You are on page 1of 268

‫محاسبة التضخم‬

‫بين النظرية والتطبيق‬

‫االستاذ الدكتور‬
‫سعود جايد مشكور العامري‬

‫الطبعة الثانية‬
‫‪2014‬م‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬

‫يعد التضخم من المواضيع االقتصادية التي تنال أهمية بالغة وخاصة في دراسات المشـاكل االقتصادية‬
‫المعاصرة ‪ ،‬إذ أصبح االرتفاع في المستوى العام لألسعار وما يؤول إليه من تناقص في القوة الشرائية لوحدة النقد‬
‫وما يصاحبه من ارتفاع لألجور والمضاربة ‪ ،‬ظاهرة من الظواهر المالزمة للحياة االقتصادية منذ الخروج من‬
‫قاعدة الذهب في بداية السبعينات من القرن الماضي‪ ،‬بحيث لم تفلت أية دولة في العالم من الوقوع في مشاكل‬
‫التضخم‪ .‬كما أن التضخم ينعكس على األفراد والشركات على حد سواء‪ ،‬فالضرر الناجم عن التضخم يصيب‬
‫األفراد مثلما يصيب الشركات‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق بانخفاض القوة الشرائية لرأس المال والفوائد بالنسبة‬
‫للمدخرين والمستثمرين‪.‬‬
‫كذلك يضلل التضخم ب الكامل إدارات الشركات من خالل إيقاعها في أوهام تحقيق األرباح بينما هي في‬
‫الواقع ال تمثل إال أرباحا أسمية ‪،‬وذلك من خالل تشويه حسابات الربحية ‪،‬األمر الذي إلى تطبيق القوانين‬
‫الضريبية على مكاسب وهمية ‪ ،‬فضال عن أن التضخم يضلل عملية تقدير القيمة الحالية للشركة أو قيمة ثروتها‬
‫الفعلية ‪.‬‬

‫واتساقا مع هدف الكتاب في توضيح طبيعة التضخم واآلثار الناجمة عنه‬


‫والمعالجات المعتمدة للحد من تلك اآلثار وباألخص على مستوى الشركات‪ ،‬فقد جاء‬
‫الكتاب في عشرة فصول ‪ ،‬إذ تضمن الفصل األول توضيحا لمفهوم التضخم وأنواعه‬
‫وطرق قياسه والنظريات المفسرة له ‪ ،‬في حين تضمن الفصل الثاني آثار التضخم‬
‫وطرق المعالجة المتبعة على المستويين الكلي والجزئي ‪ ،‬أما الفصل الثالث فقد‬
‫خصص لتوضيح السلوكيات الناجمة عن التضخم ‪ ،‬وجاء الفصل الرابع كمدخل‬
‫تحليلي ألساليب تعديل الكشوف المحاسبية ‪ ،‬وتضمن الفصل الخامس معالجة تأثير‬
‫التضخم على عناصر الميزانية ‪ ،‬في حين تناول الفصل السادس تأثير التضخم على‬
‫عائد االستثمارات ‪ .‬أما الفصل السابع فقد بحث في تأثير التضخم على مجرى النقد ‪،‬‬
‫وتطرق الفصل الثامن الى معايير تقييم الشركة في ظل التضخم ‪ ،‬وتضمن الفصل‬

‫‪2‬‬
‫التاسع توضيحا إلمكانية تطبيق محاسبة التضخم ( القاعدة المحاسبية ) في العراق ‪،‬‬
‫وجاء الفصل العاشر واألخير ليتناول حالة عملية عن تعديل البيانات المحاسبية ‪.‬‬
‫أن هذا الكتاب من حيث محتواه ومضمونه يخصص الى إدارات الشركات‬
‫التي تقع على عاتقها مسؤولية اتخاذ القرارات المالية واإلدارية واالجتماعية والتي‬
‫يعتمد نجاحها على نظام المعلومات المحاسبي الموضوعي والواقعي ‪.‬‬

‫وفي الختام فال يدعي المؤلف الكمال لهذا الكتاب فالكمال هلل وحده‪ ،‬إال أنه‬
‫يعد مساهمة متواضعة يمكن من خاللها النظر إلى المعالجات التي تستخدم في الحد‬
‫من آثار التضخم على القرارات اإلدارية والمالية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬نأمل أن‬
‫يستفيد كل من الباحثين والدارسين والمحاسبين والمستفيدين بشكل عام مما ورد في‬
‫هذا الكتاب وهللا الموفق‪.........‬‬

‫المؤلف‬

‫‪2014‬‬

‫‪3‬‬
‫الفهرس‬

‫رقم‬ ‫المضمون‬
‫الصفحة‬
‫التسلسل‬

‫المقدمة‪...............‬‬

‫الفصل األول‬
‫التضخم‬
‫المفهوم ‪ ،‬األنواع‪ ،‬طرق القياس ‪ ،‬النظريات‬

‫أوال‪ :‬تاريخ التضخم‬


‫ثانيا ‪ :‬مفهوم التضخم‬
‫ثالثا ‪ :‬النظريات المفسرة للتضخم‬
‫رابعا‪ :‬معايير تصنيف التضخم‬
‫خامسا‪ :‬قياس التضخم‬

‫الفصل الثاني‬

‫آثار التضخم وطرق المعالجة‬

‫أوال‪ -‬أثار التضخم‬


‫ثانيا‪ -‬سياسات معالجة التضخم‬

‫‪4‬‬
‫ثالثا ‪ -‬أهداف معالجة وتعديل أثار التضخم‬

‫الفصل الثالث‬
‫السلوكيات الناجمة عن التضخم‬
‫أوال ‪ -:‬المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية للتضخم‬
‫ثانيا ‪ -:‬التضخم وتغيير السلوكيات‬

‫الفصل الرابع‬

‫مدخل تحليلي ألساليب تعديل الكشوف المحاسبية‬

‫أوال ً ‪ :‬الكشوف المحاسبية في ظل غياب التضخم‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم‬

‫ثالثا ً ‪ :‬أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج‬


‫المحاسبية‬

‫الفصل الخامس‬

‫تأثير التضخم على عناصر الميزانية‬

‫أوال‪ -:‬الميزانية في ظل انخفاض قيمة العملة النقدية‬

‫ثانيا ً ‪ -:‬الطرائق المحاسبية المستخدمة في تقييم عناصر الميزانية‬

‫ثالثا ً ‪ -:‬التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع‬

‫الفصل السادس‬
‫تأثير التضخم على عائد االستثمارات‬
‫أوال ‪ -:‬األسس العامة لحماية عائد االستثمار ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬التضخم والثوابت المالية ‪.‬‬
‫الفصل السابع‬
‫تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)‬

‫‪5‬‬
‫أوال ‪ :‬معدل الخصم أو كلفة رأس المال‬
‫ثانيا ‪ :‬تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار‬

‫الفصل الثامن‬
‫معايير تقييم الشركة والتضخم‬

‫أوال ‪ -:‬المعايير الشخصية‬


‫ثانيا‪ -:‬المعايير التقليدية (المحاسبية)‬
‫ثالثا ‪ -:‬المعايير االقتصادية‬

‫الفصل التاسع‬
‫إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق‬
‫( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )‬
‫أوال ‪ -:‬المعلومات المحاسبية والتضخم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬أساليب معالجة اثر التضخم االقتصادي على الكشوف المالية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -:‬القاعدة المحاسبية (‪ )8‬الصادرة في العراق ‪.‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫تعديل البيانات المحاسبية‬
‫( حالة عملية )‬
‫أوال ‪ -:‬الطريقة المباشرة لتعديل النتيجة ( الربح )‬
‫ثانيا ‪ :‬الطريقة الشاملة لتعديل جميع الحسابات‬
‫ثالثا ‪ -:‬اختالف النتائج الحقيقية عن النتائج الظاهرية‬

‫المصادر العلمية‬
‫أوال‪ -:‬المصادر العربية‬
‫ثانيا‪ - :‬المصادر األجنبية‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬

‫التضخم‬
‫ النظريات‬، ‫ طرق القياس‬،‫ األنواع‬، ‫المفهوم‬
Inflation
Concept, Kinds ,Methods of Measurement,
Theories

Date of inflation ‫ تاريخ التضخم‬:‫أوال‬


The concept of inflation ‫ مفهوم التضخم‬:‫ثانيا‬
The theories that explain inflation ‫ النظريات المفسرة للتضخم‬:‫ثالثا‬
Classification criteria for inflation ‫ معايير تصنيف التضخم‬:‫رابعا‬
Inflation measured ‫ قياس التضخم‬:‫خامسا‬

7
‫الفصل األول‬
‫التضخم‬
‫المفهوم ‪ ،‬األنواع ‪ ،‬طرق القياس ‪ ،‬النظريات‬
‫‪Inflation‬‬
‫‪Concept, Kinds, Methods of Measurement, Theories‬‬

‫إن النظرة الموضوعية لظاهرة التضخم التي عدت الظاهرة األولى في القرن العشرين‬
‫تقود إلى الحكم على إنها تعتبر إحدى المشكالت االقتصادية الرئيسة التي تعاني منها االقتصاديات‬
‫المتقدمـة والنامية على حد سواء‪ ،‬إال إن الفكر االقتصادي اخذ يرسي دعائم وشواهد حكمه‬
‫االيجابي على اعتبار التضخم ظاهرة اقتصادية صحية في مضمار النمو واستحداث التنمية وانه‬
‫يجب عدم اعتباره ظاهرة تنموية عائقة‪ ،‬والمشكلة هنا ليست في التضخم ذاته وإنما في كيفية‬
‫استخدامـــه والتحكم فيه ومعالجة المشاكل الناجمة عنه‪.‬‬
‫كما إن موضوع التضخم يعد من أكثر المواضيع التي حظيت باألبحاث في السنوات‬
‫األخيرة‪ ،‬وبالرغم من ذلك ما زال في حاجة إلى المزيد خاصة بالنسبة الى البلدان النامية في‬
‫مجال السياسات والمعالجات لكسر حدة التضخم أو تجاوز أثاره‪ ،‬فبينما حققت البلدان المتقدمة‬
‫بعض النجاحات في محاربة هذه الظاهرة والحد من آثارها يقف العديد من الدول النامية لحد اآلن‬
‫موقفا ضعيفا لتحقيق معالجة حقيقية لهذه الظاهرة ‪.‬‬
‫وبالنظر لكون الدراسة في هذا الكتاب تتركز على تحديد أساليب لمعالجة مشـاكل‬
‫التضخم التي تعاني منها الشركات واألفراد نتيجة آثاره على النشاط االقتصادي فإنه من‬
‫الضروري إلقاء الضوء على التعاريف والتحاليل الفكرية النظرية والمدرسية لظاهرة التضخم مع‬
‫التطرق ألهم مسبباتها وعوامل نشأتها وأنواع التضخم والسياسات النقدية والمالية لضبط‬
‫التضخم‪ .‬وعليه فأن هذا الفصل يتناول المحاور التالية‪-:‬‬
‫أوال‪ :‬تاريخ التضخم ‪Date of inflation‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التضخم ‪The concept of inflation‬‬
‫ثالثا‪ :‬النظريات المفسرة للتضخم ‪The theories that explain inflation‬‬
‫رابعا‪ :‬معايير تصنيف التضخم ‪Classification criteria for inflation‬‬
‫خامسا‪ :‬قياس التضخم ‪Inflation measured‬‬

‫‪8‬‬
‫أوال‪ :‬تاريخ التضخم ‪Date of inflation‬‬

‫البد من اإلشارة في بادئ األمر الى انه ال يوجد هنالك تاريخ عالمي محدد لبداية حدوث‬
‫التضخم كما انه لم يكن سابقا ينـــظر إليه كما ينظر إليه حاليا من حيث مفهومه وقياس مداه‬
‫ودرجة تأثيره وبغية أن يكون هنالك توضيح للفترات التي حدث فيها التضخم يمكن استعراض‬
‫تاريخ التضخم على شكل حقب زمنية وحسب المعلومات المتوفرة عن ذلك وكما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬الحقبة الزمنية األولى‪ :‬حدوث التضخم في فترة ما قبل التاريخ‬


‫البد من الضروري التأكيد قبل استعراض المعلومات التاريخية في هذه الحقبة بأن‬
‫هنالك حاالت من ارتفاع األسعار قد حدثت قبل الميالد في بقاع مختلفة من العالم نتيجة لحاالت‬
‫من القحط والجفاف مرت بها أجزاء من المعمورة أدت إلى ارتفاع مؤقت لألسعار سرعان‬
‫مازال بزوال أسبابه ولعل مسألة الجفاف في مصر في العهود الفرعونية والمؤشرة في سورة‬
‫يوسف من القران الكريم (( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إال قليال‬
‫ما تأكلون ‪ ‬ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إال قليال مما تحصنون ))‬
‫اآليتين (‪ 47‬و‪، ) 48‬‬

‫خير دليل على ذلك والتي خلفت شحة في المنتجات الزراعية وباألخص الحبوب أعقبتها موجة‬
‫في ارتفاع األسعار آنذاك تم تجاوزها بحزمة من اإلجراءات االقتصادية وعلى مدى سنوات من‬
‫بينها شراء الحبوب وتخزينها ثم تقنين توزيعها على مواطني مصر في سنوات الشحة ‪.‬‬
‫وتشير المعلومات التاريخية كذلك الى أن هنالك موجة تضخم (ارتفاع باألسعار) قد‬
‫حدث بحدود عامي ‪ 218 -220‬قبل الميالد في اإلمبراطورية الرومانية نتيجة الحروب التي‬
‫شنتها اإلمبراطورية حيث عمدت الدولة الى تخفيض نقاء عملتها المعدنية ووزنها لتمويل‬
‫عملياتها العسكرية فأفضى ذلك الى االرتفاع باألسعار‪.‬‬

‫‪ -2‬الحقبة الزمنية الثانية ‪ :‬حدوث التضخم في األلف الثاني الميالدي‬


‫لقد تكرر حدوث التضخم النقدي في اقتصاديات عدد من الدول‪ ،‬إذ يشير التاريخ كذلك‬
‫إلى أن هنالك موجة من التضخم قد اجتاحت بالد الصين منذ استخدامها لألوراق النقدية كأول‬
‫دولة بالعالم تستخدم هذه األوراق في أوائل القرن العاشر الميالدي‪ ,‬ومع تزايد إصدار األوراق‬
‫النقدية فيها نشأ التضخم النقدي في القرن الحادي عشر والثاني عشر واستمر االقتصاد الصيني‬
‫يعاني من الحاالت التضخمية المفرطة لحين إلغاء الحكومة التعامل باألوراق النقدية في منتصف‬

‫‪9‬‬
‫القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬وبذلك يعد هذا األجراء أول معالجة للتضخم من خالل استخدام‬
‫السياسات النقدية ‪.‬‬
‫كذلك حدثت موجة من التضخم في عدد من بلدان أوربا في القرن السادس عشر الميالدي‬
‫بسبب االستعمار االسباني ألجزاء من القارة األمريكية الجنوبية وزيادة إصدار العملة المعدنية‬
‫لسد االحتياجات المتزايدة عليها وحدثت موجة من ارتفاع األسعار في انكلترا وفرنسا في القرنين‬
‫السادس عشر والسابع عشر الميالدي بسبب النمو الذي حدث فيهما كما حدث نفس الشيء في‬
‫اليابان وباألخص في النصف الثاني من القرن السابع عشر كما توالت بعد ذلك موجات التضخم‬
‫النقدي خالل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميالدي في العديد من دول العالم ومن بينها‬
‫مصر إذ يشير التاريخ الى أن األسعار قد ارتفعت فيها (عام ‪ 1215‬هجرية) لجميع المواد والسلع‬
‫المتداولة في السوق حتى ارتفع سعر كل شيء عشرة مرات وأكثر‪ ،‬مما أدى الى اضطراب جميع‬
‫المعامالت الخاصة باإلفراد وأسعار البضائع والعقارات‪.‬‬

‫‪ -3‬الحقبة الزمنية الثالثة‪ :‬حدوث التضخم في العصر الحديث‬


‫على الرغم من أن القرن العشرين يدخل في التصنيف التاريخي ضمن األلف الثاني‬
‫الميالدي إال انه سيتم هنا اإلشارة إليه بصورة منفردة ذلك أن هذه الظاهرة أصبحت من المشاكل‬
‫االقتصادية الكبيرة في العصر الحديث وأصبحت لها أدبيات اقتصادية وإحصائية ومقاييس‬
‫ومعالجات على المستوى الكلي والجزئي ‪.‬‬
‫لقد حصلت موجات من التضخم في العصر الحديث في العديد من البلدان وفي كافة أنحاء‬
‫المعمورة وكان أشدها هو ما عانت منه ألمانيا بعد الحرب العالمية األولى وتحديدا عام ‪ 1923‬إذ‬
‫ارتفعت األسعار فيها بصورة مذهلة بحيث أن الفرد في تلك الفترة يحمل نقوده في عربة حينما‬
‫يذهب إلى السوق لشراء احتياجاته من السلع‪ ،‬وكان العمال يتسابقون للخروج من المعامل ومعهم‬
‫أجورهم ليشتروا بها قبل أن ترتفع األسعار‪ ،‬وبالطبع عندما يحدث ذلك فاألجور تخضع للمساومة‬
‫في كل يوم وقبل بدء العمل‪ ,‬كذلك تعرضت الكثير من البلدان خالل الحرب العالمية الثانية‬
‫الرتفاع كبير باألسعار فقد ارتفعت األسعار بنسبة ‪ %1345‬في فرنسا و‪ %4735‬في ايطاليا أما‬
‫في ألمانيا والصين فقد تضاعفت معدالت التضخم في أيام قليلة‪ ،‬ومثل ذلك حدث في دول أمريكا‬
‫الالتينية مثل األرجنتين والبرازيل وشيلي التي شهدت مديات تضخم وصلت الى أكثر من‬
‫‪ %500‬في السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫كما تعرضت اقتصاديات عدد من بلدان أوربا الشرقية الى التضخم بين عامي ‪-1944‬‬
‫‪ ،1946‬كذلك اجتاحت العالم موجة من التضخم عام ‪ 1973‬في أعقاب ارتفاع أسعار النفط ‪.‬كذلك‬

‫‪10‬‬
‫شهد العصر الحديث ابرز حاالت التضخم النقدي في يوغسالفيا عام ‪ 1990‬بعد انهيار المعسكر‬
‫االشتراكي الى جانب حدوث وتائر تضخمية عالية في روسيا والمكسيك وغيرها‪ ،‬كذلك التضخم‬
‫باألسعار الذي حدث في العراق منذ عام ‪ 1990‬بعد فرض العقوبات االقتصادية الدولية عليه‪ ،‬إذ‬
‫بلغ معدل التضخم في عام ‪2000‬م أكثر من (‪. )%1000‬‬
‫ويالحظ أن هذه الحاالت من معدالت التضخم العالية قد اقترنت بالحروب والهزائم‬
‫والثورات واالضطرابات وعدم االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫ومن هنا فان التضخم كظاهرة ليس امرأ حديثا بل أن جذوره التاريخية قديمة غير أن‬
‫تصاعد االهتمام بقضية التضخم بدأ يتجلى بشكل ملحوظ على صعيد الفكر االقتصادي وكذلك‬
‫على ساحة الدراسات االقتصادية التطبيقية منذ الحرب العالمية األولى‪ ،‬والواقع آن تزايد االهتمام‬
‫بقضية التضخم لم يأتي كنتيجة للتطور التلقائي للعلوم االقتصادية ولكنه يرجع إلى تغيرات‬
‫أساسية حدثت على صعيد الواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي منذ الثالثينات من القرن‬
‫الماضي تعد في مجملها من تأثيرات التضخم النقدي وانعكاساته‪ ،‬ومن ابرز ذلك التطور الذي‬
‫شهده النظام النقدي وشيوع النقود االئتمانية التي هي أكثر أنواع النقود عرضة للتقلبات‬
‫والتغيرات‪.‬‬
‫كما يالحظ ومن خالل الوقائع واألحداث التاريخية أن التضخم يتطور بمرور الزمن‬
‫وباتجاه واحد وغير قابل للتراجع كما يالحظ المتتبع للشؤون االقتصادية بوضوح أن األسعار‬
‫تنمو وتتطور خالل الزمن‪ ،‬فأسعار العقد األول من القرن الحادي والعشرين ليست بمثل أسعار‬
‫عقد التسعينات من القرن العشرين لذلك فأن التضخم لم يعد اليوم حدث عرضي يزول بزوال‬
‫األسباب التي أدت إلى ظهوره‪ ،‬وإنما يشكل ظاهرة تالزم اغلب اقتصاديات بلدان العالم‪.‬‬

‫‪The concept of inflation‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مفهوم التضخم‬

‫ال يزال مفهوم التضخم كان عرضة إلى االختالف بين المدارس الفكرية االقتصادية‪،‬‬
‫ويرجع سبب ذلك الى أن نظرية التضخم قد مرت بتطورات عديدة تبعا لتطور الفكر‪ ،‬لذلك فقد‬
‫عـرف التضخم بطرق مختلفة وقد تم التوصل الى أن هنالك ثالث اتجاهات لتعريف التضخم‬
‫أولهما يعرف التضــخم بناءا على مسبباته والثاني يعرفه بناءا على أسبابه والثالث يعرف‬
‫التضخم بناءا على مظـاهره وأسبابه وكما يلي‪:‬‬
‫االتجاه االول‪ :‬يعرف التضخم بناءا على مسبباته‪ ،‬إذ يؤكد االقتصادي فريدمان ‪M.‬‬
‫‪Friedman‬بأن التضخم هو ظاهرة نقدية دائما كذلك يرى ‪ Goulborn‬التضخم بأنه قدر كبير‬

‫‪11‬‬
‫من النقود تطارد قليال من السلع‪ ،‬وهذا ما يؤكد بأن التضخم ظاهرة نقدية صرفة من خالل إيجاد‬
‫العالقة بــين كمية النـــقود كسبب واألسعار كنتيجة‪.‬‬
‫االتجــاه الثانـي‪ :‬يهـــتم بأسباب التضخــم ومظـــاهره الخـــارجية‪ ،‬يعــرف‬
‫االقتصـادي )‪ (Emie .J Memes‬يعرف التضخم بأنه حركة صعودية لألسعار تتصف‬
‫باالستمرار الذاتي تنتج عن فائض الطلب الزائد عن قدرة العرض وهذا االتجاه في الغالب يميز‬
‫وجهة النظر الكنزيـة عموما وفي هذا اإلطار يعرفه كينز )‪ (Keynes‬بأنه ضالة مرونة العرض‬
‫أمام الزيادات الحاصلة في الطلب‪ ،‬ويعرفه ليرنر )‪ (Lerner‬بأنه زيادة الطلب على العرض أي‬
‫أن مؤيدو هذا االتجاه أبدوا أرائهم فـي تعريف التضخم بالنظر الى مصادره الرئيسة‪ ،‬كما يرى‬
‫أنصار هذا االتجاه أيضا أن الطلب يزداد بزيادة العرض النقدي أو الطلب الحقيقي على السلع‬
‫والخدمات المتوافرة في حين أن العرض يقل نتيجة نشوء االحتكارات أو تشوه هيكل اإلنتاج او‬
‫بفعل العوامل الخارجية كالحروب‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يعرف التضخم بالتركيز على خصائص ومظاهر التضخم واآلثار‬
‫الناتجة عنه وهو االتجاه السائد حاليا بــين معظم االقتصاديين حيث يصـف التضـــخم بأنه‬
‫االرتـفاع المستمر والملموس في المستويـــات العامة لألسعار خالل فترة معينة من الزمن ومن‬
‫هؤالء االقتصاديين روبنسون ‪ Robinson‬الذي يعرفه بأنه (ارتفاع األسعار) بينما يعرفه فالمان‬
‫(‪ )Flaman‬بأنه (حرك ة االرتفاع العام باألسعار) وقد أيد الكثير من المفكرين االقتصاديين هؤالء‬
‫في تعريفهم للتضخم بأنه االرتفاع باألسعار حتى أصبح هذا التعريف شائعا بين الجميع‪ ،‬وقد‬
‫اشترط البعض في هذا التحليل الدوام واالستمرارية في االرتفاع ولهذا ال يمكن تسمية االرتفاع‬
‫المؤقت بأنه تضخما ‪.‬‬
‫لكن يبقى السؤال المطروح قائما حول متى يمكن اعتبار ارتفاع األسعار مستمرا أو‬
‫مؤقتا أي ما هي المدة الالزمة العتباره مؤقتا أو مستمرا وما هو المعدل المطلوب الذي تصل إليه‬
‫األسعار في ارتفاعها لكي يعتبر معدال ًتضخميا مقبوال‪.‬‬
‫في ضوء هذه االتجاهات الثالث فأنه يمكن تعريف التضخم بأنه ( كل زيادة في الطلب‬
‫الكلي الفعال عن العرض الكلي للسلع والمنتجات في فترة زمنية معينة تؤدي الى زيادة في‬
‫المستوى العام لألسعار)‪ ،‬أي أن التضخم يمثل ضغط الطلب الكلي على السلع والخدمات بحيث‬
‫يتجاوز العرض الكلي المتاح من الناتج من هذه السلع والخدمات‪ ،‬وفي مثل هذه الحالة فأن الزيادة‬
‫في الطلب الكلي(إنفاق المستهلكين وإنفاق الدولة على السع والخدمات ) ستترجم الى ارتفاع في‬
‫المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الى جانب ذلك البد من التأكيد بأنه ليس كل ارتفاع باألسعار يعتبر تضخما ً فقد يحصل‬
‫ارتفاع في أسعار سلعة معينة أو مجموعة سلع كالسلع والمنتجات الزراعية مثالً ألسباب تسويقية‬
‫أو إنتاجية محصورة بتلك السلع كتأثير العوامل المناخية على اإلنتاج‪ ،‬أوقد تكون ألسباب موسمية‬
‫كارتفاع الطلب على السلع والخدمات االستهالكية خالل مواسم معينة كاألعياد مثالً‪ ،‬مثل هذه‬
‫التغيرات السعرية ال تعتبر تضخماً‪ ،‬ومن هنا فأنه يمكن تعريف التضخم على أنه االرتفاع‬
‫بالمستويات العامة لألسعار الذي يتصف باالستمرارية والشمول لجميع السلع والخدمات ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬النظريات المفسرة للتضخم‬


‫‪The theories that explain inflation‬‬
‫هنالك العديد من أنواع التضخم التي تتعدد أسباب حدوثها ومدى حدتها تأثيراتها وأن‬
‫هنالك العديد من النظريات تبحث عن السبب األصلي لظاهرة االرتفاع في المستوى العام‬
‫لألسعار لغرض وضع السياسات العالجية لها‪ ،‬وهنالك العديد من النظريات التي لم تتفق بشكل‬
‫عام على تقرير سبب التضخم‪ ،‬وأن جميع هذه النظريات تدعم من أصحابها بحجج تبدو قوية‬
‫ومتماسكة وهذا يؤشر حقيقة أن هنالك أكثر من سبب للتضخم وأن هنالك أكثر من نظرية تبحث‬
‫في تفسيره‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فأن معظم النظريات المفسرة للتضخم تقوم على فكرة أساسية‬
‫وهي التفاعل بين الطلب الكلي والعرض الكلي ‪.‬‬
‫كما يرى العديد من االقتصاديين أن التضخم في الدول النامية يعود الى األختالالت‬
‫الهيكلية التي تعاني منها اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬وبناء على ذلك فأن النظريات المفسرة ألسباب‬
‫التضخم يمكن تقسيمها الى ثالث نظريات هي ‪:‬‬
‫‪ ‬نظريات الطلب (جذب الطلب )‪.‬‬
‫‪ ‬نظريات العرض(دفع النفقة ) ‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية الهيكلية‪.‬‬

‫‪Theories of Attract Demand‬‬ ‫‪ -1‬نظريات جذب الطلب‬

‫هنالك العديد من األفكار والنظريات التي تنطوي تحت لواء اإلطار العام لنظرية فائض‬
‫الطلب في تفسيرها للتضخم حيث يمثل جذب الطلب الفرع الرئيسي لها‪ ،‬إذ يقع ضمن إطار زيادة‬
‫الطلب العام ويعرف بأنه مبالغ نقدية كبيرة الكم تطارد سلعا ً قليلة العدد نسبياً‪ ،‬أي أن هذا النوع‬
‫من التضخم ينتج بسبب زيادة إجمالي الطلب على السلع والخدمات على اإلجمالي المعروض منها‬
‫وسيتم تناول أهم النظريات التي أكدت على جانب الطلب وكما يلي ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Quantity theory of money‬‬ ‫(‪ )1‬النظرية الكمية للنقود‬
‫تعبر هذه النظرية عن وجهة نظر المدرسة الكالسيكية بالنسبة الى تضخم الطلبب‪ ،‬إذ أنهبا‬
‫نشأت في أطار الفكر الكالسيكي‪ ،‬وكانبت هبذه النظريبة أول إشبارة البى تضبخم الطلبب‪ ،‬فلقبد كبان‬
‫الفكبر الكالسبيكي ينظبر البى النقبود فبي ببادئ األمببر لتحديبد قيمتهبا علبى أنهبا مبن السبلع األخببرى‬
‫باعتبار أن النقود المعدنية سلعة من السلع كباقي المعادن تخضبع للعوامبل والقبوى التبي تبؤثر فبي‬
‫تحديببد هببذه السببلع ومنهببا العوامببل المتصببلة بببالعرض والطلببب‪ ،‬وأن التغيببرات الحاصببلة فببي قيمببة‬
‫النقود إنما ترجع الى تغيرات تلك العوامل المتصلة بالطلب والعرض باألسبواق‪ ،‬كمبا أن التضبخم‬
‫لم يكن من المشاكل األساسية التي اهتم بها التحليل الكالسيكي فبي ببادئ األمبر‪ ،‬إذ أنبه مبن الثاببت‬
‫أن األسعار خالل الفترة ما بين أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القبرن التاسبع عشبر وهبي فتبرة‬
‫انطالق معظم االقتصاديات الرأسمالية لم تشبكل ارتفاعبات محسوسبة يعتبد بهبا ومبن ثبم لبم تشبكوا‬
‫معظم هذه االقتصاديات من مشاكل التضخم وعدم االستقرار االقتصادي ‪.‬‬
‫وتعد النظرية الكمية للنقود أولى النظريات التي حاولت تفسير كيف يتحدد المستوى العام‬
‫لألسعار والتقلبات التي تحدث فيه مستندة ً الى فروض الفكر الكالسيكي ( والتي أهمها مرونة‬
‫األسعار واألجور‪ ،‬وسيادة المنافسة الكاملة‪ ،‬واعتماد اإلنتاج على عوامل حقيقية وليس نقدية)‪،‬‬
‫كما أن النقود ليست إال وسيط للتبادل ‪.‬‬
‫وقد كانت بدايات هذه النظرية تعود أصالً الى جون بودان (‪ ) 1596-1530‬الذي أشار‬
‫الى بعض العوامل التي تسبب ارتفاع األسعار ومنها التغير في مستوى النشاط االقتصادي‪ ،‬إذ‬
‫ساد رأيه طوال القرنين السابع والثامن عشر وظهرت أرائه أيضا في كتابات العديد من‬
‫االقتصاديين الذين أعقبوه ‪.‬‬
‫كما لعبت هذه النظرية دورا ً رئيسيا ً في تفسير التقلبات في قيمة النقود ومن ثم تحديد هذه‬
‫القيمة وذلك كأحد العوامل التي أعتمد عليها الفكر الكالسيكي في تفسير هذه التغيرات واآلثار‬
‫الناتجة عنها وتفسير الظواهر التضخمية وتحليلها وخاصة منذ القرن التاسع عشر والى ما بعد‬
‫الحرب العالمية األولى ‪.‬‬
‫(‪ ) 1947-1868‬أول من وضع صيغة رياضية‬ ‫ويعد االقتصادي فيشر ‪Fisher‬‬
‫جسدت أفكاره النقدية‪ ،‬إذ حاول أن يجعل هذه الصيغة التي عرفت بمعادلة التبادل أداته التحليلية‬
‫لتوضيح العوامل المفسرة لتقلبات المستوى العام لألسعار من خالل تأكيده للعالقة بين كمية النقود‬
‫والمستوى العام لألسعار‪ ،‬واعتبرت هذه الصيغة بمثابة تفسيرا لقيمة النقود إذ تنسب التضخم الى‬

‫‪14‬‬
‫تزايد كمية النقود مستندة ً الى جانب عرض النقود‪ ،‬بمعنى أن قيمة النقود تخضع للقوى نفسها التي‬
‫تخضع لها أية سلعة في السوق فتحدد قيمة النقود عند تساوي العرض مع الطلب عند نقطة‬
‫التوازن ومن ثم ترجع التقلبات التي تطرأ على قيمة النقود من وقت الى آخر الى تغير الظروف‬
‫المتصلة بالطلب أو بالعرض أو كليهما معا ً مستخدمةً في ذلك ما يسمى بمعادلة التبادل التي تبين‬
‫أن التغير في قيمة النقود يرتبط عكسيا ً مع التغير في كميتها وبالنسبة نفسها أذا بقيت العوامل‬
‫األخرى والمتمثلة بسرعة دوران النقود وكمية المبادالت من السلع والخدمات ثابتة مع تغير‬
‫النقود‪ ،‬وفي الوقت نفسه تتناسب كمية النقود طرديا ً مع مستوى األسعار وهو متغير تابع أي أن‬
‫أي تغيرات تحدث في الكميات النقدية ال بد أن تنعكس على األسعار بنفس النسبة وبنفس االتجاه‬
‫وأن توقف كمية النقود عن الزيادة يعني توقف األسعار عن االرتفاع ‪.‬‬
‫وقد صاغ فيشر صيغته من خالل المعادلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪M .V  P.T‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ : M‬كمية النقود المتداولة ( خالل فترة زمنية ) ‪.‬‬
‫‪ : V‬سرعة تداول النقود وهي ثابتة حتى على المدى القصير ألنها ترتبط بالعوامل السلوكية مثل‬
‫الرغبة باالحتفاظ بالنقود والعوامل التقنية والعوامل المؤسسية كتطور المصارف واألسواق‬
‫المالية وهذه عوامل كلها ثابتة حتى في األمد القصير‪ ،‬كما أن ‪ V‬تعني كذلك عدد المرات التي‬
‫تتداول فيها العملة النقدية خالل مدة زمنية معينة ‪.‬‬
‫‪ : P‬المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ : T‬حجم التبادل ( وهي كل عملية بيع وشراء سوءا كانت السلعة قديمة أو جديدة )‬
‫وهي ثابتة لوجود االستخدام الكامل حسب االفتراضات التي وضعها الكالسيك ‪.‬‬
‫وبغية التوصل الى فهم هذه المعادلة يمكن اخذ المثال التالي ‪:‬‬
‫بافتراض أن إحدى الدول تنتج سلعة معينة (واحدة فقط) وان الكمية المنتجة من هذه السلعة هي‬
‫‪ 375‬الوحدة في السنة وتباع هذه السلعة بسعر ‪ 20‬دينار للوحدة الواحدة وكمية النقود في هذه‬
‫الدولة هي ‪ 300‬دينار‪ ،‬كما أن سرعة تداول النقود فيها يصل الى ‪ 25‬مرة للدينار الواحد في‬
‫السنة الواحدة وبتطبيق المعادلة ‪:‬‬

‫‪M .V  P.T‬‬
‫)‪(300)(25)  (20)(375‬‬
‫‪7500  7500‬‬

‫‪15‬‬
‫هذا التطابق في جانبي المعادلة يمثل الحالة الطبيعية في االقتصاد وان أي زيادة في‬
‫كمية النقود سوف تنعكس أو تظهر في واحدة من المتغيرات األخرى المتبقية‪ ،‬فمثال يمكن‬
‫توضيح تأثير زيادة كمية النقود على السعر من خالل التالي ‪:‬‬

‫بافتراض أن كمية النقود في المثال أعاله قد زادت بنسبة ‪ %1‬بحيث وصلت الى ‪330‬‬
‫دينار‪ ،‬ففي هذه الحالة سوف يرتفع السعر (بافتراض ثبات المتغيرات األخرى) بنفس النسبة‬
‫وهذا ما يمكن توضيحه أدناه ‪:‬‬

‫‪M .V‬‬
‫‪P‬‬
‫‪T‬‬
‫)‪(330)(25‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪ 22‬‬
‫‪375‬‬

‫هذا يعني أن سعر هذه السلعة قد ارتفع بمقدار ‪ %1‬عن السعر السابق‪ ،‬وكذلك الحال‬
‫بالنسبة الى المتغيرات األخرى في المعادلة‪ ،‬فزيادة كمية النقود يجب أن يقابلها وبنفس النسبة‬
‫زيادة في الكميات المنتجة من هذه السلعة أو سوف تؤدي الزيادة الى انخفاض سرعة التداول ‪.‬‬

‫وقد تعرضت هذه النظرية إلى عدة انتقادات أهمها ‪:‬‬


‫‪ .1‬تقوم نظر ية كمية النقود تقوم على عالقة ميكانيكية لتأثير التغير في كمية النقود على‬
‫األسعار في االقتصاد القومي بصورة متناسبة‪ ،‬فقد ترتفع األسعار ألسباب حقيقية وليس‬
‫نقدية كما هو الحال في البلدان النامية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن المتغيرات التي تتضمنها المعادلة األساسية لنظرية كمية النقود ليست مستقلة بعضها‬
‫عن البعض كما تفترضها النظرية وأن هنالك فروض أخرى للنظرية ال تتصف بالواقعية‬
‫كفرض ثبات الحجم الحقيقي لإلنتاج وثبات سرعة تبادل النقود‪.‬‬
‫‪ .3‬تجاهل النظرية لدور النقود كمصدر للقيمة وتبنيها الرأي الذي يعدها كمصدر للتبادل‬
‫فقط‪ ،‬كما أن هنالك صعوبة في تطبيق قانون العرض والطلب على النقود لتحديد قيمتها‬
‫للطبيعة الخاصة للنقود ‪.‬‬
‫عدم تطرق النظرية لسعر الفائدة ولم تأخذه في الحسبان على الرغم من أهمية التغيرات‬ ‫‪.4‬‬
‫في كمية النقود وتأثيرها على سعر الفائدة ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وعلى الرغم من تلك االنتقادات فقد أدت هذه النظرية التي ربطت بين حجم النقود‬
‫ومستوى األسعار في الماضي دورا ً كبيرا ً جعل منها محط اعتبار لم تفلح في القضاء‬
‫عليه كليا ً كافة االنتقادات الموجهة لها‪.‬‬
‫فضال عن أن هذه النظرية تجد حضورها في التطبيق في المكان والزمان الذي تبالغ فيه‬
‫السلطات النقدية في إصدار النقود الورقية‪ ،‬كما أن هذه النظرية مهدت لدراسة الجوانب األخرى‬
‫من االقتصاد التي تتحكم في مسلك النقود وسرعة تداولها‪ ،‬ويقر االقتصادي هانسن بأن النظرية‬
‫الكمية للنقود قد تكون طريقة ممتازة لتحليل التطور التضخمي في البلدان النامية ‪.‬‬

‫(‪ )2‬النظرية الكنزية ‪Keynesian theory‬‬


‫وتســـمى كذلك بنظرية فائــــــض الطلب أو جذب الطلـــــب إذ تقوم على أساس أن‬
‫التضخم يعود إلى زيادة حجم اإلنفاق الكلي وتفوقـــه على العــــــرض الكلــــــــــي للسلع‬
‫والخدمات‪ ،‬مما يؤدي الى خلق فائض طلب ينعكس على زيادة معدالت التضخم ‪.‬‬
‫كم ا أن النظرية الكنزية بنيت على االنتقادات الموجهة الى النظرية الكالسيكية‪ ،‬إذ‬
‫انطلق كينز من أن النقود كوسيط للتبادل في البداية وأن التغير في المستوى العام لألسعار له‬
‫عالقة طردية مع التغير في كمية النقود‪ ،‬أي أن هذه النظرية هنا لم تخرج عن النظرية‬
‫الكالسيكيية ل كن الجديد هنا أن كينز عد النقود مخزن للقيمة وتؤثر في سعر الفائدة وحجم‬
‫االستثمار‪ ،‬أن تحليل كينز للتضخم والذي ظهر في كتابه ( النظرية العامة في التوظيف والفائدة‬
‫والنقود ) عام ‪1936‬م أضاف بعدا ً جديدا ً لتفسير العملية التضخمية من خالل التفاعل بين قوى‬
‫الطلب الكل ي والعرض الكلي‪ ،‬أي أن الزيادة في الطلب الكلي التي تتضمن زيادة األنفاق الكلي‬
‫بشقيه العام وبضمنه االستثمار العام والخاص وكذلك زيادة صافي عائد التجارة الخارجية (‬
‫الصادرات والواردات ) ستؤدي الى حالة تضخمية‪ ،‬إذ أكد كينز أن اختالل العالقة بين أسواق‬
‫السلع والخدمات من جهة‪ ،‬وأسواق عناصر اإلنتاج من جهة أخرى سينعكس بصورة فجوات‬
‫تضخمية ‪ ،‬وهنا ميز بين حالتين ‪:‬‬

‫‪ ‬األولى‪ :‬حالة االقتصاد في مستوى التشغيل الكامل ‪:‬‬


‫عندما يكون االقتصاد عند مستوى التشغيل الكامل أي أن زيادة الطلب الكلي ال يقابلها‬
‫زيادة في العرض الكلي ( ألن الجهاز اإلنتاجي يفتقد المرونة عند مستوى التشغيل الكامل )‪ ،‬فأن‬
‫التضخم هنا يعبر عن الفجوة ما بين حجم الطلب الكلي الفعلي وبين الحجم الكلي من السلع‬
‫والمنتجات المعروضة عند مستوى االستخدام الكامل بحيث تتمثل تلك الفجوة في ارتفاع مستوى‬
‫األسعار السائدة‪ ،‬وعند حجم معين من الطلب الكلي الفعلي يتحدد مستوى التوازن في االقتصاد‬

‫‪17‬‬
‫القومي ولكي يبقى االقتصاد القومي عند ذلك المستوى من التوازن يجب أن يتوازن الطلب الفعلي‬
‫مع مستوى االستخدام الكامل‪ ،‬فارتفاع المستوى الخاص بالطلب الكلي الفعلي عن مستوى‬
‫االستخدام الكامل يؤول الى ظهور التضخم ‪.‬‬
‫ان هذه النظرية ربطت التضخم باالستخدام الكامل للموارد وجعلت التضخم بديالً‬
‫للبطالة‪ ،‬فإذا ما أريد الحد من ارتفاع األسعار البد من تخفيض الطلب الكلي الذي سيؤدي الى‬
‫انخفاض اإلنتاج وارتفاع البطالة ‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية ‪ :‬حالة االقتصاد دون مستوى التشغيل الكامل ‪:‬‬


‫وهي الحالة التي ال يكون فيها االقتصاد قد وصل إلى مستوى التوظيف الكامل إذ ال‬
‫تكون الطاقات اإلنتاجية والموارد االقتصادية قد استغلت بشكل كامل أو قد وصلت إلى أقصى‬
‫طاقاتها في اإلنتاج‪ ،‬يرى كينز هنا بأن الزيادة التي قد تحدث في الطلب ستتمكن من إيصال‬
‫العرض من السلع والخدمات إلى زيادة مناظرة له في الطلب وهذا بدوره يؤدي الى زيادة حركة‬
‫المبيعات ومن ثم ينعكس ذلك على أرباح المنتجين مما يحفزهم على تشغيل طاقاتهم اإلنتاجية‬
‫المعطلة وغير المستغلة‪ ،‬كذلك أشار كينز إلى أن عجلة التوظيف ما أن تسير لألمام وتستغل‬
‫الطاقات العاطلة وتوظف األيدي العاملة غير المستخدمة ويزداد الضغط على عناصر اإلنتاج‬
‫لبعض القطاعات والذي بدوره يؤدي الى ارتفاع أسعارها قطاعياً‪ ،‬فأنه من المتوقع أن تبدأ‬
‫االتجاهات التضخمية بالظهور حتى لو لم يصل االقتصاد القومي إلى مرحلة التوظيف الكامل‬
‫وهو ما أسماه كينز بالتضخم الجزئي وهو ما سيرد ذكره عند استعراض أنواع التضخم في‬
‫الفقرات الالحقة‪ ،‬والشكل (‪ )1‬يوضح ذلك بيانيا ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫شكل – ‪ 1‬نظرية جذب الطلب‬

‫المستوى العام‬
‫لألسعار‬
‫‪S‬‬
‫‪ =S‬العرض الكلي‬

‫‪ =D‬لطلب الكلي‬
‫‪E3‬‬
‫‪P3‬‬

‫‪D3‬‬

‫‪E2‬‬
‫‪P2‬‬ ‫‪D2‬‬
‫‪E1‬‬
‫‪P1‬‬
‫‪D1‬‬
‫‪S‬‬

‫حجم اإلنتاج‬
‫‪0‬‬
‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬

‫ال يتضمن أي تضخم ذلك أن االقتصاد‬ ‫‪P1‬‬ ‫يالحظ من الشكل أعاله أن مستوى األسعار‬
‫من حجم اإلنتاج أي أن الموارد االقتصادية ال تكون مشغلة‬ ‫‪Y1‬‬ ‫دون مستوى التشغيل الكامل عند‬
‫بكاملها وبذلك تحافظ األسعار على ثبات مستواها والمعروض من السلع يسد الطلب عليها أو أن‬
‫أي زيادة في الطلب تقابلها زيادة مناظرة في العرض ‪.‬‬
‫من حجم اإلنتاج‬ ‫‪Y2‬‬ ‫وعند بلوغ االقتصاد مستوى التشغيل الكامل واإلنتاج الكامل عند‬
‫أي أن الوحدات اإلنتاجية تقترب في حالة استخدام كامل لطاقاتها ومواردها‪ ،‬والطلب الكلي عند‬
‫فأن األسعار ترتفع الى مستوى ‪ P2‬أي أن التضخم يبدأ بالظهور‪،‬ويعبر عن الفجوة ما‬ ‫‪D2‬‬ ‫مستوى‬
‫بين حجم الطلب الكلي الفعلي وبين الحجم الكلي من السلع والمنتجات المعروضة عند مستوى‬
‫االستخدام الكامل‪ ،‬بحيث تتمثل تلك الفجوة في ارتفاع مستوى األسعار السائدة‪ ،‬أما في حالة زيادة‬
‫الطلب الكلي الفعال الى أكثر من مستوى االستخدام الكامل أي ارتفاع منحنى الطلب الى ‪D3‬‬

‫‪19‬‬
‫والتي ال يقابلها زيادة في مستوى اإلنتاج‪ ،‬فأن هذه الزيادة في الطلب الكلي ستنعكس في زيادة في‬
‫األسعار تصل الى مستويات أعلى من األسعار السابقة يعبر عنها بـ ‪ P3‬مما يؤدي الى نشوء ما‬
‫يسمى بالتضخم الجامح ‪.‬‬
‫من جانب آخر قد يرافق التضخم مطالبة نقابات العمال برفع األجور بنسبة أكبر من‬
‫الزيادة في اإلنتاج‪ ،‬كما انه يقع غالبا ً في أوقات االنتعاش وقد عد كينز هذا النوع من التضخم‬
‫حافزا ً على زيادة اإلنتاج نتيجة األرباح المتحققة منه لذا فقد تعمل السلطات النقدية في أوقات‬
‫الكساد الدوري على خلقه بغية تحقيق قدر أكبر من التوظيف فهو إذا ً ليس تضخما ً حقيقيا ً وإنما قد‬
‫ينشأ ذلك نتيجة عدة عوامل منها‪:‬‬
‫‪ .1‬ظهور االختناقات الناتجة عن قصور عرض بعض مستلزمات اإلنتاج في بعض‬
‫األنشطة عن مواكبة الطلب المتزايد عليها مما يترتب عليه ارتفاع أسعارها‪.‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع األجور بصورة عامة نتيجة للزيادة في الطلب على العمل ‪.‬‬
‫‪ .3‬هنالك سلع مرنة اإلنتاج كالسلع الصناعية يمكن زيادتها حسب الزيادة في الطلب عكس‬
‫السلع الزراعية والتي تميل أسعارها الى االرتفاع بمجرد تزايد الطلب عليها ‪.‬‬
‫وتولد الميول التضخمية نتيجة لما تحاوله مجاميع المنتجين والمشروعات االحتكارية من‬
‫زيادة إيراداتها برفع األسعار قبل أن يصل االقتصاد الى مستوى التشغيل الكامل ‪.‬‬
‫يلخص مما تقدم بأنه على الرغم من أن اهتمام االقتصاديين الكالسيك تركز حول أثر‬
‫التغير في الرصيد النقدي على التضخم لكن كينز نقل االهتمام الى تيار األنفاق‪ ،‬وينتج التضخم‬
‫وفقا ً لهذا التفسير نتيجة لزيادة مجموع األنفاق الكلي على قيمة الناتج عند مستوى التوظيف‬
‫الكامل‪ ،‬وهذا ما يؤكد فصل العالقة الوثيقة بين التغير في كمية النقود والتغير في المستوى العام‬
‫لألسعار نظرا ً ألن سرعة التداول الدخلية يمكن أن تتجه للتغير‪ ،‬ومن ثم يحدث تغير في المستوى‬
‫العام لألسعار بالرغم من بقاء عرض النقد على ما هو عليه‪ ،‬ومع ذلك فهنالك أتفاق بين كال‬
‫الفريقين حول طبيعة تضخم الطلب والذي ينشأ نتيجة لزيادة األنفاق النقدي على العرض الكلي‬
‫عند مستوى التوظيف الكامل ‪.‬‬

‫(‪ )3‬النظرية النقدية الحديثة ( مدرسة شيكاغو ) ‪:‬‬


‫)‪Modern Monetary Theory (School Chicago‬‬
‫حدثت إضافات وتجديدات مهمة على التحليل الكالسيكي بظهور ما يعرف بالمدرسة‬
‫النقدية الحديثة أو مدرسة شيكاغو التي يتزعمها االقتصادي األمريكي فريدمان وهاري جونسون‬

‫‪20‬‬
‫وولتر ومعظم اقتصاديو صندوق النقد الدولي‪ ،‬وقد اعتمدت في تحليالتها على نظرية كمية النقود‬
‫الكالسيكية مع إعطاءها بعض التفسيرات الجديدة لتحليل أزمة التضخم ألركودي ‪.‬‬
‫هذه األزمة التي بدأت في سبعينات القرن العشرين والتي لم يعد حتى لآلراء الكنزية‬
‫تفسير حول كيفية تعايش التضخم المرتفع مع البطالة المرتفعة‪ ،‬إذ أثبت هؤالء قصور المدرسة‬
‫الكنزية في مواجهة هذه األزمة في إطارها النظري التحليلي وفي طابعها العملي‪ ،‬إذ راجت أفكار‬
‫هذه المدرسة خالل تلك الفترة وأصبحت وصفة في صياغة السياسات االقتصادية للعديد من‬
‫الدول لمعالجة مشاكلها االقتصادية ‪.‬‬
‫تؤكد مدرسة شيكاغو كذلك أن الظاهرة التضخمية ترجع الى الزيادة في عرض النقود‬
‫وهذا ما يسمى باتجاه النقديين )‪ ،)Monetarist‬والفكرة العامة لديهم تتمثل في أن السبب‬
‫األساسي وراء االرتفاع المستمر في األسعار هو الزيادة المستمرة في عرض النقود من قبل‬
‫السلطات النقدية بشكل يفوق حجم الطلب على النقود‪ ،‬وأن عرض النقود يمكن التحكم فيه من قبل‬
‫السلطات النقدية وأن سبب األختالالت يرجع الى مكونات دالة الطلب على النقود وليس عرض‬
‫النقود المتحكم به من قبل تلك السلطات ‪.‬‬
‫من هنا فأن التضخم من وجهة نظر مدرسة شيكاغو ظاهرة نقدية بحتة تعبر عن اختالل‬
‫التوازن بين عرض النقود والطلب عليها‪ ،‬ولما كان عرض النقود تتحكم فيه السلطات النقدية فإن‬
‫مفكري تلك المدرسة اهتموا بدراسة دالة الطلب على النقود لمعرفة تأثيرها على األسعار حيث‬
‫بين فريدمان أن عرض النقود نادرا ً ما يتغير في األجل القصير وأنه في األمد الطويل يتوقف‬
‫على عاملي المستوى الحقيقي لدخل وثروة الفرد وكلفة االحتفاظ بالنقود‪ ،‬ومن ثم فأن األفراد في‬
‫حالة وجود زيادة في عرض النقود لديهم تفوق طلبهم فأنهم يلجئون للتخلص منها عن طريق‬
‫زيادة األنفاق وهو األمر الذي سيؤدي الى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫كما ينادي النقديون )‪ )Monetarist‬على ضرورة أن يلعب سعر الفائدة دور فعال وأن‬
‫يسهم في تحقيق هدف ضبط معدالت نمو كمية النقود‪ ،‬ويرى هؤالء أن ليس من مهام الدولة في‬
‫النظام الرأسمالي العمل على ضمان تحقيق االستخدام الكامل ألن العمل على تحقيق هذا الهدف‬
‫يؤدي الى تجميد حركة النظم وتعطيل فاعلية القوانين االقتصادية واليد الخفية التي تصحح‬
‫األخطاء بطريقة آلية‪ ،‬كما يرى هؤالء أن دور الدولة يجب أن ينحصر في تأدية الوظائف‬
‫المعروفة وتنفيذ مشاريع البنى األرتكازية‪ ،‬كما يؤمن هؤالء بأن نسبة من البطالة يجب أن تسود‬
‫في النظام االقتصادي القائم حتى يمكن كسر حدة األجور وتماسك نقابات العمال‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -2‬نظريات تضخم دفع النفقة‬
‫‪Theories of inflation to pay alimony‬‬
‫يتضح من استعراض النظريات السابقة أن تضخم الطلب يعني فائض في الطلب يؤدي‬
‫الى زيادة في األسعار ومن ثم األجور وهو عكس تضخم النفقة حيث أن التسلسل ألسببي في هذا‬
‫النوع من التضخم بحسب آراء مفكري نظرية دفع النفقة يسير باتجاه معاكس ألن الدافع المبدئي‬
‫في هذه الحالة يتحقق نتيجة للزيادة في األجور النقدية أو أسعار باقي المدخالت األخرى مؤديا ً‬
‫بالتالي الى زيادة أسعار السلع والخدمات النهائية لمواجهة هذه الزيادة في النفقات‪ ،‬ومن هنا فأن‬
‫أصحاب هذه النظرية وبالرغم من أنهم لم يستبعدوا التأثيرات الكمية أو تأثيرات اإلنفاق لكنهم‬
‫حصروا اهتمامهم بارتفاع تكاليف اإلنتاج وخاصة األجور‪.‬‬
‫تشير الدالئل التاريخية واالقتصادية الى أنه بعد الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام‬
‫‪ 1957‬عجزت نظرية فائض الطلب في تفسير ارتفاع األسعار‪ ،‬إذ أثبتت التجارب والتحليالت أنه‬
‫حتى أذا ما تخلص اقتصاد ما من كل آثار فائض الطلب فأن األسعار قد تميل الى االرتفاع وذلك‬
‫ألن التطورات االجتماعية واالقتصادية قد أثبتت وجود أسباب أخرى غير قوى فائض الطلب‬
‫تعمل على أيجاد التضخم‪ ،‬األمر الذي أدى الى إعادة النظر في تفسير التضخم‪ ،‬وبعدها بدأ التفكير‬
‫بأهمية جانب العرض‪ ،‬ويعد ( ديوزنبري ) رائدا ً في هذا المجال أثر نشر مقالة بعنوان ديناميكية‬
‫التضخم عام ‪ 1950‬م إضافة الى االقتصادي ( أكلي ) الذي سار على نفس نهجه بتأكيده أمكانية‬
‫تأثير عوامل الكلفة والطلب على خلق تضخما ً في األسعار‪.‬‬
‫وقد بدأ اهتمام أصحاب هذه النظرية بتحليل جانب العرض من خالل تأثير المنتجين في‬
‫تحديد األرباح وكذلك تأثير نقابات العمال في تحديد األجور في ظل افتراض سوق تسوده سيطرة‬
‫احتكارية تتمكن من خاللها االحتكارات من رفع األسعار نتيجة الرتفاع التكاليف إضافة الى‬
‫انخفاض مرونة الطلب على عنصر العمل ودور النقابات في التأثير على عرض العمل ورفع‬
‫األجور‪.‬‬
‫لقد أثارت النظرية جدالً واسعا ً في الخمسينات من القرن العشرين بين أصحاب‬
‫الشركات ونقابات العمال حول من هو المسؤول عن التضخم إذ ادعت النقابات بأن ارتفاع‬
‫األجور هو ناتج عن ارتفاع مسبق باألسعار‪ ،‬بينما أصر أصحاب الشركات على العكس بأن‬
‫ارتفاع األسعار ناتج عن ارتفاع مسبق باألجور‪ ،‬أال أن الكثير من االقتصاديين أشار الى أن‬
‫العملية الكامنة وراء التضخم الناشئ عن التكلفة تعمل وفقا ً للسيناريو التالي ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫( بسبب زيادة األجور بواسطة نقابات العمال تقوم المؤسسات بزيادة أسعار سلعها وخدماتها في‬
‫محاولة لحماية هوامش ربحها‪ ،‬وتؤثر زيادة األسعار هذه على تكاليف المؤسسات األخرى‬
‫وتكاليف معيشة المستهلكين‪ ،‬وعندما ترتفع تكاليف المعيشة يشعر العمال بأن لهم الحق بالحصول‬
‫على احور أعلى من أجل تعويض تكاليف المعيشة العالية‪ ،‬وتحول المؤسسات ثانية هذه الزيادة‬
‫الى المستهلكين على شكل زيادة سعرية وأن ما يدعى بلولبية األسعار واألجور يمثل عمق‬
‫التضـخم الناتـج عن التكلفة )‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن بعض المؤشرات االقتصادية قد برزت في فترة السبعينات القرن‬
‫العشرين دفعت باتجاه عدم اقتصار تحليل أسباب التضخم على حالة ارتفاع معدل األجور أو‬
‫السيطرة االحتكارية للشركات الكبرى‪ ،‬فمثال تسبب ارتفاع السعر العالمي للبترول‪ ،‬أثر حرب‬
‫تشرين عام ‪1973‬م في ارتفاع مفاجئ في تكلفة اإلنتاج في جميع البلدان المستوردة للبترول مما‬
‫أدى الى صدمة عرض تلقائية أدت الى ارتفاع المستوى العام لألسعار في هذه البلدان‪ ،‬من جانب‬
‫آخر فأن البلدان النامية التي تعاني أساسا ً من مشكلة التضخم قد ال يكون لنقابات العمال فيها تأثيرا‬
‫على تحديد األجور أو رفعها ومن ثم عدم تأثير هذا العامل على أحداث تغييرات فاعلة في‬
‫األسعار‪ ،‬في حين قد يكون لعامل أسعار مستلزمات اإلنتاج المستوردة تأثيرا ً هاما ً في تفسير‬
‫التضخم في هذه البلدان‪ ،‬فكلما أرتفع سعر مستلزمات اإلنتاج المستوردة كلما ارتفعت أسعار‬
‫السلع والخدمات وأدى ذلك الى ظهور ضغوط تضخمية ‪.‬‬

‫‪Structural theory‬‬ ‫‪ -3‬النظرية الهيكلية‬

‫تعد النظرية الهيكلية (المنسوبة الى المدرسة الهيكلية التي يتزعمها االقتصادي راؤول‬
‫بريبش ‪ ) Raul Prebisch‬أحدث تفسير للتضخم وخاصة في الدول النامية التي تسعى الى‬
‫تحديث وتنمية اقتصادياتها‪ ،‬وهو تفسير يذهب الى أن التضخم ينجم عن تغيرات داخلية في‬
‫تركيب الطلب الكلي والعرض الكلي في االقتصاد‪ ،‬إذ يعتقد الهيكليون أن التضخم حتميا ً في‬
‫اقتصاد كان يحاول أن ينمو على نحو سريع مع وجود عوائق هيكلية والتي يعرفها االقتصادي‬
‫ثورب ( ‪ ) Thorp‬بأنها أوجه أساسية معينة من الهيكل االقتصادي واالجتماعي والسياسي‬
‫لالقتصاد الوطني والتي بطريقة أو أخرى تمنع التوسع‪ ،‬أي أن التضخم ال يجوز تفسيره بالزيادة‬
‫غير الطبيعية في كمية النقود أو نتيجة لسوء اإلدارة النقدية والمالية‪ ،‬وإنما يفسر بمجموعة‬
‫األختالالت الهيكلية واالقتصادية واالجتماعية والسياسية تكون وراء الزيادة غير الطبيعية في‬
‫كمية النقود وسببا ً في اإلدارة النقدية والمالية السيئة‪ ،‬فمعاناة اقتصاديات الدول النامية من‬

‫‪23‬‬
‫األختالالت الهيكلية العديدة تمثل األسباب الحقيقية التي تكمن وراء الضغوط التضخمية بها‪ ،‬إذ أن‬
‫التغيرات األساسية في الهيكل االقتصادي واالجتماعي ال يمكن تحقيقها عن طريق آلية السعر‬
‫التي تعمل ضمن هياكل سوقية غير تامة تماما ً وتتصف بمحدودية الموارد وهكذا تظهر النواقص‬
‫أو العجوزات وعدم التوازن‪ ،‬فاالقتصاديات النامية مثالً بحاجة الى استثمارات كبيرة في البنى‬
‫التحتية والتي ال تعطي مردودها إال بعد فترة من الزمن تسمى بفترة التفريخ وهي الفترة التي‬
‫تنقضي بين األنفاق على المشروع وتحقيقه لإلنتاج‪ ،‬خالل هذه الفترة يؤدي استمرار األنفاق‬
‫االستثماري الى ارتفاع المدخوالت النقدية ومن ثم ارتفاع الطلب االستهالكي بمعدالت عالية ال‬
‫تتناسب مع زيادة الطاقات اإلنتاجية أي ارتفاع الطلب الكلي بمعدالت تفوق زيادة المعروض من‬
‫السلع والخدمات وهذا يؤدي كذلك الى أن االرتفاع في أألسعار يبقى حتى في حالة وجود بطالة‬
‫عالية‪.‬‬
‫كذلك ربط أصحاب النظرية الهيكلية التضخم بعوامل أخرى منها تعاظم مشكلة الغذاء‬
‫لتباطؤ اإلنتاج الزراعي وتزايد اعتماد البلدان النامية على الخارج الستيراد المواد الغذائية أي إن‬
‫الطلب على المنتجات الغذائية ينمو بمعدالت تفوق معدالت نمو إنتاجها مما يترتب عليه زيادة‬
‫الضغوط التضخمية بهذه البلدان‪ ،‬يعاضد ذلك ارتفاع معدالت النمو السكاني فيها الى جانب تحيز‬
‫السياسات االقتصادية في تلك الدول ضد القطاع الزراعي وتوجيه الجزء األكبر من االستثمارات‬
‫الى قطاعي الصناعة والخدمات‪ ،‬وللداللة على ذلك هو تزايد التضخم في العديد من بلدان أمريكا‬
‫الالتينية مع ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية ‪.‬‬
‫من جانب آخر فأن الزيادة في موارد النقد األجنبي غير كافية لمواجهة الزيادة السريعة‬
‫في الطلب على الواردات الناجمة عن زيادة معدل النمو السكاني وجهود تنمية وتحديث القطاع‬
‫الصناعي الذي سعت إليه البلدان النامية‪ ،‬كما إن انخفاض عوائد الصادرات يخفض أيضا ً‬
‫اإليرادات الحكومية ويؤدي الى عجز في ميزان المدفوعات يتمخض عنه هبوط في قيمة العملة‬
‫مما يؤثر مباشرة على ارتفاع األسعار ومن ثم حدوث التضخم ‪.‬والمخطط التالي يوضح‬
‫النظريات المفسرة للتضخم ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫المخطط ( ‪) 1‬‬

‫النظريات المفسرة‬
‫للتضخم‬

‫نظريات الطلب‬ ‫نظريات العرض‬


‫النظرية الهيكلية‬
‫(جذب الطلب)‬ ‫(دفع النفقة)‬

‫النظرية النقدية‬ ‫النظرية الكمية‬


‫النظرية الكنزية‬
‫الحديثة‬ ‫للنقود‬

‫رابعا‪ :‬معايير تصنيف التضخم‬


‫‪Classification standards of inflation‬‬
‫هنالك العديد من معايير تصنيف التضخم تختلف باختالف النظريات المفسرة له واآلثار‬
‫المترتبة عليه‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذه المعايير قد أفضت الى أنواع مختلفة للتضخم اإل انه من‬
‫الصعب الفصل بين هذه األنواع في أحيان كثيرة ألنها مترابطة ومتشابكة الى حد قد يتضمن أحد‬
‫أنواع التضخم أنواعا ً أخرى‪ ،‬هذا فضالُ عن أن هنالك سمة مشتركة تجمع بين جميع األنواع‬
‫المختلفة للتضخم تتمثل في عجز النقود في أداء وظائفها أداءا كامال‪.‬‬
‫ومن هنا فقد اعتمدت المعايير التالية للتمييز بين أنواع التضخم المختلفة فيما يلي أهمها‪-:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -1‬معيار التحكم أو الرقابة الحكومية على التضخم ‪:‬‬
‫‪Despotism standard on inflation‬‬
‫يظهر هذا المعيار تأثير تدخل السلطات الحكومية وإشرافها على جهاز األسعار‬
‫ومراقبتها لتحركات المستويات العامة لتلك األسعار والتأثير فيها‪ ،‬إذ ينطوي تحت ظل هذا‬
‫المعيار نوعين من االتجاهات التضخمية‪.‬‬
‫(‪ )1‬التضخم المكبوت أو الحبيس‪Repressed or trapped inflation :‬‬

‫التضخم المكبوت يعني التضخم المؤجل بإجراءات حكومية أي أن هنالك زيادة في‬
‫األسعار من الممكن وقوعها لو غابت مجموعة من اإلجراءات مثل الرقابة الحكومية والتقنين‬
‫الرسمي بواسطة استخدام البطاقات التموينية وسياسة دعم ألسعار بعض السلع والخدمات‬
‫األساسية‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يظهر هذا النوع من التضخم في االقتصاديات المخططة مركزياً‪ ،‬أي أن‬
‫األسعار ال ترتفع فيه نتيجة السياسات والقيود الحكومية ويطلق عليه التضخم المقيد‪ ،‬ومن الجدير‬
‫بالذكر أن معظم اقتصاديات أوربا الغربية قد عانت من هذا النوع أثناء الحرب العالمية الثانية‬
‫ولجأت كذلك الى استخدام نظام البطاقات التموينية‪ ،‬كما تلجأ إليه اآلن الكثير من البلدان النامية‬
‫بفرضها سياسات سعرية لمكافحة االتجاهات التضخمية‪.‬‬
‫ومن مظاهر التضخم المكبوت هو ظهور الطوابير على المحالت التجارية وظاهرة‬
‫السوق السوداء وهو بخالف التضخم البارز أو الظاهر الذي ترتفع فيه األسعار بصورة مستمرة‬
‫وبحرية استجابةً لقوى السوق‪ ،‬أي انه مع وجود القيود والسياسات التي تتحكم باألسعار ال يعني‬
‫ذلك إطالقا عدم وجود ضغوط تضخمية والدليل على ذلك ما حدث بعد زوال الحكومات‬
‫االشتراكية في دول االتحاد السوفيتي سابقا ودول أوربا الشرقية وما أعقبه من ارتفاع كبير‬
‫باألسعار بشكل فاق كل توقع ‪.‬‬
‫إن ما حدث في دول المعسكر االشتراكي السابق حدث كذلك في العراق‪ ،‬فعلى الرغم‬
‫من أن فترة التسعينات قد شهدت ارتفاعا ٌ كبيرا ً في أسعار الكثير من السلع والبضائع والخدمات‬
‫باستثناء مفردات البطاقة التموينية نتيجة العقوبات االقتصادية الدولية المفروضة عليه عام‬
‫‪1990‬م فان الفترة التي تلت احتالل العراق في عام ‪2003‬م قد شهدت ارتفاعا ً كبيرا ً كذلك في‬
‫أسعار السع والخدمات‪ ،‬وسجلت دوائر التخطيط واإلحصاء نسبا ً سنوية متزايدة ألرقام التضخم‬

‫‪26‬‬
‫امتصت الكثير من الزيادات في الرواتب التي جرى تعديلها ثالث مرات منذ عام ‪2003‬م ولغاية‬
‫عام ‪2008‬م لتواكب االرتفاع باألسعار‪.‬‬
‫ومن هنا فأن التضخم المكبوت يكون نتيجة لسياسة تهدف الى منع الظروف القائمة‬
‫لتضخم ظاهر من التعبير عن نفسها وان هذا التضخم يظهر بشكل سريع بزوال تلك السياسة‬
‫نتيجة لتلك الظروف واالختالالت الموجودة في االقتصاد المعني‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل (‪: )2‬‬

‫شكل ‪ 2-‬التضخم المكبوت‬

‫‪35‬‬
‫منحنى التضخم المكبوت‬
‫‪30‬‬ ‫منحنى التضخم الفعلي‬
‫المستوى العام لألسعار‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬ ‫الزمن باألشهر‬


‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10 11 12‬‬

‫إذ يالحظ من الشكل أعاله أن منحنى التضخم المكبوت والمسيطر عليه بإجراءات‬
‫حكومية يكون عند مستويات أسعار منخفضة جدا مقارنة بمنحنى التضخم الموجود فعال في حال‬
‫غياب الرقابة الحكومية على األسعار ‪.‬‬

‫(‪ )2‬التضخم الظاهر أو الصريح ‪Apparent or explicit inflation :‬‬


‫يتسم التضخم الظاهر بارتفاع األسعار بدون أي تدخل حكومي استجابة لفائض الطلب أو‬
‫غيرها من األسباب وقد يكون هذا االرتفاع ارتفاعا ً كبيرا ًفي األسعار واألجور والنفقات األخرى‬
‫التي تتصف حركاتها بالمرونة وتتجلى في ارتفاع في الدخول النقدية وذلك دون أي تدخل من قبل‬
‫السلطات الحكومية للحد من هذه االرتفاعات أو التأثير فيها‪ ،‬وتبعا لذلك تتجلى مواقف السلطات‬
‫السلبية مما يؤدي الى تفشي هذه الظواهر التضخمية وتندفع بصورة متسارعة في تضخمها‬
‫وتراكمها فترتفع المستويات العامة لألسعار بنسبة اكبر من التداول النقدي للكميات النقدية‬

‫‪27‬‬
‫المتداولة ‪ .‬وتتدخل عوامل أخرى في رفع المستويات العامة لألسعار ومنها الظروف السائدة في‬
‫بعض القطاعات االقتصادية‪ ،‬وكذلك العوامل النفسية لألفراد من بائعين ومشترين‪ ،‬ويوضح‬
‫الشكل (‪ )2‬منحنى التضخم الظاهر والذي قد يتخذ أشكاال أخرى وفقا لوتائر التضخم السائدة ‪:‬‬

‫شكل ‪ 3 -‬منحنى التضخم الظاهر‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬
‫االرتفاع باألسعار‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫الزمن باألشهر‬

‫يالحظ من الشكل (‪ )3‬بأن األسعار ترتفع بحرية لتحقيق التعادل بين العرض والطلب‬
‫بدون تدخل غير طبيعي من السلطات‪ ،‬وينعكس هذا النوع من التضخم أيضا على ارتفاع األجور‬
‫وغيرها من النفقات التي تتمتع بشيء من المرونة‪.‬‬

‫‪ -2‬معيار مدى حدة الضغط التضخمي‬

‫(‪ )1‬التضخم الزاحف ‪Creeping Inflation‬‬

‫يحدث التضخم الزاحف عندما تزداد القوة الشرائية باستمرار بنسبة اكبر من نسبة‬
‫عرض السلع وعوامل اإلنتاج‪ ،‬ويعد هذا النوع من التضخم من أدنى أنواع التضخم‪ ،‬إذ تبدأ‬
‫الزيادة في األسعار بصورة بطيئة وتدريجية ويكون فيها مستوى األنفاق النقدي معتدال وتكون‬
‫زيادات األسعار بنسبة تتراوح بين (‪ ،)%3-2‬وتظهر في البلدان التي تمر بمرحلة نمو حقيقي وال‬
‫يترتب عليه سعي األفراد للتخلص من النقود وقد ظهر هذا النوع من التضخم في الواليات‬

‫‪28‬‬
‫المتحدة األمريكية وانكلترا في الخمسينات والستينات من القرن العشرين في أثناء الرواج‬
‫االقتصادي وكان السبب يرجع الى االرتفاع في األجور ‪.‬‬
‫يوضح الشكل (‪ )4‬منحنى التضخم الزاحف‪ ،‬إذ يالحظ إن ارتفاع المنحنى يكون ضمن‬
‫مستويات متدنية من مستوى األسعار‪.‬‬

‫شكل ‪ 4-‬التضخم الزاحف‬

‫‪16‬‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬
‫األرتفلع باألسعار‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫الزمن باألشهر‬

‫ينظر بعض االقتصاديين الى هذا النوع من التضخم بأنه ليس ضارا باالقتصاد القومي بل‬
‫يعدونه من أكثر األنواع التضخمية حدوثا في الحياة االقتصادية بالنسبة للكثير من البلدان‪ ،‬في‬
‫حين أن هنالك بعض االقتصاديين يعدونه خطيرا ً ويجب القضاء عليه قبل أن يتحول الى تضخم‬
‫جامح‪.‬‬
‫ففي ظل االقتصادات الصناعية الحديثة ينطوي هذا التضخم على قوة دخلية هائلة ويميل‬
‫لالستمرار بنفس ذلك المعدل‪ ،‬وبصورة عامة فأن هذا النوع من التضخم يجعل لالقتصاد معدل‬
‫تضخم مستقر ومنظور وبشكل شبه ثابت تتكـيف علــيه توقعـات األفراد‪ ،‬فعندما تتمتع األسعار‬
‫باالسـتقرار النسبي نتيجة االنخفاض الملحوظ في معدل التضخم تتزايد ثقة األفراد بعملتهم لكونها‬
‫تحتفظ بقيمتها‪ ،‬وكنتيجة لذلك يقبل الناس على إبرام عقود طويلة األجل بشروط نقدية وذلك لتوافر‬

‫‪29‬‬
‫الثقة لديهم بأن األسعار النسبية للسلع التي يقومون ببيعها أو شراءها لن تنحرف عن مسارها‬
‫األساس‪.‬‬
‫لقد شهدت معظم الدول الصناعية ذلك النوع من التضخم المنخفض على مدار العقد‬
‫األخير من القرن الماضي‪ ،‬إال أن هذا المعدل المستقر والذي يميل لالستمرار قد تعتريه صدمة‬
‫فيتحرك باالنخفاض أو باالرتفاع‪.‬‬

‫(‪ )2‬التضخم الجامح أو المفرط ‪Hyper or excessive inflation :‬‬


‫يقصد بالتضخم الجامح هو التضخم الذي ترتفع فيها األسعار بشكل كبير وقد عرفه‬
‫االقتصادي كيغن (‪ )Cagan‬بأنه الحالة التي ترتفع فيها األسعار بمعدل يتعدى الـ ‪ %50‬شهريا‬
‫و‪ %1000‬سنويا‪ ،‬وعادة ً ما يوصف هذا النوع من التضخم بالمتطرف والذي يتحقق من خالل‬
‫زيادات سريعة وحادة في األسعار بحيث أن قيمة النقود تنخفض بصورة سريعة إذ تكاد تفقد قوتها‬
‫الشرائية بشكل كبير وخالل فترة زمنية قصيرة‪ ،‬وتزداد فيه سرعة تداولها ولذلك يتم التخلي عن‬
‫النقود في مثل هذا النوع من التضخم وعدم االحتفاظ بها حتى يتم تجاوز االنخفاض السريع‬
‫والحاد في قوتها الشرائية وذلك بأنفاقها بأسرع ما يمكن واالحتفاظ باألصول األخرى غير‬
‫النقدية‪ ،‬أي أن النقود فيه تتوقف عن العمل كمستودع للقيم‪ ،‬وكما حصل في بعض الدول‪ ،‬وكمثال‬
‫على ذلك ما حدث في ألمانيا خالل الحرب العالمية األولى والثانية وكمثال قريب ما حدث في‬
‫العراق منذ فترة التسعينات ودول يوغسالفيا السابقة في التسعينات كذلك‪ ،‬والشكل (‪ )5‬يوضح‬
‫منحنى األسعار المتوقعة‪( ،‬التضخم الجامح) والذي يتعدى منحنى األسعار الفعلية ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪1400‬‬ ‫شكل ‪ 5 -‬منحنى التضخم الجامح‬

‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬
‫المستوى العام باألسعار‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫الزمن باألشهر‬

‫ومن أبرز الخصائص للتضخم الجامح التضخم المفرط الذي تعرضت له البلدان المذكورة هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تزايد األسعار بمعدل اكبر من كمية النقود وسرعة تداولها‪ ،‬وعلى سبيل المثال ما حدث في‬
‫ألمانيا إذ أصبح هنالك عجز في كمية النقود على الرغم من أن آالت إصدار النقود تعمل ليل نهار‬
‫‪.‬‬
‫‪ .2‬انتشار التوقعات المستقبلية باستمرار االرتفاع في األسعار الفعلية مما يدفع األفراد (وكما‬
‫تمت اإلشارة إليه) الى تفعيل شراء السلع لخزنها كما تدفع المنتجين الى اإلنتاج لغرض التخزين‬
‫وليس للبيع الفوري مما ينجم عنه فجوة بين العرض الكلي والطلب الكلي لصالح تكوين فائض في‬
‫الطلب يزيد من أرباح المنتجين والبائعين ويرفع من معدالت األسعار واألجور‪.‬‬
‫‪ .3‬هبوط سرعة تداول النقود في المراحل األولى للتضخم‪ ،‬وقد حدث ذلك بعد الحــرب العالمية‬
‫األولى وبالتحديد للفترة من ‪1923-1922‬م العتقاد األفراد بعودة األسعــار إلى سابق عهدها‪،‬‬
‫فاحتفظ األفراد بالعملة نتيجة لذلك ولكن هبوط سرعة تداول النقود وتدهــور قوتها الشرائية أدى‬
‫إلى تزايد طباعة النقود من قبل السلطات النقدية والذي ترتب عليه ارتفاع األسعار وفقدان العملة‬
‫لوظائفها‪.‬‬
‫‪ .4‬إن األسعار غير المستقرة التي تميز التضخم المفرط يرافقها تحرك األجور بصورة متكررة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫من جانب آخر فقد عرف كيغن) ‪ ) Cagn‬التضخم الجامح بأنه الحالة التي ترتفع فيها‬
‫األسعار بمعدل ‪ %50‬شهريا ً ويتفق اغلب االقتصاديين بأنه أشد أنواع التضخم أثارا ً وضررا‬
‫على االقتصاد القومي إذ أن االرتفاعات الشديدة لألسعار دون توقف تترك آثارا ضارة وكبيرة‬
‫يصعب على السلطات الحكومية الحد منها أو معالجتها‪.‬‬
‫كما إن للتضخم الجامح تأثيرات سلبية على قطاع التجارة الخارجية إذ يؤدي ارتفاع‬
‫األسعار إلى زيادة االستيراد من الخارج وهبوط الصادرات الرتفاع أسعارها وعدم قدرتها على‬
‫التنافس في األسواق الخارجية وبالتالي تسرب العمالت الصعبة الى الخارج وانخفاض قدرة‬
‫االقتصاد القومي على تمويل االستيراد‪ ،‬وأخيرا ستؤدي هذه النتائج الضارة باالقتصاد القومي الى‬
‫اتخاذ الحكومة إجراءات نقدية محددة الستعادة الثقة بالعملة المحلية وتحقيق االستقرار النقدي‬
‫وفي مقدمتها فرض الرقابة على عرض النقد والتحويل الخارجي‪.‬‬

‫‪ -3‬معيار درجة شمول التضخم‬


‫يرى كينز أن هنالك نوعين من التضخم هما ‪:‬‬
‫(‪ )1‬التضخم الفعلي ‪Actual inflation‬‬
‫يقصد بالتضخم الفعلي هو التضخم الذي يبلغ فيه االقتصاد مستوى التشغيل الكامل وعليه‬
‫أن أي زيادة في الطلب تتبعها زيادة العرض عندها يكون منحى العرض الكلي عديم المرونة‬
‫نهائيا فترتفع األسعار‪ ،‬وهذا النوع من التضخم يتجسد لدى كينز في مفهوم الفجوة التضخمية إذ‬
‫يؤكد كينز إمكانية عالج هذا التضخم من خالل تخفيض األنفاق ورفع أسعار الضرائب وفرض‬
‫ضرائب جديدة وغير ذلك من إجراءات تخفيض الطلب ‪.‬‬

