي
التعرف على مدى كفاءة أسلوب التقييم بالكلفة التاريخية .وألجل تحقيق هذا الهدف البد من إعداد
89
الكشوف الختامية للشركة موضبع التطبيبق ( حسباب النتيجبة والميزانيبة ) فبي نهايبة عبام 2013م
وفق ما تظهره كل من القائمة ( )2والقائمة (. )3
االندثار 100
700 700
300 300
1300 1300
تصور القائمة ( )2حساب النتيجة العام الذي تقفل فيه جميع االستخدامات والمبوارد طبقبا ً
لنظرية القيد المزدوج .وقد ظهر هذا الحساب في الشركة موضع التطبيق بأنه يقتصر على بعبض
عناصببر االسببتخدامات والمببوارد ولببيس جميعهببا .فاالسببتخدامات تتضببمن كلفببة شببراء البضببائع
90
المباعة واإلندثارات والمصروفات المالية (الفوائد) .يالحظ في هذه القائمة إن حسباب كلفبة شبراء
البضببائع المباعببة يسببتخدم فببي الشببركات التجاريببة ،والشببركات الصببناعية التببي تمببارس النشبباط
التجاري ،إذ انه يشمل كلفة شراء السلع المراد بيعها على حالها عالوة ً على المصروفات المترتبة
عليها لغاية وصول البضائع مخازن الشركة .كما يفضل أن تستبعد المصروفات المالية ( الفوائد )
عببن بقيببة العمليببات التشببغيلية وذلببك لضببرورة وجببوب اسببتقالل السياسببات الماليببة للشببركة عببن
عملياتها التشغيلية بغية التوصل إلى تحليل أكثر دقة للنتائج .
أما الموارد فقد تضمنت حسباب واحبد ال غيبره هبو مبيعبات البضبائع ،ففبي الشبركة عينبة
التطبيق ،يجب أن يغطي ثمن البيع العناصر اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) -:
البيــــــــــــان المبلغ
كلفة شراء البضائع المباعة 300
االندثار 100
الربحية االقتصادية بمعدل ( )%30من مجموع الموجودات 300
( )%30 × 1000
المجموع 700
أما القائمة ( )3فأنها تصور الميزانية فبي 2013 / 12 / 31م ،وإن مبا يتعبين مالحظتبه
فبي هبذه القائمبة أن الموجبودات الثابتبة تظهبر بقيمتهبا الدفتريبة ( القيمبة المحاسببية الصبافية ) بعبد
طرح االندثارات المحاسبية بطريقة القسط الثابت ،وإن المخزون يسجل بالكلفة إال أنه لم تظهر له
قيمة بالميزانية على افتراض أن مخزون الفترة المالية قبد تبم بيعبه بالكامبل نقبدا ً .كبذلك يالحبظ أن
رصيد النقدية في نهاية العام يظهر بمبلغ ( )800ألف دينار ،وهو يتكبون مبن رصبيد النقديبة أول
المدة ( )100ألف دينار مضافا ً إليه المبيعات النقدية ( )700ألبف دينبار .ومبن جانبب آخبر يالحبظ
أن القرض في المطلوبات يظهر مرة أخرى بكامل قيمته ألن تسديد القسط األول يتحقق في 1 / 1
2014 /م.
بعببد هببذا االسببتعراض للكشببوفات الختاميببة تبببرز مشببكلة أساسببية وهببي التأكببد مببن صببحة
احتساب الربح المتحقق في نهاية العام .إن المعيار الذي يمكن استخدامه من أجبل معرفبة ذلبك هبو
التحقق من أن الشركة هل بإمكانها توزيع هذا الربح بالكامبل مبع اسبتمرارها فبي مزاولبة نشباطها
تحت ظل ذات الظبروف التبي عاشبتها فبي بدايبة الفتبرة الماليبة .فبإذا افتبرض أن الشبركة وزعبت
إجمالي الربح علبى شبكل حصبص ربحيبة ،فبان المبلبغ المتبقبي لبديها مبن السبيولة النقديبة المتاحبة
91
يصبح ( )540ألف دينار أي ( . )260-800وفي الوقت نفسه يمكن التحقق من أن المبلبغ المتبقبي
في النقدية يساعد على تغطية العناصر اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) -:
البيــــــــــــان المبلغ
تسديد قسط القرض مستحق الدفع 100
إعادة شراء مخزون البضائع المستنفذة 300
تأمين الحد األدنى من السيولة النقدية 100
دفع المصروفات المالية المستحقة 40
المجموع 540
كما أنه إذا افتبرض ،تحبت هبذه الظبروف ذاتبـها ،أن الشبركة أقبدمت علبى اقتبراض قسبط
القرض الذي سددته واشترت بـهذا المصدر المبالي جبزءا ً مبن الموجبودات الثابتبة التبي اسبتعملتها
خالل الفترة المالية فانه يمكن االستنتاج إن الميزانية المعبدة بعبد إجبراء كبل هبذه العمليبات تتشبابه
تماما ً مع الميزانية االفتتاحية المعدة في نهاية عام 2012م ( القائمة . ) 4
رأس المال المدفوع 200 الموجودات الثابتة (+ 100 – 600 600
)100
1000 1000
يسببتنتج ممببا تقببدم ،إن أسببلوب الكلفببة التاريخيببة يسبباعد علببى احتسبباب الببربح بصببورة
صحيحة خالل فترة استقرار األسبعار .أمبا إذا حصبل ارتفباع فبي مسبتويات األسبعار فبان أسبلوب
الكلفة التاريخية ال يصلح الحتساب الربح بصورة دقيقة ،وهذا ما سيتم تناوله في الموضوع اآلتي
:
92
ثانيا :الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم
تقتصببر دراسببة موضببوع الكشببوف المحاسبببية فببي فتببرة التضببخم المنببتظم علببى مناقشببة
وتحليل الفقرتين اآلتيتين -:
إن جوهر هبذا النمبوذج النظبري بسبيط للغايبة ،إذ يقبوم علبى أسباس افتبراض إن جميبع
بنود الموجبودات والمطلوببات يجبب تعبديلها بموجبب ارتفباع األسبعار وبطريقبة تسباعد علبى
صيانة قو تـها الشرائية الثابتة .فبإذا أخبذت البنبود الرئيسبة مبن ميزانيبة الشبركة عينبة التطبيبق
وحولبببت بموجبببب معامبببل التحويبببل ( )1.12أو العالقبببة المشبببتركة ( )100/112فانبببه يمكبببن
التوصل إلى النتائج التالية -:
93
نهاية عام 2013م النسبة المشتركة نهاية عام 2012م بنود الميزانية
الموجودات :
المطلوبات :
أمببا حسبباب النتيجببة فانببه يفضببل احتسبباب الببربح مببن خببالل تعببديل بن بود االسببتخدامات
والموارد بنفس النسبة المشتركة التي عدلت بواسطتها بنود الميزانية.
وبنبباءا ً عليببه فانببه يجببب العببودة إلببى معطيببات الشببركة عينببة التطبيببق واسببتخدام النسبببة
المشتركة ( )%112بغية التوصل إلى إعداد الكشوف الختامية ،وكما تصوره كل من القائمبة ()5
والقائمة (.)6
94
القائمة ( : )5حـ /النتيجة النظري
()%112 × 700
االندثار 112
784 784
336 336
1456 1456
95
تصور القائمة ( ) 5حساب النتيجبة النظبري البذي تبم تعبديل جميبع بنبوده بموجبب النسببة
المشتركة بهدف استخراج ربح التشغيل النظري ومن ثم الربح الجاري (االعتيادي) النظري .كما
تصور القائمة ( )6الميزانية النظرية المعدلة في نهاية عام 2013م ،حيث تم تعبديل جميبع بنودهبا
بنفس النسبة المشتركة.
يتضبببح مبببن هبببذا التشبببابه أن العالقبببات المميبببزة التبببي تعرضبببها المحاسببببة التاريخيبببة (
) historical accountingفي فترة استقرار األسعار تتالقى بنقاط مشبتركة تتمثبل فبي إمكانيبة
توزيع الربح بالكامل دون أن يؤثر ذلك على استئناف الدورة المالية ،وتأمين الربحيبة االقتصبادية
بنسبببة ( . )%30لكببن هنالببك تسبباؤل حببول مببا معنببى الببربح المتحصببل ومبباذا يمثببل بالنسبببة للببربح
الحقيقببي ؟ ففببي الواقببع إن الببربح النظببري المتحصببل ال يتطببابق مببع الببربح الحقيقببي إال فببي حالببة
احتفاظ مجموعة الموجودات والمطلوبات بقوتهبا الشبرائية الثابتبة مسبتقلة عبن التضبخم .وهبذا ال
يمكن أن يتماشى مع الواقبع العملبي حيبث يفضبل التمييبز ببين مجمبوعتين مبن البنبود المحاسببية :
المجموعة األولى تحتفظ تلقائيا ً بقوتـها الشرائية حال اقتنائـها مثبل الموجبودات الثابتبة والمخبزون
التببي غالب با ً مببا يطلببق عليهببا تسببمية ( البنببود غيببر النقديببة ) .والمجموعببة الثانيببة ال تحببتفظ بقوتببـها
الشرائية إال في نطاق اتخاذ قرار تعديلها ،ومن عيوبـها أنها تفتقد القيمة حال اقتنائها مثل المدينين
والنقدية والقروض وما شابه ذلك والتي غالبا ً ما يطلق عليها تسمية (البنود النقدية).
ففي الشركة عينة التطبيق يالحظ أن التعديل بالنسبة للمجموعة الثانية يفترض أنبه قبد تبم
بصورة نظامية ،لذلك أطلقت عليه تسمية نظري ،إن مسبألة تعبديل هبذه البنبود تمثبل ظباهرة قليلبة
التكرار نسبيا ً في الحياة العملية للشركات.
وعلى هذا األساس فان الربح الحقيقي للشركة يمكن أن يختلف عن الربح النظبري بسببب
تببأثيرين متعاكسببين .أولببـهما أن الشببركة تحقببق خسببائر فببي حالببة احتفاظهببا بالببذمم أو النقببود غيببر
المعدلببة ،وهببذه الخسببائر تسببمى بالخسببائر النقديببة .وثانيهمببا إن الشببركة تحقببق أرباحببا فببي حالببة
احتفاظها بالقروض غير المعد لبة ،وهبذه األربباح تسبمى باألربباح النقديبة .وفبي كبل األحبوال فبأن
أهمية ومعنى تغيير الربح النظري يعتمدان على وزن الذمم والقروض غير المعدلة فبي الميزانيبة
،وعلى طول فترة االحتفاظ بـها ،وعلى مستوى معدل التضخم .
96
-2التطبيقات الواقعية للنموذ النظري
يتناول هذا الموضوع توضيح النموذج التطبيقي المتطور الذي يسعى إلى جعل المحاسبة
أداة تتكيف مع الظروف التضخمية .ومن المؤكد أن محاسبة التضخم المطبقة في أيبة شبركة تأخبذ
بنظببر االعتبببار الظببروف االقتصببادية التببي يمببر بهببا البلببد المعنببي ألن هببدفها األسبباس ينصببب فببي
احتساب الربح الحقيقي ،بل يتعين على المحاسبة كذلك تبدوين كبالً مبن األربباح والخسبائر النقديبة
بشكل واضح في حساب النتيجة بهدف إعطاء صبورة دقيقبة عبن الواقبع واألسبباب التبي أدت إلبى
تحقيببق هببذا الببربح الحقيقببي .ويمكببن الحصببول علببى هببذه المعلومببات مببن خببالل الببربح النظببري
المحسوب سابقا ً مرفقا ً بالكشف التصحيحي الذي ستدون فيه األرباح والخسائر النقدية.
وعليه فان ذلك يمكن أن يأخذ شكل حسابين متداخلين للربح -:
الربح النظري
يمتاز النموذج النظري بخاصية سهولة تطبيقه ،وتكمن هذه الخاصية فيما يأتي:
-1تعديل مبلغ القرض إلى ( )896ألف دينار بدالً من ( )800ألف دينبار ،ممبا يسبمح للمقرضبين
بالحصول على مبلغ مقابل األضرار التي تلحق بهم جراء التضخم .
-2احتساب معدل الفائدة االعتيادي بمعدل ( )%5على أسباس إعبادة تقيبيم القبرض ،أي أن المبلبغ
اإلجمالي يوفر بحدود ( )45ألف دينار (.)%5 × 896
97
وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هذه النسبة ،التي تمثل جزءا ً من الربح االقتصادي المتحصل
،تكون ضعيفة نسبيا ً ألن معدل تسديد القروض ال يمثل إال السدس من المعدل اإلجمالي لتعبويض
األموال (.)%30 ÷ %5
أمببا إذا لببم يعببدل القببرض فغالب با ً مببا يببؤدي فببي الحقيقببة إلببى مأخببذين .أولهمببا يتمثببل فببي أن
المقرضين يتم تعويضهم علبى أسباس المبلبغ االسبمي المقتبرض عنبد اكتتباب القبرض ،ممبا يبؤدي
بالمقرضين إلى فقدانهم بشكل كبير القوة الشبرائية جبراء ارتفباع معبدالت التضبخم .ففبي الشبركة
عينة التطبيق يالحظ أن المقرضبين قبد خسبروا مسببقا ً حتبى نهايبة عبام 2013م مبلغبا ً قبدره ()96
ألف دينار أي ( المبلبغ النظبري الممكبن تسبديده – 896المبلبغ االسبمي المقتبرض ،) 800وهبذا
المبلغ يشكل بوضوح مكتسبا ً بالنسبة للشركة .وثانيهما يتمثبل فبي أن معبدالت الفوائبد يبتم تعبديلها
على أساس األخذ بنظر االعتبار معدالت التضخم .
يتضببح ممببا تقببدم أن عببدم تعببديل القببروض يقببود إلببى إلحبباق الضببرر البببالغ بالمقرضببين،
وربمببا يببؤدي األمببر إلببى رفضببهم أيببة اتفاقيببة عقببد القببرض حينمببا تتضببرر مصببالحهم .لببذلك فببان
معدالت الفائدة التي يشترطها المقرضون قد تكون مرتفعة ارتفاعا ً كبيرا ً للتعويض عن عدم تعديل
قروضهم بما يتماشى والظواهر التضخمية التي يتوقع المقرضون حدوثها فبي المسبتقبل المنظبور
حرصا ً منهم على عدم اإلضرار بمصالحهم.
ففي الشبركة موضبع التطبيبق يسبتلزم جعبل سبعر الفائبدة حبوالي ( )%17.6لكبي يبتمكن
المقرضببون مببن اسببتالم معببدل فائببدة حقيقببي بنسبببة ( )%5فببي السببنة األولببى ،وفببي الوقببت نفسببه
تعويض قرضهم المعدل تبعا ً للتضخم .فإذا تم االلتزام بذلك فان معدل الفائدة يلعب دوره التقليبدي
باعتباره عبئا ً على الربح وفي الوقت ذاته له دور إضافي في تعديل القروض .
لكبببن هبببذا االسبببتنتاج لبببم يلبببق االهتمبببام الواسبببع فبببي السبببنوات األخيبببرة بسببببب اعتقببباد
االقتصاديين بأن الفائبدة ال تلعبب أي دور فبي توزيبع البربح ،وذلبك ألن المعبدالت االسبمية الثابتبة
تزداد بازدياد معدالت التضخم وتتحدد باللحظة التبي يبتم فيهبا توقيبع عقبد القبرض .فضبالً عبن أن
المعببدالت االسببمية الثابتببة أيبا ً كببان أهميتهببا ،قببد لحقببت بهببا أو تجاوزتهببا حبباالت ارتفبباع األسببعار.
وسيتضبح جليبا ً أن االسبتنتاج السبابق ال يمكبن تطبيقبه علبى جميبع الحباالت أي بمعنبي آخبر يمكببن
اللجوء إلى وسيلة مالئمة ألن بعض الشبركات ،التبي تواجبه صبعوبة فبي الحصبول علبى األمبوال
الخارجية ،قد تلجأ إلى مصادر تمويل مرتفعة الكلفة نسبيا ً وتدفع معدل فائدة حقيقي .
98
ويمكن الذهاب بالشركة عينة التطبيق إلبى ابعبد مبن ذلبك بهبدف توضبيح وتحقيبق أهبداف
هذا الفصبل وذلبك مبن خبالل افتبراض أن معبدل الفائبدة المثببت هبو ( ،)%11أي مبا يعبادل معبدل
الفائدة الحقيقي ( )%5زائد معدل إضافي للتضخم المتوقع ( .)% 6ففي هذه الحالة يالحبظ أن هبذا
االفتراض ال يوفر أي مكتسب للمقرضين ألن معدل الفائدة اإلجمالي يكون أقل من معدل التضخم
.ال ببببل أن الفائبببدة المسبببددة ال تعبببوض بالكامبببل انخفببباض القبببرض ( .) debt depreciation
فالقرض تنخفض قيمته بمبلغ ( )96ألف دينار فبي حبين أن الفائبدة المسبددة تبلبغ ( )88ألبف دينبار
أي (.)%11 × 800
)88 – 96( = 8ألف دينار عن عدم كفاية تغطية انخفاض قيمة القرض
وتأسيسبا ً علبى ذلبك فبأن هبذه المعلومبات التكميليبة تسباعد علبى إعبداد الكشبوف الختاميببة
المعدلة بما يتالءم والواقع الفعلي ،وكما يالحظ في القائمتين ( )7و ( )8اآلتيتين .
344 344
99
القائمة ( : )8الميزانية في نهاية عام 2013م
1444 1444
تصبور القائمببة ( )7حسبباب النتيجبة الببذي يبببين بوضبوح أن الببربح الحقيقببي ( )332ألببف
دينار أعلى من الربح الجاري ( )291ألف دينار ،وهذا أمر طبيعي ال يثير الجدل ،ذلك أن الحالة
تخص شركة ذات مديونيبة مرتفعبة وتسبتفيد مبن مزايبا القبرض البذي يبتالءم مبع ظروفهبا .أمبا إذا
افترض أن الشركة تمول نفسها بأموالـها الممتلكة ( حقوق ملكية ) فان الربح الحقيقي سيكون مبن
المؤكد أقل من الربح الجاري ( االعتيادي ) .كذلك يالحظ من القائمة ( )7حساب النتيجة أن قيمة
المبيعات المعدلة ( ) 784ألف دينار تمثل ذلك المبلبغ البذي احتسببه االقتصباديون فبي الشبركة بعبد
األخببذ بنظببر االعتبببار االسببتخدامات المعدلببة والببربح المحتسببب علببى أسبباس األمببوال المسببتثمرة
المعدلة ،فضالً عن أن هذا المبلغ ستتضمنه قائمة البيع المرسلة للزبائن .
تصور القائمبة ( )8الميزانيبة فبي نهايبة عبام 2013م التبي تتضبمن مالحظتبين جبديرتين
بالتوضيح .األولبى تتعلبق بمبلبغ النقبود ( )884ألبف دينبار البذي يتكبون مبن النقديبة األصبلية غيبر
المعدلة ( )100ألف دينار والمبيعات النقدية ( )784ألف دينار .والثانية تخص فبرق إعبادة التقيبيم
في جانب المطلوبات ،إذ انبه باإلمكبان تخصبيص حسباب خباص يسبجل فيبه تعبديالت رأس المبال
تحت اسم ( حساب فرق إعادة التقييم ) والهدف من ذلك هو عدم المساس المباشر بالمبلغ األصبلي
لراس المال لغرض االحتفاظ بمعلومات عنه.
بعد استعراض بعض المالحظات التوضيحية فبي القبائمتين ( )7و ( )8ال ببد مبن العبودة
إلببى تحليببل بعببض المالحظببات األخببرى الجببديرة باالهتمببام .فقببد ذكببر سببابقا ً أن مضببمون الببربح
100
الحقيقي يجب أن يتضح من خالل معيبار توزيعبه .فبإذا تبم توزيبع هبذا البربح بالكامبل فبان رصبيد
النقدية يصبح ( )552ألف دينار أي ( )332 – 884وهذا الرصيد يتأثر سلبا ً بالعناصبر المطلبوب
تمويلها والتي تتكون من اآلتي ( المبالغ بآالف الدنانير ) -:
المجموع 648
يالحظ من خالل توزيع الربح الحقيقي انه يبؤدي إلبى انخفباض النقديبة بمبلبغ ( )96ألبف
دينار أي ( ،)552 – 648حتى أن التوزيع يبدو غير ممكن إال بمبلغ ( )236ألبف دينبار (– 332
.)96وهل هذا يعني أن هنالك خطأ فبي مفهبوم البربح الحقيقبي ؟ لإلجاببة عبن هبذا التسباؤل يمكبن
التحقق من أنه ليس هنالك خطا في المفهوم .
فإذا افترض أن الربح الصحيح يعادل تماما ً ( )236ألف دينار ،ثم تعد الميزانية فبي نهايبة
عببام 2013م بعببد دفببع المصبباريف الماليببة وإعببادة تكببون الموجببودات الثابتببة والمخببزون وإجببراء
التوزيع لمبلغ ( )236ألف دينار فانه يظهبر بوضبوح آن البربح اإلضبافي الببالغ ( )96ألبف دينبار
يمثل ،كما تظهبره الميزانيبة فبي القائمبة ( ،)9مكتسبب نقبدي مبن القبروض تحصبل عليبه الشبركة
جراء التضخم .لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن الربح ليس علبى شبكل نقبد وإنمبا يبدخل ضبمن
الموجودات .لذلك يتعين على الشركة إتباع احد أسلوبين لغرض جعل مبلبغ البربح علبى شبكل نقبد
وتوزيعه ،فأما أن تبيع الشركة ما قيمته ( )96ألف دينار من الموجبودات ،وأمبا أن تقبرر التوزيبع
الكامل لمبلغ ( )332ألف دينار دون إعادة االستثمار في الموجودات إال بمبلغ يقل عن ( )96ألبف
دينار .وفي كال الحالتين فان الشركة يمكنها العبودة إلبى الوضبع السبابق المتمثبل بإعبادة اقتبراض
المبلغ الصافي ( )96ألف دينار ،إذ أنه سيخدمها في االستثمار .وهبذا إجبراء صبحيح مبن الناحيبة
المنطقية ،إذ تتمكن الشركة من إعادة تكوين القرض بقوة شرائية ثابتة.
101
القائمة ( : )9الميزانية في نهاية عام 2013م
وعليه فان إعداد الكشوف الختامية بموجب أي من األسس والمبادئ يقبدم فائبدة كبيبرة بغيبة
التوصببل إلببى قيبباس الببربح الحقيقببي ومعرفببة العوامببل التببي أوجدتببه .غيببر أن الجهببة المسببتخدمة
للمعلومات المحاسبية تشعر بالقلق الشديد حينمبا تجبد أن األسبلوب الحبالي المتمثبل بأسبلوب الكلفبة
التاريخيببة يقببود إلببى تقيببيم يضببلل الحقيقببة االقتصببادية بالكامببل ،وهببذا مببا سببنطلع عليببه فببي الفقببرة
القادمة.
هنالببك اخببتالف كبيببر فببي وجهببات النظببر بببين االقتصببادي والمحاسببب بخصببوص تطبيببق
أسلوب الك لفة التاريخية في فترة التضخم .فاالقتصادي يأخذ بالحسبان تطور األسعار حينما يعبالج
حالببة التضببخم ،إذ أنببه يقببوم عببادة بإسببناد احتسبباب االسببتهالكات المتعلقببة بالعناصببر ،التببي تمثببل
الخزين القديم ،إلى كلفبة اقتنباء تاريخيبة معدلبة بموجبب ارتفباع األسبعار ولبيس إلبى كلفبة االقتنباء
التاريخية تحديدا ( ثمن بيع المخزون بلغ ( )784ألف دينار بعد أن كان ثمنه ( )700ألف دينار ).
أمبا المحاسبب فانبه يعامبل مخبزون اسبتهالكات العناصبر القديمبة المسبجلة بالكلفبة التاريخيبة علبى
أساس وجوب استمرار تقييمها بنفس الكلفة التاريخية .إن تطبيق هذا المبدأ على الكشوف الختامية
للشركة موضع التطبيق يقود إلى النتائج المبينة في القائمتين ( )10و ( )11اآلتيتين.
102
القائمة ( : )10حـ /النتيجة
االندثار 100
784 784
القائمة ( : )11الميزانية
1384 1384
ويمكن بوضوح مالحظة أن الربح التاريخي يختلف عن الربح الحقيقي تحت تأثير جملة
أسباب ،وهذا االختالف يمكن أن يكشف من خالل الفقرات اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) -:
103
عدم كفاية االندثارات ()12
خسارة نقدية من النقدية األصلية ()12
مكتسب نقدي من القروض 96
الربح الحقيقي 332
إن ما يمكن اسبتنتاجه مبن قائمبة الفقبرات أعباله أن البربح التباريخي ال يعببر عبن حقيقتبه
بسبب وجود ثالثة عوامل مجتمعة هي -:
يزداد تعقيد الفرضية المبسطة ،القائمة على أسباس مؤشبر ارتفباع عبام لألسبعار ،حينمبا
تتبببع أسبباليب أخببرى فببي تعببديل البيانببات المحاسبببية تبعبا ً للظببواهر التضببخمية .ففببي الواقببع توجببد
مجموعتين من األسعار هي -:
-1أسببعار البيئببة االقتصببادية المحليببة والعالميببة التببي يعبببر عببن زيادتهببا مببن خببالل مؤشببر سببعر
إجمالي.
-2األسعار المتعلقة بنشاط الشركة ،مثل أسعار المواد األوليبة والموجبودات الثابتبة التبي تشبتريها
الشركة والرواتب التي تدفعها والمنتجات التي تبيعها ،التي يعبر عن زيادتها مبن خبالل مؤشبرات
أسعار نوعية ( ) specific pricesتتعلق بعوامل اإلنتاج المختلفة أو منتجات الشركة المعنية.
104
إن ارتفاع المستوى العام لألسعار على مستوى االقتصاد القومي ككل ينبتج مبن اخبتالف
مؤشببرات نوعيببة متعببددة .لكببن علببى مسببتوى الشببركة يمكببن أن يحصببل تفبباوت حبباد بببين ارتفبباع
متوسط األسعار المحلية وارتفاع أسعار القطاع االقتصادي الذي تعمل فيه الشركة.
كان االرتفباع العبام لألسبعار بالنسببة للشبركة عينبة التطبيبق بمعبدل ( )%12خبالل العبام
األول من نشاطها لكن بالمقابل كانت أسعار أغلب المدخالت ( ) inputsالخاصبة بالشبركة أكثبر
ارتفاعا ً خالل عام 2013م ،إذ أن أسعار البضائع التي تتاجر بها الشركة ازدادت بنسببة ()%15
.وإزاء هببذه الحالببة مببا هببو موقببف الشببركة مببن المفاضببلة بببين اعتمبباد االرتفبباع العببام لألسببعار أو
اعتمبباد ارتفبباع األسببعار النوعيببة للقطبباع االقتصببادي الببذي تعمببل فيببه حينمببا ترغببب بتقيببيم نتببائج
أعمالها ؟
إذا وقع اختيار الشركة على أساس االرتفاع العام لألسعار ،فأنها تبحث عن صيانة القبوة
الشببرائية العامببة لألمببوال أي رأس المببال المسببتثمر ( .)invested capitalأمببا إذا وقببع اختيببار
الشببركة علببى أسبباس ارتفبباع األسببعار النوعيببة لنشبباطها فببان ذلببك يعنببي رغبتهببا فببي االسببتمرار
بخصوصيتها داخل القطاع االقتصادي .وإن الشركة تعمل على صيانة القوة الشرائية لرأس المال
المادي ( ) physical capitalالذي يمثل راس المال المتخصص في مجال معين.
وبناءا ً على ذلك فان هنالك أسبلوبان رئيسبيان لتعبديل البيانبات والنتبائج المحاسببية .األول
يمتبباز بالحفبباظ علببى رأس المببال المببالي ويسببتخدم مؤشببر عببام لألسببعار كوسببيلة لتعببديل البيانببات
التاريخية ،وهو ما يدعى بأسلوب الكلفة التاريخية المعدلة أو أسلوب القوة الشرائية الثابتة .والثاني
يتميز بالحفاظ على رأس المال المادي بواسطة مؤشرات سعرية نوعيبة ،وهبو مبا يبدعى بأسبلوب
القيم الحالية أو أسلوب الكلفة االستبدالية .
وفيمبا يخبص المفاضببلة ببين أسببلوبين ،فانبه يمكبن القببول أن الموضبوع مببا يبزال موضببع
نقاش وبحث من قبل الباحثين والمتخصصبين .لكبن يمكبن اإلشبارة إلبى أن أسبلوب القبوة الشبرائية
العامة يتالءم بشكل خباص مبع وجهبة النظبر الماليبة التبي تعيبر أهميبة إلبى تخصبص الشبركة بعبد
ربحيتها ،وهبذا األسبلوب يبتالءم بشبكل خباص مبع الشبركات التبي تتغيبر وتتنبوع أنشبطتها بصبفة
مستمرة حسب فرص السوق وخاصة الشركات الكبيرة في البلدان الرأسمالية.
أما أسلوب الكلفة االستبدالية فانه يفيد تخصص الشركة فبي نشباط معبين ويتبأثر بالتحديبد
المسبق للربح في استخدامات محددة .وهذا األسلوب يبتالءم مبع الشبركات الملزمبة بتطبيبق نشباط
105
معين في إطار خطة إلزامية متكاملة ،وعادة ما تنطبق هبذه الحالبة علبى االقتصباديات االشبتراكية
والشركات الكبيرة المؤممة في البلدان الرأسمالية.
وتأسيسا ً على ما تقدم فإذا ما افترض أن الشركة عينة التطبيق وقع اختيارها على أسبلوب
الكلفة االستبدالية .ففي هذه الحالة يستخرج في بادئ األمر ربح نظري تتم مقارنته بعد ذلك بالربح
ا لحقيقي الذي يعاد تقييمه .وعليه يمكن إعداد الكشوف واألرباح النظرية ،كمبا فبي القبائمتين ()12
و ( )13اآلتيتين.
351 351
1521 1521
106
وتجدر اإلشارة إلى أن الشبركة حينمبا تطببق أيبا ً مبن أسباليب تعبديل البيانبات المحاسببية،
فان الكشوف النظرية تمثل احد أشكال االحتساب المسبق الذي يتعبين أن يتحبول حبال انتهائبه إلبى
احتساب الكشوف الحقيقية.
يالحببظ مببن الكشببوف واألرببباح النظريببة أن القائمببة ( )12التببي تتضببمن حسبباب النتيجببة
النظببري عبببدلت فيهبببا االسبببتخدامات مباشبببرة علببى أسببباس المؤشبببرات النوعيبببة المفترضبببة آنفببباً،
واحتساب مبلغ المبيعات على أساس المبيعات المعدلة ( )115 - 360يضباف إليبه الهبامش بنسببة
( )%30المطبق على إجمالي رؤوس األموال المعدلة (.)351 = %30 × 1170
يالحبببظ مبببن القائمبببة ( )13التبببي تتضبببمن الميزانيبببة النظريبببة ،أن الموجبببودات الثابتبببة
واندثاراتها قد عدلت علبى أسباس االرتفباع الحاصبل فبي أسبعارها ( .)%115 × 600أمبا النقديبة
التي يخصص جزء منها لتأمين إعادة تجهيز المخبزون عنبد الضبرورة فبان المؤشبر البذي ينطببق
على مبلغ النقدية األصلية البالغ ( )100ألف دينار هو ( )120يضاف إليه مبلبغ المبيعبات ()826
ألف دينار لكي يصبح إجمالي المبلغ النظري للنقدية ( )946ألف دينار .كذلك يالحبظ تعبديل رأس
المال والقرض يجب أن يأخذ بنظر االعتبار التعديل الذي اجبري علبى إجمبالي الموجبودات .كمبا
يسبببتلزم تطبيبببق متوسبببط معامبببل التضبببخم للموجبببودات (.%17 = 1000 ÷ )1000 – 1170
ويحتسب مبلغ ( )1170ألف دينار من خالل حاصل جمع المبالغ اآلتية 120 + 360 + 690 ( :
).
