You are on page 1of 14

‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .

‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‬
‫‪The Conceptual Framework of the Financial Accounting System as a Reference for International‬‬
‫‪Consistent and Compatible Standards‬‬

‫‪3‬‬
‫عمر الفاروؽ زرقوف‪ ،*،1‬خدهبة عطية‪ ،2‬مسعود كسكس‬

‫‪1‬‬
‫وعلوـ التّسيَت ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة (اعبزائر)‪،‬‬
‫العلوـ التّجاريّة ُ‬ ‫ـبرب التطبيقات الكمية يف العلوـ اإلقتصادية واؼبالية‪ُ ،‬كلّية ُ‬
‫العلوـ االقتصاديّة و ُ‬
‫(‪)Zergoune.omarelfarouk@univ-ouargla.dz‬‬
‫‪ 2‬اؼبدرسة العليا للتجارة (اعبزائر)‪(Etd_attia@esc-alger.dz) ،‬‬
‫‪3‬‬
‫وعلوـ التّسيَت ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة (اعبزائر)‪،‬‬
‫العلوـ التّجاريّة ُ‬ ‫ـبرب التطبيقات الكمية يف العلوـ اإلقتصادية واؼبالية‪ُ ،‬كلّية ُ‬
‫العلوـ االقتصاديّة و ُ‬
‫(‪)Kouskous.messaoud@univ-ouargla.dz‬‬

‫تاريخ االستالم‪2022/08/13 :‬؛ تاريخ المراجعة‪2022/08/13 :‬؛ تاريخ القبول‪2022/11/21 :‬‬

‫ملخص‪ :‬تبُت ىذه الدراسة التحليلية أنبية اإلطار اؼبفاىيمي يف الفكر احملاسيب‪ ،‬الذي يعد الركيزة األساسية لتحقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي‬
‫وحجر الزاوية لبناء معايَت ؿباسبية تعتمد على مدخل اؼببادئ‪ ،‬كما نناقش أنبية وضرورة مراجعة اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل ؼبواكبة‬
‫التغَتات يف بيئة اؼبمارسات احملاسبية و ذباوز الفروقات مع اؼبعايَت احملاسبية الدولية وبناء نسخة جديدة منو تساعد يف تطوير اؼبعايَت احملاسبية يف‬
‫إطار إنطالؽ برنامج ربيُت النظاـ احملاسيب اؼبايل‪ ،‬وتوفَت دليل توجيهي إرشادي يساعد يف تطبيق اؼبعايَت احملاسبية ومعاعبة التضارب بُت مصاحل‬
‫اؼبستفيدين‪ ،‬كما أف اإلطار اؼبفاىيمي أمر بالغ األنبية لتربير اؼبعايَت وجعلها مقبولة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬إطار مفاىيمي (تصوري)‪ ،‬معايَت ؿباسبية دولية‪ ،‬نظاـ ؿباسيب مايل‪.‬‬
‫تصنيف ‪.M41: JEL‬‬
‫‪Abstract: This analytical study shows the importance of the conceptual framework in accounting‬‬
‫‪thought, which is the basic foundation for achieving compatibility at the global level and the‬‬
‫‪cornerstone for building accounting standards based on the principle’s approach. International‬‬
‫‪accounting and building a new version of it can help in developing accounting standards within the‬‬
‫‪framework of the launch of the program to update the financial accounting system, and providing‬‬
‫‪an instructive guide that helps in applying accounting standards and addressing the conflict‬‬
‫‪between the interests of the beneficiaries, the conceptual framework is critical to justifying‬‬
‫‪standards and making them acceptable.‬‬
‫‪Keywords: International Accounting Standards, Conceptual Framework, Financial Accounting‬‬
‫‪System.‬‬
‫‪Jel Classification Codes: M41.‬‬

‫‪Zergoune.omarelfarouk@univ-ouargla.dz‬‬ ‫* عمر الفاروؽ زرقوف‬

‫‪- 223 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫‪ -I‬تمهيد ‪:‬‬
‫سبر احملاسبة دبرحلة من مراحل التحوالت اعبذرية على اؼبستويُت الفكري والتطبيقي‪ ،‬فاهنيار مصداقية التقارير اؼبالية كأحد األسباب األساسية‬
‫إلهنيار العديد من الشركات العمالقة على مستوى العامل‪ ،‬أدى إىل إكتشاؼ وجود خلل جوىري يف النموذج احملاسيب اؼبطبق بشقيو الفكري‬
‫والت طبيقي‪ ،‬وكذلك الرغبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي إستجابة ؼبتطلبات العوؼبة واالقتصاد العاؼبي اعبديد‪ ،‬ىذاف العامالف بصفة أساسية‬
‫أضيف إليهم مؤخرا األزمة اإلقتصادية العاصفة على مستوى العامل‪ -‬باإلضافة إىل عوامل أخرى أقل أنبية‪ ،‬كل ذلك أدى إىل ضرورة إحداث تغَتات‬
‫جذرية يف النموذج احملاسيب اؼبطبق‪ ،‬ىذه التغَتات مشلت تطوير اإلطار الفكري الذي يعد الركيزة األساسية لتحقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي‬
‫وحجر الزاوية لبناء معايَت ؿباسبية تعتمد على مدخل اؼببادئ‪ ،‬أمال يف إنعكاس ذلك على جودة التقارير اؼبالية وإستعادة الثقة واؼبصداقية‪.‬‬
‫حيث تؤكد ذبارب اؽبيئات الرائدة يف تنظيم اؼبمارسات احملاسبية بأنبية اإلطار اؼبفاىيمي كدستور يف بناء معايَت ؿباسبية متسقة‪ ،‬كما البد من‬
‫تعديلو ؼبواكبة التغَتات يف بيئة اؼبمارسات‪ ،‬أو عند الرغبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي‪ ،‬سعى ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدويل (‪ )IASB‬إما‬
‫من خالؿ التعاوف مع ؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية (‪ )FASB‬أو بصفة منفردة على مراجعة إطاره اؼبفاىيمي‪ ،‬وأخر إصداراتو "اإلطار اؼبفاىيمي‬
‫لإلبالغ اؼبايل نسخة ‪ "2018‬الذي أدرج فيو تعديالت جوىرية‪.‬‬
‫كما يهدؼ اإلطار اؼبفاىيمي (الفكري) إىل ربقيق سلسلة من األىداؼ‪ ،‬دبا يف ذلك تقييم اؼبمارسات احملاسبية اغبالية والقضاء على‬
‫اؼبمارسات الغَت اؼبالئمة من أجل ربسينها وربقيق االتساؽ بُت اؼبعايَت وربديد اؼبصطلحات اؼبفتاحية واألسئلة اعبوىرية ‪(Miller, 1985, pp.‬‬
‫)‪.65-71‬‬
‫يعترب النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة ‪ 2007‬نظاما ىجينا أي أقبلوساكسوين جزئيًا من خالؿ إطاره التصوري والفرانكفوين من خالؿ مدونة‬
‫اغبسابات‪ .‬إال أف اإلطاره التصوري من حيث الشكل مل يوضع بشكل منفصل عن اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬أما من حيث مضمونو مل يكن واضح وأغفل‬
‫على العديد من النقاط اؼبهمة من بينها أغفل عن أىم مستوى يف البناء اؽبرمي لإلطار اؼبفاىيمي أال وىو اؽبدؼ من القوائم اؼبالية حيث يعترب ىذا‬
‫اؼبستوى اغبجر األساسي لبناء إطار فكري متكامل‪.‬‬
‫ففي إطار إنطالؽ مشروع مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل ليتوافق والتغَتات يف اؼبعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬حيث إعتمد ؾبلس احملاسبة الوطٍت‬
‫(‪ )CNC‬على مدخل ربديث النظاـ احملاسيب اؼبايل باألخذ بعُت اإلعتبار إصدارات ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية اليت زبلفت عنها يف الفًتة‬
‫بُت(‪( )2018-2004‬عطية ‪ ،‬مرىوف ‪ ،‬و مرحوـ ‪ ،2021 ،‬صفحة ‪.)260‬‬
‫‪ -‬إشكالية الدراسة‪ :‬من خالؿ ما سبق يبكننا طرح إشكالية البحث على النحو التايل‪ :‬هل هناك ضرورة لتطوير اإلطار التصوري للنظام‬
‫المحاسبي المالي من أجل بناء معايير محاسبية متسقة ومتوافقة دوليا ؟‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل الدراسة‪ :‬لإلجابة على إشكالية البحث نقسم البحث إىل ثالث أقساـ حيث نتناوؿ يف القسم األوؿ اػبلفية النظرية لإلطار‬
‫اؼبفاىيمي لتربير اختيار اؼبعايَت احملاسبية وؼباذا يتم إعتماده كدستور لوضع اؼبعايَت‪ ،‬أما يف القسم الثاين نتعرؼ على اؼبسار الزمٍت يف بناء إطار‬
‫مفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية وأنبيتو يف ربقيق حلقة الوصل لبناء معايَت متوافقة دوليا أما يف القسم الثالث نتعرؼ على اإلطار التصوري للنظاـ‬
‫احملاسيب اؼبايل‪ ،‬وكما نقوـ بتحليل أراء الدراسات حوؿ أنبية وجود إطار مفاىيمي يف ظل تنظيم ؿباسيب حكومي والوقوؼ على نقاط ضعف اإلطار‬
‫التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل‪ ،‬وأنبية مراجعتو يف ظل صدور نسخة جديدة من اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية‪.‬‬
‫‪ -II‬اإلطار الفكري (المفاهيمي) في بناء المعايير المحاسبية‪ :‬يبكن النظر إىل اإلطار الفكري كدستور وبكم أعماؿ واضع اؼبعايَت‪ ،‬وكنظرية‬
‫ترشده بدال من أف تتحكم يف وضع اؼبعايَت وىذا ما سوؼ يتم توضيحو يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -1.II‬اإلطار المفاهيمي كدستور‪ :‬الدستور ىو ؾبموعة من اؼببادئ األساسية اليت ربدد أي من األطراؼ اؼبتصارعة يف اجملتمع هبب أف‬
‫تفتح اجملاؿ لألطراؼ األخرى لتحقيق األىداؼ اليت ترمي إليها )‪ .(Solomons, 1986, pp. 114-115‬حيث يلعب الدستور دورا‬
‫أساسيا يف حل اؼبنازعات وربديد أي من اؼبصاحل ؽبا األولوية‪ .‬عادة ما ينظر إىل اإلطار الفكري للمحاسبة كدستور‪ ،‬بل أف ؾبلس معايَت احملاسبة‬
‫األمريكي‪ ،‬نص على ذلك صراحة يف اإلصدار األوؿ من ؾبموعة اإلصدارات اؼبكونة لإلطار الفكري ؽبذا اجمللس‪ ،‬وطبقا ؽبذا اإلصدار فإف طبيعة‬
‫ووظيفة اإلطار الفكري كما يلي ‪" :‬اإلطار الفكري ىو دستور‪ ،‬نظاـ متكامل من األىداؼ واألساسيات اؼبًتابطة اليت يبكن أف تؤدي إىل ؾبموعة‬
‫من اؼبعايَت اؼبتسقة واليت ربدد طبيعة ووظيفة وحدود احملاسبة اؼبالية والقوائم اؼبالية‪ .‬ربدد األىداؼ الغرض من احملاسبة‪ ،‬بينما سبثل األساسيات اؼببادئ‬
‫احملاسبية تلك اؼببادئ اليت ترشد إختيار األحداث اليت هبب احملاسبة عنها وقياس األحداث ووسائل تلخيص وتوصيل تلك األحداث لألطراؼ‬
‫اؼبهتمة‪.‬مثل ىذه اؼببادئ أساسية حيث أف اؼببادئ األخرى تنشق منها كما يتم الرجوع إليها بإستمرار لوضع وتفسَت وتطبيق اؼبعايَت احملاسبية ومعايَت‬
‫التقارير")‪.(FASB, 1976, p. 2‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 224 -‬‬


‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫كما عرؼ بأنو دستور لعملية وضع اؼبعايَت احملاسبية ( سبيل‪ ،2009 ،‬صفحة ‪ ، )52‬وعليو نستنتج أف أية جهة مكلفة بوضع اؼبعايَت تعمل بدوف‬
‫اإلستناد إىل إطار مفاىيمي مثلها كمثل مشرع يسن القوانُت بدوف دستور وبمي اؼبواطنُت من التصرفات غَت السليمة للحكومة‪،Solomons( .‬‬
‫‪ ،1986‬صفحة ‪.)114‬‬
‫‪ -1.II‬اإلطار المفاهيمي كنظرية‪ :‬يعترب اإلطار الفكري عامال جوىريا يف تربير إختيار اؼبعايَت كجزء من النظريات واؼببادئ عن اؼبعلومات‬
‫واؼبستفدين منها‪ ،‬وبالتايل يوفر جزءا من أسس إختيار اؼبعايَت عن طريق توفَت إطار لتقدير أثر كل من اؼبعلومات اؼبالية واؼبعايَت اليت ربكم إنتاج تلك‬
‫اؼبعلومات على رفاىية اؼبستفيدين من ىذه اؼبعلومات‪ .‬كما هبب أف تكوف األجزاء غَت الدستورية مفيدة يف مناقشات وتربير اختيار اؼبعايَت احملاسبية‪،‬‬
‫كما هبب أف تكوف دقيقة بالقدر الذي يسمح لواضع اؼبعايَت بتقييم مقارف للمعايَت البديلة وذلك بتوفَت أسس للتفرقة بينها‪ .‬ويعترب فشل اإلطار‬
‫الفكري يف ذلك دليال على عدـ إكتمالو أو عدـ كفايتو‪( .‬قادوس‪ ،1995 ،‬صفحة ‪ )30‬ويلعب كل جزء من اإلطار الفكري دورا يف وضع‬
‫اؼبعايَت وبالطبع ليس من اؼبتوقع أف تكوف صبيع األجزاء بنفس الدرجة‪ ،‬وبذلك نتناوؿ األجزاء اؽبامة يف اإلطار الفكري والدور اؼبتوقع ؽبا يف تربير‬
‫إختيار اؼبعايَت وىي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬التعاريف (المصطلحات)‪ :‬يستخدـ احملاسبوف العديد من اؼبصطلحات الفنية سواء يف التقارير احملاسبية أو يف مناقشات القضايا احملاسبية‪.‬‬
‫ويتطلب األمر ضرورة توفَت تعاريف دقيقة ؽبذه اؼبصطلحات‪ .‬ىذه التعاريف شأهنا شأف أية أجزاء تستخدـ لتربير اؼبعايَت هبب أف زبضع للمراجعة‬
‫والتعديل عندما تتعرض لعدـ القبوؿ الذي يتوقف على مدى توافق ىذه التعريف مع األجزاء األخرى لإلطار الفكري‪ ،‬والنظريات اليت سبثل اػبلفية‬
‫اؼبنطقية لتربير اؼبعايَت‪ .‬كما تتوقف اآلثار اؼبًتتبة على استخدامها يف وضع اؼبعيار‪ .‬وىكذا فإنو يكوف جسيما لو إعتربت ىذه التعاريف أو أي جزء‬
‫منها يف منأى عن التغيَت (قادوس‪ ،1995 ،‬صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ -‬معايير اإلثبات (اإلعتراف) والقياس‪ :‬إف دور معايَت اإلثبات والقياس ؼبفردات القوائم اؼبالية ىو توفَت ؾبموعة من اإلرشادات احملددة لوضع‬
‫اؼبعايَت‪ .‬فواضع اؼبعيار هبب أف يقوـ دبجموعة من اإلرشادات احملددة لوضع اؼبعايَت‪ .‬فواضع اؼبعيار هبب أف يقوـ دبجموعة من االختيارات على‬
‫ـبتلف اؼبستويات تؤدي صبيعها إىل إختيار أحد اؼبعايَت‪ .‬وحىت يكوف أحد مفردات القوائم اؼبالية موضوعا ؼبعيار‪ ،‬فإنو هبب أف يبر دبجموعة من‬
‫االختبارات‪ .‬ويعتمد تقرير ماذا كاف اؼبفردى هبب إثباهتا وكيفية ىذا اإلثبات على مدى التوافق مع مبدأ اإلثبات(اإلعًتاؼ)‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص المستفدين من المعلومات المالية‪ :‬من اؼبتفق عليو أف اؼبعايَت احملاسبية هبب إختيارىا مع الًتكيز على خصائص وصفات‬
‫اؼبستفدين والقرارات اليت يتخذوهنا واؼبعلومات احملاسبية الالزمة للوفاء دبتطلباهتم‪ .‬وبذلك يكوف من اؼبالئم بالنسبة لواضع اؼبعايَت معرفة ما إذا طلب‬
‫اؼبستفيدين للمعلومات فعليا أ و إفًتاضيا‪ ،‬حيث أف واضع اؼبعايَت يفًتض أف يعمل على توفَت اؼبعلومات اليت وبتاج إليها اؼبستفدوف حىت ولو مل‬
‫يطلبوهنا‪ .‬يعٍت ذلك أف اعبزء غَت الدستوري هبب أف ينظر إليو كنظرية قياسية عن اؼبستفيدين وازباذ القرارات الرشيدة‪(James, 1988, pp. 200-‬‬
‫)‪ .201‬ولكي نفهم مغزى ذلك بالنسبة لواضع اؼبعايَت هبب أف نوضح مبدأ اؼبصلحة الفردية‪ .‬إف اؼبعٌت الصحيح لكلمة مصلحة ىو الفائدة أو اؼبيزة‬
‫ومعٌت الفردية ىو األفراد اؼبستثمرين‪ ،‬احمللل اؼبايل‪ ،‬اؼبدير‪ ،‬اؼبراجع‪ ،‬أو ؾبموعة من األفراد تعمل معا مثل مؤسسات احملاسبة‪ ،‬الشركات‪ ،‬اؽبيئات‬
‫واؼبنظمات اؼبهنية‪ .‬إف القوؿ بأف شيء ما يف مصلحة الفرد يتطلب أف نكوف قادرين على أف نربر أنو وبقق ميزة ؽبذا الفرد‪،‬أي أف وجود التفضيالت‬
‫الواضحة ليس ضروريا أو شرطا كافيا ولكنو يبثل دليال قويا‪ ،‬وحيث أف عمل واضع اؼبعايَت ينطوي على عنصر قياسي‪ ،‬فإف النظرية عن اؼبستفيدين‬
‫للقوائم اؼبالية ؽبا جانب قياسي أيضا‪( .‬قادوس‪ ،1995 ،‬صفحة ‪.)32‬‬
‫‪ -‬جودة المعلومات‪ :‬البد من ربديد خصائص جودة اؼبعلومات احملاسبية واليت ذبعلها مفيدة للمستفيدين‪ ،‬وىكذا فإف اؼبعلومات اليت تتمتع‬
‫بالقدر األكرب من ىذه اػبصائص تكوف ذات درجة عالية من اعبودة‪ ،‬وىكذا فإنو إذا كانت اؼبعلومات الناذبة عن معيار ما أعلى يف اعبودة عن‬
‫اؼبعلومات الناذبة عن معيار أخر‪ ،‬فإف اؼبعيار األوؿ هبب إختياره‪ .‬بذلك هبب تفسَت ىذا اعبزء من اإلطار الفكري كنظرية عبودة اؼبعلومات احملاسبية‪،‬‬
‫أي نظرية تصف اؼبعلومات ذات القيمة للمستفيدين‪ .‬ويبكن القوؿ أف نظرية جودة اؼبعلومات احملاسبية يبكن أف ال تكوف ذات قيمة عالية يف مقارنة‬
‫قيمة معايَتين بديلُت بالنسبة للمستفيدين‪ .‬وإذا أضفنا إىل ذلك النظرية اػباصة دبصلحة اؼبستفيدين فإننا نكوف قد حصلنا على ؾبموعة من اؼببادئ‬
‫األساسية اليت يبكن إستخدامها لتربير أف أحد اؼبعايَت يف صاحل اؼبستفيدين أكثر من معيار أخر‪ ،‬ولذا هبب إختياره‪ .‬وعليو يبكننا القوؿ أف األجزاء‬
‫اػباصة خبصائص اؼبستفيدين من اؼبعلومات اؼبالية وخصائص جودة اؼبعلومات معا تكوف نظرية عن قيمة اؼبعلومات للمستفيدين وتوفر األساس‬
‫النظري ؼبثل ىذا التقييم‪( .‬قادوس‪ ،1995 ،‬صفحة ‪.)32‬‬
‫وفبا سبق يبكننا القوؿ أف اإلطار ا لفكري هبب النظر إليو كدستور يضع القواعد اليت ربكم معاعبة التضارب بُت مصاحل اؼبستفيدين‬
‫واألطراؼ األخرى‪ ،‬وكجزء من اػبلفية النظرية اليت هتدؼ إىل تربير اختيار اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية باالضافة إىل ذلك هبب أف زبضع صبيع أجزاء‬
‫اإلطار الفكري للمراجعة والتعديل ألس باب خاصة باألطار ذاتو أو ألنو ال يؤدي إىل معايَت مقبولة أو ال يساعد يف االختيار من بُت اؼبعايَت البديلة‪،‬‬
‫وكذلك ؼبواكبة التغَتات يف بيئة اؼبمارسة‪.‬‬

