Professional Documents
Culture Documents
مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا
The Conceptual Framework of the Financial Accounting System as a Reference for International
Consistent and Compatible Standards
3
عمر الفاروؽ زرقوف ،*،1خدهبة عطية ،2مسعود كسكس
1
وعلوـ التّسيَت ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة (اعبزائر)،
العلوـ التّجاريّة ُ ـبرب التطبيقات الكمية يف العلوـ اإلقتصادية واؼباليةُ ،كلّية ُ
العلوـ االقتصاديّة و ُ
()Zergoune.omarelfarouk@univ-ouargla.dz
2اؼبدرسة العليا للتجارة (اعبزائر)(Etd_attia@esc-alger.dz) ،
3
وعلوـ التّسيَت ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة (اعبزائر)،
العلوـ التّجاريّة ُ ـبرب التطبيقات الكمية يف العلوـ اإلقتصادية واؼباليةُ ،كلّية ُ
العلوـ االقتصاديّة و ُ
()Kouskous.messaoud@univ-ouargla.dz
ملخص :تبُت ىذه الدراسة التحليلية أنبية اإلطار اؼبفاىيمي يف الفكر احملاسيب ،الذي يعد الركيزة األساسية لتحقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي
وحجر الزاوية لبناء معايَت ؿباسبية تعتمد على مدخل اؼببادئ ،كما نناقش أنبية وضرورة مراجعة اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل ؼبواكبة
التغَتات يف بيئة اؼبمارسات احملاسبية و ذباوز الفروقات مع اؼبعايَت احملاسبية الدولية وبناء نسخة جديدة منو تساعد يف تطوير اؼبعايَت احملاسبية يف
إطار إنطالؽ برنامج ربيُت النظاـ احملاسيب اؼبايل ،وتوفَت دليل توجيهي إرشادي يساعد يف تطبيق اؼبعايَت احملاسبية ومعاعبة التضارب بُت مصاحل
اؼبستفيدين ،كما أف اإلطار اؼبفاىيمي أمر بالغ األنبية لتربير اؼبعايَت وجعلها مقبولة.
الكلمات المفتاحية :إطار مفاىيمي (تصوري) ،معايَت ؿباسبية دولية ،نظاـ ؿباسيب مايل.
تصنيف .M41: JEL
Abstract: This analytical study shows the importance of the conceptual framework in accounting
thought, which is the basic foundation for achieving compatibility at the global level and the
cornerstone for building accounting standards based on the principle’s approach. International
accounting and building a new version of it can help in developing accounting standards within the
framework of the launch of the program to update the financial accounting system, and providing
an instructive guide that helps in applying accounting standards and addressing the conflict
between the interests of the beneficiaries, the conceptual framework is critical to justifying
standards and making them acceptable.
Keywords: International Accounting Standards, Conceptual Framework, Financial Accounting
System.
Jel Classification Codes: M41.
-Iتمهيد :
سبر احملاسبة دبرحلة من مراحل التحوالت اعبذرية على اؼبستويُت الفكري والتطبيقي ،فاهنيار مصداقية التقارير اؼبالية كأحد األسباب األساسية
إلهنيار العديد من الشركات العمالقة على مستوى العامل ،أدى إىل إكتشاؼ وجود خلل جوىري يف النموذج احملاسيب اؼبطبق بشقيو الفكري
والت طبيقي ،وكذلك الرغبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي إستجابة ؼبتطلبات العوؼبة واالقتصاد العاؼبي اعبديد ،ىذاف العامالف بصفة أساسية
أضيف إليهم مؤخرا األزمة اإلقتصادية العاصفة على مستوى العامل -باإلضافة إىل عوامل أخرى أقل أنبية ،كل ذلك أدى إىل ضرورة إحداث تغَتات
جذرية يف النموذج احملاسيب اؼبطبق ،ىذه التغَتات مشلت تطوير اإلطار الفكري الذي يعد الركيزة األساسية لتحقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي
وحجر الزاوية لبناء معايَت ؿباسبية تعتمد على مدخل اؼببادئ ،أمال يف إنعكاس ذلك على جودة التقارير اؼبالية وإستعادة الثقة واؼبصداقية.
حيث تؤكد ذبارب اؽبيئات الرائدة يف تنظيم اؼبمارسات احملاسبية بأنبية اإلطار اؼبفاىيمي كدستور يف بناء معايَت ؿباسبية متسقة ،كما البد من
تعديلو ؼبواكبة التغَتات يف بيئة اؼبمارسات ،أو عند الرغبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي ،سعى ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدويل ( )IASBإما
من خالؿ التعاوف مع ؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية ( )FASBأو بصفة منفردة على مراجعة إطاره اؼبفاىيمي ،وأخر إصداراتو "اإلطار اؼبفاىيمي
لإلبالغ اؼبايل نسخة "2018الذي أدرج فيو تعديالت جوىرية.
كما يهدؼ اإلطار اؼبفاىيمي (الفكري) إىل ربقيق سلسلة من األىداؼ ،دبا يف ذلك تقييم اؼبمارسات احملاسبية اغبالية والقضاء على
اؼبمارسات الغَت اؼبالئمة من أجل ربسينها وربقيق االتساؽ بُت اؼبعايَت وربديد اؼبصطلحات اؼبفتاحية واألسئلة اعبوىرية (Miller, 1985, pp.
).65-71
يعترب النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة 2007نظاما ىجينا أي أقبلوساكسوين جزئيًا من خالؿ إطاره التصوري والفرانكفوين من خالؿ مدونة
اغبسابات .إال أف اإلطاره التصوري من حيث الشكل مل يوضع بشكل منفصل عن اؼبعايَت احملاسبية ،أما من حيث مضمونو مل يكن واضح وأغفل
على العديد من النقاط اؼبهمة من بينها أغفل عن أىم مستوى يف البناء اؽبرمي لإلطار اؼبفاىيمي أال وىو اؽبدؼ من القوائم اؼبالية حيث يعترب ىذا
اؼبستوى اغبجر األساسي لبناء إطار فكري متكامل.
ففي إطار إنطالؽ مشروع مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل ليتوافق والتغَتات يف اؼبعايَت احملاسبية الدولية ،حيث إعتمد ؾبلس احملاسبة الوطٍت
( )CNCعلى مدخل ربديث النظاـ احملاسيب اؼبايل باألخذ بعُت اإلعتبار إصدارات ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية اليت زبلفت عنها يف الفًتة
بُت(( )2018-2004عطية ،مرىوف ،و مرحوـ ،2021 ،صفحة .)260
-إشكالية الدراسة :من خالؿ ما سبق يبكننا طرح إشكالية البحث على النحو التايل :هل هناك ضرورة لتطوير اإلطار التصوري للنظام
المحاسبي المالي من أجل بناء معايير محاسبية متسقة ومتوافقة دوليا ؟.
-هيكل الدراسة :لإلجابة على إشكالية البحث نقسم البحث إىل ثالث أقساـ حيث نتناوؿ يف القسم األوؿ اػبلفية النظرية لإلطار
اؼبفاىيمي لتربير اختيار اؼبعايَت احملاسبية وؼباذا يتم إعتماده كدستور لوضع اؼبعايَت ،أما يف القسم الثاين نتعرؼ على اؼبسار الزمٍت يف بناء إطار
مفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية وأنبيتو يف ربقيق حلقة الوصل لبناء معايَت متوافقة دوليا أما يف القسم الثالث نتعرؼ على اإلطار التصوري للنظاـ
احملاسيب اؼبايل ،وكما نقوـ بتحليل أراء الدراسات حوؿ أنبية وجود إطار مفاىيمي يف ظل تنظيم ؿباسيب حكومي والوقوؼ على نقاط ضعف اإلطار
التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل ،وأنبية مراجعتو يف ظل صدور نسخة جديدة من اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية.
-IIاإلطار الفكري (المفاهيمي) في بناء المعايير المحاسبية :يبكن النظر إىل اإلطار الفكري كدستور وبكم أعماؿ واضع اؼبعايَت ،وكنظرية
ترشده بدال من أف تتحكم يف وضع اؼبعايَت وىذا ما سوؼ يتم توضيحو يف اآليت:
-1.IIاإلطار المفاهيمي كدستور :الدستور ىو ؾبموعة من اؼببادئ األساسية اليت ربدد أي من األطراؼ اؼبتصارعة يف اجملتمع هبب أف
تفتح اجملاؿ لألطراؼ األخرى لتحقيق األىداؼ اليت ترمي إليها ) .(Solomons, 1986, pp. 114-115حيث يلعب الدستور دورا
أساسيا يف حل اؼبنازعات وربديد أي من اؼبصاحل ؽبا األولوية .عادة ما ينظر إىل اإلطار الفكري للمحاسبة كدستور ،بل أف ؾبلس معايَت احملاسبة
األمريكي ،نص على ذلك صراحة يف اإلصدار األوؿ من ؾبموعة اإلصدارات اؼبكونة لإلطار الفكري ؽبذا اجمللس ،وطبقا ؽبذا اإلصدار فإف طبيعة
ووظيفة اإلطار الفكري كما يلي " :اإلطار الفكري ىو دستور ،نظاـ متكامل من األىداؼ واألساسيات اؼبًتابطة اليت يبكن أف تؤدي إىل ؾبموعة
من اؼبعايَت اؼبتسقة واليت ربدد طبيعة ووظيفة وحدود احملاسبة اؼبالية والقوائم اؼبالية .ربدد األىداؼ الغرض من احملاسبة ،بينما سبثل األساسيات اؼببادئ
احملاسبية تلك اؼببادئ اليت ترشد إختيار األحداث اليت هبب احملاسبة عنها وقياس األحداث ووسائل تلخيص وتوصيل تلك األحداث لألطراؼ
اؼبهتمة.مثل ىذه اؼببادئ أساسية حيث أف اؼببادئ األخرى تنشق منها كما يتم الرجوع إليها بإستمرار لوضع وتفسَت وتطبيق اؼبعايَت احملاسبية ومعايَت
التقارير").(FASB, 1976, p. 2
كما عرؼ بأنو دستور لعملية وضع اؼبعايَت احملاسبية ( سبيل ،2009 ،صفحة ، )52وعليو نستنتج أف أية جهة مكلفة بوضع اؼبعايَت تعمل بدوف
اإلستناد إىل إطار مفاىيمي مثلها كمثل مشرع يسن القوانُت بدوف دستور وبمي اؼبواطنُت من التصرفات غَت السليمة للحكومة،Solomons( .
