Professional Documents
Culture Documents
المحاسبة المالية
المحاسبة المالية
-1حسام الدين مصطفى الخداش ،وليد زكريا صيام ،عبد الناصر إبراهيم نور ،أصول المحاسبة المالية،ج ،0ط ،0دار المسيرة
للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،0188 ،ص . 06
-2حسين القاضي ،مأمون حمدان ،نظرية المحاسبة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،0116 ،ص ص.00-00،
3
المحاسبة المالية الفصل األول:
الشرق العربي اإلسالمي إلى الغرب ،كما أسهمت التجارة البحرية مع الشرق في ذلك واستخدم الغرب
األرقام العربية ألول مرة في ايطاليا حوالي عام 0000م ،أما اإلقطاعيات الكبيرة التي سادت في
العصور الوسطى فقد كانت تتألف عادة من مئات مزارعين العبيد الذين كان عليهم أن يردوا عشر
محصولهم إلى اإلقطاعي ،حيث يتم تسجيل تلك التوريدات على دفاتر من ورق الرقوق ،وهكذا كانت
()1
المحاسبة تقتصر على هذا الحد من التطور.
ثانيا :المحاسبة في عصر التجارة:
نشأت الحركة التجارية في ايطاليا ،ثم في جميع أنحاء العالم ،وتأسست في هذه المرحلة المشاريع
التجارية الفردية ،وزادت الحاجة إلى معرفة نتيجة أعمال من أرباح وخسائر ،وازدادت الحاجة إلى
()2
واعتبر luca pacioliأب المحاسبة الحديثة حيث كتب المحاسبة ،وظهر القيد المزدوج في ايطاليا
في سنة 0010م كتابا في الجبر جاء فيه وصف لنظام القيد المزدوج في إمساك الدفاتر ،حيث اعتبرت
محاوله pacioliكمثابة شهادة ميالد للمحاسبة بشكلها الحالي ،وقد أدى هذا إلى تمكين مؤسسات
األعمال من االحتفاظ بسجالت كاملة للعمليات ،وأدى إلى القدرة على إعداد القوائم المالية ،حيث
ظهرت قائمة األرباح والخسائر وقائمة األرصدة إلى الوجود حوالي سنة 0611م ،وبعد أن حلت
مؤسسات األعمال المستمرة محل الصفقات المنفصلة ،أصبح من الضروري تطوير سجالت وتقارير
محاسبية تعكس استم اررية استثمار رأس المال بالطرق المختلفة ،وتلخيص نتائج األنشطة بصورة
دورية(.)3
ثالثا :المحاسبة في عصر الثورة الصناعية:
في نهاية القرن الثامن عشر حدث تطور كبير في الحياة االقتصادية ،حيث ظهرت شركات األشخاص
وتطورت المؤسسات الفردية مما أدى إلى تطور علم المحاسبة من اجل التوصل إلى نتائج أعمال
المؤسسات بدقة ووضوح وكيفية تحديد األرباح والخسائر وتوزيعها .كما ظهرت شركات المساهمة
برؤوس أموال كبيرة ،وأسهم متعددة وقد تطلب ذلك ظهور تشريعات جديدة تغطى هذا التطور الهائل،
كما ظهرت مهنة التدقيق لإلشراف على النشاطات اإلدارية والمالية لهذه الشركات ولم تقتصر عملية
-1طالل الججاوي ،ريان نعوم ،المحاسبة المالية ،جهينة للنشر والتوزيع ،عمان ،0116،ص ص.01،08 ،
-2حيدر محمد علي بني الطائي ،مقدمة في نظرية المحاسبة والمراجعة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،0116 ،ص.05
-3خالد علي احمد كاجيجي ،إبراهيم ولد محمد فال ،نظرية المحاسبة ،دار المريخ للنشر ،سعودية ،0116 ،ص ص.06،05
4
المحاسبة المالية الفصل األول:
استخدام المحاسبة على المؤسسات التجارية والصناعية والمالية ولكنها امتدت إلى المؤسسات
الحكومية والجمعيات واألندية وغيرها مما أدى إلى تعدد فروع علم المحاسبة(. )1
رابعا :المحاسبة من 0591حتى الوقت الحاضر:
تطورت المحاسبة حيث أصبحت بمثابة نظام كامل للمعلومات ولم يعد ينظر إليها على أنها مجرد
فن ولكنها تعتبر أيضا علم مثل باقي العلوم االجتماعية األخرى وقد تم تكوين الكثير من مجالس
ومعايير المحاسبة بهدف إصدار إيضاحات عن مفاهيم ومعايير المحاسبة في كل البلدان بهدف عمل
توافق وتجانس فيما بين أساليب وممارسات المحاسبة في البلدان األعضاء ،وخالل السبعينات ثم
التوصل إلي أن المؤسسات ليس لها أثار اقتصادية فحسب بل لها أيضا تأثيرات اجتماعية على
العاملين والمجتمع والمستهلك والبيئة ،األمر الذي أدي إلى تطور المحاسبة االجتماعية للمؤسسة أو ما
يطلق عليه بمحاسبة المسؤولية االجتماعية أو المحاسبة والمساءلة عن األداء وتحول بذلك التركيز من
المحاسبة عن اإليرادات والمصروفات إلى الموازنة بين التكلفة والعائد ،كذلك فقد تطورت المحاسبة عن
الموارد البشرية كجزء من قياس األداء االجتماعي للمؤسسة وأصبحت فرعا قائما بذاته ،وأثناء
السبعينات والثمانيات فقد احدث استخدام الكمبيوتر ثورة في نظم وأساليب المحاسبة وقد أصبحت
()2
. المحاسبة اآلن علم منهجي متعدد األبعاد
-1عليان الشريف ،فائق شقير ،وآخرون ،مبادئ المحاسبة المالية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،0111 ،ص
ص00،00
-2أمين السيد احمد لطفي ،نظرية المحاسبة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0115 ،ص ص.000 ،001
5
المحاسبة المالية الفصل األول:
عام 0111كشكل جديد للملكية ساهم في زيادة عدد الشركات ونمو حجمها وقد أدى انتشار شركات
()1
المساهمة إلى ظهور خاصيتين:
خاصية استمرار شركات المساهمة دون عمر محدود :وهذه الخاصية هي األساس الذي يقوم عليه
فرض استم اررية فن المحاسبة المالية.
خاصية الملكية الغائبة :أي انفصال الملكية عن اإلدارة ،وهذه الخاصية هي األساس الذي يقوم عليه
مفهوم الشخصية المعنوية ،وقد كان لهذه الخاصية تأثي ار كبي ار على تطوير الفكر المحاسبي ،وذلك
على الصعيدين:
-0الصعيـد العملـي :أثرت ظاهرة الملكية الغائبة تأثي ار كبي ار على المحاسبة ،فقد أظهرت أهمية الدور
المحاسبي في مجال تقييم اإلدارة وما يتطلبه ذلك من مقابلة اإليرادات بالمصروفات مما أدى إلى
تركيز االهتمام على قائمة الدخل بالدرجة األولى بدال من االهتمام بقائمة المركز المالي سابقا وانتشار
تطبيق مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات واعتماد نتيجة الدورة كمؤشر لتقييم كفاءة اإلدارة في استثمار
األموال الموكلة إليها ،وهكذا أصبحت الميزانية حلقة وصل بين قائمة الدخل للفترات المتعاقبة.
وتجدر اإلشارة أن جذور نظرية الوكالة تعود إلى تلك الفترة المرتبطة بانتشار شركات المساهمة فقد
اعتبرت اإلدارة وكيال عن المالك المساهمين يقوم بإدارة المؤسسة لمصلحتهم ويرغب في إظهار مدى
نجاحه في المهمة الموكلة إليه عن طريق تعظيم األرباح المعلن عنها في القوائم المالية ،إن توكيل
اإلدارة بالتصرف بالموارد االقتصادية المتاحة للمؤسسة واتخاذ الق اررات نيابة عن المساهمين المالك
وهذا قد أعطى اإلدارة السيطرة الكاملة على شكل ومضمون القوائم المالية واإلفصاح المحاسبي ،ولقد
أدى هذا الوضع إلى اعتماد حلول خاصة متحيزة تخدم مصالح اإلدارة ،كلما أمكن ذلك وايجاد حلول
للمشاكل الملحة فقط (.)2
()3
وان االعتماد على مبادرة اإلدارة في إيجاد حلول للمشاكل كانت له نتائج منها:
-0افتقار غالبية الممارسات المحاسبية إلى الخلفية النظرية ،وهذا بسبب السمة العملية للحلول المعتمدة.
-0التركيز على الدخل الخاضع للضريبة ،بما يؤدي إلى تدنية ضريبة الدخل
-0تجنب معالجة المشكالت المعقدة واختيار الحلول النفعية.
-0اعتماد حلول وممارسات مختلفة لنفس المشكلة في مؤسسات مختلفة.
-1أمين السيد أحمد لطفي ،نظرية المحاسبة من منظور التوافق الدولي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ، 2006 ،ص.011
-2رضوان حلوة حنان ،تطور الفكر المحاسبي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،0111 ،ص.16
-3أمين السيد احمد لطفي ،نظرية المحاسبة ،مرجع سابق ،ص.010
6
المحاسبة المالية الفصل األول:
-2الصعيد األكاديمي ''النظري'' :كمحاولة للتأهيل العلمي للمحاسبة في تلك المرحلة تم نشر كتاب
«نظرية المحاسبة» عام 0100والذي كان أول محاولة علمية متكاملة لبناء نظرية المحاسبة وفق
()1
المنهج االستنباطي حيث تم تحديد ستة فروض محاسبة أساسية هي:
-0الوحدة المحاسبية ،ويقصد بها وجود شخصية معنوية للمؤسسة مستقلة عن شخصية المالك.
-0االستم اررية أي ال توجد نية لتصفية الشركة.
-0معادلة الميزانية والتي تعتمد على فرض التوازن التام ،هو جوهر تطبيق القيد المزدوج .
-0عدم تغير وحدة القياس النقدي أو ما يعرف بفرقي ثبات وحدة القياس النقدي .
-5التصادق أو تتبع التكلفة :حيث يتم إثبات األصل محاسبيا علي أساس تكلفة شرائه أما في المؤسسات
الصناعية فيتم االعتماد علي مفهوم تتبع التكلفة حيث يعتبر األساس الضروري لنظام محاسبة
التكاليف.
-6استحقاق المصروفات وتحقيق اإليرادات ويتم تطبيق مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات لتحديد نتيجة
النشاط من ربح أو خسارة.
ثانيـا :مرحلة مساهمة المجمعات المحاسبية( :) 0591 – 0511
في عام 0101أصاب النظام الرأسمالي العالمي أزمة كساد عامة سميت باألزمة االقتصادية الكبرى
أدت إلي إفالس الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم لحساب المؤسسات الكبيرة والتي
أخذت تسيطر وتحتكر األسواق ،وخوفا من اإلفالس دفع هذا الوضع المؤسسات إلى مزيد من
االقت ارض وتقديم قوائم مالية مغايرة للواقع بإتباع إجراءات وسياسات محاسبية تؤدى إلي رفع قيمة
األصول وزيادة األرباح صوريا ،وهكذا تضررت مصالح المقرضين والمساهمين .مما دفعهم إلى
القضاء لمسألة اإلدارة أو المحاسب أو المدقق ،وكانت أحكام القضاء تصدر ضد مدقق الحسابات أو
المحاسب أو اإلدارة دفاعا عن مصالح المجتمع االستثماري المالي ودرء الغش والتالعب.
ونتيجة لذلك طلب من الدولة التدخل لتنظيم المبادئ المحاسبية وحماية المجتمع االستثماري بوضع
مبادئ تلزم اإلدارة وتحمي المحاسب والمدقق في مختلف الشركات من ضغوطات اإلدارة بهدف الحد
من حريتها في اختيار الممارسات المحاسبية البديلة التي تخدم مصلحتها(.)2
المبادئ المحاسبة والمعهد األمريكي للمحاسبين القانونين :AICPA :قام المعهد األمريكي للمحاسبين
القانونين بتكوين لجنة بهدف وضع مبادئ محاسبية مقبولة ،ويمثل بيان 0100أول وثيقة لتطوير
المبادئ المحاسبية المقبولة عموما حيث اتبع منهجا وصفيا للمبادئ المحاسبية السائدة .
()1
أما أهم المبادئ المحاسبية الصادر في هذا البيان هي:
قاعدة تحقيق اإليراد بالبيع.
قاعدة عدم جواز إضافة المكاسب الرأسمالية إلي قائمة الدخل ،إي عدم إضافة المكاسب الرأسمالية إلى
أرباح العمليات العادية للمؤسسة.
ال يجوز احتساب أرباح لألسهم أو فوائد للسندات المملوكة والعائدة للمؤسسة نفسها وعرضها دائنة في
حساب األرباح والخسائر.
يجب استبعاد أوراق القبض الموقعة من موظفي المؤسسة أو الموقعة من المؤسسات تابعة واظهارها
كمفردة مستقلة.
وقد أطلقت اللجنة على مبادئ 0100السابقة مصطلح «المبادئ المحاسبية المقبولة» (.)AAP
في عام 0106اعتمد المعهد مصطلح «المبادئ المحاسبية المقبولة عموما»( )GAAPبهدف توحيد
الممارسات العملية وجعلها تتالءم مع الظروف االقتصادية واالجتماعية المتغيرة .
في عام 0106كون المعهد لجنة اإلجراءات المحاسبية CAPبهدف تطبيق مجاالت االختالفات في
التقارير والقوائم المالية.
في عام 0101حلت محل لجنة اإلجراءات المحاسبة CAPلجنة جديدة باسم هيئة المبادئ المحاسبية
، (APB) Accounting principles Boardتهدف إلى تطوير وتوضيح مضمون المبادئ
المحاسبية المقبولة عموما.
وفي الفترة الواقعة بين 0160-0101نشرت هيئة المبادئ المحاسبية إصدار باسم " أراء هيئة المبادئ
المحاسبية" وهي حلول لمشاكل يواجهها المحاسبون أو تعديل ألراء سابقة صدرت عن لجنة اإلجراءات
المحاسبية.
ولقد وجهت انتقادات كثيرة إلى هيئة المبادئ المحاسبية ( )APBوأسلوب عملها ،حيث كان المعهد
يفتقر إلى إطار فلسفي متكامل لتصدي للمشاكل المختلفة ،ولهذا تم حل هيئة المبادئ المحاسبية
التابعة للمعهد في عام 0160وأنشئت هيئة معايير المحاسبة المالية" "FASBوبذلك تكون المحاسبة
قد دخلت مرحلة التسييس واصدار المعايير بدال من المبادئ.