وعليبه فبأن تعبديل القبروض يكبون ضبروري للحفباظ علبى قوتهبا الشبرائية الثابتبة داخببل
القطاع الذي تعمبل فيبه الشبركة ،وهبذا مبا يتضبح مبن خبالل اسبتعمال المؤشبر ( . )117وبتطبيبق
معدل الفائدة االعتيادي ( )%5على مبلغ القروض المعدلة يمكبن التوصبل إلبى مبلبغ المصبروفات
المالية المستحقة والبالغة تقريبا ً ( )47ألف دينار أي (.)46.8 = %5 × 936
أما بخصوص الكشوف واألرباح الحقيقية فانه يالحبظ مبن القائمبة ( ، )14التبي تتضبمن
حساب النتيجة .أن احتساب المكتسب النقدي من القروض تم من خالل المعادلة اآلتية -:
المبلغ النظري المستحق ( – )47 + 936المبلغ الحقيقي المستحق (95 = )88 – 800
107
الموارد المبلغ االستخدامات المبلغ
مبيعات البضائع 826 كلفة شراء البضائع المباعة 360
االندثار 115
ربح التشغيل النظري 351
826 826
ربح التشغيل النظري 351 مصروفات مالية ( فوائد ) 47
الربح الجاري النظري 304
351 351
الربح الجاري النظري 304 خسارة نقدية من النقدية 20
مكتسب نقدي 95 الربح الحقيقي 379
399 399
وهنا يتبين كذلك أن الربح ما يزال أكثر ارتفاعا ً من ربح الفرضبية السبابقة التبي اعتمبدت
التضخم العام بنسبة ( ،)%12والسبب يعود إلى استمرار مالئمة شروط القرض إلى الشركة .لقد
تم االعتماد على االفتراض األول على أساس تعويض القبرض بمعبدل ( ، )%11ألن السبلع غيبر
النقديببة فببي الشببركة تتبببع ارتفبباع أسببعار القطبباع المرتفعببة أكثببر مببن متوسببط االرتفبباع العببام فببي
األسعار .أما القائمة ( ) 15التي تتضبمن الميزانيبة فانبه تببين أن مبلبغ النقديبة احتسبب علبى أسباس
( ، )826 + 100فض بالً عببن أن الفوائببد المسببتحقة كانببت قببد احتسبببت علببى أسبباس معببدل الفائببدة
االسمي المعدل إلى ( )%11بسبب أخذ معدل التضخم المتوقع بنظر االعتبار.
108
القائمة ( : )15الميزانية
1501 1501
109
خالصة الفصل
تناول هذا الفصل األسلوب الحالي المستخدم في التقيبيم مبن قببل غالبيبة البنظم المحاسببية
في العالم ،وهو أسبلوب الكفبة التاريخيبة .إذ يالحبظ أن هبذا األسبلوب ال يمكبن أن يصبلح كأسبلوب
للتقييم خالل فترة ارتفاع األسعار ،وهو يقود إلى تضبليل الحقيقبة االقتصبادية بالكامبل .كمبا انبه ال
يؤدي إلى إظهار الربح بصورة حقيقية إالّ في حالة غياب التضخم.
تنباول كببذلك الفصببل الكشببوف المحاسبببية فببي فتببرة التضببخم المنببتظم .وقببد جبباء فببي هببذا
الموضوع معالجة فقرتين ،أولهما تناولت المعالجة المحاسبية للتضخم في ظل نمبوذج نظبري .إذ
أن هذا النمبوذج يقب وم علبى أسباس افتبراض أن جميبع بنبود الميزانيبة وبنبود حسباب النتيجبة يجبب
تعديلها تبعا ً الرتفاع األسعار وبطريقة تساعد علبى الحفباظ علبى قوتهبا الشبرائية الثابتبة .وثانيهمبا
تضببمنت تطبيقببات النمببوذج النظببري التببي تسببتند إلببى احتسبباب الببربح الحقيقببي ،وتسببجل ك بالً مببن
األرباح والخسائر النقدية بشكل واضح وصريح مع بيان األسبباب والوقبائع التبي أدت إلبى تحقيبق
هذا الربح الحقيقي ،ويمكن التوصبل إلبى ذلبك مبن خبالل البربح النظبري .كمبا تعبزز هبذا المحبور
بببإجراء مقارنببة الببربح التبباريخي بببالربح الحقيقببي ،وقببد تبببين أن الببربح الحقيقببي أعلببى مببن الببربح
التاريخي ،مما يؤكد على أن محاسبة الكلفة التاريخية تخفي حالة أغناء كامن خالل فترة التضخم.
تببم تسببليط الضببوء فببي هببذا الفصببل علببى أثببر اخببتالف مسببتوى األسببعار علببى الكشببوف
والنتببائج المحاسبببية ،إذ أن هنالببك أسببلوبان ،أحببدهما يعتمببد علببى االرتفبباع العببام لألسببعار ،وهببو
أسلوب الكلفة التاريخية المعدلة والذي ينصب هدفبه فبي الحفباظ علبى القبوة الشبرائية لبرأس المبال
المستثمر ( المالي ) .واآلخر يعتمد على ارتفاع األسبعار النوعيبة للقطباع االقتصبادي البذي تعمبل
فيبه الشبركة ،وهبو أسبلوب الكلفبة االسبتبدالية البذي ينصبب هدفبه فبي الحفباظ علبى القبوة الشبرائية
لرأس المال المادي .والمفاضلة بين هذين األسلوبين تتحكم بها عوامل عدة منها النظام االقتصادي
السائد في المجتمع والشكل القانوني للشركة وطبيعة نشاطاتها وتنوعها.
110
أسئلة الفصل
111
الفصل الخامس
تأثير التضخم على عناصر الميزانية
Inflation Influence on the Balance Sheet Items
112
الفصل الخامس
تأثير التضخم على عناصر الميزانية
Inflation influence on the balance sheet items
لببم تكببن المشببكالت التببي يسببببها التضببخم ( ) inflationفببي إعببداد القببوائم الماليببة ومنهببا
الميزانية ( )balance sheetظواهر جديبدة ومقتصبرة علبى بلبد دون آخبر فحسبب ،وإنمبا هنالبك
بلدان عدة في العالم عانت منها وما تزال تعاني .غيبر أن هبذه البلبدان مبا تبزال مسبتمرة حاليبا ً فبي
اتخاذ إجراءات وإصبدار قبوانين مبن اجبل معالجبة تبأثيرات التضبخم علبى المعلومبات المحاسببية
والمالية .فالتضخم كما هو شائع يعرف بأنه االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار ،ومن ثم
انخفاض حقيقي في قيمة العملة .
يمكن قياس التضخم عن طريق مؤشر عام لألسعار يقاس من خالله معدل التضخم ( rate
) of inflationالذي يمكن معرفة مدى تأثيره علبى القبوائم الماليبة .فالمعبدل المبنخفض للتضبخم
قد ال يؤثر بشبكل كبيبر علبى تفباوت قبيم البنبود المسبجلة فبي هبذه القبوائم ،وقبد ال يؤخبذ نهائيبا ً فبي
الحسبان عند إعدادها ،لكن حين يزداد المعدل الحالي للتضخم عن ( )%7سبنويا ً فانبه يفقبد القبوائم
الماليببة المعببدة علببى أسبباس الكلفببة التاريخيببة ( ) Historical costجببزءا ً كبيببرا ً مببن موثوقيتهببا
وفائدتها.
إن الظباهرة التضببخمية لببم تعببد اليببوم حالببة عرضببية تببزول بببزوال األسببـباب التببي أدت إلببى
حدوثها ،حيث أن الوقائع واألحداث أثبتت أن التضخم ينمو بمرور الزمن منذ بدايبة القبرن التاسبع
عشر ومرورا ً بالحربين العالمتين األولــى والثانيـة وكمبا ذكبر ذلبك فبي الفصبول السبابقة وحتبى
عام 1973م الذي شهد ارتفاعا ً كبيرا ً في األسعار.
لقد ادعت في ذلبك الوقبت البدول الصبناعية والغربيبة منهبا بالبذات أن سببب هبذا االرتفباع
يعود إلى ارتفاع أسعار النفط ،لكن حقيقة األمر تكمن في أن هذه البدول أرادت أن تتخبذ مبن ذلبك
ذريعة لالستمرار في رفع أسعار منتجاتهبا الصبناعية وخاصبة الموجبودات الثابتبة ممبا تجعبل مبن
هذا األخير سببا ً حقيقيا ً للتضخم .لذلك يمكن القول أن التضخم يتطبور باتجباه تصباعدي غيبر قاببل
113
للتراجبببع وعلبببى الشبببركات أن تأخبببذ هبببذا التطبببور بعبببين االعتببببار بشبببكل صبببريح وواضبببح فبببي
استراتيجيات نموها وتوسعها.
تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن المحاسبةة تدبأ أأاف عاةلبة وناامبا ك متًباممك للمدلومبا
هببذا الببأوا عببخ مأمببة الابباااا ا أاايببة والماليببة واومت بباأية ومببن أتببز أن يتتسببأ ويتد ب
الفاةز للمحاسةة وةأ أن تتًيف مب الةيةبة اومت باأية التبخ تبدأ وايفتابا عيابا وما بة حينمبا
ومن الوساةز التخ تتمًن المحاسةة ةواسطتاا تأأية يشًو اومت اأ من مدأز التضمم الماتف
أواها هخ ت ويأ األطااف المستمأمة للاواةم المالية ةالمدلوما الواضحة والأمياة والاايةة من
الحاياة اومت اأية والمالية التخ تدمز عخ الاا
يستنأ هذا الموضوع الى عاضية مفاأها أن المنشآ ما ت از تدأ المي انيا ةلى أساس
مةأأ محاسةة الًلفة التاايمية أون الناا إلى مدأو التضمم الماتفدة وانمفاض مبيم الدمبم
الناأية وإن الدمز ةاذا المةأأ عخ ابز التضبمم واونمفباض النابأ يتدبز مبن الةنبوأ المحاسبةية
المستلة عخ المي انيا مشبوهة وو تدةبا ةبن حاياتابا أ أنابا تاابا ةايمبة منمفضبة أمبز مبن
ميمتاا الحاياية وذلك ةسةب تاييماا ةدملة ناأية عاأ ت ءا ك من مأاتاا الشااةية تااء التضبمم
والى تانب ذلك توتأ حلبوز للمشبًم التبخ يدًسباا التضبمم ةلبى ةنبوأ المي انيبا تتم بز عبخ
استمأام طااةق محاسةية مدينبة وهبذا الطااةبق يبتم امتيااهبا تةدبا ك للابأف البذ اسبتمأم مبن
أتله
114
أوال :الميزانية في ظل انخفاض قيمة العملة النقدية
Balance sheet and currency depreciation
تعتمد المحاسبة التقليدية على مبدأ الكلفة التاريخية ،أو ما يدعى بالمحاسبة التاريخية (
) Historical Accountingفي تقييم البنود المحاسبية المسجلة في الميزانية .وتستند محاسبة
الكلفة التاريخية إلى تسجيل هذه البنود على أساس اعتماد قيمة النقد المستخدم في تاريخ الشراء(
اإلقتناء ) دون النظر إلى اثر ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد على قيمها .إن االستمرار في
إتباع المحاسبة التاريخية ،خالل فترة ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد ،يجعل الميزانية مضللة
وال تعبر عن حقيقتها االقتصادية .إذ أن التظليل والتشويه ينعكس على معظم حسابات الميزانية
وبخاصة منها البنود غير النقدية مثل الموجودات الثابتة والمخزون ،كذلك يؤثر بشكل غير
مباشر على حقوق الملكية .أما البنود النقدية المتمثلة في المدينين والنقود والقروض وما شابه
ذلك ،فعلى الرغم من أنها تتأثر بالقوة الشرائية إالّ أنها ال تختل وال تعدل إلى قيمتها الحالية،
ويمكن باختصار عرض المشكالت التي يعكسها التضخم على البنود المحاسبية الظاهرة في
الميزانية.
115
.)purchasing powerأما اندثارات الموجودات الثابتة فأنها تكون منخفضة هي األخرى
طالما تحتسب على أساس الكلفة التاريخية للمــوجودات الثابتــة .وهذا االنخفاض في االندثارات،
التي تشكل أحد العناصر التشغيلية ،يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الربح التشغيلي ،ومن ثم إلى
زيادة معدل العائد على حقوق الملكية (األموال الممتلكة).
فإذا ما حصل جراء ارتفاع األسعار ،أن القيمة السوقية للموجودات الثابتة التي يراد
اقتناؤها أعلى من الكلفة التاريخية للموجودات الثابتة المستخدمة التي يراد استبدالها ،فان المبالغ
المستقطعة من إيرادات كل فترة مالية والمخصصة لالندثار ال تساعد على تجديد الموجودات
الثابتة بمثلها ،أي بمعنى آخر أن الشركة على الرغم من استمرارها في احتساب االندثارات
بصورة منتظمة إالّ أنها ال تستطيع استبدال موجوداتها الثابتة وستصاب بخسارة مهمة جراء
انخفاض طاقتها اإلنتاجية أو التشغيلية .
Inventory ب -المخزون
يختلف عادة حال المخزون عن بقيبة الموجبودات الثابتبة ،إذ أنبه يتميبز بعبدم بقائبه فتبرة
طويلة داخل الشركة ،بل يمتاز بالتجدد والحركة المستمرة التي ال تسمح باتساع الفارق ببين كلفتبه
التاريخية وقيمته الحالية في ظل االرتفاع االعتيادي لألسعار ،أمبا إذا حصبلت قفبزات سبريعة فبي
األسعار فان القيمة السوقية للمخزون تبتعد كثيرا ً عن كلفته التاريخية ،مما يجعل من غير الممكبن
االعتماد على أساس تقييم المخزون بالكلفة التاريخية ألنه يصبح من العسير إعادة تجديده في ظبل
ارتفاع األسعار.
وعليه فان عدم تعبديل إجمبالي القيمبة النقديبة للمخبزون يمكبن أن يقبود إلبى انخفباض كميتبه
المادية ومن ثم يشكل خطر حدوث خسارة مادية مهمة ،كمبا أن المخبزون فبي ظبل انخفباض قيمبة
النقد يظهر في الميزانية بقيمة منخفضة ،وان أهمية هذه القيمة تزداد أو تقل بحسب معبدل دورانبه
وبحسببب الطريقببة المسببتخدمة فببي التقيببيم .لببذلك يتعببين عببادة تكببوين مخصببص النخفبباض قيمببة
المخزون حينما تكون قيمته عند الجرد اقل من كلفته التاريخية.
ومببن الجببدير بالببذكر أن هنالببك العديببد مببن الطرائببق المحاسبببية التببي تسببتخدم فببي تسببعير
المخببزون مثببل طريقببة الببوارد أوالً صببادر أوالً ( )FIFOوطريقببة الببوارد أخيببرا ً صببادرا أوال ً
( )LIFOوطريقة المعدل الموزون أو المتوسط المتحرك .ونظرا ً الختالف هذه الطرائبق بعضبها
عن البعض اآلخر فأنه من المؤكد أن تختلف قيم المخزون مبن طريقبة ألخبرى .والواقبع أن سببب
هذه التعقيدات في تقييم المخزون ناتج من انه يقتنى على شكل دفعات متعددة وفي أوقبات وأسبعار
مختلفة ،لذلك يصعب تحديد كلفة تاريخية واحبدة إلجمبالي المخبزون علبى وجبه الدقبة ،لكبن يمكبن
116
اعتبار طريقة المعدل الموزون أو المتوسط المتحرك هي الطريقة المالئمة التي تحتسب للمخزون
قيمة أخيرة يمكبن اعتمادهبا فبي حالبة إعبادة تقييمبه بإحبدى طرائبق محاسببة التضبخم كبقيبة البنبود
المحاسبية في الميزانية.
تشمل البنود النقدية المدينة عناصر الموجودات المتداولة األخرى مثبل القبروض الممنوحبة
والمببدينين وأوراق القبببض ومببا شببابه ذلببك .إن هببذه البنببود تتببأثر كببذلك بالتضببخم وانخفبباض قيمببة
العملة النقدية ،مما يجعل الحقوق المترتبة للشركة بذمة الغير تدفع بالنقود المنخفضة ،وذلك بسبب
فقدان العملة النقدية جزءا ً من قوتها الشرائية.
تتمثل حقوق الملكية ( األموال الممتلكة ) في رأس المال المدفوع من قبل المساهمين
واالحتياطات واألرباح المحتجزة وأية تخصيصات أخرى تتخذ صفة االحتياطات .إن حقوق
الملكية تتأثر هي األخرى بالتضخم وهبوط قيمة العملة النقدية ،فتبتعد قيمتها التاريخية المسجلة
في الميزانية عن قيمتها الحقيقية .وهذه القيمة التاريخية لهذه البنود ال تعبر عن حقوق المساهمين
في الشركة بصورة صحيحة .
Credit monetary-items ب -البنود النقدية الدائنة
تشببمل البنببود النقديببة الدائنببة عناصببر الخصببوم األخببرى مثببل القببروض المسببتلمة والببدائنين
وأوراق الدفع والبنوك الدائنة وما شابه ذلك .فبالنسبة للقروض بشكل عام تكون قيمتها حقيقية اقبل
بكثيبر مببن القيمببة التببي تظهببر فببي الميزانيبة .ومببن المعببروف أن االنخفبباض النقببدي يمثببل مكتسببب
( ) gainللمقترضين وهذا المكتسب يمكن أن يقاس بحساب رببح التضبخم مبن مبلبغ القبروض فبي
الميزانية وذلك من خالل مقارنة هذا المبلغ بمبلغ القروض المعدلة ،كما انه يمثل خسبارة ()loss
بالنسبة للمقرضين بسبب فقدانهم بشكل كبير القوة الشرائية نتيجة ارتفباع معبدالت التضبخم .لبذلك
تنشأ خالفات بين المقرضين والمقترضين أثناء فترة التضخم وخاصة فيما يتعلبق بأسبعار الفائبدة،
مما يؤدي إلى إلغاء العقود أو إعادة إبرامها من جديد.
117
واسبتنادا ً إلببى مببا تقببدم فببان الميزانيببة المعبدة فببي ظببل الظببروف التضببخمية ال تعبببر بصببورة
مطلقة عن الحقيقة االقتصادية للشركة ،لذلك يتعين تعديلها محاسبيا ً لغرض معرفة وإيجاد المركز
المالي الحقيقي للشركة.
تنببدرج طرائببق معالجببة التضببخم فببي إطببار نببوعين مببن المنطببق أولهمببا يتركببز علببى القببيم
التاريخية وتغير القوة الشرائية العامة لوحدة النقد ،وهدفه ينحصر في صيانة القوة الشرائية لرأس
المببال المسببتثمر والمببدعوم مببن المسبباهمين .وثانيهمببا يقببوم علببى أسبباس التغيببر المتببباين لألسببعار
الخاصة بالسلع والخدمات ،وهدفه ينحصر فبي الحفباظ علبى رأس المبال االقتصبادي الممبول عبن
طريق األموال الممتلكة ( حقوق الملكية ) .وفيما يلي شرح وتحليل طرائق محاسبة التضخم التي
تهتم بتقييم البنود المحاسبية المسجلة في الميزانية ،وان هذه الطرائق يشاع اسبتخدامها فبي البلبدان
التي تولي معالجة اآلثار التضخمية أهمية خاصة.
118
الميزانية االفتتاحية ( المبالغ باآلالف )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
1000 1000
فإذا تبين في 12/31أن الشركة باعبت مبا قيمتبه ( )700ألبف دينبار مبن منتجبات كانبت قبد
اشترتها في 1/1لقاء ثمن قدره ( )500ألف دينبار ،فبان الميزانيبة فبي ( 12/31بغيباب اإلجبراء
الضريبي ) تكون على النحو اآلتي -:
1200 1200
119
وبعد معرفة الميزانية االفتتاحية والميزانية الختامية ،نفترض أن ارتفاع المسبتوى العبام لألسبعار
كان بنسبة ( )% 10خالل الفترة موضع الدراسة ،ففي هذه الحالة يكبون عبرض البنبود المحاسببية
بالكلف التاريخية المعدلة في الميزانيتين بالشكل اآلتي :
فرق إعادة تقييم لألموال الممتلكة 40 40 النقدية 330 1000
قروض 660 600
مكتسب من صافي المركز النقدي _ 30
الربح _ 150
يالحظ من خبالل قائمبة الميبزانيتين أن المكتسبب ( )gainمبن صبافي المركبز النقبدي البذي
ظهر في ميزانية 12/31بمبلغ ( )30ألف دينار قد تم استخراجه عن طريق الفرق ببين المكتسبب
الببذي تحقببق عببن الخصببوم النقديببة وقببدره ( )60ألبف دينببار والخسببارة المتحققببة علببى الموجببودات
النقدية وقدرها ( )30ألف دينار.
مبن جانببب آخببر يبببين كشببف المركببز المببالي بببان األمببوال الممتلكببة ،أو مببا يطلببق عليببه فببي
مراجببع علميببة مختلفببة تسببميات عببدة منهببا حقببوق الملكيببة أو صببافي المركببز المحاسبببي أو صببافي
الموجببودات المحاسبببية ،تظهببر بمبلببغ ( )440ألببف دينببار وهببو يتوافببق مببع المسببتوى الببذي يببؤمن
الحفباظ علبى القببوة الشبرائية لبرؤوس األمببوال الممتلكبة (حقبوق الملكيببة) .ويحسبب صبافي حقببوق
الملكية عن طريق الفرق بين مجموع الموجودات أو المطلوبات بعد التعديل والقروض قصيرة أو
طويلببة األجببل .ففببي المثببال يالحببظ أن صببافي حقببوق الملكيببة فببي 1/1يبلببغ ( )440ألببف دينببار أو
( )660 – 1100وان صببافي حقببوق الملكيببة فببي 12/31يبلببغ ( )620ألببف دينببار أو (– 1220
. )600
وعليه فان صافي حقوق الملكية فبي نهايبة الفتبرة عبن ببدايتها يكبون ( )180ألبف دينبار أي
( .)400 - 620أما الربح المحاسبي المستخرج خبالل الفتبرة الماليبة ،البذي يمكبن أن يبوزع دون
التأثير على قيمة رؤوس األموال المسبتثمرة مببدئيا ً فبي الشبركة مبن قببل المسباهمين ،فهبو يظهبر
120
بمبلغ ( )150ألف دينار مضافا ً إليه المكتسب من المركز النقدي ( )30ألف دينبار ليصببح ()180
ألف دينار ،وهو ما يعادل تغير صافي حقوق الملكية في نهاية الفترة عن بدايتها.
بعد استعراض هذا المنطق بوصفه احد الوسائل المستخدمة وهو ما يطلق عليه غالبا ً تسمية
طريقة معدالت أسعار الجملة ( المستوى العام لألسعار ) التي تقوم على أساس إعادة تقيبيم البنبود
المسجلة في الميزانية وفق األسعار الحالية ،البد من اإلشارة إلى أهم مزايا وعيوب هذا المنطق .
فقد يشير بعض الخبراء إلى أن من بين مزاياه هي سبهولة تطبيقبه الن المؤشبر الموحبد المسبتخدم
يستند في الحساب إلى عاملين هما قيمة اقتناء السلعة وتباريخ اقتناؤهبا .كمبا أن القبيم المسبتخرجة
تعبببر إلببى حببد مببا عببن موضببوعيتها وذلببك الن كببل موجببود مببن الموجببودات إذا اسببند إلببى قيمتببه
التاريخية الثابتة وقيمته الحالية من خالل مؤشر سعر موحبد ثاببت ،فبان قيمبة ذلبك الموجبود تبقبى
ثابتة ومستقرة.
وعليه فان بنود الميزانية كافة يجب أن تؤخذ بنفس القوة الشرائية للعملة النقدية بغية الحصول
عل ى بيانات مفيدة للمقارنة بين الميزانية االفتتاحية المعدلة والميزانية الختامية المعببر عنهبا ببالقيم
الحاليببة .ومببن عيببوب هببذا المنطببق انببه ال يعبببر إالّ بشببكل تقريبببي عببن القيمببة الحقيقيببة لممتلكببات
الشببركة ،ألنببه يعتمببد علببى المسببتوى العببام لألسببعار ولببيس األسببعار النسبببية ( النوعي بة ) للسببلع
والخببدمات .كمببا أن مببن بببين عيوبببه صببعوبة اختيببار مؤشببر قيبباس عببام ومالئببم ألن هنالببك أنببواع
مختلفببة مببن مؤشببرات األسببعار يمكببن أن تسببتخدم ومنهببا أسببعار الجملببة وأسببعار المفببرد والنبباتج
المحلي اإلجمالي واإلنفاق القومي وغيرها.
تسبببببعى تقنيبببببة طرائبببببق محاسببببببة التضبببببخم فبببببي ضبببببوء توجبببببه المنطبببببق الجبببببوهري
( )substantial’s logicللوصول إلى مفهوم أكثر واقعية بالنسبة إلى قيمة الموجودات .حيث أن
هببذا المنطببق يقببوم علببى أسبباس إحببالل مفبباهيم كببل مببن الكلفببة االسببتبدالية أو كلفببة إعببادة إنتبباج
الموجود ات والقيمة السوقية والقيمة الحالية لإليبرادات المسبتقبلية ،محبل طريقبة الكلفبة التاريخيبة
المعدلة باستخدام مؤشر التآكل النقدي (المستوى العام لألسعار).
كما أن هذا المنطق يأخذ بنظر االعتبار اسبتبعاد فرضبية وحبدة آثبار التضبخم علبى تقيبيم
مختلببف عناصببر الموجببودات .ويسببتند مفهببوم الكلفببة االسببتبدالية ،مببن وجهببة النظببر المحاسبببية
والمالية ،إلى أن الشركة تبحبث لنفسبها عبن تبأمين مبوارد للحصبول علبى قبدرة إنتاجيبة كافيبة فبي
121
المستقبل .وعليه تعد توقعات أسعار السلع الخاصة ،من األمور المهمة والمفيدة بالنسبة للمحاسبين
واإلداريببين ،ولببيس المسببتوى الع بام لألسببعار .لببذلك مببن الضببروري إعببادة تقيببيم البنببود المختلفببة
للموجودات باستخدام مؤشرات نموذجية للتطورات النوعية ( الخاصة ) في أسعار البنود المعنية.
تهدف هذه الطريقة إلى عرض القيم الحالية لبنود الموجودات والمطلوبات في تاريخ إعداد
الميزانيببة .عببالوة علببى أن هببذه الطريقببة تظهببر فببروق إعببادة التقيببيم المتحققببة بببين القببيم المعدلببة
للموجودات في تاريخ معين والقيم التاريخية لتلك الموجودات في تاريخ األساس ،مهما تكن حصة
األمبببوال الممتلكبببة ( حقبببوق الملكيبببة ) المسبببتخدمة فبببي التمويبببل مبببن قببببل الشبببركة .وعليبببه فبببان
الموجودات والمطلوبات غير النقدية ،بموجب هذه الطريقة ،تستثنى من أية عملية إعادة تقيبيم فبي
تبباريخ األسبباس ،ففببي المثببال السببابق إذا افتببرض أن أسببعار المنتجببات التببي اشببتريت بتبباريخ 1/1
ازدادت بنسبة ( )%20فبي عبام واحبد ،فبان عبرض البنبود فبي الميزانيبة بالكلفبة االسبتبدالية يأخبذ
الشكل اآلتي -:
الميزانية
إن صافي حقبوق الملكيبة ( رؤوس األمبوال الممتلكبة ) يصببح مسباويا ً إلبى مبلبغ ()456
ألببف دينببار ،ويمثببل ذلببك دعببم للقببدرات الخاصببة بمبيعببات أو إنتبباج الشببركة ،أي بمبلببغ رؤوس
األموال المستثمرة أصالً في الشركة ( )400ألف دينار يضاف إليه فرق إعادة التقييم أول المبدة
بضمنه نسبة زيادة قدرها ( )%40أي ( ،)56 = %40×40+40إذ أن حقوق الملكية تمثبل فبي
الواقع ( )%40من إجمالي المطلوبات في الميزانية االفتتاحية.
122
أمببا الببربح القابببل للتوزيببع فيصبببح عندئببذ مسبباويا ً إلببى ( )184ألببف دينببار أي مببا يعببادل
الفرق ( ) 200ألف دينار بين إيبرادات المبيعبات وكلفبة المبيعبات ،ويضباف إليبه التغيبر فبي
المخزون ( )40ألف دينار ويطرح منه مبلغ ( )56ألف دينار وهبو ضبروري للحفباظ علبى
رأس المال االقتصادي الممول عن طريق األموال الممتلكة ( حقوق الملكية ).
وقبل االنتقال إلى المنطق الثالث البد من ذكبر أهبم صبفات ومآخبذ هبذا المنطبق ،فبالميزة
األساسية لهذا المنطبق هبي أنبه يقبوم بعبرض بنبود الموجبودات ( الثابتبة والمخبزون ) بالكلفبة
االستبدالية في تاريخ إعداد الميزانية ،أما المطلوبات فتظهر بالكلفة التاريخية .كمبا أن مؤيبدي
تطبيق هذا المنطق يعتبرون أن حصيلة المعطيات الناتجة عن تطبيقه يعود بفائدة عظيمة إلبى
الشركة وخاصة فيما يتعلق بالمستثمرين المحتملين الذين تبوليهم الشبركة اهتمامبا ً كبيبراً .لكبن
أبرز ما يؤخذ على هذا المنطق هو أنه يتجاهل احتساب األرباح أو الخسائر النقدية.
يبببدو مببن خببالل المالحظببات السببابقة ،أن أي إجببراء يسببتند إلببى تقيببيم الموجببودات غيببر
النقدية في الميزانية ،بواسطة الكلفة االسبتبدالية والبى رببط الموجبودات والمطلوببات غيبر النقديبة
في الميزانية االفتتاحية بمؤشر عام لألسعار ،يمكنه اإلجابة عن عدد كبير من تسباؤالت المهتمبين
في هذا الموضوع وخاصة حين يؤخذ تطور القوة الشرائية للنقد بنظر االعتبار .واستنادا ً إلبى هبذا
المنطق الذي يعتمد على المنطق الجوهري مع األخبذ بنظبر االعتببار تطبور القبوة الشبرائية للنقبد،
فأن عرض البنود المحاسبية في المثال السابق سيأخذ الشكل اآلتي -:
123
عندئذ يصبح إجمالي فرق أعادة التقييم متكونبا ً مبن مبلبغ مكتسبب ( )gainقبدره ()70
ألف دينار جراء تطور أسعار البضبائع فبي المخبزون نسببة إلبى المؤشبر العبام لألسبعار مضبافا ً
إليه مبلغا ً قدره ( )40ألف دينار للحفاظ على القبوة الشبرائية لبرؤوس األمبوال المسبتثمرة مببدئيا ً
من قبل المساهمين.
أما الربح الذي يمكن توزيعه بأسلوب يمكبن مبن خاللبه الحفباظ علبى قيمبة رأس المبال
االقتصادي ( عناصر الطاقة اإلنتاجية الممتلكة من قبل الشبركة ) الممبول مبن قببل المسباهمين،
فأنه يتكون من مبلغ الربح ( )100ألف دينار زائدا ً مبلغا ً مكتسبا ً من صافي المركز النقدي قبدره
( )30ألف دينار ،فضالً عن مبلغ مكتسب قدره ( )30ألف دينار مبرتبط بتطبور السبعر الخباص
بالبضائع والممول عن طريق األموال المقترضة.
وعليه يصبح فرق إعادة تقييم األموال الممتلكة ( حقوق الملكية ) معبادالً إلبى مبلبغ ()80
ألف دينار .وهذا ما يعطي عالقة األمبوال الممتلكبة بالقيمبة االسبتبدالية لبرأس المبال االقتصبادي
الثابت ،مهما يكن انحراف األسعار الخاصة بالسلع والخدمات (. )700/400 = 840/480
ومببن الجببدير بالببذكر ،بعببد هببذا التحليببل النظببري والعملببي المببوجز لطرائببق محاسبببة
التضخم ،أن غالبية اإلطراف المستفيدة من هذه الطرائق وخاصة الشركات منهبا يصبعب عليهبا
االختيار والمفاضلة بين هذه الطريقة أو تلبك ،إذ أن نمباذج التطبيبق كثيبرة ومختلفبة ال يمكبن أن
تكببون ثابتببة أو متشببابهة وبخاصببة طريقببة الكلفببة االسببتبدالية ،لببذلك يمكببن النظببر إلببى أن عمليببة
اختيار الطريقة المالئمة يتعبين أن تتحبدد بحسبب غايبة الشبركة فبي تعبديل قوائمهبا الماليبة .فبإذا
كانببت الشببركة تقصببد مببن وراء تعببديل قوائمهببا الماليببة الوصببول إلببى قيبباس النتيجببة الحقيقيببة
ألعمالها ،فإنها من المفضل أن تعتمد على طريقة المستوى العام لألسبعار ،ألنهبا تخبتص بشبكل
واسع في تقيبيم اآلثبار التضبخمية ،وهبو مبا يقبود الشبركة إلبى تحقيبق هبدف أساسبي مبن أهبداف
اإلدارة وهو قياس النتيجبة والرقاببة عليهبا .أمبا إذا كبان هبدف الشبركة مبن وراء تعبديل قوائمهبا
الماليببة يتمثببل فببي تقيببيم موجوداتهببا ومطلوباتهببا ،فببأن طريقببة الكلفببة االسببتبدالية تعببد الطريقببة
المالئمة إلعطاء أفضل تقييم لبنود الميزانية ألنها تساعد على تخفيف آثار تقلبات األسعار حتبى
فببي ظببل غيبباب ظبباهرة التضببخم ،عببالوة علببى أن طريقببة المسببتوى العببام لألسببعار تببتالءم مببع
الشبببركات ذات النشببباطات المتغيبببرة والمتنوعبببة بحسبببب فبببرص السبببوق ،أمبببا طريقبببة الكلفبببة
االستبدالية فأنها تتالءم مع الشركات الملزمة بتطبيق نشاط محدد في خطة إلزامية متكاملة.