،1986صفحة .)114
-1.IIاإلطار المفاهيمي كنظرية :يعترب اإلطار الفكري عامال جوىريا يف تربير إختيار اؼبعايَت كجزء من النظريات واؼببادئ عن اؼبعلومات
واؼبستفدين منها ،وبالتايل يوفر جزءا من أسس إختيار اؼبعايَت عن طريق توفَت إطار لتقدير أثر كل من اؼبعلومات اؼبالية واؼبعايَت اليت ربكم إنتاج تلك
اؼبعلومات على رفاىية اؼبستفيدين من ىذه اؼبعلومات .كما هبب أف تكوف األجزاء غَت الدستورية مفيدة يف مناقشات وتربير اختيار اؼبعايَت احملاسبية،
كما هبب أف تكوف دقيقة بالقدر الذي يسمح لواضع اؼبعايَت بتقييم مقارف للمعايَت البديلة وذلك بتوفَت أسس للتفرقة بينها .ويعترب فشل اإلطار
الفكري يف ذلك دليال على عدـ إكتمالو أو عدـ كفايتو( .قادوس ،1995 ،صفحة )30ويلعب كل جزء من اإلطار الفكري دورا يف وضع
اؼبعايَت وبالطبع ليس من اؼبتوقع أف تكوف صبيع األجزاء بنفس الدرجة ،وبذلك نتناوؿ األجزاء اؽبامة يف اإلطار الفكري والدور اؼبتوقع ؽبا يف تربير
إختيار اؼبعايَت وىي كاآليت:
-التعاريف (المصطلحات) :يستخدـ احملاسبوف العديد من اؼبصطلحات الفنية سواء يف التقارير احملاسبية أو يف مناقشات القضايا احملاسبية.
ويتطلب األمر ضرورة توفَت تعاريف دقيقة ؽبذه اؼبصطلحات .ىذه التعاريف شأهنا شأف أية أجزاء تستخدـ لتربير اؼبعايَت هبب أف زبضع للمراجعة
والتعديل عندما تتعرض لعدـ القبوؿ الذي يتوقف على مدى توافق ىذه التعريف مع األجزاء األخرى لإلطار الفكري ،والنظريات اليت سبثل اػبلفية
اؼبنطقية لتربير اؼبعايَت .كما تتوقف اآلثار اؼبًتتبة على استخدامها يف وضع اؼبعيار .وىكذا فإنو يكوف جسيما لو إعتربت ىذه التعاريف أو أي جزء
منها يف منأى عن التغيَت (قادوس ،1995 ،صفحة .)31
-معايير اإلثبات (اإلعتراف) والقياس :إف دور معايَت اإلثبات والقياس ؼبفردات القوائم اؼبالية ىو توفَت ؾبموعة من اإلرشادات احملددة لوضع
اؼبعايَت .فواضع اؼبعيار هبب أف يقوـ دبجموعة من اإلرشادات احملددة لوضع اؼبعايَت .فواضع اؼبعيار هبب أف يقوـ دبجموعة من االختيارات على
ـبتلف اؼبستويات تؤدي صبيعها إىل إختيار أحد اؼبعايَت .وحىت يكوف أحد مفردات القوائم اؼبالية موضوعا ؼبعيار ،فإنو هبب أف يبر دبجموعة من
االختبارات .ويعتمد تقرير ماذا كاف اؼبفردى هبب إثباهتا وكيفية ىذا اإلثبات على مدى التوافق مع مبدأ اإلثبات(اإلعًتاؼ).
-خصائص المستفدين من المعلومات المالية :من اؼبتفق عليو أف اؼبعايَت احملاسبية هبب إختيارىا مع الًتكيز على خصائص وصفات
اؼبستفدين والقرارات اليت يتخذوهنا واؼبعلومات احملاسبية الالزمة للوفاء دبتطلباهتم .وبذلك يكوف من اؼبالئم بالنسبة لواضع اؼبعايَت معرفة ما إذا طلب
اؼبستفيدين للمعلومات فعليا أ و إفًتاضيا ،حيث أف واضع اؼبعايَت يفًتض أف يعمل على توفَت اؼبعلومات اليت وبتاج إليها اؼبستفدوف حىت ولو مل
يطلبوهنا .يعٍت ذلك أف اعبزء غَت الدستوري هبب أف ينظر إليو كنظرية قياسية عن اؼبستفيدين وازباذ القرارات الرشيدة(James, 1988, pp. 200-
) .201ولكي نفهم مغزى ذلك بالنسبة لواضع اؼبعايَت هبب أف نوضح مبدأ اؼبصلحة الفردية .إف اؼبعٌت الصحيح لكلمة مصلحة ىو الفائدة أو اؼبيزة
ومعٌت الفردية ىو األفراد اؼبستثمرين ،احمللل اؼبايل ،اؼبدير ،اؼبراجع ،أو ؾبموعة من األفراد تعمل معا مثل مؤسسات احملاسبة ،الشركات ،اؽبيئات
واؼبنظمات اؼبهنية .إف القوؿ بأف شيء ما يف مصلحة الفرد يتطلب أف نكوف قادرين على أف نربر أنو وبقق ميزة ؽبذا الفرد،أي أف وجود التفضيالت
الواضحة ليس ضروريا أو شرطا كافيا ولكنو يبثل دليال قويا ،وحيث أف عمل واضع اؼبعايَت ينطوي على عنصر قياسي ،فإف النظرية عن اؼبستفيدين
للقوائم اؼبالية ؽبا جانب قياسي أيضا( .قادوس ،1995 ،صفحة .)32
-جودة المعلومات :البد من ربديد خصائص جودة اؼبعلومات احملاسبية واليت ذبعلها مفيدة للمستفيدين ،وىكذا فإف اؼبعلومات اليت تتمتع
بالقدر األكرب من ىذه اػبصائص تكوف ذات درجة عالية من اعبودة ،وىكذا فإنو إذا كانت اؼبعلومات الناذبة عن معيار ما أعلى يف اعبودة عن
اؼبعلومات الناذبة عن معيار أخر ،فإف اؼبعيار األوؿ هبب إختياره .بذلك هبب تفسَت ىذا اعبزء من اإلطار الفكري كنظرية عبودة اؼبعلومات احملاسبية،
أي نظرية تصف اؼبعلومات ذات القيمة للمستفيدين .ويبكن القوؿ أف نظرية جودة اؼبعلومات احملاسبية يبكن أف ال تكوف ذات قيمة عالية يف مقارنة
قيمة معايَتين بديلُت بالنسبة للمستفيدين .وإذا أضفنا إىل ذلك النظرية اػباصة دبصلحة اؼبستفيدين فإننا نكوف قد حصلنا على ؾبموعة من اؼببادئ
األساسية اليت يبكن إستخدامها لتربير أف أحد اؼبعايَت يف صاحل اؼبستفيدين أكثر من معيار أخر ،ولذا هبب إختياره .وعليو يبكننا القوؿ أف األجزاء
اػباصة خبصائص اؼبستفيدين من اؼبعلومات اؼبالية وخصائص جودة اؼبعلومات معا تكوف نظرية عن قيمة اؼبعلومات للمستفيدين وتوفر األساس
النظري ؼبثل ىذا التقييم( .قادوس ،1995 ،صفحة .)32
وفبا سبق يبكننا القوؿ أف اإلطار ا لفكري هبب النظر إليو كدستور يضع القواعد اليت ربكم معاعبة التضارب بُت مصاحل اؼبستفيدين
واألطراؼ األخرى ،وكجزء من اػبلفية النظرية اليت هتدؼ إىل تربير اختيار اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية باالضافة إىل ذلك هبب أف زبضع صبيع أجزاء
اإلطار الفكري للمراجعة والتعديل ألس باب خاصة باألطار ذاتو أو ألنو ال يؤدي إىل معايَت مقبولة أو ال يساعد يف االختيار من بُت اؼبعايَت البديلة،
وكذلك ؼبواكبة التغَتات يف بيئة اؼبمارسة.