ثالثـا :مرحلة التسييس:
إن فشل محاوالت المجمعات المهنية خالل الفترة ( )0160-0100في صياغة نظرية محاسبية
واستبعاد الممارسات المهنية غير المرغوبة السائدة في الحياة العملية والحد من إساءة استخدام وتطبيق
تلك الممارسات وبدائل القياس المحاسبي المتعددة والمتناقضة أحيانا أدى إلى حل هيئة المبادئ
المحاسبية APBالتابعة للمعهد األمريكي AICPAوانشاء هيئة معايير المحاسبة المالية FASBفي
عام .0160
وقد اعتمد مجلس معايير المحاسبة المالية بصورة أكثر من الهيئات واللجان السابقة مدخال علميا
استنباطيا استقرائيا ،كما جعلت عملية التنظيم المحاسبي ووضع المعايير ذات طابع سياسي واجتماعي
خاصة بعد االنتقادات المكثفة ضد تحيز وخضوع هيئة المبادئ المحاسبية APBالتابعة للمجمع
األمريكي AICPAلضغوط مكاتب المراجعة المسيطرة في الواليات المتحدة المعروفة بمكاتب الثمانية
الكبار.The Big eight
-عند إنشاء مجلس معايير المحاسبة المالية سنة 0160كان غياب نظرية المحاسبة واضحا لجميع
الجهات المعنية كما لوحظ ذلك في أمر تكليف المجلس فبدال من التكليف بمهمة تحديد الفروض
والمبادئ العلمية كما كان ذلك بالنسبة لهيئة المبادئ المحاسبية APBكانت المهمة الموكلة إليه
()1
ذات شقين:
* تكوين اإلطار المفاهيمي لنظرية المحاسبة.
* إصدار معايير التطبيق العملي.
أي أن االهتمام قد تحول من تحديد الفروض والمبادئ المحاسبية إلى تحديد األهداف والمفاهيم
والمعايير.
-الشق األول :تكوين اإلطار المفاهيمي لنظرية المحاسبة :لقد حققت هيئة معايير المحاسبة المالية
بالنسبة لإلطار المفاهيمي نشاطا علميا وانتاجا متميزا ،وقدمت بذلك قاعدة هامة لتطوير نظرية
المحاسبة ،إذ صدر عن الهيئة بين 0185-0168ستة تقارير كما صدرت سنة 0111القرار
السابع.
-الشق الثاني :إصدار معايير التطبيق العملي :لقد حققت هيئة معايير المحاسبة المالية نجاحا
ملحوظا أيضا بالنسبة لمعايير التطبيق العملي ،فقد صدر عن الهيئة حتى "000" 0115معيا ار
محاسبيا تناولت المبادئ السابقة بالتعديل واعادة الصياغة والتوضيح .
-1حيدر محمد علي بن عطا ،مقدمة في نظرية المحاسبة والمراجعة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،0116،ص .01
-2نفس المرجع ،ص .01
10
المحاسبة المالية الفصل األول:
-1محمد المبروك أبو زيد ،المحاسبة الدولية وانعكاساتها على الدول العربية ،اتراك للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة،0115 ،
ص ص.50 -08
11
المحاسبة المالية الفصل األول:
ظهرت كنتيجة لعدم الرضا عن الوضع الجاري للمحاسبة "كما هو مطبق" وفي بعض األحيان من
فشل المحاسبة في أن تأخذ بعين االعتبار التغيرات الجديدة في البيئة ،ويعتبر التغير في المستوى العام
لألسعار احد هذه األمثلة.
وعليه ومن خالل ما سبق يمكن القول أن المحاسبة لم تتطور كعلم مجرد ولكن استجابة للعوامل
االقتصادية واالجتماعية بالدول المطبقة بها.
-1المحاسبـة عـلم أم فـن :يمكن تقسيم آراء المهتمين بالمحاسبة حول طبيعتها العلمية إلى ثالثة
اتجاهات رئيسية:
االتجاه األول :يعتبر أصحاب هذا اتجاه المحاسبة فنا يخدم إجراءات التطبيق العملي ويعارضون
اعتبارها علما له مجاله وأهدافه وفروضه ومفاهيمه ومبادئه ويرون أن البحث في فلسفة المحاسبة ما
هو إال مضيعة للوقت ،وال يفيد في تطوير المحاسبة وان تطويرها يتم بفعل عوامل اقتصادية وقانونية
وادارية ال تملك المحاسبة إال أن تلبي حاجاتها.
كما أن تطور المحاسبة في نهاية القرن التاسع عشر قد أيدى موقف اعتبارها فنا ،وان الحياة العملية
وضرورياتها هي التي تملي اإلجراءات المحاسبية وتحدد اتجاه التطور ،ومما ساعد أيضا في انتشار
فكرة إن المحاسبة فن هو تعريفها سنة 0150من قبل المعهد األمريكي للمحاسبين القانونيين
( )AICPAبحيث عرفها كما يلي :
« المحاسبة هي فن تسجيل وتبويب وتلخيص العمليات واألحداث االقتصادية» (.)1
االتجاه الثاني :يمثله أصحاب الرأي القائل أن المحاسبة هي علم يتكون من مستويات متعددة من
التجريدات والتعميمات ،وانه البد من متابعة البحث من اجل تطوير نظرية المحاسبة.
االتجاه الثالث :وهو الذي يأخذ موقفا وسطا حيث يرون أن المحاسبة علما وفنا في آن واحد ،وانه ال
يمكن الفصل بين العلم والفن ،فكل علم قد ولد من فن مقابل له ،وان المحاسبة قد ولدت نتيجة الفن
والممارسة العملية ،وقد أصبحت المحاسبة اليوم علم مستقل له فروضه ومبادئه حيث تعرف المحاسبة
بأنها« :علم وفن يختص بتسجيل وتبويب وتلخيص األحداث المالية بصورة لها داللتها وأهميتها في
()2
ترشيد الق اررات على مختلف المستويات »
وقد ظهرت أيضا الدراسات واألبحاث التي تفسر الممارسات العلمية مثل دراسة مونتس 0160والتي
نشرت في سلسلة « دراسة في بحوث المحاسبة» عن المجمع األمريكي المحاسبين القانونين باسم
«المصادرات والفروض األساسية في المحاسبة».
ولقد كثرت هذه الدراسات التفسيرية في األدب المحاسبي المعاصر خاصة في عقود األخيرة بسبب
الجهود المبذولة من قبل فالسفة المحاسبة من اجل وضع إطار نظري يفسر إجراءات التطبيق العملي
ويعمل على تطويرها حتى تتمكن المحاسبة من التصدي للتحديات الكبيرة التي تواجهها.
ثالثا :مرحلة التنبؤ والتحقق من صحة الفروض
يرفض الكثير من كتاب المحاسبة التقليديين فكرة أن المحاسبة تقدم أي نوع من أنواع التنبؤات منطلقين
من أن المحاسبة تهتم باألحداث االقتصادية التي تحدث في الماضي فقط ومما ال شك فيه أن
المعلومات التاريخية التي يعرضها المحاسب تقدم لفئات مختلفة التخاذ الق اررات ،وان هذه الق اررات
تتعلق بتحديد سياساتهم في المستقبل ،إذ ال يمكن اتخاذ قرار دون تنبؤ ،بمعنى أن هذا المعلومات حتى
لو كانت تاريخية فإنها تعتمد أساسا في التنبؤ واال فقدت أهميتها ولما نشأت الحاجة إلى نشرها.
رابعا :مرحلة وضع النظرية
تهدف النظرية المحاسبية إلى تقديم أساس لتفسير اإلحداث والسلوك المحاسبي والتنبؤ بها ضمن
إطار نظري شامل لمجموعة الفروض والمبادئ المحاسبية ،ونظرية المحاسبة معنية بوضع مجموعة
من المفاهيم المترابطة التي تمثل رؤية منظمة للظواهر واإلحداث االقتصادية وتحديد العالقات من
وال توجد نظرية محاسبية عامة خالل متغيرات بهدف التفسير والتنبؤ بتلك الظواهر واإلحداث،
وشاملة ،كما أن هناك مداخل مختلفة للنظرية المحاسبية ،ولم تنجح المحاوالت لتكوين نظرية محاسبية
مقبولة ومتعارف عليها عموما بسبب وجود اقتراحات ومنهجيات مختلفة ومستخدمين متعددين .
كما يعتبر مصطلح النظرية جديدا في أدبيات المحاسبة مقارنة بقدم الممارسة المحاسبية ويرجع
استخدامه أساسا لظهور أفكار معرفية تم بناءها من قبل الباحثين في ميدان المحاسبة رغبة في إلحاق
الممارسة المحاسبية بإطار نظري علمي قادر علي توجيهها بالشكل الذي يضمن للمحاسبة استقالليتها،
وقدرتها علي مسايرة التحوالت االقتصادية واالجتماعية في محيط المؤسسة .وتوالت األبحاث من ذلك
الوقت ونتج عنها عدة نظريات خدمت في مجملها المحاسبة كموضوع قابل للبحث والتطور ،يمكن
()1
تصنيف نظريات المحاسبة إلي ثالثة مجموعات كبرى هي:
-0النظرية الوصفية ) :(Descriptivesتهدف هذه النظريات إلي وصف الممارسات المحاسبية من
خالل شرح المبادئ المحاسبية ،وازالة كل لبس أو غموض عنها وتعتبر نتائج البحث ذات الطابع
البيداغوجي ،الذي له تأثير ايجابي مع ممارسات المحاسبية من خالل إمداد الممارسين الجدد من
أصحاب المهن المحاسبية بالتطور الذي يساعدهم في أداء مهامهم على أحسن وجه.
-0النظرية المعيارية ( :)Normativesوهي النظريات التى جاءت لتصبح دليال للممارسة المحاسبية،
وخدمة لوظيفة التنظيم والتأطير والتوضيح ،انطالقا من وضعية نقد للممارسة المحاسبية ،وتجد هذه
النظريات امتداد لها في األطر التطورية للمحاسبة.
-0النظريات التفسيرية ( :)Explicativesتهتم هذه النظريات بتفسير أو تحليل السلوكيات أو التطبيقات
المحاسبية ،باعتبارها موضوع بحث وتنظير وتصنف النظريات التفسيرية ،النظرية الموجبة للمحاسبة
( ) La théorie positive de comptabilitéوالتي ترسى بناءا على الممارسة المحاسبة مجموعة
من القواعد السلوكية التي ثم تأكيدها علميا ،مكونة بذلك نظرية عامة إلعداد القوائم المالية من طرف
المؤسسة.
ثانيــا :أهمية وجود نظرية للمحاسبة
لم تظهر أهمية المحاسبة لمستخدميها بشكل فعال إال بعد ظهور األصول العلمية المرتبطة بتطبيقاتها
()2
ويبرز ذلك من خالل:
-ضرورة وجود إطار للنظرية العامة للمحاسبة كعلم.
-تساهم النظرية في تحقيق الصفة الموضوعية في البيانات والمعلومات التي تظهرها المحاسبة.
-1مدانى بالغيث ،أهمية إصالح النظام المحاسبي للمؤسسات في ظل إعمال التوحيد الدولية ،أطروحة دكتوراه،غير منشورة،
جامعة الجزائر ، 0110،ص.08
-2كتوش عاشور ،بلعزوز بن علي ،المحاسبة العامة والمعايير الدولية للمحاسبة والمعلومة المالية ( ، )IAS/IFRSالمتلقي
الدولي األول :حول النظام المحاسبي المالي والمعايير المحاسبية الدولية المركز الجامعي الوادي ،يومي 06و. 0101/10/08
15
المحاسبة المالية الفصل األول:
-وجود هذه النظرية بما تتضمنه من فروض ومبادئ علمية يؤدي إلي تحقيق كيان ملموس
للمحاسبة بدال من إن تكون مجرد وسليه للتسجيل والتبويب والعرض.
-إن ما تتضمنه هذه النظرية من مبادئ وفروض ،يعتبر األساس الذي يتعمد عليه في االختيار بين
األنظمة والسبل البديلة عند االستخدام في التطبيق العملي.
-تساعد النظرية علي تحديد المجاالت األساسية للعلم وبحوثه التطبيقية وعالقته بغيره من العلوم.
-تساهم النظرية في تلخيص النتائج التي تسفر عنها البحوث العلمية والتوفيق بينها .واتباعا لهذه
األهمية لوجود نظرية عامة للمحاسبة وجب االهتمام الخاص والمستمر من قبل المحاسبين لتأكيد
أهمية هذا االستمرار مستقبال واثبات وجودهم.
ثالثــا :مناهج البحث في النظرية المحاسبية
اختلف المفكرون في موضوع مناهج البحث في العلوم اإلنسانية ،فمنهم من نادى بضرورة تطبيق
مناهج العلوم الطبيعية ،ومنهم من يرى صعوبة هذا األمر وبالتالي صعوبة الوصول إلى قوانين للعلوم
اإلنسانية في دقة القوانين الطبيعية.
والمحاسبة باعتبارها علم إنساني اجتماعي بدأت في التطور باستخدامها لألساليب الكمية ،وبحوث
العلميات كوسيلة إلجراء هذا التطور إلى جانب دراسة السلوك اإلنساني فهي اقرب إلى العلوم
اإلنسانية ،ولذلك نجد الباحثين في المجال المحاسبة يستخدمون كال من المنهج االستنباطي الذي
يعتمد على التسلسل المنطقي من الفروض المسلم بها ،إلى استنتاجات معينة تؤدي إلى تكوين نظريات
خاصة محددة المعالم تفسر أوضاعا خاصة ،وكذلك المنهج االستقرائي الذي يقوم على استنتاج معالم
وحقائق عامة من واقع مفردات معنية ،أي نتيجة البحث فيه من الخاص إلي العام (.)1
-1عبد الستار الكبيسي ،الشامل في مبادئ المحاسبة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،0118 ،ص ص.01-06
17
المحاسبة المالية الفصل األول:
-0تأثير جل القطاعات بالمعلومات المحاسبية ،وبروز أهميتها في توجيه سلوك تلك القطاعات ،واتسع
بذلك االهتمام بالمحاسبة لتقوم بخدمة المجتمع ككل حتى ظهر ما يعرف بالمحاسبة عن المسؤولية
االجتماعية ،لتلبي التقارير المحاسبية حاجات كافة الفئات في المجتمع.
-من خالل ما سبق يتضح لنا أن المحاسبة لم تقتصر على الوظائف األساسية التالية:
التسجيل :حيث يتم تسجيل كافة العمليات وعلى أساس أدلة موضوعية قابلة لتحقق والتدقيق.
التبويب :إي تبويب البيانات على شكل مجموعات متجانسة « دليل الحسابات».
القياس :وذلك لتوضيح اثر كل عملية مالية على نتيجة المؤسسة أو تكاليف المنتوجات وغيرها.
عرض النتائج وتفسيرها :وذلك وفقا للمبادئ المحاسبية المقبولة عموما وبالتالي فالمحاسبة لم تقتصر
على ذلك فحسب بل أصبحت أداة لخدمة المؤسسة االقتصادية والمجتمع ككل وذلك من خالل كونها
()1
أداة:
-لقياس األداء واإلنتاجية وزيادتها في المؤسسة.
-التخطيط والرقابة وتقيم األداء.
-االتصال حيث أن المحاسبة هي اللغة التي تضمن وظيفة االتصال
ثانيــا :تطور تعريف المحاسبة
إن المحاسبة كعلم اجتماعي تتفاعل مع الحاجات والظروف االقتصادية واالجتماعية والقانونية
()2
السائدة في كل عصر ،لذلك فإن تعريفها مر بمراحل من التطور كما يلي:
-في نهاية العصور الوسطى وعند انتشار الرأسمالية التجارية كانت المحاسبة في خدمة أصحاب
المشروع الفردي ،وظيفتها تسجيل دائنية ومديونية صاحب المؤسسة وتحديد نتائج أعماله في نهاية
فترات زمنية معينة ،أي أن المحاسبة كانت تقوم بوظيفة الحراسة على أموال صاحب المشروع وسميت
بذلك بمحاسبة الحراسة.