‫‪Partial Inflation‬‬ ‫(‪ )2‬التضخم الجزئي‬


‫ينشأ التضخم الجزئي من ارتفاع األسعار قبل الوصول الى مرحلة التشغيل الكامل وسببه‬
‫اختناقات في مفاصل العملية اإلنتاجية‪ ،‬إذ تؤدي زيادة األنفاق الـى زيادة الدخول ومن ثم يزداد‬
‫الطلب ويتفوق على العرض‪ ،‬األمر الذي يدفع أصحاب األعمال الى محاولة زيادة اإلنتاج‬
‫المقترن برفع األجور والمدخالت وتحصل قفزة في األسعار تصل الى أعلى حد لها (في ظل‬
‫هذا الفرض) كلما اقتربت من التشغيل الكامل‪ .‬وقد تم توضيح هذين النوعين ضمنا عند شرح‬
‫النظريات المفسرة للتضخم في المواضيع السابقة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -4‬معيار مدى تأثير العوامل الخارجية‬
‫♦ التضخم المستورد ‪Imported inflation‬‬
‫يقصد بالتضخم المستورد هو التضخم المحكوم بعوامل خارجية يظهر تأثيرها جليا ً على‬
‫مستوى األسعار المحلية‪ ،‬فكلما زاد تأثير هذه العوامل في المستوى العام لألسعار كلما يكون تأثير‬
‫التضخم كبيرا ً وبالعكس‪ ،‬وعرف هذا النوع من التضخم بأنه الزيادة المتسارعة والمستمرة في‬
‫أسعار السلع والخدمات النهائية المستوردة من الخارج‪ ،‬وتعد الدول النامية أكثر المجموعات‬
‫الدولية استيرادا للتضخم بحكم تبعيتها االقتصادية للعالم الخارجي وارتفاع درجة انفتاحها على‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬وعموما ً يزداد التضخم في دولة ما كلما ارتفع الميل الحدي والمتوسط‬
‫للواردات وزادت نسبة الواردات الى الناتج المحلي أألجمالي‪ .‬وتقاس نسبة التضخم المستورد في‬
‫الدولة من خالل المعادل التالية ‪-:‬‬
‫نسبة التضخم المستورد= ( قيمة الواردات × معدل التضخم العالمي ) ×‪ ÷100‬قيمة الناتج المحلي‬

‫يالحظ من خالل المقياس أعاله بأنه كلما ازدادت درجة اندماج االقتصاد النامي‬
‫باالقتصاد الرأسمالي العالمي كلما كانت حساسية )‪ (Sensibility‬هذا البلد الستيراد التضخم‬
‫قوية‪ ،‬أي كلما ازدادت الواردات إلى الناتج المحلي أألجمالي كلما ازدادت حساسية االقتصاد‬
‫النامي الستيراد التضخم‪ ،‬وقد تكون هنالك عوامل اقتصادية داخل الدولة النامية تساعد على زيادة‬
‫تأثير العوامل الخارجية للتضخم‪ ،‬منها زيادة االعتماد الغذائي على الخارج وكذلك اعتماد التشغيل‬
‫في كثير من قطاعات االقتصاد على المواد الخام الوســــيطة والمستوردة يضاف الى ذلك ارتفاع‬
‫نسبة المساهمة األجنبية في برامج االستثمار المحلي ‪.‬‬
‫وعليه فأنه كلما ازدادت صادرات البلدان الرأسمالية المصابة بالتضخم الى الدول النامية‬
‫كلما أدى ذلك الى تزايد التضخم في تلك الدول‪ ،‬وتشير أغلب الدراسات الى أن األقتصاديات‬
‫البترولية في الدول النامية هي األكثر استيرادا للتضخم‪ ،‬وهنا يشير الكاتب مصطفى رشدي شيحة‬
‫في كتابه " التضخم في االقتصاد البترولي " أن معدل التضخم المستورد في الدول البترولية‬
‫يتفوق في النهاية على المعدالت التضخمية في االقتصاديات الصناعية المتقدمة‪ ،‬ذلك أن التضخم‬
‫العالمي سرعان ما يتحول إلى االقتصاديات البترولية بسبب زيادة الموارد النقدية الداخلية الناتجة‬
‫عن عائدات النفط المصد‪ ،‬وهذا يعني أن العوامل المؤثرة لوسائل الدفع ستعمل على زيادة‬
‫اإلصدار النقدي ( الخلق النقدي ) والتي سوف تتسرب الى العناصر الداخلية (االستهالكية‬
‫واإلنتاجية ) فيزداد الطلب الداخلي‪ ،‬ونتيجةً لعجز الجهاز اإلنتاجي وعدم مرونته فأن ذلك سوف‬

‫‪33‬‬
‫يؤدي الى زيادة الطلب على السلع الخارجية دون أن تتعرض معظم موازين المدفوعات للعجز‬
‫نظرا ً لزيادة حصيلتها من العمالت األجنبية‪ ،‬ويترتب على ذلك دخول كميات كبيرة من السلع‬
‫المستوردة والمحملة باألسعار التضخمية‪ ،‬والتي سبق وأن تحققت بالخارج الى االقتصاد‬
‫البترولي‪ ،‬مما ينعكس على تزايد معدالت التضخم فيه‪.‬‬

‫‪ -5‬معيار تصنيف التضخم حسب توقع حدوثه‬

‫يتلخص احد أهم األمور المميزة في عملية تحليل التضخم في طرح التساؤل التالي ‪ :‬هل‬
‫يمكن التنبؤ بالزيادات السعرية وتوقعها أم أنها تحصل بصورة فجائية وال يمـكن التنبؤ بها‪ ،‬من‬
‫هنا ينقسم التضخم النقدي حسب توقع حدوثه إلى نوعين ‪:‬‬

‫(‪ )1‬التضخم المتوقع ‪Expected Inflation‬‬


‫عادة ما تضع الدوائر المعنية‪ ،‬بمتابعة وتائر التضخم‪ ،‬معدال متوقعا الرتفاع المستوى‬
‫العام لألسعار خالل فترة معينة‪ ،‬فإذا تغير هذا المستوى خالل الفترة المحددة بنسبة ال تزيد عما‬
‫كان مـــتوقعا ً أي أذا ما وافقت نسبة التضخم ما كان متوقعا ً أو كانت دونه فأنه يصنف ضمن‬
‫التضــــخم المتوقع‪ ،‬فلو افترض أن االرتفاع المتوقع لجميع األسعار كان بمقدار ‪ %3‬خالل سنة‬
‫مثال وخالل مراقبة التغير في المستوى العام لألسعار وجد أن األسعار قد ارتفعت بحدود تلك‬
‫النسبة تقريبا ً فأن ذلك يعني أن التضخم ضمن الحدود المتوقعة‪ ،‬ويوضح الشكل ‪ 6-‬هذا النوع من‬
‫التضخم إذ يالحظ تقارب في معدل مستويات التضخم المتوقع من قبل الدوائر المعنية والتضخم‬
‫الحاصل فعال ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫شكل ‪ 6-‬منحنى التضخم المتوقع‬

‫‪18‬‬

‫منحنى"التضخم المتوقع"‬
‫‪16‬‬ ‫منحنى التضخم الحاصل‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬
‫االرتفاع باألسعار‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9 10 11 12 13‬‬
‫الزمن باألشهر‬

‫يعتقد االقتصاديون بصفة عامة أن التضخم المتوقع بمعدالت منخفضة له تأثير طفيف‬
‫سوءا على الكفاءة االقتصادية أو على توزيع الدخل والثروة إذ سيكيف األفراد والمؤسسات‬
‫ظرفهم وسلوكهم بباسطة وفقا ً لمقياس نقدي متغير‪.‬‬
‫(‪ )2‬التضخم غير المتوقع ‪Unexpected Inflation‬‬
‫يمثل التضخم غير المتوقع الذي تزيد فيه نسبة االرتفاع في األسعار عن النسبة‬
‫المتوقعة من قبل األفراد والمؤسسات االقتصادية والذي يولد عدم اليقين عند المستهلكين‬
‫وشــــركات األعمال بمستقبل دخولهم الحقيقية‪ ،‬وعلى أرض الواقع عادة ما يأتي هذا النوع بــغتةً‬
‫فعلى سبيل المثال ما حدث في روسيا بعد تحرير األسعار عام ‪1992‬م إذ أعـــتاد المواطنون فيها‬
‫على الحياة في ظل أسعار ثابتة لعقود عديدة ولكن بعد تحرير األســعار لم يتوقع أحد وحتى‬
‫االقتصاديون هنالك أن األسعار سترتفع بمقدار ألف ضــــعف في غضون السنوات الخمس‬
‫التالية‪ ،‬ويوضح الشكل (‪ )7‬كيف أن التزايد باألسعار خالل فترة معينة يفوق مستوى األسعار‬
‫المتوقعة ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫شكل ‪ 7-‬منحنى التضخم غير المتوقع‬

‫‪35‬‬ ‫منحنى التضخم المتوقع‬

‫‪30‬‬ ‫منحنى التضخم الحاصل غير‬


‫المتوقع‬
‫‪25‬‬
‫األرتفاع باألسعار‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10 11 12‬‬
‫الزمن باألشهر‬
‫ويتداخل هذا النوع من التضخم مع مفهوم التضخم الجامح من جانب التزايد السريع في‬
‫األسعار الذي يولده انتشار التوقعات المستقبلية باستمرار االرتفاع في األسعار الفعلية ‪.‬‬
‫وعموما يمكن توضيح أنواع التضخم تبعا لمعايير تصنيفه من خالل المخطط التالي‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫مخطط – ‪ 2‬معايير تصنيف التضخم‬

‫معايير‬
‫تصنيف‬
‫التضخم‬

‫معيار‬ ‫معيار‬ ‫معيار‬ ‫معيار‬ ‫معيار‬


‫تأثير‬ ‫درجة‬ ‫حدة‬
‫التوقع‬ ‫الخار‬ ‫الشمول‬ ‫التضخم‬ ‫التحكم‬

‫التضخم‬ ‫التضخم‬ ‫تضخم‬ ‫التضخم‬ ‫التضخم‬ ‫التضخم‬ ‫التضخم‬ ‫التضخم‬ ‫التضخم‬


‫غير‬
‫المتوقع‬ ‫المتوقع‬ ‫الفعلي‬ ‫الجزئي‬ ‫المفرط‬ ‫الزاحف‬ ‫الظاهر‬
‫مستورد‬ ‫المكبوت‬

‫خامسا‪ :‬قياس القوى التضخمية‬

‫يقصد بقياس القوى التضخمية هو تشخيص للوضع االقتصادي‪ ،‬وبقدر ما يكون‬


‫التشخيص صحيحا ً ودقيقا ً بقدر ما يكون العالج والحل صحيحا ً كذلك‪ ،‬واتساقا مع هدف الكتاب‬
‫الذي يتناول المعالجات المحاسبية للتضخم فال بد من توضيح الطرق التي يتم فيها قياس التضخم‬
‫والتي ستكون على نوعين ‪:‬‬
‫‪ ‬النوع األول يتم فيه قياس التضخم باستخدام األرقام القياسية‪.‬‬
‫‪ ‬النوع الثاني اعتماد معايير لقياس التضخم تستند الى النظريات التي توضح ظاهرة‬
‫التضخم‪ .‬وكما يلي ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫(أوال) قياس التضخم باستخدام طريقة األرقام القياسية‬
‫يتم اعتماد األرقام القياسية لألسعار في قياس التغيرات في المستوى العام لألسعار ومن‬
‫ثم في قياس معدل التضخم في االقتصاد المعني‪ ،‬إذ تتم مقارنة الرقم القياسي لألسعار في سنة‬
‫معينة مع الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس‪ ،‬وتمثل سنة األساس السنة التي ينسب إليها‬
‫التغير في المستوى العام األسعار وعادة ما يكون الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس مساويا َ‬
‫لـ (‪ ) 100‬أي‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية أكبر من (‪ )100‬فهذا يعني أن األسعار قد ارتفعت‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية أقل من (‪ )100‬فهذا يعني أن األسعار قد انخفضت‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الرقم القياسي للسنة الجارية يساوي (‪ )100‬فهذا يعني أن األسعار لم تتغير‪.‬‬

‫وتستخدم الصيغة التالية الستخراج الرقم القياسي ‪:‬‬

‫‪P1‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪ 100‬‬
‫‪P0‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : I‬الرقم القياسي لألسعار‪.‬‬
‫‪ : P1‬تمثل سعر السلعة في سنة المقارنة ( السنة المقارن لها )‪.‬‬
‫‪ : P0‬تمثل سعر السلعة في سنة االساس ( السنة المقارن بها )‪.‬‬
‫فمثال أذا أرتفع سعر سلعة من (‪ )100‬وحدة نقدية في عام ‪ 2009‬الى (‪ )170‬وحدة نقدية في‬
‫عام ‪ 2012‬فأن ‪:‬‬

‫‪P1‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪ 100‬‬
‫‪P0‬‬

‫‪170‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪ 100  170 %‬‬
‫‪100‬‬

‫أي أن سعر هذه السلعة في عام ‪ 2012‬قد ارتفع بنسبة ‪ 70%‬أي ( )‪(70  100  170‬‬

‫مقارنة بما كان عليه في عام ‪ 2009‬م ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وبناءا على ذلك فأن حساب األرقام القياسية يكون معتمدا ً على السلع التي يتم اختيارها‬
‫وكذلك الخدمات أي أسعار مجموعة من السلع في وقت معلوم بالنسبة الى مستواها في وقت آخر‬
‫يتخذ أساسا للقياس أو أساسا ً للمقارنة‪ ،‬أو بعبارة أخرى العالقة بين متوسط سعر مجموعة من‬
‫السلع والخدمات في فترات متتالية ومتوسط سعر نفس المجموعة من السلع والخدمات في تاريخ‬
‫معين يسمى سنة األساس‪.‬‬
‫هنال ك عدة أنواع من األرقام القياسية العامة المستخدمة التي لها عالقة بمفهوم تغيرات‬
‫األسعار يتعين التطرق إليها تمهيدا ً ألساليب احتساب األرقام القياسية‪ ،‬ويمكن حصر هذه األنواع‬
‫بشكل عام باالتي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬الرقم القياسي ألسعار الجملة ‪-:‬‬
‫يرتبط الرقم القياسي ألسعار الجملة بمعدل التغير في أسعار مجموعة من السلع التي‬
‫يجري التعامل بها في سوق معينة‪ ،‬ويمكن التوصل الى احتساب هذا الرقم عن طريق‬
‫األساليب اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرقم القياسي لألسعار ذات العالقة بإجمالي الناتج القومي(المتغير الضمني ‪:‬‬
‫يتمثل الرقم القياسي ألجمالي الناتج القومي في المتوسط المرجح ألسعار جميع السلع‬
‫والخدمات التي يتم تبادلها في القطاعات االقتصادية السائدة في البلد ويتم من خالله قياس‬
‫معدل التغير في أسعار جميع السلع والخدمات الداخلة في حساب الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫ولذلك فهو يعتبر مقياس عام لمعدالت التضخم في السنة الواحدة ويحتسب بالطريقة التالية ‪-:‬‬
‫المخفض الضمني ألسعار اإلنتاج = (الناتج المحلي االسمي ÷ الناتج المحلي الحقيقي)‬
‫×‪.100‬‬
‫فإذا ما أريد قياس التغير في األسعار بين سنتين (سنة األساس‪ 2005‬والسنة الجارية ‪2013‬‬
‫مثال ) بتطبيق المعادلة أعاله يتم الحصول على ما يأتي‪:‬‬
‫المخفض الضمني ألسعار الناتج المحلي لسنة ‪( = 2013‬الناتج المحلي األسمى‬
‫لسنة ‪ ÷ 2013‬الناتج المحلي الحقيقي لسنة ‪. 2013‬‬

‫فإذا كان الناتج المحلي االسمي لسنة ‪ 2013‬يساوي (‪ )840000‬مليون دينار والناتج‬
‫المحلي الحقيقي لنفس السنة يساوي (‪ ) 650000‬مليون دينار فأن ‪:‬‬
‫المخفض الضمني = (‪ 129% = 100× )65000÷ 84000‬وهذا يشير الى أن المستوى العام‬
‫لألسعار في عام ‪ 2013‬قد أرتفع بنسبة ‪ %29‬مقارنة بسنة األساس‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ - 3‬الرقم القياسي ألسعار المستهلك ‪:‬‬
‫يرتبط عادة الرقم القياسي ألسعار المستهلك بمعدل التغير في نفقات المعيشة ويتم احتسابه‬
‫باستخدام األساليب اإلحصائية أو اإلجراءات والطرق التي يستخدمها االختصاصيون‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من وجود األنواع أعاله من األرقام القياسية التي تعتمد لقياس التضخم إال أن أفضلها‬
‫وبإجماع الباحثين في هذا المجال هو الرقم القياسي ألسعار المستهلك‪ ،‬والذي يعرف بأنه ((‬
‫متوسط أسعار شراء السلع والخدمات التي يستهلكها أفراد المجتمع من أصحاب الدخول المحدودة‬
‫خالل فترة زمنية معينة قد تكون ثالثة أشهر أو ستة أشهر أو أكثر ))‪ ،‬أي أن قيمة الرقم القياسي‬
‫ألسعار تعد مؤشرا ً كميا ً لقياس استقرار األسعار وهو رقم صحيح يوضح ارتفاع متوسط األسعار‬
‫في وقت معين لسلة كبيرة من أسعار السلع والخدمات التي يتعامل بها الفرد بصورة مباشرة قياسا ً‬
‫بارتفاع متوسط هذه األسعار لسنة معينة مختارة كسنة أساس كما تمت اإلشارة إليه وعادة ما تمثل‬
‫هذه السلة السلع األساسية التي يستهلكها فرد نموذجي تستنفذ جميع دخله ‪.‬‬
‫وعليه فأن مقياس الرقم القياسي ألسعار المستهلك يعكس التدهور الذي يطرأ على القوة‬
‫الشرائية للنقود وإن العالقة بين قيمة النقود وكمية السلع المشتراة تكون عالقة عكسية‪ ،‬فارتفاع‬
‫أسعار السلع والخدمات يعني انخفاض قيمة النقود والعكس صحيح ويعبر كميا ً عن تلك العالقة‬
‫بالمعادلة اآلتية ‪:‬‬
‫قيمة النقود = مستوى األسعار‬
‫لذلك فأنه إذا ما أريد معرفة قيمة النقود البد من حصر التغيرات التي تطرأ على أسعار‬
‫السلع والخدمات والتغيرات برقم حسابي (قياس) يوفر اتجاه هذه التغيرات وقيمتها‪ ،‬وهنالك‬
‫أساليب عدة إحصائية لقياس األرقام القياسية أكثرها شيوعا ً هي مقياس السبير‪ ،‬مقياس باش‪،‬‬
‫مقياس فيشر‪ ،‬ومقياس الوزن الثابت‪.‬‬
‫وتستخدم الرموز اآلتية لتوضيح طريقة احتساب كل رقم من األرقام القياسية أدناه‪-:‬‬
‫‪ = P0‬سعر السلعة أو الخدمة محل القياس في السنة صفر ( سنة األساس ) ‪.‬‬
‫‪ = P1‬سعر السلعة أو الخدمة محل القياس في الفترة الزمنية المقارنة‪.‬‬
‫‪ = q 0‬كمية هذه السلعة أو الخدمة محل القياس في السنة صفر ( سنة األساس )‬
‫‪ = q1‬كمية هذه السلعة أو الخدمة محل القياس في الفترة الزمنية المقارنة‪.‬‬
‫= مجموع كل العناصر التالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ = I‬الرقم القياسي لألسعار ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫) ‪(I L‬‬ ‫(‪ )1‬الرقم القياسي لألسعار(السبيرز)‪Lasperes Index Number‬‬
‫يتم احتساب الرقم القياسي لألسعار بموجب مقياس (السبيرز) عن طريق قسمة مجموع‬
‫حاصل ضرب كميات السلع في سنة األساس (السنة الصفر) في األسعار الجارية لهذه السلع في‬
‫سنة المقارنة (السنة التالية) على مجموع حاصل ضرب كميات سنة األساس في أسعار سنة‬
‫األساس لنفس مجموعة السلع ‪.‬‬
‫وتتخذ معادلة الرقم القياسي لألسعار (السبيرز) الشكل اآلتي ‪-:‬‬

‫‪IL ‬‬
‫‪Pq‬‬‫‪1 0‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫يفترض هذا الرقم القياسي أن األفراد يستهلكون في الفترة الزمنية التالية (المقارنة) في‬
‫ظل المستوى الجديد لألسعار نفس المجموعة األصلية من السلع التي كانت تستهلك في سـنة‬
‫األساس ( ‪ ،) q 0‬أي انه يسمح بالتغير في أسعار السلع مع ثبات الكميات المستخدمة‪.‬‬
‫مثال(‪)1‬‬
‫فيما يلي أنواع وكميات وأسعار السلع المنتجة في إحدى الدول‪ ،‬والمطلوب احتساب الرقم‬
‫القياسي لألسعار ( السبيرز ) ‪:‬‬

‫الكميات‬ ‫األسعار‬ ‫السلعة‬


‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪q0‬‬ ‫‪P1‬‬ ‫‪P0‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪A‬‬


‫‪50‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪B‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪C‬‬

‫الحل ‪:‬‬
‫‪P0 q 0‬‬ ‫‪P1 q 0‬‬ ‫السلعة‬

‫‪100 100  10000‬‬ ‫‪100 120  12000‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪50  200  10000‬‬ ‫‪50 180  9000‬‬ ‫‪B‬‬


‫‪80 150  12000‬‬ ‫‪80  200  16000‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪32000‬‬ ‫‪37000‬‬ ‫المجموع‬

‫بتطبيق القانون يمكن الحصول على االتي ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫‪IL ‬‬
‫‪Pq‬‬‫‪1 0‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪37000‬‬
‫‪IL ‬‬ ‫‪ 100  115.6%‬‬
‫‪32000‬‬

‫وهذا يعني أن مستوى األسعار قد سجلت ارتفاعا في سنة ‪ 2012‬بلغ ‪ 15.6%‬عن سنة‬
‫‪.2013‬‬

‫(‪ )2‬الرقم القياسي لألسعار( باش ) ‪( I P ) Pasche Index Number‬‬

‫يتم احتساب الرقم القياسي ألسعار ( باش ) عن طريق قسمة مجموع حاصل ضرب‬
‫كميات سنة المقارنة (الجارية) في أسعار سنة المقارنة (الجارية) لمجموع السلع والخدمات‬
‫المراد تكوين الرقم القياسي لها على مجموع حاصل ضرب نفس كميات سنة المقارنة في أسعار‬
‫سنة األساس‪ .‬وتتخذ معادلة الرقم القياسي لألسعار(باش) الشكل اآلتي ‪-:‬‬

‫‪IP ‬‬
‫‪Pq‬‬ ‫‪1 1‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬‫‪0 1‬‬

‫يختلف هذا المقياس عن مقياس السبيرز في إعطائه أوزان لكميات سنة المقارنة ( القياس‬
‫) وليس لكميات س نة األساس‪ ،‬كما يفترض أن األفراد يستهلكون المجموعة الجديدة من السلع في‬
‫كل سنوات المقارنة والتي يتم شراؤها باألسعار الجارية لكل سنة على حدة ‪.‬‬

‫مثال(‪)2‬‬
‫بافتراض إضافة كميات سنة المقارنة للمثال السابق ليصبح كما يأتي ‪-:‬‬
‫الكميات‬ ‫األسعار‬ ‫السلعة‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪P1‬‬ ‫‪P0‬‬ ‫‪P1‬‬ ‫‪P0‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪100‬‬ ‫ثالجة‬
‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪200‬‬ ‫مجمدة‬
‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪150‬‬ ‫تلفزيون‬

‫إن احتساب الرقم القياسي لألسعار (باش) يتم كما يلي ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫‪P0 q1‬‬ ‫‪P1q1‬‬ ‫السلعة‬

‫‪100 100  10000‬‬ ‫‪100 120  12000‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪100  200  20000‬‬ ‫‪100 180  18000‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪100 150  15000‬‬ ‫‪100  200  20000‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪45000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫المجموع‬

‫بتطبيق المعادلة يمكن الحصول على الرقم القياسي ‪:‬‬

‫‪IP ‬‬
‫‪Pq‬‬‫‪1 1‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪0 1‬‬

‫‪50000‬‬
‫‪IP ‬‬ ‫‪ 100  111.1%‬‬
‫‪45000‬‬
‫(‪ )3‬الرقم القياسي لألسعار ( فيشر) ) ‪:Fisher Index Number ( I F‬‬
‫يأخذ الرقم القياسي لألسعار ( فيشر ) المتوسط الهندسي أي الجذر ألتربيعي لكل من‬
‫مقياس ( السبيرز) و(باش )‪ .‬ويطلق عليه تسمية الرقم القياسي المثالي‪ ،‬وتتخذ معادلة الرقم‬
‫القياسي ألسعار ( فيشر) النموذج الرياضي التالي‪-:‬‬

‫أي‪:‬‬ ‫‪IF ‬‬


‫‪Pq‬‬ ‫‪1 0‬‬
‫‪‬‬
‫‪Pq‬‬ ‫‪1 1‬‬
‫‪*100‬‬
‫‪P q‬‬‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪P q‬‬‫‪0 1‬‬

‫‪I F  I L  I P  100‬‬

‫وبتطبيق هذه المعادلة على المثال السابق ينتج ما يلي ‪-:‬‬


‫‪I F  115 .6  111 .1 * 100  113 .3%‬‬

‫(‪ )4‬الرقم القياسي ألسعار الوزن الثابت‬


‫يتم احتساب الرقم القياسي ألسعار الوزن الثابت عن طريق حاصل قسمة المجموع‬
‫المرجح ألسعار السنة الحالية ( سنة المقارنة ) على المجموع المرجح ألسعار سنة األساس‪ ،‬على‬
‫أن يتم ترجيح األسعار بكميات سنة ثابتة أخرى تختلف عن سنة األساس‪ .‬ويتم احتساب مقياس‬
‫الوزن الثابت وفقا للمعادلة اآلتية‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫‪I fw ‬‬
‫‪Pq‬‬‫‪1‬‬ ‫‪f‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪f‬‬

‫حيث ان ‪:‬‬
‫‪ : I fw‬يمثل الرقم القياسي ألسعار الوزن الثابت‪.‬‬

‫‪ : q f‬يشير الى كميات ثابتة غير كميات سنة االساس‪.‬‬


‫يالحظ من خالل مقارنة األرقام القياسية السابقة اآلتي‪-:‬‬
‫(‪ )1‬يتميز الرقم القياسي لألسعار ( السبيرز ) ببساطته وعموميته‪ ،‬إذ أنه يأخذ في الحسبان‬
‫كميات سلع سنة األساس مضروبة بأسعار سنة األساس على مدار السنوات كلها‪ ،‬بينما‬
‫يأخذ الرقم القياسي لألسعار(باش) في الحسبان كميات السلع في سنة المقارنة‪ ،‬وبذلك‬
‫فانه يكون أكثر فاعلية الستخدامه التقديرات الجارية لألهمية النسبية للسلع المختلفة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يثبت الرقم القياسي ( السبيرز ) كميات سنة األساس بينما يثبت الرقم القياسي (باش)‬
‫كميات سنة المقارنة وبالتالي فان األسعار هي المتغيرة‪ ،‬أي أن األوزان هي الكميات‪.‬‬
‫(‪ )3‬يبالغ الرقم القياسي ( السبيرز ) دائما في إظهار ارتفاع األسعار ويقلل من حالة‬
‫انخفاضها بينما يقلل الرقم القياسي ( باش ) من حالة ارتفاع األسعار ويبالغ في تقدير‬
‫انخفاض األسعار‪.‬‬
‫(‪ )4‬تختلف هذه المقاييس في الكميات المستخدمة كأوزان في استخراجها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬يعطي مقياس( السبيرز) رقما قياسيا اكبر من القيمة الحقيقية في ظل ظروف معينة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬يعطي مقياس ( باش ) رقما قياسيا اقل من القيمة الحقيقية‪.‬‬
‫يصبح مقياس ( فيشر) في المدى القصير أفضل المقاييس حيث تقترب قيمة الرقم‬ ‫( ‪)7‬‬
‫القياسي المحتسب من القيمة الحقيقية لذلك الرقم‪.‬‬
‫(‪ ) 8‬يختلف مقياس الوزن الثابت عن مقياس (السبيرز) اختالفا بسيطا‪ ،‬إذ يتركز االختالف‬
‫حصرا في الكميات التي يتم تثبيتها وهي استعمال كميات سنة معينة‪.‬‬

‫ولقد اشر الكثير من االقتصاديين ان األرقام القياسية ليست دقيقة وال تعد أكثر من كونها‬
‫مؤشرات تقريبية لما يكتنفها من مشاكل وصعوبات تؤثر في دقتها ومن هذه المشاكل هي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬إن مؤشر األرقام القياسية لقياس التضخم يفترض عدم حدوث تغير في أذواق‬
‫المستهلكين في حين أن هذه األذواق عادة ما تتجه للتغير نتيجة لظهور السلع والخدمات‬
‫الجديدة وألثار التعليم والدعاية والعوامل المختلفة التي تؤثر في أذواق المستهلكين خالل‬

‫‪44‬‬
‫مدة معينة مما يجعل هذا المقياس غير دقيق وذلك ألن التحيز التي تدخل األرقام القياسية‬
‫والتي تنتج من استخدام األذواق الثابتة أو األذواق المتغيرة تصبح أكثر تعقيداً‪.‬‬
‫(‪ )2‬هنالك مشكلة في اختيار عدد السلع التي يتضمنها الرقم القياسي فعددها قد يصل إلى‬
‫اآلالف ولهذا فيتم اللجوء الى أسلوب العينة الختيار مجموعة ممثلة لألنواع المختلفة من‬
‫السلع مما يجعل الرقم القياسي ليس دقيقا ً‪.‬‬
‫(‪ )3‬قد ال يكون ارتفاع تكاليف المعيشة عاما ًلجميع الناس فقد تكون تكاليف المعيشة في‬
‫منطقة ما أعلى من تكاليف المعيشة في منطقة أخرى في نفس البلد كما قد تختلف‬
‫ضغوط تكاليف المعيشة من شخص الى آخر‪.‬‬
‫(‪ )4‬صعوبة اختيار سنة األساس التي تقاس بها التغيرات في األسعار إضافة الى اختالف‬
‫أهمية السلع بالنسبة للمستهلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬إن األخطاء في البيانات المستخدمة وعدم القدرة على إجراء المقارنة بين فترة وأخرى‬
‫قد تحد من فائدة الرقم القياسي وتجعل مؤشراته خطيرة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬إن هذه األرقام ال تعكس حقيقة الزمن الذي تعلن فيه وذلك كون عملية جمع البيانات‬
‫واإلحصاءات تستغرق وقتا طويالً ثم تعلن بعد ذلك مما يترك فجوة زمنية تخلف بين‬
‫فترة جمعها وبين فترة إعالنها ‪.‬‬
‫(‪ )7‬قد تكون هنالك سياسة دعم ألسعار أهم السلع التي يتعامل بها المستهلك مما يجعل مؤشر‬
‫الرقم القياسي ألسعار المستهلك غير دقيقاً‪ ،‬فمثال في العراق هنالك دعم ألسعار غالبية‬
‫السلع الغذائية التي يتعامل بها المستهلك هنالك منذ عام ‪ 1990‬من خالل اعتماد نظام‬
‫البطاقة التموينية في توزيع تلك السلع على كافة سكان البلد ‪.‬‬
‫(‪ )8‬عند حصول كل سلعة من السلع الداخلة في تحديد الرقم القياسي لألسعار على وزن‬
‫متساو لها من حيث أهميتها الستهالك الفرد فأن هذا المنسوب يجذب الرقم القياسي الذي‬
‫تم احتسابه بشدة الى أعلى بالرغم من أن كمية سلعة معينة يتم استهالكها اقل بكثير من‬
‫كميات سلع أخرى‪ ،‬كذلك أن هذه المشكلة ليس على مستوى األفراد فقط وإنما قد تظهر‬
‫على مستوى المناطق داخل البلد الواحد والتي قد تختلف في نمط استهالكها للسلع الداخلة‬
‫في تحديد الرقم القياسي‪.‬‬
‫(‪ )9‬تؤدي التغيرات في جودة المنتجات وظهور السلع الجديدة الى ظهور بعض المشكالت‬
‫في تركيب األرقام القياسية‪ ،‬وحتى لو تمت معالجة هذه المشكالت بمنتهى الدقة فقد ينتج‬
‫عنه تحيزا ً إلى درجة معينة يمكن أن يؤثر على دقة هذا المقياس ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫(ثانيا) قياس التضخم تبعا لنظرياته‬
‫يتعين التأكيد على إن االرتفاع المتواصل في المستوى العام لألسعار مقاسا َ برقم قياسي‬
‫أو آخر وان كان يشير الى وجود ظاهرة التضخم إال أنه ليس سببا ً لوجودها بل هو نتيجة لوجود‬
‫قوى تضخمية تصن ع من حاالت االختالل في االقتصاد القومي وان كبار االقتصاديين ومن خالل‬
‫نظرياتهم قد اختلفوا في تفسير ظهور هذه القوى التضخمية واستنادا ً الى هذه النظريات تم اشتقاق‬
‫ثالث معايير لقياس هذه القوى هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬معيار االستقرار النقدي أو التضخمي‬
‫يستند هذا المعيار إلى النظرية الكمية النيوكالسيكية التي تأخذ في اعتبارها إمكانية تغيير‬
‫كل من الدخل أو الناتج القومي وكذلك إمكانية تغيير الطلب على النقود أو سرعة دورانها وطبقا ُ‬
‫لهذه النظرية إن االستقرار النقدي يتحقق عموما إذا تعادل معدل التغير في كمية النقود‬
‫) ‪ (M M‬مع معدل التغير في أجمالي الناتج القومي ) ‪. (Y Y‬‬
‫وهنا يصبح الفرق بينهما أو معامل االستقرار النقدي معادالً للصفر‪ ،‬أما إذا زاد معدل‬
‫التغير النقدي عن معدل التغير في الناتج القومي ( أو الدخل النقدي الحقيقي) فيكون معامل‬
‫االستقرار موجبا ً ‪.‬‬
‫وعليه إذا تم قياس تطور معدل التغيير لكل من النقود المتداولة والناتج القومي في فترة‬
‫سابقة وكشفت األرقام أن معدل نمو كمية النقود يفوق باستمرار معدل تغير الناتج القومي ومن ثم‬
‫قيمة معامل االستقرار موجبة فانه يكشف عن فائض في القوة الشرائية يفوق المتاح من السلع‬
‫والخدمات المنتجة والمتاحة وأن استمرار هذا الفرق في االرتفاع يشير الى نمو حجم القوى‬
‫التضخمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬معيار فائض الطلب‬
‫يستند هذا المعيار الى النظرية الكنزية في الطلب الفعال والتي تشير الى أنه إذا لم‬
‫يترتب على الزيادة في حجم الطلب الفعال زيادة مناظرة في حجم اإلنتاج فأن فائض الطلب‬
‫ينصب أثره بالكامل على رفع المستوى العام لألسعار إذ يواجه االقتصاد القومي حالة من‬
‫التضخم البحت‪ ،‬وبنظرة مستقبلية يمكن تقدير فائض الطلب أو الفجوة التضخمية في فترة زمنية‬
‫مقبلة بمقدار الطلب الفعال المتوقع والمقاس باألسعار الجارية مطروحا منه القيمة الكلية المتوقعة‬
‫للسلع والخدمات المتاحة في الفترة الزمنية المقبلة مقاسة بأسعار فترة األساس وأن الفائض‬
‫أألنفاقي المتوقع حدوثه سيقود الى ارتفاع االسعار‪.‬‬
‫ويمكن قياس أجمالي فائض الطلب أو الفجوة التضخمية خالل فترة سابقة والتي انعكست‬
‫كليا ً أو جزئيا ً في االرتفاع المتواصل لألسعار باستخدام الصيغة التالية‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫‪D X  (C p  C g  I )  Yt‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ = Dx‬إجمالي فائض الطلب‪.‬‬
‫‪ = C p‬االستهالك الخاص باألسعار الجارية ‪.‬‬

‫‪ = C g‬االستهالك العام باألسعار الجارية ‪.‬‬


‫‪ = I‬إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪.‬‬
‫‪ = Yt‬إجمالي الناتج الحقيقي ‪.‬‬
‫بعبارة أخرى فأنه أذا زاد األنفاق أو الطلب الفعال باألسعار الجارية ينشأ فائض طلب‬
‫أو فجوة تضخمية تجذب األسعار الى األعلى ‪.‬‬
‫‪ .3‬معيار اإلفراط النقدي‬
‫يستند هذا المعيار الى النظرية الكمية المعاصرة والتي ترى إن التغير في نصيب الوحدة‬
‫المنتجة من كمية النقود هو المتغير اإلستراتيجي في أحداث التغير في المستوى العام لألسعار‪ ،‬إذ‬
‫أن مؤيدي هذه النظرية يرجعون القوى التضخمية الى ارتفاع نصيب الوحدة المنتجة من كمية‬
‫النقود عن حجمها األمثل مما ينشأ معه إفراط نقدي يبعث على االرتفاع التضخمي في األسعار ‪.‬‬
‫ويقترح الكاتب رمزي زكي صيغة لحساب كمية النقود الزائدة عن حجمها األمثل‬
‫وتتمثل متغيراتها في األتي ‪:‬‬
‫‪M ext  Q0Yt  M t‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ = M ext‬حجم اإلفراط النقدي ‪.‬‬
‫‪ = Q0‬متوسط نصيب الوحدة من الناتج المحلي من كمية النقود المتداولة السائدة في سنة األساس‬
‫عن مستوى معين من األ‬
‫‪ =  Yt‬حجم الناتج المحلي الحقيقي باألسعار الثابتة في السنة ‪.‬‬
‫‪  M t‬كمية النقود المتداولة بالفعل في السنة ‪.‬‬

‫وهذا يعني أن فائض كمية النقود عن حجها األمثل يعد إفراطا نقديا وراء ارتفاع األسعار‬
‫واستمرار هذا الفائض وتصاعده يكون وراء تصاعد االرتفاع في األسعار‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫المعاصر‬ ‫يعد التضخم من المشاكل الكبيرة التي تواجه االقتصاديات في العالم‬


‫وأصبحت لها أدبيات اقتصادية ومالية وإحصائية ومقاييس ومعالجات على المستوى الكلي‬
‫والجزئي‪ ،‬ولقد اعتبرت هذه الظاهرة التي عدت الظاهرة األولى في القرن العشرين الــى الحكم‬
‫على إنها إحدى المشكالت االقتصادية الرئيسة التي تعاني االقتصاديات المتقدمـة والنامية على‬
‫حد سواء إال أن الفكر االقتصادي اخذ يرسي دعائم وشواهد حكمه االيجابي على اعتبار التضخم‬
‫ظاهرة اقتصادية صحية في مضمار النمو واستحداث التنمية وانه يجب عدم اعتبارها ظاهرة‬
‫تنموية عائقة والمشكلة هنا ليست في التضخم ذاته وإنما في كيفية استخدامـــه والتحكم فيه‬
‫ومعالجة المشاكل الناجمة عنه‪.‬‬
‫كما البد من التأكيد بأنه ليس كل ارتفاع باألسعار يعد تضخما ً فقد يحصل ارتفاع في‬
‫أسعار سلعة معينة أو مجموعة سلع كالمنتجات الزراعية مثالً ألسباب تسويقية أو إنتاجية‬
‫محصورة بتلك السلع كتأثير العوامل المناخية على اإلنتاج‪ ،‬أو قد تكون ألسباب موسمية كارتفاع‬
‫الطلب على السلع والخدمات االستهالكية خالل مواسم معينة كاألعياد مثالً‪ ،‬مثل هذه التغيرات‬
‫السعرية ال تعد تضخماً‪ ،‬الن مفهوم التضخم يتصف باالستمرارية والشمول لجميع السلع‬
‫والخدمات ‪.‬‬
‫ال يوجد هنالك تاريخ محدد لحدوث التضخم كما انه لم يكن ينـــظر الى إليه كما ينظر له‬
‫اآلن من حيث مفهومه وقياس مداه ودرجة تأثيره‪ ،‬غير أن تصاعد االهتمام بقضية التضخم بدأ‬
‫يتجلى بشكل ملحوظ على صعيد الفكر االقتصادي وكذلك على ساحة الدراسات االقتصادية‬
‫التطبيقية من ذ الحرب العلمية األولى‪ ،‬والواقع أن تزايد االهتمام بقضية التضخم لم يأتي كنتيجة‬
‫للتطور التلقائي للعلوم االقتصادية ولكنه يرجع الى تغيرات أساسية حدثت على صعيد الواقع‬
‫االقتصادي واالجتماعي والسياسي منذ الثالثينات من القرن العشرين هي في جملتها من تأثيرات‬
‫التضخم ا لنقدي وانعكاساته‪ ،‬ومن ابرز ذلك التطور الذي شهده النظام النقدي وشيوع النقود‬
‫االئتمانية التي هي أكثر أنواع النقود عرضة للتقلبات والتغيرات‪.‬‬
‫هنالك العديد من أنواع التضخم منها التضخم الظاهر والتضخم المكبوت والتضخم‬
‫الزاحف إال أن أهمها التضخم الجامح أو المفرط والذي يتحقق من خالل ارتفاعات سريعة وحادة‬
‫في األسعار إضافة الى أنواع أخرى تختلف عن بعضها من حيث درجة الشمول والعوامل‬

‫‪48‬‬
‫األخرى‪ ،‬وألهمية قياس التضخم فقد استخدمت عدة طرق لقياسه أهمها طريقة األرقام القياسية‬
‫إضافة الى معايير أخرى تستند الى النظريات المفسرة للتضخم ‪.‬‬

‫أسئلة وتمارين الفصل‬


‫اوال ‪ :‬اسئلة الفصل‬
‫‪ .1‬ما هو مفهوم التضخم‪ ،‬وضح االتجاهات الرئيسة لتعريفه ؟ ‪.‬‬
‫‪ .2‬هل هنالك تاريخ محدد لبداية حدوث التضخم‪ ،‬وضح ذلك مع بيان أهم موجات‬
‫التضخم عبر التاريخ ؟ ‪.‬‬
‫‪ .3‬وضح ما هي االختالفات الجوهرية بين النظريات المفسرة للتضخم ؟‬
‫‪ .4‬عدد أهم المقاييس المستخدمة في قياس التضخم وما هي الفروقات الجوهرية‬
‫بينها ؟‬
‫‪ .5‬ما هي االنتقادات الموجهة الى النظرية الكمية للنقود ؟‪.‬‬
‫‪ .6‬ما المقصود بالتضخم الجامح‪ ،‬وما هي الخصائص التي يتميز بها ؟‬
‫‪ .7‬اذكر ارقام القياسية المستخدمة في قياس التضخم ‪ ،‬وبين معادالتها الرياضية ‪.‬‬
‫‪ .8‬ماهي اوجه المقارنة بين االرقام القياسية لألسعار المستخدمة في قياس‬
‫التضخم ؟‬
‫‪ .9‬ماهي المشاكل والصعوبات التي تؤثر على دقة االرقام القياسية لألسعار؟‬
‫هنالك طرق لقياس التضخم تبعا لنظرياته‪ :‬عددها مع الشرح‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تمارين محلولة‬


‫‪ -1‬فببي أحببد مصببانع السببيارات يببتم إنتبباج أربببع أنببواع مببن السببيارات وكببان معببدل‬
‫سعر بيبع السـبـيارات (ببأالف البدوالرات ) والكميبة المباعبة (بباآلف ) مبن كبل‬
‫نوع لسنتي ‪ 2011‬و‪ 2013‬وهي كما مبين في الجدول التالي والمطلبوب إيجباد‬
‫الرقم القياسي المرجح بطريقة السبير لسنة ‪: 2013‬‬

‫‪49‬‬
‫الكميات‬ ‫األسعار‬ ‫نوع السيارة‬

2011 2013 2011

qo Pn P0

200 8 6 A

300 4 3 B

150 7 5 C

210 10 7 D

:‫الحل‬

Pn q 0 P0 q 0

1600 = 8×200 1200 = 6×200

1200 = 4× 300 900 = 3×300

1050 = 7×150 750 = 5×150

2100 = 10×210 1470 = 7×210

5950 4320

I
P q
n 0
 100
P q
0 0

5950
I  100  137.7 %
4320

%37.7 = 100 – 137.7

50
‫أي أن مستوى األسعار قد سجل ارتفاع في سنة ‪ 2011‬بمقدار ‪ % 37.7‬عن سنة ‪2013‬‬

‫‪ -2‬الجبدول التبالي يمثبل أسبعار وكميبات أرببع سبلع بيعبت عبامي ‪ 2009‬و‪ 2012‬والمطلــبـوب‬
‫إيجـــاد الرقــــم القياسي المرجح بطريقة السبير لسنة ‪: 2012‬‬

‫الكميات‬ ‫األسعار‬ ‫نوع السيارة‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪qo‬‬ ‫‪Pn‬‬ ‫‪P0‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪250‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪240‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪D‬‬

‫الحل ‪:‬‬

‫‪Pn q 0‬‬ ‫‪P0 q 0‬‬

‫‪700 = 7× 100‬‬ ‫‪500 = 5 × 100‬‬

‫‪1500 = 6 × 250‬‬ ‫‪1500 = 6 × 250‬‬

‫‪1000 = 5 × 200‬‬ ‫‪800 = 4 × 200‬‬

‫‪2410 = 10 × 240‬‬ ‫‪1920 = 8 × 240‬‬

‫‪5610‬‬ ‫‪4720‬‬

‫‪I‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪P q‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪5610‬‬
‫‪I‬‬ ‫‪ 100  118.8‬‬
‫‪4720‬‬

‫‪118.8-100=18.8‬‬

‫‪51‬‬
‫أي أن مستوى األسعار قد سجل ارتفاع في سنة ‪ 2012‬بمقدار ‪ %18.8‬عن سنة ‪2009‬م‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آثار التضخم‬
‫وطرق المعالجة‬

‫‪The effects of inflation‬‬


‫‪And treatment methods‬‬

‫أوال‪ -‬أثار التضخم‬


‫ثانيا‪ -‬سياسات معالجة التضخم‬
‫ثالثا ‪ -‬أهداف معالجة وتعديل أثار التضخم‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫آثار التضخم‬
‫وطرق المعالجة‬
‫‪The Effects of Inflation‬‬
‫‪and Treatment Methods‬‬

‫يحمل التضخم الكثير من اآلثار المتنوعة والتي تختلف تبعا لطبيعته وقوة تأثيره‪،‬‬
‫وطبيعة المتغيرات االقتصادية التي تقع عليها هذه اآلثار والظروف االقتصادية التي يمر بها‬
‫البلد‪ ،‬إذ تختلف اآلراء حول تقدير مدى حدة هذه اآلثار كما إن تقديرها في الحقيقة يعتمد الى حد‬
‫بعيد على مدى توقع حصول التضخم مسبقاً‪ ،‬فإذا كان توقع حدوث التضخم مؤكدا فأنه يساعد في‬
‫تالفي الكثير من تأثيراته أما إذا كان توقع التضخم غير مؤكد فإنه يترك الكثير من اآلثار السلبية‬
‫االقتصادية واالجتماعية على البلد بأكمله‪.‬‬
‫وال يمكن ألي دولة أن تتجاهل آثار التضخم السلبية على مختلف المفاصل االقتصادية‬
‫فيها‪ ،‬كذلك ال يمكن ألي مشروع اقتصادي أن يتجاهل تلك اآلثار في عملية التحليل االقتصادي‬
‫والمالي والمحاسبي ومن ثم انعكاساتها على كل التكاليف والعوائد المتوقعة‪ ،‬ونتيجة لذلك فقد‬
‫وضعت العديد من السياسات العالجية للحد من تأثيراته على المستويين الجزئي والكلي‪ ،‬وسيتم‬
‫تناول آثار التضخم ومعالجاته في المواضع اآلتية ‪- :‬‬

‫‪The effects of inflation‬‬ ‫أوال‪ -‬أثار التضخم‬

‫تعزى مخاوف حصول حدوث االرتفاع في األسعار الى اآلثار السلبية التي تنعكس على‬
‫المستويين الكلي والجزئي نتيجة لذلك‪ ،‬ويمكن إيجاز هذه اآلثار بما يلي ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -1‬أثر التضخم على توزيع الدخل ‪The impact of inflation on income distribution‬‬

‫يؤدي ارتفاع المستوى العام لألسعار الى انخفاض القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود أو‬
‫الذين ارتفعت دخولهم النقدية بنسبة اقل من نسبة االرتفاع في األسعار‪ ،‬وغالبا ً ما تمثل هذه‬
‫الشريحة الواسعة من المجتمع العاملين في الدوائر الحكومية ومنشآت القطاع العام والخاص الذين‬
‫يعتبرون في مقدمة المتضررين من التضخم إضافة الى أصحاب المدخرات النقدية الذين يعانون‬
‫من انخفاض القوة الشرائية لدخولهم النقدية بسبب التضخم‪.‬‬
‫تتمثل القوة الشرائية (‪ )Purchasing Power‬في لحظة زمنية معينة بعدد الوحدات من‬
‫سلعة معينة‪ ،‬أو من سلة من السلع والتي يمكن شراؤها بهذه الوحدة في تلك اللحظة‪ .‬فمثال في‬
‫بداية عام ‪2013‬م كانت كل (‪ )5‬قطع من الخبز تشترى بمبلغ دينار واحد ‪ ،‬وفي نهاية عام‬
‫‪ 2013‬م أصبحت كل أربع قطع من الخبز تشترى في ذلك الدينار‪ ،‬ففي هذه الحالة تكون القوة‬
‫الشرائية للدينار الواحد في نهاية عام ‪2013‬م بمعدل (‪ )%80‬من قيمته األصلية أي‬
‫(‪ ،100×)5÷4‬وهذا يعني أن القوة الشرائية للدينار انخفضت بنسبة (‪)%20‬وهو ما يمثل معدل‬
‫التضخم‪.‬‬
‫فإذا تم افتراض أن أسعار السلع التي ينفق المستهلك دخله عليها قد ارتفعت الى الضعف‬
‫فأن هذا يعني أن كمية السلع والخدمات التي يشتريها المستهلك بدخله النقدي ينخفض الى النصف‬
‫وهذا يعني انخفاض مستوى الدخل الحقيقي له‪ ،‬أي كمية السلع والخدمات التي يحصل عليها‪،‬‬
‫ومن ثم إصابته بالضرر نتيجة لذلك ‪.‬‬
‫وقد توصلت األبحاث االقتصادية الى أن ليس كل فئات المجتمع تتأثر سلبيا ً بالتضخم‬
‫فهناك فئات تستفيد من تزايد معدالت التضخم كالتجار وأصحاب األعمال وعموما ً يمكن التمييز‬
‫بين أربع فئات من المجتمع وفقا ً لمدى تأثرها بالتضخم ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬فئة أصحاب الدخول النقدية الثابتة‬
‫تكون الدخول النقدية لهذه الفئة ثابتة ومن ثم تنخفض دخولها الحقيقية بنفس‬
‫معدل التضخم مثل أصحاب اإليجارات الثابتة بموجب القانون وهي أكثر فئات المجتمع‬
‫تضرراً‪.‬‬
‫(‪ )2‬فئة أصحاب الدخول النقدية شبه الثابتة‬
‫تزداد الدخول النقدية لهذه الفئة بنسبة أقل من نسبة االرتفاع في مستوى‬
‫األسعار‪ ،‬ويكون تضرر هذه الفئة بدرجة أقل من الفئة األولى‪ ،‬وهذه الفئة تمثل غالبا ً‬
‫أصحاب الرواتب وموظفي الدولة ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫(‪ )3‬فئة أصحاب الدخول النقدية الحقيقية الثابتة‬
‫تزداد الدخول النقدية لهذه الفئة بنفس الزيادة في مستوى األسعار فال تتعرض‬
‫الى أثار سلبية من التضخم مثل طبقة العمال في الدول الصناعية المتقدمة المنضوية‬
‫تحت لواء النقابات العمالية القوية والتي استطاعت في الحقب األخيرة من رفع األجور‬
‫النقدية بمعدالت تفوق االرتفاع في المستوى العام لألسعار‪ ،‬مما أدى الى زيادة نصيبها‬
‫الحقيقي في الدخل القومي ‪.‬‬

‫(‪ )4‬فئة أصحاب الدخول النقدية المتغيرة‬


‫تزداد الدخول النقدية لهذه الفئة بنسبة تفوق نسبة االرتفاع في مستوى األسعار‬
‫وهنا تزداد دخولها الحقيقية مستفيدة من التضخم‪ ،‬وتفيد الدراسات التطبيقية والمالحظات‬
‫اإلحصائية أن هذه الحالة تتحقق غالبا ً بالنسبة ألصحاب المشروعات الصناعية الذين‬
‫يتمكنون من زيادة إيراداتهم النقدية الصافية خالل فترات التضخم بمعدالت تفوق‬
‫معدالت ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫من جانب آخر يؤثر التضخم بشكل فعال على المدفوعات اآلجلة بأنواعها من الديون‬
‫والقروض والمبيعات اآلجلة والعقود الممتدة وغير ذلك حيث تختلف القيمة الشرائية التبادلية‬
‫للنقود لهذه المدفوعات فتنقص قيمتها في يوم الوفاء عنها في يوم عقدها وااللتزام بها‪ ،‬فعندما يقوم‬
‫األفراد باقتراض النقود سوءا لشراء األصول المختلفة أو لغرض االستثمار فأن االرتفاع الحاد‬
‫في األسعار بمثابة مكسب غير متوقع بالنسبة لهم‪ ،‬فعلى سبيل المثال نفترض أن أحد األفراد قام‬
‫باقتراض مبلغ معين لشراء منزل وبسعر فائدة سنوي ثابت على قيمة القرض وحدث بعد ذلك‬
‫تضخم مفرط أدى الى مضاعفة كافة األجور والدخول في حين بقيت األقساط االسمية لقيمة‬
‫القرض الذي تم به شراء المنزل ثابتة بينما انخفضت تكلفتها الحقيقية الى النصف‪ ،‬وهنا ال يحتاج‬
‫المقترض سوى القيام بالعمل لنصف الوقت الذي كان يستغرقه في السابق للوفاء بتلك األقساط‪،‬‬
‫أي أن التضخم هنا الى أدى زيادة ثروة الفرد المقترض وأسفر عن تخفيض القيمة الحقيقية لديونه‬
‫من األقساط أعاله ‪.‬‬
‫أما إذا تم عكس تلك الحالة أي إن ذلك الفرد قام بإقراض مبلغ ما لفرد آخر وبسعر فائدة‬
‫ثابت على أقساط تسديد القرض وبموجب كمبياالت أو سندات قرض أو بأي شكل من أشكال‬
‫القروض األخرى التي ال ترتبط بتغير األسعار فسينعكس األمر تماما ‪ ،‬إذ سيتسبب االرتفاع غير‬
‫المتوقع لألسعار بخسارته لجزء من القيمة الحقيقية للقرض في وقت التسديد نتيجة لالرتفاع‬
‫الكبير في أسعار األصول والسلع والخدمات نتيجة التضخم أي خسارة الطرف المقرض‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫يستنتج مما تقدم بأن األثر الرئيس للتضخم يظهر في عملية إعادة التوزيع للدخل من‬
‫خالل التأثير على القيمة الحقيقية لثروة األفراد‪ ،‬إذ يترتب على التضخم إعادة توزيع الدخل‬
‫القومي لصالح أصحاب الدخول المتغيرة وفي غير صالح أصحاب الدخول الثابتة وشبه الثابتة‪،‬‬
‫إضافة الى أن التضخم وباألخص غير المتوقع يعيد توزيع الثروة فيما بين الدائنين والمدينين‬
‫األمر الذي يفيد المقترضين ويلحق الضرر بالمقرضين‪.‬‬

‫‪The impact of inflation on the saving‬‬ ‫‪ –2‬أثر التضخم على االدخار‬


‫من المعلوم أن التضخم وباألخص المفرط يؤدي وبشكل مباشر الى انخفاض قيمة العملة النقدية‬
‫ويترتب على ذلك إضعاف ثقة األفراد في العملة وإضعاف الحافز على االدخار‪ ،‬فإذا اتجهت قيمة‬
‫النقود الى التدهور المستمر فإنها تبدأ في فقدان وظيفتها كمستودع للقيمة بسبب التضخم‪ ،‬وهنا‬
‫يزداد التفضيل السلعي على التفضيل النقدي فيزيد ميل األفراد الى إنفاق النقود على االستهالك‬
‫الحاضر وينخفض ميلهم لالدخار وما يتبقى لديهم من أرصدة يتجهون الى تحويلها الى ذهب‬
‫وعمالت أجنبية مستقرة القيمة والى شراء سلع معمرة وعقارات‪ ،‬أي أن ارتفاع األسعار سيؤدي‬
‫الى زيادة نسبة ما يخصص من الدخل الفردي والدخل القومي ألغراض االستهالك ألن الحفاظ‬
‫على مستوى مقبول من استهالك الفرد وبالذات ما هو ضروري فيه يتطلب إنفاق أكبر قدر من‬
‫الدخول الفردية على االستهالك‪ ،‬وهذا يعني ارتفاع نسبة ما ينفق من الدخل القومي على‬
‫االستهالك وينخفض نتيجة ذلك ما يخصص من الدخل الفردي والقومي ألغراض االدخار ومن‬
‫ثم انخفاض القدرة على تمويل االستثمار‪.‬‬

‫‪ –3‬أثر التضخم على ميزان المدفوعات‬


‫‪The impact of inflation on the balance of payments‬‬
‫يؤثر التضخم بشكل واضح على ميزان المدفوعات إذ يترتب عليه اختالل في هذا‬
‫ال ميزان باتجاه خلق عجز فيه نتيجة زيادة الطلب على االستيراد وانخفاض حجم الصادرات‪،‬‬
‫فالزيادة التضخمية في األنفاق الحكومي ومن ثم الدخول النقدية يترتب عليها زيادة في الطلب‬
‫ليس تحديدا على السلع المنتجة محليا ً بل المستوردة كذلك‪ .‬كما أن التضخم يميل الى رفع تكاليف‬
‫إن تاج سلع التصدير مما يضعف مركزها التنافسي في األسواق الخارجية‪ ،‬كذلك يؤدي التضخم‬
‫الى أن األفراد في البلد المعني سوف يميلون الى استهالك السلع األجنبية ذات األسعار األقل‬
‫مقارنةً بالسلع المحلية مما يؤدي الى زيادة األستيرادات نتيجة الى زيادة الطلب المحلي عليها‬
‫و بالتالي زيادة المدفوعات الخارجية في الوقت الذي تنخفض فيه الصادرات الوطنية للخارج‪،‬‬

‫‪57‬‬
‫ستؤدي التأثيرات السلبية لهذه التحوالت الى حدوث أثار على الميزان التجاري وميزان‬
‫المدفوعات والى احتمال انخفاض سعر صرف العملة المحلية وبالتالي استنزاف البلد المعني‬
‫الحتياطاته من العمالت األجنبية‪ ،‬مما يعني ضرورة اتخاذ اإلجراءات الفاعلة للحد من التأثيرات‬
‫السلبية للتضخم على االقتصاد القومي ‪.‬‬

‫‪ –4‬أثر التضخم على المنشآت الصناعية والمشروعات األخرى‬


‫‪The impact of inflation on the industrial facilities and other projects‬‬

‫يؤثر التضخم بشكل كبير على مجمل عمليات الوحدات االقتصادية المختلفة‪ ،‬إن ارتفاع‬
‫األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح‬
‫والخ سائر واالندثار وغيرها‪ ،‬فالوحدات االقتصادية على مختلف أنواعها وأهدافها تقوم بإعداد‬
‫بيانات ختامية تتكون من حساب األرباح والخسائر الذي يصور مختلف اإليرادات والنفقات‬
‫وكذلك النتيجة النهائية التي تم التوصل إليها عن الفعاليات التي مارستها الوحدة خالل الفترة‬
‫الما ضية‪ ،‬كذلك تعد الوحدة االقتصادية الميزانية العمومية لبيان الوضع المالي لها كما هو عليه‬
‫نهاية الفترة المالية ‪.‬‬
‫وان هدف إعداد الميزانية يقصد منه إيصال المعلومات الى المالكين للمنشأة سواءا كان‬
‫ذلك الدولة أم القطاع الخاص إضافة الى تنفيذ النصوص القانونية التي تلزم حفظها أو توزيعها‬
‫على جهات يهمها أمر الحصول عليها كالدوائر الضريبية والمصارف وغيرها‪ ،‬عالوة على أن‬
‫تلك البيانات والقيم التاريخية تستخدم ألغراض التخطيط للتوسع أو التوسع في فعالية معينة دون‬
‫أخرى‪ ،‬وفي كل هذه العمليات فأن الوحدة االقتصادية وانطالقا من المبادئ المهمة التي ترتكز‬
‫عليها والمتمثلة في ثبات الوحدة النقدية من فترة الى أخرى كي يسهل تسجيل العمليات الصناعية‬
‫والتجارية في السجالت وجمع بعضها مع البعض اآلخر ومقارنتها واستخراج نتائج مبنية على‬
‫تلك الفرضية ‪.‬‬
‫لكن التضخم المالي جعل كل تلك الحسابات غير منطقية بل أصبح عبئا ً ثقيالً إن لم نقل‬
‫إنه حالة ال يمكن الركون إليها إذا ما أريد الوصول الى تحقيق نتائج حقيقية حول نشاط الوحدة‬
‫االقتصادية وتقييم أموالها‪ ،‬فارتفاع األسعار يؤثر بالدرجة األساس على قيمة العملة الحقيقية‬
‫ويجعلها تتغير بشكل مستمر باتجاه االنخفاض ومن ثم تظهر العمليات التجارية بقيم متباينة رغم‬
‫أنها مسجلة بعملة واحدة‪ ،‬وإن ما يترتب على ذلك هو إن ما تعرضه السجالت يتضمن معلومات‬
‫محاسبية تحمل قيما ً متباينة‪ ،‬إذ إن التضخم المالي الناتج عن ارتفاع األسعار وانخفاض القيمة‬

‫‪58‬‬
‫الحقيقية للنقود يؤثر تأثيرا ً ماديا ً على حقيقة ما تظهره البيانات الختامية‪ ،‬فبالرغم من أنه سجلت‬
‫بعملة نقدية تحمل قيمة أسمية موحدة بين سنة وأخرى فإن تلك القيمة بعيدة عن القيمة الحقيقية لها‬
‫وما يترتب على ذلك ظهور غير متجانس من القيم تفقدها قيمتها الكبيرة كأداة للمقارنة والقياس‬
‫والدراسة ‪.‬‬
‫إن الوحدات االقتصادية تسعى الى قياس نتيجة فعالياتها االقتصادية لمعــرفة النتيجة‬
‫التي تـم التوصل إليها للفترة المالية‪ ،‬والمهمة الرئيسية لحساب األرباح والخسائر هي بيان أوجه‬
‫اإليرادات والمصروفات التي أنفقت لتحقيقها والنتيجة التي تم التوصل إليها وبيان االتجاه لمختلف‬
‫المعلومات التي تحويها‪ ،‬ففي فترات التضخم المالي التي يرافقها انخفاض في القيمة الحقيقية‬
‫للنقود يالحظ إن ما سيظهره حساب األرباح والخسائر غير قابل للمقارنة وذلك لتغير قيمة النقد‬
‫بين فترة وأخرى‪ ،‬مثال ذلك إذا كان الرقم القياسي في أول السنة هو ‪ %100‬وفي شهر جون‬
‫(حزيران) ‪ %110‬وفي ‪ / 31‬ديسمبر (كانون أول) ‪ %115‬فأن العمليات األيرادية خالل السنة‬
‫يتم تقييمها ما بين ‪ %100‬و ‪. %115‬‬
‫وهكذا فأن التضخم قد أحدث إرباكا ً وعدم تيقن في تحديد األرباح والخسائر الحقيقية‬
‫خصوصا ً وإن أهم أغراض حساب األرباح والخسائر تتمثل في أنه يعد أداة محاسبية مهمة لقياس‬
‫نتيجة الفعاليات‪ ،‬وعليه فأن النتيجة ال يمكن أن تكون صحيحة إال إذا كانت المعلومات التي ترتكز‬
‫عليها صحيحة ومبنية على أسس وقيم صحيحة ومتناسقة‪ ،‬غير إن التضخم يجعل تحقيق مهمة‬
‫القياس صعبة وذلك للتفاوت في القيم وخاصة ما يتعلق منه باألندثارات والمصاريف المؤجلة‬
‫والمتسببة في انخفاض القيمة الحقيقية للنقد‪ ،‬فاألندثارات تحتسب على أساس القيم التاريخية‬
‫للموجودات الثابتة التي تظهر حساباتها بعملة نقدية تحمل قيما ً تختلف عن قيمة السنة المالية ‪.‬‬
‫إن ما ينتج عن التأثيرات هو ظهور األرباح الصافية بأعلى مما يجب نتيجة عدم أخذ‬
‫القيم السائدة بنظر االعتبار وعدم إدراك أن طريقة حساب االندثار بشكلها التقليدي قد عجزت عن‬
‫تحقيق هدفها في المحافظة على رأس المال‪ ،‬فتخصيص الكلفة على أساس سنوات العمر اإلنتاجي‬
‫في سنوات التضخم لم تعد تكفي لقياس الربح أو المحافظة على رأس المال المستثمر في‬
‫موجودات ثابتة إذا ما حان موعد استبدالها‪ ،‬يضاف الى ذلك فأن البضاعة تتأثر أيضا ً بالتضخم‬
‫المالي فارتفاع األسعار المستمر ينعكس على كافة األسعار بما فيها البضاعة التي تنتجها تلك‬
‫الوحدة االقتصادية حيث يؤدي التضخم الى انخفاض ملموس في حجمها األمر الذي يستلزم زيادة‬
‫رأس المال المخصص إلنتاجها ‪.‬‬
‫ونتيجة لتلك اآلثار فأن الوحدة االقتصادية إذا ما تأخرت في أخذ عامل التضخم بنظر‬
‫االعتبار فأن الربح سيحتسب بأكثر من حقيقته مما يؤثر على العبء الضريبي الذي سيكون أكبر‬

‫‪59‬‬
‫وخاصة إذا كان الربح عاليا ً بحيث يخضع الى النسب العالية في سلم التصاعد‪ ،‬كما إن حصة‬
‫العمال من األرباح ستكون أكبر مما يجب وأن قسما ً منها سيدفع من قيمة رأس المال المملوك‪،‬‬
‫كذلك إذا ما وزعت أرباحا ً على المالكين للشركات فأن تلك الحصص ستكون أكبر من قيمتها‬
‫الحقيقية وأن قسما ً منها سيمثل في طبيعته إعادة لقسم من رأس المال الممتلك رغم كونه من‬
‫الناحية القانونية ربحا ً وزع بشكل صحيح ‪.‬‬

‫‪ –5‬آثار أخرى ‪Other effects‬‬


‫عالوة على ما سبق ذكره فأن هنالك آثارا ً سلبية أخرى للتضخم على عموم االقتصاد‬
‫تترتب عليها العديد من السلوكيات االجتماعية المرتبطة باألبعاد االقتصادية بالشكل الذي يجعل‬
‫التضخم يؤثر في قيم المجتمع ويشيع اإلرباك في مختلف جوانبه ومن هذه اآلثار ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬تراجع الدولة على المستوى االقتصادي واالجتماعي معا َ وتعميق للمشكالت السائدة في‬
‫البلد وضعف هيبة النظام السياسي وعدم ثقة الدول الخارجية بالتعامل مع ذلك النظام‬
‫اقتصاديا‪.‬‬
‫(‪ )2‬يخلق التضخم بيئة تنمو فيها القيم والسلوكيات السيئة مثل تفشي الرشوة والفساد المالي‬
‫واإلداري والتهرب الضريبي والجمركي وضعف والء الموظفين لمنشآتهم وأعمالهم‬
‫والبحث عن فرص أخرى للكسب المشروع أو غير المشروع والى تدني إنتاجية العمل‬
‫بسبب إحساسهم بعدم عدالة األجور ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يؤدي التضخم الى اختالل الوضع األمني نتيجة النتشار الفقر والذي يؤدي الى انتشار‬
‫عمليات السطو المسلح واالختطاف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬يؤدي التضخم الى هروب رؤوس األموال الى الخارج والى إحجام رؤوس ألموال‬
‫األجنبية عن االستثمار في االقتصاديات المصابة بالتضخم‪ ،‬كما إن التضخم يؤدي الى‬
‫توجيه رؤوس األموال المحلية الى فروع النشاط االقتصادي التي ال تفيد عملية التنمية‬
‫في مراحلها األولى فتتجه الى إنتاج السلع التي ترتفع أسعارها باستمرار وهي عادة السلع‬
‫الترفيهية التي يطلبها أصحاب الدخول العالية‪ ،‬وكذلك يتجه قسم هام من األموال الى‬
‫تجارة االستيراد والمضاربة التجارية والى بناء المنازل الفاخرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬هجرة الكثير من العقول والخبرات والكفاءات وباألخص من حملة الشهادات العليا الى‬
‫الخارج وهذا يحدث باألخص في الدول النامية إذ يتوجه هؤالء للعمل في الدول التي‬
‫يرون بأنها تحقق لهم الجوانب المادية واألمنية ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫(‪ )6‬يترتب على استمرار تصاعد األسعار اإلرباك والتأخر في تنفيذ مشروعات التنمية‬
‫واستحالة تحديد تكاليف إنشاء المشروعات‪ ،‬بصورة نهائية التي ترتفع مدخالتها‬
‫باستمرار خالل فترة تنفيذ المشروعات األمر الذي يؤدي معه عجز بعض القطاعات في‬
‫الحصول على الموارد إلتمام مشروعاتها ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬سياسات معالجة التضخم‪:‬‬
‫‪Policies to tackle inflation‬‬
‫يمكن التفرقة هنا بين نوعين من السياسات الخاصة بمعالجة التضخم‪ ،‬فالنوع األول‬
‫يتمثل في السياسات العالجية العامة المتبعة على مستوى االقتصاد الكلي كالسياسة النقدية‬
‫والسياسة المالية وأدواتهما المختلفة التي تهدف الى الحد من التضخم ومحاولة تخفيضه من خالل‬
‫إتباع عدد من اإلجراءات التي تدخل في صميم السياستين أعاله‪ ،‬أما النوع الثاني من السياسات‬
‫فيتمثل في السياسات المتبعة من قبل الشركات الخاصة والعامة والتي ال تهدف في محصلتها‬
‫النهائية الى الحد من ظاهرة التضخم بسبب أن ذلك ال يدخل ضمن اختصاصها ويتطلب سياسات‬
‫حكومية عامة ومحكمة‪ ،‬فالشركات هنا تتبع سياسات وآليات معينة لمعالجة آثار التضخم على‬
‫موجوداتها وحساباتها الختامية من خالل إتباع سياسات ومعالجات حسابية لوضع قيمة حقيقية لها‬
‫تزيل مشكالت التضليل الناجمة عن التضخم على نتائج أعمالها وميزانياتها وخاصة للمخزون‬
‫والموجودات الثابتة والعمليات المالية‪ .‬ومن هنا يمكن استعراض أهم سياسات معالجة التضخم‬
‫على المستويين الكلي والجزئي وكما يلي ‪:‬‬
‫(أوال) السياسات العامة لمعالجة وضبط التضخم‬
‫‪The public policies to tackle inflation‬‬
‫من الطبيعي والواضح للجميع أن التضخم ال يعالج إال من خالل السياسة المالية بأدواتها‬
‫المختلفة أو عن طريق السياسة النقدية بأدواتها المختلفة أو عن طريق السياستين معاً‪ ،‬فالتضخم‬
‫كما ذكر في النظريات المفسرة له قد ينبعث من جانب الطلب أو جانب العرض أو من جانب‬
‫العرض النقدي لذا فأن المعالجة تتم من خالل إتباع سياسات نقدية ومالية متكاملة ‪.‬‬
‫‪The Monetary policies‬‬ ‫‪ -1‬السياسات النقدية‬
‫تعرف السياسات النقدية بأنها السياسات التي يمارسها البنك المركزي والمرتبطة‬
‫بالنقود والجهاز المصرفي والتي تؤثر في عرض النقود إليجاد التوسع في حجم القوة الشرائية أو‬
‫اإلقالل من حجم تلك القوة في المجتمع ‪ ،‬أو بتعبير آخر هي مجموعة اإلجراءات والتدابير‬
‫المتعلقة بتنظيم عمليات اإلصدار النقدي والرقابة على االئتمان وصوال الى أهداف معينة تتركز‬

‫‪61‬‬
‫بالسيطرة على المستوى العام لألسعار ومن ثم السيطرة على التضخم مع توفير إطار للنمو‬
‫االقتصادي غير التضخمي مع التأكيد هنا أن مسألة السيطرة على األسعار ليست بالمهمة السهلة‪،‬‬
‫ولكن يمكن للدولة بواسطة مؤسساتها وسياساتها المختلفة من السيطرة نسبيا ً على األسعار كما‬
‫إنها تختلف من بلد الى آخر من حيث الدرجة ومن حيث النوع وبحسب المرحلة التي وصلت إليها‬
‫مواردها المادية وتكوين جهازها المصرفي‬ ‫الدولة من التطور االقتصادي وحجم ونوع‬
‫واالئتماني بصفة عامة ومدى تطور أسواقها المالية ومدى تنظيم نشاط أسواقها النقدية‪.‬‬
‫وعموما ً يمكن إيجاز أدوات السياسة النقدية بما يأتي ‪-:‬‬
‫‪Interest rate‬‬ ‫(‪ )1‬سعر الفائدة‬
‫تقوم هذه السياسة على أساس رفع أسعار الفائدة التي تتعامل بها البنوك المركزية أثناء‬
‫التضخم‪ ،‬إذ ترتفع تكلفة حصول البنوك التجارية على القروض من البنك المركزي ومن ثم ترتفع‬
‫كلفة حصول األفراد على النقد والقروض من البنوك التجارية مما يؤدي الى التقليل من معدل‬
‫االقتراض من البنوك التجارية مع االفتراض بأن ال يكون هنالك مصادر أخرى للسيولة أو‬
‫االئتمان سواء في السوق النقدية أو في األسواق الجانبية (باستثناء البنك المركزي) من شأنها أن‬
‫تقلل من أهمية قروض األخير وتكلفة هذه القروض ‪.‬‬
‫ومن الجانب اآلخر فأن البنوك المركزية توجه بأتباع أسعار فائدة تشجيعية على الودائع‬
‫والمدخرات أي زيادة أسعار الفائدة على ما يحصل عليه األفراد مقابل مدخراتهم لدى البنوك‬
‫التجارية‪ ،‬ففي المراحل األولى للنمو يجب على السلطات النقدية تشجيع المدخرين على االدخار‬
‫ليس بشكل نقد مكتنز وإنما بشكل موجودات مالية كودائع لدى البنوك وذلك عن طريق رفع سعر‬
‫الفائدة على تلك الودائع مما يؤدي الى سحب جزء من النقد المتداول وامتصاص أكبر قدر من‬
‫السيولة في السوق واالحتفاظ بها لدى البنك المركزي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬نسبة االحتياطي القانوني ‪The legal reserve ratio‬‬
‫تتمثل نسبة االحتياطي القانوني في النسبة التي يتعين على البنك التجاري أن يحتفظ بها‬
‫من كل وديعة تودع فيه‪ ،‬وهذه النسبة يحتفظ بها البنك التجاري بشكل نقود سائلة كاحتياطي لدى‬
‫البنك المركزي‪ ،‬وال يحصل مقابلها على فائدة وتكون هذه النسبة هي الحد األدنى لالحتياطي الذي‬
‫يحتفظ به أي بنك تجاري دون تمييز‪ ،‬إذ يقوم البنك المركزي وكخطوة باتجاه تقليل التضخم برفع‬
‫نسبة االحتياطي القانوني لتقليل مقدرة البنوك التجارية في التوسع باالئتمان وعمليات خلق النقود‬
‫‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إن العديد من الدراسات االقتصادية ال تفضل دائما اللجوء إلى هذه السياسة لما لهذه‬
‫السياسة من أثر سلبي على وضع البنوك التجارية و قابليتها على منح القروض وعلى استثمار ما‬
‫لديها من أموال ‪.‬‬
‫كما أنتقد بعض االقتصاديين هذه السياسة أو وسيلة االحتياطي القانوني باعتبارها‬
‫تمييزية وغير دقيقة وغير مرنة‪ ،‬فطبيعتها التمييزية تعود الى اختالف أثارها باختالف حجم‬
‫المصارف‪ ،‬إذ قد تتأثر المصارف الصغيرة ذات االحتياطيات الضئيلة في حين أن البنوك‬
‫التجارية الكبيرة في الغالب لديها من األصول األجنبية واالحتياطات النقدية الكبيرة التي تمكنها‬
‫الى حد ما من مقاومة أثار تغيير نسب االحتياطي القانوني‪ ،‬كما أن هنالك صعوبة في التأكد من‬
‫مقدار التغير الضروري في نسبة االحتياطي القانوني النقدي المطلوب‪ ،‬فضال عن أنها تعد من‬
‫السياسات غير المرنة لعجزها في مواجهة الشحة أو الفائض في احتياطات المصارف في أماكن‬
‫مختلفة في آن واحد‪ ،‬فمثالً تخضع االقتصاديات اآلخذة في النمو عادة لحركة موسمية واضحة‬
‫تجعل من سياسة االحتياطي القانوني أداة جامدة غير مرنة ( مثالً زيادة النسبة في غير موسم‬
‫حصاد محصول رئيسي لتراكم االحتياطات في البنوك التجارية ولعدم الحاجة إليها والعكس عند‬
‫ظهور الحاجة إلى توسيع عمليات االئتمان بتـسويق المحصول ) مما يتطلب من هذه السياسة أن‬
‫تأخذ في اعتبارها الحركة الموسمية‪.‬‬
‫وأخيرا ً فأن نسبة االحتياطي القانوني التي تعد من أدوات السياسة النقدية المهمة قد‬
‫تنجح في تقييد االئتمان ومنعه من التزايد ولكنها ال تعالج تماما ً التضــخم الذي ينشأ ليس بسبب‬
‫زيادة االئتمان في الداخل وإنما ينشأ نتيجة لعوامل أخرى ‪.‬‬

‫(‪ )3‬عمليات السوق المفتوحة ‪Open market operations :‬‬


‫تعد هذه السياسة من أكثر وسائل البنك المركزي فعالية في التأثير على حجم االئتمان‬
‫وتتمثل في قيام البنك المركزي بشراء أو بيع السندات الحكومية داخل ما يسمى بالسوق المفتوحة‬
‫بهدف التأثير المباشر في حجم االحتياطات النقدية لدى البنوك التجارية‪ ،‬فعند قيام البنك المركزي‬
‫بشراء السندات الحكومية التي تحتفظ بها البنوك التجارية يزيد من االحتياطات النقدية المتوفرة‬
‫لدى تلك البنوك ويمدها بقدرة جديدة على اإلقراض مما يؤدي الى زيادة عرض النقود‪ ،‬وبالعكس‬
‫إذا باع البنك المركزي مثل هذه السندات الى البنوك التجارية سيؤدي الى انكماش احتياطاتها‬
‫النقدية وانخفاض قدرتها على اإلقراض وانخفاض عرض النقود في النهاية ‪.‬‬
‫وعندما يرغب البنك المركزي في عالج الضغوط التضخمية عن طريق تخفيض‬
‫االحتياطي النقدي للبنوك التجارية يدخل البنك بائعا ً لألوراق المالية‪ ،‬وهذا من شأنه إنقاص حجم‬

