You are on page 1of 18

‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهيمي لكل من المحاسبة والضريبة‬

‫المبحث األول ‪ :‬االطار المفاهيمي لكل من المحاسبة والضريبة‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بالمحاسبة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مستخدمو المعلومات المحاسبية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعريف بالنظام المحاسبي المالي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم الضريبة والنظام الضريبي (الجباية)‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بالضريبة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف بالنظام الضريبي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعريف بالنظام الضريبي الجزائري‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عالقة المحاسبة بالضريبة في الجزائر‬

‫المطلب االول‪ :‬طبيعة العالقة بين المحاسبة والضريبة‪-‬الضرائب المؤجلة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد العالقة بين المحاسبة والضريبة في الجزائر‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االنتقال من النتيجة المحاسبية الى النتيجة الضريبية‬


‫تمهيد‬

‫مرت المحاسبة بعدة تطورات انعكست عليها كوظيفة كما انعكست على الممارسات المهنية المرتبطة بها ‪،‬‬
‫حيث تميزت أوال بتطوير فنون التطبيق العلمي لها و اعتبارها أداة رقابية داخلية على الممتلكات ‪ ،‬الى ان‬
‫أصبحت نظاما للمعلومات يتكون من مجموعة من الطرق و اإلجراءات و المفاهيم التي تستند الى معايير‬
‫مهنية ‪ ،‬الغرض منها هو انتاج معلومات مالية و غير مالية تخدم و تلبي أغراض و رغبات مستخدميها‬
‫في اتخاذ مختلف الق اررات ‪.‬و من بين هؤالء المستخدمين نجد المصالح الضريبية كونها المستفيد األول‬
‫‪ .‬من هذه المعلومات و هذا لطبيعة العالقة بين المحاسبة و الضريبة‬

‫و بالتالي نهدف من خالل هذا الفصل الى دراسة مختلف المفاهيم التي تخص المحاسبة و الضريبة ‪ ،‬و‬
‫بصفة خاصة الكشف عن العالقة التي تربط هذين المفهومين‪ ،‬باعتبار ان هذا الموضوع اصبح من‬
‫‪ .‬الرهانات الي تواجه أي دولة تحاول الوصول الى افضل تفسير لطبيعة هذه العالقة‬

‫‪ :‬و بناء على ذلك تم تقسيم محتوى هذا الفصل الى المباحث التالية‬

‫المحاسبة – مدخل مفاهيمي‬ ‫‪o‬‬


‫االطار النظري للضريبة و النظام الضريبي‬ ‫‪o‬‬
‫طبيعة العالقة بين المحاسبة و الضريبة‬ ‫‪o‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المحاسبة – مدخل مفاهيمي‬

‫تعتبر المحاسبة مثل غيرها من العلوم األخرى التي عرفت عدة تغيرات عبر تاريخها سواء من الجهتين‬
‫النظرية و العلمية‪ ،‬و ساهم في ذلك ظهور اشكال التبادل السلعي و التطور االقتصادي‪ ،‬فتطورت من‬
‫كونها أسلوب او وسيلة لتسجيل المعامالت االقتصادية الى امساك الدفاتر و السجالت‪ ،‬كما اصبح لها‬
‫‪ .‬أسلوب منهجي يعتمد على مبادئ و أصول عملية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفاهيم عامة عن المحاسبة‬

‫تخضع المحاسبة لتغيرات و تحديثات و حتى تحسينات‪ ،‬و اصبح تطور مفهومها يرتبط بنشأتها و تطورها‬
‫و المراحل التاريخية التي مرت بها و األهداف التي تسعى الى تحقيقها و التي ظهرت بزيادة الحاجة‬
‫‪.1‬اليها‬

‫أوال ‪ :‬تعريف المحاسبة‬

‫يختلف تعريف المحاسبة باختالف الجهة او الفئة التي قامت بتعريفها‪ ،‬حيث عرفها المعهد األمريكي‬
‫للمحاسبين القانونيين (‪ )AICPA‬عام ‪ 1953‬بانها " تسجيل و تصنيف و تلخيص االحداث و العمليات‬
‫المالية في صورة نقدية و تفسير النتائج المتعلقة بها"‪ ،2‬و نالحظ من خالل هذا التعريف انه تم تحديد‬
‫وظيفة المحاسبة في كونها أداة تسجيل االحداث االقتصادية في اشكال و جداول ذات داللة‪ ،‬في صورة‬
‫تقارير سنوية او غير سنوية تفيد مستخدميها في اتخاذ مختلف الق اررات ‪.‬‬

‫و جاء تعريف الجمعية االمريكية للمحاسبة( ‪ )AAA‬عام ‪ 1966‬بان المحاسبة هي " عملية تحديد و‬
‫قياس و توصيل المعلومات االقتصادية بالشكل الذي يسمح لمستخدمي هذه المعلومات في اتخاذ الق اررات"‬
‫كما أشار (‪ )Ijiri‬في سنة ‪ 1975‬الى ان المحاسبة " هي لغة اعمال و التي من خاللها يتم ترجمة‬
‫االحداث المالية لوحدة محاسبية محددة الى لغة المحاسبين‪ ،‬و من ثم إعادة ترجمتها الى لغة المستفيدين‬
‫‪ ، "3‬و بالتالي اعتبرت المحاسبة علم يرتبط بعملية اتخاذ الق اررات و تم اإلشارة الى األهداف التي ترمي‬
‫القوائم المالية الى تحقيقها ‪ ،‬كما اعتبرت على انها نشاط خدمي و كأداة االتصال (المحاسبة كلغة)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Angus O. Unegbu, Theories of Accounting: Evolution & Developments, Income-Determination and Diversities inUse,‬‬
‫‪Research Journal of Finance and Accounting, Vol.5, No.19, 2014, p 13.‬‬
‫‪2‬‬
‫وليد ناجي الحيالي‪ ،‬أصول المحاسبة المالية‪ ،‬ج ‪ 1،‬منشورات األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك ‪ ، 2007،‬ص‪18‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرحمان بن إبراهيم الحميد‪ ،‬نظرية المحاسبة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الملك فهد للنشر‪ ،‬الرياض ‪، 2009،‬ص ‪40‬‬
‫وجاءت عدة تعاريف أخرى للمحاسبة ‪ ،‬نختصر أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫تشمل العملية المحاسبية " وظيفة مسك الدفاتر لتسجيل االحداث االقتصادية و الذي يعتبر جزء‬ ‫‪-‬‬
‫واحد من العملية المحاسبية " ‪ ،‬و بالتالي تعتبر المحاسبة " نظام للمعلومات‪ ،‬يتم من خالله تحديد‬
‫‪1‬‬
‫و تسجيل و توصيل االحداث االقتصادية للمنشاة الى المستفيدين من هذه المعلومات ‪.‬‬
‫تشمل المحاسبة على " وظائف تتعلق بتسجيل و تصنيف و تلخيص و تحليل و تفسير و انتاج‬ ‫‪-‬‬
‫معلومات مالية تعطي عمليات و احداثا ذات صبغة مالية ‪ ،‬تطلبها إدارة المشروع بشكل تقارير‬
‫‪2‬‬
‫متنوعة تستعمها في اتخاذ الق اررات ‪.‬‬