-2.IIاإلطار الفكري لبناء معايير محاسبية دولية :يرجع اإلىتماـ باحملاسبة كمهنة إىل الربع األخَت من القرف التاسع عشر وبداية القرف
العشرين يف الواليات اؼبتحدة األمريكية ويرجع ذلك لعدة عوامل أنبها :الثورة الصناعية وظهور شركات اؼبسانبة؛ فرض قوانُت الضرائب؛ إهنيار
سوؽ األوراؽ اؼبالية بنيويورؾ سنة .1929وحىت أوائل الثالثينات كانت ىناؾ حالة من الفوضى يف اؼبمارسات احملاسبية ،وكانت السياسات
احملاسبية اؼبتبعة من أسرار اؼبؤسسات ،أين كانت قابلية اؼبقارنة مفقودة سباما ،وكانت عملية إصدار التقارير اؼبالية اػباضعة للمراجعة مسألة إختيارية،
ومع حلوؿ سنة 1933حدث تغيَت جذري كبَت نتيجة إصدار قانوف االئتماف 1933و قانوف تبادؿ األوراؽ اؼبالية 1934وإنشاء ىيئة تبادؿ
األوراؽ اؼبالية ،ىذه التغَتات جعلت عملية إصدار تقارير مالية خاضعة للمراجعة أمرا ملزما ،وىو ما زاد من أنبية اؼبهنة وزيادة الطلب على خدمتها
(ضبدي علي . )2012 ،سارعت باقي الدوؿ باقتداء الواليات اؼبتحدة األمريكية ،حيث زبتلف الدوؿ فيما بينها من حيث آليات التنظيم
احملاسيب ،فقد يتم التنظيم احملاسيب من قبل الدولة من خالؿ إصدار تشريعات أو قوانُت ؿباسبية ،يف شكل قواعد ؿباسبية مثل (فرنسا ،أؼبانيا،
اعبزائر) أو من خالؿ منظمة حكومية دولية مثل ( االرباد األوريب)( ،كيموش و شرشافة ،2019 ،صفحة )118أو من قبل كياف مستقل مثل
(ؾبلس معايَت احملاسبة اؼبالية يف الواليات اؼبتحدة األمريكية)،أو من قبل منظمة خاصة سباما مثل (ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (،Le Roy
،Fernandezو ،2018 ،Pierrot-Platetصفحة )62
يعتمد شكل التنظيم احملاسيب حسب كل دولة إعتمادا على اػبصائص الثقافية ،اإلجتماعية ،اإلقتصادية ،القانونية والسياسية اػباصة
هبا) .(Colasse , 2004, p. 27وقد أدت ىذه اػبصائص إىل تطوير لغات ؿباسبية ـبتلفة تعيق وضوح اؼبعلومات اؼبالية وقابليتها للمقارنة
ومن بلد إىل آخر ،وبالتايل تعيق وصوؿ الشركات إىل رأس اؼباؿ اؼبتاح يف األسواؽ اؼبالية الدولية ،وعليو ظهر توجو كبو تنظيم احملاسبة على اؼبستوى
الدويل بسبب النمو يف نشاط الشركات اؼبتعددة اعبنسيات والثورة التكنولوجية اؽبائلة ،كانت سببا يف زبفيض تكلفة االتصاالت والتغلب على
اغبواجز اؼبكانية والزمنية ،إذبو العديد من الدوؿ كبو اػبصحصة وتشجيع األجانب .كل ىذه العوامل أدت إىل عوؼبة أسواؽ اؼباؿ ومن مث زيادة
االىتماـ بتحقيق التوافق ،إال أنو مل يكن اىتماما فاعال ،ولكن يبكن القوؿ أف اؼبتغَت األكثر أنبية الذي أدى إىل تغيَت فعلي ىو ذلك التغَت الذي
يبكن أف يطلق عليو تغَتا جغرافيا سياسيا اقتصاديا أو ما يعرؼ بظاىرة التكتالت االقتصادية اإلقليمية ،اليت سبثل إحدى وسائل مواجهة ربديات
العوؼبة (ضبدي علي .)2012 ،
يعترب ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (IASBوؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية ) (FASBمن بُت أىم اؽبيئات اليت تصدر اؼبعايَت احملاسبية يف
العامل ،يصدراف على التوايل اؼبعايَت احملاسبية الدولية للتقارير اؼبالية ) (IFRSواؼببادئ احملاسبية اؼبقبولة قبوال عاما ) ،(US-GAAPحيث سلطت
الضوء العوؼبة اإلقتصادية واؼبالية اغباجة إىل معايَت ؿباسبية ذات جودة عاؼبية ،وتعترب التجربة األوروبية لسنة 2002إحدى أىم ىذه التجارب
اؼبؤثرة اليت اعتمدت على توفيق بيئات األعماؿ يف الدوؿ األوروبية لتسهيل عملية إنتقاؿ رؤوس األمواؿ والعمالة بُت دوؿ السوؽ األوروبية اؼبشًتكة،
وتبٍت معايَت احملاسبية الدولية كأساس موحد للتقرير اؼبايل الدويل( .متويل ،2000 ،الصفحات )12-8
ىذا التغَت أدى إىل تفعيل االىتماـ بتحقيق التوافق على اؼبستوى الدويل ،فطبقا للوائح االرباد األوريب أصبح تبٍت اؼبعايَت الدولية ملزما عبميع
اؼب ؤسسات دبا فيها األمريكية اؼبتعاملة مع اإلرباد األورويب ،كما ظبحت لوائح االرباد للدوؿ اؼبشاركة يف عضويتو أف تتيح للشركات اؼبتعاملة معها
تأجيل تبٍت تطبيق اؼبعايَت الدولية حىت عاـ ،2008وذلك إذا كاف التعامل يتم على أسهمها يف األسواؽ األمريكية ،وتستخدـ اؼببادئ احملاسبية
اؼبقبولة قبوال عاما (حسن علي ،2004 ،صفحة . )3إختيار اؼبعايَت احملاسبية الدولية أعطى الشرعية للجنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية اليت كانت
تفتقرىا ) ،( Burlaud & Colasse, 2010, p. 160ومنذ ذلك اغبُت إنتشرت اؼبعايَت احملاسبية الدولية يف صبيع أكباء العامل ،حيث أكثر من
120دولة تطبقها ( ،Fernandez ،Le Royو ،2018 ،Pierrot-Platetصفحة .)67
وقد أدى ىذا االذباه اؼبتنامي لتبٍت معايَت التقرير اؼبايل الدويل ( )IFRSإىل أف أصبح اإلذباه لتبنيها ال يقتصر على اؼبؤسسات اؼبقيدة
باألسواؽ اؼبالية العاؼبية فقط ،وإمبا أدى إىل إذباه العديد من الدوؿ لتبٍت اؼبعايَت الدولية كأساس لتنظيم السياسة احملاسبية سواء على اؼبستوى احمللي
أو الدويل.
أعادت أزمة 2008إشعاؿ اعبدؿ حوؿ تأثيَت اؼبعايَت احملاسبية اليت تستخدمها الشركات يف تقييم أدائها وربديد مركزىا اؼبايل ،فعلى الرغم
من عدـ اإلعًتاؼ اؼبباشر بكوهنم سببا يف األزمة ،إال أنو مت اإلعًتاؼ بدورىم كعامل مفقم لألزمة ،ويعيد ىذا السياؽ فتج اعبدؿ حوؿ اؼبرجعية
احملاسبية اليت تستخدمها الشركات وخاصة اؼبدرجة يف األسواؽ اؼبالية ،قرر ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (IASBوؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼبالية
) (FASBرغم كوهنما متنافسيُت يف وضع اؼبعايَت احملاسبية إال أهنم قررا التعاوف بشكل رظبي من خالؿ اتفاقية ) (Norwallkسنة 2002يهدؼ
ىذا التعاوف لبناء معايَت ؿباسبية عاؼبية ذات جودة عالية(Le Roy, Fernandez, & Pierrot-Platet, 2018, p. 6).
-.1.2.IIاإلطار المفاهيمي لمجلس المعايير المحاسبية الدولية ( :)IASBتقريبا بعد عشر سنوات من صدور أوؿ أجزاء اإلطار
اؼبفاىيمي األمريكي بدأت عبنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية ( )IASCيف أشغاؿ إعداد اإلطار اؼبفاىيمي اػباص هبا سنة 1986وكانت قد نشرت 26
معيارا ؿباسبيا قبل إصداره ( ،2001 ،Cairnsصفحة ،)2وقد مت اؼبوافقة على اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية من طرؼ اللجنة يف شهر
أفريل 1989ربت تسمية "إطار ربضَت وعرض القوائم اؼبالية" ،وعلى الرغم من أهنا تدين بالكثيَت لإلطار األمريكي إال أف ىناؾ إختالفات بينهم
) ،( Parker & Nobes , 2010, p. 15حيث يتكوف اإلطار اؼبفاىيمي للجنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية من ( :ىواـ و سالمي ،2019 ،
صفحة )189
أىداؼ القوائم اؼبالية ؛
اػبصائص النوعية اليت ربدد منفعة اؼبعلومات الواردة يف القوائم اؼبالية؛
التعريف والقياس واالعًتاؼ بالعناصر اؼبكونة للقوائم اؼبالية؛
مفاىيم رأس اؼباؿ واحملافظة عليو.
يعترب ربديد أىداؼ القوائم اؼبالية نقطة البداية يف بناء اإلطار اؼبفاىيمي فهي اليت ربدد نوع اؼبعلومات اؼبطلوبة ،واليت ىي بطبيعتها أىداؼ
عامة لتلبية حاجة العديد من اؼبستخدمُت .عندما حل ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (IASBؿبل عبنة اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (IASCيف
أفريل 2001تبٌت اإلطار اؼبفاىيمي دوف تعديلو.
-.2.2.IIاإلطار المفاهيمي المشترك بين ( )IASBو( :)FASBأدت اغباجة إىل السعي كبو ربقيق التوافق احملاسيب ،فبا قبم عنو حالة
التعاوف بُت اؽبيئات احملاسبية العاؼبية اؼبتنافسة ،حيث بدأ التعاوف بُت ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ) (IASBوؾبلس اؼبعايَت احملاسبة اؼباية )(FASB
منذ نشوئهم من أجل السعي إىل اغبصوؿ على التوافق يف األراء بشأف نقاط ؿبددة يف معايَتىم ،إال أف التعاوف وثق يف شكل رظبي سنة 2002
بتوقيع إتفاقية ) (Norwalkوىو"مشروع تقارب بُت معايَتىم" من أجل البحث عن معايَت ؿباسبية عاؼبية ،Fernandez ،Le Roy( .و
،2018 ،Pierrot-Platetصفحة )68
ويف أكتوبر 2004من خالؿ "مذكرة تفاىم مشًتؾ" ،اؽبدؼ من ىذا اؼبشروع ربسُت األطر الفكرية للمجلسُت وإنتاج إطار فكري مشًتؾ
تاـ ،شامل ومتسق داخليا للمسانبة يف ربقيق التوافق على اؼبستوى العاؼبي ،ولالمداد بأفضل قاعدة لتطوير معايَت تعتمد على مدخل اؼببادئ دبا
ينعكس على أسواؽ العاؼبية ).(FASB & IASB, 2006, p. 5
-مبرارت تطوير اإلطار المفاهيمي المشترك :إف تطوير األطر الفكرية للمحاسبة يعد ىدفا إسًتاذبيا لواضعي اؼبعايَت على اؼبستوى العاؼبي
لعدة مربرات منها ( :ضبدي علي )2012 ،
األطر الفكرية مل ربدث منذ فًتة ،وىناؾ العديد من اؼبستجدات واؼبتغَتات يف بيئة اؼبمارسة خالؿ العقدين اؼباضيُت تتطلب تطوير األطر
الفكرية ،فاإلطار الفكري ىو كائن حي وبتاج إىل التطوير من فًتة ألخرى إلستيعاب متغَتات بيئة اؼبمارسة؛
بعض أجزاء األطر اغبالية ربتاج إىل تطوير ،خاصة فيما يتعلق باإلعًتاؼ والقياس ،كما أف هبا بعض الثغرات ،فعلى سبيل اؼبثاؿ ال يتضمن
كال اإلطاريُت تعريف واضح لوحدة التقرير ،وال أساس واضح للقياس؛
ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية مهتم بالعمل مع اآلخرين (ؾبلس معايَت احملاسبية األمريكي ،الكندي،الياباين،االسًتايل )...لتقليل
االختالفات بُت األطر اغبالية ،من أجل توفَت قاعدة إلنتاج معايَت تتسم باعبودة العالية دبا يدفع كفاءة األسواؽ اؼبالية العاؼبية؛
اإلطار اعبديد سيكوف أساسا يف تطوير معايَت مستقبلية تعتمد على مدخل اؼببادئ متسقة داخليا ومتوافقة دوليا ،دبا يوفر اؼبعلومات اليت
وبتاجها متخذو القرارات لتوزيع مواردىم االقتصادية على مستوى العامل.
