‫تاريخ المحاسبة اإلدارية ونظرة جديدة لبطاقة األداء المتوازن اإلسالمية‬

‫ملخص‬
‫تصف هذه الورقة تاريخ المحاسبة اإلدارية من العصر القديم ‪ ،‬حقبة القرون الوس طى إلى‬
‫عصر التحليل التنبئي‪ .‬إن نظام المحاسبة وإدارة التك اليف الح ديث ال ذي نعرف ه الي وم ه و نت اج‬
‫نظ ام تم تنفي ذه مس ب ًقا بس بب العالق ة الوثيق ة بين النظ ام الح الي والنظ ام الس ابق‪ .‬تس تخدم ه ذه‬
‫الدراسة نهجً ا نوعيًا ألنها تص ف ت اريخ وتط ور المحاس بة اإلداري ة وأهمي ة المحاس بة اإلداري ة‬
‫وتق دم رؤى جدي دة ح ول مفه وم ‪ BSC‬اإلس المي‪ .‬تكش ف نت ائج ه ذه الدراس ة أن ممارس ات‬
‫المحاسبة اإلدارية الحالية مثل الوقت المناسب ‪ ،‬والتكلفة المستهدفة ‪ ،‬والتكلفة على أساس النشاط‬
‫‪ ،‬وإدارة القيمة المضافة ‪ ،‬والميزنة الصفرية لم تعد قادرة على تلبية االحتياجات اإلدارية المعقدة‬
‫بش كل متزاي د‪ .‬يت أثر تط وير المحاس بة اإلداري ة حال ًي ا بش دة ب التطور الس ريع لتكنولوجي ا‬
‫المعلومات ‪ ،‬بما في ذلك الذكاء االصطناعي و ‪ .blockchain‬يص ف ه ذا المق ال ً‬
‫أيض ا رؤى‬
‫جديدة فيما يتعلق بمفهوم بطاقة األداء المت وازن من منظ ور إس المي على أس اس أربع ة مب ادئ‬
‫أساسية ‪ ،‬وهي األخوة (األخوة) ‪ ،‬والعدالة (العدالة) ‪ ،‬والمصلحة ‪ ،‬والتوازن‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫المحاسبة اإلدارية هي أحد مجاالت المحاسبة التي تتعامل مع المفاهيم واألس اليب المناس بة في‬
‫معالج ة البيان ات االقتص ادية الس ابقة ووض ع التوقع ات المس تقبلية لألعم ال التجاري ة لمس اعدة‬
‫اإلدارة في إعداد خطط الشركة (األهداف) واتخاذ القرارات لتحقي ق ه ذه األه داف (‪Kautsar‬‬
‫‪ & Riza Salman‬فريد ‪ .)2017 ،‬تساعد ممارسات المحاسبة اإلدارية الشركات على البقاء‬
‫في خضم المنافسة التجارية المتزايدة والتغ يرات في ع الم األعم ال‪ .‬ت وفر ممارس ات المحاس بة‬
‫اإلدارية م يزة تنافس ية مهم ة للش ركات ألنه ا ت وفر التوجي ه في اإلج راءات اإلداري ة ‪ ،‬وتحف ز‬
‫السلوك ‪ ،‬وتدعم وتخل ق القيم الثقافي ة الالزم ة لتحقي ق األه داف االس تراتيجية للمنظم ة‪ .‬ترتب ط‬
‫المحاسبة اإلدارية في المقام األول بحاجة اإلدارة إلى إجراء تقييمات األداء ‪ ،‬وإجراء التق ديرات‬
‫المستقبلية واتخاذ القرارات التجارية‪.‬‬
‫المعلومات المحاسبية اإلدارية الجيدة وف ًق ا لـ ‪ Sharkar‬و ‪ Sobhan‬و )‪Sultana (2006‬‬
‫لها ثالث سمات تشمل‪ :‬التقنية والسلوكية والثقافة‪ .‬تعني التقني ة أن معلوم ات المحاس بة اإلداري ة‬
‫يمكن أن تحسن فهم الظواهر المقاس ة وت وفر المعلوم ات ذات الص لة ب القرارات اإلس تراتيجية‪.‬‬
‫الس لوك يع ني أن معلوم ات المحاس بة اإلداري ة يمكن أن تش جع اإلج راءات ال تي تتواف ق م ع‬
‫األهداف اإلستراتيجية للمنظمة‪ .‬تعني الثقاف ة أن معلوم ات المحاس بة اإلداري ة يمكن أن ت دعم أو‬
‫تخلق القيم والمعتقدات والعقلية الثقافية في المنظمة والمجتمع‪.‬‬
‫من المتوقع أن تكون المحاسبة اإلدارية قادرة على توفير معلومات جيدة لمستخدميها كما وصفها‬
‫)‪ .Sharkar et al. (2006‬ومع ذلك ‪ ،‬تشير نتائج الدراسة إلى أن هناك فجوة تنشأ بين دور‬
‫محترفي المحاسبة اإلداري ة وتوقع ات المجتم ع من مح ترفي المحاس بة اإلداري ة‪ .‬تم ش رح ه ذه‬
‫الفج وة بالكام ل من قب ل )‪ ، H Thomas Johnson and Kaplan (1987‬حيث فق د‬
‫مصطلح المحاسبة اإلدارية أهميته‪.‬‬
‫تتكون مناقشة هذه المقالة من عدة أج زاء‪ .‬يص ف الج زء األول من ه ذه المقال ة مرحل ة تط وير‬
‫المحاس بة اإلداري ة ‪ ،‬وال تي تم اقتباس ها من مق ال كتب ه ‪ Sharkar‬وآخ رون‪ )2006( .‬و‬
‫)‪ ، Cokins (2016‬الذي يصف تقس يم ممارس ات المحاس بة اإلداري ة من وقت آلخ ر وال تي‬
‫أصبحت فيما بعد أساسً ا لكتابة القس م الف رعي الت الي‪ .‬يص ف القس م الث اني ممارس ات المحاس بة‬
‫اإلدارية في العصر القديم قبل عام ‪ ، 1494‬وهو العام الذي كتب فيه الكتاب لوك اس باتش يولي‪.‬‬
‫يصف القسم الثالث حقبة القرون الوسطى ‪ ،‬التي حدثت في القرن الخامس عشر إلظه ار تش كيل‬
‫المحاسبة الصناعية‪ .‬يصف القسم الرابع ممارسات المحاس بة اإلداري ة ال تي ح دثت ح تى الق رن‬
‫التاسع عشر ‪ ،‬حيث اعتقد عدد من الباحثين أنه في هذا العصر كان هن اك تط ور مهم للغاي ة في‬
‫محاسبة التكاليف‪ .‬يصف القسم الرابع ممارسات المحاسبة اإلدارية في الق رن العش رين ‪ ،‬وال تي‬
‫تم تقسيمها إلى ممارسات قبل وبعد عام ‪ .1950‬وقد تم اقتباس القسمين الثالث والراب ع من ه ذه‬
‫المقال ة على نط اق واس ع في كتب كتبه ا ‪H Thomas Johnson and Kaplan‬‬
‫‪ Cokins‬و‬ ‫‪ Sharkar‬آل‪ )2006( .‬و )‪(2016‬‬ ‫االت من ‪et‬‬ ‫)‪ ، (1987‬ومق‬
‫‪ Rikhardsson‬و )‪ Yigitbasioglu (2018‬و )‪ Yook (2019‬و ‪ Warren Jr‬و‬
‫‪ Moffitt‬و )‪ .Byrnes (2015‬يلخص القسم الخامس رؤى جديدة حول بطاقة األداء المتوازن‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬وهو مفهوم ‪ BSC‬قائم على أربعة مبادئ للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
 ‫المنهجية‬
‫تستخدم هذه الورقة نهجً ا نوعيًا في شكل نهج ببليوغرافي لفهم أفضل لت اريخ المحاس بة اإلداري ة‬
‫في الماضي ‪ ،‬وممارسات المحاسبة اإلدارية الحالية ‪ ،‬وأحدث مفهوم لبطاقة األداء المت وازن من‬
‫منظور إسالمي‪ .‬تش ير المنهجي ة المس تخدمة إلى ب يرج ومادس ن (‪ ، )2020‬حيث تح اول ه ذه‬
‫الورق ة توحي د الص ورة الفسيفس ائية من خالل تجمي ع األبح اث الحالي ة ح ول ت اريخ المحاس بة‬
‫اإلدارية من مصادر أكاديمية وممارسين مختلفة‪ .‬والجدي د في ه ذه الورق ة ه و أنه ا تكش ف عن‬
‫الفكرة األصلية لمفهوم بطاقة األداء المتوازن اإلسالمية كما هو موضح في نهاية الورقة‪.‬‬