‫و بالتالي يصبح الهدف األساسي للمحاسبة هو "توفير المعلومات ذات الصلة ‪ ،‬في الوقت المناسب‬
‫الحتياجات المستخدمين في اتخاذ الق اررات ‪.‬‬

‫مما سبق يمكن القول ان المحاسبة تهتم بجمع البيانات و المعلومات المحاسبية و تبويبها و تلخيصها‬
‫لخدمة األطراف التي لها مصلحة بهذه المعلومات ‪ ،‬و توفير األساس الالزم إلفادتهم و مساعدتهم في‬
‫اتخاذ مختلف الق اررات‪ ،‬و بالتالي تصبح المحاسبة اكثر من انها مجرد مسك للحسابات و الدفاتر الى‬
‫كونها نظام للمعلومات و أداة اتصال مهمة بين المنشاة و محيطها سواء الداخلي او الخارجي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬وظائف المحاسبة‬


‫‪3‬‬
‫من التعاريف السابقة يمكننا استنتاج الوظائف التي تقوم بها المحاسبة فيما يلي ‪:‬‬

‫التحديد(‪ : )identifying‬ويعني تحديد االحداث االقتصادية ( العمليات المالية ) التي ينبغي‬ ‫‪.1‬‬
‫االهتمام بها و معالجتها و تجهيزها ‪ ،‬و بمعنى اخر تحديد طبيعة العملية فيما كانت مالية ( بيع‬
‫السلع و تقديم الخدمات و دفع األجور و الرواتب و غيرها ) او غير مالية ( مثل قرار تعيين‬
‫موظف )‪.‬‬
‫القياس (‪ : )measuring‬بعد تحديد العمليات المالية يجب قياسها بوحدة النقد ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5 Mohamud Ambashe, Hikmat A Alrawi, The Development of Accounting through the History, International‬‬
‫‪Journal of Advances in Management and Economics, Vol.2, Issue 2, Mar.-April. 2013, p 95.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Carl S. Warren and others, Financial and Managerial Accounting, 12 Edition, South-western, Cengage‬‬
‫‪Learning, USA, 2014, p 04.‬‬
‫‪3‬‬
‫مجبور جابر محمود النمري وآخرون‪ ،‬مبادئ المحاسبة‪ ،‬ط‪ 2،‬مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر‪ ،‬جدةـ‪ 2011،،‬ص ‪17‬‬
‫التسجيل (‪ : )recording‬بعد قياس العمليات المالية يتم اثباتها في الدفاتر المحاسبية و ذلك‬ ‫‪.3‬‬
‫باتباع الطرق العملية السليمة‪ ،‬و تعتبر هذه العملية توثيق تاريخي مستمر للعمليات المالية الي‬
‫منشاة ‪.‬‬
‫التوصيل (‪ : )delivery‬لكي تتم عملية االستفادة من العمليات التي تم تحديدها و قياسها و‬ ‫‪.4‬‬
‫تسجيلها ( المعلومات او البيانات المحاسبية التي تم الحصول عليها من النظام المحاسبي للمنشاة‬
‫و التي تظهر في التقارير المالية‪ ،) 1‬ينبغي توصيل نتائجها الى المهتمين بها ‪ ،‬عن طريق اعداد‬
‫التقارير المالية و من أهمها القوائم المالية ‪ ،2‬و بعدها يأتي دور التحليل و التفسير لهذه القوائم‬
‫للمستفيدين ليعتمدوا عليها في اتخاذ الق اررات ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التطور التاريخي للمحاسبة‬

‫تشير العديد من الدراسات ان المحاسبة ليست وليدة اليوم بل لها جذور عبر التاريخ ‪ ،‬حيث‬
‫تطورت تدريجيا مع ازدياد الحاجة اليها حتى أصبحت من العلوم التي تستند الى قواعد و مبادئ و‬
‫مفاهيم‪ ، 3‬و للتوضيح اكثر اخترنا اهم التقسيمات التي تحدد التطور التاريخي للمحاسبة كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Uchechukwu Godwill Akpu, Samuel Ojo Iwene, Accounting Information and Bond Market Liquidity Evidence‬‬
‫‪from Nigerian Capital Market 2003-2012, Journal of Taxation and Accounting Management, Vol 1 (2), August,‬‬
‫‪2017, p 26.‬‬
‫‪ 2‬يحيي قللي‪ ،‬مبادئ المحاسبة المالية‪ ،‬ط‪، 1‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ 2004، ،‬ص ‪23‬‬
‫‪ 3‬علي عبد اهلل شاهني‪ ،‬النظرية المحاسبية (إطار فكري تحليلي وتطبيقي)‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة آفاق للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬غزة‪ ، 2011، ،‬ص ‪.2‬‬
‫المرحلة األولى‪" :‬مرحلة تكوين و تطوير الجانب الفني للمحاسبة "‬ ‫‪.1‬‬