‫‪63‬‬
‫وسائل الدفع ومن ثم التأثير في سيولة السوق النقدية بقطاعيه المصرفي وغير المصرفي‪ ،‬أي‬
‫بمعنى آخر أن قيام البنك المركزي ببيع ما لديه من سندات حكومية ليأخذ ثمنها من أيدي الذين‬
‫يحملونها على شكل أوراق نقدية فأنه يقلل بذلك النقود في أيدي أفراد المجتمع‪ ،‬وهذا يؤدي بدوره‬
‫الى تقليل معدالت التضخم النقدي ‪ .‬ويعتمد نجاح عمليات السوق المفتوحة على توفر األسواق‬
‫المالية الواسعة والمنتظمة وهذه عادة ما تكون متوفرة لدى الدول المتقدمة لكن البلدان النامية ال‬
‫تمتلك مثل هذه األسواق أو أن ما لديها منها ضعيفة جدا ً الى درجة تجعل أي تدخل بالبيع أو‬
‫الشراء يقود الى تقلبات كبيرة في أسعار األوراق المالية مما يترتب عليه زعزعة المراكز المالية‬
‫للبنوك وزعزعة الثقة في مستقبل هذه األوراق مما يقلل لجوء حكومات هذه البلدان الى هذه‬
‫الوسيلة ‪.‬‬
‫قد ينحاز البعض الى هذه السياسة النقدية أو تلك من السياسات المشار إليها آنفا لمعالجة‬
‫ظاهرة التضخم إال أن الواقع يشير الى أن نجاح المعالجة قد يتم من خالل الجمع بين كل هذه‬
‫الوسائل التي تم ذكرها‪ ،‬الى جانب ذلك البد من التأكيد على أن مهمة الحفاظ على سعر مستقر ال‬
‫يتوقف حصرا على السياسات النقدية فحسب بل يتوجب كذلك إتباع سياسات مالية منسجمة مع‬
‫السياسات النقدية الهادفة إلى تحقيق ذلكً وهذا ما سيتم توضيحه في الفقرة الالحقة ‪.‬‬

‫‪ -2‬السياسات المالية ‪The financial policies‬‬


‫ذكر فيما تقدم أنه البد من التعاون والتنسيق بين األجهزة النقدية والمالية عند اتخاذ أي‬
‫إجراء باتجاه الحفاظ على سعر مستقر‪ ،‬وهنا تبرز أهمية السياسة المالية المتمثلة باستخدام‬
‫الموازنة من ضرائب وقروض ونفقات عامة من أجل تحقيق األهداف المرجوة في مكافحة‬
‫التضخم‪ ،‬أي بتعبير آخر استخدام أوعية الموازنة من خالل االعتماد على تغطية النفقات العامة‬
‫بواسطة اإليرادات العامة من ضرائب ورسوم وقروض دون اللجوء الى اإلجراءات األخرى‬
‫التي تتسبب في زيادة وتائر التضخم ومنها زيادة اإلصدار النقدي ‪،‬لذلك فأن السياسة المالية لم تعد‬
‫جزءا ً منفصالً عن بقية السياسات المستخدمة لتوجيه االقتصاد الوطني‪ ،‬فهذه السياسة من الممكن‬
‫أن تلعب دورا َ مهما ً في مواجهة الضغوط التضخمية من خالل تخفيض مكونات الطلب الكلي‬
‫باستخدام األدوات المتاحة مثل زيادة حصيلة الدولة من الضرائب وتعبئة أكبر قدر ممكن من‬
‫المدخرات وتخفيض األنفاق العام وترشيده يضاف الى ذلك توجه الطلب نحو االستثمارات‪ ،‬وكل‬
‫ذلك يهدف الى القضاء التدريجي على عجز الموازنة العامة وتمويله بطرق غير تضخمية بدالً‬
‫من االعتماد على التوسع في إصدار نقود جديدة ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ولغرض إعطاء صورة واضحة عن أدوات السياسة المالية الرامية الى ضبط التضخم‬
‫فالبد من المرور على أهم تلك األدوات وبصورة موجزة وكما يلي ‪:‬‬
‫‪Taxes‬‬ ‫(‪ )1‬الضرائب‬
‫تتوسع الحكومة في تحصيل الضرائب لتقليص النقود في أيدي أفراد المجتمع‬
‫وبالتالي السيطرة على معدل مستقر لألسعار‪ ،‬وتشمل الضرائب جميع أنواعها مثل ضرائب‬
‫الدخل وضرائب الشركات والرسوم الجمركية غير المباشرة التي تفرض على السلع المختلفة‬
‫سواء كان منها ما هو منتج وما هو مستورد‪ ،‬ولما كانت السياسة الضريبية تمثل وسيلة‬
‫لتحقيق غاية محددة فأن اآلثار االقتصادية المرغوب إحداثها هي التي تحدد نوع أو أنواع‬
‫الضرائب التي ينبغي فرضها على المجتمع وتوزيع العبئ الضريبي وفقا لمبدأ ضمان تحقيق‬
‫اآلثار المرغوبة بالكم والكيف‪ ،‬وهذا ما يهدف إليه المجتمع وباألخص في حال توفر جهاز‬
‫ضريبي كفوء وموضوعي فضالً عن الوعي لدى المكلفين لنجاح السياسة الضريبية لتحقيق‬
‫أهدافها ‪.‬‬
‫تتم معالجة التضخم من خالل خفض القوة الشرائية ألفراد المجتمع عن طريق إضعاف‬
‫محددات االستهالك أي رفع معدالت الضريبة التصاعدية على الدخول ‪ ،‬وبذلك يقع األفراد‬
‫تحت ظل معدالت أعلى من الضريبة فيتجه معظمهم لالدخار بدال من األنفاق النخفاض‬
‫مستويات دخولهم مما يقلل من حدة الطلب وفي نفس الوقت يزيد من متحصالت الضريبة‬
‫ومن ثم السيطرة على األسعار‪ ،‬وهذا األمر يتطلب ربط السياسة الضريبية الموضوعة‬
‫بعمليات التخطيط والحساب الدقيق لعوامل الدخل واألنفاق القومي ‪.‬‬
‫وعليه فإن الضرائب تعد من أقوى السياسات المتبعة في معالجة التضخم وباألخص في‬
‫الدول النامية والتي يغلب فيها تخلف العادات المصرفية واالئتمانية‪ ،‬وقد أثبتت تجربة الهند‬
‫خالل الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها ما يمكن أن يفعله النظام الضريبي المالئم من أثر‬
‫فعال في الحد من التضخم ‪.‬‬
‫كما إن هنالك تجارب أخرى في الدول المتقدمة إذ لجأ عددا ً منها الى إتباع سياسة‬
‫الضريبية على نطاق واسع‪ ،‬بوصفها أداة لمعالجة ظاهرة التضخم النقدي التي انتشرت خالل‬
‫السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ‪.‬‬
‫‪Government spending‬‬ ‫(‪ )2‬األنفاق الحكومي‬
‫تعرف السياسة األنفاقية بأنها البرنامج أألنفاقي الذي يقوم على أساس طبيعة وأدوات‬
‫الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬ففي حالة التضخم فأن الحال يقتضي‬
‫تقليص األنفاق الحكومي أي إتباع سياسة إنفاقية انكماشية من خالل تخفيض األنفاق الحكومي‬

‫‪65‬‬
‫وتحقيق فائض في الميزانية بالشكل الذي يؤثر على أوجه اإلنفاق األخرى‪ ،‬وهنا يجب التفرقة‬
‫بين نوعين من األنفاق‪ ،‬األنفاق االستهالكي واألنفاق االستثماري فالنوع األول يقوم على‬
‫أساس أن تخفيض اإلنفاق االستهالكي بالقدر المستطاع يمكن أن يسهم في عالج التضخم‪،‬‬
‫أما النوع الثاني معناه التأثير على مشروعات التنمية االقتصادية وهو أمر غير مرغوب فيه‬
‫وباألخص في الدول النامية‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر كذلك أن األسلوب الذي تتبعه الحكومة في الحصول على‬
‫إيراداتها يكون وثيق الصلة باآلثار النهائية لألنفاق العام‪ ،‬كما أن األنفاق على أوجه النشاط‬
‫الحكومي المختلفة له اثره على التغيرات التي تحدثها البرامج األيرادية (التشغيلية) ‪.‬‬
‫‪Public debt‬‬ ‫(‪ )3‬الدين العام‬
‫يتمثل الدين العام في قيام الدولة بعقد القروض وطرح األسهم والسندات لالكتتاب‬
‫عليها من قبل الجمهور‪ ،‬أي يمكن تعريف الدين العام بأنه عبارة عن مبلغ من المال يدفع من‬
‫قبل وحدات اقتصادية محلية أو أجنبية بموجب عقد يستند الى تصريح مسبق من قبل السلطة‬
‫التشريعية تتعهد بموجبه الدولة بدفع فوائد القرض على مبلغ القروض وسداد أصل القرض‪،‬‬
‫وغالبا ً ما يتم اللجوء الى هذه السياسة في الحاالت االستثنائية وكذلك لسد العجز في منابع‬
‫التمويل األخرى أو حينما تصل الضريبة مثالً الى حدها األقصى بحيث ال يصح للدولة‬
‫اللجوء الى مزيد من الضرائب بالشكل الذي يؤدي الى تدهور النشاط االقتصادي ومستوى‬
‫المعيشة ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن كالًًَ من السياستين الضريبة والدين العام (‬
‫االقتراض ) تهدفان الى بقاء كمية النقود ثابتة إذ أن كل ما يترتب على فرض الضرائب أو‬
‫عقد القروض هو تحويل جانب من القوة الشرائية من األفراد الى الحكومة غير أن الضريبة‬
‫فرض إلزامي يؤخذ بال مقابل في حين أن القرض استثمار اختياري له قيمته االسمية وفائدته‬
‫المحددة‪ ،‬ويهدف أيضا ً الى امتصاص جزء كبير من القوة الشرائية الزائدة في وقت أسرع‬
‫مما يمكن أن تحققه بعض أنواع الضرائب ومن ثم السرعة في السيطرة على وتائر التضخم‬
‫وتعد القروض المحلية أفضل من القروض الخارجية لهذا الغرض لما للقروض الخارجية من‬
‫آثار سلبية سياسية واقتصادية ‪.‬‬
‫وإن الفكر المالي الحديث ينظر الى القروض المحلية بأنها أداة من أدوات السياسة‬
‫المالية واالقتصادية وتستخدم في التأثير على مستوى النشاط االقتصادي وبصفة خاصة في‬
‫محاربة الكساد ومحاربة التضخم ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -3‬السياسات األخرى ‪Other policies‬‬
‫هنالك سياسات أخرى على المستوى الكلي أيضا ً تتمثل بالسياسات التالية‪:‬‬
‫‪Pricing policy‬‬ ‫(‪ )1‬سياسة التسعير ‪:‬‬
‫يتم بموجب هذه السياسة تثبيت األسعار أو تحديدها بصورة مباشرة من قبل‬
‫الدولة ومن خالل األجهزة المختصة كالجهاز المركزي لألسعار أو التأثير عليها بصورة غير‬
‫مباشرة وباألخص على السلع المستوردة من خالل اإلعفاءات الضريبية والجمركية ‪.‬‬
‫‪Policy support‬‬ ‫(‪ )2‬سياسة الدعم‬
‫تتمثل سياسة الدعم في جملة من اإلجراءات والسياسات الهادفة الى دعم أسعار بعض‬
‫المنتجات الرئيسة والهامة والمرتبطة بقوت المواطن اليومي كالدقيق والرز والسكر وغيرها‪،‬‬
‫وكذلك بعض المواد األخرى كالوقود والكهرباء والتي يشترك جميع أفراد المجتمع في‬
‫استهالكها‪ ،‬إذ يؤدي ارتفاع أسعارها الى ضررا ً كبيرا ً للطبقات الفقيرة في المجتمع‪ ،‬وقد‬
‫واجهت هذه السياسة جملة من االنتقادات وباألخص من صندوق النقد الدولي كونها تعطل‬
‫عمل آلية السوق أو إنها تسبب إفراطا ً في استهالك تلك السلع أو تهريبها الى الخارج ‪.‬‬
‫وقد تلجأ الدولة الى أسلوب البطاقات في توزيع المواد المدعمة وباألخص‬
‫بالنسبة الى المواد الغذائية عند تعرض البلد الى الكوارث أو الحصار االقتصادي الذي‬
‫يفرضه مجلس األمن الدولي على بعض الدول‪ ،‬كالحصار الذي فرض على العراق وإيران‬
‫وسوريا‪ ،‬كأجراء للحد من ارتفاع األسعار إذ تعمد الدولة الى تجهيز أفراد المجتمع بالسلع‬
‫الغذائية الرئيسة بأسعار مدعمة للحد من ارتفاع أسعارها ومن ثم تخفيض وطأة التضخم على‬
‫المواطنين ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سياسة الخزين اإلستراتيجي ‪:‬‬
‫‪Policy of strategic stockpiling‬‬
‫تلجأ الكثير من الدول الى توفير خزين إستراتيجي من البضائع والسلع وباألخص‬
‫الضرورية الستخدامها في الحاالت التي قد تتسبب في موجة من ارتفاعات األسعار كالجفاف‬
‫وتأثيره على إمدادات الغذاء وتسببه في ارتفاع أسعار الغذاء على المستوى الدولي‪ ،‬وكذلك‬
‫في حاالت الحروب وبالشكل الذي يتحقق معه تدفق البضائع والسلع بصورة اعتيادية تحول‬
‫دون ارتفاع أسعارها في حالة شحتها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫(ثانيا) السياسات الجزئية لمعالجة التضخم‪:‬‬
‫‪Micro- policies to tackle inflation‬‬
‫يؤثر التضخم تأثيرا ً كبيرا ً على مجمل عمليات الشركات بوحداتها المختلفة إذ أن ارتفاع‬
‫األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح‬
‫والخسائر واالندثار وغيره‪ ،‬وما تزال الكثير من الشركات تعد بياناتها المالية على أساس مبدأ‬
‫الكلفة التاريخية دون مراعاة ارتفاع معدالت التضخم وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها‪ .‬وإن‬
‫االعتماد على هذا المبدأ في ظل التضخم واالنخفاض النقدي يجعل العناصر المحاسبية المسجلة‬
‫في كل من الميزانية العمومية وحساب النتيجة بالكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر‬
‫عن قيمتها الحقيقية وذلك ألن تقييمها تم بعملة نقدية فقدت جزءا ً من قوتها الشرائية بسبب‬
‫فبالنسبة إلى عناصر الميزانية العمومية تصبح مضللة وال تعبر عن حقيقتها‬ ‫التضخم‪،‬‬
‫االقتصادية خالل فترة التضخم ‪.‬‬
‫أن التضليل يصيب العناصر غير النقدية التي تتمثل في الموجودات الثابتة والمخزون‪،‬‬
‫ويؤثر بشكل غير مباشر على حقوق الملكية‪ ،‬كما أن العناصر النقدية‪ ،‬التي تتمثل بالمدينين‬
‫والنقود والقروض‪ ،‬تفقد قوتها الشرائية‪ ،‬إذ يؤدي التضخم إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج ومن ثم‬
‫ينعكس اثر ذلك على رفع أسعار بيع المنتجات‪ ،‬األمر الذي يجعل من الربح المحاسبي مضلالً وال‬
‫يعكس الربح الحقيقي للفترة المالية‪ ،‬مما يؤدي إلى تضليل الضريبة وتوزيع حصص ربحية‬
‫وهمية‪ ،‬ومن ثم ينعكس أثره السلبي على حفظ الطاقة اإلنتاجية للشركة بسبب تأثر تمويل‬
‫االستثمارات بذلك ‪.‬‬
‫وبناءا ً على المشكالت التي يسببها التضخم في القوائم الختامية فأنه يتعين أن يؤخذ‬
‫تطور معدالت التضخم أو االنخفاض النقدي في الحسبان بشكل فعلي لكي ال يؤثر على‬
‫إستراتيجيات نمو وتوسع الشركات‪ ،‬وهذا ما يتم تناوله في الفصول القادمة باعتماد مبدأ‬
‫المعالجات لكل حالة بواسطة أساليب موضوعية تسعى الى تقريب هذه البيانات من الحقيقة بغية‬
‫تحقيق األهداف المنشودة ومن خالل مجموعة طرائق وأساليب تحليلية نظرية وعملية تختص‬
‫بكل حالة على حدة‪ ،‬وبغية اكتمال الصورة فالبد من بيان أهداف معالجة أو تعديل آثار التضخم ‪.‬‬
‫والمخطط التالي يوضح أهم السياسات العامة لمعالجة التضخم ‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫مخطط (‪ )3‬السياسات العامة لمعالجة التضخم‬

‫السياسات العامة‬
‫لمعالجة التضخم‬

‫السياسات‬
‫السياسات العامة‬
‫الجزئية‬

‫سياسات المنشآت‬
‫السياسة المالية‬ ‫السياسة النقدية‬
‫والشركات‬

‫الضرائب‬ ‫معدل الفائدة‬

‫نسبة االحتياطي‬
‫األنفاق الحكومي‬
‫القانوني‬

‫عمليات السوق‬
‫الدين العام‬
‫المفتوحة‬

‫ثالثا ‪ -‬أهداف معالجة وتعديل أثار التضخم‬


‫‪Aims to tackle and correct inflation effects‬‬

‫تقضي العواقب الوخيمة للتضخم بأهمية إجراء التعديالت الالزمة للبيانات المحاسبية‬
‫بالكلف التاريخية بغية الوصول الى قياس نتائج أعمال الشركات ومراكزها المالية بصورة تعبر‬
‫تعبيرا ً حقيقيا ً عن الواقع ولذلك البد من التركيز على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية تعديل البيانات المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -2‬البيانات المحاسبية المشمولة بالتعديل ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -3‬اهتمامات اإلداريين ‪.‬‬
‫‪ -4‬اهتمامات المستثمرين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أهمية تعديل البيانات المحاسبية ‪:‬‬


‫‪Important to correct of Accounting Information‬‬
‫هنالك جملة أهداف تسعى إلى تحقيقها الشركات من وراء تعديل آثار التضخم‪ ،‬يمكن‬
‫إجمالها بما يلي‪-:‬‬
‫(‪ )1‬تخفيض الضرائب وخاصة تلك الضرائب التي تفرض علــى الدخول الخاضعة‬
‫للضريبة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقييم حقيقي للمركز المالي للشركة أو القيمة الحالية للشركة‪.‬‬
‫(‪ )3‬اتخاذ القرارات وتحديد األهداف والرقابة اإلدارية‪.‬‬
‫وسيتم التركيز على الهدفين الثاني والثالث حصرا وذلك لتوضيح عواقب التضخم على‬
‫المحاسبة واإلدارة وليس تقديم مقترحات تغيير القوانين الضريبية المفروضة على الشركات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يمكن التطرق إلى تقييم الشركة واالهتمامات المهمة للمستثمرين الخارجيين في‬
‫الشركة‪.‬‬
‫وبهدف تحقيق األهداف المشار إليها يتعين أن يكون هنالك نظام بيانات‬
‫(‪ )Information System‬متعدد الخواص (‪ .)Qualities‬وأن أي نظام قياس ال بد أن يتصف‬
‫بثالث صفات رئيسية هي‪-:‬‬
‫(‪ )1‬الوضوح ‪. Precision‬‬
‫‪. Accuracy‬‬ ‫(‪ )2‬الدقة‬
‫‪. Faithful‬‬ ‫(‪ )3‬األمانة‬
‫وأن كل عملية تصحيح (‪ )correction‬للحسابات يتعين أن تتركز على مساعدة نظام‬
‫الق ياس المعتمد من قبل الشركة في سبيل الحصول على تلك الخصائص‪ .‬وتمثل األمانة‬
‫(‪ ) faithful‬الخاصية الجوهرية بالنسبة للرقابة اإلدارية‪ .‬ففي الواقع أن أي نظام رقابة ليس له‬
‫قيمة ما لم يكون هنالك قياس لألهداف والمنجزات (‪ )Realizations‬باألسلوب نفسه‪ .‬والشيء‬
‫ذاته بالنسبة للدقة (‪ )accuracy‬فعلى الرغم من إنها حالة مرغوبة وليست ملحة فهي اقل أهمية‬
‫وال يجرى البحث عنها إذا كانت ال تشكل أهمية للنظام‪ .‬أما بالنسبة للوضوح (‪)Precision‬‬
‫فغالبا ً ما تكون وهمية أو صورية (‪ )Illusory‬إال أن وضع األهداف يتعين أن يبنى على أساس‬
‫الوضوح التام بحيث أن المحاسبة يجب أن تعكس المنجزات بشكل واضح ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ - 2‬البيانات المحاسبية المشمولة بالتعديل‬
‫‪Correction of Accounting Information‬‬
‫‪Manufacturing Account‬‬ ‫أ‪ -‬حساب التشغيل‬
‫ب‪ -‬حساب األرباح والخسائر ‪Profit and loss Account‬‬
‫ج‪ -‬الميزانية ‪Balance sheet‬‬
‫يميل االتجاه الحديث نحو دمج حساب التشغيل وحساب األرباح والخسائر في حساب‬
‫واحد يسمى حساب النتيجة أو كشف الدخل العام (‪ .)General Income‬ويتميز هذا الحساب‬
‫األخير بأنه يظهر العديد من المجاميع أو المقادير(‪ )Aggregates‬المهمة مثل القيمة المضافة‬
‫(‪ )Add Value‬وإجمالي ربح التشغيل(‪ )Gross profit‬والتدفق النقدي (‪.)Cash -flow‬‬
‫فباإلضافة إلى أن هذا التوحيد ( التجميع ) يحمل العديد من التبريرات االقتصادية‪ ،‬فانه كذلك‬
‫يحتل أهمية كبيرة بالنسبة للتضخم‪ ،‬مثال ذلك حالة قرض في األردن‪ ،‬فمن غير المعقول للشركة‬
‫العراقية أن تبدي ارتياحها من المصروفات المالية (الفوائد) المنخفضة من خالل عزلها عن‬
‫خسائر أسعار الصرف (المرتفعة) عند تسديد القرض‪.‬‬
‫وعليه حينما يجري الحديث هنا عن كشف الدخل فان ذلك يعني حساب النتيجة الموحد‬
‫الذي يشمل حساب التشغيل وحساب األرباح والخسائر‪ .‬كذلك ال يشمل الحديث هنا تعديل‬
‫محاسبة التكاليف (‪ )cost Accounting‬إالﹼ إذا كان ذلك له عالقة بالمحاسبة المالية‪ ،‬ففي‬

‫الواقع أن محاسبة التكاليف تعتمد على عدد كبير من القواعد واألعراف (‪)Conventions‬‬
‫التي تتبعها العديد من الشركات في تعديل آثار التضخم ‪.‬‬

‫‪Administrator Preoccupations‬‬ ‫‪ - 3‬اهتمامات اإلداريين‬


‫هنالك ثالثة أسباب رئيسية تدفع إدارات الشركات إلى تعديل بياناتها المحاسبية بغية‬
‫تحسين رقابتها اإلدارية‪-:‬‬
‫(‪ )1‬تحليل حقيقي للوضع الحالي والماضي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اتخاذ القرارات وتحديد األهداف بأسلوب مناسب ‪.‬‬
‫(‪ )3‬رقابة فعلية على تنفيذ األهداف وصيانة صالحيتها ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫يوجد ثالثة اهتمامات رئيسية لدى اإلدارة تنصب في استعمال البيانات المحاسبية هي‪-:‬‬
‫(‪ )1‬قياس النتائج (‪)Performances Measure‬‬
‫يقصد بالنتائج هي قدرة الشركة على تشغيل عوامل اإلنتاج بكامل طاقتها وعلى‬
‫تحقيق مستوى مقبول من الربحية التجارية الحقيقية والربحية المالية (عائد األموال المستثمرة‬
‫)‪.‬‬
‫(‪ )2‬المساعدة في النمو والتوسع (‪)Growth and Expansion‬‬
‫يقصد بذلك رؤية إدارة الشركة إلى وضعها المالي من ناحية كفاية أموالها الداخلية‬
‫(التمويل الذاتي ) من عدمها ألغراض النمو والتوسع‪ ،‬وكذلك النظر إلى حاجة الشركة من‬
‫األموال الخارجية للغرض نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ضمان األمان (‪)To assure the Security‬‬
‫يبحث مستخدم البيانات المحاسبية عن تقييم مخاطرة عدم تحقق التوقعات أو‬
‫التقديرات وتقييم نقاط الضعف التي يمكن أن تربك عمل الشركة مثال ذلك نقاط الضعف في‬
‫الوضع المالي للشركة‪.‬‬
‫تعتمد المخاطرة بشكل واسع على درجة الترابط بين أهداف الشركة (معدل النمو )‬
‫ونتائجها التي تحدد نمو يساعد في عملية تحسين وضع الهيكل المالي للشركة‪.‬‬
‫وعليه فان القياس الحقيقي للربحية االقتصادية (العائد على األصول الثابتة) يمثل في كل‬
‫األحوال هدف جوهري وأساسي من أهداف عملية حسابات الشركة‪ .‬وتتطلب عملية الرقابة‬
‫اإلدارية استخدام مؤشرات مناسبة في قياس النتائج ‪ .‬وكما سبق اإلشارة أليه بأن الربحية تمثل‬
‫أحد األهداف الجوهرية واألساسية فأنه يمكن توضيحها بالنسب اآلتية‪-:‬‬
‫مثال ذلك‬

‫العائد = مجمل الربح ÷ مجموع األصول الثابتة‬

‫ويمكن تحليل النسبة أعاله من خالل النسبتين الفرعيتين اآلتيتين ‪-:‬‬


‫العائد = الربحية × الدوران‬
‫(‪ )1‬الربحية = مجمل األرباح ÷ المبيعات‬
‫(‪ )2‬الدوران = المبيعات ÷ األصول الثابتة‬
‫إذن ‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫العائد = الربحية × الدوران‬

‫يالحظ أن نسبة العائد لها قيمة قطعية (‪ )absolute value‬أو قيمة ثابتة ‪(Fixed‬‬
‫)‪ value‬يتعين مقارنتها بمعدل فائدة النقود في السوق المالية‪ .‬كما أن هذا األخير يمثل نسبة‬
‫ربحية ألنه ينسب الفائدة (الربح) إلى رأس المال‪ .‬وإن نسب الربحية والدوران لها قيمة نسبية إذ‬
‫أنها ال يمكن أن تحقق الغرض منها ما لم يجري مقارنتها بفترة مالية أخرى وبموازنة ( ‪Budget‬‬
‫) أخرى وبشركة أخرى ‪ .‬وتعد هذه النسب من النسب الثانوية ‪.‬‬
‫من المعروف أن التضخم يؤدي إلى تضليل مؤشرات نتائج أعمال الشركة‪ .‬فمن‬
‫الطبيعي أن المكونات المختلفة لهذه المؤشرات أو النسب (‪ )Ratios‬يتعين أن يجري تقيمها‬
‫باألسلوب نفسه وبالوحدة النقدية نفسها بغية الوصول إلى النتائج الصحيحة ‪.‬‬
‫وفي ظل غياب إجراءات تصحيح الحافز (‪ )motivation‬الضريبي أو االقتصادي فأن‬
‫المكونات الثالثة (األرباح ورأس المال المبيعات ) للنسب السابقة ال تقبل المقارنة‪ .‬ففي الواقع‪،‬‬
‫إذا افترض أن الوحدة النقدية هي دينار‪ /‬متوسط الفترة المالية الجارية فإن المبيعات يتم تقييمها‬
‫بصورة صحيحة‪ ،‬ولكن ال يمكن أن يكون الشيء ذاته بالنسبة لألرباح واألصول الثابتة ‪.‬‬
‫(‪ )1‬يجري في الغالب تقييم األرباح بقيمة مرتفعة ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬يجري تقييم األصول الثابتة بقيمة منخفضة وذلك ألنها تحتسب بسعر االقتناء ويعبر‬
‫عنها بالوحدات النقدية التي فقدت جزءا ً من قيمتها‪.‬‬
‫وبنا ًء على ذلك تكون نسب الربحية والدوران بقيمة مرتفعة‪ .‬ويشكل ذلك حالة مضاعفة‬
‫بالنسبة إلى العائد(حاصل ضرب الربحية في الدوران)‪ .‬ففي الواقع أن الربحية‪ ،‬التي تتمثل في‬
‫عالقة األرباح إلى المبيعات‪ ،‬يمكن أن تكون ذات قيمة مرتفعة وذلك بسبب تقييم البسط بقيمة‬
‫مرتفعة‪ .‬والشيء ذاته بالنسبة إلى األصول الثابتة تكون بقيمة منخفضة ومن ثم يكون معدل‬
‫الدوران بقيمة مرتفعة ‪.‬‬
‫ينعكس أثر التضخم على الميزانية وكشف الدخل اللذين يظهران األرباح واألصول‬
‫الثابتة فإذا ظهرت األرباح بقيمة مرتفعة جراء التضخم فإن األصول الثابتة تظهر بقيمة منخفضة‬
‫بسبب تقييمها بقيمة االقتناء االسمية‪ .‬وأن الوضع التضخمي المبالغ فيه مثلما يظهر في الميزانية‬
‫فهو كذلك يظهر في كشف الدخل‪ .‬وعليه يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور ربح محاسبي وهمي‬
‫يتسبب في فرض معدالت ضرائب مرتفعة وأحيانا ً توزيعات أرباح غير عادلة ‪.‬‬
‫ومن اجل التخفيف من تلك اآلثار فان بعض النظم الضريبية كان قد اعتمد أساليب‬
‫مختلفة للمعالجة وهي‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫(‪ )1‬أسلوب االندثار المتناقص الذي يساعد في تأجيل دفع مبلغ الضريبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬تكوين احتياطي ارتفاع أسعار المخزون الذي يساعد في تخفيض األرباح الخاضعة‬
‫للضريبة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬تسعير الصادر المخزني بسعر الوارد األخير صادر أوال (‪ )LIFO‬أو بسعر المتوسط‬
‫المتحرك الذي يخفض الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة وهو ما يمثل الربح المحاسبي‪.‬‬
‫إن هذه األساليب ال تعدل الربح المحاسبي إال جزئيا‪ ،‬وبالمقابل تضلل هذه األساليب‬
‫الميزانية بشكل حاد وذلك ألنها تخفض قيم األصول الصافية والمخزون بشكل كبير‪.‬‬

‫‪Investors preoccupations‬‬ ‫‪ - 4‬اهتمامات المستثمرين‬


‫يشكل عائد االستثمار المعيار األساسي لقرار االستثمار‪ .‬ولكن حينما ال يكفي التمويل‬
‫الذاتي للشركة فإنه يتعين عليها أن تدعو المستثمرين الخارجيين والمساهمين والمصارف في‬
‫حالة الرغبة في زيادة رأس المال في حالة الرغبة بالحصول على القرض أو حتى الشركاء في‬
‫حالة االندماج (‪ .)Fusion‬ولغرض االطمئنان ترغب الجهات الخارجية الممولة للشركة بمعرفة‬
‫قيمتها الحالية‪ .‬وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هنالك نوعين رئيسيين من معايير تقييم الشركة‪.‬‬
‫األول يتمثل في القيمة االقتصادية للشركة (‪ )Economic Value‬التي تستند إلى توقع المكاسب‬
‫المستقبلية أي العوائد واألرباح‪ ،‬وبذلك تصبح معرفة العوائد واألرباح الحقيقية مسألة في غاية‬
‫األهمية لتحديد قيمة الشركة بدقة‪ .‬والثاني يتمثل في القيمة الذاتية للشركة(‪ )Intrinsic Value‬أو‬
‫قيمة ثروة الشركة التي تمثل حالة إثبات قيمتها الحالية كما هو الحال بالنسبة إلى بيع السلع في‬
‫بعض الظروف‪ .‬ويمكن اإلشارة هنا إلى أن غالبية البلدان الالتينية تعتمد في تقييم الشركات على‬
‫مع يار القيمة الذاتية للشركة وذلك تحت تأثير تقاليد ملكية األراضي‪ .‬وإزاء جميع هذه المتطلبات‬
‫تصبح مسالة إعادة تقييم الميزانية حالة مطلوبة وال بد منها ‪ ،‬حتى ولو كان ذلك بدون تضخم ‪.‬‬
‫فالتآكل النقدي يظهر هنا بوصفه ظرف حتمي ال مناص منه‪ .‬ففي الواقع حتى في حالة عدم فقدان‬
‫النقود لقيمتها فإن قيم السلع المقتناة من قبل الشركة ترتفع ( األراضي ) أو تنخفض ( المكائن ) ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫في ختام هذا الفصل يمكن القول بأن اآلراء تختلف في تقدير مدى حدة اآلثار السلبية‬
‫للتضخم ‪ ،‬وإن عدم توقع حدوث التضخم يؤدي الى ازدياد هذه اآلثار وامتداد تأثيراتها إلى‬
‫القطاعات االقتصادية واالجتماعية كافة حيث يؤدي ارتفاع المستوى العام لألسعار الى انخفاض‬
‫القوة الشرائية لذوي الدخل المحدود أو الذين ارتفعت دخولهم النقدية بنسبة اقل من نسبة االرتفاع‬
‫في األسعار وغالبا ً ما تمثل هذه الشريحة الواسعة من المجتمع العاملين في األجهزة الحكومية‬
‫ومؤسسات القطاع العام والخاص الذين يعتبرون في مقدمة المتضررين من التضخم إضافة الى‬
‫أصحاب المدخرات النقدية الذين يعانون من انخفاض القوة الشرائية لدخولهم النقدية بسبب‬
‫التضخم ‪.‬‬
‫كما إن للتضخم تأثيرا ً واضحا ً على االدخار حيث أن ارتفاع األسعار سيؤدي الى زيادة‬
‫نسبة ما يخصص من الدخل الشخصي والدخل القومي ألغراض االستهالك ألن الحفاظ على‬
‫مستوى مقبول من استهالك الفرد وبالذات ما هو ضروري فيه يتطلب إنفاق أكبر قدر من الدخول‬
‫الشخصية على االستهالك وهذا يعني ارتفاع نسبة ما ينفق من الدخل القومي على االستهالك‬
‫وينخفض نتيجة ذلك ما يخصص من الدخل الشخصي والقومي ألغراض االدخار ومن ثم‬
‫انخفاض القدرة على تمويل االستثمار‪ ،‬وللتضخم أيضا ً أثارا ً واضحة على ميزان المدفوعات إذ‬
‫يترتب عليه اختالل في هذا الميزان باتجاه خلق عجز فيه نتيجة زيادة الطلب على االستيراد‬
‫وانخفاض حجم الصادرات ‪.‬‬
‫وللتضخم تأثيرا ً كبيرا ً على مجمل عمليات الشركات بأشكالها المختلفة إذ إن ارتفاع‬
‫األسعار يؤدي الى إحداث إرباك واضح في تلك العمليات وباألخص على حسابات األرباح‬
‫والخسائر واالندثار وغيرها‪ ،‬فالشركات على مختلف أنواعها وأهدافها تقوم بإعداد بيانات‬
‫ختامية تتكون من حساب األرباح والخسائر الذي يصور مختلف اإليرادات والنفقات وكذلك‬
‫النتيجة النهائية التي تم التوصل إليها عن الفعاليات التي مارستها الشركة خالل الفترة الماضية‪،‬‬
‫كما إنها تعد الميزانية العمومية لبيان الوضع المالي لها كما هو عليه نهاية الفترة المالية وبناءا ً‬
‫على المشكالت التي يسببها التضخم في القوائم الختامية فأنه يتعين أن تأخذ هذه الشركات تطور‬

‫‪75‬‬
‫معدالت التضخم االقتصادي في الحسبان بشكل فعلي لكي ال يؤثر على إستراتيجيات نمو وتوسع‬
‫الشركات ‪.‬‬
‫ونتيجة لآلثار المترتبة على التضخم فقد وضعت سياسات لعالجه أو التخفيف من حدته‬
‫وهنا يمكن التفرقة بين نوعين من السياسات الخاصة بعالج التضخم‪ ،‬األولى هي السياسات‬
‫العالجية العامة المتبعة على مستوى االقتصاد الكلي كالسياسة النقدية والسياسة المالية وأدواتهما‬
‫المختلفة التي تهدف الى الحد من التضخم ومحاولة تخفيضه من خالل إتباع عدد من اإلجراءات‬
‫التي تدخل في صميم السياستين أعاله‪ ،‬أما النوع الثاني من السياسات فهي السياسات المتبعة من‬
‫قبل الشركات الخاصة والعامة والتي ال تهدف في محصلتها النهائية الى الحد من ظاهرة التضخم‬
‫ألن ذلك ال يدخل ضمن اختصاصها ويتطلب سياسات حكومية عامة ومحكمة‪ ،‬فالشركات هنا فقط‬
‫تتبع سياسات وآليات معينة لمعاجلة آثار التضخم على موجوداتها وحساباتها الختامية من خالل‬
‫إتباع سياسات ومعالجات محاسبية لوضع قيمة حقيقية لها تزيل مشكالت التضليل الناجمة عن‬
‫التضخم على نتائج أعمالها وميزانياتها وخاصة المخزون واألصول الثابتة والعمليات المالية إذ‬
‫تسعى إدارات الشركات ‪ ،‬من وراء تعديل آثار التضخم ‪ ،‬إلى تحقيق مكاسب ضريبية وتعلية قيمة الشركة‬
‫واتخاذ قرارات اقتصادية متنوعة ‪ .‬ويشمل تعديل آثار التضخم البيانات المحاسبية المسجلة في القوائم‬
‫الختامية بالكلف التاريخية بغية قياس النتائج بصورة صحيحة وتحليل الوضع المالي الحقيقي للشركة ‪ ،‬األمر‬
‫الذي يوفر خاصية الموثوقية العالية في البيانات المحاسبية لمتخذي القرارات اإلدارية والمالية سواء كانوا من‬
‫داخل الشركة كاإلداريين والمحللين الماليين أومن خارجها كالمستثمرين الحاليين والمحتملين ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أسئلة الفصل‬

‫‪ -1‬ما هي أهم آثار التضخم على ميزان المدفوعات ؟ ‪.‬‬


‫‪ -2‬ما هي آثار التضخم على االدخار ؟ ‪.‬‬
‫‪ -3‬بين أهم أدوات السياسة المالية في معالجة في معالجة التضخم على مستوى‬
‫االقتصاد الكلي ؟ ‪.‬‬
‫‪ -4‬بين أهم آثار التضخم على مستوى االقتصاد الجزئي وهل تختلف معالجاته عن‬
‫المعالجات المستخدمة على مستوى االقتصاد الكلي ؟ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ما هي األهداف التي تسعى لها الشركات من وراء تعديل آثار التضخم ؟ وما‬
‫هي البيانات المحاسبية المشمولة بالتعديل ؟ ‪.‬‬
‫‪ -6‬أمأل الفراغات التالية ‪:‬‬
‫أ‪ .‬تعرف السياسة النقدية بأنها السياسة التي يمارسها ‪ ........‬والمرتبطة بالنقود ‪.‬‬
‫ب‪ .‬إن فئة أصحاب الدخول النقدية شبه الثابتة تزداد دخولها بنسبة ‪ .........‬من‬
‫نسبة االرتفاع في المستوى العام لألسعار ‪.‬‬
‫ت‪ .‬إن التضخم المفرط يؤدي بشكل مباشر الى ‪ .....‬قيمة العملة ‪.‬‬
‫ث‪ .‬يقصد بنسبة االحتياطي القانوني النسبة التي يجب أن يحتفظ بها ‪ ......‬من كل‬
‫وديعة تودع فيه‪.‬‬
‫ج‪ .‬تتوسع الحكومة في تحصيل الضرائب لـ ‪ ........‬النقود لدى األفراد‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫السلوكيات الناجمة عن التضخم‬
‫‪Comportment involved with inflation‬‬

‫أوال ‪ -:‬المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية للتضخم‬


‫ثانيا ‪ -:‬التضخم وتغيير السلوكيات‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫السلوكيات الناجمة عن التضخم‬
‫‪Comportment involved with inflation‬‬

‫لقد أصبحت عملية تعديل البيانات المحاسبية في ظل التضخم مسألة ضرورية وملحة‬
‫والزمة التخاذ القرارات االقتصادية الفعالة خالل فترة التضخم‪ ،‬ففي الواقع يؤدي التضخم الى‬
‫حصول سلوكيات مختلفة في حالة غياب تعديالت الحسابات وبعض القواعد الضريبية‪ ،‬سواء‬
‫كان ذلك بالنسبة لألفراد ( القطاع الخاص ) والدولة أو بالنسبة للشركات‪.‬‬

‫أوال ‪ -:‬المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية‬


‫‪Justice, tax and social implications of inflation‬‬

‫تقوم أجهزة الرقابة المالية في بعض البلدان بوضع قواعد االحتساب والمحاسبة‪ .‬ال بل أن‬
‫هذه القواعد تملى من قبل السلطات الضريبية في بلدان أخرى‪ .‬ويمكن إجمال هذه القواعد بما يلي‬
‫‪-:‬‬
‫‪ .1‬استعمال االندثار الضريبي المتناقص لغرض تخفيف حدة آثار التضخم على الربح إلى‬
‫حد كبير‪ ،‬غير أن هذه المعالجة تشكل معالجة جزئية فضالً عن أن القيمة الدفترية‬
‫للموجودات الثابتة تقدر بأقل من قيمتها الفعلية‪.‬‬
‫‪ .2‬إمكانية إعادة تقييم الميزانيات بالطريقة المناسبة‪ ،‬وهذا ما يشكل عبئا ً على الشركات‬
‫والجهات المعنية‪ .‬كما أن إعادة التقييم الشامل للميزانية يفرض في حالة االندماج ألنه‬
‫يمثل حالة تشجيع على إعادة التجميع الذي يمكن أن يكون من جانب آخر وهمي أو غير‬
‫مبرر اقتصادياً‪.‬‬
‫‪ .3‬قبول الفروق الكبيرة في حالة إعادة التقييم الكلي للميزانيات‪.‬‬
‫‪ .4‬إقناع الدولة بعدم تشجيع االدخار وذلك النخفاض معدالت الفائدة الحقيقية‪ ،‬كما يتطلب‬
‫تحفيز المقترضين‪.‬‬
‫‪ .5‬منع اإلجراء المحاسبي الذي يقضي بتسعير المخزون وفقا لطريقة ما يدخل أخيرا ً يخرج‬
‫أوالً ( ‪.) LIFO‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .6‬ابتعاد الحسابات عن الحقيقة ‪ :‬التحليل المالي والرقابة اإلدارية يكون كل منهما صعب‬
‫التنفيذ بدون إجراء تعديالت مسبقة‪.‬‬
‫‪ .7‬اتخاذ القرارات وفقا للتوجه الضريبي ( إيجاد قيم لصالح الضريبة ) أكثر من اتخاذها‬
‫على أساس الواقعية االقتصادية المستندة إلى النظرة المتفائلة في المستقبل االقتصادي‪.‬‬
‫وهنالك قرارات غير معروفة تتخذها الشركات أو الجمعيات‪ .‬ولذلك فان التشجيع‬
‫الضريبي للمستثمرين يضلل أحيانا الحسابات ومن ثم القرارات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .8‬حصول بعض االرتياح والرضا عند احتساب المبلغ الحقيقي (الفعلي)‪ .‬مبلغ المبيعات‬
‫الدفتري يزداد بسرعة اكبر من الرقم الحقيقي‪ ،‬والربح المحاسبي يكون أعلى من الربح‬
‫الحقيقي‪.‬‬
‫إن المضامين القانونية والضريبية واالجتماعية‪ ،‬المشار إليها آنفاً‪ ،‬تؤدي إلى حدوث‬
‫سلوكيات أو تصرفات (‪ ) Comportment‬غير اقتصادية بالنسبة لألفراد من القطاع الخاص‬
‫والدولة والشركات‪ .‬لكن أي تعديل للحسابات‪ ،‬وربما يصاحب ذلك تعديل حسابات الدائنين‪ ،‬يمكن‬
‫أن يساعد في الحيلولة دون حصول هذه السلوكيات والتصرفات‪ .‬وفيما يأتي شكل يصور اآلثار‬
‫المباشرة وغير المباشرة للتضخم ‪.‬‬

‫المخطط ( ‪) 3‬‬
‫اآلثار المباشرة وغير المباشرة للتضخم‬

‫التضخم‬

‫حماسبة الكلفة‬ ‫حماسبة الكلفة‬


‫الضريبة‬
‫املعدلة‬ ‫التارخيية‬

‫السلوكيات‬

‫‪80‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬التضخم وتغيير السلوكيات‬
‫‪inflation and changing of comportment‬‬
‫كما ذكر في المقدمة أن التضخم يتسبب في حدوث سلوكيات سلبية بالنسبة لألفراد والدولة‬
‫والشركات‪ ،‬يمكن التطرق إليها كما يأتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬األفراد‬
‫في الواقع يؤدي الميل نحو االستهالك ( ‪ ) Consumption‬واالقتناء المسبق لألجهزة‬
‫والمعدات إلى زيادة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ )1‬التضخم بالطلب‪.‬‬
‫‪ )2‬االنخفاض في االدخار النقدي‪.‬‬
‫‪ )3‬التشجيع على المديونية ( االقتراض )‪.‬‬
‫‪ )4‬ويأخذ االدخار االتجاه غير النقدي بهدف حماية قوته الشرائية وكما يلي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬توظيفات أو استثمارات مصطنعة أو غير إنتاجية ( ذهب‪ ،‬عمارات‪ ،‬أراضي‬
‫وغيرها ) ومن ثم حصول طلب متزايد ( مفرط ) وارتفاعات مصطنعة‪.‬‬
‫‪ )2‬تحويل رؤوس األموال إلى الخارج ‪.‬‬
‫كما أن االستثمارات الخارجية ( أسهم وسندات ) ال تحصل على فائدة ذات أهمية‬
‫ألسباب مختلفة هي‪-:‬‬
‫* بالنسبة لألسهم‪:‬‬
‫رداءة ترتيب الوضع في السوق المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عدم كفاية الحصص الربحية المدفوعة ( الشركات تتوجه نحو زيادة تمويلها‬
‫الذاتي ) ‪.‬‬
‫تخفيض التقدير المحاسبي للشركات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫* بالنسبة للسندات ‪:‬‬
‫انخفاض معدل الفائدة الحقيقي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فرض ضريبة على إيرادات مالية أو فوائد وهمية بدالً من فرضها في الحقيقة على‬
‫رأس المال‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض القيمة السوقية لألسهم في حالة ارتفاع معدل التضخم االقتصادي ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -2‬الدولة‬
‫ترغب الدولة في الحصول على إيرادات ضريبية إضافية ( خشية من خسائرها ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الشركات تدفع ضريبة إضافية ‪:‬‬
‫‪ )1‬ضريبة على األرباح الوهمية للتضخم‪.‬‬
‫‪ )2‬رسوم على القيمة المضافة الوهمية‪.‬‬
‫– التضخم يؤدي كذلك إلى تضخيم الضريبة على األفراد ( القطاع الخاص )‬
‫‪ )1‬ضريبة على الدخول الناجمة عن اإليرادات المالية ( الفوائد ) الوهمية‪.‬‬
‫‪ )2‬مكاسب متحققة من شرائح تصاعدية للضريبة على دخول األفراد ( القطاع الخاص )‪.‬‬
‫‪ )3‬رسوم على القيمة المضافة ( الوهمية ) الناتجة عن إعادة بيع المساكن‪.‬‬
‫‪ )4‬مكاسب على األرباح الرأسمالية الوهمية المتحققة للعقارات‪.‬‬
‫كذلك تحقق الدولة خالل فترة التضخم‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للشركات‪ ،‬مكاسب من‬
‫مديونيتها وذلك ألنها تقوم بتسديد التزاماتها بالعملة النقدية ذات القيمة المنخفضة‪ .‬والى جانب ذلك‬
‫فان الدولة يمكن أن تنتفع كذلك من التضخم‪ ،‬على مستوى مصروفاتها‪ ،‬حينما تقوم بتسديد‬
‫(‬ ‫التخصيصات أو االعتمادات المالية السنوية الضخمة ( ‪ ) Ceiling‬أو المتناقصة‬
‫‪.) Digressive‬‬
‫غير أن جميع هذه المكاسب تقابل بعقبات مهمة وهي أن الضرائب تستلم غالبا بأسلوب‬
‫مختلف مقارنة بالدخول التي تقابلها‪ ،‬ولكن بالمقابل تقوم كذلك الدولة بدفع التزاماتها تجاه الغير‬
‫من موردين ( مجهزين ) ودائنين وغيرهم خالل فترات مهمة‪.‬‬
‫‪ -3‬الشركات‬
‫يختلف اثر التضخم على سلوكيات وتصرفات الشركات تبعا للظرف الذي تمر فيه هذه‬
‫الشركات ‪ ،‬فإما أن تمر الشركات في حالة النمو والتوسع وإما أن تمر في حالة ركود النشاط‬
‫االقتصادي ( ‪ .) Recession‬ففي فترة النمو والتوسع فان التضخم يؤدي إلى المرونة ( ‪Laxity‬‬
‫) وعدم الدقة ‪-:‬‬
‫‪ –1‬المغاالة في االستثمارات والمخزون والمديونية ( االقتراض )‬
‫(‪ )1‬تسارع تجديد االستثمارات بشكل خاص بسبب االندثار المتناقص ‪ .‬لكن في حالة غياب‬
‫االستثمار تصبح االندثارات غير كافية ‪ ،‬وتبرز زيادة مفرطة في الربح الضريبي ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬المغاالة في الخزين لسد النقص الحاصل من جراء ارتفاع األسعار ومعدالت التضخم (‬
‫الهروب أمام العملة النقدية ) ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫(‪ )3‬زيادة فترات طلبات إعادة الشراء حينما ال يسمح بالتخزين اإلضافي ( الطلب أكثر من‬
‫العرض ) ‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬هنالك تشجيع للمديونية ( االقتراض ) الموجهة نحو تمويل االستثمارات والمخزون بغية‬
‫تحقيق اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ ‬مكاسب نقدية آجلة لتعويض رأس المال ذو القيمة المنخفضة ‪.‬‬
‫‪ ‬تسوية أو دفع زيادات الفوائد الناجمة عن التضخم االقتصادي ( وهي تعويضات‬
‫مسبقة لرأس المال والديون خالل المدة المتوقعة ) ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ضرورة زيادة التمويل الذاتي لمواجهة مشاريع النمو والتوسع‪ ،‬وبذلك تجري توزيعات‬
‫لألرباح بصورة ال تلبي طموحات المساهمين ورغباتهم‪ ،‬األمر الذي ال يشجع هؤالء نحو‬
‫التسجيل في زيادات رأس المال لغرض زيادة التمويل الذاتي‪ ،‬وهذا ما يشبه الحلقة‬
‫المفرغة‪.‬‬
‫‪ –2‬تدهور التشغيل ( أو النشاط الجاري )‬
‫(‪ )1‬االرتفاع الكبير في أسعار البيع الناجم عن التضخم في الطلب ( العرض أقل من الطلب )‪.‬‬
‫(‪ )2‬المرونة والتهاون بالنسبة إلى طلبات زيادة العاملين والمجهزين ( الموردين ) يمكن أن‬
‫تؤدي في الواقع إلى ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ ‬األرباح الوهمية تكون أعلى من األرباح الحقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬أسعار البيع يمكن أن تزداد بسبب الزيادة في الطلب‪.‬‬
‫وعلى مستوى االقتصاد الكلي ( ‪ ) Macro – Economic‬يمكن استخالص‬
‫المالحظتين اآلتيتين‪-:‬‬
‫‪ )1‬تكون الصناعة الثقيلة ( الرأسمالية ) مخالفة للقواعد مقارنة إلى الصناعة الخفيفة ‪.‬‬
‫‪ )2‬توقف تأسيس شركات جديدة بسبب زيادة المصروفات المالية المرتفعة (متضمنة‬
‫تعويض رأس المال ) وضعف التمويل الذاتي ‪.‬‬
‫وفي فترة الركود االقتصادي أو االنكماش ( ‪ ) Stagnation‬فان مكافحة التضخم يزيد‬
‫من حدة األزمة‪ .‬والركود االقتصادي يساهم في السعي إلى تخفيف حدة التضخم لكنه دون جدوى‬
‫وكما يلي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬كلما ينخفض معدل التضخم فان الكلفة المالية الحقيقية ( الفوائبد ) للقبروض القديمبة بمعبدالت‬
‫ثابتة تصبح باهظة أو مغالى فيها ( ‪ .) Excessive‬األمر الذي ينجم عنه نوعان من السلوك ‪-:‬‬
‫‪ ‬رفض القروض طويلة األجل ذات معدل الفائدة الثابت‪ ،‬ومن ثم رفض االستثمار في‬
‫حالة غياب التمويل الذاتي حتى في حالة مالئمة آفاق المستقبل‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ ‬الرغبة في رؤية استمرار التضخم بغية الحفاظ على معدالت فائدة حقيقية منخفضة ‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬عدم الرغبة في التخزين اإلضافي وظهور صعوبة في تمويله‪ .‬في الواقع أن الطلبات‬
‫الماضية بفترات كبيرة تستلم وتصبح كلفة إضافية على المخزون‪ ،‬في حين أن ضرورة الحفاظ‬
‫على النشاط ( التشغيل ) يؤدي إلى ارتفاع كلفة مخزون المنتجات تامة الصنع ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ازدياد احتياجات التمويل بهدف تمويل الخزين اإلضافي وتعويض االنخفاض في التمويل‬
‫الذاتي‪.‬‬
‫(‪ )4‬هنالك قيود على االئتمان ( ‪ ) Credit‬بسبب عدم القدرة على تسديد القروض قصيرة األجل‪.‬‬
‫وهنا البد من اإلشارة إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع مستوى المخزون وإلغاء القروض‬
‫المصرفية‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫يتصور البعض من الشركات والجهات األخرى‪ ،‬على مستوى االقتصاد الجزئي‪ ،‬انه‬
‫يستفيد من التضخم ومن اإلجراءات الضريبية الالزمة للتضخم‪ ،‬ومن عدم تعديل االدخار‪ .‬وعليه‬
‫فان هذه الشركات ال تفضل السعي إلى الحد من التضخم‪ ،‬لكن التضخم ‪ ،‬من وجهة نظر االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬يتجه نحو تفاقم األزمات فيما يتعلق بالتخزين اإلضافي‪ ،‬وزيادة االستهالك‪ ،‬والتبذير أو‬
‫اإلسراف وتوقعات استثمارات األفراد والشركات‪.‬‬
‫وفي حالة غياب تعديل االدخار والمعامالت المالية بشكل عام فان التضخم‪ ،‬على الرغم من‬
‫معدالت الفائدة االسمي ة المرتفعة ( غير المجدية )‪ ،‬يعود بالفائدة إلى المدينين ( ‪ ) debtors‬على‬
‫حساب الدائنين ( ‪ .) Creditors‬فإذا صرف النظر عن النظام المصرفي ( بوصفه نظام وسيط )‬
‫فان المدينين يتمثلون أساسا ً في الدولة والشركات في حين أن الدائنين يتمثلون في المدخرين أي‬
‫األفراد من القطاع الخاص ‪.‬‬
‫كما أن سلطة اتخاذ القرار فيما يتعلق بالتضخم‪ ،‬أو بتعبير آخر سلطة اتخاذ قرار زيادة‬
‫األسعار‪ ،‬تنسب إلى الدولة والشركات‪ .‬وعادة ما تكون هذه السلطة بدون حدود أو قيود ألنه لم‬
‫تقابلها أية سلطة من جانب المدخرين‪ .‬أما بالنسبة للعاملين فيمثلون الفئة األفضل تنظيما ً واألكثر‬
‫تسببا ً في زيادة الرواتب بدالً من تخفيضها أو الحفاظ على أسعار االستهالك‪ .‬وهذه القوى الخاصة‬
‫هي التي تكشف عن شكل وتطور التضخم ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أسئلة الفصل‬
‫‪ .1‬ماهي القواعد التي تضعها اجهزة الرقابة المالية ألغراض االحتساب‬
‫والمحاسبة؟‬
‫‪ .2‬تحقق الدولة مكاس ب من مديونيتها أثناء التضخم‪ ،‬علل ذلك ثم بين العقبات‬
‫التي تقابل ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬ما هي السلوكيات الناجمة عن التضخم بالنسبة للشركات ؟ ‪.‬‬
‫‪ .4‬ما هي السلوكيات الناجمة عن التضخم بالنسبة لألفراد ؟ ‪.‬‬
‫‪ .5‬أجب بعبارة صح أو خطأ عن كل مما يلي وصحح الخطأ إن وجد ‪:‬‬
‫أ‪ .‬في فترات التضخم يكون الربح المحاسبي أقل من الربح الحقيقي‪.‬‬
‫ب‪ .‬يؤدي الميل نحو االستهالك واالقتناء المسبق لألجهزة والمعدات الى‬
‫انخفاض التضخم ‪.‬‬
‫ت‪ .‬تعد سياسة االندثار الضريبي المتناقص من السياسات الهامة للتخفيف من‬
‫حدة التضخم ‪.‬‬
‫ث‪ .‬أثناء فترة التضخم الركودي فأن مكافحة التضخم يزيد من حدة األزمة‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫مدخل تحليلي ألساليب تعديل الكشوف المحاسبية‬

‫‪Analytical Introduction for Statements Adjusted‬‬


‫‪Methods‬‬

‫أوال ‪ :‬الكشوف المحاسبية في ظل غياب التضخم‬


‫ثانيا ‪ :‬الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم‬
‫ثالثا ‪ :‬أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج المحاسبية‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫مدخل تحليلي ألساليب تعديل الكشوف المحاسبية‬

‫‪Analytical introduction for statements Adjusted‬‬


‫‪Methods‬‬

‫لقد أصبحت ظاهرة التضخم تشكل مصدر قلق لبيس تحديبدا َ لبدى السياسبيين وإنمبا كبذلك‬
‫لببدى أطببراف عببدة لهببا عالقببة مباشببرة أو غيببر مباشببرة بالمشببكلة مثببل االقتصبباديين واإلداريببين‬
‫والمخططبين والمسبتثمرين واالجتمباعيين وغيبرهم‪ .‬إذ أن هبذه األطبراف أخبذت تبحبث منبذ زمبن‬
‫طويل عن وسبائل تبتمكن مبن خاللهبا إيقباف تبأثير التضبخم علبى الكشبوف المحاسببية التبي تشبكل‬
‫أساس للمعلومات المستخدمة في عمليبة اتخباذ القبرارات‪ .‬ومبن ببين الوسبائل الضبرورية والمهمبة‬
‫هي المحاسبة التي يجب أن تكون أداة اقتصادية واجتماعية فاعلة من خالل تكيفهبا مبع المتغيبرات‬
‫الحاصلة في معطياتها الرقمية جراء ارتفباع مسبتويات األسبعار‪ .‬غيبر أن معظبم البنظم المحاسببية‬
‫بقببي متمسببكا ً بطريقببة الكلفببة التاريخيببة فببي أداء الوظيفببة المحاسبببية‪ ،‬علببى الببرغم مببن اسببتمرار‬
‫الظبببواهر التضبببخمية‪ ،‬إذ أنبببه لبببيس هنالبببك أداة الحتبببواء الظبببرف التضبببخمي ‪ ،‬باسبببتثناء بعبببض‬
‫المعالجببات الجزئيببة‪ .‬فالمحاسبببة التببي تعمببل فببي ظببل التضببخم وتتبنببى مبببدأ الكلفببة التاريخيببة (‬
‫‪ ) Historical cost‬تؤدي إلى فقدان الكشوف المحاسبية جزءا ً كبيرا ً من فحواها ‪ ،‬ومن ثم تبؤثر‬
‫علببى صببحة اتخبباذ القببرارات بسبببب فقببدان األداة الصببحيحة فببي قيبباس النتببائج وإعببداد الكشببوف‬
‫المحاسبية‪.‬‬

‫يهدف البحث فبي هبذا الفصبل إلبى إعطباء المحاسببة دورا ً فباعالً فبي خدمبة عمليبة اتخباذ‬
‫القببرارات بمختلببف أنواعهببا وذلببك مببن خببالل جعببل بياناتهببا آنيببة وحديثببة مسببتوحاة مببن الواقببع‬
‫االقتصببادي الببذي تعمببل فيببه‪ .‬إذ أن هببذا الهببدف يجعببل مببن المحاسبببة نظام با ً متكببامالً للمعلومببات‬
‫الواضببحة والدقيقببة التببي تعبببر عببن الحقيقببة االقتصببادية والماليببة للنشبباطات والفعاليببات المختلفببة‪.‬‬
‫ويسببتند هببذا الفصببل إلببى فرضببية مفادهببا أن المحاسبببة‪ ،‬التببي تببؤدي وظيفتهببا فببي ظببل الظببروف‬
‫التضخمية‪ ،‬من المؤكد أن تواجه مشكلة تضليل المعطيات الواردة في كشوفاتها المالية‪ ،‬ألنها تقوم‬
‫بإثبات المعامالت وإعداد كشوفاتها على أساس مبدأ ثبوت الوحدة النقدية‪ .‬لذلك قبد ببرزت أسباليب‬

‫‪87‬‬
‫شائعة تساعد المحاسبة على أن تتكيف مع التضخم وتفتح أمامها آفاق المستقبل باتجاه عدم إعطباء‬
‫صورة مشوهة للكشوف المحاسبية ومن ثم تفقدها غاياتها وأهدافها‪.‬‬

‫يتناول هذا الفصل ثالثة مواضيع رئيسية تنطلق من دراسة تحليلية نظرية وعملية هي ‪-:‬‬

‫أوالً ‪ :‬الكشوف المحاسبية في ظل غياب التضخم ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم والمعالجات المحاسبية الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج المحاسبية ‪.‬‬

‫إن فهم واستيعاب الدراسات النظرية المخصصبة للبحبث فبي موضبوع معبين ومعالجتبه‪،‬‬
‫من خالل استخدام أسا ليب وأدوات متعددة‪ ،‬يجب أن يدعم بالخطوات العملية الالزمة لتطبيبق هبذه‬
‫األساليب‪.‬‬

‫وعليه يتعين أن يستند ذلك إلى عينة مفترضبة إلحبدى الشبركات التجاريبة الصبغيرة بغيبة‬
‫استيعاب هذا التحليل ( بافتراض أن الشركة تمارس نشاطها ألول مرة وتدار من قبل مالكيهبا ولبم‬
‫تحسب رواتب وأجور ضمن االستخدامات )‪.‬‬

‫تأسست الشركة موضع التطبيق في نهاية عام ‪2012‬م بمصادر تمويبل تتكبون مبن رأس‬
‫مال مدفوع قدره (‪ )200‬ألف دينار ( المبالغ بآالف الدنانير بالنسبة للمعطيات الواردة في الدراسة‬
‫) وقرض طويل األجل بمبلغ (‪ )800‬ألف دينار‪ .‬ويسدد القرض بأقساط متساوية علبى مبدى ثمبان‬
‫سنوات ( تسديد القسط األول يقع في ‪2014/1/1‬م ‪ ،‬ويبلغ معدل الفائدة االعتيادي ببدون تضبخم (‬
‫‪ ) %5‬سنويا ً ( ستأتي مناقشبة اختيبار هبذا المعبدل الحقبا ً )‪ ،‬ويبتم دفبع الفوائبد بالموعبد نفسبه البذي‬
‫تسدد فيه أقساط القرض ‪.‬‬

‫أما الموجودات التي اقتنيت في نهاية عام ‪2012‬م كانت تتضمن الموجودات الثابتة بمبلغ‬
‫(‪ ) 600‬ألف دينار والتي تندثر بطريقة القسط الثابت على مدى ست سبنوات ‪ ،‬ومخبزون البضبائع‬
‫بمبالغ (‪ )300‬ألف دينار‪ .‬كما خصصت الشركة في نهاية العام نفسه رصيد للنقديبة بمبلبغ (‪)100‬‬
‫ألف دينار واعتمدته بمثابة الحد األدنى المخصص لتأمين تشغيل الشركة ‪ ،‬أي أن هذا المبلغ يجب‬
‫أن تحتفظ به الشركة لكي يساعدها في إعادة تجهيز البضائع في الحاالت الخاصة مثل حالة توقف‬

‫‪88‬‬
‫التدفقات النقدية الداخلة بسبب عدم تسبديد الزببائن اللتزامباتهم فبي المواعيبد المقبررة‪ .‬وبنباءا ً علبى‬
‫هذه المعطيات فان ميزانية تأسيس الشركة تكون على النحو المبين في القائمة (‪ )1‬اآلتية‪-:‬‬

‫القائمة (‪ : )1‬الميزانية في ‪2012/12/31‬م‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪600‬‬

‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪300‬‬

‫النقدية‬ ‫‪100‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬

‫وهنا يجب االهتمام بما يحصل خالل عبام ‪2013‬م مبن عمليبات ماليبة بغيبة التوصبل إلبى‬
‫إعببداد الكشببوف الختاميببة‪ .‬إذ أن العمليببة الرئيسببية التببي يتوقببع أن تحصببل خببالل عببام ‪2013‬م هببي‬
‫تحقيق مبيعات ( نقدية وليست آجلة ) بمبلغ (‪ )700‬ألف دينبار لمخبزون تبم شبراؤه فبي نهايبة عبام‬
‫‪2012‬م ( تببم اعتمباد األسببلوب المبسببط تفاديبا ً للوقببوع فببي مشببكالت الواقببع ) بالسببعر الببذي يببؤمن‬
‫للشركة ربحية اقتصادية ( معدل العائد على الموجودات الثابتة ) بمعدل (‪ )% 30‬قبل الضبريبة (‬
‫بافتراض دخبول الشبركة فبي سبوق جديبدة ذات عائبد مرتفبع )‪ .‬عبالوة علبى أن الشبركة كانبت قبد‬
‫أعفيت من الضريبة خالل السنة األولى من نشاطها‪.‬‬

‫يتم التركيز على عام ‪2013‬م باعتباره يمثبل فرضبية وجبود ظباهرة التضبخم التبي تشبكل‬
‫المحببور الببرئيس لهببذا الفصببل‪ .‬لكنببه مببن الضببروري التعببرف أوالً علببى الفرضببية المعاكسببة التببي‬
‫تتصف وتحلل حالة غياب التضخم كمنطلق للدخول الواسع في هذا الفصل‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الكشوف المحاسبية في ظل غياب التضخم‬

‫‪Accounting statements in absence of inflation‬‬

‫إن الهبدف البرئيس مببن عبرض الكشببوف المحاسببية فبي حالببة غيباب التضببخم يتمثبل فببي‬
‫التعرف على مدى كفاءة أسلوب التقييم بالكلفة التاريخية ‪ .‬وألجل تحقيق هذا الهدف البد من إعداد‬

‫‪89‬‬
‫الكشوف الختامية للشركة موضبع التطبيبق ( حسباب النتيجبة والميزانيبة ) فبي نهايبة عبام ‪2013‬م‬
‫وفق ما تظهره كل من القائمة (‪ )2‬والقائمة (‪. )3‬‬

‫القائمة (‪ : )2‬حـ ‪ /‬النتيجة النظري في ‪2013/12/31‬‬

‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬

‫مبيعات البضائع‬ ‫‪700‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪300‬‬

‫االندثار‬ ‫‪100‬‬

‫ربح التشغيل ( رصيد مرحل )‬ ‫‪300‬‬

‫‪700‬‬ ‫‪700‬‬

‫ربح التشغيل ( رصيد منقول )‬ ‫‪300‬‬ ‫مصروفات مالية ( فوائد )‬ ‫‪40‬‬

‫الربح الجاري ( االعتيادي )‬ ‫‪260‬‬

‫‪300‬‬ ‫‪300‬‬

‫القائمة (‪ : )3‬الميزانية في ‪2013/12/31‬م‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪600‬‬

‫الربح الجاري ( االعتيادي )‬ ‫‪260‬‬ ‫االندثار‬ ‫(‪)100‬‬

‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬

‫مصروفات مالية مستحقة‬ ‫‪40‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪800‬‬

‫‪1300‬‬ ‫‪1300‬‬

‫تصور القائمة (‪ )2‬حساب النتيجة العام الذي تقفل فيه جميع االستخدامات والمبوارد طبقبا ً‬
‫لنظرية القيد المزدوج‪ .‬وقد ظهر هذا الحساب في الشركة موضع التطبيق بأنه يقتصر على بعبض‬
‫عناصببر االسببتخدامات والمببوارد ولببيس جميعهببا ‪ .‬فاالسببتخدامات تتضببمن كلفببة شببراء البضببائع‬

‫‪90‬‬
‫المباعة واإلندثارات والمصروفات المالية (الفوائد)‪ .‬يالحظ في هذه القائمة إن حسباب كلفبة شبراء‬
‫البضببائع المباعببة يسببتخدم فببي الشببركات التجاريببة‪ ،‬والشببركات الصببناعية التببي تمببارس النشبباط‬
‫التجاري‪ ،‬إذ انه يشمل كلفة شراء السلع المراد بيعها على حالها عالوة ً على المصروفات المترتبة‬
‫عليها لغاية وصول البضائع مخازن الشركة‪ .‬كما يفضل أن تستبعد المصروفات المالية ( الفوائد )‬
‫عببن بقيببة العمليببات التشببغيلية وذلببك لضببرورة وجببوب اسببتقالل السياسببات الماليببة للشببركة عببن‬
‫عملياتها التشغيلية بغية التوصل إلى تحليل أكثر دقة للنتائج ‪.‬‬

‫أما الموارد فقد تضمنت حسباب واحبد ال غيبره هبو مبيعبات البضبائع‪ ،‬ففبي الشبركة عينبة‬
‫التطبيق‪ ،‬يجب أن يغطي ثمن البيع العناصر اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) ‪-:‬‬

‫البيــــــــــــان‬ ‫المبلغ‬
‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪300‬‬
‫االندثار‬ ‫‪100‬‬
‫الربحية االقتصادية بمعدل (‪ )%30‬من مجموع الموجودات‬ ‫‪300‬‬
‫( ‪)%30 × 1000‬‬
‫المجموع‬ ‫‪700‬‬

‫أما القائمة (‪ )3‬فأنها تصور الميزانية فبي ‪2013 / 12 / 31‬م ‪ ،‬وإن مبا يتعبين مالحظتبه‬
‫فبي هبذه القائمبة أن الموجبودات الثابتبة تظهبر بقيمتهبا الدفتريبة ( القيمبة المحاسببية الصبافية ) بعبد‬
‫طرح االندثارات المحاسبية بطريقة القسط الثابت‪ ،‬وإن المخزون يسجل بالكلفة إال أنه لم تظهر له‬
‫قيمة بالميزانية على افتراض أن مخزون الفترة المالية قبد تبم بيعبه بالكامبل نقبدا ً ‪.‬كبذلك يالحبظ أن‬
‫رصيد النقدية في نهاية العام يظهر بمبلغ (‪ )800‬ألف دينار ‪ ،‬وهو يتكبون مبن رصبيد النقديبة أول‬
‫المدة (‪ )100‬ألف دينار مضافا ً إليه المبيعات النقدية (‪ )700‬ألبف دينبار‪ .‬ومبن جانبب آخبر يالحبظ‬
‫أن القرض في المطلوبات يظهر مرة أخرى بكامل قيمته ألن تسديد القسط األول يتحقق في ‪1 / 1‬‬
‫‪2014 /‬م‪.‬‬

‫بعببد هببذا االسببتعراض للكشببوفات الختاميببة تبببرز مشببكلة أساسببية وهببي التأكببد مببن صببحة‬
‫احتساب الربح المتحقق في نهاية العام‪ .‬إن المعيار الذي يمكن استخدامه من أجبل معرفبة ذلبك هبو‬
‫التحقق من أن الشركة هل بإمكانها توزيع هذا الربح بالكامبل مبع اسبتمرارها فبي مزاولبة نشباطها‬
‫تحت ظل ذات الظبروف التبي عاشبتها فبي بدايبة الفتبرة الماليبة ‪ .‬فبإذا افتبرض أن الشبركة وزعبت‬
‫إجمالي الربح علبى شبكل حصبص ربحيبة‪ ،‬فبان المبلبغ المتبقبي لبديها مبن السبيولة النقديبة المتاحبة‬

‫‪91‬‬
‫يصبح (‪ )540‬ألف دينار أي (‪ . )260-800‬وفي الوقت نفسه يمكن التحقق من أن المبلبغ المتبقبي‬
‫في النقدية يساعد على تغطية العناصر اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) ‪-:‬‬

‫البيــــــــــــان‬ ‫المبلغ‬
‫تسديد قسط القرض مستحق الدفع‬ ‫‪100‬‬
‫إعادة شراء مخزون البضائع المستنفذة‬ ‫‪300‬‬
‫تأمين الحد األدنى من السيولة النقدية‬ ‫‪100‬‬
‫دفع المصروفات المالية المستحقة‬ ‫‪40‬‬
‫المجموع‬ ‫‪540‬‬

‫كما أنه إذا افتبرض‪ ،‬تحبت هبذه الظبروف ذاتبـها‪ ،‬أن الشبركة أقبدمت علبى اقتبراض قسبط‬
‫القرض الذي سددته واشترت بـهذا المصدر المبالي جبزءا ً مبن الموجبودات الثابتبة التبي اسبتعملتها‬
‫خالل الفترة المالية فانه يمكن االستنتاج إن الميزانية المعبدة بعبد إجبراء كبل هبذه العمليبات تتشبابه‬
‫تماما ً مع الميزانية االفتتاحية المعدة في نهاية عام ‪2012‬م ( القائمة ‪. ) 4‬‬

‫القائمة (‪ : )4‬الميزانية بعد إعادة شراء السلع المستنفذة‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة (‪+ 100 – 600‬‬ ‫‪600‬‬
‫‪)100‬‬

‫الربح (‪)260 – 260‬‬ ‫_‬ ‫مخزون بضائع (‪)300 + 0‬‬ ‫‪300‬‬

‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬ ‫النقدية (‪)440- 260 – 800‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬

‫يسببتنتج ممببا تقببدم‪ ،‬إن أسببلوب الكلفببة التاريخيببة يسبباعد علببى احتسبباب الببربح بصببورة‬
‫صحيحة خالل فترة استقرار األسبعار‪ .‬أمبا إذا حصبل ارتفباع فبي مسبتويات األسبعار فبان أسبلوب‬
‫الكلفة التاريخية ال يصلح الحتساب الربح بصورة دقيقة‪ ،‬وهذا ما سيتم تناوله في الموضوع اآلتي‬
‫‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكشوف المحاسبية في فترة التضخم المنتظم‬

‫‪Accounting statements in the systematic inflation period‬‬

‫تقتصببر دراسببة موضببوع الكشببوف المحاسبببية فببي فتببرة التضببخم المنببتظم علببى مناقشببة‬
‫وتحليل الفقرتين اآلتيتين ‪-:‬‬

‫‪ -1‬دراسة المعالجة المحاسبية للتضخم في ظل نموذج نظري‪.‬‬


‫‪ -2‬دراسة التطبيقات المحاسبية المقترحة التي تتضمن أوالً صيغة التطبيق المتطور لمعالجة‬
‫التضخم ( نموذج مقترح حاليا ً في بريطانيا مبن قببل المنظمبات المهنيبة )‪ ،‬وثانيبا ً وصبف‬
‫الحل الذي يقوم على أساس اإلمساك بقاعدة التقييم بالكلفة التاريخية‪.‬‬
‫ومن أجل دراسة في هذا الموضوع يفترض أن هنالك نسبة زيادة معينبة حصبلت‬
‫في جميع األسعار خالل الفترة المالية ‪2013‬م ‪ ،‬ولتكن هذه النسبة على سبيل المثبال (‪)%12‬‬
‫‪ .‬ومن المؤكبد أن ذلبك يعنبي افتبراض مبسبط ألنبه فبي الواقبع إذا كبان زيبادة متوسبط األسبعار‬
‫بنسببة (‪ )%12‬فأنبه يمكبن أن يحبدث تغيبرات كبيبرة ومختلفبة فبي أسبعار السبلع بعضبها علببى‬
‫البعض اآلخر وخاصة السلع االقتصادية ذات الطبيعة الخاصة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المعالجة المحاسبية للتضخم في ظل نموذ نظري‬

‫إن جوهر هبذا النمبوذج النظبري بسبيط للغايبة‪ ،‬إذ يقبوم علبى أسباس افتبراض إن جميبع‬
‫بنود الموجبودات والمطلوببات يجبب تعبديلها بموجبب ارتفباع األسبعار وبطريقبة تسباعد علبى‬
‫صيانة قو تـها الشرائية الثابتة‪ .‬فبإذا أخبذت البنبود الرئيسبة مبن ميزانيبة الشبركة عينبة التطبيبق‬
‫وحولبببت بموجبببب معامبببل التحويبببل (‪ )1.12‬أو العالقبببة المشبببتركة (‪ )100/112‬فانبببه يمكبببن‬
‫التوصل إلى النتائج التالية ‪-:‬‬

‫‪93‬‬
‫نهاية عام ‪2013‬م‬ ‫النسبة المشتركة‬ ‫نهاية عام ‪2012‬م‬ ‫بنود الميزانية‬

‫(‪)3( = )2( × )1‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الموجودات ‪:‬‬

‫‪672‬‬ ‫‪%112‬‬ ‫‪600‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬

‫‪336‬‬ ‫‪%112‬‬ ‫‪300‬‬ ‫المخزون‬

‫‪112‬‬ ‫‪%112‬‬ ‫‪100‬‬ ‫النقدية‬

‫المطلوبات ‪:‬‬

‫‪224‬‬ ‫‪%112‬‬ ‫‪200‬‬ ‫رأس المال المدفوع‬

‫‪896‬‬ ‫‪%112‬‬ ‫‪800‬‬ ‫قرض طويل األجل‬

‫أمببا حسبباب النتيجببة فانببه يفضببل احتسبباب الببربح مببن خببالل تعببديل بن بود االسببتخدامات‬
‫والموارد بنفس النسبة المشتركة التي عدلت بواسطتها بنود الميزانية‪.‬‬

‫وبنبباءا ً عليببه فانببه يجببب العببودة إلببى معطيببات الشببركة عينببة التطبيببق واسببتخدام النسبببة‬
‫المشتركة (‪ )%112‬بغية التوصل إلى إعداد الكشوف الختامية‪ ،‬وكما تصوره كل من القائمبة (‪)5‬‬
‫والقائمة (‪.)6‬‬

‫‪94‬‬
‫القائمة (‪ : )5‬حـ ‪ /‬النتيجة النظري‬

‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬

‫مبيعات البضائع‬ ‫‪784‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪336‬‬

‫(‪)%112 × 700‬‬

‫االندثار‬ ‫‪112‬‬

‫ربح التشغيل ( رصيد مرحل )‬ ‫‪336‬‬

‫‪784‬‬ ‫‪784‬‬

‫ربح التشغيل ( رصيد‬ ‫‪336‬‬ ‫مصروفات مالية ( فوائد )‬ ‫‪45‬‬


‫منقول )‬

‫الربح الجاري ( النظري )‬ ‫‪291‬‬

‫‪336‬‬ ‫‪336‬‬

‫القائمة (‪ : )6‬الميزانية النظرية المعدلة في نهاية عام ‪2013‬م‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪224‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪672‬‬

‫الربح الجاري ( االعتيادي )‬ ‫‪291‬‬ ‫االندثار‬ ‫(‪)112‬‬

‫قرض طويل األجل‬ ‫‪896‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬

‫فوائد مستحقة‬ ‫‪45‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪896‬‬

‫‪1456‬‬ ‫‪1456‬‬

‫‪95‬‬
‫تصور القائمة (‪ ) 5‬حساب النتيجبة النظبري البذي تبم تعبديل جميبع بنبوده بموجبب النسببة‬
‫المشتركة بهدف استخراج ربح التشغيل النظري ومن ثم الربح الجاري (االعتيادي) النظري‪ .‬كما‬
‫تصور القائمة (‪ )6‬الميزانية النظرية المعدلة في نهاية عام ‪2013‬م‪ ،‬حيث تم تعبديل جميبع بنودهبا‬
‫بنفس النسبة المشتركة‪.‬‬

‫يتضبببح مبببن هبببذا التشبببابه أن العالقبببات المميبببزة التبببي تعرضبببها المحاسببببة التاريخيبببة (‬
‫‪ ) historical accounting‬في فترة استقرار األسعار تتالقى بنقاط مشبتركة تتمثبل فبي إمكانيبة‬
‫توزيع الربح بالكامل دون أن يؤثر ذلك على استئناف الدورة المالية‪ ،‬وتأمين الربحيبة االقتصبادية‬
‫بنسبببة (‪ . )%30‬لكببن هنالببك تسبباؤل حببول مببا معنببى الببربح المتحصببل ومبباذا يمثببل بالنسبببة للببربح‬
‫الحقيقببي ؟ ففببي الواقببع إن الببربح النظببري المتحصببل ال يتطببابق مببع الببربح الحقيقببي إال فببي حالببة‬
‫احتفاظ مجموعة الموجودات والمطلوبات بقوتهبا الشبرائية الثابتبة مسبتقلة عبن التضبخم ‪ .‬وهبذا ال‬
‫يمكن أن يتماشى مع الواقبع العملبي حيبث يفضبل التمييبز ببين مجمبوعتين مبن البنبود المحاسببية ‪:‬‬
‫المجموعة األولى تحتفظ تلقائيا ً بقوتـها الشرائية حال اقتنائـها مثبل الموجبودات الثابتبة والمخبزون‬
‫التببي غالب با ً مببا يطلببق عليهببا تسببمية ( البنببود غيببر النقديببة )‪ .‬والمجموعببة الثانيببة ال تحببتفظ بقوتببـها‬
‫الشرائية إال في نطاق اتخاذ قرار تعديلها‪ ،‬ومن عيوبـها أنها تفتقد القيمة حال اقتنائها مثل المدينين‬
‫والنقدية والقروض وما شابه ذلك والتي غالبا ً ما يطلق عليها تسمية (البنود النقدية)‪.‬‬