-3.2.IIاإلطار المفاهيمي المشترك لسنة :2010يتكوف اؼبشروع من شباين مراحل على أف ينشر اإلطار يف شكل أجزاء (فصوؿ)
مكتملة ،ومت إصدار النسخة الغَت مكتملة من العمل اؼبشًتؾ بُت اجمللسُت عاـ 2010وبتوي على أربع أجزاء ، 5إال أف اإلطار الفكري ىو
ؾبموعة من األجزاء اؼبتكاملة اليت تنبع من اؽبدؼ ،ونظرا ؽبذا الًتابط فإنو ال ينبغي صياغة جزء من أجزاء اإلطار يف صورتو قبل اإلنتهاء من اؼبشروع
ككل لتحقيق االتساؽ بُت أجزائو ،وصياغة الفصوؿ بشكل منفصل تؤدي إىل عدـ االتساؽ الداخلي يف اإلطار ،فعلى سبيل اؼبثاؿ الفصالف األوؿ
والثالث اللذاف يبثالف اؼبرحلة األوىل من مراحل تطوير اإلطار اليت صدرت صياغتو النهائية سبتمرب ،2010بينما اؼبراحل األخرى مل يبدأ حبثها بعد،
فطوؿ الفًتة الزمنية اؼبستغرقة يف الصياغة النهائية لكل مرحلة من مراحل اإلطار قد ربمل معها تغَتات بيئة اؼبمارسة ،وقد تستلزـ إدخاؿ تعديالت
على األجزاء األوىل ،ومن مث عدـ التوصل إىل صياغة هنائية ؼبشروع اإلطار ؼبدى زمٍت طويل (ضبدي علي .)2012 ،
ائدا .ولسوء اغبظ ،يبدو أنو مت ارتكاب نفس األخطاء وىي كااليت(Le : دورا ر ً
يعد اؼبشروع اؼبشًتؾ بُت اجمللسُت فرصة ؼبنح اإلطار اؼبفاىيمي ً
)Manh & Ramond, 2011, p. 5
عملية اؼبراجعة بطيئة للغاية يف الواقع نفذت اجملالس اؼبشروع يف عاـ 2004ومت االنتهاء فقط من اؼبرحلة األوىل (من أصل )8يف غضوف 6
جدا؛
متأخرا ً
سنوات .مل ربدد اجملالس أي موعد هنائي للمشروع .نتيجة لذلك ،يأيت اإلطار اؼبفاىيمي اعبديد ً
أصدر ؾبلس معايَت احملاسبة الدولية ( )IASBيف أغسطس 2010بيانًا قانونيًا بشأف عقود اإلهبار والذي يقًتح أف اؼبستأجر سيعًتؼ باغبق
يف استخداـ األصل اؼبؤجر كأصل ،يف حُت أف تعريف األصل ال يزاؿ قيد اؼبناقشة كجزء من اؼبرحلة (ب) من مشروع اإلطار اؼبفاىيمي.
-4.2.IIاإلطار المفاهيمي لمجلس المعايير المحاسبية ) :)IASB-onlyيف عاـ 2012مت استئناؼ العمل على اؼبشروع ،لكن
ىذه اؼبرة من دوف إشًتاؾ ؾبلس معايَت احملاسبة اؼبالية األمريكي ،حيث كشفت االستشارة العامة لعاـ 2012حوؿ برنامج عمل اجمللس عن اغباجة
إىل مراجعة اإلطار اؼبفاىيمي ،2010نظرا لغياب التوجيهات يف بعض جوانبو ،وعدـ وضوح وتقدمي بعض اإلرشادات اغبالية ،ومن أجل ذلك مت
إضافة اؼبشروع إىل برنامج العمل ،ليحصل بعدىا اجمللس على تعليقات من خالؿ ورقة العمل الصادرة عاـ ،2013ومسودة العرض اؼبنشورة عاـ
2015ويف مارس 2018مت االنتهاء من اؼبشروع وإصدار اإلطار الفكري اؼبعدؿ ،الذي تضمن طبس فصوؿ من اإلطار اؼبفاىيمي ،2010
إضافة إىل الوضع واؽبدؼ ،قد حاوؿ اجمللس من خالؿ اإلطار اؼبفاىيمي 2018ربقيق التوازف بُت توفَت مفاىيم متناسقة وتوفَت تفاصيل كافية ،من
أجل ربقيق األىداؼ التالية (كيموش و شرشافة ،2019 ،صفحة : )121
مساعدة اجمللس على تطوير اؼبعايَت باإلعتماد على مفاىيم متسقة؛
مساعدة معدي القوائم اؼبالية على تطوير سياسات ؿباسبية متسقة ،عندما ال ينطبق معيار ؿبدد على معاملة بذاهتا أو حدث أخر ،أو
عندما يتيح معيار ما إختيار السياسة احملاسبية؛
مساعدة صبيع األطراؼ على فهم وتفسَت معايَت التقرير اؼبايل الدولية.
بدأ ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية وعبنة تفسَتات معايَت التقرير اؼبايل الدولية يف إستخداـ اإلطار اؼبفاىيمي 2018عند صدوره وبتاريخ 01
جانفي 2020بالنسبة ؼبعدو التقارير اؼبالية .وبتوي األطار اؼبفاىيمي 2018على شبانية أجزاء يف شكل فصوؿ ،من بينها طبس فصوؿ جديدة،
تعترب بعض أجزائها إعادة ىيكلة لإلطار اؼبفاىيمي ،2010مع إعادة صياغة العديد من التوجيهات واإلحتفاظ ببعضها كما ىي ،يف حُت تضمنت
األجزاء االخرى مفاىيم وتوجيهات جديدة .ىناؾ فصلُت مت إصدارنبا عاـ ،2010غَت أهنا تتضمنا التعديالت يف إصدار ،2018أما الفصل
الثامن واألخَت اػباص دبفاىيم رأس اؼباؿ واحملافظة عليو ،فلم يتضمن أي تعديالت ومت االحتفاظ بو كما ورد يف نسخيت 1989و.2010
- IIIمراجعة اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي في الجزائر :أصبح واقع النظاـ احملاسيب اؼبايل واضحا ،حيث إبتعد عن اؼبمارسات
الدولية دبرور الوقت ،أدرجت وزارة اؼبالية برنامج ربيُت النظاـ احملاسيب اؼبايل ضمن برنامج اجمللس الوطٍت للمحاسبة سنة (El Bessaghi, 2018
) ، 2019, p. 17حيث مت تعيُت ؾبموعة عمل إلجراء تقييم شامل لتطبيق النظاـ احملاسيب اؼبايل ،وطرح اقًتاحات ؼبراجعتو دبا يتوافق والتغَتات يف
اؼبعايَت احملاسبية الدولية ،ودبا أف اعبزائر تبنت اؼبدخل األقبلوسكسوين فقبل الشروع يف مراجعة وتقييم اؼبعايَت احملاسبية البد أوال من مراجعة اإلطار
التصوري الذي يعد البنية األساسية اليت يتم من خالؽبا تقدمي معايَت ؿباسبية متسقة ومتوافقة دوليا.
-1.IIIاإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي :مت إقتباس اإلطار التصوري للمحاسبة اؼبالية من اإلطار اؼبفاىيمي اؼبعتمد من طرؼ
ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية نسخة ، 2001حيث مت إدراجو ضمن النظاـ احملاسيب اؼبايل دبوجب اؼبادة 06من القانوف( )11-07اؼبؤرخ يف
،2007/11/25وورد ؿبتواه يف اؼبرسوـ التنفيذي ( )156-08اؼبؤرخ يف 2008/05/26وذلك من خالؿ اؼبواد ( 5إىل غاية )28واعبدوؿ
رقم 1التايل بُت شرح ـبتصر لالطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل.
-2.IIIمبررات تبني مدخل قائم على اإلطار التصوري (المفاهيمي) :مت اقًتاح مداخل ـبتلفة لوضع اؼبعايَت احملاسبية ،حيث وبدد
( )Rappaportثالث مداخل لبناء معايَت ؿباسبية وىي كاأليت (Rappaport, 1977, p. 90) :
-المدخل األول :ىو اؼبدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي ىنا من اؼبتوقع أف يوفر االطار مربرا للمعايَت اغبالية وبعض اإلرشادات لتطوير
اؼبعايَت اؼبستقبلية ،كما ينظم على أسس جيدة اؼبعرفة ويدؾبها ويب ّكن من التواصل الفعاؿ بُت الباحثُت واؼبمارسُت ،مع اإلدراؾ اؼبتزايد بأف كل طريقة
ؿباسبية تتضمن إعادة توزيع ؿبتملة للثروة ،ومع ذلك فإف قبوؿ اؼبعايَت سيخضع على األرجح جزئيًا للعواقب االقتصادية اؼبتوقعة بدالً من االستدالؿ
اؼبنطقي إلطار العمل اؼبختار .وىناؾ ـباطر من أف مثل ىذا اؼبدخل قد هبعل أولئك اؼبتأثرين باؼبعايَت احملاسبية يروف أف واضعي اؼبعايَت ال يستجيبوف
ؼبخاوفهم؛
-المدخل الثاني :ىواؼبدخل الذي يأخذ بعُت اإلعتبار اآلثار االقتصادية ،أي دمج التأثَت االقتصادي يف عملية وضع اؼبعايَت احملاسبية .قد
بعيدا عن القطاع اػباص؛
حافزا ألخذ وضع اؼبعايَت احملاسبية ً
يتغلب ىذا اؼبدخل على مشكلة اؼبدخل السابق الذكر ،ومع ذلك قد يقدـ للحكومة ً
-المدخل الثالث :ىو مزيج بُت اؼبدخليُت السابقُت يف بناء معايَت ؿباسبية،كمايراه الباحث أسلوبًا أفضل.