‫تعكس هذه الفترة رغبة االفراد في االحتفاظ بسجالت لمتابعة ممتلكاتهم و اثبات التعديالت التي تط ار‬
‫عليها ‪ ،‬و تمثلت مهمة التنظيم المحاسبي في استخدام وسائل المراقبة الداخلية التي تمكن من المحافظة‬
‫على الممتلكات و اخالء مسؤولية الوكالء عن أدائهم في مواجهة موكليهم ‪ ،‬و مع ازدياد نطاق االعمال‬
‫و المعامالت التبادلية ‪ ،‬ظهرت الحاجة الى نظام لضبط عملية التسجيل في الدفاتر و الحسابات و هو‬
‫طريقة القيد المزدوج ( ينسب للعالم اإليطالي ‪ Loca pacioli‬عام ‪ 1494‬حيث قدم هذا العالم مؤلفا‬
‫لكيفية تسجيل العمليات المالية ‪ ، )1‬التي تعتبر عن مجموعة من القواعد التي تنظم عملية االثبات في‬
‫الحسابات ‪ ،‬و كان يركز هذا النظام في بداية تطبيقه على استخالص نتائج االعمال من ربح او خسارة و‬
‫‪ ،‬و هكذا نجد ان امساك الدفاتر و بصفة خاصة نظام القيد‬ ‫تحديد المراكز المالية في تواريخ محددة‬
‫المزدوج كان محل تطوير مستمر خالل هذه الفترة ‪ ،‬حتى اصبح نظاما متكامال هدفه ضبط دقة و انتظام‬
‫التسجيل بالدفاتر ‪ ،‬و تعكس لنا هذه المرحلة مرحلة االهتمام بالجوانب التطبيقية للمحاسبة و الجهود‬
‫‪2‬‬
‫التي بذلت في سبيل تطوير األساليب الفنية الالزمة ‪.‬‬

‫نالحظ ان هذه المرحلة تلخص وجهة نظر مفادها ان المحاسبة ماهي اال مجرد حرفة تستمد من فروع‬
‫المعرفة األخرى كاالقتصاد و التمويل و غيرها ‪ ،‬و ليست اطا ار فكريا خاصا او نظرية قائمة بذاتها ‪ ،‬كما‬
‫تعتبر مجرد أداة داخلية للرقابة على الممتلكات و اخالء المسؤولية في مواجهة أصحاب المسؤولية‪ ،‬لذا تم‬
‫التركيز على تطوير فنون التطبيق العملي للمحاسبة ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪" :‬مرحلة االهتمام بالمحاسبة مهنيا و اكاديميا "‬ ‫‪.2‬‬

‫منذ بداية القرن التاسع عشر صاحب توجه االهتمام في تطوير المحاسبة مهنيا و اكاديميا عدة تحوالت‬
‫‪3‬‬
‫جاءت نتيجة للعوامل الرئيسية التالية ‪:‬‬

‫ا‪ .‬ظهور الثورة الصناعية ‪ :‬التي ترتب عنها ازدياد حجم المشروعات التي تتطلب البحث عن‬
‫مصادر تمويل متعددة ‪ ،‬واتجه اهتمام المحاسبين نحو تنظيم محاسبة التكاليف كأداة للرقابة على عناصر‬
‫التكاليف ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Balogun Akinyemi and Others, History and Development of Accounting in Perspective, International Journal of‬‬
‫‪Sustainable Development Research, 1(2), 2015, p 19.‬‬

‫‪ 2‬عباس مهدي الشيرازي‪ ،‬نظرية المحاسبة‪ ،‬ط‪، 1‬دار السالسل‪ ،‬الكويت‪ 1990، ،‬ص ‪19-16‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع ‪ ،‬ص‪23-20‬‬
‫ب‪ .‬ظهور شركات المساهمة ‪ :‬التي تعتبر وسيلة فعالة لتجميع رؤوس األموال الضخمة ‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت أهمية قائمة الدخل و استخدام مبدا اإليرادات بالمصروفات كأساس لتقييم كفاءة اإلدارة في استثمار‬
‫األموال الموكلة اليها ‪.‬‬

‫ج‪ .‬فرض ضرائب الدخل على االفراد و الشركات ‪ :‬ترتب على انتشار قوانين ضرائب الدخل ان‬
‫نشطت مهنة المحاسبة واتسع نطاق الطلب على خدماتها ‪ ،‬و التي كان لها تأثير على الفكر المحاسبي اذ‬
‫زاد االهتمام بمشاكل تحديد الدخل المحاسبي باعتباره األساس او نقطة البدء في حساب الدخل الخاضع‬
‫للضريبة ‪.‬‬

‫د‪ .‬ظهور شركة المنافع العامة ‪ :‬مثل شركات الكهرباء و الغاز و السكك الحديدية و النقل بصفة‬
‫عامة‪ ،‬و قد كان نتيجة احتياج هذه الشركات الى استثمارات كبيرة و أصول ثابتة ذات عمر انتاجي أطول‬
‫من أي صناعة أخرى حيث ظهرت أهمية تطوير طرق منطقية لحساب االهتالك ‪ ،‬كما استخدم أسلوب‬
‫القوائم المالية الموحدة نتيجة اتجاه شركات المنافع نحو االندماج ‪.‬‬

‫و بذلك استمرت المحاسبة من الناحية الوظيفية في تأدية الخدمات على مستوى كافة االشكال التنظيمية‬
‫للمشروعات والتي ترافقت مع تطور أساليب القياس المحاسبي في مجال تحليل التكاليف و العالقة مع‬
‫األساليب الرياضية و اإلحصائية ‪ ،‬باإلضافة الى محاسبة عقود االيجار ومن ثم اإلفصاح المحاسبي‬
‫(يعبر عن ضرورة توضيح السياسات المحاسبية الهامة و الضرورية لمستخدميها ‪ ،1‬في القوائم المالية‪،‬‬
‫المالحظات الهامشية ‪ ،‬الجداول الملحقة و المعلومات الوصفية في صلب القوائم المالية (بشكل‬
‫مختصر)) ‪.2‬‬

‫مما سبق ‪ ،‬نالحظ ان االهتمام بأمور المحاسبة كان من جانبين متكاملين مهنيا و اكاديميا ‪ ،‬فمهنيا و‬
‫نظ ار لتعدد األطراف التي تعتمد على التقارير المحاسبية و تعارض مصالحهم في كثير من األحيان ‪،‬‬
‫صبح واضحا أهمية تأسيس مهنة المحاسبة على مجموعة من القيم مثل الحياد و عدم التحيز و الصدق‬
‫في التعبير ‪ ،‬الموضوعية في القياس ‪ ،‬عدالة القوائم المالية ‪،‬اإلفصاح الكافي و غير ذلك من االخالقيات‬
‫التي تحكم الممارسات العملية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى نجد ان تبني مثل هذه القيم من قبل الممارسين للمهنة‬