‫ففي الشركة عينة التطبيق يالحظ أن التعديل بالنسبة للمجموعة الثانية يفترض أنبه قبد تبم‬
‫بصورة نظامية‪ ،‬لذلك أطلقت عليه تسمية نظري‪ ،‬إن مسبألة تعبديل هبذه البنبود تمثبل ظباهرة قليلبة‬
‫التكرار نسبيا ً في الحياة العملية للشركات‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فان الربح الحقيقي للشركة يمكن أن يختلف عن الربح النظبري بسببب‬
‫تببأثيرين متعاكسببين‪ .‬أولببـهما أن الشببركة تحقببق خسببائر فببي حالببة احتفاظهببا بالببذمم أو النقببود غيببر‬
‫المعدلببة‪ ،‬وهببذه الخسببائر تسببمى بالخسببائر النقديببة‪ .‬وثانيهمببا إن الشببركة تحقببق أرباحببا فببي حالببة‬
‫احتفاظها بالقروض غير المعد لبة‪ ،‬وهبذه األربباح تسبمى باألربباح النقديبة‪ .‬وفبي كبل األحبوال فبأن‬
‫أهمية ومعنى تغيير الربح النظري يعتمدان على وزن الذمم والقروض غير المعدلة فبي الميزانيبة‬
‫‪ ،‬وعلى طول فترة االحتفاظ بـها‪ ،‬وعلى مستوى معدل التضخم ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -2‬التطبيقات الواقعية للنموذ النظري‬

‫يتناول هذا الموضوع توضيح النموذج التطبيقي المتطور الذي يسعى إلى جعل المحاسبة‬
‫أداة تتكيف مع الظروف التضخمية‪ .‬ومن المؤكد أن محاسبة التضخم المطبقة في أيبة شبركة تأخبذ‬
‫بنظببر االعتبببار الظببروف االقتصببادية التببي يمببر بهببا البلببد المعنببي ألن هببدفها األسبباس ينصببب فببي‬
‫احتساب الربح الحقيقي‪ ،‬بل يتعين على المحاسبة كذلك تبدوين كبالً مبن األربباح والخسبائر النقديبة‬
‫بشكل واضح في حساب النتيجة بهدف إعطاء صبورة دقيقبة عبن الواقبع واألسبباب التبي أدت إلبى‬
‫تحقيببق هببذا الببربح الحقيقببي ‪ .‬ويمكببن الحصببول علببى هببذه المعلومببات مببن خببالل الببربح النظببري‬
‫المحسوب سابقا ً مرفقا ً بالكشف التصحيحي الذي ستدون فيه األرباح والخسائر النقدية‪.‬‬

‫وعليه فان ذلك يمكن أن يأخذ شكل حسابين متداخلين للربح ‪-:‬‬

‫حساب الربح النظري‬

‫الربح النظري‬

‫الربح النظري‬ ‫××‬ ‫(‪ )-‬خسائر النقدية‬ ‫××‬

‫(‪ )+‬أرباح نقدية‬ ‫××‬ ‫صافي الربح‬ ‫××‬

‫يمتاز النموذج النظري بخاصية سهولة تطبيقه ‪ ،‬وتكمن هذه الخاصية فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬تغيير الميزانية النظرية على مستوى البنود غير المعدلة حصراً‪.‬‬


‫‪ -2‬تسجيل األرباح والخسائر النقدية التي تحصل في حسباب خباص يرفبق مبع حسباب البربح‬
‫النظري بهدف التوصل إلى احتساب الربح الحقيقي ‪.‬‬
‫وقبل العودة إلى الشركة عينة التطبيق ال بد من إثارة نقطة جوهريبة وهبي مسبألة القبرض‪،‬‬
‫فالتبسيط النظري أعاله يوضح األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬تعديل مبلغ القرض إلى (‪ )896‬ألف دينار بدالً من (‪ )800‬ألف دينبار‪ ،‬ممبا يسبمح للمقرضبين‬
‫بالحصول على مبلغ مقابل األضرار التي تلحق بهم جراء التضخم ‪.‬‬

‫‪ -2‬احتساب معدل الفائدة االعتيادي بمعدل (‪ )%5‬على أسباس إعبادة تقيبيم القبرض‪ ،‬أي أن المبلبغ‬
‫اإلجمالي يوفر بحدود (‪ )45‬ألف دينار (‪.)%5 × 896‬‬

‫‪97‬‬
‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هذه النسبة‪ ،‬التي تمثل جزءا ً من الربح االقتصادي المتحصل‬
‫‪ ،‬تكون ضعيفة نسبيا ً ألن معدل تسديد القروض ال يمثل إال السدس من المعدل اإلجمالي لتعبويض‬
‫األموال (‪.)%30 ÷ %5‬‬

‫أمببا إذا لببم يعببدل القببرض فغالب با ً مببا يببؤدي فببي الحقيقببة إلببى مأخببذين ‪ .‬أولهمببا يتمثببل فببي أن‬
‫المقرضين يتم تعويضهم علبى أسباس المبلبغ االسبمي المقتبرض عنبد اكتتباب القبرض‪ ،‬ممبا يبؤدي‬
‫بالمقرضين إلى فقدانهم بشكل كبير القوة الشبرائية جبراء ارتفباع معبدالت التضبخم ‪ .‬ففبي الشبركة‬
‫عينة التطبيق يالحظ أن المقرضبين قبد خسبروا مسببقا ً حتبى نهايبة عبام ‪2013‬م مبلغبا ً قبدره (‪)96‬‬
‫ألف دينار أي ( المبلبغ النظبري الممكبن تسبديده ‪ – 896‬المبلبغ االسبمي المقتبرض ‪ ،) 800‬وهبذا‬
‫المبلغ يشكل بوضوح مكتسبا ً بالنسبة للشركة ‪ .‬وثانيهما يتمثبل فبي أن معبدالت الفوائبد يبتم تعبديلها‬
‫على أساس األخذ بنظر االعتبار معدالت التضخم ‪.‬‬

‫يتضببح ممببا تقببدم أن عببدم تعببديل القببروض يقببود إلببى إلحبباق الضببرر البببالغ بالمقرضببين‪،‬‬
‫وربمببا يببؤدي األمببر إلببى رفضببهم أيببة اتفاقيببة عقببد القببرض حينمببا تتضببرر مصببالحهم‪ .‬لببذلك فببان‬
‫معدالت الفائدة التي يشترطها المقرضون قد تكون مرتفعة ارتفاعا ً كبيرا ً للتعويض عن عدم تعديل‬
‫قروضهم بما يتماشى والظواهر التضخمية التي يتوقع المقرضون حدوثها فبي المسبتقبل المنظبور‬
‫حرصا ً منهم على عدم اإلضرار بمصالحهم‪.‬‬

‫ففي الشبركة موضبع التطبيبق يسبتلزم جعبل سبعر الفائبدة حبوالي (‪ )%17.6‬لكبي يبتمكن‬
‫المقرضببون مببن اسببتالم معببدل فائببدة حقيقببي بنسبببة (‪ )%5‬فببي السببنة األولببى‪ ،‬وفببي الوقببت نفسببه‬
‫تعويض قرضهم المعدل تبعا ً للتضخم ‪ .‬فإذا تم االلتزام بذلك فان معدل الفائدة يلعب دوره التقليبدي‬
‫باعتباره عبئا ً على الربح وفي الوقت ذاته له دور إضافي في تعديل القروض ‪.‬‬

‫لكبببن هبببذا االسبببتنتاج لبببم يلبببق االهتمبببام الواسبببع فبببي السبببنوات األخيبببرة بسببببب اعتقببباد‬
‫االقتصاديين بأن الفائبدة ال تلعبب أي دور فبي توزيبع البربح‪ ،‬وذلبك ألن المعبدالت االسبمية الثابتبة‬
‫تزداد بازدياد معدالت التضخم وتتحدد باللحظة التبي يبتم فيهبا توقيبع عقبد القبرض‪ .‬فضبالً عبن أن‬
‫المعببدالت االسببمية الثابتببة أيبا ً كببان أهميتهببا‪ ،‬قببد لحقببت بهببا أو تجاوزتهببا حبباالت ارتفبباع األسببعار‪.‬‬
‫وسيتضبح جليبا ً أن االسبتنتاج السبابق ال يمكبن تطبيقبه علبى جميبع الحباالت أي بمعنبي آخبر يمكببن‬
‫اللجوء إلى وسيلة مالئمة ألن بعض الشبركات‪ ،‬التبي تواجبه صبعوبة فبي الحصبول علبى األمبوال‬
‫الخارجية‪ ،‬قد تلجأ إلى مصادر تمويل مرتفعة الكلفة نسبيا ً وتدفع معدل فائدة حقيقي ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ويمكن الذهاب بالشركة عينة التطبيق إلبى ابعبد مبن ذلبك بهبدف توضبيح وتحقيبق أهبداف‬
‫هذا الفصبل وذلبك مبن خبالل افتبراض أن معبدل الفائبدة المثببت هبو (‪ ،)%11‬أي مبا يعبادل معبدل‬
‫الفائدة الحقيقي (‪ )%5‬زائد معدل إضافي للتضخم المتوقع (‪ .)% 6‬ففي هذه الحالة يالحبظ أن هبذا‬
‫االفتراض ال يوفر أي مكتسب للمقرضين ألن معدل الفائدة اإلجمالي يكون أقل من معدل التضخم‬
‫‪ .‬ال ببببل أن الفائبببدة المسبببددة ال تعبببوض بالكامبببل انخفببباض القبببرض ( ‪.) debt depreciation‬‬
‫فالقرض تنخفض قيمته بمبلغ (‪ )96‬ألف دينار فبي حبين أن الفائبدة المسبددة تبلبغ (‪ )88‬ألبف دينبار‬
‫أي (‪.)%11 × 800‬‬

‫وباختصببار يمكببن القببول أن الشببركة موضببع التطبيببق تحقببق مكتسببب ( ‪ ) gain‬إجمببالي‬


‫قببدره (‪ )53‬ألببف دينببار قياسبا ً بببالربح النظببري الببذي أظهببر الفوائببد بمبلببغ (‪ )45‬ألببف دينببار‪ .‬وهببذا‬
‫المكتسب اإلجمالي يتكون من اآلتي ‪-:‬‬

‫‪ 45‬ألف دينار عن عدم تسديد الفائدة االعتيادية‪.‬‬

‫‪ )88 – 96( = 8‬ألف دينار عن عدم كفاية تغطية انخفاض قيمة القرض‬

‫وتأسيسبا ً علبى ذلبك فبأن هبذه المعلومبات التكميليبة تسباعد علبى إعبداد الكشبوف الختاميببة‬
‫المعدلة بما يتالءم والواقع الفعلي‪ ،‬وكما يالحظ في القائمتين (‪ )7‬و (‪ )8‬اآلتيتين ‪.‬‬

‫القائمة (‪ : )7‬حـ ‪ /‬النتيجة‬

‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬


‫مبيعات البضائع‬ ‫‪784‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪336‬‬
‫االندثار‬ ‫‪112‬‬
‫ربح التشغيل ( رصيد مرحل )‬ ‫‪336‬‬
‫‪784‬‬ ‫‪784‬‬
‫ربح التشغيل ( رصيد منقول )‬ ‫‪336‬‬ ‫مصروفات مالية ( اعتيادي )‬ ‫‪45‬‬
‫الربح الجاري ( االعتيادي )‬ ‫‪291‬‬
‫‪336‬‬ ‫‪336‬‬
‫الربح الجاري (رصيد منقول )‬ ‫‪291‬‬ ‫خسارة نقدية (من النقدية األصلية )‬ ‫‪12‬‬
‫مكتسب نقدي من القرض‬ ‫‪53‬‬ ‫الربح الحقيقي‬ ‫‪332‬‬

‫‪344‬‬ ‫‪344‬‬

‫‪99‬‬
‫القائمة (‪ : )8‬الميزانية في نهاية عام ‪2013‬م‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬


‫‪ 200‬رأس المال المدفوع‬ ‫‪ 672‬الموجودات الثابتة‬
‫‪ 24 +‬فرق إعادة التقييم‬ ‫‪224‬‬ ‫‪ )112( -‬االندثار‬ ‫‪560‬‬
‫الربح الحقيقي‬ ‫‪332‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬
‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪884‬‬
‫فوائد مستحقة‬ ‫‪88‬‬

‫‪1444‬‬ ‫‪1444‬‬

‫تصبور القائمببة (‪ )7‬حسبباب النتيجبة الببذي يبببين بوضبوح أن الببربح الحقيقببي (‪ )332‬ألببف‬
‫دينار أعلى من الربح الجاري (‪ )291‬ألف دينار‪ ،‬وهذا أمر طبيعي ال يثير الجدل ‪ ،‬ذلك أن الحالة‬
‫تخص شركة ذات مديونيبة مرتفعبة وتسبتفيد مبن مزايبا القبرض البذي يبتالءم مبع ظروفهبا‪ .‬أمبا إذا‬
‫افترض أن الشركة تمول نفسها بأموالـها الممتلكة ( حقوق ملكية ) فان الربح الحقيقي سيكون مبن‬
‫المؤكد أقل من الربح الجاري ( االعتيادي ) ‪ .‬كذلك يالحظ من القائمة (‪ )7‬حساب النتيجة أن قيمة‬
‫المبيعات المعدلة (‪ ) 784‬ألف دينار تمثل ذلك المبلبغ البذي احتسببه االقتصباديون فبي الشبركة بعبد‬
‫األخببذ بنظببر االعتبببار االسببتخدامات المعدلببة والببربح المحتسببب علببى أسبباس األمببوال المسببتثمرة‬
‫المعدلة ‪ ،‬فضالً عن أن هذا المبلغ ستتضمنه قائمة البيع المرسلة للزبائن ‪.‬‬

‫تصور القائمبة (‪ )8‬الميزانيبة فبي نهايبة عبام ‪2013‬م التبي تتضبمن مالحظتبين جبديرتين‬
‫بالتوضيح‪ .‬األولبى تتعلبق بمبلبغ النقبود (‪ )884‬ألبف دينبار البذي يتكبون مبن النقديبة األصبلية غيبر‬
‫المعدلة (‪ )100‬ألف دينار والمبيعات النقدية (‪ )784‬ألف دينار‪ .‬والثانية تخص فبرق إعبادة التقيبيم‬
‫في جانب المطلوبات‪ ،‬إذ انبه باإلمكبان تخصبيص حسباب خباص يسبجل فيبه تعبديالت رأس المبال‬
‫تحت اسم ( حساب فرق إعادة التقييم ) والهدف من ذلك هو عدم المساس المباشر بالمبلغ األصبلي‬
‫لراس المال لغرض االحتفاظ بمعلومات عنه‪.‬‬

‫بعد استعراض بعض المالحظات التوضيحية فبي القبائمتين (‪ )7‬و (‪ )8‬ال ببد مبن العبودة‬
‫إلببى تحليببل بعببض المالحظببات األخببرى الجببديرة باالهتمببام‪ .‬فقببد ذكببر سببابقا ً أن مضببمون الببربح‬

‫‪100‬‬
‫الحقيقي يجب أن يتضح من خالل معيبار توزيعبه‪ .‬فبإذا تبم توزيبع هبذا البربح بالكامبل فبان رصبيد‬
‫النقدية يصبح (‪ )552‬ألف دينار أي (‪ )332 – 884‬وهذا الرصيد يتأثر سلبا ً بالعناصبر المطلبوب‬
‫تمويلها والتي تتكون من اآلتي ( المبالغ بآالف الدنانير ) ‪-:‬‬

‫نقدية أصلية‬ ‫‪122‬‬

‫إعادة تكون الموجودات الثابتة‬ ‫‪112‬‬

‫إعادة تكون المخزون‬ ‫‪336‬‬

‫تسديد المصاريف المالية‬ ‫‪88‬‬

‫المجموع‬ ‫‪648‬‬

‫يالحظ من خالل توزيع الربح الحقيقي انه يبؤدي إلبى انخفباض النقديبة بمبلبغ (‪ )96‬ألبف‬
‫دينار أي (‪ ،)552 – 648‬حتى أن التوزيع يبدو غير ممكن إال بمبلغ (‪ )236‬ألبف دينبار (‪– 332‬‬
‫‪ .)96‬وهل هذا يعني أن هنالك خطأ فبي مفهبوم البربح الحقيقبي ؟ لإلجاببة عبن هبذا التسباؤل يمكبن‬
‫التحقق من أنه ليس هنالك خطا في المفهوم ‪.‬‬

‫فإذا افترض أن الربح الصحيح يعادل تماما ً (‪ )236‬ألف دينار‪ ،‬ثم تعد الميزانية فبي نهايبة‬
‫عببام ‪ 2013‬م بعببد دفببع المصبباريف الماليببة وإعببادة تكببون الموجببودات الثابتببة والمخببزون وإجببراء‬
‫التوزيع لمبلغ (‪ )236‬ألف دينار فانه يظهبر بوضبوح آن البربح اإلضبافي الببالغ (‪ )96‬ألبف دينبار‬
‫يمثل ‪ ،‬كما تظهبره الميزانيبة فبي القائمبة (‪ ،)9‬مكتسبب نقبدي مبن القبروض تحصبل عليبه الشبركة‬
‫جراء التضخم ‪ .‬لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن الربح ليس علبى شبكل نقبد وإنمبا يبدخل ضبمن‬
‫الموجودات‪ .‬لذلك يتعين على الشركة إتباع احد أسلوبين لغرض جعل مبلبغ البربح علبى شبكل نقبد‬
‫وتوزيعه‪ ،‬فأما أن تبيع الشركة ما قيمته (‪ )96‬ألف دينار من الموجبودات‪ ،‬وأمبا أن تقبرر التوزيبع‬
‫الكامل لمبلغ (‪ )332‬ألف دينار دون إعادة االستثمار في الموجودات إال بمبلغ يقل عن (‪ )96‬ألبف‬
‫دينار ‪ .‬وفي كال الحالتين فان الشركة يمكنها العبودة إلبى الوضبع السبابق المتمثبل بإعبادة اقتبراض‬
‫المبلغ الصافي (‪ )96‬ألف دينار‪ ،‬إذ أنه سيخدمها في االستثمار ‪ .‬وهبذا إجبراء صبحيح مبن الناحيبة‬
‫المنطقية‪ ،‬إذ تتمكن الشركة من إعادة تكوين القرض بقوة شرائية ثابتة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫القائمة (‪ : )9‬الميزانية في نهاية عام ‪2013‬م‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪672‬‬

‫فرق إعادة التقييم‬ ‫‪24‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪336‬‬

‫الربح‬ ‫‪96‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪112‬‬

‫المجموع‬ ‫‪1120‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪1120‬‬

‫وعليه فان إعداد الكشوف الختامية بموجب أي من األسس والمبادئ يقبدم فائبدة كبيبرة بغيبة‬
‫التوصببل إلببى قيبباس الببربح الحقيقببي ومعرفببة العوامببل التببي أوجدتببه‪ .‬غيببر أن الجهببة المسببتخدمة‬
‫للمعلومات المحاسبية تشعر بالقلق الشديد حينمبا تجبد أن األسبلوب الحبالي المتمثبل بأسبلوب الكلفبة‬
‫التاريخيببة يقببود إلببى تقيببيم يضببلل الحقيقببة االقتصببادية بالكامببل ‪ ،‬وهببذا مببا سببنطلع عليببه فببي الفقببرة‬
‫القادمة‪.‬‬

‫‪ -3‬مقارنة النتائج المتحصلة بالكلفة التاريخية‬

‫هنالببك اخببتالف كبيببر فببي وجهببات النظببر بببين االقتصببادي والمحاسببب بخصببوص تطبيببق‬
‫أسلوب الك لفة التاريخية في فترة التضخم‪ .‬فاالقتصادي يأخذ بالحسبان تطور األسعار حينما يعبالج‬
‫حالببة التضببخم ‪ ،‬إذ أنببه يقببوم عببادة بإسببناد احتسبباب االسببتهالكات المتعلقببة بالعناصببر‪ ،‬التببي تمثببل‬
‫الخزين القديم‪ ،‬إلى كلفبة اقتنباء تاريخيبة معدلبة بموجبب ارتفباع األسبعار ولبيس إلبى كلفبة االقتنباء‬
‫التاريخية تحديدا ( ثمن بيع المخزون بلغ (‪ )784‬ألف دينار بعد أن كان ثمنه (‪ )700‬ألف دينار )‪.‬‬
‫أمبا المحاسبب فانبه يعامبل مخبزون اسبتهالكات العناصبر القديمبة المسبجلة بالكلفبة التاريخيبة علبى‬
‫أساس وجوب استمرار تقييمها بنفس الكلفة التاريخية‪ .‬إن تطبيق هذا المبدأ على الكشوف الختامية‬
‫للشركة موضع التطبيق يقود إلى النتائج المبينة في القائمتين (‪ )10‬و (‪ )11‬اآلتيتين‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫القائمة (‪ : )10‬حـ ‪ /‬النتيجة‬

‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬

‫مبيعات البضائع‬ ‫‪784‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪300‬‬

‫االندثار‬ ‫‪100‬‬

‫مصروفات مالية ( فوائد )‬ ‫‪88‬‬

‫صافي الربح‬ ‫‪296‬‬

‫‪784‬‬ ‫‪784‬‬

‫القائمة (‪ : )11‬الميزانية‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪600‬‬

‫صافي الربح‬ ‫‪296‬‬ ‫االندثار‬ ‫(‪)100‬‬

‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬

‫فوائد مستحقة‬ ‫‪88‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪884‬‬

‫‪1384‬‬ ‫‪1384‬‬

‫ويمكن بوضوح مالحظة أن الربح التاريخي يختلف عن الربح الحقيقي تحت تأثير جملة‬
‫أسباب ‪ ،‬وهذا االختالف يمكن أن يكشف من خالل الفقرات اآلتية ( المبالغ بآالف الدنانير ) ‪-:‬‬

‫الربح التاريخي‬ ‫‪296‬‬


‫عدم كفاية كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫(‪)36‬‬

‫‪103‬‬
‫عدم كفاية االندثارات‬ ‫(‪)12‬‬
‫خسارة نقدية من النقدية األصلية‬ ‫(‪)12‬‬
‫مكتسب نقدي من القروض‬ ‫‪96‬‬
‫الربح الحقيقي‬ ‫‪332‬‬

‫إن ما يمكن اسبتنتاجه مبن قائمبة الفقبرات أعباله أن البربح التباريخي ال يعببر عبن حقيقتبه‬
‫بسبب وجود ثالثة عوامل مجتمعة هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬انخفاض تقييم االستخدامات المتعلقة باستهالكات العناصر الممتلكة قديما ً ‪.‬‬


‫‪ -2‬إهمال الخسائر النقدية من بنود الموجودات غير المعدلة والمتبقية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إهمال األرباح النقدية المسندة إلى انخفاض قيمة المبلغ المطلبوب تعويضبه عبن القبروض‬
‫غير المعدلة ‪.‬‬
‫ويعد العامل الثالث من أكثر هذه العوامل تأثيرا ً في الشركة عينة التطبيبق ‪ ،‬وأن مبا يثببت‬
‫ذلك هو أن الربح الحقيقي أعلى من الربح التباريخي نظبرا ً ألن الشبركة تنتفبع مبن شبكل المديونيبة‬
‫الذي يالئمها كما ذكر سلفا ً ‪ ،‬وعليه فان محاسبة الكلفة التاريخية يمكن أن تتستر أو تخفي ( أغنباء‬
‫كامل ) أكثر من المحاسبة التي تتكيف مع التضخم ( محاسبة التضخم ) والتي تكشف عن الحقائق‬
‫‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج المحاسبية‬

‫‪Difference of prices levels‬‬

‫يزداد تعقيد الفرضية المبسطة ‪ ،‬القائمة على أسباس مؤشبر ارتفباع عبام لألسبعار‪ ،‬حينمبا‬
‫تتبببع أسبباليب أخببرى فببي تعببديل البيانببات المحاسبببية تبعبا ً للظببواهر التضببخمية ‪ .‬ففببي الواقببع توجببد‬
‫مجموعتين من األسعار هي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬أسببعار البيئببة االقتصببادية المحليببة والعالميببة التببي يعبببر عببن زيادتهببا مببن خببالل مؤشببر سببعر‬
‫إجمالي‪.‬‬

‫‪ -2‬األسعار المتعلقة بنشاط الشركة‪ ،‬مثل أسعار المواد األوليبة والموجبودات الثابتبة التبي تشبتريها‬
‫الشركة والرواتب التي تدفعها والمنتجات التي تبيعها‪ ،‬التي يعبر عن زيادتها مبن خبالل مؤشبرات‬
‫أسعار نوعية ( ‪ ) specific prices‬تتعلق بعوامل اإلنتاج المختلفة أو منتجات الشركة المعنية‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫إن ارتفاع المستوى العام لألسعار على مستوى االقتصاد القومي ككل ينبتج مبن اخبتالف‬
‫مؤشببرات نوعيببة متعببددة‪ .‬لكببن علببى مسببتوى الشببركة يمكببن أن يحصببل تفبباوت حبباد بببين ارتفبباع‬
‫متوسط األسعار المحلية وارتفاع أسعار القطاع االقتصادي الذي تعمل فيه الشركة‪.‬‬

‫كان االرتفباع العبام لألسبعار بالنسببة للشبركة عينبة التطبيبق بمعبدل (‪ )%12‬خبالل العبام‬
‫األول من نشاطها لكن بالمقابل كانت أسعار أغلب المدخالت ( ‪ ) inputs‬الخاصبة بالشبركة أكثبر‬
‫ارتفاعا ً خالل عام ‪2013‬م ‪ ،‬إذ أن أسعار البضائع التي تتاجر بها الشركة ازدادت بنسببة (‪)%15‬‬
‫‪ .‬وإزاء هببذه الحالببة مببا هببو موقببف الشببركة مببن المفاضببلة بببين اعتمبباد االرتفبباع العببام لألسببعار أو‬
‫اعتمبباد ارتفبباع األسببعار النوعيببة للقطبباع االقتصببادي الببذي تعمببل فيببه حينمببا ترغببب بتقيببيم نتببائج‬
‫أعمالها ؟‬

‫إذا وقع اختيار الشركة على أساس االرتفاع العام لألسعار‪ ،‬فأنها تبحث عن صيانة القبوة‬
‫الشببرائية العامببة لألمببوال أي رأس المببال المسببتثمر ( ‪ .)invested capital‬أمببا إذا وقببع اختيببار‬
‫الشببركة علببى أسبباس ارتفبباع األسببعار النوعيببة لنشبباطها فببان ذلببك يعنببي رغبتهببا فببي االسببتمرار‬
‫بخصوصيتها داخل القطاع االقتصادي‪ .‬وإن الشركة تعمل على صيانة القوة الشرائية لرأس المال‬
‫المادي ( ‪ ) physical capital‬الذي يمثل راس المال المتخصص في مجال معين‪.‬‬

‫وبناءا ً على ذلك فان هنالك أسبلوبان رئيسبيان لتعبديل البيانبات والنتبائج المحاسببية‪ .‬األول‬
‫يمتبباز بالحفبباظ علببى رأس المببال المببالي ويسببتخدم مؤشببر عببام لألسببعار كوسببيلة لتعببديل البيانببات‬
‫التاريخية‪ ،‬وهو ما يدعى بأسلوب الكلفة التاريخية المعدلة أو أسلوب القوة الشرائية الثابتة‪ .‬والثاني‬
‫يتميز بالحفاظ على رأس المال المادي بواسطة مؤشرات سعرية نوعيبة‪ ،‬وهبو مبا يبدعى بأسبلوب‬
‫القيم الحالية أو أسلوب الكلفة االستبدالية ‪.‬‬

‫وفيمبا يخبص المفاضببلة ببين أسببلوبين‪ ،‬فانبه يمكبن القببول أن الموضبوع مببا يبزال موضببع‬
‫نقاش وبحث من قبل الباحثين والمتخصصبين‪ .‬لكبن يمكبن اإلشبارة إلبى أن أسبلوب القبوة الشبرائية‬
‫العامة يتالءم بشكل خباص مبع وجهبة النظبر الماليبة التبي تعيبر أهميبة إلبى تخصبص الشبركة بعبد‬
‫ربحيتها‪ ،‬وهبذا األسبلوب يبتالءم بشبكل خباص مبع الشبركات التبي تتغيبر وتتنبوع أنشبطتها بصبفة‬
‫مستمرة حسب فرص السوق وخاصة الشركات الكبيرة في البلدان الرأسمالية‪.‬‬

‫أما أسلوب الكلفة االستبدالية فانه يفيد تخصص الشركة فبي نشباط معبين ويتبأثر بالتحديبد‬
‫المسبق للربح في استخدامات محددة‪ .‬وهذا األسلوب يبتالءم مبع الشبركات الملزمبة بتطبيبق نشباط‬

‫‪105‬‬
‫معين في إطار خطة إلزامية متكاملة‪ ،‬وعادة ما تنطبق هبذه الحالبة علبى االقتصباديات االشبتراكية‬
‫والشركات الكبيرة المؤممة في البلدان الرأسمالية‪.‬‬

‫وتأسيسا ً على ما تقدم فإذا ما افترض أن الشركة عينة التطبيق وقع اختيارها على أسبلوب‬
‫الكلفة االستبدالية‪ .‬ففي هذه الحالة يستخرج في بادئ األمر ربح نظري تتم مقارنته بعد ذلك بالربح‬
‫ا لحقيقي الذي يعاد تقييمه‪ .‬وعليه يمكن إعداد الكشوف واألرباح النظرية‪ ،‬كمبا فبي القبائمتين (‪)12‬‬
‫و (‪ )13‬اآلتيتين‪.‬‬

‫القائمة (‪ : )12‬حـ ‪ /‬النتيجة النظري‬

‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬


‫مبيعات البضائع‬ ‫‪826‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪360‬‬
‫االندثار‬ ‫‪115‬‬
‫ربح التشغيل النظري‬ ‫‪351‬‬
‫‪826‬‬ ‫‪826‬‬
‫ربح التشغيل النظري‬ ‫‪351‬‬ ‫مصروفات مالية ( فوائد )‬ ‫‪47‬‬
‫( رصيد منقول )‬
‫الربح الجاري ( االعتيادي )‬ ‫‪304‬‬
‫النظري‬

‫‪351‬‬ ‫‪351‬‬

‫القائمة (‪ : )13‬الميزانية النظرية‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬


‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪690‬‬
‫فرق إعادة التقييم‬ ‫‪34‬‬ ‫االندثار‬ ‫(‪)115‬‬ ‫‪575‬‬
‫رأس المال المعدل‬ ‫‪234‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬
‫الربح‬ ‫‪304‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪946‬‬
‫قرض طويل األجل‬ ‫‪936‬‬
‫فوائد مستحقة‬ ‫‪47‬‬

‫‪1521‬‬ ‫‪1521‬‬

‫‪106‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الشبركة حينمبا تطببق أيبا ً مبن أسباليب تعبديل البيانبات المحاسببية‪،‬‬
‫فان الكشوف النظرية تمثل احد أشكال االحتساب المسبق الذي يتعبين أن يتحبول حبال انتهائبه إلبى‬
‫احتساب الكشوف الحقيقية‪.‬‬

‫يالحببظ مببن الكشببوف واألرببباح النظريببة أن القائمببة (‪ )12‬التببي تتضببمن حسبباب النتيجببة‬
‫النظببري عبببدلت فيهبببا االسبببتخدامات مباشبببرة علببى أسببباس المؤشبببرات النوعيبببة المفترضبببة آنفببباً‪،‬‬
‫واحتساب مبلغ المبيعات على أساس المبيعات المعدلة (‪ )115 - 360‬يضباف إليبه الهبامش بنسببة‬
‫(‪ )%30‬المطبق على إجمالي رؤوس األموال المعدلة (‪.)351 = %30 × 1170‬‬

‫يالحبببظ مبببن القائمبببة (‪ )13‬التبببي تتضبببمن الميزانيبببة النظريبببة‪ ،‬أن الموجبببودات الثابتبببة‬
‫واندثاراتها قد عدلت علبى أسباس االرتفباع الحاصبل فبي أسبعارها (‪ .)%115 × 600‬أمبا النقديبة‬
‫التي يخصص جزء منها لتأمين إعادة تجهيز المخبزون عنبد الضبرورة فبان المؤشبر البذي ينطببق‬
‫على مبلغ النقدية األصلية البالغ (‪ )100‬ألف دينار هو (‪ )120‬يضاف إليه مبلبغ المبيعبات (‪)826‬‬
‫ألف دينار لكي يصبح إجمالي المبلغ النظري للنقدية (‪ )946‬ألف دينار‪ .‬كذلك يالحبظ تعبديل رأس‬
‫المال والقرض يجب أن يأخذ بنظر االعتبار التعديل الذي اجبري علبى إجمبالي الموجبودات ‪ .‬كمبا‬
‫يسبببتلزم تطبيبببق متوسبببط معامبببل التضبببخم للموجبببودات (‪.%17 = 1000 ÷ )1000 – 1170‬‬
‫ويحتسب مبلغ (‪ )1170‬ألف دينار من خالل حاصل جمع المبالغ اآلتية ‪120 + 360 + 690 ( :‬‬
‫)‪.‬‬

‫وعليبه فبأن تعبديل القبروض يكبون ضبروري للحفباظ علبى قوتهبا الشبرائية الثابتبة داخببل‬
‫القطاع الذي تعمبل فيبه الشبركة‪ ،‬وهبذا مبا يتضبح مبن خبالل اسبتعمال المؤشبر (‪ . )117‬وبتطبيبق‬
‫معدل الفائدة االعتيادي (‪ )%5‬على مبلغ القروض المعدلة يمكبن التوصبل إلبى مبلبغ المصبروفات‬
‫المالية المستحقة والبالغة تقريبا ً (‪ )47‬ألف دينار أي (‪.)46.8 = %5 × 936‬‬

‫أما بخصوص الكشوف واألرباح الحقيقية فانه يالحبظ مبن القائمبة (‪ ، )14‬التبي تتضبمن‬
‫حساب النتيجة‪ .‬أن احتساب المكتسب النقدي من القروض تم من خالل المعادلة اآلتية ‪-:‬‬

‫المبلغ النظري المستحق (‪ – )47 + 936‬المبلغ الحقيقي المستحق (‪95 = )88 – 800‬‬

‫‪107‬‬
‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬
‫مبيعات البضائع‬ ‫‪826‬‬ ‫كلفة شراء البضائع المباعة‬ ‫‪360‬‬
‫االندثار‬ ‫‪115‬‬
‫ربح التشغيل النظري‬ ‫‪351‬‬
‫‪826‬‬ ‫‪826‬‬
‫ربح التشغيل النظري‬ ‫‪351‬‬ ‫مصروفات مالية ( فوائد )‬ ‫‪47‬‬
‫الربح الجاري النظري‬ ‫‪304‬‬
‫‪351‬‬ ‫‪351‬‬
‫الربح الجاري النظري‬ ‫‪304‬‬ ‫خسارة نقدية من النقدية‬ ‫‪20‬‬
‫مكتسب نقدي‬ ‫‪95‬‬ ‫الربح الحقيقي‬ ‫‪379‬‬

‫‪399‬‬ ‫‪399‬‬

‫وهنا يتبين كذلك أن الربح ما يزال أكثر ارتفاعا ً من ربح الفرضبية السبابقة التبي اعتمبدت‬
‫التضخم العام بنسبة (‪ ،)%12‬والسبب يعود إلى استمرار مالئمة شروط القرض إلى الشركة ‪ .‬لقد‬
‫تم االعتماد على االفتراض األول على أساس تعويض القبرض بمعبدل (‪ ، )%11‬ألن السبلع غيبر‬
‫النقديببة فببي الشببركة تتبببع ارتفبباع أسببعار القطبباع المرتفعببة أكثببر مببن متوسببط االرتفبباع العببام فببي‬
‫األسعار‪ .‬أما القائمة (‪ ) 15‬التي تتضبمن الميزانيبة فانبه تببين أن مبلبغ النقديبة احتسبب علبى أسباس‬
‫(‪ ، )826 + 100‬فض بالً عببن أن الفوائببد المسببتحقة كانببت قببد احتسبببت علببى أسبباس معببدل الفائببدة‬
‫االسمي المعدل إلى (‪ )%11‬بسبب أخذ معدل التضخم المتوقع بنظر االعتبار‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫القائمة (‪ : )15‬الميزانية‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬


‫رأس المال المدفوع‬ ‫‪200‬‬ ‫الموجودات‬ ‫‪690‬‬
‫الثابتة‬
‫فرق إعادة التقييم‬ ‫‪34‬‬ ‫االندثار‬ ‫(‪)115‬‬ ‫‪575‬‬
‫رأس المال المعدل‬ ‫‪234‬‬ ‫المخزون‬ ‫_‬
‫الربح‬ ‫‪379‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪916‬‬
‫قرض طويل األجل‬ ‫‪800‬‬
‫فوائد مستحقة‬ ‫‪88‬‬

‫‪1501‬‬ ‫‪1501‬‬

‫‪109‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫تناول هذا الفصل األسلوب الحالي المستخدم في التقيبيم مبن قببل غالبيبة البنظم المحاسببية‬
‫في العالم‪ ،‬وهو أسبلوب الكفبة التاريخيبة‪ .‬إذ يالحبظ أن هبذا األسبلوب ال يمكبن أن يصبلح كأسبلوب‬
‫للتقييم خالل فترة ارتفاع األسعار‪ ،‬وهو يقود إلى تضبليل الحقيقبة االقتصبادية بالكامبل‪ .‬كمبا انبه ال‬
‫يؤدي إلى إظهار الربح بصورة حقيقية إالّ في حالة غياب التضخم‪.‬‬

‫تنباول كببذلك الفصببل الكشببوف المحاسبببية فببي فتببرة التضببخم المنببتظم ‪ .‬وقببد جبباء فببي هببذا‬
‫الموضوع معالجة فقرتين‪ ،‬أولهما تناولت المعالجة المحاسبية للتضخم في ظل نمبوذج نظبري‪ .‬إذ‬
‫أن هذا النمبوذج يقب وم علبى أسباس افتبراض أن جميبع بنبود الميزانيبة وبنبود حسباب النتيجبة يجبب‬
‫تعديلها تبعا ً الرتفاع األسعار وبطريقة تساعد علبى الحفباظ علبى قوتهبا الشبرائية الثابتبة‪ .‬وثانيهمبا‬
‫تضببمنت تطبيقببات النمببوذج النظببري التببي تسببتند إلببى احتسبباب الببربح الحقيقببي‪ ،‬وتسببجل ك بالً مببن‬
‫األرباح والخسائر النقدية بشكل واضح وصريح مع بيان األسبباب والوقبائع التبي أدت إلبى تحقيبق‬
‫هذا الربح الحقيقي‪ ،‬ويمكن التوصبل إلبى ذلبك مبن خبالل البربح النظبري‪ .‬كمبا تعبزز هبذا المحبور‬
‫بببإجراء مقارنببة الببربح التبباريخي بببالربح الحقيقببي‪ ،‬وقببد تبببين أن الببربح الحقيقببي أعلببى مببن الببربح‬
‫التاريخي‪ ،‬مما يؤكد على أن محاسبة الكلفة التاريخية تخفي حالة أغناء كامن خالل فترة التضخم‪.‬‬

‫تببم تسببليط الضببوء فببي هببذا الفصببل علببى أثببر اخببتالف مسببتوى األسببعار علببى الكشببوف‬
‫والنتببائج المحاسبببية‪ ،‬إذ أن هنالببك أسببلوبان‪ ،‬أحببدهما يعتمببد علببى االرتفبباع العببام لألسببعار‪ ،‬وهببو‬
‫أسلوب الكلفة التاريخية المعدلة والذي ينصب هدفبه فبي الحفباظ علبى القبوة الشبرائية لبرأس المبال‬
‫المستثمر ( المالي )‪ .‬واآلخر يعتمد على ارتفاع األسبعار النوعيبة للقطباع االقتصبادي البذي تعمبل‬
‫فيبه الشبركة‪ ،‬وهبو أسبلوب الكلفبة االسبتبدالية البذي ينصبب هدفبه فبي الحفباظ علبى القبوة الشبرائية‬
‫لرأس المال المادي‪ .‬والمفاضلة بين هذين األسلوبين تتحكم بها عوامل عدة منها النظام االقتصادي‬
‫السائد في المجتمع والشكل القانوني للشركة وطبيعة نشاطاتها وتنوعها‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أسئلة الفصل‬

‫‪ .1‬بببين االخببتالف بببين وجهببات نظببر االقتصبباديين والمحاسبببين بخصببوص تطبيببق‬


‫أسلوب الكلفة التاريخية‪.‬‬
‫‪ .2‬وضببح مببن خببالل تمببرين افتراضببي كيفيببة اخببتالف الببربح التبباريخي عببن الببربح‬
‫الحقيقي في ظل التضخم‪.‬‬
‫‪ .3‬بين أثر اختالف مستويات األسعار على الكشوف والنتائج المحاسبية‪.‬‬
‫‪ .4‬بين لماذا ال يعبر الربح التاريخي عن حقيقته في ظل التضخم‪.‬‬
‫‪ .5‬هنالك أسلوبان لتعديل البيانات والنتائج المحاسبية‪ ،‬وضح ذلك بالتفصيل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫تأثير التضخم على عناصر الميزانية‬
‫‪Inflation Influence on the Balance Sheet Items‬‬

‫األول‪ -:‬الميزانية في ظل انخفاض قيمة العملة النقدية‪.‬‬


‫ثانيا ً ‪ -:‬الطرائق المحاسبية المستخدمة في تقييم عناصر الميزانية‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ -:‬التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫تأثير التضخم على عناصر الميزانية‬
‫‪Inflation influence on the balance sheet items‬‬

‫لببم تكببن المشببكالت التببي يسببببها التضببخم ( ‪ ) inflation‬فببي إعببداد القببوائم الماليببة ومنهببا‬
‫الميزانية (‪ )balance sheet‬ظواهر جديبدة ومقتصبرة علبى بلبد دون آخبر فحسبب‪ ،‬وإنمبا هنالبك‬
‫بلدان عدة في العالم عانت منها وما تزال تعاني‪ .‬غيبر أن هبذه البلبدان مبا تبزال مسبتمرة حاليبا ً فبي‬
‫اتخاذ إجراءات وإصبدار قبوانين مبن اجبل معالجبة تبأثيرات التضبخم علبى المعلومبات المحاسببية‬
‫والمالية‪ .‬فالتضخم كما هو شائع يعرف بأنه االرتفاع المستمر في المستوى العام لألسعار‪ ،‬ومن ثم‬
‫انخفاض حقيقي في قيمة العملة ‪.‬‬

‫يمكن قياس التضخم عن طريق مؤشر عام لألسعار يقاس من خالله معدل التضخم ( ‪rate‬‬
‫‪ ) of inflation‬الذي يمكن معرفة مدى تأثيره علبى القبوائم الماليبة‪ .‬فالمعبدل المبنخفض للتضبخم‬
‫قد ال يؤثر بشبكل كبيبر علبى تفباوت قبيم البنبود المسبجلة فبي هبذه القبوائم‪ ،‬وقبد ال يؤخبذ نهائيبا ً فبي‬
‫الحسبان عند إعدادها‪ ،‬لكن حين يزداد المعدل الحالي للتضخم عن (‪ )%7‬سبنويا ً فانبه يفقبد القبوائم‬
‫الماليببة المعببدة علببى أسبباس الكلفببة التاريخيببة ( ‪ ) Historical cost‬جببزءا ً كبيببرا ً مببن موثوقيتهببا‬
‫وفائدتها‪.‬‬

‫إن الظباهرة التضببخمية لببم تعببد اليببوم حالببة عرضببية تببزول بببزوال األسببـباب التببي أدت إلببى‬
‫حدوثها‪ ،‬حيث أن الوقائع واألحداث أثبتت أن التضخم ينمو بمرور الزمن منذ بدايبة القبرن التاسبع‬
‫عشر ومرورا ً بالحربين العالمتين األولــى والثانيـة وكمبا ذكبر ذلبك فبي الفصبول السبابقة وحتبى‬
‫عام ‪1973‬م الذي شهد ارتفاعا ً كبيرا ً في األسعار‪.‬‬

‫لقد ادعت في ذلبك الوقبت البدول الصبناعية والغربيبة منهبا بالبذات أن سببب هبذا االرتفباع‬
‫يعود إلى ارتفاع أسعار النفط ‪ ،‬لكن حقيقة األمر تكمن في أن هذه البدول أرادت أن تتخبذ مبن ذلبك‬
‫ذريعة لالستمرار في رفع أسعار منتجاتهبا الصبناعية وخاصبة الموجبودات الثابتبة ممبا تجعبل مبن‬
‫هذا األخير سببا ً حقيقيا ً للتضخم‪ .‬لذلك يمكن القول أن التضخم يتطبور باتجباه تصباعدي غيبر قاببل‬

‫‪113‬‬
‫للتراجبببع وعلبببى الشبببركات أن تأخبببذ هبببذا التطبببور بعبببين االعتببببار بشبببكل صبببريح وواضبببح فبببي‬
‫استراتيجيات نموها وتوسعها‪.‬‬

‫تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن المحاسبةة تدبأ أأاف عاةلبة وناامبا ك متًباممك للمدلومبا‬
‫هببذا الببأوا‬ ‫عببخ مأمببة الابباااا ا أاايببة والماليببة واومت بباأية ومببن أتببز أن يتتسببأ ويتد ب‬
‫الفاةز للمحاسةة وةأ أن تتًيف مب الةيةبة اومت باأية التبخ تبدأ وايفتابا عيابا وما بة حينمبا‬
‫ومن الوساةز التخ تتمًن المحاسةة ةواسطتاا تأأية‬ ‫يشًو اومت اأ من مدأز التضمم الماتف‬
‫أواها هخ ت ويأ األطااف المستمأمة للاواةم المالية ةالمدلوما الواضحة والأمياة والاايةة من‬
‫الحاياة اومت اأية والمالية التخ تدمز عخ الاا‬

‫يستنأ هذا الموضوع الى عاضية مفاأها أن المنشآ ما ت از تدأ المي انيا ةلى أساس‬
‫مةأأ محاسةة الًلفة التاايمية أون الناا إلى مدأو التضمم الماتفدة وانمفاض مبيم الدمبم‬
‫الناأية وإن الدمز ةاذا المةأأ عخ ابز التضبمم واونمفباض النابأ يتدبز مبن الةنبوأ المحاسبةية‬
‫المستلة عخ المي انيا مشبوهة وو تدةبا ةبن حاياتابا أ أنابا تاابا ةايمبة منمفضبة أمبز مبن‬
‫ميمتاا الحاياية وذلك ةسةب تاييماا ةدملة ناأية عاأ ت ءا ك من مأاتاا الشااةية تااء التضبمم‬
‫والى تانب ذلك توتأ حلبوز للمشبًم التبخ يدًسباا التضبمم ةلبى ةنبوأ المي انيبا تتم بز عبخ‬
‫استمأام طااةق محاسةية مدينبة وهبذا الطااةبق يبتم امتيااهبا تةدبا ك للابأف البذ اسبتمأم مبن‬
‫أتله‬

‫يتناوز هذا الف ز المواضي اآلتية‪:‬‬

‫األوز ‪ -:‬المي انية عخ از انمفاض ميمة الدملة الناأية‬

‫انيا ك ‪ -:‬الطااةق المحاسةية المستمأمة عخ تاييم ةنا ا المي انية‬

‫ال ا ك ‪ -:‬التاايا المالخ عخ اومت اأيا ذا التضمم الماتف‬

‫‪114‬‬
‫أوال ‪ :‬الميزانية في ظل انخفاض قيمة العملة النقدية‬
‫‪Balance sheet and currency depreciation‬‬
‫تعتمد المحاسبة التقليدية على مبدأ الكلفة التاريخية‪ ،‬أو ما يدعى بالمحاسبة التاريخية (‬
‫‪ ) Historical Accounting‬في تقييم البنود المحاسبية المسجلة في الميزانية‪ .‬وتستند محاسبة‬
‫الكلفة التاريخية إلى تسجيل هذه البنود على أساس اعتماد قيمة النقد المستخدم في تاريخ الشراء(‬
‫اإلقتناء ) دون النظر إلى اثر ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد على قيمها‪ .‬إن االستمرار في‬
‫إتباع المحاسبة التاريخية‪ ،‬خالل فترة ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقد‪ ،‬يجعل الميزانية مضللة‬
‫وال تعبر عن حقيقتها االقتصادية‪ .‬إذ أن التظليل والتشويه ينعكس على معظم حسابات الميزانية‬
‫وبخاصة منها البنود غير النقدية مثل الموجودات الثابتة والمخزون‪ ،‬كذلك يؤثر بشكل غير‬
‫مباشر على حقوق الملكية‪ .‬أما البنود النقدية المتمثلة في المدينين والنقود والقروض وما شابه‬
‫ذلك‪ ،‬فعلى الرغم من أنها تتأثر بالقوة الشرائية إالّ أنها ال تختل وال تعدل إلى قيمتها الحالية‪،‬‬
‫ويمكن باختصار عرض المشكالت التي يعكسها التضخم على البنود المحاسبية الظاهرة في‬
‫الميزانية‪.‬‬

‫‪Assets‬‬ ‫‪1‬ـ الموجودات‬


‫تشمل الموجودات البنود الرئيسية اآلتية ‪-:‬‬
‫‪fixed Assets‬‬ ‫أ‪ .‬الموجودات الثابتة‬
‫تظهر الموجودات الثابتة المقتناة منذ فترة طويلة بقيمة محاسبية أو قيمة دفترية ( ‪Book‬‬
‫‪ ) Value‬تبتعد كثيرا ً عن قيمتها الحقيقية بسبب مرور وقت طويل على اقتنائها‪ ،‬وبسبب ما قد‬
‫حصـل في هذا الوقت مـن تقدم تكنولوجي وتغيير في البيئة االقتصادية وارتفاع محتمل لألسعار‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك ينشأ فارق كبير بين القيمة الدفترية للموجودات وقيمتــها الحالية بحيث يصبح من‬
‫غير المعقول اإلبقاء على القيمة األولــى في الميزانية ‪ ،‬فضالً عن أن مبلغ المـوجودات الثابتة‬
‫يمثل قيمة تاريخية واحدة لكنه ال يمثل قيما ً حقيقية‪ ،‬عـلى الرغم من تماثلها من ناحية طبيعتها‬
‫المادية لكنه تختلف من ناحيـــة أوقات دخولها ملكية الشركة ‪.‬‬
‫وعليه فان االحتساب بالكلفة التاريخية يخفض قيمة عنــاصر الموجودات الثابتة ويضفي‬
‫حالة تخفيف القروض المنسوبة إلى التـآكل النقدي أو تآكل القوة الشرائية ( ‪erosion of‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .)purchasing power‬أما اندثارات الموجودات الثابتة فأنها تكون منخفضة هي األخرى‬
‫طالما تحتسب على أساس الكلفة التاريخية للمــوجودات الثابتــة‪ .‬وهذا االنخفاض في االندثارات‪،‬‬
‫التي تشكل أحد العناصر التشغيلية‪ ،‬يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الربح التشغيلي‪ ،‬ومن ثم إلى‬
‫زيادة معدل العائد على حقوق الملكية (األموال الممتلكة)‪.‬‬
‫فإذا ما حصل جراء ارتفاع األسعار‪ ،‬أن القيمة السوقية للموجودات الثابتة التي يراد‬
‫اقتناؤها أعلى من الكلفة التاريخية للموجودات الثابتة المستخدمة التي يراد استبدالها ‪ ،‬فان المبالغ‬
‫المستقطعة من إيرادات كل فترة مالية والمخصصة لالندثار ال تساعد على تجديد الموجودات‬
‫الثابتة بمثلها‪ ،‬أي بمعنى آخر أن الشركة على الرغم من استمرارها في احتساب االندثارات‬
‫بصورة منتظمة إالّ أنها ال تستطيع استبدال موجوداتها الثابتة وستصاب بخسارة مهمة جراء‬
‫انخفاض طاقتها اإلنتاجية أو التشغيلية ‪.‬‬
‫‪Inventory‬‬ ‫ب‪ -‬المخزون‬
‫يختلف عادة حال المخزون عن بقيبة الموجبودات الثابتبة‪ ،‬إذ أنبه يتميبز بعبدم بقائبه فتبرة‬
‫طويلة داخل الشركة‪ ،‬بل يمتاز بالتجدد والحركة المستمرة التي ال تسمح باتساع الفارق ببين كلفتبه‬
‫التاريخية وقيمته الحالية في ظل االرتفاع االعتيادي لألسعار‪ ،‬أمبا إذا حصبلت قفبزات سبريعة فبي‬
‫األسعار فان القيمة السوقية للمخزون تبتعد كثيرا ً عن كلفته التاريخية‪ ،‬مما يجعل من غير الممكبن‬
‫االعتماد على أساس تقييم المخزون بالكلفة التاريخية ألنه يصبح من العسير إعادة تجديده في ظبل‬
‫ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫وعليه فان عدم تعبديل إجمبالي القيمبة النقديبة للمخبزون يمكبن أن يقبود إلبى انخفباض كميتبه‬
‫المادية ومن ثم يشكل خطر حدوث خسارة مادية مهمة‪ ،‬كمبا أن المخبزون فبي ظبل انخفباض قيمبة‬
‫النقد يظهر في الميزانية بقيمة منخفضة‪ ،‬وان أهمية هذه القيمة تزداد أو تقل بحسب معبدل دورانبه‬
‫وبحسببب الطريقببة المسببتخدمة فببي التقيببيم ‪ .‬لببذلك يتعببين عببادة تكببوين مخصببص النخفبباض قيمببة‬
‫المخزون حينما تكون قيمته عند الجرد اقل من كلفته التاريخية‪.‬‬

‫ومببن الجببدير بالببذكر أن هنالببك العديببد مببن الطرائببق المحاسبببية التببي تسببتخدم فببي تسببعير‬
‫المخببزون مثببل طريقببة الببوارد أوالً صببادر أوالً (‪ )FIFO‬وطريقببة الببوارد أخيببرا ً صببادرا أوال ً‬
‫(‪ )LIFO‬وطريقة المعدل الموزون أو المتوسط المتحرك‪ .‬ونظرا ً الختالف هذه الطرائبق بعضبها‬
‫عن البعض اآلخر فأنه من المؤكد أن تختلف قيم المخزون مبن طريقبة ألخبرى‪ .‬والواقبع أن سببب‬
‫هذه التعقيدات في تقييم المخزون ناتج من انه يقتنى على شكل دفعات متعددة وفي أوقبات وأسبعار‬
‫مختلفة‪ ،‬لذلك يصعب تحديد كلفة تاريخية واحبدة إلجمبالي المخبزون علبى وجبه الدقبة‪ ،‬لكبن يمكبن‬

‫‪116‬‬
‫اعتبار طريقة المعدل الموزون أو المتوسط المتحرك هي الطريقة المالئمة التي تحتسب للمخزون‬
‫قيمة أخيرة يمكبن اعتمادهبا فبي حالبة إعبادة تقييمبه بإحبدى طرائبق محاسببة التضبخم كبقيبة البنبود‬
‫المحاسبية في الميزانية‪.‬‬

‫‪debt monetary-items‬‬ ‫جـ ‪ -‬البنود النقدية المدينة‬

‫تشمل البنود النقدية المدينة عناصر الموجودات المتداولة األخرى مثبل القبروض الممنوحبة‬
‫والمببدينين وأوراق القبببض ومببا شببابه ذلببك‪ .‬إن هببذه البنببود تتببأثر كببذلك بالتضببخم وانخفبباض قيمببة‬
‫العملة النقدية‪ ،‬مما يجعل الحقوق المترتبة للشركة بذمة الغير تدفع بالنقود المنخفضة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫فقدان العملة النقدية جزءا ً من قوتها الشرائية‪.‬‬

‫‪liabilities‬‬ ‫‪ 2‬ـ المطلوبات‬

‫تشمل المطلوبات البنود الرئيسية اآلتية ‪-:‬‬

‫‪Stockholders' Equity‬‬ ‫أ ‪ -‬حقوق الملكية‬

‫تتمثل حقوق الملكية ( األموال الممتلكة ) في رأس المال المدفوع من قبل المساهمين‬
‫واالحتياطات واألرباح المحتجزة وأية تخصيصات أخرى تتخذ صفة االحتياطات‪ .‬إن حقوق‬
‫الملكية تتأثر هي األخرى بالتضخم وهبوط قيمة العملة النقدية ‪ ،‬فتبتعد قيمتها التاريخية المسجلة‬
‫في الميزانية عن قيمتها الحقيقية‪ .‬وهذه القيمة التاريخية لهذه البنود ال تعبر عن حقوق المساهمين‬
‫في الشركة بصورة صحيحة ‪.‬‬
‫‪Credit monetary-items‬‬ ‫ب ‪ -‬البنود النقدية الدائنة‬
‫تشببمل البنببود النقديببة الدائنببة عناصببر الخصببوم األخببرى مثببل القببروض المسببتلمة والببدائنين‬
‫وأوراق الدفع والبنوك الدائنة وما شابه ذلك‪ .‬فبالنسبة للقروض بشكل عام تكون قيمتها حقيقية اقبل‬
‫بكثيبر مببن القيمببة التببي تظهببر فببي الميزانيبة‪ .‬ومببن المعببروف أن االنخفبباض النقببدي يمثببل مكتسببب‬
‫(‪ ) gain‬للمقترضين وهذا المكتسب يمكن أن يقاس بحساب رببح التضبخم مبن مبلبغ القبروض فبي‬
‫الميزانية وذلك من خالل مقارنة هذا المبلغ بمبلغ القروض المعدلة ‪ ،‬كما انه يمثل خسبارة (‪)loss‬‬
‫بالنسبة للمقرضين بسبب فقدانهم بشكل كبير القوة الشرائية نتيجة ارتفباع معبدالت التضبخم‪ .‬لبذلك‬
‫تنشأ خالفات بين المقرضين والمقترضين أثناء فترة التضخم وخاصة فيما يتعلبق بأسبعار الفائبدة‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى إلغاء العقود أو إعادة إبرامها من جديد‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫واسبتنادا ً إلببى مببا تقببدم فببان الميزانيببة المعبدة فببي ظببل الظببروف التضببخمية ال تعبببر بصببورة‬
‫مطلقة عن الحقيقة االقتصادية للشركة‪ ،‬لذلك يتعين تعديلها محاسبيا ً لغرض معرفة وإيجاد المركز‬
‫المالي الحقيقي للشركة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطرائق المحاسبية المستخدمة في تقييم عناصر الميزانية‬


‫‪Accounting Methods Used for Evaluation the Balance Sheet Items‬‬

‫تنببدرج طرائببق معالجببة التضببخم فببي إطببار نببوعين مببن المنطببق أولهمببا يتركببز علببى القببيم‬
‫التاريخية وتغير القوة الشرائية العامة لوحدة النقد‪ ،‬وهدفه ينحصر في صيانة القوة الشرائية لرأس‬
‫المببال المسببتثمر والمببدعوم مببن المسبباهمين‪ .‬وثانيهمببا يقببوم علببى أسبباس التغيببر المتببباين لألسببعار‬
‫الخاصة بالسلع والخدمات‪ ،‬وهدفه ينحصر فبي الحفباظ علبى رأس المبال االقتصبادي الممبول عبن‬
‫طريق األموال الممتلكة ( حقوق الملكية )‪ .‬وفيما يلي شرح وتحليل طرائق محاسبة التضخم التي‬
‫تهتم بتقييم البنود المحاسبية المسجلة في الميزانية‪ ،‬وان هذه الطرائق يشاع اسبتخدامها فبي البلبدان‬
‫التي تولي معالجة اآلثار التضخمية أهمية خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬المنطق االسمي وتغيير القوة الشرائية لوحدة النقد‬


‫تقوم وجهة نظر المنطق االسمي ( ‪ ) nominal’s logic‬على أساس أن قيمبة الموجبود‬
‫الرأسمالي تتكون من خالل قيمته التاريخيبة الحاليبة‪ .‬واسبتنادا ً إلبى هبذا المنطبق فبان الميزانيبة فبي‬
‫بداية ونهاية الفترة المحاسبية المعتمدة‪ ،‬يتم تعديلها باستخدام مؤشر موحد مفترض للتآكل النقدي (‬
‫‪ .) Monetary Erosion‬وهذا المؤشبر يمثبل التطبور العبام لألسبعار منبذ تباريخ اقتنباء عناصبر‬
‫الموجودات‪ .‬مما يجعبل هبذا المنطبق يتمتبع بخاصبية إظهبار جميبع البنبود المحاسببية المسبجلة فبي‬
‫الميزانية مقاسة بوحدات نقدية متماثلة ( أي بوحدات نقدية فبي تباريخ إعبداد الميزانيبة )‪ ،‬ومبن ثبم‬
‫فان أي مقارنة تجري بين ميزانيات متعددة لنفس الشبركة أو ببين ميزانيبات شبركات عبدة متماثلبة‬
‫في النشاط ‪ ،‬تكون أكثر دقة إذا انتهجت هذا المنطق في إعدادها‪ ،‬فضالً عبن أن هبذا المنطبق يقبوم‬
‫بإظهببار أرببباح أو خسببارة القببوة الشببرائية الناجمببة عببن التوسببع فببي البنببود النقديببة التببي تتمثببل فببي‬
‫المدينين والنقدية والقروض والدائنين‪ .‬كما يتضمن هبذا المنطبق معالجبة خاصبة للفبروق المتحققبة‬
‫بببين قببيم الموجببودات‪ .‬وهببذه الفببروق تعببد بمثابببة احتياطببات وتأخببذ تسببمية ( فببرق إعببادة التقيببيم )‪.‬‬
‫وألجل توضيح هذا المنطق نورد مثاالً مبسطا ً عن إحبدى الشبركات ‪ ،‬ولبتكن ميزانيتهبا االفتتاحيبة‬
‫بالشكل اآلتي ( المبالغ بآالف الدنانير )‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الميزانية االفتتاحية ( المبالغ باآلالف )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫األموال الممتلكة ( حقوق الملكية )‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪700‬‬

‫القروض‬ ‫‪600‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪300‬‬

‫‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬

‫فإذا تبين في ‪ 12/31‬أن الشركة باعبت مبا قيمتبه (‪ )700‬ألبف دينبار مبن منتجبات كانبت قبد‬
‫اشترتها في ‪ 1/1‬لقاء ثمن قدره (‪ )500‬ألف دينبار ‪ ،‬فبان الميزانيبة فبي ‪ ( 12/31‬بغيباب اإلجبراء‬
‫الضريبي ) تكون على النحو اآلتي ‪-:‬‬

‫الميزانية في ‪2013/ 12/31‬‬

‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬

‫األموال الممتلكة ( حقوق الملكية )‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪200‬‬

‫القروض‬ ‫‪600‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪1000‬‬

‫ربح الفترة المالية‬ ‫‪200‬‬

‫‪1200‬‬ ‫‪1200‬‬

‫‪119‬‬
‫وبعد معرفة الميزانية االفتتاحية والميزانية الختامية‪ ،‬نفترض أن ارتفاع المسبتوى العبام لألسبعار‬
‫كان بنسبة (‪ )% 10‬خالل الفترة موضع الدراسة‪ ،‬ففي هذه الحالة يكبون عبرض البنبود المحاسببية‬
‫بالكلف التاريخية المعدلة في الميزانيتين بالشكل اآلتي ‪:‬‬

‫المطلوبات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬ ‫الموجودات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬


‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬ ‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬
‫األموال الممتلكة (حقوق الملكية)‬ ‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪770‬‬ ‫‪220‬‬

‫فرق إعادة تقييم لألموال الممتلكة‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪330‬‬ ‫‪1000‬‬
‫قروض‬ ‫‪660‬‬ ‫‪600‬‬
‫مكتسب من صافي المركز النقدي‬ ‫_‬ ‫‪30‬‬
‫الربح‬ ‫_‬ ‫‪150‬‬

‫‪1100‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫‪1220‬‬

‫يالحظ من خبالل قائمبة الميبزانيتين أن المكتسبب (‪ )gain‬مبن صبافي المركبز النقبدي البذي‬
‫ظهر في ميزانية ‪ 12/31‬بمبلغ (‪ )30‬ألف دينار قد تم استخراجه عن طريق الفرق ببين المكتسبب‬
‫الببذي تحقببق عببن الخصببوم النقديببة وقببدره (‪ )60‬ألبف دينببار والخسببارة المتحققببة علببى الموجببودات‬
‫النقدية وقدرها (‪ )30‬ألف دينار‪.‬‬

‫مبن جانببب آخببر يبببين كشببف المركببز المببالي بببان األمببوال الممتلكببة‪ ،‬أو مببا يطلببق عليببه فببي‬
‫مراجببع علميببة مختلفببة تسببميات عببدة منهببا حقببوق الملكيببة أو صببافي المركببز المحاسبببي أو صببافي‬
‫الموجببودات المحاسبببية‪ ،‬تظهببر بمبلببغ (‪ )440‬ألببف دينببار وهببو يتوافببق مببع المسببتوى الببذي يببؤمن‬
‫الحفباظ علبى القببوة الشبرائية لبرؤوس األمببوال الممتلكبة (حقبوق الملكيببة)‪ .‬ويحسبب صبافي حقببوق‬
‫الملكية عن طريق الفرق بين مجموع الموجودات أو المطلوبات بعد التعديل والقروض قصيرة أو‬
‫طويلببة األجببل‪ .‬ففببي المثببال يالحببظ أن صببافي حقببوق الملكيببة فببي ‪ 1/1‬يبلببغ (‪ )440‬ألببف دينببار أو‬
‫(‪ )660 – 1100‬وان صببافي حقببوق الملكيببة فببي ‪ 12/31‬يبلببغ (‪ )620‬ألببف دينببار أو (‪– 1220‬‬
‫‪. )600‬‬

‫وعليه فان صافي حقوق الملكية فبي نهايبة الفتبرة عبن ببدايتها يكبون (‪ )180‬ألبف دينبار أي‬
‫(‪ .)400 - 620‬أما الربح المحاسبي المستخرج خبالل الفتبرة الماليبة ‪ ،‬البذي يمكبن أن يبوزع دون‬
‫التأثير على قيمة رؤوس األموال المسبتثمرة مببدئيا ً فبي الشبركة مبن قببل المسباهمين ‪ ،‬فهبو يظهبر‬

‫‪120‬‬
‫بمبلغ (‪ )150‬ألف دينار مضافا ً إليه المكتسب من المركز النقدي (‪ )30‬ألف دينبار ليصببح (‪)180‬‬
‫ألف دينار‪ ،‬وهو ما يعادل تغير صافي حقوق الملكية في نهاية الفترة عن بدايتها‪.‬‬

‫بعد استعراض هذا المنطق بوصفه احد الوسائل المستخدمة وهو ما يطلق عليه غالبا ً تسمية‬
‫طريقة معدالت أسعار الجملة ( المستوى العام لألسعار ) التي تقوم على أساس إعادة تقيبيم البنبود‬
‫المسجلة في الميزانية وفق األسعار الحالية ‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أهم مزايا وعيوب هذا المنطق ‪.‬‬
‫فقد يشير بعض الخبراء إلى أن من بين مزاياه هي سبهولة تطبيقبه الن المؤشبر الموحبد المسبتخدم‬
‫يستند في الحساب إلى عاملين هما قيمة اقتناء السلعة وتباريخ اقتناؤهبا ‪ .‬كمبا أن القبيم المسبتخرجة‬
‫تعبببر إلببى حببد مببا عببن موضببوعيتها وذلببك الن كببل موجببود مببن الموجببودات إذا اسببند إلببى قيمتببه‬
‫التاريخية الثابتة وقيمته الحالية من خالل مؤشر سعر موحبد ثاببت‪ ،‬فبان قيمبة ذلبك الموجبود تبقبى‬
‫ثابتة ومستقرة‪.‬‬

‫وعليه فان بنود الميزانية كافة يجب أن تؤخذ بنفس القوة الشرائية للعملة النقدية بغية الحصول‬
‫عل ى بيانات مفيدة للمقارنة بين الميزانية االفتتاحية المعدلة والميزانية الختامية المعببر عنهبا ببالقيم‬
‫الحاليببة‪ .‬ومببن عيببوب هببذا المنطببق انببه ال يعبببر إالّ بشببكل تقريبببي عببن القيمببة الحقيقيببة لممتلكببات‬
‫الشببركة‪ ،‬ألنببه يعتمببد علببى المسببتوى العببام لألسببعار ولببيس األسببعار النسبببية ( النوعي بة ) للسببلع‬
‫والخببدمات‪ .‬كمببا أن مببن بببين عيوبببه صببعوبة اختيببار مؤشببر قيبباس عببام ومالئببم ألن هنالببك أنببواع‬
‫مختلفببة مببن مؤشببرات األسببعار يمكببن أن تسببتخدم ومنهببا أسببعار الجملببة وأسببعار المفببرد والنبباتج‬
‫المحلي اإلجمالي واإلنفاق القومي وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬المنطق الجوهري وتغير األسعار الخاصة بالسلع والخدمات‬

‫تسبببببعى تقنيبببببة طرائبببببق محاسببببببة التضبببببخم فبببببي ضبببببوء توجبببببه المنطبببببق الجبببببوهري‬
‫(‪ )substantial’s logic‬للوصول إلى مفهوم أكثر واقعية بالنسبة إلى قيمة الموجودات‪ .‬حيث أن‬
‫هببذا المنطببق يقببوم علببى أسبباس إحببالل مفبباهيم كببل مببن الكلفببة االسببتبدالية أو كلفببة إعببادة إنتبباج‬
‫الموجود ات والقيمة السوقية والقيمة الحالية لإليبرادات المسبتقبلية ‪ ،‬محبل طريقبة الكلفبة التاريخيبة‬
‫المعدلة باستخدام مؤشر التآكل النقدي (المستوى العام لألسعار)‪.‬‬

‫كما أن هذا المنطق يأخذ بنظر االعتبار اسبتبعاد فرضبية وحبدة آثبار التضبخم علبى تقيبيم‬
‫مختلببف عناصببر الموجببودات‪ .‬ويسببتند مفهببوم الكلفببة االسببتبدالية‪ ،‬مببن وجهببة النظببر المحاسبببية‬
‫والمالية‪ ،‬إلى أن الشركة تبحبث لنفسبها عبن تبأمين مبوارد للحصبول علبى قبدرة إنتاجيبة كافيبة فبي‬

‫‪121‬‬
‫المستقبل‪ .‬وعليه تعد توقعات أسعار السلع الخاصة‪ ،‬من األمور المهمة والمفيدة بالنسبة للمحاسبين‬
‫واإلداريببين‪ ،‬ولببيس المسببتوى الع بام لألسببعار‪ .‬لببذلك مببن الضببروري إعببادة تقيببيم البنببود المختلفببة‬
‫للموجودات باستخدام مؤشرات نموذجية للتطورات النوعية ( الخاصة ) في أسعار البنود المعنية‪.‬‬

‫تهدف هذه الطريقة إلى عرض القيم الحالية لبنود الموجودات والمطلوبات في تاريخ إعداد‬
‫الميزانيببة‪ .‬عببالوة علببى أن هببذه الطريقببة تظهببر فببروق إعببادة التقيببيم المتحققببة بببين القببيم المعدلببة‬
‫للموجودات في تاريخ معين والقيم التاريخية لتلك الموجودات في تاريخ األساس‪ ،‬مهما تكن حصة‬
‫األمبببوال الممتلكبببة ( حقبببوق الملكيبببة ) المسبببتخدمة فبببي التمويبببل مبببن قببببل الشبببركة‪ .‬وعليبببه فبببان‬
‫الموجودات والمطلوبات غير النقدية‪ ،‬بموجب هذه الطريقة‪ ،‬تستثنى من أية عملية إعادة تقيبيم فبي‬
‫تبباريخ األسبباس‪ ،‬ففببي المثببال السببابق إذا افتببرض أن أسببعار المنتجببات التببي اشببتريت بتبباريخ ‪1/1‬‬
‫ازدادت بنسبة (‪ )%20‬فبي عبام واحبد‪ ،‬فبان عبرض البنبود فبي الميزانيبة بالكلفبة االسبتبدالية يأخبذ‬
‫الشكل اآلتي ‪-:‬‬

‫الميزانية‬

‫المطلوبات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬ ‫الموجودات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬


‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬ ‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬
‫األموال الممتلكة‬ ‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪840‬‬ ‫‪240‬‬
‫(حقوق الملكية)‬
‫فرق إعادة تقييم‬ ‫‪140‬‬ ‫‪140‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪300‬‬ ‫‪1000‬‬
‫األموال الممتلكة‬
‫قروض‬ ‫‪600‬‬ ‫‪600‬‬
‫الربح‬ ‫_‬ ‫‪100‬‬

‫‪1140‬‬ ‫‪1240‬‬ ‫‪1140‬‬ ‫‪1240‬‬

‫إن صافي حقبوق الملكيبة ( رؤوس األمبوال الممتلكبة ) يصببح مسباويا ً إلبى مبلبغ (‪)456‬‬
‫ألببف دينببار‪ ،‬ويمثببل ذلببك دعببم للقببدرات الخاصببة بمبيعببات أو إنتبباج الشببركة‪ ،‬أي بمبلببغ رؤوس‬
‫األموال المستثمرة أصالً في الشركة (‪ )400‬ألف دينار يضاف إليه فرق إعادة التقييم أول المبدة‬
‫بضمنه نسبة زيادة قدرها (‪ )%40‬أي (‪ ،)56 = %40×40+40‬إذ أن حقوق الملكية تمثبل فبي‬
‫الواقع (‪ )%40‬من إجمالي المطلوبات في الميزانية االفتتاحية‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أمببا الببربح القابببل للتوزيببع فيصبببح عندئببذ مسبباويا ً إلببى (‪ )184‬ألببف دينببار أي مببا يعببادل‬
‫الفرق (‪ ) 200‬ألف دينار بين إيبرادات المبيعبات وكلفبة المبيعبات‪ ،‬ويضباف إليبه التغيبر فبي‬
‫المخزون (‪ )40‬ألف دينار ويطرح منه مبلغ (‪ )56‬ألف دينار وهبو ضبروري للحفباظ علبى‬
‫رأس المال االقتصادي الممول عن طريق األموال الممتلكة ( حقوق الملكية )‪.‬‬

‫وقبل االنتقال إلى المنطق الثالث البد من ذكبر أهبم صبفات ومآخبذ هبذا المنطبق‪ ،‬فبالميزة‬
‫األساسية لهذا المنطبق هبي أنبه يقبوم بعبرض بنبود الموجبودات ( الثابتبة والمخبزون ) بالكلفبة‬
‫االستبدالية في تاريخ إعداد الميزانية‪ ،‬أما المطلوبات فتظهر بالكلفة التاريخية‪ .‬كمبا أن مؤيبدي‬
‫تطبيق هذا المنطق يعتبرون أن حصيلة المعطيات الناتجة عن تطبيقه يعود بفائدة عظيمة إلبى‬
‫الشركة وخاصة فيما يتعلق بالمستثمرين المحتملين الذين تبوليهم الشبركة اهتمامبا ً كبيبراً‪ .‬لكبن‬
‫أبرز ما يؤخذ على هذا المنطق هو أنه يتجاهل احتساب األرباح أو الخسائر النقدية‪.‬‬

‫‪ -3‬المنطق الجوهري وقياس الربح تبعا لمفاهيم القوة الشرائية للنقد‬

‫يبببدو مببن خببالل المالحظببات السببابقة‪ ،‬أن أي إجببراء يسببتند إلببى تقيببيم الموجببودات غيببر‬
‫النقدية في الميزانية‪ ،‬بواسطة الكلفة االسبتبدالية والبى رببط الموجبودات والمطلوببات غيبر النقديبة‬
‫في الميزانية االفتتاحية بمؤشر عام لألسعار‪ ،‬يمكنه اإلجابة عن عدد كبير من تسباؤالت المهتمبين‬
‫في هذا الموضوع وخاصة حين يؤخذ تطور القوة الشرائية للنقد بنظر االعتبار‪ .‬واستنادا ً إلبى هبذا‬
‫المنطق الذي يعتمد على المنطق الجوهري مع األخبذ بنظبر االعتببار تطبور القبوة الشبرائية للنقبد‪،‬‬
‫فأن عرض البنود المحاسبية في المثال السابق سيأخذ الشكل اآلتي ‪-:‬‬

‫المطلوبات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬ ‫الموجودات‬ ‫ميزانية‬ ‫ميزانية‬


‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬ ‫‪1/1‬‬ ‫‪12/31‬‬
‫األموال الممتلكة (حقوق‬ ‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪840‬‬ ‫‪240‬‬
‫الملكية)‬

‫فرق أعادة تقييم لألموال‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪330‬‬ ‫‪1000‬‬


‫الممتلكة‬
‫قروض‬ ‫‪660‬‬ ‫‪600‬‬
‫مكتسب من صافي‬ ‫_‬ ‫‪30‬‬
‫المركز النقدي‬
‫الربح‬ ‫_‬ ‫‪100‬‬

‫‪1170‬‬ ‫‪1240‬‬ ‫‪1170‬‬ ‫‪1240‬‬

‫‪123‬‬
‫عندئذ يصبح إجمالي فرق أعادة التقييم متكونبا ً مبن مبلبغ مكتسبب (‪ )gain‬قبدره (‪)70‬‬
‫ألف دينار جراء تطور أسعار البضبائع فبي المخبزون نسببة إلبى المؤشبر العبام لألسبعار مضبافا ً‬
‫إليه مبلغا ً قدره (‪ )40‬ألف دينار للحفاظ على القبوة الشبرائية لبرؤوس األمبوال المسبتثمرة مببدئيا ً‬
‫من قبل المساهمين‪.‬‬

‫أما الربح الذي يمكن توزيعه بأسلوب يمكبن مبن خاللبه الحفباظ علبى قيمبة رأس المبال‬
‫االقتصادي ( عناصر الطاقة اإلنتاجية الممتلكة من قبل الشبركة ) الممبول مبن قببل المسباهمين‪،‬‬
‫فأنه يتكون من مبلغ الربح (‪ )100‬ألف دينار زائدا ً مبلغا ً مكتسبا ً من صافي المركز النقدي قبدره‬
‫(‪ )30‬ألف دينار‪ ،‬فضالً عن مبلغ مكتسب قدره (‪ )30‬ألف دينار مبرتبط بتطبور السبعر الخباص‬
‫بالبضائع والممول عن طريق األموال المقترضة‪.‬‬

‫وعليه يصبح فرق إعادة تقييم األموال الممتلكة ( حقوق الملكية ) معبادالً إلبى مبلبغ (‪)80‬‬
‫ألف دينار‪ .‬وهذا ما يعطي عالقة األمبوال الممتلكبة بالقيمبة االسبتبدالية لبرأس المبال االقتصبادي‬
‫الثابت ‪ ،‬مهما يكن انحراف األسعار الخاصة بالسلع والخدمات (‪. )700/400 = 840/480‬‬