124
ثالثا :التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع
Financial Report
أصدرت لجنة المعايير المحاسبية الدولية عام 1992م معيارا ً خاصا ً لمعالجة مشكلة
التضخم في القوائم المالية وهو المعيار المحاسبي الدولي رقم ( .)29ونظرا ً ألهمية تطبيق هذا
المعيار بالنسبة للبلدان التي تعاني من تضخم مرتفع فانه يتعين اإلشارة إلى بعض خصائص
الظروف االقتصادية التي تشير إلى وجود التضخم المرتفع وهي -:
-1اتجاه عامة الناس إلى االحتفاظ بثرواتهم بأصول غير نقدية أو بعملة نقدية مستقرة نسبياً.
-2االهتمام بتحديد األسعار بعملة نقدية أجنبية مستقرة.
-3تحديد المديونية أو الدائنية بأسعار تأخذ في الحسبان انخفاض القوة الشرائية لوحدة النقد
خالل فترة الدين حتى في الفترات القصيرة .
-4ربط معدالت الفائدة واألجور واألسعار بمؤشر األسعار.
-5يقارب معدل التضخم المتجمع لثالثة سنوات من ( )%100أو يزيد عليه .
وقد أكد هذا المعيار على وجوب التعبير عن القوائم المالية للشركات التي تعد قوائمها
المالية بالعملة النقدية القتصاد يشكو من التضخم المرتفع سواء كانت تلك القوائم أعدت باستخدام
الكلفة التاريخية أو الكلفة الجارية وذلك باستخدام وحدة قياس جارية في تاريخ القوائم المالية .ويتم
تعديل القوائم المالية التي أعدت باستخدام طريقة الكلفة التاريخية كما يلي -:
-1يتم تعديل قائمة المركز المالي ( الميزانية ) باستخدام مؤشر عام لألسعار وذلك بالنسبة للبنود
المحاسبية غير المقاسة بوحدات قياس جارية .
-2ال يتم تعديل البنود النقدية مثل المدينين والدائنين وأوراق القبض والدفع التجارية.
-3يتم تعديل الموجودات وااللتزامات المرتبطة باتفاقية حول تغير األسعار وذلك وفقا ً لشروط
االتفاقية.
-4يتم تعديل البنود غير النقدية اعتبارا ً من تاريخ اقتنائها مع مالحظة تعديل االندثار المتراكم (
المتجمع ) من تاريخ االقتناء وحتى تاريخ الميزانية.
-5يمكن االعتماد على التقدير الشخصي لقيمة بعض البنود واستخدامها كأساس للتعديل .
-6يمكن استخدام التقدير على أساس التغير في معدالت أسعار الصرف بين العملة النقدية
المستخدمة في إعداد القوائم المالية وعملة نقدية أجنبية مستقرة نسبيا ً وذلك في بعض الحاالت
التي يوجد فيها مؤشر عام لألسعار.
125
-7يتم تعديل كشف الدخل ( حساب النتيجة ) باستخدام مؤشر عام لألسعار اعتبارا ً من تواريخ
تسجيل بنود اإليرادات والمصروفات في القوائم المالية.
-8يتم احتساب مكاسب أو خسائر الموجودات وااللتزامات النقدية وإظهارها في كشف أو قائمة
الدخل ( حساب النتيجة ) .
-9يتم احتساب مكاسب أو خسائر بنود كشف الدخل المتعلقة بالبنود النقدية مثل الفوائد المدينة
والدائنة وفروق صرف العمالت النقدية األجنبية المتعلقة بالموجودات المستثمرة أو
المقترضة.
-10تم تعديل بنود قائمة التدفقات النقدية وفقا ً لهذا المعيار.
كما جاء في المعيار ( )29بعض المالحظات على تعديل القوائم المالية المعدة على
أساس الكلفة الجارية وهي-:
( ) 1في الميزانية ال يتم تعديل البنود الظاهرة بكلفتها الجارية في تاريخ الميزانية بل تعدل
البنود األخرى .
( )2في كشف الدخل يتم تعديل عناصره كافة حتى تلك المقاسة بكلفتها الجارية وذلك ألنها
تكون مقاسة بكلفتها الجارية في تاريخ حدوث العملية .
تمرين ( )1
فيما يلي كشف الدخل ( حساب النتيجة ) وقائمة المركز المالي ( الميزانية ) إلحدى
الشركات في 2013/12/31م.
كشف الدخل عن السنة المنتهية في 2013/12/31م ( المبالغ بآالف الدنانير )
كلي جزئي البيان
10000 المبيعات
( )-تكلفة المبيعات :
6500 المشتريات
5500 ()1000 رصيد 12/31
4500 مجمل الربح
مصروفات مالية وإدارية:
500 مصروفات اإلدارة العامة
500 اندثار آالت ومعدات
2000 1000 اندثار سيارات
126
الميزانية كما تظهر بتاريخ 2013/12/31م ( المبالغ بآالف الدنانير )
المطلوبات ورأس المال الموجودات جزئي كلي
سيارات 10000
نقدية 8000
127
متوسط الرقم القياسي خالل النصف األول = 120
متوسط الرقم القياسي خالل النصف الثاني = 130
الرقم القياسي في 150 = 12/31
المطلوب -:
تعديل القوائم المالية السابقة باستخدام محاسبة التضخم وفقا ً للمعيار المحاسبي الدولي رقم (. )29
الحل -:
يتبع في تعديل البيانات المحاسبية تبعا ً للمعيار المحاسبي الدولي رقم ( )29الخطوات اآلتية-:
-1احتساب مكاسب وخسائر القوة الشرائية للبنود النقدية
يتعين التفرقة بين البنود النقدية والبنود غير النقدية .فالبنود النقدية تسجل بنفس مبالغها
األصلية ألنها مقاسة بوحدات نقدية جارية في تاريخ إعداد القوائم المالية ،ولكن البد من احتساب
أثر انخفاض القوة الشرا ئية لوحدة النقد على هذه البنود النقدية .أما البنود غير النقدية فيجب أن
تعـدل في قائمة المركز المالي ( الميزانية ).
وفيما يأتي القائمة التي توضح ذلك .
احتساب مكاسب وخسائر القوة الشرائية على البنود النقدية ( المبالغ باآلالف )
128
1500 150 100 1000 اندثار سيارات
129
5269 4500 مجمل الربح
كما تشمل البنود النقدية مطلوبات نقدية مثل حسابات الدائنين وأوراق الدفع والمصروفات
المستحقة والسندات والقروض وتوزيعات األرباح .والبنود غير النقدية تشمل الموجودات طويلبة
األجببل واالنببدثار المتببراكم والموجببودات غيببر الملموسببة واالسببتثمارات طويلببة وقصببيرة األجببل
والمصببروفات المدفوعببة مقببدما ً .أمببا المطلوبببات غيببر النقديببة فتتمثببل أساس با ً فببي حقببوق الملكيببة
وغيرها من البنود التي تظهر بوصفها بنود غير نقدية .وفيما يلي عرض الميزانية المعدلة.
130
( المبالغ باآلالف ) الميزانية المعدلة في 2013/12/31م
مبلغ معدل معامل التعديل مبلغ تاريخي البيان
كلي جزئي نهائي أساس كلي جزئي
7500 150 100 5000 آالت وأجهزة
6750 ()750 150 100 4500 ()500 ( )-اندثار متراكم
()%10
131
تمرين ( ) 2
تأسست شركة الهالل الخصيب في 2012/12/31م من خالل عملية اندماج بين مجموعة
من الش ركات .وقد سجلت جميع موجوداتها بالقيم العادلة .وفيما يلي القوائم المالية المقارنة
للعامين 2012م 2013م التي أعدت بالكلفة التاريخية.
أوالً -:الميزانية التاريخية المقارنة في 2013/12/31م ( المبالغ باآلالف )
ميزانية 2013م ميزانية 2012م البيان
الموجودات :
200 20 أراضي
1350 1050 آالت ومعدات
()120 ( صفر ) ( )-اندثار متراكم
650 750 المخزون السلعي ()FIFO
1300 1000 موجودات نقدية ( نقدية ومدينون )
132
ثانيا ً :كشف الدخل عن السنة المنتهية في 2013/12/31م ( المبالغ باآلالف )
كلي جزئي البيــــــــــــــان
4000 المبيعات ( 14ألف وحدة )
يطرح :تكلفة البضاعة المباعة
750 مخزون سلعي أول المدة ( 3750 )FIFOوحدة
2500 مشتريات
2600 ()650 مخزون سلعي آخر المدة ( 3000 )FIFOوحدة
1400 مجمل الربح
يطرح :مصروفات التشغيل
120 االندثارات
()600 480 مصروفات أخرى
800 صافي الربح قبل الضريبة
350 ( )-الضريبة
450 صافي الربح بعد الضريبة
()200 توزيعات أرباح على المساهمين
250 رصيد األرباح المحتجزة في نهاية 2013م
133
-2تعببديل كشببف الببدخل لشببركة الهببالل الخصببيب عببن السببنة المنتهيببة فببي 2013/12/31م وفق با ً
لطريقة الكلفة التاريخية المعدلة .
-3تعديل القوائم المالية لشركة الهالل الخصيب وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية .
الحل
المطلوب األول
(أوال) -:تعديل الميزانية المقارنة بسعر الدينار في 2013/12/31م .
( )1تعديل الميزانية المعدة في 2012/12/31م .
ميزانية الشركة في 2012/12/31م معدلة بسعر الدينار في 2013/12/31م
( المبالغ باآلالف )
معدلة معامل التحويل تاريخية البيان
الموجودات :
218.4 150/163.8 200 أراضي
1146.6 150/163.8 1050 آالت ومعدات
صفر ( صفر ) ( )-اندثار متراكمة
819 150/163.8 750 المخزون السلعي ()FIFO
1092 150/163.8 1000 موجودات نقدية ( نقدية ومدينون )
3276 3000 مجموع الموجودات
حقوق الملكية والمطلوبات -:
764.4 150/163.8 700 رأس المال ( أسهم عادية )
1528.8 150/163.8 1400 عالوة إصدار
صفر _ صفر أرباح محتجزة
546 150/163.8 500 مطلوبات طويلة األجل
436.8 150/163.8 400 مطلوبات متداولة
3276 3000 مجموع حقوق الملكية والمطلوبات
134
( )2تعديل الميزانية المعدة في 2013/12/31م
135
163.8
1144.5 1050
150
163.8
314.1 300
157.5
1458.6 1450 المجموع
تم تعديل الرصيد التاريخي لالندثار المتراكم بنفس الطريقة كما يلي -:
163.8
114.7 105
150
163.8
15.60 15
157.5
130.3 120 المجموع
-3يحدد الرصيد المعدل لألرباح المحتجزة وهو ( )***()199.5كمتمم حسابي وذلك على النحو
اآلتي -:
) 1528.8 + 764.4 + 580 + 450 ( - 3522.75
ويجب أن يتساوى ببالطبع مبع الرصبيد المعبدل لألربباح المحتجبزة فبي كشبف البدخل المعبدل لعبام
2013م .
136
المطلوب الثاني
ثانيا ً -:تعديل كشف الدخل عن السنة المنتهية في 2013/12/31م
كشف الدخل واألرباح المحتجزة للسنة المنتهية في 2013/12/31م معدل بسعر الدينار في 2013/12/31م
(المبالغ باآلالف )
معدلة معامل التحويل تاريخية البيان
4160 157.5/163.8 4000 المبيعات
يطرح :كلفة البضاعة المباعة
819 150/163.8 750 مخزون أول المدة
2600 157.5/163.8 2500 مشتريات
()676 157.5/163.8 ()650 مخزون آخر المدة
2743 2600 كلفة البضاعة المباعة
1417 1400 مجمل الربح
يطرح مصروفات التشغيل -:
()130.3 (*) ()120 االندثار
()499.2 157.5/163.8 480 مصروفات أخرى
787.5 800 صافي الربح قبل الضريبة
()364 157.5/163.8 ()350 ضريبة الدخل
423.5 450 صافي الربح بعد الضريبة
()24 ( ** ) _ يطرح خسائر القوة الشرائية
399.5 450 صافي الربح
رصيد األرباح المحتجزة أول المدة
()200 ()200 توزيعات أرباح على المساهمين
199.5 250 رصيد األرباح المحتجزة في 2013/12/31م
137
-2تم تعديل مبلغ المخزون السلعي أول المدة باستخدام الرقم القياسي في نهاية عام 2013م
منسوبا ً إلى الرقم القياسي في بداية العام 2013م وهو تاريخ الحصول على هذا المخزون ألن
الشركة بدأت أعمالها في بداية عام 2012م.
-3تم تعديل مبلغ المشتريات على نفس أسس تعديل رقم المبيعات وذلك باستخدام الرقم القياسي
ألسعار نهاية عام 2013م منسوبا ً إلى متوسط الرقم القياسي للعام .
-4تم تعديل مبلغ المخزون السلعي آخر المدة على نفس األساس الذي طبق في المبيعات
والمشتريات باعتبار أن الطريقة المتبعة في تقييم المخزون هي طريقة (. )FIFO
-5تم تعديل مبلغ االندثار على نفس األساس المتبع في تعديل مبلغ اآلالت والمعدات .إذ تم
تجزئة المبلغ كما يلي -:
163.8
114.7 105
150
163.8
15.60 15
157.5
130 .3 120 المجموع
-6تم تعديل مبلغ مصروف ضريبة الدخل كما هو الحال بالنسبة للمصروفات األخرى باستخدام
الرقم القياسي في نهاية عام 2013م منسوبا ً إلى متوسط الرقم القياسي لعام 2013م .
-7مبلغ توزيعات األرباح على المساهمين ال يحتاج إلى تعديل ألنه تدفق نقدي حدث في نهاية
العام .
-8أما مبلغ خسارة القوة الشرائية فقد تم تحديده كما يلي -:
احتساب خسائر القوة الشرائية ( المبالغ باآلالف )
معدلة معامل التحويل تاريخية البيان
صافي البنود النقدية في بداية العام
109.2 150/163.8 100 ] 500+400 [ - 1000
يضاف :
مصادر صافي البنود النقدية خالل العام :
4160 157.5/163.8 4000 مبيعات
4269.2 4100 مجموع المصادر
يطرح :
استخدامات صافي البنود النقدية خالل العام :
2600 157.5/163.8 2500 مشتريات
138
499.2 157.5/163.8 480 مصروفات أخرى
364 157.5/163.8 350 مصروفات الضريبة
312 157.5/163.8 300 شراء ماكنة جديدة
200 1 200 توزيعات أرباح
3975.2 3830 مجموع االستخدامات
294 270 صافي البنود النقدية في 2013/12/31م
( ** ) 24 خسائر القوة الشرائية ( متمم حسابي )
المطلوب الثالث
ثالثا -:تعديل القوائم المالية لشركة الهالل الخصيب وفقا لطريقة الكلفة الجارية
يتعين اإلشارة إلى مالحظتين مهمتين قبل البدء في شرح الخطوات الالزمة لتعديل القوائم
المالية وفق طريقة الكلفة الجارية.
-1تعتبر المشاكل الخاصة بتعديل عناصر الميزانية نسبيا ً بسيطة مقارنة بالمشاكل الخاصة
بتعديل كشف الدخل .فالبنود غير النقدية من الموجودات والمطلوبات النقدية مثالً تظهر في
الميزانية المعدلة وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية بنفس قيمها المدرجة بها في الميزانية التاريخية
معدلة بالرقم القياسي الخاص لكل بند منها وذلك بهدف الوصول إلى كلفتها الجارية .
-2تحدد قيمة األرباح المحتجزة المعدلة في كشف الدخل كمتمم حسابي كما هو الحال في طريقة
الكل فة التاريخية المعدلة .
وبنا ًء على ذلك يمكن التركيز هنا على تعديل كشف الدخل حصرا ً وذلك باالعتماد على
بيانات شركة الهالل الخصيب نفسها .
(أوال) تعديل كلفة البضاعة المباعة
يمكن استخدام المعلومات والفرضيات اآلتية بهدف تحديد الكلفة الجارية للبضاعة المباعة :
( )1عدد وحدات مخزون أول المدة ( )3750وحدة ،وحيث أن موجودات الشركة كانت قد
سجلت في 2013/12/31م بالقيمة العادلة ،لذلك يمكن اعتبار الرقم ( ) 750ألف دينار
القيمة المعادلة لمخزون أول المدة .
وبنا ًء على ذلك فأن متوسط الكلفة الجارية للوحدة من ذلك المخزون تكون كما يلي -:
750ألف ÷ 3750وحدة = 200دينار /للوحدة الواحدة
( )2بقصد تحديد الكلفة الجارية لمخزون آخر المدة في 2013/12/31م يمكن االستفادة من
الرقم القياسي الخاص بأسعار البضاعة حينئذ وباستخدام نظام الجرد المستمر .
وبافتراض أن إدارة الشركة قدرت ذلك المخزون بالقيمة الجارية بمبلغ ( )720ألف
139
دينار حينئذ سيكون متوسط الكلفة الجارية للوحدة منه وعلى أساس أن عدد وحدات
المخزون بلغت ( )3000وحدة فان متوسط الكلفة الجارية للوحدة يحسب كما يلي -:
720ألف ÷ 3000وحدة = 240دينار للوحدة الواحدة
( )3وفي تحديد كلفة البضاعة المباعة يستخدم متوسط كلفة الوحدة وهو -:
240 200
220 دينار
2
واستنادا إلى هذا األساس وباعتبار أن عدد الوحدات المباعة بلغ ( )14ألف وحدة فأن
كلفة
البضاعة المباعة تكون كما يلي -:
14ألف × 220دينار = 3080ألف دينار
(ثانيا) تحديد قيمة بند مصروف االندثار ( بالكلفة الجارية ) كما يلي -:
أن معامل التعديل في الجدول أعاله يتمثل بسطه في الرقم القياسي الخاص ألسعار
اآلالت والمعدات في نهاية عام 2013م ،ويتمثل المقام بالرقم القياسي الخاص ألسعارها بتاريخ
شراء الموجود الثابت .بعد ذلك يتم تحديد قيمة مصروف االندثار بالكلفة الجارية وكما يلي -:
الكلفة الجارية نسبة االندثار الكلفة التاريخية البيان
140
(ثالثا) بالنسبة للبنود األخرى في كشف الدخل واألرباح المحتجزة مثل المبيعات ومصروفات
التشغيل ومصروف الضريبة وتوزيعات األرباح تظهر بقيمتها المدرجة في كشف الدخل
التاريخي ،وذلك على أساس أن تلك القيمة تمثل قيمتها الجارية .
(رابعا) تحدد مكاسب أو خسائر حيازة البنود غير النقدية وذلك الستكمال إعداد كشف الدخل
المعدل وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية .
مكاسب أو( خسائر الحيازة) الكلفة الكلفة البيان
غير محققة محققة الجارية التاريخية
صفر 70 720 650 مخزون في 2013/12/31م
480 صفر 3080 2600 كلفة البضاعة المباعة
صفر صفر 2500 2500 المشتريات
صفر 80 280 200 أراضي
صفر 709.5 1339.5 1230 آالت ومعدات ( صافي )
صفر صفر 190.5 120 مصروف االندثار
صفر صفر 480 480 مصروفات التشغيل األخرى
صفر صفر 350 350 مصروف الضريبة
859.5 إجمالي مكاسب الحيازة
المحققة
550.5 إجمالي مكاسب الحيازة غير
المحققة
1410 الزيادة في الكلفة الجارية (إجمالي
مكاسب الحيازة المحققة )
154
280 ألف دينار 200
110
141
فيما يلي كشف الدخل المعدل وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية:
كلي جزئي البيان
4000 المبيعات
3080 يطرح :الكلفة الجارية للمبيعات
920 مجمل الربح
يطرح :مصروفات التشغيل :
159 مصروف االندثار
639 480 مصروفات أخرى
281 صافي الربح قبل الضريبة
()350 مصروف الضريبة
()69 صافي الخسارة على أساس الكلفة الجارية من
العمليات المستمرة
859.5 يضاف مكاسب الحيازة المحققة
790.5 الربح المحقق
550.5 يضاف مكاسب الحيازة غير المحققة
1341 صافي الدخل على أساس الكلفة الجارية
صفر أرباح محتجزة في 2013/1/1م
()200 توزيعات أرباح
1141 أرباح محتجزة في 2013/12/31م
تمرين ( ) 3
إذا كان مخزون البضائع لعام 2012م في إحدى الشركات يتكون من ( )4000وحدة
بسعر ( )100دينار للوحدة الواحدة ،فأن الميزانية العمومية في 2012/12/31م تتخذ القائمة
اآلتية :
الميزانية في 2012/12/31م ( المبالغ باآلالف )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
رأس المال 400 المخزون 400
400 400
142
فإذا افترض بأن الشركة لم تحقق أية مبيعات خالل عام 2013م ،ولكنها يتعين عليها أن
تدفع في 2013/12/31م مبلغ ( )110دينار للوحدة الواحدة بهدف استبدال مخزونها ،ففي
محاسبة الكلفة التاريخية ليس هنالك أي ربح يمكن استخراجه ،في حين تتضمن محاسبة الكلفة
االستبدالية ربح حيازة غير متحقق .وهذا ما تظهره القائمة اآلتية التي تصور الميزانية العمومية
في 2013/12/31م بالكلفة االستبدالية .
الميزانية في 2013/12/31م ( المبالغ باآلالف )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
رأس المال 400 المخزون 440
ربح حيازة غير متحقق 40
440 440
كذلك إذا افترض أن الشركة في تموز 2013م تبيع ( )2800وحدة بسعر ( )180دينار
للوحدة الواحدة ،في حين أن سعر شرائها في هذا التاريخ هو 120دينار للوحدة الواحدة .و في
2013/12/31م لم تتحقق أية مبيعات أخرى ،لكن سعر شراء الوحدات يكون ( )140دينار
للوحدة الواحدة .ففي المحاسبة التاريخية يحتسب الربح كما يلي -:
( 224000 = )100×2800( – )180×2800دينار .
تظهر الميزانية العمومية في 2013/12/31م كما في القائمة اآلتية .
624 624
تم احتساب المخزون من خالل حاصل ضرب الوحدات المتبقية والبالغة 1200
( )2800-4000في سعر الشراء التاريخي ،واحتسب مبلغ النقدية من خالل حاصل ضرب
الوحدات المباعة في سعر بيع الوحدة الواحدة ،فضال عن رأس المال الذي أدرج بمبلغه األصلي
143
والربح الذي احتسب بموجب الطريقة السابقة .أما في محاسبة الكلفة االستبدالية فأن الربح
يحتسب كما يأتي -:
( 168000 = )120×2800( – )180×2800دينار
وإن ربح الحيازة ينقسم إلى نوعين هما -:
( )1ربح الحيازة المتحقق من الوحدات المباعة -:
56000 = )100-120( × 2800دينار
( )2ربح الحيازة غير المتحقق من الوحدات الباقية في المخزون -:
48000 = )100-140( × 1200دينار
وبناءا ً على ما تقدم فإن الميزانية العمومية في 2013/12/31م تظهر بالكلفة االستبدالية
كما في القائمة التالية .إذ تم إظهار ربح الحيازة المتحقق وغير المتحقق فضالً عن ربح التشغيل.
وإن مجموع ربح الحيازة المتحقق وربح التشغيل يمثل الربح التاريخي .كما تم احتساب الوحدات
المتبقية في المخزون على أساس سعر الشراء في نهاية عام2013م ،هذا ولم يطرأ أي تغيير على
كل من النقدية ورأس المال.
144
تمرين () 4
تأسست إحدى الشركات بتاريخ 2013/1/1م بميزانية افتتاحية كما في القائمة اآلتية -:
الميزانية في 2013/1/1م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
رأس المال 280 الموجودات الثابتة 160
القروض 400 المخزون 400
النقدية 120
680 680
وخالل عام 2013م زاولت الشركة نشاطها الذي أدى إلى حصول معامالت مالية .وبناءا ً
على هذه المعامالت تم إعداد حساب النتيجة والميزانية العمومية في 2013/12/31م كما جاء في
القائمتين اآلتيتين:
حـ /حساب النتيجة في 2013/12/31م ( المبالغ باآلالف وبالعملة الجارية )
الموارد المبلغ االستخدامات المبلغ
حـ /مبيعات البضائع 2400 1200حـ /المشتريات
حـ /التغير في المخزون 32 1120حـ /المصروفات التشغيلية األخرى
حـ /االندثار ()%25×160 40
حـ /ربح التشغيل 72
2432 2432
632 632
145
يالحظ في حساب النتيجة كما في أعاله أن المعامالت الخاصة بالمشتريات
والمصروفات التشغيلية األخرى والمبيعات قد أدرجت بصورة اعتيادية ،واالندثار تم احتسابه
على أساس نسبة ( )%25من قيمة الموجودات الثابتة .أما المخزون فقد احتسب على أساس
التغير فيه ولم يدرج مخزون أول المدة وآخرها في الحساب وذلك الفتراض أن مخزون آخر
المدة يبلغ ( )432ألف دينار ،وبافتراض أن هذا األخير بقي بنفس حجم مخزون أول المدة البالغ
( )400ألف دينار .وعليه يعبر التغير في المخزون عن الفرق بين مخزون آخر المدة وأولها
(.)400-432
أما الميزانية العمومية كما في اعاله فأنها تضمنت الموجودات الثابتة بالقيمة الدفترية
ومخزون آخر المدة والنقدية ورأس المال المساهم به ،فضالً عن الربح التشغيلي .ويالحظ أن
القروض ظهرت بمبلغ ( )280بسبب افتراض أنه تم تسديد قرض بمبلغ ( )120في تاريخ
2013/6/30م.
وبناءا ً على المعطيات الواردة في القوائم المالية السابقة فقد افترض أن مؤشر السعر
تعدى من ( )100في 2013/1/1م إلى ( )110في 2013/12/31م وأن ارتفاع األسعار كان
موزعا ً بانتظام على مدار السنة .لذلك يمكن استخدام هذا المؤشر إلجراء التعديل في
2013/12/31م ( أي بالعملة النقدية الثابتة ) للعناصر غير النقدية ( الموجودات الثابتة
والمخزون وحقوق الملكية ) في الميزانية في أول وآخر الفترة المالية لعام 2013م وكذلك بالنسبة
إلى تدفقات حساب النتيجة كما تظهره القوائم اآلتية للميزانية وحساب النتيجة.
الميزانية في 2013/1/1م ( المبالغ باآلالف وبالعملة الجارية )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
رأس المال 308 الموجودات الثابتة 176
القروض 400 المخزون 440
الربح (مكتسب) 28 النقدية 120
736 736
146
لقوتها الشرائية ،من الفرق بين القروض المعدلة وغير المعدلة التي تمثل مكتسب بالنسبة
للمقترضين .وهذا المكتسب تم احتسابه على النحو التالي :
( 28 = )120-132( – )400-440ألف دينار
أو ( 28 = %10 × )120-400ألف دينار
2544 2544
يالحظ من القائمة أعاله ،التي تتضمن حساب النتيجة لعام 2013م ( بالعملة النقدية
الثابتة ) ،أن تدفقات المبيعات والمشتريات والمصروفات التشغيلية األخرى ،التي افترض ارتفاع
أسعارها بانتظام على مدار السنة ،قد تم التعبير عنها بالعملة النقدية في منتصف السنة .لذلك
عدلت هذه التدفقات بنسبة ( )%5أو بموجب المؤشر ( . )1.05واإلندثارات تم احتسابها بنسبة
( )%25من الموجودات الثابتة المعدلة بموجب المؤشر ( )1.10أي ( . )%25×176كما إن
المخزون الذي بقي ثابتا ً بالحجم كان قد عدل بموجب المؤشر ( )1.10وبهذا فأنه لم يظهر له مبلغ
للتغير في حساب النتيجة الظاهر في هذه القائمة .أما بالنسبة إلى مكتسب التضخم فقد انخفض
بسبب التغير في العناصر النقدية خالل المدة المحصورة بين 1/1إلى 2013/12/31م على
افتراض أن النقدية تنخفض بصورة منتظمة .وهذا االنخفاض احتسب كما يلي -:
{ ( 4 - = %5 × } )120-400( – )80-280ألف دينار
األمر الذي جعل مكتسب التضخم في حساب النتيجة لعام 2013م كما يظهر في القائمة
بقيمة ( )24ألف دينار أي ( ،)4-28ومن ثم أصبح ربح التشغيل بمبلغ ( )64ألف دينار.
أما الميزانية العمومية في 2013/12/31م ( بالعملة النقدية الثابتة ) فأنها تظهر العناصر
ي على
غير النقدية المعدلة ( الموجودات الثابتة بالقيمة الدفترية والمخزون ورأس المال ) ،وقد أبق ّ
147
العناصر النقدية دون تعديل ،فضال عن أن هذه القائمة تتضمن ربح التشغيل بعد تعديله كما ورد
آنفا ً .
الميزانية في 2013/12/31م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )
المطلوبات المبلغ الموجودات المبلغ
رأس المال 308 الموجودات الثابتة ()44-176 132
القروض 280 المخزون 440
الربح 64 النقدية 80
652 652
148
خالصة الفصل
تؤدي الطرائق المحاسبية التقليدية ( المحاسبة التاريخية ) ،المستخدمة في إثبات بنود
الميزانية بتكاليف اقتنائها ،إلى حصول تفاوت كبير بين أقيامها المسجلة تاريخيا ً وبين أقيامها
الحالية حينما يحصل ارتفاع عام في مستويات األسعار ،وهذا التفاوت يجب تعديله بموجب
المؤشر العام لألسعار لكي تعبر أقيام هذه البنود عن حقيقتها االقتصادية.
تظهر الموجودات الثابتة بقيمة منخفضة خالل فترة التضخم ،وأن إندثاراتها المحتسبة
على أساس هذه القيمة تظهر هي األخرى بقيمة منخفضة ال تكفي إلعادة تجديد الموجودات نظرا ً
الرتفاع أسعارها .وتحصل عادة انحرافات في قيمة المخزون أثناء التضخم ،وأن أهمية هذه
االنحرافات تزداد أو تقل بحسب فترة التخزين وأهمية معدل التضخم .ومن المؤكد أن هذه
االنحرافات بقدر ما تؤثر على نتائج أعمال الشركة فإنها تؤثر كذلك على وضع المركز المالي
لها .وتظهر البنود النقدية مثل المدينين والقروض بقيمة منخفضة أثناء التضخم وذلك بسبب
انخفاض القوة الشرائية للعملة النقدية .أما حقوق الملكية فتتأثر قيمتها باالنخفاض خالل التضخم
وانخفاض قيمة العملة النقدية .وتبتعد القيمة الحقيقية لحقوق الملكية عن قيمتها المسجلة تاريخيا ً
في الميزانية ،ومن ثم فأن هذه األخيرة ال تعبر عن الحقوق الفعلية للمالكين والمساهمين.
وتأسيسا ً على هذه المشكلة هنالك أساليب أو طرائق محاسبية تختص في معالجة آثار
التضخم على بنود الميزانية .يتمثل األسلوب األول في المنطق االسمي وتغيير القوة الشرائية
لوحدة النقد ،إذ يهتم هذا األسلوب بالحفاظ على رأس المال المستثمر (المالي) .ويستخدم مؤشر
عام لألسعار وسيلة لتعديل البنود المسجلة بالكلفة التاريخية ويدعى هذا األسلوب بأسلوب الكلفة
التاريخية المعدلة أو القوة الشرائية الثابتة.
ويتمثل األسلوب الثاني في المنطق الجوهري وتغير األسعار الخاصة بالسلع والخدمات،
إذ يهتم هذا األسلوب بالحفاظ على رأس المال االقتصادي ( المادي ) عن طريق مؤشرات سعرية
نوعية .ويدعى هذا األسلوب بأسلوب القيم الحالية أو أسلوب الكلفة االستبدالية .أما األسلوب
الثالث فيتمثل في المنطق الجوهري وقياس الربح تبعا ً لمفاهيم القوة الشرائية للنقد ،إذ يعد هذا
األسلوب رديفا ً لألسلوب الثاني الذي يجب أن يأخذ بنظر االعتبار تطور القوة الشرائية للنقد.
وبعد عرض المشكالت التي تنعكس جراء التضخم على بنود الميزانية ،والجوانب
النظرية والعملية للطرائق المستخدمة في مواجهة هذه المشكالت ،يمكن االسترشاد ببعض
المالحظات والتوصيات اآلتية -:
149
-1يجب تعديل قيمة الموجودات الثابتة المسجلة في الميزانية بالكلفة التاريخية إلى قيمتها الحالية.
وحينما يعاد تقييم هذه الموجودات فمن المؤكد يجب زيادة المطلوبات بالمثل للحفاظ على
توازن الميزانية وذلك من خالل تكوين فرق أعادة التقييم الذي يمثل بمثابة احتياطي للفرق
بين قيمة الموجودات المعدلة وغير المعدلة.
-2يجب تعديل االنحرافات التي تحصل في قيم المخزون باالعتماد أساسا ً على استخدام الطريقة
المحاسبية المالئمة في التقييم خالل فترة التضخم وخاصة طريقة المعدل المرجح ( الموزون
) التي تعمل على تقريب أسعار المخزون من أسعار السوق.