‫‪ 1‬ياسر عبد طه الشرفاء‪ ،‬مدى التزام البنك السالمي الفلسطيني بمعيار اإلفصاح ح عن أسس توزيع األرباح بين أصحاب حقوق الملكية وأصحاب‬
‫حسابات االستثمار‪ ،‬جملة الجامعة اإلسالمية )سلسلة الدراسات اإلنسانية( المجلد ‪، 15‬العدد ‪، 01‬فلسطن‪،2007،‬ص‪355‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mohammed Hossain, Helmi Hammami, Voluntary disclosure in the annual reports of an emerging country: The‬‬
‫‪case of Qatar, Advances in Accounting, incorporating Advances in International Accounting, Vol 25,2009 , p256.‬‬
‫كان بداية نحو تحديد المبادئ و القواعد المحاسبية الواجبة التطبيق ‪ ،‬اما من الجانب االكاديمي فقد‬

‫اتضح انه قد اصبح هناك مجموعة من المفاهيم و األفكار و القضايا التي تحتاج الى تنظيم ‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ " :‬مرحلة النظر الى المحاسبة على انها نظام للمعلومات "‬ ‫‪.3‬‬

‫و يمكن تسمية هذه المرحلة بمرحلة "المحاسبة اإلدارية" التي تعتبر وليدة القرن العشرين ‪ ،‬و هنا اتضح‬
‫الدور األساسي الذي يمكن ان يقوم به المحاسب في قياس التكاليف و الربحية و اإلنتاجية و تقييم األداء‬
‫‪ ،‬و قد ترتب عن التطور السريع في مجال المحاسبة اإلدارية ‪ ،‬تقسيم الدراسة المحاسبية الى فرعين‬
‫رئيسيين و هما المحاسبة المالية التي تهتم بمشاكل القياس و العرض بغرض مقابلة احتياجات األطراف‬
‫الخارجية ‪ ،‬و المحاسبة اإلدارية التي تهتم بمشاكل العرض و القياس لالستخدامات الداخلية في المنشاة ‪،‬‬
‫و بالتالي فان اهتمام المحاسبة اصبح ينحصر في بتزويد األطراف و ذات المصلحة بالمنشاة بالمعلومات‬
‫الالزمة التخاد مختلف الق اررات ‪ ،‬و منه يصبح لعامل تطور حاجيات المستخدمين اثر على تطور مفهوم‬
‫المحاسبة ( ازدياد الحاجة اليها )‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة ‪ " :‬مرحلة المحاسبة عن المسؤولية االجتماعية "‬ ‫‪.4‬‬

‫تعتبر المحاسبة عن المسؤولية االجتماعية احداث مراحل التطور المحاسبي ‪ ،‬نتيجة االزدياد في حجم و‬
‫قدرات الوحدات المحاسبية و بصفة خاصة شركات المساهمة ‪ ،‬ظهرت اول مرة في أمريكا بداية سنة‬
‫‪ 1970‬حيث تم التركيز على العمل الضار للشركات على البيئة ‪ ،1‬و بالرغم من ان مفهومها يضمن‬

‫المنشآتفانها تأخذ بعين االعتبار االثار االجتماعية‬


‫‪،‬‬ ‫تحولها من مجرد عمل خيري الى فلسفة إدارة‬
‫للعملية اإلنتاجية على المجتمعات في مجاالت مختلفة كالفقر و التعليم و الصحة و البيئة ‪،‬ومن ثم‬
‫تحقق النمو االقتصادي و التقدم االجتماعي‪ ،2‬و يعود ظهور مفهومها في المكر المحاسبي الى بداية العقد‬
‫‪3‬‬
‫السادس من القرن العشرين ‪ ،‬و أصبحت المنشاة تقيم على أساس مساهمتها االجتماعية في المجتمع ‪.‬‬

‫تبين محاسبة المسؤولية االجتماعية تطور المحاسبة بشكل مستمر‪ ،‬حيث يمكنها القياس و اإلفصاح عما‬
‫تسببه المنشاة من اضرار للمجتمع من جهة و ما تقدمه من عوائد و منافع من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1 Billy-Masson Claude, La comptabilité et la responsabilité sociale des entreprises, Revue économique et‬‬
‫‪sociale : bulletin de la Société d'Etudes Economiques et Sociales, Vol. N° 01, 2008, p 63.‬‬
‫‪ 2‬وليد عبد مواله‪ ،‬المسؤولية االجتماعية ومساهمة القطاع الخاص في التنمية‪ ،‬المعهد العريب للتخطيط‪ ،‬سلسلة الخبراء‪ ،‬العدد ‪، 47‬الكويت‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪.08‬‬
‫‪ 3‬توفان حامد محمد العليمات‪ ،‬القياس المحاسبي لتكاليف أنشطة المسؤولية االجتماعية واالفصاح عنها في القوائم المالية الختامية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص محاسبة‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬قسم الدراسات العليا‪ ،‬جامعة دمشق‪، 2010 ،‬ص ‪21-20‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مستخدمو المعلومات المحاسبية‬

‫ينقسم مستخدمي المعلومات المحاسبية الى المستخدمين الداخليين الذين يتخذون ق اررات تؤثر مباشرة على‬
‫العمليات الداخلية للمنشاة‪ ،‬و المستخدمين الخارجيين الذين يتخذون ق اررات بخصوص عالقتهم بالمنشاة‪،‬‬
‫‪ 1‬و الذين لهم محدودية في الوصول للمعلومات المتعلقة بها‪ ،‬على عكس المستخدمين الداخليين الذين‬
‫يستعملون المعلومات لتحسين كفاءة و فاعلية المنشاة ‪ ،2‬و بالتالي تكون المعلومات المحاسبية التي‬
‫‪3‬‬
‫‪:‬‬ ‫تقوم المحاسبة بعرضها في القوائم المالية مفيدة لكل من‬