‫ومببن الجببدير بالببذكر ‪ ،‬بعببد هببذا التحليببل النظببري والعملببي المببوجز لطرائببق محاسبببة‬
‫التضخم‪ ،‬أن غالبية اإلطراف المستفيدة من هذه الطرائق وخاصة الشركات منهبا يصبعب عليهبا‬
‫االختيار والمفاضلة بين هذه الطريقة أو تلبك‪ ،‬إذ أن نمباذج التطبيبق كثيبرة ومختلفبة ال يمكبن أن‬
‫تكببون ثابتببة أو متشببابهة وبخاصببة طريقببة الكلفببة االسببتبدالية‪ ،‬لببذلك يمكببن النظببر إلببى أن عمليببة‬
‫اختيار الطريقة المالئمة يتعبين أن تتحبدد بحسبب غايبة الشبركة فبي تعبديل قوائمهبا الماليبة‪ .‬فبإذا‬
‫كانببت الشببركة تقصببد مببن وراء تعببديل قوائمهببا الماليببة الوصببول إلببى قيبباس النتيجببة الحقيقيببة‬
‫ألعمالها‪ ،‬فإنها من المفضل أن تعتمد على طريقة المستوى العام لألسبعار‪ ،‬ألنهبا تخبتص بشبكل‬
‫واسع في تقيبيم اآلثبار التضبخمية‪ ،‬وهبو مبا يقبود الشبركة إلبى تحقيبق هبدف أساسبي مبن أهبداف‬
‫اإلدارة وهو قياس النتيجبة والرقاببة عليهبا‪ .‬أمبا إذا كبان هبدف الشبركة مبن وراء تعبديل قوائمهبا‬
‫الماليببة يتمثببل فببي تقيببيم موجوداتهببا ومطلوباتهببا‪ ،‬فببأن طريقببة الكلفببة االسببتبدالية تعببد الطريقببة‬
‫المالئمة إلعطاء أفضل تقييم لبنود الميزانية ألنها تساعد على تخفيف آثار تقلبات األسعار حتبى‬
‫فببي ظببل غيبباب ظبباهرة التضببخم ‪ ،‬عببالوة علببى أن طريقببة المسببتوى العببام لألسببعار تببتالءم مببع‬
‫الشبببركات ذات النشببباطات المتغيبببرة والمتنوعبببة بحسبببب فبببرص السبببوق ‪ ،‬أمبببا طريقبببة الكلفبببة‬
‫االستبدالية فأنها تتالءم مع الشركات الملزمة بتطبيق نشاط محدد في خطة إلزامية متكاملة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التقرير المالي في االقتصاديات ذات التضخم المرتفع‬
‫‪Financial Report‬‬
‫أصدرت لجنة المعايير المحاسبية الدولية عام ‪1992‬م معيارا ً خاصا ً لمعالجة مشكلة‬
‫التضخم في القوائم المالية وهو المعيار المحاسبي الدولي رقم (‪ .)29‬ونظرا ً ألهمية تطبيق هذا‬
‫المعيار بالنسبة للبلدان التي تعاني من تضخم مرتفع فانه يتعين اإلشارة إلى بعض خصائص‬
‫الظروف االقتصادية التي تشير إلى وجود التضخم المرتفع وهي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اتجاه عامة الناس إلى االحتفاظ بثرواتهم بأصول غير نقدية أو بعملة نقدية مستقرة نسبياً‪.‬‬
‫‪ -2‬االهتمام بتحديد األسعار بعملة نقدية أجنبية مستقرة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد المديونية أو الدائنية بأسعار تأخذ في الحسبان انخفاض القوة الشرائية لوحدة النقد‬
‫خالل فترة الدين حتى في الفترات القصيرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ربط معدالت الفائدة واألجور واألسعار بمؤشر األسعار‪.‬‬
‫‪ -5‬يقارب معدل التضخم المتجمع لثالثة سنوات من (‪ )%100‬أو يزيد عليه ‪.‬‬
‫وقد أكد هذا المعيار على وجوب التعبير عن القوائم المالية للشركات التي تعد قوائمها‬
‫المالية بالعملة النقدية القتصاد يشكو من التضخم المرتفع سواء كانت تلك القوائم أعدت باستخدام‬
‫الكلفة التاريخية أو الكلفة الجارية وذلك باستخدام وحدة قياس جارية في تاريخ القوائم المالية‪ .‬ويتم‬
‫تعديل القوائم المالية التي أعدت باستخدام طريقة الكلفة التاريخية كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬يتم تعديل قائمة المركز المالي ( الميزانية ) باستخدام مؤشر عام لألسعار وذلك بالنسبة للبنود‬
‫المحاسبية غير المقاسة بوحدات قياس جارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يتم تعديل البنود النقدية مثل المدينين والدائنين وأوراق القبض والدفع التجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬يتم تعديل الموجودات وااللتزامات المرتبطة باتفاقية حول تغير األسعار وذلك وفقا ً لشروط‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -4‬يتم تعديل البنود غير النقدية اعتبارا ً من تاريخ اقتنائها مع مالحظة تعديل االندثار المتراكم (‬
‫المتجمع ) من تاريخ االقتناء وحتى تاريخ الميزانية‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن االعتماد على التقدير الشخصي لقيمة بعض البنود واستخدامها كأساس للتعديل ‪.‬‬
‫‪ -6‬يمكن استخدام التقدير على أساس التغير في معدالت أسعار الصرف بين العملة النقدية‬
‫المستخدمة في إعداد القوائم المالية وعملة نقدية أجنبية مستقرة نسبيا ً وذلك في بعض الحاالت‬
‫التي يوجد فيها مؤشر عام لألسعار‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -7‬يتم تعديل كشف الدخل ( حساب النتيجة ) باستخدام مؤشر عام لألسعار اعتبارا ً من تواريخ‬
‫تسجيل بنود اإليرادات والمصروفات في القوائم المالية‪.‬‬
‫‪ -8‬يتم احتساب مكاسب أو خسائر الموجودات وااللتزامات النقدية وإظهارها في كشف أو قائمة‬
‫الدخل ( حساب النتيجة ) ‪.‬‬
‫‪ -9‬يتم احتساب مكاسب أو خسائر بنود كشف الدخل المتعلقة بالبنود النقدية مثل الفوائد المدينة‬
‫والدائنة وفروق صرف العمالت النقدية األجنبية المتعلقة بالموجودات المستثمرة أو‬
‫المقترضة‪.‬‬
‫‪ -10‬تم تعديل بنود قائمة التدفقات النقدية وفقا ً لهذا المعيار‪.‬‬
‫كما جاء في المعيار (‪ )29‬بعض المالحظات على تعديل القوائم المالية المعدة على‬
‫أساس الكلفة الجارية وهي‪-:‬‬
‫(‪ ) 1‬في الميزانية ال يتم تعديل البنود الظاهرة بكلفتها الجارية في تاريخ الميزانية بل تعدل‬
‫البنود األخرى ‪.‬‬
‫(‪ )2‬في كشف الدخل يتم تعديل عناصره كافة حتى تلك المقاسة بكلفتها الجارية وذلك ألنها‬
‫تكون مقاسة بكلفتها الجارية في تاريخ حدوث العملية ‪.‬‬
‫تمرين ( ‪)1‬‬
‫فيما يلي كشف الدخل ( حساب النتيجة ) وقائمة المركز المالي ( الميزانية ) إلحدى‬
‫الشركات في ‪2013/12/31‬م‪.‬‬
‫كشف الدخل عن السنة المنتهية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ بآالف الدنانير )‬
‫كلي‬ ‫جزئي‬ ‫البيان‬
‫‪10000‬‬ ‫المبيعات‬
‫(‪ )-‬تكلفة المبيعات ‪:‬‬
‫‪6500‬‬ ‫المشتريات‬
‫‪5500‬‬ ‫(‪)1000‬‬ ‫رصيد ‪12/31‬‬
‫‪4500‬‬ ‫مجمل الربح‬
‫مصروفات مالية وإدارية‪:‬‬
‫‪500‬‬ ‫مصروفات اإلدارة العامة‬
‫‪500‬‬ ‫اندثار آالت ومعدات‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫اندثار سيارات‬

‫‪2500‬‬ ‫صافي الربح‬

‫‪126‬‬
‫الميزانية كما تظهر بتاريخ ‪2013/12/31‬م ( المبالغ بآالف الدنانير )‬
‫المطلوبات ورأس المال‬ ‫الموجودات‬ ‫جزئي‬ ‫كلي‬

‫رأس المال‬ ‫‪20000‬‬ ‫آالت وأجهزة‬ ‫‪5000‬‬

‫صافي الربح‬ ‫‪2500‬‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكم‬ ‫‪500‬‬ ‫‪4500‬‬

‫سيارات‬ ‫‪10000‬‬

‫(‪ )-‬اندثار متراكم‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪9000‬‬

‫مخزون بضائع‬ ‫‪1000‬‬

‫نقدية‬ ‫‪8000‬‬

‫المجموع‬ ‫‪22500‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪22500‬‬

‫فإذا توفرت لديك المعلومات اآلتية ‪-:‬‬


‫‪ -1‬تأسست الشركة بتاريخ ‪ 1/5‬وأودع رأسمالها بالكامل في البنك دفعة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬اشترت الشركة اآلالت واألجهزة بتاريخ ‪ 1/10‬والسيارات بتاريخ ‪ 1/15‬من هذا العام نقدا ً ‪.‬‬
‫‪ -3‬اشترت الشركة البضائع كاملة خالل هذا العام منها (‪ )4000‬ألف دينار بتاريخ ‪ 2/ 28‬والباقي‬
‫نقدا ً بتاريخ ‪. 8/8‬‬
‫‪ -4‬كانت المبيعبات موزعبة علبى أشبهر السبنة بانتظبام وبشبكل نقبدي وكبذلك بالنسببة لمصبروفات‬
‫اإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬تم تقييم الصادر المخزني بطريقة الوارد أوالً صادر أوالً (‪. )FIFO‬‬
‫‪ -6‬تندثر الموجودات الثابتة في الشركة بطريقة القسط الثابت وبمعدل (‪ )%10‬سنوياً‪.‬‬
‫وكانت األرقام القياسية خالل العام كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ ‬الرقم القياسي في ‪100 = 1/1‬‬
‫‪ ‬متوسط الرقم القياسي خالل العام = ‪125‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ ‬متوسط الرقم القياسي خالل النصف األول = ‪120‬‬
‫‪ ‬متوسط الرقم القياسي خالل النصف الثاني = ‪130‬‬
‫‪ ‬الرقم القياسي في ‪150 = 12/31‬‬
‫المطلوب ‪-:‬‬
‫تعديل القوائم المالية السابقة باستخدام محاسبة التضخم وفقا ً للمعيار المحاسبي الدولي رقم (‪. )29‬‬
‫الحل ‪-:‬‬
‫يتبع في تعديل البيانات المحاسبية تبعا ً للمعيار المحاسبي الدولي رقم (‪ )29‬الخطوات اآلتية‪-:‬‬
‫‪ -1‬احتساب مكاسب وخسائر القوة الشرائية للبنود النقدية‬
‫يتعين التفرقة بين البنود النقدية والبنود غير النقدية‪ .‬فالبنود النقدية تسجل بنفس مبالغها‬
‫األصلية ألنها مقاسة بوحدات نقدية جارية في تاريخ إعداد القوائم المالية‪ ،‬ولكن البد من احتساب‬
‫أثر انخفاض القوة الشرا ئية لوحدة النقد على هذه البنود النقدية‪ .‬أما البنود غير النقدية فيجب أن‬
‫تعـدل في قائمة المركز المالي ( الميزانية )‪.‬‬
‫وفيما يأتي القائمة التي توضح ذلك ‪.‬‬
‫احتساب مكاسب وخسائر القوة الشرائية على البنود النقدية ( المبالغ باآلالف )‬

‫مبلغ معدل‬ ‫معامل التعديل‬ ‫مبلغ‬ ‫البيان‬


‫نهاية‬ ‫أساس‬ ‫تاريخي‬
‫‪30000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫رصيد ‪1/1‬‬
‫رأس المال أودع بالكامل في‬
‫البنك‬
‫‪12000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫المقبوضات خالل السنة‬

‫‪42000‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫المجموع‬

‫المدفوعات خالل السنة ‪:‬‬


‫‪7500‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫شراء آالت وأجهزة‬
‫‪15000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫شراء سيارات‬
‫‪5000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫شراء بضائع ‪2/28‬‬
‫‪2885‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫شراء بضائع ‪8/8‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪500‬‬ ‫مصروفات اإلدارة العامة‬

‫‪128‬‬
‫‪1500‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫اندثار سيارات‬

‫‪30985‬‬ ‫‪22000‬‬ ‫المجموع‬

‫‪11015‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫رصيد ‪12/31‬‬

‫‪8000‬‬ ‫رصيد النقدية في ‪12/31‬‬


‫(‪)11015‬‬ ‫ناقص ‪ :‬الرصيد المعدل‬
‫(‪)3015‬‬ ‫خسارة القوة الشرائية للموجودات النقدية‬
‫وبهدف المحافظة على القوة الشرائية لوحدة النقد يجب أن يكون في الصندوق مبلغ‬
‫(‪ )11015‬ألف دينار‪ ،‬ولكن الموجود النقدي كان بمبلغ (‪ )8000‬ألف دينار فقط ‪ ،‬والفرق‬
‫(‪ )3015‬ألف دينار يمثل خسارة في القوة الشرائية لوحدة النقد‪.‬‬
‫يعتبر كل من المدينين وأوراق القبض والنقدية عناصر موجودات ( أصول ) نقدية تؤدي‬
‫إلى خسارة في القوة الشرائية‪ ،‬فإذا وجدت هذه الحسابات ضمن القوائم المالية فأنه يجب أن تؤخذ‬
‫في الحسبان‪ .‬أما الدائنون وأوراق الدفع فأنها تؤدي إلى مكتسب في القوة الشرائية يجب أخذه في‬
‫الحسبان كذلك‪ .‬وقد نص المعيار رقم (‪ )29‬الدولي على وجوب إظهار مكاسب أو خسائر القوة‬
‫الشرائية للبنود النقدية في كشف الدخل ( حساب النتيجة ) وكما يلي ‪-:‬‬

‫‪ -2‬تعديل كشف الدخل ( حساب النتيجة )‬


‫كشف الدخل المعدل في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬
‫مبلغ معدل‬ ‫معامل التعديل‬ ‫مبلغ تاريخي‬ ‫البيان‬
‫مقارن‬ ‫أساس‬
‫‪12000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫المبيعات‬
‫ناقص ‪ :‬تكلفة المبيعات‬
‫‪5000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫مشتريات ‪2/ 28‬‬
‫‪2885‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫مشتريات ‪8/ 8‬‬

‫‪7885‬‬ ‫‪6500‬‬ ‫إجمالي المشتريات‬


‫‪1154‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫مخزون ‪12/31‬‬

‫‪6731‬‬ ‫‪FIFO‬‬ ‫‪5500‬‬ ‫تكلفة المبيعات‬

‫‪129‬‬
‫‪5269‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫مجمل الربح‬

‫المصروفات اإلدارية والمالية ‪:‬‬


‫‪600‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪500‬‬ ‫مصروفات اإلدارة العامة‬
‫‪750‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪500‬‬ ‫اندثار آالت وأجهزة‬
‫‪1500‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫اندثار سيارات‬

‫‪2850‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫مجموع المصروفات‬

‫‪2419‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫صافي الربح‬

‫(‪)3015‬‬ ‫_‬ ‫خسارة القوة الشرائية للبنود‬


‫النقدية‬

‫(‪)596‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫صافي الربح أو الخسارة‬

‫‪ -3‬تعديل الميزانية ( قائمة المركز المالي )‬


‫يتعين عند تعديل الميزانية التفرقة بين البنود النقدية والبنود غير النقدية ‪ .‬فقبد ذكبر سبابقا ً‬
‫إلى أن المعيار (‪ ) 29‬الدولي نص على عدم تعديل البنود النقديبة أي أنهبا تظهبر بمبالغهبا األصبلية‬
‫دون تعبديل ألنهبا أساسبا ً مقاسببة بوحبدات نقديبة جاريببة وتتمثبل فبي هبذا المثببال فبي النقديبة حصببرا ً‬
‫ولكنها تشمل كذلك موجودات نقدية أخرى مثل النقدية في الصبندوق والبنبك وحسبابات المبدينين (‬
‫الذمم المدينة ) وأوراق القبض ومخصص الديون المشكوك فيهبا وإيبرادات مسبتلمة مقبدما ً وسبلف‬
‫العاملين والرهونات والضمانات النقدية القابلة لالسترداد ‪.‬‬

‫كما تشمل البنود النقدية مطلوبات نقدية مثل حسابات الدائنين وأوراق الدفع والمصروفات‬
‫المستحقة والسندات والقروض وتوزيعات األرباح ‪ .‬والبنود غير النقدية تشمل الموجودات طويلبة‬
‫األجببل واالنببدثار المتببراكم والموجببودات غيببر الملموسببة واالسببتثمارات طويلببة وقصببيرة األجببل‬
‫والمصببروفات المدفوعببة مقببدما ً ‪ .‬أمببا المطلوبببات غيببر النقديببة فتتمثببل أساس با ً فببي حقببوق الملكيببة‬
‫وغيرها من البنود التي تظهر بوصفها بنود غير نقدية ‪ .‬وفيما يلي عرض الميزانية المعدلة‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫( المبالغ باآلالف )‬ ‫الميزانية المعدلة في ‪ 2013/12/31‬م‬
‫مبلغ معدل‬ ‫معامل التعديل‬ ‫مبلغ تاريخي‬ ‫البيان‬
‫كلي‬ ‫جزئي‬ ‫نهائي‬ ‫أساس‬ ‫كلي‬ ‫جزئي‬
‫‪7500‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫آالت وأجهزة‬
‫‪6750‬‬ ‫(‪)750‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫(‪)500‬‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكم‬
‫(‪)%10‬‬

‫‪15000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫سيارات‬


‫‪13500‬‬ ‫(‪)1500‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9000‬‬ ‫(‪)1000‬‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكم‬
‫(‪)%10‬‬

‫‪1154‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫مخزون بضائع‬


‫‪8000‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪8000‬‬ ‫نقدية‬

‫‪29404‬‬ ‫‪22500‬‬ ‫المجموع‬

‫‪30000‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫رأس المال‬


‫(‪)596‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪2500‬‬ ‫صافي الربح ‪/‬‬
‫الخسارة‬

‫‪29404‬‬ ‫‪22500‬‬ ‫المجموع‬

‫‪131‬‬
‫تمرين ( ‪) 2‬‬
‫تأسست شركة الهالل الخصيب في ‪2012/12/31‬م من خالل عملية اندماج بين مجموعة‬
‫من الش ركات‪ .‬وقد سجلت جميع موجوداتها بالقيم العادلة ‪ .‬وفيما يلي القوائم المالية المقارنة‬
‫للعامين ‪2012‬م ‪2013‬م التي أعدت بالكلفة التاريخية‪.‬‬
‫أوالً ‪ -:‬الميزانية التاريخية المقارنة في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬
‫ميزانية ‪2013‬م‬ ‫ميزانية ‪2012‬م‬ ‫البيان‬
‫الموجودات ‪:‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أراضي‬
‫‪1350‬‬ ‫‪1050‬‬ ‫آالت ومعدات‬
‫(‪)120‬‬ ‫( صفر )‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكم‬
‫‪650‬‬ ‫‪750‬‬ ‫المخزون السلعي (‪)FIFO‬‬
‫‪1300‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫موجودات نقدية ( نقدية ومدينون )‬

‫‪3380‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫مجموع الموجودات‬

‫حقوق الملكية والمطلوبات ‪-:‬‬


‫‪700‬‬ ‫‪700‬‬ ‫رأس المال ( أسهم عادية )‬
‫‪1400‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫عالوة إصدار‬
‫‪250‬‬ ‫صفر‬ ‫أرباح محتجزة‬
‫‪580‬‬ ‫‪500‬‬ ‫مطلوبات طويلة األجل‬
‫‪450‬‬ ‫‪400‬‬ ‫مطلوبات متداولة‬

‫‪3380‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫مجموع حقوق الملكية والمطلوبات‬

‫‪132‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬كشف الدخل عن السنة المنتهية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬
‫كلي‬ ‫جزئي‬ ‫البيــــــــــــــان‬
‫‪4000‬‬ ‫المبيعات (‪ 14‬ألف وحدة )‬
‫يطرح ‪ :‬تكلفة البضاعة المباعة‬
‫‪750‬‬ ‫مخزون سلعي أول المدة (‪ 3750 )FIFO‬وحدة‬
‫‪2500‬‬ ‫مشتريات‬
‫‪2600‬‬ ‫(‪)650‬‬ ‫مخزون سلعي آخر المدة (‪ 3000 )FIFO‬وحدة‬
‫‪1400‬‬ ‫مجمل الربح‬
‫يطرح ‪ :‬مصروفات التشغيل‬
‫‪120‬‬ ‫االندثارات‬
‫(‪)600‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مصروفات أخرى‬
‫‪800‬‬ ‫صافي الربح قبل الضريبة‬
‫‪350‬‬ ‫(‪ )-‬الضريبة‬
‫‪450‬‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة‬
‫(‪)200‬‬ ‫توزيعات أرباح على المساهمين‬
‫‪250‬‬ ‫رصيد األرباح المحتجزة في نهاية ‪2013‬م‬

‫فإذا علمت ما يأتي ‪-:‬‬


‫‪ -1‬األرقام القياسية كانت كما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ ‬في ‪2012/12/31‬م = ‪150‬‬
‫‪ ‬متوسط عام ‪2013‬م = ‪157.5‬‬
‫‪ ‬في ‪2013/12/31‬م = ‪163.8‬‬
‫‪ -2‬اشببترت الشببركة ماكنببة كلفتهببا ‪ 300‬ألببف دينببار فببي ‪2013/7/1‬م حيببث كببان الببرقم القياسببي‬
‫لألسعار ‪ 157.5‬وتندثر اآلالت والمعدات بمعدل (‪ )%10‬سنويا ً بطريقة القسط الثابت‪.‬‬
‫‪ -3‬تببتم المبيعببات والمشببتريات والمصببروفات علببى مببدار السببنة ويببتم تقيببيم المخببزون بطريقببة‬
‫(‪.)FIFO‬‬
‫‪ -4‬دفعت توزيعات األرباح في نهاية عام ‪2013‬م ‪.‬‬
‫المطلوب‪:‬‬
‫‪ -1‬تعديل الميزانية المقارنة لشركة الهالل الخصيب وفقا ً لطريقة الكلفة التاريخية المعدلة ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -2‬تعببديل كشببف الببدخل لشببركة الهببالل الخصببيب عببن السببنة المنتهيببة فببي ‪2013/12/31‬م وفق با ً‬
‫لطريقة الكلفة التاريخية المعدلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعديل القوائم المالية لشركة الهالل الخصيب وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية ‪.‬‬
‫الحل‬
‫المطلوب األول‬
‫(أوال) ‪ -:‬تعديل الميزانية المقارنة بسعر الدينار في ‪2013/12/31‬م ‪.‬‬
‫(‪ )1‬تعديل الميزانية المعدة في ‪2012/12/31‬م ‪.‬‬
‫ميزانية الشركة في ‪2012/12/31‬م معدلة بسعر الدينار في ‪2013/12/31‬م‬
‫( المبالغ باآلالف )‬
‫معدلة‬ ‫معامل التحويل‬ ‫تاريخية‬ ‫البيان‬
‫الموجودات ‪:‬‬
‫‪218.4‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪200‬‬ ‫أراضي‬
‫‪1146.6‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪1050‬‬ ‫آالت ومعدات‬
‫صفر‬ ‫( صفر )‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكمة‬
‫‪819‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪750‬‬ ‫المخزون السلعي (‪)FIFO‬‬
‫‪1092‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫موجودات نقدية ( نقدية ومدينون )‬
‫‪3276‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫مجموع الموجودات‬
‫حقوق الملكية والمطلوبات ‪-:‬‬
‫‪764.4‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪700‬‬ ‫رأس المال ( أسهم عادية )‬
‫‪1528.8‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫عالوة إصدار‬
‫صفر‬ ‫_‬ ‫صفر‬ ‫أرباح محتجزة‬
‫‪546‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪500‬‬ ‫مطلوبات طويلة األجل‬
‫‪436.8‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪400‬‬ ‫مطلوبات متداولة‬
‫‪3276‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫مجموع حقوق الملكية والمطلوبات‬

‫‪134‬‬
‫(‪ )2‬تعديل الميزانية المعدة في ‪2013/12/31‬م‬

‫ميزانية الشركة في ‪2012/12/31‬م معدلة بسعر الدينار في ‪2013/12/31‬م‬


‫( المبالغ باآلالف )‬
‫معدلة‬ ‫معامل التحويل‬ ‫تاريخية‬ ‫البيــــــــــــان‬
‫الموجودات ‪:‬‬
‫‪218.4‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪200‬‬ ‫أراضي‬
‫‪1458.6‬‬ ‫( *)‬ ‫‪1350‬‬ ‫آالت ومعدات‬
‫(‪)130.3‬‬ ‫( ** )‬ ‫( ‪)120‬‬ ‫(‪ )-‬اندثار متراكمة‬
‫‪676.0‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪650‬‬ ‫المخزون السلعي (‪)FIFO‬‬
‫‪1300‬‬ ‫‪163.8/163.8‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫موجودات نقدية ( نقدية ومدينون )‬
‫‪3522.7‬‬ ‫‪3380‬‬ ‫مجموع الموجودات‬
‫حقوق الملكية والمطلوبات ‪-:‬‬
‫‪764.4‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪700‬‬ ‫رأس المال ( أسهم عادية )‬
‫‪1528.8‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫عالوة إصدار‬
‫‪199.5‬‬ ‫( *** )‬ ‫‪250‬‬ ‫أرباح محتجزة‬
‫‪580‬‬ ‫‪163.8/163.8‬‬ ‫‪580‬‬ ‫مطلوبات طويلة األجل‬
‫‪450‬‬ ‫‪163.8/163.8‬‬ ‫‪450‬‬ ‫مطلوبات متداولة‬
‫‪3522.7‬‬ ‫‪3380‬‬ ‫مجموع حقوق الملكية والمطلوبات‬

‫مالحظات حول الحل‬


‫‪ -1‬تظهر البنود النقدية ( الموجودات النقدية ‪ ،‬المطلوبات المتداولة ‪ ،‬المطلوبات طويلة األجل )‬
‫في الميزانية المعدلة بقيمتها التاريخية وذلك ألن القيم التاريخية في ‪2013/12/31‬م تعكس التغير‬
‫في القوة الشرائية لوحدة النقد في ذلك التاريخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬رصيد اآلالت والمعدات في الميزانية التاريخية هو ( ‪ )1350‬ألف دينار قسم إلى جزئين ‪-:‬‬
‫آالت قديمة ‪ 1050‬ألف دينار‪ ،‬وآالت جديدة (‪ )300‬ألف دينار وقد تم تعديل هذين الجزئين كما‬
‫يلي ‪-:‬‬

‫‪135‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪1144.5 ‬‬ ‫‪ 1050‬‬
‫‪150‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪314.1 ‬‬ ‫‪ 300‬‬
‫‪157.5‬‬
‫‪‬‬
‫‪1458.6‬‬ ‫‪1450‬‬ ‫المجموع‬

‫تم تعديل الرصيد التاريخي لالندثار المتراكم بنفس الطريقة كما يلي ‪-:‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪114.7 ‬‬ ‫‪ 105‬‬
‫‪150‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪15.60 ‬‬ ‫‪ 15‬‬
‫‪157.5‬‬
‫‪‬‬
‫‪130.3‬‬ ‫‪120‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ -3‬يحدد الرصيد المعدل لألرباح المحتجزة وهو (‪ )***()199.5‬كمتمم حسابي وذلك على النحو‬
‫اآلتي ‪-:‬‬
‫‪) 1528.8 + 764.4 + 580 + 450 ( - 3522.75‬‬
‫ويجب أن يتساوى ببالطبع مبع الرصبيد المعبدل لألربباح المحتجبزة فبي كشبف البدخل المعبدل لعبام‬
‫‪2013‬م ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫المطلوب الثاني‬
‫ثانيا ً ‪ -:‬تعديل كشف الدخل عن السنة المنتهية في ‪2013/12/31‬م‬
‫كشف الدخل واألرباح المحتجزة للسنة المنتهية في ‪2013/12/31‬م معدل بسعر الدينار في ‪2013/12/31‬م‬
‫(المبالغ باآلالف )‬
‫معدلة‬ ‫معامل التحويل‬ ‫تاريخية‬ ‫البيان‬
‫‪4160‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫المبيعات‬
‫يطرح ‪ :‬كلفة البضاعة المباعة‬
‫‪819‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪750‬‬ ‫مخزون أول المدة‬
‫‪2600‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫مشتريات‬
‫(‪)676‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫(‪)650‬‬ ‫مخزون آخر المدة‬
‫‪2743‬‬ ‫‪2600‬‬ ‫كلفة البضاعة المباعة‬
‫‪1417‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫مجمل الربح‬
‫يطرح مصروفات التشغيل ‪-:‬‬
‫(‪)130.3‬‬ ‫(*)‬ ‫(‪)120‬‬ ‫االندثار‬
‫(‪)499.2‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مصروفات أخرى‬
‫‪787.5‬‬ ‫‪800‬‬ ‫صافي الربح قبل الضريبة‬
‫(‪)364‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫(‪)350‬‬ ‫ضريبة الدخل‬
‫‪423.5‬‬ ‫‪450‬‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة‬
‫(‪)24‬‬ ‫( ** )‬ ‫_‬ ‫يطرح خسائر القوة الشرائية‬
‫‪399.5‬‬ ‫‪450‬‬ ‫صافي الربح‬
‫رصيد األرباح المحتجزة أول المدة‬
‫(‪)200‬‬ ‫(‪)200‬‬ ‫توزيعات أرباح على المساهمين‬
‫‪199.5‬‬ ‫‪250‬‬ ‫رصيد األرباح المحتجزة في ‪2013/12/31‬م‬

‫مالحظات حول الحل‬


‫‪ -1‬تم تعديل مبلغ المبيعات باستخدام الرقم القياسي في نهاية عام ‪2013‬م وهو (‪ )163.8‬منسوبا ً‬
‫إلى متوسط الرقم القياسي للعام وهو (‪ )157.5‬وذلك على أساس أن المبيعات تتحقق على‬
‫مدار السنة ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -2‬تم تعديل مبلغ المخزون السلعي أول المدة باستخدام الرقم القياسي في نهاية عام ‪2013‬م‬
‫منسوبا ً إلى الرقم القياسي في بداية العام ‪2013‬م وهو تاريخ الحصول على هذا المخزون ألن‬
‫الشركة بدأت أعمالها في بداية عام ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬تم تعديل مبلغ المشتريات على نفس أسس تعديل رقم المبيعات وذلك باستخدام الرقم القياسي‬
‫ألسعار نهاية عام ‪2013‬م منسوبا ً إلى متوسط الرقم القياسي للعام ‪.‬‬
‫‪ -4‬تم تعديل مبلغ المخزون السلعي آخر المدة على نفس األساس الذي طبق في المبيعات‬
‫والمشتريات باعتبار أن الطريقة المتبعة في تقييم المخزون هي طريقة (‪. )FIFO‬‬
‫‪ -5‬تم تعديل مبلغ االندثار على نفس األساس المتبع في تعديل مبلغ اآلالت والمعدات ‪ .‬إذ تم‬
‫تجزئة المبلغ كما يلي ‪-:‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪114.7 ‬‬ ‫‪ 105‬‬
‫‪150‬‬
‫‪163.8‬‬
‫‪15.60 ‬‬ ‫‪ 15‬‬
‫‪157.5‬‬
‫‪‬‬
‫‪130 .3‬‬ ‫‪120‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ -6‬تم تعديل مبلغ مصروف ضريبة الدخل كما هو الحال بالنسبة للمصروفات األخرى باستخدام‬
‫الرقم القياسي في نهاية عام ‪2013‬م منسوبا ً إلى متوسط الرقم القياسي لعام ‪2013‬م ‪.‬‬
‫‪ -7‬مبلغ توزيعات األرباح على المساهمين ال يحتاج إلى تعديل ألنه تدفق نقدي حدث في نهاية‬
‫العام ‪.‬‬
‫‪ -8‬أما مبلغ خسارة القوة الشرائية فقد تم تحديده كما يلي ‪-:‬‬
‫احتساب خسائر القوة الشرائية ( المبالغ باآلالف )‬
‫معدلة‬ ‫معامل التحويل‬ ‫تاريخية‬ ‫البيان‬
‫صافي البنود النقدية في بداية العام‬
‫‪109.2‬‬ ‫‪150/163.8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪] 500+400 [ - 1000‬‬
‫يضاف ‪:‬‬
‫مصادر صافي البنود النقدية خالل العام ‪:‬‬
‫‪4160‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫مبيعات‬
‫‪4269.2‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫مجموع المصادر‬
‫يطرح ‪:‬‬
‫استخدامات صافي البنود النقدية خالل العام ‪:‬‬
‫‪2600‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫مشتريات‬

‫‪138‬‬
‫‪499.2‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مصروفات أخرى‬
‫‪364‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪350‬‬ ‫مصروفات الضريبة‬
‫‪312‬‬ ‫‪157.5/163.8‬‬ ‫‪300‬‬ ‫شراء ماكنة جديدة‬
‫‪200‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪200‬‬ ‫توزيعات أرباح‬
‫‪3975.2‬‬ ‫‪3830‬‬ ‫مجموع االستخدامات‬
‫‪294‬‬ ‫‪270‬‬ ‫صافي البنود النقدية في ‪2013/12/31‬م‬
‫( ** )‬ ‫‪24‬‬ ‫خسائر القوة الشرائية ( متمم حسابي )‬

‫المطلوب الثالث‬
‫ثالثا ‪ -:‬تعديل القوائم المالية لشركة الهالل الخصيب وفقا لطريقة الكلفة الجارية‬
‫يتعين اإلشارة إلى مالحظتين مهمتين قبل البدء في شرح الخطوات الالزمة لتعديل القوائم‬
‫المالية وفق طريقة الكلفة الجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعتبر المشاكل الخاصة بتعديل عناصر الميزانية نسبيا ً بسيطة مقارنة بالمشاكل الخاصة‬
‫بتعديل كشف الدخل ‪ .‬فالبنود غير النقدية من الموجودات والمطلوبات النقدية مثالً تظهر في‬
‫الميزانية المعدلة وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية بنفس قيمها المدرجة بها في الميزانية التاريخية‬
‫معدلة بالرقم القياسي الخاص لكل بند منها وذلك بهدف الوصول إلى كلفتها الجارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحدد قيمة األرباح المحتجزة المعدلة في كشف الدخل كمتمم حسابي كما هو الحال في طريقة‬
‫الكل فة التاريخية المعدلة ‪.‬‬
‫وبنا ًء على ذلك يمكن التركيز هنا على تعديل كشف الدخل حصرا ً وذلك باالعتماد على‬
‫بيانات شركة الهالل الخصيب نفسها ‪.‬‬
‫(أوال) تعديل كلفة البضاعة المباعة‬
‫يمكن استخدام المعلومات والفرضيات اآلتية بهدف تحديد الكلفة الجارية للبضاعة المباعة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬عدد وحدات مخزون أول المدة (‪ )3750‬وحدة‪ ،‬وحيث أن موجودات الشركة كانت قد‬
‫سجلت في ‪2013/12/31‬م بالقيمة العادلة‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار الرقم ( ‪ ) 750‬ألف دينار‬
‫القيمة المعادلة لمخزون أول المدة ‪.‬‬
‫وبنا ًء على ذلك فأن متوسط الكلفة الجارية للوحدة من ذلك المخزون تكون كما يلي ‪-:‬‬
‫‪750‬ألف ÷ ‪ 3750‬وحدة = ‪ 200‬دينار ‪ /‬للوحدة الواحدة‬
‫(‪ )2‬بقصد تحديد الكلفة الجارية لمخزون آخر المدة في ‪2013/12/31‬م يمكن االستفادة من‬
‫الرقم القياسي الخاص بأسعار البضاعة حينئذ وباستخدام نظام الجرد المستمر ‪.‬‬
‫وبافتراض أن إدارة الشركة قدرت ذلك المخزون بالقيمة الجارية بمبلغ (‪ )720‬ألف‬

‫‪139‬‬
‫دينار حينئذ سيكون متوسط الكلفة الجارية للوحدة منه وعلى أساس أن عدد وحدات‬
‫المخزون بلغت (‪ )3000‬وحدة فان متوسط الكلفة الجارية للوحدة يحسب كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ 720‬ألف ÷ ‪ 3000‬وحدة = ‪ 240‬دينار للوحدة الواحدة‬
‫(‪ )3‬وفي تحديد كلفة البضاعة المباعة يستخدم متوسط كلفة الوحدة وهو ‪-:‬‬
‫‪240  200‬‬
‫‪ 220 ‬دينار‬
‫‪2‬‬
‫واستنادا إلى هذا األساس وباعتبار أن عدد الوحدات المباعة بلغ (‪ )14‬ألف وحدة فأن‬
‫كلفة‬
‫البضاعة المباعة تكون كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ 14‬ألف × ‪ 220‬دينار = ‪ 3080‬ألف دينار‬
‫(ثانيا) تحديد قيمة بند مصروف االندثار ( بالكلفة الجارية ) كما يلي ‪-:‬‬

‫معامل التعديل الكلفة الجارية‬ ‫الكلفة التاريخية‬ ‫البيان‬

‫‪1680‬‬ ‫‪110/176‬‬ ‫‪1050‬‬ ‫آالت في ‪2012/12/31‬م‬

‫‪450‬‬ ‫‪120/180‬‬ ‫‪300‬‬ ‫آالت مشتراة في ‪2013/7/1‬م‬

‫‪2130‬‬ ‫‪1350‬‬ ‫المجموع‬

‫أن معامل التعديل في الجدول أعاله يتمثل بسطه في الرقم القياسي الخاص ألسعار‬
‫اآلالت والمعدات في نهاية عام ‪2013‬م‪ ،‬ويتمثل المقام بالرقم القياسي الخاص ألسعارها بتاريخ‬
‫شراء الموجود الثابت‪ .‬بعد ذلك يتم تحديد قيمة مصروف االندثار بالكلفة الجارية وكما يلي ‪-:‬‬
‫الكلفة الجارية‬ ‫نسبة االندثار‬ ‫الكلفة التاريخية‬ ‫البيان‬

‫‪168‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪1680‬‬ ‫آالت مشتراة في ‪2012/12/31‬م‬

‫‪22.5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪450‬‬ ‫آالت مشتراة في ‪2013/7/1‬م‬

‫‪190.5‬‬ ‫‪2130‬‬ ‫المجموع‬

‫‪140‬‬
‫(ثالثا) بالنسبة للبنود األخرى في كشف الدخل واألرباح المحتجزة مثل المبيعات ومصروفات‬
‫التشغيل ومصروف الضريبة وتوزيعات األرباح تظهر بقيمتها المدرجة في كشف الدخل‬
‫التاريخي ‪ ،‬وذلك على أساس أن تلك القيمة تمثل قيمتها الجارية ‪.‬‬
‫(رابعا) تحدد مكاسب أو خسائر حيازة البنود غير النقدية وذلك الستكمال إعداد كشف الدخل‬
‫المعدل وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية ‪.‬‬
‫مكاسب أو( خسائر الحيازة)‬ ‫الكلفة‬ ‫الكلفة‬ ‫البيان‬
‫غير محققة‬ ‫محققة‬ ‫الجارية‬ ‫التاريخية‬
‫صفر‬ ‫‪70‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪650‬‬ ‫مخزون في ‪2013/12/31‬م‬
‫‪480‬‬ ‫صفر‬ ‫‪3080‬‬ ‫‪2600‬‬ ‫كلفة البضاعة المباعة‬
‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫المشتريات‬
‫صفر‬ ‫‪80‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪200‬‬ ‫أراضي‬
‫صفر‬ ‫‪709.5‬‬ ‫‪1339.5‬‬ ‫‪1230‬‬ ‫آالت ومعدات ( صافي )‬
‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪190.5‬‬ ‫‪120‬‬ ‫مصروف االندثار‬
‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪480‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مصروفات التشغيل األخرى‬
‫صفر‬ ‫صفر‬ ‫‪350‬‬ ‫‪350‬‬ ‫مصروف الضريبة‬
‫‪859.5‬‬ ‫إجمالي مكاسب الحيازة‬
‫المحققة‬
‫‪550.5‬‬ ‫إجمالي مكاسب الحيازة غير‬
‫المحققة‬
‫‪1410‬‬ ‫الزيادة في الكلفة الجارية (إجمالي‬
‫مكاسب الحيازة المحققة )‬

‫مالحظة ‪ -:‬تم تحديد الكلفة الجارية لألراضي كما يلي ‪-:‬‬


‫الرقم القياسي الخاص في ‪2013/ 12/31‬م‬
‫الكلفة التاريخية ×‬
‫الرقم القياسي الخاص في ‪2012/12/31‬م‬

‫‪154‬‬
‫‪ 280 ‬ألف دينار‬ ‫‪ 200‬‬
‫‪110‬‬

‫‪141‬‬
‫فيما يلي كشف الدخل المعدل وفقا ً لطريقة الكلفة الجارية‪:‬‬
‫كلي‬ ‫جزئي‬ ‫البيان‬
‫‪4000‬‬ ‫المبيعات‬
‫‪3080‬‬ ‫يطرح ‪ :‬الكلفة الجارية للمبيعات‬
‫‪920‬‬ ‫مجمل الربح‬
‫يطرح ‪ :‬مصروفات التشغيل ‪:‬‬
‫‪159‬‬ ‫مصروف االندثار‬
‫‪639‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مصروفات أخرى‬
‫‪281‬‬ ‫صافي الربح قبل الضريبة‬
‫(‪)350‬‬ ‫مصروف الضريبة‬
‫(‪)69‬‬ ‫صافي الخسارة على أساس الكلفة الجارية من‬
‫العمليات المستمرة‬
‫‪859.5‬‬ ‫يضاف مكاسب الحيازة المحققة‬
‫‪790.5‬‬ ‫الربح المحقق‬
‫‪550.5‬‬ ‫يضاف مكاسب الحيازة غير المحققة‬
‫‪1341‬‬ ‫صافي الدخل على أساس الكلفة الجارية‬
‫صفر‬ ‫أرباح محتجزة في ‪2013/1/1‬م‬
‫(‪)200‬‬ ‫توزيعات أرباح‬
‫‪1141‬‬ ‫أرباح محتجزة في ‪2013/12/31‬م‬

‫تمرين ( ‪) 3‬‬
‫إذا كان مخزون البضائع لعام ‪2012‬م في إحدى الشركات يتكون من (‪ )4000‬وحدة‬
‫بسعر (‪ )100‬دينار للوحدة الواحدة ‪ ،‬فأن الميزانية العمومية في ‪2012/12/31‬م تتخذ القائمة‬
‫اآلتية ‪:‬‬
‫الميزانية في ‪2012/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪400‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬

‫‪142‬‬
‫فإذا افترض بأن الشركة لم تحقق أية مبيعات خالل عام ‪2013‬م ‪ ،‬ولكنها يتعين عليها أن‬
‫تدفع في ‪2013/12/31‬م مبلغ (‪ )110‬دينار للوحدة الواحدة بهدف استبدال مخزونها ‪ ،‬ففي‬
‫محاسبة الكلفة التاريخية ليس هنالك أي ربح يمكن استخراجه ‪ ،‬في حين تتضمن محاسبة الكلفة‬
‫االستبدالية ربح حيازة غير متحقق ‪ .‬وهذا ما تظهره القائمة اآلتية التي تصور الميزانية العمومية‬
‫في ‪2013/12/31‬م بالكلفة االستبدالية ‪.‬‬
‫الميزانية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪440‬‬
‫ربح حيازة غير متحقق‬ ‫‪40‬‬

‫‪440‬‬ ‫‪440‬‬

‫كذلك إذا افترض أن الشركة في تموز ‪2013‬م تبيع (‪ )2800‬وحدة بسعر (‪ )180‬دينار‬
‫للوحدة الواحدة ‪ ،‬في حين أن سعر شرائها في هذا التاريخ هو ‪ 120‬دينار للوحدة الواحدة ‪ .‬و في‬
‫‪2013/12/31‬م لم تتحقق أية مبيعات أخرى ‪ ،‬لكن سعر شراء الوحدات يكون (‪ )140‬دينار‬
‫للوحدة الواحدة ‪ .‬ففي المحاسبة التاريخية يحتسب الربح كما يلي ‪-:‬‬
‫(‪ 224000 = )100×2800( – )180×2800‬دينار ‪.‬‬
‫تظهر الميزانية العمومية في ‪2013/12/31‬م كما في القائمة اآلتية ‪.‬‬

‫الميزانية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف )‬


‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون (‪ 1200‬وحدة × ‪ 100‬دينار)‬ ‫‪120‬‬
‫الربح‬ ‫‪224‬‬ ‫النقدية (‪ 2800‬وحدة ×‪ 180‬دينار)‬ ‫‪504‬‬

‫‪624‬‬ ‫‪624‬‬

‫تم احتساب المخزون من خالل حاصل ضرب الوحدات المتبقية والبالغة ‪1200‬‬
‫(‪ )2800-4000‬في سعر الشراء التاريخي ‪ ،‬واحتسب مبلغ النقدية من خالل حاصل ضرب‬
‫الوحدات المباعة في سعر بيع الوحدة الواحدة ‪ ،‬فضال عن رأس المال الذي أدرج بمبلغه األصلي‬

‫‪143‬‬
‫والربح الذي احتسب بموجب الطريقة السابقة ‪ .‬أما في محاسبة الكلفة االستبدالية فأن الربح‬
‫يحتسب كما يأتي ‪-:‬‬
‫(‪ 168000 = )120×2800( – )180×2800‬دينار‬
‫وإن ربح الحيازة ينقسم إلى نوعين هما ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬ربح الحيازة المتحقق من الوحدات المباعة ‪-:‬‬
‫‪ 56000 = )100-120( × 2800‬دينار‬
‫(‪ )2‬ربح الحيازة غير المتحقق من الوحدات الباقية في المخزون ‪-:‬‬
‫‪ 48000 = )100-140( × 1200‬دينار‬
‫وبناءا ً على ما تقدم فإن الميزانية العمومية في ‪2013/12/31‬م تظهر بالكلفة االستبدالية‬
‫كما في القائمة التالية‪ .‬إذ تم إظهار ربح الحيازة المتحقق وغير المتحقق فضالً عن ربح التشغيل‪.‬‬
‫وإن مجموع ربح الحيازة المتحقق وربح التشغيل يمثل الربح التاريخي ‪ .‬كما تم احتساب الوحدات‬
‫المتبقية في المخزون على أساس سعر الشراء في نهاية عام‪2013‬م‪ ،‬هذا ولم يطرأ أي تغيير على‬
‫كل من النقدية ورأس المال‪.‬‬

‫الميزانية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف وبالكلفة االستبدالية )‬


‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون (‪ 1200‬وحدة × ‪140‬‬ ‫‪168‬‬
‫دينار)‬
‫ربح الحيازة غير المتحقق‬ ‫‪48‬‬ ‫النقدية (‪ 2800‬وحدة × ‪180‬‬ ‫‪504‬‬
‫دينار)‬
‫ربح الحيازة المتحقق‬ ‫‪56‬‬
‫الربح‬
‫ربح التشغيل‬ ‫‪168‬‬
‫التاريخي‬
‫‪672‬‬ ‫‪672‬‬

‫‪144‬‬
‫تمرين (‪) 4‬‬
‫تأسست إحدى الشركات بتاريخ ‪2013/1/1‬م بميزانية افتتاحية كما في القائمة اآلتية ‪-:‬‬
‫الميزانية في ‪2013/1/1‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪280‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪160‬‬
‫القروض‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪400‬‬
‫النقدية‬ ‫‪120‬‬

‫‪680‬‬ ‫‪680‬‬

‫وخالل عام ‪2013‬م زاولت الشركة نشاطها الذي أدى إلى حصول معامالت مالية‪ .‬وبناءا ً‬
‫على هذه المعامالت تم إعداد حساب النتيجة والميزانية العمومية في ‪2013/12/31‬م كما جاء في‬
‫القائمتين اآلتيتين‪:‬‬
‫حـ ‪ /‬حساب النتيجة في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة الجارية )‬
‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬
‫حـ‪ /‬مبيعات البضائع‬ ‫‪2400‬‬ ‫‪ 1200‬حـ‪ /‬المشتريات‬
‫حـ‪ /‬التغير في المخزون‬ ‫‪32‬‬ ‫‪ 1120‬حـ‪ /‬المصروفات التشغيلية األخرى‬
‫حـ‪ /‬االندثار (‪)%25×160‬‬ ‫‪40‬‬
‫حـ‪ /‬ربح التشغيل‬ ‫‪72‬‬

‫‪2432‬‬ ‫‪2432‬‬

‫الميزانية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )‬


‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪280‬‬ ‫الموجودات الثابتة (‪)40-160‬‬ ‫‪120‬‬
‫القروض‬ ‫‪280‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪432‬‬
‫الربح‬ ‫‪72‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪80‬‬

‫‪632‬‬ ‫‪632‬‬

‫‪145‬‬
‫يالحظ في حساب النتيجة كما في أعاله أن المعامالت الخاصة بالمشتريات‬
‫والمصروفات التشغيلية األخرى والمبيعات قد أدرجت بصورة اعتيادية‪ ،‬واالندثار تم احتسابه‬
‫على أساس نسبة (‪ )%25‬من قيمة الموجودات الثابتة‪ .‬أما المخزون فقد احتسب على أساس‬
‫التغير فيه ولم يدرج مخزون أول المدة وآخرها في الحساب وذلك الفتراض أن مخزون آخر‬
‫المدة يبلغ (‪ )432‬ألف دينار‪ ،‬وبافتراض أن هذا األخير بقي بنفس حجم مخزون أول المدة البالغ‬
‫(‪ )400‬ألف دينار‪ .‬وعليه يعبر التغير في المخزون عن الفرق بين مخزون آخر المدة وأولها‬
‫(‪.)400-432‬‬
‫أما الميزانية العمومية كما في اعاله فأنها تضمنت الموجودات الثابتة بالقيمة الدفترية‬
‫ومخزون آخر المدة والنقدية ورأس المال المساهم به‪ ،‬فضالً عن الربح التشغيلي ‪ .‬ويالحظ أن‬
‫القروض ظهرت بمبلغ (‪ )280‬بسبب افتراض أنه تم تسديد قرض بمبلغ (‪ )120‬في تاريخ‬
‫‪2013/6/30‬م‪.‬‬
‫وبناءا ً على المعطيات الواردة في القوائم المالية السابقة فقد افترض أن مؤشر السعر‬
‫تعدى من (‪ )100‬في ‪2013/1/1‬م إلى (‪ )110‬في ‪2013/12/31‬م وأن ارتفاع األسعار كان‬
‫موزعا ً بانتظام على مدار السنة‪ .‬لذلك يمكن استخدام هذا المؤشر إلجراء التعديل في‬
‫‪ 2013/12/31‬م ( أي بالعملة النقدية الثابتة ) للعناصر غير النقدية ( الموجودات الثابتة‬
‫والمخزون وحقوق الملكية ) في الميزانية في أول وآخر الفترة المالية لعام ‪2013‬م وكذلك بالنسبة‬
‫إلى تدفقات حساب النتيجة كما تظهره القوائم اآلتية للميزانية وحساب النتيجة‪.‬‬
‫الميزانية في ‪2013/1/1‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة الجارية )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪308‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬ ‫‪176‬‬
‫القروض‬ ‫‪400‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪440‬‬
‫الربح (مكتسب)‬ ‫‪28‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪120‬‬

‫‪736‬‬ ‫‪736‬‬

‫تتضمن الميزانية العمومية في ‪2013/1/1‬م ( بالعملة النقدية الثابتة ) ‪ .‬إذ تم تعديل‬


‫العناصر غير النقدية بموجب المؤشر (‪ ، )1.1‬ولم يتم تعديل العناصر النقدية التي تتمثل في‬
‫القروض والنقدية ‪ .‬كما يالحظ في الميزانية أعاله أنها أظهرت مكتسب التضخم الذي يحتسب من‬
‫خالل طرح الفرق بين النقدية المعدلة وغير المعدلة ‪ ،‬والتي تمتاز بانخفاض قيمتها بسبب فقدانها‬

‫‪146‬‬
‫لقوتها الشرائية ‪ ،‬من الفرق بين القروض المعدلة وغير المعدلة التي تمثل مكتسب بالنسبة‬
‫للمقترضين ‪ .‬وهذا المكتسب تم احتسابه على النحو التالي ‪:‬‬
‫(‪ 28 = )120-132( – )400-440‬ألف دينار‬
‫أو (‪ 28 = %10 × )120-400‬ألف دينار‬

‫حساب النتيجة لعام ‪2013‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )‬


‫الموارد‬ ‫المبلغ‬ ‫االستخدامات‬ ‫المبلغ‬
‫حـ‪ /‬مبيعات‬ ‫‪2520‬‬ ‫حـ‪ /‬المشتريات‬ ‫‪1260‬‬
‫حـ‪ /‬التغير في المخزون‬ ‫_‬ ‫حـ‪ /‬المصروفات التشغيلية األخرى‬ ‫‪1176‬‬
‫مكتسب التضخم‬ ‫‪24‬‬ ‫حـ‪ /‬االندثار (‪)%25×160‬‬ ‫‪44‬‬
‫حـ‪ /‬ربح التشغيل‬ ‫‪64‬‬

‫‪2544‬‬ ‫‪2544‬‬

‫يالحظ من القائمة أعاله‪ ،‬التي تتضمن حساب النتيجة لعام ‪2013‬م ( بالعملة النقدية‬
‫الثابتة )‪ ،‬أن تدفقات المبيعات والمشتريات والمصروفات التشغيلية األخرى‪ ،‬التي افترض ارتفاع‬
‫أسعارها بانتظام على مدار السنة‪ ،‬قد تم التعبير عنها بالعملة النقدية في منتصف السنة‪ .‬لذلك‬
‫عدلت هذه التدفقات بنسبة (‪ )%5‬أو بموجب المؤشر (‪ . )1.05‬واإلندثارات تم احتسابها بنسبة‬
‫(‪ )%25‬من الموجودات الثابتة المعدلة بموجب المؤشر (‪ )1.10‬أي (‪ . )%25×176‬كما إن‬
‫المخزون الذي بقي ثابتا ً بالحجم كان قد عدل بموجب المؤشر (‪ )1.10‬وبهذا فأنه لم يظهر له مبلغ‬
‫للتغير في حساب النتيجة الظاهر في هذه القائمة‪ .‬أما بالنسبة إلى مكتسب التضخم فقد انخفض‬
‫بسبب التغير في العناصر النقدية خالل المدة المحصورة بين ‪ 1/1‬إلى ‪2013/12/31‬م على‬
‫افتراض أن النقدية تنخفض بصورة منتظمة‪ .‬وهذا االنخفاض احتسب كما يلي ‪-:‬‬
‫{ (‪ 4 - = %5 × } )120-400( – )80-280‬ألف دينار‬
‫األمر الذي جعل مكتسب التضخم في حساب النتيجة لعام ‪2013‬م كما يظهر في القائمة‬
‫بقيمة (‪ )24‬ألف دينار أي (‪ ،)4-28‬ومن ثم أصبح ربح التشغيل بمبلغ (‪ )64‬ألف دينار‪.‬‬
‫أما الميزانية العمومية في ‪2013/12/31‬م ( بالعملة النقدية الثابتة ) فأنها تظهر العناصر‬
‫ي على‬
‫غير النقدية المعدلة ( الموجودات الثابتة بالقيمة الدفترية والمخزون ورأس المال )‪ ،‬وقد أبق ّ‬

‫‪147‬‬
‫العناصر النقدية دون تعديل ‪ ،‬فضال عن أن هذه القائمة تتضمن ربح التشغيل بعد تعديله كما ورد‬
‫آنفا ً ‪.‬‬
‫الميزانية في ‪2013/12/31‬م ( المبالغ باآلالف وبالعملة النقدية الجارية )‬
‫المطلوبات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبلغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪308‬‬ ‫الموجودات الثابتة (‪)44-176‬‬ ‫‪132‬‬
‫القروض‬ ‫‪280‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪440‬‬
‫الربح‬ ‫‪64‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪80‬‬

‫‪652‬‬ ‫‪652‬‬

‫‪148‬‬
‫خالصة الفصل‬
‫تؤدي الطرائق المحاسبية التقليدية ( المحاسبة التاريخية )‪ ،‬المستخدمة في إثبات بنود‬
‫الميزانية بتكاليف اقتنائها‪ ،‬إلى حصول تفاوت كبير بين أقيامها المسجلة تاريخيا ً وبين أقيامها‬
‫الحالية حينما يحصل ارتفاع عام في مستويات األسعار‪ ،‬وهذا التفاوت يجب تعديله بموجب‬
‫المؤشر العام لألسعار لكي تعبر أقيام هذه البنود عن حقيقتها االقتصادية‪.‬‬
‫تظهر الموجودات الثابتة بقيمة منخفضة خالل فترة التضخم‪ ،‬وأن إندثاراتها المحتسبة‬
‫على أساس هذه القيمة تظهر هي األخرى بقيمة منخفضة ال تكفي إلعادة تجديد الموجودات نظرا ً‬
‫الرتفاع أسعارها‪ .‬وتحصل عادة انحرافات في قيمة المخزون أثناء التضخم‪ ،‬وأن أهمية هذه‬
‫االنحرافات تزداد أو تقل بحسب فترة التخزين وأهمية معدل التضخم‪ .‬ومن المؤكد أن هذه‬
‫االنحرافات بقدر ما تؤثر على نتائج أعمال الشركة فإنها تؤثر كذلك على وضع المركز المالي‬
‫لها‪ .‬وتظهر البنود النقدية مثل المدينين والقروض بقيمة منخفضة أثناء التضخم وذلك بسبب‬
‫انخفاض القوة الشرائية للعملة النقدية‪ .‬أما حقوق الملكية فتتأثر قيمتها باالنخفاض خالل التضخم‬
‫وانخفاض قيمة العملة النقدية‪ .‬وتبتعد القيمة الحقيقية لحقوق الملكية عن قيمتها المسجلة تاريخيا ً‬
‫في الميزانية‪ ،‬ومن ثم فأن هذه األخيرة ال تعبر عن الحقوق الفعلية للمالكين والمساهمين‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على هذه المشكلة هنالك أساليب أو طرائق محاسبية تختص في معالجة آثار‬
‫التضخم على بنود الميزانية‪ .‬يتمثل األسلوب األول في المنطق االسمي وتغيير القوة الشرائية‬
‫لوحدة النقد‪ ،‬إذ يهتم هذا األسلوب بالحفاظ على رأس المال المستثمر (المالي)‪ .‬ويستخدم مؤشر‬
‫عام لألسعار وسيلة لتعديل البنود المسجلة بالكلفة التاريخية ويدعى هذا األسلوب بأسلوب الكلفة‬
‫التاريخية المعدلة أو القوة الشرائية الثابتة‪.‬‬
‫ويتمثل األسلوب الثاني في المنطق الجوهري وتغير األسعار الخاصة بالسلع والخدمات‪،‬‬
‫إذ يهتم هذا األسلوب بالحفاظ على رأس المال االقتصادي ( المادي ) عن طريق مؤشرات سعرية‬
‫نوعية‪ .‬ويدعى هذا األسلوب بأسلوب القيم الحالية أو أسلوب الكلفة االستبدالية‪ .‬أما األسلوب‬
‫الثالث فيتمثل في المنطق الجوهري وقياس الربح تبعا ً لمفاهيم القوة الشرائية للنقد‪ ،‬إذ يعد هذا‬
‫األسلوب رديفا ً لألسلوب الثاني الذي يجب أن يأخذ بنظر االعتبار تطور القوة الشرائية للنقد‪.‬‬
‫وبعد عرض المشكالت التي تنعكس جراء التضخم على بنود الميزانية‪ ،‬والجوانب‬
‫النظرية والعملية للطرائق المستخدمة في مواجهة هذه المشكالت‪ ،‬يمكن االسترشاد ببعض‬
‫المالحظات والتوصيات اآلتية ‪-:‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ -1‬يجب تعديل قيمة الموجودات الثابتة المسجلة في الميزانية بالكلفة التاريخية إلى قيمتها الحالية‪.‬‬
‫وحينما يعاد تقييم هذه الموجودات فمن المؤكد يجب زيادة المطلوبات بالمثل للحفاظ على‬
‫توازن الميزانية وذلك من خالل تكوين فرق أعادة التقييم الذي يمثل بمثابة احتياطي للفرق‬
‫بين قيمة الموجودات المعدلة وغير المعدلة‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب تعديل االنحرافات التي تحصل في قيم المخزون باالعتماد أساسا ً على استخدام الطريقة‬
‫المحاسبية المالئمة في التقييم خالل فترة التضخم وخاصة طريقة المعدل المرجح ( الموزون‬
‫) التي تعمل على تقريب أسعار المخزون من أسعار السوق‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن أن تعالج البنود النقدية بحالتين‪ ،‬األولى هي إما أن ال تعدل في الميزانية مع األخذ بنظر‬
‫االعتبار أرباح أو خسائر القوة الشرائية‪ ،‬والثانية هي أن تعدل بموجب مؤشرات خاصة‬
‫وتعامل معاملة البنود غير النقدية ومن ثم تخفف من تأثير االنحرافات على حساب النتيجة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال داعي إلعادة تقييم صافي حقوق الملكية (األموال الممتلكة ) بشكل مباشر‪ ،‬ألنها تمثل‬
‫الفرق بين موجودات الشركة ومطلوباتها الواجبة األداء‪ ،‬إالّ إذا اقتضى الحال في بعض‬
‫األحيان تعديلها إلى قيمتها الحالية لغرض قياسها بصورة حقيقية‪ .‬إذ أن قيمة تعديل صافي‬
‫حقوق الملكية تتأتى من إعادة تقييم مجموعة العناصر األخرى في الميزانية‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫أسئلة الفصل‬

‫‪ -1‬أجب ب كلمة صح أو خطأ عن كل عبارة مما يلي وصحح الخطأ إن وجد ‪:‬‬

‫يظهر المخزون في ظل انخفاض قيمة النقد في الميزانية بقيمة مرتفعة ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫تظهر الموجودات الثابتة بقيمة منخفضة خالل فترة التضخم ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫تتأثر قيمة حقوق الملكية باالرتفاع خالل التضخم ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ -2‬عدد الطرائق المحاسبية المستخدمة في تقييم عناصر الميزانية وشرح واحدة منها‪.‬‬

‫‪ -3‬هنالك بعض خصائص الظروف االقتصادية التي تشير الى وجود التضخم المرتفع‪ .‬عددها مع‬
‫الشرح‪.‬‬

‫‪ -4‬وضح كيفية تعديل القوائم المالية المعدة باستخدام طريقة الكلفة التاريخية ؟ ‪.‬‬

‫‪ -5‬وردت عدد من المالحظات في المعيار المحاسبي الدولي رقم (‪ )29‬تخص تعديل القوائم‬
‫المالية المعدة على أساس الكلفة الجارية‪ ،‬عددها مع الشرح ‪.‬‬

‫‪ -6‬وضح كيفية تعديل البيانات المحاسبية تبعا للمعيار المحاسبي الدولي رقم (‪ )29‬؟ ‪.‬‬

‫‪ -7‬ما هي أهم مزايا وعيوب استخدام طريقة معدالت أسعار الجملة (المستوى العام لألسعار)التي‬
‫تقوم على أساس إعادة تقييم البنود المسجلة في الميزانية وفق األسعار الحالية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل السادس‬
‫تأثير التضخم على عائد االستثمارات‬
‫‪Impact of inflation on the investment return‬‬

‫أوال ‪ -:‬األسس العامة لحماية عائد االستثمار ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ -:‬التضخم والثوابت المالية ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل السادس‬
‫تأثير التضخم على عائد االستثمارات‬
‫‪Impact of inflation on the investment return‬‬

‫يؤدي التضخم الى ارتفاع في المستوى العام لألسعار وانخفاض حقيقي في‬
‫قيمة العملة ‪ ،‬وبقدر ما يشمل هذا االرتفاع كل أسعار السلع والخدمات بدرجات‬
‫متفاوتة فأنه من المؤكد أن ينعكس كذلك على عائد االستثمارات الذي يعد أحد‬
‫الركائز األساسية الستمرار أنشطة الشركات وزيادة نموها وإعادة حيويتها في السوق‬
‫‪.‬‬
‫ويعتمد عائد االستثمارات على أساس الفرق بين اإليرادات والمصروفات‬
‫التشغيلية ‪ ،‬ويتمثل هذا الفرق في التدفقات النقدية ( ‪ ) cash-flow‬التي عادة ما تكون‬
‫متفاوتة على مدار فترة حياة االستثمار‪ ،‬وحيث أن هذه التدفقات تخضع إلى عملية‬
‫التنبؤ فإن إهمال إعادة تقييمها في ظل اقتصاد تضخمي يؤثر بشكل كبير على سالمة‬
‫القرار االستثماري‪.‬‬
‫وعليه يتعين على الشركات أن تحدد معدل التضخم في ضوء توقعات‬
‫التغيرات المتباينة في األسعار أو على أساس المعدل المعلن رسميا ً ‪ ،‬ومن ثم يمكن‬
‫تحديد معدل الخصم ( ‪ ) discount rate‬الذي يجب أن يتكامل في الحساب مع معدل‬
‫التضخم بغية التوصل إلى التقييم الصحيح للتدفقات النقدية ‪ ،‬كذلك يعتمد تقييم ربحية‬
‫االستثمارات على مفهوم التدفق النقدي الذي تدخل في إطار احتسابه مجموعة‬
‫عناصر تتمثل في الثوابت المالية للشركات ‪ ،‬وحيث أن التضخم يؤدي إلى نمو اسمي‬
‫في القيمة ال يرافقه أي تغيير في حجم اإلنتاج و ال تغيير في الموجودات االقتصادية ‪،‬‬
‫فإنه يؤثر على الثوابت المالية للشركة ‪ ،‬لكن هذا التأثير لم يكن بوتيرة واحدة ولن‬

‫‪153‬‬
‫يكن بالضرورة متشابه الوضع ‪ .‬وتتمثل هذه الثوابت في إجمالي فائض التشغيل‬
‫واإلندثارات والضريبة والقيمة النهائية واحتياجات رأس المال العامل ‪.‬‬
‫تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن عائد االستثمارات يشكل أحد العوامل‬
‫الرئيسية المساعدة في نمو الشركات‪ .‬ويعتمد هذا النمو على مجموعة الموارد‬
‫االقتصادية التي تمتلكها الشركة وتمولها من مواردها المالية ‪ ،‬وعليه فإن حجم‬
‫الموارد تتأثر بحسب درجة الخطر التي تتحملها الشركات وخاصة حينما تعمل في‬
‫بيئة اقتصادية تشكو من التضخم االقتصادي ‪ ،‬وانطالقا ً من هذه األهمية فانه يتعين‬
‫على الشركات أن تنظر بجدية إلى حالة ارتفاع األسعار وأثرها على تقييم عائد‬
‫االستثمارات لكي ال تؤثر على سالمة القرارات االستثمارية ‪.‬‬
‫يتناول هذا الفصل موضوعين رئيسيين‪ ،‬هما ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬األسس العامة لحماية عائد االستثمار ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -:‬التضخم االقتصادي والثوابت المالية ‪.‬‬

‫أوال ‪ -:‬األسس العامة لحماية عائد االستثمار‬


‫‪General principles for protection of investment return‬‬

‫يقوم أسلوب حماية عائد االستثمار من التضخم على أساس دمج معدل الخصم‬
‫المعتمد (كلفة رأس المال) بمعدل التضخم االقتصادي بغية الحصول على معدل واحد‬
‫تخصم بموجبه التدفقات النقدية الناجمة عن االستثمار ‪ .‬ويعد ضبط وتحديد هذه‬
‫التدفقات النقدية من األمور األساسية في قياس ربحية االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -1‬نموذ حماية عائد االستثمار من التضخم‬
‫تتمثل الخطوة الرئيسية من خطوات قياس عائد االستثمار في إعداد قائمة‬
‫استحقاق سنوية للتدفقات النقدية المرتبطة باالستثمار ‪ .‬وتتأثر هذه التدفقات بالظاهرة‬
‫التضخمية في حالة إهمال تأثير المتغيرات في دراسة الجدوى االقتصادية لالستثمار‬
‫‪ ،‬مما يؤثر بشكل مباشر على نمو وتطور الشركة ‪ .‬وترتبط هذه المسألة بالرغبة في‬

‫‪154‬‬
‫توفير درجة حماية للمشروع االستثماري من التضخم ‪ ،‬فإذا توفرت هذه الرغبة فإنه‬
‫يتعين على الشركة أن تجري عملية توافق وانسجام بين العناصر التي تتأثر بالتضخم‬
‫‪.‬‬
‫وعليه فإن العائد ال يمكن أن يكون بعيدا ً عن تأثير التضخم االقتصادي ما لم‬
‫يعاد تقييم الدخول المتحققة في كل سنة عن طريق أخذ التضخم االقتصادي بنظر‬
‫االعتبار ‪،‬أي بتعبير آخر ‪ .‬تعدل الدخول المتحققة كل سنة تبعا ً لمعدل التضخم‬
‫االقتصادي ‪ .‬فإذا كان العائد يستلم على شكل دخل سنوي ( ‪ ) Im‬خالل ( ‪ ) n‬من‬
‫السنوات ‪ ،‬وكان معدل عائد بدون التضخم( ‪ ) f‬فإن قيمة ( ‪ ) V‬يمكن التعبير عنها‬
‫رياضيا ً بالمعادالت اآلتية ‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫‪Im‬‬ ‫‪Im‬‬
‫التي تتجه نحو‬ ‫‪V ‬‬
‫‪f‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪(1  f ) n‬‬

‫وحينما تتجه ( ‪ ) n‬نحو الالنهاية فانه يمكن الحصول على ما يلي ‪-:‬‬
‫‪Im‬‬
‫‪V ‬‬ ‫(‪.............. )1‬‬
‫‪f‬‬

‫وبالتعبير عن معدل التضخم بالرمز ( ‪ ) F‬وعن معدل العائد ‪ ،‬المتحقق من‬


‫العائد الذي يؤخذ في الحسبان التضخم بالرمز( ‪ ) B‬فإن قيمة العائد تصبح في ظل‬
‫التضخم كما يأتي ‪-:‬‬
‫‪Im1  F ‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬

‫‪V ‬‬
‫‪Im‬‬
‫التي تتجه نحو‬
‫‪B F‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪(1  B ) n‬‬

‫وحينما تتجه (‪ )n‬نحو الالنهاية فانه يمكن الحصول على ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪Im‬‬
‫‪V ‬‬ ‫(‪.………… )2‬‬
‫‪BF‬‬

‫‪155‬‬
‫فإذا تم تعويض المعادلة رقم (‪ )2‬بالمعادلة رقم (‪ )1‬فإنه يصبح‬
‫‪ (  f‬القيم ‪ 1‬و ‪ 2‬متساوية إلى حد ما في حالة افتراض أن العائد يؤخذ بنظر‬ ‫‪ B F‬‬

‫االعتبار التضخم ) ‪.‬‬


‫‪B  f F‬‬

‫وبناءا ً على ما تقدم فإن أي موجود من الموجودات يكون بعيدا ً عن تأثير‬


‫التضخم حينما يعادل معدل العائد الذي يحققه المعدل بدون التضخم مضافا ً إليه معدل‬
‫التضخم ‪ .‬ولذلك فإن مقارنة وتنسيق القيم الثالثة في العالقة السابقة يوفر عنصر‬
‫أساسي من عناصر قياس درجة الحماية التي تتمتع بها موجودات الشركة في فترة‬
‫التضخم ‪.‬‬
‫وعليه البد من أجل التوصل إلى تقييم المشروع االستثماري في ظل التضخم‬
‫األخذ بنظر االعتبار أثر ذلك التضخم عن طريق خصم التدفقات النقدية بمعدل خصم‬
‫(‪ )Discount Rate‬يتضمن معدل التضخم ‪ .‬وفي حالة االعتماد على التدفقات‬
‫فان ذلك ال يؤدي إلى التقييم العادل‬ ‫النقدية الحقيقية غير المعدلة بأثر التضخم‬
‫لالستثمار ‪ .‬ويتم ا لتقييم عادة من خالل استخدام طرائق تقييم االستثمارات مثل طريقة‬
‫صافي القيمة الحالية ومؤشر عائد االستثمار ومعدل العائد الداخلي لالستثمار ‪.‬‬

‫‪ -2‬التدفق النقدي أساس قياس ربحية االستثمار‬

‫يعتمد قياس عائد ربحية االستثمارات على أساس مفهوم التدفق النقدي الذي‬
‫يمثل رصيد التدفقات النقدية المتحصلة من االستثمار في نهاية فترة معينة ‪ .‬ويتمثل‬
‫التدفق النقدي السنوي عادة في الفرق بين اإليرادات التشغيلية السنوية الناجمة عن‬
‫بيع المنتجات المصنعة بفضل المشروع االستثماري والمصروفات التشغيلية التي‬
‫أنفقت في عملية الصنع ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫هنالك بعض األمور يجب مراعاتها في احتساب إجمالي التدفق النقدي ‪ ،‬ومنها‬
‫استثناء المصروفات المالية (الفوائد) من المصروفات التشغيلية بغية فصل قرار‬
‫االستثمار عن قرار التمويل ‪ ،‬كما أن المصروفات التشغيلية ال تتضمن االندثارات‬
‫ألنها ال تمثل أية مخرجات نقدية فعلية من السيولة ‪.‬‬
‫فيما يتعلق باحتساب التدفق النقدي قبل األثر الضريبي على األرباح‪ ،‬فان‬
‫التدفق النقدي يمكن اعتباره إجمالي أو صافي‪ .‬ويفضل بشكل عام أن تؤخذ التدفقات‬
‫النقدية الصافية وليس اإلجمالية ( أي بعد استبعاد الضرائب ) ‪ ،‬الن المبلغ اإلجمالي‬
‫للضريبة المفروضة على أرباح الشركة يؤثر على تغيير قرار قبول أو رفض‬
‫المشروع االستثماري ‪ .‬وعليه فان مسألة الضرائب واإلندثارات يجب أن تؤخذ في‬
‫الحسبان عند احتساب التدفق النقدي‪.‬‬
‫وبناءا ً على ما تقدم فان احتساب التدفق النقدي يتم وفقا ً للمعادالت اآلتية ‪-.‬‬
‫إجمالي التدفق النقدي = اإليرادات التشغيلية – المصروفات التشغيلية‬
‫صافي التدفق النقدي = إجمالي التدفق النقدي – الضريبة‬
‫أو صافي التدفق النقدي = صافي الربح ‪ +‬االندثارات‬
‫وفيما يأتي قائمة توضح احتساب التدفق النقدي السنوي (المبالغ بآالف‬
‫الدنانير) ‪-:‬‬
‫الهوامش‬ ‫المصروفات‬ ‫اإليرادات‬ ‫البيــــــــــــــــــان‬
‫‪10000‬‬ ‫المبيعات‬
‫‪1400‬‬ ‫الرواتب واألجور‬
‫‪2300‬‬ ‫مصاريف تشغيلية أخرى‬
‫‪6300‬‬ ‫‪3700‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫إجمالي التدفق النقدي‬
‫‪4000‬‬ ‫االندثارات‬
‫‪2300‬‬ ‫الربح الخاضع للضريبة‬
‫‪1150‬‬ ‫ضريبة على األرباح (‪)%50‬‬
‫‪1150‬‬ ‫صافي الربح‬
‫‪5150‬‬ ‫صافي التدفق النقدي‬

‫‪157‬‬
‫واستنادا لذلك يمكن احتساب صافي التدفق النقدي بأسلوبين كما تم اإلشارة أليه‬
‫أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬صافي التدفق النقدي = ‪1150 - 6300‬‬
‫= ‪ 5150‬ألف دينار‬
‫‪ -‬صافي التدفق النقدي = ‪4000 + 1150‬‬
‫= ‪ 5150‬ألف دينار‬
‫يالحظ من هذا االحتساب إن االندثار ال يؤثر بشكل مباشر على التدفق النقدي‬
‫لكنه يؤثر بشكل غير مباشر عن طريق انحراف الضريبة على األرباح ‪ ،‬وهذا التأثير‬
‫ال يمكن إهماله ‪ .‬حيث إن االندثار المتناقص يؤدي إلى زيادة كبيرة في صافي‬
‫التدفقات النقدية خالل السنوات األولى من عمر االستثمار ‪ .‬ففي المثال إذا كان قسط‬
‫االندثار بمبلغ (‪ )6000‬ألف دينار فانه يؤدي إلى جعل صافي التدفق النقدي بمبلغ‬
‫(‪ ) 6150‬ألف دينار ‪ .‬وعليه فان خصم التدفقات النقدية يكشف عن إن المبلغ الذي‬
‫يستلم عاجال تكون قيمته الحالية مرتفعة ‪ .‬كما إن االندثار المتناقص يزيد من ربحية‬
‫االستثمار ‪ ،‬لكن زيادة المعامالت التناقصية لالندثارات تشكل جزء من مجموعة‬
‫مؤثرات ضريبية على االستثمار لذلك تفضل الشركات احتساب االندثار على أساس‬
‫القسط الثابت وخاصة بالنسبة للمشروعات ذات فترات الحياة الطويلة ‪.‬‬
‫تمرين ( ‪) 1‬‬
‫تعتزم إحدى الشركات القيام بشراء ماكنة تتطلب إنفاق مبلغ مقداره (‪)30000‬‬
‫دينار وتقدر فترة حياتها اإلنتاجية المفيدة بخمس سنوات ‪ .‬وقد قدرت اإليرادات‬
‫النقدية اإلجمالية للماكنة بمبلغ (‪ )20000‬دينار في السنة ‪ ،‬كما أن النفقات التشغيلية‬
‫تبلغ (‪ )4000‬دينار ‪ .‬على افتراض أن نسبة الضريبة على أرباح الشركة تبلغ‬
‫(‪ . )% 50‬فما هو صافي التدفق النقدي بحسب طريقة قسط االندثار الثابت ‪ ،‬وطريقة‬
‫قسط االندثار المتناقص ؟‬

‫‪158‬‬
‫الحل‬
‫( أوال ) ‪ -:‬احتساب التدفقات النقدية بعد الضريبة بطريقة قسط االندثار الثابت‬
‫التدفقات‬ ‫الربح بعد‬ ‫الضريبة‬ ‫الربح‬ ‫االندثار‬ ‫التدفقات‬ ‫النفقات‬ ‫اإليرادات‬ ‫السنوات‬
‫النقدية‬ ‫الضريبة‬ ‫(‪)7‬‬ ‫الخاضع‬ ‫(‪)5‬‬ ‫النقدية‬ ‫النقدية‬ ‫النقدية‬
‫بعد‬ ‫(‪)7-6‬‬ ‫للضريبة‬ ‫قبل‬ ‫(‪)1‬‬
‫الضريبة‬ ‫(‪)8‬‬ ‫(‪)5-4‬‬ ‫الضريبة‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪)8+5‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)4( )3-2‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪11000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪11000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪11000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪5‬‬

‫( ثانيا ) ‪ -:‬احتساب التدفقات النقدية بعد الضريبة بطريقة القسط المتناقض‬


‫التدفقات‬ ‫الربح بعد‬ ‫الضريبة‬ ‫الربح‬ ‫االندثار‬ ‫التدفقات‬ ‫النفقات‬ ‫اإليرادات‬ ‫السنوات‬
‫النقدية‬ ‫الضريبة‬ ‫الخاضع‬ ‫النقدية‬ ‫النقدية‬ ‫النقدية‬
‫بعد‬ ‫(‪)7-6‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫للضريبة‬ ‫(‪)5‬‬ ‫قبل‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الضريبة‬ ‫(‪)8‬‬ ‫(‪)5-4‬‬ ‫الضريبة‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪)8+5‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)4( )3-2‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪14000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪12000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11600‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪8800‬‬ ‫‪7200‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10160‬‬ ‫‪5840‬‬ ‫‪5840‬‬ ‫‪11680‬‬ ‫‪4320‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪9292‬‬ ‫‪6708‬‬ ‫‪6708‬‬ ‫‪13416‬‬ ‫‪2584‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪9948‬‬ ‫‪6052‬‬ ‫‪6052‬‬ ‫‪12104‬‬ ‫‪3896‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪5‬‬

‫يالحظ من الجداول أعاله ما يأتي ‪-:‬‬

‫‪159‬‬
‫(‪ )1‬تم احتساب االندثار بطريقة القسط الثابت في الجدول (أوالً) بواقع (‪ )%20‬من‬
‫الكلفة األصلية للماكنة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تم احتساب االندثار بطريقة القسط المتناقص في الجدول (ثانياً) على أساس‬
‫مضاعفة نسبة القسط الثابت (‪ )%40‬وتنزل تباعا ً على مدى السنوات األخرى ‪.‬‬
‫(‪ )3‬نسبة الضريبة على األرباح هي (‪. )%50‬‬
‫كما يالحظ بوضوح‪ ،‬من الجدولين السابقين‪ ،‬اثر االندثار على العبء‬
‫الضريبي للشركة‪ ،‬إذ تؤدي زيادة اندثار اآللة بطريقة القسط المتناقص إلى تخفيض‬
‫العبء الضريبي ‪ .‬األمر الذي يوفر للشركة مجال أوسع لالحتفاظ بقدر أكبر من‬
‫التدف قات النقدية في تلك السنوات ‪ .‬ونتيجة لذلك فان التدفقات النقدية في السنوات‬
‫األخيرة البد من أن تتناقص تبعا ً لذلك ‪ .‬ولكن كما هو معروف أن التدفقات النقدية‬
‫التي حصلت عليها الشركة في السنوات األخيرة لها قيمة تقل عن تلك التي حصلت‬
‫عليها الشركة في السنوات األولى ‪ .‬وعليه فأن طريقة القسط المتناقص تعتبر أفضل‬
‫من طريقة القسط الثابت من ناحية القيمة الحالية للتدفقات النقدية ‪.‬‬