وإقًتح ( ) Dopuch & Sunderيف دراستهما مدخال سياسيا لتطوير معايَت احملاسبة كبديل للمدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي حيث
يرى الباحثا ف أف "إذا كانت اغبكومة تتوىل مهمة وضع اؼبعايَت احملاسبية فردبا تكوف ىناؾ حاجة أقل إلطار مفاىيمي" رغم أف الباحثاف ال
سباما اغباجة إىل إطار مفاىيمي حىت لو مت تبٍت مدخال سياسيا يف بناء معايَت ؿباسبية( Dopuchو ،1980 ،Sunderصفحة يستبعداف ً
دورا ،وتلك اليت ال يكوف فيها اإلطار .)2يبدو من اؼبناسب تصنيف ىذه اؼبقاربات إىل ؾبموعتُت :اجملموعة اليت يلعب فيها اإلطار اؼبفاىيمي ً
سباما ،على الرغم من إمكانية اعبمع بُت اؼبداخل اؼبختلفة بطريقة ما .يوضح ىذا اعبزء أف اؼبدخل اعبزائري يندرج يف اجملموعة اؼبفاىيمي ضروريًا ً
األوىل من مداخل وضع اؼبعايَت احملاسبية الذي يستخدـ اإلطار اؼبفاىيمي كأساس لتطوير اؼبعايَت احملاسبية ،كما ىو وارد يف اؼبادة 03من اؼبرسوـ
التنفيذي رقم ( )158-08الذي يوضح أف اإلطار التصوري يهدؼ إىل تطوير اؼبعايَت احملاسبية.
يبكننا طرح تساؤؿ ؼباذا تبنت اعبزائر مدخل يستند إىل إطار اؼبفاىيمي؟ لإلجابة على ىذا السؤاؿ ،هبب أف نتذكر أف اعبزائر حاولت
إصالح نظامها احملاسيب حيث أوكل اجمللس الوطٍت للمحاسبة العمل إىل ؾبموعة ـبتصة ظبيت بػ(عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت) ،اليت باشرت عملها
سنة 1998واليت إختارت مراجعة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت ) (PCNدوف تغيَته ،وأوقف عمل اللجنة يف سنة ،2000فبا دفع وزارة اؼبالية إىل
وضع مهمة االصالح احملاسيب موضوع مناقصة دولية .ويف عاـ 2001مت إسناد ىذه اؼبهمة إىل ؾبموعة العمل التابعة للمجلس الوطٍت للمحاسبة
اؼبتكونة من اجمللس نفسو ) ،(CNCوؾبلس اؼبنظمة الفرنسية للخرباء احملاسبُت ) (CSOECواؽبيئة الوطنية حملافظي اغبسابات )(CNCC
وبتمويل من البنك الدويل .من خالؽبا مت إعتماد على مدخل ؿباسيب جديد يتمثل يف النظاـ احملاسيب اؼبايل الذي يبكن اعتباره كنظاـ ؿباسيب
ىجيُت).(Khouatra, 2018, p. 10أي أقبلوساكسوين جزئيًا من خالؿ إطاره التصوري الواضح والفرانكفوين من خالؿ مدونة اغبسابات.
حيث يعد ىذا اؼبدخل ـبتلف سباما عن اؼبدخل الذي إقًتحتو عبنة اؼبخطط احملاسيب الوطٍت ،كما أنو يشكل تغيَتا رئيسيا لو عواقب بشرية وتعليمية
وتنظيمية ومالية(.عطية ،مرىوف ،و مرحوـ ،2021 ،صفحة . )248وعليو قد يكوف من اؼبناسب القوؿ أف االطار التصوري للنظاـ احملاسيب
اؼبايل مأخوذ بشكل مبسط من لإلطار اؼبفاىيمي للمجلس اؼبعايَت احملاسبية نسخة ،2001وعليو نستنتج أنو مت وضع اإلطار التصوري واؼبعايَت
ا حملاسبية للنظاـ احملاسيب اؼبايل يف نفس الوقت ،رغم أنو من األنسب وضع االطار التصوري قبل اؼبعايَت حىت يتسٌت إستخدامو كمرجعية لتطوير
معايَت ؿباسبية جديدة أو مراجعتها أو تعديل اؼبوجودة ،وىذا ما ينجم عنو عدـ تناسقو والسياؽ اعبزائري ،حيث ىناؾ عدة عوامل تربر إختيار
اعبزائر لغة ؿباسبية تعتمد على اإلطار اؼبفاىيمي يف بناء معايَت ؿباسبيةنذكر من بينها ما يلي:
خلقت اإلصالحات االقتصادية ضرورة ملحة إلصالح األنظمة احملاسبية القديبة نظرا لكوهنا غَت قادرة على وضع معايَت ؿباسبية ،كوف
النظرية واؼبمارسة احملاسبية كانت ـبتلفة سباما عن تلك اليت يتطلبها االقتصاد اؼبوجو كبو السوؽ؛
البد أف ربقق اؼبعايَت احملاسبية قبوال ،ويع د شرطا لتحقيق ذلك وجود لغة مشًتكة بُت صبيع األطراؼ اؼبعنية تتوفر على ؾبموعة متفق عليها
من اؼبفاىيم واؼببادئ؛
مستوى التعليم احملاسيب والتدريب احملاسيب كاف مقيدا جدا ومتوجو كبو متطلبات النظاـ االقتصادي اؼبخطط وفبارسات ؿباسبية قائمة على
ـبطط الوطٍت احملاسيب.
تشَت األسباب اؼبذكورة سابقا أف االطار اؼبفاىيمي يلعب دورا مهما يف وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة يف فًتة التحوؿ من االقتصاد اؼبخطط
إىل اقتصاد السوؽ وعليو يبكن النظر لالطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية كمرجع ودليل يبكن من خاللو تطويرمعايَت ؿباسبية تناسب و
توجهات اعبزائر كبو إقتصاد السوؽ ،حيث ىذا اؼبدخل يكتسي على العديد من الفوائد احملتملة نذكر بعضها على النحو التايل:
اؼبعايَت احملاسبية سوؼ تكوف أكثر إتساقا (من اؼبرجح يف حاؿ غياب االطار اؼبفاىيمي قد يتم إستخداـ مبادئ واؼبفاىيم وطرؽ
ؿباسبية بطرؽ ملتوية ) ؛
يعمل االطار اؼبفاىيمي على ربسُت االتصاؿ بُت واضعي اؼبعايَت ومعدي القوائم اؼبالية ومستخدميها وبالتايل تعزير قبوؿ اؼبعايَت
احملاسبية؛
وجود إطار مفاىيمي يقتصد اعبهد اؼبطلوب لتطوير اؼبعايَت احملاسبية ،فبا هبنب إعادة مناقشة اؼبشاكل احملاسبية اؼبشًتكة بُت اؼبعايَت؛
كما يبكن إستخداـ اإلطار اؼبفاىيمي كمؤشر لضرورة مراجعة اؼبعايَت احملاسبية وبالتايل تعزيز ثقة اؼبستخدمُت يف اؼبعايَت احملاسبية
والتقارير اؼبالية؛
يشجع اؼبوقف اؼبهٍت يف حالة مواجهة التضارب بُت اؼبصاحل.
ول تحقيق ىذه الفوائد احملتملة من االطار اؼبفاىيمي البد أف يكوف كامال ومتماسكا وقويا منطقيا وومتقدما نظريا ،وىنا تكمن ـباطر اؼبدخل
اعبزائري القائم على اإلطار التصوري فإذا كاف االطار التصوري غَت مكتمل وغَت متسقا ىيكليا ومتضارب منطقيا وغَت مطور نظريا ،فقد ال وبقق
الفوائد اليت نوقشت سابقا.
هبب أف ندرؾ أف اؼبدخل القائم على اإلطار اؼبفاىيمي اؼبعتمد يف اعبزائر ينطوي على ـباطر إضافية نظرا ألف اعبزائر كانت تعتمد على
إقتصاد ـبطط ومسيطر عليو مركزيا ،مل يواجو اؼبشكالت احملاسبية اليت يواجهوهنا عادة يف إقتصاد السوؽ ،على الرغم من إستاعنت اعبزائر خبرباء
أجانب إال أف نقص اػبربة يؤدي إىل ضعف جودة االطار التصوري ،وىو ما سوؼ يتم توضيحو يف النقاط القادمة ،باإلضافة إىل ذلك ىناؾ
خطر السماح لقرارات احملاسبة أف تستند إىل تعريفات أو مبادئ ؾبردة على الرغم من أف اإلطار التصوري قد يوفر بعض االتساؽ ،إال أف ىذا
ؾبردا وليس مبنيا على نتائج حقيقية .وبعبارة أخرى ،قد يؤدي استخداـ اإلطار التصوري اغبايل إىل منع اعتماد على أساليب االتساؽ قد يكوف ً
وإجراءات ؿباسبية أكثر مالءمة ،وقد يبنع من معرفة وتلبية اؼبتطلبات اغبقيقية ؼبستخدمي اؼبعلومات.
-3.IIIلماذا نحتاج إلى اإلطار التصوري :يف ظل إقًتاح مدخل سياسي لوضع اؼبعايَت احملاسبية يفًتض الباحثاف ( & Dopuch
)Sunderأنو قد يكوف تطوير اإلطار اؼبفاىيمي مرتبطا عكسيا مع اؽبيئة اؼبكلفة بوضع اؼبعايَت احملاسبية ،حيث يدعم الباحثاف رأيهما بإستشهاد
بلجنة األوراؽ اؼبالية والبورصات اليت مل تكن حباجة إىل اإلطار اؼبفاىيمي عند إعداد سلسلة من اإلصدارات احملاسبية ،ومن ناحية أخرى هبادالف
بأف أنبية االطار اؼبفاىيمي مرتبط بسلطة ومسؤولية واضعي اؼبعايَت احملاسبية ،سواء كاف ىناؾ إطار مفاىيمي أو ال .وأي شي يعترب أساسيا إذا كاف
يساىم يف اإلفصاح اؼبايل للشركات بصفة عامة أو يف وضع معايَت ؿباسبية بصفة خاصة ،وعليو فإنو يعتمد على الطريقة اليت يتم هبا تنظيم التقارير
اؼبالية) .(Dopuch & Sunder, 1980, p. 10وإلثبات ذلك قدما ثالث أشكاؿ مؤسساتية بديلة وىي على النحو التايل Zezhong( :و
، 1997 ، Aixiangصفحة )286
الشكل األوؿ دعو يعمل حيث ال تكوف ىناؾ متطلبات لإلفصاح القانوين على اإلطالؽ أو لديو متطلبات قانونية لإلفصاح من قبل
مستخدمُت ؿبددين بوضوح فقط؛
الشكل الثاين سيطرة الدولة أو اغبكومة على تنظيم احملاسبة اؼبالية للشركات بالكامل؛
الشكل الثالث تفويض عملية وضع اؼبعايَتاحملاسبية ؼبهنة احملاسبة يف أحد األشكاؿ التالية:
-تفويض ؽبيئة تنظيمة اؼبسؤولية أي ؼبهنة احملاسبة مع االحتفاظ بالسلطة مثل العالقة اؼبوجودة بُت ( SECو )FASB؛
-وضع اؼبسؤولية يف يد مهنة احملاسبة مع اؼبراقبة من قبل ىيئة حكومية؛
-وضع اؼبسؤولية والسلطة يف أيدي أصحاب اؼبهنة ،كما يتضح يف اؼبعهد الكندي احملاسيب القانوين (.)CICA
يلخص ) (Peasnellإىل أنو فقط عندما تكوف السلطة واؼبسؤولية يف أيدي ىيئة ؿباسبية مهنية ،كما ىو اغباؿ يف كندا يكوف لإلطار
اؼبفاىيمي لو دورا مهما وواضح ،حيث يقل إستخدامو يف األشكاؿ اؼبؤسساتية األخرى ومن بُت األثار الضمنية ؽبذا االستنتاج ىو أف االطار
اؼبفاىيمي للمعهد الكندي يلعب دورا أكثر من االطار اؼبفاىيمي يف الواليات اؼبتحدة(Peasnell, 1982, p. 250).