‫المستثمرين (‪ : )Investors‬يهتم مقدمي راس المال بالمخاطرة المصاحبة الستثماراتهم و العائد‬ ‫‪-1‬‬
‫المتحقق منها ‪ ،‬النهم يحتاجون لمعلومات تعينهم عاى اتخاذ قرار الشراء او االحتفاظ باالستثمار‬
‫او البيع‪ ،‬كما ان المساهمين يهتمون بالمعلومات التي تعنيهم على تقييم قدرة المشروع على توزيع‬
‫أرباح األسهم ‪.‬‬
‫الموظفين (‪ : )Staff‬يهتم الموظفين و المجموعات المماثلة لهم بالمعلومات المتعلقة باستقرار و‬ ‫‪-2‬‬
‫ربحية المنشاة‪ ،‬كما انهم يهتمون بالمعلومات التي تمكنهم من تقييم قدرة المنشاة على دفع‬
‫مكافاتهم و تعويضاتهم و مزايا التقاعد و توفير فرص العمل ‪.‬‬
‫المقرضون (‪ : )Lenders‬يهتمون بالمعلومات التي تساعدهم على تحديد فيما اذا كانت‬ ‫‪-3‬‬
‫قروضهم و الفوائد المتعلقة بها سوف تدفع لهم عند االستحقاق‬
‫الموردون و الدائنون التجاريون (‪: )Suppliers and Commercial Creditors‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يهتمون بالمعلومات التي تمكنهم من تحديد دفع المبالغ المستحقة لهم عند االستحقاق‪ ،‬و يكون‬
‫اهتمام الدائنون على االغلب بالمنشاة على مدي اقصر من اهتمام المقرضين اال اذا كانوا‬
‫معتمدين على استمرارها كعميل رئيسي لهم‬
‫العمالء (‪ : )Customers‬يهتمون بالمعلومات المتعلقة باستم اررية المنشاة خصوصا عندما‬ ‫‪-5‬‬
‫يكون لهم ارتباط طويل المدى معها‬
‫الحكومات ووكاالتها و مؤسساتها (‪ :)Govermments‬تهتم الحكومات ووكاالتها بعملية‬ ‫‪-6‬‬
‫توزيع الموارد و بالتالي أنشطة المنشآت‪ ،‬كما يتطلبون معلومات من اجل تنظيم هذه األنشطة و‬
‫‪1‬‬
‫‪Earl K. Stice, James D. Stice, Intermediate Accounting, 18 Edition, South-Western Cengage Learning, USA,‬‬
‫‪2008, p 06.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪John J. Wild and others, Fundamental Accounting Principles, 20th edition, Library of Congress Cataloging-‬‬
‫‪inPublication‬‬
‫‪3‬‬
‫أمني السيد أمحد لطفي‪ ،‬إعداد وعرض القوائم المالية في ضوء المعايير المحاسبية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2008 ،‬ص ‪43‬‬
‫تحديد السياسات الضريبية الخاصة بها‪ ،‬و كما تعتبر كأساس الحصاءات الدخل القومي و‬
‫إحصاءات مشابهة‬
‫الجمهور(‪ : )Public‬تؤثر المنشات على قرار الجمهور بطرق متنوعة‪ ،‬كتقديم مساعدات كبيرة‬ ‫‪-7‬‬
‫لالقتصاد المحلي بطرق مختلفة منها عدد االفراد الذين تستخدمهم و تعاملها مع الموردين‬
‫المحلين‪ ،‬و يمكن للقوائم المالية ان تساعد الجمهور بتزويدهم بمعلومات حول االتجاهات و‬
‫التطورات الحديثة في نمو و تنوع أنشطتها ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعريف بالنظام المحاسبي المالي‬

‫يحتوي النظام المحاسبي المالي على اطار مفاهيمي يبين مختلف المفاهيم الضمنية لتحضير و تقديم‬
‫القوائم المالية ‪ ،‬كما يلي ‪:1‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف النظام المحاسبي المالي‬

‫‪1‬‬
‫مفيد عبد الالو ي‪ ،‬النظام المحاسبي المالي الجديد (اإلطار التصوري)‪ ،‬مطبعة مزوار‪ ،‬الجزائر‪ ،2008،‬ص ص‪25-26.‬‬
‫عرف النظام المحاسبي المالي بانه " نظام لتنظيم المعلومات المالية‪ ،‬يسمح بتخزين معطيات قاعدية‬
‫عديدة و تصنيفها و تقييمها و تسجيلها ‪ ،‬و عرض كشوف تعكس صورة صادقة عن الوضعية المالية و‬
‫ممتلكات المنشاة و نجاعتها ووضعية خزينتها في نهاية السنة المالية " ‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجال التطبيق‬

‫يطبق النظام المحاسبي المالي على كل شخص طبيعي او معنوي ملزم بموجب نص قانوني او تنظيمي‬
‫بمسك محاسبة مالية مع مراعاة االحكام الخاصة بها‪ ،2‬و المعنيون بمسك المحاسبة هم ‪ :‬الشركات‬
‫الخاضعة ألحكام القانون التجاري‪ ،‬التعاونيات‪ ،‬األشخاص الطبيعيون او المعنويون المنتجون للسع و‬
‫الخدمات او الخدمات التجارية و غير التجارية اذا كانوا يمارسون نشاطات مبنية على عمليات متكررة‬
‫وكل األشخاص الطبيعيين او المعنويين الخاضعين لذلك بموجب نص قانوني او تنظيمي‪ ، 3‬و يستثنى‬
‫من ذلك األشخاص المعنويون الخاضعون لقواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬و المنشآت الصغيرة التي ال يتعدى‬
‫رقم اعمالها و عدد مستخدميها و نشاطها الحد المعين و التي يمكن ان تمسك محاسبة مالية مبسطة ‪.4‬‬

‫ثالثا ‪:‬المضمون‬

‫يتضمن النظام المحاسبي المالي اطا ار تصويريا للمحاسبة المالية‪ ،‬معايير محاسبية و التي تعتبر الموجه‬
‫‪5‬‬
‫األساسي للعمل المحاسبي‪ ،‬و مدونة حسابات للمعالجة المحاسبية ‪.‬‬

‫المبحث ‪: 2‬مفهوم الضريبة و النظام الضريبي‬


‫تحتل الضرائب مكانة خاصة في المالية العامة نظ ار للدور المهم التي تقوم به في تمويل الميزانية‬
‫العمومية ‪ ،‬و تعتبر احد اهم إيرادات الدولة التي تعتمد عليها في تحقق اهداف االقتصادية و المالية و‬
‫االجتماعية ‪ ،‬و يمكن التعرض الهم المفاهيم العامة عن الضريبة فيما يلي ‪:‬‬
‫المطلب ‪: 1‬التعريف بالضريبة‬