‫مرحلة إدارة محاسبة التنمية‬

‫ينقس م تط ور المحاس بة اإلداري ة كم ا أوض حه )‪ Shotter (1999‬إلى خمس مراح ل من‬
‫التطوير ‪ ،‬وهي‪ )1( :‬الفترة األولية لمحاسبة التكاليف حتى عام ‪( 1880‬أوائل عام ‪ )1880‬؛ (‬
‫‪ )2‬فترة اإلدارة العلمية ‪ 1914-1880‬؛ (‪ )3‬فترة حربين عالميتين (‪ )1945-1914‬؛ (‪)4‬‬
‫فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية (‪ )1970-1945‬؛ و (‪ )5‬فترة ما بعد ‪ .1970‬عيب مرحلة‬
‫التطوير وف ًقا لـ )‪ ، Shotter (1999‬هو أنها لم تفصل الفترة األولي ة لحس اب التك اليف ح تى‬
‫ع ام ‪ 1880‬إلى الف ترة ال تي س بقت وبع د الكت اب ال ذي نش ره ‪ Lucas Paccioli‬م ع مس ك‬
‫الدفاتر في عام ‪ .1494‬في القرن الرابع عش ر ‪ ،‬حق ق ه ذا تق دمًا كب يرً ا في ع الم المحاس بة في‬
‫ذلك الوقت‪ .‬باحثون آخرون مثل )‪ ، Cokins (2016‬ممارسات المحاسبة اإلداري ة المنفص لة‬
‫قبل وبعد القرن الخامس عشر على وجه التحديد باستخدام ‪ 1494‬كسنة منفصلة‪.‬‬
‫وف ًقا لـ )‪ ، Cokins (2016‬ينقسم تط وير المحاس بة اإلداري ة إلى ‪ 6‬عص ور ‪ ،‬وهي العص ر‬
‫القديم ‪ ،‬وعصر القرون الوسطى ‪ ،‬والعص ر الص ناعي ‪ ،‬وعص ر االمتث ال التنظيمي ‪ ،‬وعص ر‬
‫العمالء ‪ ،‬وعصر التحليل التنبئي‪ .‬التوزيع وف ًقا لـ )‪ Cokins (2016‬هو أس اس علم الاله وت‬
‫النظ امي في كتاب ة ه ذا المق ال‪ .‬وم ع ذل ك ‪ ،‬بن ا ًء على النظ ر من خالل النظ ر في العدي د من‬
‫المقاالت األخرى ‪ ،‬يتم تقسيم مرحلة تطوير المحاس بة اإلداري ة وف ًق ا للمؤل ف إلى أرب ع مراح ل‬
‫تحتاج إلى شرح ‪ ،‬وهي مرحلة ‪ /‬عصر من قديم قبل الميالد إلى القرن الخ امس عش ر ‪ ،‬عص ر‬
‫القرن الخامس عشر ( العصور الوسطى) ‪ ،‬وعصر أوائل القرن التاسع عش ر ‪ ،‬وعص ر الق رن‬
‫العشرين عُرفت حقبة أوائل القرن التاسع عشر بالعصر الصناعي ‪ ،‬بينم ا تم تقس يم حقب ة الق رن‬
‫العشرين المعروفة باسم عصر التحليل التنبئي إلى قسمين ‪ ،‬وهما حقبة ما قبل ع ام ‪ 1950‬وم ا‬
‫بعده‪ .‬إذن هناك أربع عصور سيتم مناقشتها في المناقشة القادمة‪.‬‬

‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في العصر القديم‬

‫في الفترة التي سبقت الثورة الصناعية ‪ ،‬كان التقدم االقتصادي بشكل رئيسي في الشرق األوسط‬
‫والشرق (‪ .)Shotter ، 1999‬يستند وصف ممارسات المحاسبة اإلداري ة في العص ر الق ديم‬
‫إلى مقاالت كتبها شوتر (‪.)1999‬‬
‫تعود بعض أقدم السجالت التجارية إلى الحضارات الكلدانية البابلي ة واآلش ورية والس ومرية‪ .‬تم‬
‫إنشاء أنواع مختلفة من األعمال التجارية الصغيرة والخدمات الصناعية وأقدم السجالت معروفة‬
‫من الوثائق التجارية المؤرخة ‪ 3500‬قبل الميالد (ش وتر ‪ .)1999 ،‬في باب ل ‪ ،‬يتطلب الق انون‬
‫الرسمي ت دوين المالحظ ات‪ .‬وأش هرها ه و ق انون حم ورابي ‪ ،‬ال ذي يتطلب من ال وكالء ال ذين‬
‫يبيعون البضائع للتجار تقديم مذكرة تسعير للتجار‪ .‬يتم تخ زين ك ل ه ذه الس جالت على أق راص‬
‫طيني ة (ش وتر ‪ .)1999 ،‬من الممارس ات الحالي ة ‪ ،‬يمكنن ا أن نج د أن ‪ 3500‬قب ل الميالد من‬
‫المجتمع في ذل ك ال وقت ق د اس تخدموا أدل ة أو وث ائق للمع امالت ال تي نف ذوها على ال رغم من‬
‫محدودية شكلها ووظيفتها واستخداماتها‪.‬‬

‫في مصر ‪ ،‬فإن إدخال ورق البردي كسطح للكتابة يجع ل الكتاب ة أق ل عملي ة ويس مح باس تخدام‬
‫أوسع للوثائق الداعمة‪ .‬على الرغم من التق دم األولي مقارن ة بالماض ي ‪ ،‬فق د ظ ل التط ور ش به‬
‫راكد لعدة آالف من السنين (‪ .))Shotter ، 1999‬من المحتمل أن يكون ه ذا الرك ود بس بب‬
‫عدم قدرة المجتمع في ذلك ال وقت على التعب ير عن البض ائع بالوح دات النقدي ة ‪ ،‬وال تي ترتب ط‬
‫بالقياس‪.‬‬
‫خالل عه د أس رة تش او في الص ين (‪ 256-1122‬قب ل الميالد) ‪ ،‬وص لت المحاس بة إلى ذروة‬
‫تطورها والتي بالكاد زادت قبل أن تدخل تقنية القيد المزدوج‪ .‬استخدمت أسرة الفوضى في ذل ك‬
‫الوقت العمالت المعدنية ‪ ،‬وطوّ رت مفه وم اإلدارة المالي ة والمس اءلة ال ذي ك ان تط ورً ا لألس ر‬
‫السابقة ‪ ،‬ساللة هسيا (‪ 1766-2206‬قبل الميالد) وأس رة ش انغ (‪ 1122-1766‬قب ل الميالد)‬
‫(شوتر ‪ .)1999 ،‬تم إنشاء النقود في اليون ان ح والي ‪ 630‬قب ل الميالد‪ .‬واح د من أق دم وأك بر‬
‫س جالت نظ ام محاس بة المس اءلة احتف ظ ب ه زين ون ‪ ،‬م دير العق ارات الخاص ة ووزي ر المالي ة‬
‫لبطليموس الثاني في ‪ 256‬قبل الميالد‪ .‬يجب على كل مشرف من القطاع العقاري إنشاء حساب‬
‫لجميع المعامالت‪ .‬يتم تلخيص هذه الحسابات وتدقيقها بانتظام‪ .‬انتش ر ه ذا النظ ام المحاس بي في‬
‫جمي ع أنح اء البح ر األبيض المتوس ط والش رق األوس ط وتم اعتم اده وتعديل ه الح ًق ا من قب ل‬
‫الرومان‪ .‬الغرض األساسي من هذا النظام المحاسبي هو حماية المال ك (‪.)Shotter ، 1999‬‬
‫خالل الفترة حتى ‪ 256‬قبل الميالد ‪ ،‬وصلت المحاسبة اإلدارية إلى ذروته ا بم ا يتج اوز الف ترة‬
‫السابقة ألنه في ذلك الوقت تم إنشاء مركز للمساءلة وكان التعرف على عملي ات ت دقيق البيان ات‬
‫المالية ال ي زال بس ً‬
‫يطا للغاي ة‪ .‬وبالمث ل ‪ ،‬تم تنفي ذ حماي ة حق وق المال ك من خالل اعتم اد نظ ام‬
‫محاسبي‪.‬‬