‫‪- 225 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫‪ -2.II‬اإلطار الفكري لبناء معايير محاسبية دولية‪ :‬يرجع اإلىتماـ باحملاسبة كمهنة إىل الربع األخَت من القرف التاسع عشر وبداية القرف‬
‫العشرين يف الواليات اؼبتحدة األمريكية ويرجع ذلك لعدة عوامل أنبها‪ :‬الثورة الصناعية وظهور شركات اؼبسانبة؛ فرض قوانُت الضرائب؛ إهنيار‬
‫سوؽ األوراؽ اؼبالية بنيويورؾ سنة ‪ .1929‬وحىت أوائل الثالثينات كانت ىناؾ حالة من الفوضى يف اؼبمارسات احملاسبية‪ ،‬وكانت السياسات‬
‫احملاسبية اؼبتبعة من أسرار اؼبؤسسات‪ ،‬أين كانت قابلية اؼبقارنة مفقودة سباما‪ ،‬وكانت عملية إصدار التقارير اؼبالية اػباضعة للمراجعة مسألة إختيارية‪،‬‬
‫ومع حلوؿ سنة ‪ 1933‬حدث تغيَت جذري كبَت نتيجة إصدار قانوف االئتماف ‪ 1933‬و قانوف تبادؿ األوراؽ اؼبالية ‪ 1934‬وإنشاء ىيئة تبادؿ‬
‫األوراؽ اؼبالية‪ ،‬ىذه التغَتات جعلت عملية إصدار تقارير مالية خاضعة للمراجعة أمرا ملزما‪ ،‬وىو ما زاد من أنبية اؼبهنة وزيادة الطلب على خدمتها‬
‫(ضبدي علي ‪ . )2012 ،‬سارعت باقي الدوؿ باقتداء الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬حيث زبتلف الدوؿ فيما بينها من حيث آليات التنظيم‬
‫احملاسيب‪ ،‬فقد يتم التنظيم احملاسيب من قبل الدولة من خالؿ إصدار تشريعات أو قوانُت ؿباسبية‪ ،‬يف شكل قواعد ؿباسبية مثل (فرنسا‪ ،‬أؼبانيا‪،‬‬
‫اعبزائر) أو من خالؿ منظمة حكومية دولية مثل ( االرباد األوريب)‪( ،‬كيموش و شرشافة ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ )118‬أو من قبل كياف مستقل مثل‬
‫(ؾبلس معايَت احملاسبة اؼبالية يف الواليات اؼبتحدة األمريكية)‪،‬أو من قبل منظمة خاصة سباما مثل (ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (‪،Le Roy‬‬
‫‪ ،Fernandez‬و ‪ ،2018 ،Pierrot-Platet‬صفحة ‪)62‬‬
‫يعتمد شكل التنظيم احملاسيب حسب كل دولة إعتمادا على اػبصائص الثقافية‪ ،‬اإلجتماعية‪ ،‬اإلقتصادية‪ ،‬القانونية والسياسية اػباصة‬
‫هبا)‪ .(Colasse , 2004, p. 27‬وقد أدت ىذه اػبصائص إىل تطوير لغات ؿباسبية ـبتلفة تعيق وضوح اؼبعلومات اؼبالية وقابليتها للمقارنة‬
‫ومن بلد إىل آخر‪ ،‬وبالتايل تعيق وصوؿ الشركات إىل رأس اؼباؿ اؼبتاح يف األسواؽ اؼبالية الدولية‪ ،‬وعليو ظهر توجو كبو تنظيم احملاسبة على اؼبستوى‬
‫الدويل بسبب النمو يف نشاط الشركات اؼبتعددة اعبنسيات والثورة التكنولوجية اؽبائلة‪ ،‬كانت سببا يف زبفيض تكلفة االتصاالت والتغلب على‬
‫اغبواجز اؼبكانية والزمنية‪ ،‬إذبو العديد من الدوؿ كبو اػبصحصة وتشجيع األجانب‪ .‬كل ىذه العوامل أدت إىل عوؼبة أسواؽ اؼباؿ ومن مث زيادة‬
‫االىتماـ بتحقيق التوافق‪ ،‬إال أنو مل يكن اىتماما فاعال‪ ،‬ولكن يبكن القوؿ أف اؼبتغَت األكثر أنبية الذي أدى إىل تغيَت فعلي ىو ذلك التغَت الذي‬
‫يبكن أف يطلق عليو تغَتا جغرافيا سياسيا اقتصاديا أو ما يعرؼ بظاىرة التكتالت االقتصادية اإلقليمية‪ ،‬اليت سبثل إحدى وسائل مواجهة ربديات‬
‫العوؼبة (ضبدي علي ‪.)2012 ،‬‬
‫يعترب ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية )‪ (IASB‬وؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية )‪ (FASB‬من بُت أىم اؽبيئات اليت تصدر اؼبعايَت احملاسبية يف‬
‫العامل‪ ،‬يصدراف على التوايل اؼبعايَت احملاسبية الدولية للتقارير اؼبالية )‪ (IFRS‬واؼببادئ احملاسبية اؼبقبولة قبوال عاما )‪ ،(US-GAAP‬حيث سلطت‬
‫الضوء العوؼبة اإلقتصادية واؼبالية اغباجة إىل معايَت ؿباسبية ذات جودة عاؼبية‪ ،‬وتعترب التجربة األوروبية لسنة ‪ 2002‬إحدى أىم ىذه التجارب‬
‫اؼبؤثرة اليت اعتمدت على توفيق بيئات األعماؿ يف الدوؿ األوروبية لتسهيل عملية إنتقاؿ رؤوس األمواؿ والعمالة بُت دوؿ السوؽ األوروبية اؼبشًتكة‪،‬‬
‫وتبٍت معايَت احملاسبية الدولية كأساس موحد للتقرير اؼبايل الدويل‪( .‬متويل ‪ ،2000 ،‬الصفحات ‪)12-8‬‬
‫ىذا التغَت أدى إىل تفعيل االىتماـ بتحقيق التوافق على اؼبستوى الدويل‪ ،‬فطبقا للوائح االرباد األوريب أصبح تبٍت اؼبعايَت الدولية ملزما عبميع‬
‫اؼب ؤسسات دبا فيها األمريكية اؼبتعاملة مع اإلرباد األورويب‪ ،‬كما ظبحت لوائح االرباد للدوؿ اؼبشاركة يف عضويتو أف تتيح للشركات اؼبتعاملة معها‬
‫تأجيل تبٍت تطبيق اؼبعايَت الدولية حىت عاـ ‪ ،2008‬وذلك إذا كاف التعامل يتم على أسهمها يف األسواؽ األمريكية‪ ،‬وتستخدـ اؼببادئ احملاسبية‬
‫اؼبقبولة قبوال عاما (حسن علي ‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ . )3‬إختيار اؼبعايَت احملاسبية الدولية أعطى الشرعية للجنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية اليت كانت‬
‫تفتقرىا )‪ ،( Burlaud & Colasse, 2010, p. 160‬ومنذ ذلك اغبُت إنتشرت اؼبعايَت احملاسبية الدولية يف صبيع أكباء العامل‪ ،‬حيث أكثر من‬
‫‪ 120‬دولة تطبقها (‪ ،Fernandez ،Le Roy‬و ‪ ،2018 ،Pierrot-Platet‬صفحة ‪.)67‬‬
‫وقد أدى ىذا االذباه اؼبتنامي لتبٍت معايَت التقرير اؼبايل الدويل (‪ )IFRS‬إىل أف أصبح اإلذباه لتبنيها ال يقتصر على اؼبؤسسات اؼبقيدة‬
‫باألسواؽ اؼبالية العاؼبية فقط‪ ،‬وإمبا أدى إىل إذباه العديد من الدوؿ لتبٍت اؼبعايَت الدولية كأساس لتنظيم السياسة احملاسبية سواء على اؼبستوى احمللي‬
‫أو الدويل‪.‬‬
‫أعادت أزمة ‪ 2008‬إشعاؿ اعبدؿ حوؿ تأثيَت اؼبعايَت احملاسبية اليت تستخدمها الشركات يف تقييم أدائها وربديد مركزىا اؼبايل‪ ،‬فعلى الرغم‬
‫من عدـ اإلعًتاؼ اؼبباشر بكوهنم سببا يف األزمة‪ ،‬إال أنو مت اإلعًتاؼ بدورىم كعامل مفقم لألزمة‪ ،‬ويعيد ىذا السياؽ فتج اعبدؿ حوؿ اؼبرجعية‬
‫احملاسبية اليت تستخدمها الشركات وخاصة اؼبدرجة يف األسواؽ اؼبالية‪ ،‬قرر ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية )‪ (IASB‬وؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية‬
‫)‪ (FASB‬رغم كوهنما متنافسيُت يف وضع اؼبعايَت احملاسبية إال أهنم قررا التعاوف بشكل رظبي من خالؿ اتفاقية )‪ (Norwallk‬سنة ‪ 2002‬يهدؼ‬
‫ىذا التعاوف لبناء معايَت ؿباسبية عاؼبية ذات جودة عالية‪(Le Roy, Fernandez, & Pierrot-Platet, 2018, p. 6).‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 226 -‬‬


‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫‪ -.1.2.II‬اإلطار المفاهيمي لمجلس المعايير المحاسبية الدولية (‪ :)IASB‬تقريبا بعد عشر سنوات من صدور أوؿ أجزاء اإلطار‬
‫اؼبفاىيمي األمريكي بدأت عبنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية (‪ )IASC‬يف أشغاؿ إعداد اإلطار اؼبفاىيمي اػباص هبا سنة ‪ 1986‬وكانت قد نشرت ‪26‬‬
‫معيارا ؿباسبيا قبل إصداره (‪ ،2001 ،Cairns‬صفحة ‪ ،)2‬وقد مت اؼبوافقة على اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية من طرؼ اللجنة يف شهر‬
‫أفريل ‪ 1989‬ربت تسمية "إطار ربضَت وعرض القوائم اؼبالية" ‪ ،‬وعلى الرغم من أهنا تدين بالكثيَت لإلطار األمريكي إال أف ىناؾ إختالفات بينهم‬
‫)‪ ،( Parker & Nobes , 2010, p. 15‬حيث يتكوف اإلطار اؼبفاىيمي للجنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية من ‪( :‬ىواـ و سالمي ‪،2019 ،‬‬
‫صفحة ‪)189‬‬
‫‪ ‬أىداؼ القوائم اؼبالية ؛‬
‫‪ ‬اػبصائص النوعية اليت ربدد منفعة اؼبعلومات الواردة يف القوائم اؼبالية؛‬
‫‪ ‬التعريف والقياس واالعًتاؼ بالعناصر اؼبكونة للقوائم اؼبالية؛‬
‫‪ ‬مفاىيم رأس اؼباؿ واحملافظة عليو‪.‬‬
‫يعترب ربديد أىداؼ القوائم اؼبالية نقطة البداية يف بناء اإلطار اؼبفاىيمي فهي اليت ربدد نوع اؼبعلومات اؼبطلوبة‪ ،‬واليت ىي بطبيعتها أىداؼ‬
‫عامة لتلبية حاجة العديد من اؼبستخدمُت‪ .‬عندما حل ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية )‪ (IASB‬ؿبل عبنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية )‪ (IASC‬يف‬
‫أفريل ‪ 2001‬تبٌت اإلطار اؼبفاىيمي دوف تعديلو‪.‬‬
‫‪ -.2.2.II‬اإلطار المفاهيمي المشترك بين (‪ )IASB‬و(‪ :)FASB‬أدت اغباجة إىل السعي كبو ربقيق التوافق احملاسيب‪ ،‬فبا قبم عنو حالة‬
‫التعاوف بُت اؽبيئات احملاسبية العاؼبية اؼبتنافسة‪ ،‬حيث بدأ التعاوف بُت ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية )‪ (IASB‬وؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼباية )‪(FASB‬‬
‫منذ نشوئهم من أجل السعي إىل اغبصوؿ على التوافق يف األراء بشأف نقاط ؿبددة يف معايَتىم‪ ،‬إال أف التعاوف وثق يف شكل رظبي سنة ‪2002‬‬
‫بتوقيع إتفاقية )‪ (Norwalk‬وىو"مشروع تقارب بُت معايَتىم" من أجل البحث عن معايَت ؿباسبية عاؼبية‪ ،Fernandez ،Le Roy( .‬و‬
‫‪ ،2018 ،Pierrot-Platet‬صفحة ‪)68‬‬
‫ويف أكتوبر ‪ 2004‬من خالؿ "مذكرة تفاىم مشًتؾ"‪ ،‬اؽبدؼ من ىذا اؼبشروع ربسُت األطر الفكرية للمجلسُت وإنتاج إطار فكري مشًتؾ‬
‫تاـ‪ ،‬شامل ومتسق داخليا للمسانبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي‪ ،‬ولالمداد بأفضل قاعدة لتطوير معايَت تعتمد على مدخل اؼببادئ دبا‬
‫ينعكس على أسواؽ العاؼبية )‪.(FASB & IASB, 2006, p. 5‬‬
‫‪ -‬مبرارت تطوير اإلطار المفاهيمي المشترك‪ :‬إف تطوير األطر الفكرية للمحاسبة يعد ىدفا إسًتاذبيا لواضعي اؼبعايَت على اؼبستوى العاؼبي‬
‫لعدة مربرات منها ‪( :‬ضبدي علي ‪)2012 ،‬‬
‫‪ ‬األطر الفكرية مل ربدث منذ فًتة‪ ،‬وىناؾ العديد من اؼبستجدات واؼبتغَتات يف بيئة اؼبمارسة خالؿ العقدين اؼباضيُت تتطلب تطوير األطر‬
‫الفكرية‪ ،‬فاإلطار الفكري ىو كائن حي وبتاج إىل التطوير من فًتة ألخرى إلستيعاب متغَتات بيئة اؼبمارسة؛‬
‫‪ ‬بعض أجزاء األطر اغبالية ربتاج إىل تطوير‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باإلعًتاؼ والقياس‪ ،‬كما أف هبا بعض الثغرات‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ ال يتضمن‬
‫كال اإلطاريُت تعريف واضح لوحدة التقرير‪ ،‬وال أساس واضح للقياس؛‬
‫‪ ‬ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية مهتم بالعمل مع اآلخرين (ؾبلس معايَت احملاسبية األمريكي‪ ،‬الكندي‪،‬الياباين‪،‬االسًتايل‪ )...‬لتقليل‬
‫االختالفات بُت األطر اغبالية‪ ،‬من أجل توفَت قاعدة إلنتاج معايَت تتسم باعبودة العالية دبا يدفع كفاءة األسواؽ اؼبالية العاؼبية؛‬
‫‪ ‬اإلطار اعبديد سيكوف أساسا يف تطوير معايَت مستقبلية تعتمد على مدخل اؼببادئ متسقة داخليا ومتوافقة دوليا‪ ،‬دبا يوفر اؼبعلومات اليت‬
‫وبتاجها متخذو القرارات لتوزيع مواردىم االقتصادية على مستوى العامل‪.‬‬
‫‪ -3.2.II‬اإلطار المفاهيمي المشترك لسنة ‪ :2010‬يتكوف اؼبشروع من شباين مراحل على أف ينشر اإلطار يف شكل أجزاء (فصوؿ)‬
‫مكتملة‪ ،‬ومت إصدار النسخة الغَت مكتملة من العمل اؼبشًتؾ بُت اجمللسُت عاـ ‪ 2010‬وبتوي على أربع أجزاء‪ ، 5‬إال أف اإلطار الفكري ىو‬
‫ؾبموعة من األجزاء اؼبتكاملة اليت تنبع من اؽبدؼ‪ ،‬ونظرا ؽبذا الًتابط فإنو ال ينبغي صياغة جزء من أجزاء اإلطار يف صورتو قبل اإلنتهاء من اؼبشروع‬
‫ككل لتحقيق االتساؽ بُت أجزائو‪ ،‬وصياغة الفصوؿ بشكل منفصل تؤدي إىل عدـ االتساؽ الداخلي يف اإلطار‪ ،‬فعلى سبيل اؼبثاؿ الفصالف األوؿ‬
‫والثالث اللذاف يبثالف اؼبرحلة األوىل من مراحل تطوير اإلطار اليت صدرت صياغتو النهائية سبتمرب ‪ ،2010‬بينما اؼبراحل األخرى مل يبدأ حبثها بعد‪،‬‬
‫فطوؿ الفًتة الزمنية اؼبستغرقة يف الصياغة النهائية لكل مرحلة من مراحل اإلطار قد ربمل معها تغَتات بيئة اؼبمارسة‪ ،‬وقد تستلزـ إدخاؿ تعديالت‬
‫على األجزاء األوىل‪ ،‬ومن مث عدـ التوصل إىل صياغة هنائية ؼبشروع اإلطار ؼبدى زمٍت طويل (ضبدي علي ‪.)2012 ،‬‬
‫ائدا‪ .‬ولسوء اغبظ ‪ ،‬يبدو أنو مت ارتكاب نفس األخطاء وىي كااليت‪(Le :‬‬ ‫دورا ر ً‬
‫يعد اؼبشروع اؼبشًتؾ بُت اجمللسُت فرصة ؼبنح اإلطار اؼبفاىيمي ً‬
‫)‪Manh & Ramond, 2011, p. 5‬‬