-في عصر النهضة ومع ظهور الثورة الصناعية التي أدت إلى زيادة حجم المشاريع وانتشار شركات
المساهمة وما نتج عنه من فصل الملكية عن اإلدارة توسعت مهام المحاسبة لتقف في خدمة
المساهمين المستثمرين وأصحاب المصالح في المؤسسة ،أي أن المحاسبة لم تعد بياناتها توجه إلى
المسؤولين داخل المؤسسة فحسب بل أصبحت تنشر حساباتها ونتائج أعمالها للمجتمع المالي
واالستثماري ،للمهتمين من خارج المؤسسة من مساهمين ومصارف ومستثمرين.
1
-Anne Lyse Blandin, Marie Amélie Deysine, ANNE Marie Lavigne, Comptabilité, 34e édition,
éditions Francis Lefebvre, FANCE, 2014, p56 .
-2رضوان حلوة حنان ،مرجع سابق ،ص ص.088 ،086
18
المحاسبة المالية الفصل األول:
-ونتيجة لتقدم التكنولوجيا وزيادة تعقيد العملية اإلنتاجية انفصلت أماكن اإلدارة عن أماكن اإلنتاج
وأصبح من غير الممكن اإلشراف المباشر علي التنفيذ ،األمر الذي وضع المحاسبة أمام مهام جديدة
أال وهي تزويد اإلدارة بمؤشرات ومعايير وبيانات تساعد في تقييم األعمال المنجزة وتخطيط اإلنتاج
ومحاسبة المسؤولين وتقييم أدائهم.
ونظر للطبيعة الخدمية لنشاط مهنة المحاسبة تطورت وظائفها بتطور الظروف االقتصادية وانعكس
ا -
()1
هذا التطور على تعريفات المحاسبة نفسها وذلك كما يلي:
في عام 0101أصدرت الجمعية األمريكية للمحاسبين القانونين ( )AAAأول تعريف للمحاسبة حيث
عرفتها بأنها « :نظام يختص بتحليل وتسجيل تبويب العمليات المالية التي تحدث في الوحدة
االقتصادية وذلك بقصد تحديد نتيجة أعمال هذه الوحدة عن فترة مالية معينة و تحديد مركزها المالي
في نهاية هذه الفترة » .
أما التعريف الثاني للمحاسبة فقد صدر عام 0150عن المعهد األمريكي للمحاسبين القانونين
( )AICBAوالذي عرفها على أنها « :فن يختص بتسجيل وتصنيف ثم تلخيص ،ما يحدث في
المؤسسة من عمليات مالية والتي هي ذات طبيعة مالية ومن ثم تفسير تلك العمليات ».
وفى عام 0161اصدر نفس المعهد ( )AICBAتعريفا أخر للمحاسبة ليتناسب مع تطور دورها
الوظيفي كنظام للمعلومات حيث اعتبر المحاسبة بأنها « :نشاط خدمي وظيفته األساسية توفير
معلومات كمية ( ذات طبيعة مالية بشكل أساسي) عن المؤسسة االقتصادية وذلك بقصد استخدام تلك
المعلومات في اتخاذ ق اررات اقتصادية تتمحور حول المفاضلة بين العديد من بدائل العمل المتاحة».
وفي 0110عرفت المحاسبة بأنها « :نظام للمعلومات يختص بقياس ،ومعالجة ثم إيصال المعلومات
المالية عن المؤسسة لألطراف ذات المصلحة وذلك كي تستفيد من تلك المعلومات في اتخاذ ق اررات
رشيدة » وهذا التعريف يوضح صراحة دورها المعاصر كنظام للمعلومات.
ثالثا :المحاسبة كعلم :لكل علم أهداف ومفاهيم ومبادئ وفرضيات وطرق واجراءات ،والمحاسبة كعلم
تطبيقي ووظيفة خدمية اجتماعية تأخذ بالمنحى العلمي بالصورة اآلتية:
أهداف المحاسبـة المالية :أن الهدف األساسي للمحاسبة المالية هو التعرف على نتيجة
()2
النشاط من ربح أو خسارة هذا باإلضافة إلى تحقيق أهداف عديدة منها:
-0تسجيل جميع العمليات المالية التي في المؤسسة عند حدوثها مباشرة ووفق تسلسل زمني بهدف الرجوع
إليها عند الحاجة.
-0تبويب وتصنيف العمليات المالية بهدف التعرف على مديونية ودانية المؤسسة ومعرفة مالها من أصول
وما عليها من التزامات .استخراج نتيجة نشاط المؤسسة وبيان مركزها المالي للتعريف على الموجودات
-1محمد مطر ،مبادئ المحاسبة المالية،ج 0وج ،0ط ،0دار وائل للنشر والتوزيع ،األردن ،0116،ص ص.06، 05
-2حسام الدين مصطفى ،وليد زكرياء صيام ،عبد الناصر إبراهيم نور ،مرجع سابق ،ص. 06
19
المحاسبة المالية الفصل األول:
والتزامات المؤسسة وما ط أر عليها من تغير منذ نهاية الفترة المالية السابقة وحتى تاريخ إعداد قائمة
المركز المالي الجديدة.
-0مساعدة اإلدارة في اتخاذ الق اررات السليمة ورسم السياسات المستقبلية وهذا من خالل التقارير المالية
التي تقدمها المحاسبة إلدارة المؤسسة.
-0توفير معلومات تخدم أغراض فئات من داخل المؤسسة وأخري من خارجها كالعاملين والمالك الحاليين
والمتوقعين والجهات الحكومية وغيرها.
المفاهيم المحاسبية :تتضمن المفاهيم المفردات والمصطالحات التي تستخدم ،في حقل المحاسبة
على وجه الخصوص وما يعنيه كل مفهوم ،والمفهوم هو تعبير بين بذاته وال يحتاج إلى تفسير أو
شرح في كل مرة ويستخدم للداللة على األشياء أو أحداث مالية تساهم في تحقيق أهداف المحاسبة
()1
وهذه المفاهيم هي:
-0الموجودات (األصول) :وتتمثل في الموارد االقتصادية المملوكة من قبل المؤسسة تستخدم في تنفيذ
وانجاز أعمال المؤسسة وهذه الموارد تقدم خدمات خالل عمرها اإلنتاجي تستفيد منها المؤسسة في
تحقيق إيرادات ومن هذه الموجودات مثال :المباني ،السيارات ،البضائع ،النقود ... ،الخ.
-0المطلوبات ( التزامات ) :وهي ديون على المؤسسة من قبل الغير وعليها أن تسددها وهذه الديون
نشأت عن عمليات أو أحداث ولم تدفع ثمنها فو ار بل سيتم دفع مستقبال.
-0األموال الخاصة :تعني األموال الموضوعة من طرف المالك عند التأسيس أو خالل دورة حياة
المؤسسة وهي نتيجة لتحويل األموال من المالك إلى المؤسسة
()2
كما أن األموال الخاصة تكون نتيجة الفرق بين األصول والخصوم ،وتمثل القيمة الحقيقية للمؤسسة
()3
باإلضافة إلى بعض المفاهيم المحاسبية والمتمثلة في:
-0اإليرادات :وتتمثل في التدفقات الداخلة إلى المؤسسة أو أي زيادة في أصولها أو نقص في خصوصها
أو كليهما معا.
-5المصروفات :تدفقات خارجة من المؤسسة أو أي نقص في أصولها أو زيادة في خصوصها (أو كليهما
معا) من اجل الحصول على اإليرادات مثل :شراء موجودات أو مواد أولية أو أجور العاملين ...الخ.
-6المسحوبات :وهى المبالغ أو السلع التجارية التي يأخذها المالك من المؤسسة الستخدامها الشخصي
وتسجل هذه المسحوبات كتخفيض مباشر في حقوق الملكية.
1
-Philippe Dessertine, Patrick Provillard, Comptabilité, 2e édition, Person Education, France,
2008,p52.
2
-Wolfgang Dick, Franck Missonier-Piera, Comptabilité Financier en IFRS , 2e édition, Person
Education, France,2009,p4.
-3طالل الججاوي ،ريان نعوم ،مرجع سابق ،ص ص .00،00
20
المحاسبة المالية الفصل األول:
-6الدخل ( ربح /خسارة ) :يمثل الفرق بين اإليرادات والمصروفات فإذا كانت اإليرادات اكبر من
المصروفات كان ربحا ،و إذا كانت المصروفات اكبر من اإليرادات كانت خسارة.
-1رضوان حلوة حنان ،أسامة الحارس ،ميسون قولى ،فواز الدين أبو جاموس ،أسس المحاسبة المالية "قياس بنود قائمة المركز
المالي" ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،0110 ،ص.00
-2بن ربيع حنيفة ،الواضح في المحاسبة المالية وفق المعايير الدولية ،دار هومة ،الجزائر ،0101 ،ص ص.01-08
-3رضوان حلوة ،أسامة الحارس ،فواز الدين أبو جاموس ،أسس المحاسبة المالية ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،0110 ،ص
ص.56،56
21
المحاسبة المالية الفصل األول:
-أنها تفترض ثبات واستقرار وحدة القياس النقدي ،وبذلك تتجاهل اثر تغيرات القوة الشرائية ،أي اثر
ارتفاع وانخفاض األسعار.
ويمثل فرض وحدة القياس النقدي أساسا جوهريا الشتقاق مبدأ التكلفة التاريخية ،الذي يعد أهم المبادئ
المحاسبية المقبولة عموما في الحياة العملية لدى المحاسبين والمدققين.
ثانيا :المبـادئ المحاسبيــة
تمثل المبادئ المحاسبية القواعد التي تحكم الطرق واإلجراءات المتبعة في إثبات العمليات المالية وفي
إعداد القوائم والتقارير المالية.
وهناك أربعة مبادئ رئيسية في المحاسبة المالية تعتبر بمثابة مرشدا للمحاسب في تسجيله للعمليات
المالية واإلفصاح عن أثرها في القوائم المالية وهي:
-مبدأ التكلفة التاريخية :تعبر التكلفة التاريخية عن سعر السوق الفعلي في تاريخ الحيازة ألنها نتجت
عن عملية تبادل تمت فعال بين المؤسسة وأطراف خارجية.)1(.
-مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات :يعني تحديد نتيجة النشاط من ربح أو خسارة بصورة دورية.
فقياس الربح يقوم على أساس الفرق بين إجمالي اإليرادات واجمالي المصروفات المقابلة لتلك اإليرادات
في نفس الفترة ،كما أن تحديد اإليرادات والمصروفات خالل الفترة (سنة مثال) يتم على أساس
االستحقاق وليس على األساس النقدي ،ويقصد بأساس االستحقاق االعتراف باإليرادات الخاصة بالفترة
()2
المحاسبية مقبوضة أم مستحقة القبض ،والمصروفات مدفوعة أو مستحقة الدفع.
-مبدأ االعتراف باإليرادات :القاعدة التقليدية لالعتراف باإليراد ،هي أن اإليراد يتحقق عند البيع للغير
"التسليم" .وبذلك فالربح أيضا يتحقق بالبيع الفعلي للغير.
-وبناء على ذلك ال يجوز أن تقوم البضاعة المخزنة الباقية في أخر الفترة بثمن يزيد عن تكلفتها ،أي ال
يجوز االعتراف بأرباح لم تتحقق بعد(.)3
-مبدأ اإلفصاح التام :يتطلب هذا المبدأ من المحاسب أن يقوم باإلفصاح عن كل األحداث المالية
الخاصة بالمؤسسة خالل الفترة المالية بحيث ال يخفي أية معلومات مالية يمكن أن تضلل مستخدمي
القوائم المالية ،ومن القضايا التي تستدعي اإلفصاح الكامل ما يسمى بسياسة الحيطة والحذر أو
التحفظ والتي تتمثل في وجوب اخذ الخسائر المتوقعة في الحساب قبل وقوعها وتجاهل األرباح
المتوقعة إلى حين تحقيقها الفعلي ،وكذا تقييم مخزون البضائع في نهاية الفترة المحاسبية بسعر التكلفة
أو السوق أيهما اقل ،وكذلك تكوين المخصصات المختلفة(.)4
-1وصفى عبد الفتاح أبو المكارم ،المحاسبة المالية المتوسطة ،دار الجامعية الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،0111 ،ص.00
-2رضوان حلوة حنان ،أسامة الحارس،فواز أبو جاموس ،أسس المحاسبة المالية ،مرجع سابق ،ص ص.60 ،61
-رضوان حلوة حنان ،نزار فليح البداوي ،مبادئ المحاسبة المالية ،إثراء للنشر والتوزيع ،األردن،0111،ص.50
3
-حسام الدين مصطفى الخداش ،وليد زكريا صيام ،عبد الناصر إبراهيم نور ،مرجع سابق ،ص.01
4
22
المحاسبة المالية الفصل األول:
-1رضوان حلوة حنان ،أسامة الحارس ،ميسون قولى ،فواز الدين أبو جاموس ،أسس المحاسبة المالية "قياس بنود قائمة المركز
المالي" ،مرجع سابق ،ص .00
-2محمد مطر ،مرجع سابق ،ص ص.01 -06
23
المحاسبة المالية الفصل األول:
-وضع المعايير المالئمة لعناصر التكلفة باعتبارها مقاييس أو مؤشرات تستخدمها اإلدارة في مجاالت
التخطيط والرقابة وتقييم األداء.
-توفير المعلومات المالئمة لإلدارة في مجال اتخاذ الق اررات.
-1المحاسبة اإلدارية :يعتبر هذا النوع من المحاسبة مكمال إلغراض محاسبة التكاليف حيث نقوم بتوفير
المعلومات المحاسبية لإلدارة في مجال الرقابة والتخطيط والتقييم واتخاذ الق اررات.
-0المحاسبة الضريبية :تختص بحساب الدخل الخاضع للضريبة ،اعتمادا على القوانين واللوائح المطبقة
على األشخاص سواء كانوا طبيعيين أو معنويين ،وتشكل الضريبة مورد أساسي من موارد الخزينة.
-5المحاسبة الحكومية :وتختص بقياس نتائج عمليات المؤسسات الحكومية كالو ازرات والخزائن المركزية
وغيرها والتي ال تهدف إلى الربح ومن أهم أهدافها:
-توفير البيانات الالزمة لمتابعة تنفيذ الميزانية العامة للدولة.
-حصر واردات ونفقات المؤسسات الحكومية بما يسمح بمعرفة مركزها المالي للدولة في نهاية السنة
المالية.
-توفير البيانات التي تحتاجها مختلف المستويات اإلدارية لغرض اتخاذ الق اررات.
-6المحاسبة القومية :تختص بقياس الناتج القومي والدخل القومي ،مدي مساهمة كل قطاع من
القطاعات االقتصادية القومية في هذا الناتج.