يبدو أف التجربة اعبزائرية ال تدعم فرضية ( )Dopuch & Sunderوإستنتاج ) )Peasnellبأف اإلطار اؼبفاىيمي ليس لو أنبية عندما
تتحكم اغبكومة بشكل كامل يف احملاسبة ،رغم أنو مل يكن ىناؾ إطار تصوري واضح عند إصدار القانوف( )11-07اال أنو يشمل بشكل غَت
مباشر أىم مستويات البناء اؽبرمي لإلطار اؼبفاىيمي ،على الرغم من أف اإلصالحات االقتصادية اؼبوجهة كبو السوؽ اليت بدأت هبا اعبزائر يف هناية
التسعينات قد خلقت اغباجة اؼبلحة لوجود نظرية ؿباسبة ومعايَت ؿباسبية جديدة ،إال أف وضع اؼبعايَت احملاسبية اليزاؿ يقع على عاتق اغبكومة ،وقد
يعود إحتفاظ اغبكومة بسلطة التحكم يف احملاسبة اؼبالية إىل حد كبَت إىل حقيقة أف معظم الشركات التزاؿ فبلوكة للدولة أو لديها معظم األسهم.
ويوافق اختيار اعبزائر مع أحد األشكاؿ اؼبؤسساتية اؼبذكورة سابقا يف وضع اؼبعايَت احملاسبية.
قد هبادؿ البعض بأف مسؤولية وضع اؼبعايَت احملاسبية يبكن تفويضها ؼبهنة احملاسبة بينما ربتفظ الوزارة اؼبالية بالسلطة ،مع ذلك مل يكن ىذا
فبكنا ،وقد يكوف السبب الرئيسي أف مهنة احملاسبة يف اعبزائر يف ذلك الوقت مل تكن لديها القدرة الكافية على التنظيم الذايت من جهة و ومل يكن
لديها اػبربة يف التعامل مع مرجعية إقبلوساكسونية زبتلف عن سابقتها .
يف الواقع ،تتمتع وزارة اؼبالية من خالؿ ؾبلس الوطٍت للمحاسبة باؼبسؤولية والسلطة التنظيمية لوضع اؼبعايَت احملاسبية و إال أهنا أسست برنامج
ؼبراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل حيث مت تعيُت فيو ؾبموعة عمل إلجراء تقييم شامل لتطبيق النظاـ احملاسيب اؼبايل وطرح اقًتاحات ؼبراجعتو دبا يتوافق
والتغَتات يف اؼبعايَت احملاسبية الدولية ،واليت تتضمن 14عضوا ( 12من فبارسي مهنة احملاسبة 02،فبثلي اجمللس الوطٍت للمحاسبة) ،إدراج أصحاب
مهنة احملاسبة يف عملية وضع اؼبعايَت تعد خطوة إهبابية تساعد على القضاء على العديد من اؼبشكالت احملاسبية اليت واجهت تطبيق النظاـ احملاسيب
أوؿ مرة ،وكذا أف إدراجهم يعد خطوة مهمة اليت سوؼ تراعي أكثر أنبية تطوير إطار تصوري يساعد أصحاب اؼبصاحل.
وعليو نستنتج أف ىناؾ مدخليُت أساسُت لوضع اؼبعايَت احملاسبية أو تنظيم العمل احملاسيب يف إقتصاديات السوؽ .األوؿ اؼبدخل األقبلوسكسوين
الذي يتضمن تطوير اإلطار اؼبفاىيمي واؼبعايَت احملاسبية من قبل أصحاب مهنة احملاسبة؛ واؼبدخل الثاين (األؼباين/الياباين/الفرنسي) الذي ال يتضمن
إطار مفاىيمي وىو األكثر تواجها كبو التنظيم اغبكومي يف وضع اؼبعايَت احملاسبية .
نستنتج أف اعبزائر تدمج بُت ىذاف اؼبدخالف ويقوي ىذا االستنتاج ؿباولة اعبزائر يف ربقيق التوافق مع اؼبعايَت احملاسبية الدولية سواء يف
النسخة األوىل من النظاـ احملاسيب اؼبايل ويف مشروع مراجعتو وىذا ما يثبت توجهها إىل اؼبدخل االقبلوساسكوين وكذلك بإشراؾ مهنيُت يف عملية
مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل ،وىذا ما قد يضمن األخذ بعُت االعتبار اعبانب الفكري يف عملية وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة أف ؾبلس اؼبعايَت
احملاسب ية يعتمد على اإلطار اؼبفاىيمي ويعتربه كمرجع ودستور للمعايَت احملاسبية ونقطة وصل بُت ـبتلف اؼبعايَتالدولية ،كما تأخذ اعبزائر من
اؼبدخل (االؼباين ،الياباين ،الفرنسي ) يتمثل ذلك يف عملية يف إنشاء ؾبلس وطٍت للمحاسبة ربت سلطة الوزير اؼبكلف ؤءالباؼبالية ،يتوىل مهاـ
االعتماد والتقييس احملاسيب ،وتنظيم ومتابعة اؼبهن ،وذلك حسب اؼبادة 04من القانوف رقم ( )01-10الصادر يف 29جواف 2010واؼبتعلق
دبهن اػببَت احملاسب وؿبافظ اغبسابات واحملاسب اؼبعتمد.
فمراجعة االطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل دبا يتوافق مع االطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت احملاسبية الدولية يضمن بناء معايَت ؿباسبية جزائرية
متوافقة مع ) (IFRSمن جهة ويعطي للنظاـ احملاسيب اؼبايل قبوال دوليا .وكذلك قد هبنبها الوقوع يف اؼبشاكل احملاسبية السابقة ،حيث كانت اؼبعلومة
احملاسبية موجهة فقط لتلبية إحتياجات اال قتصاد الكلي وترؾ الكثَت من اللوائح اعببائية والقانونية األخرى ،اليت كاف لديها القليل من األسس
النظرية ،وىذا فبا عزز قبوؿ اؼبدخل القائم على وجود إطار مفاىيمي.
-4.IIIواقع اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي :ينظر إىل اإلطار اؼبفاىيمي من خالؿ اجملالس مثل (FASBو )IASBعلى أنو
وسيلة دفاع وضباية ؽبما( Zezhongو ، 1997 ، Aixiangصفحة ،)290إال أف النموذج اعبزائري من خالؿ النظاـ احملاسيب اؼبايل مل يعطيو
أنبية كبَتة رغم وجوده ردبا ألنو عمال حكومي والدور اغبكومي اؼبركزي يف وضع اؼبعايَت قد عزز قبوؿ اؼبعايَت احملاسبية ،رغم عدـ وجود إطار تصوري
واضح يف طيات القوانُت واؼبراسيم والقرارات الصادرة من اعبهات الوصية.
فقد يتم إنتقاد ىذه الطريقة من اعبهات غَت مؤيدة للتدخل اغبكومي وتسييس وضع اؼبعايَت احملاسبية ،ولكن قد يربر من خالؿ اغباجة
إىل التحوؿ من ـبطط حسابات إىل معايَت ؿباسبية ألف لو ترؾ برنامج وضع اؼبعايَت احملاسبية يف يدي اؽبيئات اؼبهنية اليت كانت يف ذلك الوقت
تفتقر إىل اػبربة قد يأرؽ ذلك تطبيق مدخل اؼببٍت على إطار مفاىيمي يف اعبزائر ،ال ننكر وجود مشاكل يف مدخل وضع اؼبعايَت احملاسبية الذي
تسيطر عليو اغبكومة وتتمثل اؼبشكلة الرئيسية يف حقيقة أف اغبكومة سبيل إىل السماح باللوائح اعببائية وغَتىا من التأثَت على العديد من القضايا
احملاسبية ،وبالتايل فإف تسبيق الواقع االقتصا دي على اعبانب القانوين يتحوؿ إىل ربقيق التوزاف بينهم أو اؼبيل للطرؼ األوؿ ،فبا قد يؤثر على
مصداقية اؼبعلومات .وعليو البد من تطوير إطار تصوري منفصل عن اؼبعايَت احملاسبية ،ومن اؼبمكن تطوير ثالث فبيزات يف االطار التصوري :
دليل تفصيلي وصفي يصف اؼبمارسة اغبالية أو يقننها ؛
دليل توجيهي ،والذي يوفر إرشادات بشأف ما هبب أف يكوف ؛
إعالف أساسي تأسيسي ،والذي وبدد اؼبصطلحات األساسية والقضايا األساسية ،ويضع اؼببادئ األساسية اليت هبب اتباعها.