‫‪- 227 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫‪ ‬عملية اؼبراجعة بطيئة للغاية يف الواقع نفذت اجملالس اؼبشروع يف عاـ ‪ 2004‬ومت االنتهاء فقط من اؼبرحلة األوىل (من أصل ‪ )8‬يف غضوف ‪6‬‬
‫جدا؛‬
‫متأخرا ً‬
‫سنوات‪ .‬مل ربدد اجملالس أي موعد هنائي للمشروع‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬يأيت اإلطار اؼبفاىيمي اعبديد ً‬
‫‪ ‬أصدر ؾبلس معايَت احملاسبة الدولية (‪ )IASB‬يف أغسطس ‪ 2010‬بيانًا قانونيًا بشأف عقود اإلهبار والذي يقًتح أف اؼبستأجر سيعًتؼ باغبق‬
‫يف استخداـ األصل اؼبؤجر كأصل‪ ،‬يف حُت أف تعريف األصل ال يزاؿ قيد اؼبناقشة كجزء من اؼبرحلة (ب) من مشروع اإلطار اؼبفاىيمي‪.‬‬
‫‪ -4.2.II‬اإلطار المفاهيمي لمجلس المعايير المحاسبية )‪ :)IASB-only‬يف عاـ ‪ 2012‬مت استئناؼ العمل على اؼبشروع‪ ،‬لكن‬
‫ىذه اؼبرة من دوف إشًتاؾ ؾبلس معايَت احملاسبة اؼبالية األمريكي‪ ،‬حيث كشفت االستشارة العامة لعاـ ‪ 2012‬حوؿ برنامج عمل اجمللس عن اغباجة‬
‫إىل مراجعة اإلطار اؼبفاىيمي ‪ ،2010‬نظرا لغياب التوجيهات يف بعض جوانبو‪ ،‬وعدـ وضوح وتقدمي بعض اإلرشادات اغبالية‪ ،‬ومن أجل ذلك مت‬
‫إضافة اؼبشروع إىل برنامج العمل‪ ،‬ليحصل بعدىا اجمللس على تعليقات من خالؿ ورقة العمل الصادرة عاـ ‪ ،2013‬ومسودة العرض اؼبنشورة عاـ‬
‫‪ 2015‬ويف مارس ‪ 2018‬مت االنتهاء من اؼبشروع وإصدار اإلطار الفكري اؼبعدؿ‪ ،‬الذي تضمن طبس فصوؿ من اإلطار اؼبفاىيمي ‪،2010‬‬
‫إضافة إىل الوضع واؽبدؼ‪ ،‬قد حاوؿ اجمللس من خالؿ اإلطار اؼبفاىيمي ‪ 2018‬ربقيق التوازف بُت توفَت مفاىيم متناسقة وتوفَت تفاصيل كافية‪ ،‬من‬
‫أجل ربقيق األىداؼ التالية (كيموش و شرشافة ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪: )121‬‬
‫‪ ‬مساعدة اجمللس على تطوير اؼبعايَت باإلعتماد على مفاىيم متسقة؛‬
‫‪ ‬مساعدة معدي القوائم اؼبالية على تطوير سياسات ؿباسبية متسقة‪ ،‬عندما ال ينطبق معيار ؿبدد على معاملة بذاهتا أو حدث أخر‪ ،‬أو‬
‫عندما يتيح معيار ما إختيار السياسة احملاسبية؛‬
‫‪ ‬مساعدة صبيع األطراؼ على فهم وتفسَت معايَت التقرير اؼبايل الدولية‪.‬‬
‫بدأ ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية وعبنة تفسَتات معايَت التقرير اؼبايل الدولية يف إستخداـ اإلطار اؼبفاىيمي ‪ 2018‬عند صدوره وبتاريخ ‪01‬‬
‫جانفي ‪ 2020‬بالنسبة ؼبعدو التقارير اؼبالية‪ .‬وبتوي األطار اؼبفاىيمي ‪ 2018‬على شبانية أجزاء يف شكل فصوؿ‪ ،‬من بينها طبس فصوؿ جديدة‪،‬‬
‫تعترب بعض أجزائها إعادة ىيكلة لإلطار اؼبفاىيمي ‪ ،2010‬مع إعادة صياغة العديد من التوجيهات واإلحتفاظ ببعضها كما ىي‪ ،‬يف حُت تضمنت‬
‫األجزاء االخرى مفاىيم وتوجيهات جديدة‪ .‬ىناؾ فصلُت مت إصدارنبا عاـ ‪ ،2010‬غَت أهنا تتضمنا التعديالت يف إصدار ‪ ،2018‬أما الفصل‬
‫الثامن واألخَت اػباص دبفاىيم رأس اؼباؿ واحملافظة عليو‪ ،‬فلم يتضمن أي تعديالت ومت االحتفاظ بو كما ورد يف نسخيت ‪ 1989‬و‪.2010‬‬
‫‪ - III‬مراجعة اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي في الجزائر‪ :‬أصبح واقع النظاـ احملاسيب اؼبايل واضحا‪ ،‬حيث إبتعد عن اؼبمارسات‬
‫الدولية دبرور الوقت‪ ،‬أدرجت وزارة اؼبالية برنامج ربيُت النظاـ احملاسيب اؼبايل ضمن برنامج اجمللس الوطٍت للمحاسبة سنة ‪(El Bessaghi, 2018‬‬
‫)‪ ، 2019, p. 17‬حيث مت تعيُت ؾبموعة عمل إلجراء تقييم شامل لتطبيق النظاـ احملاسيب اؼبايل‪ ،‬وطرح اقًتاحات ؼبراجعتو دبا يتوافق والتغَتات يف‬
‫اؼبعايَت احملاسبية الدولية ‪ ،‬ودبا أف اعبزائر تبنت اؼبدخل األقبلوسكسوين فقبل الشروع يف مراجعة وتقييم اؼبعايَت احملاسبية البد أوال من مراجعة اإلطار‬
‫التصوري الذي يعد البنية األساسية اليت يتم من خالؽبا تقدمي معايَت ؿباسبية متسقة ومتوافقة دوليا‪.‬‬
‫‪-1.III‬اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي‪ :‬مت إقتباس اإلطار التصوري للمحاسبة اؼبالية من اإلطار اؼبفاىيمي اؼبعتمد من طرؼ‬
‫ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية نسخة ‪ ، 2001‬حيث مت إدراجو ضمن النظاـ احملاسيب اؼبايل دبوجب اؼبادة ‪ 06‬من القانوف(‪ )11-07‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪ ،2007/11/25‬وورد ؿبتواه يف اؼبرسوـ التنفيذي (‪ )156-08‬اؼبؤرخ يف ‪ 2008/05/26‬وذلك من خالؿ اؼبواد (‪ 5‬إىل غاية ‪ )28‬واعبدوؿ‬
‫رقم ‪ 1‬التايل بُت شرح ـبتصر لالطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل‪.‬‬
‫‪-2.III‬مبررات تبني مدخل قائم على اإلطار التصوري (المفاهيمي)‪ :‬مت اقًتاح مداخل ـبتلفة لوضع اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬حيث وبدد‬
‫(‪ )Rappaport‬ثالث مداخل لبناء معايَت ؿباسبية وىي كاأليت ‪(Rappaport, 1977, p. 90) :‬‬
‫‪ -‬المدخل األول‪ :‬ىو اؼبدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي ىنا من اؼبتوقع أف يوفر االطار مربرا للمعايَت اغبالية وبعض اإلرشادات لتطوير‬
‫اؼبعايَت اؼبستقبلية‪ ،‬كما ينظم على أسس جيدة اؼبعرفة ويدؾبها ويب ّكن من التواصل الفعاؿ بُت الباحثُت واؼبمارسُت‪ ،‬مع اإلدراؾ اؼبتزايد بأف كل طريقة‬
‫ؿباسبية تتضمن إعادة توزيع ؿبتملة للثروة‪ ،‬ومع ذلك فإف قبوؿ اؼبعايَت سيخضع على األرجح جزئيًا للعواقب االقتصادية اؼبتوقعة بدالً من االستدالؿ‬
‫اؼبنطقي إلطار العمل اؼبختار‪ .‬وىناؾ ـباطر من أف مثل ىذا اؼبدخل قد هبعل أولئك اؼبتأثرين باؼبعايَت احملاسبية يروف أف واضعي اؼبعايَت ال يستجيبوف‬
‫ؼبخاوفهم؛‬
‫‪-‬المدخل الثاني‪ :‬ىواؼبدخل الذي يأخذ بعُت اإلعتبار اآلثار االقتصادية‪ ،‬أي دمج التأثَت االقتصادي يف عملية وضع اؼبعايَت احملاسبية‪ .‬قد‬
‫بعيدا عن القطاع اػباص؛‬
‫حافزا ألخذ وضع اؼبعايَت احملاسبية ً‬
‫يتغلب ىذا اؼبدخل على مشكلة اؼبدخل السابق الذكر‪ ،‬ومع ذلك قد يقدـ للحكومة ً‬
‫‪-‬المدخل الثالث‪ :‬ىو مزيج بُت اؼبدخليُت السابقُت يف بناء معايَت ؿباسبية‪،‬كمايراه الباحث أسلوبًا أفضل‪.‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 228 -‬‬


‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫وإقًتح (‪ ) Dopuch & Sunder‬يف دراستهما مدخال سياسيا لتطوير معايَت احملاسبة كبديل للمدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي حيث‬
‫يرى الباحثا ف أف "إذا كانت اغبكومة تتوىل مهمة وضع اؼبعايَت احملاسبية فردبا تكوف ىناؾ حاجة أقل إلطار مفاىيمي" رغم أف الباحثاف ال‬
‫سباما اغباجة إىل إطار مفاىيمي حىت لو مت تبٍت مدخال سياسيا يف بناء معايَت ؿباسبية(‪ Dopuch‬و ‪ ،1980 ،Sunder‬صفحة‬ ‫يستبعداف ً‬
‫دورا ‪ ،‬وتلك اليت ال يكوف فيها اإلطار‬ ‫‪.)2‬يبدو من اؼبناسب تصنيف ىذه اؼبقاربات إىل ؾبموعتُت‪ :‬اجملموعة اليت يلعب فيها اإلطار اؼبفاىيمي ً‬
‫سباما‪ ،‬على الرغم من إمكانية اعبمع بُت اؼبداخل اؼبختلفة بطريقة ما‪ .‬يوضح ىذا اعبزء أف اؼبدخل اعبزائري يندرج يف اجملموعة‬ ‫اؼبفاىيمي ضروريًا ً‬
‫األوىل من مداخل وضع اؼبعايَت احملاسبية الذي يستخدـ اإلطار اؼبفاىيمي كأساس لتطوير اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬كما ىو وارد يف اؼبادة ‪ 03‬من اؼبرسوـ‬
‫التنفيذي رقم (‪ )158-08‬الذي يوضح أف اإلطار التصوري يهدؼ إىل تطوير اؼبعايَت احملاسبية‪.‬‬
‫يبكننا طرح تساؤؿ ؼباذا تبنت اعبزائر مدخل يستند إىل إطار اؼبفاىيمي؟ لإلجابة على ىذا السؤاؿ‪ ،‬هبب أف نتذكر أف اعبزائر حاولت‬
‫إصالح نظامها احملاسيب حيث أوكل اجمللس الوطٍت للمحاسبة العمل إىل ؾبموعة ـبتصة ظبيت بػ(عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت)‪ ،‬اليت باشرت عملها‬
‫سنة ‪ 1998‬واليت إختارت مراجعة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت )‪ (PCN‬دوف تغيَته‪ ،‬وأوقف عمل اللجنة يف سنة ‪ ،2000‬فبا دفع وزارة اؼبالية إىل‬
‫وضع مهمة االصالح احملاسيب موضوع مناقصة دولية‪ .‬ويف عاـ ‪ 2001‬مت إسناد ىذه اؼبهمة إىل ؾبموعة العمل التابعة للمجلس الوطٍت للمحاسبة‬
‫اؼبتكونة من اجمللس نفسو )‪ ،(CNC‬وؾبلس اؼبنظمة الفرنسية للخرباء احملاسبُت )‪ (CSOEC‬واؽبيئة الوطنية حملافظي اغبسابات )‪(CNCC‬‬
‫وبتمويل من البنك الدويل‪ .‬من خالؽبا مت إعتماد على مدخل ؿباسيب جديد يتمثل يف النظاـ احملاسيب اؼبايل الذي يبكن اعتباره كنظاـ ؿباسيب‬
‫ىجيُت)‪.(Khouatra, 2018, p. 10‬أي أقبلوساكسوين جزئيًا من خالؿ إطاره التصوري الواضح والفرانكفوين من خالؿ مدونة اغبسابات‪.‬‬
‫حيث يعد ىذا اؼبدخل ـبتلف سباما عن اؼبدخل الذي إقًتحتو عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت‪ ،‬كما أنو يشكل تغيَتا رئيسيا لو عواقب بشرية وتعليمية‬
‫وتنظيمية ومالية‪(.‬عطية ‪ ،‬مرىوف ‪ ،‬و مرحوـ ‪ ،2021 ،‬صفحة ‪ . )248‬وعليو قد يكوف من اؼبناسب القوؿ أف االطار التصوري للنظاـ احملاسيب‬
‫اؼبايل مأخوذ بشكل مبسط من لإلطار اؼبفاىيمي للمجلس اؼبعايَت احملاسبية نسخة ‪ ،2001‬وعليو نستنتج أنو مت وضع اإلطار التصوري واؼبعايَت‬
‫ا حملاسبية للنظاـ احملاسيب اؼبايل يف نفس الوقت‪ ،‬رغم أنو من األنسب وضع االطار التصوري قبل اؼبعايَت حىت يتسٌت إستخدامو كمرجعية لتطوير‬
‫معايَت ؿباسبية جديدة أو مراجعتها أو تعديل اؼبوجودة‪ ،‬وىذا ما ينجم عنو عدـ تناسقو والسياؽ اعبزائري‪ ،‬حيث ىناؾ عدة عوامل تربر إختيار‬
‫اعبزائر لغة ؿباسبية تعتمد على اإلطار اؼبفاىيمي يف بناء معايَت ؿباسبيةنذكر من بينها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬خلقت اإلصالحات االقتصادية ضرورة ملحة إلصالح األنظمة احملاسبية القديبة نظرا لكوهنا غَت قادرة على وضع معايَت ؿباسبية ‪ ،‬كوف‬
‫النظرية واؼبمارسة احملاسبية كانت ـبتلفة سباما عن تلك اليت يتطلبها االقتصاد اؼبوجو كبو السوؽ؛‬
‫‪ ‬البد أف ربقق اؼبعايَت احملاسبية قبوال‪ ،‬ويع د شرطا لتحقيق ذلك وجود لغة مشًتكة بُت صبيع األطراؼ اؼبعنية تتوفر على ؾبموعة متفق عليها‬
‫من اؼبفاىيم واؼببادئ؛‬
‫‪ ‬مستوى التعليم احملاسيب والتدريب احملاسيب كاف مقيدا جدا ومتوجو كبو متطلبات النظاـ االقتصادي اؼبخطط وفبارسات ؿباسبية قائمة على‬
‫ـبطط الوطٍت احملاسيب‪.‬‬
‫تشَت األسباب اؼبذكورة سابقا أف االطار اؼبفاىيمي يلعب دورا مهما يف وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة يف فًتة التحوؿ من االقتصاد اؼبخطط‬
‫إىل اقتصاد السوؽ وعليو يبكن النظر لالطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية كمرجع ودليل يبكن من خاللو تطويرمعايَت ؿباسبية تناسب و‬
‫توجهات اعبزائر كبو إقتصاد السوؽ‪ ،‬حيث ىذا اؼبدخل يكتسي على العديد من الفوائد احملتملة نذكر بعضها على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬اؼبعايَت احملاسبية سوؼ تكوف أكثر إتساقا (من اؼبرجح يف حاؿ غياب االطار اؼبفاىيمي قد يتم إستخداـ مبادئ واؼبفاىيم وطرؽ‬
‫ؿباسبية بطرؽ ملتوية ) ؛‬
‫‪ ‬يعمل االطار اؼبفاىيمي على ربسُت االتصاؿ بُت واضعي اؼبعايَت ومعدي القوائم اؼبالية ومستخدميها وبالتايل تعزير قبوؿ اؼبعايَت‬
‫احملاسبية؛‬
‫‪ ‬وجود إطار مفاىيمي يقتصد اعبهد اؼبطلوب لتطوير اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬فبا هبنب إعادة مناقشة اؼبشاكل احملاسبية اؼبشًتكة بُت اؼبعايَت؛‬
‫‪ ‬كما يبكن إستخداـ اإلطار اؼبفاىيمي كمؤشر لضرورة مراجعة اؼبعايَت احملاسبية وبالتايل تعزيز ثقة اؼبستخدمُت يف اؼبعايَت احملاسبية‬
‫والتقارير اؼبالية؛‬
‫‪ ‬يشجع اؼبوقف اؼبهٍت يف حالة مواجهة التضارب بُت اؼبصاحل‪.‬‬
‫ول تحقيق ىذه الفوائد احملتملة من االطار اؼبفاىيمي البد أف يكوف كامال ومتماسكا وقويا منطقيا وومتقدما نظريا‪ ،‬وىنا تكمن ـباطر اؼبدخل‬
‫اعبزائري القائم على اإلطار التصوري فإذا كاف االطار التصوري غَت مكتمل وغَت متسقا ىيكليا ومتضارب منطقيا وغَت مطور نظريا‪ ،‬فقد ال وبقق‬
‫الفوائد اليت نوقشت سابقا‪.‬‬

‫‪- 229 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫هبب أف ندرؾ أف اؼبدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي اؼبعتمد يف اعبزائر ينطوي على ـباطر إضافية نظرا ألف اعبزائر كانت تعتمد على‬
‫إقتصاد ـبطط ومسيطر عليو مركزيا‪ ،‬مل يواجو اؼبشكالت احملاسبية اليت يواجهوهنا عادة يف إقتصاد السوؽ‪ ،‬على الرغم من إستاعنت اعبزائر خبرباء‬
‫أجانب إال أف نقص اػبربة يؤدي إىل ضعف جودة االطار التصوري‪ ،‬وىو ما سوؼ يتم توضيحو يف النقاط القادمة‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك ىناؾ‬
‫خطر السماح لقرارات احملاسبة أف تستند إىل تعريفات أو مبادئ ؾبردة على الرغم من أف اإلطار التصوري قد يوفر بعض االتساؽ‪ ،‬إال أف ىذا‬
‫ؾبردا وليس مبنيا على نتائج حقيقية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬قد يؤدي استخداـ اإلطار التصوري اغبايل إىل منع اعتماد على أساليب‬ ‫االتساؽ قد يكوف ً‬
‫وإجراءات ؿباسبية أكثر مالءمة‪ ،‬وقد يبنع من معرفة وتلبية اؼبتطلبات اغبقيقية ؼبستخدمي اؼبعلومات‪.‬‬
‫‪-3.III‬لماذا نحتاج إلى اإلطار التصوري ‪ :‬يف ظل إقًتاح مدخل سياسي لوضع اؼبعايَت احملاسبية يفًتض الباحثاف ( & ‪Dopuch‬‬
‫‪ )Sunder‬أنو قد يكوف تطوير اإلطار اؼبفاىيمي مرتبطا عكسيا مع اؽبيئة اؼبكلفة بوضع اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬حيث يدعم الباحثاف رأيهما بإستشهاد‬
‫بلجنة األوراؽ اؼبالية والبورصات اليت مل تكن حباجة إىل اإلطار اؼبفاىيمي عند إعداد سلسلة من اإلصدارات احملاسبية‪ ،‬ومن ناحية أخرى هبادالف‬
‫بأف أنبية االطار اؼبفاىيمي مرتبط بسلطة ومسؤولية واضعي اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬سواء كاف ىناؾ إطار مفاىيمي أو ال‪ .‬وأي شي يعترب أساسيا إذا كاف‬
‫يساىم يف اإلفصاح اؼبايل للشركات بصفة عامة أو يف وضع معايَت ؿباسبية بصفة خاصة‪ ،‬وعليو فإنو يعتمد على الطريقة اليت يتم هبا تنظيم التقارير‬
‫اؼبالية)‪ .(Dopuch & Sunder, 1980, p. 10‬وإلثبات ذلك قدما ثالث أشكاؿ مؤسساتية بديلة وىي على النحو التايل‪ Zezhong( :‬و‬
‫‪ ، 1997 ، Aixiang‬صفحة ‪)286‬‬
‫‪ ‬الشكل األوؿ دعو يعمل حيث ال تكوف ىناؾ متطلبات لإلفصاح القانوين على اإلطالؽ أو لديو متطلبات قانونية لإلفصاح من قبل‬
‫مستخدمُت ؿبددين بوضوح فقط؛‬
‫‪ ‬الشكل الثاين سيطرة الدولة أو اغبكومة على تنظيم احملاسبة اؼبالية للشركات بالكامل؛‬
‫‪ ‬الشكل الثالث تفويض عملية وضع اؼبعايَتاحملاسبية ؼبهنة احملاسبة يف أحد األشكاؿ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تفويض ؽبيئة تنظيمة اؼبسؤولية أي ؼبهنة احملاسبة مع االحتفاظ بالسلطة مثل العالقة اؼبوجودة بُت (‪ SEC‬و ‪)FASB‬؛‬
‫‪ -‬وضع اؼبسؤولية يف يد مهنة احملاسبة مع اؼبراقبة من قبل ىيئة حكومية؛‬
‫‪ -‬وضع اؼبسؤولية والسلطة يف أيدي أصحاب اؼبهنة‪ ،‬كما يتضح يف اؼبعهد الكندي احملاسيب القانوين (‪.)CICA‬‬
‫يلخص )‪ (Peasnell‬إىل أنو فقط عندما تكوف السلطة واؼبسؤولية يف أيدي ىيئة ؿباسبية مهنية‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف كندا يكوف لإلطار‬
‫اؼبفاىيمي لو دورا مهما وواضح‪ ،‬حيث يقل إستخدامو يف األشكاؿ اؼبؤسساتية األخرى ومن بُت األثار الضمنية ؽبذا االستنتاج ىو أف االطار‬
‫اؼبفاىيمي للمعهد الكندي يلعب دورا أكثر من االطار اؼبفاىيمي يف الواليات اؼبتحدة‪(Peasnell, 1982, p. 250).‬‬
‫يبدو أف التجربة اعبزائرية ال تدعم فرضية (‪ )Dopuch & Sunder‬وإستنتاج )‪ )Peasnell‬بأف اإلطار اؼبفاىيمي ليس لو أنبية عندما‬
‫تتحكم اغبكومة بشكل كامل يف احملاسبة‪ ،‬رغم أنو مل يكن ىناؾ إطار تصوري واضح عند إصدار القانوف(‪ )11-07‬اال أنو يشمل بشكل غَت‬
‫مباشر أىم مستويات البناء اؽبرمي لإلطار اؼبفاىيمي‪ ،‬على الرغم من أف اإلصالحات االقتصادية اؼبوجهة كبو السوؽ اليت بدأت هبا اعبزائر يف هناية‬
‫التسعينات قد خلقت اغباجة اؼبلحة لوجود نظرية ؿباسبة ومعايَت ؿباسبية جديدة‪ ،‬إال أف وضع اؼبعايَت احملاسبية اليزاؿ يقع على عاتق اغبكومة‪ ،‬وقد‬
‫يعود إحتفاظ اغبكومة بسلطة التحكم يف احملاسبة اؼبالية إىل حد كبَت إىل حقيقة أف معظم الشركات التزاؿ فبلوكة للدولة أو لديها معظم األسهم‪.‬‬
‫ويوافق اختيار اعبزائر مع أحد األشكاؿ اؼبؤسساتية اؼبذكورة سابقا يف وضع اؼبعايَت احملاسبية‪.‬‬
‫قد هبادؿ البعض بأف مسؤولية وضع اؼبعايَت احملاسبية يبكن تفويضها ؼبهنة احملاسبة بينما ربتفظ الوزارة اؼبالية بالسلطة‪ ،‬مع ذلك مل يكن ىذا‬
‫فبكنا‪ ،‬وقد يكوف السبب الرئيسي أف مهنة احملاسبة يف اعبزائر يف ذلك الوقت مل تكن لديها القدرة الكافية على التنظيم الذايت من جهة و ومل يكن‬
‫لديها اػبربة يف التعامل مع مرجعية إقبلوساكسونية زبتلف عن سابقتها ‪.‬‬
‫يف الواقع ‪ ،‬تتمتع وزارة اؼبالية من خالؿ ؾبلس الوطٍت للمحاسبة باؼبسؤولية والسلطة التنظيمية لوضع اؼبعايَت احملاسبية و إال أهنا أسست برنامج‬
‫ؼبراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل حيث مت تعيُت فيو ؾبموعة عمل إلجراء تقييم شامل لتطبيق النظاـ احملاسيب اؼبايل وطرح اقًتاحات ؼبراجعتو دبا يتوافق‬
‫والتغَتات يف اؼبعايَت احملاسبية الدولية ‪ ،‬واليت تتضمن ‪14‬عضوا (‪ 12‬من فبارسي مهنة احملاسبة‪ 02،‬فبثلي اجمللس الوطٍت للمحاسبة)‪ ،‬إدراج أصحاب‬
‫مهنة احملاسبة يف عملية وضع اؼبعايَت تعد خطوة إهبابية تساعد على القضاء على العديد من اؼبشكالت احملاسبية اليت واجهت تطبيق النظاـ احملاسيب‬
‫أوؿ مرة‪ ،‬وكذا أف إدراجهم يعد خطوة مهمة اليت سوؼ تراعي أكثر أنبية تطوير إطار تصوري يساعد أصحاب اؼبصاحل‪.‬‬
‫وعليو نستنتج أف ىناؾ مدخليُت أساسُت لوضع اؼبعايَت احملاسبية أو تنظيم العمل احملاسيب يف إقتصاديات السوؽ‪ .‬األوؿ اؼبدخل األقبلوسكسوين‬
‫الذي يتضمن تطوير اإلطار اؼبفاىيمي واؼبعايَت احملاسبية من قبل أصحاب مهنة احملاسبة؛ واؼبدخل الثاين (األؼباين‪/‬الياباين‪/‬الفرنسي) الذي ال يتضمن‬
‫إطار مفاىيمي وىو األكثر تواجها كبو التنظيم اغبكومي يف وضع اؼبعايَت احملاسبية ‪.‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 230 -‬‬


‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫نستنتج أف اعبزائر تدمج بُت ىذاف اؼبدخالف ويقوي ىذا االستنتاج ؿباولة اعبزائر يف ربقيق التوافق مع اؼبعايَت احملاسبية الدولية سواء يف‬
‫النسخة األوىل من النظاـ احملاسيب اؼبايل ويف مشروع مراجعتو وىذا ما يثبت توجهها إىل اؼبدخل االقبلوساسكوين وكذلك بإشراؾ مهنيُت يف عملية‬
‫مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل‪ ،‬وىذا ما قد يضمن األخذ بعُت االعتبار اعبانب الفكري يف عملية وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة أف ؾبلس اؼبعايَت‬
‫احملاسب ية يعتمد على اإلطار اؼبفاىيمي ويعتربه كمرجع ودستور للمعايَت احملاسبية ونقطة وصل بُت ـبتلف اؼبعايَتالدولية ‪ ،‬كما تأخذ اعبزائر من‬
‫اؼبدخل (االؼباين‪ ،‬الياباين‪ ،‬الفرنسي ) يتمثل ذلك يف عملية يف إنشاء ؾبلس وطٍت للمحاسبة ربت سلطة الوزير اؼبكلف ؤءالباؼبالية‪ ،‬يتوىل مهاـ‬
‫االعتماد والتقييس احملاسيب‪ ،‬وتنظيم ومتابعة اؼبهن‪ ،‬وذلك حسب اؼبادة ‪ 04‬من القانوف رقم (‪ )01-10‬الصادر يف ‪ 29‬جواف ‪ 2010‬واؼبتعلق‬
‫دبهن اػببَت احملاسب وؿبافظ اغبسابات واحملاسب اؼبعتمد‪.‬‬
‫فمراجعة االطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل دبا يتوافق مع االطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت احملاسبية الدولية يضمن بناء معايَت ؿباسبية جزائرية‬
‫متوافقة مع )‪ (IFRS‬من جهة ويعطي للنظاـ احملاسيب اؼبايل قبوال دوليا‪ .‬وكذلك قد هبنبها الوقوع يف اؼبشاكل احملاسبية السابقة‪ ،‬حيث كانت اؼبعلومة‬
‫احملاسبية موجهة فقط لتلبية إحتياجات اال قتصاد الكلي وترؾ الكثَت من اللوائح اعببائية والقانونية األخرى‪ ،‬اليت كاف لديها القليل من األسس‬
‫النظرية‪ ،‬وىذا فبا عزز قبوؿ اؼبدخل القائم على وجود إطار مفاىيمي‪.‬‬
‫‪-4.III‬واقع اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي‪ :‬ينظر إىل اإلطار اؼبفاىيمي من خالؿ اجملالس مثل (‪FASB‬و‪ )IASB‬على أنو‬
‫وسيلة دفاع وضباية ؽبما(‪ Zezhong‬و ‪ ، 1997 ، Aixiang‬صفحة ‪ ،)290‬إال أف النموذج اعبزائري من خالؿ النظاـ احملاسيب اؼبايل مل يعطيو‬
‫أنبية كبَتة رغم وجوده ردبا ألنو عمال حكومي والدور اغبكومي اؼبركزي يف وضع اؼبعايَت قد عزز قبوؿ اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬رغم عدـ وجود إطار تصوري‬
‫واضح يف طيات القوانُت واؼبراسيم والقرارات الصادرة من اعبهات الوصية‪.‬‬
‫فقد يتم إنتقاد ىذه الطريقة من اعبهات غَت مؤيدة للتدخل اغبكومي وتسييس وضع اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬ولكن قد يربر من خالؿ اغباجة‬
‫إىل التحوؿ من ـبطط حسابات إىل معايَت ؿباسبية ألف لو ترؾ برنامج وضع اؼبعايَت احملاسبية يف يدي اؽبيئات اؼبهنية اليت كانت يف ذلك الوقت‬
‫تفتقر إىل اػبربة قد يأرؽ ذلك تطبيق مدخل اؼببٍت على إطار مفاىيمي يف اعبزائر‪ ،‬ال ننكر وجود مشاكل يف مدخل وضع اؼبعايَت احملاسبية الذي‬
‫تسيطر عليو اغبكومة وتتمثل اؼبشكلة الرئيسية يف حقيقة أف اغبكومة سبيل إىل السماح باللوائح اعببائية وغَتىا من التأثَت على العديد من القضايا‬
‫احملاسبية‪ ،‬وبالتايل فإف تسبيق الواقع االقتصا دي على اعبانب القانوين يتحوؿ إىل ربقيق التوزاف بينهم أو اؼبيل للطرؼ األوؿ‪ ،‬فبا قد يؤثر على‬
‫مصداقية اؼبعلومات‪ .‬وعليو البد من تطوير إطار تصوري منفصل عن اؼبعايَت احملاسبية ‪ ،‬ومن اؼبمكن تطوير ثالث فبيزات يف االطار التصوري ‪:‬‬
‫‪ ‬دليل تفصيلي وصفي يصف اؼبمارسة اغبالية أو يقننها ؛‬
‫‪ ‬دليل توجيهي ‪ ،‬والذي يوفر إرشادات بشأف ما هبب أف يكوف ؛‬
‫‪ ‬إعالف أساسي تأسيسي ‪ ،‬والذي وبدد اؼبصطلحات األساسية والقضايا األساسية ‪ ،‬ويضع اؼببادئ األساسية اليت هبب اتباعها‪.‬‬
‫ردبا يكوف من الصعب العثور علىإطار تصوري يتميز دبختلف اؼبميزات اؼبذكورة سابقا أو احملاولة يف اؼبزج بينها‪ ،‬البعض منها يكوف إلزاميا‬
‫مثل اػبصائص النوعية اؼبعلومات اؼبالية‪ ،‬واألخر يكوف وصفي مثل شروط اعًتاؼ والقياس‪ ،‬ومن اؼبستحسن أف يكوف اإلطار التصوري توجيهي‬
‫أكثر من وصفي‪ ،‬وذلك بغرض تطوير اؼبعايَت احملاسبية اعبديدة‪ ،‬وإذا كاف ىدؼ ىو ربقيق التوحيد أو تنسيق بُت النظرية واؼبمارسات احملاسبية‬
‫فيكوف حىت ربليل الوصفي إلزامي‪ ،‬حيث نالحظ أف اإلطار التصوري نسخة ‪ 2007‬للنظاـ احملاسيب اؼبايل أقل اكتماال مع اإلطار اؼبفاىيمي‬
‫نسخة ‪ 2001‬للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ‪ ،‬كما فيو إختالفات مع اإلطار اؼبفاىيمي للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدويل نسخة ‪ ،2018‬حيث‬
‫أف اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل يتجنب أو يتجاىل القضايا األساسية أو يفشل يف التوسع يف اؼبوضوعات اليت ال تقل أنبية‪ ،‬وعليو يبكننا‬
‫القوؿ أنو غَت قادر على توفَت إرشادات توجيهية ؼبراجعة وتطوير اؼبعايَت احملاسبية اعبزائرية أو ؼبقدمي اؼبعلومات احملاسبية وحىت مستخدميها‪ ،‬حيث‬
‫أوال ال وبدد مستخدمي القوائم اؼبالية وال يعًتؼ بإختالفات احتياجات اؼبعلومات بُت ؾبموعات اؼبستخدمُت اؼبختلفة‪ ،‬وثانيا ال يعًتؼ صراحة‬
‫بأنبية خاصية اؼبالئمة‪ ،‬وال يويل اىتماـ بأنبية اػبلو من اػبطأ كبعد رئيسي للمعلومة اؼبوثوقة‪ ،‬كما أنو يفشل يف ربديد التكلفة والعائد من اؼبعلومة‬
‫الذي يعد عائقا رئيسيا يف إنتاج معلومات مفيدة ‪ ،‬ففشل يف توفَت إطار مرجعي لكيفية إستخداـ اػبصائص النوعية يف إعداد واستخداـ القوائم‬
‫بشكل صحيح‪ ،‬بل قدمها يف ملحق اؼبصطلحات من القرار الوزاري‪‬احملدد لقواعد التقييم واحملاسبة ؿبتوى الكشوفات اؼبالية وعرضها وكذا مدونة‬
‫اغبسابات وقواعد سَتىا ‪ ‬الصادر يف ‪ ، 2008/07/27‬وىذا غَت كاؼ‪ ،‬كما يربر إىل حد كبَت التضارب بُت بعض اػبصائص النوعية ‪ ،‬فضال‬
‫عن عدـ تفعيلها‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬مل يناقش مفهوـ اغبفاظ على رأس اؼباؿ وال يعًتؼ صراحة باستخدامو‪ .‬لذلك على الرغم من أف اإلصالح‬
‫االقتصادي قد قلل وسيقلل بشكل أكرب م ن التدخل اؼبباشر يف شؤوف األعماؿ من قبل اغبكومة‪ ،‬إال أف تلبية احتياجات اغبكومة من اؼبعلومات ال‬
‫تزاؿ تعترب أىم ىدؼ للمحاسبة اؼبالية وإعداد الكشوفات اؼبالية‪ .‬وعليو هبب دراسة اؼبناىج البديلة لتلبية احتياجات اغبكومة من اؼبعلومات‪ .‬أيضا‬
‫قد يؤدي االحتفاظ باغبكومة كمستخدـ أساسي إىل إعاقة ت طويراقتصاد السوؽ على اؼبدى الطويل بسبب تدخل اغبكومة احملتمل يف أنشطة‬