-6المحاسبة االجتماعية :وهي فرع حديث نسبيا ويطلق عليها البعض أيضا مصطلح المحاسبة البيئية
وهي تعطى اهتماما خاصا للدور االجتماعي للمؤسسة والمتمثل فيما تقدمه من خدمات ومنافع للبيئة
المحيطة بها مقابل التكاليف االجتماعية التي تحملها لتلك البيئة ،لذا تدعو إلى نشر تقارير اجتماعية
مثل :مساهمتها في تحويل البرامج االجتماعية وتجميل البيئة ،مكافحة التلوث البيئي والتدريب
الوظيفي...،الخ وذلك مقابل تكاليف اجتماعية متمثلة في الموارد والمصادر الطبيعية التي تستخدمها
في تنفيذ أنشطتها االقتصادية.
24
المحاسبة المالية الفصل األول:
-وفي سنة 0160انعقد المؤتمر الدولي للمحاسبين في سيدني باستراليا ،حيث اتخذت فيه ق اررات هامة
وذلك بإنشاء هيئتين يمكن أن تكون لهما المقدرة على التعامل مع المشكالت المحاسبية الدولية
واالختالف بين المحاسبة التي تستخدمها البلدان المعتمدة ،حيث تم تأسيس لجنة معايير المحاسبة
الدولية " "IASCعام 0160وكذا االتحاد الدولي للمحاسبين " " IFACولقد تم إصدار أول معيار في
جويلية 0165وتم إلغاءه في سنة 0118واستبداله بمعيار القوائم المالية.
وعموما ال توجد فترة محددة إلصدار المعايير المحاسبية ،وانما يتم ذلك حسب الحاجة والمشاكل
المحاسبية المطروحة ،ويتم إعداد المعايير بعد الدراسات والمناقشات والتعليقات واالقتراحات ،ثم
المراجعة واالعتماد وبعد ذلك يتم تحديد سريان المعيار المحاسبي كما انه يمكن تعديل أو إلغاء أي
()1
معيار وذلك حسب تطور المحاسبة وحسب الضرورة وكذا العوامل المؤثرة على البيئة المحاسبية
ثالثا :أهمية المعايير المحاسبية وأهدافها
()2
* تتخلص أهمية إصدار المعايير المحاسبية فيما يلي:
جاءت المعايير الدولية لكي تالئم ظروف المحاسبة في كل بلد من بلدان المشتركة في العضوية.
جاءت لكي تقرب وجهات نظر المنظمات المحاسبية من خالل:
-توحيد الطرق التي يتم بها تحديد وقياس األحداث المالية المتشابهة.
-إيصال النتائج إلى مستخدمي القوائم المالية الداخليين والخارجيين.
أوصت اللجنة بااللتزام بالمعايير الدولية واذا لم تكن تتالءم ،فان المعايير المحاسبية المحلية هي التي
يعمل بها.
إن االلتزام بالمعايير المحاسبية الدولية سوف يساعد في فهم القوائم المالية المعلنة في الخارج.
االستفادة من المعاير المحاسبية الدولية لغرض البحث والمقارنة من قبل االستشاريين األكاديميين
والمهتمين في هذا المجال.
تساعد الدولة إلى األخذ بما يالئمها والقيام بإصدار المعايير التي تالئم وضعها المحاسبي.
-1شعيب شنوف ،محاسبة المؤسسة طبقا للمعايير المحاسبية الدولية ،مكتبة الشركة الجزائرية بوداود ،الجزائر ،ص ص-008
.000
-2حكمت أحمد الراوي ،المحاسبة الدولية ،دار حنين ،عمان ،0115 ،ص.50
26
المحاسبة المالية الفصل األول:
()1
* واهم أهداف إصدار المعايير المحاسبية الدولية ما يلي:
أوال :إعداد ونشر المعايير المحاسبية التي يتم االسترشاد بها عند إعداد وتجهيز القوائم والبيانات
المالية بما يحقق المصلحة العامة مع العمل على قبول الدولي لهذه المعايير وتطبيقها عالميا.
ثانيا :العمل على التحسين والتنسيق بين األنظمة والقواعد واإلجراءات المحاسبية المرتبطة بإعداد
وعرض القوائم المالية.
ويتم تحقيق الهدفين السابقين من خالل أعضاء اللجنة واللذين يعملون على إصدار ونشر المعايير
المحاسبية الدولية بالدول التي ينتمون إليها وان يبذلوا عنايتهم الخاصة لتحقيق ما يلي :
-0التأكد من أن القوائم المالية المنشورة قد أعدت وعرضت بما يتفق مع معايير المحاسبية الدولية
-0إقناع الحكومات والشركات والجهات المعنية بوضع المعايير المحاسبية بااللتزام بمعايير المحاسبية
الدولية .
-0إقناع الهيئات الرسمية المشرفة على أسواق المال والمنظمات التجارية والصناعية بضرورة إلزام
الوحدات الخاضعة إلشرافها أو التابعة لها بتطبيق معايير المحاسبة الدولية مع اإلفصاح على مدى
تنفيذ هذا االلتزام.
-إقناع مراجعي الحسابات الخارجين بالتحقق من مدى قيام الشركات بإتباع معايير المحاسبة الدولية
عند إعداد وتجهيز القوائم والبيانات المالية.
-ولقد اكتسبت لجنة معايير المحاسبة الدولية اعترافا واسعا بأهميتها مما أدي في عام 0180إلى
انضمام كل الهيئات المحاسبية المهنية التي كانت عضوا في االتحاد الدولي ،وقد قامت اللجنة
بإصدار 00معيا ار دوليا قبل أن يتم إعادة هيكلتها(.)1
-وتحصل اللجنة على إيراداتها من بيع منشوراتها كما تتلقي دعما ماليا من االتحاد الدولي للمحاسبين
وبعض المنظمات المحاسبية والشركات والمؤسسات ومنشات التدقيق الكبرى.
وقد أسست اللجنة في عام 0115المجلس االستشاري الدولي ويتخلص دوره في تعزيز قبول معايير
المحاسبة الدولية وتعزيز مصداقية عمل اللجنة عموما ،كما يعمل المجلس في بيئة تشجع على تقديم
المقترحات التي تضمن تحديث المعايير القائمة أو إصدار معايير جديدة ،مما يضمن جعل المعايير
المحاسبية الدولية معايير عالية الجودة.
-ومن حين ألخر قد يقرر المجلس إحداث لجنة توجهيه لتدرس فيما إذا كان من الواجب تعديل معايير
المحاسبة الدولية الحالية كي تأخذ التطورات المستجدة باالعتبار ،أما التنقيحات الثانوية فقد يأمر
المجلس اللجنة التوجيهية بإعداد مسودة العرض دون أن تنشر بيانا تمهيديا بالمبادئ.
وفي بعض الحاالت التي تقدم فيها المعايير المحاسبية الدولية معالجتين محاسبتين للعمليات واألحداث
المتشابهة ،يتم تصميم إحدى المعالجات على أنها معالجة بديلة مسموح بها.
-وقد ظهر مفهوم المعايير الدولية للتقارير المالية ( )IFRSوالتي بدأ المجلس بإصدارها بهذا االسم لكي
()2
. يميزها عن المعاير الدولية السابقة
-كما انه في عام 0110قام المجلس بإعادة تسمية « لجنة التفسيرات القائمة » ( )Sicإلى لجنة
تفسيرات المعايير الدولية إلعداد التقارير المالية ( )IFRICوالتي تهدف إلى تفسير وتوضيح المعايير
المحاسبية القائمة إضافة إلى تقديم إرشادات وتوجيهات بشكل دائم ومستمر حول المعايير المحاسبية
()3
القائمة وحول معايير التقارير المالية الدولية.
Π-اإلتحاد الدولي للمحاسبي (International Federration of Accountants: )IFAC
وهو منظمة عالمية لمهنة المحاسبة تأسس عام ،0166ويضم في عضويته 055عضو ومنظمة في
008دولة يمثلون أكثر من مليونين ونصف مليون محاسب.
ويهدف االتحاد إلى تعزيز مهنة المحاسبة في العالم والمساهمة في تطوير اقتصاد دولي قوي من
خالل إنشاء معايير مهنية عالية المستوي والتشجيع على اعتمادها ،ولتحقيق مهامها فإن االتحاد لديه
عالقة عمل وطيدة مع هيئات زميلة ومنظمات محاسبية في مختلف دول العالم.
وقد قامت لجان االتحاد بوضع المعايير التالية:
-المعايير الدولية للمراجعة وخدمات التأكيد.
-معايير دولية لرقابة الجودة.
-قواعد دولية ألخالقيات المهنة.
-معايير التأهيل الدولية.
-معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام.
ويضم االتحاد في عضويته بعض الهيئات المحاسبية في بعض الدول العربية مثل :البحرين ،مصر،
العراق ،لبنان ،المغرب ،السعودية وتونس.
Πلجنة ممارسة التدقيق الدولية (.) IAPC
من صالحيات هذه اللجنة هو إصدار مسودات معايير المراجعة والخدمات التابعة بالنيابة عن
مجلس االتحاد IFACعلى أن تسعي لتحقيق القبول لتلك المعايير أو البيانات وتعزيزها.
-ويتم تعين أعضاء لجنة IAPCمن قبل منظمات أعضاء يمثلون دوال يختارها مجلس االتحاد ،ويتمتع
كل بلد ممثل في هذه اللجنة بصوت واحد فقط.
-وتتجسد إجراءات العمل في اللجنة IAPCباختيار مواضيع من اجل الدراسة التفصيلية بعد أن يتم
تأسيس لجنة فرعية لهذا الغرض حيث تقوم اللجنة IAPCبتفويض المسؤولية األولية لهذه اللجنة
الفرعية بدراسة المعلومات األساسية والتي تكون بيانات وتوصيات أو دراسات أو معايير صادرة عن
المنظمات األعضاء أو الهيئات اإلقليمية أو هيئات أخرى ،ثم بعد ذلك تعد مسودة العرض كنتيجة
لهذه الدراسة حيث تقوم لجنة ممارسة التدقيق الدولية بدراستها ومناقشتها ،فإذا وافقت على هذه المسودة
عن طريق موافقة ثالثة أرباع األعضاء الذين يملكون حق التصويت في اللجنة على أال تقل عدد
األصوات الموافقة عن تسعة أصوات ممثلة في اجتماعا للجنة ،وتقوم اللجنة بتوزيع المسودات بشكل
موسع بهدف الحصول على كافة االنتقادات والتعليقات من المنظمات األعضاء ومن الوكاالت الدولية
التي يحددها االتحاد ،بعد أن تتلقي التعليقات وتقوم بدراستها والتصويت عليها حسب قاعدة األغلبية
ثالثة أرباع المقررة ،وعند إصدار المعيار أو البيان تحدد تاريخ سريانه وتكون لغة المعيار االنجليزية،
29
المحاسبة المالية الفصل األول:
ويتم ترجمته إلى اللغات األخرى عن طريق المنظمات األعضاء والتي تذكر اسم المنظمة التي قامت
بالترجمة (.)1
-1حسين القاضي ،مأمون حمدان ،المحاسبة الدولية ومعاييرها ،مرجع سابق ،ص.000 ،000
-2
شعيب اشنوف ،مرجع سابق ،ص .000
30
المحاسبة المالية الفصل األول:
ومع تزايد نبرة العولمة في المعايير المحاسبية وظهور مالمح وأسس كيان دولي متماسك من المعايير
المحاسبية الدولية ،ووقوع بعض الكوارث المحاسبية في أمريكا في مطلع هذا القرن بدأت البورصة
األمريكية ومجلس معايير المحاسبة المالية يقترب شيئا فشيئا من المعايير الدولية ،من خالل إتباع
إستراتيجية مزدوجة.
-تتجسد األولى في تغيير بعض المعايير األمريكية لتتوافق مع المعايير الدولية.
-أما الثانية فتتجسد في تغيير بعض المعايير الدولية لتتوافق مع المعايير األمريكية.
-ففي عام 0110م توصل كل من مجلس معايير المحاسبة الدولية ومجلس معايير المحاسبة المالية
األمريكي إلى تفاهم مشترك تضمن النقاط التالية:
* العمل على جعل المعايير الصادرة عن كال منهما متوافقة و قابلة للتطبيق.
* التنسيق فيما بينها قبل أي إصدارات مستقبلية.
و بالتالي يمكن القول:
-0أن المعايير األمريكية ما زالت قائمة.
-0أن مجلس معايير المحاسبة المالية األمريكي مستمر في إصداره للمعايير.
-0التنسيق مع المعايير الدولية سوف يكون سابقا على اإلصدار.
-0مجلس معايير المحاسبة الدولية يغير بعض معاييره تبعا لعملية التوفيق.
أما في وطننا العربي ،فقد تبلورت أهمية المعايير في حاجة بعض الدول العربية إلى الحصول على
التمويل غير المباشر لجذب رؤوس األموال األجنبية ،ووجود مكاتب محاسبة أجنبية عاملة في هذه
الدول تتولى التشجيع على استخدام المعايير الدولية.
-ومن المالحظ أن العديد من الدول العربية ليس لديها خبرة طويلة في صناعة معايير المحاسبة كما أن
المتاح لديها من المعايير الوطنية ال يشكل هيكل متكامل من المعايير إال أن تطور ونمو أسواق المال
في بعض الدول يعتبر عامل وراء الطلب على معايير المحاسبة.
فقد صدرت العديد من األنظمة والتشريعات في مختلف الدول العربية والتي تنص على تطبيق المعايير
وخاصة بالنسبة للشركات المسجلة في البوصة.
31
المحاسبة المالية الفصل األول:
وكان يتمثل االنتقال إلى تطبيق معايير المحاسبة الدولية بشكل مباشر إما عن طريق بورصات األوراق
()1
المالية أو بموجب ق اررات لتطبيق المعايير.
ثانيا :موقع الجزائر من المعايير المحاسبية الدولية.
أسست الجزائر أول تنظيم مهني محاسبي سنة 0110بموجب مرسوم رقم 10/18المؤرخ في افريل
0110ويسمى هذا التنظيم المستقل بالمصف الوطني لخبراء المحاسبة محافظي الحسابات،
المحاسبين المعتمدين ،يظم هذا المصف كل المحاسبين المهنيين الذين يعملون كخبراء في المحاسبة
على شكل جمعيات من أهمها :الجمعية الوطنية للمحاسبين والماليين الجزائريين ،وكانت قبل سنة
0110هي الجهة الوحيدة المسؤولة من المحاسبة في الجزائر ،وتعمل تحت وصاية و ازرة المالية التي
تأسست سنة 0166وتسمى سابقا بالمجلس األعلى للمحاسبة غير أن هذه المنظمات كما هو مالحظ
أنها تستمد أفكارها من المنهج المحاسبي الفرنسي ،الذي قد ال يختلف عن المنهج الجزائري إال في
بعض الخصوصيات ،ولزيادة فعالية دور المنظمات وباألخص المصف الوطني للخبراء ،المحافظين
والمعتمدين المحاسبين ،الذي أصبح في االتحاد العام للمحاسبين والمراجعين العرب وذلك تحت رعاية
جامعة الدول العربية.