‫‪1‬المادة رقم ‪ 03،‬القانون رقم ‪ 11/07‬المتعلق بالنظام المحاسبي المالي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 02،‬القانون رقم ‪ 11/07‬المتعلق بالنظام المحاسبي المالي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪3‬ا لمادة رقم ‪ 04‬و‪ 05،‬القانون رقم ‪ 11/07‬المتعلق بالنظام المحاسبي المالي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ 4‬توفيق جوادي‪ ،‬بالقاسم بن خليفة‪ ،‬مفيد عبد الالوي‪ ،‬إصالح اإلطار المحاسبي في الجزائر وتكييف الكشوف المالية وفق المعايير المحاسبية‬
‫الدولية‪ ،‬الملتقى الدولي حول اإلصالح المحاسبي في الجزائر‪ ،‬جامعة ورقلة‪ 30 /29 ،‬نوفمبر ‪ 2011،‬ص ‪07‬‬
‫‪ 5‬المادة رقم ‪ 06،‬القانون رقم ‪ 11/07‬المتعلق بالنظام المحاسبي المالي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫كانت الضريبة في السابق ينظر اليها على ٔانها سعر مقابل حماية الدولة للحرية الفردية‪ ،‬حيث ان كل‬
‫فرد ملزم بالدفع مقابل الحماية‪ ،‬اما بتطور النظريات الحديثة للضريبة أصبحت تعتبر إسهام مشترك من‬
‫أفراد المجتمع للدولة بهدف تحقيق النفع العام للمجتمع‪ ،‬حيث يقدمون موارد اقتصادية لها لتقوم بتلبية‬
‫‪.‬احتياجاتهم‪ ،‬او كما يراها البعض انها تفرض بهدف تمويل أنشطة الحكومات والقطاعات العامة‬
‫يمكن تعريف الضريبة على انها "فريضة مالية الزامية تفرضها الدولة وفق قانون او تشريع معين‪،‬‬
‫وتحصل من المكلفين دون مقابل مباشر لتتمكن الدولة من القيام بالخدمات العامة لتحقيق األهداف التي‬
‫‪1 " .‬تسعى إليها‬
‫المطلب ‪ :2‬التعريف بالنظام الضريبي‬
‫يمكن إعطاء عدة مفاهيم للنظام الضريبي "مجموعة محددة ومختارة من الصور الفنية للضريبة‬
‫(ضريبة نوعية‪ ،‬ضرائب الدخل‪ ،‬ضرائب ثروة‪ ،‬ضرائب موحدة‪ ،‬ضرائب جمركية‪...،‬الخ)‪ ،‬تتالءم مع‬
‫ظروف وخصائص البيئة التي تعمل في نطاقها‪ ،‬وتمثل في مجموعها برامج ضريبية متكاملة‪ ،‬تعمل‬
‫بطريقة محددة من خالل التشريعات والقوانين الضريبية المصدرة (وما يصاحبها من لوائح تنفيذية‬
‫ومذكرات تفسيرية)‪ ،‬تسعى هذه الصور الفنية لتحقيق اهداف محددة مثل اهداف السياسة الضريبية‬
‫بصفة عامة واهداف النظام الضريبي بصفة خاصة‪ ،2‬ويتسم النظام الضريبي بانه "اكثر شموال من‬
‫مجرد مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تمكن من االقتطاع الضريبي في مراحله المتتالية من‬
‫التشريع الى الربط فالتحصيل‪ ،‬ومن هنا يصبح النظام الضريبي عبارة عن "صياغة وترجمة عملية‬
‫للسياسة الضريبية في المجتمع التي تهدف الى تحقيق اهدافه الخاصة بتوفير حصيلة ضريبية مالئمة‬
‫‪ 3".‬للنفقات العامة للدولة‪ ،‬باإلضافة الى رفع الكفاءة االقتصادية في استغالل الموارد االقتصادية المتاحة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التعريف بالنظام الضريبي الجزائري‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم النظام الضريبي في الجزائر‬

‫ُيطلق مصطلح "النظام الضريبي" عادة على مجموعة التشريعات الضريبية المطبقة في وقت معين‪،‬‬
‫وتتفق القوانين الضريبية هذه من حيث تعدد الضرائب المكونة لها‪ ،‬ولكنها تختلف في مقوماتها وعناصرها‬

‫‪1‬‬
‫‪Vito Tanzi, Tax System in the OECD: Recent Evolution, Competition and Convergence, International Studies‬‬
‫‪Program, Working Paper 10-12, Andrew Young School, may 2010, p 01.‬‬
‫‪2‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬النظام الضريبي وأهداف المجتمع (مدخل تحليلي معاصر)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ، 2008،‬ص‪13‬‬
‫‪3‬‬
‫أمني السيد أمحد لطفي‪ ،‬فلسفة المحاسبة عن الضريبة على الدخل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2007 ،‬ص ‪02‬‬
‫تبعا لتأثرها بمجموعة من العناصر السياسية واالقتصادية واالجتماعية واإلدارية والفنية‪ ،‬وهذا ما يفسر‬
‫‪:‬اختالف الهياكل الضريبية حيث ان الضريبة في الجزائر تنقسم الى نوعين‬

‫نظام الضريبة الجزافية الوحيدة‬ ‫‪o‬‬


‫نظام النظام الحقيقي‬ ‫‪o‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع النظام الضريبي في الجزائر‬

‫نظام الضريبة الجزافية الوحيدة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫هو نظام تم استحداثه بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،2007‬حيث يخضع له صغار المكلفين بالضريبة‬
‫سواء األشخاص الطبيعيون او المعنويون بما فيهم أصحاب المهن الحرة الذين ال يتجاوز رقم‬
‫أعمالهم السنوي مبلغ ‪ 15.000.000‬دج‪ ،1‬حيث يتميز هذا النظام بوجود ضريبة واحدة تسمى‬
‫الضريبة الجزافية الوحيدة (‪ )UFU‬والذي جاء ليحل محل النظام الجزافي المعمول به من قبل‬
‫‪، 2‬ضف الى ذلك ان المكلفين بالضريبة التابعين له (النشاطات التجارية الصغيرة) غير ملزمين‬
‫بمسك محاسبة منتظمة وانما سجل للمبيعات والمشتريات يكون مؤشر عليه من طرف إدارة‬
‫الضرائب ‪،‬كما انهم غير ملزمين بإيداع تصريحات جبائية شهريا ماعدا بالنسبة للتصريح بالوجود‬
‫عند بداية ممارسة النشاط وكذا التصريح السنوي لرقم األعمال الذي يودع لدى مفتشية الضرائب‬
‫‪3‬‬
‫التابع لها مكان ممارسة النشاط‪.‬‬