‫‪cash-inflow and inflation‬‬ ‫‪ -3‬التدفق النقدي ومشكلة التضخم‬

‫يمكن أن تحتسب التدفقات النقدية المتوقعة بالدنانير الجارية أو الدنانير الثابتة‬


‫( متضمنة الظاهرة التضخمية ) ‪ .‬وغالبا ً ما تحتسب التدفقات النقدية على أساس‬
‫الدنانير الجارية وليس الثابتة وذلك بسبب صعوبة االحتساب بالدنانير الثابتة ‪ ،‬فضالً‬
‫عن أن المعدل المتوقع للتضخم ال يمثل إالﹼ معدالً تقريبيا ً ‪ .‬يمثل التدفق النقدي الفرق‬

‫بين اإليرادات والمصروفات ‪ ،‬فإذا ازدادت المصروفات في عام ‪2011‬م بنسبة‬


‫(‪ )%10‬بالتزامن مع رفع سعر البيع بنسبة (‪ ، )%10‬فأن التدفق النقدي يزداد كذلك‬
‫بنسبة (‪ . )% 10‬ففي هذه الحالة تعوض خسارة القوة الشرائية عن طريق ارتفاع‬
‫القيمة النقدية للتدفق النقدي ‪.‬‬
‫هنالك طريقتان لالحتساب يمكن اإلشارة إليهما‪-:‬‬

‫‪160‬‬
‫(‪ )1‬عدم اخذ التضخم بنظر االعتبار‬
‫(‪ )2‬اخذ التضخم بنظر االعتبار‬
‫يمكن توضيح هاتين الطريقتين بالتمرينين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ ‬عدم اخذ التضخم بنظر االعتبار‬
‫تمرين (‪)2‬‬

‫التدفقات النقدية المتوقعة بمبلغ (‪ )1000‬ألف دينار سنويا ً خالل ثالث سنوات‬
‫‪ .‬رأس المال المبدئي كان بمبلغ (‪ )1500‬ألف دينار ‪ .‬نفترض أن معدل التضخم هو‬
‫(‪ )% 10‬بالنسبة لإليرادات والمصروفات على حد سواء ‪.‬‬
‫‪1000 1000‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪NVP  1500 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫)‪1.10 (1.10‬‬ ‫‪(1.10) 3‬‬

‫‪ 1500  2487‬‬

‫‪ 987‬‬

‫‪ ‬اخذ التضخم بنظر االعتبار‬


‫تزداد التدفقات النقدية بنسبة (‪ )%10‬إذا ما أخذت نسبة التضخم البالغة‬
‫(‪ )%10‬بنظر االعتبار‪.‬‬
‫التدفقات النقدية بالدنانير الثابتة = اإليرادات × (‪ - )1.10‬المصروفات × (‪)1.10‬‬
‫= التدفقات النقدية بالدنانير الجارية × (‪)1.10‬‬
‫وينتج اآلتي ‪1331 ، 1200 ، 1100 :‬‬
‫وعليه فأن المعدل المعتمد يكون كما يلي ‪% 20 = % 10 + % 10 -:‬‬
‫‪1100 1210 1331‬‬
‫‪NVP  1500 ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1.44 1.728‬‬

‫‪ 1500  916  840  769‬‬


‫‪ 1025‬‬

‫يالحظ أن التغير ‪ ،‬في هذه الحالة ‪ ،‬كان طفيفا ً بحيث أدى إلى زيادة صافي‬
‫القيمة الحالية بمبلغ بسيط ال تتجاوز نسبته (‪ )%4‬تقريبا ً ‪ ،‬وكان ذلك ناتج من إضافة‬

‫‪161‬‬
‫المعدلين مع بعضهما ‪ ، % 10 + % 10‬وهو ما يستوجب ضرب ( ‪× 1.10‬‬
‫‪. ) 1.10‬‬
‫يمكن أن يستنتج مما تقدم إذا تم تقييم التدفقات النقدية بالدنانير الثابتة ( اخذ‬
‫التضخم في الحسبان ) فان معدل الخصم ( القيمة الحالية ) أو كلفة رأس المال يجب‬
‫أن يتضمن معدل التضخم ‪ .‬وإذا تم تقييم التدفقات النقدية بالدنانير الجارية دون اخذ‬
‫التضخم في الحسبان فأن معدل الخصم أو كلفة رأس المال ( معدل الفائدة ) يجب أن‬
‫ال يتضمن معدل التضخم ‪ .‬وعلى افتراض أن المبررات السابقة مبنية على أساس أن‬
‫معدل ارتفاع المصروفات يكون مساويا ً إلى معدل ارتفاع اإليرادات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬التضخم والثوابت المالية‬


‫‪Inflation and financial parameters‬‬

‫في الواقع يعود أساس منشأ األعالم المالي إلى محاسبة الشركات ‪ .‬واستنادا‬
‫إلى هذه الحقيقة فانه يمكن استعراض تكوين استحقاق تدفقات األموال المرتبطة بأي‬
‫استثمار من خالل المعطيات ذات الطابع المالي ‪ ،‬وعلى أساس الطرائق والقواعد‬
‫المالية والمحاسبية المعروفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬التضخم وإجمالي فائض التشغيل‬

‫يمثل إجمالي فائض التشغيل الربحية االقتصادية للشركة الناجمة عن‬


‫العمليات التشغيلية حصرا وهو مستقل عن السياسات المالية واالندثار واالحتياطات‬
‫والتخصيصات وتوزيعات األرباح ‪ .‬ويمثل إجمالي فائض التشغيل الفرق بين‬
‫اإليرادات والتكاليف المرتبطة بالفترة المالية الحالية والناجمة عن العمليات التشغيلية‬
‫‪ .‬وهذا التعريف يتطابق مع مفهوم التدفق النقدي اآلنف الذكر ‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫ومن المسلم به إن التضخم بالنسبة ألية شركة يؤدي إلى ارتفاع تكاليف‬
‫اإلنتاج ( الرواتب واألجور ‪ ،‬المواد األولية ‪ ،‬التكاليف التشغيلية األخرى وغيرها )‬
‫التي تعكسها الشركة على مستوى أسعار مبيعاتها ‪ .‬ومن المؤكد إن ارتفاع أسعار‬
‫المستلزمات السلعية و الخدمية ‪ ،‬ألي سبب كان ينعكس على أسعار بيع المنتجات ‪.‬‬
‫وحينما تلجأ الدولة إلى إطالق حرية األسعار فانه يمثل إجراء تستهدف من ورائه‬
‫مساعدة الشركات في زيادة أرباحها خالل فترة التضخم وعليه فانه من الضروري‬
‫تحليل التغيرات المتعلقة بهذه التكاليف المختلفة وعالقتها بسعر بيع المنتج ‪ ،‬بهدف‬
‫تحديد درجة الحماية التي تتمتع بها الشركة من التضخم ‪ .‬ففي الوقت الذي تتجه فيه‬
‫الرواتب بشكل عام نحو التوافق مع معدل التضخم فانه يتوجب على الشركات التي‬
‫تدعم تكاليف اليد العاملة المرتفعة ارتفاعا عاليا ً ‪ ،‬في نطاق الممكن أن تعكس هذا‬
‫االرتفاع في الرواتب على أسعار البيع تحت طائلة رؤية أرباحها التشغيلية منخفضة‬
‫انخفاضا كبيرا ‪.‬‬
‫‪ -2‬التضخم واالندثار والضريبة‬
‫يمكن أن تحتسب الربحية االقتصادية ألي مشروع استثماري دون النظر إلى‬
‫تأثير النظام الضريبي المطبق على الشركة‪ ،‬غير أن احتساب الربحية يجعل من‬
‫الدولة بمثابة شريك يجب تعويضه‪ ،‬وان احتساب الربحية بعد الضريبة يقوم على‬
‫أساس أن تعويض الدولة يمثل تكلفة‪ ،‬ويتعين على الشركة أن تدفع هذه التكلفة بنسبة‬
‫معينة من أرباحها المعلنة‪ .‬إن ضريبة األرباح ‪ ،‬التي تعتمد على تقيم الربح المحاسبي‬
‫الناشئ من جراء التضخم ‪ ،‬تشكل ظاهرة تضليل وتشويه ‪ ،‬وخاصة حينما يعتمد‬
‫الربح المحاسبي على أقساط إندثارات الفترة المالية التي تحسب هي األخرى على‬
‫أساس الكلفة المحاسبية التاريخية التي تعبر عن القيمة الحقيقية للموجودات المقتناة‬
‫من قبل الشركة ‪.‬‬
‫ويمكن توضيح ما تقدم من خالل أخذ مثال رقمي مبسط للحاالت التي يؤثر‬
‫فيها التضخم على مكونات صافي التدفق النقدي ‪ .‬فلو تم اقتناء موجود رأسمالي بملغ‬
‫(‪ )500‬ألف دينار ‪ ،‬ويحصل جراء استعماله لمدة أربع سنوات على إجمالي فائض‬

‫‪163‬‬
‫تشغيل بمبلغ (‪ )225.3‬ألف دينار سنويا ً ‪ ،‬ويندثر بطريقة القسط الثابت على مدى‬
‫الفترة ذاتها ‪ ،‬فإن سجل استحقاق التدفق يمكن ترتيبه بالجدول اآلتي‪-:‬‬
‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنوات‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫البيان‬
‫‪225.3‬‬ ‫‪225.3‬‬ ‫‪225.3‬‬ ‫‪225.3‬‬ ‫أ‪ -‬إجمالي فائض التشغيل‬
‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫ب‪ -‬أقساط اندثارات الفترة المالية‬
‫‪100.3‬‬ ‫‪100.3‬‬ ‫‪100.3‬‬ ‫‪100.3‬‬ ‫‪ -‬صافي الربح قبل الضريبة (أ ‪ -‬ب)‬
‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫د ‪ -‬ضريبة على األرباح ‪)2 ÷ ( %50‬‬
‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫هـ‪ -‬صافي الربح المحاسبي ( – د)‬
‫‪175.15‬‬ ‫‪175.15‬‬ ‫‪175.15‬‬ ‫‪175.15‬‬ ‫إجمالي فائض التشغيل بعد الضريبة(أ – د)‬

‫وبتطبيق طريقة القيمة الحالية لعدد من المبالغ الثابتة إلجمالي فائض التشغيل‬
‫بعد الضريبة لألربع سنوات‪ ،‬فإن ذلك يضفي على االستثمار عائد حالي‬
‫بمعدل(‪ )%15‬بعد الضريبة ‪.‬‬
‫وقد تم احتساب معدل العائد من خالل استخدام المعادلة اآلتية ‪-:‬‬

‫‪(1  AD ) n  1‬‬ ‫‪1  (1  AD )  n‬‬


‫‪I 0  FM (1  AD ) n .‬‬ ‫‪ FM ‬‬
‫‪AD‬‬ ‫‪AD‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫قيمة االستثمار المبدئي (قيمة الموجود الرأسمالي ) ‪.‬‬ ‫‪ I0‬‬

‫قيمة المبلغ الثابت ( إجمالي فائض التشغيل ) ‪..‬‬ ‫‪ FM‬‬

‫‪ = AD‬معدل الخصم ‪.‬‬


‫عدد األقساط أو عدد السنوات ‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫وبالتعويض عن هذه الرموز باألرقام ينتج رقما ً ( معامل ) يقابله في القائمة‬


‫المالية معدل خصم (‪ )%15‬الذي يمثل الربحية الداخلية للمشروع معدل العائد‬
‫الداخلي ( ‪ ، ) internal return rate‬وهذا المعدل يتشابه من حيث المفهوم مع‬
‫نقطة التعادل ‪،‬حيث تتساوى عنده مجموع عوائد االستثمار مع مبلغ االستثمار‬

‫‪164‬‬
‫المبدئي ‪ ،‬وبعبارة أخرى هو المعدل الذي يكون عنده الفرق بين التدفقات النقدية‬
‫الصافية ومبلغ االستثمار المبدئي صفر أو صافي القيمة الحالية يساوي صفر وبناءا ً‬
‫على ذلك فأن هذا المعدل يستخرج كما يلي ‪-:‬‬

‫‪1  (1  AD ) 4‬‬
‫‪500  175.15 ‬‬
‫‪AD‬‬

‫‪1  (1  AD ) 4‬‬ ‫‪500‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ 2.855‬‬
‫‪AD‬‬ ‫‪175.15‬‬

‫وهذا الرقم (‪ )2.855‬يقابل المعدل ‪ %15‬في جدول القائمة الحالية ‪.‬‬

‫تأسيسا ً على ما تقدم يمكن تناول ثالث حاالت يؤثر فيها التضخم على‬
‫الضريبة واإلندثارات (على افتراض أن استثمارات االستبدال صفر باستثناء الحالة‬
‫الثانية) ‪.‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬تأثير التضخم على القيمة الحالية‬
‫بافتراض أن الشركة تقوم بهذا االستثمار في ظل معدل تضخم قدره(‪،)%15‬‬
‫ويمكن أن ينعكس هذا المعدل على مستوى إجمالي فائضها التشغيلي‪ ،‬وبافتراض أن‬
‫الشركة من الناحية االقتصادية تكون بعيدة عن تأثير التضخم ألن إجمالي فائضها‬
‫التشغيلي يزداد بازدياد معدل التضخم ( على افتراض أن إجمالي فائض التشغيل‬
‫يزداد بنسبة ‪ %15‬سنويا ً ) ‪ .‬وكما في الجدول أدناه‪-:‬‬
‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنوات‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫البيان‬
‫‪394.05‬‬ ‫‪342.65‬‬ ‫‪297.95‬‬ ‫‪259.1‬‬ ‫أ‪ -‬إجمالي فائض التشغيل قبل االندثار‬
‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪125‬‬ ‫ب‪ -‬أقساط إندثارات الفترة المالية‬
‫‪269.05‬‬ ‫‪217.65‬‬ ‫‪172.95‬‬ ‫‪134.1‬‬ ‫‪ -‬صافي الربح قبل الضريبة (أ – ب)‬
‫‪134.55‬‬ ‫‪108.8‬‬ ‫‪86.5‬‬ ‫‪67.05‬‬ ‫د‪ -‬ضريبة على األرباح ‪)2 ÷ ( %50‬‬

‫‪165‬‬
‫‪134.55‬‬ ‫‪108.8‬‬ ‫‪86.5‬‬ ‫‪67.05‬‬ ‫هـ‪ -‬صافي الربح المحسابي ( – د)‬
‫‪259.55‬‬ ‫‪233.8‬‬ ‫‪211.5‬‬ ‫‪192.05‬‬ ‫إجمالي فائض التشغيل بعد الضريبة (أ ‪ -‬د)‬

‫إن قياس الربحية االقتصادية لهذا المشروع االستثماري باستخدام معدل خصم‬
‫قدره( ‪( )%30‬انطالقا ً من تكامل معدل الخصم مع معدل التضخم) ‪ ،‬يؤدي إلى جعل‬
‫القيمة الحالية للمشروع االستثماري تعادل (‪ )470.15‬ألف دينار ‪ ،‬أي أن هذا المعدل‬
‫ال يساعد المشروع على استعادة كامل رأسماله المستثمر أصالً والبالغ (‪ )500‬ألف‬
‫دينار‪ ،‬ومن ثم فإن صافي قيمته الحالية يصبح سالبا ً بملغ قدره (‪ )29.85-‬ألف دينار‬
‫‪ ،‬وهذا يعني أن المشروع االستثماري لم يحقق بعد أي فائض نقدي من خالل‬
‫من‬ ‫‪NetV‬‬ ‫استخدام هذا المعدل ‪ ،‬وقد تم التوصل إلى احتساب صافي القيمة الحالية‬
‫خالل المفاهيم اآلتية ‪-:‬‬
‫● القيمة الحالية لدينار متاح بعد ( ‪ ) n‬من السنوات بمعدل خصم ( ‪ ) m‬يمكن أن‬
‫يعادل‪-:‬‬

‫‪1‬‬
‫دينار اليوم‬
‫‪(1  m) n‬‬

‫النقدية ) ‪(Z‬‬ ‫صافي القيمة الحالية ) ‪ = (NetV‬القيمة الحالية المتراكمة لجميع التدفقات‬
‫المبدئي ) ‪( I 0‬‬ ‫– االستثمار‬

‫‪NetV  Z  I 0‬‬ ‫أي ‪:‬‬

‫‪192.05 211.5‬‬ ‫‪233.8 259.55‬‬


‫‪Z‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ 470.15‬‬
‫)‪(1.30‬‬ ‫)‪(1.30‬‬ ‫‪(1.30) 3 (1.30) 4‬‬

‫‪NetV  500  470.15‬‬

‫‪166‬‬
‫وعليه يتطلب اختيار معدل آخر أقل من (‪ )%30‬للتوصل إلى معدل عائد‬
‫المشروع االستثماري (معدل العائد الداخلي) الذي يسمح بتعادل الكلفة األصلية‬
‫لالستثمار مع مجموع تدفقاته النقدية الحالية المتوقعة ‪ .‬وبإتباع طريقة التجربة على‬
‫المعدالت األدنى من (‪ )%30‬الستخراج القيمة الحالية ‪ ،‬يمكن العثور على المعدل‬
‫الذي يعبر عن ربحية هذا المشروع االستثماري ‪ ،‬وهنا يقع االختيار على المعدل‬
‫( ‪. )%27‬‬
‫يستنتج من هذا التحليل أن القيمة الحالية للربحية بعد الضريبة ( إجمالي فائض‬
‫التشغيل بعد الضريبة )لم تزداد بنفس معدل النمو االسمي الالزم للتضخم‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب زيادة الضريبة الناجمة عن نمو الربح المحاسبي‪ .‬وعليه فإن هذا االستثمار‬
‫يكون مرفوضا ً في ظل الظاهرة التضخمية‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬تأثير التضخم على النقد‬
‫بافتراض إن أقساط االندثارات تمثل بالكامل استثمارات االستبدال والصيانة‬
‫المرتبطة بهذا المشروع االستثماري ‪ .‬ففي هذه الحالة يتكون رصيد النقد من إجمالي‬
‫فائض التشغيل بعد الضريبة مطروحا ً منه مبلغ استثمارات االستبدال (‪ 125‬ألف‬
‫دينار سنويا ً ) ‪ ،‬ويعرض بالجدول اآلتي‪:‬‬

‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنوات‬


‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫البيان‬
‫‪259.55‬‬ ‫‪233.8‬‬ ‫‪211.5‬‬ ‫‪192.1‬‬ ‫أ‪ -‬إجمالي فائض التشغيل بعد الضريبة‬
‫‪218.65‬‬ ‫‪190.1‬‬ ‫‪165.3‬‬ ‫‪143.75‬‬ ‫ب‪ -‬استثمارات االستبدال والصيانة‬
‫‪40.9‬‬ ‫‪43.7‬‬ ‫‪46.2‬‬ ‫‪48.3‬‬ ‫‪ -‬رصيد النقد في ظل التضخم‬
‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫د‪ -‬رصيد النقد بدون تضخم‬

‫يالحظ من الجدول أعاله إعادة تقييم استثمارات االستبدال (خصمها بمعدل‬


‫‪ %15‬سنويا ً ) قد سبب انخفاض واضح في وفورات النقد للشركة ‪ .‬وحين يحصل‬
‫هذا االنخفاض بسبب ذلك فإن المشروع يرفض في ظل التضخم ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تأثير التضخم على النمو‬

‫إذا لم يتحقق أي استثمار استبدال‪ ،‬فإن أقساط االندثارات المحتسبة خالل كل‬
‫فترة مالية تساعد على تعجيل النمو الصناعي عن طريق إعادة استثمار األموال في‬
‫العملية اإلنتاجية ‪.‬‬
‫إن إعادة استثمار أقساط االندثارات ‪ ،‬المتكونة من (‪ )125‬ألف دينار سنويا ً‬
‫بمعدل(‪ )%15‬سنويا ً ‪ ،‬سيجعل القيمة النهائية ( القيمة المكتسبة ) لعدد من أقساط‬
‫االندثارات الثابتة بمعدل (‪ . )%124.83‬وقد تم التوصل إلى احتساب القيمة النهائية‬
‫( ا لقيمة المقتناة أو المكتسبة ) باستخدام قانون الرسملة الذي يقوم على أساس تحويل‬
‫القيمة الحاضرة إلى قيمة مستقبلية عن طريق المعادلة اآلتية ‪-:‬‬

‫‪FV ‬‬
‫‪D  1‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ DY‬‬
‫‪E‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫القيمة النهائية (القيمة المكتسبة) ‪.‬‬ ‫‪ FV‬‬

‫معدل أقساط االندثار ‪.‬‬ ‫‪D‬‬

‫قسط االندثار السنوي ‪.‬‬ ‫‪ DY‬‬

‫عدد األقساط ‪.‬‬ ‫‪n‬‬

‫‪FV ‬‬
‫‪0.15  14  1  125  624.17‬‬
‫‪0.15‬‬

‫أما إذا أعيد استثمار أقساط االندثارات بمعدل( ‪ )%30‬بضمنه معدل التضخم‬
‫فإن القيمة النهائية لهذه األقساط تصبح (‪ )773.375‬ألف دينار في نهاية السنة‬
‫الرابعة ‪ ،‬في حين أن القيمة الحالية للموجود الرأسمالي بعد أربع سنوات وبمعدل‬
‫(‪)%15‬تصبح (‪ )874.5‬ألف دينار وعليه فإن التضخم االقتصادي في هذه الحالة‬
‫ألغى التأثير المضاعف للنمو الناجم عن االندثار ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫يستنتج من خالل هذا العرض بأنه في حالة االعتماد على المحاسبة التي‬
‫تسجل أساسا ً بالكلفة التاريخية‪ ،‬فإن التضخم يقود الشركة إلى خطر المبالغة في تقييم‬
‫ربحها المحا سبي ويرافق ذلك إضعاف حقيقي لموجوداتها االقتصادية وتخفيض النقد‬
‫فيها ‪.‬‬
‫إذا كانت اندثارات الفترة المالية تمثل بالكامل استثمارات االستبدال ( مثل‬
‫حالة الشركات التي يكون فيها معدل النمو ضعيف أو صفر ) ‪ ،‬فإن الشركات تعلن‬
‫ربحا ‪ ،‬مبالغ في تقديره ‪ ،‬ال يحمي موجوداتها االقتصادية ‪ ،‬أي بمعنى آخر ال‬
‫يساعدها على تأمين تجديد موجوداتها‪ .‬وأخيرا ً‪ ،‬حينما يكون معدل التضخم مرتفعا ً‬
‫في فترة النمو ‪ ،‬فإن التأثير المضاعف لالندثار يتناقص‪ ،‬ال بل حتى يتالشى‪.‬‬
‫‪ -3‬التضخم والقيمة النهائية‬
‫غالبا ً ما يكتنف تحديد القيمة النهائية (‪ )Residual Value‬ألي استثمار‬
‫صعوبات كبيرة‪ ،‬بسبب أن هنالك ثالث احتماالت للقيمة النهائية‪ .‬فقد تكون القيمة‬
‫النهائية على شكل قيمة تصفوية تتحدد من خالل ثمن إعادة البيع لمختلف العناصر‬
‫التي يتكون منها االستثمار‪ .‬وقد تكون القيمة النهائية على شكل قيمة بالكلفة‬
‫اال ستبدالية تتحدد من خالل رغبة الشركة في اقتناء سلعة مماثلة في نهاية فترة حياة‬
‫المشروع لغرض متابعة هذا النشاط ‪ .‬وأخيرا ً قد تكون القيمة النهائية على شكل قيمة‬
‫اقتصادية تتحدد بحسب اإليرادات المستقبلية المنتظرة ‪ .‬وفي جميع الحاالت فإن‬
‫القيمة النهائية ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً باختيار مدة استعمال الموجودات المقتناة وتعتمد‬
‫على األهداف المحددة من قبل إدارة الشركة وعلى الظرف االقتصادي الذي سيحدد‬
‫الكلفة الفرصية لالستثمار ( ‪. ) opportunity cost‬‬
‫إذا كانت القيمة السوقية (‪ )Market Value‬للموجود الرأسمالي ( قيمة‬
‫اقتناء ‪ ،‬قيمة تصفوية ‪ ،‬قيمة استبدالية ) تحقق نموا ً اسميا ً مرتفعا ً (فائض قيمة أو ربح‬
‫الموجود) مستقالً عن التشغيل ومتكافئ مع معدل التضخم االقتصادي فإن الموجود ال‬
‫يتأثر بالتضخم إذا كانت قيمته النهائية كبيرة ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫والمثال اآلتي يساعد على تبسيط هذه الفرضية ‪ .‬فلو أقتني موجود رأسمالي‬
‫بمبلغ (‪ )500‬ألف دينار ‪ ،‬يؤمن للشركة دخل سنوي بمبلغ (‪ )50‬ألف دينار ويرتبط‬
‫بإعادة بيع الموجود بثمن الشراء في نهاية السنة الرابعة ‪ ،‬فإن سجل استحقاق تدفقات‬
‫األموال المتعلقة بهذا االستثمار يكون كما يأتي ‪-:‬‬
‫السنة (‪)4‬‬ ‫السنة (‪)3‬‬ ‫السنة (‪)2‬‬ ‫السنة (‪)1‬‬ ‫السنة(صفر)‬
‫‪+550‬‬ ‫‪+50‬‬ ‫‪+50‬‬ ‫‪+50‬‬ ‫‪-500‬‬

‫إذا كان معدل التضخم (‪ )%15‬وإذا ازدادت القيمة النهائية للسلعة بهذا المعدل‪،‬‬
‫فإن سجل االستحقاق يصبح كاآلتي ‪-:‬‬
‫السنة (‪)4‬‬ ‫السنة (‪)3‬‬ ‫السنة (‪)2‬‬ ‫السنة (‪)1‬‬ ‫السنة(صفر)‬
‫‪+961.95‬‬ ‫‪+67.04‬‬ ‫‪+66.13‬‬ ‫‪+57.5‬‬ ‫‪-500‬‬

‫أي ربحية فعلية بمعدل (‪ ،)%25‬تعادل مجموع معدل الربحية بدون تضخم‬
‫ومعدل التضخم ( انعكس بالكامل على مستوى ربحية المشروع ) ‪ .‬ويتضح مما تقدم‬
‫أن التضخم يكون في صالح االستثمارات التي تكون فيها القيمة النهائية كبيرة‬
‫كالمباني واألراضي … الخ ‪.‬‬
‫‪ -4‬التضخم واحتياجات رأس المال العامل‬
‫يعد مفهوم احتياجات رأس المال العامل (‪، )Working Capital Needs‬‬
‫تسميات أخرى مثل احتياجات دورة التشغيل أو رأس المال‬ ‫أو ما يطلق عليه‬
‫العامل المعياري ‪ ،‬من المفاهيم حديثة العهد في اإلدارة المالية ‪ ،‬ويعرف بأنه الحاجة‬
‫المعيارية للتمويل الناشئ عن دورة التشغيل( شراء ‪ ،‬إنتاج ‪ ،‬بيع ) ‪.‬‬
‫يستند هذا المفهوم إلى أن الشركة ال تسدد دائما مبالغ مشترياتها نقدا فهي‬
‫تنتفع من ائتمان المجهزين ‪ ،‬كما إن الشركة بالمقابل ال تستلم مبالغ مبيعاتها نقدا فهي‬
‫تقوم بمنح ائتمان للزبائن ‪ ،‬ونتيجة للتفاوت الزمني الذي يحصل بين التدفقات النقدية‬
‫الخارجة والداخلة من وإلى الشركة فانه البد من تعبئة األموال الالزمة لذلك عن‬

‫‪170‬‬
‫طريق إيجاد المتطلبات أو االحتياجات المالية من خالل الفرق بين عناصر‬
‫الموجودات التشغيلية وعناصر المطلوبات التشغيلية مع وجوب األخذ بنظر االعتبار‬
‫فترات تسديد حسابات المجهزين وفترات تحصيل حسابات الذمم المدينة وتستخدم‬
‫المعادلة اآلتية ‪:‬‬

‫احتياج رأس المال العامل = المخزون ‪ +‬حسابات الذمم – المجهزين‬

‫يتضح من خالل تعريف احتياجات رأس المال العامل أنها تمثل استثمار غير‬
‫قابل لالندثار‪ ،‬فأي تفاوت بس يط يختفي في نهاية فترة التشغيل‪ .‬وحساسية احتياجات‬
‫رأس المال العامل للتضخم االقتصادي تظهر بصورة مختلفة عن الحاالت السابقة‪.‬‬
‫إن أي مشروع استثماري البد أن يتحدد استحقاق التدفق المرتبط به من‬
‫خالل إضافة زيادة احتياجات رأس المال العامل ‪ ،‬المطلوبة للتوسع في مستوى‬
‫النشاط ‪ ،‬إلى نفقات األموال ‪ ،‬فضالً عن إن زيادة احتياجات رأس المال العامل يمكن‬
‫أن تشكل استثمار منفصل بالكامل مثل تبدل سياسة التخزين ‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل‬
‫المثال المبسط اآلتي ‪-:‬‬
‫تستثمر إحدى الشركات مبلغ (‪ )500‬ألف دينار في احتياجات رأس المال العامل‬
‫‪ ،‬وهذا االستثمار يجب أن يحقق لها صافي ربح بعد الضريبة بمبلغ (‪ )100‬ألف‬
‫دينار على مدى ثالث سنوات ‪ .‬وبافتراض إن هذا االستثمار يخضع إلى تضخم‬
‫اقتصادي بمعدل (‪ . )% 15‬ففي هذه الحالة يكون سجل استحقاق التدفقات ( يقع في‬
‫بداية الفترة المالية ) كما يأتي ‪-:‬‬
‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنوات‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫البيان‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫صافي الربح بدون تضخم‬
‫‪152.1‬‬ ‫‪132.5‬‬ ‫‪115‬‬ ‫صافي الربح في ظل التضخم االقتصادي (‪)1( )%15‬‬
‫‪670.45 -‬‬ ‫‪661.25‬‬ ‫‪575‬‬ ‫احتيا رأس المال العامل في ظل التضخم‬

‫‪171‬‬
‫(احتيا ملغي عند‬
‫‪99.2‬‬ ‫‪86.25‬‬ ‫زيادة احتيا رأس المال الالزم للتضخم (‪)2‬‬
‫ترك التشغيل)‬
‫(نهاية السنة)‬
‫‪912.55+‬‬ ‫‪33.03+‬‬ ‫‪28.75+‬‬ ‫التدفقات السنوية لألموال (‪)2-1‬‬

‫‪500 -‬‬ ‫االستثمار المبدئي‬


‫(بداية السنة)‬

‫يمكن اإلشارة من خالل هذا العرض السابق إلى مالحظتين‪ ،‬فالمالحظة‬


‫األولى هي إن فائض النقد ينخفض بشكل كبير في حالة التضخم حتى تصفية‬
‫االستثمار في نهاية السنة الثالثة‪ .‬لذلك فإن التضخم أدى إلى احتياج أو استخدام‬
‫إضافي لألموال من قبل الشركة بمبلغ(‪ )86.25‬ألف دينار في السنة األولى و‬
‫(‪ )99.2‬ألف دينار في السنة الثانية‪.‬‬
‫والمالحظة الثانية هي أن معدل العائد الداخلي لالستثمار لم يتغير على الرغم‬
‫من التضخم ‪ ،‬فقد بقي معادالً إلى (‪ . )%20‬ولكن إذا كان االستثمار محميا ً من‬
‫التضخم فان هذا المعدل يجب أن يرتقي إلى (‪ . )15 ×20( )%35‬وقد تم استخراج‬
‫معدل الربحية للحالتين كما يلي‪-:‬‬

‫يقابل المعدل (‪ )%20‬في قائمة القيمة الحالية ‪.‬‬ ‫‪2.106 ‬‬


‫‪0.2  13  1‬‬ ‫*‬
‫‪0.2‬‬

‫‪ 1.696 ‬يقابل المعدل(‪ )%35‬في قائمة القيمة الحالية ‪.‬‬ ‫‪‬‬‫‪0.35  1  1‬‬
‫‪3‬‬
‫*‬
‫‪0.35‬‬

‫تنتج هذه الظاهرة من إعادة التقييم التلقائي لبنود الموجودات المتداولة ‪ ،‬إذ إن‬
‫النمو االسمي في المبيعات يؤدي إلى نمو اسمي في المخزون والذمم المدينة ‪ .‬وبناءا ً‬
‫على ذلك يمكن التأكيد بشكل قاطع على أن الشركات التي يكون فيها حجم احتياج‬
‫رأس المال العامل كبير ‪ ،‬ال بد أن تتحمل تلقائيا ً زيادة هذا االحتياج الناجمة عن‬
‫التضخم ‪ ،‬في حين تبقى بالمقابل القيمة الحالية الستثماراتها بدون تغيير ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫بعد استعراض أثر التضخم على احتياج رأس المال العامل‪ ،‬البد من اإلشارة‬
‫بصورة مختصرة إلى المشكالت المرتبطة بالنمو االسمي للمخزون‪ .‬وهنا ال يمكن‬
‫النظر بشيء من التفصيل إلى مشكلة نظام تقييم المخزون (‪، LIFO ،FIFO‬‬
‫المعدل الموزون أو المتحرك ) الذي يجب على الشركة أن تستخدمه ‪ .‬لكن يمكن‬
‫القول أن الشركة التي تعمل في ظل التضخم تستطيع بفضل نظام االحتياطيات أن‬
‫تحتمي جزئيا ً من تأثير التضخم على مخزون المواد األولية ومخزون المنتجات التامة‬
‫وغير التامة ‪.‬‬
‫توجد من الناحية النظرية ثالث طرائق أساسية ‪ ،‬لتأمين تجديد المخزون خالل‬
‫فترة التضخم تفضي جميعها إلى تكوين احتياطي ‪ .‬وهذا االحتياطي تارة يكون معلن‬
‫وتارة أخرى يكون سري ‪ .‬الطريقة األولى هي طريقة مخزون الحد األدنى الواجب‬
‫االحتفاظ به ( االستراتيجي ) التي تقوم على أساس تكوين احتياطي سري ‪ .‬والطريقة‬
‫الثانية هي طريقة احتياطي تغييرات األسعار ( وفق مخزون آخر المدة الحقيقي ) ‪.‬‬
‫أما الطريقة الثالثة فهي طريقة احتياطي الحفاظ على المادة ( وفق المخزون‬
‫الضروري لالستمرار في التشغيل )‪ .‬ففي حالة ارتفاع األسعار يتعين على الشركات‬
‫أن تخصص المزيد من المبالغ لغرض تمويل عملية االحتفاظ بالكمية المادية نفسها‬
‫للمخزون‪ .‬وإن هذا االحتياج لألموال اإلضافية يتعين أن ال يمثل استثمارا ً للربح‪ ،‬بل‬
‫يتعين أن يكون بمثابة مصروف حتمي من أجل تفادي خسارة مادة ‪ .‬لذلك يتم غالبا ً‬
‫تغطية هذا التخصيص أو االحتياطي من الضريبة المفروضة على أرباح الشركات ‪،‬‬
‫لكي تتمكن هذه الشركات من تخصيص األموال الالزمة لتمويل مخزونها‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫يعتمد تقييم الربحية االقتصادية للمشروعات االستثمارية على أساس تحديد‬


‫التدفقات النقدية الناجمة عن تشغيل االستثمارات ‪ .‬وتحتسب التدفقات النقدية من خالل‬
‫الفرق بين اإليرادات التشغيلية والمصروفات التشغيلية ‪ .‬ويمثل هذا الفرق ‪ ،‬من‬
‫وجهة النظر المحاسبية ‪ ،‬إجمالي فائض التشغيل ‪ ،‬كما أن هذا الفرق يمكن أن يحتسب‬
‫من خالل جمع عنصرين رئيسيين هما صافي الربح بعد الضريبة واندثارات الفترة‬
‫المالية ‪.‬‬
‫وحينما يتم تحديد التدفقات النقدية الحقيقية في ظل االقتصاد التضخمي فإنه‬
‫يمكن التوصل إلى قياس عائد االستثمارات بصورة صحيحة ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى‬
‫توجيه قرارات االستثمار نحو االتجاه السليم ‪ .‬وعليه حينما يؤخذ أثر التضخم بنظر‬
‫اال عتبار يتعين خصم التدفقات النقدية بمعدل خصم يتضمن معدل التضخم بغية‬
‫التوصل إلى التقييم العادل لالستثمارات ‪ ،‬ومن ثم توفير درجة حماية للشركة من‬
‫تأثير التضخم ‪.‬‬
‫هنالك جملة استنتاجات تتعلق بتأثير التضخم على االستثمارات وتقييم ربحيتها‬
‫‪ ،‬يمكن إيجازها بما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ ‬تشكل ضريبة األرباح ‪ ،‬التي تعتمد على احتساب الربح المحاسبي في ظل‬
‫التضخم ‪ ،‬حالة تضليل وتشويه ‪ ،‬وخاصة حينما يحتسب هذا الربح بعد تنزيل‬
‫االندثارات المحتسبة على أساس الكلفة التاريخية ‪.‬‬
‫‪ ‬تؤدي زيادة الضريبة الناجمة عن زيادة الربح المحاسبي إلى عدم زيادة‬
‫ال قيمة الحالية لعائد الموجود الرأسمالي بنفس معدل الزيادة االسمي الالزم‬
‫للتضخم ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ ‬تنخفض الوفورات النقدية في الشركة بشكل ملحوظ حينما يعاد تقييم‬
‫استثمارات االستبدال والصيانة (االندثارات من خالل خصمها بمعدل خصم‬
‫معين) ‪.‬‬
‫‪ ‬يؤدي التضخم بالنسبة للشركة ‪ ،‬إلى خفض النمو الصناعي الناجم عن إعادة‬
‫استثمار أقساط االندثارات بمعدل معين خالل فترة حياة االستثمار ‪.‬‬
‫‪ ‬يتسبب التضخم ‪ ،‬بالنسبة للشركة التي يكون فيها النمو ضعيف ‪ ،‬في إضعاف‬
‫موجوداتها الرأسمالية ‪.‬‬
‫‪ ‬تكون الموجودات الرأسمالية بعيدة عن تأثير التضخم إذا كانت قيمتها النهائية‬
‫مرتفعة ‪.‬‬
‫‪ ‬يعاد تقييم احتياج رأس المال العامل تلقائيا ً مع التضخم‪ ،‬األمر الذي يتطلب من‬
‫الشركة أموال إضافية‪.‬‬
‫وفي الختام يمكن القول أن التضخم إذا كان باإلمكان تحمله في ظل النمو فإنه‬
‫يصبح محفوفا ً بالمخاطر بالنسبة للشركة حين يحصل ركود في المبيعات ‪ ،‬كما يصبح‬
‫من الصعوبة بمكان تخطي تأثيره على النقد ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫اسئلة الفصل‬
‫‪ -1‬امال الفراغات االتية ‪:‬‬
‫أ‪ .‬يتمثل التدفق النقدي السنوي عادة في الفرق بين‬
‫‪ ..............................‬السنوية الناجمة عن بيع المنتجات المصنعة‬
‫بفضل المشروع االستثماري و ‪ .........................‬التي انفقت في‬
‫عملية الصنع ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تفضل الشركات احتساب االندثار على اساس القسط ‪......................‬‬
‫وخاصة بالنسبة للمشروعات ذات فترات الحياة الطويلة ‪.‬‬
‫ت‪ .‬تؤدي زيادة اندثار االلة بطريقة اقسط ‪ ..........................‬الى‬
‫تخفيض العبء الضريبي ‪.‬‬
‫ث‪ .‬اذا لم يتحقق أي استثمار او استبدال فان اقساط االندثارات المحتسبة‬
‫خالل كل فترة مالية تساعد على ‪ ...........................‬النمو الصناعي‬
‫عن طريق اعادة استثمار االموال في العملية االنتاجية‪.‬‬
‫ج‪ .‬يتسبب التضخم ‪ ،‬بالنسبة للشركة التي يكون فيها النمو ضعيف ‪ ،‬في‬
‫‪ .......................‬موجوداتها الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -2‬عرف العائد على االستثمار ‪،‬وكيف يتم احتسابه ؟‬
‫‪ -3‬كيف يتم احتساب التدفق النقدي محاسبيا؟‬

‫‪ -4‬وضح كيف يتم احتساب صافي القيمة الحالية؟‬

‫‪ -5‬ما هو مفهوم احتياج راس المال العامل ؟ وما هو تأثير التضخم عليه ؟‬
‫‪ -6‬عرف مفهوم احتياجات راس المال العامل (‪.)Working Capital Needs‬‬
‫‪ -7‬هنالك ثالث احتماالت للقيمة النهائية (‪ )Residual Value‬لالستثمار؟‬
‫وضحها وبين كيفية تأثر الموجودات في كل حالة من الحاالت الثالث‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل السابع‬
‫تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)‬
‫‪The Effect of Inflation on Cash - flow‬‬

‫أوال ‪ :‬معدل الخصم أو كلفة رأس المال‬


‫ثانيا ‪ :‬تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار‬

‫‪177‬‬
‫الفصل السابع‬
‫تأثير التضخم على مجرى النقد (التدفق النقدي)‬
‫‪The Effect of Inflation on Cash - flow‬‬

‫انتشرت التقنيات التي تستخدم في تحديد الخيارات االستثمارية بشكل واسع‬


‫ومألوف على صعيد الكتابات الحديثة في مجال اإلدارة المالية كذلك‪ .‬انتشرت‬
‫الوسائل المعقدة التي تستخدم في تحديد منافذ االستثمار وكيفية االستخدام األمثل‬
‫للموارد ‪ ،‬وبخاصة في المشروعات الصناعية ذات التراكم المالي الضخم ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في المشروعات الصناعية األوروبية وفي الواليات المتحدة األمريكية واليابان‬
‫‪ .‬وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت األساليب المتعبة من قبل بعض المشروعات في‬
‫تحديد السيولة النقدية الحالية بعيدة عن الرؤية الفكرية الواضحة وخاصة فيما يتعلق‬
‫باستخدامات معدل الخصم (‪. )Discount rate‬‬
‫غير أن الدراسات التي أعد في هذا المجال أظهرت أن بعض المشروعات‬
‫تأخذ في حسبان النفقات المالية لتحديد مجرى السيولة النقدية ‪ ،‬بينما بعضها اآلخر‬
‫يأخذ في الحسبان السيولة النقدية قبل الضرائب للغرض نفسه ‪ .‬فضالً عن أن هنالك‬
‫بعض المشروعات الصناعية التي أخذت تعتمد األسعار الثابتة للوحدات النقدية‬
‫وتستخدم معدل الخصم أو كلفة رأس مال التي تأخذ بنظر االعتبار متطلبات السوق‬
‫المالية أي أن هذا اإلجراء يأخذ في الحسبان المعدل المتوقع للتضخم ‪.‬‬

‫أن هذه التطبيقات ال تستند إلى القواعد الثابتة والمحددة وال تتماشى مع ما‬
‫يخص النظرية المالية وأبعادها التي تحدد بطبيعة الحال ترابط الخيارات االستثمارية‬
‫مع بعضها ‪ ،‬عالوة على أن المحللين الماليين قد أشاروا إلى أن تحديد معدل الخصم‬
‫يعد من المواضيع المتشعبة التي تختلف بعض إجراءاتها عن المنطق المالي ‪ .‬ومن‬

‫‪178‬‬
‫أبرز التعقيدات التي تترتب على معدل الخصم هو أنه يعتمد في أحيان كثيرة على‬
‫مؤشرات اقتصادية عامة مثل نسبة التضخم المعدلة ومعدل الفائدة على سوق رأس‬
‫المال لآلجال البعيدة بدالً من أن تأخذ بنظر االعتبار خصائص المشروع الصناعي‬
‫في ضوء حسابات دقيقة مثل كلفة رؤوس األموال الممتلكة أو كلفة حقوق الملكية (‬
‫رأس المال االجتماعي وعالوة رأس المال واالحتياطات واألرباح المحتجزة ) ‪.‬‬
‫أن األهمية الحيوية لهذا الموضوع تتطلب من مسئولي الوظيفة المالية في‬
‫المشروعات الصناعية االنتباه إلى ضرورة األخذ بنظر االعتبار استخدام المعايير‬
‫الكمية في حالة التضخم االقتصادي لغرض تحديد مستويات مجرى النقد ‪،‬خصوصا ً‬
‫حينما يستخدم المشروع نسبة قيمة حالية تعكس متطلبات السوق المالية ‪.‬وعليه ينبغي‬
‫توخي الدقة في تحديد طبيعة هذه النسبة بصورة تجعل نتائج المشروع أقرب إلى‬
‫واقع العمليات التشغيلية‪.‬‬
‫وبناءا ً على ذلك فإن هذا الفصل يسلط الضوء على هذه المعايير في مجالين‬
‫رئيسيين‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬معدل الخصم أو كلفة رأس المال ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -:‬تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار ‪.‬‬

‫‪discount rate ( cost of‬‬ ‫أوال ‪ :‬معدل الخصم أو كلفة رأس المال‬
‫) ‪capital‬‬
‫من المالحظ أن غالبية المشروعات الصناعية في بلدان العالم الرأسمالي تباع‬
‫بأسعار اقل من قيمتها التاريخية‪ .‬و عند طرح هذا الموضوع على المتخصصين في‬
‫مجال االستثمارات يتبين بان األرباح ينبغي أن تعدل بشكل متزايد لغرض تعويض‬
‫اآلثار التضخمية ‪ ،‬بمعنى أخر ‪ ،‬لكي تباع المشروعات بقيمها التاريخية يترتب عليها‬
‫إقناع السوق المالية بان لديها اإلمكانية في أن تدر معدل عائد صافي للمساهمين‬
‫يعادل على اقل تقدير (‪ )%18‬نتيجة الستثمار أموالهم فيها‪،‬كما هو الحال في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية في عام ‪1982‬م ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫لذلك فإن معيار العائد على رأس المال الممتلك (حقوق الملكية) ال يكفي‬
‫بوصفه مؤشرا لتعويض اآلثار الناجمة عن التضخم ‪ ،‬فقيمة المشروع الصناعي ال‬
‫يمكن أن تستقل تمام االستقالل عن الظروف التي تتحكم في األسواق المالية ‪ ،‬ألن‬
‫معدالت العوائد على الموجودات تتفاوت تبعا ً لدرجة مخاطرتها ‪ ،‬فالموجودات ذات‬
‫المخاطرة المنخفضة على سبيل المثال بلغ معدل العوائد عليها (‪ )%20‬في الواليات‬
‫المتحدة عام ‪1981‬م ‪ ،‬أما الموجودات المالية ذات المخاطرة العالية كاالستثمارات‬
‫المالية في األسهم والسندات ‪ ،‬فال بد من تعديل قيمها في ضوء ذلك المعدل أي أن‬
‫خصائص األسهم تلعب دورا ً رئيسيا ً في تحديد معدالت العوائد عليها ‪.‬‬
‫من المعروف إن غالبية األسهم تحمل قيم استبدالية متقاربة نوعا ً ما ‪ ،‬لذلك‬
‫يالحظ أن المشروع الذي تنخفض فيه درجة المخاطرة أو نسبة الرسملة عن‬
‫المشروعات األخرى المماثلة في نفس القطاع االقتصادي وفي مجاالت مخاطرة ذات‬
‫طبيعة واحدة يمكن أن ترتفع قيمته الرياضية أو النظرية (‪. )Theoretical Value‬‬
‫وان هذا المنطق في الوصول إلى النتائج يستند إلى النظرية المالية الحديثة وباألخص‬
‫نموذج توازن األصول المالية المشار إليه بالرمز(‪ )FAPM‬واستنادا ً إلى هذا‬
‫للمشروع‬ ‫) ‪(K X‬‬ ‫النموذج فإن كلفة رؤوس األموال الممتلكة أو كلفة حقوق الملكية‬
‫تستخرج من خالل العالقة اآلتية ‪-:‬‬ ‫) ‪(X‬‬

‫‪K X  EQ  ( EP  EQ)SW‬‬ ‫)‪..........(1‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪ = K x‬كلفة حقوق الملكية للمشروع ( ‪. ( X‬‬
‫= معدل الربحية المتوقعة للموجودات عديمة المخاطرة ‪.‬‬ ‫‪EQ‬‬

‫‪ = EP‬معدل الربحية المتوقعة في السوق المالية ‪.‬‬


‫= معامل انخفاض قيمة السهم ‪.‬‬ ‫‪SW‬‬

‫إن هذا النموذج مقبول بشكل عام لدراسة الظاهرة التضخمية في ضوء ما‬
‫توصلت إليه الدراسات الحديثة في مجال اإلدارة المالية ‪ ،‬إال أنه ال يحتوي على جميع‬
‫العوامل والمتغيرات ذ ات التأثير الفعلي على مكونات معدل العائد الذي يتطلبه السوق‬

‫‪180‬‬
‫يمكن أن تستخرج طبقا ً للمعادلة‬ ‫) ‪(SV‬‬ ‫المالية لكل سهم ‪ .‬كذلك فان قيمة السهم‬
‫الحسابية اآلتية ‪-:‬‬
‫‪‬‬
‫‪( EP) n‬‬
‫‪SV  ‬‬ ‫)‪..............(2‬‬
‫)‪n 1 ( RD  1‬‬
‫‪n‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫قيمة السهم‬ ‫‪ SV‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(n‬‬ ‫‪ = ( EP) n‬الربح المتوقع من قبل السوق المالية للسنة‬


‫‪ = RD‬معدل العائد المفروض من قبل السوق المالية بنا ًء على درجة مخاطرة‬
‫السهم‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذا النموذج اشتقت منه معادالت عدة تخدم بشكل‬
‫خاص المشروعات الصناعية ذات النمو السريع ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى تحليالت المعادلتين (‪ )2,1‬نجد أن فائدة المعادلة (‪ )2‬تستند إلى‬
‫)‪(RD‬‬ ‫توضيح الترابط القائم بين قيمة السهم ) ‪ (SV‬في السوق المالية ومعدل ربحية‬
‫المفروضة من قبل السوق المالية‪.‬‬
‫عالوة على أن المعادلة رقم (‪ )1‬تهدف إلى ربط معدل العائد المطلوب لكل‬
‫بمعدل الربحية ( ‪ ) EQ‬الجارية في السوق المالية بالنسبة للموجودات‬ ‫) ‪(S‬‬ ‫سهم‬
‫عديمة المخاطر ‪ .‬وهنا يثار تساؤل على الصعيدين النظري والعملي يتعلق بمعرفة ما‬
‫إذا كان معدل الربحية ( ‪ ) EQ‬يتضمن بشكل واضح وصريح معدل التضخم المتوقع ‪،‬‬
‫وعلى الرغم من عدم تطابق اآلراء بشكل تام بهذا الخصوص فإن العالقة بين معدل‬
‫العائد على الموجودات عديمة المخاطرة ومعدل التضخم تبقى قائمة في جميع‬
‫األحوال ‪ .‬فضالً عن أن الهدف األساسي من المعادلة رقم (‪ )1‬هو معرفة نسبة كلفة‬
‫حقوق الملكية ( ‪ ) K x‬بحدود اعتيادية بعيدة كل البعد عن التعقيدات والتفاصيل المتشعبة‬
‫‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫فإذا تم تحديد كلفة رؤوس األموال الممتلكة (حقوق الملكية ) باالعتماد على‬
‫األسلوب الذي ذكر آنفا ً والذي يصلح ألن يكون أنموذجا ً بالنسبة إلى تقييم رؤوس‬
‫األموال المقترضة (بعد الضرائب) فأنه يمكن التوصل إلى احتساب المعدل الموزون‬
‫لرأسمال ال مشروع الصناعي ‪ ،‬ويعود السبب في االحتساب بعد الضرائب إلى أنه‬
‫باإلمكان حسم األعباء المالية من األرباح الخاضعة للضرائب‪ .‬فلو أخذنا على سبيل‬
‫فإن‬ ‫) ‪(X‬‬ ‫معدل الربح المحاسبي قبل الضرائب على قروض المشروع‬ ‫) ‪(YX‬‬ ‫المثال‬
‫كلفة رؤوس األموال المقترضة بعد الضرائب تحمل بالنسبة الضريبية المقررة قانونا ً‬
‫) ‪(YX‬‬ ‫‪ ،‬وبافتراض أن المشروع يدر ربحا ً ‪ .‬ويقصد هنا بالمعدل‬ ‫)‪(YX 2‬‬ ‫أي بمعنى‬
‫كلفة القروض الجديدة وليس المستبعدة أو المسددة ‪ .‬كذلك يجب مراعاة دمج كلفة‬
‫القروض مع معدل التضخم المتوقع بالعمالت النقدية الجارية ‪.‬‬
‫وطالما أن حساب كلفة رؤوس األموال الممتلكة واألموال المقترضة يتم على‬
‫أساس ظروف السوق المالية ‪ ،‬فمن األفضل أن يحسب كذلك متوسط الكلفة المعدلة‬
‫لرأس المال باستخدام القيم السوقية لمختلف مصادر التمويل أساسا في عملية التقييم‬
‫وليس القيم المحاسبية المسجلة في الميزانية ‪ .‬وبما أن المشروعات الصناعية تعمل ما‬
‫باستطاعتها لالحتفاظ بهيكلية لرؤوس أموالها ‪ ،‬فانه يمكن تصور الهيكلية مقاسة في‬
‫ضوء معطيات السوق المالية باعتبارها نظاما ً مالئما ً للتقييم وخلق التوازن‪ ،‬وعليه‬
‫يمكن توضيح هذه المفاهيم وأسلوب الحساب بالمثال المبسط التالي‪-:‬‬
‫وعلى افتراض أن هيكلية رأس المال لمشروع صناعي ذي قيمة في األسواق‬
‫المالية يتكون مما يأتي ( القيم بأسعار السوق ) ‪-:‬‬
‫النسبة‬ ‫المبلغ (مليون دينار)‬ ‫هيكل رأس المال‬
‫‪%60‬‬ ‫‪24‬‬ ‫رؤوس أموال ممتلكة (حقوق الملكية)‬
‫‪%40‬‬ ‫‪16‬‬ ‫قروض‬
‫‪%100‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المجموع‬

‫‪182‬‬
‫يساوي (‪ )1.4‬أي أن السهم تم تعليته‬ ‫) ‪(SW‬‬ ‫وبافتراض أن معامل االنخفاض‬
‫بمبلغ (‪ )1.4‬عن طريق التذبذبات الحاصلة في السوق المالية ‪،‬وهذا الرقم يمكن‬
‫إيجاده بإرجاع معدل العائد الشهري للسهم مع تلك التي في السوق المالية افترض أن‬
‫‪:‬‬
‫= ‪%15‬‬ ‫‪EQ‬‬

‫‪%18 = EP‬‬
‫فأن كلفة رؤوس األموال الممتلكة تحسب بالمعادالت اآلتية‪-:‬‬
‫‪K X  EQ  ( EP  EQ)SW‬‬

‫‪K X  0.15  (0.18  0.15)1.4  0.19‬‬

‫وبافتراض أن معدل الربح المحاسبي المطبق على القروض الجديدة هو‬


‫‪ %16‬فإن متوسط الكلفة لرأس المال ) ‪ (K‬بعد الضرائب ( شرط أن يحافظ المشروع‬
‫على هيكلية رأس المال نفسها ويحقق أرباحا ً ) يكون مساويا ً إلى ‪-:‬‬

‫‪K  0.6(19%)  0.4(8%)  14.6 100  14.6%‬‬

‫يعني هذا المعدل أن اختيارات االستثمارات يتعين أن تعطي على األقل معدل‬
‫عائد يساوي (‪ )%14.6‬بعد الضرائب لكي تحافظ أسهم المشروع على أقيامها في‬
‫السوق المالية وم ن ثم فإن هذا المعدل يتعين أن يستخدم في حساب القيمة الحالية‬
‫لمجرى النقد المرتبط باالستثمار‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تقييم مجرى النقد المرتبط باالستثمار‬


‫‪Evaluation of cash-flow related at investment‬‬
‫يعد تقييم التدفقات النقدية المتوقعة من استثمار معين مشكلة معقدة وصعبة‬
‫التحديد خاصة وأن توقعات المستقبل في أغلب األحيان غير أكيدة على الرغم من‬

‫‪183‬‬
‫تطور تقنيات وسائل التنبؤ الحديثة التي أصبحت في يومنا هذا أدوات فعالة تساعد في‬
‫تحليل متغيرات الواقع بشكل أقرب إلى الحقيقة ‪ ،‬أي أنه أصبح باإلمكان عمل أكثر‬
‫من تقييم واحد لكل مشروع استثماري يتم اختياره في ضوء تحليل وتصور أبعاد كل‬
‫ظاهرة على حدة ويعود الفضل في ذلك إلى التسهيالت التي تقدمها اليوم الحاسبات‬
‫اإللكترونية الشخصية وأدوات البرمجة على مختلف أنواعها فيما يتعلق بتحديد‬
‫المخاطر المتوقعة من مشروع االستثمار ‪.‬‬
‫تجدر اإل شارة إلى أن الخيار االستثماري إذا لم يغير من مستوى المخاطرة‬
‫بالنسبة للمشروع الصناعي فإنه ال ضرورة إلى زيادة كلفة رأسماله المحسوبة سابقاً‪.‬‬
‫وبعد التأكد من أخذ معدل التضخم االقتصادي المتوقع بنظر االعتبار عند حساب كلفة‬
‫رأس المال يتعين تقييم مجرى النقد بشكل أقرب إلى الحقيقة‪ ،‬كما يتعين تحديد‬
‫العناصر المكونة لمجرى النقد المتوقع ألنها تتأثر بشكل كبير بالتضخم‪.‬‬
‫أما الموارد فأنها تعتمد على تطور أسعار المنتج والتي تختلف في معظم‬
‫األحيان اختالفا ً كبيرا ً عن المؤشر العام لألسعار‪ .‬وبالنسبة لالستخدامات ‪ ،‬إذا كان‬
‫الت ضخم ال يؤثر على تغير حجم مصروف االندثار ‪ ،‬فإنه يؤثر على الرواتب‬
‫واألجور والمواد األولية وكلف التحويالت الخارجية ‪ ،‬ويالحظ أنه في الفترة التي‬
‫فيها يرتفع فيها معدل التضخم ارتفاعا ً حذرا ً ينبغي عمل تقديرات لعناصر مجرى‬
‫النقد جميعا ً بالعملة النقدية الجارية ‪ ،‬والتخلي عن العمل بفرضية تجديد هيكلية‬
‫الموارد واالستخدامات الظاهرة في بداية المدة ‪.‬‬
‫إن عملية إجراء تنبؤات مجرى النقد من سنة ألخرى بالعملة النقدية الجارية‬
‫‪ ،‬مع األخذ بنظر االعتبار التطور المتوقع لكل عنصر مهم ‪ ،‬تعتبر مهمة صعبة‬
‫وشاقة ‪ .‬فقد اعتمدت طريقة حساب القيمة الحالية الختيار االستثمار باستخدام‬
‫معامالت ترجيح ويمكن حساب صافي القيمة الحالية بالصيغة اآلتية ‪-:‬‬

‫‪n‬‬
‫‪MI t (1  AF ) t  MOt (1  BF ) t (1  L)  LDt‬‬
‫)‪............(3‬‬ ‫‪NPV0  ‬‬ ‫‪ C0‬‬
‫‪t 1‬‬ ‫‪(1  K ) t‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ = NPV 0‬القيمة الحالية الصافية المنتظرة من الخيار االستثماري ‪.‬‬
‫‪ = n‬مدة عمر الخيار االستثماري ‪.‬‬
‫‪ = MI t‬النقد الداخل للمدة (‪ )t‬بالعملة النقدية الثابتة ‪.‬‬
‫‪ = MOt‬النقد الخارج للمدة (‪ )t‬بالعملة النقدية الثابتة ‪.‬‬
‫‪ = Dt‬مخصص االندثار للمدة (‪. )t‬‬
‫‪ = F‬معدل التضخم المتوقع ‪.‬‬
‫‪ = A‬نسبة مطبقة على مجرى النقد الداخل ‪.‬‬
‫‪ = B‬نسبة مطبقة على مجرى النقد الخارج ‪.‬‬
‫‪ = L‬نسبة الضريبة على األرباح ‪.‬‬
‫‪ = C0‬كلفة الخيار االستثماري للمدة (صفر) ‪.‬‬
‫‪ = K‬كلفة رأس المال ‪.‬‬
‫يالحظ من خالل النموذج السابق فصل الموارد عن االستخدامات بعضها عن‬
‫بعض حيث افترض لهما نفس التأثير المتوقع من التضخم‪ ،‬وجاءت في النموذج قيم‬
‫تعبر عل ى التوالي عن التأثير المتوقع للموارد واالستخدامات في مواجهه‬ ‫)‪( A, B‬‬

‫التضخم االقتصادي ‪ .‬أما إذا لم يكن األمر هكذا فيكتفي بتجزئة ) ‪ (MIt‬و ) ‪ ( MOt‬إلى‬
‫عناصر متجانسة ينطبق عليها معامل حساسية أكثر انسجاما ً لغرض مواجهه التضخم‬
‫‪ ،‬وبطبيعة الحال فان النتيجة الموجبة للقيمة الحالية الصافية المحسوبة في ضوء‬
‫المعادلة (‪ ) 3‬تعبر عن أن تنفيذ الخيار االستثماري يقود إلى زيادة قيمة المشروع‬
‫وقيمة أسهمه في السوق المالية ‪.‬‬
‫ال بد من اإلشارة هنا إلى أن الصعوبة ال تكمن في استخراج قيمة النموذج من‬
‫الناحية الحسابية استنادا ً للتأثيرات الثابتة للتضخم االقتصادي‪ ،‬ولكن التنبؤ بمجرى‬
‫النقد والمعامالت المرتبطة يشكل صعوبة بالغة في الوصول إلى نتيجة نهائية ذات‬
‫مغزى‪ .‬إن الطريقة األمثل والعملية لتوقع المعامالت في أعاله تستند إلى االعتماد‬

‫‪185‬‬
‫على حركة أسعار األساس النسبية أي المتعددة في الماضي ‪ .‬فقد أشارت الدراسات‬
‫الميدانية إلى وجود عالقة بين األسعار المستقبلية المتوقعة وتغيرات أسعار الفترة‬
‫المنصرمة ‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن االتجاهات الحديثة لألسعار األساسية تؤثر بشكل كبير‬
‫على مدى صحة وسالمة المعلومات الخاصة بالتنبؤ المستقبلي ‪ ،‬لذا فإن وجود‬
‫االضطرابات االقتصادية والمالية العميقة في الوقت الحاضر يقلل من درجة‬
‫مصداقية الحسابات المستقبلية المستندة إلى الماضي وبذلك يقتضي األمر فرز‬
‫العوامل األساسية التي تؤثر بشكل حاد على تكوين مجرى النقد وتركيز جهد التحليل‬
‫على هذه العناصر بصورة عامة عند القيام بعملية اختيار االستثمارات الواسعة‬
‫والكبيرة الن الربحية في هذه الحالة تعتمد على بعض العناصر األساسية ‪ .‬فمثالً‬
‫بالنسبة للمشروع الصناعي الذي يعمل في مناجم األلمنيوم فإن الربحية فيه ترتبط‬
‫ارتباطا ً شديدا ً بأربعة عناصر أساسية هي ‪ :‬كلفة الطاقة الكهربائية ومصروفات النقل‬
‫وكلفة األيدي العاملة والمصروفات المالية ( الفوائد ) ‪ .‬وعليه فإن التحليل يتعين أن‬
‫يرتكز على تطور األسعار النسبية للعناصر األساسية األربعة‪.‬‬
‫إن الهدف الجوهري للنموذج المذكور آنفا ً ليس تحديدا ً وضع طريقة جديدة‬
‫لحساب تطور األسعار النسبية وإنما جلب انتباه اإلدارات المالية في المشروعات‬
‫الصناعية إلى ضرورة إجراء تنبؤات لمجرى النقد مقاسة بالعمالت النقدية الجارية ‪.‬‬
‫والمثال التالي يبين بوضوح كيف أن استخدام رأس المال الذي يمثل متطلبات السوق‬
‫المالية يصاحبه خطر الوقوع في أخطاء التقييم فيما لو استخدم مجرى النقد دون‬
‫تعديله طبقا ً لمتغيرات الظاهرة التضخمية ‪ .‬ففي الجدول رقم (‪ )1‬تم افتراض تنبؤات‬
‫مجرى النقد بالعمالت النقدية الثابتة لمدة خمس سنوات وبمبلغ استثماري قدره ثمانية‬
‫ماليين دينار ‪،‬عالوة على أن هنالك ثالثة أنواع أساسية من نفقات االستثمار هي ‪:‬‬
‫المواد األو لية و القوى المحركة واأليدي العاملة‪ .‬ويالحظ في المثال عدم إظهار‬
‫المصروفات المالية ( الفوائد ) وذلك ألنها أخذت ضمن كلفة رأس المال‪ .‬أما‬

‫‪186‬‬
‫تخصيصات االندثارات فهي ثابتة لجميع السنوات وتم إطفاء االستثمار ضريبيا ً على‬
‫امتداد السنوات الخمس والتي تمثل عمر الخيار االستثماري ‪.‬‬
‫فإذا احتسبت القيمة الحالية الصافية لمجرى النقد في ضوء ما مشار إليه في‬
‫الجدول رقم (‪ )1‬وباستخدام كلفة رأس المال (‪ )14.6‬التي تم احتسابها آنفا ً ‪ ،‬نجد أن‬
‫القيمة سالبة بمبلغ (‪ )466000-‬دينار‪ .‬غير أن هذه النتيجة ال تعبر عن حقيقتها إذا لم‬
‫تؤخذ بنظ ر االعتبار االفتراضات الموضوعة وال سيما في حالة عدم أخذ تنبؤات‬
‫مجرى النقد لظاهرة التضخم االقتصادي في الحسبان ‪ ،‬بينما تحسب كلفة رأس المال‬
‫بالعملة النقدية الجارية ‪.‬‬
‫ولكي يتم عمل قياس منطقي على مستوى الخطة المالية (ليس بالضرورة أن‬
‫يتصف بالدقة المتناهية) يتوجب تغير تنبؤات مجرى النقد طبقا ً للتطور المتوقع‬
‫لموارد واستخدامات العناصر األساسية في مواجهة التضخم ‪.‬‬
‫غير أن مستويات التطور ال تتصف دائما ً بالتجانس‪ ،‬لذلك يجب إعداد جدول‬
‫رقم (‪ ) 2‬ليبين تنبؤات مجرى النقد بالعملة النقدية الجارية مع افتراض يخص تطور‬
‫األسعار الخاصة بكل وحدة أساسية‪ .‬وبناءا ً على ذلك ‪ ،‬فقد افترضنا لأليدي العاملة‬
‫واإليرادات مستوى تطور عام مماثل لمستوى التضخم بنسبة (‪ )%12‬على التوالي‬
‫خالل المدة المحددة بخمس سنوات ‪ .‬واستنادا ً لهذه الفرضيات تصبح القيمة الحالية‬
‫إلى كلفة رأس المال بقيمة موجبة قدرها (‪1056000+‬دينار)‪ .‬أما الخيار االستثماري‬
‫فيقبل ألنه استثمار ذو ربحية بالنسبة للمشروع شريطة أن تؤخذ في الحسبان‬
‫متطلبات السوق المالية في لحظة اتخاذ القرار ‪ .‬علما ً أن االفتراضات الخاصة بتطور‬
‫األسعار لمدة خمس سنوات كانت كاآلتي ‪-:‬‬
‫= ‪%12‬‬ ‫اإليرادات‬
‫= ‪%12‬‬ ‫األيدي العاملة‬
‫= ‪%18‬‬ ‫القوى المحركة‬
‫= ‪%10‬‬ ‫المواد األولية‬
‫= (‪ )8‬ماليين دينار‬ ‫االستثمار األولي‬

‫‪187‬‬
‫القيمة الحالية الصافية = ‪ 1056000+= %14.6‬دينار‬
‫معدل العائد الداخلي = ‪%9.6‬‬
‫يالحظ من خالل نظرة فاحصة لطريقة الحساب في جدول رقم (‪ )1‬إن‬
‫االستثمار يجب إهماله أو ال يمكن قبوله من وجهة النظر المالية ‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫إلى فقدان المساهمين إحدى فرص االستثمار ‪ .‬ويتضح ذلك من المثال آنف الذكر إن‬
‫الربحية بالعملة النقدية الجارية المتوقعة (مقاسة هنا بمعدل العائد الداخلي) في جدول‬
‫رقم(‪ )2‬تبلغ نسبة (‪ )%19.5‬والتي ال تعادل اإلضافة الضئيلة لنسبة الربحية بالعملة‬
‫النقدية الثابتة (‪ )%12.2‬معدل التضخم (‪ ، )%12‬وبدون الخوض في التفاصيل فإن‬
‫المنطق الجوهري يكمن في حقيقة مفادها أن التخصيصات و االندثارات ال تتأثر‬
‫نهائيا ً بمعدل التضخم االقتصادي ‪.‬‬
‫كذلك عندما تتماشى بدقة غالبية أو جميع عناصر اإليرادات ونفقات االستثمار‬
‫مع معدل التضخم فإن مجرى النقد بعد الضرائب ال يساير التطورات نفسها ‪ ،‬والواقع‬
‫أن مختلف عناصر اإليرادات ونفقات االستثمارات لن تزداد بنفس المعدالت في فترة‬
‫التضخم ك ما افترض في المثال أعاله ‪ .‬األمر الذي يؤدي بشكل عام ( عدا حاالت‬
‫استثنائية ) إلى عدم تطابق معدل العائد الداخلي بالعملة النقدية الجارية مع العائد‬
‫الداخلي بالعملة النقدية الثابتة ومعدل التضخم ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪( )1‬المبالغ بآالف الدنانير وبالعملة النقدية الجارية)‬
‫السنوات‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫البيانات‬
‫‪7000‬‬ ‫‪14000‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫اإليرادات‬
‫نفقات االستثمار‪-:‬‬
‫‪2600‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪5700‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫‪2200‬‬ ‫‪ -‬األيدي العاملة‬
‫‪1100‬‬ ‫‪2300‬‬ ‫‪2700‬‬ ‫‪1300‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪ -‬القوى المحركة‬
‫‪1300‬‬ ‫‪2700‬‬ ‫‪3200‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫‪ -‬المواد األولية‬
‫‪2000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪2400‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫اإليرادات – النفقات = ( أ )‬
‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫االندثارات= (ب)‬
‫‪200‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪100‬‬ ‫الضرائب =(س)=( أ ‪ -‬ب)‪2/‬‬
‫‪1800‬‬ ‫‪2800‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫مجرى النقد =( أ‪ -‬س) ‪ ( -‬أ‪ +‬ب)‪2/‬‬

‫‪188‬‬
‫االستثمار األولي (المبدئي ) = ‪ 8000‬ألف دينار‬
‫قيمة حالية صافية بنسبة ‪ 466000 - = %14.6‬دينار‬
‫معدل العائد الداخلي = ‪%12.2‬‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫(المبالغ بآالف الدنانير وبالعملة النقدية الجارية)‬
‫السنوات‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫البيانات‬

‫‪12336‬‬ ‫‪22029‬‬ ‫‪22479‬‬ ‫‪10035‬‬ ‫‪6720‬‬ ‫اإليرادات‬


‫نفقات االستثمار ‪-:‬‬
‫‪4582‬‬ ‫‪7868‬‬ ‫‪8008‬‬ ‫‪3512‬‬ ‫‪2464‬‬ ‫‪ -‬األيدي العاملة‬
‫‪2517‬‬ ‫‪4460‬‬ ‫‪4436‬‬ ‫‪1810‬‬ ‫‪1062‬‬ ‫‪ -‬القوى المحركة‬
‫‪2093‬‬ ‫‪3953‬‬ ‫‪4259‬‬ ‫‪1815‬‬ ‫‪1210‬‬ ‫‪ -‬المواد األولية‬
‫‪3144‬‬ ‫‪5748‬‬ ‫‪5776‬‬ ‫‪2898‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫اإليرادات – النفقات = (أ)‬
‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫االندثارات= (ب)‬
‫‪772‬‬ ‫‪2074‬‬ ‫‪2088‬‬ ‫‪649‬‬ ‫‪192‬‬ ‫الضرائب =(س)=(أ‪-‬ب)‪2/‬‬
‫‪2372‬‬ ‫‪3674‬‬ ‫‪2688‬‬ ‫‪2249‬‬ ‫‪1792‬‬ ‫مجرى النقد =(أ‪ -‬س)‪ ( -‬أ‪+‬ب)‪2/‬‬

‫‪189‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫يتعين على المسئولين في الوظيفة المالية االنتباه إلى اآلثار التضخمية‬


‫وانعكاساتها على مختلف عناصر إيرادات ونفقات االستثمار الخاصة بمجرى النقد‬
‫المتوقع من خيار استثماري معين ‪ .‬وهنالك سببان جوهريان يؤكدان صحة هذا‬
‫االتجاه ‪ .‬األول يستند إلى أن التضخم ذو تأثير متباين على اإليرادات والنفقات‬
‫المختلفة ‪ ،‬األمر الذي يقود إلى تغير صورة الهيكلية األولية للتكاليف ‪ ،‬وعليه يتوجب‬
‫بذل الجهود للتنبؤ بهذا التغير بدالً من إهماله ‪ .‬والثاني يعزى إلى أن المعدالت‬
‫المحددة من قبل السوق المالية تحتوي على معدل التضخم المتوقع وتطبق على‬
‫مجاميع يعبر عنها بالعملة النقدية الجارية ‪ .‬وعليه يتحتم بالضرورة إيجاد المناظر‬
‫الحالي (القيمة الحالية ) لمجرى النقد مقاس بالعملة النقدية الجارية حينما تستخدم كلفة‬
‫رأس المال التي تعكس متطلبات السوق المالية في لحظة معينة ‪ .‬أن هذا االتجاه‬
‫يحول دون االنقياد وراء التقييم غير الدقيق لألرباح الفعلية لالستثمارات ورفض أو‬
‫إهمال الدخول في مجاالت يمكن أن توفر فرصا ً مؤ آتية لتحسين الوضع المالي‬
‫للمساهمين وخاصة عندما تكون معدالت التضخم منخفضة أو اقل من (‪، )%10‬‬
‫وقد ال يؤخذ التغير الطفيف نتيجة تأثير معدالت التضخم بنظر االعتبار وخاصة‬
‫عندما ال يؤدي إلى وقوع توقعات مجرى النقد بأخطاء فادحة ‪ .‬ففي الوقت الذي‬
‫تتعدى فيه حاليا ً معدالت التضخم (‪ )%10‬بالعمالت النقدية الجارية ‪ ،‬فانه يجب‬
‫مقارنة القيمة المناظرة (القيمة الحالية ) لمجرى النقد مع معدل العائد المتحصل من‬
‫السوق المالية ‪.‬‬
‫وفي الختام يمكن التأكيد على أن ظاهرة التضخم تؤدي إلى زيادة تعقيد مشكلة‬
‫إجراء التنبؤات لمجرى النقد ‪ ،‬فضالً عن أنها تؤدي إلى زيادة المخاطر المالية‬
‫المرتبطة بقرار االستثمار ‪ ،‬وتؤدي كذلك إلى خلق مشكلة عدم التأكد من تنبؤات‬
‫مجرى النقد بالعمالت النقدية الثابتة ‪ ،‬ومن ثم مشكلة التنبؤ بالتنوع النقدي لكل‬
‫عنصر من العناصر المكونة لمجرى النقد االستثماري ‪ .‬ولذلك يتعين إهمال فكرة‬

‫‪190‬‬
‫الوصول إلى النتائج السريعة على حساب تأثير تلك المشكالت على التحليل المبرمج‬
‫للربحية والخيارات االستثمارية ‪ .‬وعليه فإن أخذ انعكاسات التضخم بنظر االعتبار‬
‫أصبح من المهمات الضرورية والملحة في عالمنا المعاصر ‪ ،‬وينبغي أن تتحقق‬
‫التنبؤات لدرجة عالية من الدقة كما يجب عدم اإلذعان إلى الفرضية غير المنطقية‬
‫والتي تقوم على أساس أن مجرى النقد ال يتأثر أثناء فترة التضخم ‪ ،‬بل على العكس‬
‫من ذلك يجب عدم إهمال مجرى النقد ألنه يؤثر ويتأثر في حالة حدوث التضخم ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫اسئلة الفصل‬

‫‪ -1‬ناقش العبارة االتية ‪:‬‬


‫" ان معيار العائد على راس المال الممتلك ( حقوق الملكية ) ال يكفي بوصفه‬
‫مؤشرا لتعويض االثار الناجمة عن التضخم "‪.‬‬

‫‪ -2‬ماهي األنواع االساسية لنفقات االستثمار ؟‬

‫‪ -3‬كيف يتم اتساب كلفة راس المال الممتلك او كلفة حقوق الملكية؟‬

‫‪ -4‬وضح كيف ان استخدام راس المال الذي يمثل متطلبات السوق المالية‬
‫يصاحبه خطر الوقوع في اخطاء التقييم فيما لو استخدم مجرى النقد دون‬
‫تعديله طبقا لمتغيرات الظاهرة التضخمية ‪.‬‬
‫‪ -5‬وضح كيف يتم الوصول الى احتساب مجرى النقد؟‬

‫‪‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫معايير تقييم الشركة والتضخم‬
‫‪Evaluation Standards of Firm Value and Inflation‬‬

‫أوال ‪ -:‬المعايير الشخصية‬


‫ثانيا‪ -:‬المعايير التقليدية (المحاسبية)‬
‫ثالثا ‪ -:‬المعايير االقتصادية‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫معايير تقييم الشركة والتضخم‬
‫‪Evaluation Standards of Firm Value and Inflation‬‬

‫لم تعد مشكلة تقدير قيمة الشركة مسألة نظرية مجردة بل أصبحت مسألة‬
‫تستحق الطرح باستمرار في دنيا األعمال‪ .‬إذ يتم في الغالب طرح مشكلة تقييم‬
‫الشركة في حالة االنضمام واالنفصال والبيع الجزئي أو الكلي ‪،‬ال بل حتى في حالة‬
‫تأميم الشركة من قبل الدولة ‪ .‬ومثلما تتحدد قيمة سلعة معينة فإنه يتم تحديد قيمة‬
‫للشركة‪ ،‬فالسلعة تتحدد قيمتها على أساس مفهوم التبادل‪ ،‬أي بتعبير آخر تتمثل قيمة‬
‫السلعة في ثمن التوازن الذي يقبل به كل من البائع والمشتري‪ .‬أما بالنسبة للشركة‬
‫فتتحدد كذلك قيمتها بموجب المعايير التي تخدم بلوغ الرغبة في البيع والشراء‪.‬‬
‫وتتمثل هذه المعايير في المعايير الشخصية والتقليدية واالقتصادية‪.‬‬
‫تعتمد المعايير الشخصية على مفهوم المنفعة التي تستند إلى قوة الرغبة في‬
‫البيع والشراء لدى الطرفين في العملية‪ .‬إذ يتم التفاوض بين البائع والمشتري ‪ ،‬ومن‬
‫ثم يتحدد ثمن التبادل ‪ .‬وتتحكم في توليد قوة الرغبة في الشراء جملة عوامل‬
‫سيكولوجية (نفسية) واقتصادية ترتبط ارتباطا ً شديدا ً بسمعة الشركة وندرتها ‪ .‬وتشمل‬
‫المعايير التقليدية جميع الطرائق التي تساعد في احتساب قيمة الشركة ‪ .‬وتستند كل‬
‫من هذه الطرائق إلى مفهوم الثروة ( صافي المركز المالي )‪ ،‬والسوق المالية ‪،‬‬
‫وربحية الشركة والتقدير الحقيقي لألدوات اإلنتاجية ‪ .‬أما المعايير االقتصادية فتتميز‬
‫باللجوء إلى االستعمال الواسع لألساليب المستخدمة في احتساب ربحية االستثمارات‬
‫المادية ‪ .‬وتفترض هذه المعايير أن صافي المركز الحقيقي أو القيمة الجوهرية يجب‬

‫‪194‬‬
‫أن يضاف إليه قيمة تقديرية لعناصر نوعية لم تظهر بالميزانية لكنها تسهم في تكوين‬
‫ربحية الشركة ‪.‬‬
‫تنطلق أهمية هذا الموضوع من أن الشركة تتعرض ‪ ،‬خالل فترة حياتها ‪،‬‬
‫الى ظروف متعددة وطارئة ‪ ،‬تتطلب هذه الظروف تحديد قيمة للشركة بأكملها أو‬
‫لجزء منها ‪ .‬وتتمثل غالبية هذه الظروف في شراء أو بيع الشركة ‪ ،‬والبحث عن‬
‫مساهمين ‪ ،‬واحتساب قيمة التأمين ‪ ،‬وانتزاع الملكية ‪ ،‬واالنفصال ‪ ،‬واالنضمام ‪،‬‬
‫والتصفية ‪ ،‬واحتساب األسهم ‪ ،‬والرقابة الضريبية واإلدارية ‪ ،‬وتعويض خسائر‬
‫الحرب وغيرها من المتطلبات التي تخدم اإلدارة العليا للشركة في اتخاذ قراراتها ‪.‬‬
‫تواجه الشركات نوعين مختلفين من التقييم ‪ .‬يمثل األول تقييم بنود الميزانية‬
‫‪،‬ويشكل بالنسبة للشركة مشكلة ذات طبيعة محاسبية تعالج باإلجراءات المحاسبية ‪،‬‬
‫ويمثل الثاني التقييم الشامل للشركة ‪ .‬وتعد الطرائق المحاسبية واحدة من بين‬
‫مجموعة إجراءات كثيرة ‪ .‬ونظرا ً ألن هنالك طرائق عديدة للتقييم فإنه يمكن تجميع‬
‫هذه الطرائق في مجموعات رئيسية تستند إلى التقييم المحاسبي والمالي والتقييم‬
‫بالخبرة ‪ .‬كما أن تعدد هذه الطرائق واختالف أنواعها يجعل كل منها غير متكاملة‬
‫إالﹼ إذا جرى التنسيق بين أكثر من معيار الختيار المعيار الذي يتكيف مع كل حالة‬