ومع بداية فتح الجزائر األبواب أمام االستثمار الخارجي ومحاولة منها استقطاب الشركات العمالقة
لالستثمار في البالد ويبرز دور هذه المنظمات في محاولة إقناع الدولة بتبني المعايير المحاسبية
الدولية لتسهيل العمل المحاسبي لهذه الشركات وجعله محفز لجلبها وتشجيعها لالستثمار في الجزائر
ومنه يمكن القول أن تبني النظام المحاسبي المالي يتمثل في تبني المعايير المحاسبية الدولية وذلك
لتلبية حاجات المحاسبتين لدى مواجهتهم أي مشكلة تقتضيها الممارسة العملية داخل الشكل الجديد
للمؤسسات االقتصادية ،ويدخل ذلك في إطار تقريب الممارسات المحاسبية في الجزائر بالممارسات
الدولية ،وبالتالي تبني المعايير المحاسبية الدولية.
-1ألبا يزيد وهيبة ،هبري أسيا ،معايير المحاسبة الدولية :أهميتها ومتطلبات تطبيقها ،ملتقي الوطني حول :معايير المحاسبة
الدولية والمؤسسة االقتصادية الجزائرية متطلبات التوافق والتطبيق ،جامعة سوق أهراس ،يومي 05و0101/15/06
32
المحاسبة المالية الفصل األول:
1
-Mustafa Touil ,Nouveau Système de la comptabilité Financier en Algérie, Dar el-hadith
Lilkitab ,ALGERIE ,2010,p6.
-2كتوش عاشور ،متطلبات تطبيق النظام المحاسبي الموحد ( ) IAS / IFRSفي الجزائر ،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا،
جامعة الشلف ،العدد ،6ص. 011
33
المحاسبة المالية الفصل األول:
34
المحاسبة المالية الفصل األول:
-0التكفل باحتياجات المستثمرين الحالية والمحتملة الذين يملكون معلومة مالية عن المؤسسات ،منسقة
قابلة للقراءة وتسمح بالمقارنة واتخاذ القرار.
-0إمكانية الكيانات الصغيرة تطبيق نظام معلوماتي قائم على محاسبة مبسطة.
()1
خصوصيات النظام المحاسبي المالي :من خصوصيات النظام المحاسبي المالي مايلي:
-0أولوية الحقيقة االقتصادية عن الحقيقة القانونية.
-0طرق جديدة لتقييم األصول والخصوم ،القيمة العادلة.
-0مفاهيم جديدة لألعباء واإليرادات ،تغير طرق االهتالكات والمؤونات.
-0إضفاء الصيغة المالية عن المحاسبة وها ما يظهر مخرجات النظام.
-5إدراج االستثمارات المالية ضمن التنظيمات بينما كانت في السابق ضمن الحقوق.
-6التخلي عن قاعدة عدم المساس بالميزانية االفتتاحية.
رابعا :أهمية وأهداف النظام المحاسبي المالي
()2
أهمية النظام المحاسبي المالي :يمكن إيجاز أهميته في:
تبسيط قراءة القوائم بلغة محاسبية موحدة.
فرض رقابة على الشركات التابعة وفروع الشركة األم.
توحيد الطرق المحاسبية المعتمدة في عملية تقييم المخزونات ،إعادة تقييم عناصر الميزانية ،حساب
االهتالكات ،كيفية معالجة المؤونات ،توحيد اإلجراءات المحاسبية بهدف الوصول إلى قوائم مالية
موحدة.
يسمح بتوفير معلومة مالية مفصلة ودقيقة تعكس الصورة الصادقة للوضعية المالية للمؤسسة.
يستجيب الحتياجات المستثمرين الحالية والمستقبلية ،كما انه يسمح بإجراء المقارنة.
يساهم في تحسين تسيير المؤسسة من خالل فهم أفضل للمعلومات التي تشكل أساس اتخاذ القرار
وتحسين اتصالها مع مختلف اإلطراف المهتمة بالمعلومة المالية.
يسمح بالتحكم في التكاليف مما يشجع االستثمار ويدعم القدرة التنافسية للمؤسسة.
يسهل عملية مراقبة الحسابات التي تركز على مبادئ محددة بوضوح.
يشجع االستثمار األجنبي المباشر نظ ار الستجابته الحتياجات المستثمرين األجانب.
-2مدني بن بلغيت ،إشكالية التوحيد المحاسبي « تجربة الجزائر» ،مجلة الباحث ،العدد األول ،كلية الحقوق والعلوم
االقتصادية ،جامعة ورقلة ،0110 ،ص.56
35
المحاسبة المالية الفصل األول:
-1محمد رمزي جودي ،إصالح النظام المحاسبي الجزائري للتوافق مع المعايير المحاسبية الدولية ،مجلة أبحاث اقتصادية
وادارية ،العدد السادس ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،ديسمبر ،0111ص.68
-2عبد الرحمن عطية ،المحاسبة العامة وفق النظام المحاسبي المالي ،دار حيطلي للنشر ،الجزائر ،0111 ،ص.05
37
المحاسبة المالية الفصل األول:
()1
الفرع الثالث :اآلثار الجبائية والمحاسبية الناتجة عن تطبيق النظام المحاسبي المالي :تتمثل في:
اآلثار الجبائية :إذا كانت المحاسبة في النظام السابق مقيدة بإدماج القواعد الجبائية ،فإن
النظام المحاسبي المالي يفرض استقاللية القانون المحاسبي عن القانون الجبائي وينتج عن هذا
الفصل بين المحاسبة والجباية ،والتصريحات الجبائية ال يمكن إعدادها إال بعد معالجة الجداول
المالية للمؤسسات اعتبا ار للقيود الجبائية ،على خالف النظام المحاسبي السابق هناك تكامل بين
الجباية والمحاسبة.
وهذا يتطلب بالضرورة تغيرات كبيرة في النصوص الجبائية بحيث تكون مطابقة ألحكام المحاسبة
المالية ،في حين النظام المحاسبي السابق في اغلب الحاالت هو الذي يخضع للنظام الجبائي حيث
تتم المعالجة المحاسبية طبقا لمتطلبات النظام الجبائي.
اآلثار على القوائم والكشوف المالية :انجر عن تطبيق النظام المحاسبي المالي بعض
التغييرات التي طرأت على الكشوف والقوائم المالية والتي حددها هذا النظام توافقا مع المتغيرات
المالية والمحاسبة الدولية ،وجعل هذه القوائم والكشوف ذات مصداقية تمتاز بالشفافية في تقديم
المعلومات لمستخدميها بمختلف أشكالهم خاصة المستثمرين سواء األجانب أو المحليين.
ولكن من جهة أخرى واجهة المؤسسات صعوبة في االنتقال من النظام القديم إلى النظام الجديد
وصعوبة في تكييف القوائم المالية للسنوات السابقة مع القوائم المالية الجديدة مما يخلق بعض
الصعوبات في المقارنة وتقييم األداء وخاصة مع تغيير محتوى هذه القوائم من أصول وخصوم تحت
مسميات أخرى وأرقام حسابات مختلفة ليس للمؤسسة فقط وانما لكل الهيئات المعنية من مدققين،
مصلحة الجباية ،البنوك...الخ .
-1حمادي نبيل ،محاسبة المؤسسة االقتصادية الجزائرية من المخطط الوطني إلى النظام المحاسبي المالي ،الملتقى الدولي،
جامعة المدية ،سنة . 0101
39
المحاسبة المالية الفصل األول:
وفعال قامت الجزائر بإصدار قانون /00/16المؤرخ في 05ذي القعدة عام 0008الموافق لـ 05
نوفمبر سنة 0116م المتضمن النظام المحاسبي المالي والذي بمقتضاه تم إلغاء المخطط المحاسبي
الوطني وميالد النظام المحاسبي المالي حيث أن هذا القانون وضع القواعد العامة التي سيكون عليها
النظام الجديد وجاء بعدها المرسوم رقم 056/18الصادر في 08ماي سنة 0118الذي يتضمن
تطبيق أحكام القانون رقم 00/16المتضمن النظام المحاسبي المالي وتبعه القرار رقم 01الصادر في
05مارس 0111م الذي يحدد قواعد التقييم والمحاسبة ومحتوي الكشوفات المالية وعرضها وكذا
مدونة الحسابات وقواعد سيرها(.)1
()2
الفرع الثاني :أسباب توجه الجزائر إلى النظام المحاسبي المالي :هناك أسباب عدة منها:
-تمكين من إعداد معلومات دقيقة تعكس صورة صادقة عن الوضعية المالية للمؤسسات.
-االقتراب من المؤسسات المحاسبية العالية والسماح لنا بالعمل على مبادئ أكثر مالئمة مع االقتصاد
المعاصر.
-النقائص والثغرات التي خلفها المخطط السابق التي يتالئم والنظام االقتصادي السابق القتصاد السوق.
-إمكانية تطبيق البيانات الصغيرة لنظام معلومات مبني على محاسبة مبسطة.
-االعتماد على مبادئ وقواعد واضحة التي تساعد التوجه المحاسبي للمعامالت تقيمها واعداد القوائم
المالية األمر إلي يسمح بالتقليل من أخطار التالعب اإلداري والغير إداري بالقواعد وتسهيل مراجعة
الحسابات.
-محاولة جلب المستثمرين األجانب من خالل تدويل اإلجراءات والمعامالت المالية والمحاسبية لوقايتهم
من مشاكل اختالف النظم المحاسبية من حيث إعداد القوائم المالية.
()3
وهناك دوافع أخرى منها:
-انتقال االقتصاد من االقتصاد االشتراكي إلى اقتصاد السوق.
-1النظام المحاسبي المالي الجديد ،دار بالقيس للنشر ،الجزائر ،0111 ،ص ص.01،00،6
-2رزيق كمال ،هزرشي طارق ،رابحي مختار ،النظام المحاسبي بين قابلية الممارسة وصعوبات التطبيق من وجهة نظر عينة
من محافظي الحسابات ،ملتقي دولي :حول النظام المحاسبي المالي في المواجهة المعايير الدولية للمحاسبة IFRS – IAS
والمعايير الدولية للتدقيق ، ISAجامعة سعد دحلب البليدة ،يومى 00و 00ديسمبر .0100
-3ناصر مراد ،النظام المحاسبي المالي الجديد في ظل المعايير الدولية ،الملتقي الدولي األول :حول النظام المحاسبي المالي،
في ظل معايير المحاسبة الدولية ،المركز الجامعي الوادي ،يومي 08- 06جانفي ،0101ص ص.6،6
40
المحاسبة المالية الفصل األول:
-ضغوطات الهيئات (صندوق النقد الدولي ،البنك الدولي والمنظمة العالمية للتجارة ).قصد االلتزام
بالمعايير.
-عدم مالءمة المخطط المحاسبي الوطني مع احتياجات الشركات األجنبية القائمة بالجزائر.
-تبني المجتمع الدولي لمعايير المحاسبة الدولية ،والتي تتعلق بعدة موضوعات تهم المحاسبة الدولية
بشكل عام ،وخاصة القياس والتقييم والعرض واإلفصاح.
-إف ارزات العولمة التي تقضي تغييرات جذرية في الميدان المحاسبي ،هذه التغيرات يجب أن تكون على
مستوى التطورات االقتصادية ،وفي إطار المعايير المحاسبية الدولية ،وبالتالي ارتباط المحاسبة بتوجه
اقتصادي جديد.
-نقائص وعيوب المخطط المحاسبي الوطني.
-االستجابة للمعايير المحاسبية الدولية التي تنادي بالتوحيد والتقارب على مستوى القوائم المالية.
-1ايت محمد مراد ،أبحري سفيان ،النظام المحاسبي المالي الجديد في الجزائر (تحديات وأهداف) ،ملتقى دولي حول :اإلطار
المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي الجديد واليات تطبيقه في ظل المعايير المحاسبية الدولية ،جامعة سعد دحلب البليدة ،يومي 00
و 00اكتوبر .0111
-2شعيب شنوف ،مرجع سابق ،ص ص.05،00
41
المحاسبة المالية الفصل األول:
-الخيار األول :اإلبقاء على تركيبة المخطط المحاسبي الوطني وتحديد اإلصالحات تماشيا مع تغيرات
المحيط القانوني االقتصادي في الجزائر ،هذا الخيار اتخذ حسب قرار صدر في سنة 0111من
طرف السلطات العمومية من قبل مرسوم و ازرة رقم 00في اكتوبر 0111والمتمثل في تكييف
المخطط المحاسبي الوطني مع نشاطات المؤسسات القابضة والحسابات الموحدة للمجموعة وكانت
النتيجة ،ظهور تسميات ومصطلحات جديدة والتي ال تتماشى واإلطار التصوري المحاسبي المعمول
به .أما بالنسبة للمهنيين والخبراء خاصة ،فقد وجدوا صعوبة في التكيف مع هذا اإلطار التصوري
المحاسبي المختلف والغريب عن المخطط المحاسبي الوطني.
-الخيار الثاني :ويتمثل في ضمان بعض المعالجات مع الحلول التقنية المطورة من طرف مجلس
المعايير المحاسبية الدولية IASBومع مرور الوقت سيتكون نظامين محاسبين مختلفين يعطيان نظاما
مختلط ومعقد وبالتالي يمكن أن يكون مصد ار للتناقض واالختالف.
-الخيار الثالث :هذا الخيار يتضمن انجازه نسخة جديدة للمخطط المحاسبي الوطني مع عصرنة شكله
ووضع إطاره التصوري المحاسبي ،المبادئ والقواعد مع األخذ بعين االعتبار المعايير المحاسبية
الدولية.
-إن هذا الخيار تم تبنيه من قبل المجلس الوطني للمحاسبية في اجتماعه المنعقد في15
سبتمبر ،0110واختيار طبيعة المحاسبية المرجعية سواء المعايير المحاسبية الدولية IAS/IFRSأو
معايير مجلس المعايير المحاسبية المالية األمريكية FASBمن خالل USGAAPأو التوجيهات
األوروبية.
42
المحاسبة المالية الفصل األول:
-1انريان نعوم ،المحاسبة المالية ،مناهج الجامعات العالمية ،دار جهينة للنشر والتوزيع ،عمان ،0116 ،ص. 000
-2احمد محمد نور ،مبادئ المحاسبة المالية ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،0111 ،ص.00
-3سالمي محمد الدي نوري ،قائمة التدفقات النقدية في ظل اعتماد الجزائر معايير المحاسبة الدولية ،رسالة ماجستير،
تخصص محاسبة ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،قسم التسيير ،جامعة العقيد الحاج لخضر باتنة0118 ،
ص.00
4
- Wolfgang Dick, Franck Missonier-Piera, Comptabilité Financier en IFRS , 3 édition, Person e
-إعالم كافة األطراف المهتمة وذات العالقة بالوضعية المالية للمؤسسة في تاريخ معين.
()1
ثالثا :قواعد إعداد القوائم المالية:هناك قواعد البد من احترامها عند إعداد القوائم المالية تتمثل في:
على المؤسسة التأكد من أن فرضية استم اررية النشاط قائمة ،وفي حالة عدم استم اررية المؤسسة
لنشاطها ال بد من شرح األسباب وتبيان كيفية إعداد هذه القوائم في هذه الحالة.