‫نظام الضريبة الحقيقي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫يخضع لهذا النظام كبار المكلفين بالضريبة (النشاط االنتاجي‪ ،‬البيع بالجملة‪ ،‬نشاط التصدير و‬
‫االستيراد‪ ،‬األشغال العمومية ‪ )...،‬من األشخاص الطبيعية وكذا األشخاص المعنوية (الشركات‬
‫بمختلف أنواعها) الذين يتجاوز رقم أعمالهم السنوي مبلغ ‪ 15.000.000‬دج‪ ،4‬حيث يرتكز هذا‬
‫النظام على مبدأ التصريح الجبائي من خالل قيام المكلفين بالضريبة بإيداع تصريحات جبائية‬
‫بالمادة الخاضعة للضريبة لدى إدارة الضرائب في أجال معينة ‪،‬مع احتفاظ هذه األخيرة بحقها في‬
‫الرقابة فيما بعد من اجل التأكد من صحة تلك التصريحات المكتتبة من طرف هؤالء المكلفين‬
‫وتعديله إذا بني على غش او خطٔا‪5 ،‬حيث يتميز هذا النظام بانه مخصص لكبار المكلفين بالضريبة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 282‬مكرر ‪ 1‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‬


‫‪ - 2‬النظام الجزافي هو نظام يعتمد على التقدير الجزافي للمادة الخاضعة للضريبة تم استحداثه في إطار اإلصالح الجبائي لسنة ‪ 1992‬إلى غاية‬
‫‪ 2007‬إين تم استبداله بنظام الضريبة الجزافية الوحيدة‪ ،‬ويتميز بوجود عدة ضرائب أهمها الضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬الرسم على النشاط‬
‫المهني والرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 01‬من قانون اإلجراءات الجبائية‪ ،‬تحديث ‪2021‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 17‬وكذا المادة ‪ 148‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪ ،‬تحديث ‪2021‬‬
‫‪ 5‬المادتين ‪ 20‬و ‪ 152‬من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة‪.‬‬
‫الذين يتجاوز رقم أعمالهم السنوي سقف ثالثين مليون دج‪ ،‬كما ان المكلفين بالضريبة التابعين له‬
‫ملزمون بمسك محاسبة منتظمة طبقا ألحكام النظام المحاسبي المالي‪ ،‬وهم بذلك مطالبون بمسك‬
‫ثالثة دفاتر محاسبية على األقل دفتر لليومية‪ ،‬ودفتر لألجور وكذا دفتر الجرد‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫الوثائق الثبوتية األخرى( فواتير الشراء والبيع وغيرها )‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عالقة المحاسبة بالضريبة في الجزائر‬

‫تظهر درجة الترابط والتفاعل بين المحاسبة والجباية في الجزائر‪ ،‬من خالل استفادة هذه األخية من‬
‫مخرجات النظام المحاسبي المالي (المعلومات المحاسبية والنتائج المعروضة في القوائم المالية) في عملية‬
‫تحديد الربح الجبائي ‪ ،‬كما تظهر أيضا درجة االختالف بين النظامين من جهة أخرى من حيث ان النظام‬
‫الجبائي ال يستخدم هذه النتائج مباشرة‪ ،‬اال بعد ان يجري عليها التسويات والتعديالت الضرورية بهدف‬
‫الوصول الى تحديد الربح الخاضع للضريبة او ما يعرف بالوعاء الضريبي‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬طبيعة العالقة بين المحاسبة والضريبة‪-‬الضرائب المؤجلة‬

‫نظ ار لطبيعة الضريبة على األرباح والوقت الذي تحسب فيه وهو نهاية الدورة المحاسبية‪ ،‬فان الضريبة‬
‫تدفع في شكل تسبيقات تقديرية خالل السنة انطالقا من مبلغ الضريبة للدورات السابقة‪ ،‬وفي اخر الدورة‬
‫المحاسبية وعند إعداد جدول حساب النتائج والميزانية‪ ،‬يحسب الفرق بين ما تم تسديده تقديريا وما تم‬
‫تحققه فعليا من النتيجة‪ ،‬وهنا قد ينتج التزام ضريبي مجيل في حالة النتيجة المحققة أكبر من النتيجة‬
‫المقدرة والفرق يجب ان يسدد‪ ،‬اما في حالة العكس فينتج ضريبة اصل مؤجلة ال يمكن استرجاعها ولكنها‬
‫تبقى تسبيقا للدورة المحاسبية المقبلة‪1 ،‬ويهدف المعيار المحاسبي الدولي رقم ‪12‬ضرائب الدخل" او‬
‫"الضرائب المؤجلة" الى وصف المعالجة المحاسبية للضريبة على النتيجة‪ ،‬وذلك من خالل اظهار كيف‬
‫تتم المحاسبة عن التبعات الجارية والمستقبلية للضريبة من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬االسترداد (السداد) المستقبلي للمبالغ المسجلة كأصول وخصوم معترف بها في ميزانية المنشأة؛‬

‫‪ -‬المعامالت واألحداث األخرى للفترة الجارية المعترف بها القوائم المالية للمنشأة‪.‬‬

‫ويتطلب هذا المعيار من المنشأة‪ ،‬المحاسبة عن التبعيات الضريبية للعمليات واألحداث األخرى بنفس‬
‫الطريقة التي تحاسب فيها عن العمليات واألحداث األخرى نفسها‪ ،‬وهكذا فان العمليات واألحداث التي‬
‫يعترف بها في قائمة الدخل يجب ان يعترف بأثارها الضريبية في نفس القائمة كذلك‪ ،‬واي عمليات او‬
‫احداث اخرى يعترف بها مباشرة في حقوق الملكية يجب أن يعترف باآلثار الضريبية مباشرة في حقوق‬
‫الملكية وبشكل مشابه‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد العالقة بين المحاسبة و الضريبة في الجزائر‬

‫بما ان النظام المحاسبي المالي مستمد من معايير المحاسبة الدولية فهو يختلف عن المخطط المحاسبي‬
‫الوطني ألن المبادئ والقواعد التي يحتوي عليها معدة وفق نظرة اقتصادية بحتة وليس نظرة قانونية‬
‫وجبائية‪ ،‬بشكل يبرز بوضوح استقاللية القواعد المحاسبية عن القواعد الجبائية‪ ،‬وعليه فانه يتم استخالص‬