ردبا يكوف من الصعب العثور علىإطار تصوري يتميز دبختلف اؼبميزات اؼبذكورة سابقا أو احملاولة يف اؼبزج بينها ،البعض منها يكوف إلزاميا
مثل اػبصائص النوعية اؼبعلومات اؼبالية ،واألخر يكوف وصفي مثل شروط اعًتاؼ والقياس ،ومن اؼبستحسن أف يكوف اإلطار التصوري توجيهي
أكثر من وصفي ،وذلك بغرض تطوير اؼبعايَت احملاسبية اعبديدة ،وإذا كاف ىدؼ ىو ربقيق التوحيد أو تنسيق بُت النظرية واؼبمارسات احملاسبية
فيكوف حىت ربليل الوصفي إلزامي ،حيث نالحظ أف اإلطار التصوري نسخة 2007للنظاـ احملاسيب اؼبايل أقل اكتماال مع اإلطار اؼبفاىيمي
نسخة 2001للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ،كما فيو إختالفات مع اإلطار اؼبفاىيمي للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدويل نسخة ،2018حيث
أف اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل يتجنب أو يتجاىل القضايا األساسية أو يفشل يف التوسع يف اؼبوضوعات اليت ال تقل أنبية ،وعليو يبكننا
القوؿ أنو غَت قادر على توفَت إرشادات توجيهية ؼبراجعة وتطوير اؼبعايَت احملاسبية اعبزائرية أو ؼبقدمي اؼبعلومات احملاسبية وحىت مستخدميها ،حيث
أوال ال وبدد مستخدمي القوائم اؼبالية وال يعًتؼ بإختالفات احتياجات اؼبعلومات بُت ؾبموعات اؼبستخدمُت اؼبختلفة ،وثانيا ال يعًتؼ صراحة
بأنبية خاصية اؼبالئمة ،وال يويل اىتماـ بأنبية اػبلو من اػبطأ كبعد رئيسي للمعلومة اؼبوثوقة ،كما أنو يفشل يف ربديد التكلفة والعائد من اؼبعلومة
الذي يعد عائقا رئيسيا يف إنتاج معلومات مفيدة ،ففشل يف توفَت إطار مرجعي لكيفية إستخداـ اػبصائص النوعية يف إعداد واستخداـ القوائم
بشكل صحيح ،بل قدمها يف ملحق اؼبصطلحات من القرار الوزارياحملدد لقواعد التقييم واحملاسبة ؿبتوى الكشوفات اؼبالية وعرضها وكذا مدونة
اغبسابات وقواعد سَتىا الصادر يف ، 2008/07/27وىذا غَت كاؼ ،كما يربر إىل حد كبَت التضارب بُت بعض اػبصائص النوعية ،فضال
عن عدـ تفعيلها .عالوة على ذلك ،مل يناقش مفهوـ اغبفاظ على رأس اؼباؿ وال يعًتؼ صراحة باستخدامو .لذلك على الرغم من أف اإلصالح
االقتصادي قد قلل وسيقلل بشكل أكرب م ن التدخل اؼبباشر يف شؤوف األعماؿ من قبل اغبكومة ،إال أف تلبية احتياجات اغبكومة من اؼبعلومات ال
تزاؿ تعترب أىم ىدؼ للمحاسبة اؼبالية وإعداد الكشوفات اؼبالية .وعليو هبب دراسة اؼبناىج البديلة لتلبية احتياجات اغبكومة من اؼبعلومات .أيضا
قد يؤدي االحتفاظ باغبكومة كمستخدـ أساسي إىل إعاقة ت طويراقتصاد السوؽ على اؼبدى الطويل بسبب تدخل اغبكومة احملتمل يف أنشطة
السوؽ.ومن نقاط الضعف األخرى يف اإلطار التصوري أنو يكوف قد وضع بعض القيود (ردبا غَت الضرورية) على تطويراؼبزيد من اؼبعايَت .يعتمدنظاـ
التكلفة التارىبية وبتجاىل تغَتات األسعار واستبعاد القياس البديل ويوفر ؾباال صغَتا لتطوير اؼبعيار احملاسيب لتغيَت األسعار .وفبكن تلخيص
مشكالت االطار التصوري اغبايل على النحو التايل:
يفتقر إىل االطار النظري؛
نطاقو ضيق ،حيث يرتكز بشكل أساسي على عناصر القوائم اؼبالية بينما يفتقر إىل اؼبناقشة الكافية لبعض القضايا احملاسبية؛
مل يتم إشتقاقو من اؼبمارسات احملاسبية اعبزائرية لكنو مأخوذ من اإلطار اؼبفاىيمي نسخة 2001للمجلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية ،ىذا
ما هبعلو متخلف عن السياؽ اعبزائري؛
يبدو اإلطار التصوري الصادر ضمنيا يف النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة ،2007أقل إكتماال وتعقيدا واإلطار التصوري غَت اؼبكتمل يكوف
أساس ضعيف لتطوير معايَت أخرى ،فبا نضطر إىل اللجوء إىل مصادر أخرى لوضع ومراجعة اؼبعايَت احملاسبية ،ويف إطار عملية مراجعة النظاـ
احملاسيب اؼبايل البد أوال من مراجعة اإلطار التصوري وتكيفيو مع اإلطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت احملاسبية الدولية من أجل تقليص الفجوة بينهما من
جهة ،ومن ج هة أخرى البد أيضا من مراجعتو دبا يتكيف والبيئة احملاسبية اعبزائرية ومتطلباهتا وإحتياجات مستخدمي القوائم اؼبالية ،وذلك من أجل
اؼبسانبة يف تفعليو كدليل توجيهي لتطوير اؼبعايَت وتطبيقها.
-5.IIIالبناء الهرمي لإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي :يعترب اإلطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية بناء نظريا يف شكل ىرمي
بثالث مستويات ربدد أىم مكوناتو كنقطة إنطالؽ ؽبذا البناء ،يبثل اؼبستوى األوؿ األىداؼ اؼبسندة للتقارير اؼبالية ،أما اػبصائص النوعية
للمعلومات اؼبالية سبثل اؼبستوى الثاين الذي يعترب حلقة وصل ،أما اؼبستوى الثالث فهو مكونات عناصر القوائم اؼبالية واعبوانب العملية للمحاسبة
(ىواـ و سالمي ،2019 ،صفحة .)196ويبكننا توضيح ذلك أكثر من خالؿ الشكل التايل:
إف اإلطار اؼبفاىيمي ال ينفصل عن السياؽ اإلقتصادي واإلجتماعي الذي أعد فيو ،فبالنظر لإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل قبد أنو
إقتبس اػبصائص النوعية للمعلومات اؼبالية بشكل واضح ،ولكن دوف ربديد األىداؼ ومستخدمي القوائم اؼبالية ،حيث أف ربديد اػبصائص
النوعية للمعلومات دوف ربديد مستخدميها بإعتبارىا نقطة إنطالؽ وبناء لباقي اؼبستويات يف اإلطار اؼبفاىيمي ،يؤدي ذلك إىل إنتاج إطار فكري
مبهم وغامض.أكد ؾبلس اؼبعايَت احملاسبية الدولية من خالؿ اإلطار اؼبفاىيمي نسخة 2018على أف ىدؼ اؼبعلومات اؼبالية ومستخدميها ىو
حجر األساس لبناء اإلطار اؼبفاىيمي ،أما العناصر األخرى اؼبتبقية من مفهوـ الوحدة احملاسبية واػبصائص النوعية وغَتىا فهي تنبثق بصفة منطقية
من ىذا اؽبدؼ .وعليو اليبكننا إعتبار اإلطار التصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل إطارا مفاىيميا باؼبعٌت للمفهوـ ،من جهة أخرى إف اؼبعايَت احملاسبية
الدولية اليت تطبق أساسا على الشركات وؾبموعات الشركات ذات اغبسابات االجتماعية اؼبدؾبة واؼبقيدة يف البورصة ،بينما يشمل االقتصاد اعبزائري
على نسبة كبَتة من اؼبؤسسات الصغَتة واؼبتوسطة سبثل % 99.9من النسيج االقتصادي الوطٍت( (عطية ،مرىوف ،و مرحوـ ،2021 ،صفحة
)245وعليو فهناؾ إختالؼ جوىري يف الفئة اؼبعنية بُت اإلطار اؼبفاىيمي لإلبالغ اؼبايل والنظاـ احملاسيب اؼبايل.
-6.IIIتحيين اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي :إف الغرض الرئيسي من صياغة اإلطار اؼبفاىيمي ىو تشكيل أساس لوضع
اؼبعايَت احملاسبية حيث يعترب تطوره ربوال من اؼبدخل التقليدي يف وضع اؼبعايَت احملاسبية إىل مدخل معياري قائم على إطار مفاىيمي متفق عليو،
فعدـ مراجعتو قد يشكك يف إستخدامو كقاعدة لبناء معايَت ؿباسبية ويبكننا إستخالص فبا عرضناه سابقا أىم التوصيات اليت هبب أخذىا بعُت
اإلعتبار لبناء إطار تصوري للنظاـ احملاسيب اؼبايل:
إصدار اإلطار التصوري يف نسخة مستقلة عن اؼبعايَت احملاسبية؛
إعادة بناء اؼبستويات اؽبرمية لإلطار التصوري وربديدىا بدقة وخاصة اؽبدؼ من القوائم اؼبالية ومستخدميها؛
التأصيل النظري ألي معايَت مستقبلية الذي من شأنو تقليل األراء واألحكاـ الشخصية يف وضع اؼبعايَت وتطبيقها؛
إصدار إطار تصوري واضح ودبثابة دستور الذي وبتكم إليو احملاسبُت يف إختيار اؼبمارسات احملاسبية وترشيد عملهم (اإلعًتاؼ،القياس
والعرض)؛
بناء إطار تصوري يضمن اإلتساؽ فيما بُت اؼبعايَت وعدـ وجود تناقضات؛
وضع إطار تصوري مرجعي يبكن أف يساعد يف تطوير أداء اؼبراجعُت يف إبداء رأيهم حوؿ القوائم اؼبالية؛
زيادة مستوى الوعي والفهم للجوانب النظرية اؼبتصلة بإعداد القوائم اؼبالية واؼبعلومات اليت ربويها؛
بناء إطار تصوري يساع د اجمللس الوطٍت للمحاسبة على تنظيم السياسات احملاسبية و تطوير اؼبعايَت اؼبستقبلية الالزمة لضماف حل اؼبشكالت
ومعاعبة القضايا احملاسبية اؼبستقبلية بطريقة متسقة مع اؼبعايَت األخرى.
وضع إطار تصوري واضح من خالؿ أقسامو أو أجزائو (التعاريف ،معايَت اإلثبات والقياس؛ خصائص اؼبعلومات اؼبالية ،خصائص
اؼبستخدمُت ) وذلك من أجل اؼبساعدة على إستبعاد بعض اؼبمارسات وتوفَت أساسا متينا لوضع فبارسات معينة ألف صفة العمومية لن
تساعد كثَتا يف ىذا اجملاؿ.