‫تم العثور أي ً‬
‫ضا على ممارسات المحاسبة اإلدارية القديمة في الهند كما وج دها ‪Murthy and‬‬
‫)‪ .Rooney (2018‬تم تط بيق ممارس ات المحاس بة اإلداري ة على المس توى التنظيمي في‬
‫المجتم ع الق ديم ال ذي أطل ق علي ه ف ترة موري ان (‪ 185-322‬قب ل الميالد)‪ .‬تم تط بيق اإلنف اذ‬
‫االقتصادي واألخالقي على سلوك الشخصيات في الحياة اليومية لمنظمة موريا بحيث يتكيف كل‬
‫فاعل في المنظمة مع القيم والمعايير المقبولة اجتماعيًا‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬ال يمكن ألي من األشكال القديمة تقديم المساعدة لصنع الق رار أو محاس بة التك اليف‪.‬‬
‫حتى الثورة الصناعية ‪ ،‬جعلت السجالت الثابتة من المستحيل فصل التكاليف على أساس خطوط‬
‫اإلنتاج ولم تفصل التكاليف على أساس اإلنفاق الرأسمالي ونفقات اإليرادات‪ .‬ينتج عن ه ذا ع دم‬
‫الق درة على تق دير ربحي ة المنتج ‪ ،‬أو االس تثمار الرأس مالي ‪ ،‬أو زي ادة االس تثمار في العمال ة‬
‫(شوتر ‪ .)1999 ،‬كان الحد من الممارسة التي تم تطويرها في ذلك الوقت هو عدم وجود ت أثير‬
‫المحاس بة اإلداري ة على اتخ اذ الق رار ‪ ،‬وع دم وج ود فص ل بين نفق ات اإلي رادات والنفق ات‬
‫الرأسمالية‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬بع د انته اء العص ر الق ديم ‪ ،‬اس تمر عص ر الق رون الوس طى في‬
‫القرن الخامس عشر‪.‬‬

‫عصر القرن الخامس عشر (العصور الوسطى)‬

‫في العصور الوسطى ‪ ،‬كانت هناك كومة من المعادن الثمينة والنقود الورقية ‪ ،‬ل ذلك دفعت ه ذه‬
‫الظاهرة إلى نشر كتاب كتبه لوكاس باتش يولي في ع ام ‪ ، 1494‬وه و ع الم رياض يات إيط الي‬
‫بعنوان " ‪."Summa de Arithmetica، geometria، ratioi et proportionalità‬‬
‫يرتبط الكتاب بالحساب الهندوسي العربي وفرع الجبر الخ اص ب ه ‪ ،‬ويحت وي الكت اب على ‪27‬‬
‫صفحة من المحاسبة الفينيسية التي تشرح مسك الدفاتر مزدوج القيد‪.‬‬
‫اكتسبت الثورة الصناعية زخمًا بين ع امي ‪ 1760‬و ‪ 1830‬وال ذي نش أ بش كل أساس ي بس بب‬
‫االختراعات التقنية التي أصلحت عالم التص نيع‪ .‬تض من االخ تراع محر ًك ا بخار ًي ا لجيمس وات‬
‫في ع ام ‪ ، 1765‬وجي ني للغ زل بواس طة جيمس ه ارجريفز بين ع امي ‪ 1764‬و ‪1767‬‬
‫وإط ارات الغ زل بواس طة أرك رايت في ع ام ‪( 1768‬أش تون ‪ .)1948‬خالل ه ذه الف ترة ‪،‬‬
‫واجهت المملكة المتحدة أي ً‬
‫ضا عقب ات أم ام النم و الح اد في ع دد س كانها ‪ ،‬واالس تخدام األوس ع‬
‫ً‬
‫ملحوظ ا‬ ‫لرأس المال ‪ ،‬والتحول الريفي‪ .‬في الواليات المتح دة ‪ ،‬لم يكن ت أثير الث ورة الص ناعية‬
‫بشكل مباش ر بالعقب ات كم ا ح دث في إنجل ترا‪ .‬على ال رغم من وج ود ت أثير غ ير مباش ر على‬
‫االقتص اد في الوالي ات المتح دة ‪ ،‬ف إن العوام ل ال تي له ا ت أثير هائ ل هي ظه ور القط ارات‬
‫والتلغ راف ح والي ع ام ‪( 1840‬ش وتر ‪ .)1999 ،‬في الق رن الث امن عش ر ‪ ،‬ط ورت مص انع‬
‫النسيج والسكك الحديدية ومصانع الص لب ت دابير مث ل حس اب التكلف ة لك ل ي اردة من القم اش ‪،‬‬
‫والتكلفة لكل رطل من القطن المغزول ‪ ،‬والتكلفة لكل طن ‪ -‬ميل ‪ ،‬والتكلفة لكل مي ل مس افر من‬
‫أجل تنفيذ الكفاءة الداخلية التقييمات (راجيفان ‪،‬‬

‫بعد عام ‪ 1840‬وخاصة الف ترة ‪ ، 1860-1850‬أح دثت ص ناعة الس كك الحديدي ة والتلغ راف‬
‫ثورة في الطرق التقليدية إلنتاجه ا وتوزيعه ا‪ .‬ي وفر الفحم م وارد طاق ة رخيص ة ومرن ة تس مح‬
‫للقط ارات بتوف ير نق ل س ريع ومنتظم وموث وق ‪ ،‬والنق ل الض روري لإلنت اج وحجم التوزي ع‬
‫(شوتر ‪ .)1999 ،‬تزيد تكنولوجيا االبتكار وزيادة دخل الفرد والنم و الس ريع للس كان من تعقي د‬
‫عمليات اإلنتاج والتوزيع الحالية وزيادة حجم المعامالت وسرعتها‪ .‬غالبًا ما تكون آليات الس وق‬
‫الحالية غير قادرة على تنسيق هذه المعامالت بش كل فع ال‪ .‬ه ذا يخل ق حاج ة للتنس يق اإلداري‪.‬‬
‫للتغلب على هذه الحاجة إلى رواد األعمال ‪ ،‬قم بتشكيل منظمات كبيرة متعددة الوح دات وتع يين‬
‫مديرين لالعتناء بهم‪.‬‬
‫عالوة على ذل ك ‪ ،‬في الف ترة من ‪ 1850‬إلى ‪ ، 1915‬ق ام ك ابالن (‪ )1984‬بفحص تط وير‬
‫محاس بة التك اليف وممارس ات الرقاب ة اإلداري ة وتق ييم عالقته ا بالطبيع ة المتغ يرة للمنافس ة‬
‫الصناعية في الثمانينيات‪ .‬خالل هذه الفترة ‪ ،‬قامت العديد من الشركات مث ل ش ركة دوب ونت في‬
‫ع ام ‪ 1903‬وج نرال موت ورز في ع ام ‪ 1920‬بعم ل ابتك ارات رئيس ية في التحكم في إدارة‬
‫العمليات الالمركزي ة ‪ ،‬بم ا في ذل ك اس تخدام عائ د االس تثمار (‪ )ROI‬لتق ييم األداء ‪ ،‬والميزن ة‬
‫الرسمية ‪ ،‬وخطط الحوافز‪ .‬تضمنت التطورات الحديثة في أواخر الق رن الث امن عش ر أو أوائ ل‬
‫القرن التاسع عشر تحليل التدفق النق دي المخص وم وتط بيق علم اإلدارة ونم اذج نظري ة الق رار‬
 ‫متع دد األش خاص‪ .‬وج د ك ابالن (‪ً )1984‬‬
‫أيض ا أن محاس بة التك اليف وإج راءات التحكم في‬
‫اإلدارة التي تم تطويرها منذ أكثر من ‪ 60‬عامًا لإلنتاج الضخم للمنتجات القياسية ذات المحت وى‬
‫العمالي المباشر العالي قد ال تكون مناسبة للتخطيط التنظيمي المعاصر وقرارات التحكم‪.‬‬

‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في القرن التاسع عشر (العصر الصناعي)‬

‫ً‬
‫جديدا في العالم‪ .‬يمكن إرج اع أص ول المحاس بة اإلداري ة الحديث ة‬ ‫المحاسبة اإلدارية ليست شيًئ ا‬
‫إلى ظهور ممارسات المحاسبة اإلدارية الناجحة في الش ركات الهرمي ة في أوائ ل الق رن التاس ع‬
‫عشر (‪ .)Johnson & Kaplan ، 1991‬أدت الثورة الص ناعية في أوائ ل الق رن التاس ع‬
‫عشر إلى ظهور أنظمة المصانع التي غيرت بشكل كبير عملية اإلنت اج (‪Sharkar et al. ،‬‬
‫‪ .)2006‬أصبحت ممارسة المحاسبة في هذا القرن أكثر حداثة بسبب تطبيق المحاس بة اإلداري ة‬
‫على الشركات الهرمية وكان هناك تغيير جذري في نظام المصنع من الماضي‪.‬‬
‫يُعرف هذا العصر الصناعي أيضًا باس م عص ر التك اليف القياس ية ألن ه تم تط وير ط رق تق دير‬
‫التكلفة القياسية في هذا العصر‪ .‬يحسب مهندس مدني ألم اني يعم ل في الوالي ات المتح دة ي دعى‬
‫ألبرت فينك التكلفة لكل طن ‪ /‬مي ل في ص ناعة الس كك الحديدي ة باس تخدام مخصص ات التكلف ة‪.‬‬
‫خالل هذه الفترة الزمنية ‪ ،‬طور العديد من المهندسين برئاسة ‪ FW Taylor‬آلية قياسية لتق دير‬
‫التكاليف (‪ Cokins ، 2016‬؛ ‪ .)Rajeevan ، 2019‬تم تنفيذ التكلفة القياس ية في ذل ك‬
‫الوقت من قبل المهندسين المدنيين في صناعة السكك الحديدية ‪ ،‬وليس من قب ل المحاس بين ألنهم‬
‫كانوا يعت برون أن ل ديهم خ برة أك بر من حيث ك ل من الناحي ة الفني ة وتخص يص التك اليف من‬
‫المحاسبين‪.‬‬
‫كان تأثير الثورة الصناعية هو الظه ور والنم و الس ريع لص ناعة الس كك الحديدي ة في منتص ف‬
‫القرن التاسع عشر‪ .‬كانت هذه ق وة رئيس ية دفعت تط وير أنظم ة المحاس بة اإلداري ة‪ .‬يتم إنش اء‬
‫مقاييس جديدة مثل التكلفة لكل طن ميل ‪ ،‬والتكلفة لكل ميل مسافر ‪ ،‬ونسبة تك اليف التش غيل إلى‬
‫ال دخل واإلبالغ عنه ا على أس اس قط اعي وإقليمي‪ .‬تم تط وير العدي د من إج راءات المحاس بة‬
‫اإلداري ة المبتك رة من قب ل ش ركات الس كك الحديدي ة وال تي تم اس تيعابها وتطويره ا من قب ل‬
‫قطاع ات األعم ال األخ رى (جونس ون وك ابالن ‪ .)1991 ،‬من ه ذا يمكنن ا معرف ة أن تط وير‬
‫طريقة أو أداة قياس تم تطبيقها في البداية على صناعة السكك الحديدية يمكن أي ً‬
‫ضا تطبيقه ا على‬
‫صناعات أخرى عن طريق إجراء العديد من التعديالت‪.‬‬
‫خالل الق رن التاس ع عش ر ‪ ،‬أدى تط وير م ا يس مى ب اإلدارة العلمي ة إلى مزي د من التق دم في‬
‫المحاسبة اإلدارية‪ .‬ط ور خ براء المحاس بة اإلداري ة إج راءات جدي دة لمحاس بة التك اليف لتق ييم‬
‫ومراقبة كفاءة المهام المادية والمالية والعملية في شركات تصنيع اآلالت المعقدة ولتقييم الربحي ة‬
‫اإلجمالية للشركة (‪ .)Johnson & Kaplan، 1991‬في هذا القرن ‪ ،‬تم تطوير طريقة لتقييم‬
‫أداء ربحية الشركة‪.‬‬

‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في القرن العشرين (عصر التحليل التنبئي)‬

‫يمكن تقسيم تطوير ممارسات المحاس بة اإلداري ة في الق رن العش رين وف ًق ا لبعض الب احثين إلى‬
‫قسمين ‪ ،‬أي العقد السابق والعقد ال ذي تاله ع ام ‪ .1950‬في العق ود األولى من الق رن العش رين‬
‫قب ل ع ام ‪ ، 1950‬نتج عن موج ة من االن دماجات في الوالي ات المتح دة في ظه ور منظم ات‬
‫عمالقة متكاملة رأسيا ً وقسم متعدد المنظمات‪ .‬تقوم هذه الشركة متع ددة األنش طة بتط وير هيك ل‬
‫تنظيمي مركزي مركزي حيث يتم تقسيم العملي ات إلى أقس ام منفص لة ‪ ،‬ويق وم ك ل قس م بتنفي ذ‬
‫أنشطة خاصة‪ .‬تم تصميم تقنيات المحاسبة اإلدارية الجديدة لدعم هذه المنظمات المتنوعة متع ددة‬
‫األنشطة‪ .‬في هذا العقد ‪ ،‬تم أيضًا تطوير أنظمة تخطيط ومراقبة الميزانية لضمان تنفيذ األنش طة‬
‫المتنوعة من قبل األقسام المختلفة التي تتماشى مع األهداف العامة للشركة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تم تصميم عائد االستثمار (‪ )ROI‬لقياس نجاح ك ل قس م ومنظم ة كك ل‪ .‬إن‬
‫تن وع األس واق والمنتج ات وحجم وتعقي د عملي ة اإلنت اج في الش ركات متع ددة األنش طة يخل ق‬
‫مشاكل هائلة في معالجة المعلومات‪ .‬وقد أدى ذلك إلى صعوبة عمل اإلدارة العليا بكفاءة وفعالية‬
‫في جميع األسواق التي تخدمها مؤسساتهم (‪ .)Sharkar et al.، 2006‬خالل هذا ال وقت ‪،‬‬
‫طورت شركة دوبونت ممارسة فحص مكونات نسبة التكلفة من أج ل‪ :‬تحدي د األس باب الجذري ة‬
‫لتغيرات التكلفة التي تضر بالشركة‪ .‬ال تزال هذه الممارسة مطبقة على الش ركات الحديث ة ح تى‬
‫يومنا هذا (‪.)Rajeevan، 2019‬‬
‫في الثالثينيات من القرن الماضي ‪ ،‬كان يُعرف أيضً ا باسم عص ر االمتث ال التنظيمي حيث تم يز‬
‫في ذل ك ال وقت بكس اد كب ير في الوالي ات المتح دة مم ا أدى إلى إص الحات تنظيمي ة لحماي ة‬
‫المس تثمرين من ممارس ات إع داد التق ارير المالي ة المش بوهة‪ .‬من ناحي ة أخ رى ‪ ،‬الع ودة إلى‬
‫المحاسبة اإلدارية ألن اإلصالحات تحدد قواعد بسيطة لحس اب قيم ة المخزون ات وتكلف ة الس لع‬
‫المباعة ‪ ،‬لكن طريقة تخصيص النفقات العامة مضللة ألنها تستند إلى عوامل التكلفة التي تنته ك‬
‫مبدأ السببية (‪ .) Cokins ، 2016‬كان الحل لبعض المشاكل التي حدثت قبل الخمسينيات هو‬
‫أن الشركات ال مركزية وأنشأت مراكز مس اءلة حيث تم تق ييم ك ل مرك ز مس ؤولية وف ًق ا لن وع‬
‫مركز المسؤولية‪ .‬يشمل مركز المسؤولية مركز اإليرادات ومركز التكلفة ومركز الربح ومركز‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في القرن العشرين (عصر التحليل التنبئي)‬