أن فرضية محاسبة االلتزامات متوفرة.
أن المعلومة أعدت بنفس الطريقة من دورة إلى أخرى إال إذا كان هناك تغيير ملحوظ في طبيعة
العمليات أو تغييرات جاء بها المعيار.
كل عنصر معتبر يظهر بمفرده مستقال ،وكل العناصر غير المعتبرة تجمع.
ال تتم المقاصة بين األصول والخصوم إال إذا لزم ذلك أو سمح معيار خاص بذلك ،يمكن القيام
بمقاصة بين األعباء واإليرادات إذا كان هناك معيا ار يلزم أو يسمح بذلك أو إن تكون ناتجة عن
عمليات متشابهة وغير معتبرة.
كل معلومة مالية تعطى تقارب بالدورة السابقة.
كل قائمة مالية تحمل :اسم المؤسسة ،ذكر هل الوثيقة تخص المؤسسة لوحدها أم المجمع ،تاريخ
الوثيقة ،العملة المستعملة والتقريب في األرقام.
في حالة تغيير في تاريخ إعداد القوائم المالية ،مما يؤدي إلى دورة أطول أو دورة اقصر على
المؤسسة ذكر أسباب تغيير مدة الدورة مع ذكر عدم إمكانية مقارنة األرقام المحتواة مع أرقام الدورات
السابقة والدورات الالحقة للدورة المعينة .
-1محمد بوتين ،المحاسبة المالية ومعايير المحاسبة الدولية ،مطبوعات الصفحات الزرقاء ،الجزائر ،0101،ص ص.61،68
44
المحاسبة المالية الفصل األول:
وحقوق الملكية ،أما العناصر المرتبطة مباشرة بقياس األداء في قائمة الدخل هي الدخل والمصروفات
()1
ويمكن توضيح هذه العناصر كما يلي:
األصول :ويقصد بها موارد يتحكم فيها الكيان نتيجة أحداث ماضية ويتوقع أن تتدفق له منها منافع
اقتصادية مستقبلية إلي الكيان.
االلتزامات :وتعني التزامات حالية للكيان ناشئة من أحداث ماضية ويتوقع أن تؤدي تسويتها إلى تدفق
منافع اقتصادية خارج الكيان.
حقوق الملكية :عبارة عن األصول مخصوم منها االلتزامات وتعرف عادة باسم أموال حملة األسهم.
الدخل :ويقصد به زيادات في المنافع االقتصادية في صورة تدفقات إلى الداخل أو تحسينات في
األصول أو تناقص في االلتزامات ،وينتج عنها زيادة في حقوق الملكية ،بخالف الزيادات الناتجة عن
مساهمات المالك ويتضمن الدخل االي ارد والمكاسب.
المصروفات :وتعني التناقص في المنافع االقتصادية في صورة تدفقات إلى الخارج أو نقص في
األصول ،أو تكبد التزامات ينتج عنها نقص في حقوق الملكية.
ينبغي االعتراف لعناصر القوائم المالية ( األصول ،حقوق الملكية ،الدخل ،المصروفات ) في القوائم
المالية إذا:
كان محتمال أن أي منفعة اقتصادية مستقبلية مرتبطة بالبند سوف تتدفق إلى الكيان أو منه.
كان للبند تكلفة أو قيمة يمكن قياسها بموثوقية.
-2معايير االعتراف بعناصر القوائم المالية :االعتراف بعملية إدراج التأثيرات المالية لعملية ما أو حدث
اقتصادي ما وعرض ذلك ضمن القوائم المالية للعنصر الذي يحقق معايير االعتراف ويتمثل االعتراف
()2
بعناصر القوائم المالية فيما يلي:
احتمال المنافع االقتصادية المستقبلية :وهذا لإلشارة إلى درجة عدم التأكد من تدفق المنافع المرتبطة
بالعنصر من أو إلى المؤسسة ،ويتم تقييم درجة عدم التأكد المالزمة استنادا إلى األدلة المتوفرة عند
إعداد البيانات المالية.
-1هيني قارن جريوننج ،معايير التقارير المالية دليل التطبيق ،ترجمة طارق حماد ،الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،مصر،
،0116ص.6
-2حسين يوسف القاضي ،سمير معذي الريشاني ،موسوعة المعايير المحاسبية الدولية معايير إعداد التقارير المالية الدولية
"عرض البيانات المالية" ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،مصر ،0100 ،ص ص.86،85
45
المحاسبة المالية الفصل األول:
موثوقية القياس :أن للعنصر تكلفة أو قيمة يمكن قياسها بموثوقية ،وعند تحديد ما إذا كان البند
يفي بهذه المعايير يصبح جدي ار االعتراف به .
قواعد االعتراف باألصل :يتم االعتراف باألصل عندما يكون من المحتمل أن تتدفق منافع
اقتصادية مستقبلية على المؤسسة ،وان لألصل تكلفة أو قيمة يمكن قياسها بموثوقية.
قواعد االعتراف بااللتزام« الخصوم» :يتم االعتراف بااللتزام عندما يكون من المحتمل أن ينجم
عن تسديد االلتزام الحالي تدفق خارج للمنافع االقتصادية ،وأن المبلغ الذي سيتم تسديده يمكن قياسه
بموثوقية ،وال يتم االعتراف بااللتزامات الناجمة عن عقود لم يتم تنفيذها ولم تورد أو تستلم بعد.
قواعد االعتراف باإليرادات« الدخل» :يتم االعتراف باإليراد عندما تنشأ زيادة في المنافع
االقتصادية المستقبلية تعود إلى زيادة في األصل أو نقص في االلتزام ويمكن قياسها بموثوقية .
قواعد االعتراف بالمصاريف« األعباء» :يتم االعتراف بالمصروف عندما ينشأ نقص في المنافع
االقتصادية المستقبلية ،ويعود إلى نقص في أصل أو زيادة في إلتزام ويمكن قياسها بموثوقية.
قياس عناصر القوائم المالية :يقصد بالقياس عملية تحديد القيم النقدية "المبالغ النقدية" -1
للعناصر التي سيعترف بها في القوائم المالية والتي ستظهر بها ،ويتضمن ذلك اختيار أساس محدد
()1
للتقييم وهذه األسس تشمل ما يلي:
التقييم بالتكلفة التاريخية :أن التقييم حسب التكلفة التاريخية كثير االستعمال في إعداد القوائم
المالية ،تسجيل األصول بالمبلغ المدفوع سواء كان نقدا أو بشيك...الخ .
التقييم بالتكلفة الحالية :تقييم األصول وتسجيل المبلغ الواجب الدفع للحصول على األصل أو
غير المحدث « nom أصل مشابه له في الوقت الحالي .وتقييم الخصوم وتسجيل بالمبلغ
»actualiseالضروري لتغطية االلتزام حاليا.
التقييم بالتكلفة القابلة للتحقيق :يقيم األصل ويسجل بالمبلغ الذي ينتظر دفعه « دون
تحديث» وفي ظل الظروف عادية للنشاط لسداد االلتزام.
التقييم بالقيمة الحالية :يقيم ويسجل األصل بالقيمة الحالية للتدفقات الصافية المستقبلية التي
يتوقع أن تحققها المؤسسة خالل نشاطها العادي ،كما تسجل الخصوم بالقيمة الحالية للتدفقات الصافية
الخارجة المستقبلية المتوقعة للتخلص من االلتزام خالل نشاط المؤسسة العادي.
-1الجمهورية الجزائرية ،قرار صادر في 06جويلية ،0118،يحدد قواعد التقييم والمحاسبة ومحتوى الكشوف المالية ،وعرضها
وكذا مدونة الحسابات وقواعد سيرها ،الجريدة الرسمية ،العدد .01
-2عباس مهدي الشيرازي ،نظرية المحاسبة ،دار السالسل للطباعة والنشر والتوزيع ،الكويت ،0111 ،ص.006
3
-Système Comptable Financier, Berti Edition ,ALGER,2009,P55
4
- N. Merzouk, A. Bechkir, Initiation à la Comptabilité Générale, Page Bleues, ALGE, 2007,
p12.
-5عبد اللطيف محمد حمزة ،النظم المحاسبية ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ،ليبيا ،0111،ص .86
47
المحاسبة المالية الفصل األول:
وهناك أساسيات تقوم عليها إعداد قائمة الميزانية ،فمثال تستخدم العملة النقدية لبيان قيمة بنود
الميزانية ،كما يجب أن تصل قائمة الميزانية إلى الموازنة األصول والخصوم.
وتعرف األصول بأنها »:كل العناصر والسلع الموضوعة تحت تصرف المؤسسة (.)1
()2
وتعرض الخصوم طبيعة األموال لدى المؤسسة وتتجسد في:
-األموال الخاصة أو األموال الموضوعة من طرف المالك أو المساهمين.
-التزامات المؤسسة وتتمثل في القروض البنكية وديون الموردين...الخ.
()3
خصائص قائمة الميزانية:
الوقوف على الحالة المالية للمؤسسة في لحظة زمنية معينة.
التعرف على الهيكل التمويلي « مصادر األموال » الالزمة لتمويل االستخدامات.
توفير معلومات مفيدة إلعطاء صورة صادقة عادلة عن مدى قوة المركز المالي للمؤسسة.
()4
أوجه القصور في قائمــة الميزانيــة:
تعد الميزانية على أساس القيم التاريخية لعناصر األصول والخصوم وحقوق الملكية وبشكلها الحالي ال
تعبر عن القيمة الحالية لعناصر معادلة قائمة المركز المالي.
يتدخل عنصر التقدير في تحديد قيم بعض عناصر األصول ،ومثال ذلك صافي المدينين الذي يتأثر
بالديون المشكوك فيهم والتي تتأثر بالتقدير الشخصي وهناك عناصر أخرى تؤثر في مجملها على
الموضوعية المطلوبة لجعل عناصر قائمة المركز المالي معبرة حقا عن الواقع.
تقتضي بعض المبادئ المتعارف عنها عدم إظهار بعض الموجودات لصعوبة تقييمها أو قياسها مثل
الشهرة التي تنشأ عن نشاط داخلي ونامي للمؤسسة باإلضافة إلى عدم تقييم العنصر البشري المتميز
في المؤسسة كوجود مدير مالي جيد.
هناك فرق بين القيمة الدفترية لبعض األصول الثابتة لتصل قيمتها للصفر بينما تكون طاقتها اإلنتاجية
عالية وال تزال مساهمتها في العملية اإلنتاجية مقبولة.
1
-Florent Deisting, Jean-Pierre Lahille, Aide mémoire Analyse financière, 4e édition, Dunod,
Paris, 2013, p17.
2
- Madeleine Deck-Michon, Emmanuelle plot-vicard, Comptabilité, Vuibert, Paris, 2016, pp
21,22.
-3عبد الناصر محمد درويش ،مبادئ المحاسبة المالية "التسويات الجردية واإلفصاح المحاسبي" ،دار صفاء للنشر والتوزيع،
عمان ،0101 ،ص .000
-4محمد السعيد عبد الهادي ،اإلدارة المالية "االستثمار ،التحليل المالي ،األسواق المالية الدولية" ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
عمان ،0118 ،ص.60
48
المحاسبة المالية الفصل األول:
ثانيـا :قائمـة الدخـل "جدول حساب النتائج" » :يلخص إيرادات وأعباء الدورة المحاسبية ،ويعرض
()1
جدول حساب النتائج حسب الطبيعة أو حسب الوظيفة».
()2
ويعرف أيضا بأنه » :الفرق بين اإلرادات واألعباء سواء كانت ربح أو خسارة».
فقائمة الدخل تعكس نتيجة النشاط للمؤسسة االقتصادية من ربح أو خسارة خالل فترة زمنية معينة
()3
وذلك من خالل مقابلة اإليرادات بالمصروفات
()4
خصائص قائمة الدخل :تتميز قائمة الدخل بمجموعة بالخصائص منها:
التعرف على نتيجة نشاط الفترة المالية المنتهية من ربح أو خسارة ،وتحديد قدرة المؤسسة على الكسب.
تحديد مدى كفاءة وفعالية المؤسسة في اختيار سياستها واتخاذ ق ارراتها.
تحديد مدى كفاءة المؤسسة على إجراء توزيعات األرباح من ناحية ،وقدرتها على سداد التزاماتها
قصيرة األجل ،وأعباء الديون طويلة األجل من ناحية أخرى.
تحديد الربح الخاضع للضريبة ومقدار الضريبة على الدخل وصافي الدخل بعد الضريبة لالستفادة منها
في أغراض التحليل المالي.
توفير معلومات مفيدة للتعرف على صافي المبيعات وصافي المشتريات وتكلفة البضاعة المباعة
وتكلفة البضاعة المتاحة للبيع وغيرها.
()5
المعلومات التي تقدمها قائمة الدخل :تتمثل المعلومات التي يقدمها جدول حساب النتائج في:
يقوم هذا البيان بتحليل األعباء حسب طبيعتها ،الذي يسمح بتحديد مجاميع التسيير الرئيسية اآلتية:
الهامش اإلجمالي ،القيمة المضافة ،الفائض اإلجمالي عن االستغالل.
منتجات األنشطة العادية والمنتوجات المالية واألعباء المالية.
أعباء المستخدمين.
الضرائب والرسوم والتسديدات المماثلة.
المخصصات لالهتالكات والخسائر القيمة
1
- Anne le Manh, Catrine Maillet, Mouhamed Benkaci, Normes Comptables Internationales
IAS/IFRS ,Berti Edition, Alger, p20 .
2
-Luc Bernet Rolland, Pratique de L’analyse Financière, 2 édition, paris, 2015, p16.
e
-3هاشم احمد عطية ،محمد محمود عبد ربه محمد ،دراسات في المحاسبة المالية ،محاسبة التكاليف ،المحاسبة اإلدارية ،الدار
الجامعية للنشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،0111 ،ص.08
-4عبد الناصر محمد سيد درويش ،مرجع سابق ،ص.001
-5الجريدة الرسمية ،القرار 06جويلية ،0118مرجع سابق .
49
المحاسبة المالية الفصل األول:
-1صالح الدين مصطفى الخداش ،وليد زكريا صيام ،أصول المحاسبة المالية ،ط ،0دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
عمان ،0118 ،ص .006
-2كتوش عاشور ،المحاسبة المالية " أصول ومبادئ واليات سير الحسابات وفق النظام المحاسبي المالي" ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،0100 ،ص.60
-3دونا لدكسسو ،جيري وينجانت ،المحاسبة المتوسطة ،ط، 0ج ،0ترجمة احمد حامد حجاج ،دار المريخ للنشر ،السعودية،
،0111ص.006
50
المحاسبة المالية الفصل األول:
الحكم على قدرة المؤسسة على الوفاء بتعهداتها ،قدرتها على السداد ،وحاجتها للتمويل؛
الحكم على سبب وجود فارق بين صافي الدخل من ناحية والمتحصالت والمدفوعات النقدية المتعلقة
به من ناحية؛
الحكم على اثر صفقات التمويل واالستثمار النقدية وغير النقدية خالل الفترة على المركز المالي
للمؤسسة؛
()1
أهمية قائمة التدفقات النقدية :تتمثل قائمة التدفقات النقدية فيما يلي:
تقييم قدرة المؤسسة على تدفقات نقدية في المستقبل لغرض إعداد الموازنات بأنواعها التشغيلية
والرأسمالية.