‫‪ 1‬شعيب شنوف‪ ،‬التحليل المالي الحديث طبقا للمعايير الدولية لإلبالغ المالي ‪ ،IFRS‬ط‪ 1،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬المملكة األردنية الهامشية‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.63‬‬
‫النتيجة الجبائية من النتيجة المحاسبية للحسابات المحصل عليها بعد إعادة معالجة خاصة حسب قواعد‬
‫النظام الجبائي الجزائري وانطالقا من النتيجة الجبائية يتم حساب الضريبة‪ ،‬وبالتالي فأي تعديل في النتيجة‬
‫المحاسبية سيؤدي بالضرورة الى التأثير على النتيجة الجبائية التي تخضع معالجتها للقوانين الجبائية‪ ،‬لذا‬
‫الزم القانون التجاري والقانون الجبائي كل المنشآت بمسك الدفاتر المحاسبية وتسجيل مختلف العمليات‬
‫والتحويالت التي تقوم بها او تط أر عليها وفقا لشروط وكيفيات النظام المحاسبي المالي‪ ،‬حتى تتمكن‬
‫اإلدارة الجبائية من تحصيل الضريبة المفروضة عليها‪ ،‬مع العلم ان المنشاة تعمل كل ما في وسعها من‬
‫اجل تخفيض الربح الخاضع للضريبة بالطرق الشرعية وغي الشرعية‪ ،‬وعليه فان الهدف الرئيسي من‬
‫‪1‬‬
‫حساب النتيجة الجبائية هو تعديل النتيجة المحاسبية وفق ما ينص عليه القانون الجبائي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االنتقال من النتيجة المحاسبية الى النتيجة الضريبية‬

‫يتم االنتقال من النتيجة المحاسبية إلى النتيجة الجبائية من خالل إجراء بعض التعديالت الممكنة على‬
‫عناصر األعباء و المنتوجات عن طريق القيام ببعض العمليات الحسابية خارج المحاسبة كاستبعاد خصم‬
‫بعض األعباء أو وضع أسقف ال يجب تجاوزها أو قبول خصم بعض األعباء بشروط محددة أو استبعاد‬
‫بعض االيرادات من الخضوع للضريبة‪.‬‬
‫‪ 1‬أمحد بسباس‪ ،‬أثر المراقبة الجبائية على التهرب الضريبي في ظل اإلصالحات االقتصادية في الجزائر (دراسة ميدانية باإلدارة الضريبية‬
‫باألغواط)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة عمار ثلجيي باالغواط‪ 2014، ،‬ص‪-71‬‬
‫‪72‬‬
‫يمكن القول أن النتيجة الجبائية ما هي إال عبارة عن نتيجة محاسبية معدلة ألغراض ضريبية‪.‬‬

‫النتيجة المحاسبية تتعلق باألحداث أو العمليات التي أنشئت المؤسسة من أجلها‪ ،‬آال وهي الحصول على‬
‫إيرادات مقابل تحملها مجموعة من األعباء‪ ،‬فهي الفرق بين المنتوجات التي يحصل عليها الكيان واألعباء‬
‫التي يتحملها خالل دورة استغاللية واحدة و يمكن تحديدها اما عن طريق حساب النتائج االيرادات‬
‫واألعباء) أو عن طريق الميزانية التي تحتوي على تغيرات حاصلة في عناصر االصول و الخصوم خالل‬
‫الدورة النتيجة الجبائية أو الربح الخاضع للضريبة حسب نص المادة ‪140‬من قانون الضرائب المباشرة‬
‫والرسوم المماثلة هو ‪ ،‬ذلك الربح الصافي المحدد حسب نتيجة مختلف العمليات المحققة من طرف‬
‫المؤسسة خالل السنة المالية الربح الجبائي هو عبارة عن ربح محاسبي ولكن بعد تعديله وتصحيحه وفقا‬
‫لقواعد القانون خالل الجدول رقم ‪ 09‬من الحزمة الجبائية‪ ،‬فالنتيجة الجبائية تساوي النتيجة المحاسبية‬
‫مضافا إليها األعباء غير قابلة للخصم ومخصوما منها االيرادات غير خاضعة للضريبة والخسائر‬
‫‪1‬‬
‫المتكبدة خالل الدورات السابقة‪.‬‬

‫خالصة‬

‫اهتمت المحاسبة بجمع البيانات والمعلومات المحاسبية وتبويبها وتلخيصها لخدمة األطراف التي لها‬
‫مصلحة بهذه المعلومات‪ ،‬وتوفير األساس الالزم إلفادتهم ومساعدتهم في اتخاذ الق اررات‪ ،‬ومرت بعدة‬
‫تطورات انعكست عليها كوظيفة كما انعكست على الممارسات المهنية المرتبطة بها‪ ،‬فتطور العوامل‬
‫والتحوالت االقتصادية أدت بالضرورة الى تطوير المحاسبة تماشيا مع هذه التغيرات‪ ،‬هذا من جهة‪.‬‬

‫‪1‬سماعين عيسى‪،‬االنتقال من النتيجة المحاسبية الى النتيجة الجبائية مجلة الريادة القتصاديات االعمال‪ ،‬المجلد ‪، 05‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪2019‬‬
‫وباعتبار الضريبة أداة رئيسية من أدوات السياسة المالية للدولة‪ ،‬التي تحولت من هدف التمويل المالي‬
‫للخزينة العمومية الى أداة فعالة في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية (تحقيق النفع العام‬
‫وتأثير على السياسات في الدولة)‪ ،‬والتي تحكمها أسس وقواعد واعتبارات يجب مراعاتها عند فرضها‬
‫بهدف تحقيق التوازن بين مصالح االفراد ومصالح الخزينة العمومية‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬

‫فان طبيعة العالقة التي تنعكس في درجة الترابط والتفاعل بين المحاسبة و الضريبة‪ ،‬تظهر غالبا من‬
‫خالل استفادة هذه األخيرة من مخرجات المحاسبة والتي تتمثل في المعلومات المحاسبية والنتائج‬
‫المعروضة في القوائم المالية في عملية تحديد النتيجة الضريبية‪ ،‬وبالتالي يمكن ان نستنتج ان أي تغيير‬
‫في المحاسبة ينتج عنه بالضرورة تغيير في الدخل الخاضع للضريبة‪ ،‬وهذا ما يبرر ان االرتباط األساسي‬
‫بين النتيجتين (الضريبية والمحاسبية) موجود في غالبية الدول‪ ،‬ويجعل إعادة معالجة الربح المحاسبي‬
‫للوصول الى الربح الضريبي اكثر او اقل أهمية واتصال اكثر او اقل أهمية بيم المحاسبة والضريبة‪،‬‬
‫وبالتالي فان اختالف األهداف ينتج عنه بالضرورة اختالف النتائج المتوصل اليها‪.‬‬

You might also like