-3يمكن أن تعالج البنود النقدية بحالتين ،األولى هي إما أن ال تعدل في الميزانية مع األخذ بنظر
االعتبار أرباح أو خسائر القوة الشرائية ،والثانية هي أن تعدل بموجب مؤشرات خاصة
وتعامل معاملة البنود غير النقدية ومن ثم تخفف من تأثير االنحرافات على حساب النتيجة.
-4ال داعي إلعادة تقييم صافي حقوق الملكية (األموال الممتلكة ) بشكل مباشر ،ألنها تمثل
الفرق بين موجودات الشركة ومطلوباتها الواجبة األداء ،إالّ إذا اقتضى الحال في بعض
األحيان تعديلها إلى قيمتها الحالية لغرض قياسها بصورة حقيقية .إذ أن قيمة تعديل صافي
حقوق الملكية تتأتى من إعادة تقييم مجموعة العناصر األخرى في الميزانية.
150
أسئلة الفصل
-1أجب ب كلمة صح أو خطأ عن كل عبارة مما يلي وصحح الخطأ إن وجد :
يظهر المخزون في ظل انخفاض قيمة النقد في الميزانية بقيمة مرتفعة . ()1
تظهر الموجودات الثابتة بقيمة منخفضة خالل فترة التضخم . ()2
-2عدد الطرائق المحاسبية المستخدمة في تقييم عناصر الميزانية وشرح واحدة منها.
-3هنالك بعض خصائص الظروف االقتصادية التي تشير الى وجود التضخم المرتفع .عددها مع
الشرح.
-4وضح كيفية تعديل القوائم المالية المعدة باستخدام طريقة الكلفة التاريخية ؟ .
-5وردت عدد من المالحظات في المعيار المحاسبي الدولي رقم ( )29تخص تعديل القوائم
المالية المعدة على أساس الكلفة الجارية ،عددها مع الشرح .
-6وضح كيفية تعديل البيانات المحاسبية تبعا للمعيار المحاسبي الدولي رقم ( )29؟ .
-7ما هي أهم مزايا وعيوب استخدام طريقة معدالت أسعار الجملة (المستوى العام لألسعار)التي
تقوم على أساس إعادة تقييم البنود المسجلة في الميزانية وفق األسعار الحالية.
151
الفصل السادس
تأثير التضخم على عائد االستثمارات
Impact of inflation on the investment return
152
الفصل السادس
تأثير التضخم على عائد االستثمارات
Impact of inflation on the investment return
يؤدي التضخم الى ارتفاع في المستوى العام لألسعار وانخفاض حقيقي في
قيمة العملة ،وبقدر ما يشمل هذا االرتفاع كل أسعار السلع والخدمات بدرجات
متفاوتة فأنه من المؤكد أن ينعكس كذلك على عائد االستثمارات الذي يعد أحد
الركائز األساسية الستمرار أنشطة الشركات وزيادة نموها وإعادة حيويتها في السوق
.
ويعتمد عائد االستثمارات على أساس الفرق بين اإليرادات والمصروفات
التشغيلية ،ويتمثل هذا الفرق في التدفقات النقدية ( ) cash-flowالتي عادة ما تكون
متفاوتة على مدار فترة حياة االستثمار ،وحيث أن هذه التدفقات تخضع إلى عملية
التنبؤ فإن إهمال إعادة تقييمها في ظل اقتصاد تضخمي يؤثر بشكل كبير على سالمة
القرار االستثماري.
وعليه يتعين على الشركات أن تحدد معدل التضخم في ضوء توقعات
التغيرات المتباينة في األسعار أو على أساس المعدل المعلن رسميا ً ،ومن ثم يمكن
تحديد معدل الخصم ( ) discount rateالذي يجب أن يتكامل في الحساب مع معدل
التضخم بغية التوصل إلى التقييم الصحيح للتدفقات النقدية ،كذلك يعتمد تقييم ربحية
االستثمارات على مفهوم التدفق النقدي الذي تدخل في إطار احتسابه مجموعة
عناصر تتمثل في الثوابت المالية للشركات ،وحيث أن التضخم يؤدي إلى نمو اسمي
في القيمة ال يرافقه أي تغيير في حجم اإلنتاج و ال تغيير في الموجودات االقتصادية ،
فإنه يؤثر على الثوابت المالية للشركة ،لكن هذا التأثير لم يكن بوتيرة واحدة ولن
153
يكن بالضرورة متشابه الوضع .وتتمثل هذه الثوابت في إجمالي فائض التشغيل
واإلندثارات والضريبة والقيمة النهائية واحتياجات رأس المال العامل .
تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن عائد االستثمارات يشكل أحد العوامل
الرئيسية المساعدة في نمو الشركات .ويعتمد هذا النمو على مجموعة الموارد
االقتصادية التي تمتلكها الشركة وتمولها من مواردها المالية ،وعليه فإن حجم
الموارد تتأثر بحسب درجة الخطر التي تتحملها الشركات وخاصة حينما تعمل في
بيئة اقتصادية تشكو من التضخم االقتصادي ،وانطالقا ً من هذه األهمية فانه يتعين
على الشركات أن تنظر بجدية إلى حالة ارتفاع األسعار وأثرها على تقييم عائد
االستثمارات لكي ال تؤثر على سالمة القرارات االستثمارية .
يتناول هذا الفصل موضوعين رئيسيين ،هما -:
أوالً -:األسس العامة لحماية عائد االستثمار .
ثانيا ً -:التضخم االقتصادي والثوابت المالية .
يقوم أسلوب حماية عائد االستثمار من التضخم على أساس دمج معدل الخصم
المعتمد (كلفة رأس المال) بمعدل التضخم االقتصادي بغية الحصول على معدل واحد
تخصم بموجبه التدفقات النقدية الناجمة عن االستثمار .ويعد ضبط وتحديد هذه
التدفقات النقدية من األمور األساسية في قياس ربحية االستثمار .
-1نموذ حماية عائد االستثمار من التضخم
تتمثل الخطوة الرئيسية من خطوات قياس عائد االستثمار في إعداد قائمة
استحقاق سنوية للتدفقات النقدية المرتبطة باالستثمار .وتتأثر هذه التدفقات بالظاهرة
التضخمية في حالة إهمال تأثير المتغيرات في دراسة الجدوى االقتصادية لالستثمار
،مما يؤثر بشكل مباشر على نمو وتطور الشركة .وترتبط هذه المسألة بالرغبة في
154
توفير درجة حماية للمشروع االستثماري من التضخم ،فإذا توفرت هذه الرغبة فإنه
يتعين على الشركة أن تجري عملية توافق وانسجام بين العناصر التي تتأثر بالتضخم
.
وعليه فإن العائد ال يمكن أن يكون بعيدا ً عن تأثير التضخم االقتصادي ما لم
يعاد تقييم الدخول المتحققة في كل سنة عن طريق أخذ التضخم االقتصادي بنظر
االعتبار ،أي بتعبير آخر .تعدل الدخول المتحققة كل سنة تبعا ً لمعدل التضخم
االقتصادي .فإذا كان العائد يستلم على شكل دخل سنوي ( ) Imخالل ( ) nمن
السنوات ،وكان معدل عائد بدون التضخم( ) fفإن قيمة ( ) Vيمكن التعبير عنها
رياضيا ً بالمعادالت اآلتية :
n
Im Im
التي تتجه نحو V
f 1 (1 f ) n
وحينما تتجه ( ) nنحو الالنهاية فانه يمكن الحصول على ما يلي -:
Im
V (.............. )1
f
V
Im
التي تتجه نحو
B F 1 (1 B ) n
وحينما تتجه ( )nنحو الالنهاية فانه يمكن الحصول على ما يأتي -:
Im
V (.………… )2
BF
155
فإذا تم تعويض المعادلة رقم ( )2بالمعادلة رقم ( )1فإنه يصبح
( fالقيم 1و 2متساوية إلى حد ما في حالة افتراض أن العائد يؤخذ بنظر B F
يعتمد قياس عائد ربحية االستثمارات على أساس مفهوم التدفق النقدي الذي
يمثل رصيد التدفقات النقدية المتحصلة من االستثمار في نهاية فترة معينة .ويتمثل
التدفق النقدي السنوي عادة في الفرق بين اإليرادات التشغيلية السنوية الناجمة عن
بيع المنتجات المصنعة بفضل المشروع االستثماري والمصروفات التشغيلية التي
أنفقت في عملية الصنع .
156
هنالك بعض األمور يجب مراعاتها في احتساب إجمالي التدفق النقدي ،ومنها
استثناء المصروفات المالية (الفوائد) من المصروفات التشغيلية بغية فصل قرار
االستثمار عن قرار التمويل ،كما أن المصروفات التشغيلية ال تتضمن االندثارات
ألنها ال تمثل أية مخرجات نقدية فعلية من السيولة .
فيما يتعلق باحتساب التدفق النقدي قبل األثر الضريبي على األرباح ،فان
التدفق النقدي يمكن اعتباره إجمالي أو صافي .ويفضل بشكل عام أن تؤخذ التدفقات
النقدية الصافية وليس اإلجمالية ( أي بعد استبعاد الضرائب ) ،الن المبلغ اإلجمالي
للضريبة المفروضة على أرباح الشركة يؤثر على تغيير قرار قبول أو رفض
المشروع االستثماري .وعليه فان مسألة الضرائب واإلندثارات يجب أن تؤخذ في
الحسبان عند احتساب التدفق النقدي.
وبناءا ً على ما تقدم فان احتساب التدفق النقدي يتم وفقا ً للمعادالت اآلتية -.
إجمالي التدفق النقدي = اإليرادات التشغيلية – المصروفات التشغيلية
صافي التدفق النقدي = إجمالي التدفق النقدي – الضريبة
أو صافي التدفق النقدي = صافي الربح +االندثارات
وفيما يأتي قائمة توضح احتساب التدفق النقدي السنوي (المبالغ بآالف
الدنانير) -:
الهوامش المصروفات اإليرادات البيــــــــــــــــــان
10000 المبيعات
1400 الرواتب واألجور
2300 مصاريف تشغيلية أخرى
6300 3700 10000 إجمالي التدفق النقدي
4000 االندثارات
2300 الربح الخاضع للضريبة
1150 ضريبة على األرباح ()%50
1150 صافي الربح
5150 صافي التدفق النقدي
157
واستنادا لذلك يمكن احتساب صافي التدفق النقدي بأسلوبين كما تم اإلشارة أليه
أعاله.
-صافي التدفق النقدي = 1150 - 6300
= 5150ألف دينار
-صافي التدفق النقدي = 4000 + 1150
= 5150ألف دينار
يالحظ من هذا االحتساب إن االندثار ال يؤثر بشكل مباشر على التدفق النقدي
لكنه يؤثر بشكل غير مباشر عن طريق انحراف الضريبة على األرباح ،وهذا التأثير
ال يمكن إهماله .حيث إن االندثار المتناقص يؤدي إلى زيادة كبيرة في صافي
التدفقات النقدية خالل السنوات األولى من عمر االستثمار .ففي المثال إذا كان قسط
االندثار بمبلغ ( )6000ألف دينار فانه يؤدي إلى جعل صافي التدفق النقدي بمبلغ
( ) 6150ألف دينار .وعليه فان خصم التدفقات النقدية يكشف عن إن المبلغ الذي
يستلم عاجال تكون قيمته الحالية مرتفعة .كما إن االندثار المتناقص يزيد من ربحية
االستثمار ،لكن زيادة المعامالت التناقصية لالندثارات تشكل جزء من مجموعة
مؤثرات ضريبية على االستثمار لذلك تفضل الشركات احتساب االندثار على أساس
القسط الثابت وخاصة بالنسبة للمشروعات ذات فترات الحياة الطويلة .
تمرين ( ) 1
تعتزم إحدى الشركات القيام بشراء ماكنة تتطلب إنفاق مبلغ مقداره ()30000
دينار وتقدر فترة حياتها اإلنتاجية المفيدة بخمس سنوات .وقد قدرت اإليرادات
النقدية اإلجمالية للماكنة بمبلغ ( )20000دينار في السنة ،كما أن النفقات التشغيلية
تبلغ ( )4000دينار .على افتراض أن نسبة الضريبة على أرباح الشركة تبلغ
( . )% 50فما هو صافي التدفق النقدي بحسب طريقة قسط االندثار الثابت ،وطريقة
قسط االندثار المتناقص ؟
158
الحل
( أوال ) -:احتساب التدفقات النقدية بعد الضريبة بطريقة قسط االندثار الثابت
التدفقات الربح بعد الضريبة الربح االندثار التدفقات النفقات اإليرادات السنوات
النقدية الضريبة ()7 الخاضع ()5 النقدية النقدية النقدية
بعد ()7-6 للضريبة قبل ()1
الضريبة ()8 ()5-4 الضريبة ()3 ()2
()8+5 ()6 ()4( )3-2
()9
11000 5000 5000 10000 6000 16000 4000 20000 1
11000 5000 5000 10000 6000 16000 4000 20000 2
11000 5000 5000 10000 6000 16000 4000 20000 3
11000 5000 5000 10000 6000 16000 4000 20000 4
11000 5000 5000 10000 6000 16000 4000 20000 5
159
( )1تم احتساب االندثار بطريقة القسط الثابت في الجدول (أوالً) بواقع ( )%20من
الكلفة األصلية للماكنة .
( )2تم احتساب االندثار بطريقة القسط المتناقص في الجدول (ثانياً) على أساس
مضاعفة نسبة القسط الثابت ( )%40وتنزل تباعا ً على مدى السنوات األخرى .
( )3نسبة الضريبة على األرباح هي (. )%50
كما يالحظ بوضوح ،من الجدولين السابقين ،اثر االندثار على العبء
الضريبي للشركة ،إذ تؤدي زيادة اندثار اآللة بطريقة القسط المتناقص إلى تخفيض
العبء الضريبي .األمر الذي يوفر للشركة مجال أوسع لالحتفاظ بقدر أكبر من
التدف قات النقدية في تلك السنوات .ونتيجة لذلك فان التدفقات النقدية في السنوات
األخيرة البد من أن تتناقص تبعا ً لذلك .ولكن كما هو معروف أن التدفقات النقدية
التي حصلت عليها الشركة في السنوات األخيرة لها قيمة تقل عن تلك التي حصلت
عليها الشركة في السنوات األولى .وعليه فأن طريقة القسط المتناقص تعتبر أفضل
من طريقة القسط الثابت من ناحية القيمة الحالية للتدفقات النقدية .
160
( )1عدم اخذ التضخم بنظر االعتبار
( )2اخذ التضخم بنظر االعتبار
يمكن توضيح هاتين الطريقتين بالتمرينين اآلتيين:
عدم اخذ التضخم بنظر االعتبار
تمرين ()2
التدفقات النقدية المتوقعة بمبلغ ( )1000ألف دينار سنويا ً خالل ثالث سنوات
.رأس المال المبدئي كان بمبلغ ( )1500ألف دينار .نفترض أن معدل التضخم هو
( )% 10بالنسبة لإليرادات والمصروفات على حد سواء .
1000 1000 1000
NVP 1500 2
)1.10 (1.10 (1.10) 3
987
يالحظ أن التغير ،في هذه الحالة ،كان طفيفا ً بحيث أدى إلى زيادة صافي
القيمة الحالية بمبلغ بسيط ال تتجاوز نسبته ( )%4تقريبا ً ،وكان ذلك ناتج من إضافة
161
المعدلين مع بعضهما ، % 10 + % 10وهو ما يستوجب ضرب ( × 1.10
. ) 1.10
يمكن أن يستنتج مما تقدم إذا تم تقييم التدفقات النقدية بالدنانير الثابتة ( اخذ
التضخم في الحسبان ) فان معدل الخصم ( القيمة الحالية ) أو كلفة رأس المال يجب
أن يتضمن معدل التضخم .وإذا تم تقييم التدفقات النقدية بالدنانير الجارية دون اخذ
التضخم في الحسبان فأن معدل الخصم أو كلفة رأس المال ( معدل الفائدة ) يجب أن
ال يتضمن معدل التضخم .وعلى افتراض أن المبررات السابقة مبنية على أساس أن
معدل ارتفاع المصروفات يكون مساويا ً إلى معدل ارتفاع اإليرادات .
في الواقع يعود أساس منشأ األعالم المالي إلى محاسبة الشركات .واستنادا
إلى هذه الحقيقة فانه يمكن استعراض تكوين استحقاق تدفقات األموال المرتبطة بأي
استثمار من خالل المعطيات ذات الطابع المالي ،وعلى أساس الطرائق والقواعد
المالية والمحاسبية المعروفة .
162
ومن المسلم به إن التضخم بالنسبة ألية شركة يؤدي إلى ارتفاع تكاليف
اإلنتاج ( الرواتب واألجور ،المواد األولية ،التكاليف التشغيلية األخرى وغيرها )
التي تعكسها الشركة على مستوى أسعار مبيعاتها .ومن المؤكد إن ارتفاع أسعار
المستلزمات السلعية و الخدمية ،ألي سبب كان ينعكس على أسعار بيع المنتجات .
وحينما تلجأ الدولة إلى إطالق حرية األسعار فانه يمثل إجراء تستهدف من ورائه
مساعدة الشركات في زيادة أرباحها خالل فترة التضخم وعليه فانه من الضروري
تحليل التغيرات المتعلقة بهذه التكاليف المختلفة وعالقتها بسعر بيع المنتج ،بهدف
تحديد درجة الحماية التي تتمتع بها الشركة من التضخم .ففي الوقت الذي تتجه فيه
الرواتب بشكل عام نحو التوافق مع معدل التضخم فانه يتوجب على الشركات التي
تدعم تكاليف اليد العاملة المرتفعة ارتفاعا عاليا ً ،في نطاق الممكن أن تعكس هذا
االرتفاع في الرواتب على أسعار البيع تحت طائلة رؤية أرباحها التشغيلية منخفضة
انخفاضا كبيرا .
-2التضخم واالندثار والضريبة
يمكن أن تحتسب الربحية االقتصادية ألي مشروع استثماري دون النظر إلى
تأثير النظام الضريبي المطبق على الشركة ،غير أن احتساب الربحية يجعل من
الدولة بمثابة شريك يجب تعويضه ،وان احتساب الربحية بعد الضريبة يقوم على
أساس أن تعويض الدولة يمثل تكلفة ،ويتعين على الشركة أن تدفع هذه التكلفة بنسبة
معينة من أرباحها المعلنة .إن ضريبة األرباح ،التي تعتمد على تقيم الربح المحاسبي
الناشئ من جراء التضخم ،تشكل ظاهرة تضليل وتشويه ،وخاصة حينما يعتمد
الربح المحاسبي على أقساط إندثارات الفترة المالية التي تحسب هي األخرى على
أساس الكلفة المحاسبية التاريخية التي تعبر عن القيمة الحقيقية للموجودات المقتناة
من قبل الشركة .
ويمكن توضيح ما تقدم من خالل أخذ مثال رقمي مبسط للحاالت التي يؤثر
فيها التضخم على مكونات صافي التدفق النقدي .فلو تم اقتناء موجود رأسمالي بملغ
( )500ألف دينار ،ويحصل جراء استعماله لمدة أربع سنوات على إجمالي فائض
163
تشغيل بمبلغ ( )225.3ألف دينار سنويا ً ،ويندثر بطريقة القسط الثابت على مدى
الفترة ذاتها ،فإن سجل استحقاق التدفق يمكن ترتيبه بالجدول اآلتي-:
السنة السنة السنة السنة السنوات
()4 () 3 ()2 ()1 البيان
225.3 225.3 225.3 225.3 أ -إجمالي فائض التشغيل
125 125 125 125 ب -أقساط اندثارات الفترة المالية
100.3 100.3 100.3 100.3 -صافي الربح قبل الضريبة (أ -ب)
50.15 50.15 50.15 50.15 د -ضريبة على األرباح )2 ÷ ( %50
50.15 50.15 50.15 50.15 هـ -صافي الربح المحاسبي ( – د)
175.15 175.15 175.15 175.15 إجمالي فائض التشغيل بعد الضريبة(أ – د)
وبتطبيق طريقة القيمة الحالية لعدد من المبالغ الثابتة إلجمالي فائض التشغيل
بعد الضريبة لألربع سنوات ،فإن ذلك يضفي على االستثمار عائد حالي
بمعدل( )%15بعد الضريبة .
وقد تم احتساب معدل العائد من خالل استخدام المعادلة اآلتية -:
حيث أن :
قيمة االستثمار المبدئي (قيمة الموجود الرأسمالي ) . I0
164
المبدئي ،وبعبارة أخرى هو المعدل الذي يكون عنده الفرق بين التدفقات النقدية
الصافية ومبلغ االستثمار المبدئي صفر أو صافي القيمة الحالية يساوي صفر وبناءا ً
على ذلك فأن هذا المعدل يستخرج كما يلي -:
1 (1 AD ) 4
500 175.15
AD
تأسيسا ً على ما تقدم يمكن تناول ثالث حاالت يؤثر فيها التضخم على
الضريبة واإلندثارات (على افتراض أن استثمارات االستبدال صفر باستثناء الحالة
الثانية) .
الحالة األولى :تأثير التضخم على القيمة الحالية
بافتراض أن الشركة تقوم بهذا االستثمار في ظل معدل تضخم قدره(،)%15
ويمكن أن ينعكس هذا المعدل على مستوى إجمالي فائضها التشغيلي ،وبافتراض أن
الشركة من الناحية االقتصادية تكون بعيدة عن تأثير التضخم ألن إجمالي فائضها
التشغيلي يزداد بازدياد معدل التضخم ( على افتراض أن إجمالي فائض التشغيل
يزداد بنسبة %15سنويا ً ) .وكما في الجدول أدناه-:
السنة السنة السنة السنة السنوات
4 3 2 1 البيان
394.05 342.65 297.95 259.1 أ -إجمالي فائض التشغيل قبل االندثار
125 125 125 125 ب -أقساط إندثارات الفترة المالية
269.05 217.65 172.95 134.1 -صافي الربح قبل الضريبة (أ – ب)
134.55 108.8 86.5 67.05 د -ضريبة على األرباح )2 ÷ ( %50
165
134.55 108.8 86.5 67.05 هـ -صافي الربح المحسابي ( – د)
259.55 233.8 211.5 192.05 إجمالي فائض التشغيل بعد الضريبة (أ -د)
إن قياس الربحية االقتصادية لهذا المشروع االستثماري باستخدام معدل خصم
قدره( ( )%30انطالقا ً من تكامل معدل الخصم مع معدل التضخم) ،يؤدي إلى جعل
القيمة الحالية للمشروع االستثماري تعادل ( )470.15ألف دينار ،أي أن هذا المعدل
ال يساعد المشروع على استعادة كامل رأسماله المستثمر أصالً والبالغ ( )500ألف
دينار ،ومن ثم فإن صافي قيمته الحالية يصبح سالبا ً بملغ قدره ( )29.85-ألف دينار
،وهذا يعني أن المشروع االستثماري لم يحقق بعد أي فائض نقدي من خالل
من NetV استخدام هذا المعدل ،وقد تم التوصل إلى احتساب صافي القيمة الحالية
خالل المفاهيم اآلتية -:
● القيمة الحالية لدينار متاح بعد ( ) nمن السنوات بمعدل خصم ( ) mيمكن أن
يعادل-:
1
دينار اليوم
(1 m) n
النقدية ) (Z صافي القيمة الحالية ) = (NetVالقيمة الحالية المتراكمة لجميع التدفقات
المبدئي ) ( I 0 – االستثمار
166
وعليه يتطلب اختيار معدل آخر أقل من ( )%30للتوصل إلى معدل عائد
المشروع االستثماري (معدل العائد الداخلي) الذي يسمح بتعادل الكلفة األصلية
لالستثمار مع مجموع تدفقاته النقدية الحالية المتوقعة .وبإتباع طريقة التجربة على
المعدالت األدنى من ( )%30الستخراج القيمة الحالية ،يمكن العثور على المعدل
الذي يعبر عن ربحية هذا المشروع االستثماري ،وهنا يقع االختيار على المعدل
( . )%27
يستنتج من هذا التحليل أن القيمة الحالية للربحية بعد الضريبة ( إجمالي فائض
التشغيل بعد الضريبة )لم تزداد بنفس معدل النمو االسمي الالزم للتضخم ،وذلك
بسبب زيادة الضريبة الناجمة عن نمو الربح المحاسبي .وعليه فإن هذا االستثمار
يكون مرفوضا ً في ظل الظاهرة التضخمية.
الحالة الثانية :تأثير التضخم على النقد
بافتراض إن أقساط االندثارات تمثل بالكامل استثمارات االستبدال والصيانة
المرتبطة بهذا المشروع االستثماري .ففي هذه الحالة يتكون رصيد النقد من إجمالي
فائض التشغيل بعد الضريبة مطروحا ً منه مبلغ استثمارات االستبدال ( 125ألف
دينار سنويا ً ) ،ويعرض بالجدول اآلتي:
167
الحالة الثالثة :تأثير التضخم على النمو
إذا لم يتحقق أي استثمار استبدال ،فإن أقساط االندثارات المحتسبة خالل كل
فترة مالية تساعد على تعجيل النمو الصناعي عن طريق إعادة استثمار األموال في
العملية اإلنتاجية .
إن إعادة استثمار أقساط االندثارات ،المتكونة من ( )125ألف دينار سنويا ً
بمعدل( )%15سنويا ً ،سيجعل القيمة النهائية ( القيمة المكتسبة ) لعدد من أقساط
االندثارات الثابتة بمعدل ( . )%124.83وقد تم التوصل إلى احتساب القيمة النهائية
( ا لقيمة المقتناة أو المكتسبة ) باستخدام قانون الرسملة الذي يقوم على أساس تحويل
القيمة الحاضرة إلى قيمة مستقبلية عن طريق المعادلة اآلتية -:
FV
D 1 n
1
DY
E
حيث أن :
القيمة النهائية (القيمة المكتسبة) . FV
FV
0.15 14 1 125 624.17
0.15
أما إذا أعيد استثمار أقساط االندثارات بمعدل( )%30بضمنه معدل التضخم
فإن القيمة النهائية لهذه األقساط تصبح ( )773.375ألف دينار في نهاية السنة
الرابعة ،في حين أن القيمة الحالية للموجود الرأسمالي بعد أربع سنوات وبمعدل
()%15تصبح ( )874.5ألف دينار وعليه فإن التضخم االقتصادي في هذه الحالة
ألغى التأثير المضاعف للنمو الناجم عن االندثار .
168
يستنتج من خالل هذا العرض بأنه في حالة االعتماد على المحاسبة التي
تسجل أساسا ً بالكلفة التاريخية ،فإن التضخم يقود الشركة إلى خطر المبالغة في تقييم
ربحها المحا سبي ويرافق ذلك إضعاف حقيقي لموجوداتها االقتصادية وتخفيض النقد
فيها .
إذا كانت اندثارات الفترة المالية تمثل بالكامل استثمارات االستبدال ( مثل
حالة الشركات التي يكون فيها معدل النمو ضعيف أو صفر ) ،فإن الشركات تعلن
ربحا ،مبالغ في تقديره ،ال يحمي موجوداتها االقتصادية ،أي بمعنى آخر ال
يساعدها على تأمين تجديد موجوداتها .وأخيرا ً ،حينما يكون معدل التضخم مرتفعا ً
في فترة النمو ،فإن التأثير المضاعف لالندثار يتناقص ،ال بل حتى يتالشى.
-3التضخم والقيمة النهائية
غالبا ً ما يكتنف تحديد القيمة النهائية ( )Residual Valueألي استثمار
صعوبات كبيرة ،بسبب أن هنالك ثالث احتماالت للقيمة النهائية .فقد تكون القيمة
النهائية على شكل قيمة تصفوية تتحدد من خالل ثمن إعادة البيع لمختلف العناصر
التي يتكون منها االستثمار .وقد تكون القيمة النهائية على شكل قيمة بالكلفة
اال ستبدالية تتحدد من خالل رغبة الشركة في اقتناء سلعة مماثلة في نهاية فترة حياة
المشروع لغرض متابعة هذا النشاط .وأخيرا ً قد تكون القيمة النهائية على شكل قيمة
اقتصادية تتحدد بحسب اإليرادات المستقبلية المنتظرة .وفي جميع الحاالت فإن
القيمة النهائية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً باختيار مدة استعمال الموجودات المقتناة وتعتمد
على األهداف المحددة من قبل إدارة الشركة وعلى الظرف االقتصادي الذي سيحدد
الكلفة الفرصية لالستثمار ( . ) opportunity cost
إذا كانت القيمة السوقية ( )Market Valueللموجود الرأسمالي ( قيمة
اقتناء ،قيمة تصفوية ،قيمة استبدالية ) تحقق نموا ً اسميا ً مرتفعا ً (فائض قيمة أو ربح
الموجود) مستقالً عن التشغيل ومتكافئ مع معدل التضخم االقتصادي فإن الموجود ال
يتأثر بالتضخم إذا كانت قيمته النهائية كبيرة .
169
والمثال اآلتي يساعد على تبسيط هذه الفرضية .فلو أقتني موجود رأسمالي
بمبلغ ( )500ألف دينار ،يؤمن للشركة دخل سنوي بمبلغ ( )50ألف دينار ويرتبط
بإعادة بيع الموجود بثمن الشراء في نهاية السنة الرابعة ،فإن سجل استحقاق تدفقات
األموال المتعلقة بهذا االستثمار يكون كما يأتي -:
السنة ()4 السنة ()3 السنة ()2 السنة ()1 السنة(صفر)
+550 +50 +50 +50 -500
إذا كان معدل التضخم ( )%15وإذا ازدادت القيمة النهائية للسلعة بهذا المعدل،
فإن سجل االستحقاق يصبح كاآلتي -:
السنة ()4 السنة ()3 السنة ()2 السنة ()1 السنة(صفر)
+961.95 +67.04 +66.13 +57.5 -500
أي ربحية فعلية بمعدل ( ،)%25تعادل مجموع معدل الربحية بدون تضخم
ومعدل التضخم ( انعكس بالكامل على مستوى ربحية المشروع ) .ويتضح مما تقدم
أن التضخم يكون في صالح االستثمارات التي تكون فيها القيمة النهائية كبيرة
كالمباني واألراضي … الخ .
-4التضخم واحتياجات رأس المال العامل
يعد مفهوم احتياجات رأس المال العامل (، )Working Capital Needs
تسميات أخرى مثل احتياجات دورة التشغيل أو رأس المال أو ما يطلق عليه
العامل المعياري ،من المفاهيم حديثة العهد في اإلدارة المالية ،ويعرف بأنه الحاجة
المعيارية للتمويل الناشئ عن دورة التشغيل( شراء ،إنتاج ،بيع ) .
يستند هذا المفهوم إلى أن الشركة ال تسدد دائما مبالغ مشترياتها نقدا فهي
تنتفع من ائتمان المجهزين ،كما إن الشركة بالمقابل ال تستلم مبالغ مبيعاتها نقدا فهي
تقوم بمنح ائتمان للزبائن ،ونتيجة للتفاوت الزمني الذي يحصل بين التدفقات النقدية
الخارجة والداخلة من وإلى الشركة فانه البد من تعبئة األموال الالزمة لذلك عن
170
طريق إيجاد المتطلبات أو االحتياجات المالية من خالل الفرق بين عناصر
الموجودات التشغيلية وعناصر المطلوبات التشغيلية مع وجوب األخذ بنظر االعتبار
فترات تسديد حسابات المجهزين وفترات تحصيل حسابات الذمم المدينة وتستخدم
المعادلة اآلتية :
يتضح من خالل تعريف احتياجات رأس المال العامل أنها تمثل استثمار غير
قابل لالندثار ،فأي تفاوت بس يط يختفي في نهاية فترة التشغيل .وحساسية احتياجات
رأس المال العامل للتضخم االقتصادي تظهر بصورة مختلفة عن الحاالت السابقة.
إن أي مشروع استثماري البد أن يتحدد استحقاق التدفق المرتبط به من
خالل إضافة زيادة احتياجات رأس المال العامل ،المطلوبة للتوسع في مستوى
النشاط ،إلى نفقات األموال ،فضالً عن إن زيادة احتياجات رأس المال العامل يمكن
أن تشكل استثمار منفصل بالكامل مثل تبدل سياسة التخزين ،ويتضح ذلك من خالل
المثال المبسط اآلتي -:
تستثمر إحدى الشركات مبلغ ( )500ألف دينار في احتياجات رأس المال العامل
،وهذا االستثمار يجب أن يحقق لها صافي ربح بعد الضريبة بمبلغ ( )100ألف
دينار على مدى ثالث سنوات .وبافتراض إن هذا االستثمار يخضع إلى تضخم
اقتصادي بمعدل ( . )% 15ففي هذه الحالة يكون سجل استحقاق التدفقات ( يقع في
بداية الفترة المالية ) كما يأتي -:
السنة السنة السنة السنوات
()3 ()2 ()1 البيان
100 100 100 صافي الربح بدون تضخم
152.1 132.5 115 صافي الربح في ظل التضخم االقتصادي ()1( )%15
670.45 - 661.25 575 احتيا رأس المال العامل في ظل التضخم
171
(احتيا ملغي عند
99.2 86.25 زيادة احتيا رأس المال الالزم للتضخم ()2
ترك التشغيل)
(نهاية السنة)
912.55+ 33.03+ 28.75+ التدفقات السنوية لألموال ()2-1
1.696 يقابل المعدل( )%35في قائمة القيمة الحالية . 0.35 1 1
3
*
0.35
تنتج هذه الظاهرة من إعادة التقييم التلقائي لبنود الموجودات المتداولة ،إذ إن
النمو االسمي في المبيعات يؤدي إلى نمو اسمي في المخزون والذمم المدينة .وبناءا ً
على ذلك يمكن التأكيد بشكل قاطع على أن الشركات التي يكون فيها حجم احتياج
رأس المال العامل كبير ،ال بد أن تتحمل تلقائيا ً زيادة هذا االحتياج الناجمة عن
التضخم ،في حين تبقى بالمقابل القيمة الحالية الستثماراتها بدون تغيير .