‫منفصلة بغية خدمة المتطلبات اآلنفة الذكر ‪.‬‬


‫واستنادا ً للمشكالت المرتبطة بالتقييم فقد جاء هذا الفصل ليسلط الضوء ‪،‬‬
‫نظريا وعمليا ً على المعايير التي تستخدم في تقييم الشركات بغية تحليلها وتحديد‬
‫أفضلها استخداما ً ‪ .‬يتناول الفصل ثالثة مواضيع رئيسية هي ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬المعايير الشخصية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ -:‬المعايير التقليدية (المحاسبية) ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ -:‬المعايير االقتصادية ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪Personnel standards‬‬ ‫أوال ‪ :‬المعايير الشخصية‬

‫تستند هذه المعايير إلى مفهوم المنفعة التي تستند‪ ،‬هي األخرى‪ ،‬إلى قوة‬
‫الرغبة في الشراء والبيع لدى كل من المشتري والبائع‪ .‬إذ يتم التفاوض بين هذين‬
‫األخيرين حول تحديد ثمن التبادل ‪ .‬فالبائع يرغب البيع بسعر مرتفع ‪ ،‬في حين أن‬
‫المشتري يدفع ثمن منخفض‪ ،‬وهكذا يتحدد ثمن تبادل السلعة بعد اتفاق الطرفين‪ .‬بيد‬
‫أن هنالك عوامل عديدة تلعب دورا ً مهما ً في توليد قوة الرغبة في الشراء ‪ .‬وأن التقييم‬
‫الذي يستند إلى المنفعة الشخصية يستلزم األخذ بعين االعتبار إغراءات ومنافع‬
‫الجهات الراغبة بامتالك بعض السلع دون األخرى ‪ .‬وعليه فإن هذه الفائدة ترتبط‬
‫بعوامل متعارضة ومحتملة وأحيانا ً شخصية أو ذاتية ‪ ،‬ال بل دائما ً يصعب قياسها‬
‫رقميا ً وبشكل عام يمكن تصنيف هذه العوامل إلى عوامل سيكولوجية (نفسية)‬
‫وعوامل اقتصادية‪.‬‬

‫‪Psychology Factors‬‬ ‫‪ -1‬العوامل السيكولوجية (النفسية)‬

‫تعد الشهرة ( ‪ ) goodwill‬التي تتمتع بها الشركة من أكثر هذه العوامل‬


‫شيوعا ً ‪ .‬فإذا كانت الشهرة واسعة وتشكل عامل جذب مؤثر على المشتري فإنه يوافق‬
‫على دفع قيمة أعلى بكثير من القيمة االقتصادية‪ .‬وقد تأخذ الشهرة الطابع االقتصادي‬
‫حينما يربط المشتري الشهرة بحالة بقاء الشركة ‪ .‬وإلى جانب الشهرة هنالك عوامل‬
‫أخرى تساهم في رفع قيمة الشركة تتمثل هذه العوامل بالموقف االيجابي للغير تجاه‬
‫الشركة مثل المجهزين والبنوك وكذلك السمعة الجيدة للشركة لدى المؤسسات العامة‬
‫مثل اإلدارة الضريبية ‪ ،‬والمنظمات االجتماعية وغيرها‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪Economic Factors‬‬ ‫‪ -2‬العوامل االقتصادية‬

‫يقع عامل الندرة في مقدمة هذه العوامل‪ .‬ومثلما هو الحال بالنسبة للعوامل‬
‫السابقة فإن الندرة تكون مرادفة للبقاء ‪ ،‬إذ أن احتكار الشركة للسوق يؤدي إلى رفع‬
‫قيمة الشركة ‪ .‬كما أن هنالك جملة دوافع اقتصادية تؤثر على قيمة الشركة باالرتفاع‬
‫‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر شراء شركة منافسة ‪ ،‬كشراء شركة مجهزة بهدف‬
‫تخفيض تكاليف الصنع ومن ثم تخفيض أسعار بيع منتجاتها بغية التوسع في مبيعاتها‬
‫وإيجاد أسواق جديدة ‪ ،‬أو شراء شركات ذات تنظيم إداري فعال وشبكة تجارية مهمة‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫لكن المسألة المطروحة تبقى مرهونة بتوجه ورغبة المشتري نحو اقتناء‬
‫الشركة وإمكانية قبوله بإعطاء قيمة مرتفعة للشركة التي يشتريها ‪ .‬وهنا البد من‬
‫التميز بين مفهومي التوظيف (‪ )Placement‬واالستثمار وذلك الختالفهما‪ .‬يتمتع‬
‫التو ظيف باالستقاللية عن مجهز األموال الذي ليس لديه سلطة على إدارتها وإنما‬
‫يودعها لدى المؤسسات المالية مقابل الحصول على إيرادات مالية ‪ .‬في حين قد‬
‫يساهم مجهز األموال في إدارتها بالنسبة لالستثمار (‪ . )Investment‬وبنا ًء على‬
‫ذلك يمكن اعتبار أن الشركة تشابه االستثمار في الحساب االقتصادي الشتراك‬
‫عوامل اإلنتاج في تشغيلها‪.‬‬
‫هنالك نوعان من الحاالت التي تؤثر بشكل فعلي على قيمة الشركة ‪-:‬‬
‫الحالة األولى‬
‫يوظف المشتري أمواله ويتأمل الحصول على ربحية معينة‪ ،‬إالﹼ أنه ليس لديه‬

‫أي فعل مؤثر على تنظيم أو إدارة العمل ‪ .‬وبموجب هذا االفتراض فان قيمة الشركة‬
‫تكون منخفضة من وجهة نظر المشتري ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الحالة الثانية‬
‫يستثمر المشتري أمواله ويرغب بإدارة الشركة بصورة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة ‪ .‬وبموجب هذا االفتراض فان الشركة تكتسب قيمة أعلى مما سيدفعه‬
‫المشتري ألنه يرغب بإدارتها عالوة على استثمار أمواله فيها ‪ .‬ويساعد هذا المبدأ‬
‫على زيادة قيمة الشركة ألنه يولد زيادة الرغبة في الشراء ومن ثم يولد سعر قابل أن‬
‫يكون مفتوح ‪ .‬وعليه فان الدافع االقتصادي في هذه الحالة يطغي على الدافع النفسي ‪.‬‬

‫‪Accountancy standards‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المعايير المحاسبية‬

‫يقصد بهذه المعايير الطرائق التي تستخدم البيانات المحاسبية المدرجة في‬
‫القوائم الختامية (الميزانية وحساب النتيجة ) ‪ .‬تستند هذه الطرائق إلى أحد المفاهيم‬
‫المتعددة في هذا المجال‪ ،‬يتمثل أهمها في مفهوم الثروة والسوق المالية (البورصة )‬
‫وربحية الشركة والتقدي ر االقتصادي‪ .‬واستنادا إلى هذه المفاهيم يمكن احتساب قيمة‬
‫الشركة باستخدام القيمة المحاسبية أو القيمة السوقية أو القيمة المالية (قيمة الربحية )‬
‫أو القيمة الجوهرية (االستبدالية )‬

‫‪Accountancy value‬‬ ‫‪ -1‬القيمة المحاسبية‬

‫يمكن تحديد قيمة الشركة من خالل البيانات التي توفرها الميزانية ‪ .‬وتتمثل‬
‫القيمة المحاسبية للشركة في صافي المركز المالي أو حق الملكية الذي يحتسب عن‬
‫طريق الفرق بين الموجودات الحقيقية والقروض ‪ .‬والبد من اإلشارة إلى أن صافي‬
‫المركز المالي يتضمن حصيلة مجموع رأس المال المساهم به واالحتياطات والفائض‬
‫المرحل والربح المحتمل ‪ ،‬مطروحا ً منها مصاريف التأسيس والعجز المرحل‬
‫والخسائر المحتملة ‪ .‬وإجمالي الموجودات يستبعد منه مصروفات التأسيس ‪ ،‬كما‬

‫‪198‬‬
‫تظهر قيمة الموجودات بالصافي أي بعد طرح االندثارات والمخصصات ‪ .‬أما‬
‫القروض فتظهر بقيمة مطروحا ً منها الربح المحتمل مضافا ً إليها الخسارة المحتملة ‪.‬‬
‫كذلك يمكن بالنسبة للشركات المساهمة ‪،‬احتساب القيمة المحاسبية ( الدفترية ) للسهم‬
‫من خالل قسمة صافي المركز المالي ( صافي حق الملكية ) على عدد األسهم التي‬
‫يتكون منها رأس المال المساهم به ‪.‬‬
‫غير أن هذا التقييم ال يعبر في الواقع عن الحقيقة ‪ ،‬الن بعض الشركات قد‬
‫تضع احتياطيات خفية تؤدي إلى تخفيض أو تعلية بعض بنود الموجودات أو‬
‫المطلوبات مثل المخزون والتخصيصات ‪ .‬لكن يمكن إجراء تقييم مباشر لبعض بنود‬
‫الموجودات ( الموجودات الثابتة ‪ ،‬المخزون … ) والمطلوبات ( التخصيصات )‬
‫باستخدام األسس المعروفة في التحليل المالي بغية التوصل إلى صافي المركز المالي‬
‫الحقيقي أو المعدل ومن ثم الحصول على القيمة المحاسبية المعدلة للسهم ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى إن تقدير قيمة الشركة باستخدام الكشوف المحاسبية ال‬
‫يأخذ بنظر االعتبار الموارد البشرية ‪ .‬وقد تنامت في السنوات األخيرة ‪ ،‬فكرة وضع‬
‫احتساب الموارد البشرية موضع التنفيذ لدى العديد من الشركات ‪ ،‬غير أن هذه‬
‫الطروحات ما زالت نظرية ‪ .‬وعليه فان هذا المأخذ يمكن أن يقلل من أهمية هذه‬
‫الطريقة في التقييم مقارنة بالمعايير األخرى التي تستند إلى النتائج ‪ .‬ويمكن اإلقرار‬
‫بأن هذه المعايير تأخذ ضمنيا ً إلى حد ما الموارد البشرية في الحسبان ‪.‬‬

‫‪Market Value‬‬ ‫‪ -2‬القيمة السوقية‬

‫يمكن تحديد قيمة الشركة من خالل القيمة السوقية أو الرسملة السوقية‬


‫(‪ . )Capitalization of Exchange‬وتحتسب هذه القيمة عن طريق حاصل‬
‫ضر ب عدد األسهم بالمستوى السعري الذي تبلغ إليه هذه األسهم في السوق المالية‬
‫(البورصة) أي بتعبير آخر تحدد القيمة السوقية من خالل حاصل ضرب عدد األسهم‬
‫في سعر السهم بالنسبة للشركات التي تسعر أسهمها في السوق المالية ‪ .‬غير أن‬

‫‪199‬‬
‫التقييم المستخدم في النظرية المالية ‪ ،‬ال يبلغ معناه إال في إطار السوق الكاملة‬
‫(‪ . ) Perfect Market‬وقد ذهب البعض إلى ابعد من ذلك عندما ذكر آن هذا التقييم‬
‫يمكن أن يؤدي إلى تشتت النتائج بمرور الزمن جراء تطور أسعار السوق المالية ‪ .‬إذ‬
‫إن نماذج تقييم األسهم ال تهدف بالدرجة األولى إلى التعبير عن القيمة الحقيقية للسهم‬
‫وإنما تهدف بشكل رئيسي إلى تحديد العناصر المبينة للخطر الذي يتحمله حاملي‬
‫محفظة األسهم (‪ .)Portfolio‬كما أن القيمة السوقية بشكل عام يمكن أن تكون أعلى‬
‫أو اقل من صافي المركز المحاسبي (المالي ) الن التقييم عن طريق السوق يعتمد‬
‫على عوامل عديدة‪ ،‬منها ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ ‬اآلفاق المستقبلية من وجهه النظر االقتصادية للشركة والقطاع الذي تعمل فيه‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬الوضع المالي للشركة ووضعها اإلقراضي ‪.‬‬
‫‪ ‬نوعية اإلدارة وسياستها ‪.‬‬
‫‪ ‬اآلفاق المستقبلية للربح ‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة توزيع الحصص الربحية ‪.‬‬
‫وبناءا ً على ما تقدم يمكن القول إن القيمة المحتسبة بطريقة الرسملة السوقية‬
‫تبقى كذلك معيار ثانوي بالنسبة إلى تقييم الشركة ‪.‬‬
‫‪Valuation by Benefits‬‬ ‫‪ -3‬التقييم بواسطة رسملة األرباح‬
‫‪Capitalization‬‬
‫لقد تطورت هذه الطرائق من خالل جهود بعض المؤلفين في إطار نظرية‬
‫تمويل الشركة وتحديد كلفة حقوق الملكية‪ .‬إذ يمكن معرفة قيمة الشركة بواسطة‬
‫حصة السهم الواحد من األرباح وكذلك يمكن معرفة قيمتها بواسطة األرباح‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫أ‪ -‬التقييم بواسطة حصص األرباح‬

‫يستند هذا األسلوب من التقييم إلى استخراج قيمة مالية للسهم يكون أساسها‬
‫الحصص الربحية التي يمك ن استالمها على مدى فترة غير محددة ‪ ،‬وأن السهم‬
‫سيمنح حامله قيمة تعادل القيمة الحالية لتدفقات اإليرادات المنتظرة ‪ .‬ويعبر عن هذه‬
‫اإليرادات بواسطة الحصص الربحية السنوية أو عند الضرورة بواسطة حصة‬
‫التصفية وعليه فان قيمة ( ‪ )Po‬يمكن أن توضح بالمعادلة اآلتية ‪-:‬‬

‫‪a‬‬
‫‪Dt‬‬
‫‪P0  ‬‬
‫‪t 1‬‬ ‫‪(1  i ) t‬‬

‫حيث إن‪:‬‬
‫‪  Dt‬الحصة‬
‫الفترة المتوقعة‬ ‫‪t‬‬
‫‪  i‬معدل الخصم‬

‫ويمكن القول إن (‪ )Dt‬تمثل قيمة متوسط توزيع احتماالت الحصص‬


‫المستقبلية‪ ،‬وأن (‪ )i‬يوضح معدل الخصم الذي يفرضه المستثمر‪ .‬فإذا حدد السوق‬
‫قيمة السهم (‪ )Po‬فان (‪ )i‬تمثل كلفة حقوق الملكية بالنسبة للشركة‪ .‬أما إذا كان‬
‫المستثمر يبحث عن قيمة يحددها للسهم بغض النظر عن السعر الحالي فانه يختار‬
‫المعدل الذي يحقق له دخال بحيث يأخذ هذا المعدل الخطر المتوقع بنظر االعتبار‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة سيكون هذا المعدل بشكل عام أعلى من الكلفة في سوق رؤوس‬
‫األموال طويلة األجل وفي حالة افتراض إن الحصة المتوقعة ثابتة ‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يمكن التعبير عن العالقة السابقة إليجاد قيمة مالية تعادل (‪ ، )C/I‬لكن بشكل عام‬

‫‪201‬‬
‫تزداد الحصة في اغلب الحاالت بمعدل متوسط اقل من معدل الخصم ‪ .‬وعليه يستلزم‬
‫األمر إحالل ‪ Do )l + C(t‬محل ‪ ، Dt‬إذ أن (‪ )C‬في المعادلة اآلتية تمثل معدل‬
‫النمو ‪ .‬وفي هذه الحالة تقدر قيمة الشركة استنادا ً للعالقة اآلتية التي تعبر عن القيمة‬
‫النظرية للسهم ‪-:‬‬
‫‪D0‬‬
‫‪P0 ‬‬
‫)‪(i  c‬‬

‫وبالنظر إلى أن معدل النمو ال يمكن أن يكون منتظما ً بصفة دائمة فأن األمر‬
‫يدعو إلى وجود نماذج مختلفة تؤخذ في الحسبان تغيرات المعدل على مدى فترة‬
‫طويلة‪ .‬فضالً عن أن هذا األسلوب يوفر معدل رسملة الحصة الربحية للسهم ‪،‬‬
‫ويزداد هذا المعدل بزيادة الحصة الربحية للسهم ‪ .‬وبناءا ً على ذلك تعد جداول‬
‫تتضمن القيمة النظرية للسهم مبنية على افتراضات مختلفة للزيادة في الحصص‬
‫الربحية والفترة ومعدل الخصم ‪ .‬غير انه يفضل من الناحية العملية الدخول مباشرة‬
‫في ربح السهم ‪.‬‬

‫‪Valuation by benefits‬‬ ‫ب‪ -‬التقييم بواسطة األرباح‬

‫تعادل قيمة الشركة بموجب هذا األسلوب رسملة سلسلة من األرباح الصافية‬
‫الحقيقية المتوقعة على مدى عدد معين من السنوات ‪ .‬والربح المستخدم ‪ ،‬أو القدرة‬
‫االيرادية الصافية الحقيقية (‪ ، )net earning power‬يحصل من خالل صافي‬
‫الربح الذي تقرره الشركة ‪ .‬وان قيمة العائد تعبر عن القيمة الحالية لجميع األرباح‬
‫الصافية التي يمكن استالمها على مدى فترة غير محددة ‪ .‬واستنادا ً إلى ذلك فانه يمكن‬
‫إيجاد عالقة تتضمن عاملين الحتساب قيمة العائد (المردود) هما معدل الرسملة‬
‫والربح وكما يلي ‪-:‬‬

‫‪100‬‬
‫‪RV ‬‬ ‫‪ NB‬‬
‫‪C‬‬

‫‪202‬‬
‫حيث أن ‪:‬‬
‫قيمة العائد (المردود) ‪.‬‬ ‫‪ RV‬‬

‫معدل الرسملة ‪.‬‬ ‫‪C‬‬

‫= صافي الربح ‪.‬‬ ‫‪NB‬‬

‫غير أن هذه القاعدة يجب أن تحدد بدقة من ناحية احتساب هذه القيمة في‬
‫االستعمال الداخلي للشركة أو احتسابها ألغراض المساهمين والمستثمرين‪ .‬فإذا كان‬
‫احتساب القيمة ألغراض االستعمال الداخلي للشركة فإن الربح المعتمد يكون من‬
‫حساب النتيجة ( كشف الدخل ) ‪ ،‬ومعدل الرسملة سيكون معدل الفائدة المطبق في‬
‫سوق السندات ‪ .‬أما إذا كان احتساب القيمة ألغراض المساهمين والمستثمرين فإن‬
‫الربح المعتمد سيكون متوسط الربح الموزع خالل السنوات األخيرة ‪ ،‬ومعدل‬
‫الرسملة المعتمد سيكون أعلى من المعدل اآلنف الذكر لألخذ في الحسبان األخطار‬
‫المتوقعة‪.‬‬
‫وفي حالة تحميل الربح بأعباء أخرى ناجمة عن تحميله بإندثارات إضافية‬
‫فإن بعض المتخصصين يفضل إحالل صافي التدفق النقدي(‪)Net Cash Flow‬‬
‫محل الربح ‪ ،‬ولكن يتعين استخدام معدل رسملة أكثر ارتفاعا ً لكي ال تحصل زيادة‬
‫مصطنعة في قيمة الربحية ‪.‬‬
‫وفي ختام الح ديث عن طرائق رسملة األرباح في تقييم الشركات يمكن القول‬
‫أن هذه الطرائق تخدم بشكل خاص إدارة محفظة األوراق المالية ‪ .‬إذ يمكن أن تساعد‬
‫على تصنيف مختلف األسهم في المحفظة تبعا الحتساب أقيامها ‪ .‬لكن بالمقابل تصبح‬
‫هذه الطرائق غير مجدية في حالة عدم توزيع الحصص الربحية خالل فترة النمو‬
‫السريع ‪ ،‬وفي حالة الشركة التي ما تزال بحاجة إلى مزيد من رؤوس األموال ‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫‪Intrinsic Value‬‬ ‫‪ -4‬القيمة الجوهرية (الذاتية)‬

‫تمثل القيمة الجوهرية مفهوم تحليلي لتقييم الشركة‪ .‬وتحدد هذه القيمة من‬
‫خالل تقدير جميع العناصر الحقيقية الالزمة لتشغيل الشركة‪ .‬وبهذا اإلطار فإن القيمة‬
‫الجوهرية تعبر عن قيمة األداة اإلنتاجية‪ .‬وإن القيمة الجوهرية تهدف إلى البحث عن‬
‫قيمة األداة االقتصادية التي تتكون منها قيمة الشركة‪.‬‬
‫هنالك عامالن يتحاكمان في تحديد القيمة الجوهرية ‪ .‬األول يقوم على أساس‬
‫أخذ جميع العناصر التي تساهم في التشغيل حتى ولو لم تمتلكها الشركة بما فيها السلع‬
‫المؤجرة المستعارة أو المهداة ‪ .‬والثاني يأخذ في الحسبان استبعاد السلع الملموسة أو‬
‫غير الملموسة التي لم تكن ضرورية للتشغيل و الخاضعة إلى تقييم خاص بها مثل‬
‫شهرة المحل وبراءة االختراع والماركات ‪ ،‬إذ يتم تقييمها بواسطة رسملة العوائد‬
‫الناجمة عنها‪.‬‬
‫عالوة على ما تقدم ‪ ،‬تمثل القيمة الجوهرية مفهوم وليس حقيقة مادية ‪،‬‬
‫وهي تشابه قيمة إعادة اإلنشاء أو قيمة االستبدال وليست متكافئة مع قيمة الشركة‬
‫وتحدد بوضوح إلى أن القروض ال تخفض من القيمة الجوهرية ‪ ،‬في حين أن‬
‫القروض يتعين أن تستبعد إذا تم اختيار القيمة ‪ .‬ويمكن أن تحتسب القيمة الجوهرية‬
‫بالصافي أي بعد تخفيض المطلوبات المستحقة األداء لكنه يمكن أن تحتسب‬
‫باإلجمالي أي قبل تخفيض القروض ‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك فإن القيمة الجوهرية يمكن أن تمثل مرحلة في التقدير‬
‫النهائي للشركة ‪ .‬وتعد القيمة الجوهرية معيار مساعد ويتخذ وظيفة رقابية مهمة‬
‫للغاية ‪ .‬وتستخدم هذه الوظيفة في المساعدة على إجراء المقارنات مع المعايير‬
‫األخرى للتقييم ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫‪Economic standards‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬المعايير االقتصادية‬

‫تتميز المعايير االقتصادية عن غيرها باللجوء إلى االستعمال المتزايد‬


‫لألساليب المستخدمة في عائد االستثمارات المادية‪ .‬وتقوم هذه المعايير على أساس‬
‫إضافة قيمة تقديرية للعناصر النوعية إلى صافي المركز الحقيقي أو القيمة الجوهرية‬
‫‪ .‬بالرغم من أن هذه العناصر ال تظهر في الميزانية إالﹼ أنها تساهم في خلق ربحية‬

‫الشركة ‪.‬‬
‫‪ -1‬الطرائق المعتمدة على شهرة المحل‬
‫‪Good will Methods‬‬
‫ال ينطوي مفهوم شهرة المحل على حقيقة مادية يعبر عنها في حسابات‬
‫الشركة ‪ ،‬بل ينطوي على مفهوم واقعي لمشكالت التقدير ‪ .‬ويمكن استيعاب هذا‬
‫المفهوم من ز اوية اعتبار أن قيمة الشركة ال تعني ببساطة تجميع العناصر المادية‬
‫(الموجودات الثابتة أو المتداولة) ‪ .‬فالنتائج التي تؤثر على تقييم الشركة تعتمد كذلك‬
‫على العناصر غير الملموسة‪ ،‬المهارة الفنية وكفاءة إدارة أفرادها ‪ .‬مما ينجم عن ذلك‬
‫فائض قيمة منسوبة إلى مجموع العناصر المادية ‪ .‬وهذا الفائض يطلق عليه تسمية‬
‫شهرة المحل (‪. )Good will‬‬
‫إن بعض المؤلفين ‪ ،‬على أثر شمالنباخ (‪ ، )Schmalenbach‬يميز بين‬
‫العناصر الموضوعية والعناصر الشخصية في شهرة المحل ‪ .‬فالعناصر الموضوعية‬
‫تتضمن مركز الشركة وزبائنها وسمعتها ‪ .‬وهذه العناصر ال تنفصل عن التشغيل ‪،‬‬
‫ويمكن أن تكون موضع احتساب في الميزانية ‪ ،‬كما يمكن أن تتصف بخاصية‬
‫االنتقال أو التحول مع ملكية الشركة ‪ ،‬أما العناصر الشخصية فتعتمد على شخصية‬
‫المالك مثل تلك التي ال يمكن احتسابها وال يمكن انتقالها مع الشركة ‪.‬‬
‫في حين يشير البعض اآلخر من المؤلفين إلى أن المفهوم المحاسبي لشهرة‬
‫المحل يستند إلى أنها تتضمن جميع العناصر غير الملموسة وغير المنفصلة عن‬

‫‪205‬‬
‫الشركة مثل العناصر المرتبطة بالزبائن والمجهزين والمنافسين والمؤسسات‬
‫االجتماعية والمهنية والعاملين في الشركة ومصروفاتها وإنتاجها ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن هذه العناصر تتوفر بنسب متفاوتة في كل شركة ‪.‬‬
‫وتوزيعها يمثل دائما ً حالة خاصة‪ .‬ولكن يمكن القول أن العناصر الموضوعية تسود‬
‫في الشركات الكبيرة ‪ ،‬في حين أن العناصر الشخصية تتوفر في الشركات الصغيرة ‪.‬‬
‫وان العناصر غير الملموسة تغطي سمعة الشركة ‪ ،‬ومهارتها الفنية ‪ ،‬وحالة عالقتها‬
‫مع البيئة ( المجهزون ‪ ،‬الزبائن ‪ ،‬الدولة ‪ ،‬الجمهور ) ‪ ،‬وشخصية مدرائها ‪ ،‬ونوعية‬
‫أفرادها ‪ ،‬ومناخها االجتماعي ‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬
‫يستنتج بشكل عام ‪ ،‬من المفاهيم السابقة ‪ ،‬إن شهرة المحل تمثل حصيلة كل‬
‫العناصر الداخلية والخارجية المالئمة إلى تعظيم األرباح المتحققة من قبل الشركة في‬
‫الماضي والحاضر والمستقبل ‪ .‬ويمكن أن تكون شهرة المحل موجبة ‪ ،‬ال بل يفضل‬
‫أن تكون هكذا ‪ ،‬حينما تساعد العناصر المشار إليها على تحقيق معدل عائد أعلى من‬
‫معدل تعويض رؤوس األموال المستثمرة أو تساعد على األداء الفعال للشركة ‪.‬‬
‫واستنادا ً إلى هذه القاعدة فان قيمة الشركة تتكون من تجميع القيم الملموسة‬
‫وشهرة المحل ‪ .‬لكن بالمقابل ومن الناحية التصورية ال شيء يمنع من أن تكون شهرة‬
‫المحل سالبة أي رداءة محل (‪ . )Bad Will‬وفي كل األحوال فإن حالة شهرة المحل‬
‫تت حدد من خالل خواصها المعتمدة على طبيعة عناصرها وعدم ثباتها‪ .‬ومن المسلم به‬
‫أن شهرة المحل تشكل دائما ً حالة وقتية لسببين رئيسين‪ :‬األول يتمثل في طبيعة‬
‫عناصرها المكونة‪ ،‬والثاني يتمثل في استحالة اعتبار موقف معين بمثابة مكتسب‬
‫نهائي‪ .‬وتتغير شهرة المحل على مدى فترة حياة الشركة وفي حالة البيع فإن شهرة‬
‫المحل المكتسبة من قبل المالك تستبدل تدريجيا ً بشهرة محل جديدة مكتسبة في ضوء‬
‫تغيير الملكية‪ .‬وفي إطار احتساب شهرة المحل فأن هنالك طريقتان الحتسابها هما ‪-:‬‬

‫‪206‬‬
‫‪Indirect Method‬‬ ‫( أ ) الطريقة غير المباشرة‬

‫تتحدد بموجب هذه الطريقة ‪ ،‬قيمة إجمالية للشركة ( ‪ ) V‬من خالل إيجاد‬
‫المتوسط الحسابي لقيمة الربحية ( ‪ ) VR‬وصافي المركز الحقيقي ( ‪ ) ANR‬أو القيمة‬
‫الجوهرية الصافية ‪ ،‬كما في المعادلة اآلتية ‪-:‬‬
‫‪V ‬‬
‫‪VR  ANR ‬‬
‫‪2‬‬

‫تستخرج قيمة الربحية عن طريق رسملة الربح االقتصادي ( ‪ ) p‬وهو ربح‬


‫بعد الضريبة يعدل من أجل األخذ بنظر االعتبار االندثارات االقتصادية ‪.‬‬
‫‪p‬‬
‫‪VR ‬‬
‫‪i‬‬

‫حيث أن )‪ )i‬يمثل معدل الفائدة أو الخصم ‪.‬‬


‫( ‪ANR‬‬ ‫يتعين أن تكون قيمة الربحية ( ‪ ) VR‬أعلى من صافي المركز الحقيقي‬
‫) لكي تكون شهرة المحل موجبة ‪ .‬وعليه فإن شهرة المحل ( ‪ ) GW‬تحتسب بصورة‬
‫غير مباشرة عن طريق الفرق بين القيمة اإلجمالية للشركة والقيمة الجوهرية الصافية‬
‫‪GW  V  ANR‬‬

‫ومن خالل أجراء التوافق مع المعادلة السابقة يتم الحصول على المعادلة اآلتية ‪:‬‬

‫‪GW ‬‬
‫‪VR  ANR ‬‬
‫‪2‬‬

‫يتفق أغلب الكتاب على أن التعامل مع هذه الطريقة يشوبه الحذر بسبب‬
‫وجود انتقادين موجهين إليها ‪ .‬يتمثل االنتقاد األول في أن الطريقة تعتمد على رسملة‬
‫(‪ )Capitalization‬األرباح دون التقيد بالوقت بغية احتساب القيمة اإلجمالية‬
‫للشركة وهذا يتعارض مع الخاصية الوقتية لشهرة المحل ‪ .‬بيد أن بعض المهنيون‬
‫اقترح إجرا ء رسملة لشهرة المحل على مدى فترة زمنية محددة بهدف معالجة هذا‬
‫االنتقاد ‪ .‬ويتمثل االنتقاد الثاني بعدم أخذ مديونية الشركة ( االقتراض ) بعين االعتبار‬

‫‪207‬‬
‫وخاصة عند تحديد القيمة الجوهرية للشركة‪ .‬إن هذه الطريقة غير المباشرة للتقييم‬
‫قادت إلى تطوير طرائق جديدة تستند إلى قياس أكثر دقة لشهرة المحل‪.‬‬

‫( ب ) الطريقة المباشرة ‪Direct Method‬‬

‫تستخدم الطرائق‪ ،‬المعتمدة على التقييم المباشر ‪ ،‬منذ زمن طويل ‪ .‬لكن‬
‫إدخال أساليب الخصم (‪ )Discount Techniques‬على هذه الطرائق يعد حديث‬
‫العهد نسبيا ً ‪ .‬وتؤدي هذه الطرائق إلى الحصول على شهرة المحل دون الحاجة إلى‬
‫تقدير مسبق لقيمة الربحية ‪ .‬وتحتسب شهرة المحل بموجب هذه الطرائق من خالل‬
‫الربح الممتاز (‪ )Super Profit‬الذي تمثل حقيقته إيراد شهرة المحل ‪ .‬كما يعبر‬
‫الربح الممتاز عن الفرق بين تعويض القيمة الجوهرية الصافية ( ‪ ( ) VS‬أو صافي‬
‫المركز المالي الحقيقي ) ‪ ،‬بمعدل فائدة السوق(‪ )i‬أي (‪ )ivs‬وفائض الربح‬
‫االقتصادي ( ‪ ) p‬الذي يمكن أن يتحقق على (‪ . )ivs‬ثم يتم رسملة‬
‫(‪ )Capitalization‬إيراد شهرة المحل ‪ )) G.W‬وفق الصيغة اآلتية ‪-:‬‬
‫‪p  ivs‬‬
‫‪G.W ‬‬
‫‪t‬‬

‫فضالً عن أن رسملة الربح الممتاز بمعدل فائدة معين ‪ ،‬يتم اختياره من قبل‬
‫المالك ‪ ،‬تكون غير محددة بفترة معينة ‪ .‬وبسبب الخاصية الوقتية لشهرة المحل وفي‬
‫سياق تطوير هذه الطريقة فقد أوصى االتحاد األوربي للخبراء المحاسبين (‪)U.E.C.‬‬
‫بإتباع نموذج ي قوم على أساس خصم األرباح الممتازة أو إيراد شهرة المحل (‪)P-ivs‬‬
‫على مدى فترة محددة ‪ .‬ويعتمد اختيار الفترة على العوامل الموضوعية أو العوامل‬
‫الشخصية ‪ .‬فإذا اختيرت الفترة على أساس العوامل (المركز ‪ ،‬الزبائن ‪ ،‬سمعة‬
‫الشركة) فأنها تتحدد من (‪ 5‬إلى ‪ )8‬سنوات ‪ .‬أما إذا اختيرت الفترة على أساس‬
‫العوامل الشخصية (شخصية المدراء) فأنها تمتد من سنة إلى ثالث سنوات ‪ .‬لكن في‬

‫‪208‬‬
‫اغلب األحيان يكون متوسط الفترة المستخدمة(‪)5‬سنوات ‪ .‬وعليه تحتسب شهرة‬
‫المحل باستخدام المعادلة اآلتية ‪-:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪(1  t ) n‬‬
‫‪GW ‬‬ ‫)‪.( p  ivs‬‬
‫‪t‬‬

‫‪GW ‬‬ ‫(الربح الممتاز) × (القيمة الحالية)‬

‫تتميز هذه الطريقة المحاسبية بخاصية الحساب االقتصادي لشهرة المحل أي‬
‫بتعبير آخر رسملة هذه الشهرة ‪ ،‬لكن صعوبة تطبيقها تكمن في اختيار المعدل ‪ .‬حيث‬
‫أن هذه الطريقة تصطدم باالختيار الدقيق لمعدل الرسملة ‪ .‬إذ ال يمكن استعمال‬
‫المعدل نفسه الذي تم اختياره لتعويض القيمة الجوهرية دون الوقوع في مساوئ‬
‫الطريقة غير المباشرة‪ .‬إن معدل الرسملة يجب أن يكون أكثر ارتفاعا ً لكي تؤخذ‬
‫بالحسبان حالة عدم التأكد التي ترتبط بالربح الممتاز ‪ .‬وأن تحديد هذا المعدل غالبا ً ما‬
‫يكون اعتباطي ‪ .‬ومن الناحية العملية يفترض أن يزيد هذا المعدل بمقدار الضعف‬
‫عن ذلك المعدل الذي يستعمل من أجل تعويض القيمة الجوهرية‪ .‬ومن الواضح إذا‬
‫كان المعدل أقل من الضعف فإنه يمكن الوقوع في مساوئ الطريقة غير المباشرة (‬
‫طريقة المهنيين ) ‪.‬‬
‫وباختصار شديد يمكن القول أن القيمة اإلجمالية للشركة ‪ ،‬التي تستخرج‬
‫بواسطة الطرائق المستخدمة لشهرة المحل ‪ ،‬تتحدد من خالل العالقة اآلتية ‪-:‬‬
‫‪V  ANR  GW‬‬

‫أي أن القيمة اإلجمالية للشركة تتكون من صافي المركز المالي الحقيقي (‬


‫‪ ) ANR‬أو القيمة الجوهرية الصافية وشهرة المحل ( ‪ ) G.W‬التي تتغير تبعا ً لطريقة‬
‫التقدير ‪ .‬ويمكن توضيح ما تقدم من الناحية المحاسبية العملية بالتمرين االفتراضي‬
‫اآلتي عن إحدى الشركات‪-:‬‬

‫‪209‬‬
‫تمرين (‪)1‬‬
‫توفرت البيانات اآلتية عن إحدى الشركات ‪:‬‬
‫‪ )1‬الميزانية المعدلة بتاريخ ‪( 2012/12/31‬المبالغ باآلالف)‬
‫المطلوبات‬ ‫المبالغ‬ ‫الموجودات‬ ‫المبالغ‬
‫رأس المال‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪ 3500‬الموجودات الثابتة الملموسة‬
‫قروض طويلة األجل‬ ‫‪1000‬‬ ‫شهرة المحل‬ ‫‪500‬‬
‫المجهزون‬ ‫‪500‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪750‬‬
‫فرق إعادة التقييم‬ ‫‪500‬‬ ‫‪ 1000‬الزبائن‬
‫النقدية‬ ‫‪250‬‬
‫المجموع‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪ 6000‬المجموع‬

‫‪%8‬‬ ‫‪ )2‬معدل تعويض القيمة الجوهرية اإلجمالية‬


‫‪ )3‬األرباح الصافية المتوقعة ‪ 500‬ألف دينار سنويا ً‬
‫‪%14‬‬ ‫‪ )4‬معدل الخصم المعتمد‬
‫‪ )5‬إيراد شهرة المحل على مدى (‪)5‬سنوات ‪.‬‬
‫المطلوب ‪ :‬احتساب القيمة اإلجمالية للشركة بناءا ً على البيانات السابقة يمكن‬
‫إيجاد القيمة اإلجمالية للشركة من خالل استخدام الطريقة المعتمدة على شهرة المحل‪.‬‬
‫يتم التقييم على مرحلتين هما ‪ -:‬تقييم العناصر الملموسة وتقييم العناصر غير‬
‫الملموسة (شهرة المحل) ‪.‬‬
‫‪ ‬قيمة العناصر الملموسة ‪:‬‬
‫بما أن الموجودات أعيد تقييمها أو عدلت إلى قيمتها الصحيحة فانه يتم الحصول على‬
‫ما يلي‪-:‬‬
‫‪5500‬‬ ‫الموجودات الملموسة (بعد طرح قيمة شهرة المحل)‬
‫( ‪)1000‬‬ ‫ناقصا ً ‪ :‬القروض طويلة األجل‬

‫‪210‬‬
‫‪4500‬‬ ‫= قيمة العناصر الملموسة (صافي المركز المالي الحقيقي (‪)ANR‬‬
‫‪ ‬قيمة العناصر غير الملموسة ‪-:‬‬
‫‪ ‬القيمة الجوهرية (الحقيقية ) اإلجمالية (‪5500 )VS‬‬
‫‪ ‬تعويض القيمة الجوهرية اإلجمالية بمعدل ‪)IVS( %8‬‬
‫‪ 440 = %8 × 5500‬ألف دينار سنويا ً‬
‫وباستخدام القائمة اآلتية يمكن استخراج الربح الممتاز أو إيراد شهرة المحل‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السنوات‬


‫البيان‬

‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫األرباح الصافية المتوقعة (‪)P‬‬


‫ناقصا‪ :‬تعويض القيمة الجوهرية‬
‫‪440‬‬ ‫‪440‬‬ ‫‪440‬‬ ‫‪440‬‬ ‫‪440‬‬
‫اإلجمالية (‪)IVS‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الربح الممتاز (‪)P-ivs‬‬

‫القيمة اإلجمالية للشركة (‪ = )V‬القيم الملموسة (‪ + )ANR‬القيم غير الملموسة‬


‫(شهرة المحل) (‪)GW‬‬
‫= ‪ 4706 = 206 + 4500‬ألف دينار‬
‫وقد تم احتساب شهرة المحل من خالل حاصل ضرب معامل القيمة الحالية‬
‫عند معدل (‪ )% 14‬ولمدة خمس سنوات في الربح الممتاز (‪ )P- ivs‬والبالغ (‪)60‬‬
‫وكما يلي ‪-:‬‬
‫شهرة المحل = ‪ 206 = 60 × 3.433‬ألف دينار‬
‫واستنادا ً إلى ما تقدم يمكن الوصول إلى حقيقة مدى تأثير التضخم على عملية‬
‫التقييم ‪ ،‬فإذا كان التقييم يجري خالل فترة التضخم فانه من المناسب إجراء عملية‬
‫التكامل بين معدل الخصم المعتمد ومعدل التضخم السائد ‪ ،‬أي بتعبير آخر يمكن‬
‫خصم األرباح الممتازة أو إيراد شهرة المحل على أساس معدل واحد يحتوي االثنين‬
‫معا ً (معدل الخصم ومعدل التضخم ) ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫يعرف التضخم بأنه االختالل أو عدم التوازن االقتصادي الذي يمثل ارتفاع‬
‫األسعار أحد عواقبه الرئيسية وعندما توضع خطة لألرباح المستقبلية فأن هنالك‬
‫خياران أمام الجهة المسؤولة عن التقييم ‪-:‬‬
‫الخيار األول‪-:‬‬
‫قياس المبيعات على أساس معدل التضخم ‪.‬‬
‫الخيار الثاني ‪-:‬‬
‫االستدالل مستقبالً على حجم األعمال المنفذة من قبل الشركة فإذا كانت‬
‫البيانات المتاحة كافية فأنه من األفضل القيام باالحتساب على أساس أخذ معدل‬
‫التضخم بنظر االعتبار‪.‬‬
‫وبموجب هذا االفتراض فأن المبيعات والمصروفات التقديرية تدون قيمتها‬
‫بالعملة النقدية الجارية (الدنانير الجارية )‪ .‬األمر الذي يساعد على استخالص ربح‬
‫يتضمن ارتفاع األسعار واحتساب ضريبة نظرية دقيقة‪ .‬ومن ثم فأن معدل الخصم (‬
‫معدل القيمة الحالية ) يأخذ بنظر االعتبار معدل التضخم‪.‬‬
‫تمرين (‪)2‬‬
‫فيما يلي المبيعات التقديرية في إحدى الشركات بالدنانير الجارية (متضمنة‬
‫التضخم ) ‪ ،‬وكان معدل الربح النظري بنسبة ( ‪. )%10‬‬
‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬ ‫السنوات‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫البيانات‬
‫‪1100000‬‬ ‫‪8450000‬‬ ‫‪6500000‬‬ ‫‪5000000‬‬ ‫المبيعات التقديرية‬
‫‪1100000‬‬ ‫‪845000‬‬ ‫‪650000‬‬ ‫‪500000‬‬ ‫األرباح النظرية‬
‫‪700000‬‬ ‫‪500000‬‬ ‫‪4000000‬‬ ‫‪300000‬‬ ‫الجوهرية‬ ‫القيمة‬ ‫تعويض‬
‫اإلجمالية‬
‫‪400000‬‬ ‫‪345000‬‬ ‫‪250000‬‬ ‫‪200000‬‬ ‫إيراد شهرة المحل‬

‫‪212‬‬
‫فإذا كان معدل التضخم المعتمد (‪ )%12‬وإن معدل الخصم المختار هو(‪15‬‬
‫‪1,12(ⁿ‬‬ ‫‪ )%‬فأنه من المفضل إجراء الخصم من خالل قسمة كالً من العوائد على‬
‫× ‪ )1,15‬أي ‪ . ) 29,1(n‬وبذلك فأن المبيعات تتضمن ارتفاع األسعار ‪ ،‬كما أن‬
‫معدل الخصم يتعين أن يجري دمجه مع معدل التضخم ‪ .‬وعليه تحتسب شهرة المحل‬
‫كما يلي‪-:‬‬
‫‪200000 250000 340000 400000‬‬
‫‪GW ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.29‬‬ ‫‪(1.29) 2 (1.29) 3 (1.29) 4‬‬

‫‪ 610424‬‬ ‫دينار‬


‫وأخيرا ً اقترح الكاتبان بارناي وكالبا عام ‪Barnay & Calba ( 1968‬‬
‫‪ ) ,1968‬طريقة مشابهة إلى تلك التي أوصى بها االتحاد األوربي للخبراء المحاسبين‬
‫‪ ،‬لكنها أكثر واقعية فقد استبدل هذان المؤلفان القيمة الجوهرية باألموال الدائمية‬
‫الالزمة للتشغيل (‪ . )CPNE‬وهذه األموال الدائمية تعادل القيمة الجوهرية الصافية‬
‫ورأس المال العامل التشغيلي ‪ .‬كما استبدال المؤلفان الربح االقتصادي بالقدرة‬
‫الربحية التي تعادل صافي الربح المعدل قبل المصروفات المالية (الفوائد ) ‪ .‬وعليه‬
‫يمكن احتساب شهرة المحل تبعا للمعادلة اآلتية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪(1  t ) n‬‬
‫‪GW ‬‬ ‫)‪.(CB  iCPNE‬‬
‫‪t‬‬

‫‪Present Cash- Flow Method‬‬ ‫‪ – 2‬طريقة التدفق النقدي الحالي‬

‫تستند هذه الطريقة إلى مفهوم التدفقات النقدية الصافية وأسلوب الخصم ‪ .‬كما‬
‫أن هذه الطريقة تنطلق مباشرة من معايير اتخاذ القرارات االستثمارية ‪ .‬لقد تباينت‬
‫اآلراء بين االتحادات المهنية والمؤلفين والمتخصصين بخصوص االتفاق على‬

‫‪213‬‬
‫صيغة موحدة لمفهوم التدفق النقدي بسبب تعقيدات العناصر الداخلية في احتسابه‬
‫ودقتها ‪.‬‬
‫لذلك وردت تعاريف عديدة للتدفق النقدي ‪ ،‬كان بداية مفهوم التدفق النقدي‬
‫(‪ )Cash Flow‬في الواليات المتحدة األمريكية حينما أعلنت لجنة خاصة في االتحاد‬
‫األمريكي للمحللين الماليين في تقرير نشر ‪1964‬م بأن التدفق النقدي يعني بشكل عام‬
‫صافي الربح مضافا ً إليه االندثارات ‪ ،‬كما قد تضاف أو قد ال تضاف تخصيصات‬
‫للضرائب المؤجلة والمصروفات التي ال تدفع عاجالً ‪ ،‬ثم انتقل بعد ذلك مفهوم التدفق‬
‫النقدي إلى بلدان أوربا وبقية أنحاء العالم سواء كان بالمفهوم نفسه أو بمفاهيم أخرى‬
‫‪.‬‬
‫يوصي االتحاد األوربي للمحللين الماليين بأن التدفق النقدي يشمل الربح‬
‫واإلندثارات ‪ ،‬ويمثل التدفق النقدي قدرة التمويل الذاتي اإلجمالي ألن الحصص‬
‫الربحية المستحقة األداء لألسهم العادية لم تدفع ‪ ،‬وفي حالة توزيع هذه الحصص‬
‫الربحية على المساهمين فانه سيصبح تدفقا ً نقديا ً صافياً‪.‬‬
‫استخدمت وزارة االقتصاد والمالية في فرنسا مفهوم إجمالي هامش التمويل‬
‫الذاتي ‪ ،‬بدالً من مفهوم التدفق النقدي ‪ ،‬الذي يمثل المجموع المتكون من االندثارات‬
‫وجزء من التخصيصات أو كلها وصافي الربح بعد الضريبة ‪ .‬وعليه يمثل قدرة‬
‫التمويل الذاتي للشركة المتحصلة خالل الفترة المالية (قبل توزيع محتمل للربح ) ‪.‬‬
‫استنادا إلى التوصيات السابقة أورد العديد من الكتاب تعاريف للتدفق النقدي‬
‫يمكن إجمالها في تعريف موحد قريب من الواقع العملي ‪ .‬فقد عرف التدفق النقدي‬
‫بأنه مجموعة األموال الناجمة عن نشاط الشركة ويقصد بذلك الفرق بين اإليرادات‬
‫والمصروفات الناجمة فعالً عن دخول أو خروج األموال ‪ .‬وعرف صافي التدفق‬
‫النقدي بأنه عبارة عن إجمالي هامش التمويل الذاتي الذي يتكون من الحصص‬
‫الربحية واالحتياطات والتخصيصات ‪.‬‬
‫يستنتج من التعاريف اآلنفة الذكر أن التدفق النقدي يحتسب من خالل‬
‫إضافة مبلغ االندثار إلى صافي الربح المتحقق خالل الفترة المالية‪ ،‬فضالً عن أن‬

‫‪214‬‬
‫قسما ً من التخصيصات أو جميعها يؤخذ بنظر االعتبار ( تخصيصات للخسائر ‪،‬‬
‫تخصيصات للمصروفات العرضية ‪ ،‬تخصيصات ضريبية …) وال تؤخذ في‬
‫الحسبان األرباح والخسائر العرضية ‪.‬‬
‫بعد أن يتم تحديد صافي التدفق النقدي بصورة واضحة ودقيقة يمكن أن تحدد‬
‫قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية السنوية لفترة معينة‬
‫والقيمة الحالية لثمن التصفية في نهاية هذه الفترة ‪ .‬تتمثل صعوبات تطبيق هذه‬
‫الطريقة في ثالث جوانب مهمة هي التنبؤ والفترة ومعدل الخصم ‪-:‬‬
‫‪ – 1‬تحتاج طريقة التدفق النقدي إلى تنظيم تنبؤات تفصيلية ودقيقة لمدة طويلة ‪ ،‬أي‬
‫تنظيم جدول باستحقاق التدفقات النقدية المستقبلية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬ترتبط مدة استحقاق التدفقات النقدية بفترة حياة االستثمار التي عادة ما تكون‬
‫صعبة التحديد ‪.‬‬
‫‪ – 3‬يجب أن يكون معدل الخصم أعلى من معدل رسملة الربح الحقيقي الن الطريقة‬
‫تقوم على أساس تنبؤات التدفقات النقدية ‪ ،‬لكن من جانب آخر يجب أن يكون معدل‬
‫الخصم اقل من معدل الربح الممتاز الن التدفق النقدي يكون اقل درجة مخاطرة من‬
‫الربح الممتاز ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫خالصة الفصل‬
‫تتحدد قيمة الشركة من خالل استخدام ثالثة معايير‪ .‬تتمثل هذه المعايير‬
‫بالمعايير الشخصية والمعايير التقليدية(المحاسبية) والمعايير االقتصادية‪ .‬تعتمد‬
‫المعايير الشخصية على الحكم الشخصي الذي يستند إلى عوامل نفسية واقتصادية‪.‬‬
‫وتشكل الشهرة الواسعة للشركة عامالً نفسيا ً يلعب دورا ً كبيرا ً في تعلية قيمتها لدى‬
‫المشتري ‪ .‬كما أن احتكار الشركة للسوق وانفرادها به يعد أحد الدوافع االقتصادية‬
‫الذي يولد الرغبة في شراءها ومن ثم يزيد من قيمتها ‪.‬‬
‫تستخدم المعايير التقليدية للبيانات المحاسبية المدرجة في القوائم الختامية ‪.‬‬
‫ويمكن احتساب قيمة الشركة باستخدام القيمة المحاسبية والقيمة السوقية والقيمة‬
‫الربحية والقيمة الجوهرية ‪ .‬تتحدد القيمة المحاسبية من خالل احتساب صافي المركز‬
‫المالي (صافي حق الملكية) الذي يعبر عن الفرق بين قيمة الموجودات الحقيقية‬
‫(المعدلة) وقيمة القروض ‪ .‬وتحدد القيمة السوقية عن طريق حاصل ضرب عدد‬
‫األسهم في السعر الذي تبلغه هذه األسهم في السوق المالية ‪ .‬وتحتسب قيمة الشركة‬
‫بواسطة رسملة الحصص واألرباح ‪ .‬أما القيمة الجوهرية فتحدد من خالل تقدير‬
‫جميع العناصر الحقيقية الالزمة لتشغيل الشركة ‪.‬‬
‫تقوم المعايير االقتصادية على أساس إضافة قيمة تقديرية للعناصر النوعية‬
‫إلى صافي المركز الحقيقي أو القيمة الجوهرية‪ .‬وتتضمن المعايير االقتصادية‬
‫الحتساب قيمة الشركة نوعين من الطرائق ‪ -:‬األول يعتمد على شهرة المحل والثاني‬
‫يعتمد على التدفق النقدي ‪ .‬بالنسبة للنوع األول تستخدم طريقة غير مباشرة وطريقة‬
‫مباشرة‪ ،‬يتم بموجب الطريقة غير المباشرة تحديد قيمة إجمالية للشركة من خالل‬
‫إيجاد المتوسط الحسابي للقيمة الربحية وصافي المركز الحقيقي‪ .‬ويتم بموجب‬
‫الطريقة المباشرة احتساب شهرة المحل عن طريق رسملة الربح الممتاز الذي يمثل‬
‫الفرق بين صافي الربح االقتصادي المتحقق وتعويض القيمة الجوهرية الصافية‪ ،‬ثم‬
‫تضاف قيمة شهرة المحل إلى صافي المركز المالي الحقيقي ‪ .‬أما بالنسبة للنوع الثاني‬

‫‪216‬‬
‫فتتحدد قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية السنوية لفترة‬
‫معينة ‪.‬‬
‫يتضح من استعراض الطرائق المختلفة للتقييم انه ال يوجد حل متكامل ألي‬
‫مشكلة معروضة ‪ ،‬أي بتعبير آخر ال توجد طريقة حاسمة تعالج المشكلة المعروضة ‪.‬‬
‫األمر الذي يتطلب البحث عن الطريقة‪ ،‬أو التنسيق بين أكثر من طريقة للتكييف‬
‫األفضل مع المشكلة المطلوب حلها ‪ .‬كما يتوجب اتخاذ الحيطة والحذر الشديد ألن‬
‫كفاءة اإلدارة تعتمد على مدى نجاحها في التعامل مع العمليات الخاصة بالتقييم ‪ .‬لكن‬
‫في الوقت نفسه كل تقييم يمثل حالة نسبية ألنه ال يستخدم غالبا ً إالﹼ بوصفه مؤشر‬

‫موضوعي في التفاوض الذي تعتمد نتيجته على العديد من العوامل المستقلة ‪ .‬وهنالك‬
‫عدد من العوامل التي تؤثر على نتيجة التقييم وخاصة معدالت الخصم ‪ ،‬ومعدالت‬
‫التضخم ‪ ،‬ومعدالت تعويض القيمة الجوهرية‪ ،‬وفترة اإليراد ‪ .‬يمكن اإلشارة إلى‬
‫نقطتين مشتركتين بين جميع الطرائق المعروضة ‪-:‬‬
‫‪ ‬يتم احتساب األرباح المتوقعة على أساس مستقبل أكيد ‪.‬‬
‫‪ ‬تتكون قيمة الشركة من جميع العناصر الملموسة وشهرة المحل ‪.‬‬
‫يستنتج من النقطة األولى أن التقييم يهمل الخطر ‪ .‬وأن هنالك أنواع مختلفة‬
‫من الخطر‪ .‬تتمثل هذه األنواع بالخطر التشغيلي والتكنولوجي واالقتصادي والسياسي‬
‫واالجتماعي … الخ ‪ .‬ومن الواضح أن هذه األخطار يصعب قياسها لكن يتكامل‬
‫الخطر حينما يؤخذ بنظر االعتبار مع حسابات التقييم على مستوى فترة اإليراد‬
‫ومعدل الخصم‪ .‬أما النقطة الثانية‪ ،‬التي تتعلق بجميع العناصر الملموسة وغير‬
‫الملموسة ‪ ،‬تحمل معناها الواقعي من الناحية االقتصادية ألن احتساب القيم غير‬
‫الملموسة يؤخذ بالحسبان تعويض العناصر الملموسة ‪.‬‬
‫وأخيرا ً يمكن القول أن المعايير االقتصادية المعتمدة على شهرة المحل ‪ ،‬تمثل‬
‫مفهوم ديناميكي ( حركي ) حينما تعطي قيمة معتبرة للموجودات غير الملموسة ‪.‬‬
‫وهذه المعايير تستخدم بالكامل في تقييم الشركات التي تعمل على أساس مبدأ‬
‫استمرارية التشغيل ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫أسئلة الفصل‬
‫‪ -1‬أمأل الفراغات التالية ‪:‬‬
‫‪ )1‬تواجه الشركات نوعين مختلفين من التقييم يمثل األول تقييم ‪ ...........‬ويمثل‬
‫الثاني تقييم ‪. ........‬‬
‫‪ )2‬يمكن احتساب قيمة الشركة من باستخدام القيمة المحاسبية أو القيمة ‪ ........‬أو‬
‫القيمة‪ .........‬التي توفرها الميزانية ‪.‬‬
‫‪ )3‬في الشركات المساهمة يتم احتساب القيمة المحاسبية للسهم من خالل قسمة‬
‫‪ ..........‬على عدد ‪ ...........‬التي يتكون منها رأس المال المساهم به ‪.‬‬
‫‪ )4‬إذا تقييم الموجودات يجري خالل فترة التضخم فأنه من المناسب إجراء عملية‬
‫التكامل بين معدل ‪ ..........‬ومعدل التضخم السائد‪.‬‬
‫‪ )5‬يوصي االتحاد األوربي للمحللين الماليين بأن التدفق النقدي يشمل الربح و‬
‫‪............‬‬
‫‪ -2‬أن القيمة السوقية للشركة بشكل عام يمنك أن تكون أعلى أو أقل من صافي‬
‫المركز المحاسبي (المالي) ‪ ،‬بين أسباب ذلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬يمكن أن تحدد قيمة الشركة عن طريق مجموع القيم الحالية للتدفقات النقدية‬
‫السنوية لفترة معينة والقيمة الحالية لثمن التصفية في نهاية هذه الفترة‪ ،‬بيد أن هنالك‬
‫صعوبات تكتنف عملية تطبيق هذه الطريقة ‪ .‬ما هي هذه الصعوبات ؟ ‪.‬‬
‫‪ -4‬تتضمن المعايير االقتصادية نوعين من الطرائق الحتساب قيمة الشركة ما هي‬
‫هذه الطرائق ؟ عددها مع الشرح ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق‬
‫( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )‬
‫‪An application of Inflation Accounting in Iraq‬‬

‫أوال ‪ -:‬المعلومات المحاسبية والتضخم ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ -:‬مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬أساليب معالجة اثر التضخم على الكشوف المالية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -:‬القاعدة المحاسبية (‪ )8‬الصادرة في العراق ‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫إمكانية تطبيق محاسبة التضخم في العراق‬
‫( القاعدة المحاسبية للتطبيق في العراق )‬
‫‪An application of Inflation Accounting‬‬

‫يعتمد نجاح أو فشل القرارات التي تتخذها الجهات المعنية على مدى صحة‬
‫ودقة‬
‫المعلومات المقدمة إليها من قنوات متعددة‪ ،‬وتعد المحاسبة اليوم من القنوات المهمة‬
‫في توفير المعلومات لألطراف المستفيدة منها‪ ،‬وبغية جعل المحاسبة أداة فاعلة في‬
‫عملية توفير المعلومات لمتخذي القرارات‪ ،‬البد أن تتكيف مخرجاتها مع البيئة‬
‫االقتصادية التي تمارس وظيفتها فيها‪ ،‬وخصوصا حينما يحصل ظرف اقتصادي‬
‫معين مثل التضخم‪ ،‬إذ أن تحقيق هذا الهدف يجعل المحاسبة نظاما ً متكامالً‬
‫للمعلومات الدقيقة التي تعبر عن الحقيقة االقتصادية للقوائم المالية‪.‬‬
‫إن تأدية الوظيفة المحاسبية على أساس مبدأ الكلفة التاريخية‪ ،‬في ظل اقتصاد‬
‫يشكو من تضخم‪ ،‬تواجه مشكلة تضليل حقيقة العناصر الواردة في القوائم المالية‪..‬‬
‫وان هذا التضليل ال يمكن إزالته إال باستخدام إحدى الطرائق المحاسبية الشائعة في‬
‫معالجة اآلثار التضخمية‪ .‬ويتمثل أبرز هذه الطرق استخداما ً في طريقة القوة الشرائية‬
‫العامة وطريقة الكلفة االستبدالية‪ ..‬حيث أن استخدام هاتان الطريقتان يساعد الوظيفة‬
‫المحاسبية على اتخاذ دور أكثر فاعلية عن دورها التقليدي المعروف في تقديم‬
‫المعلومات المفيدة والمالئمة‪ ،‬وتعتمد المفاضلة بين هاتين الطريقتين على الهدف من‬
‫استخدامهما‪ .‬فإذا كان الهدف هو تقويم حقيقي لنتائج األعمال فإنه يفضل استخدام‬

‫‪220‬‬
‫طريقة القوة الشرائية العامة‪ .‬أما إذا كان الهدف هو تقييم الموجودات والمطلوبات‬
‫فإنه يفضل استخدام طريقة الكلفة االستبدالية‪.‬‬
‫يتناول هذا الفصل المواضيع اآلتية ‪-:‬‬
‫أوال ‪ -:‬المعلومات المحاسبية والتضخم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬أساليب معالجة اثر التضخم االقتصادي على الكشوف المالية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ -:‬القاعدة المحاسبية (‪ )8‬الصادرة في العراق ‪.‬‬

‫أوال – المعلومات المحاسبية والتضخم‬

‫لم تكن المشكالت التي يسببها التضخم (‪ )inflation‬في إعداد المعلومات‬


‫المحاسبية ومنها الميزانية العمومية ظاهرة جديدة ومقتصرة على العراق فحسب‬
‫باعتباره احد البلدان التي تعاني من التضخم منذ فترة طويلة ‪ ،‬وإنما هنالك بلدان عدة‬
‫في العالم عانت منها وما تزال تعاني وهي مستمرة حاليا ً في اتخاذ إجراءات وإصدار‬
‫قوانين من اجل معالجة تأثيرات التضخم على المعلومات المحاسبية والمالية‪.‬‬
‫فالتضخم كما أشرنا هو االرتفاع في المستوى العام لألسعار وليس ارتفاع أسعار‬
‫بعض المنتجات ‪ ،‬ويؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للوحدة النقدية‪ ،‬أي بمعنى آخر‬
‫التآكل النقدي ( ‪ ،)Monetary Erosion‬ويمكن قياس التضخم عن طريق مؤشر‬
‫عام لألسعار يقاس من خالله معدل التضخم ( ‪ ) Inflation Rate‬الذي يمكن معرفة‬
‫مدى تأثيره على القوائم المالية‪ ،‬فالمعدل المنخفض للتضخم قد ال يؤثر بشكل كبير‬
‫على تفاوت قيم البنود المحاسبية المدرجة في هذه القوائم‪ ،‬وقد ال يؤخذ نهائيا ً في‬
‫الحسبان عند إعدادها‪ .‬لكن حين يزيد المعدل الحالي للتضخم عن ‪ %7‬سنوياً‪ ،‬فإنه‬
‫يفقد البيانات المالية المعدة على أساس الكلفة التاريخية (‪ )Historical Cost‬جزءا‬
‫كبيراٍ من فائدتها‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫إن الظاهرة التضخمية لم تعد اليوم حالة عرضية تزول بزوال األسباب التي‬
‫أدت‬
‫إلى حدوثها‪ ،‬حيث أن الوقائع واألحداث أثبتت أن معدالت التضخم تزداد مع مرور‬
‫الزمن الطويل الذي تخللته جملة أحداث اقتصادية وسياسية ساعدت على ارتفاع‬
‫معدالت التضخم بشكل كبير ‪ .‬ولعل من ابرز األمثلة على ذلك هو ما حصل خالل‬
‫عقد السبعينات من القرن العشرين الذي شهد ارتفاعا ً كبيرا ً في األسعار بسبب‬
‫ارتفاع أسعار النفط وانعكاسات ذلك على المنتجات الصناعية وكذلك ما حصل خالل‬
‫عقد التسعينات من القرن نفسه وبالتحديد عام ‪1998‬م الذي شهد األزمة المالية‬
‫واآلسيوية واألزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم عام ‪2009‬م‪ .‬ولذلك فان‬
‫التضخم يتطور باتجاه واحد غير قابل للتراجع كما أشرنا ‪ .‬لكل هذه األسباب ال بد أن‬
‫يؤخذ تطور التضخم بنظر االعتبار بشكل صريح وواضح في استراتيجيات نمو‬
‫وتوسع الشركات ‪.‬‬
‫ومهما تكن اإلجراءات القانونية التي تتخذها الدولة في سبيل الحد من آثار‬
‫التضخم فإن المحاسبة لكي تصبح أداة فاعلة في خدمة اإلدارة ونظاما ً للمعلومات ‪،‬‬
‫البد أن تتطور وان تتكيف باالتجاه التي يأخذ في الحسبان الحقيقة التضخمية‬
‫لالقتصاد ومن ثم تزويد األطراف المستخدمة والمستفيدة بالمعلومات الواضحة‬
‫والدقيقة والقريبة من الحقيقة االقتصادية والمالية ألنشطة الشركات ‪.‬‬
‫ومن أجل إحياء هذا الدور الفاعل للمحاسبة بوصفها أداة قياس إدارية‬
‫واقتصادية واجتماعية ‪ ،‬البد من التعرف أوال على المشكالت التي يعكسها التضخم‬
‫على البنود المحاسبية المسجلة في القوائم المالية ‪ ،‬وذلك ألن معظم البلدان ومنها‬
‫العراق ما تزال فيها الشركات تعد بياناتها على أساس مبدأ الكلفة التاريخية دون‬
‫مراعاة معدالت التضخم المرتفعة وانخفاض قيم العمالت النقدية فيها جراء ذلك‪ .‬وان‬
‫االستمرار في هذا المبدأ في ظل التضخم واالنخفاض النقدي يجعل البنود المحاسبية‬
‫المسجلة في القوائم المالية بالكلفة التاريخية تظهر بقيمة منخفضة وال تعبر عن قيمتها‬
‫الحقيقية‪ ،‬ألنها تم تقييمها بعملة نقدية فقدت جزءا ً كبيرا من قوتها الشرائية بسبب‬

‫‪222‬‬
‫التضخم كما أكدنا ذلك في الفصول السابقة‪ .‬وتأسيسا ً على المشكالت ذاتها فانه من‬
‫الضروري الحديث عن اإلجراءات العملية الالزمة والتي تساعد المحاسبة على أن‬
‫تتكيف مع التضخم وتفتح آفاق المستقبل أمام تطورها باتجاه عدم إعطاء صورة‬
‫مشوهه للقوائم المالية‪ ،‬ومن ثم تفقدها الغاية واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مشكالت التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية‬

‫يؤدي التضخم إلى حدوث مشكالت في القرارات التي تتخذها الوظيفة المالية‬
‫ومن بين هذه المشكالت ما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬يؤدي التضخم االقتصادي إلى ارتفاع أسعار الفائدة‬
‫أن ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة العملة النقدية يدفع المودعين‬
‫والمستثمرين والمقرضين إلى طلب أسعار فائدة أعلى من األسعار االعتيادية‬
‫ل غرض تعويضهم عن الخسائر التي تلحق بهم نتيجة النخفاض القوة الشرائية‬
‫للنقود أو العملة النقدية ‪ ،‬وبذلك ترتفع أسعار الفائدة نتيجة النخفاض أسعار‬
‫السندات (القروض) ‪.‬‬
‫‪ -2‬يؤدي التضخم إلى صعوبات التنبؤ والتخطيط للمصروفات واإليرادات‬
‫ال يمكن التنبؤ بصورة صحيحة وموضوعية في اإليرادات المتوقعة أو‬
‫المصروفات التي ستنفق مستقبالً وذلك بسبب التقلبات باألسعار وخاصة االرتفاع‬
‫في مستواها العام ‪.‬‬
‫‪ -3‬يؤدي التضخم إلى زيادة الطلب على رؤوس األموال‬
‫تستلزم عملية االستثمار في الشركات توفير موارد مالية كبيرة لشراء‬
‫موجودات ثابتة ‪ ،‬وحيث أن التضخم االقتصادي يؤثر في ارتفاع أسعار‬
‫الموجودات الثابتة فإنه يتطلب من الشركة توفير األموال أو البحث عنها من اجل‬
‫اقتناء الموجودات الثابتة ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ -4‬يؤدي التضخم إلى صعوبات محاسبية‬
‫من المعروف أن الوظيفة المالية تعتمد على القوائم المالية في عملية اتخاذ‬
‫القرارات ‪ ،‬وطالما أن هذه القوائم ال تعبر عن حقيقتها االقتصادية وهي مضلله‬
‫فإنه من المؤكد أن تواجه الوظيفة المالية صعوبات في عملية اتخاذ القرارات في‬
‫أي نشاط من أنشطتها االعتيادية ‪.‬‬
‫لقد تم التطرق بشيء من التفصيل والتكرار إلى المشكالت التي يسببها‬
‫التضخم في القوائم والكشوف المحاسبية والمالية ( الفصول السابقة من هذا الكتاب )‬
‫‪ ،‬لذلك يمكن العودة إليها في هذين الفصلين للتعرف على المشكالت الناجمة عن‬
‫التضخم االقتصادي ‪ ،‬وال ضرورة إلعادة التذكير بها هنا ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أساليب معالجة التضخم في الكشوف المحاسبية‬

‫نتيجة لالنتقادات ألموجهه إلى الكشوف المحاسبية التقليدية ألنها غير فعالة‬
‫باإلفصاح التام عن تأثيرات تغير مستويات األسعار‪ .‬ونتيجة لهذه االنتقادات فقد‬
‫أجريت بحوث ودراسات وتوصيات ومقترحات لمعالجة هذه اآلثار على الحسابات‬
‫ومراعاة اآلثار التضخمية عند قياس الدخل من اجل الوصول إلى القيمة الحقيقية‬
‫للمركز المالي ومن هذه المعالجات‪.‬‬
‫‪Partial adjustment‬‬ ‫(أوال) معالجات جزئية‬
‫‪General adjustment‬‬ ‫(ثانيا ) معالجة عامة‬
‫‪Specific adjustment‬‬ ‫( ثالثا ) معالجة خاصة‬
‫وفيما يأتي شرح مختصر لكل من هذه المعالجات ‪:‬‬

‫‪224‬‬
‫(أوال) المعالجات الجزئية‬
‫يتم بموجب هذه المعالجات أجراء تعديالت على بعض عناصر كشف الدخل‬
‫والمركز المالي وتتضمن االندثارات وكلفة البضاعة المباعة‪.‬‬

‫‪ - 1‬طريقة االندثار‬

‫(‪ )1‬معالجة اندثار الموجودات الثابتة عن طريق استخدام طريقة القسط المعجل‬
‫)‪)accelerated Depreciation‬‬
‫يحتسب االندثار بموجب هذه الطريقة بنسب عالية في السنوات األولى‬
‫من العمر اإلنتاجي للموجود الثابت ثم تخفض في السنوات األخيرة وتمثل هذه‬
‫النسب نسبا ثابتة من الرصيد المتناقص أو نسبا ً متناقصة افتراضية وتستند هذه‬
‫المعالجة إلى أن اثر التضخم يكون قليالً في السنوات األولى من العمر اإلنتاجي‬
‫‪ ،‬وبذلك يتم استهالك أكبر قيمة ممكنة لغرض تقليل اثر التضخم ‪ ،‬ومن ثم تقليل‬
‫أثره على كشف الدخل ‪ ،‬وعندما تزداد معدالت التضخم فإن تأثيرها يكون قليالً‬
‫على كشف الدخل نظرا ً لضآلة المبلغ المتبقي من كلفة الموجود الثابت لكن‬
‫يعاب على هذه الطريقة بأن االحتياطي الخاص بإستيدال الموجود الثابت أكبر‬
‫من االحتياطي المحسوب على أساس طريقة االندثار المعجل‪.‬‬
‫(‪ )2‬احتساب االندثار على أساس الكلفة االستبدالية للموجودات الثابتة‬
‫يتم احتساب االندثار بعد إعادة تقدير الموجودات الثابتة على أساس‬
‫الكلفة االستبدالية ويرحل الفرق بين االندثار على أساس الكلفة التاريخية‬
‫واالندثار على أساس الكلفة االستبدالية إلى حساب احتياطي ارتفاع الكلفة‬
‫االستبدالية ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫(‪ )3‬احتساب االندثار على أساس الكلفة التاريخية المعدلة‬
‫يحتسب االندثار على أساس الكلفة التاريخية المعدلة باستخدام األرقام‬
‫القياسية العامة (المستوى العام لألسعار) ويرحل الفرق بين االندثار المعدل‬
‫واالندثار التاريخي إلى حساب احتياطي ارتفاع الكلفة التاريخية‪.‬‬

‫‪ - 2‬طريقة كلفة البضاعة المباعة‬


‫(‪ )1‬معالجة كلفة البضاعة المباعة‬
‫من أهم الطرائق المتبعة للحد من التضخم كمعالجة جزئية هي طريقة ما‬
‫يدخل أخيرا ً يصرف أوالً )‪ .) Last in First out LIFO‬تقوم هذه الطريقة‬
‫باحتساب كلفة البضاعة المباعة على أساس الوجبات المشتراة أخيرا ً والتي تكون‬
‫أقرب إلى أسعار المبيعات شريطة أن ال يكون هنالك فارق زمني بين وقت شراء‬
‫الوجبات األخيرة وتاريخ البيع‪ .‬وعلى الرغم من أن طريقة ( ‪ ) LIFO‬تالءم‬
‫الشركات الصناعية ألنها معبرة عن القيمة الحقيقية للمخزون فان هذه الطريقة ال‬
‫تتوفر فيها الموضوعية عند تقييم المخزون المسجل في الميزانية العمومية ‪ ،‬كذلك‬
‫من المأخذ على هذه الطريقة عدم تطابق تاريخ شراء المواد (مشتريات) مع‬
‫المبيعات خصوصا ً في الشركات ذات النشاط الصناعي‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكلفة االستبدالية‬
‫يتم احتساب كلفة البضاعة على أساس الكلفة االستبدالية (الكلفة السوقية)‬
‫والفرق بين الكلفة التاريخية وكلفة استبدال البضاعة المباعة يحول إلى حساب‬
‫احتياطي‪.‬‬
‫(‪ )3‬استخدام طريقة ما يرد مستقبال يصرف أوال (‪)Next in first out NIFO‬‬
‫إذ يتم تسعير البضاعة باألسعار حتى لو اشتريت اآلن‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫(‪ )4‬استخدام األرقام القياسية العامة‬
‫يتم بموجب هذه الطريقة استخدام المستوى العام لألسعار لتعديل كلفة‬
‫البضاعة ويرحل الفرق بين الكلفة التاريخية والكلفة المعدلة إلى حساب‬
‫احتياطي الكلفة التاريخية المعدلة ‪.‬‬
‫( ثانيا ) المعالجات العامة‬
‫يتم بموجب هذه الطريقة استخدام محاسبة القوة الشرائية العامة ( محاسبة‬
‫المستوى العام لألسعار) ‪ .‬إن الفلسفة التي تستند إليها هذه المعالجة هي التعبير عن‬
‫عناصر كشف الدخل والميزانية بوحدات نقدية ذات قوة شرائية في تاريخ إعداد‬
‫الميزانية ‪ .‬وهذا النوع من التعديل يقوم على نفس اإلجراءات المحاسبية المقبولة‬
‫قبوالً عاما ً فيما عدا االعتراف بالتغيرات التي تطرأ على القوة الشرائية العامة للنقود‬
‫ويكون أسلوب التعديل كاآلتي‪:‬‬
‫‪Irt‬‬
‫‪RC ‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪Ipt‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫الكلفة التاريخية المعدلة ‪.‬‬ ‫‪ RC‬‬

‫الرقم القياسي في وقت التعديل ‪.‬‬ ‫‪ Irt‬‬

‫الرقم القياسي في تاريخ االقتناء ‪.‬‬ ‫‪ Ipt‬‬

‫الكلفة التاريخية ‪.‬‬ ‫‪C‬‬

‫ويكون هنالك نوعان من التعديل ‪-:‬‬


‫‪ -1‬التعديل نحو الخلف ويرمز له بــ ( ‪ ) RC‬ويأخذ الصيغة التالية ‪:‬‬
‫‪B‬‬

‫‪I 2002‬‬
‫‪RCB ‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪I 2012‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪  I 2002‬الرقم القياسي لعام ‪. 2002‬‬

‫‪227‬‬
‫‪  I 2012‬الرقم القياس لعام ‪. 2012‬‬
‫الكلفة التاريخية ‪.‬‬ ‫‪C‬‬

‫ويأخذ الصيغة التالية ‪:‬‬ ‫‪RC F‬‬ ‫‪ -2‬التعديل نحو األمام ويرمز له بــ‬
‫‪I 2012‬‬
‫‪RC F ‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪I 2002‬‬

‫تتطلب المعالجات العامة (محاسبة القوة الشرائية العامة) التمييز بين العناصر‬
‫النقدية والعناصر غير النقدية‪ .‬يقصد بالعناصر النقدية ( ‪ ( monetary items‬هي‬
‫العناصر التي تبقى مبالغها ثابتة متجاهلة حقيقة التغير في مستويات األسعار مثل‬
‫الموجودات النقدية والمطلوبات النقدية ‪.‬والعناصر غير النقدية )‪Monetary items‬‬
‫) هي العناصر التي تتأثر مبالغها بالتغيرات في مستويات األسعار مثل الموجودات‬
‫الثابتة والمخزون ‪ ،‬ورأس المال‪.‬‬
‫( أ ) إجراءات التعديل بموجب محاسبة القوة الشرائية العامة‬
‫يشمل التعديل كافة عناصر كشف الدخل والميزانية‪.‬‬
‫(‪ )1‬تعديل عناصر كشف الدخل‬
‫يشمل إجراءات التعديل كل من اإليرادات والمصروفات بضرب مبلغها‬
‫بمعامل التحويل ‪ .‬وتقسم كل من اإليرادات والمصروفات إلى مجموعتين ‪،‬‬
‫فالمجموعة األولى تمثل مجموعة اإليرادات والمصروفات المرتبطة بالتغيرات في‬
‫كل من الموجودات والمطلوبات النقدية‪ .‬أما المجموعة الثانية فتمثل مجموعة‬
‫اإليرادات والمصروفات المرتبطة بالتغيرات في كل من الموجودات والمطلوبات‬
‫غير النقدية‪ ،‬حيث تختلف كل مجموعة في معامل تحويلها عن األخرى‪.‬‬
‫(‪ )2‬تعديل عناصر الميزانية‬
‫عند تعديل الميزانية العمومية يتطلب أوال التمييز بين العناصر النقدية‬
‫والعناصر غير النقدية فبالنسبة للعناصر النقدية فال يجري تعديلها ألنها تحمل قوة‬
‫شرائية جارية ‪ .‬أما العناصر غير النقدية ‪ ،‬التي تشمل الموجودات الثابتة‬
‫ومخصصات االندثار والمخزون وحقوق الملكية ‪ ،‬فيجري تعديلها من خالل ضرب‬

‫‪228‬‬
‫مبالغها في معامل التحويل الذي يمثل العالقة بين الرقم القياسي السائد في نهاية الفترة‬
‫المراد تعديلها والرقم القياسي وقت الحصول على العناصر غير النقدية ‪.‬‬
‫( ب ) مزايا محاسبة القوة الشرائية العامة‬
‫(‪ )1‬تمثل محاسبة القوة الشرائية العامة نظاما ً شامالً لتعديل كافة فقرات التقارير‬
‫المالية وضمانا ً‬
‫لالستمرار باإلجراءات المحاسبية‪ ،‬ويكون التغير فقط في وحدة القياس‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬تتسم محاسبة القوة الشرائية العامة بالموضوعية والمرونة حيث يمكن استخدام‬
‫نفس األرقام‬
‫القياسية العامة في جميع الشركات‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬تساعد محاسبة القوة الشرائية إمكانية إجراء المقارنة بين التقارير المالية‬
‫باستخدام وحدة قياس‬
‫عادية لعدة شركات عاملة في نفس القطاع أو لسلسلة من السنوات لنفس الشركة‪.‬‬
‫(جـ ) االنتقادات الموجهة إلى محاسبة القوة الشرائية‬
‫(‪ ) 1‬ال تحافظ محاسبة القوة الشرائية على رأس المال الحقيقي ألنها تحافظ فقط على‬
‫القوة الشرائية‬
‫العامة لرأس المال المستثمر‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال تفصح محاسبة القوة الشرائية عن القيمة الجارية التي تكون ضرورية التخاذ‬
‫القرارات وتقييم األداء‪.‬‬
‫(‪ )3‬تتجاهل محاسبة القوة الشرائية التغيرات التكنولوجية وظروف المنافسة عند‬
‫إجراء التعديل بالمستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫( ثالثا ) المعالجات الخاصة‬
‫نتيجة لالنتقادات الموجهة إلى محاسبة القوة الشرائية العامة فقد قدمت‬
‫دراسات وبحوث من قبل لجان وجمعيات محاسبية تدعو إلى استخدام محاسبة الكلفة‬
‫الجارية كأسلوب لتعديل التقارير المالية ومن أهم اللجان لجنة ساندي الندز‬
‫(‪ . )Sandilande’s committee‬وتحاول هذه الطريقة الربط بين مفهوم الدخل‬