-IVالخالصة:
وبقق اإلطار اؼبفاىيمي العديد من الفوائد منها تقليص اعبهد بالنسبة للجهة اؼبنظمة للسياسات احملاسبية ،فاؼبشاكل احملاسبية تتشابو يف
عناصرىا والكثَت من ىذه العناصر ال هبب مناقشتها من جديد يف كل مرة .وأخَتا يساعد اإلطار الفكري(اؼبفاىيمي) على زبفيض الضغوطات
السياسية اليت تتعرض ؽبا اعبهات اؼبنظمة للممارسات احملاسبية ،إذ يبكن ؽبذه اعبهات أف توضح أف معايَتىا تشتق من ؾبموعة معقولة ومتماسكة
من اؼببادئ فبا يزيد بدرجة كبَتة من مصداقية القوائم اؼبالية اليت تعد طبقا ؽبذه األسس.
بعد مناقشة اؼبداخل اؼبختلفة لتطوير معايَت ؿباسبية توصلنا إىل أف اإلطار اؼبفاىيمي يلعب دورا مهما يف وضع اؼبعايَت احملاسبية وخاصة يف
فًتة التحوؿ من االقتصاد اؼبخطط إىل اقتصاد السوؽ وعليو يبكن النظر لالطار اؼبفاىيمي للمعايَت احملاسبية الدولية كمرجع ودليل يبكن من خاللو
تطويرمعايَت ؿباسبية تناسب و توجهات اعبزائر كبو إقتصاد السوؽ.
يبدو اإلطار التصوري الصادر ضمنيا يف النظاـ احملاسيب اؼبايل نسخة ،2007أقل إكتماال واإلطار التصوري غَت اؼبكتمل يكوف أساس
ضعيف لتطوير معايَت أخرى ،فبا نضطر إىل اللجوء إىل مصادر أخرى لوضع ومراجعة اؼبعايَت احملاسبية ،ويف إطار عملية مراجعة النظاـ احملاسيب اؼبايل
ومع تبٍت اؼبدخل االقبلوسكسوين يف إصالح منظمومتها احملاسبية البد أوال من مراجعة اإلطار التصوري وتكيفيو مع اإلطار اؼبفاىيمي جمللس اؼبعايَت
احملاسبية الدولية من أجل تقليص الفجوة بينهما من جهة ،ومن جهة أخرى البد أيضا من مراجعتو دبا يتكيف والبيئة احملاسبية اعبزائرية ومتطلباهتا
وإحتياجات مستخدمي القوائم اؼبالية ،وذلك من أجل اؼبسانبة يف تفعليو كدليل توجيهي لتطوير اؼبعايَت وتطبيقها.
-مالحق:
الجدول :1اإلطار التصوري للنظام المحاسبي المالي
القانون
محتواها العنوان المواد
/المرسوم
2007/11/25
المؤرخ في
ؾباؿ التطبيق؛ مفهوم ومحتوى اإلطار 07/06
اؼببادئ واإلتفاقيات؛ التصوري
يعرؼ اؼبفاىيم (األصوؿ واػبصوـ واألمواؿ اػباصة واؼبنتجات واألعباء)
02
يهدؼ اإلطار التصوري إىل اؼبساعدة على : 03
تطوير اؼبعايَت؛
ربضَت الكشوفات اؼبالية؛ أهداف االطار التصوري
تفسَتاؼبستعملُت للمعلومة اؼبتضمنة الكشوفات اؼبالية؛
إبداء الرأي حوؿ مدى مطابقة الكشوؼ اؼبالية مع اؼبعايَت
المرسوم التنفيذي رقم 158-08
المبادئ
المؤرخ في 2008/05/06
-1إستقاللية الكياف؛ -2وحدة القياس؛ -3األنبية النسبية؛ -4اغبيطة ؛ -5إستقاللية الدورات؛ -6ديبومة
الطرؽ احملاسبية؛ -7التكلفة التارىبية؛ -8ثبات اؼبيزانية اإلفتتاحية؛ -9أسبقية الواقع اإلقتصادي على اؼبظهر
القانوين؛ -10الصورة الصادقة؛ -11عدـ اؼبقاصة؛ -12القيد اؼبزدوج ؛ -13صراحة الرباىُت (تربير المبادئ واالتفاقيات
الوقائع) الخصائص النوعية 5إىل 19
الفرضيات للمعلومات المالية
* ؿباسبة االلتزاـ ؛ * االستمرارية
الخصائص النوعية للمعلومات المالية
الوضوح قابلة اؼبقارنة اؼبوثوقية اؼبالئمة
تعريف األصول والخصوم
تحديدالمفاهيم 20إىل26
-األصول :ىي مورد ربت رقابة اؼبؤسسة ناجم عن أحداث سابقة يتوقع أف وبقق منافع إقتصادية ؛
-الخصوم :ىي إلتزاـ حايل ناجم عن حدث سابق يتوقع من تسويتو خروج منافع إقتصادية؛
تعريف األعباء والمنتجات
-األعباء :ىي تناقص اؼبنافع اإلقتصادية خالؿ الدورة يف شكل إلبفاض األصوؿ أو زيادة اػبصوـ؛
-اإليرادات :ىي زيادة اؼبنافع اإلقتصادية خالؿ الدورة يف شكل زيادة األصوؿ أو نقص اػبصوـ
-إكتساب رقم أعمال :ىو مبيعات البضائع واؼبنتوجات اؼبباعة وسلع وخدمات مقومة عى أساس سعر البيع تحديد كيفة إكتساب رقم
28-27
دوف إحتساب الرسوـ وؿبقق من طرؼ الزبائم يف إطار النشاط العادي واؼبعتاد. األعمال والنتيجة
المصدر :من إعداد الباحثُت.
10
. Khouatra, D. (2018, OCTOBRE 25). L’intégration des normes comptables internationales IAS-IFRS dans les
systèmes comptables francophones cas du Système Comptable Financier algérien. HAL-ARCHIVES-
OUVERTER.FR, p. 10.
11
. Le Manh, A., & Ramond, O. (2011). Determining a Consistent Set of Accounting and Financial Reporting
Standards. 32ème congrès de l'AFC Comment établir des normes comptables cohérentes et admises par les parties
prenantes ? Montpellier : France.
12
. Le Roy, F., Fernandez, A.-S., & Pierrot-Platet, F. (2018). Chapitre 3. La coopétition entre le FASB et l’IASB
pour la normalisation comptable. En Reporting, innovations et société.
13
. Miller, P. B. (1985). The conceptual Farmework myths and realities. Journal of accounting, 159(3.)
14
. Peasnell, K. (1982). The Function of a Conceptual Framework for Corporate Financial Reporting. Accounting
and Business Research, págs. 243-256.
15
. Rappaport, A. (1977). Economic Impact of Accounting Standards-Implications for the FASB.”. Journal of
Accountancy, (May), 89-98.
16
. Solomons, D. (June de 1986). The FASB'S Conseptual Framework: An Evaluation. Journal of Accountancy.
17
. Zezhong , X., & Aixiang , P. (1997 ). Developing Accounting Standards on the Basis of a Conceptual
Framework by the Chinese Government. The International Journal of Accounting,, Vol. 32, No. 3( 0020-7063 ),
págs. pp. 279-299.
تجربة دول السعودية ومصر و كماليزيا: استراتجيات توفيق المعايير الوطنية والعربية للتوافق مع عولمة المعايير المحاسبية الدولية.)2004( . ـ. س, حسن علي.18
.)26( ؾبلة البحوث التجارية. دراسة اختبارية دولية مقارنة-ومجلس التعاون لدول الخليج العربية
جامعة. شهادة لنيل أطروحة الدكتوراه. تقييم المداخل الحديثة في بناء معايير المحاسبة وأثرها على جودة التقارير المالية.)2012( . ـ. ؼ, ضبدي علي.12
. مصر،حلواف
الخيارات المحاسبية لتحيين النظام المحاسبي المالي بين المعايير الكاملة والمعيار الخاص بالمؤسسات.)2021( . ـ, & مرحوـ,. ـ, مرىوف,. خ, عطية.20
.págs. 245-265 ,)2(8 , ؾبلة اؼبالية واألسواؽ.- دراسة تحليلية- الصغيرة والمتوسطة
.3 العدد, اجمللة العلمية للبحوث والدراسات التجارية. اختيار المعايير المحاسبية بين االعتبارات النظرية والعلمية.)1225( . ـ. ح, قادوس.21
ؾبلة األرصاد للدراسات. لمجلس معايير المحاسبة الدولية8102 مفاهيم التقرير المالي في ضوء اإلطار المفاهيمي.)2012( . ا, &شرشافة,. ب,كيموش.22
.)1(2 ,االقتصادية واالدارية
ؾبلة الدراسات اؼبالية. نحو إطار فكري للتوافق المحاسبي الدولي –دراسة تحليلية انتقادية لدور لجنة معايير المحاسبية الدولية.)2000( . ؽ. أ, متويل.23
.)3( كلية التجارة،التجارية
.)32 الرماح للبحوث والدراسات(العدد. اإلطار المفاهيمي للنظام المحاسبي المالي بين النظرية والقواعد التشريعية.)2012( . ـ, & سالمي,. ج, ىواـ.24
- 235 -
_________
عمر الفاروق زرقون ،خديجة عطية ،مسعود كسكس ،مراجعة اإلطار التصوري لمنظام المحاسبي المالي كمرجعية لمعايير متسقة ومتوافقة دوليا( ،ص.ص)222-222
يتم االحتفاظ حبقوؽ التأليف والنشر عبميع األوراؽ اؼبنشورة يف ىذه اجمللة من قبل اؼبؤلفُت اؼبعنيُت وفقا لػ رخصة المشاع اإلبداعي نَسب
المصنَّف -غير تجاري -منع االشتقاق 0.1دولي (.)CC BY-NC 4.0 ُ
المصنَّف -غير تجاري -منع االشتقاق
المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية مرخصة دبوجب رخصة المشاع اإلبداعي نَسب ُ
0.1دولي(.)CC BY-NC 4.0
The copyrights of all papers published in this journal are retained by the respective authors as per
the Creative Commons AttributionLicense.
Algerian Review of Economic Developmentis licensed under a Creative Commons Attribution-
Non Commercial license (CC BY-NC 4.0).