تقييم ربحية المؤسسة إذ أن المعلومات التي تعكسها هذه القائمة أكثر مصداقية من تلك التي تعكسها
قائمة الدخل إذ توفر مؤشرات جيدة حول أرباح المؤسسة.
تقييم كل من المرونة المالية للمؤسسة ،ودرجة سيولتها أي تقييم مدى مقدرة المؤسسة على تغيير أنماط
تدفقاتها النقدية وفقا للظروف غير المتوقعة التي ستواجهها في المستقبل وطول المدة الزمنية الالزمة
لتحويل أصولها إلى نقدية والتي تدل عن قدرة المؤسسة على خلق النقود.
()2
أنواع التدفقات النقدية :تنقسم التدفقات النقدية إلى:
تدفقات نقدية من النشاط التشغيلي :تتمثل اآلثار النقدية للعمليات واألحداث التي تدخل في تحديد
صافي الدخل.
تدفقات نقدية من النشاط االستثماري.
تدفقات نقدية من النشاط التمويلي.
وهناك طريقتان لعرض بيانات هذا الجدول:
الطريقة المباشرة :وفقا لهذه الطريقة يتم حصر كل المقبوضات النقدية والمدفوعات النقدية لألنشطة
التشغيلية وايجاد الفرق بينهما واعتبارها صافي التدفق في األنشطة التشغيلية.
الطريقة غير المباشرة :وفقا لهذه الطريقة يتم التعديل على صافي الربح المحاسبي لتحويله إلى صافي
التدفقات النقدية في األنشطة التشغيلية وذلك باستبعاد اإليرادات والمصاريف التي تؤثر على صافي
الربح ألنها ال تمثل عناصر نقدية أي أنها ال تؤثر على النقدية ال بزيادة وال بنقصان.
-1محمد مطر ،مبادئ المحاسبة المالية "الدورة المحاسبية ،مشاكل االعتراف والقياس واإلفصاح" ،ط ،0دار وائل للنشر والتوزيع،
عمان ،0116،ص.080
-2رضوان حلوة حنان ،مرجع سابق ،ص ص.008 ،006
51
المحاسبة المالية الفصل األول:
المعلومات التي يقدمها جدول تدفقات النقدية :يعرض جدول تدفقات الخزينة مداخيل ومخارج
()1
الموجودات المالية الحاصلة أثناء السنة المالية حسب مصادرها وكذا
التدفقات التي تولدها األنشطة العملياتية.
التدفقات التي تولدها أنشطة االستثمار.
التدفقات التي تولدها أنشطة التمويل.
تدفقات أموال متأتية من فوائد وحصص أسهم ،تقدم كال على حدا وترتب بصورة دائمة من سنة مالية
إلى سنة مالية أخرى في األنشطة العملياتية لالستثمار أو التمويل.
قائمة التدفقات النقدية ودورها في التغلب على نقاط الضعف في القوائم المالية :يمكن التغلب على
بعض نقاط الضعف الواردة في كل من قائمتي الدخل والمركز المالي من خالل إعداد قائمة التدفقات
()2
النقدية ويتمثل في:
إظهار العمليات النقدية لمختلف النشاطات التي تمت داخل المؤسسة وخالل السنة المالية ،خالفا لما
تظهره القائمتين السابقتين اللتان يظهران األرصدة فقط لهذه النشاطات.
إظهار صافي التغيرات في النقد في بداية الفترة وفي نهايتها توزيع عناصر التدفقات النقدية المترابطة،
مما يساعد في توضيح كثير من األمور المتعلقة بالوضع المالي للمؤسسة وهو ماال يمكن في القائمتين
السابقتين ،وحيث انه يظهر رصيد المدينين في قائمة المركز المالي« قائمة الميزانية» وكذا يظهر
رصيد المبيعات في قائمة الدخل ولكن من خالل قائمة التدفق النقدي يتم إظهار بند حساب المبيعات
اإلجمالية والنقدية المحصلة من المبيعات وكذلك ربط المبيعات الظاهرة في قائمة الدخل مع التغيرات
في المدينين في قائمة المركز المالي.
رابعا :قائمة التغيرات في حقوق الملكية :وهي تعكس التغيرات التي طرأت في حقوق الملكية
« رأس المال » خالل فترة زمنية محددة(.)3
تظهر قائمة التغيرات في حقوق الملكية أي أحداث قد تط أر على بنود رأس المال وحقوق
المساهمين ،والتي تعطي معلومات عن التغيرات التي تحدث أثناء السنة على رأس المال واألرباح
المحتجزة والتوزيعات واالحتياطات ،وهي توضح أيضا هل أجرت المؤسسة زيادة على رأس المال؟
()1
وكيف كانت الزيادة ؟ هل أصدرت المؤسسة أسهما جديدة.
المعلومات الواجب توفرها في قائمة التغيرات في الحقوق الملكية:المعلومات الدنيا المطلوب
()2
تقديمها:
النتيجة الصافية للسنة المالية.
تغييرات الطريقة المحاسبية أو تصحيحات األخطاء المسجل تأثيرها مباشرة ضمن رؤوس األموال.
اإليرادات والتكاليف األخرى المسجلة مباشرة في رؤوس األموال الخاصة ضمن إطار تصحيح أخطاء
هامة.
توزيع النتيجة والتخصصات المقررة السنة المالية.
()3
خصائص قائمة التغييرات في حقوق الملكية :تتميز هذه القائمة بالخصائص التالية:
التعرف على مقدار حقوق الملكية وبنودها وأي تفصيالت أخرى.
التعرف على التغيرات التي تحدث لحقوق الملكية خالل الفترة.
التعرف على بنود المكاسب والخسائر التي تم االعتراف بها مباشرة في حقوق الملكية.
خامسا :المالحق :يضم معلومات كانت تكتسي طابعا هاما أو كانت مفيدة لفهم العمليات الواردة في
()4
القوائم المالية ،وهى تخص النقاط التالية:
-1عبد الوهاب رميدي ،على سماتي ،المحاسبة المالية ،دار هومة للطبع ،الجزائر ،0100 ،ص.00
-2كتوش عاشور ،المحاسبة المالية ،مرجع سابق ،ص.60
-3شناي عبد الكريم ،مرجع سابق ،ص .56
-4كتوش عاشور ،المحاسبة المالية ،مرجع سابق ،ص ص.60 ،60
53
المحاسبة المالية الفصل األول:
شهد العالم تطورات متسارعة في مختلف المجاالت وقد كانت انعكاساتها واضحة على بيئة
األعمال ،وأدى انتشار الشركات المتعددة الجنسيات وما نتج عنه من اختالف في الممارسات
المحاسبية من دولة إلى أخرى ،بالكثير من المنظمات الدولية والهيئات المهنية لتكثيف الجهود وظهور
معالم التوحيد والتوافق المحاسبي ،ووضع حدود لهذه الختالفات وايجاد ممارسات محاسبية تحظى
بقبول دولي ،فظهر ما يعرف بالمحاسبة الدولية وهذا ما سنركز عليه من خالل هذا المبحث.
54
المحاسبة المالية الفصل األول:
االقتصـ ــادية ،ممـ ــا أدى إلـ ــى االتفـ ــاق مـ ــع اعتمـ ــاد معـ ــايير محاسـ ــبية دوليـ ــة تصـ ــدرها مؤسسـ ــات دوليـ ــة
مختصــ ــة تلتـ ـ ــزم بهــ ــا معظــ ــم الــ ــدول التــ ــي تربطهــ ــا عالق ـ ــات اقتص ـ ــادية دولي ـ ــة(، )1كمــ ــا يجــ ــب علــ ــى
المحاســ ــبة أن تقـ ـ ــدم معلومـ ـ ــات محاســ ــبية موثوقـ ـ ــة وجيـ ـ ــدة حيـ ـ ــث أن العولم ـ ــة فرضـ ـ ــت التوافـ ـ ــق فـ ـ ــي
المعلوم ـ ـ ــات الحاس ـ ـ ــبية المقدم ـ ـ ــة م ـ ـ ــن ط ـ ـ ــرف المؤسس ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي تعم ـ ـ ــل ف ـ ـ ــي ع ـ ـ ــدة دول ف ـ ـ ــي نف ـ ـ ــس
الوقت(.)2
-1إبراهيم الجابر ،المحاسبة الدولية وعالقتها بالتجارة اإللكترونية ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان ،0100 ،ص ص.08 ،06
2
- Jean-Luc Siegwart, Laurence Cassio, Introduction à la Comptabilité, 5e édition, Nathan,
France,2010, p27.
- 3محمد مبروك أبو زيد ،مرجع سابق ،ص .00
-إبراهيم الجابر ،مرجع سابق ،ص .00 4
- 5أمين السيد أحمد لطفي ،المحاسبة الدولية " الشركات المتعددة الجنسية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0110 ،ص .01
55
المحاسبة المالية الفصل األول:
- 2مفتاح علي السائح ،المحاسبة الدولية ،دار التقدم العلمي ،عمان ،0100 ،ص.00
56
المحاسبة المالية الفصل األول:
-تقي ـ ـ ــيم دور المحاس ـ ـ ــبة ف ـ ـ ــي اقتص ـ ـ ــاديات الش ـ ـ ــركات وال ـ ـ ــدول المختلف ـ ـ ــة ومس ـ ـ ــاعدتها ف ـ ـ ــي التع ـ ـ ــرف
على أسباب نجاح أو فشل األنظمة المحاسبية ومن ثم المساعدة في تطويرها؛
-العم ـ ــل عل ـ ــى جع ـ ــل القـ ـ ـوائم المالي ـ ــة للمؤسس ـ ــات أكث ـ ــر دولي ـ ــة م ـ ــن خ ـ ــالل تس ـ ــهيل قـ ـ ـراءة القـ ـ ـوائم
المالية وجعلها قابلة للمقارنة والتحقق.
-توفير الحلول للمشاكل المحاسبية المتجددة؛
-تسـ ــهيل عمليـ ــة المراجعـ ــة أمـ ــام شـ ــركات المحاسـ ــبة الدوليـ ــة وزيـ ــادة الثقـ ــة فـ ــي الق ـ ـوائم الماليـ ــة علـ ــى
المستوى الدولي.
تبـ ــاين أسـ ــس تقيـ ــيم المؤسسـ ــة والتـ ــي تعـ ــد محـ ــل جـ ــدل كثيـ ــر ،إذ أنـ ــه كلمـ ــا اسـ ــتقرت أسـ ــس تقيـ ــيم
األصـ ـ ــول والت ازمـ ـ ــات المؤسسـ ـ ــة فـ ـ ــي دول مختلفـ ـ ــة كلمـ ـ ــا سـ ـ ــهل ذلـ ـ ــك مـ ـ ــن وجـ ـ ــود معـ ـ ــايير محاسـ ـ ــبية
دولية متعارف عليها؛
كم ــا يع ــرف بأن ــه " :عملي ــة تقلي ــل الف ــروق ف ــي تطبيق ــات التقري ــر الم ــالي فيم ــا ب ــين ال ــدول مم ــا ي ــؤدي
إلـ ــى زيـ ــادة إمكانيـ ــة مقارنـ ــة الق ـ ـوائم الماليـ ــة وتتضـ ــمن عمليـ ــة التوافـ ــق تطـ ــوير مجموعـ ــة مـ ــن معـ ــايير
المحاســ ــبة الدوليــ ــة الواجـ ـ ــب تطبيقهــ ــا فـ ـ ــي مختلـ ـ ــف دول العـ ـ ــالم ،وذلـ ـ ــك لزيـ ـ ــادة عالميــ ــة أس ـ ـ ـواق رأس
()2
المال ".
ويعـ ــرف أيضـ ــا بأنـ ــه " :محاولـ ــة لجمـ ــع األنظمـ ــة المحاسـ ــبية المختلفـ ــة مـ ــع بعضـ ــها فهـ ــي عمليـ ــة مـ ــزج
()3
وتوحيد الممارسات المحاسبية المتنوعة في هيكل منهجي مرتب ،يعطي نتائج متناسقة" .
مـــن خـ ــالل التعـ ــاريف السـ ــابقة يمكـ ــن القـ ــول أن التوافـ ــق المحاسـ ــبي الـ ــدولي ه ــو محاولـ ــة إيجـ ــاد درجـ ــة
م ـ ــن اإلنس ـ ــجام ف ـ ــي التطبيق ـ ــات المحاس ـ ــبية المختلف ـ ــة وايج ـ ــاد إط ـ ــار منهج ـ ــي يعط ـ ــي نت ـ ــائج متناس ـ ــقة
يمكن فهمها وتفسيرها دوليا
- 1فريديريك تشوي وآخرون ،المحاسبة الدولية ،تعريب محمد عصام الدين زايد ،أحمد حامد حجاج ،دار المريخ للنشر،
السعودية ،0110 ،ص .001
- 2ثناء القباني ،المحاسبة الدولية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0110 – 0110 ،ص .061
-3محمد المبروك أبو زيد ،مرجع سابق ،ص .068
58
المحاسبة المالية الفصل األول:
-إمكانيـ ـ ــة مقارنـ ـ ــة المعلومـ ـ ــات الماليـ ـ ــة الدوليـ ـ ــة ،وتسـ ـ ــتبعد مثـ ـ ــل هـ ـ ــذه المقارنـ ـ ــة سـ ـ ــوء الفهـ ـ ــم حـ ـ ــول
إمكاني ـ ــة االعتمــ ــاد علــ ــى القـ ـ ـوائم الماليــ ــة األجنبيــ ــة وتزي ـ ــل أح ـ ــد أه ـ ــم معوق ـ ــات ت ـ ــدفق االســ ــتثمارات
الدولية.
-أمـ ـ ــا المي ـ ـ ـزة الثانيـ ـ ــة وهـ ـ ــي أن التوافـ ـ ــق سـ ـ ــيؤدي إلـ ـ ــى تـ ـ ــوفير الوقـ ـ ــت والنقـ ـ ــود التـ ـ ــي تنفـ ـ ــق لتوحيـ ـ ــد
المعلومـ ــات الماليـ ــة المتغـ ــايرة عنـ ــدما يتطلـ ــب أكثـ ــر مـــن مجموعـ ــة مـ ــن التق ــارير أن تتماشـ ــى مـ ــع عـ ــدة
قوانين وممارسات مختلفة .
-والمي ـ ـزة الثالثـ ــة التـ ــي يمكـ ــن الحصـ ــول عليهـ ــا مـ ــن التوافـ ــق هـ ــي رفـ ــع مسـ ــتوى المعـ ــايير المحاسـ ــبية
بقدر اإلمكان وأن تتماشى مع الظروف االقتصادية والقانونية واالجتماعية.