‫‪- 231 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫السوؽ‪.‬ومن نقاط الضعف األخرى يف اإلطار التصوري أنو يكوف قد وضع بعض القيود (ردبا غَت الضرورية) على تطويراؼبزيد من اؼبعايَت‪ .‬يعتمدنظاـ‬
‫التكلفة التارىبية وبتجاىل تغَتات األسعار واستبعاد القياس البديل ويوفر ؾباال صغَتا لتطوير اؼبعيار احملاسيب لتغيَت األسعار‪ .‬وفبكن تلخيص‬
‫مشكالت االطار التصوري اغبايل على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ ‬يفتقر إىل االطار النظري؛‬
‫‪ ‬نطاقو ضيق‪ ،‬حيث يرتكز بشكل أساسي على عناصر القوائم اؼبالية بينما يفتقر إىل اؼبناقشة الكافية لبعض القضايا احملاسبية؛‬
‫‪ ‬مل يتم إشتقاقو من اؼبمارسات احملاسبية اعبزائرية لكنو مأخوذ من اإلطار اؼبفاىيمي نسخة ‪ 2001‬للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية‪ ،‬ىذا‬
‫ما هبعلو متخلف عن السياؽ اعبزائري؛‬
‫يبدو اإلطار التصوري الصادر ضمنيا يف النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة ‪ ،2007‬أقل إكتماال وتعقيدا واإلطار التصوري غَت اؼبكتمل يكوف‬
‫أساس ضعيف لتطوير معايَت أخرى‪ ،‬فبا نضطر إىل اللجوء إىل مصادر أخرى لوضع ومراجعة اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬ويف إطار عملية مراجعة النظاـ‬
‫احملاسيب اؼبايل البد أوال من مراجعة اإلطار التصوري وتكيفيو مع اإلطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت احملاسبية الدولية من أجل تقليص الفجوة بينهما من‬
‫جهة‪ ،‬ومن ج هة أخرى البد أيضا من مراجعتو دبا يتكيف والبيئة احملاسبية اعبزائرية ومتطلباهتا وإحتياجات مستخدمي القوائم اؼبالية‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫اؼبسانبة يف تفعليو كدليل توجيهي لتطوير اؼبعايَت وتطبيقها‪.‬‬
‫‪-5.III‬البناء الهرمي لإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي‪ :‬يعترب اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية بناء نظريا يف شكل ىرمي‬
‫بثالث مستويات ربدد أىم مكوناتو كنقطة إنطالؽ ؽبذا البناء‪ ،‬يبثل اؼبستوى األوؿ األىداؼ اؼبسندة للتقارير اؼبالية‪ ،‬أما اػبصائص النوعية‬
‫للمعلومات اؼبالية سبثل اؼبستوى الثاين الذي يعترب حلقة وصل‪ ،‬أما اؼبستوى الثالث فهو مكونات عناصر القوائم اؼبالية واعبوانب العملية للمحاسبة‬
‫(ىواـ و سالمي ‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ .)196‬ويبكننا توضيح ذلك أكثر من خالؿ الشكل التايل‪:‬‬
‫إف اإلطار اؼبفاىيمي ال ينفصل عن السياؽ اإلقتصادي واإلجتماعي الذي أعد فيو‪ ،‬فبالنظر لإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل قبد أنو‬
‫إقتبس اػبصائص النوعية للمعلومات اؼبالية بشكل واضح‪ ،‬ولكن دوف ربديد األىداؼ ومستخدمي القوائم اؼبالية‪ ،‬حيث أف ربديد اػبصائص‬
‫النوعية للمعلومات دوف ربديد مستخدميها بإعتبارىا نقطة إنطالؽ وبناء لباقي اؼبستويات يف اإلطار اؼبفاىيمي‪ ،‬يؤدي ذلك إىل إنتاج إطار فكري‬
‫مبهم وغامض‪.‬أكد ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية من خالؿ اإلطار اؼبفاىيمي نسخة ‪ 2018‬على أف ىدؼ اؼبعلومات اؼبالية ومستخدميها ىو‬
‫حجر األساس لبناء اإلطار اؼبفاىيمي‪ ،‬أما العناصر األخرى اؼبتبقية من مفهوـ الوحدة احملاسبية واػبصائص النوعية وغَتىا فهي تنبثق بصفة منطقية‬
‫من ىذا اؽبدؼ‪ .‬وعليو اليبكننا إعتبار اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل إطارا مفاىيميا باؼبعٌت للمفهوـ‪ ،‬من جهة أخرى إف اؼبعايَت احملاسبية‬
‫الدولية اليت تطبق أساسا على الشركات وؾبموعات الشركات ذات اغبسابات االجتماعية اؼبدؾبة واؼبقيدة يف البورصة‪ ،‬بينما يشمل االقتصاد اعبزائري‬
‫على نسبة كبَتة من اؼبؤسسات الصغَتة واؼبتوسطة سبثل ‪% 99.9‬من النسيج االقتصادي الوطٍت( (عطية ‪ ،‬مرىوف ‪ ،‬و مرحوـ ‪ ،2021 ،‬صفحة‬
‫‪)245‬وعليو فهناؾ إختالؼ جوىري يف الفئة اؼبعنية بُت اإلطار اؼبفاىيمي لإلبالغ اؼبايل والنظاـ احملاسيب اؼبايل‪.‬‬
‫‪-6.III‬تحيين اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي‪ :‬إف الغرض الرئيسي من صياغة اإلطار اؼبفاىيمي ىو تشكيل أساس لوضع‬
‫اؼبعايَت احملاسبية حيث يعترب تطوره ربوال من اؼبدخل التقليدي يف وضع اؼبعايَت احملاسبية إىل مدخل معياري قائم على إطار مفاىيمي متفق عليو‪،‬‬
‫فعدـ مراجعتو قد يشكك يف إستخدامو كقاعدة لبناء معايَت ؿباسبية ويبكننا إستخالص فبا عرضناه سابقا أىم التوصيات اليت هبب أخذىا بعُت‬
‫اإلعتبار لبناء إطار تصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل‪:‬‬
‫‪ ‬إصدار اإلطار التصوري يف نسخة مستقلة عن اؼبعايَت احملاسبية؛‬
‫‪ ‬إعادة بناء اؼبستويات اؽبرمية لإلطار التصوري وربديدىا بدقة وخاصة اؽبدؼ من القوائم اؼبالية ومستخدميها؛‬
‫‪ ‬التأصيل النظري ألي معايَت مستقبلية الذي من شأنو تقليل األراء واألحكاـ الشخصية يف وضع اؼبعايَت وتطبيقها؛‬
‫‪ ‬إصدار إطار تصوري واضح ودبثابة دستور الذي وبتكم إليو احملاسبُت يف إختيار اؼبمارسات احملاسبية وترشيد عملهم (اإلعًتاؼ‪،‬القياس‬
‫والعرض)؛‬
‫‪ ‬بناء إطار تصوري يضمن اإلتساؽ فيما بُت اؼبعايَت وعدـ وجود تناقضات؛‬
‫‪ ‬وضع إطار تصوري مرجعي يبكن أف يساعد يف تطوير أداء اؼبراجعُت يف إبداء رأيهم حوؿ القوائم اؼبالية؛‬
‫‪ ‬زيادة مستوى الوعي والفهم للجوانب النظرية اؼبتصلة بإعداد القوائم اؼبالية واؼبعلومات اليت ربويها؛‬
‫‪ ‬بناء إطار تصوري يساع د اجمللس الوطٍت للمحاسبة على تنظيم السياسات احملاسبية و تطوير اؼبعايَت اؼبستقبلية الالزمة لضماف حل اؼبشكالت‬
‫ومعاعبة القضايا احملاسبية اؼبستقبلية بطريقة متسقة مع اؼبعايَت األخرى‪.‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 232 -‬‬


‫‪PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457‬‬ ‫المجمد‪ ،09 :‬العدد‪ ،)2022( 02:‬ص‪236-223 .‬‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

‫‪ ‬وضع إطار تصوري واضح من خالؿ أقسامو أو أجزائو (التعاريف‪ ،‬معايَت اإلثبات والقياس؛ خصائص اؼبعلومات اؼبالية‪ ،‬خصائص‬
‫اؼبستخدمُت ) وذلك من أجل اؼبساعدة على إستبعاد بعض اؼبمارسات وتوفَت أساسا متينا لوضع فبارسات معينة ألف صفة العمومية لن‬
‫تساعد كثَتا يف ىذا اجملاؿ‪.‬‬
‫‪ -IV‬الخالصة‪:‬‬
‫وبقق اإلطار اؼبفاىيمي العديد من الفوائد منها تقليص اعبهد بالنسبة للجهة اؼبنظمة للسياسات احملاسبية‪ ،‬فاؼبشاكل احملاسبية تتشابو يف‬
‫عناصرىا والكثَت من ىذه العناصر ال هبب مناقشتها من جديد يف كل مرة‪ .‬وأخَتا يساعد اإلطار الفكري(اؼبفاىيمي) على زبفيض الضغوطات‬
‫السياسية اليت تتعرض ؽبا اعبهات اؼبنظمة للممارسات احملاسبية‪ ،‬إذ يبكن ؽبذه اعبهات أف توضح أف معايَتىا تشتق من ؾبموعة معقولة ومتماسكة‬
‫من اؼببادئ فبا يزيد بدرجة كبَتة من مصداقية القوائم اؼبالية اليت تعد طبقا ؽبذه األسس‪.‬‬
‫بعد مناقشة اؼبداخل اؼبختلفة لتطوير معايَت ؿباسبية توصلنا إىل أف اإلطار اؼبفاىيمي يلعب دورا مهما يف وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة يف‬
‫فًتة التحوؿ من االقتصاد اؼبخطط إىل اقتصاد السوؽ وعليو يبكن النظر لالطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية كمرجع ودليل يبكن من خاللو‬
‫تطويرمعايَت ؿباسبية تناسب و توجهات اعبزائر كبو إقتصاد السوؽ‪.‬‬
‫يبدو اإلطار التصوري الصادر ضمنيا يف النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة ‪ ،2007‬أقل إكتماال واإلطار التصوري غَت اؼبكتمل يكوف أساس‬
‫ضعيف لتطوير معايَت أخرى‪ ،‬فبا نضطر إىل اللجوء إىل مصادر أخرى لوضع ومراجعة اؼبعايَت احملاسبية‪ ،‬ويف إطار عملية مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل‬
‫ومع تبٍت اؼبدخل االقبلوسكسوين يف إصالح منظمومتها احملاسبية البد أوال من مراجعة اإلطار التصوري وتكيفيو مع اإلطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت‬
‫احملاسبية الدولية من أجل تقليص الفجوة بينهما من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى البد أيضا من مراجعتو دبا يتكيف والبيئة احملاسبية اعبزائرية ومتطلباهتا‬
‫وإحتياجات مستخدمي القوائم اؼبالية‪ ،‬وذلك من أجل اؼبسانبة يف تفعليو كدليل توجيهي لتطوير اؼبعايَت وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬مالحق‪:‬‬
‫الجدول‪ :1‬اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي‬
‫القانون‬
‫محتواها‬ ‫العنوان‬ ‫المواد‬
‫‪/‬المرسوم‬