172
بعد استعراض أثر التضخم على احتياج رأس المال العامل ،البد من اإلشارة
بصورة مختصرة إلى المشكالت المرتبطة بالنمو االسمي للمخزون .وهنا ال يمكن
النظر بشيء من التفصيل إلى مشكلة نظام تقييم المخزون (، LIFO ،FIFO
المعدل الموزون أو المتحرك ) الذي يجب على الشركة أن تستخدمه .لكن يمكن
القول أن الشركة التي تعمل في ظل التضخم تستطيع بفضل نظام االحتياطيات أن
تحتمي جزئيا ً من تأثير التضخم على مخزون المواد األولية ومخزون المنتجات التامة
وغير التامة .
توجد من الناحية النظرية ثالث طرائق أساسية ،لتأمين تجديد المخزون خالل
فترة التضخم تفضي جميعها إلى تكوين احتياطي .وهذا االحتياطي تارة يكون معلن
وتارة أخرى يكون سري .الطريقة األولى هي طريقة مخزون الحد األدنى الواجب
االحتفاظ به ( االستراتيجي ) التي تقوم على أساس تكوين احتياطي سري .والطريقة
الثانية هي طريقة احتياطي تغييرات األسعار ( وفق مخزون آخر المدة الحقيقي ) .
أما الطريقة الثالثة فهي طريقة احتياطي الحفاظ على المادة ( وفق المخزون
الضروري لالستمرار في التشغيل ) .ففي حالة ارتفاع األسعار يتعين على الشركات
أن تخصص المزيد من المبالغ لغرض تمويل عملية االحتفاظ بالكمية المادية نفسها
للمخزون .وإن هذا االحتياج لألموال اإلضافية يتعين أن ال يمثل استثمارا ً للربح ،بل
يتعين أن يكون بمثابة مصروف حتمي من أجل تفادي خسارة مادة .لذلك يتم غالبا ً
تغطية هذا التخصيص أو االحتياطي من الضريبة المفروضة على أرباح الشركات ،
لكي تتمكن هذه الشركات من تخصيص األموال الالزمة لتمويل مخزونها.
173
خالصة الفصل
174
تنخفض الوفورات النقدية في الشركة بشكل ملحوظ حينما يعاد تقييم
استثمارات االستبدال والصيانة (االندثارات من خالل خصمها بمعدل خصم
معين) .
يؤدي التضخم بالنسبة للشركة ،إلى خفض النمو الصناعي الناجم عن إعادة
استثمار أقساط االندثارات بمعدل معين خالل فترة حياة االستثمار .
يتسبب التضخم ،بالنسبة للشركة التي يكون فيها النمو ضعيف ،في إضعاف
موجوداتها الرأسمالية .
تكون الموجودات الرأسمالية بعيدة عن تأثير التضخم إذا كانت قيمتها النهائية
مرتفعة .
يعاد تقييم احتياج رأس المال العامل تلقائيا ً مع التضخم ،األمر الذي يتطلب من
الشركة أموال إضافية.
وفي الختام يمكن القول أن التضخم إذا كان باإلمكان تحمله في ظل النمو فإنه
يصبح محفوفا ً بالمخاطر بالنسبة للشركة حين يحصل ركود في المبيعات ،كما يصبح
من الصعوبة بمكان تخطي تأثيره على النقد .
175
اسئلة الفصل
-1امال الفراغات االتية :
أ .يتمثل التدفق النقدي السنوي عادة في الفرق بين
..............................السنوية الناجمة عن بيع المنتجات المصنعة
بفضل المشروع االستثماري و .........................التي انفقت في
عملية الصنع .
ب .تفضل الشركات احتساب االندثار على اساس القسط ......................
وخاصة بالنسبة للمشروعات ذات فترات الحياة الطويلة .
ت .تؤدي زيادة اندثار االلة بطريقة اقسط ..........................الى
تخفيض العبء الضريبي .
ث .اذا لم يتحقق أي استثمار او استبدال فان اقساط االندثارات المحتسبة
خالل كل فترة مالية تساعد على ...........................النمو الصناعي
عن طريق اعادة استثمار االموال في العملية االنتاجية.
ج .يتسبب التضخم ،بالنسبة للشركة التي يكون فيها النمو ضعيف ،في
.......................موجوداتها الرأسمالية.
-2عرف العائد على االستثمار ،وكيف يتم احتسابه ؟
-3كيف يتم احتساب التدفق النقدي محاسبيا؟
-5ما هو مفهوم احتياج راس المال العامل ؟ وما هو تأثير التضخم عليه ؟
-6عرف مفهوم احتياجات راس المال العامل (.)Working Capital Needs
-7هنالك ثالث احتماالت للقيمة النهائية ( )Residual Valueلالستثمار؟
وضحها وبين كيفية تأثر الموجودات في كل حالة من الحاالت الثالث.
176
الفصل السابع
تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)
The Effect of Inflation on Cash - flow
177
الفصل السابع
تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)
The Effect of Inflation on Cash - flow
أن هذه التطبيقات ال تستند إلى القواعد الثابتة والمحددة وال تتماشى مع ما
يخص النظرية المالية وأبعادها التي تحدد بطبيعة الحال ترابط الخيارات االستثمارية
مع بعضها ،عالوة على أن المحللين الماليين قد أشاروا إلى أن تحديد معدل الخصم
يعد من المواضيع المتشعبة التي تختلف بعض إجراءاتها عن المنطق المالي .ومن
178
أبرز التعقيدات التي تترتب على معدل الخصم هو أنه يعتمد في أحيان كثيرة على
مؤشرات اقتصادية عامة مثل نسبة التضخم المعدلة ومعدل الفائدة على سوق رأس
المال لآلجال البعيدة بدالً من أن تأخذ بنظر االعتبار خصائص المشروع الصناعي
في ضوء حسابات دقيقة مثل كلفة رؤوس األموال الممتلكة أو كلفة حقوق الملكية (
رأس المال االجتماعي وعالوة رأس المال واالحتياطات واألرباح المحتجزة ) .
أن األهمية الحيوية لهذا الموضوع تتطلب من مسئولي الوظيفة المالية في
المشروعات الصناعية االنتباه إلى ضرورة األخذ بنظر االعتبار استخدام المعايير
الكمية في حالة التضخم االقتصادي لغرض تحديد مستويات مجرى النقد ،خصوصا ً
حينما يستخدم المشروع نسبة قيمة حالية تعكس متطلبات السوق المالية .وعليه ينبغي
توخي الدقة في تحديد طبيعة هذه النسبة بصورة تجعل نتائج المشروع أقرب إلى
واقع العمليات التشغيلية.
وبناءا ً على ذلك فإن هذا الفصل يسلط الضوء على هذه المعايير في مجالين
رئيسيين-:
أوالً -:معدل الخصم أو كلفة رأس المال .
ثانيا ً -:تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار .
discount rate ( cost of أوال :معدل الخصم أو كلفة رأس المال
) capital
من المالحظ أن غالبية المشروعات الصناعية في بلدان العالم الرأسمالي تباع
بأسعار اقل من قيمتها التاريخية .و عند طرح هذا الموضوع على المتخصصين في
مجال االستثمارات يتبين بان األرباح ينبغي أن تعدل بشكل متزايد لغرض تعويض
اآلثار التضخمية ،بمعنى أخر ،لكي تباع المشروعات بقيمها التاريخية يترتب عليها
إقناع السوق المالية بان لديها اإلمكانية في أن تدر معدل عائد صافي للمساهمين
يعادل على اقل تقدير ( )%18نتيجة الستثمار أموالهم فيها،كما هو الحال في
الواليات المتحدة األمريكية في عام 1982م .
179
لذلك فإن معيار العائد على رأس المال الممتلك (حقوق الملكية) ال يكفي
بوصفه مؤشرا لتعويض اآلثار الناجمة عن التضخم ،فقيمة المشروع الصناعي ال
يمكن أن تستقل تمام االستقالل عن الظروف التي تتحكم في األسواق المالية ،ألن
معدالت العوائد على الموجودات تتفاوت تبعا ً لدرجة مخاطرتها ،فالموجودات ذات
المخاطرة المنخفضة على سبيل المثال بلغ معدل العوائد عليها ( )%20في الواليات
المتحدة عام 1981م ،أما الموجودات المالية ذات المخاطرة العالية كاالستثمارات
المالية في األسهم والسندات ،فال بد من تعديل قيمها في ضوء ذلك المعدل أي أن
خصائص األسهم تلعب دورا ً رئيسيا ً في تحديد معدالت العوائد عليها .
من المعروف إن غالبية األسهم تحمل قيم استبدالية متقاربة نوعا ً ما ،لذلك
يالحظ أن المشروع الذي تنخفض فيه درجة المخاطرة أو نسبة الرسملة عن
المشروعات األخرى المماثلة في نفس القطاع االقتصادي وفي مجاالت مخاطرة ذات
طبيعة واحدة يمكن أن ترتفع قيمته الرياضية أو النظرية (. )Theoretical Value
وان هذا المنطق في الوصول إلى النتائج يستند إلى النظرية المالية الحديثة وباألخص
نموذج توازن األصول المالية المشار إليه بالرمز( )FAPMواستنادا ً إلى هذا
للمشروع ) (K X النموذج فإن كلفة رؤوس األموال الممتلكة أو كلفة حقوق الملكية
تستخرج من خالل العالقة اآلتية -: ) (X
حيث أن :
= K xكلفة حقوق الملكية للمشروع ( . ( X
= معدل الربحية المتوقعة للموجودات عديمة المخاطرة . EQ
إن هذا النموذج مقبول بشكل عام لدراسة الظاهرة التضخمية في ضوء ما
توصلت إليه الدراسات الحديثة في مجال اإلدارة المالية ،إال أنه ال يحتوي على جميع
العوامل والمتغيرات ذ ات التأثير الفعلي على مكونات معدل العائد الذي يتطلبه السوق
180
يمكن أن تستخرج طبقا ً للمعادلة ) (SV المالية لكل سهم .كذلك فان قيمة السهم
الحسابية اآلتية -:
( EP) n
SV )..............(2
)n 1 ( RD 1
n
حيث أن :
قيمة السهم SV
181
فإذا تم تحديد كلفة رؤوس األموال الممتلكة (حقوق الملكية ) باالعتماد على
األسلوب الذي ذكر آنفا ً والذي يصلح ألن يكون أنموذجا ً بالنسبة إلى تقييم رؤوس
األموال المقترضة (بعد الضرائب) فأنه يمكن التوصل إلى احتساب المعدل الموزون
لرأسمال ال مشروع الصناعي ،ويعود السبب في االحتساب بعد الضرائب إلى أنه
باإلمكان حسم األعباء المالية من األرباح الخاضعة للضرائب .فلو أخذنا على سبيل
فإن ) (X معدل الربح المحاسبي قبل الضرائب على قروض المشروع ) (YX المثال
كلفة رؤوس األموال المقترضة بعد الضرائب تحمل بالنسبة الضريبية المقررة قانونا ً
) (YX ،وبافتراض أن المشروع يدر ربحا ً .ويقصد هنا بالمعدل )(YX 2 أي بمعنى
كلفة القروض الجديدة وليس المستبعدة أو المسددة .كذلك يجب مراعاة دمج كلفة
القروض مع معدل التضخم المتوقع بالعمالت النقدية الجارية .
وطالما أن حساب كلفة رؤوس األموال الممتلكة واألموال المقترضة يتم على
أساس ظروف السوق المالية ،فمن األفضل أن يحسب كذلك متوسط الكلفة المعدلة
لرأس المال باستخدام القيم السوقية لمختلف مصادر التمويل أساسا في عملية التقييم
وليس القيم المحاسبية المسجلة في الميزانية .وبما أن المشروعات الصناعية تعمل ما
باستطاعتها لالحتفاظ بهيكلية لرؤوس أموالها ،فانه يمكن تصور الهيكلية مقاسة في
ضوء معطيات السوق المالية باعتبارها نظاما ً مالئما ً للتقييم وخلق التوازن ،وعليه
يمكن توضيح هذه المفاهيم وأسلوب الحساب بالمثال المبسط التالي-:
وعلى افتراض أن هيكلية رأس المال لمشروع صناعي ذي قيمة في األسواق
المالية يتكون مما يأتي ( القيم بأسعار السوق ) -:
النسبة المبلغ (مليون دينار) هيكل رأس المال
%60 24 رؤوس أموال ممتلكة (حقوق الملكية)
%40 16 قروض
%100 40 المجموع
182
يساوي ( )1.4أي أن السهم تم تعليته ) (SW وبافتراض أن معامل االنخفاض
بمبلغ ( )1.4عن طريق التذبذبات الحاصلة في السوق المالية ،وهذا الرقم يمكن
إيجاده بإرجاع معدل العائد الشهري للسهم مع تلك التي في السوق المالية افترض أن
:
= %15 EQ
%18 = EP
فأن كلفة رؤوس األموال الممتلكة تحسب بالمعادالت اآلتية-:
K X EQ ( EP EQ)SW
يعني هذا المعدل أن اختيارات االستثمارات يتعين أن تعطي على األقل معدل
عائد يساوي ( )%14.6بعد الضرائب لكي تحافظ أسهم المشروع على أقيامها في
السوق المالية وم ن ثم فإن هذا المعدل يتعين أن يستخدم في حساب القيمة الحالية
لمجرى النقد المرتبط باالستثمار.
183
تطور تقنيات وسائل التنبؤ الحديثة التي أصبحت في يومنا هذا أدوات فعالة تساعد في
تحليل متغيرات الواقع بشكل أقرب إلى الحقيقة ،أي أنه أصبح باإلمكان عمل أكثر
من تقييم واحد لكل مشروع استثماري يتم اختياره في ضوء تحليل وتصور أبعاد كل
ظاهرة على حدة ويعود الفضل في ذلك إلى التسهيالت التي تقدمها اليوم الحاسبات
اإللكترونية الشخصية وأدوات البرمجة على مختلف أنواعها فيما يتعلق بتحديد
المخاطر المتوقعة من مشروع االستثمار .
تجدر اإل شارة إلى أن الخيار االستثماري إذا لم يغير من مستوى المخاطرة
بالنسبة للمشروع الصناعي فإنه ال ضرورة إلى زيادة كلفة رأسماله المحسوبة سابقاً.
وبعد التأكد من أخذ معدل التضخم االقتصادي المتوقع بنظر االعتبار عند حساب كلفة
رأس المال يتعين تقييم مجرى النقد بشكل أقرب إلى الحقيقة ،كما يتعين تحديد
العناصر المكونة لمجرى النقد المتوقع ألنها تتأثر بشكل كبير بالتضخم.
أما الموارد فأنها تعتمد على تطور أسعار المنتج والتي تختلف في معظم
األحيان اختالفا ً كبيرا ً عن المؤشر العام لألسعار .وبالنسبة لالستخدامات ،إذا كان
الت ضخم ال يؤثر على تغير حجم مصروف االندثار ،فإنه يؤثر على الرواتب
واألجور والمواد األولية وكلف التحويالت الخارجية ،ويالحظ أنه في الفترة التي
فيها يرتفع فيها معدل التضخم ارتفاعا ً حذرا ً ينبغي عمل تقديرات لعناصر مجرى
النقد جميعا ً بالعملة النقدية الجارية ،والتخلي عن العمل بفرضية تجديد هيكلية
الموارد واالستخدامات الظاهرة في بداية المدة .
إن عملية إجراء تنبؤات مجرى النقد من سنة ألخرى بالعملة النقدية الجارية
،مع األخذ بنظر االعتبار التطور المتوقع لكل عنصر مهم ،تعتبر مهمة صعبة
وشاقة .فقد اعتمدت طريقة حساب القيمة الحالية الختيار االستثمار باستخدام
معامالت ترجيح ويمكن حساب صافي القيمة الحالية بالصيغة اآلتية -:
n
MI t (1 AF ) t MOt (1 BF ) t (1 L) LDt
)............(3 NPV0 C0
t 1 (1 K ) t
184
= NPV 0القيمة الحالية الصافية المنتظرة من الخيار االستثماري .
= nمدة عمر الخيار االستثماري .
= MI tالنقد الداخل للمدة ( )tبالعملة النقدية الثابتة .
= MOtالنقد الخارج للمدة ( )tبالعملة النقدية الثابتة .
= Dtمخصص االندثار للمدة (. )t
= Fمعدل التضخم المتوقع .
= Aنسبة مطبقة على مجرى النقد الداخل .
= Bنسبة مطبقة على مجرى النقد الخارج .
= Lنسبة الضريبة على األرباح .
= C0كلفة الخيار االستثماري للمدة (صفر) .
= Kكلفة رأس المال .
يالحظ من خالل النموذج السابق فصل الموارد عن االستخدامات بعضها عن
بعض حيث افترض لهما نفس التأثير المتوقع من التضخم ،وجاءت في النموذج قيم
تعبر عل ى التوالي عن التأثير المتوقع للموارد واالستخدامات في مواجهه )( A, B
التضخم االقتصادي .أما إذا لم يكن األمر هكذا فيكتفي بتجزئة ) (MItو ) ( MOtإلى
عناصر متجانسة ينطبق عليها معامل حساسية أكثر انسجاما ً لغرض مواجهه التضخم
،وبطبيعة الحال فان النتيجة الموجبة للقيمة الحالية الصافية المحسوبة في ضوء
المعادلة ( ) 3تعبر عن أن تنفيذ الخيار االستثماري يقود إلى زيادة قيمة المشروع
وقيمة أسهمه في السوق المالية .
ال بد من اإلشارة هنا إلى أن الصعوبة ال تكمن في استخراج قيمة النموذج من
الناحية الحسابية استنادا ً للتأثيرات الثابتة للتضخم االقتصادي ،ولكن التنبؤ بمجرى
النقد والمعامالت المرتبطة يشكل صعوبة بالغة في الوصول إلى نتيجة نهائية ذات
مغزى .إن الطريقة األمثل والعملية لتوقع المعامالت في أعاله تستند إلى االعتماد
185
على حركة أسعار األساس النسبية أي المتعددة في الماضي .فقد أشارت الدراسات
الميدانية إلى وجود عالقة بين األسعار المستقبلية المتوقعة وتغيرات أسعار الفترة
المنصرمة .
وعليه يمكن القول أن االتجاهات الحديثة لألسعار األساسية تؤثر بشكل كبير
على مدى صحة وسالمة المعلومات الخاصة بالتنبؤ المستقبلي ،لذا فإن وجود
االضطرابات االقتصادية والمالية العميقة في الوقت الحاضر يقلل من درجة
مصداقية الحسابات المستقبلية المستندة إلى الماضي وبذلك يقتضي األمر فرز
العوامل األساسية التي تؤثر بشكل حاد على تكوين مجرى النقد وتركيز جهد التحليل
على هذه العناصر بصورة عامة عند القيام بعملية اختيار االستثمارات الواسعة
والكبيرة الن الربحية في هذه الحالة تعتمد على بعض العناصر األساسية .فمثالً
بالنسبة للمشروع الصناعي الذي يعمل في مناجم األلمنيوم فإن الربحية فيه ترتبط
ارتباطا ً شديدا ً بأربعة عناصر أساسية هي :كلفة الطاقة الكهربائية ومصروفات النقل
وكلفة األيدي العاملة والمصروفات المالية ( الفوائد ) .وعليه فإن التحليل يتعين أن
يرتكز على تطور األسعار النسبية للعناصر األساسية األربعة.
إن الهدف الجوهري للنموذج المذكور آنفا ً ليس تحديدا ً وضع طريقة جديدة
لحساب تطور األسعار النسبية وإنما جلب انتباه اإلدارات المالية في المشروعات
الصناعية إلى ضرورة إجراء تنبؤات لمجرى النقد مقاسة بالعمالت النقدية الجارية .
والمثال التالي يبين بوضوح كيف أن استخدام رأس المال الذي يمثل متطلبات السوق
المالية يصاحبه خطر الوقوع في أخطاء التقييم فيما لو استخدم مجرى النقد دون
تعديله طبقا ً لمتغيرات الظاهرة التضخمية .ففي الجدول رقم ( )1تم افتراض تنبؤات
مجرى النقد بالعمالت النقدية الثابتة لمدة خمس سنوات وبمبلغ استثماري قدره ثمانية
ماليين دينار ،عالوة على أن هنالك ثالثة أنواع أساسية من نفقات االستثمار هي :
المواد األو لية و القوى المحركة واأليدي العاملة .ويالحظ في المثال عدم إظهار
المصروفات المالية ( الفوائد ) وذلك ألنها أخذت ضمن كلفة رأس المال .أما
186
تخصيصات االندثارات فهي ثابتة لجميع السنوات وتم إطفاء االستثمار ضريبيا ً على
امتداد السنوات الخمس والتي تمثل عمر الخيار االستثماري .
فإذا احتسبت القيمة الحالية الصافية لمجرى النقد في ضوء ما مشار إليه في
الجدول رقم ( )1وباستخدام كلفة رأس المال ( )14.6التي تم احتسابها آنفا ً ،نجد أن
القيمة سالبة بمبلغ ( )466000-دينار .غير أن هذه النتيجة ال تعبر عن حقيقتها إذا لم
تؤخذ بنظ ر االعتبار االفتراضات الموضوعة وال سيما في حالة عدم أخذ تنبؤات
مجرى النقد لظاهرة التضخم االقتصادي في الحسبان ،بينما تحسب كلفة رأس المال
بالعملة النقدية الجارية .
ولكي يتم عمل قياس منطقي على مستوى الخطة المالية (ليس بالضرورة أن
يتصف بالدقة المتناهية) يتوجب تغير تنبؤات مجرى النقد طبقا ً للتطور المتوقع
لموارد واستخدامات العناصر األساسية في مواجهة التضخم .
غير أن مستويات التطور ال تتصف دائما ً بالتجانس ،لذلك يجب إعداد جدول
رقم ( ) 2ليبين تنبؤات مجرى النقد بالعملة النقدية الجارية مع افتراض يخص تطور
األسعار الخاصة بكل وحدة أساسية .وبناءا ً على ذلك ،فقد افترضنا لأليدي العاملة
واإليرادات مستوى تطور عام مماثل لمستوى التضخم بنسبة ( )%12على التوالي
خالل المدة المحددة بخمس سنوات .واستنادا ً لهذه الفرضيات تصبح القيمة الحالية
إلى كلفة رأس المال بقيمة موجبة قدرها (1056000+دينار) .أما الخيار االستثماري
فيقبل ألنه استثمار ذو ربحية بالنسبة للمشروع شريطة أن تؤخذ في الحسبان
متطلبات السوق المالية في لحظة اتخاذ القرار .علما ً أن االفتراضات الخاصة بتطور
األسعار لمدة خمس سنوات كانت كاآلتي -:
= %12 اإليرادات
= %12 األيدي العاملة
= %18 القوى المحركة
= %10 المواد األولية
= ( )8ماليين دينار االستثمار األولي
187
القيمة الحالية الصافية = 1056000+= %14.6دينار
معدل العائد الداخلي = %9.6
يالحظ من خالل نظرة فاحصة لطريقة الحساب في جدول رقم ( )1إن
االستثمار يجب إهماله أو ال يمكن قبوله من وجهة النظر المالية ،األمر الذي يؤدي
إلى فقدان المساهمين إحدى فرص االستثمار .ويتضح ذلك من المثال آنف الذكر إن
الربحية بالعملة النقدية الجارية المتوقعة (مقاسة هنا بمعدل العائد الداخلي) في جدول
رقم( )2تبلغ نسبة ( )%19.5والتي ال تعادل اإلضافة الضئيلة لنسبة الربحية بالعملة
النقدية الثابتة ( )%12.2معدل التضخم ( ، )%12وبدون الخوض في التفاصيل فإن
المنطق الجوهري يكمن في حقيقة مفادها أن التخصيصات و االندثارات ال تتأثر
نهائيا ً بمعدل التضخم االقتصادي .
كذلك عندما تتماشى بدقة غالبية أو جميع عناصر اإليرادات ونفقات االستثمار
مع معدل التضخم فإن مجرى النقد بعد الضرائب ال يساير التطورات نفسها ،والواقع
أن مختلف عناصر اإليرادات ونفقات االستثمارات لن تزداد بنفس المعدالت في فترة
التضخم ك ما افترض في المثال أعاله .األمر الذي يؤدي بشكل عام ( عدا حاالت
استثنائية ) إلى عدم تطابق معدل العائد الداخلي بالعملة النقدية الجارية مع العائد
الداخلي بالعملة النقدية الثابتة ومعدل التضخم .
جدول رقم (( )1المبالغ بآالف الدنانير وبالعملة النقدية الجارية)
السنوات
5 4 3 2 1
البيانات
7000 14000 16000 8000 6000 اإليرادات
نفقات االستثمار-:
2600 5000 5700 2800 2200 -األيدي العاملة
1100 2300 2700 1300 900 -القوى المحركة
1300 2700 3200 1500 1100 -المواد األولية
2000 4000 4400 2400 1800 اإليرادات – النفقات = ( أ )
1600 1600 1600 1600 1600 االندثارات= (ب)
200 1200 1400 400 100 الضرائب =(س)=( أ -ب)2/
1800 2800 3000 2000 1700 مجرى النقد =( أ -س) ( -أ +ب)2/
188
االستثمار األولي (المبدئي ) = 8000ألف دينار
قيمة حالية صافية بنسبة 466000 - = %14.6دينار
معدل العائد الداخلي = %12.2
189
خالصة الفصل
190
الوصول إلى النتائج السريعة على حساب تأثير تلك المشكالت على التحليل المبرمج
للربحية والخيارات االستثمارية .وعليه فإن أخذ انعكاسات التضخم بنظر االعتبار
أصبح من المهمات الضرورية والملحة في عالمنا المعاصر ،وينبغي أن تتحقق
التنبؤات لدرجة عالية من الدقة كما يجب عدم اإلذعان إلى الفرضية غير المنطقية
والتي تقوم على أساس أن مجرى النقد ال يتأثر أثناء فترة التضخم ،بل على العكس
من ذلك يجب عدم إهمال مجرى النقد ألنه يؤثر ويتأثر في حالة حدوث التضخم .
191
اسئلة الفصل
-3كيف يتم اتساب كلفة راس المال الممتلك او كلفة حقوق الملكية؟
-4وضح كيف ان استخدام راس المال الذي يمثل متطلبات السوق المالية
يصاحبه خطر الوقوع في اخطاء التقييم فيما لو استخدم مجرى النقد دون
تعديله طبقا لمتغيرات الظاهرة التضخمية .
-5وضح كيف يتم الوصول الى احتساب مجرى النقد؟
192
الفصل الثامن
معايير تقييم الشركة والتضخم
Evaluation Standards of Firm Value and Inflation
193
الفصل الثامن
معايير تقييم الشركة والتضخم
Evaluation Standards of Firm Value and Inflation
لم تعد مشكلة تقدير قيمة الشركة مسألة نظرية مجردة بل أصبحت مسألة
تستحق الطرح باستمرار في دنيا األعمال .إذ يتم في الغالب طرح مشكلة تقييم
الشركة في حالة االنضمام واالنفصال والبيع الجزئي أو الكلي ،ال بل حتى في حالة
تأميم الشركة من قبل الدولة .ومثلما تتحدد قيمة سلعة معينة فإنه يتم تحديد قيمة
للشركة ،فالسلعة تتحدد قيمتها على أساس مفهوم التبادل ،أي بتعبير آخر تتمثل قيمة
السلعة في ثمن التوازن الذي يقبل به كل من البائع والمشتري .أما بالنسبة للشركة
فتتحدد كذلك قيمتها بموجب المعايير التي تخدم بلوغ الرغبة في البيع والشراء.
وتتمثل هذه المعايير في المعايير الشخصية والتقليدية واالقتصادية.
تعتمد المعايير الشخصية على مفهوم المنفعة التي تستند إلى قوة الرغبة في
البيع والشراء لدى الطرفين في العملية .إذ يتم التفاوض بين البائع والمشتري ،ومن
ثم يتحدد ثمن التبادل .وتتحكم في توليد قوة الرغبة في الشراء جملة عوامل
سيكولوجية (نفسية) واقتصادية ترتبط ارتباطا ً شديدا ً بسمعة الشركة وندرتها .وتشمل
المعايير التقليدية جميع الطرائق التي تساعد في احتساب قيمة الشركة .وتستند كل
من هذه الطرائق إلى مفهوم الثروة ( صافي المركز المالي ) ،والسوق المالية ،
وربحية الشركة والتقدير الحقيقي لألدوات اإلنتاجية .أما المعايير االقتصادية فتتميز
باللجوء إلى االستعمال الواسع لألساليب المستخدمة في احتساب ربحية االستثمارات
المادية .وتفترض هذه المعايير أن صافي المركز الحقيقي أو القيمة الجوهرية يجب
194
أن يضاف إليه قيمة تقديرية لعناصر نوعية لم تظهر بالميزانية لكنها تسهم في تكوين
ربحية الشركة .
تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن الشركة تتعرض ،خالل فترة حياتها ،
الى ظروف متعددة وطارئة ،تتطلب هذه الظروف تحديد قيمة للشركة بأكملها أو
لجزء منها .وتتمثل غالبية هذه الظروف في شراء أو بيع الشركة ،والبحث عن
مساهمين ،واحتساب قيمة التأمين ،وانتزاع الملكية ،واالنفصال ،واالنضمام ،
والتصفية ،واحتساب األسهم ،والرقابة الضريبية واإلدارية ،وتعويض خسائر
الحرب وغيرها من المتطلبات التي تخدم اإلدارة العليا للشركة في اتخاذ قراراتها .
تواجه الشركات نوعين مختلفين من التقييم .يمثل األول تقييم بنود الميزانية
،ويشكل بالنسبة للشركة مشكلة ذات طبيعة محاسبية تعالج باإلجراءات المحاسبية ،
ويمثل الثاني التقييم الشامل للشركة .وتعد الطرائق المحاسبية واحدة من بين
مجموعة إجراءات كثيرة .ونظرا ً ألن هنالك طرائق عديدة للتقييم فإنه يمكن تجميع
هذه الطرائق في مجموعات رئيسية تستند إلى التقييم المحاسبي والمالي والتقييم
بالخبرة .كما أن تعدد هذه الطرائق واختالف أنواعها يجعل كل منها غير متكاملة
إالﹼ إذا جرى التنسيق بين أكثر من معيار الختيار المعيار الذي يتكيف مع كل حالة
195
Personnel standards أوال :المعايير الشخصية
تستند هذه المعايير إلى مفهوم المنفعة التي تستند ،هي األخرى ،إلى قوة
الرغبة في الشراء والبيع لدى كل من المشتري والبائع .إذ يتم التفاوض بين هذين
األخيرين حول تحديد ثمن التبادل .فالبائع يرغب البيع بسعر مرتفع ،في حين أن
المشتري يدفع ثمن منخفض ،وهكذا يتحدد ثمن تبادل السلعة بعد اتفاق الطرفين .بيد
أن هنالك عوامل عديدة تلعب دورا ً مهما ً في توليد قوة الرغبة في الشراء .وأن التقييم
الذي يستند إلى المنفعة الشخصية يستلزم األخذ بعين االعتبار إغراءات ومنافع
الجهات الراغبة بامتالك بعض السلع دون األخرى .وعليه فإن هذه الفائدة ترتبط
بعوامل متعارضة ومحتملة وأحيانا ً شخصية أو ذاتية ،ال بل دائما ً يصعب قياسها
رقميا ً وبشكل عام يمكن تصنيف هذه العوامل إلى عوامل سيكولوجية (نفسية)
وعوامل اقتصادية.
196
Economic Factors -2العوامل االقتصادية
يقع عامل الندرة في مقدمة هذه العوامل .ومثلما هو الحال بالنسبة للعوامل
السابقة فإن الندرة تكون مرادفة للبقاء ،إذ أن احتكار الشركة للسوق يؤدي إلى رفع
قيمة الشركة .كما أن هنالك جملة دوافع اقتصادية تؤثر على قيمة الشركة باالرتفاع
،على سبيل المثال ال الحصر شراء شركة منافسة ،كشراء شركة مجهزة بهدف
تخفيض تكاليف الصنع ومن ثم تخفيض أسعار بيع منتجاتها بغية التوسع في مبيعاتها
وإيجاد أسواق جديدة ،أو شراء شركات ذات تنظيم إداري فعال وشبكة تجارية مهمة
وغير ذلك.