‫يمكن تقسيم تطوير ممارسات المحاس بة اإلداري ة في الق رن العش رين وف ًق ا لبعض الب احثين إلى‬
‫قسمين ‪ ،‬أي العقد السابق والعقد ال ذي تاله ع ام ‪ .1950‬في العق ود األولى من الق رن العش رين‬
‫قب ل ع ام ‪ ، 1950‬نتج عن موج ة من االن دماجات في الوالي ات المتح دة في ظه ور منظم ات‬
‫عمالقة متكاملة رأسيا ً وقسم متعدد المنظمات‪ .‬تقوم هذه الشركة متع ددة األنش طة بتط وير هيك ل‬
‫تنظيمي مركزي مركزي حيث يتم تقسيم العملي ات إلى أقس ام منفص لة ‪ ،‬ويق وم ك ل قس م بتنفي ذ‬
‫أنشطة خاصة‪ .‬تم تصميم تقنيات المحاسبة اإلدارية الجديدة لدعم هذه المنظمات المتنوعة متع ددة‬
‫األنشطة‪ .‬في هذا العقد ‪ ،‬تم أيضًا تطوير أنظمة تخطيط ومراقبة الميزانية لضمان تنفيذ األنش طة‬
‫المتنوعة من قبل األقسام المختلفة التي تتماشى مع األهداف العامة للشركة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تم تصميم عائد االستثمار (‪ )ROI‬لقياس نجاح ك ل قس م ومنظم ة كك ل‪ .‬إن‬
‫تن وع األس واق والمنتج ات وحجم وتعقي د عملي ة اإلنت اج في الش ركات متع ددة األنش طة يخل ق‬
‫مشاكل هائلة في معالجة المعلومات‪ .‬وقد أدى ذلك إلى صعوبة عمل اإلدارة العليا بكفاءة وفعالية‬
‫في جميع األسواق التي تخدمها مؤسساتهم (‪ .)Sharkar et al.، 2006‬خالل هذا ال وقت ‪،‬‬
‫طورت شركة دوبونت ممارسة فحص مكونات نسبة التكلفة من أج ل‪ :‬تحدي د األس باب الجذري ة‬
‫لتغيرات التكلفة التي تضر بالشركة‪ .‬ال تزال هذه الممارسة مطبقة على الش ركات الحديث ة ح تى‬
‫يومنا هذا (‪.)Rajeevan، 2019‬‬