-إال أن هن ـ ــاك م ـ ــن ي ـ ــرى ص ـ ــعوبة ف ـ ــي فه ـ ــم وترجم ـ ــة المعلوم ـ ــات المحاس ـ ــبية المع ـ ــدة وفق ـ ــا ل ـ ــنظم
محاسـ ـ ــبية غيـ ـ ــر محليـ ـ ــة ،ويـ ـ ــرون أن التناسـ ـ ــق سـ ـ ــيجعل مـ ـ ــن السـ ـ ــهل علـ ـ ــى مسـ ـ ــتخدمي المعلومـ ـ ــات
المالي ـ ــة الترجم ـ ــة الص ـ ــحيحة له ـ ــذه المعلوم ـ ــات وبالت ـ ــالي يمك ـ ــنهم اتخ ـ ــاذ قـ ـ ـ اررات أفض ـ ــل بن ـ ــاء علــ ــى
هذه المعلومات.
العديـ ــد مـ ــن الـ ــدول وخاصـ ــة الناميـ ــة منهـ ــا ال توجـ ــد بهـ ــا منظمـ ــات للمحاسـ ــبة المهنيـ ــة وتفتقـ ــر إلـ ــى
مع ـ ــايير محاســ ــبية ومراجعــ ــة معتمــ ــدة وبالتــ ــالي فــ ــإن تبنيه ـ ــا للمع ـ ــايير المحاس ـ ــبية ســ ــوف يــ ــوفر لهــ ــا
المال والوقت إلنشاء نظم محاسبية في هذه الدول.
إن طبيعـ ــة عمـ ــل المؤسسـ ــات التـ ــي تعمـ ــل فـ ــي مجـ ــال المحاسـ ــبة الدوليـ ــة ،تنتشـ ــر فـ ــي العديـ ــد مـ ــن
الـ ــدول لتقـ ــوم بمراجعـ ــة الحسـ ــابات الشـ ــركات متعـ ــددة الجنسـ ــية وأحيانـ ــا الشـ ــركات المحليـ ــة فـ ــي الـ ــدول
الت ــي توج ــد به ــا ،وم ــن ث ــم ف ــإن التواف ــق ال ــدولي للمحاس ــبة سيس ــهل لش ــركات المحاس ــبة الدولي ــة القي ــام
بأعمالهـ ـ ــا وبأقـ ـ ــل التكـ ـ ــاليف وهـ ـ ــو مـ ـ ــا يـ ـ ــنعكس كـ ـ ــذلك علـ ـ ــى الشـ ـ ــركات المراجعـ ـ ــة حيـ ـ ــث يتوقـ ـ ــع أن
تنخفض تكاليف مراجعتها أيضا.
إن زي ـ ــادة ونم ـ ــو األنش ـ ــطة االقتص ـ ــادية الدولي ـ ــة ،وك ـ ــذا زي ـ ــادة اعتم ـ ــاد ال ـ ــدول عل ـ ــى بعض ـ ــها فيم ـ ــا
يتعلق بالتجارة الدولية وتدفق االستثمارات يجعل التوافق المحاسبي أم ار مرغوبا فيه.
إن التوافـ ــق المحاسـ ــبي الـ ــدولي يمكـ ــن أن يسـ ــهل علـ ــى الشـ ــركات عمليـ ــة الحصـ ــول علـ ــى التمويـ ــل
ال ـ ــالزم ف ـ ــي حال ـ ــة ع ـ ــدم كفاي ـ ــة المـ ـ ـوارد المحلي ـ ــة ،وك ـ ــذا م ـ ــن خ ـ ــالل إعط ـ ــاء الش ـ ــركة فرص ـ ــة أخ ـ ــرى
للحصول على األموال من خارج حدود الدولة الموجودة بها.
مـ ــن المتوقـ ــع أن يسـ ــاهم التوافـ ــق المحاسـ ــبي مـ ــن رفـ ــع مسـ ــتوى مهنـ ــة المحاسـ ــبة فـ ــي دول العـ ــالم،
حيـ ـ ــث أن الـ ـ ــدول التـ ـ ــي توجـ ـ ــد بهـ ـ ــا أنظمـ ـ ــة محاسـ ـ ــبية ضـ ـ ــعيفة وبدائيـ ـ ــة سـ ـ ــوف تحفـ ـ ــز علـ ـ ــى اتخـ ـ ــاذ
اإلج ـ ـراءات الالزمـ ــة لتبنـ ــي وتشـ ــغيل األنظمـ ــة المحاسـ ــبية الدوليـ ــة كمـ ــا قـ ــد يسـ ــاهم فـ ــي رفـ ــع مس ـ ــتوى
النظم المحاسبية بها.
تعتب ـ ــر الضـ ـ ـرائب ف ـ ــي ك ـ ــل دول ـ ــة أح ـ ــد المص ـ ــادر الرئيس ـ ــية الت ـ ــي تتطل ـ ــب الخ ـ ــدمات المحاس ـ ــبية
وبم ـ ـ ــا أن نظ ـ ـ ــام الضـ ـ ـ ـرائب يختل ـ ـ ــف م ـ ـ ــن دول ـ ـ ــة إل ـ ـ ــى أخ ـ ـ ــرى فإن ـ ـ ــه م ـ ـ ــن المتوق ـ ـ ــع أن تك ـ ـ ــون هن ـ ـ ــاك
إختالفات في المبادئ والممارسات المحاسبية على المستوى الدولي؛
مـ ــن العوائـ ــق التـ ــي تقـ ــف أمـ ــام التوافـ ــق المحاسـ ــبي الـ ــدولي هـ ــو الشـ ــروط الصـ ــارمة التـ ــي تضـ ــعها
بعض المنظمات المهنية لممارسة المحاسبة والتي تحد من عالمية المحاسبة المهنية؛
كم ـ ــا أن هنـ ـ ــاك مــ ــن يـ ـ ــرى أن عمليــ ــة التوافـ ـ ــق المحاس ـ ــبي ال ـ ــدولي عملي ـ ــة معق ـ ــدة ومكلفــ ــة جــ ــدا
تفوق المنفعة من ورائها لذا فهي ال تستحق كل هذه الجهود؛
قـ ــد يكـ ــون شـ ــعور الـ ــبعض بالقوميـ ــة أو التعصـ ــب القـ ــومي حـ ــائال ال يقـ ــف دون قبـ ــول أي شـ ــيء
مـ ـ ــن الخـ ـ ــارج؛ ولهـ ـ ــذا قـ ـ ــد يعتبـ ـ ــر الـ ـ ــبعض أن فـ ـ ــرض أو إل ـ ـ ـزام دولـ ـ ــة مـ ـ ــا بـ ـ ــبعض الممارسـ ـ ــات مـ ـ ــن
المعـ ـ ــايير المحاسـ ـ ــبية الدوليـ ـ ــة مـ ـ ــن جهـ ـ ــات خارجيـ ـ ــة بمثابـ ـ ــة مسـ ـ ــاس بسـ ـ ــيادتها ولـ ـ ــيس مـ ـ ــن السـ ـ ــهل
االستجابة له وقبوله.
التفـ ــاوت االقتصـ ــادي ب ـ ــين الـ ــدول الناميـ ــة وال ـ ــدول المتقدمـ ــة يجعـ ــل م ـ ــن احتياجـ ــات البيئـ ــة لن ـ ــوع
وشكل المعلومات في كل من المجموعتين مختلفة اختالفا جوهريا.
إن االخ ـ ـ ــتالف فــ ـ ــي لغــ ـ ــات الــ ـ ــدول قــ ـ ــد يقـ ـ ـ ــف عائق ـ ـ ــا دون سـ ـ ـ ــهولة فه ـ ـ ــم واس ـ ـ ــتيعاب الكلمــ ـ ــات
والمف ـ ــاهيم الت ـ ــي تعب ـ ــر ع ـ ــن نـ ـ ـواحي فني ـ ــة ف ـ ــي المحاس ـ ــبة ،وه ـ ــو م ـ ــا دع ـ ــا لجن ـ ــة المع ـ ــايير المحاس ـ ــبية
الدولي ـ ــة إلــ ــى تعري ـ ــف المصـ ـ ــطلحات الفني ـ ــة بعنايــ ــة تام ـ ــة عن ـ ــد وض ـ ــعها لتل ـ ــك المع ـ ــايير المحاســ ــبية
حتى تتجنب فهم المعايير بمعاني مختلفة من الدول المختلفة.
مـ ـ ــن ضـ ـ ــمن العوائـ ـ ــق أمـ ـ ــام التوافـ ـ ــق الـ ـ ــدولي للمحاسـ ـ ــبة هـ ـ ــو أن بعـ ـ ــض الـ ـ ــدول ال توجـ ـ ــد به ـ ـ ــا
منظمـ ــات حكوميـ ــة أو غيـ ــر حكوميـ ــة مسـ ــؤولة عـ ــن اإلش ـ ـراف ومراقبـ ــة االلت ـ ـزام بالمعـ ــايير المحاسـ ــبية
المقبولـ ـ ــة .وعليـ ـ ــه فعـ ـ ــدم وجـ ـ ــود هـ ـ ــذه المنظمـ ـ ــات بالعديـ ـ ــد مـ ـ ــن الـ ـ ــدول الناميـ ـ ــة خاصـ ـ ــة يجعـ ـ ــل مـ ـ ــن
الصعب إلزام الشركات المحاسبية بمعايير المحاسبة الدولية.
وتج ـ ــدر اإلش ـ ــارة أن هن ـ ــاك م ـ ــن ينتق ـ ــد عملي ـ ــة التواف ـ ــق المحاس ـ ــبي ال ـ ــدولي عل ـ ــى أنه ـ ــا فكـ ـ ـرة متحيـ ـ ـزة،
وان عملي ـ ــة التواف ـ ــق المحاس ـ ــبي ال ـ ــدولي ال تلب ـ ــي احتياج ـ ــات ال ـ ــدول النامي ـ ــة ب ـ ــل ه ـ ــي إدراك لنـ ـ ـواقص
األنظم ـ ــة المحاس ـ ــبية فــ ــي أمريك ـ ــا وبريطاني ـ ــا ومحاولــ ــة جعله ـ ــا أكث ـ ــر مالئم ـ ــة وت ـ ــداخال والمحاســ ــبون
األمريكيون والبريطانيون يفرضون بشكل تدريجي هذا النظام على الدول النامية.
61
المحاسبة المالية الفصل األول:
تلبيـ ـ ــة احتياجـ ـ ــات الهيئـ ـ ــات الحكوميـ ـ ــة المش ـ ـ ـرفة علـ ـ ــى التخطـ ـ ــيط فـ ـ ــي الـ ـ ــدول التـ ـ ــي تعتمـ ـ ــد هـ ـ ــذه
السياسة.
السماح ألطراف داخل المؤسسة مثل العمال بالحصول على المعلومات المحاسبية.
تحسين طرق مسك المحاسبة بما يمكن من إظهار الصورة الصادقة وأكثر واقعية؛
توفير أفضل فهم للمحاسبة وسهولة أكبر إلجراء عمليات الرقابة عليها؛
السماح بإجراء المقارنات عبر الزمن وبين المؤسسات؛
تسهيل عمليات تجميع الحسابات؛
إعداد اإلحصائيات بشكل جيد حول أنشطة المؤسسات.
()1
فوائد التوحيد المحاسبي :يمكن تلخيص فوائد التوحيد المحاسبي فيما يلي:
-1عمر لشهب ،تقييم النظام المحاسبي المالي الجزائري ،مكتبة الوفاء القانونية للنشر ،اإلسكندرية ،0100 ،ص .10
-2رفيق يوسفي ،النظام المحاسبي المالي بين االستجابة للمعايير الدولية ومتطلبات التطبيق ،مذكرة ماجستير،غير
منشورة ،محاسبة وتدقيق ،جامعة تبسة ،0100/0101، ،ص ص.08 ،06
63
المحاسبة المالية الفصل األول:
احتياج ـ ـ ــات مختل ـ ـ ــف مس ـ ـ ــتخدمي المعلوم ـ ـ ــات المحاس ـ ـ ــبية ،ل ـ ـ ــذا يج ـ ـ ــب عل ـ ـ ــى المع ـ ـ ــايير الت ـ ـ ــي تحك ـ ـ ــم
عملية التوحيد أن تكون مرنة وقابلة للتفسير من عدة جوانب.
كمــ ــا أن غيـ ـ ــاب خاصـ ـ ــية التجديـ ـ ــد للمعـ ـ ــايير المحاسـ ـ ــبية مـ ـ ــن خـ ـ ــالل غيـ ـ ــاب وظيفـ ـ ــة االتصـ ـ ــال بـ ـ ــين
هيئــ ــات التوحيــ ــد واألط ـ ـ ـراف المســ ــتقبلية للمعــ ــايير ،زاد م ـ ــن ح ـ ــدة ه ـ ــذا المشـ ـ ــكل ألننــ ــا أصــ ــبحنا فــ ــي
()1
وضعية شبه قطيعة بين الهيئات المكلفة بالتوحيد واألطراف المعنية به.
خالصة الفصل:
ارتبط ـ ـ ـ ـت المحاسـ ـ ـ ــبة الماليـ ـ ـ ــة بـ ـ ـ ــالتطور االقتص ـ ـ ـ ــادي واالجتمـ ـ ـ ــاعي عبـ ـ ـ ــر مختلـ ـ ـ ــف العص ـ ـ ـ ــور
واسـ ــتجابة لمختلـ ــف التط ـ ــورات التـ ــي حص ـ ــلت وفـ ــي ظـ ــل الواق ـ ــع االقتصـ ــادي المتط ـ ــور الـ ــذي يش ـ ــهده
الع ـ ــالم ،تمك ـ ــن مفك ـ ــروا وممارسـ ـ ـوا المحاس ـ ــبة م ـ ــن إرس ـ ــاء مب ـ ــادئ وف ـ ــروض وقواع ـ ــد محاس ـ ــبية والت ـ ــي
لقيـ ـ ـ ــت قب ـ ـ ـ ـوال عامـ ـ ـ ــا ،فالمحاسـ ـ ـ ــبة الماليـ ـ ـ ــة تسـ ـ ـ ــتجيب وتواكـ ـ ـ ــب مختلـ ـ ـ ــف التطـ ـ ـ ــورات الحاصـ ـ ـ ــلة فـ ـ ـ ــي
محيطهـ ـ ــا ،والج ازئـ ـ ــر وكغيرهـ ـ ــا مـ ـ ــن دول العـ ـ ــالم سـ ـ ــعت لتكييـ ـ ــف نظامهـ ـ ــا المحاسـ ـ ــبي وفـ ـ ــق معـ ـ ــايير
المحاسـ ـ ــبة الدوليـ ـ ــة مـ ـ ــن خـ ـ ــالل النظـ ـ ــام المحاسـ ـ ــبي المـ ـ ــالي أو مـ ـ ــا يعـ ـ ــرف بالمحاسـ ـ ــبة الماليـ ـ ــة وفـ ـ ــي
خضـ ــم الممارسـ ــات المحاسـ ــبية المختلف ـ ـة وسـ ــعيا إليجـ ــاد لغـ ــة محاسـ ــبية دوليـ ــة كـ ــان البـ ــد مـ ــن جهـ ــود
إليج ـ ــاد ن ـ ــوع م ـ ــن التواف ـ ــق ف ـ ــي الممارســ ــات المحاس ـ ــبية وتض ـ ــيف فج ـ ــوة الختالف ـ ــات واالتج ـ ــاه نحــ ــو
توحيد العمل المحاسبي.
66