لكن المسألة المطروحة تبقى مرهونة بتوجه ورغبة المشتري نحو اقتناء
الشركة وإمكانية قبوله بإعطاء قيمة مرتفعة للشركة التي يشتريها .وهنا البد من
التميز بين مفهومي التوظيف ( )Placementواالستثمار وذلك الختالفهما .يتمتع
التو ظيف باالستقاللية عن مجهز األموال الذي ليس لديه سلطة على إدارتها وإنما
يودعها لدى المؤسسات المالية مقابل الحصول على إيرادات مالية .في حين قد
يساهم مجهز األموال في إدارتها بالنسبة لالستثمار ( . )Investmentوبنا ًء على
ذلك يمكن اعتبار أن الشركة تشابه االستثمار في الحساب االقتصادي الشتراك
عوامل اإلنتاج في تشغيلها.
هنالك نوعان من الحاالت التي تؤثر بشكل فعلي على قيمة الشركة -:
الحالة األولى
يوظف المشتري أمواله ويتأمل الحصول على ربحية معينة ،إالﹼ أنه ليس لديه
أي فعل مؤثر على تنظيم أو إدارة العمل .وبموجب هذا االفتراض فان قيمة الشركة
تكون منخفضة من وجهة نظر المشتري .
197
الحالة الثانية
يستثمر المشتري أمواله ويرغب بإدارة الشركة بصورة مباشرة أو غير
مباشرة .وبموجب هذا االفتراض فان الشركة تكتسب قيمة أعلى مما سيدفعه
المشتري ألنه يرغب بإدارتها عالوة على استثمار أمواله فيها .ويساعد هذا المبدأ
على زيادة قيمة الشركة ألنه يولد زيادة الرغبة في الشراء ومن ثم يولد سعر قابل أن
يكون مفتوح .وعليه فان الدافع االقتصادي في هذه الحالة يطغي على الدافع النفسي .
يقصد بهذه المعايير الطرائق التي تستخدم البيانات المحاسبية المدرجة في
القوائم الختامية (الميزانية وحساب النتيجة ) .تستند هذه الطرائق إلى أحد المفاهيم
المتعددة في هذا المجال ،يتمثل أهمها في مفهوم الثروة والسوق المالية (البورصة )
وربحية الشركة والتقدي ر االقتصادي .واستنادا إلى هذه المفاهيم يمكن احتساب قيمة
الشركة باستخدام القيمة المحاسبية أو القيمة السوقية أو القيمة المالية (قيمة الربحية )
أو القيمة الجوهرية (االستبدالية )
يمكن تحديد قيمة الشركة من خالل البيانات التي توفرها الميزانية .وتتمثل
القيمة المحاسبية للشركة في صافي المركز المالي أو حق الملكية الذي يحتسب عن
طريق الفرق بين الموجودات الحقيقية والقروض .والبد من اإلشارة إلى أن صافي
المركز المالي يتضمن حصيلة مجموع رأس المال المساهم به واالحتياطات والفائض
المرحل والربح المحتمل ،مطروحا ً منها مصاريف التأسيس والعجز المرحل
والخسائر المحتملة .وإجمالي الموجودات يستبعد منه مصروفات التأسيس ،كما
198
تظهر قيمة الموجودات بالصافي أي بعد طرح االندثارات والمخصصات .أما
القروض فتظهر بقيمة مطروحا ً منها الربح المحتمل مضافا ً إليها الخسارة المحتملة .
كذلك يمكن بالنسبة للشركات المساهمة ،احتساب القيمة المحاسبية ( الدفترية ) للسهم
من خالل قسمة صافي المركز المالي ( صافي حق الملكية ) على عدد األسهم التي
يتكون منها رأس المال المساهم به .
غير أن هذا التقييم ال يعبر في الواقع عن الحقيقة ،الن بعض الشركات قد
تضع احتياطيات خفية تؤدي إلى تخفيض أو تعلية بعض بنود الموجودات أو
المطلوبات مثل المخزون والتخصيصات .لكن يمكن إجراء تقييم مباشر لبعض بنود
الموجودات ( الموجودات الثابتة ،المخزون … ) والمطلوبات ( التخصيصات )
باستخدام األسس المعروفة في التحليل المالي بغية التوصل إلى صافي المركز المالي
الحقيقي أو المعدل ومن ثم الحصول على القيمة المحاسبية المعدلة للسهم .
وتجدر اإلشارة إلى إن تقدير قيمة الشركة باستخدام الكشوف المحاسبية ال
يأخذ بنظر االعتبار الموارد البشرية .وقد تنامت في السنوات األخيرة ،فكرة وضع
احتساب الموارد البشرية موضع التنفيذ لدى العديد من الشركات ،غير أن هذه
الطروحات ما زالت نظرية .وعليه فان هذا المأخذ يمكن أن يقلل من أهمية هذه
الطريقة في التقييم مقارنة بالمعايير األخرى التي تستند إلى النتائج .ويمكن اإلقرار
بأن هذه المعايير تأخذ ضمنيا ً إلى حد ما الموارد البشرية في الحسبان .
199
التقييم المستخدم في النظرية المالية ،ال يبلغ معناه إال في إطار السوق الكاملة
( . ) Perfect Marketوقد ذهب البعض إلى ابعد من ذلك عندما ذكر آن هذا التقييم
يمكن أن يؤدي إلى تشتت النتائج بمرور الزمن جراء تطور أسعار السوق المالية .إذ
إن نماذج تقييم األسهم ال تهدف بالدرجة األولى إلى التعبير عن القيمة الحقيقية للسهم
وإنما تهدف بشكل رئيسي إلى تحديد العناصر المبينة للخطر الذي يتحمله حاملي
محفظة األسهم ( .)Portfolioكما أن القيمة السوقية بشكل عام يمكن أن تكون أعلى
أو اقل من صافي المركز المحاسبي (المالي ) الن التقييم عن طريق السوق يعتمد
على عوامل عديدة ،منها ما يلي -:
اآلفاق المستقبلية من وجهه النظر االقتصادية للشركة والقطاع الذي تعمل فيه
.
الوضع المالي للشركة ووضعها اإلقراضي .
نوعية اإلدارة وسياستها .
اآلفاق المستقبلية للربح .
سياسة توزيع الحصص الربحية .
وبناءا ً على ما تقدم يمكن القول إن القيمة المحتسبة بطريقة الرسملة السوقية
تبقى كذلك معيار ثانوي بالنسبة إلى تقييم الشركة .
Valuation by Benefits -3التقييم بواسطة رسملة األرباح
Capitalization
لقد تطورت هذه الطرائق من خالل جهود بعض المؤلفين في إطار نظرية
تمويل الشركة وتحديد كلفة حقوق الملكية .إذ يمكن معرفة قيمة الشركة بواسطة
حصة السهم الواحد من األرباح وكذلك يمكن معرفة قيمتها بواسطة األرباح.
200
أ -التقييم بواسطة حصص األرباح
يستند هذا األسلوب من التقييم إلى استخراج قيمة مالية للسهم يكون أساسها
الحصص الربحية التي يمك ن استالمها على مدى فترة غير محددة ،وأن السهم
سيمنح حامله قيمة تعادل القيمة الحالية لتدفقات اإليرادات المنتظرة .ويعبر عن هذه
اإليرادات بواسطة الحصص الربحية السنوية أو عند الضرورة بواسطة حصة
التصفية وعليه فان قيمة ( )Poيمكن أن توضح بالمعادلة اآلتية -:
a
Dt
P0
t 1 (1 i ) t
حيث إن:
Dtالحصة
الفترة المتوقعة t
iمعدل الخصم
201
تزداد الحصة في اغلب الحاالت بمعدل متوسط اقل من معدل الخصم .وعليه يستلزم
األمر إحالل Do )l + C(tمحل ، Dtإذ أن ( )Cفي المعادلة اآلتية تمثل معدل
النمو .وفي هذه الحالة تقدر قيمة الشركة استنادا ً للعالقة اآلتية التي تعبر عن القيمة
النظرية للسهم -:
D0
P0
)(i c
وبالنظر إلى أن معدل النمو ال يمكن أن يكون منتظما ً بصفة دائمة فأن األمر
يدعو إلى وجود نماذج مختلفة تؤخذ في الحسبان تغيرات المعدل على مدى فترة
طويلة .فضالً عن أن هذا األسلوب يوفر معدل رسملة الحصة الربحية للسهم ،
ويزداد هذا المعدل بزيادة الحصة الربحية للسهم .وبناءا ً على ذلك تعد جداول
تتضمن القيمة النظرية للسهم مبنية على افتراضات مختلفة للزيادة في الحصص
الربحية والفترة ومعدل الخصم .غير انه يفضل من الناحية العملية الدخول مباشرة
في ربح السهم .
تعادل قيمة الشركة بموجب هذا األسلوب رسملة سلسلة من األرباح الصافية
الحقيقية المتوقعة على مدى عدد معين من السنوات .والربح المستخدم ،أو القدرة
االيرادية الصافية الحقيقية ( ، )net earning powerيحصل من خالل صافي
الربح الذي تقرره الشركة .وان قيمة العائد تعبر عن القيمة الحالية لجميع األرباح
الصافية التي يمكن استالمها على مدى فترة غير محددة .واستنادا ً إلى ذلك فانه يمكن
إيجاد عالقة تتضمن عاملين الحتساب قيمة العائد (المردود) هما معدل الرسملة
والربح وكما يلي -:
100
RV NB
C
202
حيث أن :
قيمة العائد (المردود) . RV
غير أن هذه القاعدة يجب أن تحدد بدقة من ناحية احتساب هذه القيمة في
االستعمال الداخلي للشركة أو احتسابها ألغراض المساهمين والمستثمرين .فإذا كان
احتساب القيمة ألغراض االستعمال الداخلي للشركة فإن الربح المعتمد يكون من
حساب النتيجة ( كشف الدخل ) ،ومعدل الرسملة سيكون معدل الفائدة المطبق في
سوق السندات .أما إذا كان احتساب القيمة ألغراض المساهمين والمستثمرين فإن
الربح المعتمد سيكون متوسط الربح الموزع خالل السنوات األخيرة ،ومعدل
الرسملة المعتمد سيكون أعلى من المعدل اآلنف الذكر لألخذ في الحسبان األخطار
المتوقعة.
وفي حالة تحميل الربح بأعباء أخرى ناجمة عن تحميله بإندثارات إضافية
فإن بعض المتخصصين يفضل إحالل صافي التدفق النقدي()Net Cash Flow
محل الربح ،ولكن يتعين استخدام معدل رسملة أكثر ارتفاعا ً لكي ال تحصل زيادة
مصطنعة في قيمة الربحية .
وفي ختام الح ديث عن طرائق رسملة األرباح في تقييم الشركات يمكن القول
أن هذه الطرائق تخدم بشكل خاص إدارة محفظة األوراق المالية .إذ يمكن أن تساعد
على تصنيف مختلف األسهم في المحفظة تبعا الحتساب أقيامها .لكن بالمقابل تصبح
هذه الطرائق غير مجدية في حالة عدم توزيع الحصص الربحية خالل فترة النمو
السريع ،وفي حالة الشركة التي ما تزال بحاجة إلى مزيد من رؤوس األموال .
203
Intrinsic Value -4القيمة الجوهرية (الذاتية)
تمثل القيمة الجوهرية مفهوم تحليلي لتقييم الشركة .وتحدد هذه القيمة من
خالل تقدير جميع العناصر الحقيقية الالزمة لتشغيل الشركة .وبهذا اإلطار فإن القيمة
الجوهرية تعبر عن قيمة األداة اإلنتاجية .وإن القيمة الجوهرية تهدف إلى البحث عن
قيمة األداة االقتصادية التي تتكون منها قيمة الشركة.
هنالك عامالن يتحاكمان في تحديد القيمة الجوهرية .األول يقوم على أساس
أخذ جميع العناصر التي تساهم في التشغيل حتى ولو لم تمتلكها الشركة بما فيها السلع
المؤجرة المستعارة أو المهداة .والثاني يأخذ في الحسبان استبعاد السلع الملموسة أو
غير الملموسة التي لم تكن ضرورية للتشغيل و الخاضعة إلى تقييم خاص بها مثل
شهرة المحل وبراءة االختراع والماركات ،إذ يتم تقييمها بواسطة رسملة العوائد
الناجمة عنها.
عالوة على ما تقدم ،تمثل القيمة الجوهرية مفهوم وليس حقيقة مادية ،
وهي تشابه قيمة إعادة اإلنشاء أو قيمة االستبدال وليست متكافئة مع قيمة الشركة
وتحدد بوضوح إلى أن القروض ال تخفض من القيمة الجوهرية ،في حين أن
القروض يتعين أن تستبعد إذا تم اختيار القيمة .ويمكن أن تحتسب القيمة الجوهرية
بالصافي أي بعد تخفيض المطلوبات المستحقة األداء لكنه يمكن أن تحتسب
باإلجمالي أي قبل تخفيض القروض .
وتأسيسا ً على ذلك فإن القيمة الجوهرية يمكن أن تمثل مرحلة في التقدير
النهائي للشركة .وتعد القيمة الجوهرية معيار مساعد ويتخذ وظيفة رقابية مهمة
للغاية .وتستخدم هذه الوظيفة في المساعدة على إجراء المقارنات مع المعايير
األخرى للتقييم .
204
Economic standards ثالثا -:المعايير االقتصادية
الشركة .
-1الطرائق المعتمدة على شهرة المحل
Good will Methods
ال ينطوي مفهوم شهرة المحل على حقيقة مادية يعبر عنها في حسابات
الشركة ،بل ينطوي على مفهوم واقعي لمشكالت التقدير .ويمكن استيعاب هذا
المفهوم من ز اوية اعتبار أن قيمة الشركة ال تعني ببساطة تجميع العناصر المادية
(الموجودات الثابتة أو المتداولة) .فالنتائج التي تؤثر على تقييم الشركة تعتمد كذلك
على العناصر غير الملموسة ،المهارة الفنية وكفاءة إدارة أفرادها .مما ينجم عن ذلك
فائض قيمة منسوبة إلى مجموع العناصر المادية .وهذا الفائض يطلق عليه تسمية
شهرة المحل (. )Good will
إن بعض المؤلفين ،على أثر شمالنباخ ( ، )Schmalenbachيميز بين
العناصر الموضوعية والعناصر الشخصية في شهرة المحل .فالعناصر الموضوعية
تتضمن مركز الشركة وزبائنها وسمعتها .وهذه العناصر ال تنفصل عن التشغيل ،
ويمكن أن تكون موضع احتساب في الميزانية ،كما يمكن أن تتصف بخاصية
االنتقال أو التحول مع ملكية الشركة ،أما العناصر الشخصية فتعتمد على شخصية
المالك مثل تلك التي ال يمكن احتسابها وال يمكن انتقالها مع الشركة .
في حين يشير البعض اآلخر من المؤلفين إلى أن المفهوم المحاسبي لشهرة
المحل يستند إلى أنها تتضمن جميع العناصر غير الملموسة وغير المنفصلة عن
205
الشركة مثل العناصر المرتبطة بالزبائن والمجهزين والمنافسين والمؤسسات
االجتماعية والمهنية والعاملين في الشركة ومصروفاتها وإنتاجها ...الخ .
ومن الجدير بالذكر أن هذه العناصر تتوفر بنسب متفاوتة في كل شركة .
وتوزيعها يمثل دائما ً حالة خاصة .ولكن يمكن القول أن العناصر الموضوعية تسود
في الشركات الكبيرة ،في حين أن العناصر الشخصية تتوفر في الشركات الصغيرة .
وان العناصر غير الملموسة تغطي سمعة الشركة ،ومهارتها الفنية ،وحالة عالقتها
مع البيئة ( المجهزون ،الزبائن ،الدولة ،الجمهور ) ،وشخصية مدرائها ،ونوعية
أفرادها ،ومناخها االجتماعي ...وغيرها .
يستنتج بشكل عام ،من المفاهيم السابقة ،إن شهرة المحل تمثل حصيلة كل
العناصر الداخلية والخارجية المالئمة إلى تعظيم األرباح المتحققة من قبل الشركة في
الماضي والحاضر والمستقبل .ويمكن أن تكون شهرة المحل موجبة ،ال بل يفضل
أن تكون هكذا ،حينما تساعد العناصر المشار إليها على تحقيق معدل عائد أعلى من
معدل تعويض رؤوس األموال المستثمرة أو تساعد على األداء الفعال للشركة .
واستنادا ً إلى هذه القاعدة فان قيمة الشركة تتكون من تجميع القيم الملموسة
وشهرة المحل .لكن بالمقابل ومن الناحية التصورية ال شيء يمنع من أن تكون شهرة
المحل سالبة أي رداءة محل ( . )Bad Willوفي كل األحوال فإن حالة شهرة المحل
تت حدد من خالل خواصها المعتمدة على طبيعة عناصرها وعدم ثباتها .ومن المسلم به
أن شهرة المحل تشكل دائما ً حالة وقتية لسببين رئيسين :األول يتمثل في طبيعة
عناصرها المكونة ،والثاني يتمثل في استحالة اعتبار موقف معين بمثابة مكتسب
نهائي .وتتغير شهرة المحل على مدى فترة حياة الشركة وفي حالة البيع فإن شهرة
المحل المكتسبة من قبل المالك تستبدل تدريجيا ً بشهرة محل جديدة مكتسبة في ضوء
تغيير الملكية .وفي إطار احتساب شهرة المحل فأن هنالك طريقتان الحتسابها هما -:
206
Indirect Method ( أ ) الطريقة غير المباشرة
تتحدد بموجب هذه الطريقة ،قيمة إجمالية للشركة ( ) Vمن خالل إيجاد
المتوسط الحسابي لقيمة الربحية ( ) VRوصافي المركز الحقيقي ( ) ANRأو القيمة
الجوهرية الصافية ،كما في المعادلة اآلتية -:
V
VR ANR
2
ومن خالل أجراء التوافق مع المعادلة السابقة يتم الحصول على المعادلة اآلتية :
GW
VR ANR
2
يتفق أغلب الكتاب على أن التعامل مع هذه الطريقة يشوبه الحذر بسبب
وجود انتقادين موجهين إليها .يتمثل االنتقاد األول في أن الطريقة تعتمد على رسملة
( )Capitalizationاألرباح دون التقيد بالوقت بغية احتساب القيمة اإلجمالية
للشركة وهذا يتعارض مع الخاصية الوقتية لشهرة المحل .بيد أن بعض المهنيون
اقترح إجرا ء رسملة لشهرة المحل على مدى فترة زمنية محددة بهدف معالجة هذا
االنتقاد .ويتمثل االنتقاد الثاني بعدم أخذ مديونية الشركة ( االقتراض ) بعين االعتبار
207
وخاصة عند تحديد القيمة الجوهرية للشركة .إن هذه الطريقة غير المباشرة للتقييم
قادت إلى تطوير طرائق جديدة تستند إلى قياس أكثر دقة لشهرة المحل.
تستخدم الطرائق ،المعتمدة على التقييم المباشر ،منذ زمن طويل .لكن
إدخال أساليب الخصم ( )Discount Techniquesعلى هذه الطرائق يعد حديث
العهد نسبيا ً .وتؤدي هذه الطرائق إلى الحصول على شهرة المحل دون الحاجة إلى
تقدير مسبق لقيمة الربحية .وتحتسب شهرة المحل بموجب هذه الطرائق من خالل
الربح الممتاز ( )Super Profitالذي تمثل حقيقته إيراد شهرة المحل .كما يعبر
الربح الممتاز عن الفرق بين تعويض القيمة الجوهرية الصافية ( ( ) VSأو صافي
المركز المالي الحقيقي ) ،بمعدل فائدة السوق( )iأي ( )ivsوفائض الربح
االقتصادي ( ) pالذي يمكن أن يتحقق على ( . )ivsثم يتم رسملة
( )Capitalizationإيراد شهرة المحل )) G.Wوفق الصيغة اآلتية -:
p ivs
G.W
t
فضالً عن أن رسملة الربح الممتاز بمعدل فائدة معين ،يتم اختياره من قبل
المالك ،تكون غير محددة بفترة معينة .وبسبب الخاصية الوقتية لشهرة المحل وفي
سياق تطوير هذه الطريقة فقد أوصى االتحاد األوربي للخبراء المحاسبين ()U.E.C.
بإتباع نموذج ي قوم على أساس خصم األرباح الممتازة أو إيراد شهرة المحل ()P-ivs
على مدى فترة محددة .ويعتمد اختيار الفترة على العوامل الموضوعية أو العوامل
الشخصية .فإذا اختيرت الفترة على أساس العوامل (المركز ،الزبائن ،سمعة
الشركة) فأنها تتحدد من ( 5إلى )8سنوات .أما إذا اختيرت الفترة على أساس
العوامل الشخصية (شخصية المدراء) فأنها تمتد من سنة إلى ثالث سنوات .لكن في
208
اغلب األحيان يكون متوسط الفترة المستخدمة()5سنوات .وعليه تحتسب شهرة
المحل باستخدام المعادلة اآلتية -:
1
1
(1 t ) n
GW ).( p ivs
t
تتميز هذه الطريقة المحاسبية بخاصية الحساب االقتصادي لشهرة المحل أي
بتعبير آخر رسملة هذه الشهرة ،لكن صعوبة تطبيقها تكمن في اختيار المعدل .حيث
أن هذه الطريقة تصطدم باالختيار الدقيق لمعدل الرسملة .إذ ال يمكن استعمال
المعدل نفسه الذي تم اختياره لتعويض القيمة الجوهرية دون الوقوع في مساوئ
الطريقة غير المباشرة .إن معدل الرسملة يجب أن يكون أكثر ارتفاعا ً لكي تؤخذ
بالحسبان حالة عدم التأكد التي ترتبط بالربح الممتاز .وأن تحديد هذا المعدل غالبا ً ما
يكون اعتباطي .ومن الناحية العملية يفترض أن يزيد هذا المعدل بمقدار الضعف
عن ذلك المعدل الذي يستعمل من أجل تعويض القيمة الجوهرية .ومن الواضح إذا
كان المعدل أقل من الضعف فإنه يمكن الوقوع في مساوئ الطريقة غير المباشرة (
طريقة المهنيين ) .
وباختصار شديد يمكن القول أن القيمة اإلجمالية للشركة ،التي تستخرج
بواسطة الطرائق المستخدمة لشهرة المحل ،تتحدد من خالل العالقة اآلتية -:
V ANR GW
209
تمرين ()1
توفرت البيانات اآلتية عن إحدى الشركات :
)1الميزانية المعدلة بتاريخ ( 2012/12/31المبالغ باآلالف)
المطلوبات المبالغ الموجودات المبالغ
رأس المال 4000 3500الموجودات الثابتة الملموسة
قروض طويلة األجل 1000 شهرة المحل 500
المجهزون 500 المخزون 750
فرق إعادة التقييم 500 1000الزبائن
النقدية 250
المجموع 6000 6000المجموع
210
4500 = قيمة العناصر الملموسة (صافي المركز المالي الحقيقي ()ANR
قيمة العناصر غير الملموسة -:
القيمة الجوهرية (الحقيقية ) اإلجمالية (5500 )VS
تعويض القيمة الجوهرية اإلجمالية بمعدل )IVS( %8
440 = %8 × 5500ألف دينار سنويا ً
وباستخدام القائمة اآلتية يمكن استخراج الربح الممتاز أو إيراد شهرة المحل
211
يعرف التضخم بأنه االختالل أو عدم التوازن االقتصادي الذي يمثل ارتفاع
األسعار أحد عواقبه الرئيسية وعندما توضع خطة لألرباح المستقبلية فأن هنالك
خياران أمام الجهة المسؤولة عن التقييم -:
الخيار األول-:
قياس المبيعات على أساس معدل التضخم .
الخيار الثاني -:
االستدالل مستقبالً على حجم األعمال المنفذة من قبل الشركة فإذا كانت
البيانات المتاحة كافية فأنه من األفضل القيام باالحتساب على أساس أخذ معدل
التضخم بنظر االعتبار.
وبموجب هذا االفتراض فأن المبيعات والمصروفات التقديرية تدون قيمتها
بالعملة النقدية الجارية (الدنانير الجارية ) .األمر الذي يساعد على استخالص ربح
يتضمن ارتفاع األسعار واحتساب ضريبة نظرية دقيقة .ومن ثم فأن معدل الخصم (
معدل القيمة الحالية ) يأخذ بنظر االعتبار معدل التضخم.
تمرين ()2
فيما يلي المبيعات التقديرية في إحدى الشركات بالدنانير الجارية (متضمنة
التضخم ) ،وكان معدل الربح النظري بنسبة ( . )%10
السنة السنة السنة السنة السنوات
4 3 2 1 البيانات
1100000 8450000 6500000 5000000 المبيعات التقديرية
1100000 845000 650000 500000 األرباح النظرية
700000 500000 4000000 300000 الجوهرية القيمة تعويض
اإلجمالية
400000 345000 250000 200000 إيراد شهرة المحل
212
فإذا كان معدل التضخم المعتمد ( )%12وإن معدل الخصم المختار هو(15
1,12(ⁿ )%فأنه من المفضل إجراء الخصم من خالل قسمة كالً من العوائد على
× )1,15أي . ) 29,1(nوبذلك فأن المبيعات تتضمن ارتفاع األسعار ،كما أن
معدل الخصم يتعين أن يجري دمجه مع معدل التضخم .وعليه تحتسب شهرة المحل
كما يلي-:
200000 250000 340000 400000
GW
1.29 (1.29) 2 (1.29) 3 (1.29) 4
1
1
(1 t ) n
GW ).(CB iCPNE
t
تستند هذه الطريقة إلى مفهوم التدفقات النقدية الصافية وأسلوب الخصم .كما
أن هذه الطريقة تنطلق مباشرة من معايير اتخاذ القرارات االستثمارية .لقد تباينت
اآلراء بين االتحادات المهنية والمؤلفين والمتخصصين بخصوص االتفاق على
213
صيغة موحدة لمفهوم التدفق النقدي بسبب تعقيدات العناصر الداخلية في احتسابه
ودقتها .
لذلك وردت تعاريف عديدة للتدفق النقدي ،كان بداية مفهوم التدفق النقدي
( )Cash Flowفي الواليات المتحدة األمريكية حينما أعلنت لجنة خاصة في االتحاد
األمريكي للمحللين الماليين في تقرير نشر 1964م بأن التدفق النقدي يعني بشكل عام
صافي الربح مضافا ً إليه االندثارات ،كما قد تضاف أو قد ال تضاف تخصيصات
للضرائب المؤجلة والمصروفات التي ال تدفع عاجالً ،ثم انتقل بعد ذلك مفهوم التدفق
النقدي إلى بلدان أوربا وبقية أنحاء العالم سواء كان بالمفهوم نفسه أو بمفاهيم أخرى
.
يوصي االتحاد األوربي للمحللين الماليين بأن التدفق النقدي يشمل الربح
واإلندثارات ،ويمثل التدفق النقدي قدرة التمويل الذاتي اإلجمالي ألن الحصص
الربحية المستحقة األداء لألسهم العادية لم تدفع ،وفي حالة توزيع هذه الحصص
الربحية على المساهمين فانه سيصبح تدفقا ً نقديا ً صافياً.
استخدمت وزارة االقتصاد والمالية في فرنسا مفهوم إجمالي هامش التمويل
الذاتي ،بدالً من مفهوم التدفق النقدي ،الذي يمثل المجموع المتكون من االندثارات
وجزء من التخصيصات أو كلها وصافي الربح بعد الضريبة .وعليه يمثل قدرة
التمويل الذاتي للشركة المتحصلة خالل الفترة المالية (قبل توزيع محتمل للربح ) .
استنادا إلى التوصيات السابقة أورد العديد من الكتاب تعاريف للتدفق النقدي
يمكن إجمالها في تعريف موحد قريب من الواقع العملي .فقد عرف التدفق النقدي
بأنه مجموعة األموال الناجمة عن نشاط الشركة ويقصد بذلك الفرق بين اإليرادات
والمصروفات الناجمة فعالً عن دخول أو خروج األموال .وعرف صافي التدفق
النقدي بأنه عبارة عن إجمالي هامش التمويل الذاتي الذي يتكون من الحصص
الربحية واالحتياطات والتخصيصات .
يستنتج من التعاريف اآلنفة الذكر أن التدفق النقدي يحتسب من خالل
إضافة مبلغ االندثار إلى صافي الربح المتحقق خالل الفترة المالية ،فضالً عن أن
214
قسما ً من التخصيصات أو جميعها يؤخذ بنظر االعتبار ( تخصيصات للخسائر ،
تخصيصات للمصروفات العرضية ،تخصيصات ضريبية …) وال تؤخذ في
الحسبان األرباح والخسائر العرضية .
بعد أن يتم تحديد صافي التدفق النقدي بصورة واضحة ودقيقة يمكن أن تحدد
قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية السنوية لفترة معينة
والقيمة الحالية لثمن التصفية في نهاية هذه الفترة .تتمثل صعوبات تطبيق هذه
الطريقة في ثالث جوانب مهمة هي التنبؤ والفترة ومعدل الخصم -:
– 1تحتاج طريقة التدفق النقدي إلى تنظيم تنبؤات تفصيلية ودقيقة لمدة طويلة ،أي
تنظيم جدول باستحقاق التدفقات النقدية المستقبلية .
– 2ترتبط مدة استحقاق التدفقات النقدية بفترة حياة االستثمار التي عادة ما تكون
صعبة التحديد .
– 3يجب أن يكون معدل الخصم أعلى من معدل رسملة الربح الحقيقي الن الطريقة
تقوم على أساس تنبؤات التدفقات النقدية ،لكن من جانب آخر يجب أن يكون معدل
الخصم اقل من معدل الربح الممتاز الن التدفق النقدي يكون اقل درجة مخاطرة من
الربح الممتاز .
215
خالصة الفصل
تتحدد قيمة الشركة من خالل استخدام ثالثة معايير .تتمثل هذه المعايير
بالمعايير الشخصية والمعايير التقليدية(المحاسبية) والمعايير االقتصادية .تعتمد
المعايير الشخصية على الحكم الشخصي الذي يستند إلى عوامل نفسية واقتصادية.
وتشكل الشهرة الواسعة للشركة عامالً نفسيا ً يلعب دورا ً كبيرا ً في تعلية قيمتها لدى
المشتري .كما أن احتكار الشركة للسوق وانفرادها به يعد أحد الدوافع االقتصادية
الذي يولد الرغبة في شراءها ومن ثم يزيد من قيمتها .
تستخدم المعايير التقليدية للبيانات المحاسبية المدرجة في القوائم الختامية .
ويمكن احتساب قيمة الشركة باستخدام القيمة المحاسبية والقيمة السوقية والقيمة
الربحية والقيمة الجوهرية .تتحدد القيمة المحاسبية من خالل احتساب صافي المركز
المالي (صافي حق الملكية) الذي يعبر عن الفرق بين قيمة الموجودات الحقيقية
(المعدلة) وقيمة القروض .وتحدد القيمة السوقية عن طريق حاصل ضرب عدد
األسهم في السعر الذي تبلغه هذه األسهم في السوق المالية .وتحتسب قيمة الشركة
بواسطة رسملة الحصص واألرباح .أما القيمة الجوهرية فتحدد من خالل تقدير
جميع العناصر الحقيقية الالزمة لتشغيل الشركة .
تقوم المعايير االقتصادية على أساس إضافة قيمة تقديرية للعناصر النوعية
إلى صافي المركز الحقيقي أو القيمة الجوهرية .وتتضمن المعايير االقتصادية
الحتساب قيمة الشركة نوعين من الطرائق -:األول يعتمد على شهرة المحل والثاني
يعتمد على التدفق النقدي .بالنسبة للنوع األول تستخدم طريقة غير مباشرة وطريقة
مباشرة ،يتم بموجب الطريقة غير المباشرة تحديد قيمة إجمالية للشركة من خالل
إيجاد المتوسط الحسابي للقيمة الربحية وصافي المركز الحقيقي .ويتم بموجب
الطريقة المباشرة احتساب شهرة المحل عن طريق رسملة الربح الممتاز الذي يمثل
الفرق بين صافي الربح االقتصادي المتحقق وتعويض القيمة الجوهرية الصافية ،ثم
تضاف قيمة شهرة المحل إلى صافي المركز المالي الحقيقي .أما بالنسبة للنوع الثاني
216
فتتحدد قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية السنوية لفترة
معينة .
يتضح من استعراض الطرائق المختلفة للتقييم انه ال يوجد حل متكامل ألي
مشكلة معروضة ،أي بتعبير آخر ال توجد طريقة حاسمة تعالج المشكلة المعروضة .
األمر الذي يتطلب البحث عن الطريقة ،أو التنسيق بين أكثر من طريقة للتكييف
األفضل مع المشكلة المطلوب حلها .كما يتوجب اتخاذ الحيطة والحذر الشديد ألن
كفاءة اإلدارة تعتمد على مدى نجاحها في التعامل مع العمليات الخاصة بالتقييم .لكن
في الوقت نفسه كل تقييم يمثل حالة نسبية ألنه ال يستخدم غالبا ً إالﹼ بوصفه مؤشر
موضوعي في التفاوض الذي تعتمد نتيجته على العديد من العوامل المستقلة .وهنالك
عدد من العوامل التي تؤثر على نتيجة التقييم وخاصة معدالت الخصم ،ومعدالت
التضخم ،ومعدالت تعويض القيمة الجوهرية ،وفترة اإليراد .يمكن اإلشارة إلى
نقطتين مشتركتين بين جميع الطرائق المعروضة -:
يتم احتساب األرباح المتوقعة على أساس مستقبل أكيد .