‫في الثالثينيات من القرن الماضي ‪ ،‬كان يُعرف أيضً ا باسم عص ر االمتث ال التنظيمي حيث تم يز‬
‫في ذل ك ال وقت بكس اد كب ير في الوالي ات المتح دة مم ا أدى إلى إص الحات تنظيمي ة لحماي ة‬
‫المس تثمرين من ممارس ات إع داد التق ارير المالي ة المش بوهة‪ .‬من ناحي ة أخ رى ‪ ،‬الع ودة إلى‬
‫المحاسبة اإلدارية ألن اإلصالحات تحدد قواعد بسيطة لحس اب قيم ة المخزون ات وتكلف ة الس لع‬
‫المباعة ‪ ،‬لكن طريقة تخصيص النفقات العامة مضللة ألنها تستند إلى عوامل التكلفة التي تنته ك‬
‫مبدأ السببية (‪ .) Cokins ، 2016‬كان الحل لبعض المشاكل التي حدثت قبل الخمسينيات هو‬
‫أن الشركات ال مركزية وأنشأت مراكز مس اءلة حيث تم تق ييم ك ل مرك ز مس ؤولية وف ًق ا لن وع‬
‫مركز المسؤولية‪ .‬يشمل مركز المسؤولية مركز اإليرادات ومركز التكلفة ومركز الربح ومركز‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫تم شرح التطورات الالحقة في المحاسبة اإلدارية بعد عام ‪ 1950‬بواسطة ‪Sharkar et al.‬‬
‫)‪ .(2006‬يمكن التعرف على ابتكارات محاسبة التكاليف ومحاس بة اإلدارة في الخمس ينيات من‬
‫القرن الماضي من خالل الت دفقات النقدي ة المخص ومة ‪ ،‬وإدارة الج ودة الش املة ‪ ،‬والمخطط ات‬
‫البياني ة ‪ ،‬وأس عار التحوي ل المثلى‪ .‬في ع ام ‪ ، 1960‬تم تحدي د االبتك ار في محاس بة التك اليف‬
‫والمحاسبة اإلدارية من خالل تكنولوجيا الكمبيوتر ‪ ،‬ووضع الميزانية لتكاليف الفرص ة البديل ة ‪،‬‬
‫والميزاني ة الص فرية ‪ ،‬وأش جار الق رار ‪ ،‬واإلدارة باأله داف (‪ .)MBO‬بينم ا يمكن معرف ة‬
‫ابتكارات محاسبة التكاليف والمحاسبة اإلدارية في الس بعينيات من خالل اقتص اديات المعلوم ات‬
‫ونظرية الوكال ة ‪ ،‬والجدول ة في ال وقت المناس ب ‪ ،‬واس تراتيجيات وح دة األعم ال ‪ ،‬ومنحني ات‬
‫الخبرة ‪ ،‬وإدارة المحافظ ‪ ،‬وتخطيط موارد المواد ‪ ،‬والتنويع ‪ ،‬وتنظيم المصفوفة ‪ ،‬وإعادة تهيئ ة‬
‫المنتج‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬فقد أصيب تطور المحاسبة اإلدارية بالركود‪ .‬ويرجع ه ذا الش رط إلى تط وير‬
‫معايير المحاسبة والمراجعة ‪ ،‬وإعداد البيانات المالية الرس مية ‪ ،‬وظه ور س وق األوراق المالي ة‬
‫والمتطلبات التنظيمية للمُصدرين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬ك ان ً‬
‫أيض ا بس بب آث ار الص دمة النفطي ة‬
‫والركود التضخمي في الس بعينيات (‪ .)Rajeevan، 2019‬وم ع ذل ك ‪ ،‬أدى طلب الجمه ور‬
‫على المنتجات والخدمات عالية الجودة بأسعار منخفضة إلى زيادة الحاجة إلى المحاسبة اإلدارية‬
‫بحيث تظل الشركات قادرة على المنافسة‪.‬‬
‫يعد استخدام التكلفة المستندة إلى النشاط ‪ ،‬والتكلفة المستهدفة ‪ ،‬وإدارة القيمة المضافة ‪ ،‬ونظري ة‬
‫القي ود ‪ ،‬والتكام ل الرأس ي ‪ ،‬والعالم ات الخاص ة والقي اس المعي اري ‪ ،‬من ابتك ارات محاس بة‬
‫التك اليف والمحاس بة اإلداري ة في الثمانيني ات‪ .‬خالل ه ذه الف ترة ‪ُ ،‬ع رف ً‬
‫أيض ا باس م عص ر‬
‫المستهلكين أو العمالء ‪ ،‬لذلك ظهر مفهوم التكلفة على أساس النشاط (‪ .)ABC‬وم ع ذل ك ‪ ،‬فق د‬
‫كشف بيرج ومادس ن (‪ )2020‬أن ه على ال رغم من أن نم وذج ‪ ABC‬ق د تط ور وتوس ع وأنتج‬
‫مفاهيم جديدة ‪ ،‬إال أن العديد من الدراسات تظه ر أن ‪ ABC‬ليس ناجحً ا مث ل مف اهيم المحاس بة‬
‫اإلدارية األخرى مثل بطاقة األداء المتوازن‪ .‬في ال وقت الح الي ‪ ،‬ت تراجع ش عبية التفك ير الق ائم‬
‫على النشاط مثل ‪ ABC‬وال تحظى حاليًا باهتمام كبير في مجالت المحاسبة اإلدارية‪.‬‬
‫في الثمانيني ات بالتحدي د في ع ام ‪ ، 1987‬نش ر كتا ًب ا من ت أليف ‪H Thomas Johnson‬‬
‫)‪ and Kaplan (1987‬بعنوان "ض ياع الص لة‪ :‬ص عود وس قوط المحاس بة اإلداري ة" حيث‬
‫يوثق الكتاب احتياجات ومزايا ترقية ممارسة فرض مجموعة التك اليف م ع عوام ل التخص يص‬
‫الفردية وغير السببية في مجموعة تكلفة متعددة مع عوامل سببية مرتبطة (جونس ون وك ابالن ‪،‬‬
‫‪ .)1991‬خض عت المحاس بة اإلداري ة لتغي يرات في تقني ات المحاس بة اإلداري ة وترك ز على‬
‫الطريقة التي يتم بها استخدام المحاسبة اإلدارية (كمال ‪.)2015 ،‬‬
‫عالوة على ذل ك ‪ ،‬يمكن العث ور على ابتك ارات المحاس بة اإلداري ة مث ل هندس ة العملي ات‬
‫التجارية ‪ ،‬ونشر الجودة الوظيفية ‪ ،‬واالستعانة بمصادر خارجية ‪ ،‬وتقاسم المكاسب ‪ ،‬والكفاءات‬
‫األساسية ‪ ،‬والمنافسة القائمة على الوقت ‪ ،‬ومنظم ات التعلم في التس عينيات‪ .‬في عص ر التحلي ل‬
‫التنب ئي ‪ ،‬ك ان هن اك تح ول في الترك يز من التقلي دي إلى التنب ئي من حيث وجه ات النظ ر‬
‫االستراتيجية والتشغيلية‪ .‬مع توقعات التكلفة ‪ ،‬يمكن للمؤسسات ترجمة خططه ا وإجراءاته ا إلى‬
‫شروط نقدية بغرض تقييم و ‪ /‬أو التحقق من صحة القرارات (‪.)Cokins ، 2016‬‬
‫في الثمانينيات والتسعينيات ‪ ،‬وجد أن ممارسات المحاس بة اإلداري ة التقليدي ة لم تع د ق ادرة على‬
‫تلبية االحتياجات اإلدارية‪ .‬هذا الشرط ن اتج عن العوام ل البيئي ة العالمي ة ‪ ،‬والتق دم التكنول وجي‬
‫السريع في المنتجات والعمليات ‪ ،‬والتقلبات في أسعار الصرف وأس عار الم واد الخ ام ألن س بب‬
‫نظام المحاسبة اإلدارية التقليدي غير قادر على تقديم معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب‪ .‬تعتبر‬
‫تكلفة المنتج أكثر دقة وأكثر فائدة وق درة على ش رح اس تخدام الم دخالت بالتفص يل ‪ ،‬في الف ترة‬
‫الالزمة لتمكين المديرين من تحسين الجودة واإلنتاجية وتقليل التكاليف‪ .‬اس تجابة لنق اط الض عف‬
‫في محاسبة التكاليف في اإلدارة التقليدية ‪ ،‬تم بذل جه ود مختلف ة لتط وير نظ ام محاس بة إداري ة‬
‫جديد يمكنه تلبية احتياجات البيئة االقتصادية الحالي ة‪ .‬في النهاي ة ‪ ،‬ظه رت من اهج أك ثر مرون ة‬
‫مثل )‪ ، Just-in-Time (JIT‬ومراقبة الجودة الشاملة ‪ ،‬ودورات حياة المنتج التي تقص ر من‬
‫عمر المنتج والتصنيع المتكامل بالكمبيوتر (‪.)Johnson and Kaplan ، 1991‬‬

‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في القرن الحادي والعشرين‬

‫في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬كان هناك تطور كبير في المحاس بة اإلداري ة ألنه ا ك انت ناجم ة‬
‫عن ظروف األزمة االقتصادية في ذلك الوقت (‪ .)Endenich ، 2014‬تم العث ور على ه ذه‬
‫الحقيقة في العديد من الشركات في ألمانيا وإسبانيا التي شهدت تغييرات في ممارس ات المحاس بة‬
‫اإلدارية بسبب األزمة االقتصادية في ذلك الوقت‪ .‬يتم تنفيذ عملية إعداد الميزاني ة بش كل مس تمر‬
‫بشكل متزايد مقارنة ب الظروف قب ل األزم ة‪ .‬تظه ر األدل ة التجريبي ة ً‬
‫أيض ا أن تط وير منص ب‬
‫المحاسب اإلداري يزداد ق وة في عملي ة ص نع الق رار في الش ركة وأن ص ورة محاس ب اإلدارة‬
‫أصبحت أفضل من ذي قبل‪.‬‬
‫وج د راش د وعلي وحس ين (‪ )2020‬أن المحاس بة اإلداري ة اإلس تراتيجية في الق رن الح ادي‬
‫والعشرين قد تم تبنيها بشكل مختلف في البلدان المتقدم ة والنامي ة‪ .‬في البل دان المتقدم ة ‪ ،‬تعت بر‬
‫الممارسات التي يتم تبنيها على نطاق واسع من قبل الشركات تقنيات محاسبة إدارية ترك ز على‬
‫المنافسين والعمالء ‪ ،‬والتسعير االستراتيجي ‪ ،‬والمقارنة مع مع دالت اعتم اد معتدل ة إلى عالي ة‪.‬‬
‫وم ع ذل ك ‪ ،‬ف إن معظم التقني ات المدروس ة تش هد مع دالت اعتم اد منخفض ة في بعض البل دان‬
‫المتقدم ة‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك ‪ ،‬وج د ً‬
‫أيض ا أن بعض ه ذه األس اليب ال يمكن أن تح ل مح ل‬
‫ممارس ات المحاس بة اإلداري ة التقليدي ة ‪ ،‬ولكنه ا تس تخدم فق ط ك أدوات تكميلي ة‪ .‬لكن ممارس ة‬
‫المحاس بة اإلداري ة االس تراتيجية في البل دان النامي ة ال ت زال ض ئيلة للغاي ة‪ .‬من الدراس ة ‪ ،‬تم‬
‫الكشف أي ً‬
‫ضا عن وجود تأثير إيجابي كبير الستخدام المحاسبة اإلدارية اإلستراتيجية على العدي د‬
‫من جوانب أداء الشركة لكل من البلدان المتقدمة والنامية‪.‬‬
‫في هذا القرن ‪ ،‬تطور التفك ير في دور المحاس بة اإلداري ة في تقلي ل اآلث ار الس لبية على البيئ ة‪.‬‬
‫يؤدي تطوير المحاسبة اإلدارية إلى مفهوم يعرف باسم محاسبة اإلدارة البيئي ة‪ .‬ت ران وآخ رون‪.‬‬
‫وج د (‪ )2020‬أن العدي د من الش ركات في فيتن ام نف ذت محاس بة اإلدارة البيئي ة لتقلي ل تك اليف‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬واالستجابة للمخاوف البيئية ‪ ،‬واالمتثال للقوانين واإلجراءات والعمليات في بيئة العمل‬
‫التي يمارسون فيها أعمالهم‪.‬‬
‫يعد تطوير المحاسبة اإلدارية في هذا الق رن ج ذريًا للغاي ة مقارن ة بالعق د الس ابق بس بب تط ور‬
‫تكنولوجي ا المعلوم ات ‪ ،‬بم ا في ذل ك ذك اء األعم ال وتحليالت البيان ات الض خمة في المحاس بة‬
‫اإلدارية (‪ ، )Rikhardsson & Yigitbasioglu ، 2018‬بطاقة األداء المتوازن القائم ة‬
‫على الذكاء االصطناعي (‪ ، )2019 ، )Yook‬والبطاقات الرقمية المستندة إلى ‪blockchain‬‬
‫(‪ Warren Jr‬وآخرون ‪.)2015 ،‬‬
‫أحد التطورات في تكنولوجيا المعلومات هو وجود البيانات الضخمة‪ .‬هذه البيان ات الض خمة له ا‬
‫آثار هائلة على الشركات ومستخدمي المعلومات المحاسبية في مختلف مجاالت علوم المحاسبة ‪،‬‬
‫بما في ذلك المحاسبة اإلدارية‪ .‬يمكن أن تكون أنواع مختلف ة من البيان ات الض خمة بم ا في ذل ك‬
‫بيان ات الفي ديو والص ور والبيان ات الص وتية والبيان ات النص ية بمثاب ة مكم ل من الس جالت‬
‫المحاسبية الحالية (‪ .)Warren Jr et al. ، 2015‬المعلومات المحاسبية متاحة حال ًي ا على‬
‫نطاق واسع من خالل البيانات الض خمة بحيث يمكن أن ت ؤدي إلى ممارس ات محاس بية أفض ل‪.‬‬
‫في بيئة بيانات معقدة وعالية الحجم ‪ ،‬س يوفر اس تخدام تحليالت التكنولوجي ا والبيان ات الض خمة‬
‫فر ً‬
‫صا أكبر لجميع مجاالت المحاسبة ‪ ،‬بما في ذلك المحاسبة اإلدارية‪.‬‬
‫إلى جانب البيانات الضخمة ‪ ،‬يلعب الذكاء االصطناعي (‪ )AI‬دورً ا مهمًا للغاي ة‪ .‬الوظ ائف ال تي‬
‫يؤديه ا ال ذكاء االص طناعي هي التعلم اآللي والتعلم العمي ق ‪ ،‬مم ا يس مح للمس تخدمين بمعالج ة‬
‫كميات كب يرة من العم ل في ف ترات زمني ة قص يرة ج ًدا ‪ ،‬باس تخدام ق درات معالج ة الكم بيوتر‬
‫المتزايدة بشكل كبير (‪ .)Yook ، 2019‬في عالم تعليم المحاسبة ‪ ،‬يس تخدم التعلم اإللك تروني‬
‫اآلن على نطاق واسع في العديد من الجامعات‪ .‬في التصنيع ‪ ،‬ي تيح ال ذكاء االص طناعي إج راء‬
‫تحليل أسرع وعلى مستوى أعلى واستخدام البيانات المحاسبية ‪ ،‬وتقرير أسرع للنتائج المرتبط ة‬
‫باس تراتيجية اإلدارة والق رارات اإلس تراتيجية األخ رى‪ .‬كش ف )‪ Yook (2019‬أن ال ذكاء‬
‫االصطناعي يعمل أي ً‬
‫ضا على اكتشاف المعامالت االحتيالية ‪ ،‬والمخالفات المشبوهة أو األخط اء‬
‫في وقت مبكر ‪ ،‬وتحديدها وإصالحها أوالً قبل حدوث المشاكل‪.‬‬

‫نظرة جديدة لبطاقة األداء المتوازن اإلسالمية (‪)IBSC‬‬

‫في الوقت الحالي ‪ ،‬تنمو المحاسبة اإلسالمية ً‬
‫أيض ا بس رعة وأدت إلى والدة محاس بين ش رعيين‬
‫يسترشدون بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬يق وم المحاس بون اإلس الميون ً‬
‫أيض ا بوظ ائف المحاس بة‬
‫األساسية ويهدفون أي ً‬
‫ضا إلى تحسين كفاءة وفعالية العمل ونتائج عملهم في الوقت الفعلي‪ .‬يكشف‬
‫في دراسته ‪ ، Arwani (2020) ،‬أن الثورة الص ناعية تط رح ً‬
‫أيض ا تح ديات على المحاس بة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬بما في ذلك توفير المعلومات المالي ة وغ ير المالي ة القائم ة على تقني ة المعلوم ات ‪،‬‬
‫وك ذلك مس اءلة البيان ات المالي ة وف ًق ا لمع ايير المحاس بة اإلس المية‪ .‬كأس اس رئيس ي لواض عي‬
‫السياسات‪.‬‬
‫باإلض افة إلى المحاس بة المالي ة ‪ ،‬ف إن المحاس بة اإلداري ة مص بوغة ً‬
‫أيض ا بوج ود المحاس بة‬
‫اإلسالمية‪ .‬ال يمكن فصل ظهور أفكار ومفاهيم المحاسبة اإلدارية اإلسالمية عن عدة جوانب بما‬
‫في ذلك الصناعة والمنتجات الحالل ‪ ،‬وشهادة المنتجات الحالل ‪ ،‬وأنظمة المعلوم ات المحاس بية‬
‫الشرعية‪ .‬تستند الرؤى الجديدة المتعلقة بمفهوم المحاسبة اإلدارية اإلسالمية إلى أحد المبادئ في‬
‫المعامالت الشرعية ‪ ،‬وه و الت وازن (الت وازن) ‪ ،‬حيث ال تك ون الش ركات موجه ة نح و ال ربح‬
‫فحسب ‪ ،‬بل تفيد الناس أو تفيدهم أيضًا‪ .‬يتماشى هذا المفهوم في الواق ع م ع مفه وم بطاق ة األداء‬
‫المتوازن (‪ )BSC‬الذي بدأه كابالن ونورتون (‪.)1996‬‬
‫تقوم بطاقة األداء المتوازن (‪ )BSC‬بترجمة مهمة المنظمة واس تراتيجيتها إلى مجموع ة ش املة‬
‫من مق اييس األداء ال تي ت وفر إط ارً ا للقي اس االس تراتيجي وأنظم ة اإلدارة‪ .‬يقيس ‪ BSC‬األداء‬
‫التنظيمي من أربعة وجهات نظر ‪ ،‬وهي الجوانب المالية والعمي ل والعملي ات التجاري ة الداخلي ة‬
‫والتعلم والنمو (‪ .)Kaplan & Norton ، 1996‬يتماشى مبدأ منفعة ‪ BSC‬مع مبدأ المالءمة‬
‫في مفهوم محاسبة اإلدارة اإلسالمية ‪ ،‬حيث يسمح ‪ BSC‬للش ركات بتتب ع أدائه ا الم الي قص ير‬
‫األجل مع توفير رضا العمالء في نفس الوقت ‪ ،‬وكذلك توفير الفوائد للموظفين‬
‫ال تزال ال رؤى الجدي دة ح ول ‪ BSC‬اإلس المي تش ير إلى وجه ات النظ ر األربع ة في ك ابالن‬
‫ونورت ون (‪ ، )1996‬بن ا ًء على أربع ة مب ادئ للش ريعة‪ .‬ه ذه المب ادئ األربع ة هي المب ادئ‬
‫األساسية في جميع المعامالت الشرعية‪ .‬تقوم المعامالت الش رعية على مب ادئ األخ وة والعدال ة‬
‫والمنفعة والتوازن والعالمية (ك‪ .‬ر‪ .‬سلمان ‪ .)2020 ،‬أول مبدأ في الش ريعة ه و مب دأ األخ وة‪.‬‬
‫لمبدأ األخ وة قيم عالمي ة تنظم التفاع ل االجتم اعي وتوفي ق مص الح األط راف من أج ل المنفع ة‬
‫العامة بروح العون المتبادل‪ .‬يدعم هذا المبدأ قيمة العم ل الجم اعي في تقاس م االقتص اد ح تى ال‬
‫يستفيد شخص واحد على حساب اآلخرين‪ .‬يمكن تطبيق هذا المبدأ على التفاعالت بين الش ركات‬
‫والعمالء والش ركات والم وظفين والش ركات والمس تثمرين ‪ ،‬حيث ت وفر ه ذه التف اعالت من افع‬
‫ومنافع متبادلة لجميع األطراف‪.‬‬
‫المبدأ الثاني في الشريعة هو مبدأ العدل‪ .‬مب دأ العدال ة يع ني دائ ًم ا وض ع الش يء في مكان ه فق ط‬
‫وإعطاء الشيء فقط لمن يستحقه ومعالجة األشياء وف ًقا لموقفهم‪ .‬يأتي تطبيق العدالة في األنش طة‬
‫التجارية على شكل مبدأ المعاملة الذي يحظر الظلم ال ذي يمكن أن يض ر ب الموظفين والعمالء ‪،‬‬
‫فضالً عن وجود عناصر غير مشروعة في إنتاج السلع والخدمات‪ .‬في عملية األعمال الداخلية ‪،‬‬
‫يجب على الشركة أال تنتج الس لع والخ دمات المحظ ورة ويجب أن تك ون عملي ة اإلنت اج نفس ها‬
‫خالية من العناصر المحرمة‪ .‬يتم دعم مبادئ العدل والحالل من قبل الشركات التي تطبق ‪BSC‬‬
‫اإلسالمية‬