‫القانون رقم ‪11-07‬‬


‫يشكل اإلطار التصوري دليال إلعداد اؼبعايَت احملاسبية ومرجعا إلعدادىا وتأويل القائم منها ووبتوي على ‪:‬‬

‫‪2007/11/25‬‬
‫المؤرخ في‬
‫‪ ‬ؾباؿ التطبيق؛‬ ‫مفهوم ومحتوى اإلطار‬ ‫‪07/06‬‬
‫‪ ‬اؼببادئ واإلتفاقيات؛‬ ‫التصوري‬
‫‪ ‬يعرؼ اؼبفاىيم (األصوؿ واػبصوـ واألمواؿ اػباصة واؼبنتجات واألعباء)‬
‫‪02‬‬
‫يهدؼ اإلطار التصوري إىل اؼبساعدة على ‪:‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪ ‬تطوير اؼبعايَت؛‬
‫‪ ‬ربضَت الكشوفات اؼبالية؛‬ ‫أهداف االطار التصوري‬
‫‪ ‬تفسَتاؼبستعملُت للمعلومة اؼبتضمنة الكشوفات اؼبالية؛‬
‫‪ ‬إبداء الرأي حوؿ مدى مطابقة الكشوؼ اؼبالية مع اؼبعايَت‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪158-08‬‬

‫المبادئ‬
‫المؤرخ في ‪2008/05/06‬‬

‫‪-1‬إستقاللية الكياف؛‪ -2‬وحدة القياس؛ ‪-3‬األنبية النسبية؛ ‪-4‬اغبيطة ؛ ‪-5‬إستقاللية الدورات؛ ‪-6‬ديبومة‬
‫الطرؽ احملاسبية؛ ‪-7‬التكلفة التارىبية؛ ‪-8‬ثبات اؼبيزانية اإلفتتاحية؛ ‪-9‬أسبقية الواقع اإلقتصادي على اؼبظهر‬
‫القانوين؛ ‪-10‬الصورة الصادقة؛ ‪-11‬عدـ اؼبقاصة؛ ‪-12‬القيد اؼبزدوج ؛ ‪-13‬صراحة الرباىُت (تربير‬ ‫المبادئ واالتفاقيات‬
‫الوقائع)‬ ‫الخصائص النوعية‬ ‫‪ 5‬إىل ‪19‬‬
‫الفرضيات‬ ‫للمعلومات المالية‬
‫* ؿباسبة االلتزاـ ؛ * االستمرارية‬
‫الخصائص النوعية للمعلومات المالية‬
‫الوضوح‬ ‫قابلة اؼبقارنة‬ ‫اؼبوثوقية‬ ‫اؼبالئمة‬
‫تعريف األصول والخصوم‬
‫تحديدالمفاهيم‬ ‫‪20‬إىل‪26‬‬
‫‪-‬األصول‪ :‬ىي مورد ربت رقابة اؼبؤسسة ناجم عن أحداث سابقة يتوقع أف وبقق منافع إقتصادية ؛‬

‫‪- 233 -‬‬


‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫‪-‬الخصوم ‪ :‬ىي إلتزاـ حايل ناجم عن حدث سابق يتوقع من تسويتو خروج منافع إقتصادية؛‬
‫تعريف األعباء والمنتجات‬
‫‪-‬األعباء ‪:‬ىي تناقص اؼبنافع اإلقتصادية خالؿ الدورة يف شكل إلبفاض األصوؿ أو زيادة اػبصوـ؛‬
‫‪-‬اإليرادات‪ :‬ىي زيادة اؼبنافع اإلقتصادية خالؿ الدورة يف شكل زيادة األصوؿ أو نقص اػبصوـ‬
‫‪-‬إكتساب رقم أعمال‪ :‬ىو مبيعات البضائع واؼبنتوجات اؼبباعة وسلع وخدمات مقومة عى أساس سعر البيع‬ ‫تحديد كيفة إكتساب رقم‬
‫‪28-27‬‬
‫دوف إحتساب الرسوـ وؿبقق من طرؼ الزبائم يف إطار النشاط العادي واؼبعتاد‪.‬‬ ‫األعمال والنتيجة‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثُت‪.‬‬

‫الجدول ‪ :2‬البناء الهرمي لإلطار المفاهيمي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثُت‪.‬‬

‫‪ -‬اإلحاالت والمراجع ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪. Parker, R. B., & Nobes , C. (2010). Comparative International Accounting. (11, Ed.) FT Prentice Hall.‬‬
‫‪.2‬سبيل‪ ,‬ـ‪ .‬ـ‪ .)2002( .‬تطبيق معايير المحاسبية الدولية وأثرها في جذب اإلستثمارات األجنبية لألسواق المالية بالدول النامية‪ .‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه غَت‬
‫منشورة ‪ .‬جامعة السوداف للعلوـ والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. Burlaud , A., & Colasse, B. (2010). Normalisation comptable internationale :le Retour du politique. 16(2), págs.‬‬
‫‪153-176.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. Cairns, D. (2001). The conceptual framework the international experience . working paper .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪. Colasse , B. (2004). Chapitre 1.3. La régulation comptable entre privé et public. En Les normes comptables‬‬
‫‪internationales. EMS Editions.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪. Dopuch, N., & Sunder, S. (1980). FASB’s Statements on Objectives and Elements of Financial. The Accounting‬‬
‫‪Review, págs. 1-21.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪. El Bessaghi, M. (2019, AVRIL 29). COMMENT RÉPONDRE À L’ÉVOLUTION DES NORMES‬‬
‫‪COMPTABLES INTERNATIONALES IAS/IFRS ? REVUE EL MOUHASEBE ,N4, p. P 17.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪. FASB. (1976). Scope and Implications of the Conceptual Framework Project. Stamford, Financial Accounting‬‬
‫‪Standards Borad.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪. James, C. G. (1988). Methodological Foundations of Standardsetting for Coporat Financial Reporting .‬‬
‫‪American Accounting Association . Sarasota, Florida, USA.‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 234 -‬‬


PISSN: 2392-5302*EISSN: 2588-2457 236-223 .‫ ص‬،)2022( 02:‫ العدد‬،09 :‫المجمد‬ ‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬

10
. Khouatra, D. (2018, OCTOBRE 25). L’intégration des normes comptables internationales IAS-IFRS dans les
systèmes comptables francophones cas du Système Comptable Financier algérien. HAL-ARCHIVES-
OUVERTER.FR, p. 10.
11
. Le Manh, A., & Ramond, O. (2011). Determining a Consistent Set of Accounting and Financial Reporting
Standards. 32ème congrès de l'AFC Comment établir des normes comptables cohérentes et admises par les parties
prenantes ? Montpellier : France.
12
. Le Roy, F., Fernandez, A.-S., & Pierrot-Platet, F. (2018). Chapitre 3. La coopétition entre le FASB et l’IASB
pour la normalisation comptable. En Reporting, innovations et société.
13
. Miller, P. B. (1985). The conceptual Farmework myths and realities. Journal of accounting, 159(3.)
14
. Peasnell, K. (1982). The Function of a Conceptual Framework for Corporate Financial Reporting. Accounting
and Business Research, págs. 243-256.
15
. Rappaport, A. (1977). Economic Impact of Accounting Standards-Implications for the FASB.”. Journal of
Accountancy, (May), 89-98.
16
. Solomons, D. (June de 1986). The FASB'S Conseptual Framework: An Evaluation. Journal of Accountancy.
17
. Zezhong , X., & Aixiang , P. (1997 ). Developing Accounting Standards on the Basis of a Conceptual
Framework by the Chinese Government. The International Journal of Accounting,, Vol. 32, No. 3( 0020-7063 ),
págs. pp. 279-299.
‫ تجربة دول السعودية ومصر و كماليزيا‬:‫ استراتجيات توفيق المعايير الوطنية والعربية للتوافق مع عولمة المعايير المحاسبية الدولية‬.)2004( .‫ ـ‬.‫ س‬, ‫حسن علي‬.18
.)26(‫ ؾبلة البحوث التجارية‬.‫ دراسة اختبارية دولية مقارنة‬-‫ومجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫ جامعة‬. ‫ شهادة لنيل أطروحة الدكتوراه‬.‫ تقييم المداخل الحديثة في بناء معايير المحاسبة وأثرها على جودة التقارير المالية‬.)2012( .‫ ـ‬.‫ ؼ‬, ‫ضبدي علي‬.12
. ‫مصر‬،‫حلواف‬
‫ الخيارات المحاسبية لتحيين النظام المحاسبي المالي بين المعايير الكاملة والمعيار الخاص بالمؤسسات‬.)2021( .‫ ـ‬, ‫ & مرحوـ‬,.‫ ـ‬, ‫ مرىوف‬,.‫ خ‬, ‫ عطية‬.20
.págs. 245-265 ,)2(8 ,‫ ؾبلة اؼبالية واألسواؽ‬.-‫ دراسة تحليلية‬- ‫الصغيرة والمتوسطة‬
.3 ‫ العدد‬,‫ اجمللة العلمية للبحوث والدراسات التجارية‬.‫ اختيار المعايير المحاسبية بين االعتبارات النظرية والعلمية‬.)1225( .‫ ـ‬.‫ ح‬,‫ قادوس‬.21
‫ ؾبلة األرصاد للدراسات‬.‫ لمجلس معايير المحاسبة الدولية‬8102 ‫ مفاهيم التقرير المالي في ضوء اإلطار المفاهيمي‬.)2012( .‫ ا‬, ‫ &شرشافة‬,.‫ ب‬,‫كيموش‬.22
.)1(2 ,‫االقتصادية واالدارية‬
‫ ؾبلة الدراسات اؼبالية‬.‫ نحو إطار فكري للتوافق المحاسبي الدولي –دراسة تحليلية انتقادية لدور لجنة معايير المحاسبية الدولية‬.)2000( .‫ ؽ‬.‫ أ‬, ‫ متويل‬.23
.)3(‫ كلية التجارة‬،‫التجارية‬
.)32 ‫ الرماح للبحوث والدراسات(العدد‬.‫ اإلطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي بين النظرية والقواعد التشريعية‬.)2012( .‫ ـ‬, ‫ & سالمي‬,.‫ ج‬, ‫ ىواـ‬.24

- 235 -
‫_________‬
‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس‪ ،‬مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا‪( ،‬ص‪.‬ص‪)222-222‬‬

‫كيفية االستشهاد بهذا المقال حسب أسلوب‪:APA‬‬


‫عمر الفاروق زرقون‪ ،‬خديجة عطية‪ ،‬مسعود كسكس (‪ ،)2022‬مراجعة إلاطار التصوري للنظام املحاسبي املالي كمرجعية ملعايير‬
‫متسقة ومتوافقة دوليا‪ ،‬مجلة املجلة الجسائرية للتنمية الاقتصادية‪ ،‬املجلد ‪( 09‬العدد ‪ ،)02‬الجسائر‪ :‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫ورقلة‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.236-223‬‬

‫يتم االحتفاظ حبقوؽ التأليف والنشر عبميع األوراؽ اؼبنشورة يف ىذه اجمللة من قبل اؼبؤلفُت اؼبعنيُت وفقا لػ رخصة المشاع اإلبداعي نَسب‬
‫المصنَّف ‪ -‬غير تجاري ‪ -‬منع االشتقاق ‪ 0.1‬دولي (‪.)CC BY-NC 4.0‬‬ ‫ُ‬
‫المصنَّف ‪ -‬غير تجاري ‪ -‬منع االشتقاق‬
‫المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية مرخصة دبوجب رخصة المشاع اإلبداعي نَسب ُ‬
‫‪ 0.1‬دولي(‪.)CC BY-NC 4.0‬‬

‫‪The copyrights of all papers published in this journal are retained by the respective authors as per‬‬
‫‪the Creative Commons AttributionLicense.‬‬
‫‪Algerian Review of Economic Developmentis licensed under a Creative Commons Attribution-‬‬
‫‪Non Commercial license (CC BY-NC 4.0).‬‬

‫المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‬ ‫‪- 236 -‬‬

You might also like