تتكون قيمة الشركة من جميع العناصر الملموسة وشهرة المحل .
يستنتج من النقطة األولى أن التقييم يهمل الخطر .وأن هنالك أنواع مختلفة
من الخطر .تتمثل هذه األنواع بالخطر التشغيلي والتكنولوجي واالقتصادي والسياسي
واالجتماعي … الخ .ومن الواضح أن هذه األخطار يصعب قياسها لكن يتكامل
الخطر حينما يؤخذ بنظر االعتبار مع حسابات التقييم على مستوى فترة اإليراد
ومعدل الخصم .أما النقطة الثانية ،التي تتعلق بجميع العناصر الملموسة وغير
الملموسة ،تحمل معناها الواقعي من الناحية االقتصادية ألن احتساب القيم غير
الملموسة يؤخذ بالحسبان تعويض العناصر الملموسة .
وأخيرا ً يمكن القول أن المعايير االقتصادية المعتمدة على شهرة المحل ،تمثل
مفهوم ديناميكي ( حركي ) حينما تعطي قيمة معتبرة للموجودات غير الملموسة .
وهذه المعايير تستخدم بالكامل في تقييم الشركات التي تعمل على أساس مبدأ
استمرارية التشغيل .
217
أسئلة الفصل
-1أمأل الفراغات التالية :
)1تواجه الشركات نوعين مختلفين من التقييم يمثل األول تقييم ...........ويمثل
الثاني تقييم . ........
)2يمكن احتساب قيمة الشركة من باستخدام القيمة المحاسبية أو القيمة ........أو
القيمة .........التي توفرها الميزانية .
)3في الشركات المساهمة يتم احتساب القيمة المحاسبية للسهم من خالل قسمة
..........على عدد ...........التي يتكون منها رأس المال المساهم به .
)4إذا تقييم الموجودات يجري خالل فترة التضخم فأنه من المناسب إجراء عملية
التكامل بين معدل ..........ومعدل التضخم السائد.
)5يوصي االتحاد األوربي للمحللين الماليين بأن التدفق النقدي يشمل الربح و
............
-2أن القيمة السوقية للشركة بشكل عام يمنك أن تكون أعلى أو أقل من صافي
المركز المحاسبي (المالي) ،بين أسباب ذلك .
-3يمكن أن تحدد قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية
السنوية لفترة معينة والقيمة الحالية لثمن التصفية في نهاية هذه الفترة ،بيد أن هنالك
صعوبات تكتنف عملية تطبيق هذه الطريقة .ما هي هذه الصعوبات ؟ .
-4تتضمن المعايير االقتصادية نوعين من الطرائق الحتساب قيمة الشركة ما هي
هذه الطرائق ؟ عددها مع الشرح .
218
الفصل التاسع
إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق
( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )
An application of Inflation Accounting in Iraq
219
الفصل التاسع
إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق
( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )
An application of Inflation Accounting
يعتمد نجاح أو فشل القرارات التي تتخذها الجهات المعنية على مدى صحة
ودقة
المعلومات المقدمة إليها من قنوات متعددة ،وتعد المحاسبة اليوم من القنوات المهمة
في توفير المعلومات لألطراف المستفيدة منها ،وبغية جعل المحاسبة أداة فاعلة في
عملية توفير المعلومات لمتخذي القرارات ،البد أن تتكيف مخرجاتها مع البيئة
االقتصادية التي تمارس وظيفتها فيها ،وخصوصا حينما يحصل ظرف اقتصادي
معين مثل التضخم ،إذ أن تحقيق هذا الهدف يجعل المحاسبة نظاما ً متكامالً
للمعلومات الدقيقة التي تعبر عن الحقيقة االقتصادية للقوائم المالية.
إن تأدية الوظيفة المحاسبية على أساس مبدأ الكلفة التاريخية ،في ظل اقتصاد
يشكو من تضخم ،تواجه مشكلة تضليل حقيقة العناصر الواردة في القوائم المالية..
وان هذا التضليل ال يمكن إزالته إال باستخدام إحدى الطرائق المحاسبية الشائعة في
معالجة اآلثار التضخمية .ويتمثل أبرز هذه الطرق استخداما ً في طريقة القوة الشرائية
العامة وطريقة الكلفة االستبدالية ..حيث أن استخدام هاتان الطريقتان يساعد الوظيفة
المحاسبية على اتخاذ دور أكثر فاعلية عن دورها التقليدي المعروف في تقديم
المعلومات المفيدة والمالئمة ،وتعتمد المفاضلة بين هاتين الطريقتين على الهدف من
استخدامهما .فإذا كان الهدف هو تقويم حقيقي لنتائج األعمال فإنه يفضل استخدام
220
طريقة القوة الشرائية العامة .أما إذا كان الهدف هو تقييم الموجودات والمطلوبات
فإنه يفضل استخدام طريقة الكلفة االستبدالية.
يتناول هذا الفصل المواضيع اآلتية -:
أوال -:المعلومات المحاسبية والتضخم .
ثانيا -:مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية .
ثالثا -:أساليب معالجة اثر التضخم االقتصادي على الكشوف المالية .
رابعا -:القاعدة المحاسبية ( )8الصادرة في العراق .
221
إن الظاهرة التضخمية لم تعد اليوم حالة عرضية تزول بزوال األسباب التي
أدت
إلى حدوثها ،حيث أن الوقائع واألحداث أثبتت أن معدالت التضخم تزداد مع مرور
الزمن الطويل الذي تخللته جملة أحداث اقتصادية وسياسية ساعدت على ارتفاع
معدالت التضخم بشكل كبير .ولعل من ابرز األمثلة على ذلك هو ما حصل خالل
عقد السبعينات من القرن العشرين الذي شهد ارتفاعا ً كبيرا ً في األسعار بسبب
ارتفاع أسعار النفط وانعكاسات ذلك على المنتجات الصناعية وكذلك ما حصل خالل
عقد التسعينات من القرن نفسه وبالتحديد عام 1998م الذي شهد األزمة المالية
واآلسيوية واألزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم عام 2009م .ولذلك فان
التضخم يتطور باتجاه واحد غير قابل للتراجع كما أشرنا .لكل هذه األسباب ال بد أن
يؤخذ تطور التضخم بنظر االعتبار بشكل صريح وواضح في استراتيجيات نمو
وتوسع الشركات .
ومهما تكن اإلجراءات القانونية التي تتخذها الدولة في سبيل الحد من آثار
التضخم فإن المحاسبة لكي تصبح أداة فاعلة في خدمة اإلدارة ونظاما ً للمعلومات ،
البد أن تتطور وان تتكيف باالتجاه التي يأخذ في الحسبان الحقيقة التضخمية
لالقتصاد ومن ثم تزويد األطراف المستخدمة والمستفيدة بالمعلومات الواضحة
والدقيقة والقريبة من الحقيقة االقتصادية والمالية ألنشطة الشركات .
ومن أجل إحياء هذا الدور الفاعل للمحاسبة بوصفها أداة قياس إدارية
واقتصادية واجتماعية ،البد من التعرف أوال على المشكالت التي يعكسها التضخم
على البنود المحاسبية المسجلة في القوائم المالية ،وذلك ألن معظم البلدان ومنها
العراق ما تزال فيها الشركات تعد بياناتها على أساس مبدأ الكلفة التاريخية دون
مراعاة معدالت التضخم المرتفعة وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها جراء ذلك .وان
االستمرار في هذا المبدأ في ظل التضخم واالنخفاض النقدي يجعل البنود المحاسبية
المسجلة في القوائم المالية بالكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر عن قيمتها
الحقيقية ،ألنها تم تقييمها بعملة نقدية فقدت جزءا ً كبيرا من قوتها الشرائية بسبب
222
التضخم كما أكدنا ذلك في الفصول السابقة .وتأسيسا ً على المشكالت ذاتها فانه من
الضروري الحديث عن اإلجراءات العملية الالزمة والتي تساعد المحاسبة على أن
تتكيف مع التضخم وتفتح آفاق المستقبل أمام تطورها باتجاه عدم إعطاء صورة
مشوهه للقوائم المالية ،ومن ثم تفقدها الغاية واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها .
يؤدي التضخم إلى حدوث مشكالت في القرارات التي تتخذها الوظيفة المالية
ومن بين هذه المشكالت ما يأتي-:
-1يؤدي التضخم االقتصادي إلى ارتفاع أسعار الفائدة
أن ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة العملة النقدية يدفع المودعين
والمستثمرين والمقرضين إلى طلب أسعار فائدة أعلى من األسعار االعتيادية
ل غرض تعويضهم عن الخسائر التي تلحق بهم نتيجة النخفاض القوة الشرائية
للنقود أو العملة النقدية ،وبذلك ترتفع أسعار الفائدة نتيجة النخفاض أسعار
السندات (القروض) .
-2يؤدي التضخم إلى صعوبات التنبؤ والتخطيط للمصروفات واإليرادات
ال يمكن التنبؤ بصورة صحيحة وموضوعية في اإليرادات المتوقعة أو
المصروفات التي ستنفق مستقبالً وذلك بسبب التقلبات باألسعار وخاصة االرتفاع
في مستواها العام .
-3يؤدي التضخم إلى زيادة الطلب على رؤوس األموال
تستلزم عملية االستثمار في الشركات توفير موارد مالية كبيرة لشراء
موجودات ثابتة ،وحيث أن التضخم االقتصادي يؤثر في ارتفاع أسعار
الموجودات الثابتة فإنه يتطلب من الشركة توفير األموال أو البحث عنها من اجل
اقتناء الموجودات الثابتة .
223
-4يؤدي التضخم إلى صعوبات محاسبية
من المعروف أن الوظيفة المالية تعتمد على القوائم المالية في عملية اتخاذ
القرارات ،وطالما أن هذه القوائم ال تعبر عن حقيقتها االقتصادية وهي مضلله
فإنه من المؤكد أن تواجه الوظيفة المالية صعوبات في عملية اتخاذ القرارات في
أي نشاط من أنشطتها االعتيادية .
لقد تم التطرق بشيء من التفصيل والتكرار إلى المشكالت التي يسببها
التضخم في القوائم والكشوف المحاسبية والمالية ( الفصول السابقة من هذا الكتاب )
،لذلك يمكن العودة إليها في هذين الفصلين للتعرف على المشكالت الناجمة عن
التضخم االقتصادي ،وال ضرورة إلعادة التذكير بها هنا .
نتيجة لالنتقادات ألموجهه إلى الكشوف المحاسبية التقليدية ألنها غير فعالة
باإلفصاح التام عن تأثيرات تغير مستويات األسعار .ونتيجة لهذه االنتقادات فقد
أجريت بحوث ودراسات وتوصيات ومقترحات لمعالجة هذه اآلثار على الحسابات
ومراعاة اآلثار التضخمية عند قياس الدخل من اجل الوصول إلى القيمة الحقيقية
للمركز المالي ومن هذه المعالجات.
Partial adjustment (أوال) معالجات جزئية
General adjustment (ثانيا ) معالجة عامة
Specific adjustment ( ثالثا ) معالجة خاصة
وفيما يأتي شرح مختصر لكل من هذه المعالجات :
224
(أوال) المعالجات الجزئية
يتم بموجب هذه المعالجات أجراء تعديالت على بعض عناصر كشف الدخل
والمركز المالي وتتضمن االندثارات وكلفة البضاعة المباعة.
- 1طريقة االندثار
( )1معالجة اندثار الموجودات الثابتة عن طريق استخدام طريقة القسط المعجل
))accelerated Depreciation
يحتسب االندثار بموجب هذه الطريقة بنسب عالية في السنوات األولى
من العمر اإلنتاجي للموجود الثابت ثم تخفض في السنوات األخيرة وتمثل هذه
النسب نسبا ثابتة من الرصيد المتناقص أو نسبا ً متناقصة افتراضية وتستند هذه
المعالجة إلى أن اثر التضخم يكون قليالً في السنوات األولى من العمر اإلنتاجي
،وبذلك يتم استهالك أكبر قيمة ممكنة لغرض تقليل اثر التضخم ،ومن ثم تقليل
أثره على كشف الدخل ،وعندما تزداد معدالت التضخم فإن تأثيرها يكون قليالً
على كشف الدخل نظرا ً لضآلة المبلغ المتبقي من كلفة الموجود الثابت لكن
يعاب على هذه الطريقة بأن االحتياطي الخاص بإستيدال الموجود الثابت أكبر
من االحتياطي المحسوب على أساس طريقة االندثار المعجل.
( )2احتساب االندثار على أساس الكلفة االستبدالية للموجودات الثابتة
يتم احتساب االندثار بعد إعادة تقدير الموجودات الثابتة على أساس
الكلفة االستبدالية ويرحل الفرق بين االندثار على أساس الكلفة التاريخية
واالندثار على أساس الكلفة االستبدالية إلى حساب احتياطي ارتفاع الكلفة
االستبدالية .
225
( )3احتساب االندثار على أساس الكلفة التاريخية المعدلة
يحتسب االندثار على أساس الكلفة التاريخية المعدلة باستخدام األرقام
القياسية العامة (المستوى العام لألسعار) ويرحل الفرق بين االندثار المعدل
واالندثار التاريخي إلى حساب احتياطي ارتفاع الكلفة التاريخية.
226
( )4استخدام األرقام القياسية العامة
يتم بموجب هذه الطريقة استخدام المستوى العام لألسعار لتعديل كلفة
البضاعة ويرحل الفرق بين الكلفة التاريخية والكلفة المعدلة إلى حساب
احتياطي الكلفة التاريخية المعدلة .
( ثانيا ) المعالجات العامة
يتم بموجب هذه الطريقة استخدام محاسبة القوة الشرائية العامة ( محاسبة
المستوى العام لألسعار) .إن الفلسفة التي تستند إليها هذه المعالجة هي التعبير عن
عناصر كشف الدخل والميزانية بوحدات نقدية ذات قوة شرائية في تاريخ إعداد
الميزانية .وهذا النوع من التعديل يقوم على نفس اإلجراءات المحاسبية المقبولة
قبوالً عاما ً فيما عدا االعتراف بالتغيرات التي تطرأ على القوة الشرائية العامة للنقود
ويكون أسلوب التعديل كاآلتي:
Irt
RC C
Ipt
حيث أن :
الكلفة التاريخية المعدلة . RC
I 2002
RCB C
I 2012
حيث أن :
I 2002الرقم القياسي لعام . 2002
227
I 2012الرقم القياس لعام . 2012
الكلفة التاريخية . C
ويأخذ الصيغة التالية : RC F -2التعديل نحو األمام ويرمز له بــ
I 2012
RC F C
I 2002
تتطلب المعالجات العامة (محاسبة القوة الشرائية العامة) التمييز بين العناصر
النقدية والعناصر غير النقدية .يقصد بالعناصر النقدية ( ( monetary itemsهي
العناصر التي تبقى مبالغها ثابتة متجاهلة حقيقة التغير في مستويات األسعار مثل
الموجودات النقدية والمطلوبات النقدية .والعناصر غير النقدية )Monetary items
) هي العناصر التي تتأثر مبالغها بالتغيرات في مستويات األسعار مثل الموجودات
الثابتة والمخزون ،ورأس المال.
( أ ) إجراءات التعديل بموجب محاسبة القوة الشرائية العامة
يشمل التعديل كافة عناصر كشف الدخل والميزانية.
( )1تعديل عناصر كشف الدخل
يشمل إجراءات التعديل كل من اإليرادات والمصروفات بضرب مبلغها
بمعامل التحويل .وتقسم كل من اإليرادات والمصروفات إلى مجموعتين ،
فالمجموعة األولى تمثل مجموعة اإليرادات والمصروفات المرتبطة بالتغيرات في
كل من الموجودات والمطلوبات النقدية .أما المجموعة الثانية فتمثل مجموعة
اإليرادات والمصروفات المرتبطة بالتغيرات في كل من الموجودات والمطلوبات
غير النقدية ،حيث تختلف كل مجموعة في معامل تحويلها عن األخرى.
( )2تعديل عناصر الميزانية
عند تعديل الميزانية العمومية يتطلب أوال التمييز بين العناصر النقدية
والعناصر غير النقدية فبالنسبة للعناصر النقدية فال يجري تعديلها ألنها تحمل قوة
شرائية جارية .أما العناصر غير النقدية ،التي تشمل الموجودات الثابتة
ومخصصات االندثار والمخزون وحقوق الملكية ،فيجري تعديلها من خالل ضرب
228
مبالغها في معامل التحويل الذي يمثل العالقة بين الرقم القياسي السائد في نهاية الفترة
المراد تعديلها والرقم القياسي وقت الحصول على العناصر غير النقدية .
( ب ) مزايا محاسبة القوة الشرائية العامة
( )1تمثل محاسبة القوة الشرائية العامة نظاما ً شامالً لتعديل كافة فقرات التقارير
المالية وضمانا ً
لالستمرار باإلجراءات المحاسبية ،ويكون التغير فقط في وحدة القياس.
( ) 2تتسم محاسبة القوة الشرائية العامة بالموضوعية والمرونة حيث يمكن استخدام
نفس األرقام
القياسية العامة في جميع الشركات.
( ) 3تساعد محاسبة القوة الشرائية إمكانية إجراء المقارنة بين التقارير المالية
باستخدام وحدة قياس
عادية لعدة شركات عاملة في نفس القطاع أو لسلسلة من السنوات لنفس الشركة.
(جـ ) االنتقادات الموجهة إلى محاسبة القوة الشرائية
( ) 1ال تحافظ محاسبة القوة الشرائية على رأس المال الحقيقي ألنها تحافظ فقط على
القوة الشرائية
العامة لرأس المال المستثمر.
( )2ال تفصح محاسبة القوة الشرائية عن القيمة الجارية التي تكون ضرورية التخاذ
القرارات وتقييم األداء.
( )3تتجاهل محاسبة القوة الشرائية التغيرات التكنولوجية وظروف المنافسة عند
إجراء التعديل بالمستوى العام لألسعار.
( ثالثا ) المعالجات الخاصة
نتيجة لالنتقادات الموجهة إلى محاسبة القوة الشرائية العامة فقد قدمت
دراسات وبحوث من قبل لجان وجمعيات محاسبية تدعو إلى استخدام محاسبة الكلفة
الجارية كأسلوب لتعديل التقارير المالية ومن أهم اللجان لجنة ساندي الندز
( . )Sandilande’s committeeوتحاول هذه الطريقة الربط بين مفهوم الدخل
229
المحاسبي ومفهوم الدخل االقتصادي باستخدام وحدة قياس تتوفر فيها المالئمة
والعقالنية .
ومن أهم الطرائق التي تحقق المعالجة الخاصة هي محاسبة الكلفة االستبدالية
( )Replacement costوتعرف على إنها كلفة إحالل الخدمات المتوقعة
للموجودات الممتلكة أو تمثل مقدار النقدية التي يمكن دفعها القتناء نفس الموجودات
الالزمة ألعمال الشركة وتتحدد الكلفة االستبدالية عن طريق اآلتي :
قوائم األسعار الحالية .
الكلفة الصناعية المعيارية .
األرقام القياسية الخاصة .
تقدير خبراء متخصصين .
خبرة الشركة .
والتعديالت على أساس الكلفة االستبدالية تشمل الموجودات الثابتة والمخزون
والمصروفات .فالكلفة االستبدالية ألي موجود بوصفها أساس لتقييم عناصر التقارير
المالية يقصد بها الكلف الجارية الواجب إنفاقها اآلن من اجل الحصول على نفس
الموجود الثابت الذي له نفس القدرة اإلنتاجية الحالية المحتفظ بها من قبل الشركة
والشيء نفسه بالنسبة إلى المخزون والمصروفات .
( أ ) مزايا الكلفة االستبدالية
تفصح عن الدخل الحقيقي من خالل مقابلة إيرادات حالية مع كلف حالية
والتي تمكن المستثمرين من الفهم األفضل لكلف العمليات الخاصة.
( ب ) االنتقادات الموجهة إلى محاسبة الكلف االستبدالية
( )1ص عوبة إمكانية إجراء المقارنة بين التقارير المالية المعدة على أساس الكلف
االستبدالية بسبب
التغيرات في قيمة وحدة النقد .
( )2ارتفاع تكاليف تطبيق هذه الطريقة وخصوصا ً في الشركات الصغيرة .
230
( )3ابتعاد البيانات المعدة على أساس الكلفة االستبدالية عن الموضوعية ألنها
تفترض أن جميع الموجودات الثابتة يمكن استبدالها بنفس الوقت.
( )4صعوبة تقييم بعض أنواع الموجودات بسبب وضعيتها اإلنتاجية نتيجة االستعمال
أو عدم توفر أرقام قياسية خاصة .
ونظرا ألن الطريقة المستخدمة في تسعير المواد المنصرفة من المخازن هي
طريقة المعدل ا لموزون ،التي اقرها النظام المحاسبي الموحد في العراق ،والتي
تتطلب إجراء تعديل كلفة المواد المستهلكة في العمليات اإلنتاجية ،حيث أن كلفة
المواد المستهلكة تتأثر بأسعار السنوات السابقة ،ولذلك يمثل معامل التحويل العالقة
بين الرقم القياسي في نهاية السنة المراد إليها التعديل والرقم القياسي لكافة سنوات
الشراء أو قد يكون إجراء التعديل عن طريق متوسط المتوسطات لألرقام القياسية
المرجحة بالمشتريات لكل سنة من السنوات الداخلة في عملية التعديل .
وتكون خطوات التعديل كما يلي -:
( )1يتم تحديد السنة التي يبدأ فيها تطبيق المعدل الموزون .
( )2تضرب مشتريات المواد األولية لكل سنة في متوسط الرقم القياسي لتلك السنة .
( ) 3تجمع قيم المشتريات الداخلة في السلسلة المختارة وتقسم على مجموع كميات
المشتريات للسنوات الداخلة في السلسلة إليجاد متوسطات األرقام القياسية المرجحة
بقيم المشتريات .
( )4الرقم الناتج عن عملية القسمة يمثل الرقم القياسي السائد في وقت الشراء .
جدول احتساب متوسط الرقم القياسي الخاص بالمواد المستخدمة في عام( .)2012
المتوسط المحتسب
المشتريات المرجحة متوسط الرقم القياسي المشتريات السنة
%
16511472 1.4715 11220844 2009
9453612 1.6755 5642263 2010
26427797 1.840 14362933 2011
19430277 1.9495 9966800 2012
%174.4 71823158 41192840 المجموع
231
I 2012
2012 معدل استخدام المواد المستخدمة لعام
X
حيث أن :
I 2012الرقم القياسي لعام . 2012
المتوسط المحتسب X
وهكذا لبقية المصروفات مثل األجور المباشرة والمصروفات المباشرة ،حيث يتم
التعديل
بمعامل التحويل الذي يمثل العالقة بين الرقم القياسي لنهاية السنة المراد التعديل إليها
ومتوسط الرقم القياسي لسنة األساس (على فرض تم إنفاقها بالتساوي على اشهر
السنة).
232
رابعا :القاعدة المحاسبية ( )8الصادرة في العراق
233
( ثانيا ) المصطلحات
234
.6العناصر النقدية
تتمثل العناصر النقدية في االلتزامات الواجبة التحصيل أو التسديد بعدد معين
ثابت من وحدات النقد الجاري (المتعامل به) دينار مثال ،وبهذا تكون ثابتة من
حيث كمية النقد عند تغيير األسعار أو القوة الشرائية للنقد .ويشمل النقدية في
الصندوق والبنك ،والمدينون ،وأوراق القبض أو أوراق الدفع والدائنون .
.7العناصر غير النقدية
تتمثل العناصر غير النقدية في العناصر التي ال تمثل التزاما بصورة عدد
ثابت من وحدات النقد وإنما تختلف باختالف مستوى األسعار .مثل المخزون
والموجودات الثابتة واالستثمارات طويلة األجل وحقوق الملكية .
.8مكاسب وخسائر حيازة العناصر النقدية
وهي األرباح والخسائر النقدية نتيجة لالحتفاظ بالعناصر النقدية نتيجة
لحدوث تغيرات في األسعار (كاالحتفاظ بالنقدية وانخفاض أسعارها بسبب التضخم
) أو ارتفاع أسعارها بسبب االنكماش.
( ثالثا ) االستجابة للتغيير في األسعار
هنالك عدد من الطرائق إلعداد البيانات المحاسبية لالستجابة للتغيير في
األسعار بما في ذلك التغيير في أسعار الموجودات وهي -:
الطريقة األولى :على أساس القوة الشرائية العامة أي الحفاظ على القيمة الحقيقية
لرأس المال .
الطريقة الثانية :طريقة التكلفة الحالية بدال من التكلفة التاريخية أي الحفاظ على
الطاقة التشغيلية للشركة .
الطريقة الثالثة :الجمع بين األسلوبين .
األسلوب األول :تعديل القوائم المالية طبقا لمفهوم القوة الشرائية العامة :
.1يعتمد هذا األسلوب على إعادة النظر في إثبات بعض أوكل مفردات البيانات
المحاسبية على أساس التغيير في القوة الشرائية العامة باستخدام أرقام قياسية
235
مناسبة ،وينعكس ذلك على االندثارات وتكلفة المبيعات وصافي مفردات
العناصر النقدية .
.2تعديل القوائم المالية التي تم إعدادها مسبقا طبقا لمفهوم التكلفة التاريخية بعد
تحديد الرقم القياسي المناسب لمستوى األسعار .
.3تبويب عناصر قائمة المركز المالي(الميزانية العمومية)إلى عناصر نقدية
وعناصر غير نقدية .
.4يتم تعديل أرقام العناصر غير النقدية من الموجودات باستخدام الرقم القياسي
الذي تم تحديده عند شراء الموجودات أو حيازتها أو عند تاريخ إعادة تقييمها
لبيان التغيير العام لألسعار وفق المعادلة اآلتية:
In
DV DVH
It
حيث أن :
قيمة العنصر . DV
236
ال يتم تعديل العناصر النقدية ألنها تعبر عن القوة الشرائية السائدة في .11
تاريخ إعداد القوائم المالية .
تعديل بنود كشف الدخل (ماعدا االندثار) باستخدام المعدل العام .12
لألسعار على أساس المعدل البسيط للمعدل العام لألسعار خالل سنة .
تحدي د المكاسب والخسائر الناتجة عن االحتفاظ بالعناصر النقدية عند .13
تغيير المستوى العام لألسعار عن طريق -:
طرح المطلوبات النقدية من الموجودات النقدية لتحديد صافي
الموجودات النقدية .
تعديل صافي الموجودات النقدية في بداية الفترة بمقدار التغيير في
القوة الشرائية في نهاية الفترة حسب المعادلة اآلتية -:
Ip2
RNFM NFM
Ip1
حيث أن :
RNFMتعديل صافي الموجودات النقدية .
الرقم القياسي لألسعار في أول المدة . Ip1
تعديل قيمة المتحصالت النقدية التي تمت خالل الفترة بنفس المعادلة .14
أعاله ويضاف الصافي إلى القيمة المعدلة أعاله .
تعتبر أرباح أو خسائر القوة الشرائية للنقود كأحد مكونات الدخل .15
المحاسبي الصافي مع مراعاة طريقة عرضها بشكل مستقل ويمثل ربح
النشاط الجاري .
العناصر شبه النقدية تعالج بنفس الطريقة الخاصة بمعالجة العناصر .16
النقدية .
237
أما األسهم الممتازة فإنها تعد من العناصر غير النقدية عندما تدرج في .17
البيانات المحاسبية بأقل من القيمة المحددة (الثابتة) لها .أما إذا أدرجت
بقيمتها المحددة التي تستحق بتاريخ السداد فإنها تعد من العناصر غير النقدية
.فإذا اعتبرت عناصر نقدية فإنها ستحقق أرباحا ً أو تتحمل خسائر تثبت في
كشف الدخل ألنها تمثل احد عناصره.
العمالت النقدية األجنبية فإنها تعامل على أساس : .18
عناصر غير نقدية ألنها مثبتة بأسعار التحويل التاريخية
وتعامل على هذا األساس .
عناصر نقدية إذا ثبت أسعارها على أساس سعر التحويل السائد
عند إعداد القوائم المالية .
تطبيق عام
238
يلي كشف الدخل عن السنة المنتهية بتاريخ 2012/12/31م والميزانية العمومية كما
تظهر بتاريخ 2012/12/31م ( المبالغ باآلالف ) .
(أوال ) كشف الدخل عن السنة المنتهية في 2012/12/31م ( المبالغ
باآلالف)
100000 مبيعات
60000 تكلفة المبيعات
40000 مجمل الربح
16000 المصروفات
4500 االندثار %10من45000
( )20500
19500 صافي ربح النشاط الجاري
239
المطلوب
.1احتساب مكاسب أو خسائر القوة الشرائية للعناصر النقدية .
.2إعداد كشف الدخل المعدل تبعا للتغيير في المستوى العام لألسعار عن الفترة
المنتهية في2012/12/31م .
.3إعداد قائمة المركز المالي المعدلة تبعا للتغيير في المستوى العام لألسعار كما
هي في 2012/12/31م .
خطوات الحل
أوال :حساب مكاسب أو خسائر القوة الشرائية للعناصر النقدية
األرقام بعد معامل التحويل األرقام قبل
التعديل التعديل
97500 100/130 75000 صافي األصول النقدية في 2012/1/1م
100000 130/130 100000 يضاف :المتحصالت النقدية (المبيعات)
197500 175000
26000 100/130 20000 تطرح :معدات مشتراة
52000 110/130 44000 بضاعة مشتراة برقم قياسي110
48750 120/130 45000 بضاعة مشتراة برقم قياسي 120
16000 130/130 16000 المصروفات
142750 125000
54750 50000 صافي المركز النقدي في 2012/12/31م
50000 صافي الموجودات النقدية غير المعدلة في
2012/12/31م
4750 مكاسب(خسائر) القوة الشرائية عن العناصر
الجارية
240
ثانيا:كشف الدخل المعدل للفترة المنتهية في 2012/12/31م
األرقام بعد معامل التحويل األرقام غير
التعديل المعدلة
100000 130/130 100000 المبيعات
52000 110/130 44000 كلفة المبيعات :رقم قياسي 110دفعة أولى
17333 120/130 16000 كلفة المبيعات :رقم قياسي 120الباقي
16000 130/130 16000 مصروفات الفترة
5850 100/130 4500 اندثار
91183 80500
8817 19500 صافي الدخل للنشاط الجاري
241
()8500 130/130 ()8500 تطرح :مطلوبات متداولة
81417 79000 راس المال العامل
134067 119500 إجمالي الموجودات
242
اسئلة الفصل
-1ماهي مزايا محاسبة القوة الشرائية العامة ؟ وماهي االنتقادات الموجهة اليها
؟
-2عدد المشكالت التي يسببها التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية.
-3ماهي االنتقادات الموجهة الى محاسبة الكلفة االستبدالية ؟
-4هنالك عدد من الطرق المستخدمة في اعداد البيانات المحاسبية لالستجابة
للتغير في االسعار؟ عددها مع الشرح.
-5اذكر االهداف التي اقرتها القاعدة المحاسبية ( )8في العراق لمعالجة اثار
التضخم االقتصادي .
243
الفصل العاشر
تعديل البيانات المحاسبية
( حالة عملية )
Recovery of Accounting Information
)(Case Study
244
الفصل العاشر
تعديل البيانات المحاسبية
( حالة عملية )
Recovery of Accounting Information
تمسك إحدى الشركات دفاترها وسجالتها المحاسبية بالطريقة التقليدية للمحاسبة التاريخية
( التسجيل بطريقة االقتناء أو الشراء ) .وقد توفرت الكشوف المحاسبية اآلتية المدرجة تفاصيلها
في القائمة ( )1والمعدة بالدنانير الجارية أو التاريخية .
.1الميزانية في بداية السنة 2012م .
.2كشف الدخل ( حساب النتيجة ) عن السنة 2012م .
.3الميزانية في نهاية السنة 2012م .
فإذا علمت أن :
( )1الموجودات الثابتة كانت قد أقتنيت بالكامل في بداية السنة 2012م .
( )2مؤشرات المستوى العام لألسعار تظهر بالقائمة (. )2
( )3فترة الخزن بالشركة هي ( )3أشهر أي أن متوسط عمر المخزون هو شهر ونصف .
( )4تسعير المخزون يتم بطريقة ما يدخل أوالً يخرج أوالً (. )FIFO
وباستخدام أساليب القيمة الحالية النقدية وأساليب تعديل الحسابات بطريقة القوة الشرائية
العامة فأن هنالك نوعان من الحل يمكن بواسطتهما احتساب النتيجة ( أو الربح ) الحقيقية -:
الحل المبسط -:تعديل مباشر للنتيجة ( الربح ) .
الحل الشامل -:تعديل عام للحسابات .