‫والمبدأ الشرعي الثالث هو مبدأ المنفعة‪ .‬جميع أشكال الخير والمزايا الدنيوية واآلخ رة ‪ ،‬المادي ة‬
‫والروحية ‪ ،‬الفردي ة والجماعي ة هي ج وهر مب دأ المنفع ة‪ .‬يجب أن تس توفي عملي ات ومنتج ات‬
‫الشركة التجاري ة ش رطين ‪ ،‬وهم ا‪ :‬التواف ق م ع الش ريعة (حالل) باإلض افة إلى المنفع ة وجلب‬
‫الخير (الطيب) في جميع الجوانب ككل ال يس بب ض ررً ا‪ .‬يجب أن ت رى الش ركات أن عملي ات‬
‫إنتاجها ومنتجاتها ليست حالل فحسب ‪ ،‬بل إنها مفيدة للعمالء أيضً ا‪.‬‬
‫المبدأ الرابع في الشريعة هو مب دأ الت وازن‪ .‬يش مل مب دأ الت وازن الت وازن بين الج وانب المادي ة‬
‫والروحي ة ‪ ،‬والج وانب الخاص ة والعام ة ‪ ،‬والقط اع الم الي والقط اع الحقيقي والتج اري‬
‫واالجتماعي ‪ ،‬فضالً عن التوازن بين ج وانب االس تخدام والحف ظ‪ .‬وف ًق ا له ذا المب دأ ‪ ،‬ال ته دف‬
 ‫الشركة فقط إلى تعظيم األرباح لصالح المساهمين ‪ ،‬ولكن ً‬
‫أيض ا لجمي ع األط راف ال ذين يمكنهم‬
‫الش عور بفوائ د األنش طة االقتص ادية للش ركة‪ .‬س تتنافس الش ركات ال تي تطب ق برن امج ‪BSC‬‬
‫اإلسالمي على دفع الزكاة واإلنفاق والصدقات والوقف (‪ )ZISWAF‬كإدراك للجانب الروحي‪.‬‬
‫تقوم الشركة بإجراء مدفوعات ‪ ZISWAF‬كمؤشر أداء من منظور مالي ‪ ،‬مما يع ني أن ه كلم ا‬
‫كان األداء المالي للشركة أفضل ال يتم قياسه من خالل الربح ‪ ،‬ولكن يتم قياسه من خالل مق دار‬
‫إصدار ‪.ZISWAF‬‬
‫خاتمة‬
‫على ال رغم من وج ود العدي د من االبتك ارات ال تي تم تنفي ذها في الق رن العش رين فيم ا يتعل ق‬
‫بممارسات المحاسبة اإلداري ة الحديث ة مث ل التكلف ة على أس اس النش اط (‪ ، )ABC‬و ‪Just-in‬‬
‫)‪ ، Time (JIT‬والتكلفة المستهدفة ‪ ،‬وإدارة القيمة المضافة ‪ ،‬والميزن ة الص فرية وغيره ا من‬
‫االبتكارات‪ .‬ولكن كما أوضح )‪ ، H. Thomas Johnson and Kaplan (1991‬لم تعد‬
‫ممارسات المحاسبة اإلدارية في التسعينيات قادرة على تلبي ة االحتياج ات اإلداري ة‪ .‬يح دث ه ذا‬
‫بسبب عدة عوامل بما في ذلك (‪ )1‬المحاسبة اإلداري ة أق ل فائ دة لم ديري العملي ات في محاول ة‬
‫لخفض التكاليف وزيادة اإلنتاجية ؛ (‪ )2‬الفشل في إنتاج تك اليف إنت اج دقيق ة ؛ و (‪ )3‬الم ديرين‬
‫مو ّجهون على المدى القصير فقط من خالل بيان الدخل الشهري‪.‬‬
‫في العصر الجديد ‪ ،‬أصبح حساب تكلفة المنتج أكثر دق ة وأك ثر فائ دة ‪ ،‬وه ذا يش رح بالتفص يل‬
‫استخدام المدخالت ‪ ،‬ويسمح للمديرين بتحسين الجودة واإلنتاجية وخفض التكاليف‪ .‬ثالثة عوامل‬
‫نجاح رئيسية ‪ ،‬وهي الج ودة واإلنتاجي ة والتكلف ة ‪ ،‬هي عوام ل النج اح الرئيس ية ال تي يمكن أن‬
‫تجعل المحاسبة اإلدارية ذات صلة مرة أخ رى بالممارس ات في الش ركات ‪ ،‬وخاص ة في ص نع‬
‫ً‬
‫تجابة لنق اط‬ ‫الق رار‪ .‬وف ًق ا لـ )‪ ، H. Thomas Johnson and Kaplan (1991‬اس‬
‫الضعف في محاسبة التكاليف اإلدارية التقليدية ‪ ،‬يجب بذل جهود مختلفة لتط وير نظ ام محاس بة‬
‫إداري جديد يمكنه تلبية احتياجات بيئة األعمال الحالية‪ .‬يس تخدم نظ ام المحاس بة اإلداري ة حال ًي ا‬
‫أح دث التط ورات في تكنولوجي ا المعلوم ات ‪ ،‬بم ا في ذل ك اس تخدام ‪ blockchain‬وال ذكاء‬
‫االصطناعي‪.‬‬
‫في القرن الحادي والعشرين ‪ ،‬تؤدي المحاسبة اإلدارية إلى محاس بة اإلدارة البيئي ة وتت أثر بش دة‬
‫بتطور تكنولوجيا المعلومات‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك ‪ ،‬يتم تل وين المحاس بة اإلداري ة الحالي ة ً‬
‫أيض ا‬
‫بالوعي حول الصناعة والمنتجات الحالل ‪ ،‬وشهادة الحالل فيم ا يتعل ق بالعملي ات والمنتج ات ‪،‬‬
‫بحيث تظهر رؤى جديدة حول مفهوم بطاقة األداء المتوازن اإلسالمية‬