‫‪229‬‬
‫المحاسبي ومفهوم الدخل االقتصادي باستخدام وحدة قياس تتوفر فيها المالئمة‬
‫والعقالنية ‪.‬‬
‫ومن أهم الطرائق التي تحقق المعالجة الخاصة هي محاسبة الكلفة االستبدالية‬
‫(‪ )Replacement cost‬وتعرف على إنها كلفة إحالل الخدمات المتوقعة‬
‫للموجودات الممتلكة أو تمثل مقدار النقدية التي يمكن دفعها القتناء نفس الموجودات‬
‫الالزمة ألعمال الشركة وتتحدد الكلفة االستبدالية عن طريق اآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬قوائم األسعار الحالية ‪.‬‬
‫‪ ‬الكلفة الصناعية المعيارية ‪.‬‬
‫‪ ‬األرقام القياسية الخاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير خبراء متخصصين ‪.‬‬
‫‪ ‬خبرة الشركة ‪.‬‬
‫والتعديالت على أساس الكلفة االستبدالية تشمل الموجودات الثابتة والمخزون‬
‫والمصروفات‪ .‬فالكلفة االستبدالية ألي موجود بوصفها أساس لتقييم عناصر التقارير‬
‫المالية يقصد بها الكلف الجارية الواجب إنفاقها اآلن من اجل الحصول على نفس‬
‫الموجود الثابت الذي له نفس القدرة اإلنتاجية الحالية المحتفظ بها من قبل الشركة‬
‫والشيء نفسه بالنسبة إلى المخزون والمصروفات ‪.‬‬
‫( أ ) مزايا الكلفة االستبدالية‬
‫تفصح عن الدخل الحقيقي من خالل مقابلة إيرادات حالية مع كلف حالية‬
‫والتي تمكن المستثمرين من الفهم األفضل لكلف العمليات الخاصة‪.‬‬
‫( ب ) االنتقادات الموجهة إلى محاسبة الكلف االستبدالية‬
‫(‪ )1‬ص عوبة إمكانية إجراء المقارنة بين التقارير المالية المعدة على أساس الكلف‬
‫االستبدالية بسبب‬
‫التغيرات في قيمة وحدة النقد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ارتفاع تكاليف تطبيق هذه الطريقة وخصوصا ً في الشركات الصغيرة ‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫(‪ )3‬ابتعاد البيانات المعدة على أساس الكلفة االستبدالية عن الموضوعية ألنها‬
‫تفترض أن جميع الموجودات الثابتة يمكن استبدالها بنفس الوقت‪.‬‬
‫(‪ )4‬صعوبة تقييم بعض أنواع الموجودات بسبب وضعيتها اإلنتاجية نتيجة االستعمال‬
‫أو عدم توفر أرقام قياسية خاصة ‪.‬‬
‫ونظرا ألن الطريقة المستخدمة في تسعير المواد المنصرفة من المخازن هي‬
‫طريقة المعدل ا لموزون ‪ ،‬التي اقرها النظام المحاسبي الموحد في العراق ‪ ،‬والتي‬
‫تتطلب إجراء تعديل كلفة المواد المستهلكة في العمليات اإلنتاجية ‪ ،‬حيث أن كلفة‬
‫المواد المستهلكة تتأثر بأسعار السنوات السابقة ‪ ،‬ولذلك يمثل معامل التحويل العالقة‬
‫بين الرقم القياسي في نهاية السنة المراد إليها التعديل والرقم القياسي لكافة سنوات‬
‫الشراء أو قد يكون إجراء التعديل عن طريق متوسط المتوسطات لألرقام القياسية‬
‫المرجحة بالمشتريات لكل سنة من السنوات الداخلة في عملية التعديل ‪.‬‬
‫وتكون خطوات التعديل كما يلي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬يتم تحديد السنة التي يبدأ فيها تطبيق المعدل الموزون ‪.‬‬
‫(‪ )2‬تضرب مشتريات المواد األولية لكل سنة في متوسط الرقم القياسي لتلك السنة ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬تجمع قيم المشتريات الداخلة في السلسلة المختارة وتقسم على مجموع كميات‬
‫المشتريات للسنوات الداخلة في السلسلة إليجاد متوسطات األرقام القياسية المرجحة‬
‫بقيم المشتريات ‪.‬‬
‫(‪ )4‬الرقم الناتج عن عملية القسمة يمثل الرقم القياسي السائد في وقت الشراء ‪.‬‬
‫جدول احتساب متوسط الرقم القياسي الخاص بالمواد المستخدمة في عام( ‪.)2012‬‬
‫المتوسط المحتسب‬
‫المشتريات المرجحة‬ ‫متوسط الرقم القياسي‬ ‫المشتريات‬ ‫السنة‬
‫‪%‬‬
‫‪16511472‬‬ ‫‪1.4715‬‬ ‫‪11220844‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪9453612‬‬ ‫‪1.6755‬‬ ‫‪5642263‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪26427797‬‬ ‫‪1.840‬‬ ‫‪14362933‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪19430277‬‬ ‫‪1.9495‬‬ ‫‪9966800‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%174.4‬‬ ‫‪71823158‬‬ ‫‪41192840‬‬ ‫المجموع‬

‫‪231‬‬
‫‪I 2012‬‬
‫‪ 2012‬‬ ‫معدل استخدام المواد المستخدمة لعام‬
‫‪X‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪  I 2012‬الرقم القياسي لعام ‪. 2012‬‬
‫المتوسط المحتسب‬ ‫‪X‬‬

‫وهكذا يتم االحتساب بالنسبة إلى بقية السنوات ‪.‬‬


‫ثم يتم إعداد كشف بتعديل المواد المباشرة المستهلكة في النشاط اإلنتاجي‬
‫لألعوام من ‪ 2011‬إلى ‪2013‬‬
‫الكلفة التاريخية المعدلة إلى أسعار‬ ‫معدل‬ ‫الكلفة‬ ‫السنة‬
‫نهاية العام‬ ‫التحويل‬ ‫التاريخية‬
‫‪1177280‬‬ ‫‪1.141‬‬ ‫‪1031797‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪7375353‬‬ ‫‪1.123‬‬ ‫‪6567545‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪7860436‬‬ ‫‪1.239‬‬ ‫‪6344178‬‬ ‫‪2013‬‬

‫وهكذا لبقية المصروفات مثل األجور المباشرة والمصروفات المباشرة‪ ،‬حيث يتم‬
‫التعديل‬
‫بمعامل التحويل الذي يمثل العالقة بين الرقم القياسي لنهاية السنة المراد التعديل إليها‬
‫ومتوسط الرقم القياسي لسنة األساس (على فرض تم إنفاقها بالتساوي على اشهر‬
‫السنة)‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫رابعا ‪ :‬القاعدة المحاسبية (‪ )8‬الصادرة في العراق‬

‫اقر مجلس المعايير المحاسبية والرقابية في العراق بجلسته المنعقدة بتاريخ‬


‫‪ 1997/3/29‬القاعدة المحاسبية ( ‪ ) 8‬بشان المعلومات التي تعكس آثار التغيير‬
‫باألسعار ‪.‬‬
‫( أوال ) األهداف ونطاق العمل‬
‫‪ .1‬العوامل المؤثرة في تغيير األسعار (اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬أو عامة)‪.‬‬
‫‪ .2‬تأثير ذلك على القوة الشرائية للنقد ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعمل هذه القاعدة على الحد من تآكل رأس المال عن طريق توزيع األرباح‬
‫باستخدام مفهوم المحافظة على رأس المال (مفهوم القوة الشرائية العامة) أما‬
‫بتعديل شامل للبيانات المالية بمعدل عام لألسعار أو باستخدام مفهوم المحافظة‬
‫على القوة التشغيلية للشركة (مفهوم التكلفة الحالية) بتعديل بعض عناصر‬
‫البيانات المالية ‪.‬‬
‫‪ .4‬إحاطة مستخدمي البي انات علما بآثار التغيير باألسعار على تلك البيانات مع‬
‫اإلفصاح عن مدى نجاح إدارة الشركة في مواجهة ظاهرة التضخم ‪.‬‬
‫‪ .5‬بيان اثر تغيير األسعار على المقاييس المستخدمة في تحديد نتائج أعمال‬
‫المنشاة ومركزها المالي‪ .‬إذ أن هذه المعلومات مكملة للقوائم المالية األساسية‬
‫وليست جزءا منها ‪.‬‬
‫‪ .6‬تسري أحكام هذه القاعدة على شركات القطاع العام ‪ ،‬وشركات القطاع‬
‫المختلط ‪ ،‬و الشركات المساهمة التي يتم تداول أسهمها في سوق بغداد‬
‫لألوراق المالية ‪.‬‬
‫‪ .7‬ال تسري أحكام هذه القاعدة على شركات تابعة في بلد المنشاة األم عندما تقدم‬
‫هذه المعلومات المطلوبة ولكنها تسري على الشركة التابعة إذا كانت تعمل في‬
‫بلد مختلف عن البلد األم ‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫( ثانيا ) المصطلحات‬

‫‪ .1‬التغيير في األسعار ) ‪ ) Changing Prices‬نتيجة للظروف االقتصادية وغير‬


‫االقتصادية ألسباب تضخمية أو انكماشية كأسباب عامة او نتيجة للعرض والطلب ‪.‬‬
‫‪ ‬التغيير في السعر أي االنتقال من سعر سوق الشراء إلى سعر سوق البيع ‪.‬‬
‫‪ ‬التغيير في السعر نتيجة لما يتم إضافته من قيمة بمعرفة المنتج (‬
‫‪ ) Producer's Margin‬لتحقيق منافع مضافة بسبب مرور الوقت أو‬
‫التغيير في الشكل أو المكان ‪.‬‬
‫‪ ‬التغيير في المستوى العام لألسعار أي التغيير في أسعار السلع أو الخدمات في‬
‫المجتمع أي التغيير في القوة الشرائية للنقد المستخدم في التعامل ويتم قياس‬
‫التغيير باستخدام األرقام القياسية العامة ‪.‬‬
‫‪ .2‬التضخم اي زيادة األسعار وانخفاض القوة الشرائية للنقد ‪.‬‬
‫‪ .3‬القوة الشرائية العامة( ‪ )general purchasing power‬أي كمية السلع‬
‫والخدمات ‪.‬‬
‫‪ .4‬الرقم القياسي العام لألسعار( ‪ )General price Index‬هو معيار إحصائي‬
‫يظهر التغيير في أسعار السلع والخدمات قياسا بفترة األساس ‪.‬‬
‫‪ .5‬التضخم الجامح( ‪ )Hyper Inflation‬أي التغيير الكبير في األسعار بسبب‬
‫ظواهر اقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬احتفاظ السكان بثرواتهم العينية أو بعملة نقدية أجنبية مستقرة ‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد السكان على عملة نقدية أجنبية للتداول ‪.‬‬
‫‪ ‬تثبيت عملة البيع والشراء اآلجل بأسعار تأخذ بعين االعتبار تعويض الخسارة‬
‫المتوقعة ‪.‬‬
‫‪ ‬ربط معدالت الفائدة واألجور واألسعار كمؤشرات لألسعار ‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ما يكون معدل التضخم التراكمي أكثر من ‪. %100‬‬

‫‪234‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .6‬العناصر النقدية‬
‫تتمثل العناصر النقدية في االلتزامات الواجبة التحصيل أو التسديد بعدد معين‬
‫ثابت من وحدات النقد الجاري (المتعامل به) دينار مثال ‪ ،‬وبهذا تكون ثابتة من‬
‫حيث كمية النقد عند تغيير األسعار أو القوة الشرائية للنقد ‪ .‬ويشمل النقدية في‬
‫الصندوق والبنك ‪ ،‬والمدينون ‪ ،‬وأوراق القبض أو أوراق الدفع والدائنون ‪.‬‬
‫‪ .7‬العناصر غير النقدية‬
‫تتمثل العناصر غير النقدية في العناصر التي ال تمثل التزاما بصورة عدد‬
‫ثابت من وحدات النقد وإنما تختلف باختالف مستوى األسعار ‪ .‬مثل المخزون‬
‫والموجودات الثابتة واالستثمارات طويلة األجل وحقوق الملكية ‪.‬‬
‫‪ .8‬مكاسب وخسائر حيازة العناصر النقدية‬
‫وهي األرباح والخسائر النقدية نتيجة لالحتفاظ بالعناصر النقدية نتيجة‬
‫لحدوث تغيرات في األسعار (كاالحتفاظ بالنقدية وانخفاض أسعارها بسبب التضخم‬
‫) أو ارتفاع أسعارها بسبب االنكماش‪.‬‬
‫( ثالثا ) االستجابة للتغيير في األسعار‬
‫هنالك عدد من الطرائق إلعداد البيانات المحاسبية لالستجابة للتغيير في‬
‫األسعار بما في ذلك التغيير في أسعار الموجودات وهي ‪-:‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬على أساس القوة الشرائية العامة أي الحفاظ على القيمة الحقيقية‬
‫لرأس المال ‪.‬‬
‫الطريقة الثانية ‪ :‬طريقة التكلفة الحالية بدال من التكلفة التاريخية أي الحفاظ على‬
‫الطاقة التشغيلية للشركة ‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة ‪ :‬الجمع بين األسلوبين ‪.‬‬
‫األسلوب األول ‪ :‬تعديل القوائم المالية طبقا لمفهوم القوة الشرائية العامة ‪:‬‬
‫‪ .1‬يعتمد هذا األسلوب على إعادة النظر في إثبات بعض أوكل مفردات البيانات‬
‫المحاسبية على أساس التغيير في القوة الشرائية العامة باستخدام أرقام قياسية‬

‫‪235‬‬
‫مناسبة ‪ ،‬وينعكس ذلك على االندثارات وتكلفة المبيعات وصافي مفردات‬
‫العناصر النقدية ‪.‬‬
‫‪ .2‬تعديل القوائم المالية التي تم إعدادها مسبقا طبقا لمفهوم التكلفة التاريخية بعد‬
‫تحديد الرقم القياسي المناسب لمستوى األسعار ‪.‬‬
‫‪ .3‬تبويب عناصر قائمة المركز المالي(الميزانية العمومية)إلى عناصر نقدية‬
‫وعناصر غير نقدية ‪.‬‬
‫‪ .4‬يتم تعديل أرقام العناصر غير النقدية من الموجودات باستخدام الرقم القياسي‬
‫الذي تم تحديده عند شراء الموجودات أو حيازتها أو عند تاريخ إعادة تقييمها‬
‫لبيان التغيير العام لألسعار وفق المعادلة اآلتية‪:‬‬
‫‪In‬‬
‫‪DV ‬‬ ‫‪ DVH‬‬
‫‪It‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫قيمة العنصر ‪.‬‬ ‫‪ DV‬‬

‫الرقم القياسي الجاري ‪.‬‬ ‫‪ In‬‬

‫الرقم القياس في تاريخ حيازة الموجود ‪.‬‬ ‫‪ It‬‬

‫القيمة التاريخية للعنصر ‪.‬‬ ‫‪ DVH‬‬

‫‪ .5‬تعديل مكونات حقوق الملكية (باستخدام نفس المعادلة أعاله) ‪.‬‬


‫‪ .6‬حذف احتياطي ارتفاع أسعار وأي احتياطيات إلعادة التقييم ‪.‬‬
‫‪ .7‬حذف الوفر المتراكم حيث يتم التوصل إلى المعدل من خالل تعديل بنود‬
‫الميزانية‪.‬‬
‫‪ .8‬أما في حالة عدم تحديد حيازة بعض الموجودات فيتم اللجوء إلى خبير مستقل‬
‫لتقييم الموجودات ‪.‬‬
‫‪ .9‬تبقى النفقات الرأسمالية الممولة من القروض ألنها تعد من نفقات االقتراض‬
‫للفترة التي يتم فيها التقييم ‪.‬‬
‫عند شراء موجودات ثابتة بتاريخ معين للتسديد فانه يتم تعديل قيمة‬ ‫‪.10‬‬
‫هذه الموجودات عند تاريخ التسديد وليس في تاريخ التعاقد ‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫ال يتم تعديل العناصر النقدية ألنها تعبر عن القوة الشرائية السائدة في‬ ‫‪.11‬‬
‫تاريخ إعداد القوائم المالية ‪.‬‬
‫تعديل بنود كشف الدخل (ماعدا االندثار) باستخدام المعدل العام‬ ‫‪.12‬‬
‫لألسعار على أساس المعدل البسيط للمعدل العام لألسعار خالل سنة ‪.‬‬
‫تحدي د المكاسب والخسائر الناتجة عن االحتفاظ بالعناصر النقدية عند‬ ‫‪.13‬‬
‫تغيير المستوى العام لألسعار عن طريق ‪-:‬‬
‫‪ ‬طرح المطلوبات النقدية من الموجودات النقدية لتحديد صافي‬
‫الموجودات النقدية ‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل صافي الموجودات النقدية في بداية الفترة بمقدار التغيير في‬
‫القوة الشرائية في نهاية الفترة حسب المعادلة اآلتية ‪-:‬‬

‫‪Ip2‬‬
‫‪RNFM ‬‬ ‫‪ NFM‬‬
‫‪Ip1‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫‪  RNFM‬تعديل صافي الموجودات النقدية ‪.‬‬
‫الرقم القياسي لألسعار في أول المدة ‪.‬‬ ‫‪ Ip1‬‬

‫الرقم القياسي لألسعار في آخر المدة ‪.‬‬ ‫‪ Ip2‬‬

‫صافي الموجودات النقدية ‪.‬‬ ‫‪ NFM‬‬

‫تعديل قيمة المتحصالت النقدية التي تمت خالل الفترة بنفس المعادلة‬ ‫‪.14‬‬
‫أعاله ويضاف الصافي إلى القيمة المعدلة أعاله ‪.‬‬
‫تعتبر أرباح أو خسائر القوة الشرائية للنقود كأحد مكونات الدخل‬ ‫‪.15‬‬
‫المحاسبي الصافي مع مراعاة طريقة عرضها بشكل مستقل ويمثل ربح‬
‫النشاط الجاري ‪.‬‬
‫العناصر شبه النقدية تعالج بنفس الطريقة الخاصة بمعالجة العناصر‬ ‫‪.16‬‬
‫النقدية ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫أما األسهم الممتازة فإنها تعد من العناصر غير النقدية عندما تدرج في‬ ‫‪.17‬‬
‫البيانات المحاسبية بأقل من القيمة المحددة (الثابتة) لها ‪ .‬أما إذا أدرجت‬
‫بقيمتها المحددة التي تستحق بتاريخ السداد فإنها تعد من العناصر غير النقدية‬
‫‪ .‬فإذا اعتبرت عناصر نقدية فإنها ستحقق أرباحا ً أو تتحمل خسائر تثبت في‬
‫كشف الدخل ألنها تمثل احد عناصره‪.‬‬
‫العمالت النقدية األجنبية فإنها تعامل على أساس ‪:‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪ ‬عناصر غير نقدية ألنها مثبتة بأسعار التحويل التاريخية‬
‫وتعامل على هذا األساس ‪.‬‬
‫‪ ‬عناصر نقدية إذا ثبت أسعارها على أساس سعر التحويل السائد‬
‫عند إعداد القوائم المالية ‪.‬‬
‫تطبيق عام‬

‫الطريقة األولى ( التكلفة التاريخية المعدلة )‬


‫بدأت إحدى الشركات أعمالها ‪2012‬م برأسمال (أسهم عادية ) ( ‪) 75000‬‬
‫ألف دينار حصل نقدا بالكامل وبنفس التاريخ تم شراء معدات بما قيمته ( ‪) 45000‬‬
‫ألف دينار منها ( ‪ ) 20000‬ألف نقدا والباقي يسدد خالل عامين من تاريخه‪ .‬وقد كان‬
‫الرقم القياسي العام لألسعار (‪ )100‬في ‪2012/1/1‬م كذلك تم شراء بضاعة على‬
‫دفعتين قبل البدء بالنشاط ‪.‬‬
‫الدفعة األولى بقيمة ( ‪ ) 44000‬ألف دينار عندما كان الرقم القياسي العام ‪. 110‬‬
‫الدفعة الثانية بقيمة ( ‪ ) 45000‬ألف دينار عندما كان الرقم القياسي العام ‪. 120‬‬
‫ولقد تمت المبيعات عندما كان الرقم القياسي العام (‪ )130‬كما أن‬
‫المصروفات التي بلغت ( ‪ ) 16000‬ألف دينار تمت أيضا عند قياس الرقم القياسي‬
‫وقد اتبعت المنشاة طريقة الوارد أوال صادر أوال ( ‪ ) FIFO‬وان مخزون آخر المدة‬
‫بلغ في ‪2012/12/31‬م ( ‪ )29000‬ألف دينار وكان الرقم القياسي العام ‪. 130‬وفيما‬

‫‪238‬‬
‫يلي كشف الدخل عن السنة المنتهية بتاريخ ‪2012/12/31‬م والميزانية العمومية كما‬
‫تظهر بتاريخ ‪2012/12/31‬م ( المبالغ باآلالف ) ‪.‬‬
‫(أوال ) كشف الدخل عن السنة المنتهية في ‪2012/12/31‬م ( المبالغ‬
‫باآلالف)‬
‫‪100000‬‬ ‫مبيعات‬
‫‪60000‬‬ ‫تكلفة المبيعات‬
‫‪40000‬‬ ‫مجمل الربح‬
‫‪16000‬‬ ‫المصروفات‬
‫‪4500‬‬ ‫االندثار ‪ %10‬من‪45000‬‬
‫( ‪)20500‬‬
‫‪19500‬‬ ‫صافي ربح النشاط الجاري‬

‫(ثانيا ) قائمة المركز المالي كما هي في ‪2012/12/31‬م (المبالغ باآلالف )‬


‫مبلغ كلي‬ ‫مبلغ جزئي‬ ‫البيــــــــــان‬
‫‪75000‬‬ ‫رأس المال ( أسهم عادية)‬
‫‪19500‬‬ ‫أرباح محتجزة ( مرحلة)‬
‫‪25000‬‬ ‫قروض طويلة األجل‬
‫‪119500‬‬ ‫المجموع‬
‫‪45000‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬
‫‪40500‬‬ ‫(‪)4500‬‬ ‫بطرح‪ :‬االندثار المتراكم‬
‫الموجودات المتداولة ‪:‬‬
‫‪29000‬‬ ‫مخزون سلعي‬
‫‪19000‬‬ ‫مدينون‬
‫‪87500‬‬ ‫‪39500‬‬ ‫نقدية‬
‫(‪)8500‬‬ ‫مطلوبات متداولة‬
‫‪79000‬‬ ‫رأس المال العامل‬
‫‪119500‬‬ ‫المجموع‬

‫‪239‬‬
‫المطلوب‬
‫‪ .1‬احتساب مكاسب أو خسائر القوة الشرائية للعناصر النقدية ‪.‬‬
‫‪ .2‬إعداد كشف الدخل المعدل تبعا للتغيير في المستوى العام لألسعار عن الفترة‬
‫المنتهية في‪2012/12/31‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬إعداد قائمة المركز المالي المعدلة تبعا للتغيير في المستوى العام لألسعار كما‬
‫هي في ‪2012/12/31‬م ‪.‬‬
‫خطوات الحل‬
‫أوال‪ :‬حساب مكاسب أو خسائر القوة الشرائية للعناصر النقدية‬
‫األرقام بعد‬ ‫معامل التحويل‬ ‫األرقام قبل‬
‫التعديل‬ ‫التعديل‬
‫‪97500‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫‪75000‬‬ ‫صافي األصول النقدية في ‪2012/1/1‬م‬
‫‪100000‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫يضاف ‪ :‬المتحصالت النقدية (المبيعات)‬
‫‪197500‬‬ ‫‪175000‬‬
‫‪26000‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫تطرح ‪ :‬معدات مشتراة‬
‫‪52000‬‬ ‫‪110/130‬‬ ‫‪44000‬‬ ‫بضاعة مشتراة برقم قياسي‪110‬‬
‫‪48750‬‬ ‫‪120/130‬‬ ‫‪45000‬‬ ‫بضاعة مشتراة برقم قياسي ‪120‬‬
‫‪16000‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫المصروفات‬
‫‪142750‬‬ ‫‪125000‬‬
‫‪54750‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫صافي المركز النقدي في ‪2012/12/31‬م‬
‫‪50000‬‬ ‫صافي الموجودات النقدية غير المعدلة في‬
‫‪2012/12/31‬م‬
‫‪4750‬‬ ‫مكاسب(خسائر) القوة الشرائية عن العناصر‬
‫الجارية‬

‫‪240‬‬
‫ثانيا‪:‬كشف الدخل المعدل للفترة المنتهية في ‪2012/12/31‬م‬
‫األرقام بعد‬ ‫معامل التحويل‬ ‫األرقام غير‬
‫التعديل‬ ‫المعدلة‬
‫‪100000‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪100000‬‬ ‫المبيعات‬
‫‪52000‬‬ ‫‪110/130‬‬ ‫‪44000‬‬ ‫كلفة المبيعات‪ :‬رقم قياسي‪ 110‬دفعة أولى‬
‫‪17333‬‬ ‫‪120/130‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫كلفة المبيعات‪ :‬رقم قياسي‪ 120‬الباقي‬
‫‪16000‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫مصروفات الفترة‬
‫‪5850‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫اندثار‬
‫‪91183‬‬ ‫‪80500‬‬
‫‪8817‬‬ ‫‪19500‬‬ ‫صافي الدخل للنشاط الجاري‬

‫ثالثا‪ :‬قائمة المركز المالي المعدلة في ‪2012/12/31‬م ‪.‬‬


‫بعد التعديل‬ ‫معامل التحويل‬ ‫قبل التعديل‬ ‫البيــــــــــــان‬
‫‪97500‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫‪75000‬‬ ‫راس المال (أسهم عادية )‬
‫‪8817‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19500‬‬ ‫األرباح المعدلة‬
‫‪2750‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مكاسب القوة الشرائية‬
‫‪109067‬‬ ‫‪94500‬‬
‫‪58500‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫‪45000‬‬ ‫الموجودات الثابتة‬
‫(‪)5850‬‬ ‫‪100/130‬‬ ‫(‪)4500‬‬ ‫تطرح‪ :‬اندثار متراكم(‪)%10‬‬
‫‪52650‬‬ ‫‪40500‬‬
‫الموجودات المتداولة‪:‬‬
‫‪31417‬‬ ‫‪120/130‬‬ ‫‪29000‬‬ ‫مخزون سلعي‬
‫‪19000‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪19000‬‬ ‫مدينون‬
‫‪39500‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫‪39500‬‬ ‫نقدية‬
‫‪89917‬‬ ‫‪87500‬‬

‫‪241‬‬
‫(‪)8500‬‬ ‫‪130/130‬‬ ‫(‪)8500‬‬ ‫تطرح ‪ :‬مطلوبات متداولة‬
‫‪81417‬‬ ‫‪79000‬‬ ‫راس المال العامل‬
‫‪134067‬‬ ‫‪119500‬‬ ‫إجمالي الموجودات‬

‫يالحظ أن رقم مكاس ب(خسائر) القوة الشرائية الظاهرة في قائمة المركز‬


‫المالي المعدل يغطي العناصر النقدية الجارية وكذلك المطلوبات النقدية طويلة األجل‬
‫وقد تم حسابه على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫مكاسب عن القرض طويل األجل‬
‫االمبلغ‬ ‫البيـــــــــــــــــان‬
‫‪32500‬‬ ‫القيمة المعدلة للقرض ( ‪) 100/130 ×25000‬‬
‫‪25000‬‬ ‫القيمة االسمية للقرض‬
‫‪7500‬‬
‫(‪)4750‬‬ ‫تطرح الخسائر عن العناصر النقدية الجارية‬
‫‪2850‬‬ ‫مكاسب القوة الشرائية عن الفترة‬

‫‪242‬‬
‫اسئلة الفصل‬

‫‪ -1‬ماهي مزايا محاسبة القوة الشرائية العامة ؟ وماهي االنتقادات الموجهة اليها‬
‫؟‬
‫‪ -2‬عدد المشكالت التي يسببها التضخم في الوظيفة المالية والمحاسبية‪.‬‬
‫‪ -3‬ماهي االنتقادات الموجهة الى محاسبة الكلفة االستبدالية ؟‬
‫‪ -4‬هنالك عدد من الطرق المستخدمة في اعداد البيانات المحاسبية لالستجابة‬
‫للتغير في االسعار؟ عددها مع الشرح‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر االهداف التي اقرتها القاعدة المحاسبية (‪ )8‬في العراق لمعالجة اثار‬
‫التضخم االقتصادي ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪243‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫تعديل البيانات المحاسبية‬
‫( حالة عملية )‬
‫‪Recovery of Accounting Information‬‬
‫)‪(Case Study‬‬

‫أوال ‪ -:‬الطريقة المباشرة لتعديل النتيجة ( الربح )‬


‫ثانيا ‪ :‬الطريقة الشاملة لتعديل جميع الحسابات‬
‫ثالثا ‪ -:‬اختالف النتائج الحقيقية عن النتائج الظاهرية‬

‫‪244‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫تعديل البيانات المحاسبية‬
‫( حالة عملية )‬
‫‪Recovery of Accounting Information‬‬

‫تمسك إحدى الشركات دفاترها وسجالتها المحاسبية بالطريقة التقليدية للمحاسبة التاريخية‬
‫( التسجيل بطريقة االقتناء أو الشراء ) ‪ .‬وقد توفرت الكشوف المحاسبية اآلتية المدرجة تفاصيلها‬
‫في القائمة (‪ )1‬والمعدة بالدنانير الجارية أو التاريخية ‪.‬‬
‫‪ .1‬الميزانية في بداية السنة ‪2012‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬كشف الدخل ( حساب النتيجة ) عن السنة ‪2012‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬الميزانية في نهاية السنة ‪2012‬م ‪.‬‬
‫فإذا علمت أن ‪:‬‬
‫(‪ )1‬الموجودات الثابتة كانت قد أقتنيت بالكامل في بداية السنة ‪2012‬م ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مؤشرات المستوى العام لألسعار تظهر بالقائمة (‪. )2‬‬
‫(‪ )3‬فترة الخزن بالشركة هي (‪ )3‬أشهر أي أن متوسط عمر المخزون هو شهر ونصف ‪.‬‬
‫(‪ )4‬تسعير المخزون يتم بطريقة ما يدخل أوالً يخرج أوالً (‪. )FIFO‬‬
‫وباستخدام أساليب القيمة الحالية النقدية وأساليب تعديل الحسابات بطريقة القوة الشرائية‬
‫العامة فأن هنالك نوعان من الحل يمكن بواسطتهما احتساب النتيجة ( أو الربح ) الحقيقية ‪-:‬‬
‫الحل المبسط ‪ -:‬تعديل مباشر للنتيجة ( الربح ) ‪.‬‬
‫الحل الشامل ‪ -:‬تعديل عام للحسابات ‪.‬‬

‫القائمة (‪)1‬‬
‫المبالغ (آالف الدنانير)‬ ‫الميزانية في ‪2012/1/1‬م‬ ‫(أ)‬
‫‪4250‬‬ ‫إجمالي الموجودات الثابتة‬ ‫‪1‬‬
‫(‪)1700‬‬ ‫ناقص ‪ :‬االندثارات المتراكمة‬ ‫‪2‬‬

‫‪245‬‬
‫‪2550‬‬ ‫صافي الموجودات الثابتة‬ ‫‪3‬‬
‫‪3950‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪4‬‬
‫‪1250‬‬ ‫الذمم المدينة‬ ‫‪5‬‬
‫‪425‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪6‬‬
‫‪5625‬‬ ‫الموجودات المتداولة (‪)6+5+4‬‬ ‫‪7‬‬
‫(‪)2500‬‬ ‫ناقص ‪ :‬القروض‬ ‫‪8‬‬
‫‪3150‬‬ ‫رأس المال العامل (‪)8-7‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪5675‬‬ ‫صافي المركز المالي (‪)9+3‬‬ ‫‪10‬‬
‫المبالغ (آالف الدنانير)‬ ‫كشف الدخل (حساب النتيجة ) عن السنة ‪2012‬م‬ ‫(ب)‬
‫‪9500‬‬ ‫المبيعات‬ ‫‪11‬‬
‫‪3950‬‬ ‫مخزون أول المدة‬ ‫‪12‬‬
‫‪6000‬‬ ‫مشتريات ومصروفات إنتاج‬ ‫‪13‬‬
‫‪9950‬‬ ‫المجموع (‪)13+12‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪4425‬‬ ‫مخزون آخر المدة‬ ‫‪15‬‬
‫‪5525‬‬ ‫كلفة البضاعة المباعة (‪)15-14‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪3975‬‬ ‫مجمل الربح (‪)16-11‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪135‬‬ ‫مصروفات مالية (فوائد)‬ ‫‪18‬‬
‫‪2615‬‬ ‫مصروفات عامة‬ ‫‪19‬‬
‫‪425‬‬ ‫االندثارات‬ ‫‪20‬‬
‫‪3175‬‬ ‫المجموع (‪)20+19+18‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪800‬‬ ‫النتيجة أو صافي الربح (‪)21-17‬‬ ‫‪22‬‬

‫(آالف‬ ‫المبالغ‬ ‫الميزانية في ‪2012/1/1‬م‬ ‫(جـ)‬


‫الدنانير)‬
‫‪4250‬‬ ‫إجمالي الموجودات الثابتة‬ ‫‪23‬‬
‫(‪)2125‬‬ ‫ناقص ‪ :‬االندثارات المتراكمة‬ ‫‪24‬‬
‫‪2150‬‬ ‫صافي الموجودات الثابتة (‪)24-23‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪4425‬‬ ‫المخزون‬ ‫‪26‬‬

‫‪246‬‬
‫‪2325‬‬ ‫الذمم المدينة (المدينون)‬ ‫‪27‬‬
‫‪600‬‬ ‫النقدية‬ ‫‪28‬‬
‫‪7350‬‬ ‫الموجودات المتداولة (‪)28+27+26‬‬ ‫‪29‬‬
‫(‪)3000‬‬ ‫ناقص القروض‬ ‫‪30‬‬
‫‪4350‬‬ ‫رأس المال العامل (‪)30-29‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪6475‬‬ ‫صافي المركز المالي (‪)31+25‬‬ ‫‪32‬‬

‫القائمة ( ‪)2‬‬
‫األرقام القياسية (المؤشرات) ألسعار االستهالك‬
‫األرقام القياسية (المؤشرات)‬ ‫السنة‬
‫الحالي ( المقارن )‬ ‫األساس‬
‫‪112.5‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2007‬م‬
‫‪153‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪2011‬م‬
‫‪169‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪2012‬م‬

‫‪ ‬متوسط الرقم القياسي ‪:‬‬


‫‪ ‬في السنة ‪2012‬م ‪161 :‬‬
‫‪ ‬في الربع الرابع للسنة ‪2011‬م ‪151.25 :‬‬
‫‪ ‬في الربع الرابع للسنة‪2012‬م ‪167 :‬‬
‫يمكن من خالل البيانات الواردة في الكشوف المحاسبية السابقة إجراء مقارنة للنتائج‬
‫الحقيقية مع النتائج الظاهرية ‪.‬‬

‫أوال ‪ -:‬الطريقة المباشرة لتعديل النتيجة ( الربح )‬


‫‪Direct Method of Result Recovery‬‬

‫يمكن تعديل النتيجة ( الربح ) بصورة مباشرة دون تغيير التدفقات ( المبيعات ‪ ،‬المشتريات‬
‫‪ ،‬وغيرها ) ‪ .‬كما تعتبر هذه األخيرة بدنانير متوسط السنة عدا ما هو فصلي منها‪ .‬ومن ثم فأن‬

‫‪247‬‬
‫النتيجة ( الربح ) المعدلة يتعين أن تكون بدنانير متوسط السنة ( د‪ .‬م ) ‪ .‬كلك يفضل أن تكون‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬منسوبة إلى المبيعات‪ .‬ويبلغ معدل التضخم السنوي (‪ ، )%10.46‬وقد تم‬
‫احتسابه كما يلي‪:‬‬
‫[ ( ‪. ]153 / ) 153-169‬‬
‫‪ -1‬يجب البحث عن التقييم الحقيقي للمخزون‬
‫يظهر كشف الدخل ( حساب النتيجة ) في القائمة (‪ -1‬ب) التغير في المخزون ‪:‬‬
‫‪ 4425‬ألف دينار‬ ‫مخزون ‪2012/12/31‬‬
‫‪ 3950‬ألف دينار‬ ‫مخزون ‪2012/1/1‬‬
‫‪ 475 +‬ألف دينار‬ ‫التغير في المخزون (بالزيادة)‬
‫ويمكن أن يقسم تحليل هذه الزيادة في المخزون إلى قسمين ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬ارتفاع المخزون خالل الفترة يتوافق مع هامش الربح الوهمي على المخزون ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الزيادة الحقيقية للمخزون ‪.‬‬
‫يتم تحويل (‪ )conversion‬المخزون في نهاية وبداية الفترة المالية بدنانير متوسط السنة‬
‫على أساس األرقام القياسية ( المؤشرات ) المدرجة في القائمة ( ‪ . )2‬ومن الجدير بالذكر أن‬
‫المخزون المذكور آنفا ً قد تم اقتناؤه ‪ ،‬ليس في بداية ونهاية الفترة المالية ‪ ،‬ولكن بالمتوسط (‪)1.5‬‬
‫شهر ألن مدة التخزين تبلغ (‪ )3‬أشهر ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ألف دينار‬ ‫‪4266 ‬‬ ‫‪ 4425‬‬
‫‪167‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ 4205 ‬ألف دينار‬ ‫‪ 3950‬‬
‫‪151.25‬‬

‫تمثل هذه الزيادة (‪ )61+‬ألف دينار الزيادة الحقيقية للمخزون بدنانير متوسط الفترة المالية‬
‫‪ .‬ويمثل الفرق بين الزيادة الظاهرية للمخزون والبالغة (‪ )475‬ألف دينار والزيادة الحقيقية‬
‫(‪ ) 61+‬ألف دينار الهامش الربحي الوهمي الالزم للمخزون ‪ .‬وقد تسبب هذا الفرق البالغ (‪)414‬‬
‫ألف دينار في تعلية تقدير النتيجة ( الربح ) المحاسبي بهذا المبلغ ( ‪ . ) 61- 475‬وإن أي إجراء‬
‫يتخذ في سبيل تعديل النتيجة ( الربح ) يجب أن يستند إلى سحب هذا المبلغ من الربح ( النتيجة )‬
‫المحاسبي ‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ومن الجدير بالمالحظة أن تعلية تقدير الربح ( النتيجة ) بسبب المخزون يمكن أن تحتسب‬
‫مباشرة بأسلوب اقل تعقيدا ً وذلك من خالل التطبيق المباشر لمعدل التضخم السنوي البالغ‬
‫(‪ )%10.46‬على مخزون أول المدة ( األساسي ) ‪ .‬والمبلغ المحصل هنا هو (‪ )413‬ألف دينار‬
‫يشكل المبلغ المقارب لما تم استخراجه في الطريقة أعاله على الرغم من أنه محتسب بدنانير‬
‫نهاية السنة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يتعين أن تأخذ االندثارات التضخم االقتصادي بنظر االعتبار منذ بداية اقتناء الموجودات‬
‫الثابتة ( االستثمار ) ‪.‬‬
‫تمثل اندثارات السنة ‪2012‬م مجموع اندثارات هذه السنة بأكملها ‪ ،‬وعليه يجب أن تكون‬
‫معدة بدنانير متوسط السنة ‪2012‬م ‪ .‬ويبلغ متوسط االندثار السنوي مبلغ (‪ ) 425‬ألف دينار كما‬
‫في القائمة (‪ - 1‬ب) ‪ ،‬أي ما يعادل (‪ )%10‬من إجمالي الموجودات الثابتة القائمة (‪ -1‬أ ‪ ،‬ج) ‪.‬‬
‫ويقدر متوسط فترة االندثارات بـ ‪ 10‬سنوات ( إجمالي الموجودات الثابتة ÷ االندثار السنوي ) ‪.‬‬
‫وقد تكون هذه المدة قابلة للتغيير عن طريق تعديل الحسابات ‪.‬‬
‫يتم تحويل قيمة إجمالي الموجودات الثابتة ( مقتناة بالكامل في بداية السنة ‪ 2007‬م ) إلى‬
‫قيمته الحالية كما يلي ‪-:‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ 6842.5 ‬ألف د‪.‬م‬ ‫‪ 4250‬‬
‫‪100‬‬
‫وعليه فأن قسط االندثار السنوي الجديد ( الحالي ) يحسب كما يلي ‪-:‬‬
‫‪6842.5‬‬
‫‪ 684.25 ‬ألف د‪.‬م‬
‫‪10Year‬‬

‫هنالك طريقة أخرى لتحويل قيمة قسط االندثار المحاسبي إلى قيمته الحالية وهي أن يتم‬
‫التطبيق المباشر على قسط االندثار السنوي وكما يلي ‪-:‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ 684.25 ‬ألف د‪.‬م‬ ‫‪ 425‬‬
‫‪100‬‬
‫بناء على ذلك فأن الضرر أو التشويه ( ‪ ) distortion‬الذي تسبب في زيادة تقدير‬
‫النتيجة ( الربح ) يحسب كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ 259.25 = 425 - 684.25‬ألف دينار‬
‫وهذا الفرق في االندثار البالغ (‪ )259.25‬ألف دينار يعادل المبلغ المستخرج عن طريق‬
‫ضرب االندثار المحاسبي البالغ (‪ )425‬ألف دينار في معدل التضخم االقتصادي منذ تاريخ‬
‫االقتناء (‪ )%61‬أي (‪. 5)1.10‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ -3‬تقلل المصروفات المالية ( الفوائد ) من المكتسب النقدي‬
‫بالنسبة لهذه الشركة موضع التطبيق يكون صافي المديونية النقدية ايجابيا ً ( القروض –‬
‫الذمم المدينة أو المدينون – النقدية ) ‪-:‬‬

‫‪ ‬في بداية الفترة المالية (‪ 825 + = ) 425 -1250 - 2500‬ألف دينار‬


‫‪ ‬في نهاية الفترة المالية ( ‪ 75 + = ) 600 - 2325 - 3000‬ألف دينار‬
‫‪ 900 +‬ألف دينار‬

‫وفي ظل غياب البيانات األخرى يمكن افتراض أن التغير يستمر في صافي المديونية (‬
‫االقتراض ) النقدية خالل الفترة المالية ‪ .‬وعليه فأن متوسط صافي المديونية النقدية كما يلي ‪-:‬‬
‫‪75  825‬‬
‫‪ 450 ‬ألف دينار‬
‫‪2‬‬
‫وهنا البد من اإلشارة إلى أن الدقة والموضوعية تتطلب إجراء تحويل القيمتين ( بداية‬
‫ونهاية الفترة المالية ) إلى قيمتهما الحالية قبل احتساب وسطهما الحسابي ‪.‬‬
‫وعلى أية حال فأن مكتسب القوة الشرائية الالزمة للتضخم من صافي المديونية النقدية ‪،‬‬
‫يحتسب كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ 47.07 = 10.46 × 450‬ألف دينار نهاية السنة‬
‫‪161‬‬
‫‪ 44.84 ‬ألف د‪.‬م ‪.‬‬ ‫‪ 47.07‬‬
‫‪169‬‬

‫وعليه فأن المصروفات المالية الحقيقية تتمثل في الفرق بين المصروفات المالية ( الفوائد )‬
‫المحاسبية البالغة (‪ )135‬ألف دينار‪ ،‬وعلى افتراض إنها كانت تدفع على مدار السنة‪ ،‬ومكاسب‬
‫أو مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية‪-:‬‬
‫المصروفات المالية الحقيقية = ‪ 90.16 = 44.84 – 135‬ألف دينار‬
‫‪ -4‬تضليل ( أو تشويه ) العناصر الثالثة السابقة تتجمع على مستوى النتيجة ( الربح ) ‪-:‬‬
‫‪ 414.00 +‬ألف دينار‬ ‫‪ ‬تضليل في المخزون‬
‫‪ 259.25 +‬ألف دينار‬ ‫‪ ‬تضليل في االندثار‬
‫تضليل في المصروفات المالية ( الفوائد ) ‪ 44.84 -‬ألف دينار‬ ‫‪‬‬
‫‪ 628.41‬ألف دينار‬ ‫تعلية تقدير النتيجة المحاسبية ( الربح )‬
‫وبناءا ً على ذلك فأن صافي الربح الحقيقي أو النتيجة الحقيقية يكون كما يلي ‪-:‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ 171.59 = 628.41 - 800‬ألف د‪.‬م‪.‬‬

‫يالحظ أن التقدير اإلضافي لصافي الربح يكون حوالي بنسبة (‪ )% 90‬من الربح‬
‫المحاسبي إذا ما أخذت العناصر الثالثة المضللة للنتيجة المحاسبية بنظر االعتبار ‪.‬‬

‫‪Complete Recovery‬‬ ‫الشاملة لتعديل جميع الحسابات‬ ‫ثانيا ‪ :‬طريقة‬


‫‪Method‬‬

‫تقوم عملية التعديل على أساس تحويل قيم جميع البنود المحاسبية الواردة في كشف‬
‫الدخل ( حساب النتيجة ) والميزانية إلى قيمها الحالية ‪ .‬وبذلك يمكن اختيار التاريخ الذي يمثل‬
‫تاريخ أساس واختيار الدينار الذي يمثل دينار ثابت ‪ .‬وهنا نفترض أن اختيارنا للدينار هو دينار‬
‫نهاية السنة ‪ .‬وإذا ما رغب المستخدم والقارئ في إجراء التعديل بدنانير متوسط السنة فأنه يمكنه‬
‫إجراء ذلك ببساطة ‪.‬‬
‫يتم تحويل البنود المحاسبية الرئيسية ‪ ،‬في كشف الدخل والميزانية إلى أقيامها الحالية ‪،‬‬
‫من خالل معامالت التحويل المستندة إلى األرقام القياسية أو مؤشرات قياس األسعار المذكورة‬
‫في القائمة (‪ . )2‬ويتم تطبيق هذه المؤشرات على عناصر القائمة (‪ )1‬بغية تحويل اقيامها‬
‫المحاسبية إلى أقيامها الحالية ( انظر القائمة ‪. ) 4‬‬
‫يتمثل مؤشر قياس األسعار العائد إلى ‪2012/12/31‬م (‪ )X‬في الرقم (‪ )169‬لكل بند‬
‫من البنود المحاسبية ‪ .‬وإن مؤشر االنطالق أو األساس (‪ ) / ( )departure‬للتحويل إلى القيمة‬
‫الحالية ‪ ،‬الخاص بالدنانير التاريخية ‪ ،‬يمثل ذلك المؤشر المعبر عن تاريخ اقتناء البند المحاسبي‬
‫المعني ‪ .‬ومن المالحظات الجديرة بالذكر هي أن الموجودات الثابتة اإلجمالية كانت قد اقتنيت‬
‫بالكامل في بداية السنة ‪2007‬م ‪ ،‬لذلك ينطبق عليها مؤشر األساس (‪ )100‬وهو كذلك بالنسبة‬
‫لالندثارات المتراكمة التي يعتبر تاريخ اقتناؤها هو تاريخ اقتناء الموجود أو األصل الثابت وليس‬
‫تاريخ اقتناء قسط االندثار السنوي الذي ال يشكل إال حركة داخلية ليس فيها عملية قبض أو دفع ‪.‬‬
‫أن البنود المحاسبية الناتجة عن عملية احتساب معينة مثل صافي الموجودات الثابتة ال‬
‫تحول إلى قيمها الحالية مباشرة وإنما تحتسب بشكل اعتيادي‪ .‬ويحتسب قسط االندثار السنوي من‬
‫خالل قسمة إجمالي القيمة الحالية للموجودات الثابتة على مدة االندثار البالغة (‪ )10‬سنوات وكما‬
‫يلي ‪-:‬‬

‫‪251‬‬
‫‪7182.5‬‬
‫‪ 718.25 ‬ألف دينار في نهاية السنة‬
‫‪10Year‬‬
‫يحتسب مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية من خالل القائمة (‪ .)3‬فإذا‬
‫كانت المديونية النقدية ثابتة بالدنانير الجارية خالل الفترة المالية فأن عملية االحتساب ال تشكل‬
‫مشكلة‪ .‬إذ يمكن االكتفاء باحتساب القيمة بالدنانير الثابتة لصافي المديونية النقدية في بداية ونهاية‬
‫الفترة المالية ويؤخذ الفرق ‪.‬‬
‫وبالعودة إلى الحالة السابقة‪ ،‬يمكن احتساب متوسط صافي المديونية النقدية للفترة‬
‫المالية بدنانير متوسط الفترة المالية ونفترض إنها بقيت ثابتة (بالدنانير الجارية ) خالل الفترة‬
‫المالية‪ .‬وعليه يمكن تحويل األرقام المشار إليها أعاله إلى أقيامها الحالية بدنانير متوسط الفترة‬
‫المالية ‪:‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ 868.14 ‬ألف د‪.‬م‬ ‫‪ 825‬‬ ‫البداية ‪:‬‬
‫‪153‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ 71.45 ‬ألف د‪.‬م‬ ‫‪ 75‬‬ ‫النهاية ‪:‬‬
‫‪169‬‬
‫القائمة ( ‪ )3‬احتساب مكتسب القوة الشرائية من صافي المديونية النقدية‬
‫الدنانير الثابتة‬ ‫مؤشرات القيمة الحالية‬ ‫الدنانير‬
‫(متوسط السنة ‪2012‬م‬ ‫‪X‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخية‬
‫)‬
‫* صافي المديونية النقدية في‬
‫‪2012/1/1‬م‬
‫‪2500‬‬ ‫‪ -1‬القروض‬
‫‪1250‬‬ ‫‪ -2‬المدينون‬
‫‪425‬‬ ‫‪ -3‬النقدية‬
‫‪1675‬‬ ‫‪ -4‬المجموع (‪)3+2‬‬
‫‪868.14‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪825‬‬ ‫‪ -5‬صافي المديونية (‪)4-1‬‬
‫* صافي المديونية النقدية في‬
‫‪2012/12/31‬م‬

‫‪3000‬‬ ‫‪ -6‬القروض‬

‫‪252‬‬
‫‪2325‬‬ ‫‪ -7‬المدينون‬
‫‪600‬‬ ‫‪ -8‬النقدية‬
‫‪2925‬‬ ‫‪ -9‬المجموع (‪)8+7‬‬
‫‪71.45‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪ -10‬صافي المديونية (‪)4-1‬‬
‫دنانير ثابتة‬ ‫دنانير‬ ‫متوسط صافي المديونية النقدية‪:‬‬
‫‪2012/12/31‬م‬ ‫تاريخية‬
‫‪469.80‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪*469.80‬‬ ‫‪ -11‬المديونية في ‪2012/12/31‬م‬
‫‪518.93‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪*469.80‬‬ ‫‪ -12‬المديونية في ‪2012/1/1‬م‬
‫‪49.1‬‬ ‫(‪-12‬‬ ‫‪ -13‬مكتسب القوة الشرائية‬
‫‪)11‬‬

‫* متوسط صافي المديونية النقدية يحتسب كما يلي ‪-:‬‬

‫‪71.45  868.14‬‬
‫‪ 469.80 ‬ألف دينار‬
‫‪2‬‬

‫وبناءا ً على ذلك نفترض أن صافي المديونية النقدية كان ثابتا ً ‪ )469.8( :‬ألف دينار بداية‬
‫‪2012/1‬م و (‪ )469.8‬ألف دينار نهاية ‪2012/12/31‬م‪ .‬إن تحويل صافي المديونية النقدية في‬
‫بداية السنة بدنانير نهاية السنة من (‪2012/1/1‬م إلى ‪2012/12/31‬م ) إلى القيمة الحالية يكون‬
‫كما يلي ‪-:‬‬

‫‪ 469.8‬ألف دينار بداية السنة ‪‬‬


‫‪169‬‬
‫‪ 518.9 ‬ألف دينار في نهاية السنة‬
‫‪153‬‬

‫وعليه فأن الشركة حصلت على مكتسب قوة شرائية خالل السنة ‪2012‬م من تغيير‬
‫صافي مديونيتها النقدية بالدنانير الثابتة ‪-:‬‬
‫‪ 49.1 = 469.8 - 518.90‬ألف دينار نهاية السنة‬
‫إن هذا المكتسب البالغ (‪ )49.1‬ألف دينار يرحل إلى حساب النتيجة أو كشف الدخل‬
‫إللغاء المصروفات‪ ،‬وهو يساعد على احتساب صافي الربح الحقيقي أو النتيجة الحقيقية بما يعادل‬
‫مبلغ (‪ ) 182.55‬ألف دينار ‪ .‬فإذا ما أريد مقارنة ميزانيتين فانه البد من التأكد أو التحقق من أن‬
‫تغير صافي المركز المالي المعدل قد تم تعديله كذلك بالمبلغ (‪ )182.55‬ألف دينار ‪ .‬ويعتبر هذا‬

‫‪253‬‬
‫األمر اعتياديا ً في ظل غياب حصة كل من حقوق الملكية ( األموال الممتلكة ) وتوزيع األرباح‬
‫خالل الفترة المالية ‪.‬‬
‫ومن الجدير بالمالحظة أن هذه النتيجة المعدلة ( الربح المعدل ) قد حققت نسبة زيادة‬
‫طفيفة عن النتيجة المعدلة والمحتسبة سابقا ً بصورة مباشرة ‪ .‬ويعتبر هذا الفرق أمرا ً طبيعيا ً‬
‫لسببين هما ‪-:‬‬
‫‪ -1‬تم احتساب النتيجة األولى بدنانير متوسط السنة ‪2012‬م ‪ ،‬بينما تم احتساب النتيجة الثانية‬
‫بدنانير نهاية السنة ‪2012‬م إذا اقل قيمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تم احتساب النتيجة األولى بالطرائق المبسطة ولكن تقريبية ‪ ،‬بينما تم احتساب النتيجة الثانية‬
‫باستخدام الطرائق األكثر دقة وموضوعية ‪.‬‬
‫القائمة ( ‪)4‬‬
‫الدنانير الثابتة‬ ‫مؤشرات التعديل‬ ‫الدنانير‬ ‫البيـــــــــــــــــان‬
‫‪2012/12/31‬م‬ ‫‪X‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخية‬
‫( أ ) الميزانية في ‪2012/1/1‬م‬
‫‪7182.5‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4250‬‬ ‫‪ -1‬إجمالي الموجودات الثابتة‬
‫(‪)2873‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪100‬‬ ‫(‪)1700‬‬ ‫‪ -2‬ناقص ‪ :‬االندثارات المتراكمة‬
‫‪4309.5‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫‪ -3‬صافي الموجودات الثابتة (‪)2-1‬‬
‫‪4413.55‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪151.25‬‬ ‫‪3950‬‬ ‫‪ -4‬المخزون‬
‫‪1380.7‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪1250‬‬ ‫‪ -5‬الذمم المدينة (المدينون)‬
‫‪469.45‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪ -6‬النقدية‬
‫‪6263.70‬‬ ‫‪5625‬‬ ‫(‪)6+5+4‬‬ ‫‪ -7‬الموجودات المتداولة‬
‫‪2761.50‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪ – 8‬ناقص القروض‬
‫‪3502.2‬‬ ‫‪3125‬‬ ‫‪ - 9‬رأس المال العامل‬
‫(‪)8-7‬‬
‫‪7811.7‬‬ ‫‪5675‬‬ ‫‪ -10‬صافي المركز المالي (‪)9+3‬‬

‫‪254‬‬
‫تابع القائمة ( ‪)4‬‬
‫الدنانير الثابتة‬ ‫مؤشرات التعديل‬ ‫الدنانير‬ ‫البيان‬
‫‪2012/12/31‬م‬ ‫‪X‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخية‬

‫(ب) كشف الدخل (النتيجة ) للسنة‬


‫‪2012‬‬
‫‪9972.05‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪9500‬‬ ‫‪ -11‬المبيعات‬
‫‪4413.55‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪151.25‬‬ ‫‪3950‬‬ ‫‪ -12‬مخزون أول المدة‬
‫‪6298.15‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪ -13‬مشتريات وتكاليف إنتاجية‬
‫‪10711.70‬‬ ‫‪9950‬‬ ‫‪ -14‬المجموع (‪)13+12‬‬
‫‪4478.00‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪4425‬‬ ‫‪ -15‬مخزون آخر المدة‬
‫‪6233.7‬‬ ‫‪5525‬‬ ‫(‪-14‬‬ ‫‪ -16‬تكلفة البضاعة المباعة‬
‫‪)15‬‬
‫‪3738.35‬‬ ‫‪3975‬‬ ‫‪ -17‬مجمل الربح‬
‫(‪)16-11‬‬
‫‪141.7‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪ -18‬مصروفات مالية (فوائد)‬
‫‪2744.95‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪2615‬‬ ‫‪ -19‬مصروفات عامة‬
‫‪718.25‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪ -20‬االندثار‬
‫‪3604.9‬‬ ‫‪3175‬‬ ‫(‪)20+19+18‬‬ ‫‪ -21‬المجموع‬
‫‪49.1‬‬ ‫‪ -22‬مكتسب القوة الشرائية من صافي‬
‫المديونية النقدية‬
‫‪182.55‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪ -23‬صافي الربح ( النتيجة ) (‪-17‬‬
‫‪)22+21‬‬

‫‪255‬‬
‫تابع القائمة ( ‪)4‬‬
‫الدنانير الثابتة‬ ‫مؤشرات التعديل‬ ‫الدنانير‬ ‫البيان‬
‫‪2012/12/31‬م‬ ‫‪X‬‬ ‫‪/‬‬ ‫التاريخية‬
‫) الميزانية في ‪2012/12/31‬م‬ ‫(‬
‫‪7182.5‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4250‬‬ ‫‪ -24‬إجمالي الموجودات الثابتة‬
‫(‪)3591.25‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪100‬‬ ‫(‪)2125‬‬ ‫‪ -25‬ناقص ‪ :‬االندثارات المتراكمة‬
‫‪3591.25‬‬ ‫‪2125‬‬ ‫‪ -26‬صافي الموجودات الثابتة (‪)25-24‬‬
‫‪4478.00‬‬ ‫‪169‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪4425‬‬ ‫‪ -27‬المخزون‬
‫‪2325‬‬ ‫‪2325‬‬ ‫‪ -28‬الذمم المدينة (المدينون)‬
‫‪600‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ -29‬النقدية‬
‫‪7403‬‬ ‫‪7350‬‬ ‫المتداولة‬ ‫الموجودات‬ ‫‪-30‬‬
‫(‪)29+28+27‬‬
‫(‪)3000‬‬ ‫(‪)3000‬‬ ‫‪ –31‬ناقص القروض‬
‫‪4403‬‬ ‫‪4350‬‬ ‫‪ -32‬رأس المال العامل (‪)31-30‬‬
‫‪7994.25‬‬ ‫‪6475‬‬ ‫‪ -33‬صافي المركز المالي (‪)32+26‬‬
‫(د)‬
‫‪182.55‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪ -34‬التغير في صافي المركز المالي‬

‫‪256‬‬
‫ثالثا ‪ -:‬اختالف النتائج الحقيقية عن النتائج الظاهرية‬
‫‪The Difference between Real Results and Apparent Results‬‬

‫تعتمد عملية إعداد وإظهار نتائج أعمال الشركة على مصدرين مختلفين‪ ،‬أولهما يتمثل في‬
‫البيانات المحاسبية التاريخية وثانيهما يتمثل في البيانات المعدلة‪ ،‬ولذلك تظهر هذه النتائج مختلفة‬
‫اختالفا ً كبيرا ً ‪.‬‬
‫القيمة الحقيقية‬ ‫القيمة الظاهرية‬ ‫البيــــــــــــــــــــــان‬
‫‪182.55‬‬ ‫‪800‬‬ ‫صافي الربح قبل الضريبة‬ ‫‪‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪400‬‬ ‫الضريبة (‪)%50‬‬ ‫‪‬‬
‫‪217.45 -‬‬ ‫‪400‬‬ ‫صافي الربح بعد الضريبة‬ ‫‪‬‬
‫‪%21.9‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫نسبة ( أو سعر ) الضريبة‬ ‫‪‬‬
‫‪7594.25‬‬ ‫‪6075‬‬ ‫صافي المركز المالي قبل الضريبة وقبل توزيع األرباح‬ ‫‪‬‬
‫‪7294.25‬‬ ‫‪5775‬‬ ‫صافي المركز المالي بعد الضريبة وبعد توزيع األرباح‬ ‫‪‬‬
‫( على افتراض أن حصص الربحية الموزعة هي ‪) 300‬‬
‫‪%2.78 -‬‬ ‫‪%7.05‬‬ ‫العائد على حقوق الملكية بعد الضريبة ( أساس بداية )‬ ‫‪‬‬
‫‪%1.28‬‬ ‫‪1.67‬‬ ‫دوران حقوق الملكية ( أساس بداية )‬ ‫‪‬‬
‫‪%2.28 -‬‬ ‫‪%4.21‬‬ ‫الربحية بعد الضريبة ( صافي الربح ‪ /‬المبيعات )‬ ‫‪‬‬
‫( المبيعات الحالية في ‪2012/12/31‬م تعادل ‪) 9972‬‬
‫‪517.45 -‬‬ ‫‪100 +‬‬ ‫التمويل الذاتي للنمو والتوسع‬ ‫‪‬‬
‫( صافي الربح – الحصص الربحية )‬

‫‪257‬‬
‫خالصة الفصل‬

‫يتضح أن الضريبة على األرباح لم تتأثر بالتعديل‪ ،‬غير أن هذا التعديل كان له األثر‬
‫الكبير على قيمة األرباح بعد الضريبة‪ .‬ويالحظ كذلك أن الربحية أصبحت سالبة بعد التعديل‪،‬‬
‫وإن التمويل الذاتي ألغراض التوسع ( بعد االندثار وتوزيع الحصص الربحية ) كان هو اآلخر‬
‫سالبا ً بشكل كبير‪ .‬وعليه فان قرارات الشركة من المؤكد أن تكون غير صائبة في ظل غياب‬
‫تعديل الحسابات‪ .‬كما أن المستثمرين يمكنهم قبول ربحية منخفضة لكن األمر في الواقع سيكون‬
‫مؤلما ً بالنسبة لها حينما تفقد المستثمرين الحاليين والمرتقبين‪ .‬وعليه يتعين على إدارة الشركة أن‬
‫تفحص بتمعن كم هو الربح المحاسبي الذي يساعدها في بلوغ أهدافها المرسومة في الموازنة‬
‫التخطيطية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪258‬‬
‫أوال ‪ -:‬المصادر العربية‬

‫‪ -1‬الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد ‪ ،‬عبدالرحمن يسري وآخرون ‪ "،‬النظرية االقتصادية الكلية " ‪ ,‬الدار‬
‫الجامعية ‪/‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر العربية ‪. 2007‬‬
‫‪ .2‬األمين ‪ ،‬عبد الوهاب ‪ "،‬مبادئ االقتصاد الكلي "‪ ،‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪. 2002،‬‬
‫‪ .3‬البياتي ‪ ،‬طاهر فاضل الشمري خالد توفيق ‪ "،‬مدخل الى علم االقتصاد " ‪،‬‬
‫دار وائل ‪ ،‬عمان األردن ‪. 2009‬‬
‫‪ .4‬الجنابي ‪ ،‬هيل عجمي ‪،‬أرسالن رمزي ياسين يسع ‪ "،‬النقود والمصارف‬
‫‪:‬النظرية النقدية " ‪ ،‬دار وائل ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ .5‬الدليمي ‪ ،‬عوض فاضل إسماعيل ‪ " ،‬النقود والمصارف "‪ ،‬دار الحكمة‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪. 1990 ،‬‬
‫‪ .6‬الروبي ‪ ،‬نبيل ‪ ",‬نظرية التضخم "‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية ‪. 1984 ،‬‬
‫‪ .7‬السريتي ‪ ،‬السيد محمد أحمد ‪ ،‬نجا ‪ ،‬علي عبد الوهاب ‪" ،‬مبادئ االقتصاد " ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬األردن ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .8‬الشافعي ‪ ،‬محمد رمزي ‪ ،‬مشكلة التضخم في مصر ‪:‬أسبابها ونتائجها مع‬
‫برنامج مقترح لمكا فحة الغالء ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ .9‬الشمري ‪ ،‬ناظم محمد نوري ‪ ،‬النقود والمصارف ‪ ،‬دار الكتب للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬العراق ‪. 1984 ،‬‬
‫الصياح عبد الستار ‪ ،‬العامري مشكور سعود ‪ " -:‬اإلدارة المالية ‪:‬‬ ‫‪.10‬‬
‫أطر نظرية وحاالت عملية " ‪ ،‬دار وائل للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪2003 ،‬م ‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫العادلي يوسف عوض ‪ ،‬العظمة محمد احمد ‪ ،‬البسام صادق محمد ‪-:‬‬ ‫‪.11‬‬
‫" مقدمة في المحاسبة المالية "‪ ،‬ذات السالسل للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الكويت ‪1986 ،‬م ‪.‬‬
‫العبد هللا رياض‪ " -:‬النظرية المحاسبية‪ "،‬ترجمة كتاب (‪، )Kam‬‬ ‫‪.12‬‬
‫دار الكتب للطباعة والنشر ‪ ،‬الموصل ‪2000 ،‬م ‪.‬‬
‫العيسى ‪،‬نزار سعد الدين ‪ ،‬قطف ‪ ،‬إبراهيم سليمان ‪" ،‬االقتصاد الكلي‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ :‬مبادئ وتطبيقات " ‪،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬عمان ‪. 2006 ،‬‬
‫القاضي حسين ‪ ،‬حمدان مأمون ‪ " -:‬المحاسبة الدولية " ‪ ،‬دار الثقافة‬ ‫‪.14‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪2000 ،‬م ‪.‬‬
‫القريشي ‪ ،‬محمد صالح ‪ "،‬اقتصاديات النقود والنوك والمؤسسات‬ ‫‪.15‬‬
‫المالية " ‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪. 2009،‬‬
‫المناعي جاسم ‪ " -:‬األزمة االقتصادية لدول جنوب شرق آسيا‬ ‫‪.16‬‬
‫وانعكاساتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي " ‪ ،‬دار الفجر‬
‫للصحافة والطباعة والنشر ‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬نيسان ‪1998‬م ‪.‬‬
‫حداد ‪ ،‬أكرم ‪ ،‬ومشهور هذلول ‪ " ،‬النقود والمصارف مدخل تحليلي "‬ ‫‪.17‬‬
‫‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪،‬عمان األردن ‪. 2008 ،‬‬
‫خلف ‪ ،‬فليح حسن ‪ " ،‬النقود والبنوك " ‪ ،‬جدار للكتاب والنشر ‪ ،‬عمان‬ ‫‪.18‬‬
‫األردن ‪. 2008،‬‬
‫زكي‪ ،‬رمزي‪ " ،‬التاريخ النقدي للتخلف " ‪ ،‬عالم المعرفة ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪. 1987‬‬
‫شيحة ‪ ،‬مصطفى رشدي ‪ " ،‬مشكلة التضخم في االقتصاد البترولي "‬ ‫‪.20‬‬
‫‪ ،‬الدر الجامعية للنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت لبنان ‪. 1981 ،‬‬
‫صقر‪ ،‬صقر أحمد‪ " ،‬النظرية االقتصادية الكلية " ‪ ،‬دار الغريب‬ ‫‪.21‬‬
‫للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬جمهورية مصر العربية ‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫طاقة ‪ ،‬محمد وآخرون ‪ " ،‬أساسيات علم االقتصاد ‪ :‬الجزء الكلي " ‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫إثراء للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪. 2008 ،‬‬
‫عبد آل آدم يوحنا ‪ ،‬الدباغ ضياء حامد ‪ " -:‬اإلدارة المالية " ‪ ،‬دار‬ ‫‪.23‬‬
‫الكتب للطباعة والنشر ‪ ،‬الموصل ‪. 1992 ،‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬إسماعيل ‪ ،‬عريقات حربي ‪" ،‬مفاهيم ونظم اقتصاديات‬ ‫‪.24‬‬
‫التحليل الكلي والجزئي " ‪.‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪. 2008،‬‬
‫عبد هللا خالد أمين ‪ ،‬أبو عاصي حمزة بشير ‪ " -:‬محاسبة الشركات "‬ ‫‪.25‬‬
‫دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬عمان‬
‫األردن ‪2001 ،‬م‬
‫عريقات ‪ ،‬حربي محمد موسى ‪ " ،‬مبادئ االقتصاد الكلي " ‪،‬دار وائل‬ ‫‪.26‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪. 2006 ،‬‬
‫علي ‪،‬عبد المنعم السيد ‪،‬العيسى نزار سعد الدين ‪ " ،‬النقود‬ ‫‪.27‬‬
‫والمصارف واألسواق المالية " ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪. 2004 ،‬‬
‫عناي ة ‪ ،‬غازي حسين ‪ " ،‬التضخم المالي " ‪ ،‬دار الميل ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫لبنان ‪. 1992 ،‬‬
‫محمد يونس خان ‪ ،‬هشام صالح غرايبة ‪ " -:‬اإلدارة المالية " ‪ ،‬جون‬ ‫‪.29‬‬
‫وايلي وأوالده ‪ ،‬لندن ‪1986‬م ‪.‬‬
‫مطر محمد عطية وآخرون ‪ " -:‬نظرية المحاسبة واقتصاد المعلومات‬ ‫‪.30‬‬
‫" ‪ ،‬دار حنين للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪1996 ،‬م ‪.‬‬
‫مقلد ‪ ،‬محمد رمضان ‪ ،‬نجا علي عبدالوهاب ‪ "،‬مبادئ االقتصاد الكلي‬ ‫‪.31‬‬
‫" ‪،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬جمهورية مصر العربية ‪. 2007 ،‬‬
‫هواري ‪ ،‬سيد ‪ " :‬اإلدارة المالية منهج اتخاذ القرارات " ‪ ،‬مكتبة عين‬ ‫‪.32‬‬
‫شمس ‪ ،‬القاهرة ‪1996 ،‬م ‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫‪ - 2‬الدوريات‬

‫(‪ )1‬ألجليلي مقداد ‪ ،‬رمو وحيد ‪ " -:‬إعداد القوائم المالية المؤقتة في ظل التغيرات‬
‫في المستوى العام لألسعار " مجلة المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪،‬‬
‫مكتب فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫الحسون عادل محمد ‪ ،‬كاظم آالء حاتم ‪ " :‬التضخم وقرارات االستثمار " ‪،‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫مجلة المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪1995‬م ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬العادلي يوسف عوض ‪ ،‬العظمة محمد احمد ‪ " :‬التضخم وأثره على البيانات‬
‫المالية المنشورة للشركات الكويتية المساهمة " ‪ ،‬مجلة دراسات الخليج والجزيرة‬
‫العربية (‪ ، )1‬جامعة الكويت ‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪ )4‬العامري مشكور سعود ‪ ،‬منصور طاهر محسن ‪ " -:‬بعض النماذج الحسابية‬
‫المستخدمة في تحديد الربحية المتوقعة وتقييم مجرى النقد في المشروعات التي‬
‫تعايش ظاهرة التضخم " ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد‬
‫(‪ ، )2‬البصرة ‪1992‬م ‪.‬‬
‫(‪ )5‬العامري مشكور سعود وآخرون ‪ " -:‬دراسة مقارنة للمعايير المحاسبية الدولية‬
‫والنظام المحاسبي الموحد في العراق " ‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد ‪ ،‬العدد (‪ ، )11‬البصرة ‪1994 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪ )6‬العامري مشكور سعود ‪ " -:‬التضخم وأثره على بنود الميزانية " ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد (‪ ، )5‬البصرة ‪1994 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪ )7‬العامري مشكور سعود ‪ " -:‬محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق " ‪ ،‬مجلة‬
‫المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫العامري مشكور سعود ‪ " -:‬اثر التضخم على تقييم ربحية االستثمارات " ‪،‬‬ ‫(‪) 8‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد (‪ ، )8‬البصرة ‪1997 ،‬م ‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫(‪ )9‬العامري مشكور سعود ‪ " -:‬المعايير المستخدمة في تحديد قيمة المنشأة " ‪،‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬العدد (‪ ، )11‬البصرة ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )10‬العامري مشكور سعود ‪ ،‬عبد السيد ناظم حسن ‪ " -:‬المواءمة بين الطرائق‬
‫الموضوعية والذاتية المستخدمة في تقدير قيمة المنشأة " ‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم‬
‫االقتصادية ‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬الديوانية ‪2001 ،‬م ‪.‬‬
‫العامري مشكور ‪ ،‬ألطريحي هبة ‪ " -:‬قائمة التدفقات النقدية ومتطلبات‬ ‫(‪)11‬‬
‫اإلفصاح المحاسبي " ‪ ،‬مجلة آفاق اقتصادية ‪ ،‬العدد (‪ ، )93‬األمارات العربية‬
‫المتحدة ‪2003 ،‬م ‪.‬‬
‫رمو وحيد محمود ‪ " -:‬تقييم مشروعات االستثمار في ظل التغيرات في‬ ‫(‪)12‬‬
‫المستوى العام لألسعار " ‪ ،‬مجلة المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب‬
‫فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫عبد هللا ‪ ،‬خالد أمين ‪ " -:‬محاسبة التضخم بين المعارضة والتأييد " ‪ ،‬مجلة‬ ‫(‪)13‬‬
‫االقتصاد واإلدارة ‪ ،‬العدد (‪ ، )16‬جدة ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪1982 ،‬م ‪.‬‬
‫محمد مطر ‪ " -:‬اث ر التضخم على قرارات االستثمار " ‪ ،‬مجلة المحاسب ‪،‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫(‪ )15‬نجم عبد الصاحب ‪ ،‬خالد رقاء ‪ " -:‬اثر الضخم على عناصر كشف الدخل "‬
‫‪ ،‬مجلة المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب فاني للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫(‪ ) 16‬هاشم علي هاشم ‪ " :‬اإلطار العام لمحاسبة التضخم في ضوء تجربة النظام‬
‫المحاسبي الفرنسي " ‪ ،‬مجلة المحاسب ‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي العاشر ‪ ،‬مكتب فاني‬
‫للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرسائل واألطاريح الجامعية‬
‫‪ .1‬العطواني ‪ ،‬خالد شامي ناشور ‪ " ،‬اختيار نظام سعر الصرف في إطار سياسة‬
‫إحتواء التضخم في االقتصاد النامي " ‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد ‪/‬الجامعة المستنصرية ‪. 2009،‬‬

‫‪263‬‬
‫‪ .2‬حسين ‪ ،‬منى يونس ‪ " ،‬عالقة سعر الصرف بالتضخم ودوره في تحقيق‬
‫التوازن النقدي ‪ :‬إشارة الى العراق " ‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة الى مجلس‬
‫كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ /‬جامعة بغداد ‪. 2006،‬‬
‫‪ .3‬سعيد ‪ ،‬هيثم أكرم ‪ " ،‬تأثير التضخم الركودي على النمو االقتصادي في الدول‬
‫النامية للمدة من ‪ 1980‬ـ ‪ ، 1994‬رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية‬
‫اإلدارة واالقتصاد ‪ /‬جامعة الموصل ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ .4‬مجيد ‪ ،‬عامر عبد هللا ‪ " ،‬تحليل وقياس العالقة السببية بين عرض النقود‬
‫والناتج المحلي اإلجمالي في بلدان مختارة للمدة من ‪ 1980‬ـ ‪، " 2006‬‬
‫رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة واالقتصاد ‪/‬جامعة بغداد ‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ .5‬مرزوق ‪،‬عاطف الفي ‪ " ،‬تحليل الفجوة التضخمية في االقتصاد العراقي‬
‫للفترة ‪ 1980‬ـ ‪ ، " 1994‬رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد ‪/‬جامعة الكوفة ‪. 1999 ،‬‬
‫‪1-Books‬‬

‫‪(1) Belvard (E.), Needles (J.R.), Marian powers, "Financial‬‬


‫‪accounting ", Houghton Mifflin company, 7th edition , USA,‬‬
‫‪1995.‬‬
‫‪(2) Brink (H.L.), and Langendijk (H.P.A.J.) : " Current cost‬‬
‫‪accounting in annual accounts ", 2000 .‬‬
‫‪(3) Carsberg (B.) and page (M.) : " Current cost accounting ",‬‬
‫‪Institute of chartered accountants in England and Wales,‬‬
‫‪England,1984.‬‬

‫‪264‬‬
(4) Choi (F.D.S) mueller (G.) : " International accounting " N.J
Prentice Hall Inc., Engelwood Cliffs, Prentice Hall Inc.,
USA,1992.
(5) Gernon (H.), Meek (G.K.) : " Accounting an international
perspective ", McGraw-Hills, Singapore,2001.
(6) Gitman Lawrence (J.) : " principal of managerial finance ",
Brief edition, Addison-Wesley Publishing Company,
USA,1998.
(7) Glautier (M.W.E.)Unerdown (B) : " Accounting theory &
practice", Pitman, London,1996.
(8) Kirman (P.), Nobes (Ch.), Parker (R.) :- " Inflation
accounting ", in the book of Nobes & Parker ( Comparative
international accounting ) , Prentice Hall Europe, Published in
Great Britain, London, 2000.
(9) Lecointre (G.) :- " la comptabilité d'inflation ", Dunod
entreprise, Bordas, Paris, 1977.
(10) Marchall (B.) Romney, Paul John Steinbart : " Accounting
information system ", 8th edition, Prentice Hall Inc., USA,
2000.
(11) Nobes (Ch.), Parker (R.) :- " Comparative international
accounting ", Prentice Hall, Pearson Education, Harlow,
London,2000.
(12) scapens (R.) :- " Accounting in an inflationary environment
", 1st Published, the Macmillan Press Ltd., London , 1977 .

265
(13) Seneterre (A.) :- " Inflation et gestion " , Dunod entreprise,
Bordas, Paris, 1980.
(14) Stuart (M.) :- " Comparative international accounting ",
Prentice Hall, Pearson Education, Harlow, London, 2000 .
(15) Van Horne (J.) :- " Financial management policy ", Prentice
Hall, Inc., Englewood, New-Jersey, USA, 1992.
(16) Vizzavona (P.) :- " Pratique de gestion, Evaluation des
entreprises ", Tome 3,Berti Edition, Algerie, 1991.
(17) Whirtington (G.) : " Inflation Accounting – An introduction
to the debate ", Cambridge University press . U.K. 1983 .
2-Periodicals
(1) Hoarau (C.) : " International Accounting Harmonization ",
the European Accounting Review, volume 4, London,1995.
(2) Mundell (M.) :- " Inflation & real interest ", Journal of
political Economy, Vol. N° 71, June,1963 .
(3) Norme IASC, UN, 1993 .
(4) Parker (R.) : " Introduction in comparative international
accounting ", Prentice Hall, Financial Times, London, 2000.
(5) Sandiland Reports, Chairman :- " Inflation accounting report
of inflation accounting committee ", 1977 .
(6) Van Offeren (D.H) : " Accounting for changing prices in
Dutch annual reports ", advances in international accounting,
Vol. 3, JAI Press. 1990.
(7) Whirtington (G.) : " Current cost accounting : Its roles in
regulated utilities ", Fiscal Studies, Vol. 15 , 1994 .

266
‫انتهى الكتاب بعون هللا تعالى‪ ..........‬والحمد هلل رب العالمين‪....‬‬

‫‪‬‬

‫‪267‬‬
‫‪ ‬حقوق التأليف محفوظة للمؤلف‬

‫يمنع منعا باتا طباعة هذا الكتاب بالكامل أو جزء منه بأي طريقة من طرق الطباعة‬
‫والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من األساليب إال‬
‫بموافقة خطية من المؤلف‪.‬‬

‫© ‪Copy right‬‬
‫‪All rights reserved‬‬
‫‪First Edition: 2012‬‬

‫عنوان الكتاب‪ :‬محاسبة التضخم بين النظرية والتطبيق‬

‫اسم المؤلف ‪ :‬األستاذ الدكتور سعود جايد مشكور‬

‫عدد الصفحات‪ ) 345( :‬صفحة‬

‫دار الطباعة والنشر ‪ :‬دار زهران للطباعة والنشر والتوزيع – عمان ‪ -‬االردن ‪2014‬‬

‫‪268‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like