القائمة ()1
المبالغ (آالف الدنانير) الميزانية في 2012/1/1م (أ)
4250 إجمالي الموجودات الثابتة 1
()1700 ناقص :االندثارات المتراكمة 2
245
2550 صافي الموجودات الثابتة 3
3950 المخزون 4
1250 الذمم المدينة 5
425 النقدية 6
5625 الموجودات المتداولة ()6+5+4 7
()2500 ناقص :القروض 8
3150 رأس المال العامل ()8-7 9
5675 صافي المركز المالي ()9+3 10
المبالغ (آالف الدنانير) كشف الدخل (حساب النتيجة ) عن السنة 2012م (ب)
9500 المبيعات 11
3950 مخزون أول المدة 12
6000 مشتريات ومصروفات إنتاج 13
9950 المجموع ()13+12 14
4425 مخزون آخر المدة 15
5525 كلفة البضاعة المباعة ()15-14 16
3975 مجمل الربح ()16-11 17
135 مصروفات مالية (فوائد) 18
2615 مصروفات عامة 19
425 االندثارات 20
3175 المجموع ()20+19+18 21
800 النتيجة أو صافي الربح ()21-17 22
246
2325 الذمم المدينة (المدينون) 27
600 النقدية 28
7350 الموجودات المتداولة ()28+27+26 29
()3000 ناقص القروض 30
4350 رأس المال العامل ()30-29 31
6475 صافي المركز المالي ()31+25 32
القائمة ( )2
األرقام القياسية (المؤشرات) ألسعار االستهالك
األرقام القياسية (المؤشرات) السنة
الحالي ( المقارن ) األساس
112.5 100 2007م
153 139 2011م
169 153 2012م
يمكن تعديل النتيجة ( الربح ) بصورة مباشرة دون تغيير التدفقات ( المبيعات ،المشتريات
،وغيرها ) .كما تعتبر هذه األخيرة بدنانير متوسط السنة عدا ما هو فصلي منها .ومن ثم فأن
247
النتيجة ( الربح ) المعدلة يتعين أن تكون بدنانير متوسط السنة ( د .م ) .كلك يفضل أن تكون،
على سبيل المثال ،منسوبة إلى المبيعات .ويبلغ معدل التضخم السنوي ( ، )%10.46وقد تم
احتسابه كما يلي:
[ ( . ]153 / ) 153-169
-1يجب البحث عن التقييم الحقيقي للمخزون
يظهر كشف الدخل ( حساب النتيجة ) في القائمة ( -1ب) التغير في المخزون :
4425ألف دينار مخزون 2012/12/31
3950ألف دينار مخزون 2012/1/1
475 +ألف دينار التغير في المخزون (بالزيادة)
ويمكن أن يقسم تحليل هذه الزيادة في المخزون إلى قسمين -:
( )1ارتفاع المخزون خالل الفترة يتوافق مع هامش الربح الوهمي على المخزون .
( )2الزيادة الحقيقية للمخزون .
يتم تحويل ( )conversionالمخزون في نهاية وبداية الفترة المالية بدنانير متوسط السنة
على أساس األرقام القياسية ( المؤشرات ) المدرجة في القائمة ( . )2ومن الجدير بالذكر أن
المخزون المذكور آنفا ً قد تم اقتناؤه ،ليس في بداية ونهاية الفترة المالية ،ولكن بالمتوسط ()1.5
شهر ألن مدة التخزين تبلغ ( )3أشهر .
161
ألف دينار 4266 4425
167
161
4205 ألف دينار 3950
151.25
تمثل هذه الزيادة ( )61+ألف دينار الزيادة الحقيقية للمخزون بدنانير متوسط الفترة المالية
.ويمثل الفرق بين الزيادة الظاهرية للمخزون والبالغة ( )475ألف دينار والزيادة الحقيقية
( ) 61+ألف دينار الهامش الربحي الوهمي الالزم للمخزون .وقد تسبب هذا الفرق البالغ ()414
ألف دينار في تعلية تقدير النتيجة ( الربح ) المحاسبي بهذا المبلغ ( . ) 61- 475وإن أي إجراء
يتخذ في سبيل تعديل النتيجة ( الربح ) يجب أن يستند إلى سحب هذا المبلغ من الربح ( النتيجة )
المحاسبي .
248
ومن الجدير بالمالحظة أن تعلية تقدير الربح ( النتيجة ) بسبب المخزون يمكن أن تحتسب
مباشرة بأسلوب اقل تعقيدا ً وذلك من خالل التطبيق المباشر لمعدل التضخم السنوي البالغ
( )%10.46على مخزون أول المدة ( األساسي ) .والمبلغ المحصل هنا هو ( )413ألف دينار
يشكل المبلغ المقارب لما تم استخراجه في الطريقة أعاله على الرغم من أنه محتسب بدنانير
نهاية السنة .
-2يتعين أن تأخذ االندثارات التضخم االقتصادي بنظر االعتبار منذ بداية اقتناء الموجودات
الثابتة ( االستثمار ) .
تمثل اندثارات السنة 2012م مجموع اندثارات هذه السنة بأكملها ،وعليه يجب أن تكون
معدة بدنانير متوسط السنة 2012م .ويبلغ متوسط االندثار السنوي مبلغ ( ) 425ألف دينار كما
في القائمة ( - 1ب) ،أي ما يعادل ( )%10من إجمالي الموجودات الثابتة القائمة ( -1أ ،ج) .
ويقدر متوسط فترة االندثارات بـ 10سنوات ( إجمالي الموجودات الثابتة ÷ االندثار السنوي ) .
وقد تكون هذه المدة قابلة للتغيير عن طريق تعديل الحسابات .
يتم تحويل قيمة إجمالي الموجودات الثابتة ( مقتناة بالكامل في بداية السنة 2007م ) إلى
قيمته الحالية كما يلي -:
161
6842.5 ألف د.م 4250
100
وعليه فأن قسط االندثار السنوي الجديد ( الحالي ) يحسب كما يلي -:
6842.5
684.25 ألف د.م
10Year
هنالك طريقة أخرى لتحويل قيمة قسط االندثار المحاسبي إلى قيمته الحالية وهي أن يتم
التطبيق المباشر على قسط االندثار السنوي وكما يلي -:
161
684.25 ألف د.م 425
100
بناء على ذلك فأن الضرر أو التشويه ( ) distortionالذي تسبب في زيادة تقدير
النتيجة ( الربح ) يحسب كما يلي -:
259.25 = 425 - 684.25ألف دينار
وهذا الفرق في االندثار البالغ ( )259.25ألف دينار يعادل المبلغ المستخرج عن طريق
ضرب االندثار المحاسبي البالغ ( )425ألف دينار في معدل التضخم االقتصادي منذ تاريخ
االقتناء ( )%61أي (. 5)1.10
249
-3تقلل المصروفات المالية ( الفوائد ) من المكتسب النقدي
بالنسبة لهذه الشركة موضع التطبيق يكون صافي المديونية النقدية ايجابيا ً ( القروض –
الذمم المدينة أو المدينون – النقدية ) -:
وفي ظل غياب البيانات األخرى يمكن افتراض أن التغير يستمر في صافي المديونية (
االقتراض ) النقدية خالل الفترة المالية .وعليه فأن متوسط صافي المديونية النقدية كما يلي -:
75 825
450 ألف دينار
2
وهنا البد من اإلشارة إلى أن الدقة والموضوعية تتطلب إجراء تحويل القيمتين ( بداية
ونهاية الفترة المالية ) إلى قيمتهما الحالية قبل احتساب وسطهما الحسابي .
وعلى أية حال فأن مكتسب القوة الشرائية الالزمة للتضخم من صافي المديونية النقدية ،
يحتسب كما يلي -:
47.07 = 10.46 × 450ألف دينار نهاية السنة
161
44.84 ألف د.م . 47.07
169
وعليه فأن المصروفات المالية الحقيقية تتمثل في الفرق بين المصروفات المالية ( الفوائد )
المحاسبية البالغة ( )135ألف دينار ،وعلى افتراض إنها كانت تدفع على مدار السنة ،ومكاسب
أو مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية-:
المصروفات المالية الحقيقية = 90.16 = 44.84 – 135ألف دينار
-4تضليل ( أو تشويه ) العناصر الثالثة السابقة تتجمع على مستوى النتيجة ( الربح ) -:
414.00 +ألف دينار تضليل في المخزون
259.25 +ألف دينار تضليل في االندثار
تضليل في المصروفات المالية ( الفوائد ) 44.84 -ألف دينار
628.41ألف دينار تعلية تقدير النتيجة المحاسبية ( الربح )
وبناءا ً على ذلك فأن صافي الربح الحقيقي أو النتيجة الحقيقية يكون كما يلي -:
250
171.59 = 628.41 - 800ألف د.م.
يالحظ أن التقدير اإلضافي لصافي الربح يكون حوالي بنسبة ( )% 90من الربح
المحاسبي إذا ما أخذت العناصر الثالثة المضللة للنتيجة المحاسبية بنظر االعتبار .
تقوم عملية التعديل على أساس تحويل قيم جميع البنود المحاسبية الواردة في كشف
الدخل ( حساب النتيجة ) والميزانية إلى قيمها الحالية .وبذلك يمكن اختيار التاريخ الذي يمثل
تاريخ أساس واختيار الدينار الذي يمثل دينار ثابت .وهنا نفترض أن اختيارنا للدينار هو دينار
نهاية السنة .وإذا ما رغب المستخدم والقارئ في إجراء التعديل بدنانير متوسط السنة فأنه يمكنه
إجراء ذلك ببساطة .
يتم تحويل البنود المحاسبية الرئيسية ،في كشف الدخل والميزانية إلى أقيامها الحالية ،
من خالل معامالت التحويل المستندة إلى األرقام القياسية أو مؤشرات قياس األسعار المذكورة
في القائمة ( . )2ويتم تطبيق هذه المؤشرات على عناصر القائمة ( )1بغية تحويل اقيامها
المحاسبية إلى أقيامها الحالية ( انظر القائمة . ) 4
يتمثل مؤشر قياس األسعار العائد إلى 2012/12/31م ( )Xفي الرقم ( )169لكل بند
من البنود المحاسبية .وإن مؤشر االنطالق أو األساس ( ) / ( )departureللتحويل إلى القيمة
الحالية ،الخاص بالدنانير التاريخية ،يمثل ذلك المؤشر المعبر عن تاريخ اقتناء البند المحاسبي
المعني .ومن المالحظات الجديرة بالذكر هي أن الموجودات الثابتة اإلجمالية كانت قد اقتنيت
بالكامل في بداية السنة 2007م ،لذلك ينطبق عليها مؤشر األساس ( )100وهو كذلك بالنسبة
لالندثارات المتراكمة التي يعتبر تاريخ اقتناؤها هو تاريخ اقتناء الموجود أو األصل الثابت وليس
تاريخ اقتناء قسط االندثار السنوي الذي ال يشكل إال حركة داخلية ليس فيها عملية قبض أو دفع .
أن البنود المحاسبية الناتجة عن عملية احتساب معينة مثل صافي الموجودات الثابتة ال
تحول إلى قيمها الحالية مباشرة وإنما تحتسب بشكل اعتيادي .ويحتسب قسط االندثار السنوي من
خالل قسمة إجمالي القيمة الحالية للموجودات الثابتة على مدة االندثار البالغة ( )10سنوات وكما
يلي -:
251
7182.5
718.25 ألف دينار في نهاية السنة
10Year
يحتسب مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية من خالل القائمة ( .)3فإذا
كانت المديونية النقدية ثابتة بالدنانير الجارية خالل الفترة المالية فأن عملية االحتساب ال تشكل
مشكلة .إذ يمكن االكتفاء باحتساب القيمة بالدنانير الثابتة لصافي المديونية النقدية في بداية ونهاية
الفترة المالية ويؤخذ الفرق .
وبالعودة إلى الحالة السابقة ،يمكن احتساب متوسط صافي المديونية النقدية للفترة
المالية بدنانير متوسط الفترة المالية ونفترض إنها بقيت ثابتة (بالدنانير الجارية ) خالل الفترة
المالية .وعليه يمكن تحويل األرقام المشار إليها أعاله إلى أقيامها الحالية بدنانير متوسط الفترة
المالية :
161
868.14 ألف د.م 825 البداية :
153
161
71.45 ألف د.م 75 النهاية :
169
القائمة ( )3احتساب مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية
الدنانير الثابتة مؤشرات القيمة الحالية الدنانير
(متوسط السنة 2012م X / التاريخية
)
* صافي المديونية النقدية في
2012/1/1م
2500 -1القروض
1250 -2المدينون
425 -3النقدية
1675 -4المجموع ()3+2
868.14 161 153 825 -5صافي المديونية ()4-1
* صافي المديونية النقدية في
2012/12/31م
3000 -6القروض
252
2325 -7المدينون
600 -8النقدية
2925 -9المجموع ()8+7
71.45 161 169 75 -10صافي المديونية ()4-1
دنانير ثابتة دنانير متوسط صافي المديونية النقدية:
2012/12/31م تاريخية
469.80 169 169 *469.80 -11المديونية في 2012/12/31م
518.93 169 153 *469.80 -12المديونية في 2012/1/1م
49.1 (-12 -13مكتسب القوة الشرائية
)11
71.45 868.14
469.80 ألف دينار
2
وبناءا ً على ذلك نفترض أن صافي المديونية النقدية كان ثابتا ً )469.8( :ألف دينار بداية
2012/1م و ( )469.8ألف دينار نهاية 2012/12/31م .إن تحويل صافي المديونية النقدية في
بداية السنة بدنانير نهاية السنة من (2012/1/1م إلى 2012/12/31م ) إلى القيمة الحالية يكون
كما يلي -:
وعليه فأن الشركة حصلت على مكتسب قوة شرائية خالل السنة 2012م من تغيير
صافي مديونيتها النقدية بالدنانير الثابتة -:
49.1 = 469.8 - 518.90ألف دينار نهاية السنة
إن هذا المكتسب البالغ ( )49.1ألف دينار يرحل إلى حساب النتيجة أو كشف الدخل
إللغاء المصروفات ،وهو يساعد على احتساب صافي الربح الحقيقي أو النتيجة الحقيقية بما يعادل
مبلغ ( ) 182.55ألف دينار .فإذا ما أريد مقارنة ميزانيتين فانه البد من التأكد أو التحقق من أن
تغير صافي المركز المالي المعدل قد تم تعديله كذلك بالمبلغ ( )182.55ألف دينار .ويعتبر هذا
253
األمر اعتياديا ً في ظل غياب حصة كل من حقوق الملكية ( األموال الممتلكة ) وتوزيع األرباح
خالل الفترة المالية .
ومن الجدير بالمالحظة أن هذه النتيجة المعدلة ( الربح المعدل ) قد حققت نسبة زيادة
طفيفة عن النتيجة المعدلة والمحتسبة سابقا ً بصورة مباشرة .ويعتبر هذا الفرق أمرا ً طبيعيا ً
لسببين هما -:
-1تم احتساب النتيجة األولى بدنانير متوسط السنة 2012م ،بينما تم احتساب النتيجة الثانية
بدنانير نهاية السنة 2012م إذا اقل قيمة .
-2تم احتساب النتيجة األولى بالطرائق المبسطة ولكن تقريبية ،بينما تم احتساب النتيجة الثانية
باستخدام الطرائق األكثر دقة وموضوعية .
القائمة ( )4
الدنانير الثابتة مؤشرات التعديل الدنانير البيـــــــــــــــــان
2012/12/31م X / التاريخية
( أ ) الميزانية في 2012/1/1م
7182.5 169 100 4250 -1إجمالي الموجودات الثابتة
()2873 169 100 ()1700 -2ناقص :االندثارات المتراكمة
4309.5 2550 -3صافي الموجودات الثابتة ()2-1
4413.55 169 151.25 3950 -4المخزون
1380.7 169 153 1250 -5الذمم المدينة (المدينون)
469.45 169 153 425 -6النقدية
6263.70 5625 ()6+5+4 -7الموجودات المتداولة
2761.50 169 153 2500 – 8ناقص القروض
3502.2 3125 - 9رأس المال العامل
()8-7
7811.7 5675 -10صافي المركز المالي ()9+3
254
تابع القائمة ( )4
الدنانير الثابتة مؤشرات التعديل الدنانير البيان
2012/12/31م X / التاريخية
255
تابع القائمة ( )4
الدنانير الثابتة مؤشرات التعديل الدنانير البيان
2012/12/31م X / التاريخية
) الميزانية في 2012/12/31م (
7182.5 169 100 4250 -24إجمالي الموجودات الثابتة
()3591.25 169 100 ()2125 -25ناقص :االندثارات المتراكمة
3591.25 2125 -26صافي الموجودات الثابتة ()25-24
4478.00 169 167 4425 -27المخزون
2325 2325 -28الذمم المدينة (المدينون)
600 600 -29النقدية
7403 7350 المتداولة الموجودات -30
()29+28+27
()3000 ()3000 –31ناقص القروض
4403 4350 -32رأس المال العامل ()31-30
7994.25 6475 -33صافي المركز المالي ()32+26
(د)
182.55 800 -34التغير في صافي المركز المالي
256
ثالثا -:اختالف النتائج الحقيقية عن النتائج الظاهرية
The Difference between Real Results and Apparent Results
تعتمد عملية إعداد وإظهار نتائج أعمال الشركة على مصدرين مختلفين ،أولهما يتمثل في
البيانات المحاسبية التاريخية وثانيهما يتمثل في البيانات المعدلة ،ولذلك تظهر هذه النتائج مختلفة
اختالفا ً كبيرا ً .
القيمة الحقيقية القيمة الظاهرية البيــــــــــــــــــــــان
182.55 800 صافي الربح قبل الضريبة
400 400 الضريبة ()%50
217.45 - 400 صافي الربح بعد الضريبة
%21.9 %50 نسبة ( أو سعر ) الضريبة
7594.25 6075 صافي المركز المالي قبل الضريبة وقبل توزيع األرباح
7294.25 5775 صافي المركز المالي بعد الضريبة وبعد توزيع األرباح
( على افتراض أن حصص الربحية الموزعة هي ) 300
%2.78 - %7.05 العائد على حقوق الملكية بعد الضريبة ( أساس بداية )
%1.28 1.67 دوران حقوق الملكية ( أساس بداية )
%2.28 - %4.21 الربحية بعد الضريبة ( صافي الربح /المبيعات )
( المبيعات الحالية في 2012/12/31م تعادل ) 9972
517.45 - 100 + التمويل الذاتي للنمو والتوسع
( صافي الربح – الحصص الربحية )
257
خالصة الفصل
يتضح أن الضريبة على األرباح لم تتأثر بالتعديل ،غير أن هذا التعديل كان له األثر
الكبير على قيمة األرباح بعد الضريبة .ويالحظ كذلك أن الربحية أصبحت سالبة بعد التعديل،
وإن التمويل الذاتي ألغراض التوسع ( بعد االندثار وتوزيع الحصص الربحية ) كان هو اآلخر
سالبا ً بشكل كبير .وعليه فان قرارات الشركة من المؤكد أن تكون غير صائبة في ظل غياب
تعديل الحسابات .كما أن المستثمرين يمكنهم قبول ربحية منخفضة لكن األمر في الواقع سيكون
مؤلما ً بالنسبة لها حينما تفقد المستثمرين الحاليين والمرتقبين .وعليه يتعين على إدارة الشركة أن
تفحص بتمعن كم هو الربح المحاسبي الذي يساعدها في بلوغ أهدافها المرسومة في الموازنة
التخطيطية.
258
أوال -:المصادر العربية
-1الكتب
.1أحمد ،عبدالرحمن يسري وآخرون "،النظرية االقتصادية الكلية " ,الدار
الجامعية /اإلسكندرية ،مصر العربية . 2007
.2األمين ،عبد الوهاب "،مبادئ االقتصاد الكلي " ،دار الحامد للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن . 2002،
.3البياتي ،طاهر فاضل الشمري خالد توفيق "،مدخل الى علم االقتصاد " ،
دار وائل ،عمان األردن . 2009
.4الجنابي ،هيل عجمي ،أرسالن رمزي ياسين يسع "،النقود والمصارف
:النظرية النقدية " ،دار وائل ،عمان ،األردن . 2009 ،
.5الدليمي ،عوض فاضل إسماعيل " ،النقود والمصارف " ،دار الحكمة
للطباعة والنشر ،بغداد ،العراق . 1990 ،
.6الروبي ،نبيل ",نظرية التضخم " ،مؤسسة الثقافة الجامعية ،اإلسكندرية ،
جمهورية مصر العربية . 1984 ،
.7السريتي ،السيد محمد أحمد ،نجا ،علي عبد الوهاب " ،مبادئ االقتصاد " ،
عمان ،األردن .2006 ،
.8الشافعي ،محمد رمزي ،مشكلة التضخم في مصر :أسبابها ونتائجها مع
برنامج مقترح لمكا فحة الغالء ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،
جمهورية مصر العربية . 1980 ،
.9الشمري ،ناظم محمد نوري ،النقود والمصارف ،دار الكتب للطباعة
والنشر ،جامعة الموصل ،العراق . 1984 ،
الصياح عبد الستار ،العامري مشكور سعود " -:اإلدارة المالية : .10
أطر نظرية وحاالت عملية " ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن 2003 ،م .
259
العادلي يوسف عوض ،العظمة محمد احمد ،البسام صادق محمد -: .11
" مقدمة في المحاسبة المالية " ،ذات السالسل للطباعة والنشر والتوزيع ،
الكويت 1986 ،م .
العبد هللا رياض " -:النظرية المحاسبية "،ترجمة كتاب (، )Kam .12
دار الكتب للطباعة والنشر ،الموصل 2000 ،م .
العيسى ،نزار سعد الدين ،قطف ،إبراهيم سليمان " ،االقتصاد الكلي .13
:مبادئ وتطبيقات " ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان . 2006 ،
القاضي حسين ،حمدان مأمون " -:المحاسبة الدولية " ،دار الثقافة .14
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن 2000 ،م .
القريشي ،محمد صالح "،اقتصاديات النقود والنوك والمؤسسات .15
المالية " ،إثراء للنشر والتوزيع ،عمان األردن . 2009،
المناعي جاسم " -:األزمة االقتصادية لدول جنوب شرق آسيا .16
وانعكاساتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي " ،دار الفجر
للصحافة والطباعة والنشر ،أبو ظبي ،نيسان 1998م .
حداد ،أكرم ،ومشهور هذلول " ،النقود والمصارف مدخل تحليلي " .17
،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان األردن . 2008 ،
خلف ،فليح حسن " ،النقود والبنوك " ،جدار للكتاب والنشر ،عمان .18
األردن . 2008،
زكي ،رمزي " ،التاريخ النقدي للتخلف " ،عالم المعرفة ،الكويت ، .19
. 1987
شيحة ،مصطفى رشدي " ،مشكلة التضخم في االقتصاد البترولي " .20
،الدر الجامعية للنشر والتوزيع ،بيروت لبنان . 1981 ،
صقر ،صقر أحمد " ،النظرية االقتصادية الكلية " ،دار الغريب .21
للطباعة والنشر ،القاهرة ،جمهورية مصر العربية .
260
طاقة ،محمد وآخرون " ،أساسيات علم االقتصاد :الجزء الكلي " ، .22
إثراء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن . 2008 ،
عبد آل آدم يوحنا ،الدباغ ضياء حامد " -:اإلدارة المالية " ،دار .23
الكتب للطباعة والنشر ،الموصل . 1992 ،
عبد الرحمن ،إسماعيل ،عريقات حربي " ،مفاهيم ونظم اقتصاديات .24
التحليل الكلي والجزئي " .دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان األردن . 2008،
عبد هللا خالد أمين ،أبو عاصي حمزة بشير " -:محاسبة الشركات " .25
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ،الطبعة األولى ،عمان
األردن 2001 ،م
عريقات ،حربي محمد موسى " ،مبادئ االقتصاد الكلي " ،دار وائل .26
للنشر والتوزيع ،عمان . 2006 ،
علي ،عبد المنعم السيد ،العيسى نزار سعد الدين " ،النقود .27
والمصارف واألسواق المالية " ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،
األردن . 2004 ،
عناي ة ،غازي حسين " ،التضخم المالي " ،دار الميل ،بيروت ، .28
لبنان . 1992 ،
محمد يونس خان ،هشام صالح غرايبة " -:اإلدارة المالية " ،جون .29
وايلي وأوالده ،لندن 1986م .
مطر محمد عطية وآخرون " -:نظرية المحاسبة واقتصاد المعلومات .30
" ،دار حنين للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن 1996 ،م .
مقلد ،محمد رمضان ،نجا علي عبدالوهاب "،مبادئ االقتصاد الكلي .31
" ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،جمهورية مصر العربية . 2007 ،
هواري ،سيد " :اإلدارة المالية منهج اتخاذ القرارات " ،مكتبة عين .32
شمس ،القاهرة 1996 ،م .
261
- 2الدوريات
( )1ألجليلي مقداد ،رمو وحيد " -:إعداد القوائم المالية المؤقتة في ظل التغيرات
في المستوى العام لألسعار " مجلة المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،
مكتب فاني للطباعة ،بغداد 1995 ،م .
الحسون عادل محمد ،كاظم آالء حاتم " :التضخم وقرارات االستثمار " ، () 2
مجلة المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب فاني للطباعة ،بغداد ،
1995م .
( ) 3العادلي يوسف عوض ،العظمة محمد احمد " :التضخم وأثره على البيانات
المالية المنشورة للشركات الكويتية المساهمة " ،مجلة دراسات الخليج والجزيرة
العربية ( ، )1جامعة الكويت 1980 ،م .
( )4العامري مشكور سعود ،منصور طاهر محسن " -:بعض النماذج الحسابية
المستخدمة في تحديد الربحية المتوقعة وتقييم مجرى النقد في المشروعات التي
تعايش ظاهرة التضخم " ،مجلة العلوم االقتصادية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،العدد
( ، )2البصرة 1992م .
( )5العامري مشكور سعود وآخرون " -:دراسة مقارنة للمعايير المحاسبية الدولية
والنظام المحاسبي الموحد في العراق " ،مجلة العلوم االقتصادية ،كلية اإلدارة
واالقتصاد ،العدد ( ، )11البصرة 1994 ،م .
( )6العامري مشكور سعود " -:التضخم وأثره على بنود الميزانية " ،مجلة العلوم
االقتصادية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،العدد ( ، )5البصرة 1994 ،م .
( )7العامري مشكور سعود " -:محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق " ،مجلة
المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب فاني للطباعة ،بغداد 1995 ،م .
العامري مشكور سعود " -:اثر التضخم على تقييم ربحية االستثمارات " ، () 8
مجلة العلوم االقتصادية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،العدد ( ، )8البصرة 1997 ،م .
262
( )9العامري مشكور سعود " -:المعايير المستخدمة في تحديد قيمة المنشأة " ،
مجلة العلوم االقتصادية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،العدد ( ، )11البصرة 2000 ،م.
( )10العامري مشكور سعود ،عبد السيد ناظم حسن " -:المواءمة بين الطرائق
الموضوعية والذاتية المستخدمة في تقدير قيمة المنشأة " ،مجلة القادسية للعلوم
االقتصادية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،الديوانية 2001 ،م .
العامري مشكور ،ألطريحي هبة " -:قائمة التدفقات النقدية ومتطلبات ()11
اإلفصاح المحاسبي " ،مجلة آفاق اقتصادية ،العدد ( ، )93األمارات العربية
المتحدة 2003 ،م .
رمو وحيد محمود " -:تقييم مشروعات االستثمار في ظل التغيرات في ()12
المستوى العام لألسعار " ،مجلة المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب
فاني للطباعة ،بغداد 1995 ،م .
عبد هللا ،خالد أمين " -:محاسبة التضخم بين المعارضة والتأييد " ،مجلة ()13
االقتصاد واإلدارة ،العدد ( ، )16جدة ،المملكة العربية السعودية 1982 ،م .
محمد مطر " -:اث ر التضخم على قرارات االستثمار " ،مجلة المحاسب ، ()14
وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب فاني للطباعة ،بغداد 1995 ،م .
( )15نجم عبد الصاحب ،خالد رقاء " -:اثر الضخم على عناصر كشف الدخل "
،مجلة المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب فاني للطباعة ،بغداد ،
1995م.
( ) 16هاشم علي هاشم " :اإلطار العام لمحاسبة التضخم في ضوء تجربة النظام
المحاسبي الفرنسي " ،مجلة المحاسب ،وقائع المؤتمر العلمي العاشر ،مكتب فاني
للطباعة ،بغداد 1995 ،م.
3ـ الرسائل واألطاريح الجامعية
.1العطواني ،خالد شامي ناشور " ،اختيار نظام سعر الصرف في إطار سياسة
إحتواء التضخم في االقتصاد النامي " ،رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس
كلية اإلدارة واالقتصاد /الجامعة المستنصرية . 2009،
263
.2حسين ،منى يونس " ،عالقة سعر الصرف بالتضخم ودوره في تحقيق
التوازن النقدي :إشارة الى العراق " ،أطروحة دكتوراه مقدمة الى مجلس
كلية اإلدارة واالقتصاد /جامعة بغداد . 2006،
.3سعيد ،هيثم أكرم " ،تأثير التضخم الركودي على النمو االقتصادي في الدول
النامية للمدة من 1980ـ ، 1994رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية
اإلدارة واالقتصاد /جامعة الموصل . 2008 ،
.4مجيد ،عامر عبد هللا " ،تحليل وقياس العالقة السببية بين عرض النقود
والناتج المحلي اإلجمالي في بلدان مختارة للمدة من 1980ـ ، " 2006
رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة واالقتصاد /جامعة بغداد ،
. 2008
.5مرزوق ،عاطف الفي " ،تحليل الفجوة التضخمية في االقتصاد العراقي
للفترة 1980ـ ، " 1994رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة
واالقتصاد /جامعة الكوفة . 1999 ،
1-Books
264
(4) Choi (F.D.S) mueller (G.) : " International accounting " N.J
Prentice Hall Inc., Engelwood Cliffs, Prentice Hall Inc.,
USA,1992.
(5) Gernon (H.), Meek (G.K.) : " Accounting an international
perspective ", McGraw-Hills, Singapore,2001.
(6) Gitman Lawrence (J.) : " principal of managerial finance ",
Brief edition, Addison-Wesley Publishing Company,
USA,1998.
(7) Glautier (M.W.E.)Unerdown (B) : " Accounting theory &
practice", Pitman, London,1996.
(8) Kirman (P.), Nobes (Ch.), Parker (R.) :- " Inflation
accounting ", in the book of Nobes & Parker ( Comparative
international accounting ) , Prentice Hall Europe, Published in
Great Britain, London, 2000.
(9) Lecointre (G.) :- " la comptabilité d'inflation ", Dunod
entreprise, Bordas, Paris, 1977.
(10) Marchall (B.) Romney, Paul John Steinbart : " Accounting
information system ", 8th edition, Prentice Hall Inc., USA,
2000.
(11) Nobes (Ch.), Parker (R.) :- " Comparative international
accounting ", Prentice Hall, Pearson Education, Harlow,
London,2000.
(12) scapens (R.) :- " Accounting in an inflationary environment
", 1st Published, the Macmillan Press Ltd., London , 1977 .
265
(13) Seneterre (A.) :- " Inflation et gestion " , Dunod entreprise,
Bordas, Paris, 1980.
(14) Stuart (M.) :- " Comparative international accounting ",
Prentice Hall, Pearson Education, Harlow, London, 2000 .
(15) Van Horne (J.) :- " Financial management policy ", Prentice
Hall, Inc., Englewood, New-Jersey, USA, 1992.
(16) Vizzavona (P.) :- " Pratique de gestion, Evaluation des
entreprises ", Tome 3,Berti Edition, Algerie, 1991.
(17) Whirtington (G.) : " Inflation Accounting – An introduction
to the debate ", Cambridge University press . U.K. 1983 .
2-Periodicals
(1) Hoarau (C.) : " International Accounting Harmonization ",
the European Accounting Review, volume 4, London,1995.
(2) Mundell (M.) :- " Inflation & real interest ", Journal of
political Economy, Vol. N° 71, June,1963 .
(3) Norme IASC, UN, 1993 .
(4) Parker (R.) : " Introduction in comparative international
accounting ", Prentice Hall, Financial Times, London, 2000.
(5) Sandiland Reports, Chairman :- " Inflation accounting report
of inflation accounting committee ", 1977 .
(6) Van Offeren (D.H) : " Accounting for changing prices in
Dutch annual reports ", advances in international accounting,
Vol. 3, JAI Press. 1990.
(7) Whirtington (G.) : " Current cost accounting : Its roles in
regulated utilities ", Fiscal Studies, Vol. 15 , 1994 .
266
انتهى الكتاب بعون هللا تعالى ..........والحمد هلل رب العالمين....
267
حقوق التأليف محفوظة للمؤلف
يمنع منعا باتا طباعة هذا الكتاب بالكامل أو جزء منه بأي طريقة من طرق الطباعة
والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من األساليب إال
بموافقة خطية من المؤلف.
© Copy right
All rights reserved
First Edition: 2012
دار الطباعة والنشر :دار زهران للطباعة والنشر والتوزيع – عمان -االردن 2014
268